الدخول إلى الحياة 5
كلمات الله اليومية اقتباس 520
خلال هذه الفترة التي تَبِعَ فيها بطرس يسوع، كان لبطرس آراء عديدة بشأنه، وكان دائمًا يحكم عليه من وجهة نظره الخاصة. ومع أنه كان يمتلك درجة معيّنة من الفهم للروح، لم يكن فهمه واضحًا تمام الوضوح، إلا أن بطرس لم يكن على قدر كبير من الاستنارة، ويتضح ذلك من قوله: "لا بُدّ أن اتبع ذاك الذي أرسله الآب السماوي؛ لا بُدّ أن أعترف بذاك الذي اختاره الروح القدس". لم يفهم الأشياء التي صنعها يسوع، ولم تكن واضحة له. وبعدما تبعه لفترة، بدأ ينمو في داخله اهتمام بما كان يفعله يسوع وبما كان يقوله، وأيضًا بيسوع نفسه. أصبح يشعر بأن يسوع يحفّز كلاً من المشاعر والاحترام؛ لقد أحب أن يرتبط به، وأن يمكث بجانبه، وقد قوّاه وساعده في ذلك الإنصات إلى كلمات يسوع. وبمرور الوقت، وبينما هو يتبع يسوع، أضحى بطرسُ مُلاحظًا في قلبه كل ما يخصّ حياة يسوع: أفعاله وكلماته وحركاته وتعبيراته. واكتسب بطرس فهمًا عميقًا لحقيقة أن يسوع لم يكن مثل أي إنسان عادي. فمع أن مظهره كإنسان كان طبيعيًا إلى أبعد الحدود، فإنه كان مملوءًا محبةً وإشفاقًا وتسامحًا تجاه الإنسان. كل ما فعله أو قاله كان ذا قيمة بالغة في مساعدة الآخرين، وكان بطرس بجواره يَرقُب ويتعلّم أشياءً لم يكن قد رآها أو اقتناها من قبل. رأى أن يسوع – مع أنه لم تكن لديه بنية عملاقة أو إنسانية خارقة – إلا أنه كانت تحيطه حقًا هالة غير عادية على الإطلاق. ومع أن بطرس لم يستطع أن يصفها بدقّة، إلا أنه قد لاحظ أن يسوع كان يتصرف على نحو مختلف عن كل مَن سواه؛ فقد كان يفعل أشياءَ تختلف كل الاختلاف عمّا يفعله االأشخاص العاديون. وبمرور الوقت الذي كان يتعامل فيه مباشرةً مع يسوع، أدرك بطرس أيضًا أن شخصية يسوع كانت مختلفة عن شخصية الإنسان العادي. كان دائمًا يتصرف على نحو ثابت، ولم يكن أبدًا متعجلًا، ولم يكن يهوّل موضوعًا أو يسفّهه؛ وقد عاش حياته بطريقة تبيّن شخصيته التي كانت عادية وتدعو للإعجاب. وفي محادثاته، كان يسوعُ كيّسًا ولطيفًا ولبقًا، وصريحًا وبشوشًا، ولكنه كان أيضًا وقورًا ولم يفقد أبدًا هيبته أثناء قيامه بعمله. رأى بطرس أن يسوع كان أحيانًا صموتًا، ولكنه في أحيانٍ أخرى كان يتكلّم على نحو متواصل. أحيانًا كان يسعد للغاية لرؤيته يتحرّك بكل رشاقة وحيوية مثل حمامة، وفي أحيانٍ أخرى رآه في غاية الحزن حتى أنه لم يكن يتكلم مطلقًا، وكأنه أمٌ منهكة ومتعبة. رآه أحيانًا يملأه الغضب، وكأنّه جنديٌ شجاعٌ يهجم على الأعداء ليقتلهم، وأحيانًا كأنّه أسدٌ يزمجر. كان أحيانًا يضحك، وفي أحيانٍ أخرى كان يصلي ويبكي. أيًا كان ما يعمله يسوع، فإن بطرس أصبح يكنّ له حبًا واحترامًا لا حدود لهما. كانت ضحكة يسوع تغمره بالسعادة، وحزنه يملأه غمًا، وكان غضبه يخيفه؛ أما رحمة يسوع وغفرانه ومطالبه الصارمة من الناس فقد جعلته يحب يسوع حبًا حقيقيًا وأوجدت لديه توقيرًا حقيقيًا وشوقًا إليه. وبالطبع لم يدرك بطرس كل هذا إلا تدريجيًا بعد أن عاش ملاصقًا ليسوع لأعوامٍ قلائل.
من "كيفية تَعرّف بطرس على يسوع" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 521
كانت هناك نقطة تمثل الذروة في اختبارات بطرس، عندما كان جسده يكاد يكون مكسورًا كليةً، ولكن يسوع قد وهبه تشجيعًا من الداخل، وقد ظهر له مرةً. عندما كان بطرس يقاسي معاناةً هائلة وشهر وكأن قلبه مكسور، تحدّث إليه يسوع: "أنت كنت معي على الأرض، وأنا كنت هنا معك. وكنّا – على كل حال – في عالم روُحيّ حتى قبل أن نكون معًا في السماء. والآن فقد عُدت إلى العالم الروحي، وأنت ما تزال على الأرض. ذلك لأنّي لستُ من الأرض، ومع أنّك أنت أيضًا لست من الأرض، إلا أنه لا بُدّ أن تُكمِل عملك على الأرض. وبما أنّك خادم فلا بُدّ أن تتمّم واجبك على قدر استطاعتك". وقد تعزى بطرس بعدما سمع أنه يستطيع أن يعود ليمكث بجانب الله. عندما كان بطرس في مثل هذه الحالة من الضيق حتى أصبح طريح الفراش، شعر ساعتها بندم شديد حتى أنه قال: "إنّي في شدة الفساد، ولا أستطيع أن أُرضي الله". فظهر له يسوع، وقال له: "أنسيتَ بالحق يا بطرس القرار الذي اتّخذته أنت ذات مرة أمامي؟ أنسيتَ حقًا كل ما قلته لك؟ أنسيتَ تعهّدك الذي قطعته معي؟" رأى بطرس أن يسوع حقًا يكلّمه، فنهض من فراشه، وعزَّاه يسوع قائلًا له: "أنا لست من الأرض – قد أخبرتك بالفعل عن ذلك. هذا ما لا بُدّ أن تفهمه؛ ولكن هل نسيت شيئًا آخر أخبرتك عنه؟ كما قلت لك من قبل "أنت أيضًا لست من الأرض، لست من العالم". لديك الآن عملٌ عليك القيام به، لا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من الحزن، ولا يمكن أن تكون في مثل هذه الحالة من المعاناة. ومع أنه لا يمكن الآن أن يتعايش الناس مع الله في نفس العالم، إلا أنني لديّ عملي الخاص ولديك عمل عليك القيام به، وفي يومٍ ما عندما ينتهي عملك سوف نكون معًا في عالمٍ واحدٍ، وسوف أقودك لتكون معي إلى الأبد". استراح بطرس وأطمأنّ بعدما سمع هذه الكلمات. لقد عَرِفَ أن هذه المعاناة كانت شيئًا لا بُدّ أن يختبره ويتحمّله، وكان ذلك يشجّعه من ذلك الحين فصاعدًا. كان يسوع يظهر له في كل لحظة فاصلة، فيعطيه استنارة خاصة وإرشادًا، ويقوم بأعمال كثيرة فيه. ولكن ماذا كان أكثر شيء يدعو بطرس للندم؟ سأل يسوع بطرس سؤالًا آخر (مع أنه لم يُسجّل في الكتاب المقدس على هذا النحو) ولم تكن فترة طويلة قد مضت على قول بطرس "أنت هو ابن الله الحي"، وكان السؤال هو: "يا بطرس! هل سبق وأحببتني؟" فهم بطرس ما كان يعنيه يسوع من سؤاله، فقال: "يا رب! لقد أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّي أعترف بأنني لم أحبك قط". ثم قال يسوع: "إن كان الناس لا يحبّون الآب الذي في السماء، فكيف يستطيعون أن يحبّوا الابن الذي على الأرض؟ وإن كان الناس لا يحبّون الابن الذي أرسله الله الآب، فكيف يمكنهم أن يحبّوا الآب الذي في السماء؟ إذا أحب الناس الابن الذي على الأرض حقًا، فقد أحبّوا بالحقيقة الآب الذي في السماء". وحالما سمع بطرس هذه الكلمات أدرك قصوره. لقد كان دائمًا يشعر بالندم العميق حتى الدموع بسبب كلماته التي قالها: "لقد أحببت الآب الذي في السماء، ولكنّي لم أحبّك قط". بعد قيامة يسوع وصعوده شعر بطرس بحزن أعمق وندم أعظم بسبب هذه الكلمات عينها. وعندما كان يتذكّر عمله في الماضي ومكانته الحاليّة، كان في الغالب يأتي إلى يسوع في الصلاة، وكان دائمًا يشعر بالندم وبأنه مَدين لأنه لم يُرضِ إرادة الله، ولأنّه لم يَرْقَ إلى معايير الله. وهكذا أصبحت هذه القضايا أثقل أعبائه. قال بطرس: "يومًا ما سوف أُكرّس لك كل ما أملكه وكل كياني، وسوف أقدّم لك أغلى ما عندي، مهما كان". وأردف يقول: "يا الله! لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. حياتي لا تساوي شيئًا، وجسدي لا يساوي شيئًا. لديّ فقط إيمان واحد، وفقط حبٌ واحد. لديّ إيمانٌ بك في عقلي وحبٌ لك في قلبي؛ هذان هما فقط الشيئان اللذان أستطيع أن أقدمهما لك، وليس أي شيء آخر". كانت كلمات يسوع تشجّع بطرس بشكل رائع؛ ذلك لأن يسوع قبل أن يُصلَب قال لبطرس: "أنا لست من هذا العالم، وأنت أيضًا لست من هذا العالم". بعد ذلك عندما وصل بطرس إلى درجة كبيرة من الألم العظيم، ذكّره يسوع قائلًا له: "يا بطرس، هل نسيت؟ أنا لست من العالم، وقد رحلت عنه قبلك لأن لي عمل لا بُّد أن أعمله. وأنت أيضًا لست من العالم. هل نسيت؟ قلت لك مرتين، ألا تتذكر ذلك؟" أَنصتَ بطرس ليسوع ثم قال له: "لم أنس!" ثم قال يسوع: "لقد قضيتَ وقتًا سعيدًا من قبل في معيتي بالسماء، وقضيت فترةً من الزمن بجانبي. أنت الآن تفتقدني، وأنا أفتقدك. ومع أن المخلوقات لا تستحق ذكرها أمام عينيّ، كيف لي ألاّ أحب شخصًا بريئًا ومستحقًا للحب؟ هل نسيت وعدي؟ لا بُدّ أن تقبل المأمورية التي أسندتها لك على الأرض؛ ولا بُدّ أن تؤدي المهمّة التي ائتمنتك عليها. يومًا ما سوف أقودك بالتأكيد لتكون بجواري". ما أن سمع بطرس هذه الكلمات حتى تشجّع أكثر وصار له دافع أكبر، حتى أنه عندما كان على الصليب استطاع أن يقول: "يا الله! لا أستطيع أن أحبك بما يكفي! حتى إذا طلبت مني أن أموت، لا أستطيع عندئذٍ أن أحبك بما يكفي! أينما تُرسِل روحي، وسواء وفيت بوعودك السابقة أم لم تفِ بها، ومهما فعلت بعد ذلك، فإنّي أحبك وأؤمن بك". كان كل ما تشبّث به بطرس هو إيمانه وحبه الحقيقي.
من "كيفية تَعرّف بطرس على يسوع" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 522
والآن لعلّك ترى بوضوح الطريق الذي سلكه بطرس؛ ذلك لأنك إذا رأيت هذا بوضوح، فأنت بهذا ستتأكد من العمل الذي يُعمَل اليوم، فلن تتذمر، ولن تكون سلبيًا، ولن تشتاق إلى أي شيء. ينبغي عليك أن تختبر مشاعر بطرس في ذلك الوقت: لقد اجتاحه الحزن، فأصبح غير مكترث بالمستقبل أو بأية بركات. لم يسع في طلب الربح أو السعادة أو الشهرة أو الثروة من هذا العالم؛ بل سعى فقط ليحيا حياة ذات معنى، وهي أن يبادل الله محبته، وأن يكرّس لله أغلى الأشياء على الإطلاق؛ وعندئذ فقط سوف يشعر بالرضا في قلبه. كان بطرس في معظم الأحيان يصلى ليسوع قائلًا: "أيها الرب يسوع المسيح، لقد أحببتك في وقتٍ من الأوقات، لكنّها لم تكن محبة حقيقيّة؛ ومع أنني كنت أقول إني آمنت بِكَ، لكن لم تكن قَط محبتي لكَ بقلب صادق. كنت فقط أتطلع إليك، وأُعجَب بكَ، وأفتقدكَ؛ لكنني لم أكُن أكنُّ لكَ محبةَ حقيقية، كما لم يكن لديّ إيمانٌ حقيقي بكَ". كان بطرس دائمًا يصلي لكي يأخذ قراره، وكان يتشجّع باستمرار بفعل كلمات يسوع، والتي كان يحوّلها إلى دافعٍ لهُ. وبعد فترةِ من الاختبار، امتحنه يسوع فيما بعد ليحثّهُ على أن يكون أكثر توقًا إليهِ. صلى بطرس قائلًا: "أيها الرب يسوع المسيح، كم أشتاق إليكَ، وكم أتوقُ أن أتطلع نحوك. ينقصني الكثير جدًا، ولست أستطيع أن أرد لك محبتك. لذا اتضرعُ إليكَ أن تأخذني سريعًا؛ متى يحين الوقت الذي تحتاجني فتأخذني إليكَ؟ متى يجيء الوقت الذي أستطيع فيه أن أنظر إلى وجهك من جديد؟ لا أريد أن أعيش في هذا الجسد بعد الآن، لا أريد أن أستمر في فسادي، ولا أريد أن أتمرّد أكثر من ذلك. إنّي على استعداد أن أُكرّس لكَ كل ما أملكه بأسرع ما يمكنني، لست أريد أن أُحزِنَك ثانيةً". تلك كانت الطريقة التي كان يصلي بها بطرس، ولكنه لم يكن يعلم في ذلك الحين ما سوف يكمّله يسوع في داخله. ففي أثناء ضيقة امتحانه، ظهر له يسوع مرةً أخرى وقال له: "يا بطرس، أريد أن أجعلك كاملًا، حتى تصبح ثمرة؛ نعم! ثمرة تبلور عملي الذي جعلك إنسانًا كاملًا، تلك الثمرة التي أتلذذ بها. هل تستطيع حقًا أن تشهد لي؟ هل قمت بعمل ما أطلبه منك؟ هل عشت الكلمات التي نطقت بها؟ لقد أحببتني، ولكن مع حبك لي، هل عشت بحسب حياتي؟ ماذا فعلت لأجلي؟ أنت تعرف أنك لا تستحق حبي، ولكن ماذا فعلت لأجلي؟" رأى بطرس أنه لم يفعل شيئًا لأجل يسوع، وقد تذكّر قَسَمه فيما سبق بأن يبذل حياته لأجل الله. ولذا فإنه لم يَعُد يتذمر، وأصبحت صلواته فيما بعد أفضل بكثير مما كانت عليه قبل ذلك. صلى بطرس قائلًا: "أيها الرب يسوع المسيح، لقد تركتك ذات يوم، وأنت أيضًا تركتني في يومٍ من الأيام. لقد قضينا وقتًا بعيدًا عن بعضنا بعضًا، كما قضينا وقتًا في صحبة بعضنا بعضًا. ولكنك مع ذلك تحبني أكثر من أي شيء آخر. لقد تمرّدت عليكَ مِرارًا، وأحزنتك أيضًا مِرارًا. كيف لي أن أنسى مثل هذه الأشياء؟ إنّي احتفظ في ذهني دائمًا بذكرى العمل الذي قمت به فيّ والأمور التي ائتمنتني عليها؛ لم أنس ذلك أبدًا. فمن خلال العمل الذي قمت به فيّ حاولت بأقصى ما بوسعي. إنّك تعرف تمامًا ماذا يمكن أن أفعل، وتعرف أيضًا الدور الذي يمكنني أن أقوم به. أتمنى أن أخضع لترتيباتك، وسوف أُكرّس لك كل ما أملكه. أنت وحدك تعلم ما يمكنني أن أفعله لأجلك. ومع أن إبليس قد خدعني كثيرًا جدًا، وقد تمرّدت عليكَ، إلا أنّي أؤمن أنك لا تتذَكّرني بهذه التعدّيات، ولا تتعامل معي على أساسها. أتمنى أن أُكرّس لك حياتي بأكملها. لا أطلب شيئًا، كما أنّه ليس لي أي آمال أو خطط؛ وكل ما أتمنّاه هو أن أعمل وفق مقاصدك، وأن أفعل مشيئتك. سوف أشرب من كأسك المُرّة، وأنا مِلكُكَ، فقُدني كما تشاء".
عليكم أن تكونوا واضحين بخصوص الطريق الذي تسلكونه الآن؛ وعليكم أيضًا أن تكونوا واضحين بخصوص الطريق الذي سوف تسلكونه في المستقبل، ما هو العمل الذي سيتمّمه الله فيكم؟ وما هو الشيء الذي اُئتُمنتُم عليه؟ ربما تُمتَحَنُون في يومِ ما، فإذا ألهمَتْكُم وقتها اختبارات بطرس، يُعَد ذلك مؤشرًا على أنّكم بحق تسلكون في طريق بطرس. لقد امتدح الله بطرس من أجل إيمانه الحقيقي ومحبته الصادقة، وولائه لله. ولأجل أمانته وشوق قلبه لله، قد جعله الله كاملًا. إن كان لديك حقًا نفس محبة بطرس وإيمانه، فإن يسوع – بدون أدنى شك – سوف يجعلك كاملًا.
من "كيفية تَعرّف بطرس على يسوع" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 523
عندما وبّخ الله بطرس، صلى بطرس قائلًا: "إلهي! إن جسدي عاصٍ، وأنت توبخني وتدينني. ها أنّي أفرح بتوبيخك ودينونتك، وحتى إن كنت لا تريدني، ففي وسط دينونتك أرى شخصيتك المقدسة والبارة. إنني أشعر بالرضا عندما تدينني، كيما يرى الآخرون شخصيتك البارة في وسط دينونتك. إن كانت دينونتك تعبر عن شخصيتك وتسمح بظهور شخصيتك البارة لجميع المخلوقات، وإن كانت ستجعل محبتي لك أكثر نقاءً؛ بحيث أستطيع أن أحظى بشبه شخص بارّ، فإن دينونتك صالحة؛ لأنها هي إرادتك الرحيمة. أنا أعلم أنه لا يزال يوجد الكثير من التمرد داخلي، وإنني ما زلت لا أصلح لأن آتي قدامك. أتمنى أن تزيد من دينونتي، سواء بوضعي في بيئة تعاديني أو بمروري في ضيقات عظيمة؛ فمهما كان ما تفعله، فهو ثمين عندي. إن حبك لعميق جدًا، وأنا على استعداد للخضوع لترتيباتك دون أي شكوى". هذه هي معرفة بطرس بعدما اختبر عمل الله، وهي أيضًا شهادة على محبته لله. لقد أُخضعتم اليوم بالفعل – ولكن كيف يُعبَّر عن هذا الإخضاع فيكم؟ بعض الناس يقولون: "إن إخضاعي هو النعمة العظمى والتمجيد من الله. الآن فقط أدرك أن حياة الإنسان جوفاء وبلا مغزى، والإنسان يقضي حياته منشغلًا بإنجاب الأطفال وتربيتهم جيلًا بعد جيل، وفي النهاية لا يمتلك شيئًا. واليوم، بعد أن أخضعني الله، أرى أنه لا توجد قيمة للعيش بهذه الطريقة؛ إنها حقًا حياة بلا معنى. وربما أموت أيضًا وينتهي الأمر بهذه الطريقة!" هل يمكن أن يقتني الله مثل هؤلاء الناس الذين أخضعهم؟ هل يمكن أن يصيروا عينات ونماذج؟ مثل هؤلاء الناس هم عِبرَة في السلبية، فليس لديهم تطلعات، ولا يسعون جاهدين لتحسين أنفسهم! ومع أن مثل هؤلاء الناس السلبيين معدودون على إنهم أُخضعوا، إلا أنهم غير قادرين على نيل الكمال. قرب نهاية حياة بطرس، بعد أن كان قد تكمَّل، صلى قائلًا: "يا الله! لو كان لي أن أعيش بضع سنوات أخرى، لتمنيت أن أقتني حبًا أنقى وأعمق نحوك." وعندما كان على وشك أن يُسمَّر على الصليب، صلى في قلبه قائلًا: "إلهي! لقد حان وقتك الآن، حان الوقت الذي أعددته لي. يجب أن أُصلب من أجلك، ولا بُدّ أن أقدّم هذه الشهادة عنك، وآمل أن يفي حبي لك بمتطلباتك، وأن يصير أكثر نقاءً. واليوم، إنه لأمر مطمئن ومعزٍ أن أكون قادرًا على الموت من أجلك، وأن أُسمّرَ على الصليب من أجلك، لأنه لا يوجد ما يرضيني أكثر من أن أتمكن من أن أُصلب من أجلك وأُرضي رغباتك، وأن أكون قادرًا على أن أعطي لك نفسي، وأن أقدم لك حياتي. يا الله! كم أنت محبوب! لو سمحت لي أن أعيش، لازداد استعدادي لأن أحبك. طالما أنا على قيد الحياة، فسوف أحبك. آمل أن أحبك حبًا أكثر عمقًا. أنت تدينني وتؤدبني وتجربني لأنني لست بارًا، لأنني قد أخطأت. وهكذا تصبح شخصيتك البارة أكثر وضوحًا لي. هذه بركة لي، لأنني قادر على أن أحبك حبًا أكثر عمقًا، وعلى استعداد لأن أحبك بهذه الطريقة حتى لو كنت لا تحبني. أنا على استعداد أن أعاين شخصيتك البارَّة، فهذا يمنحني قدرة أكبر على أن أحيا حياة ذات معنى. أشعر أن حياتي الآن ذات معنى أكبر، لأنني صُلبت من أجلك، ويا له من معنى أن أموت من أجلك. ما زلت لا أشعر بالرضا، لأنني لا أعرف سوى القليل جدًا عنك، وأعلم أنني لا أستطيع إتمام رغباتك تمامًا، وأنني لم أردَّ لك إلا القليل جدًا. لم أستطع خلال حياتي أن أعود لك بجملتي، فأنا بعيد عن ذلك. وعندما أنظر إلى الوراء في هذه اللحظة، أشعر بأنني مدين لك بالكثير، وليس أمامي سوى هذه اللحظة للتعويض عن كل أخطائي وكل الحب الذي لم أردَّه لك."
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 524
يجب على الإنسان أن يسعى ليحيا حياة ذات معنى، وألا يكون راضيًا عن ظروفه الحالية. لكي يحيا الإنسان حياة بطرس، يجب أن يمتلك معرفة بطرس واختباراته. يجب على الإنسان أن يسعى إلى ما هو أعلى وأعمق. يجب عليه أن يسعى إلى محبة أعمق وأنقى نحو الله، وحياة ذات قيمة ومعنى. لأن هذه فحسب هي الحياة. عندها فقط يصير الإنسان مثل بطرس. يجب أن تركز على أن تكون فعَّالًا تجاه دخولك على الجانب الإيجابي، وألا تسمح لنفسك بالارتداد خانعًا من أجل راحة مؤقتة بينما تتجاهل حقائق أكثر عمقًا وأكثر تحديدًا وعملية بدرجة أكبر. يجب أن يكون حبك عمليًا، ويجب أن تجد طرقًا لتحرير نفسك من هذه الحياة الفاسدة الرغدة التي لا تختلف عن حياة الحيوانات. يجب أن تحيا حياة ذات معنى، حياة ذات قيمة، ويجب ألا تخدع نفسك، أو تعامل حياتك كأنها لعبة تلعب بها. لكل من يطمح لأن يحب الله، لا توجد حقائق لا يمكن الحصول عليها، ولا عدالة لا يستطيعون الثبات من أجلها. كيف يجب أن تعيش حياتك؟ كيف يجب أن تحب الله، وتستخدم هذا الحب لإرضاء رغبته؟ لا يوجد شيء أعظم من هذا في حياتك. بادِئ ذِي بَدْءٍ، يجب أن يكون لديك مثل هذه التطلعات والمثابرة، ويجب ألا تكون مثل أولئك الضعفاء الواهنين. يجب أن تتعلم كيف تختبر حياة ذات معنى، وأن تختبر حقائق ذات مغزى، وألا تعامل نفسك بسطحية على هذا النحو. دون أن تدرك ذلك، فسوف تمرّ حياتك منك دون أن تدري؛ ولكن هل بعد ذلك ستتاح لك فرصة أخرى لكي تحب الله؟ هل يمكن للإنسان أن يحب الله بعد موته؟ يجب أن يكون لديك نفس تطلعات بطرس وضميره؛ يجب أن تكون حياتك ذات مغزى، ويجب ألا تعبث بنفسك! يجب عليك كإنسان وكشخص يطلب الله أن تكون قادرًا على التفكير مليًّا في كيفية تعاملك مع حياتك، وكيف ينبغي عليك تقديم نفسك لله، وكيف ينبغي أن تقتني إيمانًا أكثر معنى بالله، وكيف ينبغي، طالما أنك تحبه، أن تحبه بطريقة أكثر نقاءً، وأكثر جمالًا، وأكثر صلاحًا. لا يمكنك اليوم الاكتفاء بطريقة إخضاعك فحسب، بل يجب أن تفكر أيضًا في الطريق الذي ستسلكه في المستقبل. يجب أن يكون لديك تطلعات وشجاعة لتصير كاملًا، ويجب ألا تفكر دائمًا في عدم مقدرتك. هل يميل الحق لتفضيل أشخاص بعينهم؟ هل يمكن للحق أن يعارض أُناسًا عمدًا؟ إذا كنت تسعى في أثر الحق، فهل يمكنه أن يغمرك؟ إذا كنت تقف راسخًا من أجل العدالة، فهل ستطرحك أرضًا؟ إذا كان طموحك حقًا هو في السعي للحياة، فهل يمكن للحياة أن تُضللك؟ إذا كنت بدون الحق، فهذا ليس لأن الحق يتجاهلك، بل لأنك تبقى بعيدًا عن الحق؛ إن كنت لا تستطيع التمسك بالعدالة، فهذا ليس لأنه يوجد ما هو خطأ في العدالة، ولكن لأنك تعتقد أنها لا تتوافق مع الحقائق؛ إذا لم تكن قد اقتنيت الحياة بعد أن سعيت في إثرها لسنوات عديدة، فهذا ليس لأن الحياة ليس لها ضمير من نحوك، ولكن لأنك أنت لا تملك ضميرًا نحو الحياة، وقد أقصيت الحياة جانبًا؛ إن كنت تعيش في النور، ولم تكن قادرًا على اقتناء النور، فهذا ليس لأنه من المستحيل أن يضيء النور عليك، ولكن لأنك لم تُبد أي اهتمام بوجود النور، ولهذا فقد رحل النور بهدوء مبتعدًا عنك. إن كنت لا تسعى، فلا يمكن إلا أن يُقال إنك نفاية بلا قيمة، وليس لديك شجاعة في حياتك، ولا روح لمقاومة قوى الظلام. إنك ضعيف جدًا! إنك غير قادر على الهروب من قوى الشيطان التي تحاصرك، ولست على استعداد إلا لتحيا هذا النوع من الحياة الآمنة والمؤمَّنة، وتموت في الجهل. ما يجب عليك تحقيقه هو سعيك لتنال الإخضاع؛ فهذا هو واجبك الملزم. إذا كنت مكتفيًا بأن تنال الإخضاع، فستدفع عنك وجود النور. يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية. يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 525
يوبِّخ الله الإنسان ويدينه لأن عمله يتطلب هذا، ولأن هذا ما يحتاجه الإنسان أيضًا. يحتاج الإنسان إلى التوبيخ والدينونة، وعندها فقط يستطيع أن يصل إلى محبة الله. إنكم اليوم مقتنعون تمامًا، لكنكم تصبحون في ورطة عندما تواجهون أدنى انتكاسة؛ لا تزال قامتكم صغيرة للغاية، ولا تزالون بحاجة إلى اختبار المزيد من هذا التوبيخ والدينونة من أجل تحقيق معرفة أعمق. إنكم تكنّون اليوم بعض الاتقاء لله، وتخافون الله، وتعرفون أنه الإله الحقيقي، لكنكم لا تحبونه حبًا كبيرًا، ولا حتى وصلتم لاقتناء حب صافٍ نحوه. معرفتكم معرفة سطحية للغاية، ولا تزال قامتكم ناقصة. عندما توجدون في بيئة حقًا، فما زلتم لا تقدمون شهادة، ودخولكم ليس فعَّالًا سوى بقدر ضئيل جدًا، وليس لديكم فكرة عن كيفية الممارسة. معظم الناس سلبيون وغير نشطين؛ ولا يحبون الله إلا سرًا في قلوبهم، لكن ليس لديهم طريقة للممارسة، ولا هم فاهمون ماهية أهدافهم. أولئك الذين تكمَّلوا لا يمتلكون بشرية عادية فحسب، بل يمتلكون حقائق تفوق مقاييس الضمير، وأعلى من معايير الضمير؛ إنهم لا يستخدمون ضميرهم فقط لردِّ محبة الله، ولكن بالإضافة إلى ذلك، عرفوا الله، ورأوا أن الله محبوب، ويستحق محبة الإنسان، وأنه يوجد الكثير مما يمكن محبته في الله حتى أن الإنسان لا يسعه إلا أن يحبه. تهدف محبة الله عند أولئك الذين تكمَّلوا إلى تحقيق تطلعاتهم الشخصية. فحبهم هو حب عفوي، حب لا يطلب شيئًا في المقابل، ولا هو تجارة. إنهم يحبون الله لا لسبب سوى معرفتهم به. لا يهتم مثل هؤلاء الناس بما إن كان الله يمنحهم بركات أم لا، وكل ما يكفيهم هو إرضاء الله. إنهم لا يساومون الله، ولا يقيسون حبهم لله بالضمير: لقد أعطيتني، ولهذا أنا أحبك في المقابل؛ وإن لم تعطني، فليس لدي ما أعطيه في المقابل. فأولئك الذين قد تكمَّلوا يؤمنون دائمًا بأن الله هو الخالق، وأنه يُنفِّذ عمله فينا، وبما أنني أحظى بهذه الفرصة والظرف والمؤهلات لأكون كاملاً، فيجب أن يكون سعيي هو إلى أن أحيا حياة ذات معنى، وعليّ أن أرضيه. إن الأمر أشبه بما اختبره بطرس: عندما كان في أضعف حالاته، صلى إلى الله وقال: "يا الله! بغض النظر عن الزمان أو المكان، أنت تعرف أنني أتذكرك دائمًا. ومهما كان الزمان أو المكان، أنت تعرف أنني أريد أن أحبك، لكن قامتي صغيرة للغاية، وأنا ضعيف للغاية وبلا قوة، وحبي محدود للغاية، إخلاصي لك ضئيل جدًا. أنا ببساطة غير صالح للعيش مقارنة مع حبك. كل ما أتمناه هو ألا تكون حياتي بلا جدوى، وألا أردَّ حبك فحسب، بل أن أكرِّس أيضًا كل ما لدي لك. إن كنت أستطيع إرضاءك، فسأتمتع كمخلوق براحة البال، ولن أطلب المزيد. ومع أنني ضعيف وعاجز الآن، فلن أنسى نصائحك، ولن أنسى حبك. كل ما أفعله الآن ليس أكثر من ردَّ حبك. يا الله، لديَّ شعور سيء! كيف يمكن أن أردَّ لك الحب الذي في قلبي، وكيف يمكنني أن أفعل كل ما أستطيع، وأن أكون قادرًا على تلبية رغباتك، وأستطيع تقديم كل ما عندي لك؟ إنك تعرف ضعف الإنسان. كيف أكون جديرًا بحبك؟ يا الله! أنت تعرف أن قامتي صغيرة، وأن حبي ضعيف جدًا. كيف يمكنني أن أفعل ما بوسعي في مثل هذا النوع من البيئة؟ أعلم أنه يجب عليَّ أن أردَّ حبك، وأعلم أنه يجب عليَّ أن أعطي كل ما لديّ لك، ولكن قامتي صغيرة جدًا اليوم. أطلب منك أن تمنحني قوة، وأن تعطيني الثقة، حتى أكون أكثر قدرة على امتلاك حب نقي أكرِّسه لك، وأكثر قدرة على تكريس كل ما عندي لك؛ لن أتمكن من ردَّ حبك فحسب، بل سأكون أكثر قدرة على اختبار توبيخك ودينونتك وتجاربك، وحتى البلايا الشديدة. لقد سمحت لي أن أعاين حبك، وأنا لا أستطيع إلا أن أحبك، ومع أنني ضعيف وعاجز اليوم، كيف يمكنني أن أنساك؟ إن حبك وتوبيخك ودينونتك قد جعلوني أعرفك، ولكنني أشعر أيضًا أنني غير قادر على بلوغ حبك، لأنك عظيم جدًا. كيف يمكنني تكريس كل ما لديّ للخالق؟" كان هذا هو طلب بطرس، لكن كانت قامته غير كافية. في هذه اللحظة، شعر كأنه قد طُعن بسكين في قلبه، وكان يتألم؛ لم يكن يعرف ما يجب عليه القيام به في ظل هذه الظروف. ومع ذلك استمر في الصلاة قائلًا: "يا الله! إن قامة الإنسان طفولية، وضميره ضعيف، وكل ما يمكنني تحقيقه هو أن أردَّ حبك. اليوم، لا أعرف كيفية تلبية رغباتك، وكل ما أتمناه هو أن أبذل كل ما بوسعي، وأقدم كل ما ليّ، وأكرّس لك كل ما أملك. وبغض النظر عن دينونتك، وبغض النظر عن توبيخك، وبغض النظر عمّا تمنحه لي، وبغض النظر عمّا أخذته بعيدًا عني، اجعلني خاليًا من أدنى شكوى تجاهك. في كثير من الأحيان، عندما قمت بتوبيخي ودينونتي، تذمرت في نفسي، ولم أكن قادرًا على تحقيق الطهارة، أو تحقيق رغباتك. لقد نشأ بداخلي ردّ حبك بدافع الاضطرار، وفي هذه اللحظة يزداد كرهي لنفسي". صلى بطرس بهذه الطريقة لأنه سعى إلى حب أكثر نقاءً تجاه الله. كان يطلب ويتوسل، بل وكان أيضًا يلوم نفسه، ويعترف بخطاياه إلى الله. لقد شعر أنه مدين لله، وشعر بكراهية تجاه نفسه، لكنه كان أيضًا حزينًا وسلبيًا إلى حد ما. كان يشعر بذلك دائمًا، وكأنه لم يكن جيدًا بما فيه الكفاية لتحقيق رغبات الله، وغير قادر على بذل كل ما في وسعه. في ظل هذه الظروف، استمر بطرس في السعي لاقتناء إيمان أيوب. لقد رأى مقدار عظمة إيمان أيوب، لأن أيوب رأى أن الله قد منحه كل شيء، ومن الطبيعي أن يأخذ الله كل شيء منه، ويعطيه لمنْ يشاء – كانت هذه هي شخصية الله البارة. لم يتذمر أيوب قط، وظل قادرًا على تمجيد الله. عرف بطرس نفسه أيضًا، وصلى في قلبه قائلًا: "اليوم لا ينبغي أن أكون راضيًا عن ردِّ حبك باستخدام ضميري وعن مقدار الحب الذي أردّه لك مهما كان، لأن أفكاري فاسدة جدًا، ولأنني عاجز عن رؤيتك بوصفك الخالق. ولأنني ما أزال غير صالح لأحبك، يجب أن أصل للقدرة على تكريس كل ما أملك لك، وسأفعل هذا عن طيب خاطر. يجب أن أعرف كل ما قمت به، وليس لديّ خيار، ويجب أن أعاين حبك، وأكون قادرًا على أن أنطق بتسبيحات لك، وأمجّد اسمك القدوس، حتى تتمجَّد مجدًا عظيمًا من خلالي. أنا على استعداد للصمود في هذه الشهادة عنك. يا الله! حبك ثمين جدًا وجميل؛ كيف أتمنى العيش في يد الشرير؟ أليس أنا خليقتك؟ كيف يمكنني أن أعيش تحت مُلك الشيطان؟ إنني أفضّل أن أعيش كل حياتي وسط توبيخك، فليس لديّ استعداد للعيش تحت مُلك الشرير. إن كان بإمكاني أن أتطهر، وأستطيع أن أكرّس كل شيء لك، فأنا مستعد لتقديم جسدي وعقلي لدينونتك وتوبيخك، لأنني أمقت الشيطان، ولست راغبًا في العيش تحت مُلكه. إنك تُظهر شخصيتك البارة من خلال دينونتك لي؛ وأنا سعيد، وليس لدي أدنى قدر من التذمر. إذا كنت قادرًا على أداء واجبي كمخلوق، فأنا على استعداد أن تكون حياتي كلها مصحوبة بدينونتك، والتي من خلالها سوف أتعرف على شخصيتك البارة، وسوف أتخلص من تأثير الشرير." صلى بطرس هكذا دائمًا، وسعى هكذا دائمًا، ووصل إلى مكانة أعلى. لم يكن قادرًا على ردّ محبة الله فحسب، بل الأهم من ذلك أنه أدى واجبه كمخلوق. لم يقتصر الأمر على عدم شكوى ضميره ضده فقط، بل استطاع أيضًا تجاوز معايير الضمير. استمرت صلواته تصعد أمام الله، حتى صارت تطلعاته أعلى من أي وقت مضى، وأصبحت محبته لله أكبر من أي وقت مضى. مع أنه عانى من آلام موجعة، إلا أنه لم ينس أن يحب الله، وظل يسعى إلى تحقيق القدرة على فهم إرادة الله. في صلاته نطق بالكلمات التالية: لم أحقق ما هو أكثر من مجرد ردِّ حبك. لم أشهد عنك أمام الشيطان، ولم أتحرّر من تأثير الشيطان، وما زلت أعيش في الجسد. أتمنى أن أستخدم حبي لهزيمة الشيطان، ولأخزيه، وهكذا أشبع رغبتك. أتمنى أن أعطي نفسي لك بجملتي، وألا أعطي أي شيء في نفسي للشيطان، لأن الشيطان هو عدوك. كلما سعى في هذا الاتجاه، تحرّك أكثر، وزادت معرفته بهذه الأمور. دون أن يدرك هذا، عرف أنه يجب أن يحرر نفسه من تأثير الشيطان، ويجب أن يعود بالكامل إلى الله. كانت هذه هي الحالة التي وصل لها. كان يتجاوز تأثير الشيطان، ويتحرر من ملذات الجسد ومُتعه، وكان على استعداد لاختبار توبيخ الله ودينونته اختبارًا أكثر عمقًا. قال: "مع أنني أعيش وسط توبيخك، ووسط دينونتك، وبغض النظر عن المصاعب التي ينطوي عليها ذلك، فما زلت غير راغب في العيش تحت مُلك الشيطان، وما زلت غير راغب في المعاناة من خداع الشيطان. إنني أفرح في العيش وسط البلايا التي ترسلها، وأتألم من العيش وسط بركات الشيطان. أحبك بالعيش وسط دينونتك، وهذا يمنحني فرحًا عظيمًا. إن توبيخك ودينونتك باران ومقدسان؛ وهما لتطهيري، بل ولخلاصي. أُفضِّل أن أقضي حياتي بجملتها وسط دينونتك لكي أحظى برعايتك. فلست على استعداد للعيش تحت مُلك الشيطان للحظة واحدة؛ وآمل أن تطهرني؛ وحتى إن عانيتُ المصاعب، فأنا لا أرغب في أن يستغلني الشيطان ويخدعني. يجب أن تستخدمني، أنا هذا المخلوق، وأن تمتلكني، وأن تدينني، وأن توبخني. بل يجب أن تلعنني أيضًا. يبتهج قلبي عندما ترغب في مباركتي، لأنني رأيت حبك. أنت الخالق، وأنا مخلوق: لا يجب أن أخونك وأعيش تحت مُلك الشيطان، ولا يجب أن يستغلني الشيطان. ينبغي أن أكون حصانك، أو ثورك، بدلًا من أن أعيش من أجل الشيطان. أنا أُفضِّل أن أعيش وسط توبيخك، بدون نعم مادية، وهذا يجلب لي المتعة حتى لو خسرت نعمتك. وإن كانت نعمتك ليست معي، فأنا أتمتع بتوبيخك ودينونتك؛ فهذه أفضل بركاتك لي، وهي أعظم نعمك عليّ. ومع أنك مهيب ولديك نقمة عليّ دومًا، ما زلت غير قادر على تركك، وما زلت لا أستطيع أن أحبك حبًا كافيًا. إنني أُفضِّل العيش في بيتك، أُفضِّل أن أكون ملعونًا وموبخًا ومصابًا منك، ولكنني لست على استعداد للعيش تحت مُلك الشيطان، ولست على استعداد للاندفاع والانشغال بأمور الجسد فقط، ولست حتى على استعداد للعيش من أجل الجسد". كان حب بطرس حبًا نقيًا. هذا هو اختبار أن تتكمَّل، وهي أعلى حالة في الوصول للكمال، ولا توجد حياة ذات مغزى أكبر من هذه. لقد قَبِل توبيخ الله ودينونته، وأدرك قيمة شخصية الله البارة، ولم يكن لدى بطرس ما هو أكثر قيمة من ذلك. لقد قال: "الشيطان يعطيني متعة مادية، لكنني أجدها بلا قيمة. يأتي توبيخ الله ودينونته عليّ – وفي هذا أجد نعمة، وأجد متعة، وأجد بركة. لولا دينونة الله لما كان لي أن أحب الله قط، ولكنت قد عشت تحت حُكم الشيطان، وظللت تحت سيطرته، وتحت قيادته. لو كان الأمر كذلك، لما كنت أبدًا إنسانًا حقيقيًا، لأنني كنت سأبقى عاجزًا عن إرضاء الله، ولما كرّست نفسي بجملتي لله. ومع أن الله لا يباركني، ويتركني بلا تعزية في داخلي، كما لو كانت النار تحترق في داخلي، وبدون سلام أو فرح، ومع أن توبيخ الله وتأديبه لا يفارقانني، فأنا قادر وسط توبيخ الله ودينونته على أن أرى شخصيته البارة. إنني أبتهج في هذا؛ فلا يوجد ما هو أكثر قيمة أو معنى في الحياة من هذا. ومع أن حمايته ورعايته قد أصبحتا توبيخًا ودينونة ولعنة وضربة قاسية، فما زلت أتمتع بهذه الأمور، لأنها تستطيع تطهيري وتغييري بطريقة أفضل، وتقربني من الله، وتمكنني من محبة الله، وتجعل حبي لله حبًا أكثر نقاءً. هذا يجعلني قادرًا على أداء واجبي كمخلوق، ويأخذني أمام الله ويبعدني عن تأثير الشيطان، فلا أعود أخدم الشيطان. عندما لا أعيش تحت مُلك الشيطان، وأكون قادرًا على تكريس كل ما لديّ وكل ما يمكنني القيام به من أجل الله، بدون أن أحتفظ بأي شيء، فعندها سأكون راضيًا تمامًا. إن توبيخ الله ودينونته هما اللذان خلصاني، ولا يمكن لحياتي أن تنفصل عن توبيخ الله ودينونته. إن حياتي على الأرض تحت مُلك الشيطان، ولولا رعاية وحماية توبيخ الله ودينونته، لكنت سأعيش دائمًا تحت مُلك الشيطان، ولم تكن لتتاح لي الفرصة أو الوسائل لأحيا حياة ذات معنى. فقط إذا لم يتركني توبيخ الله ودينونته، فسوف أكون قادرًا على أن أتطهر بواسطة الله. لم أكن لأنال حماية فائقة، أو أعش في النور، أو أحصل على بركات الله إلا بواسطة الكلمات القاسية وشخصية الله البارة ودينونته المهيبة. أن أتطهر وأتحرر من الشيطان، وأعيش تحت سيادة الله، فهذه هي أكبر بركة أنالها في حياتي اليوم." هذه أسمى حالة اختبرها بطرس.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 526
يعيش الإنسان في الجسد، مما يعني أنه يعيش في جحيم بشري، وبدون دينونة الله وتوبيخه، فإن الإنسان دنس كما الشيطان. كيف يمكن أن يكون الإنسان مقدسًا؟ لقد آمن بطرس أن توبيخ الله ودينونته هما أفضل حماية للإنسان، وإنهما أعظم نعمة. لا يمكن للإنسان أن يستيقظ، ويكره الجسد، ويكره الشيطان إلا من خلال توبيخ الله ودينونته. إن نظام الله الصارم يُحرر الإنسان من تأثير الشيطان، ويحرره من عالمه الصغير، ويسمح له بالعيش في نور محضر الله. لا يوجد خلاص أفضل من التوبيخ والدينونة! صلى بطرس قائلًا: "يا الله! ما دمت توبخني وتدينني، سأعرف أنك لم تتركني. وحتى إن لم تمنحني الفرح أو السلام، وجعلتني أعيش في المعاناة، وابتليتني بتزكيات لا تُحصى، فطالما أنك لا تتركني، فإن قلبي سيكون مرتاحًا. لقد أصبح توبيخك ودينونتك اليوم أفضل حماية وأعظم بركة لي. النعمة التي تمنحني إياها تحميني. النعمة التي تمنحني إياها اليوم هي إظهار لشخصيتك البارة، وهي توبيخك ودينونتك؛ إضافة إلى ذلك، إنها تجربة، بل وأكثر من ذلك، إنها حياة من المعاناة." كان بطرس قادرًا على طرح ملذات الجسد جانبًا والسعي إلى حب أعمق وحماية أعظم، لأنه نال نعمة كبيرة من توبيخ الله ودينونته. إذا أراد الإنسان أن يتطهر في حياته ويحقق تغييرات في شخصيته، وإذا أراد أن يحيا حياة ذات معنى، وأن يفي بواجبه كمخلوق، فيجب عليه أن يقبل توبيخ الله ودينونته، ويجب ألا يسمح لتأديب الله وضربه أن يبتعدا عنه، حتى يتمكن من تحرير نفسه من تلاعب الشيطان وتأثيره، ويعيش في نور الله. اعلم أن توبيخ الله ودينونته هما النور، ونور خلاص الإنسان، وأنه لا توجد بركة أو نعمة أو حماية أفضل من ذلك للإنسان. يعيش الإنسان تحت تأثير الشيطان، ويوجد في الجسد؛ فإذا لم يتطهر ولم ينل حماية الله، فسيصبح أكثر فسادًا. إذا أراد الإنسان أن يحب الله، فيجب أن يتطهر ويخلُص. صلى بطرس قائلًا: "يا الله، عندما تعاملني بلطف أكون مسرورًا، وأشعر بالراحة؛ وعندما توبخني أشعر بمزيد من الراحة والفرح. ومع أنني ضعيف، وأقع تحت معاناة لا توصف، ومع وجود دموع وحزن، فأنت تعلم أن هذا الحزن هو بسبب عصياني، وبسبب ضعفي. إنني أبكي لأنني لا أستطيع إرضاء رغباتك، وأشعر بالحزن والأسف لأنني غير كفؤ لمتطلباتك، لكنني على استعداد لتحقيق هذا المستوى، وراغب في أن أفعل كل ما في وسعي لإرضائك. لقد منحني توبيخك الحماية، ووهبني أفضل خلاص؛ فدينونتك تفوق تسامحك وصبرك. فبدون توبيخك ودينونتك، لم أكن لأتمتع برحمتك ومحبتك الحانية. أرى اليوم أن حبك قد تجاوز السماوات وتفوَّق على كل شيء. إن حبك ليس مجرد رحمة أو محبة حانية؛ بل وأكثر من ذلك بكثير، إنه التوبيخ والدينونة. لقد منحني توبيخك ودينونتك الكثير؛ وبدون توبيخك ودينونتك، لم يكن لأي أحد أن يتطهر، ولم يستطع أي أحد اختبار محبة الخالق. ومع أنني تحملت المئات من التجارب والضيقات، واقتربت من الموت، فقد أتاحت لي هذه التجارب والضيقات إمكانية أن أعرفك معرفة حقيقية، وأن أنال خلاصًا أسمى. إن فارقني توبيخك ودينونتك وتأديبك لكنت عائشًا في ظلام، تحت مُلك الشيطان. ما الفوائد التي يتمتع بها جسد الإنسان؟ إذا تركني توبيخك ودينونتك، سيكون الأمر كما لو أن روحك قد تخلى عني، وكما لو أنك لم تعد معي. إذا كان الأمر كذلك، كيف يمكنني الاستمرار في العيش؟ إذا أعطيتني مرضًا، وأخذت حريتي، فيمكنني الاستمرار في العيش، لكن إن تركني توبيخك ودينونتك، فلن يكون أمامي أي سبيل للاستمرار في العيش. لو كنت بدون توبيخك ودينونتك، لكنت قد فقدت حبك، هذا الحب العميق جدًا الذي لا يمكنني أن أعبّر عنه بكلمات. بدون حبك، كنت سأعيش تحت مُلك الشيطان، ولكنت لا أستطيع أن أرى وجهك المجيد. كيف يمكنني أن أستمر في العيش؟ لم أستطع تحمل مثل هذا الظلام، ومثل هذه الحياة. وجودك معي يشبه رؤيتك، فكيف يمكنني أن أتركك؟ إنني أتوسل إليك وأطلب منك ألا تأخذ أكبر راحة مني، حتى لو كانت مجرد كلمات قليلة للطمأنينة. لقد استمتعت بحبك، واليوم لا يمكنني أن أكون بعيدًا عنك. كيف يمكنني ألا أحبك؟ لقد ذرفت الكثير من دموع الحزن بسبب حبك، لكنني كنت أشعر دائمًا أن حياة كهذه ذات معنى أكبر، وأكثر قدرة على إثرائي، وأكثر قدرة على تغييري، وأكثر قدرة على السماح لي بالوصول إلى الحق الذي يجب أن تمتلكه المخلوقات."
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 527
يعيش الإنسان حياته بأسرها تحت حُكم الشيطان، ولا يستطيع أحد أن يحرّر نفسه من تأثير الشيطان بمفرده. جميع البشر يعيشون في عالم دنس، في فساد وفراغ، دون أدنى معنى أو قيمة؛ إنهم يعيشون حياة هانئة من أجل الجسد والشهوة والشيطان. لا يوجد أدنى قيمة لوجودهم. فالإنسان غير قادر على إيجاد الحق الذي سيحرره من تأثير الشيطان. ومع أن الإنسان يؤمن بالله ويقرأ الكتاب المقدس، فهو لا يفهم كيفية تحرير نفسه من سيطرة تأثير الشيطان. اكتشف عدد قليل جدًا من الناس على مر العصور هذا السر، وتطرق عدد قليل منهم إليه. على هذا النحو، ومع أن الإنسان يمقت الشيطان، ويمقت الجسد، فهو لا يعرف كيف يتخلص من غواية تأثير الشيطان. اليوم، ألا تزالون تحت مُلك الشيطان؟ إنكم لستم نادمين على أعمال عصيانكم، ولا حتى تشعرون بأنكم أدناس وعُصاة. بل يمكنكم حتى بعد معارضة الله أن تتمتعوا براحة البال وتشعرون بالهدوء الشديد. أليس هدوءك بسبب أنك فاسد؟ ألا تأتي راحة البال هذه من عصيانك؟ يعيش الإنسان في جحيم بشري، ويعيش تحت التأثير المظلم للشيطان. وتعيش الأشباح في الأرض مع الإنسان، وتتعدى على جسده. إنك لا تعيش في جنة جميلة على الأرض. فالمكان الذي أنت فيه هو عالم الشيطان، جحيم بشري، وعالم سُفلي. إذا لم يتطهر الإنسان، فإنه يبقى في الدنس؛ وإذا لم يحميه الله ويهتم به، فهو لا يزال أسيرًا للشيطان؛ وإذا لم يُوبَّخ ويُدان، فلن يكون لديه أي وسيلة للهروب من اضطهاد التأثير المظلم للشيطان. إن الشخصية الفاسدة التي تظهرها وسلوك العصيان الذي تحياه يكفيان لإثبات أنك ما زلت تعيش تحت مُلك الشيطان. إذا لم يتطهر عقلك وأفكارك، ولم تُدن شخصيتك وتُوبخ، فلا يزال وجودك بجملته خاضع لمُلك الشيطان، والشيطان يسيطر على عقلك، ويتلاعب بأفكارك، ويداه تتحكمان في وجودك بجملته. هل تعرف الآن مدى بُعدك عن معايير بطرس؟ هل تمتلك عيارًا؟ ما مدى معرفتك بتوبيخ اليوم ودينونته؟ كم تملك مما عرفه بطرس؟ إذا كنت غير قادر على معرفة ذلك اليوم، فهل ستتمكن من تحقيق هذه المعرفة في المستقبل؟ فشخص كسول وجبان مثلك يكون غير قادر ببساطة على معرفة التوبيخ والدينونة. إذا كنت تسعى لسلام الجسد، وملذات الجسد، فلن يكون لديك أي وسيلة للتطهير، وسوف تٌعاد في النهاية للشيطان، لأن ما تحياه هو بحسب الشيطان والجسد. كثير من الناس في الوضع الراهن اليوم لا يسعون إلى الحياة، مما يعني أنهم لا يهتمون بأن ينالوا التطهير، أو بالدخول في خبرة حياتية أعمق. فكيف يمكنهم أن يصيروا كاملين؟ أولئك الذين لا يطلبون الحياة لا تتاح لهم الفرصة ليصيروا كاملين، وأولئك الذين لا يطلبون معرفة الله، ولا يسعون لحدوث تغييرات في شخصياتهم، هم غير قادرين على الهروب من التأثير المظلم للشيطان. إنهم ليسوا جادين فيما يتعلق بمعرفتهم بالله ودخولهم إلى تغييرات في شخصياتهم، أمثال أولئك هم مَنْ لا يؤمنون إلا بالدين، ومَنْ يتبعون مجرد الشكليات ويحضرون الصلوات المنتظمة. أليس هذا مضيعة للوقت؟ إذا كان الإنسان في إيمانه بالله ليس جادًا في أمور الحياة، ولا يسعى للدخول إلى الحق، ولا يطلب حدوث تغييرات في شخصيته، ولا حتى يسعى لمعرفة عمل الله، فلا يمكن أن يصير كاملًا. إذا كنت تريد أن تصير كاملًا، يجب أن تفهم عمل الله. يجب أن تفهم على وجه التحديد أهمية توبيخه ودينونته، والسبب وراء تنفيذ هذا العمل في الإنسان. هل تستطيع أن تقبل؟ خلال توبيخ من هذا النوع، هل أنت قادر على تحقيق نفس الخبرات والمعرفة مثل بطرس؟ إذا كنت تسعى لمعرفة الله وعمل الروح القدس، وتطلب حدوث تغييرات في شخصيتك، فلديك الفرصة لتكون كاملًا.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 528
لا يمكن الاستغناء عن هذه الخطوة من عمل إخضاع أولئك الذين سيصيرون كاملين. فبمجرد أن يُخضع الإنسان، يمكنه أن يختبر عمل تكميله. ليس هناك قيمة كبيرة لأداء دور الخضوع فحسب، فهذا لن يجعلك صالحًا لاستخدام الله. لن يكون لديك أي وسيلة لأداء دورك في نشر الإنجيل، لأنك لا تسعى للحياة، ولا تسعى لتغيير نفسك وتجديدها، ومن ثمَّ ليس لديك خبرة فعلية في الحياة. خلال هذا العمل التدريجي، تصرفت في وقت من الأوقات كعامل في الخدمة، وكتابع، ولكن إن كنت لا تسعى في النهاية إلى أن تكون بطرس، ولم يكن سعيك وفقًا للطريق الذي جعل به بطرس كاملًا، فلن تختبر بطبيعة الحال تغييرات في شخصيتك. إذا كُنت شخصًا يسعى لتحقيق الكمال، فستكون قد حملت شهادة، وسوف تقول: "لقد قبلت عمل الله في التوبيخ والدينونة أثناء هذا العمل التدريجي لله، ومع أنني تحملت معاناة عظيمة، فقد عرفت طريقة الله في تكميل الإنسان؛ لقد نلت العمل الذي عمله الله، وقد عرفت بر الله، وتوبيخه قد خلصني. لقد أتت عليّ شخصيته البارة، وأفاض عليّ بركات ونعمة، وقد منحني توبيخه ودينونته الحماية والتطهير. إذا لم أكن قد اختبرت التوبيخ والدينونة من الله، ولو لم تأت عليّ كلمات الله القاسية، فلم يكن بإمكاني أن أعرف الله، ولا أمكنني أن أخلُص. اليوم أرى أن المرء كمخلوق لا يستمتع بكل الأشياء التي صنعها الخالق فحسب، ولكن الأهم من ذلك أنه يجب أن تتمتع جميع المخلوقات بشخصية الله البارة، وتتمتع بدينونته الصالحة، لأن شخصية الله تستحق تمتع الإنسان بها. كمخلوق أفسده الشيطان، يجب أن يتمتع المرء بشخصية الله البارة. ففي شخصيته البارة يوجد التوبيخ والدينونة، بالإضافة إلى حب كبير. ومع أنني عاجز عن الفوز بمحبة الله فوزًا كاملًا اليوم، إلا أنني حظيت برؤيتها، وفي هذا قد تباركت." هذا هو الطريق الذي يسلكه أولئك الذين يختبرون نيل الكمال والمعرفة التي يتحدثون بها. مثل هؤلاء الناس هم مثل بطرس؛ ومرّوا بنفس تجارب بطرس. مثل هؤلاء الناس هم أيضًا الذين نالوا الحياة، ويمتلكون الحق. عندما يظلون في اختبارات حتى النهاية، فإنه أثناء دينونة الله حتمًا سيُخلِّصون أنفسهم بالكامل من تأثير الشيطان، ويربحهم الله.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 529
كان آدم وحواء اللذين خلقهما الله في البدء شخصين مقدسين، أي أنهما كانا مقدسين في جنة عدن، وغير ملوثين بالدنس، وهذا لأنهما كانا أيضًا مُخلصيْن ليهوه ولم يعرفا شيئًا عن خيانة يهوه. هذا لأنهما كانا غير منزعجين بتأثير الشيطان، وكانا بدون سُم الشيطان، وكانا أنقى البشر جميعًا. كانا يعيشان في جنة عدن، غير ملوثيْن بأي دنس، ولا يستعبدهما الجسد، ويتقيان يهوه. لكن فيما بعد، عندما أغواهما الشيطان، دخلهما سُم الحية، ورغبا في خيانة يهوه، فعاشا تحت تأثير الشيطان. في البدء كانا مقدسين واتقيا يهوه؛ وبهذا وحده حُسِبا بشرًا. لكنهما لاحقًا بعد أن أغواهما الشيطان، أكلا من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر، وعاشا تحت تأثير الشيطان. لقد أفسدهما الشيطان تدريجيًا، وفقدا الصورة الأصلية للإنسان. أخذ الإنسان في البدء نسمة من يهوه، ولم يكن لديه أي درجة من العصيان، ولم يكن في قلبه أي شر. كان الإنسان حينها إنسانًا حقًا. أصبح الإنسان وحشًا بعد أن أفسده الشيطان: صارت أفكاره مليئة بالشر والدنس، وليس الخير أو القداسة. أليس هذا هو الشيطان؟ لقد اختبرت أنت الكثير من عمل الله، ولكنك لم تتغير أو تتطهر. إنك ما زلت تعيش تحت مُلك الشيطان، وما زلت لا تخضع لله. هذا هو الشخص الذي اختبر الإخضاع، ولكنه لم يتكمَّل. ولماذا يقال إن مثل هذا الشخص لم يتكمَّل؟ لأن هذا الشخص لا يسعى للحياة أو معرفة عمل الله، ولا يطمع في شيء سوى ملذات الجسد والراحة المؤقتة. ونتيجة لذلك، لا توجد تغييرات في شخصية حياتهم، ولم يستعيدوا المظهر الأصلي للإنسان كما خلقه الله. هؤلاء الناس هم جثث تتحرك، أموات بلا روح! أولئك الذين لا يسعون لمعرفة الأمور في الروح، والذين لا يسعون وراء القداسة، ولا يطلبون أن يحيوا بحسب الحق، الذين هم مكتفون بمجرد إخضاعهم على الجانب السلبي، ولا يقدرون على أن يحيوا بحسب كلام الله، ويصيرون واحدًا من الشعب المقدس – هؤلاء هم أناس لم يخلصوا. لأن الإنسان، لو كان بدون الحق، لا يستطيع الصمود وسط تجارب الله؛ فأولئك الذين يستطيعون الصمود وسط تجارب الله هم وحدهم الذين قد خلصوا. ما أريده هو أناس مثل بطرس، أناس يسعون لكي يتكمَّلوا. يُعطى الحق اليوم لأولئك الذين يتوقون إليه ويبحثون عنه. ويُمنح هذا الخلاص لأولئك الذين يتوقون إلى أن يخلِّصهم الله، وليس المقصود أن تربحوه فحسب، بل أيضًا حتى يمكن أن يربحكم الله. إنكم تربحون الله حتى يربحكم الله. لقد تحدثت اليوم معكم بهذه الكلمات، وقد سمعتموها، ويجب أن تمارسوا وفقًا لهذه الكلمات. في النهاية، عندما تطبقون هذه الكلمات فحينها سأكون قد ربحتكم بفعل هذه الكلمات؛ في نفس الوقت، ستكونون قد ربحتم هذه الكلمات أيضًا، أي أنكم ستكونون قد نلتم هذا الخلاص الأسمى. بمجرد أن تتطهروا، ستكونون قد صرتم بشرًا حقيقيين. إذا كنت غير قادر على أن تحيا بحسب الحق، أو أن تحيا في صورة شخص قد تكمَّل، فيمكن القول إنك لست إنسانًا، أنت جثة متحركة، ووحش، لأنك بدون الحق، أي أنك بدون نسمة يهوه، وعليه فأنت شخص ميت ليس له روح! ومع أنه من الممكن أن تحمل شهادة بعد أن تُخضع، فإن ما تناله ما هو إلا القليل من الخلاص، ولم تصبح كائنًا حيًا تمتلك روحًا. ومع أنك قد اختبرت التوبيخ والدينونة، فلم تتجدد شخصيتك أو تتغير نتيجة لذلك؛ إنك لا تزال تحيا ذاتك العتيقة، ولا تزال تنتمي للشيطان، ولست شخصًا قد تطهّر. أولئك الذين نالوا الكمال هم وحدهم ذوو قيمة، وأناس مثل هؤلاء وحدهم هم مَنْ قد اقتنوا حياة حقيقية.
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 530
واليوم، يسعى بعض الناس لكي يستخدمهم الله، ولكن بعد أن يُخضعوا، لا يمكن استخدامهم مباشرةً. أما بالنسبة للكلمات التي تُقال اليوم، فإن كنت لا تزال غير قادر على تحقيقها عندما يستخدم الله الناس، فإنك لم تتكمَّل بعد. وبعبارة أخرى، إن الوصول إلى نهاية الحقبة التي سيصبح فيها الإنسان كاملًا سيحدد ما إذا كان الإنسان سيُستبعد أم سيستخدمه الله. إن أولئك الذين نالوا الإخضاع ليسوا سوى أمثلة على السلبية والاستسلام؛ إنهم عينات ونماذج، ولكنهم ليسوا سوى مجرد طباق. فقط عندما تتغير شخصية الإنسان الحياتية، ويحقق تغييرات على مستوى الداخل والخارج، فسيكون حينها فقط قد تكمَّل. ما الذي تريده اليوم، أن تنال الإخضاع أم تصير كاملًا؟ ما الذي ترغب في تحقيقه؟ هل حققت من الشروط التي تجعلك كاملًا؟ وما الذي ما زلت تفتقر إليه؟ كيف يجب أن تُجهِّز نفسك، وكيف يجب أن تُصلح عيوبك؟ كيف يجب أن تدخل إلى الطريق التي فيها تصير كاملًا؟ كيف يجب عليك أن تخضع خضوعًا كاملًا؟ إنك تطلب أن تصير كاملًا، فهل تسعى إلى القداسة؟ هل تسعى إلى التوبيخ والدينونة حتى تُطهر؟ إنك تطلب أن تصير طاهرًا، فهل أنت على استعداد لقبول التوبيخ والدينونة؟ إنك تطلب أن تعرف الله، ولكن هل لديك معرفة بالتوبيخ والدينونة؟ معظم العمل الذي يقوم به عليك اليوم هو عمل التوبيخ والدينونة؛ ما هي معرفتك بهذا العمل الذي يُنفَّذ عليك؟ هل صرت طاهرًا بسبب التوبيخ والدينونة الذين اختبرتهما؟ هل تغيرت بسببهما؟ هل كان لهما أي تأثير عليك؟ هل أنت متعب بسبب الكثير من عمل اليوم – أي عمل اللعنة والدينونة والكشف – أم تشعر أنها ذات فائدة كبيرة لك؟ إنك تحب الله، ولكن ما سبب حبك له؟ هل تحب الله لأنك تلقيت القليل من النعمة؟ أم تحب الله بعد أن نلت السلام والفرح؟ أم تحب الله بعد أن تطهرت بتوبيخه ودينونته؟ لأي سبب بالتحديد تحب الله؟ ما الشروط التي استوفاها بطرس كي يصير كاملًا؟ وبعد أن أصبح كاملًا، ما الطريقة الأساسية التي عبّر بها عن هذا؟ هل أحب الرب يسوع لأنه كان يتوق إليه، أم لأنه لم يتمكن من رؤيته، أم لأنه تعرّض للوم؟ أم أحب الرب يسوع أكثر لأن بطرس قَبِل المعاناة والضيقات، وعرف دنسه وعصيانه، وأدرك قداسة الرب؟ هل أصبح حبّه لله أنقى بسبب توبيخ الله ودينونته، أم بسبب أمر آخر؟ وما هو؟ إنك تحب الله بسبب نعمته، ولأنه قد منحك اليوم بعض البركات القليلة. هل هذا حب صادق؟ كيف ينبغي عليك أن تحب الله؟ هل ينبغي عليك أن تقبل توبيخه ودينونته، وبعد أن تنظر شخصيته البارة، تتمكن من محبته محبة حقيقية، وأنت مقتنع تمامًا، ولديك معرفة به؟ هل يمكنك أن تقول مثل بطرس أنك لا تستطيع أن تحب الله حبًا كافيًا؟ هل ما تسعى إليه بعد التوبيخ والدينونة هو أن تنال الإخضاع، أم الحماية والرعاية بعد التوبيخ والدينونة؟ أي من هذه تسعى إليها؟ هل حياتك ذات مغزى، أم أنها بلا جدوى وبلا قيمة؟ هل تريد الجسد، أم تريد الحق؟ هل ترغب في الدينونة، أم الراحة؟ بعد أن اختبرت الكثير من عمل الله، وعاينت قداسة الله وبره، كيف ينبغي عليك أن تسعى؟ كيف ينبغي أن تسلك هذا الطريق؟ كيف ينبغي عليك أن تضع حبك لله موضع الممارسة؟ هل حقق توبيخ الله ودينونته أي أثر فيك؟ إن معرفتك بتوبيخ الله ودينونته يعتمد على ما تحياه، وإلى أي مدى تحب الله! شفتاك تنطقان بأنك تحب الله، ولكن ما تحياه هو شخصيتك العتيقة الفاسدة؛ فأنت لا تخاف الله، ولا حتى تمتلك ضميرًا. هل يحب مثل هؤلاء الناس الله؟ هل مثل هؤلاء الناس مخلصون لله؟ هل هم أولئك الذين يقبلون توبيخ الله ودينونته؟ ها أنت تقول إنك تحب الله وتؤمن به، لكنك لا تتخلى عن مفاهيمك. في عملك ودخولك والكلمات التي تتحدث بها، وفي حياتك، لا يوجد أي دليل على حبك لله، ولا أنت تتقيه. هل هذا شخص نال التوبيخ والدينونة؟ هل يمكن لشخص مثل هذا أن يكون بطرس؟ هل أولئك الذين هم مثل بطرس ليس لديهم إلا المعرفة، لكنهم لا يحيون بحسبها؟ اليوم، ما هو الشرط الذي يحتاجه الإنسان كي يحيا حياة حقيقية؟ هل كانت صلوات بطرس مجرد كلمات خرجت من فمه؟ ألم تكن كلمات من عمق قلبه؟ هل صلى بطرس فقط، ولم يضع الحق موضع الممارسة؟ لمَنْ تسعى؟ كيف يجب أن تحمي نفسك وتتطهر أثناء توبيخ الله ودينونته؟ هل توبيخ الله ودينونته بلا فائدة للإنسان؟ هل كل دينونة هي عقوبة؟ أيمكن أن يكون السلام والفرح وحدهما، والبركات المادية والراحة المؤقتة وحدها، مفيدة لحياة الإنسان؟ إذا كان الإنسان يعيش في بيئة ممتعة ومريحة، دون حياة الدينونة، فهل يمكن تطهيره؟ إذا رغب الإنسان في التغيير والتطهير، فكيف ينبغي عليه قبول أن يصير كاملًا؟ ما هو الطريق الذي ينبغي عليك اختياره اليوم؟
من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 531
بمجرد أن يُذكَر بطرس، يمتلئ الجميع بمدحه، ويتذكرون على الفور كل تلك القصص عنه، وكيف أنكر معرفته بالله ثلاث مرات، بل وقدم خدمة للشيطان بها اختبر الله، لكنه في النهاية صُلِبَ منكس الرأس على الصليب لأجله، وما إلى ذلك. والآن أولي أهمية كبرى لأسرد عليكم كيف عرفني بطرس وأيضًا عاقبته النهائية. كان هذا الرجل بطرس صاحب منزلة ممتازة لكنَّ ظروفه كانت مختلفة عن ظروف بولس. اضطهدني أبواه؛ فقد كانا ينتميان إلى أبالسة يسيطر عليهم الشيطان، لهذا السبب لا يمكن للمرء أن يقول إنهم سَلَّموا الطريق لبطرس. كان بطرس حاضر الذهن ومفعمًا بذكاءٍ فطري، مُدللاً منذ الطفولة من والديه، لكنه بعد أن كبر أصبح عدوًا لهما؛ لأنه كان دائم السعي إلى معرفتي، وهو ما دفعه إلى أن يدير ظهره لوالديه. كان ذلك لأنه – أولاً – آمن بأن السموات والأرض وكل الأشياء في يد القدير، وأن كل الأشياء الإيجابية هي من الله وتأتي منه مباشرةً دون أن تمر بأي معالجة يقوم بها الشيطان. إن المثال العكسي لوالديه اللذين قاما بدور الشخصية الضد ساعده بمزيد من السهولة في التعرف على حبي ورحمتي، وهو ما أشعل فيه رغبة أكبر في السعي إليّ. لم يهتم اهتمامًا وثيقًا بأكل وشرب كلامي فحسب، بل كان جل اهتمامه بفهم مقاصدي، وكان دائم الحيطة والحذر في أفكاره، حتى أصبح شديد الفطنة في روحه دائمًا، وبذلك تمكن من إرضائي في كل ما فعله. في الحياة العادية، كان بطرس يهتم اهتمامًا وثيقًا بالاستفادة من دروس الذين فشلوا في الماضي ليحث نفسه على بذل جهد أكبر، متخوفًا بشدة من أن يسقط في شباك الفشل. كذلك كان يهتم اهتمامًا وثيقًا باستيعاب إيمان ومحبة كل الذين أحبوا الله على مر العصر، وبهذه الطريقة لم يُسرِّع من نموه في الجوانب السلبية فقط بل والأهم في الجوانب الإيجابية أيضًا حتى أصبح في حضوري ذلك الإنسان الواحد الذي عرفني أفضل معرفة، لهذا السبب، ليس من الصعب أن تتخيل كيف أمكنه أن يضع كل ما كان لديه في يديَّ، فلم يعد سيد نفسه حتى في المأكل أو الملبس أو النوم أو المكان الذي يقيم فيه، لكنه جعل إرضائي في كل شيء الأساس الذي يستند إليه في الاستمتاع بعطاياي. لقد وضعته في مراتٍ كثيرة تحت تجربة، تركته بالطبع شبه ميت، لكن حتى في وسط مئات التجارب تلك، لم يفقد إيمانه بي مطلقًا أو يَخِبْ رجاؤه فيَّ. حتى عندما قلتُ إنني تركته بالفعل، فإنه لم يضعف أو يسقط في اليأس، بل استمر كما كان من قبل في تطبيق مبادئه حتى يحبني محبةً عمليةً. أخبرته بذلك، ورغم حبه لي، فإنني لم أمدحه لكن كنتُ سأدفعه إلى يدي الشيطان في النهاية. وسط هذه التجارب، التي لم تمس جسده لكنها كانت تجارب بالكلام، ظل يصلي لي قائلاً: "يا الله! من بين السموات والأرض وما لا يحصى من الأشياء، هل من إنسان أو مخلوقٍ أو شيءٍ ليس في يديك أيها القدير؟ عندما ترغب في أن تريني رحمتك، يتهلل قلبي جدًا بسبب رحمتك، وعندما ترغب في إجراء حكمٍ عليَّ، فرغم عدم استحقاقي، أشعر أكثر بعمق غموض أعمالك؛ لأنك مملوء سلطانًا وحكمة. وعلى الرغم من أن جسدي يعاني المشقة، فإن روحي تشعر بالارتياح. كيف لا أمجد حكمتك وأعمالك؟ حتى لو مُتُّ بعد معرفتي بك، سأكون مستعدًا وراضيًا على الدوام. أيها الواحد القدير! بالتأكيد ليس الأمر أنك لا ترغب حقًا في أن تدعني أراك؟" الأمر بالتأكيد ليس أنني لا أستحق حقًا أن أنال دينونتك؟ هل يمكن أن يكون الأمر أنه ثمة شيء فيَّ لا ترغب في أن تراه؟ وسط هذه الأنواع من التجارب، ورغم أنه حتى بطرس لم يكن قادرًا على استيعاب مقاصدي بدقة، فمن الواضح أنه يعتبر أن استخدامي له (في مجرد تلقي دينونتي حتى تعاين البشرية مجدي وغضبي) يُعَد مسألة فخر ومجدٍ شخصي، وكان أبعد ما يكون عن الاكتئاب لخضوعه للتجربة. لقد أصبح مثالاً وقدوة للبشرية لآلاف السنين؛ وذلك بسبب ولائه في حضرتي وبسبب بركاتي له. أليس هذا بالضبط المثال الذي يجب عليكم أن تتبعوه؟ ينبغي عليكم في هذا الزمان أن تفكروا بجدٍ وأن تحاولوا فهم السبب الذي جعلني أسرد هذا الشرح المطول لبطرس. يجب أن يكون هذا لكم بمثابة مدونة لقواعد السلوك.
من "الفصل السادس" "كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 532
اتبع بطرس يسوع عددًا من السنوات ورأى أشياءَ كثيرة في يسوع لا يملكها الناس. وبعد اتباعه لمدة عام، تم اختياره كرئيس للتلاميذ الاثني عشر من قبل يسوع، (بالطبع لم ينطق يسوع بهذا بصوت عالٍ، ولم يعلم الآخرون بذلك مطلقًا)؛ كان بطرس يقيس نفسه في الحياة بكل شيء فعله يسوع، وعلى وجه الخصوص كانت خطب يسوع محفورة بشكل خاص في قلبه، فقد كان مُخلصًا للغاية ومكرسًا ليسوع، ولم ينطق أبدًا بأية شكاوى من يسوع؛ وهذا هو السبب في أنه أصبح رفيق يسوع الأمين في كل مكان يذهب إليه. لقد اتبع بطرس تعاليم يسوع، وكلماته الرقيقة، وما كان يأكله، وما يرتديه، ومأواه، وأسفاره. لقد اقتدى بيسوع في كل ناحية، ولم يكن معتدًّا بنفسه، لكنه انسلخ من كل الأشياء القديمة السابقة واتبع يسوع في القول والفعل. عندها شعر أن السماوات والأرض وكل الأشياء كانت في يد القدير، وأنه لهذا السبب لم يكن له خياره الشخصي. وكان بطرس أيضًأ يستوعب كل ماهية يسوع واعتبره قدوةً له. تدل حياة يسوع على أنه لم يكن معتدًّا بنفسه أو متغطرسًا فيما كان يفعله، وبدلًا من أن يفتخر بنفسه، أثّر في الناس بالمحبة. ثمة أمور مختلفة دلت على حقيقة يسوع، ولهذا السبب كان بطرس يقتدي بكل ما كان عليه يسوع. وقد أسهمت تجارب بطرس في جعله يشعر على نحو متزايد بجمال يسوع، وقال أشياءَ مثل: "لقد بحثت عن القدير في سائر الكون ورأيت عجائب السماوات والأرض وكل الأشياء، وهكذا تشكل لديّ إحساس عميق بجمال القدير، ولكن لم يكن لدي حب حقيقي في قلبي، ولم أر قط جمال القدير بعينيّ. أما اليوم، فقد حظيت من القدير بنظرة الاستحسان، وشعرت أخيرًا بجمال الله، واكتشفت أخيرًا أنه ليس مجرد خلق الله كلَّ الأشياء هو الذي يجعل البشر يحبونه. ففي حياتي اليومية، وجدت جماله اللامتناهي؛ فكيف يمكن أن يكون جماله مقتصرًا فقط على ما يُشاهَدُ اليوم؟" مع مرور الوقت، كانت هناك العديد من الأشياء الجميلة أيضًا التي برزت في بطرس؛ فقد أصبح مطيعًا جدًا ليسوع، وعانى بالطبع من بعض الانتكاسات. عندما أخذه يسوع إلى أماكن مختلفة للوعظ، كان دائمًا يتواضع ويستمع إلى عظات يسوع، ولم يصبح متكبرًا مطلقًا بسبب سنوات اتباعه له. وبعد أن أخبره يسوع أن سبب قدومه هو أن يصلب لإنهاء عمله، حزن حزنًا شديدًا وكان يبكي وحده في الخفاء. ومع ذلك، جاء ذلك اليوم "المؤسف". بعد أن تم القبض على يسوع، بكى بطرس بمفرده على متن مركب الصيد الخاص به وصلى كثيرًا من أجل هذا، ولكنه في قلبه كان يعلم أن تلك هي إرادة الله الآب، ولا يمكن لأحد أن يغيرها. لقد كان حزينًا وبكّاءً دائمًا بسبب تأثير الحب. بالطبع، هذا هو أحد مظاهر الضعف البشري؛ لذلك عندما علم أن يسوع سيُسمَّر على الصليب، سأل يسوع: "هل ستعود بعد أن تغادر لتكون بيننا تحرسنا؟ هل سنظل قادرين على رؤيتك؟" على الرغم من أن هذه الكلمات كانت ساذجة تمامًا، كما كانت أيضًا مليئة بالمفاهيم والمعاني البشرية، فقد كان يسوع يعرف ما يعانيه بطرس، ولذلك من خلال محبته كان مراعيًا لضعف بطرس: "لقد أحببتك يا بطرس، هل تعرف ذلك؟ على الرغم من عدم وجود منطق فيما تقوله، فقد وعد الآب أنه بعد قيامي، سأظهر للبشرية لمدة 40 يومًا، ألا تعتقد أن روحي سيغدق عليكم جميعًا النعمة مرارًا؟" على الرغم من أن ذلك جعل بطرس يشعر بقليل من الراحة، فقد كان لا يزال يشعر بأن هناك أمرًا كان مفقودًا؛ ولذلك، بعد قيام يسوع، ظهر له للمرة الأولى علنًا، ولكن من أجل منع بطرس من الاستمرار في التمسك بمفاهيمه، رفض يسوع الوليمة الفخمة التي أعدها بطرس له واختفى في لمح البصر. ومن تلك اللحظة، أصبح لدى بطرس أخيرًا فهم أعمق للرب يسوع، وأحبه أكثر. وبعد قيامته، ظهر يسوع مرارًا لبطرس. فقد ظهر لبطرس ثلاث مرات بعد مرور الأربعين يومًا وصعوده إلى السماء، كل مرة كان يظهر فيها عندما يكون عمل الروح القدس على وشك أن يكتمل ويكون عمل جديد على وشك أن يبدأ.
كسب بطرس معيشته من خلال الصيد طوال حياته كلها، لكنه فوق ذلك عاش للوعظ. وفي سنواته الأخيرة، كتب رسالتَيْ بطرس الأولى والثانية، وكتب عدة رسائل إلى كنيسة فيلادلفيا في ذلك الوقت، حيث كان الناس في ذلك الوقت متأثرين جدًا به. وبدلاً من أن يعظ الناس مستخدمًا مؤهلاته الخاصة، زودهم بالمؤن المناسبة للحياة. كما لم ينس قط تعاليم يسوع قبل أن يغادر، وبقي متأثرًا بها طوال حياته. عندما كان يتبع يسوع، قرر أن يرد الجميل عن حب الرب بموته، وأنه سيتبع مثال يسوع في كل شيء، وقد وافق يسوع على ذلك، ولذلك عندما كان عمر بطرس 53 عامًا (بعد 20 سنة من مغادرة يسوع)، ظهر له يسوع ليحقق له تطلعاته. وفي السنوات السبع التي تلت ذلك، أمضى بطرس حياته ساعياً لأن يتعرف على ذاته. وذات يوم، في نهاية تلك السنوات السبع، تم صلبه رأسًا على عقب، منهيًا بذلك حياته الاستثنائية.
من "عن حياة بطرس" في "تفسيرات أسرار كلام الله إلى الكون بأسره" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 533
ما تأثير الظلمة؟ ما يُدعى "تأثير الظلمة" هو تأثير خداع الشيطان وإفساده للناس وتقييدهم والسيطرة عليهم. تأثير الشيطان تأثير له طابع الموت. إن مصير كل من يعيشون تحت مُلك الشيطان هو الهلاك.
كيف يمكنك الهروب من تأثير الظلمة بعد نيل الإيمان بالله؟ ما إن تكون قد صليت بإخلاص إلى الله، فإنك تحوِّل قلبك إليه تمامًا. هذه هي النقطة التي يحرك عندها روح الله قلبك، وتصير مستعدًا لتقديم ذاتك له بالكامل، وفي هذه اللحظة، ستكون قد هربتَ من تأثير الظلمة. إن كان كل ما يفعله الإنسان يرضي الله ويتفق مع متطلباته، يكون ذلك الإنسان ممن يحيون في كلام الله، ويعيشون في ظل حمايته ورعايته. أما إذا كان الناس غير قادرين على تطبيق كلام الله، وإذا كانوا يحاولون أن يخدعوه باستمرار، ويسلكون نحوه بطريقة سطحية، ولا يؤمنون بوجوده، فإن أولئك جميعًا أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة. البشر الذين لم يحصلوا على خلاص الله يعيشون تحت مُلك الشيطان، بمعنى أنهم يعيشون جميعًا تحت تأثير الظلمة. وأولئك الذين لا يؤمنون بالله يعيشون تحت مُلك الشيطان. حتى أولئك الذين يؤمنون بوجود الله قد لا يعيشون بالضرورة في نوره، لأن أولئك الذين يؤمنون به قد لا يحيون بالفعل في كلامه، وقد لا يقدرون على الخضوع له. الإنسان محدود بإيمانه بالله، ولأنه لا يعرف الله، يظل يعيش في نطاق القواعد العتيقة، وفي إطار كلامٍ ميت، وفي حياة مظلمة وغير يقينية، دون أن يطهره الله تمامًا أو يقتنيه بالكامل. ومن ثم، بينما يُعَد من البديهيات أن غير المؤمنين بالله يعيشون تحت تأثير الظلمة، ربما يظل حتى أولئك الذين يؤمنون به يعيشون تحت تأثيرها أيضًا، لأنهم يفتقرون إلى عمل الروح القدس. إن الذين لم ينالوا نعمة الله أو رحمته، وأولئك الذين يعجزون عن أن يروا عمل الروح القدس يعيشون كلهم تحت تأثير الظلمة، وكذلك الناس الذين لا يتمتعون إلا بنعمة الله لكنهم لا يعرفونه يعيشون أيضًا تحت تأثير الظلمة غالبية الوقت. هب أنَّ إنسانًا يؤمن بالله لكنه يمضي معظم حياته يحيا تحت تأثير الظلمة، فإن وجود هذا الإنسان قد فقد معناه؛ فما حاجتنا إلى ذكر الناس الذين لا يؤمنون أن الله موجود؟
إن كل أولئك الذين لا يستطيعون أن يقبلوا عمل الله، أو يقبلون عمل الله ولكن لا يقدرون على أن يفوا بمتطلباته، هم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة. وحدهم أولئك الذين يبحثون عن الحق، القادرون على الوفاء بمتطلبات الله، سينالون بركاتٍ منه، ولن يهرب سواهم من تأثير الظلمة. أولئك الذين لم يتحرروا، الذين تتحكم فيهم دائمًا أشياء معينة، والذين لا يستطيعون أن يسلموا قلوبهم لله، هم أناس تحت قيود الشيطان ويعيشون في أجواء الموت. كما أن غير المخلصين لواجباتهم، وغير المخلصين لإرسالية الله، والذين يخفقون في القيام بوظائفهم في الكنيسة هم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة. إن أولئك الذين يكدرون صفو حياة الكنيسة عمدًا، أو يزرعون الشقاق بين إخوتهم وأخواتهم عمدًا، أو يشكلون أحزابًا، هم أناس يعيشون في غياهب تأثير الظلمة، وفي قيود الشيطان. أولئك الذين تجمعهم بالله علاقة غير طبيعية، الذين يفرطون دائمًا في رغباتهم، الذين يرغبون دائمًا في الحصول على مميزات، الذين لا يسعون مطلقًا إلى تغيير شخصياتهم، هُم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة. أولئك المستهترون دائمًا، وغير الجادين البتة في ممارستهم للحق، والذين لا ينشدون تحقيق مشيئة الله، بل يسعون فقط إلى إرضاء جسدهم، هم أيضًا أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة ويلتحفون بالموت. أولئك الذين يتصرفون بالتواءٍ وخداع عندما يعملون عمل الله، الذين يتعاملون مع الله بأسلوب سطحي، والذين يخدعون الله، ويخططون لأنفسهم دائمًا، هم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة. جميع الذين لا يستطيعون أن يخلصوا في محبتهم لله، ولا يبحثون عن الحق، ولا يهتمون بتغيير شخصياتهم هم أناس يعيشون تحت تأثير الظلمة.
من "اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 534
إذا رغبت في أن يمدحك الله، فينبغي عليك أولاً أن تهرب من تأثير الشيطان المظلم، وأن تفتح قلبك لله، وأن تحوله تمامًا إليه. هل يمدح الله الأمور التي تفعلها الآن؟ هل حوَّلتَ قلبك إلى الله؟ هل كانت الأمور التي قمت بها هي ما يطلبه الله منك؟ وهل تتفق هذه الأمور مع الحق؟ افحص ذاتك دائمًا، وركِّز على أكل وشرب كلام الله، وضع قلبك أمامه وكن مخلصًا في حبه، وابذل نفسك بتفانٍ من أجل الله؛ الناس الذين يفعلون هذا سينالون حتمًا المدح من الله.
كل أولئك الذين يؤمنون بالله، ولكن لا يبحثون عن الحق، لا يملكون وسيلة للهروب من تأثير الشيطان. أولئك الذين لا يعيشون حياتهم بأمانة، ويتصرفون أمام الآخرين بطريقة غير تلك التي يتصرفون بها من خلفهم، ويتظاهرون بالتواضع والصبر والمحبة بينما يتسم جوهرهم بالمكر والخديعة وعدم الوفاء لله – أمثال أولئك ممثلون نموذجيون لمن يعيشون تحت تأثير الظلمة. إنهم نسل الحية. أولئك الذين لا يؤمنون بالله إلا من أجل مصلحتهم الشخصية دائمًا، والذين يتصفون بالبر الذاتي والغطرسة، ويفتخرون بأنفسهم، والذين يحافظون على مكانتهم الخاصة، هم أناس يحبون الشيطان ويعارضون الحق. أولئك الناس يقاومون الله وينتمون بالتمام إلى الشيطان. أولئك الذين لا يهتمون بأعباء الله، الذين لا يخدمون الله بكل قلوبهم، الذين يهتمون دائمًا بمصالحهم الشخصية ومصالح أُسرِهِم، الذين لا يستطيعون أن يتركوا كل شيء ليبذلوا أنفسهم من أجل الله، والذين لا يحيون مطلقًا بكلام الله، هم أناس يعيشون خارج كلامه؛ ولا يمكن لمثل هؤلاء الناس أن ينالوا المدح من الله.
عندما خلق اللهُ الإنسانَ، خلقه لينعم بغناه وليحبه محبة صادقة، وبهذه الطريقة يعيش البشر في نوره. كل الذين لا يستطيعون أن يحبوا الله اليوم، ولا يهتمون بأعبائه، ولا يستطيعون أن يعطوه قلوبهم بالكمال، ولا يستطيعون أن يتخذوا من قلب الله قلبًا لهم، ولا يستطيعون أن يتحملوا أعباء الله كأعباء عليهم – فإن نور الله لا يُشرق عليهم؛ ومن ثم يعيشون جميعًا تحت تأثير الظلمة. إنهم يسلكون طريقًا معاكسًا لمشيئة الله، وليس ثمة ذرة من الحق في كل ما يفعلونه. إنهم يتمرغون في طين الحمأة مع الشيطان، وهم أشخاص يعيشون تحت تأثير الظلمة. إن كان باستطاعتك أن تأكل وتشرب كلام الله كثيرًا، وأن تهتم بمشيئته وتمارس كلامه، فأنت حينئذٍ تنتمي إلى الله، وأنت شخص يعيش في كلامه. هل ترغب في الإفلات من مُلك الشيطان وسطوته والحياة في نور الله؟ إذا كنتَ تعيش في كلام الله، فسوف يجد الروح القدس فرصة ليقوم بعمله؛ أما إذا كنتَ تعيش تحت تأثير الشيطان، فلن تعطي الروح القدس مثل هذه الفرصة. إن العمل الذي يقوم به الروح القدس على الناس، والنور الذي يشرق به عليهم، والثقة التي يمنحهم إياها لا يستمرون إلا لبرهةٍ، فإن لم يحرص الناس ولم ينتبهوا، فسوف يتجاوزهم عمل الروح القدس. إذا عاش الناس في كلام الله، فإن الروح القدس سوف يكون معهم ويباشر عمله فيهم. أما إن لم يعش الناس في كلام الله، فإنهم بذلك يعيشون في قيود الشيطان. إن عاش الناس بشخصيات فاسدة، فهم لا يتمتعون بحضور الروح القدس أو عمله. إذا كنتَ تعيش في حدود كلام الله، وإذا كنتَ تعيش في الحالة التي يطلبها الله، فأنت إذًا شخص ينتمي إليه، وسوف ينفذ عمله فيك. أما إذا كنت لا تعيش في حدود متطلبات الله، بل تعيش تحت مُلك الشيطان، فأنت حتمًا تعيش في فساد الشيطان. لن يتأتى لك أن تفي بمتطلبات الله إلا بأن تعيش في كلامه وأن تسلم قلبك له؛ فلا بد أن تفعل ما يقوله الله، جاعلًا من أقواله أساسًا لوجودك ولواقعية حياتك، وحينئذٍ فقط تنتمي إلى الله. إذا كنت تطبق بالفعل بما يتفق مع مشيئة الله، فسيباشر عمله فيك، وحينئذٍ تعيش تحت بركاته، وفي نور وجهه، ستفهم العمل الذي يقوم به الروح القدس، وتشعر بفرحة وجود الله.
من "اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 535
حتى تفلت من تأثير الظلمة، لا بد أولًا أن تكون مخلصًا لله، وراغبًا من قلبك في البحث عن الحق؛ وحينئذٍ فقط تستطيع أن تكون في حالة صحيحة. إن الحياة في حالة صحيحة هي المطلب الأساسي للإفلات من تأثير الظلمة. وعدم اقتناء حالة سليمة يعني أنك لستَ مخلصًا لله، وأنك لستَ شغوفًا في قلبك بالبحث عن الحق، ويكون الإفلات من تأثير الظلمة مسألة مُستَبعَدَة. كلامي هو أساس إفلات الإنسان من تأثيرات الظلمة، والناس الذين يتعذر عليهم التطبيق بحسب كلامي، لن يقدروا على الإفلات من قيود تأثير الظلمة. إن الحياة في حالة صحيحة تعني أن تحيا تحت توجيه كلام الله، وأن تحيا في حالة من الإخلاص لله، وأن تحيا في حالة من البحث عن الحق، وأن تحيا في واقعية بذل الشخص نفسه بإخلاص من أجل الله، وأن تحيا في حالة من المحبة الحقيقية لله. إن أولئك الذين يحيون في هذه الحالات ويحيون في هذه الواقعية سيتغيرون ببطء كلما دخلوا في أعماق الحق، وسيتغيرون كلما ازداد العمل عمقًا، وسيصبحون حتمًا في النهاية أناسًا يربحهم الله، ويحبون الله محبة صادقة. يمكن لأولئك الذين أفلتوا من تأثير الظلمة أن يتحققوا من مشيئة الله تدريجيًا، وأن يفهموها رويدًا رويدًا، إلى أن يصبحوا في النهاية من خاصة الله. فهم لا يحملون أي تصورات عن الله ولا يتمردون عليه، بل إنهم حتى يبغضون ذلك العصيان وتلك التصورات التي تملكتهم من قبل، وينشأ حب حقيقي لله في قلوبهم. أما الناس الذين يعجزون عن الإفلات من تأثير الظلمة، فهم مُنشغلون تمامًا بالجسد، ويمتلئون بالعصيان. تمتلئ قلوبهم بتصورات بشرية وبفلسفات الحياة، فضلًا عن مقاصدهم الخاصة ومناقشاتهم الشخصية. ما يطلبه الله هو محبة الإنسان له وحده منفردًا، وما يطلبه هو أن يكون الإنسان منشغلًا بكلامه وبقلب مملوء بالمحبة له. أن تحيا في كلام الله، وأن تبحث في كلامه عمَّا يجب البحث عنه، وأن تحب الله بسبب كلامه، وأن تهرب من أجل كلامه، وأن تعيش من أجل كلامه – هذه هي الأهداف التي ينبغي على الإنسان أن يكافح ليحققها. ينبغي أن يُبنى كل شيء على كلام الله، وحينئذٍ فقط، سيتمكن الإنسان من الوفاء بمتطلبات الله. إذا لم يتسلح الإنسان بكلام الله، فلن يكون أكثر من يرقة يستحوذ عليها الشيطان. قِس هذا: ما مقدار كلام الله الذي تأصل داخلك؟ في أي الأشياء تحيا بحسب كلام الله؟ وفي أي الأشياء لم تحيا بحسب كلام الله؟ إن لم يكن كلام الله قد تمكن منك بالتمام، فما الذي يشغل قلبك بالضبط؟ هل تخضع في حياتك اليومية لسيطرة الشيطان أم أنك منشغل بكلام الله؟ هل كلامه هو الأساس الذي تقوم عليه صلواتك؟ هل خرجتَ من حالتك السلبية من خلال استنارة كلام الله؟ أن تتخذ من كلام الله أساسًا لوجودك، هذا ما ينبغي على كل واحد الدخول إليه. إن لم يكن لكلامه وجود في حياتك، فأنت إذًا تعيش تحت تأثير الظلمة، وتتمرد على الله وتقاومه، وتهين اسمه. إن إيمان مثل هؤلاء الناس بالله هو محض ضرر واضطراب. كَمْ عِشتَ من حياتك بحسب كلامه؟ وكَمْ من حياتك لم تعش فيها بحسب كلامه؟ أي قدر مما طلبه كلمة الله منك قد تحقق فيك؟ وأي قدر فُقِد فيك؟ هل نظرت نظرة فاحصة إلى هذه الأمور؟
يتطلب الإفلات من تأثير الظلمة عمل الروح القدس، وكذلك التعاون المُخلِص من جانب الإنسان. لماذا أقول إن الإنسان ليس على الطريق الصحيح؟ يمكن للناس الذين على الطريق الصحيح أن يسلموا قلوبهم أولًا لله. هذه مهمة تستغرق وقتًا طويلًا جدًا للدخول إليها، لأن البشرية عاشت دائمًا تحت تأثير الظلمة، وظلت ترزح تحت قيود الشيطان لآلاف السنين. ومن ثم، لا يمكن تحقيق هذا الدخول في غضون يومٍ واحد أو يومين. أثرْتُ هذه المسألة اليوم حتى يفهم البشر حالتهم؛ فما إن يستطيع الإنسان تمييز ماهية تأثير الظلمة ومعنى الحياة في النور، فإن الدخول يصبح أسهل كثيرًا؛ وذلك لأنك ينبغي أن تعرف ماهية تأثير الشيطان قبل أن تتمكن من الإفلات منه، وبعدها فقط سيكون لديك طريقة لنبذه. أما فيما يتعلق بما تفعله بعد ذلك، فهذا شأن البشر أنفسهم. ادخل دائمًا إلى كل شيء من جانب إيجابي، ولا تنتظر متقاعسًا على الإطلاق. وبهذه الطريقة وحدها يمكنك أن يقتنيك الله.
من "اهرب من تأثير الظلمة وسوف يقتنيك الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 536
كل كلمة من كلام الله تضربنا في مقتل، وتتركنا حزانى وخائفين. إنه يكشف أفكارنا وتخيلاتنا وشخصيتنا الفاسدة. في كل ما نقوله ونفعله، وكل فكرة من أفكارنا وكل خاطرة من خواطرنا، يكشف كلامه عن طبيعتنا وجوهرنا، ويتركنا مهانين ومرتجفين من الخوف. إنه يخبرنا عن كل أفعالنا وأهدافنا ونوايانا، وحتى شخصيتنا الفاسدة التي لم نكتشفها أبدًا، مما يجعلنا نشعر بأننا مكشوفين في كل نقصنا البائس، بل ونشعر بأننا مقتنعين تمامًا. إنه يديننا بسبب مقاومتنا له، ويوبخنا بسبب تجديفنا عليه وإدانتنا له، ويجعلنا نشعر بأننا بلا قيمة في عينيه، وإننا الشيطان الحي. لقد تضاءلت آمالنا، ولم نعد نجرؤ على تقديم أي مطالب ومحاولات غير معقولة إليه، وحتى أحلامنا تتلاشى بين ليلة وضحاها. هذه حقيقة لا يمكن لأحد منا أن يتخيلها، ولا يمكن لأحد منا أن يقبلها. للحظة، تصبح عقولنا غير متوازنة، ولا نعرف كيف نستمر في الطريق، ولا نعرف كيف نستمر في معتقداتنا. يبدو كما لو كان إيماننا قد عاد إلى المربع الأول، وكما لو كنا لم نتقابل مطلقًا مع الرب يسوع ولم نتعرف عليه. كل شيء أمام أعيننا يربكنا، ويشعرنا كما لو أننا قد انجرفنا مع التيار. إننا مستاؤون، ونشعر بخيبة أمل، ويوجد غضب وخزي جامحين في أعماق قلوبنا. نحاول التنفيس، وأن نجد مخرجًا، بل نحاول أن نستمر في انتظار مخلّصنا يسوع، فنسكب قلوبنا أمامه. ومع أنه توجد أوقات لا نكون فيها لا متغطرسين ولا متواضعين من الخارج، إلا أننا نشعر في قلوبنا بأننا نعاني من خسارة لم نعانيها من قبل. ومع إننا قد نبدو أحيانًا هادئين من الخارج على غير المعتاد، إلا أننا نحمل في الداخل بحارًا هائجة من العذاب. لقد جردنا توبيخه ودينونته من كل آمالنا وأحلامنا، وتركانا دون رغباتنا المبالغ فيها، غير راغبين في تصديق أنه مخلّصنا، وأنه قادر على خلاصنا. لقد فتح توبيخه ودينونته فجوة عميقة بيننا وبينه، ولا يوجد مَنْ هو مستعد لعبورها. تُعد دينونته وتوبيخه المرة الأولى التي نعاني فيها من مثل هذه النكسة العظيمة والمهانة الكبيرة. فقد سمحت دينونته وتوبيخه لنا أن نقدِّر حقًا تكريم الله وعدم تسامحه مع إثم الإنسان، مقارنةً بكوننا بائسين ونجسين للغاية. لقد تسببت دينونته وتوبيخه في أن ندرك لأول مرة كيف أننا متغطرسون ومغرورون، وكيف أن الإنسان لن يكون مساويًا لله أبدًا، أو على قدم المساواة مع الله. لقد دفعتنا دينونته وتوبيخه إلى أن نشتاق ألا نعيش مجددًا في مثل هذه الشخصية الفاسدة، وأن نشتاق إلى تخليص أنفسنا من هذه الطبيعة وهذا الجوهر في أقرب وقت ممكن، وألا نعود ممقوتين منه أو شاعرين باشمئزازه منا. لقد جعلتنا دينونته وتوبيخه مسرورين بطاعة كلامه، ولم نعد راغبين في التمرد على تنظيماته وترتيباته. لقد منحتنا دينونته وتوبيخه مرة أخرى الرغبة في الحياة، وجعلانا سعداء لقبوله كمخلّص لنا... لقد خرجنا من عمل الإخضاع، وخرجنا خارج الجحيم، وخرجنا من وادي ظل الموت... فقد اقتنانا الله القدير نحن هذه المجموعة من الناس! وانتصر على الشيطان، وهزم كل أعدائه!
من "معاينة ظهور الله وسط دينونته وتوبيخه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 537
لن تصبح كاملًا إلّا إذا طرحت عنك طباعَك الفاسدة وحققت العيش من خلال الطبيعة الإنسانية، وعلى الرغم من أنك لن تستطيع الإتيان بنبوءةٍ ولا بأسرار، فإنك ستحيا بالكامل وتكشف صورة الإنسان. لقد خلق الله الإنسان، ولم يلبث الإنسان حتى فسد بفعل الشيطان، فجعل هذا الفساد من الناس "أجسادًا ميتة"، ومن ثم، فإنك بعد أن تغيرت ستكون شيئًا آخر بخلاف هذه الأجساد الميتة. إن كلام الله هو الذي يبث النور في أرواح البشر، ويجعلهم يولدون من جديد. وعندما تولد أرواح الناس من جديد، حينها سيعودون إلى الحياة. إن كلمة "ميت" تشير إلى الأجساد التي بلا أرواح، إلى البشر الذين ماتت أرواحهم. فعندما تومض شرارة الحياة في أرواح البشر، يصبحون على قيد الحياة. يُشار بالقدّيسين المذكورين سابقًا إلى البشر الذين أصبحوا على قيد الحياة، هؤلاء الذين كانوا تحت تأثير الشيطان، ولكنهم هزموه. لقد تحمّل شعب الله المُختار في الصين الاضطهاد القاسي واللاإنساني والخداع من التنين العظيم الأحمر الذي خرّب عقولهم وتركهم بدون أدنى شجاعة لكي يعيشوا. ولذا، فإن إيقاظ أرواحهم لابد وأن يبدأ من جوهرهم، ويجب أن توقظ أرواحهم في جوهرهم تدريجياً. وعندما يصبحون على قيد الحياة، يومًا ما، فلن يكون هناك المزيد من المعوقات، وستسير الأمور كلها بسلاسة. ولكن يبقى هذا غير محقق حاليًا. إذ تشتمل حياة معظم الناس على الكثير من تيارات الموت، فتحيط بهم هالةٌ من الموت، وينقصهم الكثير جدًا. يحمل بعض كلام البشر الموت، وكذلك أفعالهم، وكل شيء تقريبًا يعيشونه يحمل الموت. إذا شهد الناس اليوم علانية لله، فإن هذا العمل مصيره الفشل؛ ذلك لأنهم لم يصبحوا على قيد الحياة بالكامل بعد، وهناك عدد كبير من الأموات في صفوفكم. واليوم، يسأل بعض الناس عن سبب عدم إرسال الله علامات ومعجزات لينشر عمله سريعًا بين الأمم. لا يمكن للموتى أن يشهدوا لله، بل الأحياء فحسب، ولكن أغلب البشر اليوم موتى، وكثيرٌ جدًا منهم يعيشون في قفص الموت، تحت تأثير الشيطان، غير قادرين على الانتصار، فكيف لهم أن يشهدوا لله؟ كيف لهم أن ينشروا عمل الإنجيل؟
هؤلاء الذين يعيشون تحت تأثير الظلام هم من يعيشون وسط الموت، هم من يتلبّسهم الشيطان. وبدون أن يخلّصهم الله ويدينهم ويوبخهم، لن يفلت البشر من تأثير الموت، ولن يصبحوا على قيد الحياة. ليس بمقدور هؤلاء الموتى الشهادة لله، ولا أن يستخدمهم الله، ناهيك عن دخولهم الملكوت. إن الله يريد شهادة الأحياء، لا الموتى، ويطلب من الأحياء أن يعملوا من أجله، لا الموتى. إن "الموتى" هم من يعارضون ويتمردون على الله، هؤلاء من تخدَّرت أرواحهم، ولا يفهمون كلام الله. هؤلاء من لا يضعون الحق موضع التنفيذ، وليس لديهم أدنى قدر من الإخلاص لله، وهم من يعيشون تحت مُلك الشيطان، وهم من يستغلهم الشيطان. يظهر الموتى أنفسهم بمعارضة الحقيقة، وعصيان الله، والاتسام بالوضاعة، والخسة، والخبث، والوحشية، والخداع، والغدر. وعلى الرغم من أن هؤلاء الناس يأكلون ويشربون كلام الله، فإنهم غير قادرين على أن يعيشوا بحسب كلام الله. صحيحٌ أنهم أحياء، ولكنهم موتى سائرون، إنهم جثثٌ تتنفس. إن الموتى غير قادرين إطلاقًا على إرضاء الله، كما أنهم غير قادرين على طاعته تمامًا. إنهم يخادعونه، ويُجدِّفون عليه، ويخونونه، وكل ما يعيشون بحسبه يكشف طبيعة الشيطان. إذا أراد البشر أن يصبحوا أحياءَ، وأن يشهدوا لله، وأن يقبلهم الله، فعليهم أن يقبلوا خلاص الله، وعليهم أن يذعنوا بسرور إلى دينونته وتوبيخه، وعليهم أن يقبلوا تنقية الله ومعاملته لهم وهم راضون. حينها فقط سيستطيعون وضع كل الحقائق التي يأمر الله بها موضع التنفيذ، وحينها فقط سيحصلون على خلاص الله، وسيصبحون أحياءَ حقًا. الأحياء يُخلِّصهم الله، فيخضعون لدينونة الله وتوبيخه. الأحياء مستعدون لتكريس أنفسهم ويسعدون بتقديم حياتهم لله، بل ويخصصون لله حياتهم كلها وهم راضون. عندما يشهد الأحياء لله، حينها فقط يُفضَح الشيطان. فالأحياء فقط هم من ينشرون عمل إنجيل الله، وهم فقط من يسعون وراء قلب الله، وهم فقط البشر الحقيقيون. لقد خلق الله الإنسان في الأصل حيًا، ولكن بسبب فساد الشيطان عاش الإنسان بين الموتى، وتحت تأثير الشيطان، ولذا أصبح هؤلاء الناس أمواتًا بلا روح، وأصبحوا أعداءً يعارضون الله، وغدَوا أدوات الشيطان، كما أصبحوا أسرى الشيطان. أصبح كل الأشخاص الأحياء الذين خلقهم الله أمواتًا، ولذا فقد خسر الله شهادته، وخسر البشرية التي خلقها وكانت الشيء الوحيد الذي حمل نفخة من روحه. لو أراد الله أن يستعيد شهادته وهؤلاء الذين خلقهم بيده ولكنهم صاروا أسرى الشيطان، فعليه أن يبعثهم من جديد حتى يصبحوا أحياءً، وعليه أن يستعيدهم حتى يعيشوا في نوره. إن الموتى هم من لا يملكون روحًا، من تخدر حسهم إلى أقصى حد، ومن يعاندون الله. وعلاوة على ذلك، فهؤلاء هم من لا يعرفون الله، وليست لديهم أدنى نية لطاعته؛ ذلك لأنهم لا يسعهم سوى أن يتمردوا عليه ويعارضوه، ولا يملكون أدنى درجة من الولاء. أما الأحياء، فهؤلاء من وُلدت أرواحهم من جديد، من يعرفون كيف يطيعون الله، ومن يخلصون لله. هؤلاء يمتلكون الحقيقة والشهادة، وهم فقط من يُرضون الله في بيته. إن الله يُخلِّص من يقدر على أن يكون على قيد الحياة، وأن يرى خلاص الله، وأن يكون مخلصًا لله، وأن يرغب في طلب الله. إنه يُخلّص من يؤمن بتجسّد الله، ومن يؤمن بظهور الله. يقدر بعض البشر على أن يصبحوا على قيد الحياة، والبعض الآخر لا يقدر؛ فالأمر يعتمد على ما إذا كانت طبيعتهم قابلة للخلاص أم لا. لقد سمع الكثير من البشر عديد كلام الله، غير أنهم لا يفهمون إرادته. سمعوا عديد كلام الله، ولكنهم مازالوا غير قادرين على وضعه موضع التنفيذ، وغير قادرين على أن يحيوا بحسب أي حقيقة، كما أنهم يتعمدون التدخل في عمل الله. إنهم غير قادرين على تنفيذ أي عمل لله، ولا يستطيعون تكريس أي شيء له، كما أنهم يبذّرون مال الكنيسة سرًا، ويأكلون في بيت الله بدون مقابل. هؤلاء البشر موتى، ولن ينالوا الخلاص. إن الله يُخلّص كل من هم في وسط عمله. ولكنّ هناك جزءاً من الناس لا يحصلون على خلاصه، ولا يحصل على خلاصه سوى عدد ضئيل؛ وذلك لأن أغلب البشر قد أُفسدوا بشدّة وأصبحوا موتى لدرجة لا يمكن عندها خلاصهم، فقد استغلهم الشيطان تماماً، كما أن طبائعهم خبيثة جدًا. كما أن هذا العدد الصغير غير قادر على طاعة الله بالكامل، فهؤلاء لم يكونوا ممن أخلصوا لله بالكامل منذ البداية، أو أحبوا الله إلى أقصى حد منذ البداية. وبدلًا من ذلك، فقد أصبحوا طائعين لله بسبب عمله لإخضاعهم، فرأوا الله بسبب حبه الأسمى، وهناك تغيرات في شخصيتهم بسبب شخصية الله البارة، وأصبحوا يعرفون الله بسبب عمله الحقيقي والعادي. ولولا عمل الله هذا، مهما كانوا طيبين، لظلّوا موتى تحت تأثير الشيطان، وكذلك سيبقون موتى. ولكنهم اليوم يحصلون على خلاص الله الكامل لأنهم يريدون أن يتعاونوا مع الله.
ونظرًا لإخلاصهم لله، فإن الأحياء يجب أن يربحهم الله وأن يجعلهم يعيشون وسط وعوده، ونظرًا لعصيان الموتى لله، فلا بد أن يكرههم ويبغضهم الله ويذيقهم من عقابه ولعناته. هذه هي شخصية الله البارة التي لا يمكن للبشر تغييرها. ونظرًا لسعيهم، فإن البشر يحصلون على رضا الله ويعيشون في النور، ونظرًا لنواياهم الخبيثة، فإنهم يلعنهم الله ويستحقون عقابه. ونظرًا لشرورهم، يعاقبهم الله، ونظرًا لشوقهم وإخلاصهم، فإنهم يحظون ببركات الله. إن الله بار؛ يُبارك الأحياء ويلعن الموتى، ولذا سيبقون بين الموتى دائمًا، ولن يعيشوا في نور الله أبدًا. أما الأحياء فيأخذهم الله إلى ملكوته، وإلى بركاته ليكونوا بجواره إلى الأبد. والموتى الذين يلعنهم بالموت الأبدي، فإنهم هدف دماره، وسيكونون أبدًا تابعين للشيطان. إن الله لا يظلم أحدًا؛ فكل من يطلب الله بحق سيبقى في بيت الله بالتأكيد، وكل من يعصي الله ولا يطيعه سيبقى في عقابه بالتأكيد. ربما تكون غير متيقنٍ من فعل الله في الجسد، ولكن في يومٍ ما لن يرتب جسد الله نهاية الإنسان، بل روحه هو من سيقوده إلى مصيره، وحينها سيعرف البشر أن جسد الله وروحه واحد، وأن جسده لا يخطئ، وأن روحه منزّه أكثر عن الخطأ. وفي النهاية، فإنه بالتأكيد سيأخذ من أصبحوا على قيد الحياة إلى ملكوته، بلا زيادة ولا نقصان، أما الموتى الذين لم يصبحوا على قيد الحياة، فسيقذفهم إلى كهف الشيطان.
من "هل أنت شخص عاد إلى الحياة؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 538
الخطوة الأولى على طريق الروح القدس في الإنسان هي، قبل أي شيء آخر، أنه يأخذ قلب الإنسان بعيدًا عن الناس والأحداث والأشياء إلى كلام الله، ويجعل قلب الإنسان يؤمن بأن كلام الله فوق مستوى الشبهات وصادق تمامًا. إن كنت تؤمن بالله، فلا بد أن تؤمن أيضًا بكلامه، أما إذا ظللت بعد سنواتٍ عديدة من إيمانك بالله جاهلًا بالطريق الذي سلكه الروح القدس، فهل تكون حقًا مؤمنًا؟ لتحقيق حياة إنسانية طبيعية – حياة إنسانية طبيعية فيها علاقة طبيعية مع الله، لا بد أولًا أن تؤمن بكلامه. فإن لم تُحقِّقْ الخطوة الأولى من عمل الروح القدس في الناس، فليس لك حينئذٍ أي أساس. وإن كنت تفتقر حتى إلى أدنى المبادئ، فكيف ستمضي في الطريق قُدُمًا؟ إن سلوك الطريق الصحيح الذي يكمّل الله من خلاله الإنسان يعني دخول الطريق الصحيح لعمل الروح القدس الراهن، ويعني سلوك الطريق الذي يسلكه الروح القدس. إن الطريق الذي يسلكه الروح القدس الآن هو كلام الله الحالي. وعليه، إن كان للناس أن يطأوا طريق الروح القدس، فعليهم أن يطيعوا كلام الله المتجسد الحالي وأن يأكلوا هذا الكلام ويشربوه. فالعمل الذي يقوم به هو عمل الكلام، وكل شيء يبدأ من كلامه، وكل شيء يتأسس على كلامه، أي كلامه الحالي. وسواء كان الأمر يتعلق باليقين بشأن الله المتجسد أو بمعرفته، فإن كلًا منهما يتطلب بذل المزيد من الجهد على كلامه، وإلا فإن الناس لن يتمكنوا من تحقيق أي شيء، وسوف يُتْرَكون من دون شيء. لن يستطيع الناس أن يقيموا علاقة طبيعية مع الله تدريجيًا إلا من خلال البناء على أساس أكل كلام الله وشربه ومن ثم التوصل إلى معرفته وإرضائه. ليس هناك للإنسان تعاونٌ أفضل من أكل كلام الله وشربه وممارسته، ومن خلال هذه الممارسة سيكون أفضلَ قدرةً على الثبات على شهادته عن شعب الله. وعندما يفهم الناس ويصبحون قادرين على إطاعة جوهر كلام الله الحالي، فإنهم يحيون في الطريق الذي يرشدهم فيه الروح القدس، ويكونون قد دخلوا الطريق الصحيح لتكميل الله للإنسان. في السابق، استطاع الناس كسب عمل الله بمجرد السعي للحصول على نعمة الله أو بالسعي لأجل السلام والبهجة، ولكنَّ الأمور اختلفت الآن؛ فإذا لم يكن لدى الناس كلام الله المتجسِّد، وإذا لم تكن لديهم حقيقة هذا الكلام، فلا يمكنهم أن ينالوا رضا الله، وسوف يقصيهم الله. ولكي يحظى الناس بحياة روحية طبيعية، ينبغي عليهم أولًا أن يأكلوا كلام الله ويشربوه ويمارسوه، ثم يقيموا – على هذا الأساس– علاقة طبيعية مع الله. كيف تتعاون؟ وكيف تتمسك بشهادة شعب الله؟ كيف تنشئ علاقة طبيعية مع الله؟
كيف ترى إن كانت لديك علاقة طبيعية مع الله في حياتك اليومية:
1- هل تؤمن بشهادة الله نفسه؟
2- هل تؤمن في قلبك بأن كلام الله صادق ومعصوم؟
3- هل أنت ممَّنْ يمارسون كلام الله؟
4- هل أنت مخلصٌ لإرسالية الله؟ ماذا تفعل لكي تكون مخلصًا لإرساليته؟
5- هل كل ما تفعله إنما هو من أجل إرضاء الله والإخلاص له؟
يمكنك من خلال الأمور الواردة أعلاه أن تتحقق مما إذا كانت علاقتك بالله طبيعية في المرحلة الراهنة.
إذا كنتَ قادرًا على قبول ما ائتمنك الله عليه، وقبول وعده، واتباع طريق الروح القدس، فهذا هو فعل مشيئة الله. هل طريق الروح القدس واضح لك في الداخل؟ والآن هل تتصرف وفقًا لطريق الروح القدس؟ هل يقترب قلبك من الله؟ هل أنت راغب في مواكبة أحدث نور من الروح القدس؟ هل ترغب في أن يكسبك الله؟ هل ترغب في أن تصبح مظهرًا لمجد الله على الأرض؟ هل تتحلى بالتصميم على تحقيق ما يطلبه الله منك؟ إن كانت لديك العزيمة لتتعاون مع الله وترضيه عندما يتكلم، وكانت هذه هي عقليتك، فذلك يعني أن كلام الله قد أثمر في قلبك. أما إذا كنت تفتقر إلى مثل هذه العزيمة، ولم تكن لديك أهداف تسعى إلى تحقيقها، فذلك يعني أن قلبك لم يتأثر بالله.
من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 539
إن طريق الممارسة في سعي المرء نحو إحداث تغيير في شخصية حياته أمرٌ بسيطٌ. إذا تمكنت من اتباع كلام الروح القدس الحالي واختبار عمل الله في اختبارك العملي، فسوف تتمكن من تحقيق تغيير في شخصيتك. إذا اتبعتَ كل ما يقوله الروح القدس، وبحثت عما يقوله، فأنت شخصٌ يطيعه، وسيكون هناك تغيير في شخصيتك. تتغير شخصيات الإنسان مع الكلام الحالي للروح القدس، أما إذا كنتَ دائم التمسك باختباراتك وقواعدك السابقة القديمة، فلا يمكن أن تتغير شخصيتك. وإذا كان كلام الروح القدس اليوم يطلب من الناس جميعًا أن يدخلوا في حياة بشرية طبيعية، لكنك ظللت تركز على الأمور السطحية وارتبكت بشأن الحقيقة ولم تأخذ الموضوع بجدية، فسوف تكون شخصًا قد أخفق في مواكبة عمل الروح القدس، شخصًا لم يدخل طريق إرشاد الروح القدس. تتوقف إمكانية تغيير شخصيتك من عدمه على ما إذا كنتَ مواكبًا لكلام الروح القدس الحالي ولديك معرفة حقيقية أم لا. يختلف هذا عما فهمتموه من قَبْل؛ فما فهمته من قبل عن التغيير في شخصيتك هو أن تتوقف، أنت الذي تتسرع في إصدار الأحكام، عن الكلام دون رويّة، وذلك من خلال تأديب الله، غير أن ذلك ما هو سوى جانب واحد من التغيير، بيد أن النقطة الأهم الآن هي اتباع إرشاد الروح القدس؛ فتتبع كل ما يقوله الله، وتطيع كل أقواله. ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم التعامل معهم وتأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا طاعة الله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب والتعامل معهم بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا. في الماضي، كان الحديث عن التغيرات في الشخصية يدور بصفة رئيسية حول تخلي المرء عن ذاته، وترك الجسد يعاني، وتأديب جسد المرء، والتخلص من الرغبات الجسدية؛ وهذا نوع واحد من التغيير في الشخصية. بيد أنَّ الجميع أصبحوا يعرفون اليوم أن التعبير الحقيقي عن التغيير في الشخصية هو إطاعة كلام الله الحالي ومعرفة عمله الجديد حقّ المعرفة. بهذه الطريقة يمكن التخلص من فهم الناس السابق عن الله، والذي تأثر بتصوراتهم، ويمكنهم أن يبلغوا معرفة حقيقية بالله وطاعة له، وهذا وحده ما يُعَد تعبيرًا حقيقيًا عن التغير في الشخصية.
من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 540
يعتمد سعي الناس للدخول إلى الحياة على كلام الله. قيل سابقًا إن كل شيء قد أُنجِزَ بسبب كلامه، لكنَّ أحدًا لم يرَ هذه الحقيقة. إذا دخلتَ اختبارًا للمرحلة الحالية، فستكون على بَيِّنَة تامة من كل شيء؛ وسوف ترسي أساسًا جيدًا للتجارب المستقبلية، ومهما كان ما يقوله الله، فركّز فقط على الدخول في كلامه. عندما يقول الله إنه سيبدأ في توبيخ الناس، اقبل توبيخه، وعندما يطلب الله من الناس أن يموتوا، اقبل تلك التجربة. إذا كنتَ تعيش دائمًا ضمن أحدث أقوال الله، فإن كلامه سوف يُكمِّلُك في النهاية. وكلما تعمقتَ في الدخول إلى كلام الله، نلت الكمال بسرعة أكبر. لماذا أطلب منكم في شركة تلو الأخرى أن تعرفوا كلام الله وأن تدخلوا فيه؟ لن تُتاح للروح القدس فرصة العمل داخلك إلا إذا سعيتَ إلى كلام الله واختبرتَه ودخلتَ في حقيقة هذا الكلام. ولذا فأنتم جميعًا مشاركون في كل وسيلة من وسائل عمل الله، ومهما كانت درجة معاناتكم، فسوف تتلقون في نهاية المطاف "تذكارًا". لا بد حتى تبلغوا الكمال النهائي من أن تدخلوا في كلام الله كله. إن تكميل الروح القدس للناس ليس أحادي الجانب، بل هو يتطلب تعاون الناس. إنه يحتاج من الجميع أن يتعاونوا تعاونًا واعيًا معه. مهما قال الله، ركزوا على الدخول في كلامه فحسب؛ فهذا سيكون أكثر نفعًا لحياتكم. كل شيء هو من أجل إحداث تغيير في شخصيتكم. عندما تدخل في كلام الله، سوف يحرّك الله قلبك، وسوف تتمكن من معرفة كل شيء يريد الله تحقيقه في هذه الخطوة من عمله، وسوف تكون لديك العزيمة لتحققه. كان بعض الناس يعتقدون في أوقات التوبيخ أن هذا التوبيخ هو طريقة عمل ولم يؤمنوا بكلام الله. ونتيجة لذلك، لم يخضعوا لتنقيةٍ، وخرجوا من وقت التوبيخ دون أن يكسبوا أو يفهموا شيئًا. وكان هناك البعض ممن دخلوا بالفعل في هذا الكلام دون ذرة شك، وقالوا إن كلام الله هو الحق المعصوم من الخطأ، وإنه لا بد من توبيخ البشرية، وظلوا يناضلون في هذا لمدة وأهملوا مستقبلهم ومصيرهم؛ وعندما خرجوا من ذلك، كانت شخصياتهم قد تغيرت قليلًا، وزاد عمق فهمهم لله. أولئك الذين خرجوا من خِضَم التوبيخ شعروا جميعًا بجمال الله، وأدركوا أن هذه الخطوة من العمل جسدت حلول محبة الله العظيمة فيهم. وأنها كانت الإخضاع والخلاص بمحبة الله. كذلك قالوا إن أفكار الله صالحة دائمًا، وإن كل ما يصنعه الله في الإنسان ناشئ عن محبة، وليس عن كراهية. أما أولئك الذين لم يؤمنوا بكلام الله أو يولوه اهتمامًا، فهم لم يخضعوا للتنقية أثناء وقت التوبيخ، وكانت النتيجة أن الروح القدس لم يكن معهم، ولم يربحوا شيئًا. وأولئك الذين دخلوا وقت التوبيخ، مع أنهم خضعوا بالفعل للتنقية، فقد كان الروح القدس يعمل خفيةً في داخلهم، وحدث تغيير في شخصية حياتهم نتيجةً لذلك. بدا بعض الناس من مظهرهم غاية في الإيجابية؛ فقد كانوا فرحين طوال اليوم، لكنهم لم يدخلوا حالة تنقية كلام الله ولذلك لم يتغيروا مطلقًا، وكان ذلك نتيجة عدم الإيمان بكلام الله. إن لم تؤمن بكلامه، فإن الروح القدس لن يعمل فيك. يظهر الله لكل الذين يؤمنون بكلامه، وسوف يكون كل الذين يؤمنون بكلامه ويقبلونه قادرين على نيل محبته!
للدخول في واقع كلام الله، يجب أن تجد طريق الممارسة وتعرف كيف تمارس كلام الله. بهذا وحده يمكن أن يحدث تغير في شخصية حياتك، ومن خلال هذا الطريق وحده يمكن أن يُكمِّلَك الله، وأولئك الذين كملهم الله بهذه الطريقة هم وحدهم الذين يمكنهم أن يكونوا متوافقين مع مشيئته. ينبغي أن تحيا داخل كلام الله حتى تتلقى نورًا جديدًا. إن تعرضك لتأثير الروح القدس لمرة واحدة فقط لا يكفي على الإطلاق، بل ينبغي أن تتعمق أكثر؛ لأن الذين تأثروا لمرة واحدة فقط أثيرت الحماسة في داخلهم وهم يرغبون في السعي، لكن هذا لا يمكن أن يستمر طويلًا، ولا بد لهم أن يتلقوا دائمًا تأثير الروح القدس. أعربتُ في مرات كثيرة في الماضي عن أملي في أن يؤثر روح الله في أرواح الناس لعلهم يسعون إلى تغييرٍ في شخصية حياتهم، وأن يدركوا نقائصهم في الوقت الذي ينشدون فيه تأثير الله، وأن يتمكنوا في إطار عملية اختبار كلامه من أن يطرحوا عنهم الشوائب الموجودة فيهم (الغرور بالبر الذاتي والكبرياء والتصورات وما إلى ذلك). لا تظن أن مبادرتك بتلقي نور جديد وحدها تكفي، بل لا بد أيضًا من أن تتخلص من كل ما هو سلبي. من ناحية، أنتم في حاجة إلى الدخول من جانب إيجابي، ومن ناحية أخرى، أنتم في حاجة إلى تخليص ذواتكم من كل الأشياء غير الطاهرة في الجوانب السلبية. يجب أن تتفحص نفسك باستمرار لتتعرف على الأشياء غير الطاهرة التي لا تزال موجودة في داخلك. إن التصورات الدينية لدى البشر ونواياهم وآمالهم وغرورهم بالبر الذاتي وكبرياءهم كلها أشياء قذرة. انظر داخل نفسك وقارن كل شيء مع كلام الله لترى أي تصورات دينية لديك، وعندما تكتشفها حقًا، فحينئذٍ فقط سوف تتمكن من التخلص منها. يقول بعض الناس: "يكفي الآن ببساطة اتباع نور عمل الروح القدس الحالي، ولا حاجة إلى الاهتمام بأمرٍ آخر". لكن كيف تتخلص إذًا من تصوراتك الدينية عندما تظهر؟ هل تظن أن اتباع كلام الله اليوم هو بهذه البساطة؟ إن كنت متدينًا، يمكن أن تؤدي مفاهيمك الدينية والنظريات اللاهوتية التقليدية في قلبك إلى حدوث اختلالات، وعندما تظهر هذه الأشياء، فهي تتعارض مع قبولك أشياء جديدة. هذه كلها مشاكل حقيقية. إن اكتفيت بالسعي إلى كلام الروح القدس الحالي، فلن يكون في وسعك أن تحقق مشيئة الله. وفي الوقت نفسه، ينبغي عليك أثناء سعيك إلى نور الروح القدس الحالي أن تميز تلك التصورات والنوايا التي تضمرها، وماهية البر الذاتي البشري الذي تشعر به، وأي السلوكيات تمثل عصيانًا لله، وبعد أن تميز كل هذه الأمور، يتعين عليك أن تتخلص منها. إن جعلك تتخلى عن أفعالك وسلوكياتك السابقة إنما هو كله من أجل اتباع الكلام الذي ينطق به الروح القدس اليوم. يتحقق تغيير الشخصية – من جهة – من خلال كلام الله، لكنه يستلزم – من جهة أخرى – تعاون البشرية؛ فهناك عمل الله، ثم ممارسة البشر، وكلا الأمرين لا غنى عنه.
من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 541
في طريقك المستقبلي للخدمة، كيف يمكنك أن تحقق مشيئة الله؟ إحدى النقاط المهمة هي أن تسعَى إلى دخول الحياة، وأن تسعَى نحو تغيير في الشخصية، وأن تسعَى نحو التعمق في دخول الحق؛ فهذا هو الطريق لأن يكملك الله ويقتنيك. أنتم جميعًا مستقبلون لإرسالية الله، ولكن أي نوع من الإرساليات هي؟ يتعلق هذا بالخطوة التالية من العمل؛ حيث ستكون الخطوة التالية من العمل عملًا أعظم يجري تنفيذه في أرجاء الكون كله. إذًا، عليكم الآن أن تسعوا إلى إجراء تغييرات في شخصية حياتكم بحيث تصبحون في المستقبل بحقٍّ برهان المجد الذي يتمجّد به الله من خلال عمله، وأن تكونوا نماذج من عمله المستقبلي. إن سعي اليوم برمته ما هو إلا لإرساءِ دعائم عمل المستقبل، لكي يستخدمك الله، وتستطيع تقديم الشهادة له. إن جعلتَ هذا هدفَ سعيك، فسيمكنك أن تحظى بحضور الروح القدس. كلما سما هدف سعيك، زادت إمكانية أن تُكمَّل. وكلما أكثرتَ السعي نحو الحق، ازداد عمل الروح القدس. وكلما كانت لديك طاقة أكثر للسعي، ربحتَ أكثر. يُكمِّل الروح القدس الناس بناءً على حالتهم الداخلية. يقول البعض إنهم لا يرغبون في أن يستخدمهم الله أو أن يكمِّلهم، وإنهم لا يريدون سوى أن تبقى أجسادهم سليمة وألا يكابدوا أي مصيبة. وبعض الناس لا يرغبون في دخول الملكوت، بل يرغبون في الهبوط إلى الهاوية. في هذه الحالة، سيحقق لك الله أمنيتك أيضًا. ومهما كان ما تسعى إليه فسيحققه الله. فما الذي تسعى إليه في الوقت الحالي؟ هل تسعى لأن تُكمَّل؟ هل أفعالك وتصرفاتك الحالية هي من أجل أن يُكمِّلَك الله وأن يربحك؟ هكذا يجب أن تقيس نفسك دائمًا في حياتك اليومية. إذا التزمت تمامًا بالسعي نحو هدفٍ واحد، فلا شك أن الله سوف يُكمِّلَك. هذا هو طريق الروح القدس. يتمكن الناس بسعيهم من بلوغ الطريق الذي يرشدهم فيه الروح القدس. كلما زاد تعطشك إلى أن يكمّلَك الله ويربحك، زاد عمل الروح القدس في داخلك. وكلما تقاعستَ عن البحث وازددتَ سلبية وتراجعًا، تضاءلت فرص العمل أمام الروح القدس. ومع مرور الوقت سيتخلى عنك الروح القدس. هل ترغب في أن يُكمِّلَك الله؟ هل ترغب في أن يربحك الله؟ هل ترغب في أن يستخدمك الله؟ يجب أن تسعوا إلى القيام بكل شيء من أجل أن يُكمِّلكم الله ويربحكم ويستخدمكم، ولكي تستطيع كل الأشياء في الكون أن ترى تجلّيَ أعمال الله فيكم. أنتم الأسياد بين جميع الأشياء، وفي وسط كل ما هو موجود سوف تدَعون الله يتمتع بالشهادة والتمجيد من خلالكم، وهذا يثبت أنكم أفضل جيل مُبارَك!
من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 542
كلما كنت أكثر اهتمامًا بمشيئة الله، زاد العبء عليك، وكلما زاد العبء عليك، صارت خبرتك أكثر ثراءً. حينما تهتم بمشيئة الله، سيلقي الله عبئًا عليك، ثم سيزودك باستنارةٍ حول المهام التي قد ائتمنك عليها. بعد أن يكون الله قد أعطاك هذا العبء، ستولي انتباهًا لجميع الحقائق ذات الصلة بينما تأكل وتشرب كلام الله. إن كان لديك عبء متعلق بحالة حياة إخوتك وأخواتك، فهذا عبء قد ائتمنك الله عليه، وستحمل دائمًا هذا العبء معك في صلواتك اليومية. وقد أُلقي عبء ما يفعله الله عليك، وأنت ترغب في فعل ما يريدك الله أن تفعله. هذا هو معنى أن تحمل عبء الله وكأنه عبئك. عند هذه النقطة، ستركز في أكلك وشُربك لكلام الله على هذه الأنواع من القضايا، وسوف تتساءل: كيف سأحل هذه المسائل؟ كيف أستطيع أن أمكّن الإخوة والأخوات من تحقيق الانعتاق والمتعة الروحية؟ ستركز أيضًا على حل هذه المسائل أثناء قيامك بالشركة، وستركز على أكل وشرب كلمات متعلقة بهذه المسائل حين تأكل كلام الله وتشربه، وسوف تحمل عبئًا أيضًا بينما تأكل كلام الله وتشربه. بمجرد أن تفهم متطلبات الله، ستصبح لديك رؤية أوضح عن الطريق الذي يجب أن تسلكه. هاتان هما الاستنارة والإضاءة اللتان يجلبهما الروح القدس من خلال عبئك، وهذا أيضًا إرشاد الله الذي مُنح لك. لماذا أقول هذا؟ إن لم يكن لديك عبء، فلن تولي انتباهًا حين تأكل وتشرب من كلام الله. حين تأكل وتشرب من كلام الله بينما تحمل عبئًا، يمكنك فهم جوهر كلام الله، وإيجاد طريقك، وإدراك مشيئة الله. لذلك، يجب أن ترجو من الله في صلواتك أن يضع المزيد من الأعباء عليك ليأتمنك حتى على مهام أعظم، وعسى أن يكون أمامك أكثر من طريق للممارسة، وحتى يكون أكلك وشربك لكلام الله أكثر تأثيرًا، وتصبح قادرًا على فهم جوهر كلامه، وتغدو أكثر قدرة على التأثر بالروح القدس.
إن أكل كلام الله وشربه، وممارسة الصلاة، وقبول عبء الله، وتقبُّل المهام التي يعهد بها الله إليك – كل ذلك يهدف إلى أن يكون لديك طريق أمامك. كلما زاد ثقل عبء تكليف الله عليك، أصبح تكميله لك أسهل. البعض غير راغبين في التنسيق مع الآخرين في خدمة الله حتى عندما يُدعون. هؤلاء هم أناس كسالى لا يبتغون سوى أن ينعموا بالراحة. كلما طُلب منك أن تخدم بالتنسيق مع الآخرين، اكتسبت المزيد من الخبرة. وبما أن لديك المزيد من الأعباء والخبرة، سيكون لديك المزيد من الفرص لأن تُكمَّل. لذلك، إن استطعت خدمة الله بإخلاص فستهتم بعبء الله، وبهذه الطريقة سيكون لديك المزيد من الفرص لأن يُكمّلَك الله؛ إذ لا يحظى بالكمال حاليًّا إلا أمثال هذه الجماعة من الناس. كلما زاد تأثير الروح القدس فيك، كرّست المزيد من الوقت للاهتمام بعبء الله، وكمَّلك الله وربحك أكثر، حتى تصبح في النهاية شخصًا يستخدمه الله. في الوقت الحاضر، يوجد البعض ممَنْ لا يحملون أي أعباء من أجل الكنيسة. هؤلاء الناس بلداء وخاملون، ولا يهتمون إلا بأجسادهم. مثل هؤلاء الأشخاص أنانيون للغاية، وهم أيضًا عميان. لن تحمل أي عبء إن لم تستطع أن ترى هذا الأمر بوضوح. كلما اهتممت أكثر بمشيئة الله، زاد عظم الحمل الذي سيأتمنك عليه. لا يرغب الأنانيون في أن يعانوا هذه الأمور، ولا يرغبون في دفع الثمن، ونتيجة لذلك سوف تفوتهم فرص تكميل الله لهم. أليسوا بذلك يؤذون أنفسهم؟ إن كنت شخصًا مهتمًّا بمشيئة الله، ستحمل عبئًا حقيقيًا من أجل الكنيسة. في الواقع، بدلًا من تسمية هذا عبئًا تحمله من أجل الكنيسة، سيكون من الأفضل أن تسميه عبئًا تحمله من أجل حياتك الشخصية؛ لأن الغاية من هذا العبء الذي تحمله من أجل الكنيسة هو أن يكمِّلك الله من خلال الاستفادة من تلك الخبرات. لذلك، فإن مَنْ يحمل العبء الأكبر من أجل الكنيسة ومَنْ يحمل عبئًا من أجل دخول الحياة، هم الذين يكمِّلهم الله. هل رأيت هذا بوضوح؟ إن تناثرت الكنيسة التي تنتمي إليها مثل الرمال، ولكنْ دون أن تشعر بالقلق أو التوتر، حتى إنك لَتَغُضُّ الطرف عندما لا يأكل الإخوة والأخوات كلام الله بصورة طبيعية، فأنت لا تحمل أي أعباء. أناس مثل هؤلاء ليسوا من النوع الذي يُسَرُّ الله بهم. فالذين يُسَرُّ الله بهم يشتهون البِرَّ ويتعطشون له ويهتمون بمشيئة الله. لذلك، يجب أن تهتموا بعبء الله على الفور، ويجب ألّا تنتظروا حتى يكشف الله عن شخصيته البارة للبشرية جمعاء قبل أن تصيروا مهتمّين بعبء الله. ألن يكون الأوان قد فات حينها؟ الفرصة سانحة الآن لكي يُكمِّلك الله. إن تركت هذه الفرصة تفوتك، ستندم بقية حياتك، تمامًا مثلما لم يستطع موسى دخول أرض كنعان الطيبة، وندم على ذلك طيلة حياته، حتى مات نادمًا. بمجرد أن يُعلن الله شخصيته البارة لجميع الشعوب، سيملؤك الشعور بالندم. حتى إن لم يوبخك الله، فستوبِّخ نفسك بنفسك بسبب ندمك. البعض غير مقتنع بهذا، ولكن إن كنت لا تصدق هذا، فما عليك سوى أن تنتظر وتنظر. هناك بعض الناس الذين يتمثل هدفهم الوحيد في تحقيق هذه الكلمات. هل أنت على استعداد أن تضحي بنفسك من أجل هذه الكلمات؟
إن كنت لا تبحث عن فرص ليُكملك الله، وإن كنت لا تسعى لتحقيق تقدم في السعي نحو الكمال، فسيملؤك الشعور بالندم في نهاية المطاف. الوقت الحالي هو أفضل فرصة للحصول على الكمال، والآن هو وقت مناسب للغاية. إن كنت لا تسعى جدّيًّا لنيل الكمال من الله، فبمجرد أن يُختتم عمله، سيكون الأوان قد فات، وستكون قد فاتتك الفرصة. مهما كانت عظمة تطلعاتك، إن لم يعد الله يؤدي العمل، فلن تكون قادرًا أبدًا على نيل الكمال بغض النظر عن المجهود الذي تبذله. يجب أن تقتنص هذه الفرصة وتتعاون بينما يقوم الروح القدس بعمله العظيم. إن فاتتك هذه الفرصة، لن تُعطى فرصة أخرى بغض النظر عن الجهود التي تبذلها. يصرخ بعضكم قائلًا: "يا الله، أنا أرغب في الاهتمام بعبئك، وأرغب في إرضاء مشيئتك". ولكن ليس لديك طريق تمارس فيه، ولذلك لن تستمر أعباؤك. إن كان ثمة طريق أمامك، فسوف تكتسب الخبرة خطوةً بخطوة، وسيتم هيكلة خبرتك وتنظيمها. وبعد اكتمال أحد الأعباء، ستُعطى عبئًا آخر. ومع تعمّق خبرتك الحياتية، ستتعمق أعباؤك أيضًا. لا يحمل بعض الناس عبئًا إلا عندما يؤثر فيهم الروح القدس، وبعد فترة من الزمن، حين لا يعود لديهم طريق يمارسون فيه، يتوقفون عن حمل أية أعباء. لا يمكنك ببساطة إنشاء عبء من خلال أكل كلام الله وشربه. فمن خلال فهم العديد من الحقائق، ستكتسب قدرة على التمييز، وتتعلم حل المشكلات مستخدمًا الحق، وسيكون لديك فهم أكثر دقة لكلام الله ومشيئته. وبهذه الأشياء، ستصنع أعباءً لتحملها، وعندها فقط ستكون قادرًا على أداء العمل بشكل صحيح. إن كان لديك عبء، ولكن ليس لديك فهم واضح للحق، فهذا لا يَصلُح أيضًا. يجب أن تختبر كلام الله بنفسك، وأن تعرف كيفية ممارسته، وأن تدخل إلى الحقيقة بنفسك قبل أن تستطيع مساعدة الآخرين وقيادتهم وقبل أن يُكمِّلك الله.
من "كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 543
في الوقت الحالي، يقضي عمل الله بأن يجعل الجميع يدخلون في المسار الصحيح، وأن يعيشوا حياة روحية طبيعية ويكتسبوا خبرات حقيقية، وأن يتأثروا بالروح القدس، وبناءً على هذا الأساس، يقبلون إرساليات الله. إن هدف الدخول في تدريب الملكوت هو أن تسمحوا لكل كلمة وفعل وحركة وخاطرة وفكرة تصدر منكم أن تدخل في كلام الله، وأن يحرككم الله أكثر؛ وبذلك تمتلئ قلوبكم بالمحبة لله، وتحملون مزيدًا من عبء مشيئة الله، حتى يكون كل شخص على طريق نيل الكمال من الله، ويسلك كل شخص المسار الصحيح. وبمجرد أن تكون على هذا الطريق لنيل الكمال من الله، فأنت على المسار الصحيح. وحين يكون بالإمكان تصحيح خواطرك وأفكارك وأيضًا نواياك الخاطئة، بحيث تكون قادرًا على التحول من الاهتمام بالجسد إلى الاهتمام بمشيئة الله، وحين تكون قادرًا على مقاومة التشتت الناجم عن النوايا الخاطئة عند نشوئها، والتصرف بدلًا من ذلك وفقًا لمشيئة الله – إن كنتَ قادرًا على تحقيق مثل هذا التحول، فأنت على المسار الصحيح لخبرة الحياة. وبمجرد أن تصبح ممارساتك في الصلاة على المسار الصحيح، ستتأثر بالروح القدس في صلواتك. في كل مرة تصلي فيها، سيؤثر فيك الروح القدس، وفي كل مرة تصلي فيها، ستكون قادرًا على تهدئة قلبك أمام الله. وفي كل مرة تأكل وتشرب فيها فقرة من كلام الله، إن كنت قادرًا على فهم العمل الذي يؤديه حاليًا، وتتَعْلَمُ كيف تصلي وتتعاون وتحظى بالدخول، عندها فقط سيثمر أكلك وشربك لكلام الله. حين تكون قادرًا على إيجاد طريق الدخول من خلال كلام الله، وتستطيع فهم ديناميات عمل الله الحالية، وكذلك اتجاه عمل الروح القدس، ستكون قد دخلت إلى المسار الصحيح. أما إذا لم تفهم النقاط الأساسية عندما تأكل وتشرب من كلام الله، ولم تستطع بعد ذلك إيجاد طريق للممارسة، فهذا يدل على أنك ما زلت لا تعرف كيف تأكل وتشرب من كلامه بشكل صحيح، وأنك لم تكتشف وسيلةً أو مبدأً لفعل ذلك. وإذا لم تفهم العمل الذي يؤديه الله حاليًا، فستكون غير قادر على قبول المهام التي يكلفك بها. فالعمل الذي يؤديه الله حاليًا هو بالضبط ما يجب على الإنسان الدخول فيه وفهمه في الحاضر. هل تدركون هذه الأمور؟
إن أكلت وشربت من كلام الله بفاعلية، وأصبحت حياتك الروحية طبيعية، وبغض النظر عن التجارب التي قد تواجهها، أو الظروف التي قد تقابلها، أو الأمراض الجسدية التي قد تتحملها، أو نفور الإخوة والأخوات، أو أي صعوبات عائلية يمكن أن تتعرض لها، وكنت قادرًا على الأكل والشرب من كلام الله والصلاة ومواصلة حياتك في الكنيسة بشكل طبيعي، إن استطعتَ تحقيق كل هذا، فهذا يوضح أنك على المسار الصحيح. يتصف بعض الناس بهشاشة زائدة ويفتقرون إلى المثابرة، ويتذمرون ويصبحون سلبيين عندما يواجهون بعض العقبات الصغيرة. إن السعي إلى الحق يتطلب مثابرة وعزيمة. فإن كنت غير قادر على إرضاء مشيئة الله هذه المرة، فلا بد أن تشمئز من نفسك، وتعزم في قرارة نفسك بهدوء على تحقيق النجاح في المرة القادمة. إن كنت غير مهتم بعبء الله هذه المرة، فعليك أن تصمم على أن تتمرد ضد الجسد حين تواجه العقبة نفسها في المستقبل، وتعزم على أن ترضي مشيئة الله. هذا هو السبيل لأن تصبح جديرًا بالثناء. لا يعرف بعض الناس حتى إن كانت معتقداتهم وأفكارهم صحيحة أم لا؛ فهؤلاء الناس حمقى! إن أردت أن تُخضع قلبك وتتمرد على الجسد، عليك أولًا أن تعرف إن كانت نواياك صحيحة أم لا، ووقتها فقط ستستطيع أن تُخضع قلبك. إن كنت لا تعرف إن كانت نواياك صحيحة، فهل تستطيع أن تُخضع قلبك وتتمرد ضد الجسد؟ وحتى لو تمردت بالفعل، فأنت تفعل هذا في ارتباك. ينبغي أن تعرف كيف تتمرد على نواياك المضلَّلَة؛ فهذا ما يعني أن تتمرد على الجسد. عندما تعرف أن نواياك وأفكارك ومعتقداتك خاطئة، ينبغي أن تسرع بالعودة والرجوع إلى الطريق الصحيح. عليك أولاً أن تحلَّ هذا، وأن تتدرب على الفوز بالدخول في هذا الجانب؛ لأنك تعرف حقَّ المعرفة إن كانت مقاصدك صحيحة أم لا. عندما تُصَحَّح نواياك الخاطئةُ وتُصبحُ من أجل الله، فحينها ستكون قد حققتَ هدف إخضاع قلبك.
أهم شيء تفعلونه الآن هو كسبُ معرفةِ الله وعملِه، ويجب أيضًا أن تعرف كيف يؤدي الروح القدس العمل في البشر؛ هذه التصرفات ضرورية للدخول إلى المسار الصحيح. سيَسهُل عليك فعل ذلك بمجرد أن تدرك هذا الأمر الحيوي. أنت تؤمن بالله وتعرف الله، مما يوضح أن إيمانك بالله حقيقي. إن تابعت اكتساب الخبرة، لكنك في نهاية المطاف لا تزال غير قادر على معرفة الله، فمن المؤكد إذًا أنك شخص يقاوم الله. أما أولئك الذين لا يؤمنون إلا بيسوع المسيح، دون الإيمان أيضًا بإله اليوم المتجسد فهم مُدانون جميعًا. إنهم فريسيو الأيام الأخيرة؛ لأنهم لا يعترفون بإله اليوم، وهم يقاومونه جميعًا. لا يهم مدى تكريس عبادتهم ليسوع، فكلها ستذهب هباءً؛ ولن يثني الله عليهم. إن جميع الذين يحملون لافتات مدّعين أنهم يؤمنون بالله، لكن ليست لديهم أي معرفة حقيقية بالله في قلوبهم، إنما هم مراؤون!
من "كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 544
في سعي المرء ليكمِّله الله، يجب عليه أولًا أن يفهم معنى أن يكمِّله الله، وكذلك ما هي الشروط التي يجب أن يحققها المرء لكي يحظى بالكمال. وبمجرد أن يفهم هذه الأمور، يتعين عليه بعدها أن يبحث عن طريق للممارسة. ولكي ينال المرء الكمال، يجب أن يتمتع بجودة نوعية معينة؛ فالعديد من الناس لا يتمتعون بجودة عالية بما يكفي، وفي هذه الحالة عليك أن تدفع ثمنًا وتعمل بجدّ شخصيًا. كلما ساءت نوعيتك، زاد المجهود الشخصي الذي يجب أن تبذله، وكلما ازداد فهمك لكلام الله، ازداد وضعك إياه موضع الممارسة، واستطعت دخول طريق الكمال بوتيرة أسرع. يمكنك نيل الكمال من خلال الصلاة، وذلك في مجال الصلاة، ويمكن تكميلك من خلال الأكل والشرب من كلام الله، وفهم جوهره، والعيش بحسب حقيقته. ومن خلال اختبار كلام الله يوميًّا، ستعرف ما ينقصك، وتتعرف إضافة إلى ذلك على عيبك الجسيم ومواطن ضعفك، وتصلي وتتضرّع إلى الله. ومن خلال ذلك سوف تُمنَح الكمالَ تدريجيًا. إن سبيل الوصول إلى الكمال هو: الصلاة، والأكل والشرب من كلام الله، وفهم جوهر كلامه، والدخول في خبرة كلامه، ومعرفة ما ينقصك، والخضوع لعمل الله، والاهتمام بعبئه، وإهمال الجسد من خلال محبتك لله، والانضمام إلى الشركة بشكل متكرر مع إخوتك وأخواتك، الأمر الذي يُثري خبراتك. وسواء كانت حياة مشتركة أم حياتك الشخصية، وسواء كانت تجمعات ضخمة أم صغيرة، فجميعها يمكن أن تسمح لك باكتساب الخبرة وتلقّي التدريب حتى يهدأ قلبك أمام الله وترجع إليه. وكل هذا هو جزء من عملية تكميلك. إن اختبار كلام الله، كما سلف ذكره، يعني القدرة على أن تتذوقه فعليًا، والسماح لنفسك بأن تعيش بحسبه، لكي تكتسب المزيد من الإيمان والمحبة لله. وبهذه الطريقة، ستتخلى تدريجيًا عن شخصيتك الشيطانية الفاسدة، وتحرر نفسك من الدوافع غير السليمة، وتعيش شبه إنسان طبيعي. كلما تعاظمت محبة الله في داخلك، أي كلما أكمل الله المزيد من الجوانب فيك، قلّ استحواذ فساد الشيطان عليك. من خلال اختباراتك العملية، ستضع قدمك تدريجيًّا على طريق الكمال. وبذلك، إن كنت تتمنى أن تصير كاملًا فإن الاهتمام بمشيئة الله واختبار كلامه هما أمران لهما أهمية خاصة.
من "كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 545
يريد الله الآن أن يربح مجموعة معينة من الناس؛ مجموعة مكونة من الذين يسعون إلى التعاون معه، ويمكنهم أن يطيعوا عمله، ويؤمنون بأن الكلمات التي يقولها الله صحيحة، ويمكنهم ممارسة متطلبات الله. إنهم أولئك الذين لديهم فهم صحيح في قلوبهم، وهم أيضاً الذين يمكن أن يُكمَّلوا، وسيكون بإمكانهم حتمًا سلوك طريق الكمال. أما الذين لا يمكنهم حيازة الكمال فهم بلا فهم واضح لعمل الله، ولا يأكلون كلامه ولا يشربونه، ولا يولون انتباهًا لكلامه، ولا توجد أي محبة لله في قلوبهم. أولئك الذين يشكون في الله المتجسِّد، الذين هم غير متيقنين بشأنه، ولا يتعاملون مطلقًا بجدية مع كلامه، ويخدعونه دائمًا هم أناس يقاومون الله وينتمون إلى الشيطان، وليس من سبيل لمنح الكمال لمثل هؤلاء الأشخاص.
إن أردت أن تُكمَّل، فيجب أن يستحسنك الله أولاً؛ لأنه يُكمِّل الذين يستحسنهم والذين هم بحسب قلبه. إن أردت أن تكون بحسب قلب الله، فيجب أن يكون لك قلب يطيعه في عمله، ويجب أن تسعى إلى الحق، وأن تقبل تمحيص الله في كل الأشياء. هل خضع كل ما تفعله لرقابة الله؟ هل نيتك سليمة؟ إن كانت نيتك سليمة؛ فسيثني عليك الله، وإن كانت خاطئة، فهذا يوضح أن ما يحبه قلبك ليس الله، بل الجسد والشيطان. لذلك يجب أن تستخدم الصلاة كوسيلة لقبول رقابة الله في كل الأمور. وعندما تصلي، فعلى الرغم من أنني لا أقف أمامك شخصيًّا فإن الروح القدس معك، وأنت تصلي لي ولروح الله. لماذا تؤمن بهذا الجسد؟ أنت تؤمن لأن فيه روح الله. هل كنت ستؤمن بهذا الشخص لو أنه كان بدون روح الله؟ عندما تؤمن بهذا الشخص، فأنت تؤمن بروح الله. عندما تتقي هذا الشخص، فأنت تتقي روح الله. فالإيمان بروح الله هو إيمان بهذا الشخص، والإيمان بهذا الشخص هو أيضًا إيمان بروح الله. عندما تصلي، تشعر أن روح الله معك، وأن الله أمامك؛ ولذلك فأنت تصلي إلى روحه. يخشى اليوم معظم الناس للغاية من أن يأتوا بأفعالهم أمام الله، وفي حين أنك قد تخدع جسده، لا يمكنك أن تخدع روحه. فأي أمر لا يمكنه الصمود تحت رقابة الله هو أمر لا يتوافق مع الحق ويجب تنحيته جانبًا؛ وإذا فعلت خلافًا لذلك فإنك ترتكب خطية ضد الله. لذلك يجب عليك أن تضع قلبك بين يدي الله في سائر الأوقات، عندما تصلي، أو تتكلم، أو تشترك مع إخوتك وأخواتك، أو تؤدي واجبك، أو تمارس عملك. حين تؤدي وظيفتك، يكون الله معك، وما دامت نيتك سليمة ومن أجل عمل بيت الله، سيقبل كل ما تفعله؛ فعليك أن تكرس نفسك بإخلاص لأداء وظيفتك. وعندما تصلي، إن كانت لديك محبة لله في قلبك وتطلب رعاية الله، وحمايته وتمحيصه، إن كانت هذه هي نيتك، فستكون صلواتك فعّالة. على سبيل المثال، حين تصلي في اجتماعات، إن كنت تفتح قلبك وتصلي إلى الله وتخبره بما في قلبك دون أن تنطق بأكاذيب، فستكون صلواتك فعالة بالتأكيد. وإن كنت تحب الله بحماسة في قلبك، فقدِّم إذًا قَسَمًا إلى الله قائلاً: "يا الله الذي في السماوات وعلى الأرض وبين كل الأشياء، أقسم لك: ليفحص روحك كل ما أفعله ويحمني ويرعني في جميع الأوقات، ويمكِّني من الوقوف في حضرتك. وإن توقف قلبي عن أن يحبك أو حدث أن خانك في أي وقت من الأوقات، فلتوبخني وتلعنّي بشدة. لا تصفح عني سواء في هذا العالم أو في العالم الآخر!" هل تجرؤ على أداء هذا القسم؟ إن كنت لا تجرؤ، فهذا يدل على أنك جبان، وأنك لا تزال تحب نفسك. هل لديكم هذا التصميم؟ إن كان حقًّا لديك هذا التصميم، يجب أن تؤدي هذا القسم. إن كان لديك تصميم لأداء هذا القسم، فسيحقق الله تصميمك. حين تؤدي قسمًا لله، فإنه ينصت لك. يحدد الله ما إذا كنت خاطئًا أم بارًّا من خلال صلاتك وممارستك. هذه هي الآن عملية تكميلكم، وإن كان لديك إيمان حقًّا في أنك ستُكمَّل، فستُحضر كل ما تفعله أمام الله وتقبل فحصه، وإن فعلت شيئًا ينطوي على تمرد شنيع أو خنت الله، فسوف يجعل قسمك يؤتي ثماره، وبعدها لا يهم ما يحدث لك، سواء كان هلاكًا أو توبيخًا، فهذا من صنعك. أنت أقسمت، فعليك أن تفي بالقسم. إن أقسمت، ولم تفِ بالقسم، فستقاسي الهلاك. وبما أنك أقسمت، فسيجعل الله قسمك يؤتي ثماره. يخاف البعض بعدما يصلون ويندبون قائلين: "فات الأوان! فرصتي في الفسوق قد ضاعت؛ فرصتي في القيام بأمور شريرة قد ضاعت؛ فرصتي في الانغماس في شهواتي الدنيوية قد ضاعت!" لا يزال هؤلاء الناس يحبون الأمور الدنيوية والخطيئة، ومن المؤكد أنهم سيقاسون الهلاك.
من "يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 546
أن تكون مؤمنًا بالله، فإن هذا يعني أنك لا بد أن تمثل أمامه وتكون خاضعًا لتمحيصه. إن كان ما تفعله يمكن إحضاره أمام روح الله وليس جسد الله، فهذا يدل على أنك لم تخضع لرقابة روحه. مَنْ هو روح الله؟ مَنْ هو الشخص المشهود له من الله؟ أليسا هما الشخص نفسه؟ معظم الناس يرونهما كائنين منفصلين، ويؤمنون أن روح الله هو روح الله، أما الشخص المشهود له من الله فهو مجرد إنسان. ولكن ألستَ مخطئًا؟ نيابةً عمَّنْ يعمل هذا الشخص؟ أولئك الذين لا يعرفون الله المتجسد ليس لديهم فهم روحي. إن روح الله وجسده المتجسّد شخص واحد؛ لأن روح الله تصور في صورة جسد مادي. إن كان هذا الشخص غير لطيف معك، فهل سيكون روح الله لطيفًا؟ ألستَ مشوشًا؟ اليوم، كل من لا يمكنه أن يقبل تمحيص الله لا يمكنه أن ينال استحسانه، ومن لا يعرف الله المتجسّد لا يمكن تكميله. انظر إلى كل ما تفعله وانظر إن كان يمكن إحضاره أمام الله. إن كنت لا تستطيع أن تُحضر كل ما تفعله أمام الله، فهذا يوضح أنك شرير. هل يمكن منح الكمال للشريرين؟ كل ما تفعله، كل سلوك، وكل نيّة، وكل ردّ فعل يجب أن يُحضر أمام الله. حتى حياتك الروحية اليومية – صلواتك، وقربك من الله، وكيفية أكلك وشربك لكلمة الله، وشركتك مع إخوتك وأخواتك، وحياتك داخل الكنيسة، وخدمتك في الشراكة – يمكن إحضارها أمام الله ليمحّصها. هذه الممارسة هي التي ستساعدك على النمو في الحياة. إن عملية قبول تمحيص الله هي عملية تطهير. كلما قبلت تمحيص الله أكثر، تطهّرت أكثر، وزادت موافقتك لمشيئة الله، حتى لا تقع في الفسق، وحتى يعيش قلبك في حضرته. وكلما قبلت تمحيصه أكثر، ازداد خزي الشيطان وقدرتك على أن تنبذ الجسد. لذلك، فإن قبول تمحيص الله هو طريق للممارسة يجب أن يتبعه الناس. مهما كنت تفعل، حتى أثناء تناجيك مع إخوتك وأخواتك، يمكنك أن تُحضر أفعالك أمام الله وتطلب تمحيصه ويكون هدفك أن تطيع الله نفسه، وهذا سيجعل ممارستك أكثر صحة واستقامة. لا يمكنك أن تكون شخصًا يعيش في حضرة الله إلا إذا جلبت كل ما تفعله أمام الله وقبلت تمحيصه.
من "يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 547
أولئك الذين بدون فهم عن الله لن يمكنهم أن يطيعوا الله طاعة كاملة أبدًا. أناس مثل هؤلاء هم أبناء المعصية. إنهم مفرطون في الطموح، ويوجد الكثير من التمرد بداخلهم، لذلك ينأون بأنفسهم بعيدًا عن الله ولا يرغبون في قبول تمحيصه. أناس مثل هؤلاء لا يمكن أن يُكمَّلوا بسهولة. بعض الناس انتقائيون في كيفية أكلهم وشربهم لكلام الله وفي قبولهم إياه. إنهم يقبلون أجزاء معينة من كلام الله تتوافق مع مفاهيمهم ويرفضون ما لا يتوافق معها. أليس هذا أشد العصيان والمقاومة لله؟ إن كان أحد يؤمن بالله لسنوات دون الحصول على أدنى فهم عنه، فهو غير مؤمن. أولئك الراغبون في قبول تمحيص الله هم الذين يسعون وراء فهمه، والذين هم على استعداد لقبول كلامه. إنهم الأشخاص الذين سينالون ميراث وبركات الله، وهم الأكثر بركةً. يلعن الله الذين ليس بقلبهم مكان له، ويوبخ مثل هؤلاء الناس ويهجرهم. إن كنت لا تحب الله، فسيهجرك، وإن كنت لا تنصت لما أقوله، أعدك بأن روح الله سيهجرك. جرب الأمر إن كنت لا تصدق! اليوم أوضح لك طريقًا للممارسة، ولكن الأمر راجع إليك في ممارستك إياه من عدمها. إن كنت لا تؤمن به، وإن كنت لا تمارسه، فسترى بنفسك ما إذا كان الروح القدس سيعمل بداخلك أم لا! إن كنت لا تسعى وراء فهم الله، فلن يعمل الروح القدس بداخلك. إن الله يعمل بداخل هؤلاء الذين يسعون وراء كلامه ويقدّرونه. كلما زدت في تقدير كلام الله، ازداد عمل روحه بداخلك. وكلما زاد الشخص في تقدير كلام الله، نال فرصة أعظم في أن يكمّله الله. يكمّل الله هؤلاء الذين يحبونه حقًّا، ويكمل أولئك الذين تنعم قلوبهم بالسلام أمامه. إذا أردت تقدير عمل الله كله، وتقدير الاستنارة من الله وحضوره ورعايته وحمايته وكيف يصبح كلامه واقعًا وعونًا لك في حياتك، فهذا كله هو الأشد انسجامًا مع قلب الله. إن قدّرت عمل الله، أي كل العمل الذي قام به فيك، فسيباركك ويضاعف كل ما لديك. أما إن كنت لا تقدّر كلام الله، فلن يعمل فيك، ولكنه سيمنحك القليل فقط من النعمة من أجل إيمانك، أو يباركك بثروة قليلة وبعائلتك. عليك أن تسعى لتجعل كلام الله واقعك، وأن تكون قادرًا على إرضائه وتكون بحسب قلبه، ولا ينبغي أن تسعى وراء التلذذ بنعمته فقط. لا شيءَ أهمُّ للمؤمنين من أن يحظَوْا بعمل الله وينالوا الكمال ويصبحوا أشخاصًا يفعلون مشيئة الله. هذا هو الهدف الذي ينبغي عليك أن تسعى خلفه.
كل ما كان يسعى الإنسان وراءه في عصر النعمة قد عفا عليه الزمن الآن؛ لأنه يوجد الآن معيارٌ أعلى للسعي، فما يتم السعي وراءه شيء أسمى وأكثر عملية؛ سعي يمكن أن يشبع بدرجة أفضل ما يحتاجه الإنسان من الداخل. في العصور الماضية، لم يعمل الله في الناس كما يعمل اليوم، ولم يتكلم إليهم بقدر ما يتكلم اليوم، ولم تكن متطلباته منهم عالية كما هي عليه اليوم. كون الله يتكلم إليكم الآن عن هذه الأمور يوضح أن قصد الله النهائي يركز عليكم، أنتم هذه الجماعة من الناس. إن كنت ترغب حقًّا في نيل الكمال من الله، فاسعَ إليه إذًا كهدف أساسي لك. لا يهم إن كنت تركض هنا وهناك، أو تبذل نفسك، أو تخدم في وظيفة، أو قد ائتمنك الله على أمر ما، فالهدف دائمًا هو أن تسعى نحو الكمال وإرضاء مشيئة الله، لتحقيق هذه الأهداف. إن قال أحد إنه لا يسعى للكمال من الله ولا الدخول في الحياة، ولكنه يسعى فقط خلف السلام والفرح الجسديين، فهو أشد عمىً من الناس جميعًا. وأولئك الذين لا يسعون إلى واقعية الحياة، ولكنهم يسعون فقط إلى الحياة الأبدية في العالم الآتي والأمان في هذا العالم هم أشد الناس عمىً. لذا فكل ما تفعله ينبغي أن يكون بهدف أن يكمّلك الله ويكسبك.
يتمثل العمل الذي يقوم به الله في الناس في إعالتهم بناءً على متطلباتهم المختلفة. كلما اتسعت حياة الإنسان، طلب المزيد، وسعى وراء المزيد. إذا لم يكن لديك في هذه المرحلة ما تسعى إليه، فهذا يثبت أن الروح القدس قد هجرك. كل الأشخاص الذين يسعون وراء الحياة لن يهجرهم الروح القدس أبدًا، فمثل هؤلاء الأشخاص يسعون ويعتلج الشوق في قلوبهم دائمًا. أناس مثل هؤلاء لا يقتنعون أبدًا بالأشياء كما هو حالهم في الوقت الحاضر. تهدف كل مرحلة من مراحل عمل الروح القدس إلى تحقيق تأثير فيك، ولكن إن صرت راضيًا، ولم يعد لديك احتياجات، ولم تعد تقبل عمل الروح القدس، فسيهجرك. يحتاج الناس إلى تمحيص الله في كل يوم؛ ويحتاجون إلى معونة وفيرة من الله كل يوم. هل يمكن للناس أن يستغنوا عن الأكل والشرب من كلمة الله يوميًّا؟ إن كان أحد يشعر دومًا أنه لا يستطيع أن يأكل أو يشرب كلمة الله بما يكفي، وإن كان يطلبها دائمًا ويجوع ويتعطش إليها، فسيعمل فيه الروح القدس دائمًا. كلما ازداد شوق المرء، نتج المزيد من الأمور العملية من شركته. وكلما سعى شخص ما إلى الحق بقوة أكبر، حقق في حياته نموًا أسرع، مما يجعله غنيًا بالخبرة ومقيمًا في بيت الله يتمتع بالغنى.
من "يكمِّل الله أولئك الذين هم بحسب قلبه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 548
للروح القدس مسار يسلكه في كل شخص، ويعطي لكل شخص الفرصة لتكميله. من خلال سلبيتك خُلقت لتعرف فسادك، ثم من خلال التخلي عن سلبيتك ستجد مسارًا للممارسة، وهذه جميعًا سبل تحظى فيها بالكمال. وكذلك من خلال التوجيه المستمر والإضاءة لبعض الأمور الإيجابية في داخلك، ستنجز وظيفتك بروح المبادرة وتزداد بصيرة وفطنة. حين تكون ظروفك جيدة، سترغب في قراءة كلمة الله وفي الصلاة لله بصورة خاصة، وستتمكن من الربط بين المواعظ التي تسمعها وحالتك. في أوقات كهذه، ينيرك الله ويضيئك من الداخل، فيجعلك تدرك بعض أمور الجانب الإيجابي. هذه هي طريقة تكميلك في الجانب الإيجابي. أما في الحالات السلبية، فأنت ضعيف وسلبي، وتشعر أن الله ليس في قلبك، ولكن الله ينيرك، بمساعدتك للعثور على مسار تسلكه. إن الخروج من هذا هو بلوغ للكمال في الجانب السلبي. يستطيع الله أن يجعل الإنسان كاملاً في الجوانب الإيجابية والسلبية على حد سواء. يعتمد ذلك على قدرتك على خوض التجربة، وعلى سعيك لأن يمنحك الله الكمال. إن كنت تسعى حقًا لأن يكملك الله، فلن تستطيع السلبية أن تجعلك تعاني الخسارة، بل يمكن أن تمنحك أمورًا أكثر واقعية، وتجعلك أكثر قدرة على معرفة ما الذي تفتقر إليه في داخلك، وفهم حالتك الحقيقية، ورؤية أن الإنسان لا يملك شيئًا، وأنه لا يساوي شيئًا؛ إذا لم تختبر التجارب، فأنت لا تعرف، وستشعر دائمًا أنك فوق الآخرين، وأفضل من أي شخص آخر. سترى من خلال كل هذا أن كل ما جاء من قبل صنعه الله وحماه الله. إن الدخول في التجارب يفقدك الحب والإيمان، وتفتقر إلى الصلاة، وتصبح غير قادر على إنشاد الترانيم، وما تلبث في خضم هذا أن تتوصل إلى معرفة ذاتك دون أن تدري. لدى الله العديد من الوسائل لتكميل الإنسان. إنه يستعمل جميع وسائل البيئة للتعامل مع شخصية الإنسان الفاسدة، ويستخدم أمورًا مختلفة ليعرّي الإنسان. فهو، من جهة، يتعامل مع الإنسان، ومن جهة أخرى يعرّيه، ومن جهة ثالثة، يكشف حقيقته؛ إذْ ينقّب ويكشف "الأسرار" الكامنة في أعماق قلبه، ويظهر طبيعته من خلال الكشف عن العديد من حالاته. كذلك يجعل الله الإنسان كاملاً من خلال العديد من الطرق، وذلك من خلال الكشف، والتعامل معه، والتنقية والتوبيخ – لكي يعرف الإنسان أن الله عملي.
من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 549
ما الذي تسعَوْن إليه الآن؟ إلى أن يكمّلكم الله، وأن تعرفوا الله، وأن تنالوا الله، أو لعلكم تسعون للتصرف بطريقة بطرس التسعيني، أو أن يكون لديكم إيمان أكبر من إيمان أيوب، أو لعلكم تسعون لأن تُدعوا صالحين من قبل الله وتَصِلوا إلى أمام عرش الله، أو أن تتمكنوا من إظهار الله على الأرض وتقدّموا شهادة قوية ومدوية لله. وبغض النظر عما تسعون إليه، فأنتم تسعون عمومًا لكي يخلّصكم الله. سواء كنت تسعى إلى أن تكون شخصًا صالحًا، أو تسعى إلى أن تكون على مثال بطرس، أو إيمان أيوب، أو نيل الكمال من الله، فهو كله عمل الله على الإنسان. وبعبارة أخرى، بغض النظر عما تسعى إليه، فهو كله من أجل أن يمنحك الله الكمال، وهو كله من أجل أن تختبر كلمة الله، ولإرضاء قلب الله؛ ومهما سعيت إليه فهو كله من أجل اكتشاف بهاء الله، وللبحث عن مسار للممارسة في تجربة حقيقية بهدف أن تتمكن من التخلي عن شخصيتك المتمردة، وتحقيق حالة طبيعية في داخلك، وأن تكون قادرًا على الامتثال لمشيئة الله تمامًا، وأن تصبح شخصًا مستقيمًا، وأن يكون لديك دافع سليم في كل ما تفعله. إن السبب الذي من أجله تختبر كل هذه الأمور هو التوصل إلى معرفة الله وإنجاز نمو الحياة. وعلى الرغم من أن ما تختبره هو كلمة الله، وما واجهته هو أحداث واقعية، والناس، ومسائل وأمور موجودة في محيطك، فأنت في النهاية قادر على أن تعرف الله وأن تحظى بالكمال من الله. ولكي تسعى لسلوك مسار شخص بارّ أو لتطبيق كلمة الله، هذا هو المسار، أمّا معرفة الله والكمال من الله فهما الغاية. وسواء كنت تسعى الآن إلى الكمال من الله، أو أن تكون شاهدًا لله، فهذا كله في نهاية المطاف يرمي لمعرفة الله، حتى لا يكون العمل الذي يقوم به فيك عبثًا، وحتى تتوصل أخيرًا إلى معرفة حقيقة الله، ومعرفة عظمته، وأكثر حتى تعرف تواضع الله واحتجابه، وأن تعرف مقدار العمل الكثير الذي يقوم به الله فيك. لقد تواضع الله إلى حد أنه يقوم بعمله في هؤلاء الأشخاص القذرين والفاسدين، ومنح الكمال لهذه المجموعة من الأشخاص. لم يتجسّد الله ليعيش ويأكل بين الناس ويرعاهم ويوفر لهم ما يحتاجون إليه بل الأهم من ذلك هو أنه يقوم بعمله العظيم المتمثل في الخلاص وإخضاع هؤلاء الفاسدين الذين لا يُطاقون. جاء إلى قلب التنين العظيم الأحمر ليخلّص هؤلاء الأشخاص الأكثر فسادًا، حتى يتغير ويتجدد جميع الناس. فالمشقة الهائلة التي يتحملها الله ليست هي المشقة التي يتحملها الله المتجسّد فحسب، إنما هي على الأغلب معاناة روح الله من الإذلال الشديد – فهو يتواضع ويخفي نفسه كثيرًا حتى يصبح شخصًا عاديًا. تجسّد الله واتخذ شكل الجسد ليرى الناسُ أن لديه حياة إنسان عادي، وأن لديه احتياجات الإنسان العادي. هذا يكفي لإثبات أن الله قد أذل نفسه بدرجة كبيرة. ويتحقق "روح الله" في الجسد؛ فروحه عالٍ وعظيم للغاية، إلا أنه يأخذ شكل إنسان عادي، إنسان متواضع ليقوم بعمل روحه. تبين مكانة كل واحد منكم وبصيرته وإحساسه وإنسانيته وحياته أنكم غير جديرين حقًا بأن تقبلوا هذا النوع من عمل الله. أنتم في الواقع غير جديرين بأن تَدَعوا الله يتحمل مشقة كهذه من أجلكم؛ فالله عظيم جدًا، وهو سامٍ للغاية، والناس أشرار ووضيعون، لكنه مع ذلك لا يزال يعمل عليهم. لم يتجسّد ليقوم بأوَد الناس، ويتحدث مع الناس فحسب، بل إنه يعيش جنبًا إلى جنب مع الناس. الله متواضع للغاية، ومحبوب للغاية. إن ذرفت الدموع وتلفظت بتسبيح عظيم حالما تُذكر محبة الله، وحالما تُذكر نعمة الله، إن تمكنت من الوصول إلى هذه الحالة، عندها ستكون لديك معرفة حقيقية بالله.
من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 550
ثمة انحراف في سعي الناس في أيامنا هذه. إنهم لا يسعون سوى إلى حب الله وإرضائه، ولكنهم ليس لديهم أي معرفة بالله، وقد أهملوا استنارة وإضاءة الروح القدس في داخلهم. ليس لديهم أساس معرفة حقيقية بالله. وبهذه الطريقة يفقدون الحماس مع تقدم تجربتهم. إن جميع أولئك الذين يسعون إلى امتلاك معرفة حقيقية بالله، حتى وإن لم يكونوا في الماضي في حالات جيدة، وكانوا يميلون نحو السلبية والضعف، وغالباً ما كانوا يذرفون الدموع، ويشعرون بالإحباط، وأُصيبوا بخيبة أمل، تصبح الآن حالتهم أفضل مع اكتساب المزيد من الخبرة. وبعد تجربة التعامل معهم وكونهم محطمين، ومرورهم بجولة من التجارب والتنقية، فقد حققوا تقدمًا كبيرًا. لقد تراجعت الحالات السلبية وطرأ تغير على شخصياتهم في الحياة، وحالما يتعرضون للمزيد من التجارب تبدأ قلوبهم تحب الله. هناك قاعدة لكمال الله للناس، وهي أنه ينيرك باستخدام جزء مرغوب فيك ليكون لديك سبيل للممارسة ويمكنك فصل نفسك عن جميع الحالات السلبية، مما يساعد روحك على الانطلاق، ويجعلك أكثر قدرة على أن تحبه. وبهذه الطريقة، ستتمكن من التخلص من شخصية الشيطان الفاسدة. أنت بريء ومنفتح، وترغب في معرفة نفسك، ومستعد لأن تمارس الحق. من المؤكد أن الله سيباركك، ولذا، فحين تكون ضعيفًا وسلبيًا، سينيرك بشكل مضاعف، ويساعدك بذلك على معرفة نفسك أكثر، وتكون أكثر استعدادا للتوبة عن نفسك، وتكون أكثر قدرة على القيام بالأمور التي يتعين عليك القيام بها. وبهذه الطريقة فقط يجد قلبك السلام والراحة. إن الشخص الذي يولي عادة اهتمامًا بمعرفة الله، والذي يولي اهتمامًا بمعرفة نفسه، والذي يولي اهتمامًا بممارسته الخاصة، سيتمكن من تلقي عمل الله مرارًا، ومن تلقي الإرشاد والاستنارة من الله. حتى إن كان مثل هذا الشخص في حالة سلبية، فسيكون قادرًا على تغيير الأمور فورًا، سواء بسبب عمل الضمير أو بسبب الاستنارة بكلمة الله. ويتحقق التغيير في شخصية الشخص دائمًا حين يعرف حالته الفعلية ويعرف شخصية وعمل الله. وسيكون الشخص الذي يرغب في معرفة نفسه - وهو مستعد للانفتاح - قادرًا على العمل بالحق. هذا النوع من الأشخاص هو شخص مخلص لله، والشخص المخلص لله لديه فهم لله، سواء كان هذا الفهم عميقًا أو سطحيًا، ضئيًلا أو وافرًا. هذا هو برّ الله، وهو أمر يكتسبه الناس، وهو مكسبهم الخاص. فالشخص الذي لديه المعرفة بالله هو الذي يملك أساسًا، ويملك رؤية. هذا النوع من الأشخاص هو واثق من جسد الله، ومتيقن من عمل الله وكلمته. وبغض النظر عن كيف يعمل الله أو يتكلم، أو كيف يتسبب أشخاص آخرون في الإزعاج، يمكنه أن يَثْبُتَ ويشهد لله. وبقدر ما يتصرف الشخص بهذه الطريقة يمكنه العمل أكثر بالحق الذي يفهمه. وبما أنه يمارس دائمًا كلمة الله، فهو يكسب المزيد من فهم الله، ويمتلك العزيمة على أن يشهد لله إلى الأبد.
من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 551
أن تتمتع بالبصيرة، والخضوع، وأن تكون لديك القدرة على إبصار الأمور لتكون متحمسًا في الروح، فهذا يعني أن كلمات الله تنيرك وتضيئك من الداخل حالما تصادف شيئًا. هذا هو الحماس في الروح. كل ما يفعله الله هو من أجل المساعدة على إحياء أرواح الناس. لماذا يقول الله دائمًا إن الناس فاقدو الإحساس وبطيئو الفهم؟ ذلك لأن أرواح الناس قد ماتت، وأصبحت فاقدة الإحساس لدرجة أنهم أصبحوا غير واعين تماماً لأمور الروح. يرتكز عمل الله على جعل حياة الناس تتقدم، وعلى المساعدة على إحياء أرواح الناس، ليتمكنوا من الرؤية بعمق في أمور الروح، وتكون لديهم دائمًا القدرة على محبة الله في قلوبهم وإرضاء الله. يدلّ الوصول إلى هذه المرحلة على أنه قد تم إحياء روح الشخص، وفي المرة القادمة التي يواجه فيها أمرًا، يمكنه أن يتفاعل معه على الفور. إنه يستجيب للمواعظ، ويتفاعل بسرعة مع المواقف. وهذا ما هو عليه تحقيق حماس الروح. هناك أشخاص كثر لديهم رد فعل سريع حيال حدث خارجي، ولكن بمجرد الدخول إلى الواقع أو ذكر الأشياء المفصلة في الروح، يصبحون فاقدي الإحساس وبطيئي الفهم. إنهم لا يفهمون شيئًا إلا إن كان أمام وجههم. هذه كلها علامات فقدان الإحساس الروحي وبطء الفهم، وقلة خبرتهم في الأمور الروحية. يملك بعض الناس حماس الروح والفطنة. وحالما يسمعون كلامًا يوضح حالاتهم لا يتوانون عن تدوينه. وبمجرد أن يسمعوا كلامًا عن مبادئ الممارسة سيتمكنون من قبولها وتطبيقها على تجربتهم التالية؛ وبذلك يحدثون تغييرًا في أنفسهم. هذا هو شخص لديه حماس في الروح. ولماذا يستطيع أن يتفاعل بهذه السرعة؟ ذلك لأنه يركز على هذه الجوانب في الحياة اليومية، وعندما يقرأ كلام الله يتمكن من مقارنة أحواله به ويتأمل في نفسه، وعندما يسمع شركة وعظات ويسمع كلامًا يمنحه الاستنارة والإضاءة فإنه يستطيع تلقيه على الفور. يشبه الأمر إعطاء الطعام لشخص جائع؛ فهو قادر على تناوله على الفور. إن أعطيت طعامًا لشخص غير جائع، فلن يتفاعل بسرعة. كثيرًا ما تصلي لله، ثم تستطيع التفاعل فوراً عندما تواجه أمرًا ما: ما يطلبه الله في هذه المسألة، وكيف عليك أن تتصرف. لقد أرشدك الله في هذه المسألة في المرة السابقة. حين تواجه هذا النوع نفسه من الأمور اليوم ستعرف بصورة طبيعية كيف تمارس بطريقة ترضي قلب الله. إن كنت تمارس وتختبر دائمًا بهذه الطريقة، فسيصبح الأمر في مرحلة ما متاحًا لك بسهولة. عند قراءة كلمة الله تعرف إلى أي نوع من الأشخاص يشير الله، وتعرف أي نوع من أحوال الروح يتحدث عنه، وتستطيع فهم النقطة الأساسية ووضعها موضع التنفيذ؛ وسيُظهر هذا أنك قادر على المواجهة. لماذا يفتقر بعض الأشخاص إلى هذا الأمر؟ لأنهم لا يضعون الكثير من الجهد في الجانب المتعلق بالممارسة. ورغم أنهم مستعدون لممارسة الحق، إنما لا يملكون بصيرة حقيقية في تفاصيل الخدمة، وفي تفاصيل الحق في حياتهم. يشعرون بالحيرة عند حدوث أمر ما. وبهذه الطريقة، قد تضل الطريق عندما يأتي نبي زائف أو رسول كاذب. عليك أن تمارس الشركة غالبًا حول كلام الله وعمله؛ إذْ لن تكون قادرًا على فهم الحق وكسب القدرة على التمييز إلا بهذه الطريقة. عليك أن تَحْضُرَ شركات غالبًا حول أمور مثل: ما يقوله الله، وكيف يعمل الله، وماهي مطالبه من الناس، وأي نوع من الناس ينبغي أن تتواصل معهم، وأي نوع منهم ينبغي أن ترفضهم. إن كنت تختبر دائمًا كلمة الله بهذه الطريقة، فستفهم الحق وتفهم تمامًا أمورًا كثيرة، وستتمتع بالبصيرة أيضًا. ما هو التأديب من قِبَل الروح القدس، ما هو اللوم المتولد من الإرادة البشرية، وما هو الإرشاد من الروح القدس، وما هو تدبير بيئة من البيئات، وما هي كلمات الله المنيرة في داخلك، إن لم تتضح لك هذه الأمور، لن تكون لديك بصيرة. عليك أن تعرف ما الذي يأتي من الروح القدس، وما هي الشخصية المتمردة، وكيفية إطاعة كلمة الله وكيفية تخليك عن التمرد؛ إن كان لديك فهم لهذه الأمور قائم على الخبرة فسوف يكون لديك أساس، وحين يحدث أمر ما، يكون لديك حق ملائم لقياسه به، وتكون لديك رؤى مناسبة كأساس لك، ولديك مبادئ في كل ما تفعله وتكون قادرًا على التصرف وفقًا للحق. عندها ستكون حياتك ممتلئة باستنارة الله، وممتلئة ببركات الله. لن يسيء الله معاملة أي شخص يسعى إليه بصدق. لن يسيء الله معاملة أي شخص يسعى له بإخلاص أو يعيش له ويشهد له، ولن يلعن أي شخص يكون قادراً على التعطش بصدق للحق. إن استطعت، أثناء تناولك وشربك كلمات الله، الانتباه إلى حالتك الحقيقية، والانتباه إلى ممارستك، والانتباه إلى فهمك، ثم، عند مواجهة مشكلة، ستتلقى الاستنارة وتكتسب فهمًا عمليًا. وعندها سيكون لديك مسار في كل الأمور للممارسة والتمييز ببصيرة. إن الشخص الذي يمتلك الحق على الأرجح لن يُخدع، ولن يتصرف بشكل فوضوي، أو يعمل بشكل مفرط. فهو محميٌّ بسبب الحق، وأيضا بسبب الحق ينال المزيد من الفهم. وبسبب الحق لديه المزيد من المسارات للممارسة، ويحظى بمزيد من الفرص ليعمل فيه الروح القدس، ومزيد من الفرص أيضًا ليكون كامًلا.
من "يمكن فقط لأولئك الذين يركزون على الممارسة أن يكونوا كاملين" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 552
توجد معايير يجب الالتزام بها إذا كنت ستُكَمَّل. من خلال إصرارك ومثابرتك وضميرك، ومن خلال سعيك، ستتمكن من اختبار الحياة وتتميم إرادة الله. هذه الأمورُ هي متطلبات دخولك وما تحتاجه على الطريق للوصول إلى الكمال. يمكن لعمل الكمال أن يُنجزَ على جميع الناس. يمكن لأي شخص يسعى نحو الله أن يُكَمَّلَ ولديه الفرصة والمؤهلات ليُكَمَّل. لا يوجد هنا معيار صارم وسريع. فيما إذا كان بالإمكان أن يُكمَّلَ المرء أم لا، هذا يعتمد اعتمادًا أساسيًا على ما يسعى إليه. إن الناس الذين يحبون الحق ويستطيعون العيش بموجبه يُمكِن أن يُكمَّلوا بالتأكيد. أما الناس الذين لا يحبون الحق فلا يُمدحون من الله، وهم لا يملكون الحياة التي يطلبها الله، وهؤلاء الناس لا يستطيعون أن يُكمَّلوا. إن عمل الكمال هو فقط من أجل كسب الناس، وليس مرحلة معيّنة في محاربة الشيطان، أما عمل الإخضاع فهو فقط من أجل محاربة الشيطان، وهذا يعني استخدام إخضاع الإنسان لهزيمة الشيطان. هذا الأخير هو العمل الرئيسي، وأحدث الأعمال التي لم تُنجَز في كل العصور قط. يمكن للمرء أن يقول إن الهدف من هذه المرحلة من العمل هو في المقام الأول إخضاع كل الناس من أجل هزيمة الشيطان. إن عمل تكميل الناس ليس عملاً جديدًا. فالهدف الرئيسي من كل العمل خلال الفترة التي يعمل فيها الله هو إخضاع الناس. وهذا يشابه عصر النعمة. كان العمل الرئيسي متمثلاً في فداء جميع البشر عن طريق الصلب. كان "ربح الناس" عملاً إضافيًا إلى العمل في الجسد ولم يتم إلا بعد الصلب. عندما جاء يسوع وأتمَّ عمله، كان هدفه في المقام الأول استخدام صلبه للانتصار على عبودية الموت والجحيم، وللانتصار على هيمنة الشيطان، أي هزيمته. فقط بعد صَلبِ يسوع، سار بطرس خطوة تلوَ الأخرى في الطريق إلى الكمال. بالطبع كان بطرس من بين أولئك الذين تبعوا يسوع حينما كان يسوع يتمّ عمله، لكنه لم يُكمَّل حينها. بل بالأحرى، فهم بطرس الحقَّ تدريجياً ثمّ أصبح مُكمّلاً بعد أن أتمَّ يسوع عمله. لا يأتي اللهُ المتجسدُ إلى الأرض إلا ليُكمِلَ في فترة وجيزة مرحلةً أساسيةً وحاسمةً من العمل، فهو لا يأتي ليعيش على الأرض بين الناس فترة طويلة ويُكمّلهم بصورة مُتعمّدة. إنه لا يقوم بهذا العمل. وهو لا ينتظر تمامًا حتى يحين وقت تكميل الإنسان لأنهاء عمله. هذا ليس هدف تجسّده وأهميته. إنه لا يأتي إلا لإتمام عمل خلاص البشرية قصير الأمد، وليس للقيام بعمل تكميل البشرية طويل الأمد. إن عمل خلاص البشرية هو عمل تمثيلي، وقادر على بدء عصر جديد، كما ويمكن إنهاؤه في فترة زمنية وجيزة. لكن تكميل البشرية يتطلب السموّ بالإنسان إلى مستوى معيّن وهو العمل الذي يستغرق وقتاً طويلاً. يجب أن يتم هذا العمل بروح الله، ولكنه يتم على أساس الحق الذي يُنطق به أثناء العمل في الجسد. أو بالإضافة إلى ذلك، فإنه يقيم الرسل للقيام بأعمال الرعاية طويلة الأمد لتحقيق هدفه المتمثل في تكميل البشرية. لا يقوم الله المتجسد بهذا العمل، إنما يتحدث عن طريق الحياة فحسب ليفهم الناس، ولا يَهِب البشرية إلا الحق فقط، بدلاً من مرافقة الإنسان باستمرار خلال ممارسته للحق، فهذا ليس في إطار خدمته؛ لذلك لن يرافق الله الإنسان حتى اليوم الذي يفهم فيه الإنسانُ الحقَّ بالكامل ويناله كاملاً. ينتهي عمله في الجسد عندما يدخل الإنسان رسميًا المسار الصحيح للإيمان بالله؛ أي عندما يخطو الإنسانُ في المسار الصحيح للكمال. هذا بالطبع يكون أيضًا عندما يكون اللهُ قد هز الشيطانَ هزيمة كاملة منتصرًا على العالم. لا يعنيه حينها إذا كان الإنسان قد دخل إلى الحق تمامًا، ولا يعنيه ما إذا كانت حياة الإنسان عظيمة أم وضيعة. فليس المطلوب من الله وهو في الجسد أن يُدبِّرَ أيًا من ذلك، فخدمة الله المُتجسّد لا تتضمن أيًا منها. فبمجرد الانتهاء من العمل الذي في قصده سيُتمِّمُ عملَه في الجسد. لذا، فالعمل الذي يقوم به الله المُتجسّد هو فقط العمل الذي لا يُمكن لروح الله أن يفعله بطريقة مباشرة. وبالأكثر، هو عمل الخلاص قصير الأجل، وليس العمل طويل الأجل على الأرض.
من "لا يمكن إلا للمُكَمَّلين وحدهم أن يعيشوا حياة ذات مغزى" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 553
هذا العمل ينفّذ بينكم وفقًا لما ينبغي إنجازه في العمل. فبعد إخضاع هؤلاء الأفراد، ستُكمَّل جماعة من الناس. ولذلك، فإن الكثير من العمل الحالي يمهّدُ أيضًا لهدف تكميلك، لأن الكثيرين ممن يتوقون إلى الحق يمكن تكميلهم. إذا كان سيُنفَّذ فيكم عمل الإخضاع دون أن يُنجَز بعده عملٌ آخر، ألا يكون الحال عندها أنّ بعض الذين يتوقون إلى الحق لن يحصلوا عليه؟ يهدف العمل الحالي إلى فتح سبيل لتكميل الناس لاحقًا. مع أن عملي هو مجرد إخضاع، إلا أن طريق الحياة الذي تحدّثت عنه هو تمهيدٌ لتكميل الناس لاحقًا. العمل الذي يتبع الإخضاع يركّز على تكميل الناس، لهذا يتم الإخضاع لوضع أساس للتكميل. لا يمكن للإنسان أن يكمّل إلا بعد إخضاعه. المهمة الرئيسية الآن هي في الإخضاع؛ لاحقاً سيُكمَّلُ هؤلاء الذين يسعون ويتوقون إلى الحق. يشتمل التكميلُ على جوانب الناس الإيجابية في الدخول: هل تتحلى بقلبٍ محبٍّ للّه؟ ما عمق تجربتك الشخصية وقد سرتَ في هذا الطريق؟ ما مدى نقاء محبّتك لله؟ ما مدى التزامك بممارسة الحق؟ لكي يُكَمَّل المرء، عليه أن يتحلى بمعرفة أساسية بجميع جوانب البشرية. هذا شرط أساسي. كل أولئك الذين لا يمكن تكميلهم بعد إخضاعهم يصبحون أدوات للخدمة وسيُطرحون في نهاية المطاف في بحيرة النار والكبريت وسيستمرون في السقوط في الهوة السحيقة لأن شخصيتهم لم تتغير وما زالوا ينتمون للشيطان. إذا كان الإنسان يفتقر إلى مؤهلات الكمال، فعندئذٍ يكون عديم الفائدة، ونفاية، وأداة، وشيئًا لا يستطيع تحمّل تجربة النار! ما مدى محبتك لله الآن؟ كم تمقتُ نفسك؟ ما مدى عمق معرفتك بالشيطان حقًا؟ هل يَبست عزيمتك؟ هل حياتك البشرية منضبطة جيدًا؟ هل تغيّرت حياتك؟ هل تحيا حياة جديدة؟ هل تغيّرت نظرة حياتك؟ إذا لم تكن هذه الأمور قد تغيّرت، فلا يمكن أن تُكَمَّل حتى وإن لم تتراجع. أنت بالأحرى قد أُخضِعتَ فحسب. عندما يحين الوقت لاختبارك، تكون مفتقرًا للحق، ولك طبيعة بشرية شاذّة، ووضيعًا كالبهيمة. لقد اجتزت الإخضاع فحسب، فأنت شخصٌ أنا من أخضعته. خذ الحمار مثالاً، فبعد اختباره سوطَ سيّده يصبح خائفًا ويفزع من إساءة التصرّف في كل مرة يرى فيها سيده، هكذا أنت كذلك حمارٌ مقهور. إذا افتقر الشخص إلى تلك الجوانب الإيجابية، وكان بدلاً من ذلك سلبيًا وخائفًا، وخجولاً ومترددًا في كل الأمور، وغير قادر على تمييز أي شيء بوضوح، وغير قادر على قبول الحق، ولا سبيل له للممارسة، وبالأكثر حتى لا يملك قلبًا مُحبًا لله، وإذا كان الشخص لا يفهم كيفية محبة الله، وكيفية عيش حياة ذات مغزى، أو كيف يكون شخصاً حقيقيًا، فكيف يمكن أن يقدم مثل هذا الشخص شهادة لله؟ هذا يدلّ على أن حياتك ذات قيمة ضئيلة وأنك مجرد حمار مقهور. لقد اجتزت الإخضاع، ولكن هذا يعني أنك قد أنكرتَ التنين العظيم الأحمر وترفض الخضوع لِمُلكه فحسب، ويعني أنك تؤمن أن هناك إلهًا، وتريد أن تطيع كل خطط الله دون أي تذمّر. لكن في الجوانب الإيجابية، هل أنت قادر على أن تحيا بحسب كلمة الله وتُظهِره؟ إن لم يكن لديك أي من هذه الجوانب، فهذا معناه أن الله لم يربحك، وأنك مجرد حمار مقهور. لا شيء مُستَحَبٌّ فيك، ولا الروح القدس يعمل فيك. إن طبيعتك البشرية تفتقرُ للكثير، ومن المستحيل أن يستخدمك الله. يجب أن تنال استحسان الله، وتكون أفضل مائة مرة من البهائم غير المؤمنة والموتى الأحياء. فقط أولئك الذين يبلغون هذا المستوى يكونون مؤهلين ليصبحوا كاملين. فقط إذا كان لدى المرء طبيعة بشرية وضمير، يكون مؤهلاً لاستخدام الله. يمكن اعتباركم بشرًا فقط عندما تُكمَّلون؛ فالمُكَمَّلون فقط يعيشون حياةً ذات مغزى. فقط هؤلاء الناس يمكنهم أن يعطوا شهادة مدويّة عن الله.
من "لا يمكن إلا للمُكَمَّلين وحدهم أن يعيشوا حياة ذات مغزى" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 554
ما الطريق الذي يكمِّل الله من خلاله الإنسان؟ ما هي الجوانب التي يشتمل عليها؟ هل ترغب في أن يكملك الله؟ هل أنت على استعداد لقبول الدينونة والتوبيخ من الله؟ ماذا تعرف عن هذه الأسئلة؟ إن لم يكن باستطاعتك أن تتكلم عن هذه المعرفة، فإن هذا يُظهر أنك ما زلتَ لا تعرف شيئًا عن عمل الله، ولم تستنر مطلقًا بالروح القدس. لا يمكن لهذا النوع من البشر أن يُكمَّل، لا يمكنه سوى أن يتلقى قدرًا ضئيلاً من النعمة يستمتع به قليلاً لكنه لا يدوم في الأجل البعيد. إذا كان المرء يستمتع بنعمة الله فحسب، فإنه لا يمكن أن يُكمَّل من قِبَل الله. ربما يرضى البعض بسلام الجسد ومسرّته، أو بحياة سهلة خالية من الشدائد أو التعاسة؛ حيث يعيش في سلام مع أسرته دون صراعات أو شجار. بل إن البعض قد يعتقد أن هذه هي بركة الله، لكنها في الحقيقة هي نعمة الله فحسب. لا يمكنكم أن ترضوا بمجرد الاستمتاع بنعمة الله. إن هذا النوع من التفكير مبتذل جدًا. حتى لو كنتَ تقرأ كلمة الله يوميًا وتصلي كل يوم، ولو كانت روحك تشعر بسلامٍ ومتعة خاصة، لكنك في النهاية غير قادر على أن تتكلم بأي معرفة عن الله وعن عمله، وليست لديك أي خبرة بتلك الأمور، ومهما كان المقدار الذي أكلته وشربته من كلمة الله، فإذا كنت فقط تشعر بالمتعة والسلام في روحك، وأن كلمة الله حلوة بما لا يقارن حتى إنه لا يمكنك التوقف عن التلذذ بها، لكن ليست لديك أي خبرة حقيقية مع كلمة الله أو أي واقعية لكلمة الله، فما الذي يمكنك أن تحصل عليه من إيمانك بالله بهذه الطريقة؟ إن لم تكن قادرًا على أن تحيا جوهر كلمة الله، فإن أكلك وشربك من كلام الله وصلواتك معنية بالدين بصورة كلية. إذن فإن هذا النوع من البشر لا يمكن أن يُكمَّل ولا يمكن أن يُقتَنى من الله؛ فجميع الذين اقتناهم الله هم أولئك الذين سعوا إلى الحق. ما يقتنيه الله ليس جسد الإنسان ولا مقتنياته، لكنه ذلك الجزء في داخله الذي ينتمي إلى الله. لهذا فإن الله لا يكمِّل جسد الإنسان بل قلبه، لعلّ قلب الإنسان يُقتَنى من قبل الله. بعبارة أخرى، إن جوهر القول بأن الله يكمل الإنسان هو أن الله يكمل قلب الإنسان لعله يتجه إلى الله ويحبه.
إن جسد الإنسان فانٍ، ولا طائل من أن يقتني الله جسد الإنسان؛ لأنه ذلك الذي سيبلى حتمًا، ولا يمكنه أن ينال ميراث الله أو بركاته. لو أن الله اقتنى جسد الإنسان فقط وأبقاه في هذا التيار، لأصبح الإنسان في هذا التيار باسمه فقط، لكن قلبه سينتمي إلى الشيطان، وحينئذٍ لن يكون الإنسان عاجزاً عن أن يصبح استعلانًا عن الله فحسب، بل سيصبح – بدلاً من ذلك – عبئًا عليه؛ ومن ثم، سيصبح اختيار الله للإنسان بلا معنى. أولئك الذين سيكملهم الله هم أولئك الذين سينالون بركات الله وميراثه؛ بمعنى أنهم سوف يستوعبون داخلهم ما لدى الله ومَنْ هو الله، بحيث يصبح ذلك ما هو موجود داخلهم، لديهم كل كلام الله منقوش داخلهم. مهما كانت ماهية الله، فسوف تكونون قادرين على استيعابه كله داخلكم كما هو تمامًا، وبهذا تحيون بحسب الحق. هذا النوع من البشر هو الذي يكمله الله ويربحه. هذا النوع من البشر وحده هو المؤهل ليرث البركات الآتية التي يهبها الله:
1. ينال حب الله الكامل.
2. يتصرف بحسب مشيئة الله في كل الأشياء.
3. يحصل على إرشاد الله ويحيا في ظل نوره ويستنير به.
4. يحيا في الصورة التي يحبها الله على الأرض، ويحب الله بصدق كما فعل بطرس، ويُصلَب من أجل الله، ويُحسَب أهلاً للموت من أجل حب الله، ويحصل على مجدٍ كمجد بطرس.
5. يكون موضع حب واحترام وإعجاب كل مَنْ على الأرض.
6. يتغلب على جميع أشكال العبودية للموت والجحيم، ولا يدع فرصة لعمل الشيطان؛ حيث يصبح ملكاً لله بالكلية، ويحيا داخل روحٍ جديدة ونشيطة، ولا يشعر بالضجر مطلقًا.
7. يشعر بإحساس لا يمكن وصفه بالنشوة والابتهاج دائمًا طوال حياته كما لو أنه قد رأى مجيء يوم مجد الله.
8. يحصل على مجدٍ مع الله وملامح مشابهة لأحباء الله القديسين.
9. يصبح ذاك الذي يحبه الله على الأرض، بمعنى أن يصبح ابن الله المحبوب.
10. يتغير شكله ويصعد مع الله إلى السماء الثالثة ويسمو فوق الجسد.
أولئك القادرون على وراثة بركات الله هم وحدهم الذين كمَّلهم الله واقتناهم. هل ربحت أي شيء؟ إلى أي مدى كمَّلَكَ الله؟ لا يكمل الله الإنسان عشوائيًا، بل ثمة شروط ونتائج ظاهرة يمكن للإنسان أن يراها. ليس كما يعتقد الإنسان أنه طالما كان عنده إيمان بالله، يمكن أن يُكمَّل وأن يُقتَنى من قِبَل الله، ويستطيع أن ينال على الأرض بركات الله وميراثه. تلك الأمور صعبة جدًا، وهي أكثر صعوبة فيما يتعلق بتغيير الشكل. ما يجب عليكم في المقام الأول أن تسعوا إليه في الوقت الراهن هو أن تُكمَّلوا من الله في كل الأشياء، وأن تُكمَّلوا من الله من خلال كل الناس والأمور والأشياء التي تواجهكم، بحيث يصبح المزيد من ماهية الله في داخلكم. يجب عليكم أولاً أن تنالوا ميراث الله على الأرض قبل أن تصبحوا أهلاً لأن ترثوا بركات أكثر وأعظم من الله. هذه الأمور كلها هي ما يجب عليكم أن تسعوا إليها وأن تفهموها أولاً. كلما زاد سعيكم نحو أن يكملكم الله في كل الأشياء، أصبحتم أكثر قدرة على رؤية يد الله في كل الأشياء، وبهذا تسعون بنشاط نحو الدخول إلى كينونة كلمة الله وواقعية كلمته من خلال مناظير مختلفة وفي أمورٍ مختلفة. لا يمكنكم أن تقنعوا بمثل هذه الحالات السلبية؛ كالاكتفاء بعدم ارتكاب خطايا أو عدم حمل أي تصورات وأي فلسفة للعيش وأي إرادة بشرية. إن الله يكمل الإنسان بطرق مختلفة، ومن الممكن أن تُكمَّل في كل الأمور نتيجة لذلك. لا يمكن أن تُكمَّل من الناحية الإيجابية فحسب، بل ومن الناحية السلبية أيضًا، وهذا يُثري ما تربحه. توجد في كل يوم فرص لتُكمَّل ووقت لتُقتنى من قِبَل الله، وبعد مدة من تلك الخبرة، سوف تشهد تغيرًا كبيرًا. سوف تصبح الآن قادرًا بصورة طبيعية على التبصر في أشياءٍ كثيرة لم تفهمها من قبل، وسوف تصبح – دون أن تدري – مستنيرًا من الله دونما الحاجة إلى آخرين يعلمونك، فتصبح لديك استنارة في كل الأشياء وتصبح كل خبراتك خصبة. سوف يرشدك الله بحيث لا تنحرف إلى أيٍّ من الجانبين، ثم تُوضَع على طريق الكمال من قبل الله .
من "وعود لأولئك الذين كمّلهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
كلمات الله اليومية اقتباس 555
لا يمكن أن يُقصَر تكميل الله على التكميل بواسطة أكل وشرب كلمة الله؛ فهذا النوع من الخبرات أحادي الجانب بدرجة كبيرة ولا يشمل ما يكفي، بل يحصر الإنسان داخل نطاق صغير للغاية. في هذه الحالة، يفتقر الإنسان إلى الكثير من التغذية الروحية المطلوبة بشدة. إذا كنتم ترغبون في أن يكملكم الله، فعليكم أن تتعلموا اختبار كل الأشياء وأن تكونوا مستنيرين في كل ما تواجهونه. كلما واجهك شيء، خيرًا كان أم شرًا، يجب أن تستفيد منه، وألا يكون سببًا في أن تصبح سلبيًا. مهما كان الأمر، يجب أن تكون قادرًا على دراسته عن طريق الوقوف في جانب الله، ولا تحلله أو تدرسه من منظور إنسان (هذا انحراف في خبرتك). إذا كان هذا هو نوع خبرتك، فسوف ينشغل قلبك بالمسؤوليات طوال حياتك، وسوف تعيش باستمرار في نور مُحيَّا الله ولن تنحرف بسهولة في ممارستك. هذا النوع من البشر يُتوقَّع له أشياء عظيمة، ولديه فرص كثيرة ليُكمَّل من قِبَل الله. الأمر برمته يتوقف على ما إذا كنتم ممن يحبون الله حبًا صادقًا وما إذا كانت لديكم الإرادة لتُكمَّلوا وتُقتَنوا من قبل الله وتتلقوا بركاته وميراثه. لن تنتفعوا شيئًا من أن تكون لديكم إرادة فقط، بل لا بد أن تكون لديكم أيضًا معرفة كثيرة، وإلا فإنكم ستستمرون دائمًا في الانحراف في ممارساتكم. يريد الله أن يكمل كل واحد منكم. رغم أن الغالبية الآن قبلت بالفعل عمل الله لمدة طويلة، فقد اكتفت بالتنعم بنعمة الله، ولا ترغب إلا في الحصول منه على بعضٍ من راحة الجسد، لكنها لا ترغب في أن تحصل على إعلانات أكثر وأسمى، وهذا يوضح أن قلب الإنسان ما زال بعيدًا دائمًا. رغم الشوائب القليلة التي ما زالت موجودة في عمل الإنسان وخدمته ومحبة قلبه لله، فإنه فيما يتعلق بجوهر الإنسان من الداخل وفكره غير المستنير، يظل الإنسان يبحث باستمرار عن السلام ومتعة الجسد، ولا يهتم بشروط تكميل الله للإنسان أو مقاصد الله من تكميل الإنسان. لذلك تظل حياة الغالبية مبتذلة ومنحلة دون أدنى قدر من التغيير. إنهم ببساطة لا يعتبرون الإيمان بالله مسألة مهمة، وكأنهم يؤمنون فقط من أجل آخر، ويتصرفون من دون جدية أو تفانٍ، ويعيشون بأقل القليل، ويهيمون في وجودٍ بغير هدف. قليلون هم الذين يسعون إلى الدخول في كلمة الله في كل الأشياء، ويربحون مزيدًا من الأشياء التي تُغْني، فيصبحون أصحاب ثروات أكبر في بيت الله هذا اليوم، ويتلقون مزيدًا من بركات الله. إذا كنتَ تسعى إلى أن يكملك الله في كل الأشياء وكنتَ قادرًا على أن ترث مواعيد الله على الأرض، وإذا كنتَ تسعى إلى الاستنارة بالله في كل شيء ولا تدع السنوات تمر دون عمل، فهذا هو الطريق الأمثل لتدخله بنشاط، وفي هذا الطريق وحده تكون مستحقًا وأهلاً أن يكملك الله. هل أنت حقاً امرؤ يسعى إلى أن يكمله الله؟ هل أنت حقًا امرؤ جاد في كل الأشياء؟ ألديك نفس روح المحبة نحو الله مثل بطرس؟ ألديك الإرادة لتحب الله كما فعل يسوع؟ لطالما آمنتَ بيسوع لسنواتٍ كثيرة، فهل رأيت كيف أحب يسوع اللهَ؟ هل مَنْ آمنت به هو يسوع حقًا؟ أنت تؤمن بإله اليوم العملي، هل رأيتَ كيف أحب الإله العملي المتجسد الله الكائن في السماء؟ أنت تؤمن بالرب يسوع المسيح؛ ذلك لأن صَلْب يسوع لفداء البشرية والمعجزات التي أجراها هي حقائق مُتَّفَق عليها. بيد أن إيمان الإنسان لا يأتي من المعرفة والفهم الحقيقي ليسوع المسيح. أنت تؤمن فقط باسم يسوع لكنك لا تؤمن بروحه، لأنك لا تبالي بالكيفية التي أحب بها يسوع الله. إن إيمانك بالله حديث جدًا. رغم إيمانك بيسوع لسنواتٍ كثيرة، فإنك لا تعرف كيف تحب الله. ألا يجعلك هذا أكبر أحمق في العالم؟ وهذا يبين أنك ظللت لسنواتٍ تأكل طعام الرب يسوع المسيح دون جدوى. إنني لا أبغض هذا النوع من البشر فحسب، بل أثق في أن الرب يسوع المسيح الذي تعبده يبغضه أيضًا. كيف يمكن لمثل هذا النوع من البشر أن يُكمَّل؟ ألستَ خجلاً؟ ألا تشعر بالخزي؟ أما زالت لديك الجرأة لتواجه ربك يسوع المسيح؟ هل تفهمون جميعكم معنى كلامي؟
من "وعود لأولئك الذين كمّلهم الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"