70. للتباهي ليس إلا

أتذكر في عام 2018، كنت في واجب الإنجيل في الكنيسة، وبعد ذلك كُلفت بمسؤولية هذا العمل. أمكنني رؤية المشكلات والأخطاء في واجبات إخوتي وأخواتي، وأمكنني معالجتها من خلال الشركة، لذا كان الجميع سعداء بي، وكان لدي شعور بالإنجاز. بدأت أشعر بسرور كبير تجاه نفسي، وأنني كنت أفضل من أي شخص آخر. لم يسعني إلا التباهي. فكرت: "أقدم اقتراحات وأحل مشكلات الناس، ولدى الجميع انطباع جيد عني. إذا ساعدتهم أكثر، سأجعل نفسي أبدو أكثر قدرة منهم، ومن ثمَّ سيقدرونني أكثر". قال الأخ لو، في أحد الاجتماعات ذات يوم، إنه قابل زميلًا في العمل أثناء نشر الإنجيل. كان الرجل واعظًا من أكثر من 20 عامًا، وكان مؤمنًا حقيقيًا، لكن كان لديه مفاهيم دينية قوية. أعطاه الأخ لو شركة، لكنه لم يقبل الإنجيل، ولم يعرف الأخ لو ماذا يفعل بعد. لذا، قلت لنفسي: "هذا الرجل مؤمن حقيقي، ويريد أن يسمع شركة. لقد فشلتَ في تغييره، لأنك لم تقدم شركة عن الحق بشكل واضح بما فيه الكفاية. لقد اختبرت هذا النوع من الأمور من قبل، لذا فهذه فرصتي لأخبرك كل شيء عنها". قلت له: "لا أرى صعوبة هنا. عليك التركيز على النقاط الرئيسية والشركة بشكل واضح. إذا كان مستعدًا للاستماع وعالجت مشكلاته، فكيف لا يقبلها؟ كان لدى زميل العمل تشانغ الكثير من المفاهيم، لذا دحضتُ أقوى مفاهيمه من خلال الشركة، ثم انتقلتُ إلى مفهومه التالي. وفي النهاية، قبل الإنجيل. عليك أن تقدِّم شركة بوضوح عندما تشهد لعمل الله". ثم أخبرتهم عن كل المشكلات التي كانت لدى الناس الذين أعظهم، وكيف قدمت شركة لمعالجتها، وكيف قبلوا الإنجيل. لقد سردت هذه الاختبارات بتفصيل كبير، مع التأكد من تضمين كل شيء، حتى يروا جميعًا مدى قدرتي. بعد ذلك، امتدحني الجميع، وقالت أخت: "لقد أصبت صُلب الموضوع حقًا. لماذا لم يمكنني رؤية هذا؟". قلت إن الأمر كله يعود إلى إرشاد الله، لكنني شعرت بغبطة داخلي. أحيانًا، عندما كنا نناقش العمل، كنت أفكِّر فيما أقول لأجعل الجميع يعتقدون أنني كنت أفكر في كل التفاصيل وأحللها، وأن لي مقدرة، وأنني أذكى وأفضل من الآخرين. عندما جاء دوري لأدلو بدلوي، كنت أستمر في ذلك، وكانت كلمة "أنا" دائمًا على شفتيّ. "أنا أعتقد هذا"، و"أننا عالجتُ ذلك". "أنا، وأنا، وأنا...". كنت أسرد نظرياتي وأفكاري وأحللها جميعًا بالتفصيل. مع مرور الوقت، بدأ الآخرون يتكلون عليّ، لذا لم يعرفوا السعي للمبادئ عند ظهور المشكلات. كانوا يطلبون مني أحيانًا أن أتحدث أولًا، عند مناقشة العمل، قبل إضافة بعض الأمور بأنفسهم. أحيانًا كانت تخطر ببالي فكرة: "إذا واصلت على هذا المنوال، فهل سينتهي الأمر بالناس أن يبجلونني؟". لكن بعد ذلك كنت أفكر: "أنا لا أجبِر أي شخص على الاستماع إليَّ. أنا أعرض آرائي فحسب. على أي حال، أن تكون مبادرًا، هو نهج إيجابي ومسؤول". لم أفكر في الأمر كثيرًا، واستمررت في ذلك.

واجهنا فيما بعد الكثير من الصعوبات في نشر الإنجيل، وأصيب الإخوة والأخوات بخيبة أمل كبيرة. شعرت على نفس النحو أيضًا. كنت أرغب في مصارحة الجميع حول ما شعرت به، لكنني كنت المسؤول، لذا إذا أصبحت سلبيًا بهذه السهولة، ألا أبدو ضعيفًا؟ ما الذي سيظنه الآخرون عني، إذا كانوا يعرفون أن قامتي صغيرة للغاية؟ ألن يدمَّر انطباعهم الجيد عني؟ تساءلت: "إذا تحدثت عن الدخول الإيجابي وقدت الجميع بطريقة إيجابية، ألن يحفز ذلك الجميع؟". لذا في كل شركة، ركَّزت على كيفية مواجهة المشكلات التي واجهتها بإيجابية، وكيف اتكلت على الله في الشدائد، وكيف ارتقيت لمواجهة التحدي. ظن الجميع أن لدي قامة، ويمكنني التعامل مع الأشياء، وأعجبوا جميعًا بي. أحيانًا، عند مناقشة العمل مع الآخرين، كنت أعلن أنني كنت تحت ضغط في واجبي، وأنني كنت مشغولًا للغاية لدرجة أنه لم يكن لدي وقت لتناول الطعام أو الراحة، حتى يعرفوا كم عانيت. لم أتأمل في كلام الله في الاجتماعات، ولم أفكر في نفسي، ولم أفكر إلا في كيفية جعل الجميع يعتقدون أن شركاتي كانت عميقة ولها وزنها. سرعان ما كنت أعظ ببعض التعاليم السامية، واستمتعت حقًا برؤية نظرات القبول من الآخرين. على مدار الوقت، بدأ بعض الناس يسألونني أولًا كلما واجهوا مشكلة في واجبهم. حتى عندما كان بإمكانهم معالجتها بأنفسهم بقليل من التفكير، ظلوا يطلبون رأيي أولًا. كانوا يخبرونني عن حالاتهم وأعمق أفكارهم، وكنت مسرورًا جدًا لمعرفة أنهم وثقوا بي. وبمضي الوقت، ظهرت مشغولًا جدًا، لكني لم أشعر بأي استنارة من الروح القدس عند قراءة كلام الله. عند مناقشة العمل مع الآخرين، كانت كل اقتراحاتي بلا قيمة، ولم أتمكَّن حتى من رؤية أكثر المشكلات وضوحًا في عملنا. أدركت أخيرًا أنني كنت في حالة مروعة. راحت غطرستي كلها. اعتدت الاعتقاد أنني الأروع، لكنني شعرت فجأة وكأنني معتوه تمامًا، دون أي شيء للتباهي بشأنه. كان هناك الكثير من الظلمة والألم في روحي.

ذات يوم كنت أتحدث مع أخّين، عندما قال الأخ سو: "أعرفك منذ فترة، وأنت دائمًا ما تمجِّد نفسك وتتباهى. لا تكاد تذكر فسادك أو أخطائك في شركة، ولكن أكثر حديثك عن صفاتك الجيدة، مما جعلني أعتقد أنك رائع وأتطلع إليك. عندما توجد مشكلات في عملي، فأنت لا تقدم شركة على مبادئ الحق، ولا تتحدث إلا عما فعلته، وكيف تمكنت من معالجة المشكلات، لذلك اعتقدت أنك رائع وأفضل منا...". لم أكن أرغب تمامًا في قبول هذا من الأخ سو، خاصةً عندما قال أنني كنت دائمًا ما أعظِّم نفسي وأتباهى. تردَّد صدى هذه الكلمات في رأسي. رغم أنني لم أجادل، شعرت بمقاومة شديدة لما قاله. فكرت: "لم أطلب منك أبدًا أن تعبدني. هل أنا حقًا بالسوء الذي تقوله؟". لم أستطع قبول الأمر فحسب، لذا سألت الأخ الآخر عن رأيه. لدهشتي، قال: "أنت لا تتحدث أبدًا عن فسادك أو أخطائك. أنا فقط لم أعد أفهمك". جعلني هذا أشعر بسوء أكثر. "كيف يمكنه القول إنه لم يعد يفهمني؟ هل أنا شديد الغموض؟". أردت حقًا أن أقول شيئًا لاستعادة بعض الكرامة، لكن رؤية الاثنين يهذبانني ويتعاملان معي هكذا، كنت أعلم أنه يجب أن يكون هناك سبب. إذا كان ما قالوه صحيحًا، فأنا أواجه مشكلة حقًا!

أسرعت للعثور على بعض كلمات الله عن كشف الناس الذين يمجِّدون ويشهدون لأنفسهم. قرأت هذا: "يرفعون أنفسهم ويشهدون لها، ويفتخرون بأنفسهم، ويحاولون أن يجعلوا الناس ينظرون إليهم بإكبار – الطبيعة البشرية الفاسدة قادرة على أمور كهذه. هكذا يتفاعل الناس بصورة فطرية عندما تسود عليهم طبائعهم الشيطانية، وهذا مألوف لجميع البشرية الفاسدة. كيف يرفع الناس أنفسهم ويشهدون لها عادةً؟ كيف يبلغون ذلك الهدف؟ واحدة من الطرق هي شهادتهم لِكَمْ كابدوا من معاناة، وكَمْ أنجزوا من عمل، وكَمْ بذلوا أنفسهم، أي إنهم يستخدمون تلك الأمور بوصفها العُمْلَة التي يرفعون بها أنفسهم، والتي تمنحهم مكانة أسمى وأقوى وأكثر رسوخًا في عقول الناس، حتى يجلهم عددٌ أكبر من الناس ويعجبون بهم ويبجلوهم، بل ويكرمونهم ويعبدونهم ويتبعونهم أيضًا، وذلك هو التأثير الأسمى. لكن هل ما يقومون به لبلوغ ذلك الهدف، من رفعة للنفس وشهادة لها، معقول؟ ليس معقولاً؛ فهم خارج حدود العقلانية. إنهم لا يخجلون: يشهدون دون حياء لما قاموا به من أجل الله، وكم قاسوا في سبيله، بل يتباهون حتى بمواهبهم وملكاتهم وخبراتهم ومهاراتهم الخاصة، أو بأساليبهم الذكية في التصرف، والوسائل التي يستخدمونها كي يتلاهوا بالناس. إن طريقتهم في رفعة ذاتهم والشهادة لها هي التباهي بذواتهم والتقليل من شأن الآخرين. كذلك فإنهم يراءون ويُموِّهون أنفسهم، فيخفون ضعفاتهم، ونقائصهم وفشلهم عن الناس، بحيث لا يرون إلا ذكائهم. بل إنهم لا يجرؤون على أن يخبروا الناس الآخرين عندما يحدوهم شعور سلبي؛ فهم يفتقرون إلى الشجاعة للمصارحة والشركة معهم، وعندما يرتكبون خطأ، تجدهم يبذلون قصارى جهدهم لإخفائه والتستر عليه. كذلك لا يذكرون الضرر الذي ألحقوه ببيت الله في معرض قيامهم بواجبهم. لكن عندما يقدمون مساهمة ضئيلة أو يحققون بعض النجاح الضئيل، يسرعون إلى التباهي به، ولا يسعهم الانتظار كي يعرّفوا العالم كله كَمْ أنهم قادرون، وكم هي رفيعة مكانتهم، وكَمْ هم متميزون، وكَمْ هم أفضل من الناس العاديين. أليست هذه وسيلة لرفعة نفسك والشهادة لها؟ هل رفعة نفسك والشهادة لها موجود في إطار الروابط المنطقية للطبيعة البشرية؟ لا، ليس كذلك. لذلك عندما يقوم الناس بهذا، فأي شخصية يُكشَف عنها عادةً؟ العجرفة واحدة من أهم التجليات، ويعقبها الخداع الذي ينطوي على القيام بكل ما هو ممكن كي يجعلوا الآخرين ينظرون إليهم بإكبار. قصصهم مُحكَمَة تمامًا، وكلماتهم تشتمل بوضوح على دوافع ومخططات، ويجدون سبيلاً إلى إخفاء حقيقة أنهم يتباهون، لكنَّ محصلة ما يقولونه هي الاستمرار في جعل الناس يشعرون بأفضليتهم عن الآخرين، وأنه لا يوجد ثمة مَنْ يعادلهم، ودونية مَنْ سواهم. لكن ألا تتحقق هذه المحصلة إلا بوسائل مخادعة؟ ما الشخصية الموجودة في قلب تلك الوسائل؟ هل ثمة عناصر للشر؟ تلك نوعية من الشخصية الشريرة. يتضح أن تلك الوسائل التي يستخدمونها تُوجَّه بشخصية مخادعة؛ فلماذا إذن أقول إنها شريرة؟ ما الرابط بين هذا والشر؟ ما رأيكم: هل بوسعهم أن يكونوا صرحاء بشأن أهدافهم من وراء رفعهم لأنفسهم وشهادتهم لها؟ (لا.) توجد دائمًا رغبة في أعماق قلوبهم، وما يقولونه أو يفعلونه يكون في خدمة تلك الرغبة؛ لذلك فإن الأهداف والدوافع الموجودة في أعماق قلوبهم من وراء ما يقولونه أو ما يفعلونه تظل سرية للغاية. إنهم -على سبيل المثال – سوف يستعملون التضليل أو بعض التكتيكات الغامضة لتحقيق هذه الأهداف. ألا تُعَد هذه السرية مكرًا في طبيعتها؟ ألا يُسمَّى ذلك المكر شرًا؟ بل يمكن أن يُسمى ذلك حقًا شرًا، وهو يتوغل أكثر من الخداع" (من "يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها" في "كشف أضداد المسيح"). فكرت في الطريقة التي كنت أتصرف بها في واجبي: عندما كان الإخوة والأخوات يعانون مشكلات، تصرَّفت كما لو كنت أفدم شركة وأساعدهم، متحدثًا عن كيفية معالجة المشكلات، من أجل التباهي ببراعتي في العمل، وجعل الجميع يعتقدون أنني أكثر قدرة منهم. عند مناقشة العمل، كانت أول كلمة أتفوه بها هي "أنا" لأعرض نفسي، لأجعل الناس يعتقدون أنني أعرف كل شيء، حتى يبجلونني. أخفيت سلبيتي وفسادي عن الآخرين. لم أناقش أبدًا الصعوبات التي أواجهها، ناهيك عن تشريح شخصياتي الفاسدة. بدلًا من ذلك، تحدثت عن دخول إيجابي لإخفاء أخطائي، لأجعل الآخرين يعتقدون أن لي قامة، ويتطلعون إليَّ. كنت أتحدث دائمًا عن معاناتي في واجبي ومدى صعوبة ذلك، ليروا كم كنت مكرسًا لواجبي. وفي الاجتماعات، كان من الواضح أنني لا أفهم كلام الله ولا نفسي، لكني تحدثت مرارًا، من نسج خيالي، أنني عرفت نفسي، حتى يفكر الآخرون بي بشكل أفضل من أي وقت مضى. للاستمرار في الاستمتاع باحترامهم وعشقهم، واصلت قول وفعل الأشياء التي بدت صحيحة، بينما كنت أتفاخر بنفسي وأتباهى، مسببًا لقلوب الآخرين أن تنأى عن الله. ألم يكن سلوكي سببه الشخصية الشريرة التي كشفتها كلمات الله؟ مهما فعلت أو كيف بدا أنني بذلت نفسي، كان هدفي عدم القيام بواجبي بشكل جيد. فعلت كل ما بوسعي لتعزيز وضعي، ولجعل الآخرين يبجلونني. كنت أسير في طريق أضداد المسيح. أدركت أخيرًا خطري، فهرعت إلى الله في صلاة، متمنيًا التوبة.

وردت كلمات الله هذه فجأة إلى ذهني: "إذا كان على المرء أن يعيش طبيعة بشرية عادية، فكيف له أن يفتح ذاته، وأن يعري ذاته؟ ذلك عن طريق أن يفتح الشخص ذاته وأن يُظهرُ للآخرين بوضوح المشاعر الحقيقية التي تكمن في أعماق قلبه، عن طريق تمكنه من ممارسة الحق بطريقة بسيطة ونقية. إذا كشف المرء عن فساد نفسه، فلا بد له من أن يكون قادرًا على إدراك جوهر المشكلة، وأن يكون قادرًا على بغضة نفسه ومقتها من عمق القلب، وعندما يعري نفسه، فإنه لن يحاول تبرير سلوكياته ولا الدفاع عن نفسه. ... أولاً، على المرء أن يفهم مشاكله على مستوى أساسي، وأن يفحص نفسه وأن يعري نفسه. يجب أن يكون له قلبٌ أمين وموقف صادق، وأن يتكلم بما يستطيع فهمه عن المشكلات الموجودة في شخصيته. ثانيًا، إذا شعر المرء أن شخصيته فظة بصفة خاصة، فلا بد له من أن يقول للجميع: "إن بدت تلك الشخصية الفاسدة مني مرة أخرى، فانهضوا جميعًا، وتعاملوا معي، والفتوا انتباهي إلى ذلك. لا تأخذكم شفقة. ربما لا أستطيع تحمل ذلك في حينه، لكن لا تعيروا ذلك انتباهًا، بل تضافروا معًا لمراقبتي، فإذا احتدمت تلك الطبيعة الفاسدة بشدة، فانهضوا كلكم لكشفي والتعامل معي. أتمنى مخلصًا أن يراقبني الجميع، وأن يساعدوني، وأن يمنعوني من أن أضل." ذلك هو الموقف الذي ينبغي للمرء أن يمارس الحق به" (من "حول التنسيق المتناغم" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهرت كلمات الله اتجاهي. مهما فهمت مشكلاتي، كنت أعرف أنني لا أستطيع الاستمرار هكذا. كان علي أن أكون صادقًا وأن أكشف نفسي، لأظهر للجميع الدوافع وراء أفعالي، حتى يتمكنوا من رؤية أنني كنت أعظِّم نفسي، وأتباهى، وأسير في طريق ضد المسيح. كان هذا الأكثر أهمية.

في الاجتماع التالي، تصارحت تمامًا مع الإخوة والأخوات، وطلبت المعونة والمشورة. بعدما أصبحت منفتحًا تمامًا، شعرت براحة أكبر. أمضى الآخرون الأيام القليلة التالية وهم يرسلون لي رسائل تشير إلى مشكلاتي قائلين: "أنت دائمًا ما تتباهى بواجبك. لم أعد أرغب في السعي للمبادئ في واجبي، لكني كنت أتكل عليك فحسب. اعتقدت أنك تعرف كل شيء وكان من الأسهل أن أسألك". قال بعضهم: "لم أتعلَّم أي شيء عن الله مؤخرًا، لكنني تعلَّمت أن أبجلك أكثر فحسب، أنت تعتقد أنك قادر على العمل ومسؤول في واجبك. لقد تطلعت إليك حقًا". سماع كل هذا، كان مزعجًا حقًا بالنسبة لي. لم أستطع تصديق أن هذا نتاج أداء واجبي طوال هذه الأشهر. شعرت بالحزن الشديد وعدم السعادة، معتقدًا أن الله لا بد أن يكرهني بالتأكيد. لقد غرقت حقًا في السلبية. ولكن من خلال الصلاة المستمرة إلى الله، وبعون الآخرين ومساندتهم، أدركت أخيرًا أن الله لم يفعل هذا لإقصائي، ولكن لتطهيري وتغييري. لو لم يحدث هذا، لما أدركت أنني أسير في الطريق الخطأ. كان هذا خلاص الله العظيم لي! بمجرد أن فهمت مشيئة الله، قررت أن أتأمل في نفسي وأتوب حقًا.

ثم قرأت بعض كلمات الله: "بعض الناس يؤلِّهون بولس على وجه الخصوص. إنهم يحبّون الخروج وإلقاء الخُطَب والقيام بالعمل، ويُحبّون حضور الاجتماعات والوعظ؛ ويُحبّون أن يستمع الناس إليهم، وأن يتعبّدوا لهم ويحيطوا بهم. إنَّهم يُحِبّون أن يحتلّوا مكانة في أذهان الآخرين، ويستحسنون تفخيم الآخرين للصورة التي يمثلونها. فلنحلل طبيعتهم من خلال هذه التصرفات: ما هي طبيعتهم؟ إذا تصرَّفوا حقًا على هذا النحو، فهذا يكفي لإظهار أنهم متكبّرون ومغرورون. إنهم لا يعبدون الله على الإطلاق؛ بل يسعون للحصول على مكانة أعلى، ويرغبون في أن يتسلَّطوا على الآخرين، وأن يمتلكونهم، وأن يحتلّوا مكانة في أذهانهم. هذه صورة كلاسيكية للشيطان. مظاهرطبيعتهم هي التكبر والغرور وعدم الرغبة في عبادة الله والرغبة في عبادة الآخرين لهم. يمكن لهذه السلوكيات أن تعطيك صورة واضحة للغاية عن طبيعتهم" (من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "على سبيل المثال، إذا كان لديك تكبر وتعجرف داخلك، فسيكون من المستحيل عدم تحدّي الله، لا بل ستُرغم على تحدّيه. لن تفعل ذلك عمدًا، بل ستفعل ذلك تحت سيطرة طبيعتك المتكبرة والمتعجرفة. إن تكبرك وتعجرفك سيجعلانك تنظر بازدراء إلى الله وتعتبره بدون أهمية وتمجّد نفسك وتُظهر نفسك باستمرار، وفي النهاية، سيجعلانك تجلس مكان الله وتشهد لنفسك. وفي نهاية المطاف، سوف تحوِّل تفكيرك وتصوراتك ومفاهيمك الخاصة إلى حقائق للعبادة. أرأيت حجم الشر الذي يرتكبه الأشخاص الذين يقعون تحت سيطرة طبيعتهم المتكبرة والمتعجرفة!" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهرت لي الإعلانات في كلام الله أن طبيعتي المتغطرسة هي التي دفعتني إلى السعي لمكانة رفيعة في قلوب الآخرين، وأنني كنت أقاوم الله. بعد أن تحكمت بي هذه الطبيعة المتغطرسة، بدأت أشعر بالرضا عن نفسي عندما رأيت نتائج في واجبي، ومجدت نفسي وتباهيت بقدر ما أستطيع. لم أتحدث ولا أتصرف إلا لأتميز، ولاستعراض مواهبي وقدراتي. لقد تفاخرت بلا خجل بكيف عانيت من أجل واجبي، وكم كان مرهِقًا، وكيف عالجت المشكلات، كل ذلك لجعل الآخرين يعتقدون أنني أفضل منهم، وأنني كنت مميَّزًا. لم أكن أبغي إلا أن أجعل الناس يتطلعون إليَّ ويعشقونني. ألم تكن هذه شخصية ضد المسيح؟ كان بولس نفسه. يُظهِر باستمرار معرفته ومواهبه من خلال وعظه وعمله، متباهيًا ليجعل الآخرين معجبين به. كان يكتب الرسائل إلى الكنائس دائمًا، متباهيًا بمدى معاناته وعمله من أجل الرب، لكسب قلوب الناس. كان يعمل ويتعب، لا ليقوم بواجبه بشكل جيد أو يشهد للمسيح المتجسِّد، بل لتحقيق طموحاته ورغباته. مهما عمل أو عانى، أو كم من الناس بجلوه، لأنه لم يطلب الحق، وكان يعاند فحسب، في النهاية شهد بوقاحة أنه هو نفسه المسيح. لقد أساء هذا بشدة إلى شخصية الله وعاقبه الله على ذلك. كان لدي نفس طبيعة بولس. كنت متعجرفًا ومغرورًا جدًا، وأحب المكانة، دائمًا ما أمجد نفسي وأتباهى، حتى يبجلني الجميع، ولا يكون هناك مكان لله في قلوبهم، ولا يتكلون على الله أو يطلبون الحق عندما تنشأ المشكلات. كان القيام بواجبي بهذه الطريقة هو مقاومة الله، وإيذاء لإخوتي وأخواتي. لم أفكِّر أبدًا أن مثل هذا الشر ومقاومة الله يمكن أن ينبع من العيش بطبيعتي المتغطرسة. إذا لم أتب، ف سأثير غضب الله وأعاقَب، عاجلًا أو آجلًا. بدون تأديب الله وعون الإخوة والأخوات ومساندتهم، لم أكن لأتأمل في نفسي. كانت شخصية الله البارة وخلاصه العظيم ما أدى إلى انكشافي هكذا.

مفكرًا في الأمر، فعندما حققت أشياء في واجبي واكتشفت المشكلات، كل هذا جاء من استنارة الله وإرشاده. دون عمل الروح القدس، كنت أحمق لا أفهم أي شيء. لم يكن لدي حقيقة الحق على الإطلاق، ومع ذلك كنت متغطرسًا ومتعجرفًا للغاية، وأتنافس بلا خجل على موضع الله. كنت بلا عقل! لم أقدم شركة عن الحق أو أشهد لله في واجبي، لكنني تباهيت وضللت الناس. يا له من عمل شرير! لقد بدأت حقًا أكره نفسي بعد ذلك. ولم أرغب في الاستمرار هكذا، فقلت صلاة لله: "إلهي الحبيب، لقد كنت مخطئًا جدًا! أرى كم أنا متغطرس وبلا عقل. أشكرك على منحي فرصة للتوبة. سأمارس الحق بجدية من الآن فصاعدًا، وسأبقى على المسار الصحيح. فأرشدوني أرجوك".

ثم قرأت هذا في كلمات الله: "ماذا في وسع المرء أن يفعل حتى لا يرفع نفسه أو يشهد لها؟ فيما يتعلق بهذا الأمر، هناك صنع صورة براقة لنفسك لتحقيق هذا الهدف المتمثل في رفع الذات والشهادة لها وحث التوقير لدى الآخرين، بعكس الانفتاح وكشف ذاتك الحقيقية؛ فهذان الأمران مختلفان بصورة جوهرية. ألا يُعدان من التفاصيل؟ على سبيل المثال، عندما تنفتح وتكشف دوافعك وأفكارك، فما وسائل التعبير والتعبيرات التي تظهر المعرفة بالذات؟ ما نوع الاستعراض الذي يجعل من تملق الآخرين يمثل رفعة للنفس وشهادة لها؟ ترديد كيف أنك صليتَ وطلبتَ الحق وتمسكتَ بالشهادة أثناء التجارب هو رفعة لله وشهادة له. لا يُعَد هذا النوع من الممارسة رفعة لنفسك وشهادة لها. ينطوي كشف المرء لنفسه على الدوافع: لو أن دوافع شخص ما كانت لتُظهِرُ للجميع فساده بدلاً من رفعة النفس، فإن كلماته سوف تكون صادقة وحقيقية ومعتمدة على الواقع، أما إذا كانت دوافعه هي حَمْل الآخرين على إكرامه وخداع الآخرين بالمظهر وإخفاء وجهه الحقيقي عنهم ومنع دوافعه أو فساده أو ضعفاته وسلبيته من الانكشاف أمام الآخرين، فإن طريقة حديثه خادعة ومضللة. ألا يوجد فرق ملموس هنا؟" (من "يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها" في "كشف أضداد المسيح"). "عند الشهادة لله، ينبغي أن تتكلموا أكثر بالأساس عن الكيفية التي يدين الله بها الناس ويوبخهم، وأي تجارب يستخدمها لتنقية الناس وتغيير شخصياتهم. وينبغي أن تتكلموا أيضًا عن حجم الفساد الذي كُشف في تجاربكم، وكم تحملتم وكيف أخضعكم الله في نهاية الأمر، وأن تتحدثوا حول كم تملكون من معرفة حقيقية بعمل الله وكيف ينبغي لكم أن تشهدوا لله وأن تبادلوه محبته. ينبغي أن تضعوا معنى جوهريًا في هذا النوع من اللغة، وأنتم تصيغونها بشكل مبسّط. لا تتحدثوا عن نظريات فارغة. تكلموا بشكل أكثر واقعية، وتكلموا من القلب؛ هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تختبروا فيها. لا تسلحوا أنفسكم بالنظريات الفارغة التي تبدو عميقة لتتفاخروا بأنفسكم؛ فإن هذا يبديكم في غاية التكبر والحمق. يجب أن تتكلموا أكثر عن أشياء حقيقية من تجربتكم الفعلية التي تكون صادقة ونابعة من القلب، فهذا أكثر ما يفيد الآخرين وهو أكثر ما يناسبهم رؤيته" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أظهرت لي كلمات الله أنني كان عليَّ التركيز على التفكير في نفسي ومعرفتها، من خلال الاختبارات لإصلاح مشكلتي، المتمثلة في تمجيد نفسي والتباهي. كان علي أن أفهم دوافعي بشكل صحيح عند تقديم الشركات، وأتحدث أكثر عن الفساد الذي أشرت إليه، وأشرِّح الدوافع والشوائب، وأتحدث عن كيف اختبرت الدينونة بكلام الله، وما فهمته حقًا عن نفسي، وما فهمته عن شخصية الله ومحبته، وأستخدم خبراتي الفعلية في تمجيد الله والشهادة له. هذا حقًا هو تأدية واجبي. في الاجتماع التالي، شرَّحت عمدًا كيف كنت أخطِّط وأتباهى من أجل المكانة، وكيف رتَّب الله موقفًا ليتعامل معي ويجعلني أرى قبحي. ثم قال لي أخ: "لقد أظهر لي اختبارك، أننا رغم أن لدينا شخصيات فاسدة، لا نحتاج إلا أن نقبل أن يديننا كلام الله ويتعامل معنا، ونمارس الحق ونهمل جسدنا، وسنغير. فهمت أيضًا أن كل ما يفعله الله هو خلاص الإنسان". شعرت بالامتنان تجاه الله عندما سمعت هذا. كان ربح هذا الفهم لنفسي يعود كله إلى دينونة كلام الله وتوبيخه لي.

بدأت في الدخول في هذا بوعي في واجبي بعد ذلك. عندما اكتشفت أخطاء في واجبات الآخرين، كنت أصلي إلى الله، وأصلح دوافعي وأعبر عن آرائي بموضوعية. ولم أفتخر كما كنت من قبل. كنت أجد أيضًا بعض مبادئ الحق لأشاركها مع الإخوة والأخوات. في الاجتماعات، كنت أشرح الدوافع والعيوب في أفعالي، والشخصيات الفاسدة التي كشفتها، حتى يعرف الآخرون حقيقتي. من خلال الممارسة بهذه الطريقة، شعرت بهذا الشعور بالسلام في قلبي، وصارت علاقتي مع الله طبيعية. بعد مرور بعض الوقت، شعرت أن الآخرين يعاملونني بالطريقة الصحيحة، ولم يتطلعوا إليَّ كما فعلوا من قبل. عندما تحدثت أو تصرفت بشكل مخالف لمبادئ الحق، كانوا يشيرون إلى ذلك، حتى أتمكَّن من وضع الأمور في نصابها الصحيح. كان التعامل مع الآخرين على هذا النحو محرّرًا حقًا. أشكر الله حقًا على ترتيب هذا الموقف لتطهيري وتغييري!

السابق: 69. العودة إلى الطريق الصحيح

التالي: 71. التباهي سبَّب الأذى

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

13. من أين يأتي هذا الصوت؟

بقلم شيين – الصينوُلِدتُ في عائلة مسيحية، والكثير من أقاربي هم واعظون. وقد آمنت بالرب مع والدَيَّ منذ أن كنتُ صغيرة. وبعد أن كبُرت، صلَّيتُ...

40. العودة إلى البيت

بقلم مويي – كوريا الجنوبية" محبَّةُ الله تفيضُ، أعطاها مجّانًا للإنسانِ، وهيَ تُحيطُ بهُ. الإنسانُ بريءٌ طاهرٌ، غيرُ قلقٍ أنْ تُقيدَهُ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب