البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات
شركة اليوم بشأن المظاهر المختلفة لأضداد المسيح تدور حول البند الثاني عشر: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لديهم مكانة أو رجاء في ربح البركات. هذا البند أيضًا يتناول شخصيات أضداد المسيح، وهذه إحدى مظاهرهم الملموسة. من منظور سطحي، سيرغب ضد المسيح في الانسحاب إذا كان يفتقر إلى المكانة أو الرجاء في ربح البركات. فور أن يفقد هذين الشيئين، سيرغب في الانسحاب. يبدو المعنى السطحي سهل الفهم للغاية؛ لا يبدو معقدًا أو مُجردًا بدرجة كبيرة، لكن ما المظاهر المحددة هنا؟ بعبارة أخرى، ما أنواع المواقف التي تجعل أحد أضداد المسيح يرغب في الانسحاب بسبب تأثير ما على مكانته أو رجائه في ربح البركات؟ هل هذا شيء يستحق عقد شركة متعمقة؟ إذا طُلِب منكم المشاركة في شركة حول هذا الموضوع، فماذا سيكون لديكم لتقولوه عن تفاصيله ومظاهره المحددة؟ ربما يقول بعض الناس: "لقد عقدنا شركة حول هذا الموضوع مرات عديدة. يحب أضداد المسيح المكانة والسلطة، إنهم يستمتعون بأن تكون لهم حظوة عالية، وهدفهم من الإيمان هو أن يُبارَكوا، ويُتوَّجوا، ويُكافئوا. إذا تحطمت هذه الآمال وضاعت، فسوف يفقدون اهتمامهم بالإيمان بالله ولن يعودوا يرغبون في الإيمان". هل ستكون شركتكم حول هذا الأمر ببساطة مثل تلك الكلمات القليلة فقط؟ (نعم). إذا كان الأمر كذلك؛ إذا كان من الممكن تلخيص هذه الشركة في هذه العبارات القليلة، فلم يكن هذا الجانب من مظاهر أضداد المسيح ليستحق قسمًا خاصًا به في سلسلة شركتنا حول مظاهر أضداد المسيح، ولم يكن ليمس أي جوهر طبيعة بعينه. رغم ذلك، بما أن هذا البند يرتبط بجوهر أضداد المسيح وشخصيتهم، إضافةً إلى مساعيهم الشخصية ومنظوراتهم بشأن الوجود، فلا بد أنه موضوع متعدد الأوجه. إذًا، فعلامَ ينطوي تحديدًا؟ أي بمعنى؛ ما الأمور التي يواجهها أضداد المسيح وتتضمن مكانتهم ورجائهم في ربح البركات؟ ما منظوراتهم، وأفكارهم، ومواقفهم، تجاه هذه الأمور؟ بالطبع، سيوجد بعض التداخل بين شركتنا في هذه الأمور وشركاتنا السابقة عن منظورات أضداد المسيح في قضايا مختلفة، لكن تركيز شركة اليوم مختلف، ويتناول المسألة من زاوية مختلفة. اليوم سوف نعقد الشركة على وجه التحديد عن المظاهر التي تنبثق عندما يفقد أضداد المسيح مكانتهم وآمالهم في ربح البركات، وهي ما يمكن أن يثبت أن أضداد المسيح لديهم منظور غير صحيح في السعي، وأن إيمانهم بالله غير صحيح؛ وهي تؤكِد أيضًا أن هؤلاء الناس يمتلكون بالفعل جوهر ضد المسيح.
1. نهج أضداد المسيح تجاه تهذيبهم
أولًا، يجب أن نلقي نظرة على السلوكيات التي يُظهِرها أضداد المسيح عند تهذيبهم، وكيفية تعاملهم مع مثل هذه الأوضاع، وعلى ما مواقفهم وأفكارهم ووجهات نظرهم بشأن التهذيب، وعلى ما يقولونه ويفعلونه على وجه التحديد؛ هذه الأمور تستحق منا التشريح والتحليل. كثيرًا ما قدمنا شركات حول الموضوعات التي تنطوي على تهذيب؛ هذا موضوع شائع مألوف لكم جميعًا. معظم الناس لا يختبرون بعض التحول إلا بعد تهذيبهم عدة مرات؛ يمكنهم طلب الحق والتعامل مع الأمور وفقًا للمبدأ عند القيام بواجبهم، وعندئذ فقط يبدأ إيمانهم من جديد، ويمر بتغيير نحو الأفضل. يمكن القول إن كل حالة من حالات التهذيب بقسوة تنطبع في قلب كل شخص؛ تترك ذكرى لا تُمحى. بالطبع، كل حالة من حالات التهذيب بقسوة تترك ذكرى لا تُمحى لأضداد المسيح أيضًا، لكن أين تكمن الاختلافات؟ إن موقف ضد المسيح ومظاهره المختلفة تجاه هذا، إضافةً إلى خواطره ومنظوراته وأفكاره، وما ينتج عن هذه الحالة، يختلف كله عما يناظره لدى الشخص العادي. عند تهذيب أحد أضداد المسيح، فإن أول شيء يفعله هو مقاومة ذلك ورفضه في أعماق قلبه. إنه يحاربه. ولِمَ ذلك؟ لأن أضداد المسيح، بحكم جوهر طبيعتهم ذاته، ينفرون من الحق ويكرهونه ولا يقبلونه على الإطلاق. وبطبيعة الحال، فإن جوهر ضِدِّ المسيح وشخصيته يمنعانه من الاعتراف بأخطائه أو الاعتراف بشخصيته الفاسدة. وبناءً على هاتين الحقيقتين، فإن موقف ضد المسيح تجاه التهذيب هو رفضه وتحديه بصفة تامة ومطلقة. إنه يكره ذلك ويقاومه من أعماق قلبه، ولا يكون لديه أدنى تلميح للقبول أو الخضوع، فضلًا عن أن يكون لديه أي تفكير أو توبة صادقين! عندما يُهذَّب أحد أضداد المسيح - بغض النظر عمن يباشر ذلك، وبماذا يتعلق ذلك، وإلى أي درجة يقع عليه اللوم في الأمر، ومدى فداحة خطئه، ومقدار الشر الذي يرتكبه، أو ما العواقب التي يخلقها شرُّه لعمل الكنيسة - فإن ضد المسيح لا يولي اعتبارًا لأيٍّ من ذلك. يرى ضِدُّ المسيح أنَّ من يهذِّبه يترصده، أو يتصيَّد العيوب عمدًا لتعذيبه. بل إن ضد المسيح قد يذهب إلى حد الاعتقاد بأنه يتعرَّض للتنمُّر والإذلال، وأنه لا يُعامل معاملة البشر، وأنه يتعرَّض للاستخفاف والاحتقار. بعد أن يُهذَّب ضد المسيح، لا يفكِّر أبدًا فيما فعله على نحوٍ خاطئ بالفعل، وما الشخصية الفاسدة التي كشف عنها، وما إذا كان قد طلب المبادئ الذي ينبغي عليه الالتزام بها في الأمر الذي يُهذَّب فيه، وما إذا كان قد تصرَّف بما يتوافق مع مبادئ الحق أو تمَّم مسؤولياته فيه. إنه لا يفحص أيًا من هذا أو يتأمل فيه، ولا هو يفكِّر مليًا في هذه القضايا أو يتفكر فيها. وعوضًا عن ذلك، فإنه يتعامل مع التهذيب حسب إرادته وبتهور. متى يُهذَّب ضِد المسيح، سيكون مملوءًا بالغضب والعصيان والاستياء، ولن يستمع لنصيحة أحد. إنه يرفض قبول تهذيبه، ولا يستطيع العودة أمام الله لمعرفة ذاته والتأمل فيها، ومعالجة أفعاله التي تنتهك المبادئ، مثل كونه لا مباليًا أو مهملًا، أو يتصرف بجموح وتهور في واجبه، ولا يستغل هذه الفرصة لمعالجة شخصيته الفاسدة. وعوضًا عن ذلك، يجد أعذارًا للدفاع عن نفسه وتبرئتها، حتى إنه يقول أشياء لإثارة الفتنة وتحريض الآخرين. باختصار، عند تهذيب أضداد المسيح، فإنَّ مظاهرهم المحددة هي العصيان، وعدم الرضا، والمقاومة، والتحدي، وتنشأ بعض الشكاوى في قلوبهم: "لقد دفعت ثمنًا باهظًا وقمت بالكثير جدًا من العمل. رغم أنني لم أتبع المبادئ في بعض الأشياء أو لم أطلب الحق فيها، فلم أفعل هذا كله لنفسي! حتى وإن تسببت في بعض الضرر لعمل الكنيسة، فإنني لم أفعل ذلك عن قصد! من ذا الذي لا يرتكب أخطاء؟ لا يمكنكم استغلال أخطائي وتهذيبي بلا نهاية دون إظهار أي مراعاة لنقاط ضعفي، ودون اهتمام بحالتي المزاجية أو تقديري لذاتي. بيت الله لا يحب الناس وهذا ظلم كبير! علاوةً على ذلك، أنتم تهذبونني لارتكاب مثل هذا الخطأ الصغير؛ ألا يعني ذلك أنكم تنظرون نحوي بعيون مستهجنة وتريدون استبعادي؟" عند تهذيب أضداد المسيح، ليس أول ما يدور في أذهانهم هو تأمل الخطأ الذي ارتكبوه أو الشخصية الفاسدة التي كشفوا عنها، بل أن يجادلوا، ويشرحوا أنفسهم ويبرِّروها، بينما يقومون بتخمينات. أي تخمينات؟ "لقد دفعت ثمنًا باهظًا عند أداء واجبي في بيت الله ولم تكن النتيجة سوى أن تعرضت للتهذيب. يبدو أنه ليس ثمة رجاء كثير في أن أربح البركات. أليس من الممكن أنَّ الله لا يريد أن يكافئ الناس، لذلك يستخدم هذه الطريقة لكشفهم واستبعادهم؟ لماذا يجب أن أبذل أي جهد إذا لم يكن ثمة رجاء في ربح البركات؟ لماذا يجب أن أتحمل المشاق؟ نظرًا لعدم وجود رجاء في نيل البركات، فربما لا ينبغي أن أؤمن على الإطلاق! أليس الغرض من الإيمان بالله هو نيل البركات؟ إذا لم يكن ثمة رجاء في ذلك، فلماذا يجب أن أبذل نفسي؟ ربما يجب أن أتوقف عن الإيمان وأن أنتهي من الأمر؟ إذا لم أؤمن، فهل لا يزال بإمكانك تهذيبي؟ إذا لم أؤمن، لا يمكنك تهذيبي". لا يمكن لأضداد المسيح قبول تهذيبهم من الله على الإطلاق. لا يمكنهم القبول والطاعة من خلال وجهة نظر وموقف صحيحين. لا يمكنهم التأمل في ذواتهم من خلال ذلك وفهم شخصياتهم الفاسدة حتى يمكن تطهيرها. بدلًا من ذلك، يتكهنون ويدرسون الغرض من تهذيبهم بعقل لئيم وضيق الأفق. يراقبون تطور الموقف بعناية، ويستمعون إلى نبرات الناس عندما يتحدثون، ويلاحظون الطريقة التي ينظر بها إليهم الناس من حولهم، وكيفية تحدثهم إليهم، وموقفهم، ويستخدمون هذه الأشياء لتأكيد ما إذا كان لديهم أي رجاء في أن يُبارَكوا أو ما إذا كانوا قد كُشِفوا بالفعل واستُبعِدوا. إن حالة واحدة بسيطة من تهذيبهم تُنتج في قلوب أضداد المسيح مثل هذا الاضطراب الكبير والكثير من التأمل. متى هُذِّبوا، فإنَّ رد فعلهم الأول هو الصدُّ عنه، ويشعرون في قلوبهم بالنفور منه، ويرفضونه، ويحاربونه، وبعد ذلك يفحصون لغة الناس وملامحهم، ثم يلي ذلك انخراطهم في التخمين. إنهم يوظفون عقولهم، وفكرهم، وفطنتهم التافهة لمراقبة تطور الوضع، ومراقبة الطريقة التي ينظر بها إليهم الناس من حولهم، ومراقبة موقف كبار القادة تجاههم. من هذه الأشياء، يحكمون على مقدار ما لا يزال لديهم من الرجاء في أن يُبارَكوا، وما إذا كان لديهم ذرة من الرجاء في أن يُباركوا، أو ما إذا كانوا قد كُشِفوا بالفعل واستُبعِدوا. عندما يكون أضداد المسيح في مأزق، يبدأون مرة أخرى في البحث في كلام الله، محاولين أن يجدوا في كلام الله أساسًا دقيقًا، وذرة من الأمل، وشريان حياة. بعد تهذيبهم، إذا قام شخص ما بمواساتهم ودعمهم ومساعدتهم بقلب محب، فإن هذه الأشياء تجعلهم يشعرون وكأنهم لا يزالون يُعدَّون أعضاء في بيت الله، ويعتقدون أنه لا يزال ثمة رجاء في أن يُبارَكوا، وأن أملهم لا يزال قويًّا، وسوف يطردون عنهم أي فكرة انسحاب. رغم ذلك، في اللحظة التي ينقلب فيها الوضع، بحيث يرون أن آمالهم في أن يُبارَكوا قد أصبحت ضئيلة واختفت، فإن أول رد فعل لهم هو: "إذا لم يكن بإمكاني ربح البركات، فلن أعود أؤمن بالله. مَن يحب الإيمان بالله يمكنه أن يؤمن به، لكني لن أقبل تهذيبك لي على أي حال، وكل ما تقوله عندما تقوم بتهذيبي خاطئ. لا أريد أن أسمعه، ولست على استعداد للاستماع إليه، ولن أقبل تهذيبي حتى عندما تقول إنه أكثر شيء مفيد للمرء!". عندما يرون أن آمالهم في أن يُبارَكوا تتلاشى دخانًا، وعندما يرون أن المكانة التي سعوا إليها طويلًا وأحلامهم في دخول ملكوت السماوات على وشك أن تذهب هباءً وتضيع، فإنهم لا يفكرون في تغيير طريقة سعيهم أو تغيير الأهداف التي يسعون إليها، بل يفكرون في المغادرة والانسحاب؛ لا يعودون يريدون الإيمان بالله، ويعتقدون أنه لم يعُد لديهم أي رجاء في أن يُبارَكوا في إيمانهم بالله. بالنسبة لأضداد المسيح، إذا تلاشت تخيلاتهم وآمالهم في المكافآت والبركات والأكاليل، التي أرادوا اكتسابها عندما بدأوا في الإيمان بالله، فإن دافعهم للإيمان بالله يختفي، وكذلك دافعهم لبذل أنفسهم من أجل الله والقيام بواجبهم. عندما يزول دافعهم، لا تعود لديهم رغبة في البقاء في الكنيسة، ولا في التخبط بهذه الطريقة أكثر من ذلك، ويريدون التخلي عن واجبهم وترك الكنيسة. هذا كل ما يفكر فيه أضداد المسيح عند تهذيبهم، وينكشف جوهر طبيعتهم تمامًا. بشكل عام، في كل مما يقولونه وما يفعلونه، لا يقبل أضداد المسيح الحق أبدًا. ما شخصية عدم قبول الحق؟ أليست شخصية النفور من الحق؟ هذا بالضبط ما هي عليه. إن التصرف البسيط المتمثل في التهذيب، هو في حد ذاته أمر يسهل قبوله. أولًا، ليس ثمة سوء نية من جانب الشخص الذي يقوم بتهذيبهم؛ ثانيًا، من المؤكد، نظرًا للأمور التي يتعرض بسببها أضداد المسيح للتهذيب، أنهم لا بد خالفوا ترتيبات بيت الله ومبادئ الحق، وأن ثمة خطأ أو إغفال في عملهم أدى إلى عرقلة وإزعاج عمل الكنيسة. إنهم يُهذَبون بسبب الغش الموجود في إرادتهم البشرية، وبسبب شخصيتهم الفاسدة، ولأنهم يتصرفون بطيش بسبب افتقارهم إلى فهم مبادئ الحق. هذا شيء عادي جدًا. في جميع أنحاء العالم، ثمة قواعد ولوائح لدى أي منظمة كبيرة أو أي مجموعة أو شركة، وكل مَن يخالف هذه القواعد واللوائح يجب معاقبته والسيطرة عليه. هذا أمر عادي تمامًا وصحيح تمامًا. لكن ضد المسيح يرى في السيطرة عليه بشكل مناسب نتيجة لمخالفة القواعد واللوائح أنَّ الآخرين يُصعِبون الأمور عليه، ويعاقبونه ظُلمًا، ويتصيدون له العيوب، ويتسببون له في متاعب. هل هذا موقف قبول الحق؟ من الواضح تمامًا أنه ليس كذلك. من دون موقف قبول الحق، هل يمكن لشخص مثل هذا أن يتجنب ارتكاب أخطاء والتسبب في العرقلة والإزعاج عند أداء واجبه؟ كلا بالتأكيد. هل شخص من هذا النوع مناسب لأداء واجب؟ إنه غير مناسب بالمعنى الدقيق للكلمة. من غير المحتمل أن يكون شخص من هذا النوع كفؤًا في أي مهمة.
القيام بواجب هو فرصة يمنحها الله لشعبه المختار حتى يتمكنوا من تدريب أنفسهم، لكن الناس لا يعرفون أن يُقدِّروا هذا. بدلًا من ذلك، يصابون بنوبات غضب عند تهذيبهم؛ يحاربون التهذيب ويحتجون عليه؛ إنهم حرونون وساخطون. يبدو الأمر كما لو كانوا قديسين لم يرتكبوا أخطاء قط. مَن مِن البشر الفاسدين لا يرتكب أخطاء؟ إنه لأمر عادي للغاية أن ترتكب أخطاء. بيت الله ببساطة يهذبك لفظيًّا، إنه لا يحملك المسؤولية أو يدينك على هذا، وهو بالطبع لا يلعنك. في بعض الأحيان قد يكون هذا التهذيب شديد القسوة، وقد تبدو الكلمات حادة أو غير سارة، وقد تتأذى مشاعرك. أولئك الذين تسببوا في أضرار مالية أو أضرار في معدات بيت الله سوف يؤدبهم بيت الله باستخدام الغرامات أو بطلب التعويض؛ هل يُعتبر ذلك قاسيًّا؟ أم يمكن اعتباره مناسبًا؟ أنت لا تُطالَب بتقديم تعويض مضاعَف، ولا يجري ابتزازك؛ ما عليك سوى سداد المبلغ نفسه. أليس هذا مناسبًا للغاية؟ هذا أخف بكثير من الغرامات المفروضة في بعض بلدان العالم. في بعض المدن، سوف تدفع غرامة كبيرة لمجرد البصق على الأرض أو إلقاء قصاصة من الورق. هل يمكنك تحدي ذلك، أو رفض دفع الغرامة؟ إذا رفضت، فستُسجن على الأرجح، وستكون ثمة عقوبات قانونية أشد حتى من هذا. هكذا هو النظام. بعض الناس لا يفهمون هذا، ويعتقدون أن تهذيب بيت الله للناس بهذه الطريقة شديد القسوة، وأن السيطرة عليهم بهذه الطريقة وحشي للغاية. إذا هُذِّب مثل هؤلاء الناس بطريقة أكثر قسوة قليلًا، وجُرِح كبريائهم وأُثيرت طبيعتهم الشيطانية، فإنهم يشعرون أن هذا لا يُحمَل، وهو لا يتوافق مع مفاهيمهم. هم يعتقدون أنه ما دام هذا هو بيت الله، فلا ينبغي معاملة الناس بهذه الطريقة، وأن بيت الله يجب أن يمارس التسامح والصبر في كل مناسبة، وأن يسمح للناس التصرف بطيش وفِعل ما يحلو لهم. يعتقدون أن كل ما يفعله الناس خير، ويجب أن يذكره الله. هل هذا معقول؟ (كلا). ما جوهر الطبيعة الذي يمتلكه الناس؟ هل هم بشر حقًا؟ بعبارة أكثر لطفًا، هم شياطين وأبالسة. بعبارة أكثر خشونة، هم حيوانات. لا يعرف الناس قواعد كيفية التصرف، إنهم حقراء للغاية، وكذلك كسالى، يحبون الرغد وينفرون من العمل الشاق، ويريدون التصرف بجموح فاعلين أشياء سيئة. يكمن الجزء الأكثر إثارة للمتاعب في أن كثيرين ممَن يقومون بواجب في بيت الله يرغبون دائمًا في أن يجلبوا معهم فلسفات العالم العلماني للتعاملات الدنيوية وأساليبه والاتجاهات الشريرة؛ حتى إنهم يبذلون طاقتهم في إجراء أبحاث عن هذه الأشياء وتعلُمها وتقليدها، ونتيجة لذلك يخلقون الفوضى والاضطراب في بعض أعمال بيت الله. هذا أمر لا يحتمله الجميع، وحتى بعض الإخوة والأخوات الجُدد في الإيمان يقولون إن هؤلاء الناس ليسوا أتقياء، وإن أفعالهم تنتمي إلى الاتجاهات الدنيوية، ولا تشبه أفعال المسيحي إطلاقًا؛ حتى هؤلاء المؤمنون الجُدد لا يستطيعون قبول أفعال هؤلاء الناس. هؤلاء الناس يدفعون ثمنًا ضئيلًا، ولديهم القليل من الحماس، وقدر ضئيل من الدافع والنية الحسنة، ويجلبون كل ما تعلموه من هراء إلى بيت الله، ويطبقونه على واجبهم وعملهم، ونتيجة لذلك، يتسببون في عرقلة وإزعاج لعمل الكنيسة، وينتهي بهم الأمر إلى تهذيبهم. بعض الناس لا يفهمون ذلك: "ألا يقول الله إنه سيذكر الأعمال الصالحة التي يقوم بها الناس؟ لماذا إذًا أُهذَّب لقيامي بواجبي؟ لماذا لا يمكنني أن أفهم هذا؟ كيف تُتمَّم كلمات الله؟ هل يمكن أن تكون كلها مجرد كلمات فارغة رنانة؟" لماذا إذًا لا تتأمل فيما إذا كانت أفعالك أعمال صالحة تستحق ذكرها؟ ماذا طلب الله منك؟ هل الواجب الذي أديته، والعمل الذي قمت به، والأفكار والاقتراحات التي قدمتها تتوافق مع السلوك اللائق للقديسين؟ هل هي في توافق مع المعايير التي يتطلبها بيت الله؟ هل فكرت في شهادة الله واسم الله؟ هل فكرت في سمعة بيت الله؟ هل فكرت في السلوك اللائق للقديسين؟ هل تعترف بأنك مسيحي؟ أنت لم تفكر في أي من هذا، فماذا فعلت في واقع الأمر؟ هل أفعالك تستحق أن تُذكر؟ لقد أحدثت فوضى في عمل الكنيسة، ولم يقم بيت الله إلا بتهذيبك، دون إلغاء أهليتك لأداء واجب. هذا هو أعظم حب وأصدق حب. ورغم ذلك، تشعر بالانزعاج. هل لديك أي سبب للانزعاج؟ أنت غير معقول على الإطلاق!
ثمة بعض الأشخاص الذين لم يمنوا بالله إلا لسنتين فقط أو ثلاث سنوات، وأفعالهم، وطريقة حديثهم وضحكهم، ووجهات نظرهم التي يكشفونها، وحتى تعبيرات وجوههم وحركاتهم عند التحدث مع الآخرين، ليست سارة، وتوضح أنهم غير مؤمنين تمامًا وعديمي إيمان. يجب السيطرة على هؤلاء الناس، ويجب تهذيبهم، ووضع قواعد لهم، حتى يعرفوا ما هي الإنسانية الطبيعية، وما هو السلوك اللائق للقديسين، وكيف يجب أن يكون المسيحي، وحتى يتعلموا كيف يكونوا بشرًا، ويمكنهم أن يتمتعوا بشبه الإنسان. ثمة البعض ممَن آمنوا بالله لثماني سنوات أو عشر، أو حتى أطول من ذلك، لكن إذا حكمنا من خلال أفكارهم ومنظوراتهم، وكلماتهم وأفعالهم، والطريقة التي يتعاملون بها مع الأشياء، والأفكار التي يتوصلون إليها عندما تصيبهم أشياء، يبدو واضحًا أنهم غير مؤمنين تمامًا وعديمي إيمان. لقد استمع هؤلاء الأشخاص إلى عدد غير قليل من العظات، ولديهم اختبار وبصيرة؛ لقد تفاعلوا مع إخوانهم وأخواتهم إلى حدٍ ما، ويجب أن يمتلكوا شكلًا خاصًا بهم من اللغة اليومية، ورغم ذلك لا يستطيع معظمهم مشاركة الشهادة، وعندما يتحدثون ويعبرون عن آرائهم، تكون لغتهم مفرطة في التبسيط، ولا يستطيعون شرح أي شيء بوضوح. إنهم حقًا مساكين ومثيرون للشفقة وعميان؛ من الواضح أن سيماءهم مثيرة للشفقة تمامًا. عندما يقوم شخص مثل هذا بواجب ويتحمل القليل من المسؤولية، فإنه يُهذَّب دائمًا؛ لا مفر من هذا. لماذا سيُهذَّب؟ لأن أفعاله تخالف مبادئ الحق بدرجة كبيرة؛ لا يمكنه حتى بلوغ ضمير وعقل الناس الطبيعيين، وهو يتكلم ويتصرف مثل غير المؤمنين؛ يبدو الأمر كما لو أن شخصًا غير مؤمن قد عُين للقيام بعمل بيت الله. إذًا، ما جودة العمل الذي ينتجه هؤلاء الأشخاص عند أداء واجباتهم؟ ما قيمته؟ هل يوجد أي جزء منهم خاضع؟ ألا يواجهون الكثير من المشاكل ولا يسببون سوى العرقلة والإزعاج؟ (بلى). ألا يجب إذًا تهذيب هؤلاء الناس؟ (بلى). بعض الناس يكتبون السيناريو عن حياة المسيحي، وعن كيف أنَّ البطل يواجه الاضطهاد، والمحنة، والمواقف المختلفة، وكيف أنه يُقدِّر كلام الله ويختبره. رغم ذلك، طوال القصة بأكملها، نادرًا ما يُصلي البطل، وأحيانًا عندما يواجه شيئًا ما، لا يعرف حتى ماذا يقول في الصلاة. في السابق، اعتاد بعض الناس على كتابة الشيء القديم نفسه لصلاة بعد صلاة؛ عندما يواجه البطل شيئًا ما، يصلي: "يا إلهي، أنا مستاء جدًا الآن! أنا بائس للغاية، بائس تمامًا! أرجو أن ترشدني وتنيرني". كانوا يكتبون كلمات تافهة مثل هذه، لكن في مواجهة حدث مختلف، موقف مختلف، مزاج مختلف، لم يكن البطل يعرف كيف يصلي ولم يكن لديه ما يقوله. هذا يجعلني أتساءل، إذا كان هؤلاء الناس يصورون أبطالهم على أنهم لا يصلون عندما يواجهون مشاكل، فهل هم أنفسهم لديهم عادة الصلاة؟ إذا كانوا لا يصلون عندما يواجهون شيئًا، فما الذي يعتمدون عليه في حياتهم اليومية وأداء واجبهم؟ ما الذي يفكرون فيه؟ هل الله في قلوبهم؟ (الله ليس في قلوبهم. إنهم يعتمدون على تفكيرهم ومواهبهم في الأشياء التي يفعلونها). والنتيجة أنهم يُهذبون. كيف سأُقيم هذا الأمر في رأيكم؟ أشخاص مثل هذا يجب تهذيبهم. هؤلاء الأشخاص، الذين لا يحققون أي تقدم، الذين لديهم عقول لكنهم يفتقرون إلى القلوب، يؤمنون منذ سنوات، ورغم ذلك ليس لديهم أي فكرة عما يقولونه في الصلوات عندما يواجهون قضية؛ ليس لديهم ما يقولونه إلى الله، ولا يعرفون كيف يُسِّرون إلى الله، وليس لديهم تواصل قلبي حميم مع الله. إن الله هو الأقرب إليك، الأكثر استحقاقًا لثقتك واعتمادك، ورغم ذلك ليس لديك شيء واحد تقوله له؛ فلمن تحتفظ بأفكارك الداخلية؟ أيًّا مَن يكن هذا، إذا لم يكن لديك ما تقوله لله، فأي نوع من الأشخاص أنت؟ ألست شخصًا خاليًا من الإنسانية إلى أقصى حد؟ إذا لم يكن ثمة شيء في السيناريو عن إنسانية البطل، وحياته كمؤمن، وكيفية اختباره كلام الله وتقديره له، وما إلى ذلك، إذا كان السيناريو محض قشرة جوفاء، فماذا تريد أن تُظهِر للناس بصنع هذا الفيلم؟ ما الفائدة من ذلك السيناريو الذي تكتبه؟ هل تقدم الشهادة لله، أم لما لديك من معرفة وتعليم قليلين؟ أفضل دليل ملموس على الشهادة لله هو كيف يصلي الشخص ويطلب، وكيف تتغير أفكاره وموقفه ووجهات نظره وخواطره عن الله، عندما يصيبه شيء ما، أو عندما يواجه صعوبات. للأسف، بعض الناس لا يفهمون ذلك على الإطلاق. ما يزالون لا يعرفون كيف يصلون بعد عدة سنوات من الإيمان؛ لا عجب أنهم لم يحققوا تقدمًا بعد. لم تتحسن مهاراتهم المهنية، ولم يحققوا أي تقدم في الدخول في حياتهم. ألا يجب تهذيب هؤلاء الناس؟ وهكذا، ثمة سابقة لتهذيب الناس. إذا رفضتم قبول التهذيب، أو إذا لم تُهذبوا، فستكون عواقب ذلك ونتائجه عليكم خطيرة. أنتم محظوظون لوجود أشخاص يهذبونكم الآن ويؤدبونكم. هذا الشيء الرائع المفيد هو شيء لا يمكن لأضداد المسيح قبوله. إنهم يعتقدون أن تهذيبهم يعني أنهم قد انتهوا، ولم يعد لديهم أمل، وأنهم يستطيعون رؤية ما ستكون عليه عاقبتهم. يعتقدون أن تهذيبهم يدل على أنهم لم يعودوا موضع تقدير، ولم يعودوا مُفضلين لدى الأعلى، وأنهم سيُستبعَدون على الأرجح. بعد ذلك، يفقدون الدافع في إيمانهم ويبدؤون في وضع خطط للخروج إلى العالم وكسب الكثير من المال، واتباع الاتجاهات الدنيوية، وتناول الطعام والشراب، والمرح، وتبدأ مخططاتهم في الظهور إلى النور. هذا يعرضهم للخطر، وستؤدي خطوتهم التالية إلى عبور العتبة، ومغادرة بيت الله.
عندما يتمتع ضد المسيح بمكانة وسلطة في بيت الله، وعندما يستطيع الاستفادة والاستغلال عند كل منعطف، عندما يتطلع الناس إليه ويطرونه، وعندما يعتقد أن البركات والمكافآت والغاية الجميلة تبدو في متناول اليد، عندئذ يبدو ظاهريًّا وكأنه يفيض بالإيمان بالله، وبكلام الله ووعوده للبشرية، وبعمل بيت الله وآفاقه. على الرغم من ذلك، حالما يُهذَّب، عندما تُهدَّد رغبته في البركات، ينمو لديه الشك وسوء الفهم تجاه الله. في غمضة عين، يختفي إيمانه الذي يبدو وفيرًا، ويتعذر إيجاده في أي مكان. إنه لا يستطيع حتى استجماع الطاقة للمشي أو التحدث إلا بصعوبة بالغة، ويفقد الاهتمام بالقيام بواجبه، ويفقد كل الحماس والحب والإيمان. لقد فقد القدر القليل الذي كان يمتلكه من النية الحسنة، ولا يولي اهتمامًا لأي شخص يتحدث معه. يتحول إلى شخص مختلف تمامًا في لحظة. لقد انكشف، أليس كذلك؟ عندما يتمسك مثل هذا الشخص بآماله في أن يُبارَك، يبدو أن لديه طاقة لا حدود لها، وأنه مخلص لله. يمكنه الاستيقاظ مبكرًا والعمل حتى وقت متأخر من الليل، ويقدر على المعاناة ودفع الثمن. لكن عندما يفقد الرجاء في أن يُبارَك، يصبح مثل بالون مفرغ من الهواء. يريد تغيير خططه، وإيجاد طريق آخر، والتخلي عن إيمانه بالله. يشعر بالإحباط وخيبة أمل من الله، ويمتلئ بالشكاوى. هل هذا تعبير شخص يسعى إلى الحق ويحبه، شخص ذو إنسانية ونزاهة؟ (كلا). إنه في خطر. عندما تقابلون هذا النوع من الأشخاص، إذا كانوا قادرين على أداء الخدمة، فكن لطيفًا عند تهذيبهم، وابحث عن بعض الكلمات اللطيفة لتمدحهم بها. أطرِهم وانفخهم مثل البالون، وعندئذ سيتحركون بنشاط. يمكنك أن تقول أشياء مثل: "أنت مبارك للغاية؛ ثمة بريق في عينيك، وأستطيع أن أرى أن لديك طاقة لا حدود لها، ومن المؤكد أنك ستكون دعامة أساسية في بيت الله. ملكوت الله لا يمكن أن يكون بدونك، وبدونك سيعاني عمل بيت الله من خسارة. لكن لديك فحسب عيب صغير واحد. يمكنك التغلب عليه بقليل من الجهد، وسيكون كل شيء على ما يرام فور إصلاحه، وعندئذ من المؤكد أن أعظم إكليل على الإطلاق سيكون إكليلك". عندما يرتكب شخص مثل هذا شيئًا خاطئًا، يمكنك تهذيبه مباشرة. كيف يجب أن تفعل ذلك؟ فقط قل: "أنت ذكي جدًا. كيف يمكنك ارتكاب مثل هذا الخطأ الأساسي؟ ما كان ينبغي أن يحدث ذلك! لديك أفضل مستوى قدرات وأنت الأكثر تعليمًا في فريقنا، والأكثر وجاهة بيننا. ما كان يجب أن تكون أنت الشخص الذي يرتكب خطأ كهذا؛ يا للإحراج! تأكد من عدم ارتكاب خطأ كهذا مرة أخرى، وإلا سيكون ذلك مؤذيًا لله بالتأكيد. إذا قمت بذلك مرة أخرى، فسوف تضر بسمعتك. لن أقول لك هذا أمام الجميع؛ أنا أخبرك بذلك سرًا حتى لا يسيء الإخوة والأخوات الظن بك. أنا فقط أحاول الحرص على ألا تفقد ماء الوجه، وأضع مشاعرك في الاعتبار، أليس كذلك؟ انظر؛ أليس بيت الله مُحبًا؟" عندئذ يقول: "بلى". "فماذا بعد؟" وسوف يجيب: "أواصل العمل جيدًا!" ما رأيكم في معاملته بهذه الطريقة؟ هذا النوع من الأشخاص لا يريد سوى ربح البركات بالعمل، ولا يطلب مبادئ الحق أبدًا في أقواله أو أفعاله، ولا يقبل الحق على الإطلاق. إنهم لا يفكرون أبدًا فيما إذا كان ينبغي عليهم قول ما يقولونه أو فِعل ما يفعلونه، ولا يفكرون في عواقب ما يفعلونه، ولا يُصلون، أو يتفكرون، أو يطلبون أو يعقدون شركة. هم فقط يفعلون الأشياء وفقًا لأفكارهم، ويفعلون ما يريدون. عندما يضر شخص ما بكبريائهم أو مصالحهم بشيء يقوله أو يفعله، أو يكشف عيوبهم أو مشاكلهم، أو يقدم لهم اقتراحًا معقولًا، فإنهم يستشيطون غضبًا، ويحملون ضغينة، ويريدون الانتقام، وفي الحالات الأكثر خطورة، يريدون التخلي عن إيمانهم وتقديم تقرير عن الكنيسة إلى التنين العظيم الأحمر. لدينا طريقة للتعامل مع هذا النوع من الأشخاص، وهي تجنب تهذيبهم، وبدلًا من ذلك تدليلهم.
كنا للتو نقدم شركة عن كيف أن أضداد المسيح عند تهذيبهم يرون ذلك دائمًا مرتبطًا برجائهم في ربح البركات. هذا الموقف وهذه النظرة غير صحيحين، بل وخطيران. عندما يشير شخص إلى عيوب أحد أضداد المسيح أو مشكلاته، فإنه يشعر أنه فقد الرجاء في ربح البركات؛ وعند تهذيبه أو تأديبه أو توبيخه، يشعر أيضًا أنه فقد رجاءه في ربح البركات. بمجرد أن شيئًا لا يسير كما يريد أو لا يتوافق مع مفاهيمه، وبمجرد كشفه وتهذيبه، وبمجرد أن يشعر أن اعتداده بنفسه قد تأذى، تنتقل أفكاره على الفور إلى ما إذا كان له رجاء في ربح البركات. أليس هذا فرط حساسية منه؟ ألا يرغب بشدة في ربح البركات؟ أخبرني، أليس مثل هؤلاء الناس بؤساء؟ (إنهم كذلك). بؤساء حقًا! وبأي طريقة هم بؤساء؟ هل يرتبط ما إذا كان بإمكان المرء أن يربح البركات بتهذيبه؟ (لا). إنهما غير مرتبطين. لماذا يشعر أضداد المسيح إذًا أنهم فقدوا الرجاء في ربح البركات عند تهذيبهم؟ ألا يرتبط هذا بسعيهم؟ ما الذي يسعون إليه؟ (ربح البركات). إنهم لا يتخلون أبدًا عن رغبتهم وعزمهم لربح البركات. لقد عزموا على ربح البركات منذ بداية إيمانهم بالله، ومع أنهم استمعوا إلى الكثير من العظات، فإنهم لم يقبلوا الحق قط. إنهم لم يتخلوا قط عن رغبتهم ونيتهم في ربح البركات. لم يصححوا آراءهم عن الإيمان بالله ولم يُغيروها، ولم تتطهر نيتهم في القيام بواجبهم. إنهم يفعلون كل شيء دائمًا وهم يتشبثون برجائهم وعزمهم لربح البركات، وفي النهاية، عندما يكون رجاؤهم في ربح البركات على وشك الانهيار، فإنهم يثورون غضبًا ويشكون بمرارة ويكشفون أخيرًا الحالة القبيحة المتمثلة لشكهم في الله وإنكارهم للحق. ألا يلقون بنفسهم إلى التهلكة؟ هذه هي العاقبة الحتمية لعدم قبول أضداد المسيح الحق على الإطلاق، أو عدم قبولهم للتهذيب. يمكن لجميع مختاري الله في اختبارهم لعمل الله معرفة أن دينونة الله وتوبيخه وتهذيبه هي محبته وبركاته – أما أضداد المسيح فيعتقدون أن هذا مجرد شيء يقوله الناس، ولا يؤمنون أنه الحق. ولذلك، فإنهم لا يرون التهذيب دروسًا يمكن التعلم منها، ولا يطلبون الحق ولا يتأملون في أنفسهم. وعلى العكس من ذلك، يعتقدون أن التهذيب مصدره الإرادة البشرية، وأنه تعذيب متعمَّد ومثقل بمقاصد بشرية وبالتأكيد ليسا من الله. يختارون مقاومته وتجاهله، وهم حتى يدرسون سبب معاملة شخص لهم بهذه الطريقة. إنهم لا يخضعون على الإطلاق، ويربطون كل ما يحدث في أداء واجبهم بالحصول على البركات والمكافآت، ويعدّون ربح البركات أهم مسعى في حياتهم، بالإضافة إلى كونه الهدف النهائي والأسمى لإيمانهم بالله. يتشبثون مدى الحياة بنيتهم في ربح البركات مهما يقدم بيت الله شركة عن الحق، ولا يتخلون عن الأمر، معتقدين أن الإيمان بالله الذي لا يهدف إلى ربح البركات هو حماقة وغباء وخسارة فادحة. يعتقدون أن أي شخص يتخلى عن نيته في ربح البركات قد انخدع، وأن الأحمق وحده هو من يتخلى عن الرجاء في ربح البركات، وأن قبول التهذيب هو مظهر للحماقة وعدم الكفاءة، وهو أمر لا يفعله شخص ذكي. هذا هو تفكير ضد المسيح ومنطقه. ولذلك، عند تهذيب أحد أضداد المسيح، يكون شديد المقاومة في قلبه وبارعًا في السفسطة والتظاهر؛ فهو لا يقبل الحق على الإطلاق ولا يخضع. وبدلًا من ذلك، فإنه يطفح بالعصيان والتحدي. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى معارضة الله والحكم عليه ومحاربته، وفي النهاية يؤدي إلى الكشف والاستبعاد.
2: نهج أضداد المسيح تجاه التعديلات على واجبهم
يتخذ أضداد المسيح موقفًا عنيدًا للغاية عندما يتعلق الأمر بربح البركات. إنهم يتشبثون بنيتهم في ربح البركات باستماتة، وعند تهذيبهم، يشعرون بمقاومة ويحاولون بكل قوتهم أن يجادلوا في ذلك ويدافعوا عن أنفسهم. من هذا، يمكننا أن نحدد أن أضداد المسيح لا يقبلون الحق على الإطلاق. عند إعفائهم أو تعديل واجباتهم، يشعرون بحساسية كبيرة تجاه مسألة ربح البركات. لماذا يشعرون بالحساسية حيال ذلك؟ لأن قلوب هؤلاء الناس مليئة بالرغبة في ربح البركات والطموح لذلك. إن كل ما يفعلونه هو من أجل ربح البركات، وليس من أجل أي شيء آخر. أعظم أمنياتهم في الحياة هي ربح البركات. لهذا السبب، عند إعفائهم أو تعديل واجباتهم، يشعرون أن أملهم في ربح البركات قد اختفى، ويرفضون الخضوع طبيعيًا، ويواصلون الجدال من أجل مصلحتهم الخاصة. إنهم لا يفكرون سوى في مصالحهم الخاصة، ولا يفكرون في عمل بيت الله. على سبيل المثال، يعتقد بعض الناس أنهم ماهرون في الكلمة المكتوبة؛ ولذلك فإنهم يطالبون بحماس أن يقوموا بعمل له علاقة بها. وبالطبع، لن يخيب بيت الله أملهم، فبيت الله يُقدِّر الموهوبين، ومهما كانت المواهب أو نقاط القوة التي يملكها الناس، فإن بيت الله يمنحهم المجال للاستفادة منها وهكذا تُرتِّب الكنيسة لهم القيام بعمل يعتمد على النصوص. ولكن بعد مرور بعض الوقت يتبيَّن أنهم في الواقع لا يملكون هذه المهارة، وأنهم غير قادرين على القيام بهذا الواجب بصورة صحيحة؛ فهم غير فعَّالين على الإطلاق. مواهبهم ومستوى قدراتهم تجعلهم غير أكْفاء تمامًا في هذه المُهمِّة. ما الذي يجب عمله في مثل هذه الظروف إذًا؟ هل من الممكن أن تتساهل معهم وتقول: "أنت لديك شغفٌ، وعلى الرغم من أنك لا تملك الكثير من المواهب ومقدرتك مُتوسِّطة، فما دمت على استعدادٍ ولا تكره العمل الجادّ، سوف يتساهل بيت الله معك ويسمح لك بالاستمرار في القيام بهذا الواجب. لا يهمّ ما إذا كنت لا تفعل ذلك جيِّدًا. فبيت الله سيتغاضى عن هذا ولا داعي لاستبدالك؟" هل هذا هو المبدأ الذي يتعامل به بيت الله مع الأمور؟ من الواضح أنه ليس كذلك. في مثل هذه الظروف، عادةً ما تُرتَّب لهم الواجبات المناسبة على أساس مقدرتهم ونقاط قوَّتهم؛ فهذا جانبٌ من الأمر. ولكن لا يكفي الاعتماد على هذا وحده؛ لأنه في كثيرٍ من الحالات لا يعرف الناس أنفسهم ما هو الواجب المناسب لأن يقوموا به، وحتَّى إن اعتقدوا أنهم بارعون فيه، فقد لا يكون ذلك صحيحًا بالضرورة، ولذلك يتعيَّن عليهم تجربته، وتلقِّي التدريب لفترةٍ من الوقت؛ فيكون اتخاذ القرار على أساس ما إذا كانوا فعَّالين أم لا هو الشيء الصحيح الذي يجب عمله .إذا تدربوا لفترة من الزمن، دون تحقيق أي نتائج أو إحراز أي تقدم، وتأكَّد أنَّهم غير جديرين بأن يُنمَّوا، يجب تعديل واجبهم، وترتيب واجب مناسب لهم من جديد. إن ترتيب واجبات الناس من جديد وتعديلها بهذه الطريقة هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، كما أنه يتماشى مع المبدأ. لكن بعض الناس غير قادرين على طاعة ترتيبات بيت الله، وبدلًا من ذلك دائمًا ما يتبعون تفضيلاتهم الجسدية عند أداء واجباتهم. لنفترض، مثلًا، أن أحدهم يقول: "كان حلمي الأكبر أن أكون أحد الأدباء أو صحفيًّا، لكن بسبب ظروف عائلتي وأسباب أخرى، لم أتمكن من تحقيقه. لكنني الآن أقوم في بيت الله بعمل يعتمد على النصوص. لقد حصلت أخيرًا على ما أردت!" رغم ذلك، فإن استيعابه للحق ليس جيدًا بما يكفي، ليس لديه الكثير من الفهم الروحي، ولا يقدر على القيام بعمل يعتمد على النصوص، لذا يُنقل إلى عمل آخر بعد القيام بواجبه لفترة من الوقت. يشتكي: "لماذا لا يمكنني القيام بالعمل الذي أريد القيام به؟ أنا لا أحب أي نوع آخر من العمل!" ما المشكلة هنا؟ لقد عدَّل بيت الله واجبه وفقًا للمبادئ، فلماذا لا يستطيع أن يقبل التغيير؟ أليست هذه مشكلة في إنسانيته؟ إنه لا يستطيع قبول الحق ولا يخضع لله؛ هذا ببساطة افتقار إلى العقل. إنه يؤدي واجبه دائمًا بناء على تفضيلاته الشخصية، ويرغب دائمًا في اتخاذ خياراته الخاصة. أليست هذه شخصية فاسدة؟ هل حقيقة أنك تستمتع بعمل شيء ما تضمن أن بإمكانك القيام به جيدًا؟ هل حقيقة أنك تستمتع بأداء واجب معين يعني أن بإمكانك القيام به بشكل مناسب؟ مجرد أنك تستمتع بعمل شيء ما لا يعني أنك مناسب له، وقد لا تتمكن من معرفة ما أنت مناسب له. لذلك، تحتاج إلى امتلاك العقل وتعلُم الطاعة. كيف ينبغي إذًا أن تمارس الطاعة عند تعديل واجبك؟ من ناحية، يجب أن تؤمن أن بيت الله قد عدَّل واجبك بناء على مبادئ الحق، وليس بناء على تفضيلاتك أو تحيزات أي قائد أو عامل. يجب أن تثق في أن تعديل واجبك قد تقرر بناء على مواهبك، ونقاط قوتك، وظروف فعلية أخرى، وأنه لم ينبع من أفكار شخص واحد. يجب أن تتعلم الطاعة عند تعديل واجبك. بعد أن تتدرب على واجبك الجديد لفترة، وتحقق نتائج في أدائه، ستجد أنك مناسب بدرجة أكبر لأداء هذا الواجب، وستُدرك أنَّ اختيار الواجبات بناء على تفضيلاتك الخاصة كان خطأً. ألا يحل ذلك المشكلة؟ الأهم من ذلك، أن بيت الله لا يرتب للناس أداء واجبات معينة بناءً على تفضيلاتهم، بل على احتياجات العمل وما إذا كان أداء شخص ما لهذا الواجب يمكن أن يحقق نتائج. هل تقولون إن بيت الله يجب أن يرتب الواجبات بناءً على تفضيلات فردية؟ هل يجب أن يستخدم الأشخاص بناءً على شرط تلبية تفضيلاتهم الشخصية؟ (كلا). أيهما يتماشى مع مبادئ بيت الله في الانتفاع بالناس؟ أيهما يتماشى مع مبادئ الحق؟ اختيار الناس وفقًا لاحتياجات العمل في بيت الله ونتائج أداء الناس لواجباتهم. لديك بعض الميول والاهتمامات، ولديك رغبة قليلة في أداء واجباتك، لكن هل يجب أن تكون لرغباتك واهتماماتك وميولك الأولوية على عمل بيت الله؟ إذا كنت تصر بعناد، قائلًا: "يجب أن أقوم بهذا العمل؛ إذا لم يُسمح لي بالقيام به، فلن أرغب في العيش، ولن أرغب في أداء واجبي. إذا لم يُسمح لي بالقيام بهذا العمل، لن يكون لدي حماس لعمل أي شيء آخر، ولن أبذل جهدي كاملًا فيه؛" ألا يدل ذلك على وجود مشكلة في موقفك تجاه أداء الواجب؟ ألا يُعد ذلك افتقارًا كاملًا إلى الضمير والعقل؟ من أجل تلبية رغباتك الشخصية واهتماماتك وميولك، لا تتردد في التأثير في عمل الكنيسة وتأخيره. هل يتوافق ذلك مع الحق؟ كيف يجب على المرء أن يتعامل مع الأشياء التي لا تتوافق مع الحق؟ يقول بعض الناس: "يجب على المرء أن يضحي بالذات الفردية من أجل الذات الجماعية." هل هذا صحيح؟ هل هذا هو الحق؟ (كلا). ما نوع هذه العبارة؟ (إنها مغالطة شيطانية). هذه عبارة مغلوطة، مُضلِلة ومُقنَّعة. إذا طبقتَ عبارة: "يجب على المرء أن يضحي بالذات الفردية من أجل الذات الجماعية" على سياق أداء واجباتك، فأنت تعارض الله وتجدف عليه. لماذا يُعد هذا تجديفًا على الله؟ لأنك تفرض إرادتك على الله، وهذا تجديف! أنت تحاول أن تبادل تكميل الله وبركاته بالتضحية بذاتك الفردية؛ نيتك هي إبرام صفقة مع الله. لا يحتاج الله منك أن تضحي بأي شيء من ذاتك؛ ما يطلبه الله هو أن يمارس الناس الحق وأن يتمردوا على الجسد. إذا كنت لا تستطيع ممارسة الحق، فأنت تتمرد على الله وتعارضه. لقد أديت واجبك بشكل سيء لأن نواياك كانت خاطئة، وآراءك حول الأشياء غير صحيحة، وكانت عباراتك تتناقض تمامًا مع الحق. لكن بيت الله لم يجردك من الحق في أداء واجب؛ بل عدَّل واجباتك فحسب لأنك لم تكن مناسبًا للواجب الأخير، وأُعيد تكليفك بواجب أنت مؤهل له. هذا أمر طبيعي جدًا وسهل الفهم. يجب أن تتعامل مع هذا الأمر بشكل صحيح. ما الطريقة الصحيحة للتعامل مع هذا الأمر؟ عند حدوث ذلك، عليك أولًا قبول تقييم بيت الله لك. على الرغم من أنك ربما تحب واجبك بشكل ذاتي، فأنت لست في الواقع أهلًا لهذا العمل ولا ماهرًا فيه، لذلك لا يمكنك القيام به. هذا يعني أن واجبك يحتاج إلى تعديل. عليك أن تطيع وأن تقبل واجبك الجديد. تدرب عليه أولًا لبعض الوقت؛ إذا كنت لا تزال تعتقد أنك لست جيدًا بما يكفي، وأن مستوى قدراتك لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فعليك أن تقول للكنيسة: "أنا لست أهلًا لهذا الواجب. إذا استمر هذا، فسوف يعيق العمل". هذه طريقة تصرف معقولة جدًا! أيًّا يكن ما تفعله، لا تحاول التمسك بهذا الواجب. القيام بذلك سيعيق العمل. إذا أثرتَ القضية في وقت مبكر، فستقوم الكنيسة بترتيب واجب مناسب لحالتك. بيت الله لا يجبر الناس على أداء الواجبات. أليس اختبار تعديل واجبك أمرًا جيدًا بالنسبة لك؟ أولًا وقبل كل شيء، قد يُمكِنك من التعامل مع تفضيلاتك ورغباتك بعقلانية. ربما كان لديك ميل لذلك في الماضي، وتحب الأدب والكتابة، لكن العمل القائم على النص يتطلب أيضًا فهمًا روحيًّا. تحتاج، على الأقل، إلى فهم المصطلحات الروحية. إذا كنت تفتقر حتى إلى أدنى فهم للحق، فإن مجرد امتلاك القليل من المهارة مع الكلمة المكتوبة ليس جيدًا بما يكفي. ستحتاج إلى تحقيق الفهم الروحي، وفهم المفردات الروحية، وامتلاك لغة الحياة الروحية من خلال فترة اختبار. عندئذ فقط ستتمكن من أداء عمل قائم على النصوص في بيت الله. من خلال فترة من الاختبار والمرور بأشياء، ستجد أنك تفتقر إلى لغة اختبار الحياة، وسترى قصورك المذهل، وستعرف قامتك الحقيقية، وستُمكِّن بيت الله وإخوتك وأخواتك من رؤية مستوى قدرتك وقامتك بوضوح. هذا شيء جيد بالنسبة لك. على الأقل، سيوضح لك هذا مدى ارتفاع مستوى قدراتك أو انخفاضه، ويُمكِنك من التعامل مع نفسك بشكل صحيح. لن تعود لديك تصورات حول مستوى قدراتك وميولك. ستعرف قامتك الحقيقية، وسترى بشكل أكثر دقة ووضوحًا ما أنت عليه وما أنت مناسب له أو غير مناسب، وستكون أكثر ثباتًا وعمليًّا بدرجة أكبر بينما تؤدي واجبك. هذا أحد الجوانب. أما الجانب الآخر، وهو الأهم، فيتمثل في أنه أيًّا ما تكن درجة الفهم التي تكتسبها أو ما إذا كنت تستطيع فهم هذه الأشياء، عندما يتخذ بيت الله ترتيبات لك، يجب على الأقل، أن تتبنى أولًا موقف الطاعة، لا أن تكون انتقائًّيا أو صعب الإرضاء، أو أن يكون لديك خططك وخياراتك الخاصة. هذا هو العقل الذي يجب أكثر من أي شيء آخر أن تمتلكه. إذا كنت غير قادر على التأمل في الملوثات الموجودة في أداء واجبك، فلا بأس بذلك. كل ما يهم هو أن يكون لديك خضوع في قلبك ويمكنك قبول الحق، وأخذ واجبك على محمل الجد، وإظهار إخلاصك، وأن يمكنك عندما تنشأ مشكلات أو تكشف عن فساد، أن تتأمل في نفسك، وتفهم أوجه قصورك وعيوبك، وتطلب الحق لعلاج مشاكلك أو كشوفات فسادك. بهذه الطريقة، دون أن تدرك ذلك، ستنمو حياتك وقامتك تدريجيًّا بينما تؤدي واجبك، وستؤدي واجبك بشكل مناسب. ما دمت تبذل نفسك بإخلاص من أجل الله ولا تتوقف أبدًا عن طلب الحق لحل مشاكلك وأنت تختبر عمل الله، فسوف تتلقى بركاته، ولن يسيء الله معاملتك.
عند تعديل واجبات الناس، إذا كان القرار قد اتخذته الكنيسة، فيجب عليهم أن يقبلوا ويطيعوا، وأن يتأملوا في أنفسهم، ويفهموا جوهر المشكلة وأوجه القصور لديهم. هذا مفيد جدًا للناس، وشيء يجب ممارسته. باستخدام شيء بهذه البساطة، يمكن للناس العاديين اكتشاف الأمر ومعالجته بشكل صحيح، دون مواجهة الكثير من الصعوبات أو أي عقبات لا يمكن التغلب عليها. عند حدوث تعديلات لواجباتهم، فعلى الأقل ينبغي للناس الخضوع، وكذلك الاستفادة من التفكير في أنفسهم، وأن يكون لديهم تقييم دقيق لما إذا كان أداؤهم لواجباتهم مناسبًا أم لا. لكن الأمر ليس كذلك لدى أضداد المسيح؛ ما يظهرونه مختلف عما يظهره الأشخاص العاديون، مهما كان ما يحدث لهم. أين يكمن هذا الاختلاف؟ إنهم لا يطيعون، ولا يتعاونون بروح المبادرة، ولا يطلبون الحق على الإطلاق. بدلًا من ذلك، يشعرون بالنفور تجاه التعديل، ويقاومونه، ويحللونه، ويتأملونه، ويثقلون عقولهم بالتكهنات: "لماذا لا يُسمح لي بالقيام بهذا الواجب؟ لماذا أنقَل إلى وظيفة غير مهمة؟ هل هذه وسيلة لكشفي واستبعادي؟" إنهم يستمرون في تقليب ما حدث في أذهانهم، ويحلّلونه إلى ما لا نهاية ويفكرون فيه. وعندما لا يحدث شيء، يكونون بخير تمامًا، ولكن عندما يحدث شيء ما بالفعل، يبدأ في التموج داخل قلوبهم كما لو كانوا في المياه العاصفة، وتمتلئ رؤوسهم بالأسئلة. قد يبدو الأمر من الخارج وكأنهم أفضل من غيرهم في التفكير في الأمور، ولكن أضداد المسيح في الواقع هم أشدّ شرًّا من الناس العاديين. كيف يتجلّى هذا الشر؟ إن اعتباراتهم متطرفة ومعقدة وخفيّة. والأمور التي لا تحدث لشخصٍ عادي، أو شخص لديه ضمير ومنطق، تجدها شائعة للغاية لدى أضداد المسيح. عند إجراء تعديل بسيط على واجب الناس، يجب عليهم الاستجابة بسلوك الطاعة، والتصرف بحسب تعليمات بيت الله، وفعل ما يستطيعون فعله، ومهما فعلوا، فليفعلوه على أفضل وجهٍ ممكن لهم، من كل قلبهم وبكل قوتهم. ما فعله الله ليس خطأً. يمكن للناس بشيء من الضمير الحيّ والعقل ممارسة هذه الحقيقة البسيطة، ولكن هذا يتعدى إمكانيات أضداد المسيح. عندما يتعلق الأمر بتعديل الواجبات، سيقدم أضداد المسيح على الفور الحُجَج والسفسطة والتحدي، وفي قرارة نفوسهم يأبون قبول ذلك. ما الذي يُكنّونه في قلوبهم يا تُرى؟ الشك والريبة، ثم يتفحصون الآخرين مستخدمين كل الطرق. إنهم يختبرون ردود الفعل بأقوالهم وأفعالهم، بل إنهم يجبرون الناس ويحثونهم على قول الحقيقة والتحدث بأمانة من خلال أساليب متحايلة. يحاولون حل المشكلة: ما سبب نقلهم بالضبط؟ لماذا لم يُسمح لهم بالقيام بواجبهم؟ من بالضبط كان يتحكم في السلوك؟ من كان يحاول إفساد الأمور عليهم؟ يستمرون في التساؤل عن السبب في قلوبهم، ويواصلون محاولة فهم ما يحدث بالفعل ليتمكنوا من إيجاد من يتجادلون معه أو يسوون الحسابات معه. لا يعرفون المثول أمام الله للتأمل في أنفسهم، والنظر في المشكلة بداخلهم، ولا يبحثون عن سبب في أنفسهم، ولا يُصلُّون إلى الله ويتأملون في أنفسهم ويقولون: "ماذا كانت المشكلة في كيفية قيامي بواجبي؟ هل السبب هو أنني كنت لا مباليًا وخاليًا من المبادئ؟ هل كان يوجد أي تأثير على الإطلاق؟" وبدلًا من طرح هذه الأسئلة على أنفسهم، فإنهم يشككون في الله داخل قلوبهم باستمرار: "لماذا عُدِّل واجبي؟ لماذا أُعامَل بهذه الطريقة؟ لماذا هم غير مراعين إلى هذا الحد؟ لماذا يظلمونني؟ لماذا لا يراعون اعتزازي؟ لماذا يهاجمونني ويقصونني؟" جميع هذه "الأسئلة" إعلان حي عن شخصية أضداد المسيح الفاسدين وطباعهم. لا يمكن لأحد أن يتخيل أنه، في مسألة صغيرة جدًا مثل نقل الواجبات، سيثير أضداد المسيح ضجة كبرى، وسيحدثون مثل هذه الجلبة، وسيحاولون بكل السبل المتاحة لهم خلق مثل هذه المتاعب الجمة. لماذا يجعلون من أمرٍ بسيطٍ شأنًا معقدًا جدًا؟ هناك سبب واحد فقط: إن أعداء المسيح لا يطيعون أبدًا ترتيبات بيت الله، وهم دائمًا ما يربطون ربطًا وثيقًا بين واجبهم وشهرتهم وربحهم ومكانتهم وبين أملهم في اكتساب البَركات وغايتهم المستقبلية، وكأنه بمجرد فقدان سمعتهم ومكانتهم لا يكون لديهم أمل في اكتساب البَركات والمكافآت، فيشعرون وكأنهم يفقدون حياتهم من أجل هذه الأشياء. يفكرون: "يجب أن أكون حريصًا، يجب ألا أكون مهملًا! لا يمكن الاعتماد على بيت الله، ولا الإخوة والأخوات، ولا القادة والعمال، ولا حتى الله. لا أستطيع الوثوق بأي منهم. أكثر مَن يمكنك الاعتماد عليه والأجدر بالثقة هو نفسك. إذا لم تضع خططًا لنفسك، فمن سيهتم بك؟ من سيفكر في مستقبلك؟ من سيفكر فيما إذا كنت ستنال البركات أم لا؟ لذلك، يجب أن أضع خططًا وحسابات حريصة من أجل مصلحتي. لا يمكنني ارتكاب الأخطاء أو أن أكون مهملًا ولو قليلًا، وإلا فماذا سأفعل إذا حاول شخص ما استغلالي؟" لذلك، فإنهم يحترسون من قادة بيت الله والعاملين فيه، خشية أن يميزهم شخص ما أو يدرك حقيقتهم، ومن أن يُعفَوا حينذاك ويفسد حلمهم في نيل البركات. إنهم يعتقدون أن عليهم الحفاظ على سمعتهم ومكانتهم حتى يكون لديهم أمل في ربح البركات. يرى عدو المسيح أن نَيْل البَركات أعظم من السموات، وأعظم من الحياة، وأهم من طلب الحق، وتغيير الطباع، أو الخلاص الشخصي، وأهم من أداء واجبه جيدًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يرقى إلى المستوى المطلوب. إنهم يعتقدون أن كونك مخلوقًا يرقى إلى المستوى، ويقوم بواجبه جيدًا ويخلُص، كلها أمور تافهة لا تكاد تستحق الذِكر أو التعليق عليه، في حين أن ربح البَركات هو الأمر الوحيد في حياتهم بأكملها الذي لا يمكن نسيانه أبدًا. في أي شيء يواجهونه، مهما كان كبيرًا أو صغيرًا. إنهم يهتمون بأن يُبارَكوا، ويتسمون بالتحفظ واليقظة بشكل مذهل، ويتركون دائمًا مخرجًا لأنفسهم. لذلك عندما يتم تعديل واجبهم، إنْ كان التعديل ترقية، سيعتقد ضد المسيح أن لديه أملًا في أن يُبارك. أما إن كان خفض درجة، من قائد فريق إلى مساعد قائد فريق، أو من مساعد قائد فريق إلى عضو مجموعة عادي، فإنهم يتنبؤون بأن هذه مشكلة كبيرة، ويعتقدون أن أملهم في ربح البركات ضعيفٌ. أي نظرة هذه؟ هل هي نظرة لائقة؟ حتمًا لا. هذه نظرة سخيفة! ربح شخص ما استحسان الله من عدمه لا يعتمد على الواجب الذي يقوم به، بل على ما إذا كان يمتلك الحق، وما إذا كان يخضع لله حقًا، وما إذا كان مخلصًا. فهذه هي الأمور الأهم. خلال فترة خلاص الله للناس، يجب أن يعانوا من تجارب كثيرة. يجب أن يمروا بالعديد من الإخفاقات والنكسات، وخصوصًا في أداء واجبهم. ولكن في النهاية، إذا فهموا الحق وكان لديهم خضوع صادق لله، فسوف ينالون نعمة عند الله. وفيما يتعلق بنقلهم في واجبهم، يمكن ملاحظة أن أضداد المسيح لا يفهمون الحق ولا يملكون القدرة على الاستيعاب على الإطلاق.
من بين كل أولئك الذين يقومون بواجب، سيوجد دائمًا بعض الذين لا يفعلون أي شيء جيدًا. إنهم ليسوا جيدين في كتابة المقالات، لأنهم لا يفهمون الحق، وليس لديهم حتى فهم للمصطلحات الروحية، واللغة التي يستخدمها المسيحيون غالبًا. ربما يمتلكون مهارات الكتابة وقدرًا من التعليم، لكنهم ليسوا أهلًا للمهمة. إذا طلبت منهم تنقيح مستندات، سوف يتضح بعد فترة وجيزة أنهم لا يجيدون ذلك أيضًا. مستوى قدراتهم ناقص، ودائمًا ما تفوتهم أشياء، ومن ثمَّ تنقلهم مرة أخرى. يقولون بعد ذلك إن لديهم مهارات في الكمبيوتر، لكن بعد القيام بواجب في هذا المجال لفترة، لا يجيدون ذلك أيضًا. يبدو أنهم طهاة جيدون، لذا تطلب منهم إعداد الطعام للإخوة والأخوات؛ يتضح أن الجميع يبلغون أن الوجبات التي يقدمونها إما مالحة جدًا أو بلا طعم، وما يطهونه يكون إما كثيرًا جدًا أو قليلًا جدًا. عندما ترى أنهم ليسوا مناسبين للقيام بالطهي، فإنك ترتب لهم مشاركة الإنجيل، لكن في اللحظة التي يسمعون فيها أنهم سينضمون إلى فريق الإنجيل يشعرون بالإحباط، ويفكرون: "هذا كل شيء. إنني أُحال إلى الهوامش، وليس ثمة أمل في أن أُبارَك. ما من شيء أفعله سوى البكاء". بعد ذلك، في ظل مزاج سلبي ومكتئب، يغرقون ويتدهورون، ولا يمكنهم تركيز عقولهم على مشاركة الإنجيل وتقديم الشهادة لعمل الله الجديد. وفي المقابل، يفكرون باستمرار: "متى يمكنني العودة إلى الواجب القائم على النصوص؟ متى سأتمكن من رفع رأسي عاليًا مرة أخرى؟ متى سأتمكن من التحدث مع الأعلى ثانية، أو أشارك في صنع القرار على مستوى أعلى؟ متى سيدرك الجميع أنني قائد مرة أخرى؟" ينتظرون بضع سنوات دون إعادة تنصيبهم، ثم يبدؤون في التفكير: "لا جدوى من الإيمان بالله. أنا تمامًا مثل هؤلاء الأشخاص الذين يختبرون الكثير من النكسات على الطريق الذي يصل بهم إلى أن يصبحوا مسؤولين في العالم، ألست كذلك؟" عند التفكير في تلك النكسات العديدة، يصبحون حتى أكثر إحباطًا ويشعرون باليأس التام. يقولون: "بعد كل هذه السنوات من كوني مؤمنًا، لم أتمكن من أن أكون قائدًا رئيسيًّا ولو مرة واحدة. بعد أن تمكنت أخيرًا من العمل كقائد فريق، أُعفيت، ولم أقم بعمل جيد في واجبات أخرى أيضًا. حظي سيئ حقًا، لا شيء يسير على ما يرام بالنسبة لي. هذا يشبه بالكفاح خلال الكثير جدًا من النكسات على الطريق لأن أصبح مسؤولًا. لماذا لا يقوم بيت الله بترقيتي؟ لقد وصلت مكانتي وسمعتي إلى الحضيض حقًا. لا أحد يتذكر حتى مَن أنا، والأعلى لا يذكرني أبدًا. لقد ولَّت أيام مجدي. ماذا أفعل تجاه عدم نجاحي؟ أنا أحب الله كثيرًا وأحب الكنيسة وبيت الله حقًا، فلماذا لم أتمتع بالنجاح؟ لا جدوى من الإيمان بالله. أردت حقا أن أحقق خططي الكبرى هنا في بيت الله، وأن أستخدم طاقتي وقدرتي، لكن الله لا يضعني في مناصب مهمة أو يراني. لا جدوى من ذلك". ماذا يعنون بإحداث الضجة باستمرار بشأن عدم الجدوى؟ إنهم يعنون ألا جدوى من قيامهم بواجبهم، والسعي إلى تغيير الشخصية، والاستماع إلى الحق والاستماع إلى العظات، وقراءة كلام الله، وطلب مبادئ الحق. بالنسبة لهم إذًا، ما الذي توجد جدوى من القيام به؟ الحصول على منصب رسمي، وربح البركات، وتحقيق رغبتهم وطموحهم في البركات، والتباهي في كل مناسبة، والتمتع بالإعجاب والهيبة. بالنسبة لهم، لا جدوى في أي شيء آخر. عندما يشعرون أنه ما من جدوى، عندما يشعرون بالإحباط، يجدون أقدامهم تتحرك نحو الباب من تلقاء نفسها. يريدون مغادرة بيت الله، يريدون الانسحاب. هذا يعني أنهم في خطر. يوجد بعض الأشخاص الذين يقومون بواجب، لا سيما أولئك الذين يقومون بواجب غير مميَّز يضعهم على اتصال متكرر مع غير المؤمنين، وبعض أعضاء هذه المجموعة يقفون بقدم في الداخل والأخرى في الخارج. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن هؤلاء الناس قد ينسحبون في أي وقت، وإذا انهار خط دفاعهم الأخير، فإن قدمهم الأخرى ستتخذ خطوة حاسمة نحو الخارج، وسينفصلون تمامًا عن بيت الله ويغادرون الكنيسة كليًا. فيما يتعلق بتعديل واجباتهم، فإن أشياء مثل المكان الذي يُنقلون إليه، والواجب الذي يقومون به، وما إذا كان الواجب يلبي رغباتهم الشخصية، وما إذا كان يُمكِّنهم من نيل التقدير، وما منصب واجبهم الجديد ومرتبته– كلها أشياء يربطها هؤلاء الأشخاص بنيتهم ورغبتهم في ربح البركات. بناءً على الموقف والنظرة اللذين يتبناهما أضداد المسيح تجاه تعديل واجباتهم، أين تكمن مشكلتهم؟ هل هي مشكلة كبيرة أم لا؟ (إنها مشكلة كبيرة). ما المشكلة؟ (أنهم يربطون التعديل الطبيعي لواجباتهم بمكانتهم في الكنيسة وما إذا كان بإمكانهم ربح البركات أم لا. عند تعديل واجباتهم، بدلًا من قبول ترتيبات بيت الله وطاعتها، يعتقدون أنهم يفقدون مكانتهم وأنه لم يعد بإمكانهم نيل البركات، ثم يشعرون ألا جدوى من الإيمان بالله ويريدون مغادرة بيت الله). أكبر خطأ يرتكبونه هنا هو ربط تعديل واجباتهم بربح البركات. هذا آخر شيء كان يتعين عليهم القيام به على الإطلاق. في الواقع، ليس ثمة علاقة بين الاثنين مطلقًا، لكن نظرًا لأن قلوب أضداد المسيح مليئة بالرغبة في ربح البركات، أيًّا يكن الواجب الذي يقومون به، فإنهم سيربطونه بما إذا كان بإمكانهم ربح البركات أم لا، مما يعني أنه يستحيل بالنسبة لهم القيام بواجب بصورة جيدة، ولا يمكن إلا كشفهم واستبعادهم. هم ببساطة يخلقون مشكلات لأنفسهم ويضعون أنفسهم على طريق محكوم عليه بالفشل.
كيف يجب أن تتعامل مع مسألة أداء واجبك؟ يجب أن تمتلك الموقف الصحيح، وهو الشرط الأساسي لأداء واجبك بصورة جيدة. يجب أن يعتمد نوع الواجب الملائم لك على نقاط قوَّتك. إذا كنت لا تجيد الواجب الذي تُرتِّبه لك الكنيسة أحيانًا أو لا ترغب في أدائه، فيمكنك طرح المسألة وحلُّها من خلال التواصل. ولكن إذا كان بإمكانك أداء الواجب، وكان واجبًا مطلوبًا ولم تُرِد عمله لمُجرَّد أنك تخشى المعاناة، فإنه توجد مشكلةٌ لديك. إذا كنت على استعدادٍ للطاعة ويمكنك التمرد على جسدك، فعندئذٍ يمكن القول بأنك عاقلٌ نسبيًا. ومع ذلك، إذا كنت تحاول دائمًا حساب الواجبات الأكثر اعتبارًا وتفترض أن واجبات مُعيَّنة سوف تجعل الآخرين ينظرون إليك باستخفافٍ، فهذا يثبت أن شخصيَّتك فاسدة. لماذا أنت مُتحيِّزٌ للغاية في فهمك للواجبات؟ هل يمكن أن يكون السبب هو أنك تتمكَّن من أداء الواجب أداءً جيِّدًا إذا كان واجبًا تختاره بناءً على أفكارك الخاصَّة؟ هذا ليس صحيحًا بالضرورة. فالأهمّ هنا هو تحليل شخصيَّتك الفاسدة، وإذا لم تُحلِّلها فلن تتمكَّن من أداء واجبك جيِّدًا حتَّى لو كان واجبًا تستمتع به. يُؤدِّي بعض الناس واجباتهم دون مبادئ، ويستند أداؤهم لواجبهم دائمًا إلى تفضيلاتهم الخاصَّة، ولذلك لا يمكنهم أبدًا تحليل الصعوبات ودائمًا ما يرتبكون في كلّ واجبٍ يُؤدُّونه وفي النهاية يجري استبعادهم. هل يمكن لأناسٍ مثل هؤلاء أن يخلُصوا؟ يجب أن تختار الواجب الذي يناسبك، وتؤديه جيدًا، وأن تكون قادرًا على طلب الحق لعلاج شخصياتك الفاسدة. عندئذ فقط ستتمكن من الدخول في واقع الحق. إذا كنت تسعى دائمًا إلى الراحة الجسدية وتطلب الظهور بمظهر جيد في واجبك، فلن تقدر على أداء واجبك بصورة جيدة. إذا لم تكن قادرًا على أداء أي واجب بصورة جيدة، فسيتعين استبعادك. بعض الناس لا يشعرون بالرضا أيًّا كان الواجب الذي يؤدونه، فهم ينظرون دائمًا إلى واجباتهم على أنها مؤقتة، وهم لا مبالين، ولا يطلبون الحق لعلاج الشخصيات الفاسدة التي يكشفونه عنها. نتيجة لذلك، يؤدون واجباتهم لعدة سنوات دون ربح أي دخول في الحياة. يصبحون عمالًا ويُستبعدون. ألم يجلبوا ذلك على أنفسهم؟ الأشرار وأضداد المسيح لا يكون لديهم الموقف الصحيح في واجباتهم أبدًا. فما الذي يُفكِّرون به عند نقلهم؟ "هل تعتقد أنني مُجرَّد عامل خدمةٍ؟ عندما تستخدمني، تجعلني أؤدي لك الخدمة وعندما تفرغ مني تنقلني بعيدًا فحسب؟ حسنًا، أنا لن أؤدي الخدمة على هذ النحو! أريد أن أكون قائدًا أو عاملًا لأن هذه هي الوظيفة الوحيدة المحترمة هنا. إذا لم تسمح لي بأن أكون قائدًا أو عاملًا وما تزال تريد مني أن أكد، فانسَ الأمر!" أيّ نوعٍ من المواقف هذا؟ هل يخضعون؟ على أي أساس يتعاملون مع نقلهم في واجبهم؟ على أساس التهوُّر، وأفكارهم الخاصَّة، وشخصيَّاتهم الفاسدة، أليس كذلك؟ وما عواقب التفكير في المسألة بهذه الطريقة؟ أوَّلًا، هل سيقدرون على أن يكونوا وفيين ومخلصين في واجبهم التالي؟ لا، لن يقدروا. هل سيكون لديهم موقفٌ إيجابيّ؟ ما نوع الحالة التي سوف يكونون عليها؟ (حالةٌ من القنوط). وما جوهر القنوط؟ العداء. وما النتيجة النهائيَّة لحالة مزاجية تتمثل في القنوط والعداء؟ هل يمكن لشخصٍ يتملَّكه هذا الشعور أن يُؤدِّي واجبه جيِّدًا؟ (لا). إذا كان شخصٌ ما سلبيًّا ومعاديًا دائمًا، فهل هو لائقٌ للقيام بواجب؟ بصرف النظر عن الواجب الذي يقوم به، لا يمكن أن يقوم به جيِّدًا. هذه حلقةٌ مفرغة ولن تنتهي على ما يرام. لماذا؟ أمثال هؤلاء الناس ليسوا على المسار الصحيح؛ فهم لا يطلبون الحقّ، وغير خاضعين، ولا يمكنهم أن يفهموا موقف بيت الله منهم ونهجه تجاههم فهمًا صحيحًا. وهذه مشكلةٌ، أليس كذلك؟ إنه تغيير مناسب تمامًا في الواجب، لكن أضداد المسيح يقولون إنه يجري لتعذيبهم، وإنهم لا يُعامَلون كبشرٍ، وإن بيت الله يفتقر إلى المحبَّة، وإنهم يُعاملون كآلاتٍ ويُستدعون وقت الحاجة إليهم ثم يُطرحون جانبًا عندما لا توجد حاجةٌ إليهم. أليست تلك حجة ملتوية؟ هل الشخص الذي يقول مثل هذا الكلام لديه ضميرٌ أو منطق؟ إنه يفتقر إلى الإنسانيَّة! وهو يحرِّف أمرًا صحيحًا تمامًا ويشوِّه ممارسةً مناسبة تمامًا إلى شيءٍ سلبيّ – أليس هذا هو شرّ ضدّ المسيح؟ هل يمكن لشخصٍ بمثل هذا الشرّ أن يفهم الحقّ؟ بالطبع لا. وهذه هي مشكلة ضدّ المسيح؛ سوف يفكر في كل ما يحدث له – أيًا يكن – بطريقة ملتوية. ولماذا يُفكِّر بطريقةٍ ملتوية؟ لأن جوهر طبيعته شرِّيرٌ للغاية. جوهر طبيعة ضدّ المسيح هو الشرّ في المقام الأول، ويليه الإثم، فهاتان هما الصفتان الرئيسيَّتان فيه. والطبيعة الشرِّيرة لدى أضداد المسيح تمنعهم من فهم أيّ شيءٍ فهمًا صحيحًا وبدلًا من ذلك يُشوِّهون كلّ شيءٍ، ويتمادون إلى أقصى الحدود، ويتجادلون في التفاهات، ولا يمكنهم التعامل مع الأمور بصورة صحيحة ولا يطلبون الحقّ. وبعد ذلك، يحاربون بشدَّةٍ ويسعون للانتقام، بل إنهم ينشرون مفاهيمهم ينفِّسون عن سلبية ويحثّون الآخرين ويحضّونهم على إزعاج عمل الكنيسة. ينشرون بعض الشكاوى سرًّا، ويحكمون على كيفيَّة معاملة الناس في بيت الله، وبعض قواعده الإدارية والكيفيَّة التي يُؤدِّي بها بعض القادة الأشياء، ويدينون هؤلاء القادة. أيّ نوعٍ من الطباع هذا؟ إنه الخبث. ليس الأمر فحسب أنَّ أضداد المسيح مقاومون ومتحدون، بل إنهم يحرضون المزيد من الناس على أن يكونوا متحدين إلى جانبهم، وعلى الوقوف إلى صفهم وتشجيعهم. هذا هو جوهر طبيعة ضد المسيح. لا يمكنهم حتى التعامل بشكل صحيح مع التعديل البسيط لواجبهم، أو قبوله والخضوع له بعقلانية. بدلًا من ذلك، يثيرون ضجة ويقدمون أعذارًا مختلفة لأنفسهم، بعضها غير لائق ويثير الاشمئزاز والكراهية لدى الآخرين. بعد نشر بعض المغالطات والهرطقات، سيحاول أضداد المسيح إنقاذ الوضع لصالحهم وجعل الآخرين يؤمنون بها. إذا لم تنجح هذه الإجراءات، فهل سيتمكن أضداد المسيح من العودة؟ إذا لم يتمكنوا من المضي قدمًا على هذا الطريق، فهل سيتمكنون من طلب الحق؟ هل سيمتلكون أي إرادة للتوبة؟ كلا على الإطلاق. سيقولون: "إذا منعتني من ربح البركات، فسأمنعكم جميعًا من ربحها! إذا لم أتمكن من ربح البركات، فسأتوقف عن الإيمان!" لقد تحدثت في الماضي عن كيف أن أضداد المسيح غير معقولين تمامًا؛ جوهر الطبيعة وراء هذا اللامعقولية هو أن هؤلاء الناس أشرار وخبثاء للغاية. البند الذي نعقد شركة حوله الآن هو المظاهر والإعلانات التي تكشف جوهر الطبيعة هذا كليًا، وهو أصدق دليل على جوهر الطبيعة هذا. بعض هؤلاء الناس يغضبون عند تعديل واجباتهم ولو مرة واحدة، وبعضهم، بعد نقلهم عدة مرات، والانتقال من واجب إلى آخر، لا يستطيع القيام بأي منها جيدًا، ويعتقدون في النهاية ألا رجاء لهم في ربح البركات، ويرغبون في الانسحاب. باختصار، بصرف النظر عن كيفية تعديل واجباتهم، إذا حدثت أي تعديلات، فسيقوم هؤلاء الأشخاص بتحليلها والحكم عليها والتمعن فيها في قلوبهم، ولن يطمئنوا إلا إذا وجدوا أن التعديلات لا علاقة لها بربحهم البركات. حالما يجدون أن التعديلات لها أدنى علاقة بربح البركات، أو أنها تؤثر في أملهم في ربح البركات، فسينهضون على الفور في تحدٍ، كاشفين جوهر طبيعتهم. إذا فشلوا في هذا التحدي، وكُشِفوا ونُبِذوا، فسيعدون لأنفسهم خطط طوارئ، ويغادرون بيت الله بحزم ودون تردد، ولا يعودون يؤمنون بوجود إله، ولا يعترفون بأنهم يؤمنون بالله. ستتغير حياتهم اليومية على الفور، ويزول عنهم كل الشبه بإنسان مؤمن بالله. سيستأنفون شرب الكحوليات في الحال، والتدخين، وارتداء ملابس غريبة، ووضع مساحيق التجميل بكثافة، وارتداء ملابس أنيقة للغاية. نظرا لأنهم لم يكونوا قادرين على الاستمتاع بهذه الأشياء بوصفهم مؤمنين بالله، فسوف يسارعون إلى تعويض هذا الوقت الضائع. عندما يضعون الانسحاب في الاعتبار، سيفكرون على الفور في خطوتهم التالية، في كيفية العمل الجاد في العالم من أجل المضي قدمًا، وإيجاد مكان لأنفسهم، وعيش حياة جيدة، وكذلك في إيجاد طريق خروجهم. سرعان ما سيجدون مخرجًا لأنفسهم، ويحددون مكانًا لأنفسهم بين هذه الاتجاهات الشريرة وداخل هذا العالم الشرير، ويقررون ما سيفعلونه، سواء كان تجارة أو سياسة، أو أي نوع آخر من الأعمال، بما يسمح لهم بعيش حياة أفضل من الآخرين، ويجلب لهم السعادة والفرح لبقية وقتهم على الأرض، وجعل جسدهم أكثر راحة، ويتيح لهم الاستمتاع الكامل بالحياة، والمشاركة في الترفيه والمتعة.
عند تهذيب أحد أضداد المسيح، وعند تعديل واجبه، فإن ما يفكر فيه هو تلقي بركات ترتبط به ارتباطًا وثيقًا. عندما يعتقد أنه لم يتبق لديه أمل في ذلك، سوف يريد الانسحاب، والابتعاد عن بيت الله، وسيرغب في العودة إلى حياة غير المؤمنين. بناء على هذا، يتضح أن جوهر طبيعة الشخص مهم للغاية، إذًا، أليس سعيه وخياراته في غاية الأهمية أيضًا؟ إنه الاختلاف في فكرة واحدة فحسب: قرار واحد صحيح، وقد ينتهي بك الأمر إلى الاستمرار في قبول خلاص الله، في حين أن اختيارًا خاطئًا واحدًا يمكن أن يحولك إلى شخص غير مؤمن في غمضة عين، إلى شخص لا علاقة له ببيت الله، أو بعمل الله، أو بواجبه. مجرد فكرة واحدة، أو لحظة واحدة، أو مسألة صغيرة واحدة، يمكن أن تُغير مصير شخص ما كليًا. يمكن لاختيار عارض واحد، أو فكرة عابرة صغيرة أو منظور بسيط، أن يُغير قدر شخص، ويمكن أن يحدد أين ينتهي به المطاف في اللحظة التالية. حين لا يواجه الناس مشكلة من أي نوع، عندما لا يواجهون أي قرار، يشعرون أنهم يفهمون العديد من الحقائق، ويمتلكون قامة، ويمكنهم الصمود. لكن، عندما تواجه قرارًا، أو مبدأ رئيسيًّا، أو مشكلة كبيرة، فإن ما تختاره بالفعل، وموقفك تجاه الله، ومنظورك وموقفك تجاه هذه المسألة– سيحدد مصيرك وما إذا كنت ستبقى أو تذهب. الخيارات التي يميل أضداد المسيح إلى اتخاذها، وأعمق رغباتهم الذاتية في قلوبهم، تتعارض كلها مع الحق. لا يوجد خضوع في هذه الأشياء، بل عداوة فقط، لا يوجد حق أو إنسانية، بل فقط شخصيات بشرية فاسدة، ومغالطات وهرطقات بشرية. غالبًا ما ستثير هذه الأشياء أفكارًا مثل ترك بيت الله والانغماس في اتجاهات شريرة، وقد تجعلهم عند أي مرحلة يفكرون: "إذا لم يكن لدي أمل في أن أُبارَك، فلماذا لا أغادر بيت الله؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن أستمر في الإيمان أو القيام بواجبي. إذا كانت هذه هي الطريقة التي يعاملني بها بيت الله، فلن أعترف بالله بعد الآن". هذه الأنواع من الأفكار المتمردة بطريقة شائنة؛ هذه الهرطقات والمغالطات؛ هذه الأفكار الشريرة، غالبًا ما توجد في قلب ضد المسيح وتظل باقية فيه. لهذا السبب، حتى لو لم ينسحبوا في منتصف طريق مسيرتهم في اتباع الله، فمن الصعب جدًا عليهم أن يسيروا في الطريق حتى النهاية، وسوف يجري إخراج معظمهم وطردهم من الكنيسة بسبب الشر الكبير الذي ارتكبوه والتعطيل والإزعاج الذي تسببوا فيهما. حتى لو استطاعوا إجبار أنفسهم على الصمود حتى النهاية، يمكننا في الواقع أن نرى من جوهر طبيعة أضداد المسيح أنهم سينسحبون من الكنيسة لا محالة. ربما يفكرون حتى في أعماقهم: "لا يمكنني مطلقًا أن أترك بيت الله. حتى وإن كانت لدي مثل هذه الأفكار، فلا يمكنني المغادرة. سأبقى هنا حتى وفاتي. سأتمسك ببيت الله. سأتبع الله حتى النهاية". مهما تجبرهم إرادتهم الذاتية على عدم مغادرة بيت الله، ومهما يصرِّون بإرادتهم الذاتية على ضرورة البقاء، فمن المقدر لهم في النهاية أن يزدريهم الله، وأن يغادروا بيت الله من تلقاء أنفسهم، لأنهم ينفرون من الحق ولأنهم أشرار حتى النخاع.
3: نهج أضداد المسيح تجاه إعفائهم
لقد انتهينا للتو من شركة حول مظهرين من مظاهر أضداد المسيح؛ أحدهما هو عندما يواجَهون بالتهذيب، والآخر عند إجراء تعديلات على واجبهم. ركزت شركتنا على الموقف الذي يتخذه أضداد المسيح عندما تصيبهم مثل هذه الأشياء، والقرارات التي يتخذونها. بالطبع، بصرف النظر عن منظور ضد المسيح وموقفه عند تهذيبه أو تعديل واجباته، فإنه يربط هذه الأمور دائمًا بما إذا كان سيتلقى البركات أم لا. إذا كان متأكدًا من أنه لن يُبارَك، وليس لديه أمل على الإطلاق، فسوف ينسحب طبيعيًّا. بالنسبة لشخص عادي؛ شخص ليس لديه أي طموحات أو رغبات، لا تهذيبه ولا تعديل واجبه يشكِّل في الواقع مشكلة كبيرة. لن يكون لأي منهما تأثير كبير عليه. فهو لم يُجرَّد من حقه في القيام بواجب، ولم يُسلَب أمله في أن يُخلَّص، لذلك بالنسبة للشخص العادي، ما من حاجة إلى المبالغة في رد الفعل، أو إلى أن يكون مرتعبًا أو متأذيًا، أو إلى أن يبدأ في وضع خطط طوارئ. لكن الأمر ليس كذلك لضد المسيح. إنه يرى أن هذه الأمور شديدة الخطورة، لأنه يربطها بأن يُبارك، وهذا يؤدي في النهاية إلى ظهور كل أنواع الأفكار والسلوكيات المتمردة داخله، والتي تُظهِر بدورها أفكار الانسحاب وترك الله وخططهما. من الممكن حتى أن يثير أضداد المسيح فكرة الانسحاب عندما تصيبهم مثل هذه الأشياء، التي هي عادية للغاية. إذًا، بالنسبة إلى شخص يتمتع بمكانة ومسؤول عن عمل مهم في بيت الله، ما نوع الموقف الذي سيتخذه عندما يواجه الإعفاء؟ كيف سيتعامل معه، وما الخيار الذي سيتخذه؟ مثل هذه الأشياء أكثر توضيحًا. فالمكانة والسلطة والهيبة تُعد بالنسبة لضد المسيح، أهم أنواع الاهتمامات، والأشياء التي يساويها بحياته. لهذا السبب، عند إعفاء ضد المسيح، عندما يفقد لقب "قائد" ولا تعُود له مكانة، وهو ما يعني أنه فقد سلطته وهيبته، وأنه لن يعود يتلقى المعاملة الخاصة المتمثلة في تقديره ودعمه والتطلع إليه، فإنه – بوصفه ضدًا للمسيح يرى المكانة والسلطة كالحياة نفسها – يجد ذلك غير مقبول على الإطلاق. عند إعفاء ضد المسيح، يكون رد فعله الأول كما لو أن البرق قد صعقه، كأنما السماء سقطت، وعالمه انهار. لقد فقد الشيء الذي كان يمكنه تعليق آماله عليه، وكذلك فرصته في العيش بكل منافع المكانة، إلى جانب الدافع الذي يجعله يتصرف بجموح فاعلًا أشياء سيئة. هذا هو أكثر ما يعتبره غير مقبول. أول ما يخطر بباله هو: "الآن وقد فقدتُ مكانتي، كيف سيراني الناس؟ ماذا سيظن بي الإخوة والأخوات الذين هم من مسقط رأسي؟ كيف سيراني كل من يعرفني؟ هل سيظلون يتوددون لي؟ هل سيكونون ودودين معي؟ هل سيستمرون في دعمي عند كل منعطف؟ هل سيظلون يتبعونني في كل مكان؟ هل سيظلون يعتنون بكل الأشياء التي أحتاج إليها في حياتي؟ عندما أتحدث إليهم، هل سيبقون على دماثتهم ويرحبون بي بابتسامة؟ كيف سأتدبر أموري بدون مكانتي؟ كيف سأمضي في المسار الذي يلي ذلك؟ كيف يمكنني اكتساب موطئ قدم لنفسي بين الآخرين؟ الآن وقد فقدت مكانتي، ألا يعني ذلك أن أملي في أن أُبارك قد تقلص؟ هل سأتمكن من الحصول على بركات عظيمة؟ هل سأحصل على أي مكافآت كبيرة، أو إكليل كبير؟" عندما يفكر في أن آماله في أن يُبارك قد تحطمت أو تقلصت بصورة بالغة، يكون كما لو أن رأسه على وشك الانفجار، وكما لو أن مطرقة تضرب قلبه، ويتألم كما لو أنه يُقطَع بسكين. عندما يكون على وشك أن يفقد بركة دخول ملكوت السماوات الذي كان يتوق إليه ليلًا ونهارًا، فإن هذا يبدو له وكأنه خبر رهيب ظهر من العدم. إن عدم امتلاك أي مكانة يماثل، بالنسبة لضد المسيح، عدم وجود أي أمل في أن يُبارك، ويصبح مثل جثة متحركة، ويصبح جسده مثل صدفة فارغة، بلا نفس، وبلا شيء يرشد حياته. ليس لديه أمل، وما من شيء يتطلع إليه. عندما يواجه ضد المسيح الكشف والإعفاء، فإن أول ما يخطر بباله هو أنه فقد أي أمل في أن يُبارك. لذا، هل سيستسلم ببساطة في هذه المرحلة؟ هل سيكون على استعداد للخضوع؟ هل سيستغل هذه الفرصة للتخلي عن رغبته في البركات، والتخلي عن المكانة، وأن يكون عن طيب خاطر تابعًا منتظمًا، ويعمل بكل سرور من أجل الله ويقوم بواجبه بشكل جيد؟ (كلا). هل يمكن أن تكون هذه نقطة تحول بالنسبة له؟ هل نقطة التحول هذه ستجعله ينمو في اتجاه جيد وبطريقة إيجابية، أم أنها ستجعله ينمو في اتجاه أسوأ وبطريقة سلبية؟ بناء على جوهر طبيعة ضد المسيح، من الواضح أن إعفاءه ليس على الإطلاق بداية التخلي عن رغبته في البركات، أو بداية محبته للحق وطلبه له. بدلًا من ذلك، سيعمل بجدية أكبر للكفاح من أجل الفرصة والأمل في أن يُبارك؛ سوف يتشبث بأي فرصة يمكن أن تجلب له البركات، ويمكن أن تساعده على العودة إلى وضعه السابق، وتُمكنه من استعادة مكانته. لهذا السبب، عندما يواجه ضد المسيح الإعفاء، بخلاف كونه منزعجًا وخائب الأمل ومعاديًا، فإنه أيضًا سيكافح بضراوة ضد إعفائه، وسيسعى جاهدًا لقلب الموقف، وتغييره. سوف يكافح بكل قوته ليحتفظ بأمله في أن يُبارك، وليحتفظ بمكانته وهيبته وسلطته على الحالة ذاتها. كيف يكافح؟ من خلال محاولة تبرئة نفسه، من خلال تقديم المبررات، واختلاق الأعذار، والحديث عن كيفية قيامه بما فعله، وعما تسبب في أن يخطئ، وعن كيف أنه ظل مستيقظًا طوال الليل لمساعدة الآخرين وعقد الشركة معهم، وعما تسبب في جعله مقصِّرًا في هذا الأمر. سوف يوضح كل جزء من هذا الأمر ويشرحه بشكل كامل، حتى يتمكن من إنقاذ الموقف وتجنب بلية أن يُعفى.
في أي سياقات وأمور يكون أضداد المسيح أكثر عُرضة لإماطة اللثام عن طبيعتهم الشيطانية وكشفها؟ عند فضحهم وإعفائهم؛ أي عندما يفقدون المكانة. المظهر الأساسي الذي يُظهِره أضداد المسيح هو أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتبرئة أنفسهم وينخرطون في السفسطة. أيًّا تكن كيفية عقدك للشركة عن الحق معهم، فإنهم يقاومون ويرفضون قبول ما تقوله. عندما يواجهون فضح شعب الله المختار لكل حقائق فعلهم للشر، فإنهم لا يعترفون بهذه الأشياء على الإطلاق، خشية إدانتهم بالتهم المنسوبة إليهم إذا فعلوا ذلك، وأن يُخرَجوا أو يُطرَدوا. في حين يرفضون الاعتراف بالتهم الموجهة إليهم، فإنهم يلقون بأخطائهم ومسؤولياتهم على عاتق الآخرين. إنَّ هذه الحقيقة توضح بجلاء أن أضداد المسيح لا يقبلون الحق أبدًا، أو يعترفون بأخطائهم، أو يعرفون أنفسهم حقًا، وهذا إثبات أكبر لأن طبيعتهم متعجرفة وبارة في عيني ذاتها، وأنها تنفر من الحق، وتكره الحق، ولا تقبل الحق على الإطلاق، ولهذا لا يمكن أن يُخلَّصوا. إنَّ أولئك الذين يمتلكون قدرًا ضئيلًا من الإنسانية وبعض العقل يمكنهم أن يعترفوا بأخطائهم ويقبلوها، ويحنون رؤوسهم عندما يواجَهون بالحقائق، ويشعرون بالندم على الأشياء الشريرة التي فعلوها؛ لكن أضداد المسيح غير قادرين على القيام بهذه الأشياء. وهذا يدل على أن أضداد المسيح لا يمتلكون أي ضمير أو عقل على الإطلاق، وأنهم بلا إنسانية تمامًا. دائمًا ما يساوي أضداد المسيح في قلوبهم بين مدى ارتفاع مكانتهم أو انخفاضها ومدى ما ستكون عليه بركاتهم من كِبَر أو صِغر. وسواء كان ذلك في بيت الله أو أي مجموعة أخرى، فإنهم يرون أن مكانة الناس وفئتهم محددتان بدقة، وكذلك مصائرهم؛ مدى ارتفاع مكانة شخص ما ومقدار القوة التي يمارسها في بيت الله في هذه الحياة يعادل حجم ما سيتلقاه في العالم القادم من بركات ومكافآت وإكليل– هذه الأشياء مترابطة. هل ذلك الرأي صائب؟ لم يقل الله هذا مطلقًا، ولم يَعِد أبدًا بأمرٍ كهذا، ولكن هذا هو نوع التفكير الذي ينشأ داخل أضداد المسيح. لن نخوض الآن في الأسباب التي تجعل أضداد المسيح لديهم مثل هذه الأفكار. على أنهم، من حيث جوهر طبيعتهم، قد وُلدوا بحب للمكانة، وهم أيضًا يأملون في أن تكون لهم مكانة مرموقة وهيبة كبيرة في هذه الحياة، وأن يمارسوا سلطة، وهم يرغبون في مواصلة الاستمتاع بكل هذا في العالم القادم. كيف سيحققون هذا كله، إذًا؟ في أذهان أضداد المسيح، أنهم سيحققون ذلك من خلال القيام ببعض الأشياء التي يمكنهم القيام بها وأشياء يرغبون فيها ويحبون القيام بها بينما تكون لديهم مكانة وسلطة وهيبة في هذه الحياة، ثم مبادلة البركات المستقبلية والأكاليل بهذه الأشياء. هذه هي فلسفة أضداد المسيح في التعاملات الدنيوية، وهي الطريقة التي يؤمنون بها بالله، والمنظور الذي يتبنونه في إيمانهم بالله. إن أفكارهم، وآراءهم، والطريقة التي يؤمنون بها بالله لا علاقة لها على الإطلاق بكلام الله ووعوده؛ لا ترتبط هذه بتلك على الإطلاق. أخبروني، أليست الحالة الذهنية لأضداد المسيح هؤلاء غير سليمة؟ أليسوا أشرارًا إلى أقصى حد؟ إنهم يتجاهلون أي شيء يقوله كلام الله ويرفضون قبوله، ويظنون أن طريقة تفكيرهم وطريقة إيمانهم بالله صحيحة، ويجدون متعة في هذا، مستمتعين بأنفسهم ومعجبين بها. إنهم لا يطلبون الحق أبدًا، ولا يفحصون كلام الله لمعرفة ما إذا كان يقول مثل هذه الأشياء أو يقدم مثل هذه الوعود. يُسلم أضداد المسيح بصحة أنهم فطريًا أذكى من الآخرين، وأنهم يتمتعون بالحكمة والمقدرة بالفطرة، وأنهم موهوبون للغاية؛ يشعرون أنهم يجب أن يكونوا الشخصية البارزة بين الآخرين، ويجب أن يكونوا في موقع الرياسة، وأن يتطلع إليهم الآخرون، وأن يمارسوا السلطة، وأن يحكموا الآخرين، كما لو أن جميع المؤمنين بالله يجب أن يخضعوا لحكمهم، ويجب أن يوجد الجميع تحت قيادتهم. هذه كلها أشياء يرغبون في الحصول عليها في هذه الحياة. يرغبون أيضًا في نيل بركات لا يستطيع أناس آخرون كسبها في العالم القادم، ويعتبرون هذا أمرًا مفروغًا منه. أليس امتلاك أضداد المسيح لهذه الأفكار والآراء يجعلهم بلا حياء؟ أليسوا معاندين إلى حد ما؟ على أي أساس تفكر بهذه الطريقة؟ على أي أساس تريد أن تحظى بتقدير كبير من الآخرين؟ على أي أساس تريد أن تحكُم الآخرين؟ على أي أساس تريد أن تمتلك السلطة وأن تحتل منصبًا رفيعًا بين البشر؟ هل حدد الله هذه الأشياء سلفًا، أم أنك تمتلك الحق والإنسانية؟ هل أنت مؤهل لتأكيد مكانتك وقيادة الآخرين لمجرد أن لديك بعض التعليم والمعرفة، ولأنك طويل القامة ووسيم إلى حد ما؟ هل هذا يجعلك مؤهلًا لإصدار الأوامر؟ هل يجعلك مؤهلًا للسيطرة على الآخرين؟ أين يقول الله في كلامه: "أنت جذاب، وتمتلك نقاط قوة ومواهب، ولذا يجب أن تقود الآخرين وتتمتع بمكانة دائمة"؟ هل أعطاك الله هذه السلطة؟ هل قدَّر الله هذا سلفًا؟ كلا. عندما يختارك الإخوة والأخوات لتكون قائدًا أو عاملًا، هل يمنحونك مكانة؟ هل هي بركة تستحقها في هذه الحياة؟ يفسر بعض الناس التمتع بهذه الأشياء على أنه تلقي مائة ضعف في هذه الحياة، ويعتقدون أنهم ما داموا يملكون مكانة وسلطة، ويمكنهم إصدار الأوامر وحُكم كثير من الناس، فيجب أن يكونوا مُحاطين بحاشية من الأتباع، وأن يوجد لديهم دائمًا أشخاص يخدمونهم ويدورون حولهم أينما ذهبوا. على أي أساس ترغب في الاستمتاع بهذه الأشياء؟ يختارك الإخوة والأخوات لتكون قائدًا حتى تتمكن من القيام بهذا الواجب؛ ليس لكي تُضلل الناس، أو تكون موضع تقدير كبير من الإخوة والأخوات وأن يتطلعوا إليك، وهو ليس بالطبع لكي تتمكن من ممارسة السلطة والاستمتاع بمنافع المكانة، بل لكي تتمكن من القيام بواجبك وفقًا لترتيبات العمل ومبادئ الحق. علاوةً على ذلك، لم يُقدِّر الله سلفًا أنه لا يمكن إعفاء أي شخص اختاره الإخوة والأخوات ليكون قائدًا. هل تعتقد أنك شخص يستخدمه الرُوح القُدُس؟ هل تعتقد أنه لا يمكن لأحد أن يعفيك؟ إذًا، ما الخطأ في إعفائك؟ إذا لم تُطرد، فذلك لأنك محل للشفقة وأنت تمُنَح فرصة للتوبة، لكنك ما تزال غير راض. ما الذي تجادل بشأنه؟ إذا كنت ترغب في الانسحاب وعدم الإيمان بالله بعد الآن بسبب تحطُم آمالك في أن تُبارَك، فلتمضِ قُدُمًا وتنسحب! هل تعتقد أن بيت الله لا يمكنه أن يتدبر أموره بدونك؟ وأن العالم سيتوقف عن الدوران بدونك؟ وأن بدونك لا يمكن إنجاز عمل بيت الله؟ حسنًا، لقد أخطأت في تفكيرك! فقدان أي شخص لن يمنع العالم من الدوران، أو الشمس من الشروق – الله وحده هو الذي لا غنى عنه، وليس أي إنسان – سيستمر عمل الكنيسة كالمعتاد. إذا اعتقد أي شخص أن الكنيسة لا يمكنها الاستغناء عنه، وأن بيت الله لا يمكنه الاستغناء عنه، ألا يكون ضدًا للمسيح؟ أنت معتاد على الاستمتاع بمنافع المكانة، أليس كذلك؟ ومعتاد على الاستمتاع بتطلع الآخرين إليك، ويأن تحظى بتقدير كبير وبتودد الآخرين إليك، أليس كذلك؟ كيف أنت أهل للاستمتاع بتطلُع الآخرين إليك؟ كيف تكون أهلًا لترحيب الأخرين بك بالبسمات؟ هل ترغب أيضًا أن ينحني الناس إليك ويعبدونك؟ إذا كان الأمر على هذا النحو، ألا يعني ذلك أنك تفتقر تمامًا إلى الحياء؟ عندما يُعفى بعض الناس من واجبهم، فإنهم ينزعجون ويعانون بدرجة أكبر مما لو كان أحد أفراد الأسرة قد مات. إنهم ينبشون كل شيء ويجادلون مع بيت الله، كأنما لا يمكن لأي شخص آخر أن يقود الكنيسة، كما لو أنهم كانوا الوحيدين الذين يدعمون عمل الكنيسة حتى الآن؛ هذا خطأ فادح. إن عدم ترك شعب الله المختار لله هو تأثير يحققه كلام الله، وهم يحضرون التجمعات ويعيشون حياة الكنيسة لأنهم يؤمنون بالله ولديهم إيمان حقيقي به. ليس الأمر أن شعب الله المختار يتمسكون ويحضرون التجمعات بشكل طبيعي لأن هؤلاء الناس فهموا الحق وسقوهم جيدًا. يُستبدل قادة الكنيسة مرارًا وتكرارًا، ويُعفى العديد من القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين، ويحضر شعب الله المختار التجمعات ويأكلون ويشربون كلام الله كالمعتاد؛ هذا لا علاقة له على الإطلاق بهؤلاء القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين. ما لجدوى من تقديم تلك الحجج؟ ألا تقدم حججًا سخيفة ومشوشة فحسب؟ إذا كنت تمتلك واقع الحق بالفعل وعالجت العديد من مشكلات شعب الله المختار بشأن دخول الحياة، فسيعرف شعب الله المختار ذلك في قلوبهم؛ إذا لم تكن تمتلك واقع الحق ولا يمكنك عقد شركة حول الحق لمعالجة المشاكل، فإنَّ التطور الطبيعي لعمل الكنيسة ليس له أي صلة بك. ثمة الكثير جدًا من القادة الكاذبين والعاملين الكاذبين الذين، بمجرد إعفائهم، يظلون يختلقون الأعذار، كما لو أنهم ساهموا كثيرًا في الكنيسة، بينما هم في الواقع لم يقوموا بأي عمل حقيقي، ولم يحافظوا على النظام الطبيعي لحياة الكنيسة؛ بدونهم، يستمر شعب الله المختار في حضور التجمعات بشكل طبيعي والقيام بواجباتهم كالمعتاد. إذا كنت لا تملك واقع الحق ولا تستطيع القيام بأي عمل حقيقي، فيجب إعفاؤك لمنعك من الاستمرار في التأثير في عمل الكنيسة ودخول الحياة لشعب الله المختار وتأخيرهما. لن يستخدمكم بيت الله أيها القادة الكاذبون والعاملون الكاذبون؛ هل كنت تعتقد أن بيت الله لا يملك سلطة إعفائك؟ لقد أفسدت عملك كثيرًا، وتسببت في مثل هذه المتاعب والخسائر الكبيرة لعمل الكنيسة، وتسببت في قلق الأعلى كثيرًا، واستخدامك مسبب للمتاعب للغاية، ويجعل الناس يشعرون بالاشمئزاز والنفور والكراهية. أنت في غاية الحماقة والجهل والعناد، ولا تستحق حتى أن تُهذب، لذلك يريد بيت الله طردك، واستبعادك على الفور، والانتهاء من الأمر. ومع ذلك، لم تزل ترغب في أن يمنحك الأعلى فرصة أخرى للاستمرار في كونك قائدًا؟ انس ذلك! عندما يتعلق الأمر بالقادة الكاذبين وأضداد المسيح، الذين ليس لديهم ضمير وعقل ويرتكبون الشر ويسببون الاضطرابات، فبمجرد استبعادهم، يُستبعدون إلى الأبد. إذا كان بإمكانك القيام بعمل حقيقي، فسوف تُستخدم؛ وإذا كنت لا تستطيع القيام بعمل حقيقي وترتكب الشر أيضًا وتتسبب في اضطرابات، فسوف تُستبعد على الفور؛ هذا هو مبدأ بيت الله بشأن استخدام الناس. بعض أضداد المسيح لا يُذعنون ويقولون: "أنتم تعفونني لأنني لم أقم بعمل حقيقي؛ لماذا لا تعطوني فرصة للتوبة؟" أليست هذه حجة ملتوية؟ أنت تُعفى لأنك ارتكبت قدرًا كبيرًا من الشر، ولم تُعفَ إلا بعد تهذيبك مرات عديدة وظللت ترفض التوبة تمامًا، فما الحجج الأخرى التي يمكنك تقديمها؟ لقد سعيت إلى الشهرة والربح والمكانة ولم تقم بعمل حقيقي، وتسببت في تعطيل عمل الكنيسة، وتراكمت مشكلات عديدة ولم تتعامل معها؛ كم كان على الأعلى أن يقلق بسببك؟ بينما كان الأعلى يدعمك ويساعدك في عملك، فإنك خلف ظهره، كنت تقوم بأشياء في الخفاء، وتفعل أشياء كثيرة تخالف المبادئ؛ أشياء غير لائقة، تنفق عطايا الله اعتباطيًا لشراء أشياء كثيرة لا يجب أن تشتريها، متسببًا في ضرر كبير لمصالح بيت الله، وجلب مثل هذه الكارثة الكبرى إلى عمل الكنيسة! لماذا لا تتحدث أبدًا عن هذه الأفعال الشريرة؟ عندما يريد بيت الله إعفاءك، تقول بلا حياء على الإطلاق: "هل يمكنكم أن تعطوني فرصة أخرى؟" هل يجب أن يمنحك بيت الله فرصة أخرى حتى تتمكن من الاستمرار في التصرف بجموح والقيام بأشياء سيئة؟ ألست مجردًا من أي حسٍ حياء لأن تطلب من بيت الله أن يمنحك فرصة أخرى؟ هل يمكن منحك فرصة أخرى وأنت لا تعرف طبيعتك على الإطلاق، وليس لديك بالطبع أي ندم في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس لا يستحون، هم بلا حياء على الإطلاق، وهم أناس أشرار وأضداد للمسيح!
لا يستطيع بعض القادة والعمال القيام بأي عمل حقيقي على الإطلاق، وهم يظلون على عدم قدرتهم هذه حتى بعد إرشاد الأعلى ومساعدته لهم لفترة. لا يمكنهم حتى التعامل مع عمل الشؤون العامة جيدًا، وهذا يدل على أنهم ناقصون جدًا في مستوى القدرات. يجب أيضًا أن يجري الأعلى استفسارات وتفتيشات منتظمة بشأن جميع جوانب العمل وأن يطلب من الإخوة والأخوات الإبلاغ عن أي مشكلات على وجه السرعة؛ يحتاج الأعلى أيضًا إلى إجراء فحوصات، وتقديم الإرشاد وعقد الشركة بشأن المبادئ المتعلقة بجميع جوانب العمل. بعد أن ينتهي الأعلى من عقد الشركة عن المبادئ، يظل بعض الناس غير قادرين على معرفة كيفية القيام بالأشياء، ويفعلونها بشكل سيء، بل إنَّ البعض يتصرفون بجموح فاعلين أشياء سيئة؛ وأيًّا يكن العمل الذي يقومون به، لا يطلبون مع الأعلى أبدًا، ولا يُبلِغونه أبدًا بأي مشكلات، وبدلًا من ذلك، يقومون بأشياء في الخفاء؛ ما هذه المشكلة؟ ما طبيعة هؤلاء الناس؟ هل يحبون الحق؟ هل هم جديرون بالتنمية؟ هل لا يزالون يستحقون أن يكونوا قادة وعمالًا؟ أولًا، لا يطلبون قبل أن يفعلوا شيئًا. ثانيًا، لا يقدمون أي تقارير في أثناء قيامهم بالشيء. وثالثًا، لا يقدمون أي ملاحظات بعد قيامهم بذلك الشيء. إنهم يتصرفون على نحو قبيح للغاية ورغم ذلك لا يريدون أن يُعفوا، ولا يذعنون بعد إعفائهم؛ ألم يتجاوز هؤلاء الناس إمكانية المساعدة؟ أخبروني، أليس معظم الناس الذين يتجاوزون إمكانية المساعدة بلا حياء تمامًا وهم صمٌّ تمامًا عن صوت العقل؟ إنهم لا يحسنون القيام بأي شيء، وهم كسالى ويطمعون في الراحة؛ عندما يقومون بأي عمل، يحركون أفواههم فحسب لإصدار الأوامر، وبعد أن يتحدثوا لا يفعلون أي شيء آخر. إنهم لا يشرفون أبدًا على العمل أو يفحصونه أو يتابعونه، ويشعرون بالكراهية والاستياء تجاه أي شخص يفعل هذه الأشياء، ويريدون أن يجعلوا هذا الشخص يعاني؛ أليس هؤلاء هم أضداد المسيح الكلاسيكيين؟ هذه هي قباحة أضداد المسيح. إنهم لا يعرفون ما هم عليه، ويتصرفون بشكل قبيح للغاية وما يزالون يرغبون في أن يُبارَكوا، وفي التنافس مع بيت الله والأعلى على التفوق، وما يزالون يرغبون في الجدال؛ أليسوا بذلك يغازلون الموت؟ عند إعفاء قطع القمامة من أمثال هؤلاء، يكونون ساخطين بشدة وعصيين. إنهم حقًا بلا حياء وليس لديهم حتى ذرة من العقل! عندما يقومون بواجبهم، يتصرفون بجموح فاعلين أشياء سيئة، ويعطلون عمل الكنيسة ويُربكونه، وعندما يُعفون، لا يقتصر الأمر على أنهم يرفضون الاعتراف بأخطائهم، بل إنهم أيضًا يلقون بالمسؤولية على عاتق الآخرين، ويبحثون عن شخص آخر ليتحمل العواقب بدلًا منهم، قائلين: "لقد فعل هذا الشيء، وأنا لست الوحيد المسؤول عن فِعل ذلك الشيء الآخر. لقد ناقش الجميع هذا الأمر معًا ولم أكن أنا من أخذ زمام المبادرة". إنهم لا يتحملون أي مسؤولية على الإطلاق، وكأنهم – إذا تحملوا المسؤولية – سيُدانون ويُستبعدون وسيفقدون كليًّا أي أمل في أن يُباركوا. لذلك، يفضلون الموت على الاعتراف بأخطائهم والإقرار بأنهم مسؤولون بشكل مباشر، وبدلًا من ذلك يصرون على إلقاء المسؤولية على عاتق آخرين. بناءً على طريقة تفكيرهم، فإنهم سيحاربون الله حتى النهاية! هل هؤلاء هم الناس الذين يقبلون الحق؟ هل هؤلاء هم الناس الذين يقبلون دينونة الله وتوبيخه؟ إن القدرة على محاربة بيت الله بهذه الطريقة توضح وجود خطأ خطير في شخصيتهم. فيما يتعلق بكيفية تعاملهم مع أخطائهم، فإنهم – أولًا وقبل كل شيء – لا يطلبون الحق؛ وثانيًا، لا يتأملون ذواتهم؛ هم أيضًا يلقون بالمسؤولية على آخرين، وعندما يُعَرِّفهم بيت الله بطريقة معينة ويعفيهم من واجبهم، يحاربون بيت الله، وينشرون شكاواهم وسلبيتهم في كل مكان يذهبون إليه، في محاولة لكسب تعاطف شعب الله المختار. إنهم يؤمنون بالله، لكنهم يعارضونه؛ ألا يغازلون الموت؟ هؤلاء الناس صمٌّ حقًا عن أي صوت للعقل! ماذا إذًا لو أُعفوا من واجبهم وفقدوا مكانتهم؟ إنهم لم يُطردوا، ولم يُجَرَدوا من حقهم في الحياة. يمكنهم التوبة، والبدء من جديد، والنهوض مرة أخرى أينما فشلوا وسقطوا. لا يمكن لأضداد المسيح أن يقبلوا حتى مثل هذا الشيء البسيط؛ هؤلاء الناس لم يعد من الممكن تخليصهم بالفعل! بالطبع، عندما يُعفى بعض أضداد المسيح، فإنهم يطيعون على مضض في الظاهر، ولا يتصرفون بيأس شديد أو يُظهِرون أي عداء، لكن هل يعني ذلك أنهم يقبلون الحق ويخضعون لله؟ كلا؛ إنه لا يعني ذلك. إنَّ ضد المسيح يمتلك شخصية ضد المسيح وجوهره، وهذا ما يميزه عن الشخص العادي. رغم أنه لا يقول شيئًا في الظاهر بعد إعفائه، يظل يقاوم في قلبه. إنه لا يعترف بأخطائه، ومهما يمر من وقت، فلن يتمكن أبدًا من معرفة ذاته حقًا. لقد ثبت ذلك منذ فترة طويلة. ثمة شيء آخر أيضًا بشأن ضد المسيح لا يتغير أبدًا: أيًّا ما يكن المكان الذي يفعل فيه الأشياء، فهو يرغب في أن يكون مختلفًا، وأن يتطلع إليه الآخرون ويقدرونه؛ حتى لو لم يكن لديه منصب شرعي ولقب كقائد كنيسة أو قائد فريق، فإنه يظل راغبًا في أن يكون أفضل من الآخرين من حيث منزلته وقيمته. وبصرف النظر عما إذا كان بإمكانه القيام بالعمل، أو نوع الإنسانية الذي لديه أو اختبار الحياة، فسوف يبتكر كل أنواع الوسائل ويبذل قصارى جهده لإيجاد فرص للتباهي، وكسب رضا الناس وقلوبهم، وإغراء الناس وتضليلهم، من أجل اكتساب تقديرهم. ما الذي يريد أضداد المسيح أن يُعجَب به الناس فيهم؟ رغم أنهم قد أُعفوا، يعتقدون أن "الدب الضعيف يظل أقوى من الغزال"، وأنهم ما يزالون نسورًا تطير فوق الدجاج. أليست هذه هي غطرسة أضداد المسيح وبرهم الذاتي، وما هو مختلف فيهم؟ لا يمكن لأي منهم التصالح مع كونه بلا مكانة، وكونه مؤمنًا عاديًّا وشخصًا طبيعيًّا، ومع القيام بواجبه جيدًا وبصورة عملية فحسب، وأن يبقى في مكانه، أو أن يبلي بلاءً حسنًا فحسب، وأن يُظهِر إخلاصه، وأن يبذل قصارى جهده، في العمل الذي يُسنَد إليه. هذه الأشياء لا ترضيهم ألبتة. فهم ليسوا على استعداد ليكونوا هذا النوع من الأشخاص أو القيام بهذه الأنواع من الأشياء. ما "طموحهم الكبير"؟ أن يقدرهم الناس ويتطلعون إليهم، وأن يمتلكوا السلطة. لذا، حتى لو لم يكن ضد المسيح يتمتع بلقب معين في اسمه، فسوف يسعى جاهدًا من أجل ذاته، ويتحدث عنها ويبررها، باذلًا كل ما في وسعه لإظهارها، خشية ألا يلاحظه الناس أو ألا ينتبه إليه أحد. سوف ينقض على كل فرصة ليصبح معروفًا بشكل أفضل، ولزيادة هيبته، وجعل المزيد من الناس يرون مواهبه ونقاط قوته، ويُظهِر أنه متفوق على الآخرين. في أثناء قيام ضد المسيح بهذه الأشياء، يكون على استعداد لدفع أي ثمن يتطلبه التباهي بذاته ومدحها، ولجعل الجميع يعتقدون أنه حتى وإن لم يكن قائدًا، وليس لديه مكانة، فلا يزال متفوقًا على الناس العاديين. عندئذ سيكون ضد المسيح قد حقق هدفه. إنه لا يرغب أن يكون شخصًا عاديًّا، شخصًا طبيعيًّا؛ إنه يريد السلطة والهيبة، وأن يكون أفضل من الآخرين. يقول بعض الناس: "هذا أمر لا يمكن تصوره. ما الفائدة من امتلاك المكانة، والهيبة، والسلطة؟" ما من فائدة للسلطة والمكانة بالنسبة لشخص لديه عقل، وهي ليست أشياء يجب أن يسعى إليها. لكن بالنسبة لأضداد المسيح، الذين يحترقون بالطموح، تُعد المكانة والسلطة والهيبة أمورًا حيوية؛ لا يمكن لأحد أن يغير منظورهم، ولا يمكن لأحد أن يغير الطريقة التي يعيشون بها وأهداف وجودهم؛ هذا هو جوهر طبيعة أضداد المسيح. لذلك، إذا رأيت شخصًا ما يقوم بواجبه بشكل استباقي ويحمي مكانته عندما تكون لديه مكانة، ولا يزال يرغب في عمل كل ما في وسعه لحماية سمعته عندما يفتقر إلى المكانة؛ فإنَّ شخصًا من هذا النوع لا يمكن خلاصه، وهو ضد للمسيح بكل معنى الكلمة.
قبل إعفاء ضد المسيح وبعده، عندما يظل عاجزًا عن اكتساب المكانة والسلطة والهيبة التي يرغب فيها رغم بذل سلسلة من الجهود، فإنه لن يتخلى عن المكانة ورغبته في ربح البركات. لن ينحي هذه الأشياء جانبًا ويغير نفسه للسعي إلى الحق، أو يقوم بواجبه جيدًا بطريقة عملية وحسنة السلوك. لن يتوب حقًا عن أي خطأ ارتكبه، بل سيجري تقييمات متكررة مثل: "هل سيكون لدي أي أمل في اكتساب مكانة في المستقبل؟ بدون المكانة، هل لدي أي أمل في أن أكون مُباركًا؟ هل ستُلبى رغبتي في ربح البركات؟ ما رتبتي في بيت الله، في الكنيسة؟ ما موقعي في الترتيب الهرمي؟" عندما يخلُص إلى أنه لا يتمتع بهيبة كبيرة في الكنيسة، وأن غالبية الناس لا ينظرون إليه بشكل إيجابي، وأن الكثيرين حتى يستخدمونه كمثال تعليمي سلبي، فإنه يشعر أن هيبته داخل الكنيسة قد دُمِرت كليًّا، وأنه لا يحظى بدعم معظم الناس، وأنه من غير الممكن أن يستحسنه معظم الناس مرة أخرى، وأن أمله في أن يكون مباركًا يكاد أن يكون معدومًا. عندما يرى هذا كله، عندما يصل إلى هذه الاستنتاجات في تقييمه، فإن تفكيره وموقفه لن يكونا – رغم ذلك – أن يتخلى عن نواياه ورغباته والتوبة الحقيقية إلى الله، أو أن يلتزم التزامًا كاملًا بالعمل من أجل الله، وأن يقوم بواجبه بإخلاص. ليس هذا ما يدور في أذهانهم؛ فماذا يدور في أذهانهم؟ "بما أنني لن أحقق طموحي أو أحصل على أي مكانة في بيت الله، في الكنيسة، فلماذا أستمر في اتباع هذا الطريق المسدود؟ يمكن أن يستفيد الناس من تغيير الموقع. قد تتحسن أموري بالفعل إذا ذهبت إلى مكان آخر. لماذا لا أخرج من هذا المكان الذي حطم قلبي؟ لماذا لا أغادر هذا المكان الذي لا أستطيع أن أحقق فيه طموحاتي، حيث يصعب تحقيق طموحاتي؟" عندما يفكر ضد المسيح في هذه الأشياء، ألا يعني ذلك أنه على وشك مغادرة الكنيسة؟ هل تريدون أن يغادر شخص مثل هذا أم يبقى؟ هل يجب إقناعه بالبقاء؟ (لا ينبغي إقناعه، ولن يبقى حتى لو حاول الناس إقناعه). لا أحد يستطيع أن يجعله يبقى؛ هذا صحيح. ما سبب ذلك؟ بوضع كل الحقائق في الاعتبار، لا يحب أضداد المسيح الحق، لذا فإن البقاء في بيت الله سيسبب لهم الألم فحسب. سيكون الأمر أشبه بمحاولة إقناع عاهرة، فاسقة، بمساعدة زوجها وتعليم أطفالها، وبأن تكون امرأة فاضلة وزوجة صالحة وأمًا طيبة. هل يمكنها القيام بهذه الأشياء؟ (كلا). إنها مسألة تتعلق بطبيعة الإنسان. لذا، إذا رأيت أن ضدًّا للمسيح يرغب في الانسحاب، فلا تحاول إقناعه بغير ذلك تحت أي ظرف من الظروف؛ إلا إذا كان ثمة موقف معين يقول فيه: "رغم أنني ضدٌّ للمسيح، فإنني أرغب في العمل من أجل بيت الله. سوف أُجبر نفسي على عدم فِعل أي شر، وسأتمرد على الشيطان". في حالة مثل هذه، هل يلزم إبعاده بضربه مثل ذبابة؟ (كلا). في مثل هذه الحالة، يمكننا ترك الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، لكن ثمة إجراء يجب تطبيقه: لا بد أن يشرف المزيد من الناس على ضد المسيح هذا ويراقبونه، وعند أول علامة على وجود متاعب، مثل رغبته في ارتكاب الشر، يجب تطهير المكان منه بسرعة. إذا كان لا يستطيع تحمُل أن يشرف عليه آخرون ويراقبونه، وكان يشعر أنه يُعامَل سيئًا وكان غير راغب في العمل، فكيف يجب معاملة شخص مثل هذا؟ يجب أن تصحبه في طريق الخروج وتقول: "أنت موهوب، ويجب أن تخرج إلى عالم غير المؤمنين وتحقق خططك الكبرى. أنت سمكة كبيرة جدًا على هذه البِركة، والكنيسة لا تناسبك. لا يمكنك فرد جناحيك هنا؛ فهذا العمل لا يليق بمواهبك. إذا عُدت إلى العالم، فربما تترقى، وتكسب الكثير من المال، وتصبح ثريًّا. ربما تصبح من المشاهير!" شجعه بسرعة على المغادرة. إذا كان يسعى إلى الثروة والمكانة، ويتوق إلى منافع المكانة، فليعد إلى العالم ليعمل ويكسب المال، ويصبح حينئذ من المسؤولين ويستمتع بحياته الجسدية. قد يسأل البعض عما إذا كانت معاملته بهذه الطريقة هي معاملته بدون قلب محب. في الواقع، حتى لو لم تقل لأضداد المسيح مثل هذه الأشياء، فإنهم سيفكرون في قلوبهم: "أف! لقد رُقيت في يوم، ثم أُعفيت في اليوم التالي. لقد أُعطيت مكانة ورغم ذلك أُراقب ويُشرَّف علي وأُهذب؛ يا له من ألم! لا أجد صعوبة في العثور على هذا النوع من المكانة، ولو لم أكن أؤمن بالله، لصرت بحلول اليوم غنيًّا وقد ارتقيت السلم الاجتماعي في العالم، ولكنت على الأقل أحد كبار الموظفين على مستوى المدينة. لقد وُلدتُ لأكون من المسؤولين. إنني متميز أيًّا يكن ما أفعله في العالم، أنا أجيد القيام بكل شيء، ويمكنني أن أصنع اسمًا لنفسي في أي مجال، كما أنني مقدام". حتى وإن لم تقل له مثل هذه الأشياء، فسوف يقول هو أشياء مثلها، ولهذا السبب عليك أن تسرع في قول بعض الكلمات اللطيفة التي يريد سماعها، وتشجعه على مغادرة الكنيسة بسرعة؛ وهذا سيفيد الجميع. يسعى أضداد المسيح إلى المكانة، والسلطة، والهيبة؛ هم لا يريدون أن يكونوا أناسًا عاديين، بل يريدون دائمًا أن يكونوا أفضل من الآخرين، إلى أن يُدمروا سمعتهم ومنزلتهم في النهاية، ويلعنهم الله. هل أنتم راغبون، إذًا، في أن تكونوا أناسًا عاديين؟ (نعم.) ثمة معنى في الواقع لأن تكونوا أناسًا عاديين. عدم السعي إلى الشهرة والربح، وأن تقنع بدلًا من ذلك بالحياة الواقعية، والعيش بسلام وفرح، وأن تكون راسخًا في قلبك؛ هذا هو الطريق الصحيح في الحياة. إذا كان ثمة شخص يرغب دائمًا في أن يكون متفوقًا على الآخرين وأفضل منهم، فهذا يعادل أن يشوي نفسه على النار ويضع نفسه في مفرمة اللحم؛ إنه يبحث عن المتاعب. لماذا لديه مثل هذه المشاعر؟ هل كونك أفضل من الآخرين شيء جيد؟ (كلا، ليس جيدًا.) إنه ليس شيئًا جيدًا. ورغم ذلك، يصر أضداد المسيح على اختيار هذا الطريق. أيًّا تكن الظروف، فلا تتبعوا هذا الطريق!
عندما لا يوجد بعد لدى شخص عادي فاسد أساس في إيمانه بالله، عندما لا يكون قد نمى إيمانًا حقيقيًّا بالله، يكون إيمانه ضئيلًا أو تكون قامته ضئيلة. عندما يواجه مثل هذا الشخص انتكاسة، سوف يفكر بشكل سيء في نفسه، ويعتقد أن الله لا يحبه، وأن الله يكرهه. عندما يرى نفسه في وضع صعب ويفشل عند كل منعطف، وأنه غير قادر على إرضاء الله، سيشعر بالإحباط. سيختبر أيضًا بعض الضعف والسلبية، وستخطر على باله أحيانًا أفكار مغادرة الكنيسة. لكن هذا ليس الشيء نفسه كأن يكون متحديًا. هذا هو نوع التفكير الذي يخطر على بال شخص ما عندما يكون يائسًا ومحبطًا، وهو يختلف تمامًا عن انسحاب ضد المسيح. عندما يريد ضد المسيح الانسحاب، فإنه سيفضل الموت على التوبة، لكن عندما يُحبَط شخص فاسد عادي ويفكر في ترك الكنيسة، فإنه بمساعدة الآخرين وشركتهم، إضافةً إلى تعاونه النشط، والصلاة والطلب، وقراءة كلام الله، من الممكن أن يؤثر كلام الله فيه تدريجيًّا ويغيره، ويُغير ما إذا كان سيبقى أو يذهب، ويُغير أيضًا قراره وفكره. في الوقت نفسه، يمكن أيضًا أن يساعده كلام الله على أن تتشكل لديه تدريجيًّا توبة، وموقف إيجابي، والإرادة للمثابرة، مما يُمكِنه من أن يصبح قويًا بالتدريج. هذا مظهر من مظاهر عملية دخول الحياة بالنسبة إلى شخص طبيعي. في المقابل من ذلك، سيحارب ضد المسيح حتى الرمق الأخير. لن يتوب أبدًا، وسيفضل الموت على الاعتراف بأنه كان على خطأ، وعلى أن يعرف نفسه، وعلى أن يتخلى عن رغبته في ربح البركات. إنه لا يمتلك أدنى قدر من دخول الحياة. لذا، بالنسبة لشخص مثل هذا، شخص لا يرغب في العمل، أو لا يبلي فيه بلاءً حسنًا، فانصحه بمغادرة الكنيسة فحسب. هذا قرار حكيم، وهو أحكم الطرق للتعامل مع مثل هذه المسألة. حتى لو لم تنصحه بذلك، هل ستتمكن من إقناعه بالبقاء؟ هل يمكنك تغيير طريقته في السعي أو منظوره؟ لن تتمكن أبدًا من تغيير هذه الأشياء. ثمة بعض الناس الذين يحثهم بيت الله على البقاء، ويساعدهم ويدعمهم، لأن سلبيتهم وضعفهم وشخصياتهم الفاسدة التي كشفوا عنها شائعة بين جميع الناس الفاسدين العاديين، وتقع ضمن نطاق الحالة الطبيعية. من خلال عقد الشركة عن كلام الله، ومساعدة الآخرين ودعمهم، يمكنهم تدريجيًّا أن يصبحوا أقوياء، وأن يكتسبوا قامة، وأن ينمو لديهم الإيمان بالله، وأن يُخلصوا في القيام بواجبهم. هذا هو نوع الشخص الذي يجب أن نساعده ونحثه على البقاء. على الرغم من ذلك، بالنسبة لأضداد المسيح الذين لا يرغبون في العمل أو لا يعملون جيدًا، فشجِّعهم على المغادرة، لأنهم كانوا يرغبون في ذلك بالفعل قبل نصحك لهم بالمغادرة بفترة طويلة، أو كانوا على وشك المغادرة في أي لحظة. هذه هي مختلف المظاهر والأفكار التي توجد لدى أضداد المسيح عندما يواجهون الإعفاء ويرغبون في الانسحاب.
رابعًا: نهج أضداد المسيح عندما لا يُرقَّون
يُوجد نوع آخر من الأشخاص لا يسعى إلى الحق. لأن هذا النوع من الناس لا يسعى إلى الحق، لا يقومون بواجبات مهمة، وبالتالي نادرًا ما يختبرون التهذيب في بيت الله، لم يختبروا قط أن يُعفَوا من واجباتهم، وبالطبع، نادرًا ما يُعاد تعيينهم في واجب مختلف. على الرغم من ذلك، عندما لا يترقون بعد إيمانهم بالله لعدة سنوات، يبدؤون في تقييم مقدار ما لديهم من الأمل في الحصول على البركة بصورة متكررة. لا سيما عندما يرون كلام الله يقول: "أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لا يستطيعون نيل الخلاص"، يشعرون بأن آمالهم في الحصول على البركة ضئيلة للغاية، ويبدؤون في التفكير في الانسحاب. بعض هؤلاء الناس الذين لا يسعون أبدًا إلى الحقيقة يمتلكون قدرًا من المعرفة ومواطن القوة، ولأنهم لم يترقوا، يشعرون بعدم الرضا ويبدؤون في الشكوى؛ يريدون الانسحاب لكنهم يخافون من أن يفقدوا فرصتهم في نيل البركة، لكنهم إن لم ينسحبوا، سيظلون لن يترقوا؛ هم يشعرون بأنهم عالقون بين المطرقة والسندان. ما رأيكم في هذا الأمر؟ رغم أن هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق، بعضهم مجتهد إلى حدٍ ما ولديه دافع؛ بغض النظر عن الواجب الذي يقومون به، هم دائمًا راغبون في اكتساب المعرفة المهنية ذات الصلة، ويريدون دائمًا أن يرقيهم بيت الله، ويتوقون إلى اليوم الذي يستطيعون فيه تمييز أنفسهم وبالتالي يكسبون المكانة والمزايا المختلفة التي يريدونها. ظاهريًا، الأشخاص من هذا النوع يبدون هادئين، وغير لافتين، ومتقنين للعمل وذوي ضمير يقظ حين يكونون إلى جوار الآخرين، لكن قلوبهم مليئة بالطموح والرغبة. ما شعارهم؟ الفرصة تأتي إلى مَن هو مستعدٌ لها. ظاهريًا، لا يلاحظهم أحد على الإطلاق، ولا يفعلون ما يجذب الأنظار، لا ينافسون أو يمدون أيديهم للحصول على الأشياء، لكن لديهم في قلوبهم "طموح كبير". ولهذا، عندما يرون شخصًا يترقى ويصبح قائدًا أو عاملًا في الكنيسة، يزداد شعورهم بالانزعاج وخيبة الأمل قليلًا. بغض النظر عمن يترقى، أو يُنمَّى، أو يُعطى دورًا مهمًا ما، فدائمًا ما يكون لهذا وقع سلبي عليهم. حتى عندما يحظى شخص ما بتقدير من الإخوة والأخوات وينال منهم الثناء والدعم، فإنهم يشعرون بالحسد والحزن في قلوبهم، حتى إنَّ بعضهم سيذرف الدموع سرًا، وكثيرًا ما يسألون أنفسهم: "متى سأحظى بالتقدير وأُرشَّح؟ متى سيعرفني الأعلى؟ متى سيرى قائدٌ مواطن قوتي ومزاياي وعطاياي ومواهبي؟ متى سأنال الترقية والتنمية؟" يشعرون بالضيق وبالسلبية، لكنهم لا يريدون الاستمرار على هذا النحو، لذا يشجعون أنفسهم سرًا على ألّا يكونوا سلبيين، وعلى أن يمتلكوا قوة الإرادة للمثابرة، وألّا تردعهم النكسات وألا يستسلموا أبدًا. وكثيرًا ما يحذرون أنفسهم: "أنا شخص لديه طموح كبير. يجب ألّا أرغب في أن أكون شخصًا عاديًا، شخصًا اعتياديًا، ويجب ألا أرغب في حياة حافلة متوسطة المستوى. يجب أن يكون إيماني بالله متميزًا ويحقق إنجازات عظيمة. إن واصلت عيش هذه الحياة الهادئة والعادية، فهذا شيء جبان وخانق للغاية! لا يمكن أن أكون هذا النوع من الأشخاص. سأعمل بجهد مضاعف، وسأحسن استغلال كل لحظة، وسأقرأ وأتلو كلام الله أكثر، وسأكتسب المعرفة عن هذه المهنة وأدرسها بدرجة أكبر. يجب أن أحقق كل ما يستطيع الآخرون القيام به، ويجب أن أكون قادرًا على تقديم شركة حول الأشياء التي يستطيع الآخرون تقديم شركة حولها". بعد عملهم الجاد لفترة من الوقت، تأتي انتخابات كنيسة، لكنهم لا يُنتخبَون. في كل مرة تبحث الكنيسة عن شخص لتنميه وترقيه وتعطيه دورًا مهمًا، لا يقع الاختيار عليهم؛ كل مرة يحسبون فيها أن لديهم أملًا في الترقية، يخيب أملهم في النهاية، وكل خيبة أمل تجعلهم يشعرون باليأس وبأنهم سلبيون. يعتقدون أن نيل البركة في إيمانهم بالله أمر بعيد للغاية عنهم، ولذلك تنشأ فكرة الانسحاب في أذهانهم. رغم ذلك، هم غير راغبين في الانسحاب، بل يريدون أن يجتهدوا يناضلوا مرة أخرى. كلما اجتهدوا وناضلوا بهذه الطريقة، ازداد اشتياقهم إلى أن يزكيهم أحد، وإلى أن يترقوا. يشعرون بهذا الاشتياق على نحو متزايد، ويظل ما يحصلون عليه في النهاية هو خيبة الأمل، وهكذا يعذبهم غرورهم ورغبتهم في الحصول على البركة. كل خيبة أمل يشعرون بها كما لو أنهم يُحرَّقون ويُقَسَّوْن في النار. لا يستطيعون الحصول على ما يريدون؛ يريدون الانسحاب لكنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون؛ لا يستطيعون نيل ما يريدون نيله، وكل ما يتبقى لهم هو خيبة الأمل واليأس والانتظار الذي لا نهاية له. يريدون الانسحاب لكنهم يخافون من فقدان بركات عظيمة، وكلما زادت رغبتهم في الحصول على البركات باستماتة، قلّت قدرتهم على الحصول عليها. نتيجة هذا أنهم يقعون في حالة صراع دائم بين أملهم في البركات وعذاب خيبة الأمل، وهذا يؤلم قلوبهم كثيرًا. لكن هل سيُصلون إلى الله بشأن هذا الأمر؟ لا، لن يفعلوا ذلك. يقولون في أنفسهم: "بمَ ستفيد الصلاة؟ الإخوة والأخوات لا يثنون عليَّ والقادة لا يحملون لي تقديرًا عاليًا، فهل لله أن يستثنيني ويعطيني دورًا مهمًا؟" يعلمون أن عقد آمالهم على الآخرين سيجلب لهم خيبة الأمل، وأنه ليس من الآمن أيضًا أن يعقد آمالهم في نيل البركة على الله. لأنهم رأوا كلام الله يقول: "أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لا يستطيعون نيل الخلاص"، يشعرون باليأس وخيبة الأمل. لا أحد يعيرهم اهتمامًا في الكنيسة، ولا يستطيعون رؤية أي أمل. عندما ينظرون إلى وجوههم، يظلون غير قادرين على رؤية أي أمل في كسب البركات، ويفكرون: "هل ينبغي أن أنسحب أم أبقى؟ هل حقًا ليس لدي أي أمل في أن أنال البركة؟" تمر سنوات بينما يترددون ويتأملون في هذه الأمور مرارًا وتكرارًا، ولا يزالون غير قادرين على الترقي أو أن يُعيَّنوا في منصب مهم. يريدون المنافسة على المكانة لكنهم يشعرون بأن هذا ليس أمرًا عقلانيًا أو صائبًا، ويشعرون بالحرج من القيام بذلك، ولكن إن لم ينافسوا على المكانة، فمتى سيترقون ويُمنحون دورًا مهمًا؟ يفكرون في الأشخاص الذين يؤمنون بالله معهم، والذين يحضرون الاجتماعات ويقومون بالواجبات معهم. ترقى العديد منهم وأُعطوا أدوارًا ذات أهمية، بينما هم لا يستطيعون الحصول على دور مهم مهما اجتهدوا في المحاولة، ويشعرون بالحيرة وبالافتقار إلى مسار للتقدم. لا يعقدون شركة أو يفصحون لأي شخص آخر عن أفكارهم وحالاتهم وتفكيرهم وآرائهم وانحرافاتهم ونقائصهم؛ هم منغلقون تمامًا. يبدو أنهم يتحدثون على نحو رشيد إلى حد كبير، ويبدو أنهم يتصرفون بعقلانية إلى حدٍ ما، ولكن طموحاتهم ورغباتهم الداخلية شديدة الحدة. يناضلون ويكافحون ويتحملون المعاناة ويدفعون ثمنًا من أجل تحقيق طموحاتهم ورغباتهم، ويمكنهم أن يبذلوا كل شيء في سبيل آمالهم في أن يُباركوا. لكن عندما لا يستطيعون رؤية النتيجة التي يريدون تحقيقها، يصبحون ممتلئين بالعدوانية والغضب تجاه الله، وبيت الله، وحتى تجاه كل مَن في الكنيسة. يكرهون الجميع لأنهم لا يرون مدى اجتهادهم، ولأنهم لا يرون مواطن قوتهم ومزاياهم، وهم يكرهون الله أيضًا لأنه لم يمنحهم فرصًا، ولأنه لم يرقِّهم أو يمنحهم دورًا مهمًا. وفي ظل هذا الحسد والكراهية الهائلين اللذين تحملهما قلوبهم، هل يستطيعون أن يحبوا إخوتهم وأخواتهم؟ هل يستطيعون أن يسبِّحوا الله؟ هل يستطيعون أن يتخلوا عن طموحاتهم ورغباتهم من أجل قبول الحق، وأن يقوموا بواجبهم جيدًا بأقدام ثابتة على الأرض، وأن يكونوا أشخاصًا عاديين؟ هل يمكن أن يكون لديهم مثل هذا النوع من العزم؟ (لا). ليس الأمر فحسب أنهم لا يملكون هذا العزم، بل هم حتى لا يمتلكون الرغبة في التوبة. بعد أن أخفوا أنفسهم بهذه الطريقة لسنوات عديدة، فإن كراهيتهم لبيت الله، وللإخوة والأخوات، وحتى لله، تزداد قوة بعد قوة. ما مدى القوة التي تصبح عليها كراهيتهم؟ يأملون ألا يكون إخوتهم وأخواتهم قادرين على القيام بواجباتهم جيدًا، ويأملون أن يتوقف عمل بيت الله وألّا تحقق خطة تدبير الله شيئًا، بل إنهم يأملون أيضًا أن يقع إخوتهم وأخواتهم في قبضة التنين العظيم الأحمر. يكرهون إخوانهم وأخواتهم ويكرهون الله أيضًا. يشتكون من أن الله ليس بارًا، ويلعنون العالم لأنه يفتقر إلى مخلِّص، وتُكشف هيئتهم الشيطانية تمامًا. هذا النوع من الأشخاص يكون في العادة متخفيًا بعمق، وهو بارع في الاستمرار بالتظاهر على السطح، وهو يتظاهر بالتواضع واللطف والمحبة، بينما هو في الواقع ذئب في ثياب حمل. لا يكشفون أبدًا عن نواياهم الخبيثة السرية، ولا يستطيع أحد أن يرى حقيقتهم، ولا يعرف أحد ما هم عليه حقًا أو ما يفكرون فيه. مَن يخالطهم لفترة من الوقت يستطيع رؤية أنهم أشخاص حسودون للغاية، وأنهم يتنافسون مع الآخرين دائمًا ويدفعون بأنفسهم إلى دائرة الضوء، وأنهم متلهفون جدًا للتفوق على الآخرين، وأنهم يريدون حقًا الفوز بالمركز الأول في كل ما يفعلونه. هكذا يبدون من الخارج، لكن هل هذا ما هم عليه حقًا؟ في الواقع، رغبتهم في الحصول على البركات أقوى حتى من ذلك؛ فهم، بينما يكدحون في هدوء ويبذلون أنفسهم ويدفعون ثمنًا، يأملون أن يستطيع الآخرون رؤية مزاياهم وقدراتهم في العمل، ومن ثمَّ يمكن منحهم دورًا ذي أهمية في بيت الله. وما نتيجة منحهم دورًا ذا أهمية؟ أن يتسنى لهم أن تقدير إجلال الجميع وأن يحققوا في النهاية طموحاتهم الكبرى؛ يستطيعون أن يصبحوا شخصيات بارزة بين الآخرين، أشخاص يعلي الجميع من قدرهم ويتطلعون إليهم، وستكون كل سنوات العمل الشاق ودفع الثمن والكفاح تستحق العناء؛ هذه هي الطموحات والرغبات التي يحملها هؤلاء الناس في أعماق قلوبهم.
هؤلاء النوع من الناس لا يسعون إلى الحق، ورغم ذلك يريدون دائمًا أن يترقوا ويُمنحوا أدوارًا ذات أهمية في بيت الله. يعتقدون في قلوبهم أنه كلما زادت قدرة الشخص على العمل، حصل على مناصب مهمة، وزادت ترقيته وتقديره في بيت الله، وزادت فرصته في تلقي بركات وإكليل ومكافآت. يعتقدون أن من ليس لديه كفاءة عالية في عمله، أو ليس لديه موطن قوة معينة، فهو غير مؤهل للحصول على البركة. يحسبون أن عطايا الشخص ومواطن قوته وقدراته ومهاراته ومستواه التعليمي وقدرته على العمل، وحتى ما يُسمى بمواطن القوة والمزايا التي تتضمنها إنسانيته، والتي لها قيمة في العالم مثل عزمه على التفوق على الآخرين وموقفه الذي لا يُقهَر، يمكنها أن تكون بمثابة رأس مال لتلقي البركات والمكافآت. أي نوع من المقاييس هذا؟ هل هو مقياس يتفق مع الحق؟ (لا). لا يتفق مع مقاييس الحق. إذًا، أليس هذا منطق الشيطان؟ أليس هذا منطق عصر شرير وذو اتجاهات دنيوية شريرة؟ (هو كذلك). طبقًا للمنطق والأساليب والمعايير التي يستخدمها أناس مثل هؤلاء لتقييم الأشياء، إضافةً إلى موقفهم ونهجهم تجاه هذه الأشياء، يبدو وكأنهم لم يسمعوا أو يقرؤوا كلام الله قط، وأنهم يجهلونه تمامًا. لكن في الواقع، هم يستمعون إلى كلام الله، ويقرؤونه، ويقرؤونه مصليين كل يوم. فلماذا لا يتغير منظورهم أبدًا؟ يوجد أمر واحد مؤكد؛ مهما يبلغ مقدار ما يستمعون إليه من كلام الله أو ما يقرؤونه منه، فلن يكونوا متأكدين أبدًا في قلوبهم من أن كلام الله هو الحق، وأنه المعيار لقياس كل شيء؛ لن يفهموا هذه الحقيقة أو يقبلوها في قلوبهم. ولهذا، فمهما كان منظورهم سخيفًا ومتحيزًا، فسوف يتمسكون به إلى الأبد، ومهما كان مدى صحة كلمات الله، فسيرفضونها ويدينونها. هذه هي طبيعة أضداد المسيح الشرسة. فور فشلهم في الحصول على دور مهم، وعدم تحقيق رغباتهم وطموحاتهم، تنكشف أقدامهم المشقوقة، وتفصح طبيعتهم الشرسة عن نفسها، ويريدون إنكار وجود الله. في الواقع، حتى قبل أن ينكروا وجود الله، فهم ينكرون أن كلام الله هو الحق. وتحديدًا لأنَّ جوهر طبيعتهم ينكر الحق، وينكر أن كلام الله هو المعيار الذي يقاس به كل شيء، هم قادرون على النظر إلى الله بهذه العدوانية، وعلى التفكير في إنكار الله وخيانته ورفضه، وترك بيت الله حين لا يُعينون في منصب مهم بعد كل ما قاموا به من حسابات وتخطيط وعمل شاق. رغم أنه لا يبدو أنهم ينازعون الآخرين على السلطة والربح، أو أنهم يسلكون طريقهم الخاص، أو أنهم يقيمون مملكتهم المستقلة علنيًا أو يعملون على مكانتهم الخاصة، يمكننا أن نرى من جوهر طبيعتهم أنهم أضداد للمسيح بكل معنى الكلمة. يحسبون أن أي مسعى لهم صحيح، ومهما يكن ما يقوله كلام الله، فهذه الكلمات بالنسبة إليهم لا تستحق ذكرها أو الاستماع إليها، وهي بالتأكيد لا تستحق أن تُستخدَم. أي نوع من القمامة أمثال هؤلاء الناس؟ كلام الله ليس له أي تأثير فيهم على الإطلاق، فلا يحركهم، ولا يلمس قلوبهم ولا يروق لهم. إذًا، ماذا يقدِّرون؟ عطايا الناس ومواهبهم وقدراتهم ومعرفتهم واستراتيجياتهم وكذلك طموحاتهم وخططهم ومشاريعهم الكبرى. هذه هي الأشياء التي يقدِّرونها. ما كل هذه الأشياء؟ هل هذه أشياء يقدِّرها الله؟ لا، فهذه أشياء يبجِّلها البشر الفاسدون ويحترمونها، وهي أيضُا أشياء يحترمها الشيطان ويعبدها. هم يخالفون تمامًا طريق الله وكلامه ومتطلباته من الناس الذين يخلّصهم. لكن أمثال هؤلاء الناس لم يفكروا قط في أن هذه الأشياء من الشيطان، وأنها شريرة وتتعارض مع الحق. بدلًا من ذلك، هم يعتزون بكل هذه الأشياء، ويتمسكون بها بقوة وعزم، وينظرون إليها على أنها فوق كل ما سواها، ويستخدمونها لتحل محل السعي وراء الحق وقبوله. أليس هذا تصرفًا متمردًا على نحو شائن؟ وفي النهاية، ما عاقبة تمردهم الشائن الوحيدة، عاقبة لا عقلانيتهم الشديدة؟ أن هؤلاء الناس سيتعذر عليهم الخلاص، ولن يتمكن أحد من تغييرهم. هذا النوع من العاقبة مقدر لهم. أخبروني، أليسوا أناسًا يراكمون قوتهم سرًا ويتربصون فحسب؟ المبدأ الذي يلتزمون به هو أن الذهب سيلمع عاجلًا أم آجلًا، وأنهم يجب أن يتعلموا كيفية مراكمة قوتهم سرًا، وأن يتربصوا، وأن ينتظروا الفرصة المناسبة، وأن يستعدوا في أثناء ذلك ويخططوا لمستقبلهم، ولرغباتهم وأحلامهم. بالحكم من منطلق المبادئ التي يلتزمون بها، ومبادئ بقائهم، والأهداف التي يسعون إليها، وما يتوقون إليه في جوهرهم الداخلي، فهؤلاء الناس أضداد للمسيح بكل معنى الكلمة. يقول بعض الناس: "لكن أليس أضداد المسيح يقيمون ممالكهم المستقلة ويقاتلون من أجل المكانة؟" حسنًا، هل يستطيع أمثال هؤلاء الناس إقامة مملكة مستقلة بعد حصولهم على السلطة؟ هل هم قادرون على تعذيب الناس؟ (نعم). فور وصولهم إلى السلطة، هل سيستطيعون القيام بالأمور وفقًا لمبادئ الحق؟ هل سيستطيعون السعي إلى الحق؟ هل يستطيعون أن يُحضروا الناس أمام الله؟ (لا). ماذا سيحدث لو مُنح أمثال هؤلاء منصبًا مهمًا؟ سيرقُّون الأشخاص الموهوبين والفصحاء، وذوي المعرفة، بغض النظر عما إن كان هؤلاء الأشخاص قادرين على القيام بالعمل أم لا؛ سيرقُّون من يشبههم من الناس، في حين يمنعون الترقي عن كل هؤلاء الأشخاص الصالحين، الذين لديهم فهم روحي، ويسعون إلى الحق، والذين هم صادقون. عندما يحدث هذا النوع من المواقف، ألا ينكشف جوهر ضد المسيح الذي لدى أمثال هؤلاء الناس؟ ألا يصبح واضحًا للغاية؟ يوجد بعض الناس الذين لم يفهموا حقًا عندما قلت في البداية إنَّ كل أولئك الذين يريدون الانسحاب عندما لا يحصلون على دور مهم وعندما لا يكون لديهم أمل في الحصول على البركة هم أضداد للمسيح. ولكن هل تستطيعون الآن أن تروا أنهم أضداد للمسيح؟ (نعم).
عندما يُعفى بعض الأشخاص من مناصبهم بوصفهم قادةً ويسمعون أن الأعلى يقول إنهم لن يُنمَّوا أو يُستخدموا مرة أخرى، يشعرون بحزن شديد، ويبكون بمرارة، كما لو أنهم يُستبعدون؛ أي مشكلة هذه؟ هل عدم تنميتهم أو استخدامهم مرة أخرى يعني أنهم يُستبعدون؟ هل يعني هذا أنهم حينئذٍ لا يستطيعون أن ينالوا الخلاص؟ هل الشهرة والربح والمكانة بهذه الأهمية لهم حقًا؟ إن كانوا ممن يسعون إلى الحق، فعليهم أن يتفكروا في أنفسهم عندما يخسرون شهرتهم وربحهم ومكانتهم، وأن يشعروا بالندم الحقيقي؛ عليهم أن يختاروا طريق السعي إلى الحق، وأن يفتحوا صفحة جديدة، وألا ينزعجوا أو يبكوا كثيرًا. إن كانوا يعلمون في قلوبهم أنهم أُعفوا من بيت الله لأنهم لا يقومون بعمل حقيقي ولا يسعون إلى الحق، ويسمعون بيت الله يقول إنهم لن يترقوا مرة أخرى، فعليهم أن يشعروا بالخزي، لأنهم مدينون لله، ولأنهم خذلوا الله؛ يجب أن يعرفوا أنهم لا يستحقون أن يستخدمهم الله، وبهذه الطريقة يمكن اعتبار أنهم يتمتعون بقدر ضئيل من العقل. لكنهم يصبحون سلبيين وينزعجون عندما يسمعون أن بيت الله لن ينميهم أو يستخدمهم مرة أخرى، وهذا يبين أنهم يسعون إلى الشهرة والربح والمكانة، وأنهم ليسوا ممن يسعون إلى الحق. رغبتهم في البركات بهذه القوة، وهم يعتزون بالمكانة إلى هذا الحد ولا يقومون بعمل فعلي، لذلك يجب يُعفوا، ويجب عليهم التفكر في شخصيتهم الفاسدة وفهمها. عليهم أن يعلموا أن المسار الذي يتبعونه خطأ، وأنهم بالسعي وراء المكانة والشهرة والربح يسيرون في مسار ضد المسيح، وأن الله لن يستحسنهم، وأنهم أيضًا سيسيئون إلى شخصيته، وأنهم إن ارتكبوا كل أنواع الشر، فسوف يعاقبهم الله أيضًا. أليست هذه المشكلة لديكم أنتم أيضًا؟ ألن تحزنوا إن قلت لكم الآن إنكم ليس لديكم أي فهم روحي؟ (بلى). عندما يسمع بعض الناس قائدًا من المستوى الأعلى يقول إنهم ليس لديهم أي فهم روحي، يشعرون بأنهم غير قادرين على فهم الحق، وأن الله لا يريدهم بالتأكيد، وأنهم لا أمل لهم في نيل البركة؛ لكن على الرغم من حقيقة أنهم يشعرون بالحزن، فإنهم يظلون قادرين على القيام بواجبهم على نحو طبيعي؛ أمثال هؤلاء لديهم بعض العقل. عندما يسمع بعض الناس شخصًا يقول إنهم ليس لديهم أي فهم روحي، فإنهم يصبحون سلبيين، ولا يعودون راغبين في القيام بواجبهم. يفكرون: "تقول إنني ليس لدي أي فهم روحي؛ ألا يعني هذا ألا أمل لي في أن أُبارَك؟ بما أنني لن أحصل على أي بركة في المستقبل، فلماذا لا أزال أومن؟ لن أقبل أن أُجبر على أداء خدمة. مَن ذا الذي سيكدح من أجلك إن لم ينل أي مقابل لذلك؟ لستُ غبيًا بهذا القدر!" هل يملك هؤلاء الناس ضميرًا وعقلًا؟ يتمتعون بنعم كثيرة من الله ومع ذلك فهم لا يعرفون كيف يردونها، ولا يريدون حتى أن يؤدوا الخدمة. أمثال هؤلاء قد انتهى أمرهم. لا يستطيعون حتى أداء الخدمة إلى النهاية وليس لديهم إيمان حقيقي بالله؛ هم عديمو إيمان. إن كان لديهم قلب مخلص لله وإيمان حقيقي بالله، فكيما كان تقييمهم، فما لذلك إلا أن يمكِّنهم من معرفة أنفسهم على نحو أكثر صدقًا ودقة؛ عليهم التعامل مع هذا الأمر معاملة صحيحة وألا يتركوا ذلك يؤثر في اتباعهم لله أو في القيام بواجبهم. حتى إن لم يكن بإمكانهم تلقي البركات، فيجب أن يكونوا راغبين في أداء الخدمة لله حتى النهاية، وأن يكونوا سعداء بفعل ذلك، دون شكوى، ويجب أن يسمحوا لله أن يرتِّبهم في كل الأشياء؛ حينئذٍ فقط سيصبحون ذوي ضمير وعقل. سواء حصل الإنسان على نعمة أم عانى من كارثة، فهذا في يدي الله، الله يسود على هذا ويرتبه، وهو ليس شيئًا يمكن للناس أن يطلبوه أو يعملوا من أجله. إنما هو يعتمد على ما إن كان هذا الشخص قادرًا على طاعة كلام الله، وقبول الحق، والقيام بواجبه جيدًا وفقًا لمتطلبات الله؛ الله سيجازي كل شخص حسب أعماله. إن كان لدى أحد هذا القدر من الإخلاص، وكان يكرِّس كل ما يستطيع حشده من قوة للواجب الذي ينبغي له القيام به، فهذا يكفي، وسيكسب استحسان الله وبركاته. وعلى العكس من ذلك، إن كان أحد لا يقوم بواجبه بما فيه الكفاية، بل يرتكب كل أنواع الشر، ورغم ذلك لا يزال يرغب في تلقي البركات من الله، أليس تصرفه على هذا النحو مفتقرًا للغاية إلى العقل؟ إن كنت تشعر بأنك لم تحسن عملك بما يكفي، وأنك بذلت الكثير من الجهد لكنك لا تزال غير قادر على التعامل مع الأمور بالمبادئ، وتشعر بأنك مدين لله، ومع ذلك يباركك الله ويبدي لك النعمة، ألا يعني هذا أن الله يسدي لك معروفًا؟ إن أراد الله أن يباركك، فهذا شيء لا يستطيع أحد أن يحرمك إياه. قد تحسب أنك لم تحسن العمل، لكن في تقييم الله، يقول إنك مخلص وقد بذلت جهدك، وهو يرغب في أن يبدي لك النعمة ويباركك. لا شيء يفعله الله خطأ، ويجب عليك أن تسبِّح بره. أيًا كان ما يفعله الله، فهو دائمًا صحيح، وحتى لو كنت تكنّ مفاهيم حول ما يفعله الله، معتقدًا أن ما يفعله لا يراعي المشاعر الإنسانية، وأنه ليس على هواك، فيجب عليك أن تسبِّح الله رغم ذلك. لماذا يجب عليكم فعل هذا؟ لا تعرفون السبب، صحيح؟ تفسير ذلك في الواقع سهل جدًا: لأن الله هو الله وأنت إنسان؛ هو الخالق، وأنت كائن مخلوق. لست أهلًا لأن تطالب بأن يتصرف الله على نحو معين أو أن يعاملك على نحو معين، في حين أن الله أهل لأن يطالبك. البركات والنعمة والمكافآت والأكاليل- كيفية منح كل هذه الأشياء ومَن تُمنَح له تعود إلى الله. لماذا تعود إلى لله؟ هذه الأشياء هي ملك لله، وليست ممتلكات مشتركة بين الإنسان والله ويمكن توزيعها بالتساوي بينهما. هي ملك لله، ويهبها الله لمن يعدهم بأن يهبهم إياها. إن لم يعدك الله بأن يهبها لك، فلا يزال يجب عليك أن تخضع له. إن توقفت عن الإيمان بالله لهذا السبب، فما المشكلات التي سيحلها ذلك؟ هل ستتوقف عن كونك كائنًا مخلوقًا؟ هل تستطيع الهروب من سيادة الله؟ لا يزال الله له السيادة على كل الأشياء، وهذه حقيقة ثابتة. لا يمكن أبدًا مساواة هوية الله ومكانته وجوهره بهوية الإنسان ومكانته وجوهره، ولن تمر هذه الأشياء بأي تغيير أبدًا؛ سيظل الله هو الله إلى الأبد، وسيظل الإنسان إنسانًا إلى الأبد. إن كان الشخص قادرًا على فهم هذا، فماذا يجب عليه أن يفعل؟ يجب أن يخضع لسيادة الله وترتيباته، فهذه هي الطريقة الأكثر عقلانية للتعامل مع الأمور، وإلى جانب هذا، ما من مسار آخر يمكن اختياره. إن لم تخضع فأنت متمرد، وإن كنت متحديًّا وتجادل، فأنت متمرد بدرجة صارخة، ويجب أن تُدمَّر. قدرتك على الخضوع لسيادة الله وترتيباته تظهر أن لديك عقلًا؛ وهذا هو الموقف الذي يجب أن يكون لدى الناس، وهذا وحده الموقف الذي يجب أن يكون لدى الكائنات المخلوقة. على سبيل المثال، هب أن لديك قطة صغيرة أو كلبًا؛ هل لهذه القطة أو الكلب الحق في مطالبتك بأن تشتري له مختلف أنواع الأطعمة اللذيذة أو الألعاب المسلية؟ هل توجد قطط أو كلاب غير معقولة إلى حد فرض مطالب على أصحابها؟ (لا). وهل يوجد كلب يختار ألا يكون مع مَن يملكه بعد أن يرى كلبًا في بيت شخص آخر يحظى بحياة أفضل من حياته؟ (لا). غريزته الطبيعية هي أن يفكر: "يعطيني مالكي الطعام ومكانًا للإقامة، لذلك يجب أن أحرس المنزل من أجل مالكي. حتى لو كان لا يمنحني طعامًا أو يمنحني طعامًا غير طيب، لا يزال يتعين عليَّ حراسة منزله." ليس لدى الكلب أي أفكار غير لائقة تتمثل في تجاوز منزلته. سواء أكان مالكه محسنًا إليه أم لا، فإن الكلب يسعد جدًا عندما يعود المالك إلى المنزل، فيهزُّ ذيله باستمرار، ويكون في أقصى سعادته. سواء أحبه مالكه أم لا، وسواء اشترى له أشياء لذيذة ليأكلها أم لا، فإنه دائمًا ما يتصرف تجاه مالكه بالطريقة نفسها، ويظل يحرس منزله. بالحكم من هذا المنطلق، أليس الناس أسوأ من الكلاب؟ (بلى). الناس دائمًا يطالبون الله، ودائمًا يتمردون عليه. ما أصل هذه المشكلة؟ أصلها أن الناس لديهم شخصيات فاسدة، لا يستطيعون البقاء في منزلة المخلوقات، فيفقدون غرائزهم ويصبحون شياطين، وتتحول غرائزهم إلى غريزة شيطانية لمعارضة الله، ورفض الحق، وفعل بالشر، وعدم الخضوع لله. كيف يمكن استعادة غرائزهم الإنسانية؟ يجب أن يكون لديهم ضمير وعقل، وأن يقوموا بالأشياء التي يجب على الناس القيام بها، والقيام بالواجب الذي يجب عليهم القيام به. الأمر يشبه حراسة كلب ما لمنزل، واصطياد قطة لفئران؛ بغض النظر عن كيفية معاملة المالك لهما، فإنهما يستخدمان كل ما لديهما من قوة للقيام بهذه الأشياء، وينهمكون في هذه المهام، ويبقون في منزلتهم ويستغلون غرائزهم استغلالًا كاملًا، وبذلك يحبهم مالكهم. إن استطاع الناس أن يفعلوا هذا، فلن يحتاج الله إلى أن يقول كل هذه الكلمات أو ينطق بكل هذه الحقائق. إن البشر فاسدون فسادًا عميقًا، هم مجردون من العقل والضمير، ولديهم قدر ضئيل جدًا من النزاهة؛ وشخصياتهم الفاسدة دائمًا ما تسبب المتاعب، وتنكشف فيهم، وتؤثر في اختياراتهم وتفكيرهم، وتجعلهم يتمردون على الله وغير قادرين على الخضوع له، وتجعل لديهم دائمًا رغباتهم وأفكارهم وتفضيلاتهم الذاتية، وبالتالي لا يمكن للحق أبدًا أن يسيطر داخلهم، ولا يمكن للحق أن يصبح حياتهم. لهذا كله يجب أن يدينهم الله ويجربهم وينقيهم بكلامه حتى يُمكن لهم أن يُخلَّصوا. من ناحية أخرى، دائمًا ما يؤدي أضداد المسيح أدوارًا سلبية بين الناس. إنهم أبالسة وشياطين بكل معنى الكلمة؛ هم لا يرفضون الحقيقة فحسب، بل لا يعترفون أيضًا بأن لديهم شخصيات فاسدة، وهم أيضًا جشعون للغاية، يريدون الحصول على بركات وإكليل ومكافآت من الله. إلى أي حدٍ يذهبون في كفاحهم؟ إلى درجة أن يكون بلا حياء تمامًا وغير معقول كليًا. إن كُشف عنهم واستُبعدوا بعد ارتكابهم كل أنواع الشرور، فسيحملون ضغينة في قلوبهم. سيلعنون الله، ويلعنون القادة والعمال، ويكرهون الكنيسة وكل المؤمنين الحقيقيين. وهذا يعرّي الوجه القبيح لجميع الأشرار وأضداد المسيح كليًّا.
البند الثاني عشر من تجليات أضداد المسيح المختلفة هو: يريدون الانسحاب عندما لا يكون لهم مكانة أو أمل في الحصول على البركات. سنتحدث بعبارات مبسطة عما يعنيه الانسحاب. المعنى الحرفي للانسحاب هو الانسحاب من مكان إلى آخر؛ هذا يُعرف بـ "الانسحاب". يوجد دائمًا بعض الأشخاص الذين لا يحبون الحق في بيت الله، ويتركون الكنيسة والإخوة والأخوات طواعيةً لأنهم ينفرون من حضور الاجتماعات والاستماع إلى العظات، وهم لا يرغبون في القيام بواجبهم؛ هذا ما يُسمى بالانسحاب. وهذا انسحاب بالمعنى الحرفي للكلمة. على الرغم من ذلك، عندما يُعرَّف شخص في نظر الله حقًّا على أنه قد انسحب، فإنَّ هذه في الواقع ليست فحسب مسألة أنه قد ترك بيت الله، أو أنه لم يعد يُرى، أو أنه شُطب من قوائم الكنيسة. الحقيقة هي أنه إذا كان شخص ما لا يقرأ كلام الله، فبصرف النظر عن مقدار إيمانه وعما إذا كان يعِّرف نفسه على أنه مؤمن بالله، فإنه يثبت أنه لا يعترف في قلبه بوجود الله ولا بأن كلامه هو الحق. يرى الله أن ذلك الشخص قد انسحب بالفعل ولم يعد محسوبًا بوصفه أحد أعضاء بيت الله. أولئك الذين لا يقرأون كلام الله هم أحد أنواع الناس الذين انسحبوا. نوع آخر من الناس هم الذين لا يشاركون أبدًا في حياة الكنيسة، ولا يشاركون أبدًا في الأنشطة التي تتعلق بحياة الكنيسة، مثلًا عندما يغني الإخوة والأخوات الترانيم، ويقرأون كلام الله مصلِّين، ويعقدون الشركة حول اختباراتهم الشخصية وفهمهم. يرى الله هؤلاء الناس على أنهم انسحبوا بالفعل. ويوجد نوع آخر: أولئك الذين يرفضون القيام بالواجبات. أيًا كان ما يطلبه بيت الله منهم، ومهما كان نوع العمل الذي يطلبه منهم، وأيًا كان الواجب الذي يُطلب منهم القيام به، في الأمور الكبيرة والصغيرة على السواء، وحتى في شيء غاية في البساطة مثل تمريرهم لرسالة عابرة، فإنهم لا يفعلون ذلك. فمن يصرحون بأنهم مؤمنون بالله لا يمكنهم حتى أداء المهام التي يمكن أن يُطلب من غير مؤمن المساعدة فيها. وهذا رفض لقبول الحق ورفض للقيام بواجب. مهما حثهم الإخوة والأخوات، فإنهم يرفضون ولا يقبلون. وعندما ترتب لهم الكنيسة واجبًا للقيام به، فإنهم يتجاهلونه ويقدمون أعذارًا كثيرة لرفضه. هؤلاء أناس يرفضون القيام بالواجبات. يرى الله أن أمثال هؤلاء الناس قد انسحبوا بالفعل. وانسحابهم ليس مسألة أن بيت الله قد أخرجهم أو أنهم شُطبوا من قوائمه، بل إنه هم أنفسهم لم يعد لديهم إيمان حقيقي، فهم لا يُقرّون بأنهم مؤمنون بالله. أي أحد يناسب إحدى هذه الفئات الثلاث هو شخص قد انسحب بالفعل. هل هذا تعريف دقيق؟ (نعم). إن كنت لا تقرأ كلام الله، فهل تُعد مؤمنًا بالله؟ إن كنت لا تعيش حياة الكنيسة، إن كنت لا تتفاعل أو تختلط مع إخوتك وأخواتك، فهل تُعد مؤمنًا؟ كلا على الإطلاق. إضافةً إلى ذلك، إن رفضت القيام بواجبك، وكنت لا تتمِّم حتى التزاماتك بصفتك كائنًا مخلوقًا، فهذا أكثر خطورة. هذه الأنواع الثلاثة من الناس هم الذين يرى الله أنهم قد انسحبوا بالفعل. ليس الأمر أنهم طُردوا من بيت الله أو طُهِّروا منه، بل انسحبوا من تلقاء أنفسهم، وتخلوا من تلقاء أنفسهم. سلوكهم يكشف تمامًا أنهم لا يحبون الحق ولا يقبلونه، وأنهم أمثلة كلاسيكية لأناس يبحثون فحسب عن الشبع ملء بطونهم ويأملون في الحصول على البركات.
17 أكتوبر 2020