10. لقد شهدت ظهور الله

بقلم: مارتن، كوريا الجنوبية

اعتدت أن أكون جزءًا من كنيسة مشيخية كورية. أصبح كل فرد في عائلتي مؤمنًا عندما مرضت ابنتي. بعد ذلك، بدأت تتحسن يومًا بعد يوم. كنت ممتنًا للغاية لرحمة الرب يسوع. ومنذ ذلك الحين، أقسمت إنني سأتبع الرب بإخلاص، وسأعمل بجد لأصبح الشخص الذي يطلبه ويجلب له الفرح. لم أفوِّت خدمة بالكنيسة أبدًا، مهما كان انشغالي بالعمل، كنت أبذل دائمًا الصدقات والهبات، وشاركت بنشاط في أنشطة الكنيسة. وقضيت معظم وقتي في قراءة الكتاب المقدس والمشاركة في أنشطة الكنيسة، ونادرًا ما ذهبت لحفلات العشاء أو التجمعات التي ينظمها الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل وغيرهم. وقد أُحبطوا مني بسبب ذلك. عندما أقلعت عن معاقرة الكحوليات والتدخين بعد أن اصبحت مؤمنًا، ولم أعد أحتفل معهم، كان بعض أصدقائي كثيرًا ما يسخرون مني قائلين أمورًا من قبيل: "أنت تحب الذهاب إلى الكنيسة كثيرًا، أخبرنا، ماذا يفيدك الذهاب إلى الكنيسة كل يوم؟ ما الهدف من إيمانك هذا؟". وللأمانة، بملاحقتي بسؤال تلو الآخر، لم أعرف حقًّا ماذا أقول. لكن بسبب أسئلتهم هذه، بدأت أتساءل فعلًا: ما الهدف من إيماني حقًّا؟ هل لأسأل الله أن يشفي ابنتي أو يحفظ عائلتي؟ هل يتمثل الإيمان في مجرد قراءة الكتاب المقدس والذهاب إلى الكنيسة يوميًّا؟ لم أعرف الإجابة حقًّا. طرحت هذه الأسئلة على رجال الدين في كنيستي. وكانت ردودهم جميعًا متشابهة إلى حد كبير: إيماننا هو من أجل نعمة خلاص الرب، وعندما يعود سيُصعدنا إلى السماء للحياة الأبدية. وكان يبدو أن هذا النوع من الردود يبدد حيرتي، لكنه أثار سؤالًا آخر: كيف أصل إذًا إلى السماء؟ فأخبروني: "تقول رومية 10: 10: "لِأَنَّ ٱلْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَٱلْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ". هذا يعني أن الرب قد غفر خطايانا، فنخلُص بالإيمان، والرب سيُصعدنا مباشرة إلى الملكوت عندما يعود. لذلك، لا يجب أن تقلق بشأن دخول السماء ما دمت مؤمنًا". ففكرت في آية الكتاب المقدس التي تقول: "من دون قداسة لن يُبصر إنسانٌ الرَّب" (عبرانيين 12: 14). فالله قدوس، وهو يطلب منا أن نصبح قديسين، لكني كنت أعيش في الخطيئة ولم أستطع ممارسة كلامه. فكيف كنتُ مستحقًا للملكوت؟ لقد أخبرنا الرب يسوع: "تُحِبُّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْأُولَى وَٱلْعُظْمَى. وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ" (متى 22: 37-39). لكن في الحياة اليومية، مجرد مطلب بسيط للمحبة كان شيئًا لم أستطعه، مهما حاولت بجدٍ. أحببت عائلتي أكثر بكثير مما أحببت الرب، ولم أستطع حقًّا أن أحب الآخرين كنفسي. وعندما سخر مني أصدقائي وأقاربي، كنت أستاء من ذلك، بدلًا من التحمل والصبر. ففكرت أيضًا في عبرانيين 10: 26، التي تقول: "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا". لقد عرفت ما يطلبه الرب ولكني لم أستطع تنفيذه. ظللت أعيش في الخطيئة، ولذا فلم أفهم كيف ستكون عاقبتي مختلفة عن عاقبة غير المؤمنين. جعلني هذا أعتقد أن دخول الملكوت لا يمكن أن يكون بهذه البساطة كما قال رجال الدين، لكنني ظللت لا أعرف كيف يمكنني دخول الملكوت وربح الحياة الأبدية. ظللت لا أملك مسارًا. وظللت أطرح أسئلة على رجال الدين وأصدقائي في الكنيسة، لكن لم يكن لدى أيٍّ منهم إجابة واضحة. سألوني فقط لماذا أطرح هذه الأسئلة الغريبة، وقالوا إن هذه هي الطريقة التي مارس بها الناس الإيمان على مر العصور. كنت لا أزال متحيرًا كالعادة، لذلك قررت أن أعيد قراءة الأناجيل الأربعة، معتقدًا أنه لا بد وأن هناك إجابة في كلام الرب يسوع.

ذات يوم في عام 2008، قرأت هذه الآيات: "أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا؟" (يوحنا 11: 25-26). حيرتني هذه الآيات عندما قرأتها. لماذا يقول الرب إننا يجب أن نحيا ونؤمن به؟ بصفتنا مؤمنين، ألم نكن جميعًا أحياء ونؤمن به؟ هل يرى الرب أننا أموات لسبب ما؟ لقد أثار الأمر الكثير من الأسئلة لديَّ. ولفترة من الوقت، قضيت كل لحظة فراغ في حيرة حول هذا، لكنني لم أتمكن أبدًا من معرفة معناه الحقيقي. ذهبت إلى رجال الدين وأعضاء الكنيسة الآخرين مرة أخرى بأسئلتي، ولم يكن لديهم إجابة فحسب، بل إنهم حتى سخروا مني. لكنني ظللت أشعر بأن هناك معنى أعمق مخفيًا فيما قاله الرب.

ثم ذات مرة قرأت هذا في إنجيل متى: "وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلَامِيذِهِ: "يَا سَيِّدُ، ٱئْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلًا وَأَدْفِنَ أَبِي". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: "ٱتْبَعْنِي، وَدَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ" (متى 8: 21-22). عندما رأيت عبارة "دَعِ ٱلْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ". كنت مرتبكًا قليلًا. لماذا يدعو الرب الناس أمواتًا، وهم أحياء في ذلك الوقت؟ هل يرانا الرب كأحياء أم أموات؟ فاعتقدت أن الكتاب المقدس يقول إن عاقبة الخطيئة هي الموت. وقد كنت أعيش في الخطيئة، فهل هذا ما قصده الرب بـ "الأموات"؟ إن كان الأمر كذلك، فكيف أعود للحياة، وكيف أتمكن من دخول الملكوت؟ كان قلبي يعج بأسئلة لم أتمكن من مقاومتها أو إخمادها. لكن في أعماقي كنت متأكدًا من شيء واحد: بما أن الرب قال هذه الأشياء، فلا بد أن الإجابة موجودة في الكتاب المقدس في مكان ما. لذلك لم أفقد الإيمان، بل ظللت أبحث عن الإجابة.

وبفضل إرشاد الرب، بعد بضعة أشهر، قرأت شيئًا آخر قاله: "اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ ٱلْآنَ، حِينَ يَسْمَعُ ٱلْأَمْوَاتُ صَوْتَ ٱبْنِ ٱللهِ، وَٱلسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ" (يوحنا 5: 25). على الفور اتضح لي أن الموتى يعودون إلى الحياة عندما يسمعون صوت الله. وكنت على يقين من أن هذا هو الجواب الذي كنت أبحث عنه! لكنني ظللت مرتبكًا بعض الشيء، معتقدًا أنني سمعت صوت الرب منذ زمن طويل جدًّا، لكني ما زلت غير متحرر من قيود الخطيئة. هل كنت أُعدُّ حيًّا؟ ما الذي كانت تشير إليه حقًّا عبارة "وَٱلسَّامِعُونَ يَحْيَوْنَ"؟ كيف يحيا الناس؟ هل سيكون لدى الرب المزيد ليقوله عندما يعود، ونكون بحاجة إلى سماعه؟ وإن كان الأمر كذلك، فكيف نستطيع أن نسمع صوت الله؟ وأين يمكننا سماعه؟ لم أستطع معرفة ذلك، فصليت إلى الرب: "ربي، أرجوك دعني أسمع صوتك في أسرع وقت ممكن. لا أريد أن أموت. أرجوك أعنِّي لأحيا".

بعد ذلك، عندما ذهبت إلى الكنيسة، بدأت أنتبه لما إذا كان القساوسة قد قالوا أي شيء عن عودة الرب أو صوت الرب في عظاتهم. ما كان محبطًا حقًّا لي هو أن كل ما فعلوه هو إخبارنا بأن نحترس من الهرطقة وأن نراقب وننتظر، لكنهم لم يقولوا شيئًا على الإطلاق عن عودة الرب. سألت أيضًا بعض الأشخاص الرئيسيين المسؤولين عن الكنيسة عن هذه الأشياء، لكنهم قالوا إن طرحي المستمر لهذه الأسئلة كان نابعًا من قلة الإيمان، وأنني كنت مثل توما تمامًا. فبدأوا في نبذي. ثم بدأ أعضاء الكنيسة الآخرون الذين كنت دائمًا أتعامل معهم في إبعاد أنفسهم، وتجنبني بعضهم. وانتهى بي الأمر بترك الكنيسة التي كنت جزءًا منها لمدة 18 سنة. كنت أشاهد البرامج من شبكات البث المسيحية الرئيسية طوال اليوم، أملًا في سماع صوت الله من عظات مشاهير القساوسة. وفعلت ذلك لمدة ستة أشهر تقريبًا، مشاهدًا 10 ساعات أو أكثر من هذه البرامج عمليًّا كل يوم، لكنني ظللت لا أجد الإجابات التي أردتها. كان القساوسة يقولون فقط إن الرب سيعود قريبًا جدًّا وعلينا أن نراقب وننتظر. لكنني كنت أفيض بالأسئلة. إن الرب كان على وشك العودة، لكن متى؟ ولماذا لم نستقبله بعد؟ كنت أصلي باستمرار للرب في تلك الأيام، قائلًا: "ربي! لقد كنت في انتظارك كل هذا الوقت، أتمنى كثيرًا أن أرحب بك في حياتي، وأن أسمع صوتك. ربي، متى ستأتي؟ أرجوك اسمح لي بسماع صوتك".

ذات يوم في مارس 2013، عند مدخل بنايتنا، سار نحوي رجل مسن بدا وكأنه في السبعين من عمره، يسألني عما إذا كنت أرغب في الاشتراك في صحيفة شوصَن إلبو. كنت وقحًا حقًّا، مفكرًا الآن بعد أن صار لدى الجميع هواتف خلوية وحواسيب، فمَن ذا الذي قد يقرأ الصحف؟ لذا رفضته بسرعة شديدة. لكن لعدة أيام في كل مرة يراني، كان يطلب مني الاشتراك باستمرار. ظللت أرفض وأخذله. لكن لدهشتي، صادفت الرجل نفسه بعد شهر عند المصعد. وبدا الأمر كما لو أنه كان ينتظرني. عندما رآني، ابتسم وحيَّاني مرحبًا، ثم طلب مني الاشتراك. كنت أتساءل عن السبب في أن هذا الرجل كان يحاول بيع صحيفة لي لفترة طويلة. وفي محاولة مني لأكون لطيفًا، انتهى بي الأمر بالاشتراك، لكن لأسباب مختلفة، لم يكن لديَّ وقت لقراءتها لفترة. ثم ذات صباح في مطلع مايو بعد أن جاءت الصحيفة، أمسكت بها وقرأت العناوين الرئيسية بسرعة كما كنت أفعل دائمًا. وكان هناك عنوان واحد لفت انتباهي حقًّا. كان يقول: "لقد عاد الرب يسوع – الله القدير يعبِّر عن الكلام في عصر الملكوت". لقد صدمت – ماذا؟ عاد الرب؟ الله القدير؟ عصر الملكوت؟ أيمكن أن يكون هذا صحيحًا حقًّا؟ كان لديَّ مزيج من المشاعر في ذلك الوقت – كنت منهك الفكر حقًّا. لقد وجدت أخيرًا أخبار عودة الرب. لكن بعد ذلك تساءلت عما إذا كان من الممكن أن تكون أخبارًا كاذبة. نظرت أسفل الصفحة ورأيت رقمًا وعنوانًا لكنيسة الله القدير، وبعض أسماء كتب الكنيسة. شعرت أنه من كان المهم النظر بعناية في هذا الأمر، لأن عودة الرب أمرٌ جللٌ بحق. اتصلت بالرقم الذي وجدته بالصحيفة على الفور. فسمعت صوت أخت ترد على المكالمة وسألتها بلهفة: "هل يمكنني أن أسأل: هل ما يطبع في هذه الصحيفة صحيح حقًّا؟ هل عاد الرب؟ هل هذا الكلام حقًّا هو كلام الله؟". فقالت: "إنه حقيقي".

حددت الأختان كاثي وزينا من كنيسة الله القدير موعدًا لمقابلتي وشاركتا معي عن مراحل عمل الله الثلاث. قالت كاثي: "منذ أن أفسد الشيطان آدم وحواء، كان الإنسان يعيش في الخطيئة، تحت قوى الشيطان، يتلاعب به الشيطان ويؤذيه. لقد قام الله بثلاث مراحل من العمل ليخلِّص البشرية بالكامل من سيطرة الشيطان؛ وهي عصر الناموس وعصر النعمة وعصر الملكوت. هذه مراحل ثلاث مختلفة من العمل، لكن جميعها قام بها نفس الإله. وتستند كل مرحلة من مراحل عمل الله إلى ما هو مطلوب للإنسانية الفاسدة، وتأسست كل واحدة على سابقتها، لأداء أعمال أكثر عمقًا وسموًا". وعندئذ قرأتْ مقطعًا من كلام الله القدير: "تنقسم خطة التدبير ذات الستة آلاف عام إلى ثلاث مراحل من العمل. لا يمكن لمرحلة وحدها أن تمثل عمل الثلاثة عصور، ولكن المرحلة تمثل جزءًا واحدًا من كل. لا يمكن أن يمثل اسم يهوه شخصية الله الكلية. حقيقة أنه نفَّذ العمل في عصر الناموس لا تثبت أن الله يمكن أن يكون فقط الله بموجب الناموس. لقد سنّ يهوه الشرائع للإنسان وسلمه الوصايا، وطلب من الإنسان أن يبني الهيكل والمذابح؛ العمل الذي قام به يمثل فقط عصر الناموس. لا يثبت العمل الذي قام به الله أنه الإله الذي يطلب من الإنسان الحفاظ على الشريعة، أو أنه إله الهيكل، أو إله أمام المذبح. لا يمكن أن نقول هذا. العمل بموجب الناموس يمكنه فقط تمثيل عصر واحد. لذلك، إن قام الله بعمل عصر الناموس فقط، فإن الإنسان سيحدّ الله في تعريف يقول: "الله إله الهيكل. ولكي نخدم الله علينا أن نلبس الحلة الكهنوتية وندخل الهيكل". لو لم يُنفَّذ العمل في عصر النعمة واستمر العمل في عصر الناموس حتى الوقت الحاضر، لما عرف الإنسان أن الله أيضًا إله رحيم ومُحب. إن لم يُنفَّذ العمل في عصر الناموس، ونُفِّذ فقط عمل عصر النعمة، لعرف الإنسان أن الله لا يمكنه سوى فداء الإنسان وغفران خطاياه. كان الإنسان سيعرف فقط أن الله قدوس وبريء، وأنه يمكنه بذل نفسه ويمكنه أن يُصلب من أجل الإنسان. كان الإنسان سيعرف فقط هذا ولن يفهم كل الأمور الأخرى. لذلك فإن كل عصر يمثل جزءًا من شخصية الله. يمثل عصر الناموس بعض الجوانب، ويمثل عصر النعمة بعض الجوانب، ويمثل هذا العصر بعض الجوانب. ويمكن أن تنكشف شخصية الله بالكامل من خلال الجمع بين الثلاث مراحل كلها. عندما يعرف الإنسان الثلاث مراحل كلها يمكنه وقتها فقط أن يفهمها كليًّا. لا يمكن محو أية مرحلة من الثلاث مراحل. لن ترى شخصية الله في صورتها الكلية إلا بعد أن تعرف هذه المراحل الثلاث من العمل. إكمال الله لعمله في عصر الناموس لا يثبت أنه هو فقط الإله بموجب الناموس، وإكماله لعمل الفداء لا يوضح أنه الله الذي سيظل دومًا يفدي البشرية. هذه جميعها استنتاجات بشرية. لقد انتهى عصر النعمة، لكن لا يمكنك أن تقول إن الله ينتمي إلى الصليب فقط وأن الصليب وحده يمثل خلاص الله. إن فعلت هذا، فأنت تضع تعريفًا لله. في هذه المرحلة، يقوم الله بصورة رئيسية بعمل الكلمة، ولكن لا يمكنك أن تقول إن الله لم يكن رحيمًا أبدًا على الإنسان وأن كل ما جاء به هو التوبيخ والدينونة. يكشف عمل الأيام الأخيرة عمل يهوه ويسوع وكافة الأسرار التي لا يفهمها الإنسان. يتم هذا ليكشف عن مصير ونهاية البشرية وليختتم كل عمل الخلاص بين البشر. إن مرحلة العمل هذه في الأيام الأخيرة تختتم كل شيء. كل الأسرار التي لم يفهمها الإنسان يجب أن تُفك طلاسمها لكي ينال الإنسان بصيرة عنها وفهمًا واضحًا في قلبه. وقتها فقط يمكن تقسيم البشر وفقًا لأنواعهم. بعد اكتمال خطة التدبير ذات الستة آلاف عام فقط سيفهم الإنسان شخصية الله في صورتها الكلية، لأن تدبيره سينتهي وقتها" (من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ثم شاركت كاثي معي شركة أكبر بكثير وعلمتُ أن خطة تدبير الله ذات الستة آلاف سنة مقسمة إلى ثلاثة عصور وثلاث مراحل؛ عصر الناموس وعصر النعمة وعصر الملكوت. في عصر الناموس، أصدر يهوه القانون بشكل رئيسي ليعيش الناس على الأرض وليجعلهم يعرفون ما هي الخطيئة. وفي عصر النعمة، أكمل الرب يسوع عمل الفداء. لقد صُلب من أجل البشرية، فداء لنا من الخطيئة. وما دمنا نؤمن بالرب، ونعترف بخطايانا ونتوب منها، فسوف تُغفر خطايانا، ولن ندان أو نعاقب على الخطايا في ظل الناموس. في عصر الملكوت يعبر الله القدير عن الحقائق، ويقوم بعمل الدينونة مطهرًا شخصيات الناس الفاسدة، ومخلصًا الناس من سيطرة الشيطان، ومن الخطيئة، ومن ثم نستطيع الخضوع لله وعبادته، ولا نستمر في العيش بالخطيئة، ويُدخلنا الله ملكوت السماء. تحدث مراحل العمل الثلاث في عصور مختلفة، وتتغير أسماء الله ويظهر للبشرية بطرق مختلفة، ويشمل عمله أمورًا مختلفة، وينفذه في أماكن مختلفة، لكن كل ذلك من صنع إله واحد. إنه إله واحد يقوم بعمل مختلف في عصور مختلفة. كان فهم هذا منيرًا لي حقًّا.

ثم أعطتني زينا شركة حول كيف يُطهِّر الله القدير الناس ويغيرهم من خلال عمل دينونته. وشارَكتْ هذا المقطع من كلام الله: "سيستخدم مسيح الأيام الأخيرة مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحِّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن كل هذه الطرق في الكشف والتعامل والتهذيب بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها، يمكن إخضاع الإنسان واقناعه اقتناعًا كاملاً بالله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (من "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ثم أخبرتني زينا قائلة: "إن الله القدير يستخدم الحق ليدين الناس ويطهرهم. لقد عبّر عن ملايين الكلمات التي تكشف أسرار الكتاب المقدس وتشهد لعمل الله، وتكشف أصل خطيئة الإنسان وحقيقة فسادنا. ويدور بعضها حول التحرر من الخطيئة لتحقيق التغيير الشخصي، وبعضها يدور حول تحديد عواقب الأشخاص، وما إلى ذلك. إنها الحق كله، وتأتي جميعها من الله. فقد عبر الله القدير عن جميع الحقائق التي يجب على الناس امتلاكها للتطهر والخلاص التام، وفي الوقت نفسه أيضًا يوضح لنا شخصية الله البارَّة وعظمته وحكمته. أي شخص يقرأ كلام الله القدير يستطيع أن يشعر بسلطانه وقوته. فالله يرى كل شيء، وهو وحده يعرف البشرية الفاسدة بكل تفاصيلها. فيكشف الله كل فكرة، ووجهة نظر، وخاطرة، وشخصية فاسدة لدى الناس، معالجًا خطيئة الجنس البشري تمامًا ومجتثًا مقاومة الله من جذورها. ومن خلال دينونة كلمات الله وإعلاناتها وتنقيتها، نربح بعض الفهم لحقيقة فسادنا الشيطاني. وعندئذ نرى كم نحن متعجرفون ومخادعون، وأن كل شيء نقوله ونفعله يعلن عن شخصياتنا الفاسدة. فنحن نتقاتل على الاسم والمكانة، وننخرط في الدسائس والكذب والغش، والغيرة والبغضاء، ولا نخضع لله مهما كان. ولا نحيا شبه الإنسان. ثم نمتلئ بندم حقيقي ونكره أنفسنا ونصبح قادرين على التوبة ونقبل دينونة الله وتوبيخه ونطبق كلامه. ونتحرر تدريجيًّا من قيود الخطيئة ونمتلك بعض التغيير في شخصياتنا الفاسدة. لولا كشف كلام الله ودينونتنا، وبالاعتماد فقط على الصلاة والاعتراف، لن نعالج أصل خطيئتنا. ومن خلال الاختبار نرى أيضًا أنه لولا دينونة الله وتوبيخه، لا يمكن تطهير شخصياتنا الفاسدة وتغييرها. ولهذا، فقبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو المسار الوحيد إلى الملكوت". ثم أخبرتني الأختان عن شهادتهما الشخصية عن تجربة دينونة كلام الله وتوبيخه. كان الأمر كله عمليًّا جدًّا. وأستطيع القول إن عمل الله القدير كان بالضبط ما أحتاجه روحيًّا، وأن عمل الله في الأيام الأخيرة يمكن حقًا أن يغيِّر الناس ويطهرهم، وأن السبيل الوحيد لدخول الملكوت هو قبول دينونة الله في الأيام الأخيرة.

على مدار الأيام القليلة التالية أخبرتني الأختان أيضًا حول السبب في أن العالم الديني موحش إلى هذا الحد الآن، وجفاف عظات القساوسة. شاركتاني أيضًا القصة الحقيقية وراء الكتاب المقدس، وأسرار تجسديّ الله ومعناهما. شعرت بأن كلام الله القدير يحتوي على الكثير جدًّا وفتح عينيَّ على الكثير من أسرار الحق. وبعد النظر في الأمر، أصبحت متأكدًا من أن كلام الله هو صوت الله، وأنه الرب يسوع العائد، وقبلت بسعادة خلاص الله القدير في الأيام الأخيرة.

لاحقًا، أعطتني الأختان كتابين من كلام الله. فتحت أحدها عندما وصلت إلى المنزل، "الحمل فتح السفر". وكان أول شيء رأيته هو بعض كلام الله في المقدمة: "مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يحتاجون أن يفعلوه لكي يكونوا بحسب قلب الله. ذلك لأنه بالرغم من أنَّ الناس معتادون على كلمة "الله" وعبارات مثل "عمل الله"، إلا أنهم لا يعرفون الله، فضلاً عن أنهم لا يعرفون عمله. لا عجب إذًا أن جميع مَنْ لا يعرفون الله مأسورون بمعتقد مشوش. لا يتخذ الناس الإيمان بالله على محمل الجديّة لأن الإيمان بالله أمر غير معتاد كثيرًا أو غريب عليهم. وبهذه الطريقة لا يلبّون طلبات الله، أو بمعنى آخر إن كان الناس لا يعرفون الله، ولا يعرفون عمله، فإنهم ليسوا مناسبين لأن يستخدمهم الله، ولا يمكنهم تلبية رغبته. إن "الإيمان بالله" يعني الإيمان بوجود إله؛ هذا هو أبسط مفهوم للإيمان بالله. ما زاد على ذلك هو أن الإيمان بوجود إله لا يماثل الإيمان الحقيقي بالله؛ بل بالأحرى هو نوع من أنواع الإيمان البسيط مع وجود دلالات دينية قوية. الإيمان الحقيقي بالله يعني اختبار كلام الله وعمله بناءً على الإيمان بأن الله له السيادة على كل الأشياء. وهكذا سوف تتحرّر من شخصيّتك الفاسدة، وتتمّم مشيئة الله وتتعرف عليه. فقط من خلال هذه الرحلة يُمكن أن يُقال عنك إنك تؤمن بالله" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). كلام الله مفصل وعملي، ويظهر المعنى الحقيقي للإيمان بالله. أدركت أن الإيمان يتطلب اختبار كلام الله وعمله حتى نتمكن من نبذ الفساد، وربح الحق ومعرفة الله. وحده هذا هو الإيمان الحقيقي. لقد اعتدت الاعتقاد بأن الإيمان يعني الصلاة كل يوم والذهاب إلى الكنيسة كثيرًا. للأسف، لم أستطع قط معرفة ما إنْ كنتُ على المسار الصحيح للإيمان أم لا؛ لذا فقد تعثرت حتى ذلك الحين. وبقراءة كلام الله القدير، أدركت أن المسار الذي سلكته في إيماني من قبل كان خطأ تمامًا. ثم رأيت في قائمة المحتويات هذا العنوان "هل أنت شخص عاد إلى الحياة؟". لقد لفت انتباهي وانتقلت إليه فورًا. كانت هذه الكلمات من الله: "لقد خلق الله الإنسان، ولم يلبث الإنسان حتى فسد بفعل الشيطان إلى درجة أن الناس أصبحوا "بشرًا أمواتًا"، ومن ثم، فإنك بعد أن تغيرت لن تبقى مثل أولئك "البشر الأموات". إن كلام الله هو الذي يبث النور في أرواح الناس، ويجعلهم يولدون من جديد. وعندما تولد أرواح الناس من جديد، حينها سيعودون إلى الحياة. عندما أتحدث عن "بشر أموات" أشير إلى الجثث التي بلا أرواح، إلى البشر الذين ماتت أرواحهم في داخلهم. فعندما تومض شرارة الحياة في أرواح الناس، تعود إليهم الحياة. يُشار بالقدّيسين المذكورين سابقًا إلى البشر الذين عادوا إلى الحياة، هؤلاء الذين كانوا تحت تأثير الشيطان، ولكنهم هزموه" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). "إن "الأموات" هم من يعارضون الله ويتمردون عليه، هؤلاء من تخدَّرت أرواحهم، ولا يفهمون كلام الله. هؤلاء من لا يمارسون الحق، وليس لديهم أدنى قدر من الإخلاص لله، وهم من يعيشون تحت نفوذ الشيطان، وهم من يستغلهم الشيطان. يظهر الموتى أنفسهم بمعارضة الحق، وعصيان الله، والاتسام بالوضاعة، والخسة، والخبث، والوحشية، والخداع، والغدر. وحتى لو أكل هؤلاء الناس وشربوا كلام الله، فإنهم غير قادرين على أن يعيشوا بحسب كلام الله. على الرغم من أنهم أحياء، إلا أنهم مجرد جثث تسير وتتنفس. إن الأموات غير قادرين إطلاقًا على إرضاء الله، ناهيك عن الخضوع التام له. لا يمكنهم سوى أن يخدعوه، ويُجدِّفوا عليه، ويخونوه، وكل شيء يفعلونه بالطريقة التي يعيشون بها يكشف طبيعة الشيطان. إذا أراد الناس أن يصبحوا أحياءَ، وأن يشهدوا لله، وأن يقبلهم الله، فعليهم إذًا أن يقبلوا خلاص الله، وعليهم أن يذعنوا بسرور إلى دينونته وتوبيخه، وعليهم أن يقبلوا تهذيب الله لهم بسعادة. حينها فقط سيستطيعون ممارسة كل الحقائق التي يأمر الله بها، وحينها فقط سينالون خلاص الله، وسيصبحون أحياءَ حقًا. الأحياء يُخلِّصهم الله، فقد خضعوا لدينونة الله وتوبيخه. الأحياء مستعدون لتكريس أنفسهم وسعدهم أن يضحوا بأرواحهم من أجل الله، بل ويكرسون لله حياتهم كلها عن طيب خاطر. عندما يشهد الأحياء لله، حينها فقط يُفضَح الشيطان. فالأحياء فقط هم من يمكنهم نشر عمل إنجيل الله، وهم فقط من يتماشون مع مشيئة الله، وهم فقط البشر الحقيقيون" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). بعد قراءة هذا، علمت في أعماق قلبي أن هذا كان هو الجواب الذي لطالما كنت أبحث عنه كل تلك السنوات. عرفت أخيرًا ما الذي يعنيه أن تكون "ميتًا" أو "حيًّا". عندما خلق الله آدم وحواء، أمكنهما الاستماع إلى الله وإبصاره وتمجيده. كانا شخصين يعيشان بروحين. ثم أغواهما الشيطان ليخونا الله وبدءا يعيشان في الخطيئة تحت سلطان الشيطان، وهكذا أصبحت البشرية أكثر وأكثر فسادًا، مع كل أنواع سموم إبليس التي تتسرب إلينا. لقد تعمقنا في الخطيئة، ننكر الله ونرفضه ونعصيه ونقاومه، ونحيا حسب الشخصيات الشيطانية. ولا نشبه كيف خلقنا الله في البداية. فالله يرى كل مَن يعيش في الخطيئة وتحت سلطان الشيطان ميتًا، والأموات هم للشيطان، ويعارضون الله. إنهم لا يستحقون ملكوته. أما الأحياء فهم الذين خلَّصهم الله. ويتطهَّر فسادهم من خلال دينونة الله وتوبيخه. لقد نبذوا الخطيئة وقوى الشيطان، وكفوا عن عصيان الله ومقاومته. ومهما كانت الكيفية التي يتكلم ويعمل الله بها، يمكنهم الإصغاء والطاعة. يمكن للأحياء أن يشهدوا لله ويمجدوه، وهم الوحيدون الذين يمكنهم ربح قبول الله ودخول ملكوته. لنصبح أحياء، علينا أن نقبل الحقائق التي يعبِّر عنها الله القدير ونختبر دينونته، وفي النهاية نتحرر من الخطيئة ونصبح مطهَّرين ونستعيد ضميرنا وعقلنا، ونطيع الخالق ونطبق كلام الله، ونخاف الله ونشهد له. هذا هو الشخص الذي عاد للحياة حقًّا، ويستطيع أن يدخل الملكوت ويربح الحياة الأبدية. في تلك اللحظة، فهمت حقًّا ما قصده الرب بقوله: "أَنَا هُوَ ٱلْقِيَامَةُ وَٱلْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 11: 25-26). فابتهج قلبي بمجرد أن فهمت كل ذلك.

بعد ذلك، قرأت مقالًا آخر بعنوان: "وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية". لقد كان مدهشًا لي حقًّا. يقول الله: "مسيح الأيام الأخيرة يهب الحياة، وطريق الحق الأبدي. هذا الحق هو الطريق الذي يستطيع الإنسان من خلاله أن يحصل على الحياة، وهو السبيل الوحيد الذي من خلاله يعرف الإنسانُ اللهَ ويتزكَّى منه. إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة، فلن تنال أبدًا تزكية يسوع، ولن تكون أهلاً لدخول ملكوت السموات، لأنك ستكون حينها ألعوبة وأسيرًا للتاريخ. أولئك الذين تتحكم فيهم الشرائع والحروف والذين يكبّلهم التاريخ لن يتمكّنوا مطلقًا من بلوغ الحياة ولن يستطيعوا الوصول إلى طريق الحياة الأبدي، فكل ما لديهم ليس إلا ماءً عكرًا تشبّثوا به لآلاف السنين، وليس ماء الحياة المتدفق من العرش. أولئك الذين لا يرويهم ماء الحياة سيبقون جثثًا إلى الأبد، ألعوبة للشيطان وأبناء للجحيم. كيف لهم حينذاك أن يعاينوا الله؟ لو كان كل ما تفعله هو محاولة التشبث بالماضي، والإبقاء على الأشياء كما هي بالوقوف جامدًا، وعدم محاولة تغيير الوضع الراهن وترك التاريخ، أفلا تكون دائمًا ضد الله؟ إن خطوات عمل الله هائلة وجبارة كالأمواج العاتية والرعود المُدوّية، لكنك في المقابل، تجلس وتنتظر الدمار دون أن تحرك ساكنًا، لا بل تتمسّك بحماقتك دون فعل شيء يُذكَر. بأي وجهٍ – وأنت على هذه الحال – يمكن اعتبارك شخصاً يقتفي أثر الحَمَل؟ كيف تبرر أن يكون الله الذي تتمسك به إلهًا متجدّدًا لا يشيخ مطلقًا؟ وكيف يمكن لكلمات كُتُبِكَ العتيقة أن تَعْبُر بك إلى عصرٍ جديدٍ؟ وكيف لها أن ترشدك في السعي نحو تتبّع عمل الله؟ وكيف لها أن ترتقي بك إلى السماء؟ ما تمسكه في يديك ليس إلا كلمات لا تستطيع أن تقدّم لك سوى عزاءٍ مؤقتٍ، وتفشل في إعطائك حقائق قادرة أن تمنحك الحياة. إن الكتب المقدسة التي تقرؤها لا تقدر إلا أن تجعلك فصيح اللسان، لكنها ليست كلمات فلسفية قادرة أن تساعدك على فهم الحياة البشرية، ناهيك عن فهم الطرق القادرة على الوصول بك إلى الكمال. ألا تعطيك هذه المفارقة سببًا للتأمّل؟ ألا تسمح لك بفهم الغوامض الموجودة فيها؟ هل تستطيع أن تقود نفسك بنفسك لتصل السماء حيث تلقى الله؟ هل تستطيع من دون مجيء الله أن تأخذ نفسك إلى السماء لتستمتع بسعادة العِشرَة معه؟ أما زلت تحلم حتى الآن؟ أشير عليك إذاً أن تنفض عنك أحلامك، وأن تنظر إلى مَنْ يعمل الآن، إلى مَنْ يقوم بعمل خلاص الإنسان في الأيام الأخيرة. وإن لم تفعل، فلن تصل مطلقًا إلى الحق ولن تنال الحياة" (من "الكلمة يظهر في الجسد"). كان هذا موثوقًا وقويًّا للغاية، وتلك الكلمات لا يمكن أن تأتي إلا من الله. تذكرت قول الرب يسوع: "أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي" (يوحنا 14: 6). باستثناء الله، مَن يمكنه أن يحكم على باب الملكوت؟ إن كنا نريد دخول ملكوت السماء وربح الحياة الأبدية، فعلينا أن نقبل طريق الحياة الأبدية الذي أتى به مسيح الأيام الأخيرة. وهذا يعني قبول الحقائق التي عبَّر عنها الرب يسوع العائد، وهذا هو السبيل الوحيد لتحقيق آمالنا في دخول الملكوت وربح الحياة الأبدية. شعرت بأنني محظوظ للغاية لأنني تمكنت من العثور على مسار دخول الملكوت. لقد كنت متحمسًا جدًّا. قرأت كلام الله القدير وكأنه كان قوتًا لرجل يتضور جوعًا، وكان له تأثير شديد عليَّ. وكلما قرأت المزيد، عرفت أنه الحق، وأنه لا يمكن أن يأتي من أي قس أو عالم لاهوت. أشبع كلام الله القدير روحي التائهة الجائعة، وتذكرت ذلك الرجل العجوز الذي يبيع الصحف. لقد ظل يطلب مني الاشتراك في الصحيفة، ولهذا سمعت أخيرًا صوت الله. عندئذ أدركت أن أعمال الله الرائعة هي التي سمحت بذلك. إنني ممتن حقًّا لله. وأشعر بأنني محظوظ بشكل رائع لأنني تمكنت من سماع صوت الله وأن أشهد ظهوره في حياتي. هذه هي رحمة الله ونعمته الهائلة، بل الأهم من ذلك أنها خلاصه لي. الشكر لله القدير!

السابق: 9. تعلُّم الخضوع من خلال واجبي

التالي: 11. تأملات في السعي وراء الاسم والربح

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

37. الله بجانبي

بقلم جوـ زي – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة مسيحية، وعندما كان عمري عامًا واحدًا قبلت أمي العمل الجديد للرب يسوع العائد (الله القدير)، على...

2. الطريق إلى التطهير

بقلم كريستوفر – الفلبيناسمي كريستوفر، وأنا قس بكنيسة منزلية في الفلبين. في عام 1987، تعمدت وتحوّلت نحو الرب يسوع ثم بنعمة الرب، في عام 1996...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب