13. أنا أعرف طريقة التحرر من الشخصية الفاسدة
نشأت في عائلة كاثوليكية، وآمنت بالرب معهم منذ طفولتي. عندما كبرت، أدركت أن بعض المؤمنين فقط يذهبون للكنيسة يوم الأحد، لكنهم يظلون يدخنون ويشربون ويحتفلون مثل غير المؤمنين تمامًا. شعرت بأنهم لم يتبعوا متطلبات الرب، وأنهم كانوا يعيشون في الخطيئة. وغالبًا ما كنت أعيش أنا أيضًا في الخطيئة. فقد كذبت وغضبت وشعرت بالغيرة. وحتى لو اعترفت بخطاياي للقس، لم أستطع الهروب من دائرة الخطيئة والاعتراف ثم الخطيئة مجددًا. شعرت بالحيرة تمامًا، فقررت ترك كنيستنا والانضمام إلى كنيسة أخرى للبحث عن طريق للنجاة من الخطيئة.
لاحقًا، في أثناء العمل، قابلت الأخ راؤول، وهو مسيحي لفترة طويلة. قال إنه ذهب للعديد من الكنائس المختلفة، لكنه توقف عن الحضور لأن عظات القساوسة لم تكن ثاقبة وكانوا يطلبون القربات دائمًا. فإنهم لم يهتموا إلا بالمال فقط، وعندما أراد الإخوة والأخوات مساعدتهم في حل أية مشكلة، كانوا يقولون فقط: "اذهب واسأل الواعظ أولًا، وأخبرني إن كنت لا تزال غير قادر على الفهم". لقد حيّرني ذلك حقًّا. لماذا تحدث أشياء من هذا القبيل في الكنيسة؟ بعد ذلك ذهبت إلى خمس أو ست كنائس مسيحية أخرى، ورأيتها تمامًا كما وصف الأخ راؤول بالضبط. تذكرت أنه في اجتماع كان بعض المؤمنين يلعبون مباراة في الشطرنج ويقيمون مأدبة. رأيت الكنائس بلا عمل الروح القدس، وبدت وكأنها على الأرجح أماكن ترفيهية لرجال الدين. لم أعد أرغب الذهاب للكنيسة. لكني تذكرت أن الكتاب المقدس يقول: "غَيْرَ تَارِكِينَ ٱجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِٱلْأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ ٱلْيَوْمَ يَقْرُبُ" (عبرانيين 10: 25). لذا شعرت بالضياع حقًّا. أين أستطيع الذهاب لحضور اجتماع؟ هناك أكثر من ألف طائفة مسيحية؛ ولذا فالعثور على واحدة بها إرشاد الله وعمل الروح القدس بصدق سيكون صعبًا جدًّا. لم يعرف الأخ راؤول إلى أين يذهب أيضًا. لذلك قررنا ترك مجمعنا واستغلال وقت فراغنا لدراسة الكتاب المقدس. فقرأنا الكتاب المقدس كثيرًا معًا وتشاركنا في فهمنا، ونحن نساند وندعم بعضنا بعضًا.
مرت عدة سنوات على هذا النحو، وعلى الرغم من أنني كنت أصلي وأقرأ النص المقدس كل يوم، فإن ما أحبطني حقًّا هو أنه عندما حدث شيء لم يعجبني أو تعرضت مصالحي للخطر، كنت لا أزال لا أستطيع التحكم في غضبي. أحيانًا، عند العمل مع الأخ راؤول، إن طلب مني فعل شيء ولم أفهمه تمامًا، كان يتحدث معي بقسوة نوعًا ما، فأغضب حقًّا. كنت أفكر أنه كان من الواضح أنه لم يتواصل بشكل جيد، لكنه كان يصرخ في وجهي، ويعاملني وكأنني أحمق، ولم يكن عليَّ قبول ذلك. فكنت أرد عليه صراخه. كنا نثور حقًّا ولا نتمكن من كبح جماح غضبنا مهما كان. وفي النهاية، كان كل ما نفعله هو المغادرة ونحن نستشيط غضبًا. لم أرغب في الاستماع أو توضيح الأمور له. ولكن بعد الهدوء، كنا نعترف بأخطائنا، ونعتذر لبعضنا. كنت أعلم أنني لم أحرر نفسي من الخطيئة، وأنني سأظل أخطئ وأتمرد على الله، فصليت واعترفت لله وأردت أن أكبح جماح نفسي. لكن مهما حاولت بجد، كنت أستمر في الفوضى: أخطئ نهارًا، وأعترف ليلًا. كنت غارقًا في البؤس والشعور بالذنب في هذه الدائرة التي لا هوادة فيها، وشعرت بإحباط شديد في نفسي. كنت أسأل نفسي لماذا لا أستطيع التوقف عن الخطيئة. تحدثت مع الأخ راؤول عن ذلك مرات عديدة وعرفنا أننا لا نستطيع مساعدة أنفسنا، وأن برَّنا الذاتي وغطرستنا وغرورنا كان صارخًا، وأننا لم ننجو من عبودية الخطيئة.
ذات مرة، عندما كنا نتدارس الكتاب المقدس معًا، رأينا كلام الله: "كُونُوا قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (1 بطرس 1: 16). "من دون قداسة لن يُبصر إنسانٌ الرَّب" (عبرانيين 12: 14). منحتنا هذه الآيات وقفة للتفكير. أخبرنا الرب بأننا يجب أن نكون قديسين، إلا أننا كنا نعيش في الخطيئة. فكيف نحقق القداسة؟ لم يكن لدينا مسار. سألت أحد القساوسة عن ذلك، وأخبرني قائلًا: "ما دمنا نعيش في الجسد، فلن نحقق القداسة أبدًا. ولكن الرب يسوع افتدانا من خطايانا. لقد غُفِرَت خطايانا بالفعل، والرب لا يرانا مخطئين. عندما ينزل على سحابة، سيصعدُنا إلى ملكوت السماء". أراحني سماع ذلك نوعًا ما، لكنني ظللت محتارًا: الرب قدوس، لكننا الآن نعيش دائمًا في الخطيئة. فهل سيأخذنا حقًّا إلى ملكوته عندما يعود؟
ذات يوم في يوليو 2019، كنت أنا والأخ راؤول نحظى بإحدى دراساتنا المعتادة في الكتاب المقدس. أجرينا بحثًا على شبكة الإنترنت عن "الكتاب المقدس"، ووجدنا فيلمًا لكنيسة الله القدير بعنوان "لحقتُ بالقطار الأخير". لقد فوجئت حقًّا. كان فيلمًا رائعًا وكانت شركة الحقائق فيه منيرة حقًّا، خاصة الجزء الذي تقول فيه أخت: "إن الرب يسوع قد قام بعمل الفداء. فإنه ببساطة غفر خطايا الناس، لكنه لم يعالج طبيعتنا الخاطئة. ولهذا، فنحن مستمرون في الخطيئة ومقاومة الله. انظروا إلى أولئك الذين يؤمنون بالرب، من رجال الدين إلى المؤمنين العاديين، أي منهم يمكنه الادعاء بأنه خالٍ من الخطيئة؟ لا أحد. دون استثناء واحد، البشر مربوطون ومقيَّدون بالخطية. نحن ممتلئون عجرفة وأنانية وجشعًا. لا يسعنا إلا أن نخطئ حتى عندما لا نريد. قد يبدو البعض متواضعين ولطفاء، لكن قلوبهم ممتلئة فسادًا. لسنا الأشخاص الذين ينفذون مشيئة الله، ولسنا مؤهلين لدخول ملكوت السماء. لهذا يحتاج الله لمواصلة عمله لخلاص البشرية في الأيام الأخيرة حسب خطته، للقيام بمرحلة عمل الدينونة على أساس غفران الخطايا، لتطهيرنا وخلاصنا بالكامل حتى نتمكن من الهروب من الخطيئة ونصبح طاهرين، ثم ندخل ملكوت الله ونربح الحياة الأبدية". كل ما قيل في الفيلم كان صحيحًا. تحمست حقًّا؛ لأنني لم أسمع شيئًا مثل ذلك من قبل. كيف أمكنهم مشاركة الكثير من التنوير الجديد؟ من أين حصلوا عليه؟ رأيت أنهم كانوا يقرؤون كتابًا بعنوان "الكلمة يظهر في الجسد". كان محتواه يفيض بالقوة والسلطان، وأشياء لم أسمعها من قبل. أرِدت حقًّا زيادة الاطلاع فيه. بعد انتهاء الفيلم، تواصلنا مع كنيسة الله القدير، وبدأنا في حضور الاجتماعات عبر الإنترنت؛ نقرأ ونتشارك كلام الله القدير.
ذات يوم، وأنا أقرأ هذا في كلام الله القدير: "قبل أن يُفتدى الإنسان، كان العديد من سموم الشيطان قد زُرِعَت بالفعل في داخله. وبعد آلاف السنوات من إفساد الشيطان، صارت هناك طبيعة داخل الإنسان تقاوم الله. لذلك، عندما افتُدي الإنسان، لم يكن الأمر أكثر من مجرد فداء، حيث اُشتري الإنسان بثمن نفيس، ولكن الطبيعة السامة بداخله لم تُمحَ. لذلك يجب على الإنسان الذي تلوث كثيرًا أن يخضع للتغيير قبل أن يكون مستحقًّا أن يخدم الله. من خلال عمل الدينونة والتوبيخ هذا، سيعرف الإنسان الجوهر الفاسد والدنس الموجود بداخله معرفًة كاملة، وسيكون قادرًا على التغير تمامًا والتطهُّر. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يستحق العودة أمام عرش الله. الهدف من كل العمل الذي يتم في الوقت الحاضر هو أن يصير الإنسان نقيًّا ويتغير؛ من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة، وأيضًا التنقية، يمكن للإنسان أن يتخلَّص من فساده ويصير طاهرًا. بدلًا من اعتبار هذه المرحلة من العمل مرحلةَ خلاص، سيكون من الملائم أن نقول إنها عمل تطهير. في الحقيقة، هذه المرحلة هي مرحلة إخضاع وهي أيضًا المرحلة الثانية للخلاص" (من "سر التجسُّد (4)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "سيستخدم مسيح الأيام الأخيرة مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن كل هذه الطرق في الكشف والتعامل والتهذيب بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها، يمكن إخضاع الإنسان واقناعه اقتناعًا كاملاً بالله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (من "المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق" في "الكلمة يظهر في الجسد"). بعد قراءة كلام الله، أدركت أن الرب يسوع قام بعمل الفداء، الذي كان يفدينا لكيلا نعود أهل خطيئة، لكن الطبيعة الخاطئة لدى البشر لم تُزَل. لهذا نستمر في الكذب والخطيئة، ونكشف عن الفساد. بالتفكير في الأمر، أدركت أن هذا كان حقيقيًّا. ففي كل مرة أفقد أعصابي، كنت أندم لاحقًا. ولكن كلما حدث شيء لم يعجبني، لم يسعني إلا فقدان أعصابي. أدركت أنني إن لم أتخلص من طبيعتي الخاطئة، فلن أتحرر من الخطيئة أبدًا، وبعد ذلك أكون ضد الله في الفكر والقول والفعل. من كلام الله القدير، أدركت أيضًا أنه في الأيام الأخيرة عبَّر الله عن الحق لكشف البشر وتطهيرهم. وبدافع الفضول حول عمل دينونة الله، قرأت لاحقًا المزيد من كلام الله القدير، وأدركت أنه يكشف كل شيء عن طبيعة البشر الخاطئة. إنه يُظهر لنا كيف يفسد الشيطان الناس، وكيف نهرب من الخطيئة ونتطهر، ومن يمكنه دخول ملكوت السماء، ومن سيعاقب، وعواقب أنواع مختلفة من الناس. إن كلام الله الذي يدين البشر ويكشفهم يحتوي محبته وخلاصه. ومهما بدا قاسيًا، فكل هذا لكي نتمكن من فهم الحق، ومن ثم نتمكن من رؤية الحق في كيفية إفساد الشيطان لنا، ونحتقر أنفسنا حقًّا، ثم نتوب ونتغير. غمرتني البهجة، وكنت أشتاق للمزيد من كلام الله القدير. كنت أيضًا أستمتع حقًّا بحضور الاجتماعات والشركة حول كلام الله مع الإخوة والأخوات، وتمنيت لو أنني استطعت تجربة الدينونة والتوبيخ من كلام الله ومن ثم أتمكن من تبديد شخصيتي الفاسدة.
لاحقًا، اُنتخبت قائد كنيسة. وذات مرة، طلبت مني أخت بعض المساعدة مع المشكلات التي واجهتْها في أثناء أداء واجبها، فأسديتُ لها بعض النصائح حول ما ينبغي لها فعله. بعد أن سمعت هي وإحدى الأخوات نصائحي، وافقتا على التصرف وفقًا لها. وفي هذا الوقت، اتصلت بنا قائدة، وطلبت مني الأختان أيضًا مشاركة أفكاري معها. وبعد أن شرحت الأمر كله، لم تقل القائدة شيئًا، وأعطتنا فقط مستندًا لمراجعته، ثم أخبرتنا كيف يجب أن نقوم بالمراجعة. كنت منزعجًا قليلًا. وشعرتُ أنها لم تفهم حقًّا ما قصدته. لقد سبق لي أن تناقشت مع هاتين الأختين ما يجب فعله، وقضيت الكثير من الوقت في التفكير في الكيفية التي ينبغي بها تنفيذ الواجب. هل كان كل عملي الشاق من أجل لا شيء حقًّا؟ قلت للقائدة بنفاد صبر: "هل فهمتِ ما قلته؟ لقد اتفقنا بالفعل على هذا ولدينا تفاهم متبادل". فأخبرتني قائلة: "الحل الذي اقترحته لا بأس به، لكنه لن يكون كافيا تمامًا". ثم أخبرتنا بطريقة أسرع وأبسط لإنجاز هذا الواجب. في الحقيقة اعتقدت أن حلها كان جيدًا، لكنني لم أكن سعيدًا تمامًا. كنت أتساءل عما ستظنه الأختان بي إن لم يستخدم النهج الذي استغرقت وقتًا طويلًا للفكير فيه. ألن يعتقدا أنني كنت عديم الفائدة حقًّا ولم أستطع حتى ترتيب عمل بسيط؟ سيكون ذلك محرجًا جدًّا. كلما فكرت في الأمر، شعرت بالسوء. لاحقًا، طلبت مني القائدة أن أقوم بهذا الواجب مع هاتين الأختين. كنت مقاومًا حقًّا له، ولم أتحدث معها بلطف شديد. لاحقًا، أكملت الواجب، إلا أنني طوال العملية أظهرت فسادًا فيها جعلني أشعر بعدم الارتياح والذنب حقًّا. بعد ذلك، قلت لنفسي إن القائدة كانت تتحمل المسؤولية، وتقدم بعض الاقتراحات الجيدة لتحسين كفاءة عملنا. كان هذا جيدًا لعمل الكنيسة. لكنني لم أستطع قبوله، بل إنني حتى غضبت منه. فسألت نفسي لماذا لم أستطع قبول الآراء المناسبة، بل إنها حتى كانت تغضبني. احتجت لمعرفة أساس هذا، حتى أتمكن من التحرر من هذه الحالة في أسرع وقت ممكن.
في ذلك المساء، بدأت البحث في الموقع الإلكتروني للكنيسة عن مقاطع في كلام الله تتحدث عن الغضب، ووجدت هذا المقطع: "بمجرد أن يتمتع الإنسان بمكانة ما، فإنه سيجد أن من الصعوبة بمكان السيطرة على مزاجه، ومن ثمَّ سوف يستمتع باستغلال الفرص للتعبير عن عدم رضاه وتنفيس عواطفه، وغالبًا ما يستشيط غضبًا من دون سبب واضح، ليكشف عن قدرته ويدع الآخرين يعرفون أن مكانته وهويته تختلفان عن الأشخاص العاديين. وبطبيعة الحال، فإن الأشخاص الفاسدين دون أي مكانة كثيرًا ما يفقدون السيطرة، وغالبًا ما يحدث غضبهم بسبب الضرر الذي يصيب مصالحهم الشخصية. ولكي يحموا مكانتهم وكرامتهم، ينفّسون في كثير من الأحيان عن عواطفهم ويكشفون عن طبيعتهم المتعجرفة. يستشيط الإنسان غضبًا وينفس عن مشاعره للدفاع عن وجود الخطيئة وحفظ وجودها، وهذه الأعمال هي الطرق التي يعبر بها الإنسان عن عدم رضاه. وهي تمتلئ بالشوائب، وفساد البشر وشرهم؛ وأكثر من أي شيء آخر، تعجّ بطموحات الإنسان ورغباته الجامحة" (من "الله ذاته، الفريد (ب)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). بعد قراءة كلام الله، أدركت أن هناك سببًا يدفع البشر إلى الانفجار غضبًا. عندما تتعرض مصالحنا أو سمعتنا للخطر، غالبًا ما نُظهر عدم رضانا، ونستشيط غضبًا، ونفتقر للعقل البشري الطبيعي. ما نظهره هو الشخصيات الشيطانية والأشياء السلبية. بالتأمل في نفسي في ضوء كلام الله، رأيت أنني عند رفض أفكاري، أصبحت مقاومًا حقًّا. لقد علمت بوضوح أن نهج القائدة كان أفضل من نهجي، وأنه سيكون سريعًا وبسيطًا، لكني ظللت أشعر بالغضب، وقلقت من أن يعتقد الآخرون أنني كنت عديم الفائدة. لذلك تحدثت بقسوة مع القائدة. في تلك اللحظة، أدركت أنني كنت مغرورًا حقًّا، ومركزًا تمامًا على اسمي ومكانتي. لطالما شعرت بأن وجهة نظري كانت رائعة، ولم أرغب في الاستماع إلى الآخرين. لم أفكر فيما قد يفيد عمل الكنيسة مهما كان. وأدركت أنني كنت متغطرسًا بشكل يفوق كل منطق، بل ولديَّ مشاكل جمة في قبول النصائح السديدة. بإدراك ذلك، اعتراني الندم. صليت إلى الله لأتوب، وسألته أن يرشدني لأعرف نفسي بشكل أفضل وأتخلص من غطرستي.
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله: "التعجرف أساس شخصية الإنسان الفاسدة. كلّما زاد تعجرف الناس، كلّما كانوا أكثر عُرضةً لمقاومة الله. كم مدى جدّية هذه المشكلة؟ لا ينظر أصحاب الشخصيات المتعجرفة إلى كل الآخرين بفوقية فحسب، بل أسوأ ما في الأمر هو أنّهم يتعالون حتّى على الله. مع أنّ بعض الناس قد يبدون ظاهريًا أنّهم يؤمنون بالله ويتبعونه، لكنّهم لا يعاملونه كالله على الإطلاق. يشعرون أنّهم يملكون الحق، ويظنون أنفسهم رائعين. هذا جوهر الشخصية المتعجرفة وأساسها، وهي نابعة من الشيطان. بالتالي، يجب حل مشكلة التعجرف. شعور المرء بأنّه أفضل من الآخرين هو مسألة تافهة. المسألة الحاسمة هي أنّ شخصية المرء المتعجرفة تمنعه من الخضوع لله ولحُكمه وترتيباته؛ إذ يشعر شخص كهذا دائمًا بالميل إلى منافسة الله لامتلاك سلطة على الآخرين. هذا النوع من الأشخاص لا يتّقي الله بتاتًا، ناهيك عن محبته لله أو خضوعه له. إن الأشخاص المُتكبِّرين والمغرورين، وخصوصًا أولئك المُتكبِّرين لدرجة أنهم فقدوا عقولهم، لا يمكنهم الخضوع لله في إيمانهم به، حتَّى إنهم يُمجِّدون أنفسهم ويشهدون لها. ومثل هؤلاء الناس يقاومون الله أكثر من غيرهم. فإذا كان الناس يرغبون في معرفة كيفيَّة اتّقاء الله، فينبغي عليهم أوَّلًا حلّ مشكلة شخصيَّاتهم المُتكبِّرة. وكلَّما حللت شخصيَّتك المُتكبِّرة تمامًا، ازداد اتّقاؤك لله، وعندئذٍ فقط يمكنك أن تخضع له وأن تكون قادرًا على بلوغ الحق ومعرفة الله" (من "مشاركات الله" بتصرف). لقد فكرت في هذا المقطع بعض الشيء، وفهمت أن السبب في أنني لم أستطع التعامل مع اقتراحات الآخرين بشكل لائق هو لأنني كان لديَّ شخصية متغطرسة. لقد أردت أن يستمع لي الآخرون، ولم أرغب في قبول أو سماع أفكار الآخرين. عندما كنت أعمل مع الأخ راؤول، كنت أتصرف بهذه الطريقة تمامًا. وحيث إنني كنت متغطرسًا جدًّا، لم أرغب في اتباع تعليماته، ناهيك عن أنني بالكاد كنت أتحمل حديثه معي بنبرة قاسية. وفي تعاملي مع زوجتي أو الآخرين في الحياة اليومية، اعتقدت دائمًا أن لديَّ أفضل الأفكار، وأنني كنت على صواب، ومن ثم فينبغي أن يستمعوا لي وينفذوا ما قلته. بعد ربح إيماني وتولي الواجب مع الإخوة والأخوات، واصلت العيش بغطرسة ولم أرد تقبل اقتراحات الآخرين. حتى عندما علمت أن نهجي لم يكن رائعًا، ظللت أرغب في القيام بالأشياء بطريقتي وحمل الآخرين على الإنصات لي. كنت متغطرسًا جدًّا لدرجة أنني لم يكن لديَّ عقلانية للتحدث عن الأمر. وبسبب غطرستي، لم أستطع النظر إلى الأشياء بعقلانية. شعرت بأنني كنت على صواب دائمًا، لكن غالبًا كان لدى الآخرين بالفعل أفكار أفضل ورؤية أكثر شمولًا مما لديَّ. على سبيل المثال: نظرًا لاعتقادي بأنني كنت على صواب دائمًا، كنت غالبًا ما أحمل زوجتي على فعل الأشياء طبقًا لخطتي، ولكن اتضح أنها كانت سيئة. وفي هذه المرة، حدث الأمر نفسه. كان النهج الذي اقترحته القائدة بسيطًا، ووفر وقتنا، وأمكننا الحصول على نتائج أفضل، بينما كان النهج الذي شاركته مع الأختين معقدًا وأيضًا مستهلكًا للوقت. أظهرت لي الحقائق أنه لم يكن لديَّ أي سبب لأكون متغطرسًا جدًّا هكذا. يجب أن أكون بسيطًا متواضعًا، وأعرف موضعي. إذا ظللت أعيش بمثل هذه الغطرسة، فسينتهي بي الأمر مثل رئيس الملائكة، لا أهتم بالله وأقاومه وأسيء إلى شخصيته، ومن ثم يعاقبني ويلعنني. عند إدراك هذا، سرعان ما قلت صلاة إلى الله: "إلهي، لا أريد أن أحيا بحسب شخصيتي المتغطرسة بعد الآن. أريد أن أحيا بحسب إنسانية طبيعية، وأستمع إلى اقتراحات الإخوة والأخوات في واجبي، وأعمل معهم جيدًا، وأقوم بواجبي لإرضاء مشيئتك".
قرأت مقطعين آخرين من كلام الله بعد ذلك. "تجعلك الطبيعة المتعجرفة متعنتًا. عندما يملك الناس هذه الشخصية المتعنتة، أليسوا عُرضةً للتعسف والتهور؟ إذًا، كيف تجد حلًّا لتعسفك وتهورك؟ هب، على سبيل المثال، أن شيئًا ما أصابك وكانت لديك أفكارك وخططك الشخصية. بعد تحديد ما يجب عليك فعله، عليك السعي في طلب الحق وإقامة شركة مع الجميع حول ما تفكر به وتؤمن به بشأن هذا الأمر. عندها اطلب من الجميع إخبارك ما إذا كانت أفكارك وخططك سليمة، وإن كانت تتماشى مع الحق، مطالبًا إياهم بأن يجروا فحصًا نهائيًا للأمر نيابةً عنك. هذه أفضل طريقة لعلاج التعسف والتسرّع. أولًا، يمكنك أن تسلّط الضوء على رأيك وتسعى إلى الحق؛ فهذه هي الخطوة الأولى التي تجب ممارستها من أجل التغلب على شخصية التعسف والتهور هذه. تأتي الخطوة الثانية عندما يعبّر آخرون عن آرائهم المعارضة – ماذا في وسعك أن تمارس لتحول دون تعسفك وتهورك؟ أولًا، يجب أن تتمتّع بسلوك متواضع، وتضعَ جانبًا ما تعتقد أنّه صحيح، وتسمح للجميع بالشركة. وحتّى إن كنت تعتقد أنّ طريقك صحيح، فيجب ألّا تستمرّ بالإصرار عليه. قبل كل شيء، ذلك نوع من التحسن؛ فهو يُظهر سلوكًا ينمُّ عن سعي إلى الحق، وإنكار لذاتك، وتلبية لمشيئة الله. عندما تتمتّع بهذا السلوك، بينما لا تتقيّد برأيك، يجب أن تصلي، وتطلب الحق من الله، ثم تبحث عن أساس في كلام الله. حدِّد كيفية التصرف على أساس كلام الله. هذه هي الممارسة الأكثر ملاءمة ودقة" (من "مشاركات الله" بتصرف). "إن أصعب مشكلة يجب على البشرية الفاسدة معالجتها هي ارتكاب نفس الأخطاء القديمة. لمنع هذا، يجب على الناس أولًا أن يدركوا أنهم لم ينالوا الحق بعد، وأنه لم يحدث تغيير في شخصيتهم الحياتية، ومع أنهم يؤمنون بالله، ما زالوا يعيشون تحت مُلك الشيطان، ولم يخلُصوا، وهم عرضة لخيانة الله والابتعاد عن الله في أي وقت. إذا كان لديهم هذا الإحساس بالأزمة في قلوبهم – إذا كانوا، كما يقول المثل، مستعدين للحرب في أوقات السلم – فسيكونون قادرين على كبح جماح أنفسهم إلى حد ما، وعندما يحدث لهم شيء ما، فإنهم سيصلّون إلى الله ويتكلون عليه، وسيكونون قادرين على تجنب الوقوع في نفس الأخطاء القديمة. إذا كان الناس يفتقرون إلى الوعي الذاتي، ولا يعرفون أن طبيعتهم الشيطانية لا تزال متجذرة بعمق في نفوسهم، فإنهم يظلون عرضة لخطر خيانة الله، ويواجهون احتمال الهلاك الدائم. هذا حقيقي؛ يجب أن يكونوا حذرين. هناك ثلاث نقاط مهمة يجب وضعها في الاعتبار: أولًا، ما زلت لا تعرف الله. ثانيًا، لم تحدث أي تغييرات في شخصيتك. وثالثًا، لم تحيا بعد بحسب الصورة الحقيقية للإنسان. هذه الأشياء الثلاثة تتماشى مع الحقائق، فهي واقع، ويجب أن تكون تدركها جيدًا، يجب أن تكون مدركًا لذاتك. إذا كانت لديك الإرادة لإصلاح هذه المشكلة، فعليك اختيار شعارك الخاص: على سبيل المثال، "أنا الشيطان" أو "غالبًا ما أقع في طرقي القديمة" أو "أنا دائمًا في خطر"، أو "أنا الروث على الأرض". أي واحد من هذه يصلح أن يكون شعارك الشخصي، وسيساعدك إذا ذكّرت نفسك به في جميع الأوقات. استمر في تكرارها لنفسك، والتفكير فيها، وقد تكون قادرًا على التوقف عن ارتكاب الأخطاء، أو ارتكاب أخطاء أقل، ولكن الأهم هو قضاء المزيد من الوقت في قراءة كلام الله وفهم الحق، ومعرفة طبيعتك الخاصة والهروب من شخصيتك الفاسدة، وعندئذٍ فقط ستكون آمنًا" (من "السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد ساعدني كلام الله على فهم أنه لكي أتحرر من غطرستي، يجب أن أتعلم التعاون مع الآخرين والسعي والشركة. عليّ مشاركة أفكاري مع الإخوة والأخوات في مناقشات العمل، وأن أسعى بكل تواضع لآراء الآخرين. ومهما كانت آراؤهم مختلفة عما اقترحته، يجب أن أطرح جانبًا ما أعتقد أنه صحيح. يجب أن أصلي وأسعى بناءً على ما قاله الآخرون وأدع الله يرشدني وينيرني ليوضح لي ما هو صحيح، وما هو مناسب، ويبين لي أوجه قصوري وعيوبي. وحتى عندما أعتقد أن ما أقوله صحيح، لا يمكن أن أتعلق بأفكاري الخاصة، بل يجب أن أسعى للحق وأسعى لمشيئة الله. وعندما أرى أن لدى شخص آخر فكرة أفضل، وأكثر صحة من فكرتي، يجب أن أتعلم أن أطرح ذاتي جانبًا وأقبل ما يقوله. فهذا يتوافق مع مشيئة الله ويمنعني من ارتكاب الأخطاء. وعلاوة على ذلك، كتبت لنفسي شعارًا عن طبيعتي المتغطرسة: "أنا لست سوى نَكِرة، ويجب ألا أكون متغطرسًا. إنني دائمًا أعرّض نفسي للخطر بسبب افتقاري إلى ضبط النفس". ساعدني هذا على تذكر خزي حالتي المتغطرسة، وذكّرني بخطر وعواقب العيش بغطرسة. بعد ذلك، بدأت أركِّز على ممارسة كلام الله والاستماع إلى أفكار الآخرين. عندما كان أي شخص يقدم اقتراحًا أو رأيًا مختلفًا عن رأيي، سواء في المنزل أو في واجب مع الإخوة والأخوات في الكنيسة، بدأت أُنحي ذاتي جانبًا. رأيت أن الآخرين لديهم بالفعل أفكار أكثر شمولًا مني، وتعلمت قبول أفكارهم من القلب وتنفيذ الاقتراحات المناسبة. بعد تطبيق ذلك، وجدت أنني توقفت عن فقدان أعصابي مع الإخوة والأخوات كثيرًا واستطعت الاستماع إلى ما يقوله الآخرون وقبوله. شعرت أيضًا براحة أكبر من ذي قبل. وكنت ممتنًّا حقًّا لله من أعماق قلبي!
لاحقًا، قرأت مقطعًا آخر من كلام الله: "ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم التعامل معهم وتأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا طاعة الله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب والتعامل معهم بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا" (من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"). أظهر لي كلام الله القدير أننا لا يمكننا الاتكال على قوتنا أو مثابرتنا للتحكم في شخصياتنا أو تغييرها. كل ذلك الجهد في ضبط النفس لا يمكن أن يغير إلا بعض السلوكيات، وتلك التغييرات لن تدوم طويلًا. وإذا أردنا الخضوع لتغيير حقيقي في الشخصية، علينا أن نقبل دينونة كلام الله وتوبيخه، والتعامل والتهذيب والتزكية والتأديب، وكذلك التجارب والتنقية. هذا هو السبيل الوحيد لمعرفة طبيعتنا الشيطانية حقًّا، ولنرى بوضوح العواقب الخطيرة للحياة بحسب شخصياتنا الشيطانية. عندئذ نستطيع حقًّا أن نكره أنفسنا ونتخلى عن أنفسنا، وأن نحقق التوبة الصادقة والتغيير.
إنني ممتن لله القدير لمنحني الفرصة لأختبر دينونته وتوبيخه في الأيام الأخيرة، لأتمكن من تعلم الحقائق، وفهم نفسي والتحرر من فسادي. أشعر بأنني محظوظ بشكل مذهل. لم أعد أشعر بالحيرة والارتباك لأن كلام الله القدير قد كشف أصل خطيئتنا ومظاهر شخصياتنا الفاسدة المختلفة. لقد منحنا أيضًا مسارًا للتخلص من الخطيئة وتحقيق تغيير في الحياة الشخصية. إن كلام الله القدير خصب ووفير، ويمنحنا كل ما نحتاج إليه. إنه يزودنا بإجابات عن كل أسئلتنا والصعوبات التي نواجهها. وما دمنا نقرأ ونقبل كلام الله من القلب، يمكننا فهم فسادنا وتمردنا وإيجاد المسار اللازم لتبديد شخصيتنا الفاسدة. الشكر لله القدير!