77. اشتهاء الراحة لن يجلب سوى خُفَّي حنين
في يوليو الماضي، كُلِّفت بأعمال الفيديو. في البداية، غالبًا ما كنت أفحص المشكلات والصعوبات التي يواجهها إخوتي وأخواتي في أداء واجباتهم، وأسعى للحق معهم لإيجاد الحلول. بعد مرور بعض الوقت، صار هناك تحسن واضح في نتائج العمل. فكرت: "الآن، والعمل يتحسن باطراد، فلا ينبغي أن تكون هناك مشكلات كبيرة. حتى في حالة حدوث مشكلة، فلن تؤثر على نتائج عملنا، وسيكون لدينا الوقت لحلها". وبرؤية أن الجميع كانوا مبادرين في واجباتهم ويمكنهم دفع الثمن، اعتقدت أنني لا يجب أن أقلق كثيرًا. خلال تلك الفترة، كانت متابعة كل شيء تعني غالبًا الذهاب إلى الفراش متأخرًا، وأحيانًا كنت مشغولة جدًّا لدرجة ألا أتناول الطعام في وقته. وشعرت بأنني متعبة جدًّا ولم أكن في أفضل صحة، لذا فكرت أنني يجب ألا أضغط على نفسي وأرهقها". بعد ذلك، بدأت في الاسترخاء بشأن العمل، ولم أجتهد في متابعته. أحيانًا، كنت أسأل بطريقة روتينية فحسب، ونادرًا ما نظرت في تفاصيل واجبات إخوتي وأخواتي، ولم أفكِّر في كيفية تحسين نتائج عملنا.
وسرعان ما ظهرت مشكلات في عدة فيديوهات أنتجناها، وكان لا بد من إعادتها، ما أثر بشكل مباشر على تقدم العمل. عندما رأيت هذا الموقف، كنت قلقة جدًّا. أدركت أيضًا أنه لم يحدث بطريق المصادفة، وأن هناك دروسًا لأتعلمها، فصلَّيت إلى الله، طالبة منه أن يرشدني لفهم مشيئته. بعد أن صلَّيت، سألت قائدة الفريق لماذا كنا نواجه هذه المشكلات. فقالت: "بعض الإخوة والأخوات سعوا إلى النجاح السريع وأدوا واجباتهم دون مبادئ. إنهم لم يركزوا سوى على التقدم وليس الجودة. وسبب آخر هو أنني لم أتابع العمل، ولم أكتشف المشكلات في حينها". هذا جعلني أفكر بغضب: "كم مرة أخبرتكم عن هذه المشكلات؟ لماذا لا تزال تحدث؟" كنت أرغب في تأنيب قائدة الفريق، ولكن بعد ذلك فكرت: "أليس لديَّ نفس المشكلة كقائدة الفريق؟ فعلى الرغم من كل شيء، لم أتابع أنا أيضًا". لذا، لم أتكلم. بعد ذلك، راجعت بسرعة مقاطع الفيديو التي صنعها الجميع خلال هذه الفترة، واكتشفت أن بعضهم لم يحرز تقدمًا في واجباته، بل تراجع البعض. كانت هذه مشكلات واضحة جدًّا، فكيف لم أكتشفها من قبل؟ كنت أدرك بوضوح أن هذا يرجع إلى عدم قيامي بعمل عملي. وشعرت بالندم، فصلَّيت إلى الله، طالبة أن يرشدني في التأمل ومعرفة نفسي.
في اليوم التالي، قرأت مقطعًا من كلمة الله في عبادتي. "إذا لم تكن مواظبًا على قراءة كلام الله، ولا تفهم الحق، فلا يمكنك التأمل في نفسك؛ إذ ستكتفي بمجرد بذل جهد رمزي وعدم ارتكاب أي تجاوز، واستخدام ذلك كرأس مال لك. سوف تمر كل يوم في حالة من الفوضى، وتعيش في حالة من الحيرة، وتقوم فقط بالأشياء في الموعد المحدد، ولا تُجهِد نفسك، ولا تُشغل عقلك أبدًا، وتكون دائمًا متعجلًا ومتسرعًا. بهذه الطريقة، لن تؤدي واجبك أبدًا بمستوى مقبول. لكي تبذل كل جهدك في شيء ما، يجب أولًا أن تؤديه بتفانٍ وإخلاص؛ ففقط عندما تؤدي شيئًا بتفانٍ، يمكنك أن تبذل كل جهدك فيه، وتفعل ما في وسعك. اليوم، هناك أولئك الذين بدأوا في العمل الدؤوب في أداء واجبهم، وقد بدأوا يفكرون في كيفية القيام بشكل صحيح بواجب الكائن المخلوق من أجل إرضاء الله. إنهم ليسوا سلبيين وكسالى، فهم لا ينتظرون بشكل سلبي من هو أعلى منهم منصبًا ليُصدر الأوامر، بل يأخذون زمام المبادرة. إذا حكمنا من خلال أدائكم لواجبكم، فأنتم أكثر فاعلية من ذي قبل، وعلى الرغم من أن أداءكم لا يزال دون المستوى، فقد كان هناك القليل من النمو، وهو أمر جيد. لكن يجب ألا تكونوا راضين بالوضع الراهن، بل يجب أن تستمروا في البحث، وتستمروا في النمو – عندها فقط ستؤدون واجبكم بشكل أفضل، وستصلون إلى مستوى مقبول. ولكن عندما يؤدي بعض الأشخاص واجبهم، فإنهم لا يبذلون قصارى جهدهم أبدًا ولا يقدمون كل ما في وسعهم، بل يقدمون فقط ما يتراوح بين 50-60٪ من جهدهم، ويرضون بذلك حتى ينتهي ما يفعلونه. لا يمكنهم أبدًا الحفاظ على حالة طبيعية: فعندما لا يكون هناك من يراقبهم أو يقدم الدعم لهم، فإنهم يتراخون وتفتر حماستهم؛ أما عندما يكون هناك من يقوم بالشركة عن الحق، فإنهم يستمعون بانتباه، لكن إذا لم يقم أحد بالشركة معهم عن الحق لفترة من الوقت، فإنهم يصبحون غير مبالين. ما هي المشكلة عندما يستمرون في التذبذب هكذا دائمًا؟ هكذا يكون الناس عندما لا يكونون قد ربحوا الحق، فهم جميعًا يعيشون بشغف – شغف يصعب الحفاظ عليه بشكل لا يُصدق: يجب أن يكون لديهم شخص يعظهم ويقوم بالشركة معهم يوميًّا؛ إذ بمجرد ألا يوجد أحد يسقيهم ويعولهم، ولا أحدٌ يدعمهم، فإن قلوبهم تبرد مرة أخرى، ويتراخون ثانية. وعندما تتراخى قلوبهم، يصبحون أقل فعالية في أداء واجبهم، أمّا إذا عملوا بجهد أكبر، فستزداد الفعالية، ويصبح أداؤهم لواجبهم أكثر إنتاجية، ويربحون أكثر. هل هذه تجربتكم؟ قد تقولون: "لماذا نواجه مشكلة دائمًا في أداء واجبنا؟ عندما يتم حل تلك المشاكل، فإننا نشعر بالحيوية؛ وعندما لا تُحَلّ، نصبح غير مبالين. عندما تكون هناك بعض النتائج حين نؤدي واجبنا، وعندما يثني علينا الله لأننا نمونا، فإننا نشعر بالسعادة، ونشعر بأننا نمونا أخيرًا، ولكن سرعان ما نصبح سلبيين مرة أخرى عندما نواجه صعوبة. لماذا هذا النوع من الحالات غير متسق دائمًا؟" في الواقع، الأسباب الرئيسية هي أنكم تفهمون القليل جدًا من الحقائق، وتفتقرون إلى العمق في الاختبارات والدخول، وما زلتم لا تفهمون الكثير من الحقائق، وتفتقرون إلى الإرادة، وأنتم راضون بمجرد قدرتكم على أداء واجبكم. إذا كنتم لا تفهمون الحق، فكيف يمكنكم أداء واجبكم كما يجب؟ في الواقع، ما يطلبه الله من الناس كلهه يمكن للناس تحقيقه. ما دمتم تستخدمون ضمائركم، وقادرين على اتباع ضمائركم في تأدية واجبكم، فسيكون من السهل عليكم قبول الحق، وإذا كان بإمكانكم قبول الحق، فيمكنكم أداء واجبكم كما يجب. يجب أن تفكروا بهذه الطريقة: "بإيماني بالله في تلك السنوات، وأكل كلام الله وشربه خلال تلك السنوات، ربحت قدرًا كبيرًا، وقد أنعم الله عليَّ بنعم عظيمة وبركات. أنا أعيش بين يدي الله، وأعيش تحت قوة الله، وتحت سيادته، وقد منحني هذا النفس، لذلك يجب أن أستخدم عقلي، وأسعى جاهدًا لأداء واجبي بكل ما أوتيت من قوة؛ فهذا هو المفتاح". يجب أن يتمتع الناس بالإرادة؛ لا يستطيع أن يسعى إلى الحق بصدق إلّا أولئك الذين يملكون الإرادة، ولا يستطيعون بمجرد فهمهم للحق أداء واجبهم بشكل صحيح، وإرضاء الله، وجلب الخزي للشيطان. إذا كنت تملك هذا النوع من الإخلاص، ولا تخطط لمصلحتك، بل لربح الحق وأداء واجبك بشكل صحيح فحسب، فسيصبح أداؤك لواجبك طبيعيًا، وسيظل ثابتًا طوال الوقت؛ إذ بغض النظر عن الظروف التي تواجهها، ستكون قادرًا على المثابرة في أداء واجبك. بغض النظر عمن أو ما قد يُضِلُّك أو يزعجك، وبغض النظر عما إذا كان مزاجك جيدًا أم سيئًا، ستظل قادرًا على أداء واجبك بشكل طبيعي. بهذه الطريقة، يمكن أن يكون الله مطمئنًا عليك، وسيكون الروح القدس قادرًا على تنويرك في فهم مبادئ الحق، وإرشادك في الدخول إلى واقع الحق، وكنتيجة لذلك، فإن أداءك لواجبك سيرقى بالتأكيد إلى مستوى المعايير. ما دمت تبذل بإخلاص في سبيل الله، وتقوم بواجبك بطريقة واقعية، ولا تتصرف بطريقة مراوغة أو تحتال، فسوف تحظى بقبول الله. يراقب الله عقول الناس وأفكارهم ودوافعهم. إذا كان قلبك يتوق إلى الحق، وكان بإمكانك السعي إلى الحق، فسوف ينيرك الله" (من "دخول الحياة هو الأكثر أهمية في الإيمان بالله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). بعد تدبر كلمة الله، تأملت في نفسي وأدركت أنني قد حققت بعض النتائج في واجبي مؤخرًا، لذا بدأت أشعر بالغرور وبدأت أفكِّر في جسدي. لقد صرت متعبة بعد أن كنت مشغولة لفترة طويلة، فاعتقدت أنني ينبغي أن أكون أكثر لطفًا مع نفسي، وبدأت في الاسترخاء والتراخي في واجبي. واتبعت نهج عدم التدخل، وفشلت في التعرف على كيفية أداء الآخرين لواجباتهم في الوقت المناسب. ورغم علمي أنه كان لا يزال هناك بعض المشكلات التي يتعين حلها في عملنا، لم أشعر بالضرورة. اعتقدت أنه لا بأس ما دام لا يؤثر على نتائجنا الحالية، أصبح الجميع يميلون للامبالاة، والتراخي في واجباتهم، لكن رغم ذلك، لم أتابع، فقد أصبحت لامبالية في واجبي، وكنت غافلة وغير مسؤولة. فكيف يمكن ألا تظهر المشكلات في العمل؟ لقد منحتني الكنيسة الفرصة للممارسة، وأتاحت لي أن أكون مشرفة على أمل أن أكون منتبهة ومسؤولة في واجبي، وأنني يجب ألا أدَّخر جهدًا في واجبي وأقوم بمسؤولياتي. هذا هو السبيل لإحراز تقدم. لكنني تعاملت مع واجبي كما لو كان مجرد وظيفة، وأنني كنت أعمل لدى شخص آخر. انتهزت كل فرصة لأقلق وأساهم بشكل أقل. لم أشعر بالقلق أو الضرورة. ولم أفكر مطلقًا في كيفية القيام بالأشياء بشكل أفضل أو تحقيق أفضل النتائج. لم أفكر إلا في كيف يمكن أن أعاني أقل ولا أتعب. لم أكن أراعي مشيئة الله إطلاقًا. عندئذ أدركت أن موقفي تجاه أداء واجبي كان خطأ، وأنني كنت أخادع الله.
خلال اجتماع، رأيت مقطعًا من كلمة الله يكشف القادة الزائفين، أثَّر فيَّ بشدة. يقول كلام الله: "نظرًا لأن القادة الكذبة لا يفهمون حالة تقدُّم العمل، فإن هذا غالبًا ما يُؤدِّي إلى تأخيراتٍ مُتكِّررة. في عملٍ ما، نظرًا لأن الناس لا يستوعبون المبادئ ولا يوجد شخصٌ مناسب للإشراف عليه، فإن أولئك الذين يُؤدِّون العمل كثيرًا ما يبقون في حالةٍ من السلبيَّة والهمود والانتظار، ممَّا يؤثِّر على تقدُّم العمل تأثيرًا كبيرًا. إذا كان القائد قد أتمّ مسؤوليَّاته – إذا تولَّى المسؤوليَّة ودفع العمل للأمام وسرَّع وتيرته ووجد شخصًا يفهم نوع العمل المطلوب لتقديم التوجيه، فإن العمل يتقدَّم بسرعةٍ أكبر بدلًا من أن يمرّ بتأخيراتٍ مُتكرِّرة. يعتبر القادة إذًا أنه من الضروريّ فهم الوضع الفعليّ للعمل واستيعابه. ومن الضروريّ بالطبع للقادة فهم واستيعاب كيفيَّة تقدُّم العمل. فالتقدُّم يتعلَّق بكفاءة العمل والنتائج التي يهدف هذا العمل لتحقيقها. إذا كان القائد يفتقر حتَّى إلى فهم كيفيَّة تقدُّم العمل، إذًا، ففي معظم الأحيان، سوف يتطوَّر العمل ببطءٍ وبشكلٍ سلبيّ. سوف يعمل معظم الناس الذين يؤدون واجبهم يؤدونه بإهمال وببطءٍ وبشكلٍ سلبيّ دون وجود شخصٍ لديه إحساسٌ بالتكليف وبعض القدرة في ذلك النوع من العمل، أي شخصٍ يحثَّهم عليه ويُقدِّم الإشراف والتوجيه. هذا هو الحال أيضًا عندما لا يوجد نقدٌ أو تأديب أو تهذيب أو تعامل. من الأهميَّة القصوى أن يحافظ القادة والعاملون على فهم واستيعابٍ مُحدَّثين لتقدُّم عملهم، لأن الناس كسالى. وعند غياب التوجيه أو الحثّ أو المتابعة من القادة، وعند غياب قادةٍ يكون لديهم فهمٌ مُحدَّث لتقدُّم العمل، يكون الناس عرضةً للتراخي والكسل واللامبالاة. وإذا كانت هذه هي عقليتهم في عملهم، فسوف يتأثَّر التقدُّم وكذلك الفعالية في هذا العمل بشدَّةٍ. في ظلّ هذه الظروف، يجب على القادة والعاملين المؤهلين تتبُّع كلّ بندٍ من بنود العمل على الفور، والبقاء على اطّلاعٍ بشأن الموقف فيما يخصّ المُوظَّفين والعمل؛ فيجب ألا يكونوا أبدًا كالقادة الكذبة. القادة الكذبة مهملون وغير مبالين في عملهم، فهم لا يملكون أي شعور بالمسؤوليَّة، ولا يحلون المشاكل حين تظهر، ومهما كان العمل الذي يقومون به، فإنهم دائمًا ما "يُلقون نظرة سريعة على الأمور دون التمعن فيها"؛ فنهم مهملون وغير مبالين، ويقولون كل ما يقولونه بصوتٍ عال، وكلامهم أجوف، ويتكلمون عن التعاليم ويفتقرون للحماسة. هذه هي الطريقة التي يعمل بها القادة الكذبة عمومًا. وعند مقارنتهم بأضداد المسيح، على الرغم من أنهم لا يفعلون شيئًا شرِّيرًا صريحًا ولا يتعمَّدون الإيذاء، ولا يمكن تعريف عملهم بأنه شرٌّ بطبيعته، فمن الإنصاف القول بأن طبيعته من منظور الفعاليَّة هي الإهمال والسطحيَّة وغياب أيّ حسٍّ بالتكليف وغياب الولاء لعملهم" (الكلمة، المجلد 5، مسؤوليات القادة والعاملين"). بعد قراءة كلام الله، شعرت بالذنب الشديد. ألم يكن سلوكي هو بالضبط سلوك قائدة زائفة؟ لقد كنت كسولة وأهتم لجسدي، ولم أتابع أو أراقب العمل، ما أثَّر بشكل خطير على التقدم العام لعملنا ونتائجه. أخبرتني خيالاتي أن هذا العمل يُدار جيدًا، ولم تكن هناك مشكلات كثيرة، ولكن في الواقع، ظلت هناك العديد من المشكلات التي يجب حلها. ولأنني لم أتحمل عبئًا ولم أكن مسؤولة، غضضت الطرف عن كل مشكلاتنا. بالتفكير، أدركت أيضًا أن لديَّ وجهة نظر خطأ. عندما رأيت إخوتي وأخواتي سبَّاقين ويحرزون تقدمًا في واجباتهم، اعتقدت أن للجميع دوافع كبيرة في واجباتهم ولا يحتاجون إلى المراقبة. لقد كشفت كلمة الله منذ زمن بعيد أن لدى الناس خمول وأن جميع شخصياتهم الفاسدة ضاربة بجذورها. قبل أن يربح الناس الحق وقبل أن تتغير شخصياتهم، دائمًا ما ينغمسون في الجسد ويشتهون الراحة، ولايبالون في أعمالهم ويستخدمون المكر والحِيل في أداء واجباتهم، وأحيانًا يتصرفون بناءً على أفكارهم ولا يمارسون بحسب للمبادئ. ولم أكن استثناءً. ولولا دينونة الله وتوبيخه، ولولا تذكير إخوتنا وأخواتنا وإشرافهم، يمكننا أن نتراخى بسهولة، ومن المرجح أن تظهر المشكلات في واجباتنا. لذا أحتاج إلى المتابعة والإشراف على العمل، وكذلك اكتشاف المشكلات والانحرافات في واجباتنا وحلها بسرعة، ليجري العمل بسلاسة. لكنني لم أفهم طبيعة الناس الفاسدة أو أرى الناس والأشياء بكلمة الله. لقد اعتمدت ببساطة على خيالاتي الخاصة، ولم أحقق أو أتابع العمل، ولم أحل المشكلات في حينها، ولكن رغبت في الحصول على نتائج جيدة. كان هذا مظهرًا من مظاهر عدم قيام قائد زائف بعمل عملي. ورغم أنني لم أفعل شرًّا واضحًا، أثَّرت عدم مسؤوليتي على العمل وعطَّلته، وتعذر تعويض الخسارة. عندما أدركت هذه الأشياء، تصارحتُ وشاركتُ مع إخوتي وأخواتي حول حالتي. كما أوضحت أن الجميع تعاملوا باستخفاف شديد مع واجباتهم، وفشلوا في السعي لإحراز تقدم في واجباتهم، وبحثنا معًا عن حلول. بعد ذلك، صرتُ أكثر جدية في واجبي. كلما انتهيت من العمل، كنت أفكر فيما إذا كان هناك أي مجال للتحسين. وكثيرًا ما تابعتُ وفحصت العمل، وكان هناك بعض التحسُّنات في نتائجنا.
بعد فترة وجيزة، واجهنا مشكلة في إنشاء فيديوهات، وسألتني قائدة الفريق إن كان لدي أي طرق أو اقتراحات جيدة. لم أكن أعرف كيف أجيب، فقلت: "لم أتوصل إلى حل جيد حتى الآن، فدعينا نستمر في التفكير". ولكن بعد ذلك، لم أبحث فورًا عن حل للمشكلة لأنني علمت أن اجتياز هذه الصعوبة لم يكن شيئًا يمكن إنجازه بمجرد بضع كلمات. كان عليَّ تقصي المعلومات، والبحث، وكان هذا سيستغرق الكثير من الوقت والجهد، وكنت سأحتاج إلى تجربة الأشياء باستمرار وتقييم النتائج. ومن الصعب تحديد ما إذا كنت سأنجح في النهاية أم لا. إن لم ينجح الأمر، ألن يضيع كل جهدي؟ كلما فكرت في الأمر، شعرت وكأنه عمل روتيني ممل. قلت لنفسي: "انسي الأمر، الأمور لا بأس بها كما هي. نتائج عملنا جيدة حاليًا، فلا داعي للاندفاع لحل هذه المشكلة". ثم وضعت المشكلة جانبًا، ولكنني شعرت ببعض القلق. لم يكن الأمر أنني عاجزة عن إيجاد حل. فكل ما كان عليَّ هو دفع ثمن أكثر قليلًا. عندئذ قالت قائدة الفريق: "الإخوة والأخوات يواجهون صعوبات وعلينا حلها". تذكير قائدة الفريق جعلني أفكر: "بصفتي المشرفة، ألا يجب أن أبادر لعلاج الصعوبات وحل مشكلات الناس؟ لكنني عندما أرى الصعوبات، أتجنبها ولا أشعر بالمسؤولية". شعرت بالذنب؛ فصلَّيت إلى الله: "يا الله، عندما أواجه صعوبات في العمل، لا أريد أبدًا العمل الجاد، ودائمًا ما أفكر في اهتماماتي الجسديَّة. أعلمُ أن هذا لا يوافق مشيئتك. أرجوك أرشدني لأفكر في نفسي وأغيِّر حالتي غير اللائقة".
أثناء عبادتي، تساءلت عن السبب في أنني كنت أهتم دائمًا بجسدي في واجبي، ولماذا لم أستطع دفع ثمن للقيام بعمل عملي. ذات يوم، قرأت مقطعين من كلام. يقول الله القدير: "ما هو إذًا سُمُّ الشيطان، وكيف يمكن التعبير عنه؟ على سبيل المثال، إذا سألت قائلًا: "كيف يجب أن يعيش الناس؟ ما الذي يجب أن يعيش الناس من أجله؟" سيجيب الناس: "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته". إن هذه الجملة الواحدة تعبّر عن أصل المشكلة. فلقد أصبحت فلسفة الشيطان ومنطقه حياة الناس. بغض النظر عما يسعى إليه الناس، فإنهم يفعلون ذلك من أجل أنفسهم، ومن ثَمَّ يعيشون من أجل أنفسهم فحسب. "اللهم نفسي، وكُلٌ يبحث عن مصلحته" – هذه هي حياة الإنسان وفلسفته، وهي تمثّل الطبيعة البشرية أيضًا. لقد أصبحت تلك الكلمات بالفعل طبيعة البشرية الفاسدة، والصورة الحقيقية لطبيعة البشرية الشيطانية الفاسدة، وقد أصبحت هذه الطبيعة الشيطانية أساس وجود البشرية الفاسدة. عاشت البشرية الفاسدة عدة آلاف من السنين على سُمِّ الشيطان هذا، وحتى يومنا الحاضر" (من "كيف تسلك طريق بطرس؟" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "يشبه جسدُ الإنسان الثعبانَ: جوهره هو إيذاء البشر وعندما يحصل على ما يريد تكون قد ضيّعت حياتك. الجسد مِلكُ الشيطان ومرتَعُ الرغبات الجامحة. لا يُفكرُ إلا بنفسه ويريد أن يتمتّع بالراحة وأن يُسعَد مترفّهًا متماديًا في الكسل والتراخي. وإن قمت بإرضائه إلى حدٍّ معيّن فسيستهلكك حتمًا في النهاية. أي إذا أرضيته هذه المرّة فسيعاود طلب المزيد في المرّة القادمة. لدى الجسد دائمًا رغبات جامحة ومتطلبات جديدة، ويستغل تهاونك معه لتُسعِدَه أكثر فتعيش في راحته. وإذا لم تتغلب عليه فستدمّر نفسك في النهاية. ما إن كنت ستتمكن من نيل الحياة أمام الله ومعرفة ما ستؤول إليه نهاية حياتك يعتمد على كيفية تمرّدك ضدّ الجسد. لقد خلّصك الله وسبق أن اختارك وعيّنك ولكن إن كنت اليوم غير راغبٍ في إرضائه، فأنت لا تريد أن تمارس الحق، ولا تريد التمرّد على جسدك بقلب يحب الله حقًا، فستدمّر نفسك في النهاية وهكذا تعاني ألمًا شديدًا. إذا كنت دائمًا تحقق رغبات الجسد فسيلتهمك الشيطان تدريجيًا، ويتركك بلا حياة وبدون لمسة الروح، حتى يأتي اليوم الذي تصبح فيه مظلمًا تمامًا من الداخل. حينما تحيا في الظلمة ستكون قد سقطت أسيرًا في يد الشيطان، ولن تدرك الله فيما بعد في قلبك، وحينها ستنكر وجوده وتتركه" (من "محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًا به" في "الكلمة يظهر في الجسد"). بعد قراءة كلام الله، رأيت مدى خطورة حالتي! عشت بحسب الفلسفة الشيطانية "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط". كنت أنانية جدًّا، ومهما كان يحدث، فقد وضعت دائمًا اهتماماتي الجسدية أولًا. عندما واجهت مشكلة يجب حلها في واجبي، لم أفكر أبدًا في كيفية إفادة عمل الكنيسة. كنت مهتمة بجسدي دائمًا، وأردت دائمًا أن أعاني أقل، وأن أدفع ثمنًا أقل. في الواقع، بالنسبة لبعض المشكلات، طالما دفعت الثمن، واستغرقت وقتًا قليلًا في الدراسة واكتشافها ليمكنني حلها، لكن لأنني كنت أهتم بجسدي كثيرًا ولم أرغب في المعاناة، شعرت أن البحث المهني كان مجهودًا ذهنيًّا أكثر من اللازم. لذلك، لم تُحل المشكلة مطلقًا، ولم يتحسَّن العمل أبدًا. تكشف كلمة الله أن جسد الناس ينتمي أساسًا إلى الشيطان، والجسد له دائمًا رغبات ومطالب كثيرة. كلما أرضيناه زادت رغبته، وعندما يكون هناك تضارب بين مصالحنا الجسدية وواجباتنا، إذا اشتهينا الراحة دائمًا، فإننا سنتبع الجسد وننحي عمل الكنيسة جانبًا. فهذا يشبع الجسد، ولكنه يضر بعمل الكنيسة، ويجعلنا نقع في الظلمة، ويدمر حياتنا. إن عواقب الانغماس في الجسد واشتهاء الراحة خطيرة. لم أستطع رؤية جوهر الجسد، وكنت أتوق دائمًا إلى الراحة. لقد اعتبرت أن المتعة الجسدية أهم من أي شيء آخر. ألستُ في مساعيَّ وآرائي مثلي كمثل غير المؤمنين؟ غالبًا ما يقول غير المؤمنين "كن لطيفًا مع نفسك". أي لا تدع جسدك يتألم، وأشبِع كل رغبات الجسد ومطالبه. إنهم يعيشون فقط من أجل الجسد، ولا يفهمون قيمة الحياة البشرية ومعناها إطلاقًا، وليس لديهم الاتجاه الصحيح والغرض في الحياة. إنهم يمضون حياتهم في فراغ، وتمضي حياتهم هباءً. هل هناك معنى في الحياة بهذه الطريقة؟ بعض الناس في الكنيسة يشتهون دائمًا اللذة الجسدية، ولا يسعون للحق، ويهملون واجباتهم، ويمارسون الحِيَل، ويتراخون، ما يضرُّ بشدة بعمل الكنيسة، وفي النهاية، يُعفون ويُستبعدون. ثم فكرت في نفسي. لقد كنت أؤمن بالله منذ سنوات، لكن آرائي لم تتغير إطلاقًا. لقد كنت أقدِّر اهتماماتي الجسدية أكثر من الحق. كنت أشتهي الراحة فحسب، وتعاملت شكليًّا لأتمكن من أداء واجبي. ولو استمر هذا، ألم يكن الله ليرفضني ويستبعدني؟ عندما أدركت ذلك، شعرت بخوف شديد. لم يعد بإمكاني أن أراعي جسدي. كنت أرغب في أداء واجبي بجدية والوفاء بمسؤولياتي.
ذات يوم، قرأت كلام الله ووجدت مسارًا للممارسة. يقول كلام الله: "إذا كنت شخصًا يؤمن حقًا بالله، فعليك أن تدفع بعض الثمن عندما تؤدي واجبك، ويجب أن تبذل جهدك. ماذا يعني أن تبذل الجهد بشكل فعلي؟ إذا كنت راضيًا فقط عن بذل بعض الجهد الرمزي، وتعاني القليل من المشقة الجسدية، لكنك لا تأخذ واجبك على محمل الجد على الإطلاق، أو تسعى إلى مبادئ الحق، فهذا لا يتعدى كونك مهملًا وروتينيًا، ولا يعتبر بذلًا للجهد في حقيقة الأمر. إن مفتاح بذل الجهد هو أن تبذله من قلبك، وتخشى الله في قلبك، وتراعي مشيئة الله، وتخشى عصيان الله وإيذاءه، وتتحمل أي مشقة من أجل أداء واجبك جيدًا وإرضاء الله: إذا كنت تملك قلبًا يحب الله بهذه الطريقة، فستكون قادرًا على أداء واجبك كما يجب. وإذا لم يكن هناك خوف من الله في قلبك، فلن يكون لديك أي عبء عندما تقوم بواجبك، ولن تهتم به، وستكون حتماً روتينيًّا وغير مبالٍ، وتؤدي واجبك بشكل سطحي، دون تحقيق أي تأثير حقيقي، وهذا لا يُعتَبَر أداء للواجب. إذا كان لديك حقًا إحساس بالعبء، وتشعر بأن أداء واجبك هو مسؤوليتك الشخصية، وتشعر بأنك إذا لم تفعل ذلك، فأنت شخص متوحش ولست لائقًا للعيش، وتشعر بأنك لا تستحق بأن تُدعى إنسانًا وليس بإمكانك مواجهة ضميرك إلا إذا قمت بواجبك بشكل صحيح؛ إذا كان لديك هذا الشعور بالعبء عندما تؤدي واجبك، فستكون قادرًا على فعل كل شيء بضمير، وستكون قادرًا على السعي إلى الحق، والقيام بالأشياء وفقًا للمبادئ، وهكذا ستكون قادرًا على أداء واجبك بشكل صحيح وإرضاء الله، وستكون مستحقًا للمهمة التي منحك الله إياها، ولكل ما ضحى به الله من أجلك، ولتوقعاته منك. هذا فقط ما يعنيه بذل الجهد" (من "أداء الواجب جيدًا يتطلّب ضميرًا على أقل تقدير" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "عندما تكشف عن أنّك أنانيّ وخسيس وتكون قد وعيت هذا، يجب أن تسعى إلى الحق: يجب أن تسعى إلى كيفية التصرف وفقًا لمشيئة الله، وما عليك فعلُه لتكون مفيدًا لعمل الكنيسة، ولدخول الإخوة والأخوات في الحياة. عليك أن تبدأ بوضع مصالحك الخاصة جانبًا، والتخلي عنها تدريجيًا بحسب قامتك، شيئًا فشيئًا. بعد أن تكون قد اختبرت هذا عدة مرات، ستكون قد وضعتها كلها جانبًا، وبعد أن تفعل هذا، ستشعر بأنك صامد، وبأنّك كإنسان، يجب أن تتمتّع بالضمير والعقل، وبأنّك يجب أن تكون غير أناني، ومراعيًا لمشيئة الله، وكنتيجة لذلك، ستكون شخصًا واضحًا ومستقيمًا. القيام بالأمور لإرضاء الله بالكامل هو فعل نبيل، ويجلب القيمة إل حياتك. حيت تعيش بهذه الطريقة على الأرض، تكون صريحًا وصادقًا، وتكون شخصًا أصيلًا يتمتّع بضمير صافٍ، وتكون جديرًا بكل الأشياء التي يمنحك إياها الله. كلما مضيت في العيش على هذا النحو، ستشعر بالمزيد من الصمود والسعادة. على هذا النحو، ألن تكون قد وطئت الطريق الصحيح؟" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد فهمت أنه لأداء واجبي جيدًا، عليَّ أن أعمل بجد، ولا أستطيع فقط العمل الجاد ظاهريًّا ودفع الثمن. ما يهم أكثر هو أن حمل عبئًا في قلبي، وأعطي عمل الكنيسة الأولوية قبل كل شيء، وأبذل قصارى جهدي، وأحقِّق الأشياء التي يجب أن أفعلها. بهذه الطريقة فقط، أؤدي واجبي وأعيش بشبه الإنسان. رغم أنني واجهت صعوبات ومشكلات مختلفة في واجبي، من خلال هذه الصعوبات، من الواضح أنني رأيت حالتي الفاسدة المتمثلة في اشتهاء الراحة وتجاهل التقدم. أدركت آرائي الخطأ في السعي حتى أتمكن من التوبة والتغيير. هذه الصعوبات والمشكلات هي فرص لي لربح الحق والتخلُّص من شخصياتي الفاسدة. في الوقت نفسه، جعلتني أرى أيضًا أوجه قصوري المهني؛ ولذلك استطعت تحسين مهاراتي المهنية، وإحراز تقدم في واجبي. من خلال هذه الصعوبات، استطعت إحراز تقدم، ألم يكن هذا شيئًا جيدًا؟ بعد فهمي مشيئة الله، شعرت بالحافز مرة أخرى. لاحقًا، صليت إلى الله القدير عن مشكلاتنا وصعوباتنا، طالبة إرشاد الله، وناقشت الحلول مع إخوتي وأخواتي. ومن أعماق قلبي، لم أعد أرغب في أن أكون كسولة، أو أغض الطرف بعد الآن، كما عملت بجد لتعلُّم المهارات المهنية. وعندما واجهت صعوبات وأردت الاستسلام، صلَّيت إلى الله، وأهملت الجسد، ودفعت ثمنًا عمليًّا للتوصل إلى حل. وبعد فترة، وجدت أخيرًا حلًّا، وعولجت المشكلة بسرعة، وتحسنت نتائج عمل الفيديو قليلًا مقارنة بالسابق. وشعرت بمزيد من الأمان أثناء أداء واجبي بهذه الطريقة. في الواقع، إن حل المشكلات والقيام بعمل عملي لم يكن بهذه الصعوبة، ولم أعانِ كثيرًا. كنت فقط أكثر وعيًا في واجبي، وأرشدني الله وبركاته. لا يزال دخولي محدودًا للغاية، لذا في المستقبل، سأركز على معالجة شخصياتي الفاسدة في واجبي، وأداء واجبي بإخلاص لإرضاء الله!