17. ماذا يكمن وراء مشاعر النقص؟

عندما بدأت العمل بصفتي قائدة لأول مرة، دخلت في شراكة مع الأخت تشين شياو. عندما رأيت أن تشين شياو تتمتع بمستوى قدرات جيد وتتحلى بالجرأة والحزم في عملها، بينما كنت أنا غير مفوّهة، وذات شخصية خاضعة، وأمتلك فهمًا جزئيًا إلى حد مُربك للمهارات اللازمة لعملي، شعرت بالنقص وعدم الأهلية لأكون قائدة. بعد ملاحظة كيف كانت تشين شياو تعقد الشركة بمهارة وتتعامل مع جميع أنواع المشكلات بينما كنت أجلس جانبًا على استحياء فحسب، شعرت بمزيد من اليقين بأنني حتى لا أملك المقومات اللازمة، وازداد شعوري باليأس. بقيت في تلك الحالة لعدة أشهر. واصلت لاحقًا العمل بصفتي قائدة للكنيسة، لكنني حصلت على شريكة جديدة تدعى لي شيويه. عندما رأيت كيف كانت لي شيويه جميلة ومهذبة ومتمكنة وذات خبرة، وأعطت انطباعًا عامًا بأنها فتاة ناجحة ومهنية طموحة، بينما كنت أتحدث دون ثقة، وأفتقر إلى أي عزيمة، وكثيرًا ما كنت أشعر بالقلق والانسحاب أمام أشخاص لا أعرفهم أو في مواقف مع مجموعات كبيرة من الناس، وكنت حتى أفتقر إلى أدنى مظهر من مظاهر القائدة، لم يسعني إلا أن أشعر باليأس. في كل مرة كانت لي شيويه تعود فيها من أحد الاجتماعات، كانت تتناقش بصراحة عن كيفية استفسارها مع الإخوة والأخوات عن أحوالهم الحالية وكانت تعقد الشركة مستخدمةً كلام الله لحل مشكلاتهم وكانت تذكر مدى احترام الإخوة والأخوات جميعًا لها. عندما كانت تتحدث عن هذه الأمور، كانت دائمًا متألقة من البهجة. وعلى الرغم من ملاحظة أن لي شيويه بدت مبالِغة في تقدير الذات بعض الشيء، فقد شعرت أن كشوفها من حين لآخر عن فسادها لم تمثل مشكلة كبيرة بالنظر إلى أنها كانت تتمتع بمستوى قدرات جيد وقدرة على العمل، وكانت قادرة على حل المشكلات. كنت أعتقد أنني لم أرقَ إلى مستواها، إذ كنت أفتقر إلى حزمها. وعندما كنت أواجه مشكلات بعد ذلك، كنت أنكمش وأنسحب، معتقدةً أنني غير قادرة، ولا أجرؤ على تقديم الشركة. وبالتدريج، ساءت حالتي أكثر فأكثر، بل وازدادت قناعتي بأن مستوى قدراتي ضعيف، وأنني أفتقر إلى واقع الحق، ولست مؤهلة لأكون قائدة. انغمستُ في تلك الحالة العاطفية اليائسة وأديت واجبي فحسب دون حماسة. ولأنني فشلت باستمرار في طلب الحق ولم أتمكن من انتشال نفسي من تراجعي السلبي، لم يمض وقت طويل قبل أن أُعفى. وبعد مرور عام، اختارني إخوتي وأخواتي مجددًا للخدمة بصفتي قائدة. دخلت في شراكة مع الأخت وو فان وسرعان ما لاحظت أنها تتمتع بمستوى قدرات جيد وقدرة على العمل، وفي الغالب في كل مرة عملنا معًا، كانت تتولى دورًا إرشاديًّا. وفي إحدى المرات على وجه الخصوص، عندما استضفنا أحد الاجتماعات، عقدت وو فان معظم الشركة، وساهم الإخوة والأخوات أيضًا بحماس في عقد الشركة الخاصة بهم. أما بالنسبة لي، فقد أردت أن أعقد الشركة، لكنني كنت قلقة من عدم قدرتي على عقد الشركة بشكل فعال، لذا انتهى بي الأمر بعدم قول أي شيء لأتجنب الحرج. شعرت باليأس الشديد بعد الاجتماع، واعتقدت أنني لا أزال غير مؤهلة فحسب لأكون قائدة. أردت الاكتفاء فحسب بالقيام ببعض الواجبات المتعلقة بالشؤون العامة بصفتي عاملة ولم أعد أرغب في أن أكون قائدة.

في أحد الأيام، أخبرت بعض الأخوات بحالتي، فذكّرتني إحدى الأخوات أن الأمر سيشكل خطرًا كبيرًا عليَّ إذا لم أحل حالتي على الفور، وأنني بحاجة ماسّة إلى قضاء بعض الوقت في التأمل. وعندها فقط اكتسبت شيئًا من الوعي الذاتي: "لماذا أنا يائسة للغاية؟ لماذا لا أملك أدنى قدر من العزيمة للسعي إلى التحسن؟". في الأيام التالية، كنت أصلي إلى الله دون انقطاع، متضرعةً إليه أن يرشدني إلى فهم حالتي والخروج من حالة يأسي. صادفت لاحقًا هذه الفقرة من كلمات الله: "ثمة بعض الأشخاص الذين كانوا يبدون في طفولتهم، عاديي المظهر وغير قادرين على التعبير، وليسوا سريعي البديهة، مما جعل الآخرين في عائلاتهم وبيئاتهم الاجتماعية يقيِّمونهم تقييمات سلبية لهم، قائلين أشياءَ مثل: "هذا الطفل بليد وبطيء ومتحدث أخرق. انظر إلى أطفال الآخرين، طلقاء الحديث لدرجة أنهم يستطيعون لف الناس حول إصبعهم الصغير. أما هذا الطفل فيظل متجهِّمًا طوال اليوم. لا يعرف ماذا يقول عند مقابلة الناس، ولا يعرف كيف يشرَح أو يبرِّر فِعله بعد ارتكاب خطأ ما، ولا يستطيع تسلية الناس. هذا الطفل أبله." يقول الآباء هذا، ويقول الأقارب والأصدقاء هذا، ويقول معلموهم هذا أيضًا. تمارِس هذه البيئة ضغطًا معيَّنًا وغير مرئيٍّ على هؤلاء الأفراد. ومن خلال اختبار هذه البيئات، يتطور لديهم نوع معيَّن من العقليَّة، دون وعيٍ منهم. أي نوع من العقليَّة؟ يظنون أنهم ليسوا حسني المظهر، وغير محبوبين جدًّا، وأنَّ الآخرين لن يكونوا سعداء أبدًا برؤيتهم. يظنون أنهم غير بارعين في الدراسة، وأنهم بطيؤون، ودائمًا ما يشعرون بالحرَج من فتح أفواههم والتحدُّث أمام الآخرين. إنهم يشعرون بحرج شديد للغاية حتى من قول شكرًا عندما يمنحهم الناس شيئًا ما، ويفكرون في أنفسهم: "لماذا أنا دائمًا معقود اللسان؟ لماذا يتحدث الآخرون بهذه السلاسة؟ أنا غبي فحسب!" يعتقدون لا شعوريًّا أنهم بلا قيمة، لكنهم ليسوا مستعدين بعد للاعتراف بأنهم عديمي القيمة إلى هذه الدرجة، وأنهم على تلك الدرجة من الغباء. دائمًا ما يسألون أنفسهم في قلوبهم: "هل أنا حقًّا بهذا الغباء؟ هل أنا كريه حقَّا إلى هذه الدرجة؟" آباؤهم وأمهاتهم لا يحبونهم، ولا إخوتهم وأخواتهم، ولا معلموهم وزملاؤهم في الصف. وأحيانًا ما يقول عنهم أهلهم وأقاربهم وأصدقاؤهم أشياء على غرار: "إنه قصير، وعيناه ضيقتان وأنفه صغيرة، وبشكل كهذا لن ينجح عندما يكبر." لذا، عندما ينظرون في المرآة، يرون عيونهم ضيقة بالفعل. في هذه الحالة، فإنَّ المقاومة والاستياء وعدم الاستعداد وعدم القبول تتحول تدريجيًّا في أعماق قلوبهم إلى القبول والاعتراف بعيوبهم ونواقصهم ومشكلاتهم. وعلى الرغم من أنهم يستطيعون قبول هذا الواقع، ثمة عاطفة مستمرة تنشأ في أعماق قلوبهم. ماذا تُسمى هذه العاطفة؟ إنها الدونيَّة. الأشخاص الذين يشعرون بالدونية لا يعرفون نقاط قوتهم. إنهم لا يظنون سوى أنهم غير محبوبين، ويشعرون دائمًا بأنهم أغبياء، ولا يعرفون كيفية التعامل مع الأشياء. باختصار، يشعرون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، وأنهم ليسوا جذَّابين، وليسوا أذكياء، وأنَّ ردود فعلهم بطيئة. إنهم غير ملحوظين مقارنة بالآخرين ولا يَحصُلون على درجات جيدة في دراستهم. بعد نشأتهم في مثل هذه البيئة، تهيمن عليهم عقليَّة الدونية تدريجيًّا، وتتحوَّل إلى نوع من المشاعر الثابتة التي تتخلل ثنايا قلبك وتملأ عقلك. بغض النظر عما إذا كنت قد كبرتَ بالفعل، أو خرجتَ إلى العالم، أو تزوجتَ ورسخت مكانتك المهنية، وبغض النظر عن مكانتك الاجتماعية، فإن هذا الشعور بالدونية الذي زُرعَ في بيئتك بينما تنمو، لا يمكن التخلُّص منه. حتى بعد أن تبدأ في الإيمان بالله وتنضم إلى الكنيسة، تظل تعتقد أن مظهرك متوسط، وأنَّ مقدرتك الفكريَّة ضعيفة، وأنك لا تحسن التعبير ولا يمكنك فعل أي شيء. إنك تفكِّر: "سأفعل ما في وسعي فحسب. ليس عليَّ أنْ أطمح لأن أكون قائدًا، وليس عليَّ السعي إلى الحقائق العميقة، سأرضى بأن أكون الأقل أهمية، وسأدَع الآخرين يعاملونني كما يحلو لهم." وعندما يَظهَر أضداد المسيح والقادة الكذَبة، تشعُر أنك غير قادرٍ على تمييزهم أو كشفهم، وأنك لستَ مؤهلًا لذلك. تشعر أنك ما دمتَ لست قائدًا كاذبًا أو ضدًا للمسيح فهذا يكفي، وما دمتَ لا تسبِّب التعطيل والاضطرابات فلا بأس، وما دامَ يمكنك الثبات في موضعك فهذا يكفي. إنك تشعرُ في أعماق قلبك بأنك لست جيدًا بما فيه الكفاية ولست جيدًا مثل الآخرين، وأنَّ الآخرين ربما يكونون أدوات للخلاص، بينما أنت عامل خدمة في أحسن الأحوال، ومن ثمَّ تشعُر أنك لست مؤهلًا لمهمة السعي إلى الحق. أيًا كان مقدار الحق الذي يمكنك فهمه، فإنك لا تزال تشعُر بأنَّ الله سبق وقدَّر لك هذه المقدرة التي لديك، لتبدو على الحال الذي أنت عليه الآن، فربما سبق وقدَّر لك أن تكون عامل خدمة، ليس إلا، وأنَّه لا علاقة لك بالسعي إلى الحق، ولا أنْ تصير قائدًا أو شخصًا في موقع مسؤولية، ولا أن تبلغ الخلاص؛ وأنت مستعد بدلًا من ذلك أن تكون الشخص الأقل أهمية" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (1)]. عندما تفكرت في كلمات الله، أدركت أنني مقيدة بمشاعر النقص. منذ طفولتي، كنت أعتقد دائمًا أنني ذات مظهر متوسط، وكنت غير مفوّهة، ولديّ شخصية خاضعة، وكثيرًا ما كنت أشعر باليأس والكبت وأعاني من عقدة نقص سيئة. لقد واجهت نفس المشكلة خلال مسيرتي المهنية الدنيوية – فقد كان زملائي يتسمون بطلاقة اللسان، والبراعة في الإطراء، والحزم في إدارتهم للموظفين، بل إن بعضهم كان يحظى بتقدير كبير من رؤسائهم. على النقيض من ذلك، كنت غير مفوهة وغير قادرة على الحفاظ على علاقات جيدة مع مختلف الأقسام، وكنت أفتقر إلى الثقة والحزم في عملي، وعندما كانت تطرأ مشكلات على خط الإنتاج، كان الآخرون يستخدمون علاقاتهم ويقولون الكلام المناسب لحل المشكلة، ولكن لا ينطبق الأمر عليّ – لم أكن قادرة على التحدث فحسب، وظلت المشكلة دون حل، وكنت أحبس نفسي في حجرة الحمام وأبكي فحسب. بعد التحاقي بالإيمان، أصبحت أغار من إخوة وأخوات أكثر مني علمًا ويتمتعون بمستوى قدرات جيد ويتميزون بالثبات والجرأة في عملهم. شعرت أنني لم أرتقِ إلى مستواهم فحسب وأصبحت مقيدة تمامًا. ونتيجة لذلك، كنت في كثير من الأحيان سلبية وانطوائية ومتجنبة وأعاني من الشعور بالنقص. هكذا سارت الأمور في شراكتيّ مع تشين شياو ولي شيويه – لأنهما كانتا طَلِقتَي اللسان وتتمتعان بمستوى قدرات جيد وقدرة على العمل، شعرت بأنني أقل شأنًا منهما. لم أكن حتى أعتقد أنها تمثل مشكلة عندما لاحظت أن لي شيويه تبالغ في تقدير الذات، معتبرةً ذلك علامة على حزمها في عملها. كنت غارقة في هذا الشعور بالنقص، وكانت حالتي تتدهور باستمرار، ولم أكن أبلي بلاءً حسنًا في واجبي، وأُعفيت في النهاية. وعلى الرغم من حقيقة أن إخوتي وأخواتي قد اختاروني مجددًا للخدمة بصفتي قائدة، فقد كنت لا أزال أشعر في قرارة نفسي بالنقص، وصدقت نفسي أنني ذات مستوى قدرات ضعيف، وغير قادرة على القيام بأي شيء بشكل جيد، وأنه لا بد لي أن أكون عاملة وأنني لن أنال الخلاص. أدركت أنني كنت مقيدة في أعماقي ومكبلة بمشاعر النقص. فكرت كيف تجسد الله وتحمل كل أنواع الآلام من أجل خلاص البشر، معبِّرًا باستمرار عن الحق وسقاية البشر وإمدادهم حتى ينال المزيد من الناس نعمته المخلِّصة، ويبلغوا الخلاص وينجوا من الكوارث. إذا أضاع الناس هذه الفرصة، فسيواجهون حتمًا الكوارث القادمة والعقاب الأبدي. لم أكن أفهم مقاصد الله، وكنت غارقة في السلبية وسوء الفهم، وكنت قد استسلمت بالفعل لفكرة أنني لن أنال الخلاص. لم أكن أريد حتى أن أجتهد وأسعى إلى الحق – كنت شديدة التمرد فحسب وكانت أفعالي مسيئة لله. بعد أن أدركت كل هذا، شعرت بالذنب الشديد وأنني مدينة لله – لم أتمكن من مواصلة الانغماس في اليأس، فصليت إلى الله: "يا الله! إنني مستعدة للتوبة إليك. أرجوك أرشدني للخروج من مشاعر النقص السلبية هذه".

صادفت لاحقًا هذه الفقرة من كلمات الله: "أخيرًا، ثمة شيء أود قوله لكم: لا تدع شعورًا بسيطًا أو عاطفة بسيطة غير ذات أهمية تربكك لبقية حياتك بحيث تؤثر في بلوغك الخلاص، وتدمِّر رجاءك في الخلاص، هل تفهم؟ (نعم). مشاعرك هذه ليست سلبية فحسب، إنها لكي أكون أكثر دقة، تتعارض في الواقع مع الله والحق. قد تظن أن هذه مشاعر داخل الإنسانية الطبيعية، لكنها في نظر الله، ليست مجرد مسألة مشاعر بسيطة، بل طريقة لمقاومة الله. إنها طريقة تتسم بالمشاعر السلبية التي يستخدمها الناس لمقاومة الله وكلام الله والحق. لذلك آمل، على افتراض أنكم تريدون السعي إلى الحقِّ، أن تفحصوا أنفسكم بدقة لتروا ما إذا كنتم متمسكين بهذه المشاعر السلبية، وبعناد وحماقة تقاومون الله وتتنافسون معه. إذا اكتشفتَ الإجابة من خلال الفحص، وإذا وصلتَ إلى إدراك ووصلتَ إلى وعي واضح، فأنا أطلب منك أولًا أن تتخلى عن هذه المشاعر. لا تعتز بها أو تتمسك بها، لأنها ستدمِّرك، وستدمِّر غايتك، وستدمِّر ما لديم من فرصة ورجاء في السعي إلى الحقِّ وبلوغ الخلاص" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (1)]. كانت لهذه الفقرة أثر عميق في نفسي. في الماضي، لم أكن أعتقد قطّ أن المشاعر السلبية تشكل مشكلة خطيرة. من خلال قراءة تشريح الله، أدركت أن جوهر العيش في حالة من المشاعر السلبية هو معارضة لله والحق. لو لم أكن حللت هذه المشكلة، لكنت فقدت أي فرصة لنيل الخلاص. تأملت في سنواتي التي عشت فيها هذا الشعور بالنقص: فما أن أصادف أخًا أو أختًا أكثر مني موهبة، وأعلى مني في مستوى القدرات والقدرة على العمل، كنت أشعر بالنقص، وأنحدر إلى حالة من اليأس، وأصبح مقاوِمة وغير راضية عن واقع حالي، وغير راغبة في مواجهة وضعي والاعتراف به، وأشعر بالعجز. لم أكلف نفسي عناء التفكير في كيفية التعلم من مواطن القوة لدى الآخرين أو كيفية الدخول معهم في شراكة للقيام بواجبي بشكل جيد، بدلًا من ذلك ألقيت باللوم على الله على ما وهبني إياه من مستوى القدرات والهبات والافتقار إلى العزيمة. كنت أعيش في حالة دائمة من السلبية، وأحتج بصمت على الله، وأحيانًا كنت حتى لا أريد أن أقوم بواجبي. لقد كنت مقيدة بشعور بالنقص في إيماني طوال هذه السنوات وكثيرًا ما كنت أنحدر إلى نوبات من اليأس والسلبية. كانت تنقصني الإرادة للسعي إلى الحق، وكنت أكتفي ببذل بعض الجهد والمتابعة السلبية. ونتيجة لذلك، وعلى الرغم من حقيقة أنني كنت أؤدي واجباتي دائمًا وأنا مؤمنة بالله وأتيحت لي العديد من الفرص للممارسة، فقد كان تقدمي في الحياة أقل ما يكون – كنت في حالة يرثى لها وفقيرة كما كنت دائمًا. كان عمل الله قد أوشك على الانتهاء، وقد أضعتُ فرصًا لا حصر لها لبلوغ الحق، وعانيت من خسائر في حياتي. لو لم أغير حالتي إلى الأفضل، لكنت قد أفسدت أي فرصة لي في نيل الخلاص. لذا، صليت إلى الله، طالبةً أن أفهم ما الشخصيات الفاسدة الكامنة وراء شعوري بالنقص.

صادفت لاحقًا هذه الفقرة من كلمات الله: "لدى معظم الناس أجنداتهم التافهة، بدلاً من البحث عن الحق. ولاهتماماتهم الخاصة وكرامتهم ومكانتهم أو مقامهم في عيون الآخرين أهمية كبيرة عندهم. هذه هي الأشياء الوحيدة التي يعتزون بها. إنهم يتشبثون بها كأنها حياتهم الغالية. ويعطون أهمية ثانوية لكيفية نظر الله إليهم أو معاملته لهم؛ في الوقت الحالي يتجاهلون ذلك. وفي الوقت الحالي، لا يفكرون إلا فيما إذا كانوا يترأسون المجموعة، وما إذا كان الآخرون يبجلونهم ويستمعون إلى ما يقولونه. هذه لها أهمية قصوى عندهم. عندما يكونون في مجموعة، يبحث جميع الأشخاص تقريبًا عن هذا النوع من المكانة، وهذه الأنواع من الفرص. عندما يتمتعون بمواهب كبيرة، يريدون بالطبع أن يكونوا في الصدارة؛ وإذا كانوا يتمتعون بقدرة متوسطة، فسيظلون يرغبون في شغل منصب أعلى من الأشخاص المتوسطين الآخرين في المجموعة؛ وإن كانوا يحتلون مركزًا منخفضًا في المجموعة، وكانوا متوسِّطي الإمكانات والقدرات، فإنهم أيضًا سيرغبون أن يتطلع الآخرون إليهم باحترام، ولن يرغبوا في أن يحتقرهم الآخرون. وهيبة هؤلاء الأشخاص وكرامتهم هما خط أحمر لهم: عليهم التمسك بهذه الأشياء. قد لا يتمتعون بالنزاهة، ولا يلقون استحسان الله أو قبوله، ولكن وسط مجموعة، لا يفوِّتون أبدًا فرصة التنافس على الكرامة والمكانة وإعجاب الآخرين، وهذه هي شخصية الشيطان. معظم الناس ليس لديهم وعي بهذا. إنهم يعتقدون أنه يجب عليهم التمسك بهذا الجزء من كرامتهم حتى النهاية. إنهم لا يدركون أنه فقط عند التخلي تمامًا عن هذه الأشياء الباطلة والسطحية ووضعها جانبًا، سيصبحون شخصًا لديه العزيمة. الأشخاص الذين يجعلون المكانة حياتهم يفقدون حياتهم. إنهم لا يعرفون ما هو على المحك. وهكذا، عندما يتصرفون، فإنهم دائمًا ما يُخفون شيئًا ما، ويحاولون دائمًا حماية كرامتهم ومكانتهم، ويضعونها أولاً، ويتحدثون فقط من أجل غاياتهم الخاصة، ودفاعهم الزائف. كل ما يفعلونه هو لأنفسهم. يندفعون نحو أي شيء يلمع، ويُعلمون الجميع أنهم جزء منه. لم يكن للأمر أي علاقة بهم في الواقع، لكنهم لا يريدون أبدًا أن يُتركوا في الخلفية، فهم دائمًا خائفون من أن يحتقرهم الآخرون، و يخشون دائمًا من قول الآخرين بأنهم لا شيء، وأنهم غير قادرين على أي شيء، وأنهم لا يتمتعون بأي مهارات. أليس هذا كله موجهًا بشخصياتهم الشيطانية؟ عندما تكون قادرًا على التخلي عن كل هذا، ستكون أكثر استرخاءً وحرية من الداخل؛ وستكون قد وضعت قدمك على طريق الصدق. لكن بالنسبة إلى كثيرين، هذا أمر لا يسهل تحقيقه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). من خلال قراءة كلمات الله، أدركت أنني لا أعاني من مشاعر النقص بسبب ضعف مستوى قدراتي أو لأنني كنت غير مفوهة ومتوسطة المظهر، بل لأن الشيطان غسل دماغي ببعض الآراء الخاطئة المتعلقة بسعيي. لقد أوليت أهمية كبرى للسمعة والمكانة. كنت قد تأثرت لا شعوريًّا بسموم شيطانية مثل "الإنسان يُكافح لأعلى؛ والماء يتدفَّق لأسفل"، "يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها"، و "يترك الإنسان اسمه خلفه أينما يمكث، تمامًا مثلما تُطلِق الإوزة صيحتها أينما تطير". لم يكن هناك شيء أهم بالنسبة لي من السمعة والمكانة واحترام الآخرين؛ واعتقدت أنه لن أعيش حياة ذات معنى وقيمة إلا بتحقيق هذه الأمور. في حياتي المهنية الدنيوية، كنت دائمًا أحسد الزملاء الذين يتمتعون بالذكاء والحذق والفصاحة والبراعة في التعامل مع الآخرين وحازوا على اعتراف وتقدير رؤسائهم. أنا أيضًا أردت أن أحظى بتقدير رؤسائي مثل زملائي. لكني شعرت بالنقص لأنني كنت متوسطة المظهر، وكنت غير مفوّهة ولم أكن جيدة في تكوين العلاقات. عندما كنت أواجه مشكلات، لم أكن أخبر زملائي بها، واخترت بدلًا من ذلك أن أحبس نفسي في حجرة الحمام وأبكي مع نفسي. كنت قلقة من أنه إذا علم أي شخص آخر بمشكلاتي فسوف يحتقرونني ويقللون من شأني – لقد عانيت بالفعل كثيرًا خلال تلك الفترة. بعد أن آمنت بالله، ظللت أعيش بوجهات نظر غير المؤمنين، معتقدةً أنه لكي يخدم المرء بصفته قائدًا أو مشرفًا يجب أن يكون له مظهر القائد، وأن يتحدث بحزم، وأن يكون شخصية ملفتة للنظر، وأن يكون قادرًا على اتخاذ الترتيبات ولديه قدرة جيدة على العمل، وبهذه الطريقة، أينما ذهب سيحظى بالاحترام، وسيتمكن من إظهار هويته وسيحظى بتقدير كبير. عندما كنت أرى كيف أن الإخوة والأخوات الذين دخلت معهم في شراكة كانوا أكثر مني قدرةً ويتحدثون بقناعة ولديهم قدرة جيدة على العمل، كنت أعتقد فحسب أنني مخيبة للآمال من كل النواحي. ولأنني فشلت في الحصول على احترام الآخرين، ولم أكن محل تقدير كبير، ولم أُشبع رغبتي في السمعة والمكانة، لم أعد أرغب في أن أخدم بصفتي قائدة، وتمنيت فحسب أن أبتعد عن تلك البيئة وأن أنضم إلى مجموعة مختلفة من الناس. اعتقدت أن هذا سيتيح لي أن أتجنب كشف مواطن ضعفي وعجزي ولن ينظر إليّ أقراني نظرة دونية. عندما تأملت في كل هذا، أدركت أن سموم الشيطان قد ترسخت بالفعل في قلبي – كنت أطلب المكانة واحترام الآخرين وإعجابهم، معتبرةً ذلك أمورًا إيجابية. وفور عدم إرضاء رغباتي الشخصية، لم أعد أشعر برغبة في القيام بواجبي، وأصبحت سلبية وعدائية وغير قادرة على الخضوع لسيادة الله وتدابيره. لقد توصلت إلى إدراك أن الشيطان قد أفسدني بشدة وأن رغبتي في السمعة والمكانة كانت بالغة القوة – لو كنتُ استمررتُ على هذا المنوال، لكان الله اشمئز مني واستبعدني. لم أعد أرغب في الاستمرار في الطريق الخاطئ، وكنت على استعداد للتوبة إلى الله، والقيام بواجبي بشكل عملي وفقًا لمطالب الله والخضوع لسيادته وتدابيره.

لاحقًا، صادفت فقرة أخرى من كلمات الله: "عندما تُغرس مشاعر الدونيَّة عميقًا في قلبك، فليس لها تأثير عميق فيك فحسب، بل تهيمن أيضًا على آرائك حيال الأشخاص والأشياء، وسلوكك وأفعالك. كيف ينظُر من تَغلب عليه مشاعر الدونيَّة إلى الأشخاص والأشياء؟ إنه يعتبر الآخرين أفضل منه، كما ينظر إلى أضداد المسيح على أنهم أفضل منه. على الرغم من أنَّ لأضداد المسيح شخصيات شريرة وإنسانية فقيرة، فإنه لا يزال يعالمهم كأشخاص يجب الاقتداء بهم ونماذج تُحتذى للتعلُّم منها. حتى إنه يقولو لنفسه: "انظر، رغم أنَّ أخلاقهم سيئة وإنسانيتهم شريرة، فإنهم موهوبون وأقدَر على العمل مني. يمكنهم عرض قدراتهم بصورة مريحة أمام الآخرين، والتحدُّث أمام الكثير من الناس دون حمرة الخجل أو خفقان القلب. لديهم شجاعة حقًّا، ولا يمكنني مجاراتهم. أنا لست شجاعًا بما فيه الكفاية". ما الذي جلبَ هذا؟ لا بد من القول إنَّ جزءًا من السبب هو أنَّ شعورك بالدونيَّة قد أثَّر في حكمك على جوهر الناس، بالإضافة إلى منظورك ووجهة نظرك عندما يتعلق الأمر برؤية الآخرين. أليست هذه هي الحالة؟ (إنها كذلك)" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (1)]. وبالتفكر مليًّا في كلمات الله، أدركت أن مشاعر النقص يمكن أن تؤثر على نظرتنا إلى الناس والأشياء. تأملت كيف عندما كنت غارقة في مشاعر النقص، لم أكن أركز إلا على هبات الناس التي يمكن ملاحظتها ظاهريًّا ومستوى قدراتهم وقدرتهم على التحدث والتصرف بحزم. كانت هذه السمات هي المعايير التي كنت أدين من خلالها مستوى قدرات الناس، ومع ذلك فشلت في إيلاء أهمية لتمييز إنسانيتهم وجوهرهم والطرق التي سلكوها. فكرت كيف أنني عندما دخلت في شراكة مع لي شيويه، لم ألاحظ سوى كيف كانت مفوهة وتتحدث وتتصرف بحزم، لكنني فشلت في إيلاء أهمية لتمييز سلوكها. حتى أنني اعتقدت أنها، على عكسي، تملك رأس مال، لذا كان من الطبيعي بالنسبة إليها أن تبالغ في تقدير الذات. لقد كنت مشوشة للغاية!

بدأتُ أتساءل فيما بعد عمّا إذا كان قياس مستوى قدرات الناس بناءً على فصاحتهم وهباتهم وحزمهم في الكلام وقدرتهم على العمل هي الطريقة الأكثر دقة للقياس. ثم صادفت هذه الفقرة من كلمات الله: "كيف نقيس مستوى قدرات الناس؟ الطريقة المناسبة لفعل ذلك هي من خلال النظر إلى موقفهم تجاه الحق وما إذا كانوا قادرين على استيعاب الحق أم لا. يستطيع بعض الناس أن يتعلموا بعض التخصصات بسرعة كبيرة، لكنهم عندما يسمعون الحق يصبحون مرتبكين ويغلبهم النعاس. يصبحون مشوَّشين في قلوبهم فلا يدخلها أي شيء يسمعونه، ولا يفهمون ما يسمعون؛ هذا هو مستوى القدرات الضعيف. عندما تخبر بعض الأشخاص أنهم من ذوي مستوى القدرات الضعيف، فإنهم يعارضونك. إنهم يعتقدون أن كونهم على درجة عالية من التعليم والمعرفة يعني أنهم من ذوي مستوى القدرات الجيد. هل يدل التعليم الجيد على مستوى قدرات جيد؟ كلا. كيف ينبغي قياس مستوى قدرات الناس؟ ينبغي قياسه استنادًا إلى درجة فهمهم لكلام الله والحق. وهذه هي الطريقة الأدق لفعل ذلك. بعض الناس يتمتعون بفصاحة اللسان وسرعة البديهة، وهم بارعون للغاية في التعامل مع الآخرين؛ لكن عندما يستمعون إلى العظات، لا يقدرون أبدًا على فهم أي شيء، وعندما يقرؤون كلام الله فإنهم لا يستوعبونه. وعندما يتحدثون عن شهادتهم الاختبارية، فدائمًا ما يتحدثون بالكلمات والتعاليم، ويكشفون عن أنفسهم بوصفهم محض هواة، ويمنحون الآخرين شعورًا نحوهم بأنهم ليس لديهم فهم روحي. هؤلاء الناس ذوو مستوى قدرات ضعيف. إذًا، هل مثل هؤلاء الأشخاص مؤهلون للعمل من أجل بيت الله؟ (كلا). لماذا؟ (إنهم يفتقرون إلى مبادئ الحق). صحيح، وهذا شيء ينبغي أن تكونوا قد فهمتموه الآن" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. فهم الحق بالغ الأهمية لأداء المرء واجبه جيدًا). من خلال قراءة كلمات الله، تعلمت أنه لا ينبغي للمرء أن يقيس مستوى قدرات الناس بناءً على مدى تعليمهم، أو ما يمتلكونه من هبات يمكن ملاحظتها ظاهريًّا، أو مدى سرعة بديهتهم، أو مدى فصاحتهم، بل بناءً على ما إذا كانوا قادرين على اكتساب فهم دقيق لكلام الله وقادرين على فهم واقع كلام الله – أي، ما إذا كان بإمكانهم فهم مقاصد الله من خلال كلماته والتعرف على شخصيتهم وجوهرهم الفاسد من خلال كلام الله. فكرت كيف أنه على الرغم من حقيقة أن لي شيويه كانت تتمتع بهبات معينة، وكانت فصيحة وتتصرف بحزم، إلا أنها لم تكن قادرة على مناقشة فهمها الحقيقي لذاتها أو أي شهادة اختبارية لكلام الله. لقد أشار الإخوة والأخوات إلى سلوكها المتمثل في المبالغة في تقدير الذات في مناسبات متعددة، ولكن على الرغم من اعترافها بالمشكلة، إلا أنها لم تستوعب قط طبيعة هذا السلوك وعواقبه الوخيمة. كانت تعظم نفسها باستمرار أثناء قيامها بواجبها، بل وتقلل من شأن الآخرين بينما تمجد نفسها ولا تكاد تتأمل هذه المشكلة أو تكتسب معرفة بها حتى بعد أن أُعفيت. من هذا المنطلق، أدركت أن لي شيويه تمتلك هبات معينة، لكنها ليست شخصًا يتمتع بمستوى قدرات جيد. فكرت في كيفية تشريح الله لشخصية بولس – كان بولس موهوبًا، وكتب العديد من الرسائل، ونشر الإنجيل بين الكثير من الناس، لكنه لم يكن قادرًا على فهم الحق، وفي النهاية لم يكن قادرًا على إدراك طبيعته الشيطانية المقاومة لله. وعلى هذا النحو، لا يمكن اعتبار بولس أنه يتمتع بمستوى قدرات جيد. بعد أن أدركت كل ذلك، شعرتُ بأن الأمور أصبحت أكثر وضوحًا. لقد أدركت أنني لا أفهم الحق وكنت أعتقد دائمًا أن كون المرء واسع الاطلاع، وفصيح اللسان، وحازمًا يعني امتلاكه لمستوى قدرات جيد، وأن افتقاري لهذه السمات علامة على ضعف مستوى القدرات. ونتيجة لذلك، كثيرًا ما عرَّفتُ نفسي بصفتي إنسانة ذات مستوى قدرات ضعيف وغير مؤهلة للخدمة بصفتها قائدة أو عاملة. بعد قراءة كلمات الله، أدركت أنه لقياس مستوى قدرات شخص ما، يجب على المرء أن ينظر بشكل أساسي لمعرفة مدى فهم هذا الشخص لكلام الله، وما إذا كان بإمكانه فهم الحق، وما إذا كان بإمكانه القيام بواجبه وفقًا للمبدأ. إن أدق طريقة لرؤية الناس والأشياء هي وفقًا لكلام الله.

صادفت لاحقًا فقرتين أخريين من كلمات الله. يقول الله القدير: "كيف إذن يمكنك أن تقيِّم نفسك وتعرفها بدقة، وتبتعد عن الشعور بالنقص؟ عليك اتخاذ كلام الله أساسًا لربح المعرفة عن نفسك، ومعرفة إنسانيتك ومقدرتك وموهبتك، ونقاط القوة التي تتمتَّع بها. على سبيل المثال، لنفترض أنك اعتدتَ محبة الترنيم، وقمت بذلك جيدًا، ولكن واصلَ بعض الأشخاص انتقادك والتقليل من شأنك، قائلين إنك كنت نشازًا وكان ترنيمك خارجًا عن اللحن، والآن تشعر أنك لا تستطيع الترنيم جيدًا ولم تعد تجرؤ على القيام بذلك أمام الآخرين. نظرًا لأن هؤلاء الأشخاص الدنيويين، وهؤلاء الأشخاص المشوَّشين والأشخاص متوسطي الموهبة، قدَّموا تقييمات وأحكامًا غير دقيقة عنك، فقد قُلصت الحقوق التي تستحقها إنسانيتك، وكُبتت موهبتك. ونتيجة لذلك، فإنك لا تجرؤ حتى على ترنيم ترنيمة، ولا تواتيك الشجاعة بما يكفي للتخلي والترنيم بصوت مرتفع إلا عندما لا يكون هناك أحد حولك أو عندما تكون وحدك فقط. لأنك عادة ما تشعُر بالقمْع الشديد، عندما لا تكون وحيدًا، لا تجرؤ على ترنيم ترنيمة؛ فأنت لا تجرؤ على الترنيم إلا عندما تكون بمفردك، وتستمتع بالوقت الذي يمكنك فيه الترنيم بصوت مرتفع وواضح، ويا له من وقت رائع ومحرِّر! أليس الأمر كذلك؟ بسبب الضرر الذي ألحقه بك الناس، فإنك لا تعرف أو لا تستطيع أنْ ترى بوضوح ما الذي يمكنك فعله بالفعل، وما الذي تجيده، وما لا تجيده. في هذا النوع من المواقف، يتعيَّن عليك إجراء تقييم صحيح واعتماد القياس الصحيح لنفسك حسب كلام الله. عليك تحديد ما تعلَّمته وأين تكمن نقاط قوتك، والخروج والقيام بكل ما يمكنك القيام به؛ أما الأشياء التي لا يمكنك فعلها، ونواقصك وأوجه قصورك، فعليك أن تفكِّر فيها وتعرفها، وعليك أيضًا تقييمها بدقة ومعرفة مقدرتك، وهل هي جيدة أم سيئة. إذا لم تتمكن من فهم مشكلاتك أو ربح معرفة واضحة بها، فاطلب من الأشخاص من حولك بفهم أن يقيِّموك. بصرف النظر عما إذا كان ما يقولونه دقيقًا أم لا، فإنه على الأقل سيمنحك شيئًا للرجوع إليه والنظر فيه، وسيمكِّنك من الحصول على حكم أساسي أو توصيف لنفسك. يمكنك بعد ذلك معالجة المشكلة الأساسية للمشاعر السلبيَّة مثل الدونيَّة، والخروج منها تدريجيًّا. من السهل معالجة مشاعر الدونيَّة هذه إذا تمكَّن المرء من تمييزها والتيقُّظ لها وطلب الحقِّ" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (1)]. "ما يريد الله أن يراه ليس أن تتخلى عن سعيك إلى الحق، ولا يريد أن يرى موقف شخص يرى نفسه عديم الجدوى كقضية خاسرة. فهو يريد أن يرى أنه حالما تستوعب كل هذه الحقائق الحقيقية، يمكنك أن تذهب وتسعى إلى الحق بطريقة أكثر ثباتًا وجرأة واطمئنانًا، مدركًا بوضوح أن الله إله بار. عندما تصل إلى نهاية الطريق، ما دمت قد وصلت إلى المعيار الذي حدده الله لك، وأنت على طريق الخلاص، فإن الله لن يفقد الأمل فيك" [الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينطلق في المسار الصحيح للإيمان بالله إلا من خلال معالجة مفاهيمه (2)]. وجدت في كلمات الله طريقًا لحل مشاعر النقص لديّ. كان عليَّ أن أنظر إلى الأمور وفقًا لكلام الله، وأن أكتسب فهمًا دقيقًا لمواطن قوتي وضعفي، وأن أبذل قصارى جهدي فيما كنت قادرة على القيام به، وأن أتعامل مع ما لم أستطع القيام به بشكل صحيح وأن أطلب الحق لحل ما لم أستطع إدراكه أو فشلت في إنجازه. عدت بذاكرتي عندما بدأت الخدمة لأول مرة بصفتي قائدة ومشرفة: تمكنت في البداية من القيام ببعض الأعمال الفعلية من خلال التعاون الدؤوب، ولكنني أُعفيت فيما بعد بسبب سلبيتي، وتراخيي وحصلت على نتائج ضعيفة في واجبي بسبب عيشي بشخصيتي الفاسدة. لم يكن ضعف مستوى قدراتي بالتأكيد هو السبب الوحيد الذي أدى إلى إعفائي. في الواقع، أجمع إخوتي وأخواتي على أنني أمتلك مستوى قدرات متوسط وليس مستوى قدرات ضعيف. لو كنت عملت باجتهاد عندما دخلت في شراكة مع إخوة وأخوات آخرين، لكنت ما زلت قادرة على إنجاز بعض الأعمال. بعد أن أدركت كل هذا، اكتسبت موقفًا مناسبًا تجاه نفسي – لم يكن لديّ أفضل مستوى قدرات، ولم أتمكن من استيعاب المبادئ تمامًا فيما يتعلق بمشكلات معينة، ولكن كان بإمكاني دائمًا طلب المساعدة من إخوتي وأخواتي لتعويض أوجه القصور لديّ والعمل بجد لتحسين مستوى قدراتي. وبهذه الطريقة، سأتمكن من إحراز بعض التقدم. بعد أن توصلت إلى هذه الإدراكات، وجدت طريقًا للممارسة وشعرت براحة أكبر بكثير. لم أعد أرغب في أن أتقيد بمشاعر النقص وكنت على استعداد للقيام بواجبي بشكل جيد والتركيز على ممارسة الحق لإرضاء الله.

في إحدى المناسبات فيما بعد، حضرتُ اجتماعًا جماعيًّا صغيرًا مع أخت تدعى شياوي كانت تخدم بصفتها مشرفة على العمل النصي. كانت شياوي قادرة على إيصال مقاصد الله من خلال عقد شركتها عن كلامه ودمج دروس من اختبارها الخاص في شركتها، وكل ذلك كان مفيدًا جدًّا للحضور. أومأ الإخوة والأخوات جميعًا برؤوسهم ودوّنوا الملاحظات طوال فترة شركتها. عند رؤية هذا، بدأ ينتابني مرة أخرى ذلك الشعور التدريجي بالنقص، وشعرت أن شياوي أكثر قدرة وأهلية مني للخدمة بصفتها قائدة. ولكن، مع ظهور مشاعر النقص هذه، تذكرت فقرة من كلمات الله: "عليك تحديد ما تعلَّمته وأين تكمن نقاط قوتك، والخروج والقيام بكل ما يمكنك القيام به؛ أما الأشياء التي لا يمكنك فعلها، ونواقصك وأوجه قصورك، فعليك أن تفكِّر فيها وتعرفها، وعليك أيضًا تقييمها بدقة ومعرفة مقدرتك، وهل هي جيدة أم سيئة" [الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (1)]. في الواقع، كل شخص لديه مستوى قدرات مختلف ومواطن قوة مختلفة – وهذه هي نتيجة سيادة الله وتدابيره. بغض النظر عن نوع مستوى القدرات الذي كنت أملكه، يجب أن أتمم مسؤولياتي وواجباتي دائمًا. لم أكن أملك أفضل مستوى قدرات ولم أكن مفوهة مثل الآخرين، ولكن ما دام كان لديّ بعض الفهم والاختبار لكلام الله، تعين عليّ أن أحدد النوايا السليمة وأعقد الشركة حول فهمي لأتمم مسؤوليتي. هذا ما يجب أن أفعله فحسب. بعد أن أدركت ذلك، شعرت بتحسن كبير، ولم أعد أتأثر بمشاعر النقص، وكنت على استعداد للممارسة وفقًا لكلام الله، وعقد الشركة عن كل ما فهمته وأن أتمم مسؤوليتي. ثم عقدت الشركة بعد ذلك عن فهمي ومعرفتي بكلام الله. عندما رأيتُ كيف كانت شركتي مفيدة ومُجدية للإخوة والأخوات، شكرت الله! كل ذلك كان بفضل استنارة وإرشاد كلام الله، حيث أحرزت تقدمًا واكتسبت ما أملكه.

السابق: 16. اكتشاف حقيقة شر القس

التالي: 18. عندما أُخرِج والداي من الكنيسة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

23. المعركة

بقلم تشانغ هوى – الصيناسمي تشانغ هوى، وقد آمنت أسرتي بأكملها بالرب يسوع في عام 1993. كنت ممَّن يسعون ويطلبون بحماس، لذلك سرعان ما أصبحت...

34. صحوة مسيحي روحيًا

بقلم لينجوُو – اليابانإنني طفل من جيل الثمانينيات، وولِدت في أسرة مزارعين عادية. كان أخي الأكبر دائمًا معتل الصحة ومريضًا منذ أن كان...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب