47. عرفت قس كنيستي على حقيقته

بقلم: نورا؛ الفلبين

عندما أصبحت مسيحية لأول مرة، كان قس كنيستنا ماتياس وزوجته يقدرانني للغاية، وجعلاني قائد فريق التسبيح ومعلم بمدارس الأحد وكانا دائمًا يهتمان بي حقًّا. وكلما واجهت مشكلة ما أو شعرت ببعض الضعف، كانا يصليان من أجلي. وكانا يهتمان بأعضاء الكنيسة الآخرين أيضًا. كلما شعر أحدهم بالإحباط أو الضعف كانا يقدمان شركة عن الكتاب المقدس لتقديم الدعم والمساعدة له. شعرت أنهما كانا محبين حقًّا وكنا محظوظين بوجودهما. في أعماق قلبي، لطالما شعرت وكأنهما والداي الروحيان في الإيمان.

ثم في عام 2018، التقيت ببعض الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير على الإنترنت. بعد سماع شهادتهم، اكتشفت أن الرب يسوع قد عاد، متجسدًا في صورة الله القدير. إنه يعبر عن الحقائق ليدين ويطهر البشرية في الأيام الأخيرة، محققًا النبوة في 1 بطرس 4: 17 القائلة: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". كنت سعيدة، وتفحصت أنا وعائلتي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة معا. من خلال قراءة كلمات الله القدير تأكدنا جميعًا أنه صوت الله وأن الله القدير هو الرب يسوع العائد. لقد قبلنا جميعًا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. بعد ذلك، خطر القس ماتياس ببالي. كان يخبرنا دائمًا أن نترقب مجيء الرب، لذلك اعتقدت أنه سيكون سعيدًا للغاية عندما يسمع أن الرب قد عاد، فقررت أن أخبره بالبشارة.

قال القس ماتياس ذات مرة خلال اجتماع: "نحن في الأيام الأخيرة ويمكن أن يعود الرب في أي لحظة. علينا ان نصلي ونكون يقظين". كنت متحمسة جدًا لسماعه يقول هذا، لذلك رددت عليه مباشرة قائلًا: "قابلت بعض الإخوة والأخوات على الإنترنت مؤخرًا يشهدون بأن الرب قد عاد. لقد كنت أحضر الاجتماعات معهم، وكانت مفيدة حقًّا". كان رده: "التجمعات عبر الإنترنت رائعة ويمكن أن تساعدنا في فهم كلمات الرب بشكل أفضل". ثم واصل عظته. شعرت بالسرور، وفكرت في نفسي: "القس ماتياس يسعى حقًّا إلى الحق. لا بد لي من مشاركة إنجيل الله في الأيام الأخيرة معه قريبًا". جاء القس ماتياس وزوجته بشكل مفاجئ إلى منزلي بعد أيام قليلة. وبمجرد دخولهما، سألني القس ماتياس بنظرة صارمة على وجهه: "لقد ذكرتِ الاجتماعات على الإنترنت. هل انضممتِ إلى كنيسة أخرى؟". شعرت ببعض الحيرة عندما رأيت كم يبدو عليه الاستياء. قبل أن أتمكن من الرد، قالت أمي بسعادة: "نعم، أيها القس. كنا نتحرى عن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. هكذا اكتشفنا أن الرب قد عاد. إنه يعبر عن الكثير من الحقائق ويقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله". رد القس ماتياس بصرامة: "الرب قد عاد؟ مستحيل! يتنبأ الكتاب المقدس بوضوح قائلًا: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). سيعود الرب على سحابة في الأيام الأخيرة ليراه الجميع. إذا كان قد عاد بالفعل، فلماذا لم نره؟". قالت أمي: "هناك الكثير من نبوءات الكتاب المقدس عن عودة الرب. بخلاف مجيئه علانية على سحابة، توجد أيضًا آيات عن مجيئه في الخفاء، مثل رؤيا 16: 15، "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ،" ورؤيا 3: 3 "فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ،" ومتى 25: 6 "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!". قوله يأتي مثل لص يعني أنه يعود بهدوء دون أن يعلم أحد بذلك. او أن الرب جاء علانية على سحابة، لرآه الجميع. كيف يمكن أن يكون ذلك مثل اللص، ومن يحتاج إلى أن يهتف بأن العريس قد جاء؟". فقال القس ماتياس غاضبًا: "ألا يتناقض زعمكم بأن الرب يأتي في الخفاء مع نبوءات مجيئه على سحابة؟ هذا لا يتماشى مع الكتاب المقدس. إن لم نر الرب قادمًا على سحابة، فهذا إذًا يثبت أنه لم يعد. لن نصدق ذلك!".

يبدو أنه لم يفهم حقًّا، فقلت: "أيها القس ماتياس، نبوءات مجيئه في الجسد في الخفاء ونبوءات مجيئه علانية على سحابة ليست متناقضة في الواقع. فعودته تحدث على مرحلتين. أولًا، يأتي في الجسد سرًّا، ويعبر عن الحقائق ليدين البشرية ويطهرها، ويصنع مجموعة من الغالبين قبل الكوارث. بمجرد أن يتم ذلك، ينتهي عمله في الخفاء وبعد ذلك سيرسل الكوارث، ويكافئ الأخيار ويعاقب الأشرار. سوف يدمر كل أعداء الله، كل من ينتمون إلى الشيطان. سيظهر علانية لجميع الدول والشعوب فقط بعد انتهاء الكوارث العظيمة. أولئك الذين يسمعون صوت الله ويتفحصون عمله بينما يعمل هنا في الخفاء كلهم سيأتون أمام عرش الله، ويقبلون دينونته في الأيام الأخيرة، ويُطهَّرون من فسادهم، ويُجلبون في النهاية إلى ملكوت الله. إنهم كالعذارى الحكيمات اللواتي تنبأ بهن الكتاب المقدس. أما أولئك الذين رفضوا سماع صوت الله بينما يعمل هنا في الخفاء والذين حتى يدينون الله القدير ويرفضونه هم كالعذارى الجاهلات. إنهم غير المؤمنين، وأضداد المسيح، وفاعلو الشر الذين كشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة. عندما يأتي الله علانية على سحابة، سيرون أن الله القدير الذي قاوموه هو في الواقع الرب يسوع العائد، لكنهم سيندمون بعد فوات الأوان. ستجتاحهم الكوارث ويُعاقبون وهم يبكون. سيحقق هذا ما قاله الرب: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ" (رؤيا 1: 7). هكذا ستتم كل من نبوءات مجيء الرب في الخفاء ومجيئه علانية". ثم قالت أمي بجدية: "أيها القس، إنها على حق. يذكر الكتاب المقدس الرب كابن الإنسان عدة مرات. على سبيل المثال: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25). يشير "ابن الإنسان" إلى الله المتجسِّد، تمامًا مثلما كان الرب يسوع ابن الانسان. لقد وُلِد من بشر وكان يمتلك طبيعة بشرية. إذا عاد الرب بهيئته الروحانية أو كروح الله، فلن يُدعى ابن الإنسان. وإن عاد الرب كالله بالروح، من يجرؤ على رفضه أو معارضته؟ كيف "يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيل"؟. الرب يسوع قد عاد بالفعل في صورة الله القدير المتجسد. عليك إلقاء نظرة على كلام الله القدير". بينما كانت أمي تتحدث، أخرجت نسخة من كلام الله القدير للقس. لم يرفض النظر إليها فحسب، بل ضربها بيده بغضب وصاح: "هذه ليست كلمة الله على الإطلاق. كل كلمات الله مذكورة في الكتاب المقدس ولا توجد في أي مكان آخر!". لقد صدمت لرؤية القس ماتياس يتصرف بطريقة مخالفة لطبيعته، واحمر وجهه من الغضب. لقد كان دائمًا لطيفًا جدًّا، ولكنه بدا فجأة وكأنه شخص مختلف تمامًا. بدأت أشعر بالخجل قليلاً، لذلك صليت بسرعة صلاة صامتة إلى الله طالبًا منه أن يعطيني الإيمان ويرشدني لمواصلة الشركة.

بعد الصلاة، هدأت قليلاً. قلت له بلطف شديد: "أيها القس ماتياس، لا يوجد أي أساس كتابي لادعائك بأن كل كلمات الله موجودة في الكتاب المقدس وليس في أي مكان آخر. هذا لا يتماشى مع الحقائق. فقد جاء في إنجيل يوحنا: "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ" (يوحنا 21: 25). قال الرب يسوع الكثير خلال السنوات الثلاث والنصف التي عمل فيها وبشر على الأرض، لكن ما هو مسجل في الأناجيل الأربعة لن يستغرق قوله سوى بضع ساعات فقط. هذا يدل على أنه مستحيل أن تكون كل كلمات الرب يسوع مسجلة في الكتاب المقدس. إلى جانب ذلك، هناك أمور تركها جامعو الكتاب المقدس، لذا فإن بعض نبوءات الأنبياء لم يتم تضمينها في الكتاب المقدس. ويشمل ذلك بعض كلمات الله التي نقلها النبي عزرا. هذا يعني أن العبارة القائلة بأنه لا وجود لكلام الله خارج الكتاب المقدس ببساطة لا صحة لها". قالت أمي أيضًا بجدية: "لم يقتصر الأمر على عدم وجود بعض كلمات الله عن مرحلتي العمل السابقتين في الكتاب المقدس فحسب، ولكن هناك أيضًا الكلمات التي سيقولها الله في الأيام الأخيرة! والرب يسوع تنبأ: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). تكررت هذه النبوءة أيضًا مرات عديدة في الأصحاحين 2، 3 من سفر الرؤيا: "مَنْ لَهُ أُذُنٌ فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ ٱلرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ" (رؤيا أصحاح 2، 3). وتذكر أيضًا أن الحمل يفتح السفر. هذه كلها نبوءات عن نطق الرب بمزيد من الكلمات عند عودته. إذا لم يكن هناك أي كلام من الله خارج الكتاب المقدس، فكيف تتم هذه النبوءات؟ يقوم الله القدير بعمل الدينونة، معبرًا عن كل الحقائق التي ستطهر البشرية وتخلصها بالكامل. لقد كشف كل أسرار خطة تدبيره، وكشف حقيقة فساد الإنسان وجذور خطيئة الإنسان في مقاومة الله وأدانهما. لقد أعطانا الطريق إلى التوبة الحقيقية ودخول ملكوت السماء. يشير ما تنبأ به سفر الرؤيا عن تحدث الروح القدس إلى الكنائس إلى كلمات الله القدير، وفتح الحمل للسفر. كيف يمكن تسجيل هذا الكلام الجديد في الكتاب المقدس مسبقًا؟ أليس الادعاء بعدم وجود أي من كلمات الله خارج الكتاب المقدس متزمتًا للغاية؟ الله هو رب الخليقة وينبوع المياه الحية المتدفق باستمرار. لكن عمل الله وكلامه المسجل في الكتاب المقدس محدودين حقًا. لا يمكننا تحديد الله في نطاق الكتاب المقدس بناءً على مفاهيمنا. سيكون هذا إنكارًا للحق، وإنكارًا لعمل الله وكلامه!". أثار هذا غضب القس ماتياس للغاية، لكنه لم يستطع دحض ذلك. فقال فحسب: "إن عدم السماح لك بالنظر في هذا هو لمصلحتك. أنت غير ناضج في الحياة ويمكن تضليلك. اعترف وتب إلى الرب على الفور!". أجبت بسرعة: "أيها القس ماتياس، لقد توصلنا إلى استنتاج مفاده أن الله القدير هو الرب يسوع العائد من خلال السعي الجاد وقراءة الكثير من كلمات الله القدير. لم تقرأ كلماته، لذلك من الطبيعي أن يكون لديك بعض الشكوك والمفاهيم. قال الرب يسوع، "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ" (متى 7: 7). ما دمت ترغب في السعي إلى كلام الله القدير وقراءته، يمكن أن يتبدد الالتباس لديك تمامًا". لم أكد أنتهي حتى طلبت مني زوجته معلومات الاتصال للإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير وقالت إنها ستتحرى عمل الله في وقت لاحق. تصديقًا لكلامها، أعطيتهما معلومات الاتصال، فأخذاها وخرجا مسرعين.

شعرت بعدم الاستقرار لفترة طويلة بعد أن غادر الاثنان. لطالما ظننتهما متواضعين وطيبين. كثيرًا ما قالا لنا أن نترقب عودة الرب، لكن عندما سمعا أخبار عودة الرب لم يهتما بها على الإطلاق. لقد تمسكا بعناد بكلام الكتاب المقدس. لماذا لا يمارسان ما بشرا به؟ لقد شعرت بخيبة أمل وانزعاج حقًا، ولكن على أمل أن يتحريا عن عمل الله في الأيام الأخيرة، صليت لهما صلاة صامتة. لقد أرسلت لهما أيضًا رابطًا لفيلم الإنجيل "كشف النقاب عن سر الكتاب المقدس"، على أمل حملهما على التخلي عن مفاهيمهما والنظر في عمل الله القدير وأن يرحبا بالرب قريبًا. وبينما كنت أنتظر هذا بتلهف، حدث شيء غير متوقع بالمرة، فقد أرسلا لي كل أنواع الشائعات التي تشوه كنيسة الله القدير لإبقائي بعيدًا عنها. عندما لم يحدث هذا أثرًا، أرسلا عندئذ رسائل لاستجواب ومضايقة أعضاء كنيسة الله القدير، ودخلا كذلك على موقع "فيسبوك" ونشرا الكثير من الشائعات بالافتراء على كنيسة الله القدير والهجوم عليها لتضليل الآخرين ومنعهم من التقصي عن الطريق الحق. ولم يتوقفا عند هذا الحد. فقد تنقلا من بيت إلى بيت ليحذرا الإخوة والأخوات من ألا تكون لهم علاقة بي، وأداناني وتكلما عني بالسوء. أخذ الكثير من الناس انطباعًا خاطئًا عني وتجنبوني. وأرسل لي البعض منهم رسائل اتهام ورفض البعض التحدث معي عندما كنا نتقابل. بل أن البعض لم يفتحوا حتى الباب عندما كنت أذهب لزيارتهم. كان هذا حقًّا مزعجًا بالنسبة إليَّ. لقد كنت قريبًا من هؤلاء الإخوة والأخوات في الماضي، لكنهم الآن أصبحوا يتجنبونني وينبذونني، وصدقوا أكاذيب القس. لم أصدق أن كل هذا فعله القس الذي كنت أجلّه فيما مضى. كنت أعاني وشعرت بضعف شديد في داخلي. لم أستطع فهم الأمر. لم أفعل شيئًا خاطئًا. لقد قبلت فحسب عمل الله في الأيام الأخيرة. لماذا يعاملني القس بهذه الطريقة؟

عندما علمت أخت من كنيسة الله القدير بالأمر، عرضت عليَّ المساعدة والدعم و قرأت علىَّ مقطعًا من كلمات الله القدير. "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ" (من "محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًا به" في "الكلمة يظهر في الجسد"). ثم فهمت أن إزعاج القس لي وفرض أعضاء الكنيسة الآخرين العزلة عليَّ كانت جميعها إغواءات من الشيطان. أراد الشيطان أن أتخلى عن الطريق الحق وأن أخون الله وأن أفقد خلاصه في الأيام الأخيرة. الشيطان حقير جدًا! فكرت: "بما أنني على يقين من أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، فمهما كانت الصعوبات التي قد أواجهها يجب أن أتبعه بثبات حتى النهاية". ثم شاركت الأخت هذه الشركة: "يستخدم الله هذه المواقف ليعلمنا تمييز الآخرين. إذ إن النهج الذي يتبعه الناس نحو مجيء الرب يبين موقفهم تجاه الحق وتجاه الله، ويكشف عن جوهرهم". ثم قرأت فقرة أخرى من كلمات الله. "هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد ارتكبوا خطأ مجرد التمسك باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليس هذا الاعتقاد منافيًا للعقل وسخيف؟" (من "حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين" في "الكلمة يظهر في الجسد"). بعد ذلك، أقامت المزيد من الشركة في ضوء هذه الكلمات من الله التي سلطت بعض الضوء على سلوك القساوسة. لطالما اعتقدت أنه بما أنهم يعرفون الكتاب المقدس جيدًا، وأنهم عملوا بجد لخدمة الرب لسنوات، كانوا محبين لشعب الكنيسة، وكانوا يخبروننا دائمًا بأن نكون متيقظين لعودة الرب، هذا يعني أنهم أحبوا الحق وكانوا يتوقون إلى مجيء الرب. لكن الواقع أظهر لي إن الأمر لم يكن على الإطلاق مثلما اعتقدت. فقد كان مظهرهم المتواضع والمحب مجرد واجهة تُستخدم لخداع الناس وغشهم، وكانوا لا يختلفون عن الفريسيين المرائين. بدا الفريسيون أيضًا متدينين حقّا. وكانوا يشرحون الكتاب المقدس في المجامع كل يوم، وكانوا يصلون في زوايا الشارع حتى يراهم الآخرين وهم يصلون. كانوا جميعًا ينتظرون مجيء المسيا، ولكن عندما ظهر الرب يسوع بالفعل ليؤدي عمله، معبرًا عن الحقائق، ومظهرًا معجزات وعجائب كثيرة، والتي من الواضح أنها جاءت كلها من عند الله، لم يرد الفريسيون السعي لتحريها. وتمسكوا بعناد بناموس الكتاب المقدس واستخدموا كلمات الكتاب المقدس لإدانة عمل الله. وساعدوا في صلب الرب يسوع وعوقبوا من الله. كان قساوسة كنيستنا مثلهم تمامًا. لقد ظهروا وكأنهم يخدمون الرب بتواضع وينتظرون عودته، ولكنهم يعلمون جيدًا أن الله القدير كان يعبِّر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة، ومع ذلك لم ينظروا في الأمر على الإطلاق. وتشبثوا فقط بمفاهيمهم وكلام الكتاب المقدس حرفيًّا، معارضين عمل الله الجديد ومدينين له. وقالوا إنه إذا لم يأت على سحابة، فلن يكون الرب يسوع وأي شيء غير مكتوب في الكتاب المقدس لا يمكن أن يكون من عمل الله، وما إلى ذلك. لقد فعلوا كل ما في وسعهم لمنع الآخرين من التقصي عن الطريق الحق. لم يكونوا يشتاقون بصدق لمجيء الرب على الإطلاق، لكنهم كانوا فريسيين معاصرين احتقروا الحق واحتقروا ظهور الله وعمله. لقد ذكرني هذا بإدانة الرب يسوع للفريسيين قائلًا: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا" (متى 23: 27-28). لقد أعطاني فهم كل هذا بعض التمييز حول الطريقة التي يتصرف بها رجال الدين. لكن ما حدث بعد ذلك أظهرهم لي على حقيقتهم بشكل أكثر وضوحًا.

فبعد ظهر أحد الأيام، جاء الشيخ آرلو وأختان من كنيستي السابقة لزيارتي في منزلي وحدقوا في وجهي فقط ببرود دون أن ينبسوا ببنت شفة. ثم أخرج الشيخ آرلو هاتفه واتصل برقم وسلمه لي. عندما أخذته، سمعت القس ماتياس يقول بغضب كافة أنواع الأشياء البغيضة. ثم حذرني: "يحظر عليك الاتصال بأعضاء كنيستنا ونشر إنجيل الله القدير في كنيستنا. لا تسرق خرافي!". استشطت غضبًا وأخبرته: "لماذا لا أشاركهم الأخبار الرائعة لعودة الرب؟ لماذا تحاول دائمًا منع الناس من السعي إلى الطريق الحق؟ إنهم جميعًا خراف الله. لماذا لا تدعهم يسمعون صوت الله؟". بعد إنهاء المكالمة، تحدث إليَّ الشيخ آرلو والآخرون متمادين في توبيخي ثم غادروا المكان. وظل القس يضايق عائلتي بعد ذلك، بل لوث سمعتنا علنًا في الكنيسة. أصبح أفراد عائلتي ضعفاء وسلبيين نوعًا ما، غير قادرين على تحمل المضايقات. لقد أغضبتني أعمال القس الشريرة. قرأت المزيد من كلمات الله القدير. "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لوائه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، لكنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، رؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (من "جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه" في "الكلمة يظهر في الجسد"). منحتني كلمات الله القدير مزيدًا من الوضوح حول حقيقة رجال الدين من العالم الديني – فإنهم يقاومون الله. إنهم يزعمون أنهم يحمون قطيع الله بعدم السماح لنا بمشاركة إنجيل ملكوت الله، لكنهم في الحقيقة يخشون أن يتبع الجميع الله القدير وألا يستمع إليهم أحد بعد ذلك. وعندئذ يفقدون مكانتهم. ولهذا السبب، يفعلون كل ما في وسعهم لمنع المؤمنين أو تعطيلهم عن تقصي الطريق الحق. جعلني ذلك أفكر في كلمات الرب يسوع: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 15). لا يرفض رجال الدين فحسب السعي للطريق الحق بأنفسهم، لكنهم يفعلون كل شيء لتشويه عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وإدانته وتضليل المؤمنين. كثير من الناس الذين لا يعرفون الحقائق يوافقونهم في مقاومة الله القدير وإدانته. ألا يحولون هؤلاء الناس إلى أبناء جحيم مثلهم تمامًا، فيعاقبون معًا؟ إنهم خبثاء حتى النخاع. يكره رجال الدين في العالم الديني الحق. إنهم يعارضون عمل الله في الأيام الأخيرة ويدينونه ويضعون خراف الله بلا خجل في حظائرهم، ويتقاتلون مع الله على شعبه المختار. إنهم تمامًا مثل الفريسيين الذين لعنهم الرب يسوع قبل 2000 عام. إنهم العبيد الأشرار، وأضداد المسيح الذين كشفهم الله في عمله في الأيام الأخيرة! رأيت بوضوح أساس معارضتهم الله وكرههم الحق. لقد عقدت العزم على اتباع الله القدير بثقة مهما حاولوا الوقوف في طريقي! كما اكتسب كل فرد في عائلتي القدرة على التمييز من خلال قراءة كلام الله القدير ولم يعودوا يشعرون بتقييد رجال الدين لهم بعد ذلك.

بالتفكير في ذلك الوقت عندما ظل رجال الدين يضايقونني ويشتمونني، على الرغم من أنني عانيت قليلاً، فقد منحني هذا القدرة على تمييزهم. رأيتهم على حقيقتهم، فهم يكرهون الحق ويعارضون الله. لن يضللوني أو يقيدوني مرة أخرى أبدًا. تعلمت أيضًا أننا إذا صلّينا لله واتكلنا عليه، فإنه سيستخدم كلماته لإرشادنا في فهم الحق والانتصار على غواية الشيطان. نما إيماني بالله بفضل ذلك الاختبار. فالشكر لله القدير!

السابق: 46. العناد يؤذي الآخرين ويؤذي نفسك

التالي: 48. أفكار بعد أن ضللت الطريق

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

36. عودة الابن الضال

بقلم روث – الولايات المتحدة الأمريكيةوُلدت في بلدة صغيرة في جنوب الصين، لعائلة من المؤمنين يعود تاريخها إلى جيل جدة أبي. كانت قصص الكتاب...

3. الكشف عن سر الدينونة

بقلم إنوي – ماليزيااسمي إينوي، وعمري ستة وأربعون عامًا. أعيش في ماليزيا، وأنا مؤمنة بالرب منذ سبعة وعشرين عامًا. في شهر تشرين الأول/أكتوبر...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب