52. الإعفاء: دعوة لليقظة كنت بحاجة إليها
قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة في عام 2008. ومن خلال قراءة كلمة الله والاجتماع وتقديم الشركة، تعلمت أنه لنيل الخلاص والوصول إلى غاية رائعة لا يتعين علينا الاكتفاء بالسعي إلى الحق، ولكن أيضًا أداء واجباتنا ككائنات مخلوقة. ولذلك، عاهدت نفسي على السعي إلى الحق وأداء واجبي. لاحظت أن بعض الإخوة والأخوات الذين كانوا يخدمون كقادة للكنيسة أو كقادة للمجموعات كانوا يقدمون غالبًا شركة عن كلمة الله لحل المشكلات في الاجتماعات، وكانوا منشغلين بعمل الكنيسة دائمًا. اعتقدت أنهم نالوا بالتأكيد رضا الله وأنهم كانوا باحثين عن الحق كي يُكلَّفوا بمثل هذه الواجبات المهمة، ولذلك أُعجبت بهم أيما إعجاب. وعلى العكس من ذلك، شعرت أن أولئك الذين كانوا يؤدون واجبات عادية لم تتطلب تقديم شركة الحق لحل المشكلات – مثل استضافة الإخوة والأخوات الآخرين أو أداء شؤون عامة أخرى – لن يحظوا بإعجاب الآخرين ولديهم أيضًا فرصة ضعيفة جدًا لنيل الخلاص في المستقبل. ولاحقًا، أثناء استضافتي لقائدة كنسية، رأيت أنها كانت تقدم غالبًا شركة عن كلمة الله لحل مشكلات الإخوة والأخوات، ولذلك اعتقدت أنها تفهم بالتأكيد قدرًا كبيرًا من الحق. عندما لاحظت أيضًا أن قادة المستوى الرفيع يجتمعون معها أحيانًا لتقديم شركة عن كلمة الله، اعتقدت أنه لا بد وأن الكنيسة تصقلها وأنها كانت تتمتع بفرصة جيدة جدًا لنيل الخلاص. وفيما نهشتني الغيرة، اشتدت رغبتي في أن أصبح قائدة وأقسمت لنفسي أنني سأضطلع بواجب مهم في المستقبل.
أصبحت لاحقًا قائدة لمجموعة سقاية، وكنت مسؤولة عن الإشراف على عمل عدة مجموعات. سررت حقًا بهذا وقلت لنفسي: "بالنظر إلى أن القائدة كلفتني بأداء مثل هذا الواجب المهم، لا بد وأن هذا يعني أن لديَّ قدرًا من حقيقة الحق وأنني باحثة عن الحق. يبدو أن لديَّ فرصة لنيل الخلاص على أي حال". وعندما أدركت ذلك كنت أشكر الله باستمرار. بعد ذلك، كنت أعمل بنشاط في الكنيسة كل يوم وأتأكد من أن الوافدين الجدد قد وضعوا أساسًا قويًا على الطريق الحق في أسرع وقت ممكن. ولكن نظرًا لأن تقديمي للشركة كان يفتقر إلى البصيرة، فقد فشلنا باستمرار في تحقيق نتائج في عمل السقاية، وكان العديد من الوافدين الجدد لا يحضرون الاجتماعات بانتظام. أصبحت أكثر قلقًا عندما رأيت أن معظم الوافدين الجدد الذين كانوا تحت إشراف قائدة مجموعة أخرى كانوا يحضرون الاجتماعات بانتظام ويؤدون واجباتهم بنشاط. قلت لنفسي: "عندما ترى قائدتنا أنني لم أحرز نتائج جيدة في واجبي، هل ستعتقد أنني لا أملك حقيقة الحق ولا يمكنني أداء عمل فعلي؟ وإذا أُعفيت، فكيف سأتمكن من أداء واجب آخر بمثل أهمية هذا؟ ألن ينتهي أمري إذا أعادت القائدة تكليفي لأداء بعض الشؤون العامة الثانوية؟ ليس من المهم أن ينظر لي إخوتي وأخواتي نظرة تقدير، ولكن إذا فقدت فرصتي في الوصول إلى غاية وآخرة رائعتين، فهذه مشكلة خطيرة! لن ينفع هذا، ويجب أن أجمع عاملي السقاية جميعًا معًا وأجد طريقة لحل هذه المشكلة في أقرب وقت ممكن!" وبعد ذلك، بدأت في تقديم شركة لكل فريق سقاية، ووجهتهم لتقديم الدعم لجميع الوافدين الجدد الذين لم يحضروا الاجتماعات وجعلهم يحضرون بانتظام خلال الأسبوعين المقبلين. ومع ذلك، لم أقدم شركة ملائمة حول كيفية حل المشكلات والصعوبات الفعلية التي كنا نواجهها في عمل السقاية في المقام الأول. سمعت لاحقًا أن إحدى الأخوات قد انهمرت في البكاء قائلةً إن شركتي لم تمنحها طريقًا للممارسة وإنها شعرت بالتقييد الشديد بسببي. عندما قالت هذا، لم أكتفِ بعدم تخصيص وقت للتأمل في نفسي، بل واصلت الاعتقاد بأنني كنت محقة. وبعد ثلاثة شهور، لم تحقق المجموعات التي كنت أشرف عليها نتائج جيدة، وشعرت بالقلق من أن تعفيني القائدة. اعتقدت أنه بمجرد إعفائي، سوف يكون أمري قد انتهى. كان من الواضح أن عمل الله يشرف على الانتهاء، وإن أعفيتُ واستُبعدتُ، كيف كان يمكنني الوصول إلى غاية وآخرة ملائمتين؟ هل كان لا يزال بإمكاني نيل الخلاص؟ هل ستذهب جميع أعوام إيماني أدراج الرياح؟ كلما فكرت شعرت بالذعر، ولم أعرف ما يجب عليَّ فعله. وفي النهاية، لم أكن ملائمة للمهمة وأُعفيتُ. أعادت القائدة تكليفي لاستضافة الإخوة والأخوات بناءً على الاحتياجات الحالية للكنيسة.
ارتبكت للغاية عندما أرسلت القائدة إعادة تكليفي. "استضافة الإخوة والأخوات؟ هل أنا بهذا السوء حقًا؟ ربما لم أُقدِّم الأداء الأفضل في عمل السقاية، ولكن لا يمكن أن يكون سيئًا للغاية لدرجة إعادة تكليفي للاستضافة. كيف سيكون رأي الإخوة والأخوات عني؟" عندما تذكرت كيفية تكليف إحدى الأخوات بالاستضافة على مدار الأعوام السبعة الماضية دون حصولها على ترقية أخرى، اشتدت مقاومتي واعتقدت أنه لن تتاح لي أي فرصة لتمييز نفسي في مثل هذا الواجب العادي، وأنني لن أنال الخلاص أبدًا. فمع مقدار ما بذلته وعانيته وقدمته من تضحيات خلال أعوام إيماني، لم أفكر مطلقًا في أن ينتهي بي الحال كمضيفة. ما الذي يمكن أن أتطلع إليه في مستقبلي؟ عند وضع هذا في الاعتبار، سوف يكون من غير المعقول تمامًا رفض تكليفي، ولذلك سوف يتعين عليَّ الطاعة. ومع ذلك، أصبحت غارقة في السلبية، فعندما ارتبط الأمر بإيجاد شقة مناسبة للإيجار، شعرت بثقل في ساقيَّ لدرجة أنني تمكنت بالكاد من المشي. وفي خضم معاناتي، صلَّيت إلى الله عدة مرَّات: "إلهي المحبوب! أعلم أن الكنيسة كلفتني باستضافة الإخوة والأخوات بسماح منك، ولكن يبدو أنني لا أقدر على الطاعة. ما زلت غير مستعدة لأداء هذا الواجب وأشعر بالضعف والسلبية. يا إلهي! أعلم أنني في حالة خطيرة، فأرجو أن تُخلِّصني! لا أريد الاستمرار هكذا". وبعد الانتهاء من الصلاة، قرأت جزءًا من كلمة الله: "في هذه الأيَّام، يكون وضع معظم الناس على هذه الحالة: "لكي أنال البركات ينبغي أن أبذل نفسي لله وأدفع ثمنًا له. لكي أنال البركات، ينبغي أن أتخلى عن كلّ شيءٍ من أجل الله وينبغي أن أكمل ما أوكلني به وأؤدِّي واجبي جيِّدًا". تهيمن على هذا نيَّة نيل البركات، وهذا مثالٌ على بذل الذات بالكامل بهدف الحصول على مكافآت من الله والحصول على إكليلٍ. مثل هؤلاء الناس ليس لديهم الحقّ في قلوبهم، وبالتأكيد فإن فهمهم لا يتكوَّن سوى من بضع كلماتٍ من التعاليم التي يتباهون بها أينما ذهبوا. فطريقهم هو طريق بولس. إن إيمان أمثال هؤلاء الناس أشبه بالكدح المُستمرّ، إذ يشعرون في أعماقهم بأنه كلَّما ازداد عملهم أثبتوا إخلاصهم لله، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد بالتأكيد رضاه عنهم، وبأنه كلَّما ازداد عملهم ازداد استحقاق حصولهم على إكليلٍ أمام الله وعظمت البركات التي سيحصلون عليها. يعتقدون أنه إذا استطاعوا تحمُّل المعاناة والوعظ والموت من أجل المسيح، وإذا استطاعوا التضحية بحياتهم، وإذا استطاعوا إكمال جميع الواجبات التي أوكلها الله لهم، فسوف يكونون أولئك الذين ينالون أعظم البركات – ومن المُؤكَّد أنهم سيحصلون على أكاليل" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. كيف تسلك طريق بطرس؟)."يرى عدو المسيح أن نَيْل البَركات أعظم من السموات نفسها، وأعظم من الحياة، وأهم من طلب الحق، وتغيير الطباع، أو الخلاص الشخصي، وأهم من أداء واجبه جيدًا، وأن يكون كائنًا مخلوقًا يرقى إلى المستوى المطلوب. إنهم يعتقدون أن كونك مخلوقًا يرقى إلى المستوى، ويقوم بواجبه جيدًا ويخلُص، كلها أمور تافهة لا تكاد تستحق الذِكر، في حين أن ربح البَركات هو الأمر الوحيد في حياتهم بأكملها الذي لا يمكن نسيانه أبدًا. في أي شيء يواجهونه، مهما كان كبيرًا أو صغيرًا. إنهم يهتمون بأن يُباركهم الله، ويتسمون بالتحفظ واليقظة بشكل مذهل، ويتركون دائمًا مخرجًا لأنفسهم. لذلك عندما يتم تعديل واجبهم، إنْ كان التعديل ترقية، سيعتقد ضد المسيح أن لديه أملًا في أن يُبارك. أما إن كان خفض درجة، من قائد فريق إلى مساعد قائد فريق، أو من مساعد قائد فريق إلى عضو مجموعة عادي، أو إذا لم يكن لديهم واجب على الإطلاق، فإنهم يشعرون بأن هذه مشكلة كبيرة، ويعتقدون أن أملهم في الحصول على البركة ضعيفٌ. أي نظرة هذه؟ هل هي نظرة لائقة؟ حتمًا لا. بل هذه نظرة سخيفة" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثاني عشر: يريدون التراجع عند غياب المكانة أو الرجاء في نيل البركات). أدركت من خلال شرح كلمة الله أنني لم أكن أعيش وأسعى إلا لربح البركات. ولم أبذل نفسي لله ولم أدخر جهدًا في أداء واجبي إلا لربح البركات. لم تكن معتقداتي مختلفة عن معتقدات أحد أضداد المسيح. اعتقدت أنني كنت أحظى بفرصة جيدة لربح البركات كقائدة، ولكن إذا أعيد تكليفي من واجب مهم إلى واجب ثانوي، فسوف تكون فرصي في ربح البركات ضئيلة. عند إعادة التفكير في الوقت الذي بدأت فيه الإيمان بالله، كنت أشعر بالغيرة الشديدة من القادة، معتقدةً أنهم كانوا جميعًا يؤدون واجبات مهمة وكانوا من ذوي المقدرة العالية ويسعون إلى الحق. كنت أؤمن أن الله سوف يُخلِّصهم ويُكمِّلهم وأنهم سوف يربحون بالتأكيد بركات عظيمة في المستقبل. أما فيما يخص أولئك الذين كانوا يؤدون واجبات ثانوية، فقد اعتقدت أنهم كانوا يفتقرون إلى حقيقة الحق ولديهم بالكاد فرصة لنيل الخلاص وربح البركات. ونظرًا لأن هذه الفكرة هيمنت على خواطري، فقد سعيت باستمرار لأن أصبح قائدة. وفي منصبي كقائدة مجموعة، لم أتأمل في نفسي عندما فشلت في إحراز نتائج في واجبي، ولكنني بدلًا من ذلك شعرت بالقلق من إعفائي. وللحفاظ على منصبي وتحقيق النجاح السريع، تماديت فاستخدمت سلطتي لتقييد إخوتي وأخواتي. عندما كلفتني الكنيسة باستضافة الإخوة والأخوات بعد إعفائي، لم أرضَ عن القرار بتاتًا. أصبحت سلبية ومتراخية في واجبي، معتقدةً أن آفاق المستقبل ستكون قاتمة بعد الاضطلاع بمثل هذا الدور. وكل موقف من هذه المواقف كشف بوضوح عن هوسي بربح البركات. أدركت أنني لم أكن أؤمن بالله وأُقدِّم تضحيات وأبذل نفسي إلا لربح البركات. لم أخضع لله ولم أُؤدِّ واجبي ككائنة مخلوقة بأي شكل من الأشكال. كانت علاقتي بالله علاقة صفقات تجارية بحتة في واجبي، وكنت أسير في طريق أحد أضداد المسيح.
صادفت لاحقًا جزءًا من كلام الله: "ثمّةَ ذكرٌ دائم في بيت الله لإرسالية الله وأداء المرء واجبه كما ينبغي. كيف يأتي الواجب إلى الوجود؟ من وجهة النظر العامة، يأتي الواجب إلى الوجود نتيجة عمل تدبير الله لمنح الخلاص للبشر. ومن وجهة نظر محددة، فيما يتكشف عمل تدبير الله بين البشر، يظهر عمل متنوع يتطلَّب من الناس التعاون والإتمام. وقد أدَّى هذا لظهور مسؤوليَّاتٍ ومهام يتعيَّن على الناس إتمامها، وهذه المسؤوليَّات والمهام هي الواجبات التي ينعم الله بها على البشر. إن المهام المختلفة التي تتطلب تعاون الناس، في بيت الله، هي الواجبات التي يتعين عليهم أداؤها. فهل توجد إذن اختلافات بين الواجبات من حيث الأفضل والأسوأ، والراقي والمتدني، أو الكبير والصغير؟ مثل هذه الاختلافات غير موجودة. فما دام أمرٌ ما متعلقًا بعمل تدبير الله، وهو من متطلبات عمل بيت الله، ويستدعيه نشر إنجيل الله، فهو إذن واجب الشخص. هذا منشأ الواجب وتعريفه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. ما هو الأداء المناسب للواجب؟)."ذلك أن قدرة المخلوق على أداء واجب المخلوق وقدرته على إرضاء الخالق هو أروع شيء بين البشر، وهو شيء يجب الاحتفاء به فيما بينهم. ويجب أن تقبل الخليقة أي شيء يعهد به الخالق إليهم دون قيد أو شرط. يرى البشر في هذا شيئًا مبارَكًا ومجيدًا، وبالنسبة لأولئك الذين يؤدون واجب الكائن المخلوق، لا يوجد شيء أكثر روعة أو أجدر بالاحتفاء؛ إنه شيء إيجابي. وأما فيما يتعلق بكيفية معاملة الخالق لأولئك الذين يؤدون واجب المخلوق، وما يعِدُهم به، فهذه مسألة تخصُّ الخالق، وليست من شأن الخليقة. وبصراحة وبساطة، فإن هذا الأمر راجع إلى الله، وليس للإنسان الحق في التدخل فيه. ستحصل على كل ما يمنحه لك الله، وإذا لم يعطِك شيئًا، فلا يوجد شيء يمكنك أن تقوله عن ذلك. عندما يقبل كائن مخلوق إرسالية الله، ويتعاون مع الخالق لأداء واجبه وعمل ما في وسعه، فهذه ليست صفقة أو تجارة. يجب ألا يحاول الناس استخدام أي موقف أو شيء للمقايضة ببركات أو وعود من الله. " (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدُّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء السابع)). أدركت من خلال كلمة الله أن الواجبات هي مهام يوكلها الله إلى الناس. تحدد الكنيسة واجبات الناس بناءً على الطلب الحالي للكنيسة، بالإضافة إلى مقدرة كل شخص ومواهبه. جميع الواجبات مهمة، فكل منها يؤدي دورًا في نشر عمل الله في الأيام الأخيرة والشهادة له. ولا يوجد واجب شخص أهم من واجب شخص آخر، فكل واجب لا غنى عنه لعمل الكنيسة. وعلى هذا النحو، ينبغي أن أقبل واجبي دون شروط وأن أؤديه بأفضل ما يمكن. هذان هما الضمير والعقل اللذان يجب أن يملكهما الكائن المخلوق. لقد شرَّفني الله بفرصة أداء واجبي كي أسعى إلى الحق أثناء أدائه، وأختبر كلمة الله وعمله، وأدرك شخصيتي الفاسدة وأعالجها، وفي النهاية أتقي الله وأخضع له دون الخضوع لقيود شخصيتي الشيطانية وأغلالها. ومع ذلك، لم أكن أفهم مشيئة الله، حيث كنت أُصنِّف الواجبات على أنها أفضل أو أسوأ وأرى واجبي كوسيلة لربح البركات. حاولت أن أغش الله وأستغله، وكانت خيالاتي تحوم حول كسب البركات مقابل أداء واجبي. كم كنت أنانية وحقيرة! رأيت بوضوح أنه إن لم أُصحِّح وجهة نظري الخاطئة بشأن السعي وأعالج شخصيتي الفاسدة، لن أربح رضا الله أبدًا ولن ألاقي في النهاية إلا الاستبعاد والعقاب بصرف النظر عن مدى أهمية واجبي أو مقدار ما بذلته وقدَّمته من تضحيات. بعد أن أدركت هذا كله، أيقنت مدى خطورة الحالة التي كنت فيها وكنت على استعداد لتصحيح نواياي وأداء واجبي جيدًا.
قرأت لاحقًا المقاطع التالية من كلمة الله: "لا توجد علاقة بين واجب الإنسان وبين كونه مباركًا أو ملعونًا. على الإنسان أن يؤدي واجبه. إنه واجبه الملزم ويجب ألا يعتمد على التعويض أو الظروف أو الأسباب. عندها فقط يكون عاملًا بواجبه. يكون الإنسان مباركًا عندما يُكمَّل ويتمتع ببركات الله بعد اختبار الدينونة. ويكون الإنسان ملعونًا عندما تبقى شخصيته دون تغيير بعد أن يختبر التوبيخ والدينونة، بمعنى أنه لا يختبر التكميل بل العقوبة. يجب على الإنسان ككائن مخلوق أن يقوم بواجبه، وأن يفعل ما يجب عليه فعله، وأن يفعل ما يستطيع فعله، بغض النظر عمَّا إذا كان سيُلعَن أو سيُبَارَك. هذا هو أقل ما يمكن للإنسان الذي يبحث عن الله أن يفعله. يجب ألا تقوم بواجبك لتتبارك فحسب، وعليك ألا ترفض إتمامه خوفًا من أن تُلعَن. اسمحوا لي أن أقول لكم هذا الأمر: إذا كان الإنسان قادرًا على إتمام واجبه، فهذا يعني أنه يقوم بما عليه القيامُ به. وإذا كان الإنسان غير قادر على القيام بواجبه، فهذا عصيانه" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وجه الاختلاف بين خدمة الله المتجسِّد وواجب الإنسان)."إنني لا أحدد مصير كل شخص على أساس العمر والأقدمية وحجم المعاناة وأقل من ذلك مدى استدرارهم للشفقة، وإنما وفقًا لما إذا كانوا يملكون الحق. لا يوجد خيار آخر غير هذا. يجب عليكم أن تدركوا أن كل أولئك الذين لا يتبعون مشيئة الله سيُعاقَبون، وهذه حقيقة ثابتة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). علمتني كلمة الله أن الواجب الذي تؤديه ليس له أي تأثير على ما إذا كنت ستربح البركات أم ستواجه البليَّة. فالواجب تكليف من الله، وهو مسئولية الإنسان. لقد قدّرته السماء وأقرّته الأرض، وينبغي على المرء أن يؤدي واجبه. فدليل نيل الخلاص هو السعي إلى الحق وبلوغ الحق وتحقيق تغيير في الشخصية. ولا علاقة له بنوع الواجب الذي يؤديه المرء. عندما تؤدي واجبًا مهمًا وتتمتع بمكانة راقية، فإن ذلك لا يعني أن لديك حقيقة الحق. إن لم تسعَ إلى الحق، ولم تُغيِّر شخصيتك، بل وكنت تقايض الله لربح البركات وتخدعه وتستغله وتُعطِّل عمل الكنيسة، فسوف تنكشف أيضًا وتُستبعَد ولن يُخلِّصك الله أبدًا. وحتى إن كُلِّفت بواجب يبدو ثانويًا، سوف تخلص طالما أنك تبذل قصارى جهدك وتسعى إلى الحق وتُغيِّر شخصيتك. فكرت في مختلف القادة الكذبة الذين كُشِفوا وأُعفوا. لقد كانوا يؤدون واجبات مهمة، ويجتمعون ويُقدِّمون الشركة، ويبذلون أنفسهم، ويتحملون المعاناة، وكان جميع الإخوة والأخوات ينظرون إليهم نظرة تقدير. لكنهم لم يكونوا يسعون إلى الحق، ولم يُقدِّموا للناس إلا معرفة التعليم. لم يمارسوا كلمة الله أو يختبروها على أقل تقدير، مكتفين ببذل أنفسهم وتقديم تضحيات لربح البركات وحماية مكانتهم وشهرتهم. وعلى الرغم من إيمانهم بالله لأعوام، فإنهم كانوا ما زالوا لا يعرفون أنفسهم ولم يُغيِّروا شخصياتهم، ونتيجةً لذلك ساروا في الطريق الخطأ وأُعفوا. أدركت أنه كان من العبث والمناقض لكلمة الله أن أؤمن بأن أولئك الذين كانوا يتحمَّلون المعاناة ويبذلون أنفسهم ويتمتعون بمكانة عالية ويؤدون واجبات مهمة سوف يخلصون ويُكافئون بغاية وآخرة رائعتين، في حين أن أولئك الذين كانوا يؤدون واجبات ثانوية كانت فرصتهم ضئيلة في نيل الخلاص أو ربح البركات. فكرت في بولس الذي كان يتمتع بمكانة عالية في الكنيسة، ونشر الإنجيل على نطاق واسع، وتحمَّل معاناة هائلة ونال إعجاب الجميع واحترامهم، بما في ذلك العالم الديني الحديث الذي يعتبره نموذجًا للتعلم منه. ومع ذلك، فإن بولس لم يسعَ إلى الحق قط، وبالطبع لم يسعَ لتغيير شخصيته، ولم يبذل نفسه إلا لربح البركات وربح إكليل. سار في طريق مقاومة الله وعاقبه الله في النهاية. وعلى النقيض من ذلك، لم يكن عمل بطرس لافتًا للإعجاب ظاهريًا مثل عمل بولس، لكنه كان يسعى إلى حق الله ومحبته في واجبه، ويولي أهمية لمعرفة نفسه ومعرفة الله في دينونة الله وتوبيخه له. وفي النهاية، سُمِّر رأسًا على عقب على الصليب من أجل الله محققًا الخضوع لله ومحبته له حتى الموت الذي من خلاله كمَّله الله. الله قدوس وبار، فهو لن يُحضِر أولئك الذين يقايضونه ويخدعونه ويقاومونه إلى الملكوت، وبالتأكيد لن يسمح ببقاء أولئك الذين على شاكلة الشيطان المتمرغين في شخصيات فاسدة. أولئك الذين يسعون إلى الحق ويُغيِّرون شخصيتهم ويبلغون الحق في النهاية ويخضعون لله ويتبعون مشيئته هم الذين يمكنهم دخول ملكوت الله. بعد أن أدركت هذا، شعرت بقدر أكبر من التحرر وكنت على استعداد للخضوع لله وبذل قصارى جهدي لاستضافة الإخوة والأخوات. وفيما كنت أتهيأ لبدء الاستضافة، تلقيت رسالة من قائدتي مفادها أنها أعادت تكليفي إلى كنيسة أخرى لسقاية الوافدين الجدد. لم يسعني إلا أن أشكر الله عندما وصلتني الرسالة. صلَّيت إلى الله، وأخبرته بأنني كنت على استعداد للالتزام والسعي إلى الحق والتركيز على تغيير شخصيتي وأداء واجبي بجدية.
واليوم، ربحت قدرًا من تمييز رغبتي لربح البركات وعلاقتي مع الله كصفقة تجارية. أرى كم كنت أنانية وحقيرة، وأنا على استعداد للخضوع وأداء واجبي بجدية ككائنة مخلوقة. يرجع هذا كله إلى فضل خلاص الله، وأقدِّم الشكر الجزيل لله.