67. كيفية مواجهة صعوبات نشر الإنجيل

بقلم كلفين، بيرو

كانت عائلتي كلها كاثوليكية، وكذلك معظم الأناس الآخرين في قريتنا، لكن لأن الكنيسة الكاثوليكية هناك لم يكن بها قس يرأسها، فلوقت طويل لم يذهب أحد إلى الكنيسة لدراسة الكتاب المقدَّس. في 22 مايو 2020، قرأت كلمات الله القدير على الإنترنت، من خلال كلماته، تأكدت من عودة الرب يسوع، إنه مسيح الأيام الأخيرة، الله القدير، وقبلت بسعادة عمله في الأيام الأخيرة. ثم قرأت هذا لاحقًا في كلمات الله القدير: "بما أن الإنسان يؤمن بالله، يجب عليه أن يتبع خطى الله، خطوة بخطوة؛ ينبغي عليه أن "يتبع الحمل أينما يذهب". فقط أولئك الناس هم مَن يطلبون الطريق الصحيح، ووحدهم يعرفون عمل الروح القدس" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. عمل الله وممارسة الإنسان). عرفت أننا كمؤمنين يجب أن نعرف عمل الله ونتبع خطاه. وكان هناك مؤمنون كُثَّر في القرية، لكن لم يسمع أحد منهم صوت الرب يسوع العائد أو رحَّب بعودته، فأردت حقًا مشاركة هذه الأخبار المذهلة معهم، لكنني شعرت ببعض الخوف. شعرت أنني صغير، ولا أعرف كيف أشارك الإنجيل، فهم بالتأكيد لن يستمعوا لي. خشيت أن يزدروني ويقولون: "أنت صغير السن للغاية. لمَ تتجول هنا وهناك للوعظ، بدلًا من الذهاب إلى المدرسة أو الحصول على وظيفة؟" بالإضافة إلى ذلك، كانوا مؤمنين لسنوات، فهل يستمعون إلى شهادتي عن عودة الرب يسوع؟ كيف سيعاملونني؟ وكيف يمكنني الشركة لحل أي مفاهيم أو ارتباكات قد تكون لديهم؟ ماذا أفعل إذا عارضوا إيماني بالله القدير ومشاركة الإنجيل؟ فكرت كثيرًا، لكنني علمت أن نشر الإنجيل هو مشيئة الله. كان عليَّ مشاركة الإنجيل معهم والشهادة لله.

فصليت إلى الله، وعززت ثقتي بقراءة كلمات الله القدير. قرأت هذا في كلامه: "هل تدرك العبء الذي تحمله على عاتقك وإرساليتك ومسؤوليتك؟ أين هو إحساسك بالإرسالية التاريخية؟ وكيف يمكنك أن تخدم كوَكيلٍ صالح في العصر القادم؟ هل لديك فهمٌ عميقٌ لوكالتك؟ كيف تفسّر ربّ كل الأشياء؟ هل هو حقًّا ربُّ كل المخلوقات وحقيقةُ كل ما في العالم؟ ما هي خطتك لِتُقبِل على المرحلة التالية من العمل؟ كم من الناس ينتظرونك لترعاهم؟ أتشعر أن مهمتك ثقيلة؟ هم فقراء، مزدرون، عميان، وضائعون، يئنّون في الظلمة قائلين "أين الطريق؟" كم يتوقون للنور كشهابٍ لينطلق نازلًا فجأة حتى يُبدّد قوةَ الظلام التي قَمعت الإنسانَ لأعوام طويلة. من تراه يعرف كم تلهّفوا مترجّين هذا الأمر، وكم خارت قواهم في الليل والنهار؟ حتى في ذلك اليوم الذي يسطع فيه النور؛ يظل هؤلاء الذين يتألمون بعمق سجناء في غياهب الظلام، لا رجاء لهم ليُعتَقوا فمتى يتوقف بكاؤهم؟ يا لشقاء هذه الأرواح الهشّة التي لم تختبر الراحة يومًا وبَقُوا موثَقين طويلًا في هذه الحال بحبال القسوة والتاريخ الذي توقّف في مكانه. من تراه قد سمع صوت نحيبهم؟ ومن قد رأى مظهرهم التعس؟ هل فكّرتَ يومًا كم أنَّ قلب الله حزين ومتلهّف؟ كيف يمكن لله أن يحتمل رؤية البشرية البريئة التي خلقها بيديه تعاني عذابًا كهذا؟ على أية حال، البشر هم الضحايا الذين قد تجرّعوا السّمَّ. وبالرغم من كونهم على قيد الحياة إلى يومنا هذا، مَن كان يظن أن الشرير قد جعلهم يتجرّعون السمّ منذ زمن بعيد؟ هل غاب عنك أنك أحد ضحاياه؟ ألا تسعى لخلاص من بقي حيًّا من منطلق محبتك لله؟ ألست مستعدًّا لأن تكرّس كل طاقتك لتردّ الجميل للإله الذي يُحبّ البشرية كلحمه ودمه؟ كيف تُفسِّر أن الله يستخدمك لتحيا حياةً استثنائية؟ هل لديك حقًا العزم والثقة لتحيا حياةً ذات معنى كخادم تقي ومطيعٍ لله؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف تُقبِلُ على إرساليتك المستقبلية؟). لقد فهمت أن مشاركة الإنجيل واجبنا. لم يسمع كثيرون صوت الله، وليست لديهم أدنى فكرة أن الرب قد عاد، وأنه يقوم بعمل الدينونة وتطهير الناس. لا يزالون يعيشون في فساد الشيطان وبؤسه. الله يأمل أن نتمكَّن جميعًا من التفكير في مشيئته والنهوض والتعاون معه. مهما كانت المشكلات أو الصعوبات التي نواجهها، يمكننا أن نُكثر من الصلاة والاتكال على الله، ونفعل كل ما في وسعنا لنشر إنجيل الملكوت. لكنني لم أفهم مشيئة الله؛ شعرت أنه لم يكن بإمكاني مشاركة الإنجيل، لشدة صغر سني. كنت أخشى أن القرويين لن يستمعوا لي، وسينظرون ليّ باستخفاف، لذلك كنت عالقًا بين هذه الصعوبات وبين تصوراتي، مثقلًا بالهموم. لم أفكر إلا في مشقَّاتي الشخصية دون مراعاة لمشيئة الله، ولم أفكِّر في أن أصلي وأتكل على الله خلال هذه الصراعات، لأقوم بواجبي وأتحمَّل المسؤولية. عندما فكرت في كم من الناس يتوقون لعودة الرب والخلاص من الظلمة، شعرت بالحاجة المُلِحَّة. لقد عقدت العزم على أن أفعل كل ما بوسعي لنشر إنجيل الله في الأيام الأخيرة والشهادة له ووضع كل وقتي وطاقتي في هذا العمل.

بعد ذلك، بدأت في التخطيط لمشاركة الإنجيل مع أناس قريتي. أولًا، ذهبت إلى مكتب نسخ لطباعة بعض الدعوات لعشر عائلات لسماع عظة في منزلي. لقد فوجئوا جميعًا، وكان لديهم أشياء لطيفة ليقولوها حول ما كنت أفعله. شعرتُ بسعادة غامرة. فكرت لاحقًا: "إذا جاء الكثير من الناس في هذا المساء، سيكون من الصعب على الجميع قراءة كلام الله باستخدام هاتفي الصغير فحسب أثناء الاستماع إلى العظة". فذهبت لأطلب من صديق استعارة حاسوبه المحمول. في ذلك المساء، جاء 13 شخصًا لسماع العظة، واستمتعوا جميعًا بقراءة كلام الله خلال الاجتماع. كل من أراد القراءة فقط كان ينهض ويتطوع. كان الجميع في أَوْج سعادتهم بعد ذلك. قالوا إن كلام الله كان رائعًا وأنهم ربحوا الكثير من قراءته. قالوا إنه كان من الرائع أنهم تمكنوا من الاجتماع وقراءته معًا بل وأرادوا أيضًا إحضار أفراد عائلاتهم في اليوم التالي لسماع كلماته. إن رؤية كيف اشتاق الجميع إلى كلام الله جعلني سعيدًا حقًا. لكن عندئذ أدركت أنه لم يكن مجديًا الاستمرار في استعارة حاسوب صديقي المحمول. أردت شراء حاسوب شخصي لكن عندما جمعت كل أموالي لم تكن كافية. كنت في مأزق نوعًا ما. بعد تقصي الأمر، عرفت أن أجهزة العرض أرخص قليلًا من الحواسيب وقررت الحصول على قرض لشراء أحدها، ليتمكن هكذا القرويون الآخرون من قراءة كلام الله. فذهبت إلى المدينة للحصول على القرض، واشتريت جهاز عرض. لقد أعددت كل شيء قبل أن أبدأ الاجتماع التالي وسرعان ما بدأ القرويون في المجيء. حضر 19 شخصًا، وملأوا الغرفة بأكملها. في تلك اللحظة رأيت أن الله قد رتّب كل هذا، وكنت متحمسًا للغاية. أسرعت للعثور على مكبر صوت حتى يتمكن الجميع من الاستماع إلى كلام الله. لقد عقدنا شركة عن حقيقة كيف تُممت نبوات عودة الرب، وكيف نرحب به، وكيف نتأكد من عودة الرب يسوع، وكيف أن عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة سيكشف كل نوع من الأشخاص. شارك الحاضرون جميعًا في قراءة كلام الله بحماس، وكان بعض الأطفال متحمسين أيضًا لقراءته. برؤية كيف كانوا يتحرّقون شوقًا لكلماته، عرفت أن كلّ هذا كان عمل الله. بقي عدد قليل من الناس بعد انتهاء الاجتماع وقالوا إنهم استمتعوا بالاستماع. وتأثّر البعض بشدة بما فيهم كبير القرية والآخرون والذي أراد أن يجعل جميع القرويين يأتون ويستمعون إلى كلام الله. لقد كانت مفاجأة سارة. لقد بددت هذه النتيجة مفاهيمي وتصوراتي تمامًا، وشعرت بالخجل. لقد شهدت حقًا عمل الله وإرشاده، وواصلت ربح المزيد من الثقة لمشاركة الإنجيل. دعوت القرويين للاستماع إلى العظات كل يوم بعد ذلك، وبدأ المزيد والمزيد من الناس في المجيء. لقد شعروا جميعًا بسعادة غامرة، وقالوا: "لم أقرأ أي شيء كهذا من قبل. لقد صار الله جسدًا وعاد الآن، ونراه وجهًا لوجه. نحن مباركون جدًا لكوننا قادرين على الترحيب بالرب". كما خططوا لحدث، لدعوة المزيد من الناس من البلدات المحيطة إلى الاجتماع. وقالوا لي: "أنت صغير السن جدًا، لكنك تفعل ذلك من أجل القرويين، وتساعد الجميع على سماع كلام الله، وواعٍ جدًا حيال ذلك. لم يفعل أحد شيئًا كهذا لنا من قبل. لم نعتقد قطُّ أن شابًا مثلك يمكنه فعل هذا. إنه أمر رائع". كنت أعلم أن هذا كله من عمل الله، مما حمَّسني وجعلني أكثر ثقة لنشر الإنجيل.

لكنني واجهت كل أنواع الصعوبات عندما كنت أروي هؤلاء المؤمنين الجدد. أحيانًا، لم يكن اتصالي الإنترنت جيدًا، وكان عليّ الذهاب من بيت إلى آخر لعقد الاجتماعات. والأسوأ من ذلك أنها أمطرتْ بغزارة هناك، وكانت الطرق موحلة كلها، مما جعل من الصعب السير عليها. عندما خرجتُ لأروي الوافدين الجدد، كان عليَّ أن أهرول من منزل إلى آخر. أحيانًا كنت أهرع إلى منزل مؤمن جديد قبل أن يبدأ المطر، وأحيانًا كنت أضطر إلى الانتظار لأنه لم يكن عاد إلى المنزل بعد. ثم عندما انتهت الاجتماعات لم يكن بالأمر الهين السير إلى المنزل على الطرق الغارقة بالمطر. أحيانًا كنت أشعر بالسلبية والضعف بعض الشيء عندما أرهق نفسي، لذلك كنت أصلي وأقرأ كلام الله. عندئذ، قرأت هذا في كلمات الله القدير: "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة. التجارب بركة مني، وكم منكم يأتي كثيرًا أمامي ويتوسَّل جاثيًا على ركبتيه من أجل نيل بركاتي؟ يا لكم من أبناء سذَّج! تعتقدون دائمًا أن بعض الكلمات الميمونة تُعتبَرُ بركة مني، لكنكم لا تدركون أن المرارة هي إحدى بركاتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). "عندما تواجه المعاناة، يجب أن تكون قادرًا على التخلِّي عن الاهتمام بالجسد وعدم التذمّر من الله. ... مهما تكنْ قامتك الفعليَّة، يجب أولًا أن تمتلك الإرادة لمعاناة المشقَّة وامتلاك الإيمان الصادق على حد سواء، ويجب أيضًا أن تكون لديك الإرادة لإهمال الجسد. يجب أن تكون على استعداد لتحمُّل المصاعب الشخصية ولمعاناة الخسائر في مصالحك الشخصية من أجل إرضاء مشيئة الله. ويجب أيضًا أن تكون قادرًا على الإحساس بالحسرة في قلبك على نفسك؛ إذْ لم تكن في الماضي قادرًا على إرضاء الله، ويمكنك الآن أن تتحسَّر على نفسك. يجب ألّا يعوزك أيٌّ من هذه الأمور؛ إذْ إنَّه من خلال هذه الأمور سيكمِّلك الله. إذا لم تستطع أن تفي بهذه المعايير، لا يمكن تكميلك" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية). شجعتني كلمات الله وعزّتني ألا أفتر أو أضعف وأن الله يرشدني ويعينني. لقد عانيت بعض الانزعاج الجسدي ودفعت بعض الثمن لمشاركة الإنجيل، لكنه كان ذو مغزى وقيمة. كان أكثر الأشياء الصالحة التي يجب القيام بها، وأكثر ما يربح رضا الله. فكرت في بطرس ومتَّى ورسل الرب يسوع الآخرين، الذين عانوا كثيرًا لنشر الإنجيل. حتى إن البعض مات أثناء جهودهم لنشره، لكنهم ظلوا أقوياء ولم يتراجعوا قطُّ. مقارنة بهم، فإن القليل الذي عانيت منه لم يكن يستحق الذِكر. لقد كانت نعمة من الله أن أكون محظوظًا بقبول عمله في الأيام الأخيرة، وأتمكن من القيام بواجبي من خلال نشر إنجيل الملكوت. لم أستطع الاستمرار في التفكير في جسدي، والخوف من بعض المشقة. كان عليَّ أن أكون مستعدًا للمعاناة. لم يكن لي أن أشعر بالإحباط في مواجهة أي صعوبات. حتى لو عانيت من إزعاج جسدي، فلا يزال يتعين عليَّ مشاركة الإنجيل والشهادة لله، والقيام بواجبي لإرضائه.

في إحدى المرات، مرضتُ، وأصبت بالزكام لعدة أيام. في المساء كنت أعاني من حمى وصداع وألم في المعدة. لم أستطع حتى التحدث. رأت إحدى الأخوات أنني في حالة سيئة وقالت لي: "لا ينبغي يجب أن تذهب إلى اجتماع الليلة". حينئذ وافقت. لكن بعد ذلك، لم أرتَح لفكر ترك مؤمنين جدد يجتمعون بأنفسهم. كنت أفكر في أن الشعور بالتوعك كان بمثابة امتحان لي، ولا يزال عليَّ أداء واجبي جيدًا. تذكرت أنني ظللت ألعب كرة القدم عندما مرضت أو أصيبت ساقي في السابق. فلماذا لا أستطيع الآن القيام بواجبي الآن؟ عند هذه الفكرة، ركبت دراجتي النارية وذهبت إلى الاجتماع. والمثير للدهشة أنني عندما وصلت لم أشعر بتوعك. شعرت بسعادة غامرة وتحسنت في غضون يومين فقط.

بعد أكثر من شهر من العمل الشاق في نشر الإنجيل، قبِلَ معظم القرويين، إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة، باستثناء أولئك الذين كانوا يعملون خارج المدينة. أردت أن يسمع المزيد من الناس صوت الله، لأنه لا يزال هناك الكثير من الناس الذين لا يعرفون أن الرب يسوع قد عاد، ويعبِّر عن الكثير من الحقائق، ويقوم بعمل تطهير البشرية وخلاصها. لذلك قررت أن أشارك الإنجيل في قرى أخرى. وصليت في قلبي: "يا الله القدير، أرجوك أرشدني كيلا أفقد الثقة، وأستمر في المضي قدمًا. أنا واثق من أنك ستساعدني في حل أي صعوبات أواجهها". بعد ذلك، ذهبت إلى قرية مجاورة لأشارك الإنجيل. مشيت على منحدر في طريق موحل لمدة 30 دقيقة لأعظهم بالإنجيل، لكن العائلات الثلاث الأولى قالت جميعًا إنها ليس لديها وقت، وأبعدتني بأدب. شعرت حقًا بخيبة أمل وإحباط نوعًا ما. لقد عدت إلى المنزل في وقت متأخر جدًا من تلك الليلة. واتصلت بي الأخت آني لتسألني كيف سارت مشاركة الإنجيل، كما عقدتْ شركة معي حول كلام الله، وشجعتني وساعدتني. قرأتُ شيئًا من كلمات الله القدير. "ما أطلبه هو ولاؤك وطاعتك الآن، ومحبتك وشهادتك الآن. حتى لو لم تكن تعرف في هذه اللحظة ما هي الشهادة أو ما هي المحبة، عليك أن تُسلِّمني نفسك بجملتك وتقدم لي الكنزين الوحيدين اللذين تمتلكهما: ولاؤك وطاعتك. عليك معرفة، أن شهادة غلبتي على الشيطان تكمن في ولاء الإنسان وطاعته، ونفس الشيء ينطبق على شهادة إخضاعي الكامل للإنسان. إن واجب إيمانك بيّ هو أن تقدّم شهادةً عني، وأن تكون مخلصًا لي، ولا شيء آخر، وأن تكون مطيعًا حتى النهاية. قبل أن أبدأ الخطوة التالية من عملي، كيف ستقدّم شهادة عني؟ كيف ستكون مُخلِصًا ومطيعًا لي؟ هل تكرِّس كل ولائك لمهمتك أم ستستسلم بسهولة؟ هل ستخضع لكل ترتيب أضعه (حتى وإن كان الموت أو الدمار)، أم ستهرب في منتصف الطريق لتتجنب توبيخي؟ إنني أوبّخك لكي تقدم شهادةً عني، وتكون مطيعًا ومخلصًا لي. يكشف أيضًا التوبيخ في الحاضر عن خطوة عملي التالية، ويسمح لعملي بالتقدّم بلا عائق. لذلك أشجِّعك أن تكون حكيمًا وألَّا تتعامل مع حياتك أو أهمية وجودك كأنهما رمل بلا قيمة. هل يمكنك أن تعرف بالضبط عملي الآتي؟ هل تعرف كيف سأعمل في الأيام القادمة، وكيف سيتجلَّى عملي؟ ينبغي عليك أن تعرف أهمية خبرتك بعملي، وأيضًا أهمية إيمانك بيّ. لقد فعلت الكثير؛ كيف يمكنني أن أستسلم في منتصف الطريق كما تتخيَّل؟ لقد قمت بهذا العمل المتَّسع؛ كيف يمكنني أن أدمّره؟ في الحقيقة، أوشكت على إنهاء هذا العصر. هذا حقيقي، ولكن عليك أن تعرف أني سأبدأ عصرًا جديدًا وعملًا جديدًا، وقبل كل شيء، سأنشر إنجيل الملكوت. لذلك عليك أن تعرف أن عملي الحالي ليس سوى أن أبدأ عصرًا جديدًا، وإرساء الأساس لنشر الإنجيل في الوقت العتيد وإنهاء العصر في المستقبل. عملي ليس بالبساطة التي تعتقدها، وليس بلا قيمة أو مغزى كما تعتقد. لذلك، لا بُدَّ أن أستمر في أن أقول لك: ينبغي أن تهب حياتك لعملي، وأيضًا، ينبغي أن تُكرِّس نفسك من أجل مجدي. اشتقت طويلًا لأن تقدم لي شهادةً، واشتقت بالأكثر أن تنشر إنجيلي. ينبغي عليك أن تفهم ما في قلبي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). منحتني قراءة هذا في كلمات الله بعض القوة. شعرت أن الله كان يقول لي أن أؤمن به، ومهما كانت الصعوبات التي أواجهها، لا يمكن أن أكون ضعيفًا أو سلبيًا، ولا يمكن أن أشعر باليأس أو الضيق، لأن الله يرشدنا. ما دمت واعيًا لمشيئة الله وأخرج لنشر إنجيل ملكوته، سيفتح لي طريقًا. رأيت من خلال كلام الله أن مشاركة الإنجيل ليس مسارًا سهلًا، لكنه يتطلب المعاناة ودفع الثمن. وعظ نوح بالإنجيل لمدة 120 سنة، وكان الناس يستهزئون ويشهِّرون به ويؤذونه. لقد عانى كثيرًا، ورغم أنه لم يهتدِ أحدًا، لم يستسلم أو يصيبه الضعف؛ بل استمر في مشاركة الإنجيل. ظل نوح قويًا في تكريسه وخضوعه لله. لقد قام بواجبه كمخلوق، وربح استحسان الله وبركاته. عندما أرسل الله الطوفان ليهلك العالم، خلَّص الله عائلة نوح المكونة من ثمانية أفراد ونجوا. ثم فكرت في نفسي. لقد شاركت للتو الإنجيل مع ثلاث عائلات، وانفطر قلبي عندما لم يقبلوه. لم يكن لدي إيمان حقيقي بالله. في الواقع، لقد سمح الله بهذا الموقف، وبهذه الصعوبات تأتيني، لتكميل إيماني وتكريسي له. فسواء قبلوا الإنجيل أم لا، كان عليَّ أن أذهب للوعظ به. كان هذا واجبي.

منحتني كلمات الله القوة. وذهبت إلى قرية أخرى في اليوم التالي لمشاركة الإنجيل. وتلوتُ أيضًا صلاة، طالبًا من الله القدير أن يستنير مُتلقِّي الإنجيل المحتملين، ليفهموا كلماته. في ذلك المساء، وجدت شخصًا مهتمًا بسماع الإنجيل، وبعد أن شاركته وشهدتُ له بظهور الله وعمله، ظللت أجد الآخرين لأشارك الإنجيل معهم، واهتدى ستة أشخاص في تلك الليلة. لقد تفاجأتُ جدًا لأن بعض مَن قبِلوا الإنجيل كانوا كاثوليكيين ولديهم الكثير من المفاهيم، لكن بعد أن عقدت شركة معهم حول كلام الله، تمكنوا من الفهم وقبلوا إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. ذهبت إلى مكان آخر بعد ذلك، وفي كل مرة أخرج فيها لأشارك الإنجيل، كنت أصلي، وأطلب من الله أن يستنيرني ويرشدني، لأعرف كيف أعظ وأشهد لكلماته. كلما ازداد عدد الناس الذين قبلوا إنجيل الله، ازداد إيماني. رغم أنني في بعض الأحيان عندما أذهب إلى قرى أخرى لأعظ الغرباء. كنت أشعر بقليل من الخجل والخوف، منحني إرشاد كلام الله الثقة والشجاعة لمواجهة ذلك. كنت أعلم أن هذا كان واجبي، وإذا لم أشارك الإنجيل، فلن يكون لدي المزيد من الفرص للممارسة، ولن أتعلم وأربح المزيد من الحقائق. بعد ذلك، من خلال التدرب باستمرار على مشاركة الإنجيل، توقفت عن الشعور بالتوتر والخوف، وتوصلت لفهم حقيقة الرؤى أكثر فأكثر وضوحًا. وشعرت حقًا بالراحة والحرية. لقد ربحت كثيرًا حقًا من خلال عملية مشاركة الإنجيل هذه.

من خلال مشاركة الإنجيل، اختبرت وواجهت الكثير والكثير من المشاق. لكنني تعلمت أن أتكل على الله وأُجلَّه في هذه الأوقات وأدركتُ سيادته القديرة وفهمت أيضًا أهمية القيام بواجبي.

السابق: 65. الواجب ليس ورقة مساومة لنيل البَركات

التالي: 69. كيف أصبحت قائدة كاذبة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

3. الكشف عن سر الدينونة

بقلم إنوي – ماليزيااسمي إينوي، وعمري ستة وأربعون عامًا. أعيش في ماليزيا، وأنا مؤمنة بالرب منذ سبعة وعشرين عامًا. في شهر تشرين الأول/أكتوبر...

13. من أين يأتي هذا الصوت؟

بقلم شيين – الصينوُلِدتُ في عائلة مسيحية، والكثير من أقاربي هم واعظون. وقد آمنت بالرب مع والدَيَّ منذ أن كنتُ صغيرة. وبعد أن كبُرت، صلَّيتُ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب