د. لماذا سيُهلِك الله البشر الأشرار الذين يقاومونه؟

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

خلق الله البشر ووضعهم على الأرض، وهو يقودهم منذ ذلك الحين. ثمَّ خلَّصهم وكان بمثابة ذبيحة خطية للبشرية. ولا يزال يتعيَّن عليه في النهاية إخضاع البشرية، وتخليص البشر خلاصًا كاملًا، وإرجاعهم إلى شبههم الأصليِّ. هذا هو العمل الذي كان الله منخرطًا فيه منذ البداية: استعادة البشرية إلى صورتها الأصلية وشبهها الأصلي. سيُثبِّت الله ملكوته ويعيد شَبَه البشر الأصلي، وهو ما يعني أن الله سيستعيد سلطانه على الأرض وبين كل الكائنات المخلوقة. لقد فقدت البشرية قلبها الذي يتقي الله وكذلك الوظيفة التي يتعين أن تكون لدى الكائنات المخلوقة بعد أن أفسدها الشيطان، ومن ثمَّ أصبحت عدوًا متمردًا على الله. بعدئذٍ، عاشت البشرية تحت نفوذ الشيطان وكانت خاضعة لتلاعب الشيطان بها؛ ومن ثمَّ لم يكن لدى الله طريقة للعمل بين كائناته المخلوقة، وأصبح حتى عاجزًا بدرجة أكبرعن ربح تقواهم. خلق الله البشر، وكان عليهم أن يعبدوا الله، لكنهم أداروا ظهورهم له وعَبَدوا الشيطان بدلاً منه. أصبح الشيطان معبودًا في قلوبهم. وهكذا فقد الله مكانته في قلوبهم، أي إنه فقد المعنى من وراء خلقه للبشرية. ولهذا، لاستعادة المعنى من وراء خلقه للبشرية، فعليه أن يستعيد شبهها الأصلي ويُخلِّص البشرية من شخصياتها الفاسدة. لاسترداد البشر من الشيطان، عليه أن يُخلِّصهم من الخطية. بهذه الطريقة وحدها يمكن لله استعادة شبههم الأصلي ووظيفتهم الأصلية تدريجيًا، وأن يستعيد ملكوته في النهاية. وفي نهاية المطاف، سوف يُنفَّذ أيضًا الهلاك الكامل لأبناء التمرد أولئك من أجل السماح للبشر أن يعبدوا الله عبادةً أفضل وأن يعيشوا على الأرض معيشةً أفضل. ولأن الله خلق البشر، فسوف يجعلهم يعبدونه؛ ولأنه يرغب في استعادة وظيفة البشرية الأصلية، فسوف يستعيدها بالكامل، ودون أي غش. استعادة سلطانه تعني جعل البشر يعبدونه ويخضعون له؛ هذا يعني أن الله سوف يجعل البشر يعيشون بسببه، ويُهلك أعداءه نتيجة لسلطانه. هذا يعني أن الله سوف يجعل كل شيء يتعلق به قائمًا بين البشر دون مقاومة من أي أحد. الملكوت الذي يرغب الله في إقامته هو ملكوته الخاص. إن البشرية التي يرغب فيها هي بشرية تعبده، بشرية تخضع له خضوعًا كاملًا وتمتلك مجده. إذا لم يُخلِّص الله البشرية الفاسدة، فسيُفقد المعنى من وراء خلقته للبشرية؛ لن يكون له سلطان مرة أخرى بين البشر، ولن يعود لملكوته وجود على الأرض. إن لم يُهلك أولئك الأعداء الذين يتمردون عليه، فلن يكون قادرًا على الحصول على مجده الكامل، ولن يكون قادرًا على تأسيس ملكوته على الأرض. هذه ستكون علامات الانتهاء من عمله وإنجازه العظيم: أن يُهلك تمامًا أولئك الذين يتمردون عليه بين البشر، وأن يُحضر أولئك الذين تَكَمَّلوا إلى الراحة. عندما يُستعاد البشر إلى شكلهم الأصلي، وعندما يستطيعون أن يتمموا واجباتهم، وأن يحتفظوا بأماكنهم المناسبة ويخضعوا لكل ترتيبات الله، سيكون الله قد اقتنى مجموعة من الناس الذين يعبدونه على الأرض، وسيكون قد أسس أيضًا ملكوت يعبده على الأرض. سيكون قد حقق انتصارًا أبديًا على الأرض، وسيُهلك إلى الأبد جميع أولئك الذين يعارضونه. هذا سوف يُعيد قصده الأصلي من خلق البشرية؛ وسوف يُعيد قصده من خلق كل الأشياء، وسوف يُعيد أيضًا سلطانه على الأرض، ووسط كل الأشياء وبين أعدائه. هذه ستكون رموز انتصاره الكامل. من الآن فصاعدًا ستدخل البشرية الراحة وتبدأ حياة تتبع الطريق الصحيح، وسوف يدخل الله أيضًا الراحة الأبدية مع البشرية ويبدأ حياة أبدية يشترك فيها هو والبشر معًا. سيكون الدنس والتمرد قد اختفيا من على الأرض، كما سيكون العويل قد تبدَّد من على الأرض، وسيكون كل ما يعارض الله على الأرض قد توقَّف عن الوجود. سيبقى الله وحده وهؤلاء الناس الذين أتى بالخلاص إليهم؛ ووحدها خليقته ستبقى.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا

بشر أشرار فاسدون! متى سأبتلعك؟ متى سأدفنك في بحيرة النار والكبريت؟ طُردتُ مرارًا من مجموعتكم، وشتمني الناس وسخروا مني وافتروا عليّ مرارًا، وأدانني الناس وتحدوني علناً مرارًا أيضًا؟ بشر عميان! ألا تعلمون أنكم مجرد مقدار قبضة من الطين في راحة يديّ؟ ألا تعلمون أنكم لستم سوى كائنات مخلوقة؟ الآن ينسكب غضبي ولا أحد يقدر أن يحتمي منه. لا يستطيعون إلا التوسل مرارًا وتكرارًا طلبًا للرحمة. ولكن إذ تقدم عملي إلى هذه الدرجة، لا يستطيع أحدٌ أن يغيره. وأولئك الذين خُلِقوا لابد أن يرجعوا طينًا. ليس الأمر أنني غير بار، بل أنكم فاسدون ومستهترون للغاية، ولأن الشيطان استولى عليكم وأصبحتم أدواته. أنا الله القدوس ذاته، لا يمكن تدنيسي، أو أن أملك هيكلًا نجسًا. من الآن فصاعدًا، سيبدأ سخطي (أحدّ من الغضب) الثائر في الانسكاب على جميع الأمم والشعوب وتوبيخ كل الحثالة التي جاءت مني ولكن لا تعرفني. أكره البشر كرهًا متناهيًا، ولن أرحم بعد، بل سأمطر جميع لعناتي. ولن تُوجد شفقة أو محبة إطلاقًا فيما بعد، وسيحترق كل شيء وينعدم، ولن يبقى إلا مملكتي فقط، فيحمدني شعبي في بيتي، ويمجدونني، ويهتفون لي إلى الآبد (هذه هي وظيفة شعبي). وستبدأ يدي رسميًا بتوبيخ أولئك الذين في كلٍ من داخل وخارج بيتي. ولن يقدر فاعلو الشر على الهروب من قبضتي أو دينونتي، بل لا بُدَّ أن يجتاز الجميع هذه المحنة ويعبدوني. هذه هي جلالتي، وعلاوة على ذلك، هي مرسوم إداري أفرضه على فاعلي الشر. فلا يقدر الناس سوى أن ينتبهوا لأنفسهم فقط، ولكن بغض النظر عمّا يفعلون، لن يقدروا أن يفلتوا من يد توبيخي. وهنا يظهر سبب قول أن مراسيمي الإدارية قاسيةٌ؛ هذه حقيقة يمكن لكل الناس أن يروها بأعينهم.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل التاسع بعد المائة

ما البشر سوى أعدائي. والبشر هم الأشرار الذين يعارضونني ويتمردون عليّ. وليس البشر سوى ذرية الشرير الذي لعنته. وليسوا سوى سلالة رئيس الملائكة الذي خانني. كذلك ليس البشر سوى إرث الشيطان الذي رفضته منذ زمن بعيد وهكذا صار عدوي الذي لا يمكن التصالح معه منذ ذلك الحين. ذلك أن السماء فوق البشر قاطبةً مكدّرة، ومظلمة من دون أدنى انطباع بالوضوح، وعالم البشر غارق في الظلام الدامس، حتى أن من يعيش فيه لا يمكنه حتى رؤية يده ممدودة أمام وجهه، ولا الشمس عندما يرفع رأسه. يتعرج الطريق تحت قدميه بالتواءات، ويمتلئ بالوحل والحُفَر؛ وتنتشر الجثث على الأرض كلها. تمتلئ الزوايا المظلمة ببقايا الموتى، واتخذت حشود الشياطين من الزوايا الباردة والمظللة مسكنًا لها. وفي كل مكان في عالم الإنسان تأتي جحافل من شياطين وتذهب. وذرية جميع أنواع الوحوش المغطاة بالقذارة عالقة في معركة عنيفة، يسبب صوتها رعبًا في القلب. أين يذهب المرء للبحث عن مصادر سعادة الحياة في مثل هذه الأوقات في عالم مثل هذا، وفي مثل هذه "الجنة الأرضية"؟ أين يمكن أن يذهب المرء ليجد وجهة حياته؟ إن البشرية، التي تداس تحت أقدام الشيطان منذ زمن بعيد، قد لعبت من البداية دور الممثل الذي يأخذ صورة الشيطان، بل وأكثر من ذلك، البشرية هي تجسيد الشيطان، وبذلك تعمل كدليل يحمل شهادة قوية وواضحة للشيطان. كيف يمكن لمثل هذا الجنس البشري، مثل هذه الحفنة من الحثالة الفاسدة، نسل هذه العائلة البشرية الفاسدة، أن تشهد لله؟ من أين يأتي مجدي؟ أين يمكن للمرء أن يبدأ في الكلام عن شهادتي؟ بالنسبة للعدو الذي، بعد أن أفسد البشر، يقف ضدي، فقد أخذ بالفعل البشر – هؤلاء البشر الذين خلقتهم منذ زمن بعيد وملأتهم بمجدي وحياتي – ولوثهم. لقد انتزع مجدي منهم، وكل ما أشبع به الإنسان هو سُم ممزوج بنكهة قبح الشيطان، وعصير من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر. في البداية، أنا خلقت البشرية، بمعنى أنني خلقت جَدَّ البشرية، آدم. قد وُهِب شكلًا وصورة، مليئًا بالعنفوان، ومفعمًا بالحيوية، وإضافة إلى ذلك، كان في معيَّة مجدي. كان ذلك هو اليوم المجيد الذي خلقت فيه الإنسان. بعدها جُعِلَت حواء من جسد آدم، وكانت هي أيضًا جَدة الإنسان، وهكذا صار الناس الذين خلقتهم مملوئين بنَسَمتي ومفعمين بمجدي. وُلد آدم أصلاً من يدي وكان تمثيل صورتي. ومن ثمَّ، كان المعنى الأصلي لاسم "آدم" هو كائن خلقته أنا، مُشبّعًا بطاقتي الحيوية، ومفعمًا بمجدي، وله شكل وصورة، وله روح ونَسَمة. كان الكائن المخلوق الوحيد الذي يمتلك روحًا، والذي كان قادرًا على تمثيلي وحمل صورتي وتلقي نسمتي. في البداية، كانت حواء هي الإنسان الثاني الذي عيَّنتُ خلقه وقد وُهِب نَسَمة، وبالتالي كان المعنى الأصلي لاسم "حواء" أنها كائن مخلوق سيواصل مجدي، ومملوء بحيويتي، وعلاوةً على ذلك، قد مُنِح مجدي. جاءت حواء من آدم، لذلك فقد حملت صورتي أيضًا، لأنها كانت الإنسان الثاني الذي خلقته على صورتي. كان المعنى الأصلي لاسم "حواء" هو إنسان حي، له روح ولحم وعظام، وشهادتي الثانية وكذلك صورتي الثانية بين البشرية. كانا هما جدَّا البشرية، وكنز الإنسان النقي والثمين، وكانا منذ البداية كائنين حيين قد وُهِبا الروح. ومع ذلك داس الشرير على ذرية جَدَّي البشرية وأخذهم أسرى، مغرقًا العالم البشري في ظلام دامس، وجعله هكذا حتى لا يعود نسلهما يؤمن بوجودي. بل ما هو أكثر فظاعة هو أنه بينما يفسد الشرير الناس ويدوسهم، فإنه يقاتل بعنف لانتزاع مجدي وشهادتي والحيوية التي منحتها لهم، والنسمة والحياة التي نفختها فيهم، وكل مجدي الذي في العالم الإنساني، وكل دم القلب الذي أغدقته على البشرية. لم تعد البشرية في النور، وقد فقد الناس كل ما أعطيتهم، ورفضوا المجد الذي منحتهم إياه. كيف يستطيعون أن يعترفوا بأنني ربُّ كل المخلوقات؟ كيف يمكنهم أن يستمروا في الاعتقاد بوجودي في السماء؟ كيف يكتشفون تجليات مجدي على الأرض؟ كيف يمكن لهؤلاء الأحفاد والحفيدات أن يتخذوا الله الذي اتَّقاه أجدادهم على أنه الربّ الذي خلقهم؟ قام هؤلاء الأحفاد والحفيدات التعساء "بتقديم" مجدي وصورتي والشهادة التي محنتها لآدم وحواء، فضلاً عن الحياة التي أعطيتها للبشرية والتي يعتمدون عليها في وجودهم، إلى الشرير بسخاء. إنهم يغفلون وجود الشرير، ويعطون كل مجدي له. أليس هذا هو مصدر كلمة "الحثالة"؟ كيف يمكن لمثل هذه البشرية، ولمثل هؤلاء الشياطين الأشرار، ولمثل هذه الجثث المتحركة، ولمثل صور الشيطان هذه، ولأعدائي هؤلاء أن يمتلكوا مجدي؟ سأستعيد مجدي، وسأستعيد شهادتي الكائنة بين البشر، وكل ما كان لي وأعطيته للبشرية منذ زمن، أي أنني سوف أخضع البشرية تمامًا. ومع ذلك، عليك أن تعرف أن البشر الذين خلقتهم كانوا قديسين وقد حملوا صورتي ومجدي. لم ينتموا إلى الشيطان، كما أنهم لم يخضعوا لخداعه، بل كانوا تعبيرًا واضحًا عني، وغير حاملين لأدنى أثر لسُمّ الشيطان. وهكذا، أخبر البشرية بأنني أريد فقط مَنْ خلقتهم يداي، هؤلاء القديسين الذين أحبهم والذين لا ينتمون لأي كيان آخر. وعلاوة على ذلك، ستكون مسرتي فيهم وسأعتبرهم مجدي. غير أن، ما أريده ليس البشرية التي أفسدها الشيطان، والتي تنتمي للشيطان اليوم، والتي لم تعد خليقتي الأصلية. ولأنني أعتزم استرجاع مجدي الكائن في العالم الإنساني، سأخضع بالتمام الناجين الباقين من بين البشر، كدليل على مجدي في هزيمة الشيطان. أنا آخذ فقط شهادتي كالبورة لنفسي، كهدف تمتعي. هذه هي إرادتي.

لقد استغرقت البشرية عشرات الآلاف من السنين على امتداد التاريخ لتصل إلى حيث هي اليوم، لكن البشرية التي خلقتها في الأصل قد غرقت في الانحطاط منذ فترة طويلة. لقد توقفوا بالفعل عن أن يكونوا ما أريد، ومن ثمَّ لم تعد البشرية هي البشرية التي أرغب فيها، ولم يعد الناس، في نظري، يستحقون تسميتهم بشرًا. بل بالأحرى هم حثالة البشرية التي أسرها الشيطان، والجثث الفاسدة المتحركة التي يسكنها الشيطان والتي يكتسي بها. الناس لا يثقون بوجودي مُطلقًا، ولا يرحبّون بمجيئي. لا تستجيب البشرية لطلباتي إلا على مضض، ولا تتقبلها إلا مؤقتًا، ولا تشاركني بصدق في أفراح الحياة وأحزانها. ولأن الناس يرونني غامضًا، فإنهم يبتسمون لي على مضض، ويتبنون موقف التودد لمَنْ هو في السلطة، لأن الناس لا يعرفون عملي، ناهيك عن إرادتي في الوقت الحاضر. سأكون صادقًا معكم: عندما يأتي اليوم، ستكون معاناة أي شخص يعبدني أسهل من تلك التي تعانوها أنتم. في واقع الأمر، إن درجة إيمانكم فيَّ لا تتجاوز درجة إيمان أيوب، بل إن إيمان اليهود الفريسيين يفوق إيمانكم، ولهذا عندما يأتي يوم النار، فإن معاناتكم ستكون أشد من معاناة الفريسيين عندما وبخهم يسوع، ومن معاناة المائتين وخمسين قائدًا الذين عارضوا موسى، ومن معاناة سدوم تحت ألسنة النيران الحارقة التي دمرتها.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ما يعنيه أن تكون شخصًا حقيقيًا

لقد وصلت هذه البشرية إلى ذروة الفساد، لم يعرف هؤلاء الناس مَن هو الله أو من أين أتوا هم أنفسهم. إن ذكرت الله لهم، فإنهم يعادون ويفترون ويجدفون. حتى عندما جاء خادما الله لإبلاغ تحذيره، لم يكتفِ هؤلاء الأشخاص الفاسدون بعدم إبداء أي علامات على التوبة، أو التخلي عن سلوكهم الشرير، بل على العكس، لقد أضروا بوقاحة بخادمي الله. وكان ما أعربوا وكشفوا عنه يمثل جوهر طبيعتهم شديد العداء تجاه الله، حيث يمكننا أن نرى أن عداء هؤلاء الفاسدين تجاه الله كان أكثر من مجرد كشف عن تصرفهم الفاسد، فقد كان فعلًا أكثر من مجرد مثال على الافتراء أو السخرية النابعين ببساطة من عدم فهم الحق. فلم يكن الغباء أو الجهل سببًا في سلوكهم الشرير؛ فقد سلكوا بهذه الطريقة ليس بسبب أنهم قد خُدعوا، ومن المؤكد أنه لم يكن لأنهم ضُلِّلوا. وصل سلوكهم إلى مستوى من العداء والوقاحة بشكل صارخ والمعارضة والتذمر تجاه الله. مما لا شك فيه أن هذا النوع من السلوك البشري يثير غضب الله، كما يغضب شخصيته التي يجب ألا يساء إليها. لذلك، أطلق الله مباشرة وصراحة غضبه وجلاله، وهذا إعلان حقيقي عن شخصيته البارة. في مواجهة مدينة تفيض بالخطيئة، أراد الله أن يدمرها بأسرع ما يمكن ليقضي على الناس داخلها وعلى ذنوبهم كلها بأتم السبل، لمحو أهل هذه المدينة من الوجود ومنع الخطيئة في هذا المكان من التكاثر. الطريقة الأسرع والأتم للقيام بذلك هي حرقها بالنار. لم يكن موقف الله تجاه أهل سدوم نوعًا من الهجر أو التجاهل؛ بل بالأحرى، استخدم غضبه وجلاله وسلطانه لمعاقبة هؤلاء الناس وضربهم وتدميرهم بالكامل. لم يكن موقف الله تجاههم متعلقًا فقط بالدمار المادي، بل كان يتعلق أيضًا بتدمير النفس، أي الاستئصال الأبدي. هذا هو المعنى الحقيقي المتضمن في كلمات الله "محوهم من الوجود".

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)

إن تعامل الله مع كل البشرية، في جهلها وغبائها، يعتمد في المقام الأول على الرحمة والتسامح. ومن ناحية أخرى، يظل غضبه محتجبًا في الغالبية العظمى من الوقت وفي الغالبية العظمى من الأحداث، وهو غير معروف للإنسان. ونتيجة لذلك، يصعب على الإنسان أن يرى الله يعبِّر عن غضبه، كما يصعب عليه أيضًا فهم غضبه. على هذا النحو، يستخف الإنسان بغضب الله، وعندما تواجه الإنسانية عمل الله الأخير وخطوة الغفران والتسامح مع الإنسان، أي عندما تأتي رحمة الله وتحذيره الأخير على البشر، إذا ما استمر الناس في استخدام الأساليب نفسها لمعاداة الله، ولم يبذلوا أي جهد للتوبة، ولا لإصلاح طرقهم ولا لقبول رحمته، فلن يمنحهم الله التسامح والصبر عليهم أكثر من ذلك. بل على العكس، سوف يتراجع الله عن رحمته في هذا الوقت. وبعد هذا، سوف يرسل غضبه فقط، وهو يمكنه التعبير عن غضبه بطرق مختلفة، تمامًا كما يستطيع استخدام أساليب مختلفة لمعاقبة الناس وإهلاكهم.

إن استخدام الله للنار لإهلاك مدينة سدوم يعتبر أسرع طريقة لإبادة بشر أو شيء آخر، إن حرق أهل سدوم قد دمر ما هو أكثر من أجسادهم المادية؛ لقد أهلك أيضًا أرواحهم وأنفسهم وأجسادهم بالكامل، تأكيدًا على أن الناس داخل هذه المدينة سوف يتم محوهم من الوجود في كل من العالم المادي والعالم غير المرئي للإنسان. هذه هي إحدى الطرق التي يكشف بها الله عن غضبه ويعبّر عنه، وتعتبر طريقة الكشف والتعبير هذه أحد جوانب جوهر غضب الله، تمامًا كما أنها بطبيعة الحال أيضًا إعلان عن جوهر شخصية الله البارة. فعندما يطلق الله غضبه، يتوقف عن إظهار أي رحمة أو شفقة ناشئة عن الحب، ولا يُظهر أي قدر من تسامحه أو صبره، ولا يوجد شخص أو شيء أو سبب يمكن أن يقنعه بالاستمرار في التحلي بالصبر، أو منح رحمته أو إبداء تسامحه مرة أخرى. بدلًا من هذه الأشياء، وبدون أن يتردد للحظة، يرسل الله غضبه وعظمته، ويفعل ما يريد، وسوف يفعل هذه الأشياء بطريقة سريعة ونقية وفقًا لإرادته الخاصة. هذه هي الطريقة التي يرسل بها الله غضبه وجلاله، ويجب ألا يسيء أحد إليها، وهي أيضًا تعبير عن جانب واحد من شخصيته البارة. عندما يرى الناس أن الله يُظهر الاهتمام والحب تجاه الإنسان، لا يستطيعون كشف غضبه، أو رؤية جلاله، أو الشعور بعدم التسامح مع الإساءة. لقد دفعت هذه الأمور دائمًا الناس إلى الاعتقاد بأن شخصية الله البارة ما هي إلا شخصية الرحمة والتسامح والمحبة. لكن عندما يرى المرء الله وهو يهلك مدينة أو يكره بشراً، فإن غضبه في هلاك الإنسان وجلاله يسمحان للناس بأن يلموا بالجانب الآخر من شخصيته البارة. ذلك هو عدم تسامح الله مع الإساءة. إن شخصية الله الذي لا يتسامح مع أية مخالفة تتخطى خيال أي كائن مخلوق، ولا يمكن لأي من الكائنات الأخرى غير المخلوقة التدخل أو التأثير فيها؛ كما لا يمكن تجسيدها أو تقليدها. وهكذا، فإن هذا الجانب من تصرفات الله هو الذي يجب أن تعرفه البشرية أكثر من غيره؛ فالله وحده هو الذي لديه هذا النوع من التصرفات، والله وحده هو الذي يمتلك هذا النوع من الشخصية. يتمتع الله بهذا النوع من الشخصية البارة؛ لأنه يكره الشر والظلمة والتمرد وأفعال الشيطان الشريرة التي تفسد وتهلك البشر، ولأنه يكره كل أفعال الخطيئة في عدائها له، وبسبب جوهره وذاته المقدسة والطاهرة؛ ولهذا السبب، فإنه لن يتحمل من أي كائن مخلوق أو غير مخلوق أن يناصبه علانية العداء أو المعارضة، حتى الشخص الذي كان قد أظهر له مرة الرحمة أو سبق واختاره، لا يحتاج إلا إلى استفزاز شخصيته وتجاوز مبادئه في الصبر والتسامح، وسوف يطلق الله ويعلن عن شخصيته البارة التي لا تتسامح مع أي إساءة دون أدنى رحمة أو تردد.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)

في عينيّ الله، توجد حدود لصبره على فساد الإنسان ونجاسته وظلمه وتمرده. ما هي تلك الحدود؟ كما قال الله: "وَرَأَى ٱللهُ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ". ماذا تعني عبارة "إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ"؟ تعني أن كل الكائنات الحية، بما في ذلك أولئك الذين اتبعوا الله، وأولئك الذين دعوا باسمه، وأولئك الذين قدموا ذبائح محرقات لله من قبل، وأولئك الذين اعترفوا بالله شفويًّا وحمدوه، كان سلوكهم مليئًا بالفساد ووصل هذا الفساد إلى عينيّ الله، لذلك كان عليه أن يهلكهم. هذه هي حدود الله. إلى أي مدى إذًا يظل الله صبورًا على الإنسان وفساد كل البشر؟ إلى المدى الذي فيه لا يسير كل الناس في الطريق الصحيح سواء أتباع الله كانوا أم غير المؤمنين. وإلى المدى الذي لا يعود فيه الإنسان فاسدًا أخلاقيًّا ومملوءًا بالشر فحسب، بل حين لا يوجد من يؤمن بالله، وحين لا يوجد أي شخص يؤمن أن العالم يحكمه الله وأن الله يمكنه أن يجلب للناس النور والطريق الصحيح. وإلى المدى الذي يحتقر فيه الإنسان وجود الله ولا يسمح لله بالوجود. بمجرد أن وصل فساد الإنسان لهذه النقطة، لم يطل الله أناته أكثر. ما الذي يمكن أن يحل محله؟ مجيء غضب الله وعقابه.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (1)

يرسل الله غضبه؛ لأن الأشياء الظالمة والسلبية والشريرة تحجب أو تزعزع أو تدمر النشاط العادي كما تمنع تطور الأشياء العادلة والإيجابية. إن هدف غضب الله ليس حماية مكانته وهويته الخاصة، بل ضمان وجود أشياء عادلة وإيجابية وجميلة وجيدة، لحماية القوانين وحماية البقاء الطبيعي للبشرية. هذا هو السبب الجذري لغضب الله. إن غضب الله هو إعلان مناسب وطبيعي وصحيح عن شخصيته. لا توجد دوافع خفية في غضبه، ولا يوجد غش أو تآمر، كما لا يوجد أي رغبة أو احتيال أو خبث أو عنف أو شر أو أي خصلة أخرى من الخصال التي تشترك فيها البشرية الفاسدة. قبل أن يرسل الله غضبه، كان يدرك مسبقاً حقيقة كل أمر بشكل واضح وكامل، وقد وضع بالفعل تعريفات واستنتاجات دقيقة وواضحة. وهكذا، فإن هدف الله في كل أمر يفعله واضح تمامًا، مثلما هو موقفه. فهو ليس مشوشًا، ولا أعمى، ولا مندفعًا ولا مهملًا؛ وهو بالتأكيد غير مجرد من المبادئ. هذا هو الجانب العملي لغضب الله، وبسبب هذا الجانب العملي لغضب الله، فإن البشرية قد حققت وجودها الطبيعي. بدون غضب الله، ستنحدر البشرية إلى ظروف معيشية غير طبيعية، وكل الأشياء العادلة والجميلة والجيدة ستدمر وتنتهي من الوجود. وبدون غضب الله، فإن قوانين ونظم وجود الخلق سوف تتعطل أو حتى تتحطم تمامًا. منذ خلق الإنسان، استخدم الله باستمرار شخصيته البارة لحماية الوجود الطبيعي للإنسانية والحفاظ عليه. وبما أن شخصيته البارة تشتمل على الغضب والجلال، فإن كل الأشخاص الأشرار، والأشياء، والكائنات وكل الأشياء التي تزعج وتضر بالوجود الطبيعي للإنسانية تُعاقب ويُسيطر عليها وتُدمر نتيجة غضبه. على مدى آلاف السنين الماضية، استخدم الله باستمرار شخصيته البارة في ضرب وتدمير كل أنواع الأرواح النجسة والشريرة التي تعارضه، والتي تعمل كشركاءَ وخدمٍ للشيطان، وذلك في عمل الله لتدبير الإنسانية. وهكذا، تقدم عمل الله لخلاص الإنسان دائمًا وفقًا لخطته، وهذا يعني أنه بسبب وجود غضب الله، فإن القضايا الأكثر عدلًا بين البشر لم تُدمر مطلقاً.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (2)

لا يستمر عملي سوى لستة آلاف سنة، وقد وعدت بأن سيطرة الشرير على البشرية جمعاء لن تستمر أيضًا إلا لستة آلاف سنة. لذا، الآن قد انتهى الوقت. لن أستمر أكثر من ذلك ولن أتأخر أكثر من ذلك: خلال الأيام الأخيرة سأقهر الشيطان، وسأستعيد كل مجدي، وسأستعيد كل النفوس التي تنتمي إليَّ على الأرض لكي تفلت هذه النفوس التعيسة من بحر المعاناة، ومن ثمَّ سيُختتم عملي بأكمله على الأرض. منذ هذا اليوم فصاعدًا، لن أصير جسدًا على الأرض مرة أخرى أبدًا، ولن يعود روحي – الذي له السيادة على كل شيء – يعمل على الأرض. فقط سوف أخلق من جديد جنسًا بشريًا على الأرض، جنسًا بشريًا مقدسًا، يكون مدينتي المخلصة على الأرض. لكن اعلموا أنني لن أبيد العالم بأسره ولن أبيد كل البشرية. سأحتفظ بذلك الثلث المتبقي – الثلث الذي يحبني والذي أُخضِع لي تمامًا، وسأجعل هذا الثلث مثمرًا ويكثُر على الأرض تمامًا مثلما كان بنو إسرائيل في ظل الناموس؛ سيحصلون على الماشية والأغنام الوفيرة أغذيهم بها، وعلى كل الثروات الموجودة على الأرض. ستظل هذه البشرية معي إلى الأبد، لكنها لن تكون بشرية اليوم القذرة إلى درجة البشاعة، وإنما بشرية تجمع كل أولئك الذين ربحتهم. إن مثل هذه البشرية لن يتلفها الشيطان أو يربكها أو يحاصرها، وسوف تكون البشرية الوحيدة الموجودة على الأرض بعد أن أكون قد انتصرت على الشيطان. إنها البشرية التي أخضعتها اليوم وقد ربحت وعدي. وهكذا، فإن الجنس البشري الذي أُخضع خلال الأيام الأخيرة هو أيضًا الجنس البشري الذي سوف ينجو وسوف يربح بركاتي الأبدية. سيكون هو الدليل الوحيد على انتصاري على الشيطان، والغنيمة الوحيدة من معركتي مع الشيطان. غنيمة الحرب هذه تُخلَّص على يدي من نفوذ الشيطان، وهي البلورة الوحيدة لخطة تدبيري التي استمرت ستة آلاف سنة، وثمرتها الوحيدة. إنهم يأتون من كل أمة ومن كل طائفة، من كل مكان وبلد في جميع أنحاء الكون. هم من أعراق مختلفة، وينطقون بلغات مختلفة، ولديهم عادات مختلفة، ويتنوع لون بشرتهم، وهم منتشرون في كل أمة وطائفة في العالم، وحتى في كل ركن من أركان العالم. في نهاية المطاف، سوف يجتمعون لتشكيل جنسٍ بشريٍّ كامل، وستكون مجموعة من البشر الذين لا يمكن لقوى الشيطان الوصول إليهم. أما أولئك الذين لم أُخلّصهم وأُخضعهم بين البشر فسوف يغرقون بصمت في أعماق البحر، وسوف يُحرقون بلهيب ناري المحرقة إلى الأبد؛ سوف أبيد هذا الجنس البشري القديم الذي تنجس للغاية، تمامًا مثلما أبدت أبكار المصريين وأبكار مواشيهم، ولم أبقْ سوى على بني إسرائيل الذين تناولوا لحم الخروف، وشربوا من دمه، ووضعوا علامات على العتبات العليا لأبواب منازلهم من دم الخروف. أليس الناس الذين أخضعتهم وهم من عائلتي هم أيضًا الشعب الذي تناول لحم الخروف الذي هو أنا وشرب دم الخروف الذي هو أنا، وفديتهم ويعبدونني؟ ألا يصاحب مجدي هؤلاء الناس دائمًا؟ ألم يغرق هؤلاء الذين بدون لحم الخروف الذي هو أنا بصمت في أعماق البحر؟

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع أحد ممن هم من جسد أن يهربوا من يوم الغضب

ترانيم ذات صلة

سيستعيد الله المعنى من خلقه للإنسان

رُمُوزُ انتصارِ اللهِ

لم تعد البشريَّة كما يريدها الله أن تكون

الله يُبقي الإنسان موجودًا بشخصيته البارّة

السابق: ج. كيف يضع الله نهاية للعصر المظلم لحكم الشيطان في الأيام الأخيرة

التالي: أ. على ماذا يستند الله في تحديد العاقبة النهائية للشخص

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

تمهيد

مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يتعين عليهم بالضبط أن يفعلوه ليكونوا متماشين مع مقاصد...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب