معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية

ما الهدف من إيمان الإنسان بالله؟ (خلاص الإنسان). فالخلاص موضوع دائم للإيمان بالله. كيف يمكن الوصول إلى الخلاص إذًا؟ (بالسعي إلى الحق والعيش دائمًا أمام الله). هذا أحد أنواع الممارسة. ما الذي يُربَح من العيش دائمًا أمام الله؟ ما الهدف؟ (تكوين علاقة طبيعية مع الله). (اتقاء الله والحيدان عن الشر، وفهم الحق والوصول إلى معرفة الله الحقيقية). وماذا أيضًا؟ (السعي إلى الحق وجعل الحق حياتنا). غالبًا ما يُقال هذا الكلام خلال العظات، فهو عبارات روحية. ماذا أيضًا؟ (اختبار تهذيب الله لنا وتعامله معنا، إلى جانب دينونته وتوبيخه وتجاربه وتنقيته للتوصل إلى أن نتأمل في أنفسنا ونعرفها ونسعى إلى الحق لعلاج شخصياتنا الفاسدة أثناء هذه العملية، وكذلك لننال معرفة حقيقية بالله ونملك أخيرًا الحق والإنسانية). يبدو أنكم قد فهمتم الكثير من العظات على مدى الأعوام العدّة الماضية. هل يمكن إذًا استخدام هذه الأشياء التي تفهمونها في اختباراتكم لعلاج بعض المشكلات والصعوبات الفعلية؟ الخواطر والأفكار الخاطئة، والسلبية والضعف من حين إلى آخر، على سبيل المثال، بالإضافة إلى مشكلات معينة متعلقة بالمفاهيم والتصورات: هل يمكن علاج هذه الأشياء بسرعة؟ قد يتمكن بعض الناس من علاج القليل من المشكلات البسيطة، لكنهم قد لا يزالون يعانون مشكلات رئيسية وذات أسباب جذرية. بناءً على مستوى فهمكم للحقائق اليوم، هل ستتمكنون من الوقوف بثبات إذا واجهتم النوع نفسه من التجارب مثل أيوب؟ (سوف نعقد العزم على الثبات، لكننا لا نعرف ما ستكون عليه قامتنا الحقيقية إن حدث شيء لنا فعلًا). ولكن ألا ينبغي أن تعرفوا ما هي قامتكم الحقيقية حتى عندما لا يحدث شيء لكم؟ فعدم معرفة هذا أمر محفوف بالمخاطر! هل تعلمون الجوانب العملية لهذه الأقوال والعبارات الروحية المتكررة والمحددة؟ هل تفهم المضمون الحقيقي لكل من هذه العبارات؟ هل تفهم بالضبط الحق المتضمن فيها؟ إذا كنت تعرف هذه الأشياء وقد اختبرتها، فهذا يثبت إذًا أنك تفهم الحق. أما إذا لم تتمكن إلا من تكرار بعض الأقوال والعبارات الروحية، لكنها لا تفيدك عندما تواجه شيئًا ما بالفعل وكانت غير قابلة لعلاج متاعبك، فهذا يثبت أنه بعد جميع هذه الأعوام من الإيمان بالله ما زلت لا تفهم الحق ولم تكن لديك أي اختبارات حقيقية. ما معنى قولي هذا؟ بعد أن يكون الناس قد وصلوا إلى هذا الحد في إيمانهم بالله، فإنهم يفهمون الحق أكثر قليلًا من المتدينين أو غير المؤمنين، ويفهمون بعض رؤى عمل الله، ويمكنهم الالتزام بالقليل من الأمور التنظيمية، ويمكن القول إنهم يملكون قدرًا من الفهم والتقدير لسيادة الله بالإضافة إلى القليل من الأفكار الصحيحة عنها. ولكن هل أحدثت هذه الأشياء تغييرًا في شخصيتهم الحياتية؟ يمكن لكل واحد منكم بالإجمال التحدث قليلًا عن الحقائق التي يتكرر سماعها كثيرًا والمتعلقة بالرؤى: رؤى عمل الله، والهدف من عمل الله، ومشيئة الله للبشر. والمعرفة التي تتحدثون عنها أسمى بكثير من تلك التي لدى المتدينين. ولكن هل يمكن أن يؤدي هذا كله إلى تغيير في شخصيتكم أو حتى إلى تغيير جزئي في شخصيتكم؟ هل يمكنكم قياس هذا؟ هذا أمر في غاية الأهمية.

أقمنا مؤخرًا شركةً عن كيفية معرفة الإله على الأرض بالضبط، وكيفية التفاعل مع الإله على الأرض، وكيفية تكوين علاقة طبيعية مع الله. أليست هذه هي الأسئلة الأكثر عملية؟ هذه جميعها حقائق تتعلق بجانب الممارسة، والهدف من إقامة الشركة عن هذه الأشياء هو إخبار الناس بكيفية الإيمان بالله، وكيفية التفاعل مع الله وتكوين علاقة طبيعية مع الله في حياتهم اليومية. وفيما يخص الحقائق المتعلقة بالممارسة، من بين جميع الحقائق التي سمعتموها وفهمتموها وتستطيعون ممارستها، هل يمكنها تغيير شخصيتكم؟ هل يمكن القول بأنه إن مارس الناس الحق بهذه الطريقة وسعوا جاهدين لتحقيق هذا، فإنهم عندئذٍ يمارسون الحق، وإن جعلوا هذه الحقائق واقعهم أمكنهم إحداث تغييرات في شخصيتهم؟ (نعم، يمكن ذلك). لا يعرف كثيرون من الناس معنى التغييرات في الشخصية. فهم يعتقدون أن القدرة على تكرار العديد من التعاليم الروحية وفهم العديد من الحقائق يمثل تغييرات في الشخصية. وهذا خطأ. فمن نقطة فهم إحدى الحقائق إلى ممارسة هذه الحقيقة، وصولًا إلى التغييرات في الشخصية، عملية طويلة من الاختبار الحياتي. كيف تفهمون التغييرات في الشخصية؟ في جميع ما اختبرتموه حتى هذه اللحظة، هل حدثت أي تغييرات في شخصيتكم الحياتية؟ قد لا تقدرون على رؤية هذه الأشياء، وهذا كله يُمثِّل مشكلة. فكلمة "تغيير" في "التغييرات في الشخصية" ليست في الواقع صعبة الفهم، فما هي "الشخصية"؟ (ناموس الوجود البشري، وسُمّ الشيطان). ماذا أيضًا؟ (ما هو طبيعي في الإنسان وموجود في جوهر الحياة). أنتم تستمرون في طرح هذه المصطلحات الروحية، لكنها جميعًا تعاليم وخطوط عامة ولا تحتوي على أي تفاصيل. وهذا ليس فهمًا لجوهر الحق. نحن نتحدث غالبًا عن التغييرات في الشخصية، ومثل هذه الموضوعات تُناقَش دائمًا منذ بداية إيمان الناس بالله، سواء كانوا يحضرون اجتماعًا أو يستمعون إلى عظة. فهذه هي الأشياء التي ينبغي أن يحاول الناس معرفتها عندما يؤمنون بالله. ولكن فيما يتعلق فقط بمعنى التغييرات في الشخصية بالضبط، وما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتهم، وما إذا كان من الممكن تحقيق التغيير، فإن أناسًا كثيرين يجهلون هذه الأشياء ولم يفكروا بها قط ولا يعرفون من أين يبدأون التفكير فيها. ما هي الشخصية؟ هذا موضوع رئيسي. بمجرد أن تفهم هذا، سوف تفهم نوعًا ما أسئلةً مثل ما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتك أم لا، وإلى أي درجة تغيرتْ، وعدد التغييرات التي حدثت، وما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتك بعد اختبارك أشياء معينة. لمناقشة التغييرات في الشخصية، يجب أن تعرف أولًا معنى الشخصية. يعرف الجميع كلمة "الشخصية"، وهم على دراية بها. لكنهم لا يعرفون ماهية الشخصية. لا يمكن شرح ماهية الشخصية بالضبط وبوضوح بمجرد بضع كلمات، ولا يمكن شرحها على أنها اسم لأن هذا مجرد للغاية ولا يمكن فهمه بسهولة. سوف أقدم مثالًا يجعلكم تفهمون. الخراف والذئاب كلاهما من الحيوانات. الخراف تأكل العشب، والذئاب تأكل اللحم. وهذا تحدده طبيعتهم. إذا أكلت الخراف لحمًا في أحد الأيام وأكلت الذئاب عشبًا، فهل ستكون بذلك قد تغيرت طبيعتها؟ (لا). إذا لم يأكل الخروف عشبًا، فسوف يصبح جائعًا جدًا. أعطه بعض اللحم وسوف يأكله، لكن الخراف ستظل وديعة تجاهك تمامًا. هذه هي الشخصية، فهي جوهر طبيعة الخراف. في أي مجال تظهر وداعة الخروف؟ (إنه لا يهاجم الناس). هذا صحيح، فهذه شخصية وديعة. الشخصية الظاهرة في الخروف هي الليونة والطاعة. إنه ليس شريرًا، بل وديع ولطيف. أما الذئاب فمختلفة. فالذئب شخصيته شريرة وهو يأكل جميع أنواع الحيوانات الصغيرة. ومواجهة ذئب جائع أمر خطير للغاية، فقد يحاول أن يلتهمك حتى لو لم تستفزه. إن شخصية الذئب ليست وديعة أو لطيفة، بل قاسية وشرسة وتخلو من أي ذرة من التعاطف أو الشفقة. هذه هي شخصية الذئب. تُمثِّل شخصيات الذئاب والخراف جوهر طبائعها. لماذا أقول هذا؟ لأن الأشياء التي تنكشف فيها تُظهِر نفسها بشكل طبيعي بصرف النظر عن السياق ودون تدخُّل أو تحريض بشريين. إنها تنكشف بطبيعة الحال دون أي حاجة إلى المزيد من التدخل البشري. فالبشر لا يجبرون الذئاب على إظهار شراستها وقسوتها، ولا يغرسون اللطف والوداعة في الخراف. لقد وُلدت هذه الحيوانات بهذه الأشياء، فهذه أشياء تنكشف بطبيعة الحال وتُمثِّل جوهرها. هذه هي الشخصية. هل يُقدِّم لكم هذا المثال قدرًا من الفهم لمعنى الشخصية؟ (نعم). هذه ليست مسألة مفاهيمية، فنحن لا نشرح اسمًا ما. يوجد حق متضمن في هذا. ما هو الحق هنا إذًا؟ ترتبط شخصية الإنسان بالطبيعة البشرية. وشخصية الإنسان والطبيعة البشرية كلاهما من الشيطان، فهما معاديتان ومخاصمتان لله. إذا لم يقبل الناس خلاص الله ولم يتغيروا، فلن يكون ما يعيشه الناس ويكشفونه بطبيعة الحال إلا الشر والسلبية وانتهاك الحق، ولا شك في ذلك.

تحدثنا للتو عن شخصيات الخراف والذئاب. فهذان حيوانان مختلفان تمامًا: لكل منهما شخصيته الخاصة والأشياء التي تنكشف فيه. ولكن ما صلة ذلك بشخصية الإنسان؟ بالنظر من جديد إلى ماهية الشخصية البشرية بالضبط من خلال هذا المثال، ما أنواع الشخصيات الفاسدة الموجودة؟ (يمكننا عمومًا معرفة نوع شخصية الناس من خلال التعامل معهم. مثال ذلك، أثناء التحدث إلى شخص ما، قد نشعر أنه يتحدث بطريقة ملتوية وأنه مراوغ دائمًا بحيث لا يستطيع الآخرون معرفة ما يقصده بالفعل، مما يعني أن شخصيته مخادِعة بداخله. يمكننا تكوين فكرة عامة مما يقوله ويفعله عادةً ومن أفعاله وسلوكه). يمكنك أن ترى بعض مشكلات الشخصية من التعامل مع الناس. يبدو بعد سماع هذا المثال كما لو أن لديك فكرة عامة عن ماهية الشخصيات. ما الشخصيات الفاسدة لدى جميع الناس إذًا؟ ما الشخصيات التي لا يعرفها الناس ولا يمكنهم الشعور بها لكنها بلا شك شخصيات فاسدة؟ لنقل مثلًا إن بعض الناس مفرطون في العاطفة، ويقول الله: "أنت مفرط في العاطفة. عندما يتعلق الأمر بشخص تحبه أو بشيء له صلة بعائلتك، بصرف النظر عمن يحاول فهم موقفه أو ما يحدث بالفعل، فإنك لن تكشف عن أي شيء بخصوصه، وسوف تستمر في التستر عليه. وهذا هو الإفراط العاطفي". إنه يسمع هذا ويفهمه ويعترف به ويتقبله كحقيقة. يعترف بأن كلام الله صواب وبأن كلام الله هو الحق، ويشكر الله على إعلان هذا له. هل يمكن رؤية شخصيته من هذا؟ هل من الواضح أنه يقبل الحق ويتقبل الحقائق ولا يقاوم بل يطيع؟ (لا. فهذا يعتمد على كيفية تصرفه عند مواجهة المشكلات وما إذا كان ما يقوله وما يفعله هما الشيء نفسه). أنت قريب من معرفة الأمر. كان فيما مضى يقبل الأمر، لكنه لاحقًا عندما يحدث له مثل هذا الشيء لا يوجد تغيير في طريقة تصرُّفه. وهذا يُمثَّل نوعًا واحدًا من الشخصية. أي شخصية؟ كان فيما مضى يستمع، ثم فكَّر في الأمر وقال لنفسه: "كيف لم أعرف أنني مفرط في العاطفة بعد أن سمعت الكثير من العظات؟ أنا مفرط في العاطفة، ولكن من هو ليس كذلك؟ إن لم أتستر على عائلتي والأشخاص المقربين مني، فمن سيفعل ذلك؟ فحتى الرجل المقتدر يحتاج إلى دعم ثلاثة أشخاص آخرين". هذا هو ما يعتقده بالفعل. عندما يحين وقت التصرف، فإن شخصيته تحدد كل ما يفكر فيه ويخطط له في قلبه وموقفه تجاه كلام الله. وما موقفه؟ "يمكن لله أن يقول ويكشف ما يشاء، وسوف أقبل كل ما يُفترض أن أقبله عندما أكون أمامه، لكنني حسمت قراري، وليست لديَّ أي نية للتخلي عن مشاعري". هل هذه هي شخصيته؟ لقد ظهرت شخصيته وانكشفت حقيقته، أليس كذلك؟ هل هو شخص يقبل الحق؟ (لا). ما هذا إذًا؟ هذا عناد. فأمام الله يقول آمين ويتظاهر بالقبول، أما قلبه فيظل بلا مبالاة. إنه لا يأخذ كلام الله على محمل الجد، ولا يعتبر أنه الحق، ولا يمارسه باعتباره الحق. وهذا نوع واحد من الشخصية، أليس كذلك؟ أليست شخصية كهذه إظهارًا لطبيعة من نوع معين؟ (بلى). ما جوهر هذا النوع من الشخصية إذًا؟ هل هو العناد؟ (نعم). العناد: هذا نوع من الشخصية البشرية، وهو موجود في جميع الناس. لماذا أقول إن هذه شخصية؟ هذا شيء ينبع من جوهر طبيعة الناس. فأنت لست مضطرًا للتفكير في ذلك، ولا يتعين على الآخرين تعليمك أو تغيير أفكارك، ولا يتعين على الشيطان أن يخدعك. إنها تنكشف بطبيعة الحال فيك وتنبع من طبيعتك. يوجد بعض الناس الذين يلومون الشيطان دائمًا بصرف النظر عن الأشياء السيئة التي يفعلونها. إنهم يقولون دائمًا: "لقد وضع الشيطان الفكرة في رأسي وجعلني أفعلها". إنهم يلومون الشيطان عن كل أمر سيئ ولا يعترفون أبدًا بالمشكلات الموجودة في طبيعتهم. هل هذا صحيح؟ ألم يفسدك الشيطان بشدة؟ إن كنت لا تعترف بهذا، فكيف تنكشف شخصية الشيطان فيك؟ بالطبع، توجد أيضًا أوقات يكون فيها الشيطان مثيرًا للمشاكل، بما في ذلك عندما ينخدع الناس ويرتكبون شيئًا بسبب شخص شرير أو أحد أضداد المسيح، أو عندما يعمل روح شرير ويرسل لهم أفكارًا – لكن هذه مجرد استثناءات. ففي معظم الأوقات، يُوجَّه الناس بطبيعتهم الشيطانية ويكشفون جميع أنواع الشخصيات الفاسدة. عندما يتصرف الناس وفقًا لتفضيلاتهم وميولهم، وعندما يفعلون الأشياء بطرقهم وفقًا لمفاهيمهم وتصوراتهم، فإنهم يعيشون وفقًا لشخصياتهم الفاسدة. وعندما يعيشون وفقًا لهذه الأشياء، فإنهم يعيشون وفقًا لطبيعتهم. وهذه حقائق لا جدال فيها. عندما تحكم الناسَ طبيعتهم الشيطانية، وعندما يعيشون بطبيعتهم الشيطانية، فإن كل ما ينكشف فيهم هو شخصيتهم الفاسدة. لا يمكن لوم الشيطان على هذا، ولا يمكنك القول بأن الشيطان أرسل هذه الأفكار. ونظرًا لأن الناس قد أفسدهم الشيطان بشدة، فإنهم ينتمون إلى الشيطان. ونظرًا لأن الناس لا يختلفون عن الشيطان وهم أبالسة وشياطين أحياء، يجب ألا تلوم الشيطان على كل شيء شيطاني ينكشف داخلك. فأنت لست أفضل من الشيطان، وتلك هي شخصيتك الفاسدة.

ما نوع الحالة الموجودة داخل الناس عندما تكون لديهم شخصية عنيدة؟ أنهم عنيدون وأبرار في عيني أنفسهم في الغالب. إنهم يتمسكون دائمًا بأفكارهم، ويعتقدون دائمًا أن ما يقولونه صحيح، وهم متعنتون تمامًا وعنيدون. هذا هو موقف العناد. إنهم عنيدون ولا يستمعون إلى أي شخص، ويظلون ثابتين بلا تغيير على مسار عمل واحد، ويصرون على الاستمرار في ذلك بصرف النظر عما إذا كان صحيحًا أم خاطئًا؛ وفي هذا يكمن شيء من عدم التوبة. وهذا ما يقوله المثل: "الخنازير الميتة لا تخاف الماء المغلي". يعرف الناس جيدًا الشيء الصحيح الذي يجب فعله، ومع ذلك فهم لا يفعلونه إذ يرفضون قبول الحق باستمرار. وهذا نوع من الشخصية: العناد. ما أنواع المواقف التي تكشفون فيها عن الشخصية العنيدة؟ هل أنتم عنيدون في كثير من الأحيان؟ (نعم). في أحيان كثيرة! وبما أن العناد هو شخصيتك، فإن هذا يرافقك في كل ثانية من أيام وجودك. يمنع العناد الناس من المثول أمام الله، ويمنعهم من قبول الحق، ويمنعهم من القدرة على الدخول إلى حقيقة الحق. وإذا لم تتمكن من الدخول إلى حقيقة الحق، فهل يمكن أن يحدث التغيير في هذا الجانب من شخصيتك؟ لا يمكن إلا بصعوبة كبيرة. هل حدث الآن أي تغيير في هذا الجانب من شخصيتكم العنيدة؟ وما مقدار التغيير الذي حدث؟ لنفترض مثلًا أنك كنت عنيدًا للغاية، ولكن حدث تغيير طفيف فيك الآن: عندما تواجه مشكلةً ما، يكون لديك قدر من الضمير في قلبك وتقول لنفسك: "يجب أن أتدرب على قدر من الحق في هذا الأمر. بما أن الله قد كشف عن هذه الشخصية العنيدة منذ سمعت بها والآن أعرفها، يجب أن أتغير. عندما واجهت هذه الأنواع من الأشياء عدة مرَّات في الماضي، سايرت جسدي وفشلت ولست سعيدًا بهذا. يجب في هذه المرَّة أن أمارس الحق". من الممكن بمثل هذا الطموح ممارسة الحق، وهذا تغيير. عندما يكون لديك اختبار بهذه الطريقة لبعض الوقت وتتمكن من ممارسة المزيد من الحقائق، وكان هذا يؤدي إلى تغييرات أكبر، وأصبحت شخصياتك المتمردة والعنيدة تتضاءل أكثر من أي وقت مضى، هل كان يوجد تغيير في شخصيك الحياتية؟ إذا أصبحت شخصيتك المتمردة تتضاءل بشكل واضح، وأصبحت طاعتك لله أكبر من ذي قبل، فقد حدث تغيير حقيقي. إلى أي مدى إذًا يجب أن تتغير لتحقيق الطاعة الحقيقية؟ سوف تكون قد نجحت عندما لا يوجد أدنى عناد بل الطاعة وحدها. هذه عملية بطيئة. فالتغييرات في الشخصية لا تحدث بين عشية وضحاها، بل تأخذ فترات طويلة من الاختبار وربما حتى مدى الحياة. في بعض الأحيان يكون من الضروري أن تعاني العديد من المشاق الجسيمة، وهي مشاق مشابهة للموت والعودة إلى الحياة ومشاق أكثر إيلامًا وصعوبة من كشط السموم من عظامك. فهل حدثت أي تغييرات في شخصيتكم العنيدة؟ هل يمكنكم قياس هذا؟ (كنت فيما مضى أؤمن بوجوب فعل أشياء معينة بطريقة محددة. عندما كان الناس يُقدِّمون وجهة نظر مختلفة، لم أكن أستمع ولم أعد إلى صوابي إلا عندما تعرضت لانتكاسات فعلية. وأنا الآن أفضل قليلًا. فأنا أعترض عندما يطرح الناس وجهات نظر مختلفة، ولكن يمكنني قبول بعض ما يقولونه لاحقًا). التغيير في الموقف نوع آخر من التغيير، فهو يعني أنه كان يوجد تغيير طفيف. ليس الأمر كما كان من قبل، حيث كان الشخص يعرف أن الآخر على حق ولكنه رفض الأمر ورفض قبوله ولا يزال متمسكًا بميوله. وهذه ليست هي الحالة الآن. كان يوجد بالفعل تغيير في موقفه. ما مقدار تغيُّره عندما تغيَّر بهذا القدر؟ ولا حتى بنسبة 10٪. التغيير بنسبة 10٪ يعني أنه على الأقل بعد أن يقول الشخص الآخر وجهة نظره المختلفة، لا تكون لديك أي مشاعر معارضة أو أفكار مقاومة بل لديك موقف طبيعي. على الرغم من أن هذا لا يزال غير مقبول لك في قلبك، إلا أنك لا تملك موقفًا عنيدًا، بل يمكنك مناقشة هذا الأمر مع الشخص، ويوجد قدر من الطاعة عند الممارسة، ولا تفعل الأشياء وفقًا لأفكارك وحدها. وبعد ذلك، فإنك تلتزم أحيانًا بأفكارك وتتمكن أحيانًا من قبول ما يقوله الآخرون. التغييرات في الشخصية تتحرك ذهابًا وإيابًا. يجب أن تختبر انتكاسات لا حصر لها لتحقيق القليل من التغيير وإخفاقات لا حصر لها لتكون ناجحًا، وبالتالي ليس من السهل على شخصيتك أن تتغير دون اختبار عدة أعوام من التجارب والتنقية. أحيانًا، عندما يكون الناس في حالة ذهنية جيدة، فإنهم يتمكنون من قبول الأشياء الصحيحة التي يقولها الآخرون، ولكن عندما يتعكر مزاجهم، فإنهم لا يسعون إلى الحق. ألا يؤخر هذا الأشياء؟ أحيانًا، عندما لا تتوافق جيدًا مع شريكك، فأنت لا تسعى إلى مبادئ الحق وتعيش وفقًا لفلسفات الشيطان. وأحيانًا عندما تتعاون مع الآخرين وتكون مقدرتهم أفضل من مقدرتك ويكونون أفضل منك، فإنك تشعر أنك مُقيَّد بهم ولا تملك الشجاعة لدعم المبادئ عندما تواجه مشكلةً. وأحيانًا تكون أفضل من شريكك إذ يتصرف شريكك بغباء فتنظر إليه نظرة احتقار ولا ترغب في إقامة شركة الحق معه. وأحيانًا ترغب في ممارسة الحق لكن مشاعر الجسد تحكمك. وأحيانًا تشتهي ملذات الجسد، وعلى الرغم من أنك قد ترغب في ذلك، لا يمكنك التخلي عن الجسد. وأحيانًا تستمع إلى عظة وتفهم الحق، لكنك لا تستطيع أن تمارسه. هل هذه المشكلات سهلة الحل؟ ليس من السهل حلها لوحدك. فالله وحده يمكنه إخضاع الناس للتجارب والتنقية، مما يجعلهم يعانون بشدة ويشعرون في النهاية بالفراغ داخل أنفسهم بدون الحق وكأنهم لا يستطيعون العيش بدون الحق. وهذا ينقي الناس كي يكون لديهم الإيمان ويجعلهم يشعرون وكأنه يجب أن يجاهدوا من أجل الحق، وأن قلوبهم لن تطمئن ما لم يمارسوا الحق، وأنهم سوف يختبرون عذابًا عظيمًا إذا لم يتمكنوا من طاعة الله. هذا هو التأثير الذي تحققه التجارب والتنقية. وهذا هو مدى صعوبة التغييرات في الشخصية. لماذا أقول لكم إنها ليست سهلة؟ هل يمكن أنني لا أخشى أن تصبحوا سلبيين؟ أنتم مدعوون لمعرفة مدى أهمية التغييرات في الشخصية. أتمنى أن تنتبهوا جميعًا إلى هذا الأمر، وأن تتوقفوا عن السعي إلى تلك الصور غير الواقعية والمنافقة والزائفة روحيًا، وأن تتوقفوا دائمًا عن اتباع تلك التعاليم والممارسات والقواعد الروحية كثيرة الأوهام. فعمل ذلك سوف يؤذيك ولن يفيدك على الإطلاق.

تحدثنا للتو عن أحد جوانب الشخصية: العناد. غالبًا ما يكون العناد نوعًا من المواقف المخفية في أعماق قلوب الناس. وعمومًا، لا يكون واضحًا من الخارج، ولكن عندما يكون واضحًا، سوف يكون من السهل كشفه وسوف يقول الناس: "إنهم متمردون! إنهم لا يقبلون الحق على الإطلاق وهم متعنتون للغاية! يركز أولئك الذين لديهم شخصية عنيدة على نهج واحد، ولا يلتزمون إلا بشيء واحد، ولا يتركونه أبدًا. فهل هذا هو الجانب الوحيد من شخصية الناس؟ طبعًا لا، إذ توجد جوانب عديدة. انظروا فيما إذا كان بإمكانكم معرفة نوع الشخصية الذي سأصفه فيما بعد. يقول بعض الناس: "في بيت الله لا أخضع لأحد إلا الله، لأن الله وحده هو الحق، والناس ليس لديهم الحق بل لديهم شخصيات فاسدة، ولا يمكن الاعتماد على أي شيء يقولونه، ولذا فإنني لا أخضع إلا لله". هل هم محقون في قول هذا؟ (لا). لم لا؟ أي نوع من الشخصية هذا؟ (شخصية متكبرة ومغرورة). (شخصيات الشيطان ورئيس الملائكة). هذه شخصية متكبرة. لا تقل دائمًا إنها شخصية الشيطان ورئيس الملائكة، فهذه الطريقة في الكلام عمومية وغامضة للغاية. وشخصيات الشيطان ورئيس الملائكة الفاسدة كثيرة جدًا. والحديث عن رئيس الملائكة والشياطين والشيطان معًا هو حديث عمومي جدًا ولا يسهل على الناس فهمه. فمجرد قول إن هذه شخصية متكبرة أكثر تحديدًا. وبالطبع، هذا ليس النوع الوحيد من الشخصية التي يكشفون عنها، فهذه مجرد شخصية متكبرة تكشف عن نفسها بكل وضوح. وبقول إن هذه شخصية متكبرة، سوف يتمكن الناس من الفهم بسهولة، ولذلك فإن طريقة التحدث هذه هي الأنسب. يملك بعض الناس بعض المهارات وبعض المواهب وبعض القدرات البسيطة، وقد أدوا عددًا من الأعمال للكنيسة. وما يعتقده هؤلاء الناس هو: "إن إيمانكم بالله ينطوي على قضاء طوال اليوم في القراءة والنسخ والكتابة وحفظ كلمة الله مثل الإنسان الروحي. ما المقصود؟ هل يمكنك فعل أي شيء حقيقي؟ كيف تُسمِّي نفسك روحانيًا بينما لا تفعل شيئًا؟ أنتم تفتقرون إلى الحياة. إنني أنعم بالحياة، وكل ما أفعله حقيقي". ما هذه الشخصية؟ لديهم بعض المهارات الخاصة، وبعض المواهب، ويمكنهم فعل القليل من الخير، ويعتبرون هذه الأشياء حياة. ونتيجةً لذلك، فإنهم لا يطيعون أحدًا، ولا يخافون من إلقاء المحاضرات على أحد، وينظرون إلى الآخرين بازدراء، فهل هذا تكبُّر؟ (نعم). هذا تكبُّر. وفي ظل أي ظروف يكشف الناس عمومًا عن التكبُّر؟ (عندما تكون لديهم بعض المواهب أو المهارات الخاصة، وعندما يمكنهم أداء بعض الأشياء العملية، وعندما يكون لديهم رأسمال). هذا أحد أنواع المواقف. هل الأشخاص غير الموهوبين أو الذين ليست لديهم مهارات خاصة ليسوا متكبرين إذًا؟ (إنهم متكبرون أيضًا). سوف يقول الشخص الذي تحدثنا عنه للتو غالبًا: "لا أطيع أحدًا إلا الله". وعند سماع ذلك، سوف يقول الناس لأنفسهم: "يا لطاعة هذا الشخص للحق، فهو لا يطيع إلا الحق، وما يقوله صحيح!" في الواقع، يندرج ضمن هذه الكلمات التي تبدو صحيحة نوع من الشخصية المتكبرة: "لا أطيع أحدًا إلا الله" تعني بوضوح أنه لا يطيع أحدًا. وإني أسألك: هل من يقولون مثل هذه الكلمات قادرون حقًا على طاعة الله؟ لا يمكنهم أبدًا طاعة الله. فأولئك الذين يمكن أن يتفوهوا بمثل هذه الكلمات هم بلا شك الأكثر تكبُّرًا على الإطلاق. ظاهريًا، يبدو ما قالوه صحيحًا، لكن هذه الطريقة في الواقع هي الأكثر مراوغة التي تتجلى فيها الشخصية المتكبرة. إنهم يستخدمون تعبير "إلا الله" في محاولة لإثبات أنهم عقلانيون، ولكن ذلك في الحقيقة أشبه بدفن الذهب وإلصاق لافتة تقول "لا يوجد ذهب مدفون هنا". أليس هذا غباءً؟ ماذا تقولون: أي نوع من الأشخاص هو الأكثر تكبُّرًا؟ ما الأشياء التي يمكن أن يقولها الناس وتجعلهم الأكثر تكبُّرًا؟ ربما سمعتم بعضًا من كلام التكبُّر من قبل. ما الأكثر تكبُّرًا فيما بينها؟ هل تعلمون؟ هل يجرؤ أحد على أن يقول: "لا أطيع أحدًا ولا حتى السماء أو الأرض، ولا حتى كلام الله؟" لا يجرؤ على قول هذا إلا شيطان التنين العظيم الأحمر. وأي شخص يؤمن بالله لن يقول هذا. ومع ذلك، إذا قال أولئك الذين يؤمنون بالله: "لا أطيع أحدًا إلا الله"، فإنهم لا يختلفون كثيرًا عن التنين العظيم الأحمر، وهم يشغلون المركز الأول عالميًا والأكثر تكبُّرًا على الإطلاق. ماذا تقولون ما دام جميع الناس متكبرين، ولكن هل يوجد فرق في تكبُّرهم؟ أين يمكنك التفريق؟ جميع البشر الفاسدين لديهم شخصيات متكبرة، ولكن توجد اختلافات في تكبُّرهم. عندما يصل تكبُّر المرء إلى درجة معينة، فإنه يكون قد فقد كل عقل. الفرق هو ما إذا كان ما يقوله شخص ما كلامًا معقولًا. بعض الناس متكبرين ولكن لا يزال لديهم القليل من العقل. إذا تمكنوا من قبول الحق، فلا يزال لديهم رجاء في الخلاص. وبعض الناس متكبرين للغاية لدرجة أنهم يفتقرون إلى العقل، ولا يوجد حد لتكبُّرهم. ومثل هؤلاء الناس لا يمكن أن يقبلوا الحق أبدًا. إذا كان الناس متكبرين للغاية لدرجة أنهم لا يملكون أي عقل، فإنهم يفقدون كل إحساس بالعار ويكونون متكبرين بحماقة. وهذه جميعها إعلانات ومظاهر للشخصية المتكبرة. كيف يمكنهم أن يقولوا شيئًا مثل: "لا أطيع أحدًا إلا الله" إذا لم تكن لديهم شخصية متكبرة؟ لن يفعلوا ذلك بالتأكيد. وبلا شك، إذا كان الشخص صاحب شخصية متكبرة، فإن لديه أحد مظاهر التكبُّر، وبلا شك سوف يقول الشخص كلامًا متكبرًا ويفعل أشياء متكبرة، ويفتقر إلى أي نوع من العقل. يقول بعض الناس: "ليست لديَّ شخصية متكبرة، لكن مثل هذه الأشياء تنكشف فيَّ". هل مثل هذه الكلمات صائبة؟ (لا). يقول آخرون: "لا يمكنني منع نفسي. بمجرد أن أتوقف عن توخي الحذر، أتفوه بشيء ينم عن التكبُّر". هل هذه الكلمات صائبة؟ (لا). لم لا؟ ما السبب الجذري لهذه الكلمات؟ (المرء لا يعرف نفسه). لا، فهو يعرف أنه متكبر، لكنه عند سماع الآخرين يسخرون منه قائلين: "كيف أنت متكبر هكذا؟ وما سبب تكبُّرك الشديد؟"، فإنه يشعر بالخجل ولذلك يقول مثل هذه الأشياء. إن إحساسه بالافتخار لا يطيق هذا، وهو يبحث عن عذر للتستر عليه وإخفائه وتغليفه والإفلات من العقاب. ولذلك فإن كلامه غير صائب. عندما لا تكون شخصيتك الفاسدة قد عولجت بعد، فأنت متكبر حتى عندما لا تتكلم. تكمن الكبرياء في طبيعة الناس، وهي مخفية في قلوبهم ويمكن أن تظهر في أي وقت. وهكذا، ما دام لا يوجد في الشخصية، يظل الناس متكبرين وأبرارًا في عيني أنفسهم. سوف أقدم مثالًا. يصل قائد منتخب حديثًا إلى كنيسة ويكتشف أن طريقة نظرة الناس إليه وتعبيرات وجوههم غير متحمسة نوعًا ما. فيقول لنفسه في عقله: "ألست موضع ترحيب هنا؟ أنا القائد المختار حديثًا. فكيف يمكنكم أن تعاملونني بمثل هذا الموقف؟ لماذا لا تنبهرون بي؟ لقد اختارني الإخوة والأخوات، ولذلك فإن مقدرتي الروحية أعظم من مقدرتكم، أليس كذلك؟" ونتيجةً لذلك، يقول: "أنا القائد المنتخب حديثًا. قد لا يقبلني بعض الناس، ولكن هذا لا يهم. دعونا نعقد منافسة لمعرفة من يحفظ المزيد من مقاطع كلمة الله، ومن يمكنه إقامة الشركة عن حقائق الرؤى. سوف أمنح منصب القائد لأي شخص يستطيع إقامة شركة عن الحقائق بشكل أوضح مني. ما رأيكم؟" أي نوع من النهج هذا؟ عندما لا يبالي به الناس، فإنه يشعر بالاستياء ويريد أن يُسبِّب لهم المتاعب ويؤذيهم. والآن بعد أن أصبح قائدًا، فإنه يريد أن يتحكم في الناس وأن يكون في القمة. ما هذه الشخصية؟ (التكبُّر). وهل من السهل علاج الشخصية المتكبرة؟ (لا). تكشف الشخصيات المتكبرة للناس عن نفسها بصفة متكررة. فيما يخص بعض الناس، فإن سماع الآخرين يقيمون شركة عن الاستنارة والفهم الجديدين أمر مزعج: "لماذا ليس لديَّ ما أقوله عن هذا؟ هذا لن ينفع، ويجب أن أفكر وأقدم شيئًا أفضل". ولذلك، فإنهم يتقيؤون الكثير من التعاليم محاولين التفوق على الآخرين. ما هذه الشخصية؟ هذا هو التنافس على الاسم والربح؛ وهذا أيضًا تكبُّر. في أمور الشخصية، من الممكن أن تكون جالسًا دون أن تقول أو تفعل أي شيء، لكن الشخصية ستظل موجودة في قلبك وداخل أفكارك، ومن الممكن حتى لتعبيرك أن يكشف عن هذا. بل ولو حاول الناس إيجاد طرق لقمعها أو التحكم فيها وكانوا حريصين للغاية دائمًا على منع الكشف عنها، فهل هذا مفيد؟ (لا). يدرك بعض الناس فورًا عندما يقولون شيئًا متكبرًا: "لقد كشفت عن شخصيتي المتكبرة من جديد، فيا له من أمر مهين! يجب ألا أقول أي شيء متكبر مرَّة أخرى". لكن الحلف بأنك ستغلق فمك لا فائدة منه، فهذا لا يعود إليك لكنه متروك لشخصيتك. ولذلك، إذا كنت لا تريد لشخصيتك المتكبرة أن تكشف عن نفسها، فيجب عليك إصلاحها. وهذه ليست مسألة تصحيح بضع كلمات أو تصحيح إحدى الطرق التي تفعل بها الأشياء، وبالطبع ليست مسألة الالتزام بقاعدة ما. إنها مسألة علاج مشكلة شخصيتك. الآن وبعد أن تحدثت عن هذا الموضوع المتمثل في ماهية الشخصية بالضبط، ألا تملكون فهمًا أعمق وأكثر تبصرًا عن أنفسكم؟ (بلى). إن معرفة المرء ذاته ليست مسألة معرفة شخصية المرء الظاهرية وطبعه وعاداته السيئة والأشياء الجاهلة الحمقاء التي فعلها في الماضي، فهي ليست أيًا من هذه الأشياء. لكنها معرفة شخصيته الفاسدة والشرور التي يستطيع أن يفعلها في معارضة الله. هذا هو السر. يقول بعض الناس: "إن مزاجي سريع الانفعال، ولا يمكنني فعل أي شيء لتغييره. متى يمكنني تغيير هذه الشخصية؟" ويقول آخرون: "إنني مريع في التعبير عن نفسي، فأنا لست متحدثًا لبقًا. وكل ما أقوله ينتهي بإهانة الناس أو إيذاء مشاعرهم. متى سيتغير هذا؟" هل هم محقون في قول هذا؟ (لا). أين خطأهم؟ (هذا عدم إقرار بالأشياء الموجودة في طبيعة المرء). هذا صحيح. فالطبع لا يحدد الطبيعة. وبصرف النظر عن مدى جودة شخصية شخص ما، فإنه لا يزال من الممكن أن تكون شخصيته فاسدة.

لقد تحدثت للتو عن جانبين من جوانب الشخصية. الجانب الأول هو العناد والثاني هو التكبُّر. لسنا بحاجة لقول الكثير عن التكبُّر. فكل شخص يكشف قدرًا كبيرًا من السلوك المتكبر، وأنتم بحاجة إلى معرفة أن التكبُّر هو أحد جوانب الشخصية. يوجد أيضًا نوع آخر من الشخصية. بعض الناس لا يخبرون أحدًا بالحقيقة. فهم يفكرون مليًّا في كل شيء، ويدققونه مسبقًا في أذهانهم قبل أن يتكلموا للناس. ولا يمكنك أن تعرف أي الأمور التي يقولونها صادق وأيها كاذب. فهم يقولون شيئًا اليوم وشيئًا آخر غدًا، ويقولون شيئًا لشخص ما، وشيئًا مختلفًا لشخص آخر. وكل ما يقولونه يناقض نفسه بنفسه. كيف يمكن تصديق مثل هؤلاء الأشخاص؟ من الصعب جدًا الحصول على فهم دقيق للحقائق، ولا يمكن الحصول على كلمة صريحة منهم. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية الخداع. هل من السهل تغيير الشخصية المخادعة؟ إنه التغيير الأصعب. فأي شيء ينطوي على الشخصيات يرتبط بطبيعة الشخص، ولا يوجد ما هو أصعب من التغيير من الأشياء التي ترتبط بطبيعة المرء. والقول المأثور "الطبع يغلب التطبُّع" قول صحيح تمامًا! بصرف النظر عما يتحدث عنه المخادعون أو يفعلونه، فإنهم يضمرون أهدافهم ونواياهم دائمًا. وإذا لم يكن لديهم أي شيء منها، فلن يقولوا شيئًا. إذا حاولت فهم أهدافهم ونواياهم، فسوف يلتزموا الصمت. وإذا أفلت منهم شيء صادق عن غير قصد، فسوف يذهبون إلى أبعد الحدود للتفكير في طريقة لتحريفه وإرباكك ومنعك من معرفة الحقيقة. بصرف النظر عما يفعله المخادعون، فإنهم لن يسمحوا لأي شخص بمعرفة الحقيقة الكاملة عنهم. وبصرف النظر عن مقدار الوقت الذي يقضيه الناس معهم، لا أحد يعرف حقيقة ما يدور في أذهانهم. هذه هي طبيعة المخادعين. مهما كان مقدار ما يتكلم به المخادع، لن يعرف الآخرون أبدًا نواياه، أو ما يفكر به حقًا، أو ما يحاول تحقيقه بالضبط، بل ويجد والداه صعوبة في معرفة هذا. إن محاولة فهم المخادعين أمر في غاية الصعوبة، ولا يمكن لأحد معرفة ما يدور في أذهانهم. هذه هي الطريقة التي يتحدث ويتصرف بها المخادعون: إنهم لا يتحدثون أبدًا عن آرائهم أو ينقلون ما يجري بالفعل. وهذا أحد أنواع الشخصية، أليس كذلك؟ عندما تكون لديك شخصية مخادعة، لا يهم ما تقوله أو تفعله. فهذه الشخصية هي في داخلك دائمًا وتتحكم فيك وتجعلك تخادع وتنخرط في الغش وتتلاعب بالناس وتتستر على الحق وتتظاهر. وهذا هو الخداع. ما السلوكيات المحددة الأخرى التي ينخرط فيها المخادعون؟ سوف أقدم مثالًا. يتحدث شخصان، وأحدهما يتحدث عن معرفته بنفسه. يستمر هذا الشخص في الحديث عن كيفية تحسنه ويحاول إقناع الآخر بهذا، لكنه لا يخبره بحقائق الأمر. وفي هذا يُخفَى شيء ما وهذا يشير إلى شخصية معينة وهي شخصية الخداع. دعونا نرى ما إذا كان بإمكانكم تمييزها. يقول هذا الشخص: "لقد اختبرت بعض الأشياء مؤخرًا، وأشعر أنه على مدار هذه الأعوام كان إيماني بالله عبثًا. فأنا لم أربح شيئًا. إنني معدم جدًا ومثير للشفقة! لم يكن سلوكي جيدًا في الآونة الأخيرة، لكنني على استعداد للتوبة". ومع ذلك، لا يبدو عليه أي تعبير عن التوبة بعد فترة من قوله هذا. ما المشكلة هنا؟ أنه يكذب ويخدع الآخرين. عندما يسمعه آخرون يقول تلك الكلمات، فإنهم يقولون لأنفسهم: "هذا الشخص لم يسعَ إلى الحق من قبل، ولكن حقيقة أنه يمكنه قول مثل هذا الكلام الآن تُظهر أنه قد تاب حقًا. ولا يوجد شك في ذلك. يجب ألا ننظر إليه كما اعتدنا، بل من منظور جديد أفضل". هكذا يتأمل الناس ويفكرون بعد سماع تلك الكلمات. ولكن هل الحالة الحالية لذلك الشخص هي نفسها التي يتحدث عنها؟ إنها في الواقع ليست كذلك. إنه لم يتب حقًا، لكن كلامه يوهم بأنه فعل ذلك وأنه تغيَّر للأفضل وأنه مختلف عن ذي قبل. فهذا هو ما يريد تحقيقه بكلامه. ومن خلال التحدث بهذه الطريقة لخداع الناس، ما الشخصية التي يكشف عنها؟ إنها شخصية الخداع، وهذا أمر خبيث للغاية! الحقيقة هي أنه لا يدرك على الإطلاق أنه فشل في إيمانه بالله، وأنه معدم وبائس. إنه يقتبس الكلمات واللغة الروحية لخداع الناس وتحقيق هدفه في جعل الآخرين يحترمونه ويُكوّنون رأيًا جيدًا عنه. أليس هذا خداعًا. بلى، وعندما يكون الشخص مخادعًا جدًا، ليس من السهل عليه أن يتغير.

يوجد نوع آخر من الأشخاص لا يكون بسيطًا أو منفتحًا أبدًا في طريقة حديثه. إنه يُخفي دائمًا الأشياء ويخبئها، ويجمع المعلومات من الناس في كل مناسبة ويذيعها. يرغب دائمًا في معرفة الحقيقة الكاملة عن الآخرين، لكنه لا يقول ما في قلبه. ولا يمكن لأي شخص يتعامل معه أن يأمل في معرفة الحقيقة الكاملة عنه. لا يريد أمثال هؤلاء الناس أن يعرف الآخرون خططهم، وهم لا يشاركونها مع أحد. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية مخادعة. فأمثال هؤلاء الناس أدهياء للغاية ولا يمكن للجميع فهمهم. إذا كان المرء لديه شخصية مخادعة، فهو بلا شك شخص مخادع وهو مخادع في طبيعته وجوهره. وهل لمثل هذا الشخص أن يسعى إلى الحق في إيمانه بالله؟ إذا لم يقل الحق أمام الآخرين، فهل يمكنه قول الحق أمام الله؟ قطعًا لا. فالمخادع لا يقول الحق أبدًا. قد يؤمن بالله، ولكن هل إيمانه صادق؟ ما نوع موقفه تجاه الله؟ سوف توجد لديه بالتأكيد شكوك كثيرة في قلبه: "أين الله؟ لا أستطيع أن أراه. ما الدليل على أنه حقيقي؟" "هل الله متسلط على كل شيء حقًا؟ إن نظام الشيطان يقمع أولئك الذين يؤمنون بالله ويعتقلهم بشكل محموم. لماذا لا يمحوه الله؟" "كيف يُخلِّص الله الناس بالضبط؟ هل خلاصه حقيقي؟ الأمر ليس واضحًا". "هل يمكن للمؤمن بالله أن يدخل ملكوت السموات أم لا؟ يصعب الجزم بذلك مع غياب أي تأكيد". مع وجود الكثير من الشكوك حول الله في قلبه، هل يمكنه بذل نفسه بصدق من أجله؟ مستحيل. إنه يرى جميع هؤلاء الناس الذين تخلوا عن كل ما لديهم لاتباع الله، والذين يبذلون أنفسهم لله ويؤدون واجباتهم، ويقول لنفسه: "إنني بحاجة إلى الاحتفاظ بشيء. لا يمكنني أن أكون أحمق مثلهم. إذا قدَّمت كل شيء إلى الله، فكيف سأعيش في المستقبل؟ من سيعتني بي؟ أحتاج إلى خطة طوارئ". يمكنك أن ترى مدى "ذكاء" المخادعين وإلى أي مدى يفكرون للمستقبل. أما البعض ممن يرون آخرين في الاجتماعات يتصارحون بخصوص معرفتهم بفسادهم، ويكشفون الأشياء المخفية في قلوبهم أثناء إقامة الشركة، ويتكلمون بصراحة عن عدد مرَّات ارتكابهم الفاحشة، فإنهم يقولون لأنفسهم: "أيها الحمقى! تلك أشياء خصوصية، فلماذا تخبرون الآخرين بها؟ لا يمكنك إجباري على الاعتراف بتلك الأشياء!" هذه هي ماهية المخادعين، فهم يُفضِّلون الموت على أن يكونوا صادقين، ولا يخبرون أحدًا بالحقيقة الكاملة. يقول بعض الناس: "لقد خالفت وفعلت بعض الأشياء السيئة وأشعر بالخجل قليلًا من إخبار الناس بها وجهًا لوجه. إنها أشياء خصوصية على أي حال ومخزية. لكنني لا أستطيع أن أخفيها أو أخبئها عن الله. ينبغي أن أخبر الله بهذه الأشياء بكل صراحة. لا أجرؤ على إخبار الآخرين بأفكاري أو أموري الخصوصية، ولكن يجب أن أخبر الله. بصرف النظر عمن أخفي عنه الأسرار، لا يمكنني إخفاء الأسرار عن الله". هذا هو الموقف الذي يتخذه الشخص الصادق تجاه الله. ومع ذلك، فإن المخادعين محترسون تجاه الجميع، ولا يثقون بأحد، ولا يتحدثون بصدق مع أحد. إنهم لا يقولون الحقيقة كاملةً لأحد، ولا أحد يستطيع فهمهم. هؤلاء هم أكثر الناس خداعًا على الإطلاق. كل شخص لديه شخصية مخادعة، ويكمن الاختلاف الوحيد في مدى شدتها. على الرغم من أنك قد تفتح قلبك وتقيم شركة عن مشكلاتك في الاجتماعات، فهل ذلك يعني أنه ليست لديك شخصية مخادعة؟ لا، فأنت لديك شخصية مخادعة أيضًا. لماذا أقول هذا؟ إليك مثال: قد تتمكن من المصارحة في إقامة الشركة عن أشياء لا تمس تكبُّرك أو غرورك، وأشياء غير مخزية، وأشياء لن تتعرض بسببها للتهذيب والتعامل معك – ولكن إذا كنت قد فعلت شيئًا ينتهك مبادئ الحق، ويمقته الجميع ويبغضونه، فهل ستتمكن من إقامة شركة علنية بخصوصه في الاجتماعات؟ وإذا كنت قد فعلت شيئًا لا يصح ذكره، فسوف يكون من الأصعب عليك المصارحة والكشف عن حقيقته. إذا تفحصه شخص ما أو حاول إلقاء اللوم بخصوصه، فسوف تستخدم جميع الوسائل المتاحة لك لإخفائه، وسوف ترتعد من الكشف عن هذا الأمر. سوف تحاول دائمًا التستر عليه وإبعاده. أليست هذه شخصية مخادعة؟ قد تعتقد أنك إذا لم تقل الشيء بصوت عالٍ، فلن يعرفه أحد وأنه حتى الله لن يفعل أي شيء لك بأي طريقة. وهذا خطأ! فالله ينظر إلى أعمق كيان الإنسان. وإذا كنت لا تستطيع إدراك ذلك، فأنت لا تعرف الله بتاتًا. المخادعون لا يخدعون الآخرين فحسب، بل ويجرؤون على محاولة خداع الله واستخدام وسائل خادعة لمقاومته. هل يمكن لأمثال هؤلاء الناس أن ينالوا خلاص الله؟ شخصية الله بارة ومقدسة، والمخادعون هم أكثر من يمقتهم الله. ولذلك، فإن المخادعين هم أولئك الذين يكون من الأصعب عليهم نيل الخلاص. وأصحاب الطبيعة المخادعة هم أولئك الذين يكذبون أكثر من غيرهم. فهم يكذبون حتى على الله ويحاولون خداعه بعناد وبلا ندم. وهذا يعني أنهم لا يستطيعون نيل خلاص الله. إذا كشف شخص ما عن شخصية فاسدة بين الحين والآخر، وإذا كذب وخدع الناس ولكنه كان بسيطًا وصريحًا مع الله وتاب إليه، فلا يزال لديه رجاء في نيل الخلاص. وإذا كنت حقًا شخصًا ذا عقل، فينبغي أن تتصارح مع الله وتتحدث إليه من القلب وتتأمل في نفسك وتعرفها. ينبغي ألا تكذب على الله بعد الآن، وينبغي ألا تحاول خداعه في أي وقت، وبالطبع ينبغي ألا تحاول إخفاء أي شيء عنه. الحقيقة هي أنه توجد بعض الأشياء التي لا يحتاج الناس إلى معرفتها. ما دمت متصارحًا مع الله بشأنها، فلا بأس بذلك. وعندما تفعل الأشياء، تأكد من عدم إخفاء الأسرار عن الله. يمكنك أن تخبر الله بجميع تلك الأشياء التي لا يصلح أن تخبر الآخرين بها. فالشخص الذي يفعل ذلك ذكي. وعلى الرغم من أنه قد توجد بعض الأشياء التي لا يشعر بالحاجة إلى مصارحة الآخرين بشأنها، ينبغي عدم تسمية هذا خداعًا. فالمخادعون يختلفون: إنهم يعتقدون أنه ينبغي عليهم إخفاء كل شيء، وأنه لا يمكنهم إخبار الآخرين بأي شيء وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالخصوصيات. إذا لم يفيدهم قول شيء ما، فلن يقولوه حتى لله. أليست هذه شخصية مخادعة؟ إن مثل هذا الشخص مخادع حقًا! وإذا كان الشخص مخادعًا لدرجة أنه لا يخبر الله بالحق، ويخفي كل شيء عن الله، فهل يؤمن بالله في الأساس؟ هل لديه إيمان حقيقي بالله؟ إنه شخص يشك في الله ولا يؤمن به في قلبه. أليس إيمانه باطلًا إذًا؟ إنه غير مؤمن، أي مؤمن كاذب. هل تشكّون في الله أحيانًا وتحترسون منه؟ (نعم). ما نوع شخصية الشك في الله والاحتراس منه؟ هذه شخصية مخادعة. لكل شخص شخصية مخادعة، ويكمن الاختلاف في شدة الخداع. سوف تتمكن من التوبة والتغيير ما دمت قادرًا على قبول الحق.

فيما يخص بعض الناس، عندما يحدث لهم شيء، فإنهم يكشفون عن شخصية فاسدة، وتكون لديهم مفاهيم وأفكار، وتكون لديهم تحيُّزات تجاه الآخرين، ويُصدرون أحكامًا عليهم وينالون منهم دون علمهم. يمكنهم أن يتأملوا في أنفسهم وأن يتصارحوا تمامًا بشأن هذه الأشياء، ولكن عندما يفعلون أشياء معينة مخزية، فإنهم يريدون أن يحتفظوا بها لأنفسهم ويغلقوا عليها في قلوبهم إلى الأبد. لا يقتصر الأمر على أنهم لا يتحدثون عن هذه الأشياء مع الآخرين، لكنهم لا يخبرون الله بها عند صلاتهم، بل ويُجرِّبون كل ما في وسعهم للتفوه بأكاذيب للتستر على هذه الأشياء أو تمويهها. وهذه هي الشخصية المخادعة. عندما تكون لديك مثل هذه الأفكار وتعيش في هذا النوع من الحالة، ينبغي أن تتأمل في نفسك وترى بوضوح أنك لست صادقًا، وأنه لا يظهر فيك شيء مما يصفه الله بأنه شخص صادق، وأنك بالتأكيد مخادع، وأنه على الرغم من أنك غبي وضئيل المقدرة وبطيء الفهم، فإنك ما زلت مخادعًا. وهذا ما يعنيه أن تعرف نفسك. وأقل ما ينبغي أن تتمكن من تحقيقه في معرفة نفسك هو أن تتمكن من رؤية وتمييز الفساد الواضح الذي تكشفه وأن تسعى إلى الحق لمعالجة هذا. إذا كنت تعرف شخصيتك المخادعة حقًا، فينبغي أن تصلي كثيرًا إلى الله، وتتأمل في نفسك، وتُميِّز شخصيتك المخادعة وتحللها وفقًا لكلمة الله، وتدرك جوهرها. وعندئذٍ سوف يكون لديك رجاء في الهروب من شخصيتك المخادعة الفاسدة. لا يستطيع بعض الناس التمييز بوضوح بين المخادعين والصادقين، مما يعني أن مقدرهم ضئيلة للغاية. غالبًا ما يستخدم بعض الناس مقدرتهم الضئيلة وطيشهم وجهلهم وحماقتهم في الكلام والارتباك وتعرضهم للغش كدليل على الصدق. إنهم يخبرون الآخرين دائمًا: "أنا صادق جدًا، ونتيجةً لذلك أحصل غالبًا على أسوأ ما في الأمر، ولا أعرف كيفية الاستفادة من الآخرين – لكن لله يحبني لأنني صادق". هل هذه الكلمات صحيحة؟ إن مثل هذه الكلمات سخيفة، فهي مصممة لخداع الناس، وهي كلمات سافرة ووقحة. كيف يكون الحمقى والأغبياء صادقين؟ هذان شيئان مختلفان. ومن الخطأ الفادح أن تتعامل مع الأشياء الغبية التي فعلتها على أنها صدق. يمكن لأي شخص أن يرى أنه حتى الحمقى مُعرَّضون لأن يكونوا متكبرين ومغرورين ولأن يعتدوا بأنفسهم. بصرف النظر عن مدى جهل الناس وافتقارهم إلى المقدرة، فإنه لا يزال بإمكانهم الكذب وخداع الآخرين. أليس هذا كله حقيقة؟ هل الحمقى والأشخاص ذوو المقدرة الضئيلة لا يفعلون شيئًا سيئًا أبدًا؟ أليست لديهم حقًا شخصيات فاسدة؟ قطعًا لديهم. يقول بعض الناس أيضًا إنهم صادقون ويصارحون الآخرين بأكاذيبهم، لكنهم لا يجرؤون على المصارحة بخصوص الأشياء المخزية التي يفعلونها. عندما تتعامل الكنيسة مع مشكلاتهم، فإنهم يعجزون عن قبول ذلك ولا يخضعون على الإطلاق، مفضلين التحري وترك الحق. ومثل هذا المخادع لا يقبل الحق على الإطلاق، ولا يخضع أبدًا، ومع ذلك فإنه لا يزال يعتقد أنه صادق. أليست هذه وقاحة مطلقة منه؟ هذه حماقة مطبقة! هذا النوع من الأشخاص ليس صادقًا على الإطلاق وليس بلا ذنب. فالناس الأغبياء أغبياء والحمقى حمقى. أما الذين بلا ذنب وحدهم فهم الصادقون.

كيف يمكن تمييز المخادعين؟ ما سلوكيات المخادعين؟ بصرف النظر عمن يرتبطون بهم أو يتعاملون معهم، فإنهم لا يسمحون لأي شخص أبدًا بالتحقيق فيما يجري معهم بالفعل، ويحترسون دائمًا من الآخرين، ويفعلون دائمًا أشياءَ دون علمهم، ولا يقولون أبدًا ما يفكرون به حقًا. قد يتحدثون أحيانًا عن معرفة أنفسهم قليلًا، لكنهم لا يذكرون النقاط الحاسمة أو الكلمات الرئيسية، ويرتعدون من أن تفلت كلمة من لسانهم. إنهم حساسون للغاية لهذه الأشياء خوفًا من أن يكشف الآخرون نقاط ضعفهم. وهذا أحد أنواع الشخصية المخادعة. كما أن بعض الناس يتظاهرون عمدًا حتى يعتقد الآخرون أنهم بلا ذنب ويمكنهم تحمُّل المعاناة وعدم الشكوى أو أنهم روحانيون ويحبون الحق ويسعون إليه. من الواضح أنهم ليسوا هذا النوع من الأشخاص، لكنهم يصرون على التظاهر هكذا أمام الآخرين. وهذه أيضًا شخصية مخادعة. وكل ما يقوله المخادعون ويفعلونه توجد نية من ورائه. فإذا لم تكن لديهم أي نوايا، فلن يتكلموا أو يتصرفوا. توجد بداخلهم شخصية تتحكم بهم لفعل ذلك، وهي شخصية الخداع. عندما تكون لدى الناس شخصية مخادعة، هل من السهل تغييرها؟ بأي مقدار تغيَّرتم؟ هل دخلتم في طريق السعي إلى الصدق؟ (نعم، فهذا هو الاتجاه الذي نعمل من أجله). كم عدد الخطوات التي اتخذتموها؟ أم أنكم عالقون في مرحلة الرغبة في فعل ذلك؟ (لا يزال هذا مجرد شيء نريد فعله. أحيانًا، بعد أن نفعل شيئًا ندرك أنه كان ينطوي على الخداع، وأننا كنا نحاول إعطاء انطباع خاطئ للناس، وعندئذٍ ندرك أننا كنا مخادعين). أنتم تدركون أن هذا مخادع، ولكن هل تمكنتم من إدراك ذلك على أنه نوع من الشخصية الفاسدة؟ ومن أين تأتي هذه الأشياء المخادعة؟ (من طبيعتنا). هذا صحيح، من طبيعتكم. وهل هذه الأشياء الفاسدة تتداخل معكم؟ من الصعب الابتعاد عنها والتعامل معها والهروب منها، كما أنها مزعجة للغاية. ما الذي يجعلها مزعجة؟ وماذا الذي يؤلمكم بخصوصها؟ (نريد التغيير، لكننا نشعر بألم شديد عندما لا نتمكن من ذلك). هذا أحد الجوانب، لكنه ليس مزعجًا. عندما تتحكم شخصية مخادعة في شخص، فيمكنه أن يكذب ويخدع الآخرين في أي وقت أو أي مكان، ومهما حدث له، سوف يفكر في كيفية قول الأكاذيب لغش الناس وخداعهم. وحتى لو أراد السيطرة على نفسه، فإنه يعجز عن ذلك، فهذا أمر غير اختياري. وهنا تكمن المشكلة. فهذه واحدة من مشكلات الشخصية. بأي عدد من الطرق يمكن أن تكشف الشخصية المخادعة عن نفسها؟ بالاستقصاء والخداع والاحتراس والريبة والتظاهر والزيف. والشخصية التي تكشفها مثل هذه السلوكيات وتُظهرها هي الخداع. بعد إقامة شركة بخصوص هذه الموضوعات، هل لديكم معرفة أوضح عن الشخصية المخادعة؟ هل ما زال يوجد من يقول فيكم: "ليست لديَّ شخصية مخادعة، ولست مخادعًا، فأنا قريب من أن أكون شخصًا صادقًا"؟ (لا). يوجد أناس كثيرون ممن لا يفهمون تمامًا ماهية الشخص الصادق بالضبط. يقول البعض إن الصادقين هم أولئك الذين بلا ذنب وصرحاء، أو الذين يتعرضون للتنمر والاستبعاد أينما ذهبوا، أو الذين يتسمون بالبطء ويتحدثون ويتصرفون دائمًا بمقدار نصف ما يفعله الآخرون. كما أن بعض الحمقى والجاهلين الذين ينخرطون في مثل هذه الحماقة لدرجة أن الآخرين ينظرون إليهم بازدراء يصفون أنفسهم بأنهم صادقون. وجميع أولئك الأشخاص غير المتعلمين من الطبقات المجتمعية الدنيا والذين يشعرون بأنهم أقل شأنًا يقولون بالمثل إنهم صادقون. أين يكمن خطأهم؟ إنهم لا يعرفون ماهية الشخص الصادق. ما مصدر سوء فهمهم؟ السبب الرئيسي هو أنهم لا يفهمون الحق. إنهم يؤمنون أن "الصادقين" الذين يتحدث الله عنهم حمقى وأغبياء، وغير متعلمين، وبطيؤون في الكلام واللسان، ويخضعون للتنمر والاضطهاد، وأنه من السهل خداعهم والاحتيال عليهم. والمعنى الضمني هو أن أهداف خلاص الله هم أولئك الأغبياء في قاع المجتمع والذين غالبًا ما يتنمر الآخرون بهم. من الذين سيخلصهم الله إن لم يكن هؤلاء المتضعين المعدمين؟ أليس هذا ما يؤمنون به؟ هل أولئك حقًا هم الناس الذين يخلصهم الله؟ هذا تفسير خاطئ لمشيئة الله. فالأشخاص الذين يخلصهم الله هم الذين يحبون الحق ولديهم مقدرة وقدرة على الفهم، وجميعهم أناس يتمتعون بالضمير والحس ويمكنهم إتمام إرساليات الله وأداء واجبهم جيدًا. إنهم أناس يمكنهم قبول الحق والتخلص من شخصياتهم الفاسدة، وهم أناس يحبون الله حقًا ويطيعونه ويعبدونه. على الرغم من أن معظم هؤلاء الناس هم من قاع المجتمع، من عائلات العاملين والمزارعين، إلا أنهم بالتأكيد ليسوا مشوشين أو مغفلين أو تافهين. إنهم على النقيض من ذلك أناس ماهرون يمكنهم قبول الحق وممارسته والخضوع له. إنهم جميعًا أبرار يتخلون عن المجد والثروات الدنيوية لاتباع الله وربح الحق والحياة. إنهم أحكم الناس على الإطلاق. وهؤلاء جميعًا أشخاص صادقون يؤمنون حقًا بالله ويبذلون أنفسهم حقًا من أجله. يمكنهم أن يربحوا رضا الله وبركاته، ويمكن أن يصيروا كاملين في شعبه وأعمدة هيكله. إنهم أهل الذهب والفضة والجواهر النفيسة. أما المشوشون والحمقى والسخفاء والتافهون فهم الذين سيُطردون. كيف يرى غير المؤمنين والسخفاء عمل الله وخطة تدبيره؟ كأرض نفايات، أليس كذلك؟ هؤلاء الناس ليسوا من ذوي المقدرة الضئيلة فحسب، لكنهم سخفاء أيضًا. مهما كان عدد كلام الله الذي يقرؤونه، فإنهم لا يستطيعون فهم الحق، ومهما كان عدد العظات التي يسمعونها، فإنهم لا يقدرون على الدخول إلى الواقع. وإن كانوا بهذه الحماقة، هل يمكن أن يخلصوا؟ هل يمكن أن يريد الله هذا النوع من الأشخاص؟ بصرف النظر عن عدد أعوام إيمانهم، فإنهم ما زالوا لا يفهمون أي حقائق، وما زالوا يتحدثون كلامًا فارغًا، ومع ذلك فإنهم ما زالوا يعتبرون أنفسهم صادقين. ألا يخجلون؟ مثل هؤلاء الناس لا يفهمون الحق. إنهم يسيئون دائمًا تفسير مشيئة الله، ومع ذلك يعيدون الكلام أينما ذهبوا عن تفسيراتهم الخاطئة ويعظون به على أنه الحق ويقولون للناس: "من الجيد أن تتعرض للتنمر قليلًا، فالناس ينبغي أن يخسروا نوعًا ما وينبغي أن يكونوا حمقى إلى حد ما. فهؤلاء هم أهداف خلاص الله وهم الأشخاص الذين سيخلصهم الله". الناس الذين يقولون مثل هذا الكلام شائنون. فهذا يجلب الذل العظيم على الله! وهذا شائن للغاية! فأركان ملكوت الله والغالبون الذين يخلصهم الله هم جميع الناس الذين يفهمون الحق والذين هم حكماء. هؤلاء هم الذين سيكون لهم نصيب في الملكوت السماوي. وجميع أولئك الحمقى والجهلاء والوقحين والتافهين الذين لا يملكون ذرَّة من فهم الحق، والذين هم حمقى وأغبياء، أليسوا جميعًا تافهين؟ كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس أن يكون لهم نصيب في الملكوت السماوي؟ الصادقون الذين يتحدث الله عنهم هم أولئك الذين يمكنهم ممارسة الحق بمجرد فهمهم له، ويتمتعون بالحكمة والذكاء، ويتصارحون مع الله ببساطة، ويتصرفون وفقًا للمبدأ، ويطيعون الله تمامًا. جميع هؤلاء الناس لديهم قلوب تتقي الله، وهم يركزون على فعل الأشياء وفقًا للمبادئ، ويسعون جميعًا إلى الطاعة المطلقة لله ويحبون الله في قلوبهم. هؤلاء وحدهم أناس صادقون حقًا. إذا كان شخص لا يعرف حتى معنى أن يكون صادقًا، أو إذا كان لا يستطيع أن يرى أن جوهر الصادقين هو الطاعة المطلقة لله واتقاء الله والحيدان عن الشر، أو أن يكون الصادقون صادقين لأنهم يحبون الحق ويحبون الله ويمارسون الحق، فإن ذلك النوع من الأشخاص أحمق للغاية ويفتقر حقًا إلى التمييز. فالصادقون ليسوا على الإطلاق من يتصورهم الناس على أنهم من السذج أو المشوشين أو الجهلة أو الحمقى. إنهم أناس ذوو إنسانية طبيعية ويتمتعون بالضمير والعقل. والشيء الجيد بخصوص الصادقين هو أنه يمكنهم الاستماع إلى كلام الله وأن يكونوا صادقين، ولهذا السبب يباركهم الله.

لا شيء أهم من طلب الله أن يكون الناس صادقين. إنه يطلب أن يعيش الناس أمامه ويقبلوا تمحيصه ويعيشوا في النور. الصادقون وحدهم أعضاء حقيقيون في الجنس البشري. وغير الصادقين وحوش وحيوانات تتجول بثياب البشر وليسوا بشرًا. ولكي تسعى لتكون شخصًا صادقًا، يجب أن تتصرف وفقًا لمتطلبات الله. يجب أن تخضع للدينونة والتوبيخ والتعامل معك والتهذيب. سوف تكون عندئذٍ شخصًا صادقًا عندما تتطهر شخصيتك الفاسدة وتتمكن من ممارسة الحق والعيش وفقًا لكلام الله. أما الجهلة والحمقى والمذنبون فليسوا صادقين على الإطلاق. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين، فإنه يطلب منهم أن يمتلكوا إنسانية طبيعية، وأن يتخلصوا من خداعهم وتنكُّرهم، وألا يكذبوا أو يخدعوا الآخرين، وأن يؤدوا واجباتهم بإخلاص، وأن يتمكنوا من أن يحبوه ويطيعوه حقًا. وهؤلاء الأفراد وحدهم هم شعب ملكوت الله. يطلب الله من الناس أن يكونوا جنودًا صالحين للمسيح. من هم جنود المسيح الصالحين؟ يجب أن يكونوا مجهزين بواقع الحق وأن يكونوا على قلب وفكر واحد مع المسيح. وفي أي وقت وأي مكان، يجب أن يتمكنوا من تمجيد الله والشهادة له، ومن استخدام الحق لشن حرب على الشيطان. في جميع الأمور، يجب أن يقفوا إلى جانب الله ويشهدوا ويعيشوا حقيقة الحق. يجب أن يقدروا على إذلال الشيطان وتحقيق انتصارات رائعة لله. فهذا هو معنى أن تكون جنديًا صالحًا للمسيح. فجنود المسيح الصالحون غالبون، وهم أولئك الذين يغلبون الشيطان. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين وغير مخادعين، فإنه لا يطلب منهم أن يكونوا حمقى بل أن يتخلصوا من شخصياتهم المخادعة وأن يخضعوا له ويمجدوه. وهذا ما يمكن تحقيقه من خلال ممارسة الحق. هذا ليس تغييرًا في سلوك المرء، وليس مسألة التحدث أكثر أو التحدث أقل، وليس مسألة كيفية تصرُّف المرء. إنه يرتبط بالأحرى بالقصد من كلام المرء وأفعاله، وخواطره وأفكاره، وطموحاته ورغباته. فكل ما يخص تدفقات الشخصية الفاسدة والخطأ يجب أن يتغير من جذوره حتى يتوافق مع الحق. إذا تعيَّن على المرء أن يحرز تغييرًا في الشخصية، فيجب أن يتمكن من رؤية جوهر شخصية الشيطان. فإن استطعت رؤية جوهر الشخصية المخادعة وأنها شخصية الشيطان ووجهه، وإذا تمكنت من كراهية الشيطان والتخلي عنه، سوف يكون من السهل عليك أن تتخلص من شخصيتك الفاسدة. إذا كنت لا تعرف أنه توجد حالة مخادعة بداخلك وكنت لا تدرك تدفقات الشخصية المخادعة، فلن تعرف كيفية السعي إلى الحق لعلاج هذا وسوف يكون من الصعب عليك تغيير شخصيتك المخادعة. يجب عليك أولًا تمييز الأشياء التي تصدر عنك وأي جانب من جوانب الشخصية الفاسدة تكون عليها. إذا كانت الأشياء التي تكشف عنها ذات شخصية مخادعة، فهل ستحتقرها في قلبك؟ وإذا فعلت ذلك، فكيف ينبغي أن تتغير؟ عليك أن تتعامل مع نواياك وتصحح وجهات نظرك. يجب عليك أولًا أن تسعى إلى الحق في هذا الأمر لعلاج مشكلاتك، وأن تسعى لتحقيق ما يطلبه الله وإرضائه، وألا تحاول خداع الله أو الآخرين وحتى أولئك الحمقى أو الجاهلين نوعًا ما. فمحاولة خداع شخص أحمق أو جاهل أمر غير أخلاقي للغاية، فهذا يجعلك شيطانًا. ولكي تكون شخصًا صادقًا، يجب ألا تخدع أي شخص أو تكذب عليه. أما فيما يخص الأبالسة والشيطان، يجب أن تختار كلماتك بحكمة. وإذا لم تفعل ذلك، فسوف يجعلونك أضحوكة وسوف تجلب الخزي لله. لن تتمكن من التغلب على الشيطان وإذلاله إلا من خلال اختيار كلماتك بحكمة وممارسة الحق. ولن يتمكن الجهلة والحمقى والعنيدون أبدًا من فهم الحق. ولا يمكن إلا أن يخدعهم الشيطان ويتلاعب بهم ويدوسهم وفي النهاية يبتلعهم.

دعونا بعد ذلك نتحدث عن النوع الرابع من الشخصية. يمكن أن يقيم بعض الناس خلال الاجتماعات شركةً موجزة عن حالاتهم، لكنهم يصبحون مراوغين عندما يتعلق الأمر بجوهر المشكلات وبدوافعهم وأفكارهم الشخصية. عندما يكشف الناس أن لديهم دوافع وأهداف، يبدو أنهم يميلون برؤوسهم ويعترفون بذلك. ولكن عندما يحاول الناس كشف أو تحليل أي شيء أعمق، فإنهم لا يمكنهم تحمُّل ذلك فينهضون ويغادرون. لماذا يهربون في اللحظة الحاسمة؟ (إنهم لا يقبلون الحق وغير مستعدين لمواجهة مشكلاتهم). هذه إحدى مشكلات الشخصية. عندما لا يرغبون في قبول الحق لعلاج المشكلات بداخلهم، ألا يعني هذا أنهم قد سئموا من الحق؟ ما أنواع العظات التي لا يرغب بعض القادة والعاملين في سماعها بتاتًا؟ (عظات عن كيفية تمييز أضداد المسيح والقادة الكذبة). هذا صحيح. إنهم يقولون لأنفسهم: "لماذا تفرط في هذا الكلام عن تمييز أضداد المسيح والقادة الكذبة وعن الفريسيين؟ أنت تُجهدني". عندما يعلمون أنه سيوجد كلام عن تمييز القادة والعاملين الكذبة، فإنهم يجدون أي مبرر للمغادرة. ما المقصود بـ "المغادرة" هنا؟ إنها تشير إلى التملص والاختباء. لماذا يحاولون الاختباء؟ عندما يتحدث الآخرون عن الحقائق، ينبغي أن تستمع: فالاستماع مفيد لك. دوِّن الكلمات اللاذعة أو التي يصعب عليك قبولها، وعندئذٍ ينبغي أن تفكر في هذه الأشياء كثيرًا وتقبلها بالتدريج وتغيُّرها ببطء. فلماذا تختبئ؟ يشعر أمثال هؤلاء الناس أن كلمات الدينونة هذه حادة جدًا وأنه ليس من السهل سماعها، ولذلك تنشأ المقاومة والكراهية داخلهم. يقولون لأنفسهم: "لست أحد أضداد المسيح أو قائدًا كاذبًا، فلماذا تستمر في الحديث عني؟ لماذا لا تتحدث عن الآخرين؟ قل شيئًا عن تمييز الأشرار، ولا تتحدث عني!" إنهم يصبحون مراوغين ومعارضين. ما هذه الشخصية؟ إذا كانوا غير مستعدين لقبول الحق، وكانوا دائمًا يتحاجون ويتجادلون دفاعًا عن أنفسهم، ألا تكمن هنا مشكلة الشخصية الفاسدة؟ هذه هي شخصية السأم من الحق. القادة والعاملون لديهم هذا النوع من الحالة، فماذا عن الإخوة والأخوات العاديين؟ (لديهم هذا النوع من الحالة أيضًا). عندما يلتقي الجميع للمرَّة الأولى، فإنهم يكونون جميعًا متحابين للغاية وسعداء جدًا بترديد كلام التعاليم. ويبدو أنهم جميعًا يحبون الحق. ولكن عندما يتعلق الأمر بالمشكلات الشخصية والصعوبات الحقيقية، فإن أناسًا كثيرين يتصفون بالغباء. مثال ذلك، بعض الناس مقيدون باستمرار بالزواج. إنهم يصبحون غير مستعدين لأداء الواجب أو للسعي إلى الحق، ويصبح الزواج أكبر عائق وعقبة لديهم. وفي الاجتماعات، عندما يقيم الجميع شركة عن هذه الحالة، فإنهم يقيسون أنفسهم وفقًا لكلام الآخرين في إقامة الشركة ويشعرون أن الآخرين يتحدثون عنهم. يقولون: "لا أمانع أن تقيموا شركة عن الحق، ولكن لماذا تتحدثون عني؟ أليست لديكم أي مشكلات؟ لماذا تتحدثون عني وحدي؟" ما هذه الشخصية؟ عندما تلتقون لإقامة شركة عن الحق، يجب عليكم فحص المشكلات الفعلية والسماح للجميع بالتحدث عن فهمهم لهذه المشكلات، وحينها فقط يمكنكم معرفة أنفسكم وحل مشكلاتكم. لماذا لا يتمكن الناس من قبول هذا؟ ما هي الشخصية عندما لا يتمكن الناس من قبول التهذيب والتعامل معهم ومن قبول الحق؟ ألا ينبغي أن تميز هذا بوضوح؟ هذه جميعها مظاهر السأم من الحق، وهذا هو جوهر المشكلة. عندما يسأم الناس من الحق، يصعب عليهم للغاية قبول الحق. وإذا لم يتمكنوا من قبول الحق، فهل يمكن إصلاح مشكلة شخصيتهم الفاسدة؟ (لا). هل يمكن إذًا لشخص مثل هذا لا يمكنه قبول الحق أن يحصل على الحق؟ هل يمكن أن يُخلِّصه الله؟ قطعًا لا. هل الناس الذين لا يقبلون الحق يؤمنون بالله بصدق؟ بالطبع لا. فالجانب الأهم من جوانب الناس الذين يؤمنون حقًا بالله هو قدرتهم على قبول الحق. والناس الذين لا يمكنهم قبول الحق على الإطلاق لا يؤمنون بالله بصدق. هل أمثال هؤلاء الناس يمكنهم الجلوس هادئين أثناء العظة؟ هل يمكنهم ربح أي شيء؟ لا يمكنهم، لأن العظات تكشف حالات الفساد المتنوعة لدى الناس. فمن خلال فحص كلام الله، يربح الناس المعرفة. وبعد ذلك، يُمنَحون طريقًا للممارسة من خلال المضي قُدُمًا في مبادئ الممارسة، وبهذه الطريقة يتحقق التغيير. عندما يسمع أمثال هؤلاء الناس أن الحالة التي تنكشف تخصهم وتخص مشكلاتهم، فإن خزيهم يدفعهم إلى نوبة من الغضب وقد ينهضون ويغادرون الاجتماع. وحتى إن لم يغادروا، قد يبدأون في الشعور بالغضب والظلم في داخلهم، وفي هذه الحالة لا جدوى من حضورهم الاجتماع أو استماعهم إلى العظة. أليس الهدف من الاستماع إلى العظات هو فهم الحق وحل مشكلات المرء الفعلية؟ إذا كنت تخاف دائمًا من انكشاف مشكلاتك وكنت تخاف باستمرار من ترديد اسمك، فلماذا تؤمن بالله على أي حال؟ وإذا كنت في إيمانك لا تستطيع قبول الحق، فأنت لا تؤمن بالله حقًا. وإذا كنت تخاف دائمًا من أن تُكشَف، فكيف ستتمكن من علاج مشكلة فسادك؟ وإذا لم تتمكن من علاج مشكلة فسادك، فما الفائدة من الإيمان بالله؟ الهدف من الإيمان بالله هو قبول خلاص الله، والتخلص من شخصيتك الفاسدة، وعيش شبه الإنسان الحقيقي، وهذا كله يتحقق من خلال قبول الحق. إذا كنت لا تستطيع قبول الحق على الإطلاق أو حتى التعامل معك أو كشفك، فمن المحال أن تنال خلاص الله. أخبرني إذًا: كم عدد الناس في كل كنيسة الذين يمكنهم قبول الحق؟ هل أولئك الذين لا يمكنهم قبول الحق كثيرون أم قليلون؟ (كثيرون). هل هذا وضع قائم بالفعل بين المختارين في الكنائس، وهل هذه مشكلة فعلية؟ جميع من لا يمكنهم قبول الحق ولا يمكنهم قبول التعامل معهم وتهذيبهم سئموا من الحق. السأم من الحق أحد أنواع الشخصية الفاسدة، وإذا لم يكن من الممكن تغيير هذه الشخصية، فهل يمكن خلاصهم؟ بالتأكيد لا. فاليوم، يجد أناس كثيرون صعوبة في قبول الحق. وهذه ليست مسألة سهلة بأي حال. يجب على الشخص لعلاج هذا أن يختبر قدرًا من دينونة الله وتوبيخه وتجاربه وتنقيته. ماذا تقولون إذًا: ما نوع الشخصية عندما لا يقدر الناس على قبول التهذيب والتعامل معهم، وعندما لا يقيسون أنفسهم وفقًا لكلمة الله أو الحالات التي تنكشف أثناء العظات؟ (شخصية السأم من الحق). هذه هي الشخصية الفاسدة الرابعة: شخصية السأم من الحق. ما مدى سأمهم؟ (إنهم لا يرغبون في قراءة كلام الله أو الاستماع إلى العظات ولا يرغبون في إقامة شركة عن الحق). هذه هي أوضح المظاهر. فمثلًا، عندما يقول شخص ما: "أنت تؤمن بالله حقًا. لقد تركت عائلتك ومهنتك لأداء الواجب وعانيت كثيرًا ودفعت ثمنًا باهظًا خلال الأعوام العديدة الماضية. والله يبارك أمثال هؤلاء الناس. فكلمة الله تقول إن من يبذلون أنفسهم بصدق لله سوف يُبارَكون كثيرًا"، فإنك تقول آمين وتقبل مثل هذه الحقائق. ومع ذلك، عندما يواصل الشخص قوله: "ولكن يجب أن تسعى إلى الحق! إذا كانت لدى الناس دائمًا دوافع فيما يفعلونه، وكانوا يتصرفون دائمًا بطريقة لا يمكن السيطرة عليها وفقًا لنواياهم، فعندئذٍ سوف يُغضبون الله عاجلًا أم آجلًا ويتسببون في مقته، أي عندما يقولون كلامًا كهذا، لا يمكنك قبوله. عندما تسمع شركة عن الحق، لا يقتصر الأمر على أنك لا تقبلها، بل وتغضب أيضًا وترد في عقلك قائلًا: "أنتم تقضون اليوم كله في إقامة شركة عن الحق، لكنني لم أر أيًا منكم يذهب إلى السماء". ما هذه الشخصية؟ (السأم من الحق). عندما يتحول الحديث إلى ممارسة، وعندما يصبح الناس جادين معك، يظهر فيك منتهى النفور ونفاد الصبر والمقاومة. وهذا هو السأم من الحق. كيف يظهر نوع شخصية السأم من الحق بشكل أساسي؟ في رفض قبول التهذيب والتعامل. فعدم قبول التهذيب والتعامل هو أحد أنواع الحالات التي تظهر في هذا النوع من الشخصية. هؤلاء الناس في قلوبهم يقاومون عند التعامل معهم على وجه الخصوص. يقولون لأنفسهم: "لا أريد سماع ذلك! لا أريد سماع ذلك!" أو "لماذا لا تتعامل مع الآخرين؟ لماذا تضايقني؟" ما معنى السأم من الحق؟ السأم من الحق يعني أن يكون الشخص غير مهتم تمامًا بأي شيء مرتبط بالأمور الإيجابية أو بالحق أو بما يطلبه الله أو بمشيئة الله. فأحيانًا يكون لديه نفور من هذه الأشياء، وأحيانًا يكون بمعزل عنها، وأحيانًا يكون غير موقر لها وغير مبال بها، ويتعامل معها على أنها غير مهمة، كما أنه يكون منافقًا وسطحيًا تجاهها أو لا يتحمل أي مسؤولية عنها. فالمظهر الرئيسي للسأم من الحق ليس مجرد نفور عندما يسمع الناس الحق. إنه يشمل أيضًا عدم الاستعداد في ممارسة الحق، والتراجع عندما يحين الوقت لممارسة الحق كما لو كان الحق لا علاقة لهم به. عندما يقيم بعض الناس شركةً عن الحق أثناء الاجتماعات، فإنهم يبدون نشطين للغاية، ويحبون تكرار كلام التعاليم والإدلاء بعبارات سامية لتضليل الآخرين وربحهم. يبدو أنهم مفعمون بالطاقة وبالمعنويات العالية أثناء فعل هذا، ويستمرون إلى ما لا نهاية. بينما يقضي آخرون طوال النهار من الصباح إلى الليل منشغلين بأمور الإيمان، ويقرأون كلام الله، ويُصلّون، ويستمعون إلى الترانيم، ويدونون الملاحظات كما لو أنه لا يمكنهم الانفصال عن الله ولو للحظة. إنهم يشغلون أنفسهم من الفجر حتى الغسق بأداء واجبهم. فهل هؤلاء الناس يحبون الحق فعلًا؟ أليست لديهم شخصية السأم من الحق؟ متى يمكن رؤية حالتهم الحقيقية؟ (عندما يحين الوقت لممارسة الحق يهربون ولا يكونون مستعدين لقبول التهذيب والتعامل معهم). هل يمكن أن يكون سبب هذا هو أنهم لا يفهمون ما يسمعونه أو أنهم لا يفهمون الحق وليسوا على استعداد لقبوله؟ الجواب ليس أيًا من هذين. إنهم محكومون بطبيعتهم. وهذه إحدى مشكلات الشخصية. يعرف هؤلاء الناس جيدًا في قلوبهم أن كلام الله هو الحق وأنه إيجابي، وأن ممارسة الحق يمكن أن تُحدِث تغييرات في شخصيات الناس وتجعلهم قادرين على إتمام مشيئة الله، لكنهم لا يقبلونه أو يمارسونه. وهذا هو السأم من الحق. فيمن رأيتم شخصية السأم من الحق؟ (غير المؤمنين). غير المؤمنين يسأمون من الحق، وذلك في غاية الوضوح. ومن المحال أن يُخلِّص الله أمثال هؤلاء الناس. من بين المؤمنين بالله إذًا، ما الأمور التي رأيتم فيها الناس قد سأموا من الحق؟ ربما عندما أقمتم شركة الحق معهم لم يحتملوا الأمر وغادروا، وعندما تطرقت الشركة إلى صعوباتهم ومشكلاتهم فإنهم واجهوها بشكل صحيح ومع ذلك لا تزال لديهم شخصية السأم من الحق. أين يمكن رؤية هذا؟ (غالبًا ما يسمعون العظات، لكنهم لا يمارسون الحق). والناس الذين لا يمارسون الحق لديهم بلا شك شخصية السأم من الحق. يستطيع بعض الناس أحيانًا أن يمارسوا قدرًا ضئيلًا من الحق، فهل لديهم شخصية السأم من الحق؟ توجد مثل هذه الشخصية بالمثل لدى أولئك الذين يمارسون الحق ولكن بدرجات متفاوتة. فقدرتك على ممارسة الحق لا تعني أنه ليست لديك شخصية السأم من الحق. وممارسة الحق لا تعني أن شخصيتك الحياتية قد تغيرت فورًا، فذلك ليس هو الحال. يجب أن تعالج مشكلة شخصيتك الفاسدة، فهذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق التغيير في شخصيتك الحياتية. وممارسة الحق في مناسبة واحدة لا تعني أنه لم تعد لديك شخصية فاسدة. يمكنك ممارسة الحق في أحد المجالات، ولكنك لست بالضرورة قادرًا على ممارسة الحق في مجالات أخرى. فالسياقات والأسباب المتضمنة مختلفة، لكن الأهم هو وجود الشخصية الفاسدة، وهذا أصل المشكلة. ولذلك، بمجرد أن تتغير شخصية المرء، فإن جميع الصعوبات والذرائع والأعذار التي تنطوي عليها ممارسة الحق تُعالَج جميعًا، كما يُعالَج عصيانه وعيوبه وأخطائه بالكامل. إذا لم تتغير شخصيات الناس، فسوف يجدون دائمًا صعوبة في ممارسة الحق، وسوف توجد دائمًا ذرائع وأعذار. إذا كنت تريد أن تتمكن من ممارسة الحق وطاعة الله في كل شيء، فيجب أن يوجد تغيير في شخصيتك أولًا. وعندئذٍ فقط سوف تتمكن من حل المشكلات من جذورها.

ما الذي تشير إليه شخصية السأم من الحق في الأساس؟ دعونا نناقش أولًا نوع الحالة. يهتم بعض الناس اهتمامًا شديدًا بالاستماع إلى العظات، وكلما استمعوا إلى شركة الحق زاد إشراق قلوبهم وزاد ابتهاجهم. لديهم موقف إيجابي واستباقي. هل يثبت هذا أنه ليست لديهم شخصية السأم من الحق؟ (لا). على سبيل المثال، يهتم بعض الأطفال في سن السابعة أو الثامنة عندما يسمعون عن الإيمان بالله، ويقرؤون دائمًا كلمة الله ويحضرون الاجتماعات مع والديهم، ويقول بعض الناس: "هذا الطفل ليست لديه شخصية السأم من الحق، فهو ماهر للغاية وقد وُلد ليؤمن بالله وقد اختاره الله". ربما يكون الله قد اختاره، لكن هذه الكلمات ليست صحيحة تمامًا. وسبب هذا هو أنهم ما زالوا صغارًا ولم يتشكل بعد اتجاه سعيهم وأهدافهم في الحياة. وعندما لا تكون نظرتهم للحياة والمجتمع قد تشكلت بعد، يمكن القول إن أرواحهم الشابة تحب الأشياء الإيجابية، ولكن لا يمكنك القول إنه ليست لديهم شخصية السأم من الحق. لماذا أقول هذا؟ لأنهم في سن مبكر. لا تزال إنسانيتهم غير ناضجة، وهم يفتقرون إلى أي اختبار، وآفاقهم محدودة، ولا يفهمون معنى الحق على الإطلاق. إنهم يميلون إلى الأشياء الإيجابية فحسب. ولا يمكنك القول بأنهم يحبون الحق، وبالطبع لا يمكنك القول بأنهم يمتلكون حقيقة الحق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال يفتقرون إلى أي اختبار وبالتالي لا أحد يستطيع أن يرى ما هو مخفي في قلوبهم ونوع الطبيعة والجوهر لديهم. لمجرد أن الأطفال مهتمون بالإيمان بالله والاستماع إلى العظات، يقرر الناس أنهم يحبون الحق، وهذا أحد مظاهر الجهل والغباء لأن الأطفال لا يعرفون ماهية الحق، وبالتالي لا يستطيع المرء أن يذكر حتى مسألة ما إذا كانوا يحبون الحق أو يسأمون منه. يشير السأم من الحق بشكل أساسي إلى اللامبالاة والكراهية تجاه الحق والأشياء الإيجابية. والسأم من الحق يحدث عندما يتمكن الناس من فهم الحق ومعرفة الأشياء الإيجابية ومع ذلك لا يزالون يتعاملون مع الحق والأشياء الإيجابية بموقف وحالة المقاومة والسطحية والنفور والمراوغة واللامبالاة. وهذه هي شخصية السأم من الحق. هل يوجد هذا النوع من الشخصية في كل شخص؟ يقول بعض الناس: "على الرغم من أنني أعرف أن كلمة الله هي الحق، فإنني ما زلت لا أحبها ولا أقبلها، أو على الأقل لا يمكنني قبولها الآن". ما الأمر هنا؟ هذا سأم من الحق. فالشخصية الموجودة بداخلهم تمنعهم من قبول الحق. ما المظاهر المحددة لعدم قبول الحق؟ يقول البعض: "أنا أفهم جميع الحقائق، ولكن لا يمكنني ممارستها". هذا يكشف أن هذا شخص سأم من الحق ولا يحب الحق، وبالتالي لا يمكنه ممارسة أي حقائق. يقول بعض الناس: "ترجع قدرتي على كسب المال الوفير إلى الله. لقد باركني الله حقًا، وكان صالحًا للغاية معي، ومنحني ثروات كبيرة. وعائلتي كلها ترتدى أفضل الملابس وتتناول أفخر الطعام، ولا ينقصها الملبس ولا المأكل". عندما يرى هؤلاء الناس أن الله قد باركهم، فإنهم يشكرون الله في قلوبهم ويعلمون أن هذا كله كان بحكم الله وأنه لو لم يكن الله قد باركهم ولو كانوا قد اتكلوا على مواهبهم الخاصة لما حصلوا على هذه الأموال كلها. هذا هو ما يفكرون به حقًا في قلوبهم، وما يعرفونه فعلًا، وما يشكرون الله عليه حتمًا. ولكن يأتي يوم تخيب فيه أعمالهم التجارية وتسوء أحوالهم ويعانون من الفقر. لماذا هذا؟ لأنهم نهمون للراحة، ولا يراعون كيفية أداء واجبهم على الوجه الصحيح، ويقضون وقتهم كله في مطاردة الثروات فيصبحون عبيدًا للمال مما يؤثر على أدائهم لواجبهم فيحرمهم الله من ذلك. إنهم يعرفون في قلوبهم أن الله قد باركهم للغاية وأعطاهم الكثير، ومع ذلك ليست لديهم رغبة في رد محبة الله، ولا يرغبون في الخروج لأداء واجبهم، كما أنهم جبناء ويخافون باستمرار من اعتقالهم، ويخافون من فقدان جميع هذه الثروات والملذات، ونتيجةً لذلك يحرمهم الله منها. إن قلوبهم مكشوفة كالمرآة، وهم يعلمون أن الله أخذ هذه الأشياء منهم وأن الله يؤدبهم، فيُصلِّون إلى الله قائلين: "يا الله! لقد باركتني مرَّةً، ولذا يمكنك أن تباركني مرَّةً أخرى. إن وجودك أبدي، وبالتالي فإن بركاتك هي أيضًا مع البشر. أُقدِّم لك الشكر! فمهما حدث لن تتغير بركاتك ووعدك. إذا أخذت مني، فسوف أطيع". لكن كلمة "طاعة" تخرج من أفواههم خالية من الصدق. تقول أفواههم إنهم يستطيعون الطاعة، ولكنهم بعد ذلك يفكرون في الأمر ويوجد شيء لا يتوافق معهم: "لقد كانت الأحوال جيدة جدًا. فلماذا أخذها الله كلها؟ ألم يكن بقائي في المنزل وأداء واجبي كالخروج لأداء واجبي؟ ما الذي كنت أؤخره؟" إنهم يتذكرون الماضي دائمًا. لديهم نوع من الاستياء وعدم الرضا تجاه الله، ويشعرون دائمًا بالكآبة. هل ما زال الله في قلوبهم؟ ما في قلوبهم هو المال ووسائل الراحة المادية وأوقات الفرح. لا يشغل الله مكانًا في قلوبهم، فهو لم يعد إلههم. وعلى الرغم من أنهم يعرفون يقينًا أن "الله أعطى والله أخذ"، فإنهم يحبون تعبير "الله أعطى" ويكرهون تعبير "الله أخذ". ومن الواضح أن قبولهم للحق انتقائي. فعندما يباركهم الله يقبلون ذلك على أنه الحق، ولكن بمجرد أن يأخذ الله منهم، لا يمكنهم قبول الأمر. لا يمكنهم قبول مثل هذه الترتيبات من الله، وبدلًا من ذلك يقاومون ويصبحون ناقمين. وعندما يُطلَب منهم أداء واجبهم، يقولون: "سوف أؤديه إذا منحني الله البركات والنعم. بدون بركات الله، كيف أؤدي واجبي رغم أن عائلتي في مثل هذه الحالة من الفقر؟ لا أريد ذلك!" ما هذه الشخصية؟ على الرغم من أنهم في قلوبهم يختبرون بركات الله شخصيًا ومقدار ما أعطاه لهم، فإنهم غير مستعدين للقبول عندما يأخذ الله منهم. لمَ هذا؟ لأنهم لا يستطيعون التخلي عن المال وحياتهم المريحة. على الرغم من أنهم ربما لم يثيروا ضجة كبيرة بخصوص ذلك، فإنهم ربما لم يمدوا أيديهم إلى الله وربما لم يحاولوا استعادة أصولهم السابقة بالاتكال على جهودهم الخاصة، فقد أصبحوا بالفعل محبطين تجاه أفعال الله، وهم غير قادرين تمامًا على القبول ويقولون: "إنه لمن غير المراعاة حقًا أن يتصرف الله هكذا. إنه أمر يستعصي على الفهم. فكيف يمكنني مواصلة الإيمان بالله؟ لم أعد أرغب في الاعتراف بأنه الله. وإذا لم أعترف بأنه الله، فهو ليس الله". هل هذا أحد أنواع الشخصية؟ (نعم). فالشيطان لديه هذا النوع من الشخصية، والشيطان ينكر الله بهذه الطريقة. هذا النوع من الشخصية هو السأم من الحق وكراهية الحق. عندما يسأم الناس من الحق إلى هذا الحد، إلى أن يأخذهم هذا السأم؟ إنه يجعلهم يعارضون الله ويجعلهم يعارضون الله بعناد حتى النهاية، وهذا يعني أن كل شيء قد انتهى بالنسبة لهم.

ما هي طبيعة شخصية السأم من الحق بالضبط؟ الناس الذين يسأمون من الحق لا يحبون الأشياء الإيجابية أو أي شيء يفعله الله. مثال ذلك، عمل دينونة الله خلال الأيام الأخيرة: لا أحد يريد قبول هذا العمل. قليلون من الناس على استعداد للاستماع إلى العظات عن كشف الله للناس وإدانته وتوبيخه واختباره وتنقيته وتأديبه لهم، ومع ذلك يشعرون بالسعادة عند سماع أن الله يبارك الناس ويشجعهم وسماع وعوده للناس – فلا أحد يرفض هذه الأشياء. وهذا يشبه عصر النعمة عندما كان الله يؤدي عمل الغفران والعفو والبركة ومنح النعمة للإنسان، وعندما كان يشفي المرضى ويُخرِج الشياطين، وعندما كان يُقدِّم الوعود للناس. كان الناس على استعداد لقبول كل ذلك وكانوا جميعًا يُسبِّحون يسوع على محبته العظيمة للإنسان. ولكن الآن بعد أن جاء عصر الملكوت وبينما يُجري الله عمل الدينونة ويُعبِّر عن العديد من الحقائق، لا أحد يهتم. بصرف النظر عن الطريقة التي يكشف بها الله الناس ويدينهم، فإنهم لا يقبلون ذلك، بل ويقولون لأنفسهم: "هل يمكن أن يفعل الله مثل هذا الشيء؟ ألا يحب الله الإنسان؟" إذا تم التعامل مع الناس وتهذيبهم أو تزكيتهم وتأديبهم، فسوف تكون لديهم المزيد من المفاهيم ويقولون لأنفسهم: "كيف تكون هذه هي محبة الله؟ فكلمات الدينونة هذه ليست محبة على الإطلاق، وأنا لا أقبلها. إنني لست بذلك الغباء!" هذه هي شخصية السأم من الحق. يقول بعض الناس عند سماع الحق: "أي حق؟ هذه مجرد نظرية. إنه يبدو في غاية النبل والقدرة والقداسة، لكن هذه مجرد كلمات لطيفة". أليست هذه هي شخصية السأم من الحق؟ هذه هي شخصية السأم من الحق. هل هذا النوع من الشخصية فيكم؟ (نعم). ما الحالة التي ذكرت للتو أنكم من المرجح أن تقعوا فريسة لها وأنكم ترونها الأكثر شيوعًا وتحظى بأعمق تقدير منكم؟ (عدم الرغبة في مواجهة الشدة عند أداء واجبنا، وعدم الرغبة في إدانة الله وتوبيخه لنا، والرغبة في أن يسير كل شيء بسلاسة). رفض سيادة الله، ورفض تأديب الله وتزكيته، والمعرفة التامة بأن الله يعمل الخير في هذا ولكنكم لا تزالون تقاومون في قلبكم: هذا أحد أنواع المظاهر. ماذا أيضًا؟ (أننا كنا سعداء عندما كنا فعالين في أداء واجبنا، وكنا سلبيين وضعفاء وعاجزين عن التعاون الفعال عندما لم نكن كذلك). ما نوع هذا المظهر؟ (العناد). يجب أن تكون دقيقًا بخصوص هذا الأمر. لا ترتبك وتصدر أحكامًا طائشة. أحيانًا، تكون حالات الناس شديدة التعقيد، فهم ليسوا مجرد نوع واحد بل نوعين أو ثلاثة أنواع مختلطة معًا. كيف تحددها إذًا؟ أحيانًا، تكشف شخصية واحدة عن نفسها في حالتين وأحيانًا في ثلاث حالات، ولكن على الرغم من اختلاف هذه الحالات، لا يزال يوجد نوع واحد من الشخصية في نهاية المطاف. يجب أن تفهموا شخصية السأم من الحق هذه، ويجب فحص مظاهر السأم من الحق. فبهذه الطريقة، سوف تتمكن حقًا من فهم شخصية السأم من الحق هذه. أنت تسأم من الحق. وأنت تعلم جيدًا أن شيئًا ما صحيح، وهو ليس بالضرورة كلام الله أو مبادئ الحق، وأحيانًا يكون الأشياء الإيجابية والأشياء الصحيحة والكلمات الصحيحة والاقتراحات الصحيحة، ومع ذلك لا تزال تقول: "هذا ليس الحق، فهذه ببساطة هي الكلمات الصحيحة. لا أريد أن أستمع، فأنا لا أستمع إلى كلام الناس!" ما هذه الشخصية؟ يوجد هنا تكبُّر وعناد وسأم من الحق، فجميع هذه الأنواع من الشخصيات حاضرة. يمكن لكل نوع من أنواع الشخصية أن ينتج أنواعًا عديدة من الحالات. ويمكن أن ترتبط حالة واحدة بالعديد من الشخصيات المختلفة. يجب أن تتضح لك أنواع الشخصيات التي تنتجها هذه الحالات. فبهذه الطريقة، سوف تتمكن من تمييز الأنواع المختلفة من الشخصيات الفاسدة.

من بين الأنواع الأربعة من الشخصيات الفاسدة التي أقمنا عنها شركة للتو، فإن أيًا منها يكفي لإدانة الناس بالموت. هل من المبالغة قول ذلك؟ (لا). كيف تنشأ شخصيات الناس الفاسدة؟ تأتي جميعها من الشيطان. يتشبع الناس بجميع الهرطقات والمغالطات التي ينشرها الشيطان والأبالسة والمشاهير البارزون، وبالتالي تنشأ هذه الشخصيات الفاسدة المختلفة. هل هذه الشخصيات إيجابية أم سلبية؟ (سلبية). على أي أساس تقول إنها سلبية؟ (الحق). نظرًا لأن هذه الشخصيات تنتهك الحق وتقاوم الله ونظرًا لأنها في معارضة معادية لشخصية الله وكل ما لدى الله ومن هو الله، فإنه إذا وُجدت إحدى هذه الشخصيات الفاسدة في الناس، فإنهم يقاومون الله. وإذا وُجدت كل شخصية من هذه الشخصيات الأربع داخل الشخص، فهذا أمر مزعج وقد أصبح عدوًا لله ومُقدَّر له الموت المحقق. بصرف النظر عن الشخصية، إذا تعاملت معها باستخدام الحق، فسوف ترى أن الجوهر الذي تُظهره كل شخصية موجه ضد الله وفي مقاومة مع الله وفي عداوة مع الله. ولذلك، إذا لم تتغير شخصياتك، فلن تكون متوافقًا مع الله وسوف تكره الحق وسوف تكون عدوًا لله.

دعونا نتحدث بعد ذلك عن النوع الخامس من الشخصية. سوف أُقدِّم لكم مثالًا ويمكنكم محاولة معرفة هذا النوع من الشخصية. تصوَّر أن شخصين يتحدثان، وأحدهما في منتهى الصراحة فيما يقوله وبالتالي يشعر الآخر بالإهانة. يسأل نفسه: "لماذا تؤذي كبريائي؟ هل تعتقد أنني أسمح للناس بمضايقتي؟" وهكذا، تنشأ الكراهية في داخله. هذه المشكلة سهلة الحل في الواقع. إذا قال شخص ما شيئًا لإيذاء شخص آخر، فسوف تنتهي المشكلة ما دام المتحدث يعتذر للمستمع. ولكن إذا لم يستطع الطرف المهان نسيان الأمر وكان لسان حاله: "لا يفوت الأوان أبدًا على رجل نبيل ليأخذ بثأره"، فما هذه الشخصية؟ (الخبث). هذا صحيح، فهذا هو الخبث، وهذا الشخص لديه شخصية خبيثة. في الكنيسة، يجري تهذيب بعض الناس والتعامل معهم لأنهم لا يؤدون واجبهم بشكل صحيح. غالبًا ما تنطوي الأشياء التي تُقال عند تهذيب شخص ما والتعامل معه على توبيخه وربما حتى تعنيفه. سوف يزعجه هذا بالتأكيد، وسوف يريد البحث عن الأعذار والرد. إنه يقول كلامًا مثل: "على الرغم من أنك تعاملت معي بقول أشياء صحيحة، فإن بعضًا مما قلته كان مهينًا حقًا، وقد أذللتني وأذيت مشاعري. لقد آمنت بالله طوال هذه الأعوام، وأعمل بجد على الرغم من عدم تقديم أي مساهمة – فكيف يمكن أن أُعامَل هكذا؟ كيف لا تتعامل مع أي شخص آخر؟ لا يمكنني قبول هذا ولا أتحمله!" هذا نوع من الشخصية الفاسدة، أليس كذلك؟ (بلى). هذه الشخصية الفاسدة لا تظهر إلا من خلال الشكاوى والعصيان والعداء، لكنها يجب أن تبلغ ذروتها إذ لم تصل إلى ذروتها بعد على الرغم من أنها تُظهِر بالفعل بعض العلامات، وقد بدأت بالفعل في الوصول إلى النقطة التي توشك فيها على النفاذ. ما موقفه بعد ذلك بقليل؟ إنه متمرد ويشعر بالضيق والتحدي ويبدأ في التصرف بدافع الضغينة. ويبدأ في التسويغ: "القادة والعاملون ليسوا دائمًا على حق عندما يتعاملون مع الناس. قد يتمكن بقيتكم من قبول الأمر، ولكن لا يمكنني ذلك. فقدرتكم على قبول هذا ترجع إلى أنكم أغبياء وجبناء. وأنا لا أقبل هذا! دعونا نناقش الموضوع ونرى من هو مصيب أو مخطئ". وبعد ذلك يقيم معه الناس شركة الحق قائلين: "بصرف النظر عن الصواب أو الخطأ، فإن الشيء الأول الذي يجب أن تفعله هو الطاعة. هل من الممكن ألا يكون أداء واجبك مشوبًا على أقل تقدير؟ هل تفعل كل شيء بشكل صحيح؟ وحتى لو كنت تفعل كل شيء بشكل صحيح، فإن التعامل معك يظل مفيدًا لك! لقد أقمنا شركة عن المبادئ معك مرَّات عديدة، لكنك لم تنصت قط واخترت أن تفعل ما يحلو لك بطياشة، مما تسبَّب في تعطيل عمل الكنيسة وتسبَّب في خسائر جسيمة، فكيف لا يمكن أن تواجه التهذيب والتعامل معك؟ قد يكون التعبير قاسيًا، وقد يكون من الصعب سماعه، لكن هذا طبيعي، أليس كذلك؟ ما الذي تتجادل بشأنه إذًا؟ هل ينبغي أن يُسمَح لك بفعل أشياء سيئة دون السماح للآخرين بالتعامل معك؟" ولكن هل سيتمكن من قبول التعامل معه بعد سماع ذلك؟ لا. سوف يستمر فحسب في تقديم الأعذار والمقاومة. ما الشخصية التي كشفها؟ الشيطانية: إنها شخصية خبيثة. ماذا كان يقصد في الواقع؟ "إنني لا أطيق الناس الذين يغضبونني. ينبغي ألا يجرؤ أحد على لمس شعرة على رأسي. إذا أوضحت لك أنه ليس من السهل العبث معي، فلن تجرؤ على التعامل معي في المستقبل. ألن أكون الفائز حينها؟" ماذا عن الأمر؟ لقد انكشفت الشخصية، أليس كذلك؟ وهذه شخصية خبيثة. وأصحاب الشخصيات الخبيثة لا يسأمون من الحق فحسب، بل يكرهون الحق! عندما يتعرضون للتهذيب والتعامل معهم، فإنهم إما يحاولون الهروب أو يتجاهلون ذلك. إنهم في قلوبهم معادون بدرجة مخيفة. ولا يقتصر الأمر على أنهم يُقدِّمون الأعذار. فهذا ليس موقفهم على الإطلاق. إنهم مقاومون وغير مذعنين، بل ويجادلون كالمحتالين. يقولون في قلوبهم: "أفهم أنك تحاول إذلالي وإحراجي عمدًا، وعلى الرغم من أنني لا أجرؤ على معارضتك وجهًا لوجه، سوف أجد فرصة للانتقام! هل تعتقد أنه يمكنك التعامل معي واستهجاني؟ سوف أجعل الجميع إلى جانبي وأعزلك، ثم أذيقك من الكأس المر!" هذا ما يفكرون به في قلوبهم، فقد كشفت شخصياتهم الخبيثة عن نفسها أخيرًا. ولتحقيق أهدافهم والتنفيس عن ضغينتهم، يبذلون قصارى جهدهم للتوصل إلى أعذار لتبرير أنفسهم وجعل الجميع إلى جانبهم. وعندئذٍ يكونون سعداء ومطمئنين. وهذا خبث، أليس كذلك؟ هذه شخصية خبيثة. عندما لا يزال يتعين تهذيب أمثال هؤلاء الناس أو التعامل معهم، يشبهون الحملان الصغيرة. وعندما يتعرضون للتهذيب والتعامل معهم أو ينكشفون على حقيقتهم، يتحولون فورًا من حملان إلى ذئاب وتخرج منهم صفات الذئاب. هذه شخصية خبيثة، أليس كذلك؟ (بلى). لماذا لا تكون ظاهرة معظم الوقت إذًا؟ (لم يتعرضوا للاستفزاز). هذا صحيح، لم يتعرضوا للاستفزاز ولم تتعرض مصالحهم للخطر. الأمر أشبه بذئب لا يلتهمك عندما لا يكون جائعًا. هل يمكنك القول حينئذٍ إنه ليس ذئبًا؟ وإذا انتظرت حتى حاول أن يلتهمك لتسميه ذئبًا، فسوف يكون قد فات الأوان، أليس كذلك؟ وحتى عندما لا يحاول التهامك، ينبغي أن تكون متيقظًا في جميع الأوقات. فعدم التهام الذئب لك لا يعني أنه لا يريد ذلك، بل أن الوقت لم يحن بعد. وعندما يحين الوقت، فإن طبيعته تهاجمك. التهذيب والتعامل يكشفان جميع أنواع الأشخاص. يقول بعض الناس لأنفسهم: "لماذا أنا الوحيد الذي يجري التعامل معه؟ لماذا أتعرض للمضايقة دائمًا؟ هل يرونني هدفًا سهلًا؟ لست من النوع الذي يمكنك العبث به!" ما هذه الشخصية؟ كيف يمكنهم أن يكونوا الوحيدين الذين يجري التعامل معهم؟ ليس هذا هو الحال في الواقع. فمن منكم لم يجري التعامل معه أو تهذيبه؟ جميعكم جرى التعامل معهم أو تهذيبهم. أحيانًا يكون القادة والعاملون متقلبين ومتهورين في عملهم أو لا يؤدونه وفقًا لترتيبات العمل فيجري التعامل مع معظمهم وتهذيبهم. وهذا يجري لحماية عمل الكنيسة ولمنع الناس من الضلال. إنه لا يجري لاستهداف أي فرد بعينه. ومن الواضح أن ما قالوه تشويه للحقائق، وهذا أيضًا أحد مظاهر الشخصية الخبيثة.

ما الطرق الأخرى التي تظهر فيها الشخصية الخبيثة؟ وكيف ترتبط بالسأم من الحق؟ في الواقع، عندما يظهر السأم من الحق بدرجة خطيرة حاملًا صفات المقاومة والدينونة، فإن هذا يكشف عن شخصية خبيثة. فالسأم من الحق يشمل عددًا من الحالات بدءًا من عدم الاهتمام بالحق مرورًا بازدراء الحق وصولًا إلى إصدار الدينونة على الله وإدانته. عندما يصل السأم من الحق إلى نقطة معينة، يكون الناس عرضة لإنكار الله وكراهيته ومقاومته. وهذه الحالات العديدة شخصية خبيثة، أليس كذلك؟ (بلى). ولذلك، فإن أولئك الذين يسأمون من الحق لديهم حالة أكثر خطورة، ويكمن داخل هذا أحد أنواع الشخصية وهي الشخصية الخبيثة. مثال ذلك، يقر بعض الناس بأن كل شيء يحكمه الله، ولكن عندما يأخذ الله منهم ويتكبدون خسائر في مصالحهم، فإنهم لا يكونون مستائين أو معادين ظاهريًا، لكنهم من الداخل يفتقرون إلى القبول أو الخضوع. إنهم ينتهجون موقف الهمود وانتظار المحو، ومن الواضح أن هذه هي حالة السأم من الحق. توجد أيضًا حالة أخرى أكثر خطورة: إنهم لا ينتهجون موقف الهمود وانتظار المحو، لكنهم بدلًا من ذلك يقاومون ترتيبات الله وتنظيماته، ويقاومون أخذ الله الأشياء منهم. كيف يقاومون؟ (بتعطيل عمل الكنيسة والتدخل فيه، أو تخريب الأشياء ومحاولة إقامة ملكوتهم الخاص). هذا واحد من الأشكال. بعد استبدال بعض قادة الكنيسة، فإنهم يعطلون الأمور دائمًا ويتدخلون في الكنيسة أثناء الحياة الكنسية، ويقاومون ويعصون كل ما يقوله القائد المختار حديثًا، ويحاولون النيل منه دون علمه. ما هذه الشخصية؟ إنها شخصية خبيثة. فما يفكرون به حقًا هو: "إذا لم أتمكن من أن أكون قائدًا، فلن يتمكن أي شخص آخر من الاحتفاظ بهذا المنصب، فسوف أطردهم جميعًا! وإذا أجبرتك على الخروج، فسوف أكون مسؤولًا كما كنت من قبل!" هذا ليس مجرد سأم من الحق، لكنه شيء خبيث! فالتنافس من أجل المكانة، والتنافس من أجل الأرض، والتنافس من أجل المصالح الشخصية والسمعة، والانتقام في جميع الأحوال، وفعل المرء كل ما في وسعه، واستخدام جميع مهاراته، وبذل كل ما يمكن لتحقيق أهدافه وإنقاذ سمعته وافتخاره ومكانته أو لإشباع رغبته في الانتقام – هذه جميعها هي مظاهر الخبث. تتضمن بعض سلوكيات الشخصية الخبيثة قول الكثير مما ينطوي على التدخل والتعطيل، فبعضه ينطوي على فعل العديد من الأشياء السيئة لتحقيق أهداف المرء. فكل ما يفعله أمثال هؤلاء الناس سواء في أقوالهم أو أفعالهم يتعارض مع الحق وينتهك الحق، وهو بمجمله تدفق من الشخصية الخبيثة. يعجز بعض الناس عن تمييز هذه الأشياء. إذا لم يكن الكلام أو السلوك الخاطئ وقحًا، فلن يتمكنوا من رؤيته على حقيقته. أما الناس الذين يفهمون الحق فيعتبرون أن كل ما يقوله الأشرار ويفعلونه شرير ولا يمكن أبدًا أن يحتوي على أي شيء صحيح أو يتوافق مع الحق؛ فهذه الأشياء التي يقولها هؤلاء الناس ويفعلونها يمكن أن يقال إنها شريرة بنسبة 100٪ وهي بالتأكيد تدفقات من الشخصية الخبيثة. ما دوافع الأشرار قبل أن يكشفوا عن هذه الشخصية الخبيثة؟ ما أنواع الأهداف التي يحاولون تحقيقها؟ كيف يمكنهم فعل مثل هذه الأشياء؟ هل يمكنكم تمييز هذا؟ سوف أعطيك مثالًا. يحدث شيء ما في منزل أحد الأشخاص. إنه خاضع لمراقبة التنين العظيم الأحمر ولا يمكنه العودة، الأمر الذي يؤلمه للغاية. يستقبله بعض الإخوة والأخوات، وعندما يرى مدى روعة كل شيء في منزل مضيفيه، يقول لنفسه: "لماذا لم يحدث شيء لمنزلك؟ ولماذا حدث لمنزلي؟ هذا ظلم. هذا غير مقبول، ويجب أن أفكر في طريقة لجعل شيء ما يحدث لمنزلك بحيث لا يمكنك العودة إليه. سوف أذيقك من كأس المشقة نفسه الذي تجرعته". بصرف النظر عما إذا كان يفعل أي شيء أم لا، أو ما إذا أصبح هذا حقيقة أم لا، أو ما إذا كان يحقق أهدافه، فإنه لا يزال لديه هذا النوع من النوايا. وهذا نوع من الشخصية، أليس كذلك؟ (بلى). إذا لم يتمكن من عيش حياة رغدة، فلن يسمح للآخرين بذلك أيضًا. ما هذه الشخصية؟ (شخصية الخبث). إنها شخصية خبيثة، فهذا الشخص بغيض! إنه فاسد حتى النخاع كما يقول المثل. وهذا يصف مدى خبثه. ما طبيعة مثل هذه الشخصية؟ عند محاولة فحص ما ينكشف فيه من هذه الشخصية ووقت انكشافه، هل يكون ذلك هو دوافعه ونواياه وأهدافه؟ عندما يكشف عن هذه الشخصية، من أين تنشأ؟ ما الذي يرغب في تحقيقه؟ حدث شيء ما في منزله وكان يحصل على الإعالة الجيدة في منزل مضيفه، فلماذا يريد إفساد هذا الأمر؟ هل يشعر بالسعادة لمجرد إفساد الأمور على مضيفيه بحيث يحدث شيء في منزل مضيفيه ولا يستطيع مضيفوه العودة أيضًا؟ ينبغي عليه من أجلهم حماية هذا المكان ومنع حدوث أي شيء له وعدم إلحاق الأذى بمضيفيه لأن إيذاءهم أشبه بإيذاء نفسه. ما هدفه بالضبط إذًا من رغبته في فعل هذا؟ (عندما لا تسير الأمور على ما يرام له، فإنه لا يريد أن تسير الأمور على ما يرام لأي شخص آخر أيضًا). وهذا اسمه الخبث. إنه يفكر هكذا: "لقد هدم التنين العظيم الأحمر منزلي ولا أملك الآن منزلًا. ولكن لا يزال لديك منزل دافئ لطيف يمكنك العودة إليه. وهذا ظلم. لا يمكنني أن أطيق رؤيتك قادرًا على العودة إلى منزلك. سوف ألقنك درسًا. وسوف أجعلك عاجزًا عن العودة إلى المنزل فتكون مثلي تمامًا. فهذا سيجعل الأمور تبدو عادلة". أليس فعل هذا خبيثًا وسيء النية؟ ما طبيعة هذا؟ (الخبث). فكل شيء يقوله الأشرار ويفعلونه يجري لتحقيق هدف. ما أنواع الأشياء التي يفعلونها عادةً؟ ما أكثر الأشياء شيوعًا التي يفعلها أصحاب الشخصيات الخبيثة؟ (إنهم يعيقون العمل الكنسي ويتدخلون فيه ويدمرونه). (إنهم يحاولون التملق عندما يواجهون الناس وجهًا لوجه، لكنهم بعد ذلك يحاولون النيل من الناس دون علمهم). (إنهم يهاجمون الناس وينتقمون منهم وينتقدونهم بخبث). (إنهم ينشرون الشائعات والافتراءات). (إنهم يؤذون الآخرين ويحكمون عليهم ويدينونهم). إن طبيعة هذه الأفعال هي تعطيل عمل الكنيسة وهدمه، وجميعها مظاهر لمقاومة الله ومهاجمته، وجميعها علامات شخصية خبيثة. وأولئك الذين يمكنهم فعل هذه الأشياء هم بلا شك أناس أشرار، ويمكن تعريف جميع أولئك الذين لديهم مظاهر معينة من الشخصية الخبيثة بأنهم أشرار. ما جوهر الشخص الشرير؟ إنه إبليس الشيطان. وهذا ليس من قبيل المبالغة. هل يمكنكم أداء هذه الأفعال؟ أي من هذه الأفعال يمكنكم فعله؟ (الإدانة). هل تجرؤ إذًا على مهاجمة الناس أو الانتقام منهم؟ (أحيانًا ترادوني هذه الأنواع من الأفكار، لكنني لا أجرؤ على تنفيذها). لديكم مجرد هذه الأفكار، لكنكم لا تجرؤون على تنفيذها. إذا كان شخص ما في مكانة أدنى يؤذيك، فهل تجرؤ على الانتقام؟ (أحيانًا سأفعل ذلك ويمكنني فعل مثل هذه الأشياء). إذا كان هذا الشخص له شأن وكان شديد الوضوح وآذاك، فهل تجرؤ على الانتقام؟ ربما لن يخشى إلا القليل من فعل ذلك. هل أمثال هؤلاء الناس، أي الأشخاص الذي يضايقون الضعفاء بينما يخشون الأقوياء، لديهم شخصيات خبيثة؟ (نعم). بصرف النظر عن نوع السلوك والمستهدف منه، إذا تمكنت من أداء فعل شرير للانتقام من الإخوة والأخوات الآخرين، فهذا يثبت وجود شخصية خبيثة بداخلك. لا تبدو هذه الشخصية الخبيثة مختلفة تمامًا ظاهريًا، ولكن يجب أن تتمكنوا من تمييزها ومن تمييز من الذي تستهدفه. إذا كنت شرسًا تجاه الشيطان وتمكنت من إخضاع الشيطان وإذلاله، فهل هذه شخصية خبيثة؟ لا. فهذا دفاع عن الحق وجرأة في مواجهة العدو. وهذا هو حس البر. في أي ظروف يمكن اعتبار هذا شخصية خبيثة؟ إذا كنت تتنمر على الأخيار أو الإخوة والأخوات وتسحقهم وتهينهم، فسوف تكون هذه شخصية خبيثة. ولذلك، يجب أن تملك الضمير والعقل، وأن تتعامل مع الناس والأمور وفقًا للمبادئ، وأن تتمكن من تمييز الأشرار والشيطان، وأن يكون لديك حس البر، ويجب أن تكون متسامحًا وصبورًا تجاه شعب الله المختار وتجاه الإخوة والأخوات، ويجب أن تمارس وفقًا للحق. فهذا صحيح تمامًا ويتوافق مع مشيئة الله. أما أصحاب الشخصيات الخبيثة فلا يعاملون الناس وفقًا لمبادئ كهذه. إذا فعل شخص ما مهما كانت هويته شيئًا مؤذيًا لهم، فسوف يحاولون استعادة مكانتهم، وهذا هو الخبث. لا يوجد مبدأ للطريقة التي يتصرف بها الأشرار. إنهم لا يسعون إلى الحق. وسواء كان الأمر ضغينة شخصية أو مضايقة الضعفاء وخشية الأقوياء أو الجرأة على الانتقام من أي شخص، فإن هذه جميعها تتعلق بشخصية خبيثة وهذه جميعها تُشكِّل شخصية فاسدة. ولا يوجد شك في هذا.

ما المظهر الأوضح لشخص لديه شخصية خبيثة؟ أنه عندما يواجه شخصًا بريئًا تسهل مضايقته فيبدأ في مضايقته والعبث معه. وهذه ظاهرة شائعة. عندما يرى شخص وديع القلب نوعًا ما شخصًا بلا ذنب وجبانًا فيشعر تجاهه بالتعاطف، وحتى إذا لم يتمكن من مساعدته فلن يتنمر عليه. عندما ترى أن أحد إخوتك أو أخواتك بلا ذنب، كيف تتعامل معه؟ هل تتنمر عليه أو تضايقه؟ (ربما أنظر إليه بازدراء). النظر إلى الناس بازدراء هو أحد طرق رؤيتهم ومشاهدتهم وأحد أنواع العقلية، لكن كيفية تصرُّفك والتحدث تجاههم تنطوي على شخصيتك. أخبروني: كيف تتعاملون مع الخجولين والجبناء؟ (ألاحقهم بالأوامر وأضايقهم). (عندما أراهم يؤدون واجبهم بشكل خاطئ، أمارس التمييز ضدهم وأستبعدهم). هذه الأشياء التي تذكرونها مظاهر شخصية خبيثة وتتعلق بشخصيات الناس. توجد الكثير من هذه الأشياء، ولذلك لا توجد حاجة للخوض في التفاصيل عنها. هل صادفتم مثل هذا الشخص من قبل، شخصًا تمنى الموت لجميع من أغضبوه بل وطلب من الله أن يلعنهم ويمسحهم من على وجه الأرض؟ على الرغم من أنه لا يوجد إنسان يملك مثل هذه القوة، إلا أنه يفكر في قلبه حول مدى روعة الأمر إذا فعل ذلك، وإلا فإنه يطلب من الله أن يفعل هذا. هل تساوركم مثل هذه الأفكار في قلوبكم؟ (عندما ننشر الإنجيل ونواجه أناسًا أشرارًا يهاجموننا ويبلغون الشرطة عنا، أشعر بالكراهية تجاههم وتساورني أفكار مثل "سيأتي اليوم الذي يعاقبك فيه الله"). تلك حالة موضوعية تمامًا. لقد تعرضت للهجوم وعانيت وشعرت بالألم وسُحقت أمانتك واحترامك لذاتك تمامًا. وفي مثل هذه الظروف، سوف يجد معظم الناس صعوبة في التغلب على ذلك. (ينشر بعض الناس شائعات عن كنيستنا عبر الإنترنت، ويُقدِّمون ادعاءات كثيرة، وأغضب بشدة عندما أقرأها، ويوجد قدر كبير من الكراهية في قلبي). هل هذا خبث أم حدة طباع أم أنها الطبيعة البشرية؟ (إنها الطبيعة البشرية. فعدم كره الشياطين وأعداء الله ليست طبيعة بشرية). ذلك صحيح. فهذا هو إعلان الطبيعة البشرية ومظهرها واستجابتها. إذا كان الناس لا يكرهون الأشياء السلبية أو يحبون الأشياء الإيجابية، وإذا لم تكن لديهم معايير للضمير، فهم ليسوا بشرًا. في ظل هذه الظروف، ما الأفعال التي يمكن أن يعملها الشخص لكي تصبح شخصيته خبيثة؟ إذا تحولت هذه الكراهية والبغضة إلى نوع معين من السلوك، وإذا فقدت كل عقل وتجاوزت أفعالك خطًا أحمر معينًا للبشر، وحتى إذا كنت معرضًا لقتلهم وانتهاك القانون، فهذا هو الخبث والتصرف بتهور. عندما يفهم الناس الحق ويتمكنون من تمييز الأشرار ويحتقرون الشر، فهذه هي الطبيعة البشرية. ولكن إذا تعامل الناس مع الأمور بتهور، فإنهم يتصرفون بدون مبادئ. هل يختلف هذا عن ارتكاب الشر؟ (نعم، يوجد اختلاف. إذا كان الشخص في منتهى السوء والخبث والشر وانعدام الأخلاق، وكنت تشعر بنفور شديد تجاهه، ووصل هذا النفور إلى النقطة التي تطلب فيها من الله أن يلعنه، فهذا مقبول. ولكن هل من المقبول ألا يتصرف الله بعد أن تكون قد صلَّيت مرَّتين أو ثلاث مرَّات فيما تتعامل مع الأمور بنفسك؟ (لا). يمكنك أن تُصلِّي إلى الله وتُعبِّر عن وجهات نظرك وآرائك، ثم تبحث عن مبادئ الحق، وفي هذه الحالة سوف تتمكن من التعامل مع الأمور بشكل صحيح. ولكن ينبغي ألا تطالب الله أو تحاول إجباره على الانتقام بالنيابة عنك، وبالطبع ينبغي ألا تجعل تهورك يدفعك لفعل أمور غبية. ينبغي أن تتعامل مع الأمر بعقلانية. ينبغي أن تتحلى بالصبر وتنتظر توقيت الله وتقضي المزيد من الوقت في الصلاة إلى الله. انظر كيفية تصرُّف الله بحكمة تجاه الشيطان إبليس، وبهذه الطريقة يمكنك أن تتحلى بالصبر. العقلانية تعني أن تستودع هذا كله إلى الله وتترك الله يتصرف. وهذا ما ينبغي أن يفعله الكائن المخلوق. لا تتصرف بدافع التهور. فالتصرف بدافع التهور غير مقبول عند الله، بل ويدينه الله. وفي مثل هذه الأوقات، لا تكون الشخصية التي تظهر في الناس ضعفًا بشريًا أو غضبًا عابرًا، بل شخصية خبيثة. وبمجرد تحديدها على أنها شخصية خبيثة، فإنك تكون في ورطة ولا يكون من المحتمل خلاصك. وسبب ذلك هو أنه عندما تكون شخصيات الناس خبيثة، فإنهم يكونون عُرضة للتصرف بما ينتهك الضمير والعقل، ويصبحون على استعداد شديد لانتهاك القانون وانتهاك مراسيم الله الإدارية. كيف يمكن تجنُّب هذا إذًا؟ كحد أدنى، توجد ثلاثة خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها: الخط الأول هو عدم فعل أشياء تخالف الضمير والعقل، والثاني هو عدم مخالفة القانون، والثالث هو عدم مخالفة مراسيم الله الإدارية. بالإضافة إلى ذلك، لا تفعل أي شيء متطرف أو أي شيء سوف يعطل عمل الكنيسة. إذا التزمت بهذه المبادئ، فسوف تُضمَن سلامتك على الأقل ولن تُستبعَد. وإذا قاومت بشراسة عند تهذيبك والتعامل معك لأنك ارتكبت جميع أنواع الشرور، فذلك حتى أكثر خطورة. من المحتمل أن تُغضب شخصية الله مباشرةً وأن تُطرَد أو تُبعَد من الكنيسة. فعقوبة إغضاب شخصية الله أشد بكثير من عقوبة مخالفة القانون؛ إنها مصير أسوأ من الموت. يستلزم انتهاك القانون عقوبة السجن كحد أقصى؛ فأنت تقضي بضعة أعوام شاقة ثم تخرج وهذا كل شيء. ولكن إذا أغضبت شخصية الله، فسوف تعاني من العقاب الأبدي. ولذلك، إذا كان أصحاب الشخصيات الخبيثة يفتقرون إلى العقلانية، فإنهم في خطر شديد وهم عُرضة لارتكاب الشر، ومن المؤكد أنهم سوف يُعاقبون ويعانون من العقاب. وإذا كان لدى الناس القليل من العقلانية، وتمكَّنوا من السعي إلى الحق والخضوع له، وتمكَّنوا من الامتناع عن ارتكاب الكثير من الشر، فعندئذٍ يكون لديهم بالتأكيد رجاء في الخلاص. من المهم للغاية أن يتمتع الشخص بالعقلانية والعقل. فمن المرجح للشخص العاقل قبول الحق والتعامل مع التهذيب والتعامل معه بطريقة صحيحة. أما فاقد العقل فيكون في خطر عند تهذيبه والتعامل معه. لنفترض مثلًا أن شخصًا يشعر بالغضب الشديد بعد أن يتعامل معه أحد القادة ويهذبه. إنه يشعر برغبة في نشر الشائعات ومهاجمة القائد، لكنه لا يجرؤ على ذلك خوفًا من التسبب في المتاعب. ومع ذلك، فإن مثل هذه الشخصية توجد بالفعل في قلبه، ومن الصعب تحديد ما إذا كان سيتصرف بناءً عليها أم لا. وما دام هذا النوع من الشخصية موجود في قلب الشخص، وما دامت هذه الأفكار موجودة، فإنه يكون بالفعل في خطر بالرغم من أنه قد لا يتصرف بناءً عليها. وقد يتصرف بناءً عليها عندما تسمح الظروف وتسنح الفرصة. ما دامت شخصيته الخبيثة موجودة، سوف يرتكب هذا الشخص الشر عاجلًا أم آجلًا إذا لم تُعالَج. ما المواقف الأخرى التي يكشف فيها الشخص عن شخصية خبيثة إذًا؟ أخبرني. (كنت سطحيًا في واجبي ولم أحصل على أي نتائج ثم حل القائد مكاني وفقًا للمبادئ فشعرت بالمقاومة نوعًا ما. وعندما رأيت أنه كشف عن شخصية فاسدة، فكرت في كتابة خطاب للإبلاغ عنه). هل تأتي هذه الفكرة من فراغ؟ بالطبع لا. فقد أنتجتها طبيعتك. وعاجلًا أم آجلًا، تنكشف الأشياء الموجودة في طبائع الناس، ومن المحال معرفة في أي حالة أو سياق سوف تنكشف أو تحدث. أحيانًا لا يفعل الناس شيئًا، ولكن السبب هو أن الوضع لا يسمح بذلك. ومع ذلك، إذا كانوا يطلبون الحق، فسوف يتمكنون من السعي إلى الحق لعلاج هذا. وإذا لم يطلبوا الحق، فسوف يفعلون ما يحلو لهم، وسوف يرتكبون الشر بمجرد أن يسمح الوضع بذلك. ولذلك، إذا لم تُعالَج الشخصية الفاسدة، فمن المحتمل جدًا أن يقع الناس في المشكلات، وفي هذه الحالة سوف يتعين عليهم جني ما زرعوه. بعض الناس لا يطلبون الحق ويكونون دائمًا سطحيين في أداء واجباتهم. إنهم لا يقبلون الأمر عند تهذيبهم والتعامل معهم، ولا يتوبون أبدًا، وفي النهاية يُنبذون بهدف التأمل. يُطرَد بعض الناس من الكنيسة لأنهم يتدخلون باستمرار في حياة الكنيسة وأصبحوا أشرارًا؛ وبعض الناس يُطرَدون لأنهم يفعلون جميع أنواع الشر. ولذلك، بصرف النظر عن نوع شخصيتهم، إذا كشف الشخص بشكل متكرر عن شخصية فاسدة ولم يسع إلى الحق لعلاج هذا، فهو عُرضة لارتكاب الشر. لا تتكون شخصية البشر الفاسدة من التكبُّر فقط، بل تتكون أيضًا من الشر والخبث. فالتكبُّر والخبث مجرد عوامل مشتركة.

كيف ينبغي إذًا علاج مشكلة كشف شخصية خبيثة؟ يجب على الناس أن يدركوا ماهية شخصيتهم الفاسدة. فشخصية بعض الناس خبيثة وماكرة ومتكبرة على وجه الخصوص، وهم منعدمو الضمير تمامًا. هذه هي طبيعة الأشرار، وهؤلاء الناس هم الأخطر على الإطلاق. عندما يمتلك أمثال هؤلاء الناس السلطة، فإن إبليس يمتلك السلطة والشيطان يمتلك السلطة. وفي بيت الله، ينكشف جميع الأشرار ويُطردون بسبب ارتكاب جميع أنواع الشرور. عندما تحاول إقامة شركة الحق مع الأشرار أو تهذيبهم والتعامل معهم، يوجد احتمال كبير أنهم سوف يهاجمونك أو يدينونك أو حتى ينتقموا منك، وهذه جميعها عواقب ناتجة عن شخصياتهم الخبيثة للغاية. وهذا أمر شائع للغاية في الواقع. مثال ذلك، من الممكن أن يوجد شخصان متوافقان للغاية ومحترمان للغاية ومتفهمان أحدهما تجاه الآخر، ولكنهما في نهاية المطاف ينقسمان على شيء يتعلق بمصالحهما ويقطعان العلاقات أحدهما مع الآخر. بل وإن بعض الناس يصبحون أعداء ويحاولون الانتقام بعضهم من بعض. جميعهم خبثاء للغاية. عندما يتعلق الأمر بأداء الناس واجبهم، هل لاحظتم أي الأشياء التي تظهر وتنكشف فيهم تندرج ضمن الشخصية الخبيثة؟ هذه الأشياء موجودة بالتأكيد، ويجب عليك استئصالها. سوف يساعدكم هذا على تمييز هذه الأشياء والتعرف إليها. إذا كنتم لا تعرفون كيفية استئصالها وتمييزها، فلن تتمكنوا أبدًا من تمييز الأشرار. بعد أن يضل بعض الناس من أضداد المسيح ويقعون تحت سيطرتهم، فإن حياتهم تتضرر، وعندئذٍ يعرفون ماهية ضد المسيح وطبيعة الشخصية الخبيثة. إن فهمكم للحق سطحي للغاية. يتوقف فهمك لمعظم الحقائق على المستوى المنطوق أو المكتوب، أو أنك تكتفي بفهم كلمات التعاليم وهذه لا تتطابق على الإطلاق مع الواقع. بعد سماع العديد من العظات، يبدو أنه يوجد فهم واستنارة في قلبك؛ ولكن عندما تواجه الواقع، فإنك لا تزال عاجزًا عن تمييز الأشياء على حقيقتها. من الناحية النظرية، تعلمون جميعًا مظاهر ضد المسيح، ولكن عندما ترون أحد أضداد المسيح الحقيقيين، لا يمكنكم تمييزه على أنه ضد المسيح. وسبب هذا هو أن اختبارك يكاد يكون منعدمًا. عندما تختبر المزيد وتتأذى من أضداد المسيح بما فيه الكفاية، سوف تتمكن من تمييزهم على حقيقتهم. واليوم، على الرغم من أن معظم الناس يستمعون إلى العظات بضمير حي أثناء الاجتماعات، ويريدون طلب الحق، فإنهم بمجرد سماع العظة لا يفهمون إلا المعنى الحرفي ولا يتجاوزون المستوى النظري ويعجزون عن اختبار حقيقة الحق. ولذلك، فإن دخولهم إلى حقيقة الحق سطحي للغاية، مما يعني أنهم يفتقرون إلى تمييز الأشرار وأضداد المسيح. أضداد المسيح لديهم جوهر الأشرار، ولكن بصرف النظر عن أضداد المسيح والأشرار، ألا يمتلك الآخرون شخصيات خبيثة؟ في الواقع، لا يوجد أناس صالحون. عندما تسير الأمور جيدًا، فإنهم يبتسمون، ولكن عندما يواجهون شيئًا يضر بمصالحهم، فإنهم يصبحون بشعين. وهذه هي الشخصية الخبيثة. يمكن انكشاف هذه الشخصية الخبيثة في أي وقت، فهذا أمر تلقائي. ما الذي يحدث بالضبط هنا إذًا؟ هل يتعلق الأمر بأن المرء ممسوس بأرواح شريرة؟ هل هي مسألة تناسخ شيطاني؟ إذا كان هذا أيًا من هذين الأمرين، فإن الشخص له جوهر فاعل الشر ومن المحال علاجه. وإذا لم يكن جوهره هو جوهر فاعل الشر وكانت لديه فقط هذه الشخصية الفاسدة، فإن حالته ليست مميتة، وإذا كان بإمكانه قبول الحق فلا يزال يوجد رجاء في خلاصه. كيف يمكن إذًا علاج الشخصية الخبيثة الفاسدة؟ أولًا، يجب أن تُصلِّي كثيرًا عندما تواجه الأمور وتتأمل في دوافعك ورغباتك. يجب أن تقبل تمحيص الله وتتحكم في سلوكك. بالإضافة إلى ذلك، يجب ألا تكشف عن أي كلام أو سلوك شرير. إذا وجد الشخص في قلبه نوايا خاطئة وخبث، وأراد أن يرتكب شرورًا، فعليه أن يسعى إلى الحق لعلاجها، ويجب أن يجد كلمات الله ذات الصلة لفهم هذا الأمر وعلاجه، ويجب أن يُصلِّي إلى الله ويطلب حمايته ويحلف لله، ويجب أن يلعن نفسه عندما لا يقبل الحق ويرتكب الشر. فإقامة الشركة مع الله بهذه الطريقة تمنح الإنسان الحماية وتمنعه من فعل الشر. وإذا حدث شيء للشخص وظهرت نوايا شريرة لكنه لم يلتفت إليها وترك الأمور تسير دون أن يتدخل فيها أو اعتبر أن هذه هي طريقة سير الأمور، فهو شخص شرير ولا يؤمن حقًا بالله ولا يحب الحق. لا يزال مثل هذا الشخص يريد أن يؤمن بالله ويتبعه وأن ينال البركة ويدخل الملكوت السماوي، فهل ذلك ممكن؟ إنه يحلم. النوع الخامس من الشخصية هو الخبث. وهذه أيضًا مشكلة تتعلق بالشخصيات الفاسدة، وذلك هو ما يمكن أن يُقال إلى حد ما عن هذا الموضوع.

ينبغي أن تتعرف أيضًا إلى النوع السادس من الشخصية الفاسدة: الشر. لنبدأ عندما يعظ الناس بالإنجيل. يكشف بعض الناس عن شخصية شريرة عندما يعظون بالإنجيل. إنهم لا يعظون وفقًا للمبدأ، ولا يعرفون أي نوع من الناس يحبون الحق ويتمتعون بالطبيعة البشرية، بل يكتفون بالبحث عن عضو من الجنس الآخر يرتبطون به ويحبونه ويتناغمون معه. إنهم لا يعظون الناس الذين لا يحبونهم أو الذين لا يتناغمون معهم. لا يهم ما إذا كان الشخص يتوافق مع مبادئ نشر الإنجيل؛ فإذا كان شخصًا ما مثار اهتمامهم، فلن يتخلوا عنه. قد يخبرهم آخرون بأن الشخص لا يتوافق مع مبادئ نشر الإنجيل، لكنهم ما زالوا يصرون على الوعظ له. توجد داخلهم شخصية تتحكم في أفعالهم وتجعلهم يشبعون رغباتهم الفاسقة ويحققون أهدافهم تحت راية نشر الإنجيل. وهذا شيء لا يخلو من الشخصية الشريرة. بل ويوجد أولئك الذين يعرفون تمام المعرفة أنهم مخطئون في فعل هذا، وأن فعل ذلك يُغضب الله وينتهك مراسيمه الإدارية، ومع ذلك لا يتوقفون. هذا أحد أنواع الشخصية، أليس كذلك؟ (بلى). هذا أحد مظاهر الشخصية الشريرة، ولكن تدفق الرغبات الفاسقة لا يمكن وصفه وحده بأنه شرير؛ فنطاق الشر أوسع من مجرد شهوة الجسد. فكِّر في ذلك: ما المظاهر الأخرى للشخصية الشريرة؟ نظرًا لأنها شخصية، فإنها أكثر من مجرد طريقة تصرُّف، إذ تشمل العديد من الحالات والمظاهر والتدفقات المختلفة، وهذا هو ما يُعرِّفها على أنها شخصية. (متابعة الاتجاهات الدنيوية، وعدم التخلي عن الأشياء المتعلقة باتجاهات العالم). عدم التخلي عن الاتجاهات الشريرة هو أحد الأنواع. التعلق بالتيارات الشريرة في العالم ومطاردتها والانشغال بها ومتابعتها بشغف كبير. يوجد البعض ممن لا يتخلون عن هذه الأشياء أبدًا بصرف النظر عن كيفية إقامة شركة عن الحق معهم، وبصرف النظر عن كيفية تهذيبهم والتعامل معهم، بل ويصل الأمر إلى نقطة الافتتان، وهذا شر. عندما يتبع الناس الاتجاهات الشريرة إذًا، ما المظاهر التي تشير إلى أن لديهم شخصية شريرة؟ لماذا يحبون هذه الأشياء؟ ما الذي تتضمنه هذه الاتجاهات الدنيوية الشريرة ويجلب لهم الرضا النفسي ويشبع احتياجاتهم ويشبع ميولهم ورغباتهم؟ لنفترض مثلًا أنهم يحبون نجوم السينما: ما الشيء الذي يميز نجوم السينما هؤلاء ويؤدي إلى هذا الهوس ويجعل الناس يتابعونهم؟ اختيالهم وأسلوبهم ومظهرهم وشهرتهم، بالإضافة إلى نوع الحياة المسرفة التي يتوق إليها تابعوهم. إنهم يتبعون جميع هذه الأشياء، فهل جميعها شريرة؟ (نعم). لماذا يقال إنها شريرة؟ (لأنها تتعارض مع الحق والأمور الإيجابية ولا تتوافق مع ما يطلبه الله). هذا هو التعليم. حاول تحليل هؤلاء المشاهير ونجوم السينما: أسلوب حياتهم وسلوكهم وحتى الشخصية العامة والأزياء التي يهيم بها الجميع كثيرًا. لماذا يعيشون مثل هذه الحياة؟ ولماذا يلهمون الآخرين لاتباعهم؟ لقد بذلوا جهدًا كبيرًا في هذا كله. لديهم فنانو تجميل ومصممون شخصيون لتسريحات الشعر لتشكيل صورتهم هذه. ما هدفهم إذًا من تشكيل صورتهم هذه؟ جذب الناس وتضليلهم ودفعهم على اتباعهم والاستفادة من هذا. وهكذا، سواء كان الناس يهيمون بشهرة نجوم السينما هؤلاء أو مظهرهم أو حياتهم، فإن هذه الأفعال غبية وعبثية حقًا. إذا كان الإنسان يتمتع بالعقلانية، فكيف يعبد الأبالسة؟ الأبالسة أشياء تضلل الناس وتخدعهم وتؤذيهم. الأبالسة لا تؤمن بالله ولا تقبل الحق بتاتًا. وجميع الأبالسة تتبع الشيطان. ما أهداف من يتبعون ويعبدون الأبالسة والشيطان؟ إنهم يريدون تقليد هؤلاء الأبالسة والتشبه بهم على أمل أن يصبحوا يومًا ما أبالسة مثل هؤلاء الأبالسة والمشاهير ذوي الجمال والإثارة. إنهم يحبون الاستمتاع بهذا الشعور. وبصرف النظر عن الشخصية الشهيرة أو البارزة التي يهيم بها الشخص، فإن الهدف النهائي لهؤلاء النجوم هو نفسه، أي تضليل الناس وجذبهم ودفعهم للهيام بهم واتباعهم. أليست هذه شخصية شريرة؟ هذه شخصية شريرة، ولا أوضح من ذلك.

تظهر الشخصيات الشريرة أيضًا بطريقة أخرى. يرى بعض الناس أن الاجتماعات في بيت الله تتضمن دائمًا قراءة كلمة الله، وإقامة شركة عن الحق، ومناقشة معرفة الذات، والأداء الصحيح للواجب، وكيفية التصرف وفقًا للمبادئ، وكيفية اتقاء الله والحيدان عن الشر، وكيفية فهم الحق وممارسته، ومختلف الجوانب الأخرى للحق. بعد أن يكونوا قد استمعوا طوال هذه الأعوام، فإنهم يبدأون في الشعور بالضجر كلما استمعوا أكثر ويبدأون في الشكوى قائلين: "أليس الهدف من الإيمان بالله هو ربح البركات؟ لماذا نتحدث دائمًا عن الحق وإقامة الشركة عن كلمة الله؟ هل ينتهى هذا كله؟ لقد سئمت منه!" لكنهم لا يريدون العودة إلى العالم الدنيوي. إنهم يقولون أنفسهم: "الإيمان بالله مضجر للغاية. إنه ممل، فكيف يمكنني أن أجعله أكثر تشويقًا؟ يجب أن أجد شيئًا مثيرًا للاهتمام". ولذلك، فإنهم يطوفون متسائلين: "كم عدد المؤمنين بالله في الكنيسة؟ كم عدد القادة والعاملين؟ كم عدد من جرى استبدالهم؟ كم عدد الطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا؟ هل يعرف أحد الرقم؟" إنهم يتعاملون مع هذه الأشياء وهذه البيانات على أنها الحق. ما هذه الشخصية؟ هذا هو الشر الذي يُشار إليه عادةً باسم "الخسة". لقد سمعوا الكثير من الحقائق، ولكن لم يحفز أي منها اهتمامًا أو تركيزًا كافيًا لديهم. بمجرد أن يكون لدى شخص ما قدر من النميمة أو الأخبار الداخلية، فإنهم يصغون بكل انتباه فورًا خشية تفويت ذلك. وهذه خسة، أليس كذلك؟ (بلى). ماذا يميز الأخساء؟ ليس لديهم أدنى اهتمام بالحق. إنهم لا يهتمون إلا بالأمور الخارجية، ويبحثون بجشع وبلا كلل عن النميمة والأشياء التي لا تأثير لها على دخولهم إلى الحياة أو على الحق. إنهم يعتقدون أن معرفة هذه الأشياء وجميع هذه المعلومات واستيعابها كلها في عقولهم معناه أنهم يمتلكون حقيقة الحق وأنهم بالفعل أعضاء في بيت الله وأنهم سوف يُبارَكون بالتأكيد من الله ويمكنهم دخول ملكوت الله. هل تعتقدون أن هذا هو الحال بالفعل؟ (لا). يمكنكم أن تكتشفوا هذا، لكن العديد من المؤمنين الجدد بالله لا يمكنهم ذلك. إنهم يركزون على هذه المعلومات، ويعتقدون أن معرفة هذه الأشياء تجعلهم أعضاء في بيت الله. لكن الله في الواقع يحتقر أمثال هؤلاء الناس أكثر من غيرهم، فهم الأكثر عبثًا وسطحية وجهلًا بين جميع الناس. لقد ظهر الله في الجسد في الأيام الأخيرة لإجراء عمل دينونة الناس وتطهيرهم، ويتمثل تأثير ذلك في منح الناس الحق باعتباره الحياة. ولكن إذا كان الناس لا يركزون على أكل وشرب كلمة الله وكانوا يحاولون دائمًا اكتشاف النميمة ومحاولة معرفة المزيد عن الشؤون الداخلية للكنيسة، فهل يطلبون الحق؟ هل هم أناس يؤدون العمل المناسب؟ أرى أنهم أشرار. إنهم ليسوا مؤمنين. ويمكن أيضًا وصف أناس على هذا المنوال بأنهم أخساء. إنهم لا يركزون إلا على الشائعات. فهذا يشبع فضولهم، لكن الله يحتقرهم. هؤلاء ليسوا أناسًا يؤمنون حقًا بالله، وبالطبع ليسوا أولئك الذين يطلبون الحق. إنهم بكل بساطة خدام الشيطان الذين يعطلون عمل الكنيسة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الناس الذين يفحصون الله دائمًا ويتحققون منه هم خدام التنين العظيم الأحمر وتابعيه. والله يمقت هؤلاء الناس ويسأم منهم قبل كل شيء. إذا كنت تؤمن بالله، فلماذا لا تثق به؟ عندما تفحص الله وتتحقق منه، هل تبحث عن الحق؟ هل للبحث عن الحق أي علاقة بالعائلة التي وُلد فيها المسيح أو بالبيئة التي نشأ فيها؟ أليس الناس الذين يضعون الله دائمًا تحت المجهر منفرين؟ إذا كانت لديك باستمرار مفاهيم عن الأشياء المتعلقة بإنسانية المسيح، فينبغي عليك أن تقضي المزيد من الوقت في السعي إلى معرفة كلام الله. لن تتمكن من علاج مشكلة مفاهيمك ما لم تفهم الحق. هل سيتيح لك فحص خلفية عائلة المسيح أو ظروف ولادته معرفة الله؟ هل سيسمح لك هذا باكتشاف الجوهر الإلهي للمسيح؟ قطعًا لا. فالأشخاص الذين يؤمنون حقًا بالله يكرسون أنفسهم لكلام الله والحق، وهذا وحده يساعد في معرفة الجوهر الإلهي للمسيح. ولكن لماذا ينخرط أولئك الذين يُمحِّصون الله باستمرار في الخسة؟ هؤلاء الناس التافهون الذين لا يفهمون الأمور الروحية ينبغي أن يسرعوا ويخرجوا من بيت الله! لقد تم التعبير عن الكثير من الحقائق، وأقيمت الشركة عن الكثير أثناء الاجتماعات والعظات، فلماذا لا يزال يجب عليك تمحيص الله؟ ماذا يعني أنك تُمحِّص الله دائمًا؟ أنك شرير للغاية! بالإضافة إلى ذلك، يوجد من يعتقدون أن معرفة جميع هذه المعلومات التافهة يمنحهم رأسمال، ويطوفون متباهين بها أمام الناس. وماذا يحدث في النهاية؟ إنهم حقراء ومنفرون عند الله. هل هم حتى من البشر؟ أليسوا أبالسة أحياء؟ كيف يكونون أناسًا يؤمنون بالله؟ إنهم يكرسون جميع أفكارهم للشر والطريق المعوج. ويبدو الأمر كما لو أنهم يعتقدون أنه كلما زاد عدد الشائعات التي يعرفونها ازدادت عضويتهم في بيت الله وازداد فهمهم للحق. ومثل هؤلاء الناس في منتهى السخف. ففي بيت الله لا يوجد من هم أكثر مدعاةً للاحتقار.

يركز بعض الناس باستمرار على أشياء غير واقعية في إيمانهم. مثال ذلك، يبحث بعض الناس دائمًا في شكل الملكوت ومكان وجود السماء الثالثة وشكل العالم السفلي ومكان وجود الجحيم. إنهم يفحصون الأسرار دائمًا بدلًا من التركيز على الدخول إلى الحياة. وهذا خبث وشر. فبصرف النظر عن عدد العظات ومرَّات إقامة الشركة التي يسمعونها، يوجد من لا يزالون لا يفهمون ماهية الحق بالضبط ولا يدركون كيفية ممارسته. وعندما يتوفر لهم الوقت، فإنهم يتفحصون كلمة الله، ويفكرون في الصياغة، ويبحثون عن شعور ما، كما أنهم دائمًا يُمحِّصون ما إذا كان كلام الله قد تحقَّق. إذا فعلوا ذلك، فإنهم يعتقدون أن هذا هو عمل الله، وإذا لم يفعلوا ذلك، فإنهم ينكرون أن هذا هو عمل الله. أليسوا سخفاء؟ أليست هذه خسة؟ هل يستطيع الناس دائمًا أن يعرفوا وقت تحقُّق كلام الله؟ لا يستطيع الناس بالضرورة معرفة وقت تحقُّق بعض من كلام الله. يرى أناس أن بعضًا من كلام الله يبدو أنه لم يتحقَّق، لكن الله يرى أنه قد تحقَّق. لا يستطيع الناس رؤية هذه الأشياء بوضوح، وسوف تكون لهم الحظوة إذا تمكَّنوا من فهم 20٪ فقط. يقضي بعض الناس كل الوقت في دراسة كلمة الله، لكنهم لا ينتبهون إلى ممارسة الحق أو الدخول إلى حقيقته. أليس هذا تجاهلًا لواجبات المرء الملائمة؟ لقد سمعوا الكثير من الحقائق ولكنهم ما زالوا لا يفهمونها، وهم يبحثون باستمرار عن دليل على تحقُّق النبوات، ويتعاملون مع هذا على أنه حياتهم ودافعهم. مثال ذلك، عندما يُصلِّي بعض الناس فإنهم يقولون كلامًا مثل: "يا الله، إذا كنت تريد أن أفعل هذا، فاجعلني أستيقظ في الساعة السادسة صباح الغد. وإذا لم تكن تريد، فدعني أنام حتى الساعة السابعة". غالبًا ما تكون هذه هي الطريقة التي يتصرفون بها، وهم يستخدمونها كمبدأ لهم ويمارسونها كما لو كانت هي الحق. وهذه اسمها خسة. إنهم يعتمدون دائمًا في أفعالهم على المشاعر، ويركزون على ما هو فائق للطبيعة، ويعتمدون على الشائعات وغيرها من الأشياء غير الواقعية، ويركزون طاقتهم باستمرار على الأشياء الخسيسة. وهذا شر. بصرف النظر عن كيفية إقامتك لشركة الحق معهم، فإنهم يعتقدون أن الحق لا فائدة منه وأنه ليس دقيقًا مثل الاعتماد على المشاعر أو التصديق من خلال المقارنة. وهذه خسة. إنهم لا يؤمنون بأن الله يحكم مصائر الناس ويرتبها، وعلى الرغم من أنهم يقولون إنهم يعترفون بأن كلام الله هو الحق، فإنهم في قلوبهم لا يزالون لا يقبلون الحق ولا يرون الأشياء أبدًا من خلال كلام الله. إذا قال أحد المشاهير شيئًا ما، فإنهم يؤمنون أنه الحق ويتفقون معه. وإذا أخبرهم قارئ الطالع أو قارئ الوجوه أنهم سوف يحصلون على ترقية إلى مدير في العام المقبل، فإنهم يصدقونه. أليست هذه خسة؟ إنهم يؤمنون بالعرافة وقراءة الطالع والأمور الفائقة للطبيعة وبهذه الأشياء الخسيسة وحدها. وهذا أشبه بما يقوله بعض الناس: "إنني أفهم كل حقيقة، والأمر ببساطة هو أنني لا أستطيع ممارستها. ولا أعرف مكمن المشكلة." لدينا الآن الإجابة عن هذا السؤال: أنهم أخساء. لا تهم كيفية إقامة شركة الحق لأمثال هؤلاء الناس، فهي لن تصل إليهم ولن ترى أي تأثير. هؤلاء الناس ليسوا سئمين من الحق فحسب، بل لديهم أيضًا شخصية شريرة. ما أهم مظهر من مظاهر السأم من الحق؟ أن الشخص يفهم الحق لكنه لا يمارسه. إنه لا يريد سماعه، كما يقاومه ويستاء منه. إنه يعرف أن الحق صحيح وصالح، لكنه لا يمارسه وليس على استعداد لاتخاذ هذا المسار ولا يرغب في المعاناة أو دفع الثمن، وبالطبع لا يريد أن يتكبد أي خسائر. فالأشرار ليسوا هكذا. إنهم يعتقدون أن الأشياء الشريرة هي الحق، وأنها الطريق الصحيح، وهم يسعون وراء هذه الأشياء ويحاولون تقليدها ويركزون طاقتهم عليها باستمرار. غالبًا ما يقيم بيت الله الشركة عن مبادئ الصلاة: يمكن للناس الصلاة في أي وقت وفي أي مكان كيفما أرادوا دون أي قيود زمنية. إنهم يحتاجون ببساطة إلى المثول أمام الله والتعبير عما يوجد في قلوبهم، والسعي إلى الحق. ينبغي سماع هذه الكلمات كثيرًا وفهمها بسهولة، ولكن كيف يمارس الأشرار ذلك؟ في كل صباح أثناء جوقة الفجر ينظرون باتجاه الجنوب بلا كلل، ويركعون على الركبتين، ويضعون اليدين على الأرض، ويسجدون أمام الله في الصلاة قدر استطاعتهم. يعتقدون أنه في مثل هذه الأوقات فقط يستطيع الله سماع صلاتهم، لأنه في هذا الوقت لا يكون الله مشغولًا بل لديه الوقت ولذلك فإنه يستمع. أليس هذا سخيفًا؟ أليس شريرًا؟ يوجد آخرون يقولون إن الوقت الأكثر فعالية للصلاة هو الساعة الواحدة أو الثانية صباحًا عندما يكون كل شيء هادئًا. لماذا يقولون هذا؟ لديهم أيضًا أسبابهم. يقولون إنه في ذلك الوقت يكون الجميع نائمين ويكون الله وحده لديه الوقت للتعامل مع شؤونهم عندما لا يكون مشغولًا. أليس هذا سخيفًا؟ أليس هذا شريرًا؟ بصرف النظر عن كيفية إقامتك لشركة الحق معهم، فإنهم يرفضون قبولها. إنهم أسخف الناس، وهم عاجزون عن فهم الحق. يقول آخرون: "عندما يؤمن الناس بالله، يجب أن يصنعوا الخير ويكونوا لطفاء، ويجب ألا يذبحوا أو يأكلوا اللحوم. فأكل اللحوم معناه الذبح وارتكاب الخطية، والله لا يريد من يفعل هذا. هل لهذه الكلمات أي أساس؟ هل سبق وقال الله مثل هذا الشيء؟ (لا). من قال هذا إذًا؟ هذا ما قاله أحد غير المؤمنين، وهو نوع عبثي من الناس. فالناس الذين يقولون هذا في الواقع لا يأكلون بالضرورة اللحوم أو ربما لا يأكلونها أمام الآخرين، لكنهم يأكلون كثيرًا منها بعيدًا عن الأنظار. هؤلاء الناس بارعون حقًا في التظاهر، وهم ينشرون المغالطات في كل مكان أينما ذهبوا. وهذا شر. فهؤلاء الناس في منتهى الخسة. إنهم يتعاملون مع هذه البدع والمغالطات باعتبارها وصايا وقواعد، بل ويمارسونها ويلتزمون بها كما لو كانت الحق أو مطالب الله، ويُعلِّمون الآخرين بحماسة ووقاحة أن يفعلوا الشيء نفسه. لماذا أقول إن طريقة هؤلاء الناس في فعل الأشياء وطريقتهم في صياغة الكلام والوسائل التي يسعون بها شريرة؟ (لأنها لا ترتبط بالحق). هل أي شيء لا يرتبط بالحق إذًا شرير؟ يُمثِّل مثل هذا التفسير إشكالية كبيرة. توجد أشياء في حياة الناس اليومية لا ترتبط بالحق. أليس القول بأنها أشياء شريرة تحريفًا للحقائق؟ فما لا يدينه الله لا يمكن أن يقال عنه إنه شرير، بل ما يدينه الله فقط يمكن وصفه بأنه شرير. وسوف يكون من الخطأ الفادح تعريف كل شيء غير مرتبط بالحق على أنه شرير. هل تفاصيل ضروريات الحياة مثل الأكل والنوم والشرب والراحة مرتبطة بالحق؟ هل هذه الأشياء شريرة؟ هذه جميعها احتياجات طبيعية وجزء من النظام اليومي للناس وليست شريرة. لماذا صُنفت الأفعال التي ذكرتها للتو على أنها شريرة إذًا؟ لأن تلك الطرق لفعل الأشياء تأخذ الناس إلى طريق كان خاطئًا وسخيفًا، فهي تأخذهم إلى طريق التدين. إن ممارستهم بهذه الطريقة وتعليمهم الآخرين للتصرف بهذه الطريقة يأخذ الناس إلى طريق الشر. وهذه نتيجة حتمية. عندما يعبد الناس الاتجاهات الدنيوية الشريرة ويسلكون طريق الشر، كيف ينتهي بهم الحال؟ يصبحون فاسقين ويفقدون العقل ولا يخجلون، وفي النهاية تجرفهم تمامًا اتجاهات العالم ويسيرون إلى الهدم دون اختلاف عن غير المؤمنين. لا يكتفي بعض الناس بمراعاة هذه البدع والمغالطات كقواعد يجب اتباعها أو وصايا تجب طاعتها، لكنهم يتمسكون بها أيضًا على أنها الحق. وهذا شخص سخيف يفتقر تمامًا إلى الفهم الروحي. وفي النهاية، لا يمكن إلا استبعاده. هل يمكن أن يعمل الروح القدس في أي شخص يكون فهمه للحق منحرفًا إلى هذا الحد؟ (لا). لا يعمل الروح القدس في هؤلاء الناس، وفي هذه الحالة تعمل الأرواح الشريرة لأن الطريق الذي يسلكه هؤلاء الناس هو طريق الشر. إنهم يسارعون في طريق الأرواح الشريرة، وهذا بالضبط ما تحتاجه هذه الأرواح الشريرة. وما النتيجة؟ هؤلاء الناس ممسوسون بالأرواح الشريرة. لقد سبق وقلت: "إبليس الشيطان، مثل أسد مزمجر، يجول ملتمسًا من يبتلعه من الناس". عندما يسير الناس في الطريق الملتوي والشرير، سوف تنتزعهم الأرواح الشريرة حتمًا. لا توجد حاجة لأن يُسلِّمك الله للأرواح الشريرة. إذا لم تسعَ إلى الحق، فلن تكون محميًا ولن يكون الله معك. لن يهتم الله بك إذا لم يستطع أن يربحك، وسوف تنتهز الأرواح الشريرة هذه الفرصة كي تتسلل وتتملكك. وهذه هي العاقبة، أليس كذلك؟ جميع أولئك الذين سأموا من الحق والذين يدينون عمل تجسُّد الله باستمرار، والذين يتماشون مع الاتجاهات الدنيوية، والذين يسيئون تفسير كلام الله والكتاب المقدس بشكل سافر، والذين ينشرون الهرطقات والمغالطات – جميع هذه الأشياء التي يفعلونها تصدر من الشخصيات الشريرة. يسعى بعض الناس إلى الروحانية، ونظرًا لأن فهمهم منحرف، فإنهم يلفقون العديد من المغالطات لتضليل الناس ويصبحون أنصارًا لليوتوبيا والتنظير، وهو ما يُعتبر خسة أيضًا. إنهم أناس أشرار. ومثل الفريسيين، فإن كل ما فعلوه كان نفاقًا، فهم لم يمارسوا الحق وضللوا الناس لتبجيلهم وتوقيرهم. بل وصلبوا الرب يسوع عندما ظهر للعمل. وقد كان هذا شرًا وفي النهاية لعنهم الله. واليوم، لا يكتفي العالم الديني بالحكم على مظهر الله وعمله وإدانته فحسب، لكن الأمر الأكثر بغضة هو أنه يقف أيضًا إلى جانب التنين العظيم الأحمر وينضم إلى قوى الشر في اضطهاد مختاري الله ويقف باعتباره عدو الله في الوقت نفسه. وهذا شرير. لم يكره المجتمع الديني قط قوى الشيطان الشريرة، ولا يكره شر دولة التنين العظيم الأحمر، بل ويُصلِّي من أجلها ويباركها. وهذا شرير. فأي سلوك مرتبط أو متعاون مع الشيطان والأرواح الشريرة يمكن تسميته بصفة جماعية سلوكًا شريرًا. كما أن طرق الممارسة تلك التي هي حقًا منحرفة وشريرة ومتطرفة ومفرطة هي طرق شريرة. يسيء بعض الناس فهم الله باستمرار، ولا يمكن إزالة حالات سوء الفهم هذه بصرف النظر عن كيفية إقامة شركة الحق لهم. إنهم يعظون دائمًا بعقلهم ويصرون على مغالطاتهم. ألا يوجد القليل من الشر في هذا أيضًا؟ بعض الناس لديهم مفاهيم عن الله، فبعد إقامة شركة الحق لهم عدة مرَّات يقولون إنهم يفهمون وإن مفاهيمهم قد زالت، ولكنهم بعد ذلك لا يزالون متمسكين بمفاهيمهم ويكونون دائمًا سلبيين ويتمسكون بشدة بمبرراتهم. وهذا شرير، أليس كذلك؟ هذا أيضًا نوع من الشر. وباختصار، فإن أي شخص فعل شيئًا غير معقول ويرفض قبوله بصرف النظر عن كيفية إقامة شركة الحق له هو شخص حقير وشرير نوعًا ما. ليس من السهل على هؤلاء الناس الذين لديهم شخصيات شريرة أن يُخلِّصهم الله لأنهم لا يستطيعون قبول الحق ويرفضون التخلي عن مغالطاتهم الشريرة، ولا يوجد شيء يمكن عمله لهم بالفعل.

لقد أقمنا للتو شركةً عن ست شخصيات: العناد والتكبُّر والخداع والسأم من الحق والخبث والشر. هل منحكم فحص هذه الشخصيات الست معرفةً وفهمًا جديدين للتغييرات في الشخصية؟ ما هي التغييرات في الشخصية؟ هل هذا يعني التخلص من عيب معين أو تصحيح سلوك محدد أو تغيير سمة شخصية معينة؟ قطعًا لا. هل اتضح لكم بالأكثر إذًا ما تشير إليه الشخصية؟ هل يمكن وصف هذه الشخصيات الست بأنها شخصية الإنسان الفاسدة وباعتبارها طبيعة الإنسان وجوهره؟ (نعم). هل هذه الشخصيات الست أشياء إيجابية أم سلبية؟ (أشياء سلبية). إنها بكل بساطة شخصيات الإنسان الفاسدة، وهي الأوجه الرئيسية لشخصيات الإنسان الفاسدة. لا توجد واحدة من هذه الشخصيات الفاسدة غير معادية لله والحق، ولا توجد واحدة منها تُعتبر شيئًا إيجابيًا. ولذلك، فإن هذه الشخصيات الست هي ستة جوانب، ويُشار إليها مجتمعةً على أنها شخصية فاسدة. الشخصيات الفاسدة هي طبيعة الإنسان وجوهره. كيف يمكن شرح "الجوهر"؟ يشير الجوهر إلى طبيعة الإنسان. وطبيعة الإنسان تعني الأشياء التي يعتمد عليها الإنسان في وجوده، والأشياء التي تحكم طريقة عيشه. يعيش الناس وفقًا لطبائعها. بصرف النظر عما تعيش وفقًا له، وأهدافك واتجاهك، والقواعد التي تعيش بموجبها، فإن طبيعتك وجوهرك لا يتغيران، وهذا لا جدال فيه. وهكذا، عندما لا تملك الحق وتعيش بالاعتماد على هذه الشخصيات الفاسدة، فإن كل شيء تعيشه يكون ضد الله، ويتعارض مع الحق، ويتعارض مع مشيئة الله. ينبغي أن تفهم هذا الآن: هل يمكن للناس نيل الخلاص إذا لم تتغير شخصياتهم؟ (لا). سيكون ذلك مستحيلًا. ولذلك، إذا لم تتغير شخصيات الناس، فهل يمكنهم أن يتوافقوا مع الله؟ (لا). سوف يكون ذلك صعبًا للغاية. عندما يرتبط الأمر بهذه الشخصيات الست، بصرف النظر عن أي منها وبصرف النظر عن مدى ما يظهر أو ينكشف فيك، إذا لم تتمكن من تحرير نفسك من قيود هذه الشخصيات الفاسدة، فإنه بصرف النظر عن دوافع أو أهداف أفعالك وما إذا كنت تتصرف عمدًا أم لا، فإن طبيعة كل ما تفعله سوف تكون حتمًا ضد الله وسوف يدينها الله حتمًا، وهذه عاقبة في غاية الخطورة. هل إدانة الله هي ما يتمناه كل من يؤمن بالله في نهاية المطاف؟ (لا). وبما أن هذه ليست آخرة يتمناها الناس، ما الأهم بالنسبة لهم؟ ينبغي أن يعرفوا شخصيتهم الفاسدة وجوهرهم الفاسد، وأن يفهموا الحق، وحينها ينبغي أن يقبلوا الحق تدريجيًا وشيئًا فشيئًا لتحرير أنفسهم من هذه الشخصيات الفاسدة في البيئات التي أنشأها الله لهم، وتحقيق التناغم مع الله والحق. هذا هو الطريق لإحراز تغييرات في شخصية المرء.

كان يوجد فيما مضى أولئك الذين يرون تغيير شخصياتهم أمرًا سهلًا ومباشرًا للغاية. كانوا يعتقدون أنه "ما دمت أجبر نفسي على عدم قول أشياء معارضة لله أو فعل أي شيء من شأنه تعطيل عمل الكنيسة أو التدخل فيه، وما دامت لديَّ وجهة النظر الصحيحة، وكان قلبي على حق، وكنت أفهم المزيد من الحق وأبذل المزيد من الجهد وأعاني المزيد وأدفع المزيد من الثمن، سوف أتمكن بعد بضعة أعوام بالتأكيد من تحقيق تغيير في شخصيتي". هل هذه الكلمات صائبة؟ (لا). أين مكمن خطأها؟ (ليست لديهم معرفة بشخصيتهم الفاسدة). ما الهدف من معرفة شخصيتك الفاسدة؟ (التغيير). وما آخرة هذا التغيير؟ ربح الحق. يتطلب قياس ما إذا كان يوجد تغيير في شخصيتك النظر فيما إذا كانت أفعالك تتوافق مع الحق أو تنتهكه، وسواء كان مصدرها إرادة بشرية أم إرضاء مشيئة الله. إن معرفة مدى تغيُّر شخصيتك تعني النظر فيما إذا كان بإمكانك التأمل في نفسك، والتخلي عن جسدك ودوافعك وطموحاتك الجامحة ورغباتك، والكشف عن شخصية فاسدة، وما إذا كان يمكنك الممارسة وفقًا للحق عند فعل ذلك. فمدى قدرتك على الممارسة وفقًا للحق وكلام الله وما إذا كانت ممارستك متوافقة تمامًا مع معايير الحق تثبت مدى روعة التغيير في شخصيتك. هذا أمر متناسب. خذ شخصية العناد كمثال. في البداية، عندما لم يكن يوجد أي تغيير في شخصيتك، ولم تكن تفهم الحق، ولم تكن على دراية بأن لديك شخصية العناد، وعندما سمعت الحق قلت لنفسك: "كيف يمكن للحق دائمًا أن يكشف جراح الناس؟" وبعد سماع الحق شعرت أن كلام الله كان صائبًا، ولكن إذا لم تأخذ أيًا منه على محمل الجد بعد عام أو عامين وإذا لم تقبل أيًا منه، فهذا عناد، أليس كذلك؟ وإذا لم يوجد قبول بعد عامين أو ثلاثة، ولم يوجد تغيير في حالتك الداخلية، على الرغم من أنك لم تتأخر في أداء واجبك وعانيت كثيرًا، فإن حالة عنادك لم تُعالَج على الإطلاق ولم تنقص على أقل تقدير، فهل كان يوجد أي تغيير في هذا الجانب من شخصيتك؟ (لا). لماذا تسعى وتعمل إذًا؟ بصرف النظر عن سبب ذلك، فأنت تسعى وتعمل جُزافًا لأنك سعيت بهذا القدر وعملت كثيرًا، ومع ذلك لم يوجد أدنى تغيير في شخصيتك. ثم يأتي يوم تقول فيه لنفسك فجأةً: "كيف لا يمكنني التحدث حتى بكلمة واحدة من الشهادة؟ لم تتغير شخصيتي الحياتية مطلقًا". وفي هذا الوقت، تشعر بمدى خطورة هذه المشكلة وتقول لنفسك: "إنني متمرد وعنيد حقًا! لست من يسعى إلى الحق! ليس لديَّ مكان لله في قلبي! فكيف يمكن أن يُسمَّى هذا إيمانًا بالله؟ لقد آمنت بالله لعدة أعوام، لكنني ما زلت لا أعيش على شبه الإنسان وقلبي ليس قريبًا من الله! لم آخذ كلام الله على محمل الجد ولا أشعر بأي توبيخ أو ميل إلى التوبة عندما أفعل شيئًا خاطئًا – أليس هذا عنادًا؟ ألست ابن التمرد؟" أنت تشعر بالاضطراب. وماذا يعني شعورك بالاضطراب؟ يعني أنك ترغب في التوبة. أنت على دراية بعنادك وتمردك. وفي هذا الوقت، تبدأ شخصيتك في التغيير. وسرعان ما توجد أفكار ورغبات معينة في وعيك تريد تغييرها، ولا تعود تجد نفسك في مأزق مع الله. تجد نفسك راغبًا في تحسين علاقتك مع الله، وفي التوقف عن العناد الشديد، وفي القدرة على ممارسة كلام الله في حياتك اليومية، وفي ممارسته كمبادئ الحق – وهكذا يكون لديك هذا الوعي. من الجيد أن تدرك هذه الأشياء، ولكن هل يعني ذلك أنك ستتمكن من التغيير الفوري؟ (لا). يجب أن تمر بعدة أعوام من الاختبار، وخلال هذه الفترة سوف يكون لديك وعي أوضح في قلبك وسوف تكون لديك حاجة قوية وسوف تقول لنفسك في قلبك: "هذا ليس صحيحًا. يجب أن أتوقف عن تضييع وقتي. يجب أن أسعى إلى الحق وأن أفعل شيئًا مناسبًا. كنت في الماضي أتجاهل واجباتي المناسبة، ولم أفكر إلا في الأشياء المادية مثل الطعام والملبس، ولم أكن أسعى إلا وراء الشهرة والمكاسب. ونتيجةً لذلك، لم أربح أي حق على الإطلاق. إنني نادم على هذا ويجب أن أتوب!" في هذه المرحلة، تشرع في الطريق الصحيح للإيمان بالله. ما دام الناس يبدأون في التركيز على ممارسة الحق، ألا يُقرِّبهم هذا خطوة إلى تحقيق تغييرات في شخصيتهم؟ بصرف النظر عن مدة إيمانك بالله، إذا استطعت أن تشعر بتشوشك – المتمثل في أنك كنت دائمًا تحيد عن الطريق السليم وبعد عدة أعوام من التيهان لم تربح شيئًا وما زلت تشعر بالفراغ – وإذا كان هذا يجعلك تشعر بعدم الارتياح، وتبدأ في التأمل في نفسك، وتشعر أن عدم السعي إلى الحق إهدار للوقت، فسوف تدرك في مثل هذا الوقت أن نصائح الله في كلامه هي محبته للإنسان، وسوف تكره نفسك لعدم الاستماع إلى كلام الله ولافتقارك الشديد إلى الضمير والعقل. سوف تشعر بالندم، وحينها سوف ترغب في أن تتصرف من جديد وتعيش حقًا أمام الله وسوف تقول لنفسك: "لا يمكنني إيذاء الله فيما بعد. لقد تكلم الله كثيرًا، وكانت كل كلمة لمنفعة الإنسان وتوجيهه إلى الطريق الصحيح. الله محب للغاية ويستحق حب الإنسان جدًا!" هذه هي بداية تحوُّل الناس. من الرائع أن يكون لديك هذا التقدير! إذا كنت فاقدًا للحس لدرجة أنك لا تعرف هذه الأشياء، فأنت في ورطة، أليس كذلك؟ يدرك الناس اليوم أن مفتاح الإيمان بالله هو قراءة المزيد من كلام الله، وأن فهم الحق هو أهم الأمور، وأن فهم الحق ومعرفة الذات أمران حاسمان، وأن القدرة على ممارسة الحق وجعل الحق واقعهم هو الدخول في المسار الصحيح للإيمان بالله. كم عدد أعوام الاختبار التي تعتقدون إذًا أنها يجب أن تكون لديكم للحصول على هذه المعرفة وهذا الشعور في قلبكم؟ قد يتمكن الأشخاص الأذكياء ونافذو البصيرة والذين لديهم رغبة قوية لله من تغيير أنفسهم في غضون عام أو عامين والبدء في الدخول. لكن الأشخاص الذين يعانون من التشوش وفقدان الحس والغباء ويفتقرون إلى البصيرة سوف يقضون ثلاثة أو خمسة أعوام في حالة ذهول غير مدركين أنهم لم يربحوا شيئًا. إذا أدوا واجباتهم بحماسة، فقد يمرون بأكثر من عشرة أعوام في حالة ذهول دون تحقيق مكاسب واضحة أو التحدث عن شهادات اختبارهم. وما لم يُطردوا ويُستبعدوا لن يستيقظوا أخيرًا ويقولوا لأنفسهم: "ليست لديَّ أي حقائق عن الحق بالفعل. ولم أكن شخصًا يسعى إلى الحق!" ألن تكون يقظتهم متأخرة نوعًا ما عند هذه النقطة؟ ينجرف بعض الناس في ذهول آملين باستمرار في مجيء يوم الله، ولكنهم لا يسعون إلى الحق مطلقًا. ونتيجةً لذلك، تمر أكثر من عشرة أعوام دون أن يحققوا أي مكاسب أو يتمكنوا من مشاركة أي شهادة. إنهم لا يشعرون أن كلام الله يخترق قلوبهم ما لم يخضعوا للتهذيب القاسي والتعامل معهم وتحذيرهم. يا لعناد قلوبهم! كيف يكون من المقبول عدم التعامل معهم وتهذيبهم ومعاقبتهم؟ كيف يكون من المقبول عدم تأديبهم بشدة؟ ما الذي يجب فعله لتوعيتهم واستجابتهم؟ لن يذرف أولئك الذين لا يسعون إلى الحق دمعةً واحدة حتى يروا الكفن. بمجرد أن يفعلوا قدرًا كبيرًا من الأشياء الشيطانية والشريرة يرجعون إلى وعيهم ويسألون أنفسهم: "هل انتهى إيماني بالله؟ ألا يريدني الله فيما بعد؟ هل تمت إدانتي؟" إنهم يبدأون في التأمل. عندما يكونون سلبيين، فإنهم يشعرون أن جميع أعوام الإيمان بالله هذه كانت مضيعة وقت، فيغمرهم الاستياء ويميلون إلى الاستسلام في حالة يأس. ولكن عندما يعودون إلى صوابهم، فإنهم يقولون لأنفسهم: "ألست أؤذي نفسي فحسب؟ يجب أن أعود للوقوف على قدميَّ. لقد قيل لي إنني لا أحب الحق. لماذا قيل لي هذا؟ كيف لا أحب الحق؟ لا! أنا لا أحب الحق. وليس هذا فحسب، لكنني لا أستطيع حتى ممارسة الحقائق التي أفهمها! وهذا مظهر من مظاهر سأمي من الحق!" عند التفكير في هذا، يشعرون بالندم والخوف أيضًا إلى حد ما: "إذا واصلت بهذه الطريقة، فسوف أُعاقَب بالتأكيد. لا، يجب أن أتوب سريعًا، ويجب ألا أُغضب شخصية الله". هل يقل مستوى عناده في هذا الوقت؟ الأمر أشبه بإبرة اخترقت قلبه، فهو يشعر بشيء ما. وعندما يساورك هذا الشعور، يتحرك قلبك وتبدأ في الشعور بالاهتمام بالحق. لماذا يكون لديك هذا الاهتمام؟ لأنك بحاجة إلى الحق. فبدون الحق، عند تهذيبك والتعامل معك، لا يمكنك الخضوع له أو قبوله ولا يمكنك التمسك عند اختبارك. إذا كنت ستصبح قائدًا، فهل ستتمكن من تجنُّب أن تكون قائدًا كاذبًا وأن تسلك في طريق ضد المسيح؟ لن تتمكن من ذلك. هل يمكنك التغلب على الحصول على المكانة ومديح الآخرين لك؟ هل يمكنك التغلب على المواقف التي تصادفك والاختبارات التي تمر بها؟ أنت تعرف نفسك وتفهمها جيدًا وسوف تقول: "إذا لم أفهم الحق، فلا يمكنني التغلب على هذا كله. فأنا حثالة ولا يمكنني فعل أي شيء". أي نوع من العقلية هذه؟ هذا هو الاحتياج إلى الحق. عندما تكون في احتياج وتكون في أشد حالات بؤسك، لن تريد إلا الاعتماد على الحق. سوف تشعر أنه لا يمكن الاتكال على أي شخص آخر وأن الاتكال على الحق وحده يمكن أن يحل مشكلاتك ويجعلك تجتاز تهذيبك والتعامل معك وتجتاز التجارب والغوايات، ويساعدك على تجاوز أي موقف. وكلما زاد اتكالك على الحق، شعرت أن الحق صالح ومفيد وله النفع الأكبر لك وأنه يمكنه علاج جميع صعوباتك. سوف تبدأ في مثل هذه الأوقات بالاشتياق إلى الحق. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، هل تبدأ شخصيتهم الفاسدة في التضاؤل أو التغيير شيئًا فشيئًا؟ منذ اللحظة التي يبدأ فيها الناس في فهم الحق وقبوله، تبدأ الطريقة التي يرون بها الأشياء في التغيُّر، وبعد ذلك تبدأ شخصياتهم أيضًا في التغيُّر. هذه عملية بطيئة. لا يتمكن الناس في المراحل المبكرة من إدراك هذه التغييرات الضئيلة، ولكن عندما يفهمون الحق فعلًا ويتمكنون من ممارسته، تبدأ تغييرات أساسية ويتمكنون من الشعور بمثل هذه التغييرات. ومن اللحظة التي يبدأ فيها الناس في التوق والجوع إلى الحق ويرغبون في السعي إلى الحق، إلى اللحظة التي يحدث فيها شيء لهم، فإنهم يتمكنون بناءً على فهمهم للحق من ممارسة الحق وإرضاء مشيئة الله وعدم التصرف وفقًا لإرادتهم الخاصة، ويمكنهم التغلب على دوافعهم وتكبُّرهم وتمردهم وعنادهم وقلبهم الخائن، وبعدها ألا يصبح الحق شيئًا فشيئًا هو حياتهم؟ وعندما يصبح الحق هو حياتك، فإن الشخصيات المتكبرة والمتمردة والعنيدة والخائنة في داخلك لا تعود حياتك ولا يمكن أن تتحكم بك فيما بعد. وما الذي يُوجِّه سلوكك في هذا الوقت؟ كلام الله. عندما أصبح كلام الله حياتك، هل حدث تغيير؟ (نعم). وبعد ذلك، كلما تغيرت تحسنت الأمور. هذه هي العملية التي تتغير بها شخصيات الناس، وتحقيق هذا التأثير يستغرق وقتًا طويلًا.

تعتمد المدة التي تستغرقها التغييرات في الشخصية على الشخص، فلا يوجد إطار زمني يحدد هذا. إذا كان الشخص يحب الحق ويسعى إليه، فسوف تُلاحَظ التغييرات في شخصيته خلال سبعة أو ثمانية أو عشرة أعوام. وإذا كانت مقدرته متوسطة، وكان مستعدًا أيضًا للسعي إلى الحق، فقد يستغرق الأمر حوالي خمسة عشر أو عشرين عامًا قبل أن تظهر التغييرات في شخصيته. الأمر الأساسي هو عزيمة الشخص على السعي إلى الحق ومدى بصيرته، فهذه هي العوامل المحددة. يوجد كل نوع من الشخصيات الفاسدة في كل شخص بدرجات متفاوتة، فجميعها طبيعة الإنسان وجميعها متجذرة بعمق. ومع ذلك، يمكن تحقيق درجات متفاوتة من التغيير في كل شخصية من خلال السعي إلى الحق وممارسته، وقبول دينونة الله وتوبيخه، والتعامل والتهذيب، وقبول تجارب الله وتنقيته. يقول بعض الناس: "إذا كان الأمر كذلك، أليست التغييرات في الشخصية مجرد مسألة وقت؟ عندما يحين الوقت، سوف أعرف معنى التغييرات في الشخصية وسوف أتمكن من الدخول". هل هذا هو الحال؟ (لا). قطعًا لا. إذا كان الوقت هو كل ما يتطلبه الأمر لإحداث تغييرات في الشخصية، فإن جميع من آمنوا بالله طوال حياتهم ينبغي أن يكونوا قد حققوا تغييرات في شخصيتهم بطبيعة الحال. ولكن هل هذه هي الحقيقة؟ هل ربح هؤلاء الناس الحق؟ هل حققوا تغييرات في شخصياتهم؟ لا. فالناس الذين يؤمنون بالله كثيرون كعدد شعر الثور، أما أولئك الذين تغيرت شخصياتهم فنادرون مثل أحاديات القرن. لكي تتغير شخصيات الناس فعلًا، يجب أن يتكلوا على السعي إلى الحق لتحقيق ذلك، فهم يصيرون كاملين بالاتكال على عمل الروح القدس. والتغييرات في الشخصية تتحقق من خلال السعي إلى الحق. من ناحية، يجب أن يدفع الناس الثمن، ويجب أن يدفعوا الثمن عندما يتعلق الأمر بالسعي إلى الحق، ولا يوجد قدر ضئيل للغاية من المشقة لربح الحق. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يصادق الله عليه باعتباره الشخص المناسب، وشخصًا رقيق القلب، وشخصًا يحب الله حقًا حتى يعمل الروح القدس ويجعله كاملًا. لا غِنى عن تعاون الناس، لكن ربح عمل الروح القدس أهم. إذا كان الناس لا يسعون إلى الحق أو يحبونه، وإذا لم يعرفوا أبدًا كيفية مراعاة مشيئة الله ناهيك عن محبتهم لله، وإذا لم يساورهم أي شعور بالمسؤولية تجاه عمل الكنيسة، ولم يكن لديهم حب تجاه الآخرين، وإذا لم يكن لديهم على وجه الخصوص أي تكريس عند أداء واجبهم، فهم ليسوا أحباء الله إذًا ولا يمكن أن يكملهم الله أبدًا. ولذلك، يجب على الناس عدم الإدلاء بتأكيدات طائشة، بل يجب أن يفهموا مشيئة الله. بصرف النظر عما يقوله الله أو يفعله، يجب أن يتمكنوا من الطاعة وحماية عمل الكنيسة، ويجب أن تكون قلوبهم على حق، وعندها فقط يمكن للروح القدس أن يعمل. إذا أراد الناس أن يسعوا إلى تكميل الله لهم، فيجب أن يكون لديهم قلب يحب الله ويطيعه ويتقيه، وعند أداء واجبهم يجب أن يكونوا مخلصين لله وأن يرضوه. سوف يتمكنون عندئذٍ من ربح عمل الروح القدس. عندما يكون لدى الناس عمل الروح القدس، فإنهم يستنيرون عندما يقرأون كلام الله، ويكون لديهم طريق لممارسة الحق والمبادئ في أداء واجبهم، ويوجههم الله عندما يكونون في متاعب، وتكون قلوبهم في فرح وطمأنينة مهما كان مدى معاناتهم. وعندما يخضعون لإرشاد الروح القدس بهذه الطريقة لمدة عشرة أعوام أو عشرين عامًا، سوف يتغيرون دون حتى أن يلاحظوا ذلك. وكلما أسرع التغيير أسرع السلام؛ وكلما أسرع التغيير شعروا بالسعادة. لا يمكن أن يجد الناس السلام والفرح الحقيقيين إلا عندما تتغير شخصياتهم، فعندئذٍ فقط يمكنهم أن يعيشوا حياة سعيدة حقًا. أما أولئك الذين لا يسعون إلى الحق فليس لديهم سلام أو فرح روحي، وتصبح أيامهم فارغة أكثر فأكثر ويصعب تحمُّلها. وفيما يخص أولئك الذين يؤمنون بالله ولكنهم لا يسعون إلى الحق، فإن أيامهم تفيض بالألم والمعاناة. وهكذا، عندما يؤمن الناس بالله، لا يوجد شيء أهم من ربح الحق. فربح الحق هو ربح الحياة، وكلما كان ربح الحق مبكرًا كان ذلك أفضل. فبدون الحق، تكون حياة الناس فارغة. وربح الحق معناه أن يجد الناس السلام والفرح، ويقدروا على العيش أمام الله، ويحصلوا على استنارة عمل الروح القدس وإرشاده وتوجيهه، ويجدوا المزيد والمزيد من النور في قلوبهم، وينمو إيمانهم بالله أكثر من ذي قبل. هل يتضح لك الآن الحق المرتبط بالتغييرات في الشخصية؟ (نعم، نحن نفهم الآن). إذا كان هذا واضحًا لك حقًا، فلديك طريق وأنت تعرف كيف تكون فعالًا في السعي إلى الحق.

28 أبريل، 2017

السابق: أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين

التالي: من خلال فهم الحق وحده يمكن للمرء أن يعرف أفعال الله

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب