16. مفهوم العالم الديني: "من المستحيل أن يَظهر الرب ويعمل في الصين عندما يعود"
يعتقد العالم الديني أن العمل الذي قام به الله في عصري العهد القديم والجديد قد تم كله في إسرائيل، وأنه عندما يعود الرب يسوع في الأيام الأخيرة سيكون في إسرائيل أيضًا، وأنه لا يمكنه أبدًا الظهور والقيام بعمل في الصين.
كلمات من الكتاب المقدَّس
"أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلَا طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ يَهْوَه" (إشعياء 55: 8).
"كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ. لِأَنَّهُ حَيْثُمَا تَكُنِ ٱلْجُثَّةُ، فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ ٱلنُّسُورُ" (متى 24: 27).
"مِنْ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ إِلَى مَغْرِبِهَا ٱسْمِي عَظِيمٌ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ... قَالَ يَهْوَه ٱلْجُنُودِ" (ملاخي 1: 11).
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
لا يمكن التحدث عن الله والإنسان وكأنهما متساويان. إن جوهر الله وعمله أمران لا يتيسر على الإنسان تمامًا إدراكهما أو استيعابهما. إن لم يقم الله بعمله بنفسه ويتكلم بكلماته بين البشر، لما استطاع الإنسان أن يفهم مقاصده مهما كان. ولذلك حتى أولئك الذين كرسوا حياتهم كلها لله لن يستطيعوا نيل استحسانه. إن لم يبدأ الله عمله، فبغض النظر عن مدى إحسان الإنسان عمله، سيذهب كله هباءً، لأن أفكار الله ستظل دائمًا أسمى من أفكار الإنسان وحكمة الله لا يُدْرِكُ كنهها أي شخص. ولذلك أقول إن أولئك الذين "يرون بوضوح" أن الله وعمله أمور غير فعالة، هم متغطرسون وجهلاء تمامًا. لا يجب على الإنسان تحديد عمل الله، بل أنه لا يمكن للإنسان تحديد عمل الله. الإنسان في عين الله هو ببساطةٍ أصغر من نملة، فكيف يمكنه إدراك عمل الله؟ أولئك الذين يقولون باستمرار: "الله لا يعمل بهذه الطريقة أو بتلك" أو "الله مثل هذا أو ذاك"، أليسوا جميعهم جهلاء؟ يجب علينا جميعًا أن ندرك أن البشر – المصنوعين من جسد – جميعًا قد أفسدهم إبليس. طبيعتهم تقاوم الله، وهم ليسوا على وِفاق معه، كما لا يمكنهم تقديم مشورة لعمله. كيفية إرشاد الله للإنسان هو عمل يخصّ الله نفسه. يجب على الإنسان الخضوع وعدم التشبُّث بآرائه، لأن الإنسان ليس إلا تراب. بما أننا نسعى لطلب الله، لا يجب أن نفرض تصوّراتنا على عمل الله بغرض أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار، ولا يجب علينا توظيف شخصيتنا الفاسدة في محاولة عمدية وقوية لمقاومة عمل الله. أوليس هذا يجعلنا ضد المسيح؟ كيف يمكن لأشخاص مثل أولئك أن يقولوا إنهم يؤمنون بالله؟ حيث إننا نؤمن أن هناك إلهًا، وحيث إننا نرغب في إرضائه ورؤيته، علينا أن نسعى إلى طريق الحق، ونبحث عن طريقة للتوافق مع الله. ولا يجب أن نعارض الله بعناد؛ فما العائد علينا من مثل هذه الأفعال؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد
لا يمكن أن يتماشى ظهور الله مع مفاهيم الإنسان، وأقل من ذلك هي إمكانية أن يظهر الله بحسب الطريقة التي يطالبه الإنسان بالظهور بها. يقرر الله اختياراته بنفسه ويحدد خطته بنفسه حين يقوم بعمله، فضلًا عن أن لديه أهدافه الخاصة وطرقه الخاصة. ليس مضطرًا إلى أن يناقش العمل الذي يقوم به مع الإنسان، أو يطلب نصيحة الإنسان، فضلًا عن أن يخبر كل شخص بعمله. هذه هي شخصية الله وينبغي أيضًا على كل شخص إدراكها بهذا. إن كنتم راغبين في رؤية ظهور الله، إن كنتم ترغبون في اتباع خطى الله، فعليكم أولًا أن تتجاوزوا حدود مفاهيمكم الشخصية. لا يجب أن تطلبوا أن يفعل الله هذا أو ذاك، فضلًا عن أن تضعوا الله في إطار قيودكم وتحِدّوه حسب مفاهيمكم الشخصية. بل عليكم أن تطلبوا من أنفسكم كيف ينبغي عليكم طلب خطى الله، وكيف ينبغي عليكم قبول ظهور الله والخضوع لعمله الجديد؛ هذا ما يجب على الإنسان فِعله. حيث إن الإنسان ليس هو الحق، ولا يملك الحق؛ فيجب عليه أن يطلب ويقبل ويخضع.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا
تنبأ الله في العديد من الأماكن أنه سيربح مجموعة من الغالبين في أرض سينيم، التي هي في شرق العالم حيث سيربح الغالبين. وبالتالي، فالمكان الذي يطأه الله بقدمه في تجسده الثاني هو بدون شك أرض سينيم، وهي البقعة المحددة التي يرقد فيها التنين العظيم الأحمر ملفوفًا. هناك سيربح الله أحفاد التنين العظيم الأحمر لكي يُهزم ويُخزى بالكامل. سوف يوقظ الله هؤلاء الناس الغارقين في معاناة شديدة، لينهضهم حتى يفيقوا تمامًا، ويخرجهم من الضباب ويجعلهم يرفضون التنين العظيم الأحمر. سوف يستيقظون من حلمهم، ويتعرفون على جوهر التنين العظيم الأحمر، ويقدرون على تقديم قلوبهم بالكامل لله، وينهضون من قمع قوى الظلمة، ويقفون في شرق العالم، ويصيرون دليلًا على نصرة الله. بهذه الطريقة وحدها سيربح الله المجد. من أجل هذا السبب وحده، أنهى الله العمل في إسرائيل وبدأه في أرض يرقد فيها التنين العظيم الأحمر ملفوفًا، بعد قرابة حوالي ألفي عام من الرحيل، أتى مرة أخرى في الجسد ليُكمل عمل عصر النعمة. بنظرة الإنسان المجردة، يفتتح الله عملًا جديدًا في الجسد، ولكن في نظر الله، فإنه يستمر في عمل عصر النعمة، لكن فقط بعد فترة انقطاع استمرت لبضعة آلاف من السنين، وفقط مع تغيير في موقع العمل وبرنامج عمله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. العمل والدخول (6)
تمّت مرحلة واحدة من عمل العصرين السابقين في إسرائيل، أمّا الأخرى فحدثت في اليهودية. عموماً، انحصرت مرحلتا هذا العمل في بني إسرائيل، ونُفِّذتا في الشعب المختار الأول. ونتيجة لذلك، يؤمن إسرائيلُ أنّ الإلهَ يهوه هو إله إسرائيلَ فقط. ولأنّ يسوع عمِل في اليهودية، حيث نُفّذ عمل الصلب، ينظر إليه اليهود على أنه فادي الشعب اليهودي، ويرون أنه ملك اليهود وحدهم وليس أي شعب آخر، وأنه ليس الرب الذي يفدي الإنجليز، ولا الرب الذي يفدي الأمريكيين، بل هو الرب الذي يفدي إسرائيل، وأن اليهود هم الذين فداهم في إسرائيل. في الواقع، الله سيِّد كل شيء، وهو إله المخلوقات كلّها. إنه ليس إله بني إسرائيل فحسب، وليس إله اليهود فحسب، بل هو إله المخلوقات كلها. حدثت المرحلتان السابقتان من عمله في إسرائيل، الأمر الذي أوجد مفاهيم معينة لدى الناس. إنهم يعتقدون أن يهوه قام بعمله في إسرائيل، وأن يسوع نفسه نفَّذ عمله في اليهودية – وأنه كذلك صار جسداً ليعمل – وأيًّا كان الأمر، فإن عمله كان محصورًا في إسرائيل؛ فهو لم يعمل في المصريين أو الهنود بل عمِل في إسرائيل فقط. وهكذا يكوَّن الناس مفاهيم مختلفة، ويحدّدون عمل الله داخل نطاق محدد. يقولون إنّ الله حين يعمل يجب أن يفعل ذلك وسط الشعب المختار وفي إسرائيل؛ وفيما عدا إسرائيل لا يعمل الله في أيّ شعب آخر، وليس هناك أي نطاق أوسع لعمله؛ وهم على وجه الخصوص متشددون في الحفاظ على تجسُّد الله في السلالة، ولا يسمحون له أن يتخطى نطاق إسرائيل. أليست هذه كلها مجرد تصورات بشرية؟ لقد خلق الله السماوات والأرض جميعاً، وكل شيء، وخلق الكائنات المخلوقة كلها، فكيف يمكن أن يحصر عمله في إسرائيل فحسب؟ إن كانت تلك هي الحال، فما المغزى من أن يصنع الكائنات المخلوقة كلها؟ لقد خلق العالم بأسره؛ ونفّذ خطة تدبيره ذات الستة آلاف عام، ليس في إسرائيل فحسب، بل على كل شخص في الكون، وسواء كان هؤلاء يعيشون في الصين أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو روسيا، فكل إنسان هو من نسل آدم؛ وقد خلقهم الله جميعًا. لا أحد يستطيع الهروب من نطاق الكائنات المخلوقة، ولا أحد يمكنه أن ينفكّ عن وسم "حفيد آدم". جميعهم كائنات مخلوقة، وجميعهم ذرّيّة آدم؛ وهم أيضًا الأحفاد الفاسدون لآدم وحواء. ليس إسرائيل وحدهم كائنات مخلوقة، بل الناس جميعاً؛ كلُّ ما في الأمر هو أنّ البعض منهم لُعنوا، بينما بورك البعض الآخر. ثمة العديد من الأمور المستحسَنة حول إسرائيل؛ فقد عمل الله فيهم أولاً لأنهم كانوا أقلّ الناس فسادًا. والصينيون لا يُقارَنونَ بهم؛ بل هم أقل شأنًا بكثير؛ ولذلك عمل الله أولاً وسط شعب إسرائيل، وانحصر تنفيذ مرحلة عمله الثانية في اليهودية؛ وأدى ذلك إلى شيوع العديد من التصورات والقواعد في أوساط الناس. وفي الواقع، لو كان الله يعمل بناءً على التصورات البشرية، لكان إلهًا لإسرائيل فقط، وما كان حينئذ لِيقدِر على بَسْط عمله ليشمل الشعوب الأممية، لأنه كان سيصير إلهًا لإسرائيل وحدهم، لا إلهَ الكائنات المخلوقة كلها. ورد في النبوّات أنّ اسم يهوه سيكون عظيمًا لدى الشعوب الأممية وأنه سينتشر بينهم. ما المغزى من تلك النبوّات؟ لو كان الله هو إله بني إسرائيل فحسب، لكان عَمِلَ في إسرائيل فقط، ولما نشر أيضًا هذا العمل، ولم يكن ليتكلم بهذه النبوّة. وبما أنه تكلم بالفعل بهذه النبوّة، فسوف يحتاج بالتأكيد إلى أن يبسط عمله إلى الشعوب الأممية وإلى جميع الأمّم والبلاد. وبما أنه قال هذا فلا بد أن يفعله. هذه هي خطته؛ لأنه هو الرب الذي خلق السماوات والأرض وكل شيء، وهو إله الكائنات المخلوقة كلها. وبغضّ النظر عمّا إن كان يعمل بين بني إسرائيل أو في اليهودية كلّها، فإنّ العمل الذي يقوم به هو عمل الكون بأسره والبشرية كافة. إنّ العمل الذي يقوم به اليوم في شعب التنين العظيم الأحمر – وهو شعب أممي – لا يزال عمل البشرية جمعاء. قد تكون إسرائيل هي أساس عمله على الأرض؛ وكذلك، قد تكون الصين قاعدة عمله بين الشعوب الأممية. ألم يحقّق اليوم النبوّة القائلة بأنّ "اسم يهوه سيصير عظيمًا بين الشعوب الأممية"؟ تتمثل خطوة عمله الأولى بين الشعوب الأممية بهذا العمل الذي يقوم به في أمة التنين العظيم الأحمر. إنّ عمل الله المتجسد في هذه الأرض، وفي هذا الشعب الملعون يتعارض تمامًا مع التصورات البشرية؛ هؤلاء هم الأوضع بين الناس، وليست لهم أيّ قيمة. وقد تخلّى يهوه عنهم في البداية. قد يتعرض الناس للهَجر من أناس آخرين، ولكن ليس هناك أوضع منزلة ولا أحقر مقاماً منهم إن تخلّى الله عنهم. بالنسبة للكائن المخلوق، فإن تملُّك الشيطان له أو هجْر الناس له لهو أمر شديد الإيلام، ولكن أن يهجُر الخالق كائنًا مخلوقًا يعني أنه يمكن أن يكون في مكانة ليس من دونها مكانة. لقد لُعِنَ أحفاد موآب، وولدوا في هذه الدولة المتخلفة؛ ولا شك أن أحفاد موآب هم أحط الشعوب مكانة تحت سلطان الظُّلمة. وبما أن هؤلاء الناس كانوا في السابق هم الأدنى مكانةً، فإن العمل الذي تمّ تنفيذه عليهم هو الأقدر على تحطيم التصورات البشرية، وهو أيضًا الأكثر فائدةً لخطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام. إنّ القيام بمثل هذا العمل في هؤلاء الناس هو الطريقة المُثلَى لتحطيم التصورات البشرية؛ إذ يُطلِق الله بذلك عصرًا؛ وهو بهذا يحطم التصورات البشرية كلّها؛ إنه بذلك ينهي عمل عصر النعمة بأسره. أُنجِز عمله الأول في اليهودية، ضمن حدود إسرائيل؛ أمّا في الشعوب الأممية فلم يقم بأيّ عمل لإطلاق العصر الجديد. ولم يقتصر الأمر على تنفيذ المرحلة الأخيرة من عمله بين الأمم؛ بل نُفِّذت كذلك بين أولئك الملعونين. هذه المسألة هي الدليل الأقدر على إذلال إبليس؛ وهكذا "يصير" الله إله كل الكائنات المخلوقة في الكون ورب كل الأشياء، ومعبود كلّ ذي حياة.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله هو رب المخلوقات كلّها
كان عمل يهوه خلق العالم، كان البداية؛ هذه المرحلة من العمل هي نهاية العمل، وهي الخاتمة. في البداية، نفَّذ الله عمله بين الأشخاص المختارين في إسرائيل، وكان فجر حقبة جديدة في أقدس مكان. أما المرحلة الأخيرة من العمل فتُنفَّذ في البلد الأكثر دنسًا، لدينونة العالم ووضع نهاية للعصر. في المرحلة الأولى، تمّ عمل الله في أكثر الأماكن إشراقًا، وتُنفَّذ المرحلة الأخيرة في أكثر الأماكن ظلامًا، وسيُطرد هذا الظلام، ويؤتى بالنور، وتُخضَع جميع الشعوب. عندما أُخضِعَ الناس من هذه الأماكن الأكثر دنسًا وأكثرها ظلمة في جميع الأماكن، واعترف جميع السكان بأن هناك إلهًا، وهو الإله الحقيقي، وكان كل شخص مقتنعًا تمامًا، عندها ستُستخدَم هذه الحقيقة لتنفيذ عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون. هذه المرحلة من العمل رمزية: بمجرد الانتهاء من العمل في هذا العصر، فإن عمل الستة آلاف سنة من التدبير سيصل إلى نهاية كاملة. وبمجرد أن يُخضع كلّ الذين يعيشون في أظلم الأماكن، فغني عن القول إن الوضع سيكون كذلك في كل مكان آخر. على هذا النحو، يحمل عمل الإخضاع فقط في الصين رمزية ذات معنى. تُجسِّد الصين كل قوى الظلام، ويمثل شعب الصين كل أولئك الذين هم من الجسد، ومن الشيطان، ومن اللحم والدم. إن الشعب الصيني هو أكثر مَنْ فَسَد بسبب التنين العظيم الأحمر، الذي يعارض الله أقوى معارضة، وهو الشعب الذي تعتبر إنسانيته الأكثر دناءة ودناسة، ومن ثمَّ فهم النموذج الأصلي لكل البشرية الفاسدة. هذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل على الإطلاق لدى دول أخرى؛ فمفاهيم الإنسان كلها متشابهة، وعلى الرغم من أن شعوب هذه البلدان قد يكونون من العيار الجيد، فإن كانوا لا يعرفون الله، فقد يعني ذلك أنهم يعارضونه. لماذا عارض اليهود أيضًا الله وتمردوا عليه؟ لماذا عارضه الفريسيون أيضًا؟ لماذا خان يهوذا يسوع؟ في ذلك الوقت، لم يكن العديد من التلاميذ يعرفون يسوع. لماذا، بعد أن صُلب يسوع وقام، ظل الناس غير مؤمنين به؟ أليس تمرد الإنسان متشابه لدى الجميع؟ ببساطة، شعب الصين مثالٌ على ذلك، وعندما يُخضَعون سوف يصبحون نموذجًا وعينة، وسيكونون مثل مرجع للآخرين. لماذا قلت دائمًا إنكم جزء من خطة تدبيري؟ ففي الشعب الصيني يتجلى الفساد والدنس والإثم والمعارضة والتمرد على أكمل وجه ويُكشف بجميع أشكاله المتنوعة. فمن ناحية، عيارهم متدنٍّ، ومن ناحية أخرى، حياتهم وعقليتهم متخلفة، وعاداتهم، وبيئتهم الاجتماعية، وعائلة نشأتهم – كلها فقيرة والأكثر تخلفًا. كما أن مكانتهم أيضًا وضيعة للغاية. العمل في هذا المكان رمزي، وبعد أن يُنفَّذ هذا الاختبار في مجمله، سيكون عمل الله اللاحق أسهل كثيرًا. إذا كان يمكن استكمال خطوة العمل هذه، فإن العمل اللاحق سيُنجز تلقائيًّا. وبمجرد إنجاز هذه الخطوة من العمل، فإن نجاحًا كبيرًا سيتحقق بالكامل، وسوف ينتهي تمامًا عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون. في الواقع، بمجرد نجاح العمل بينكم، سيكون مُعادلًا للنجاح في جميع أنحاء الكون. هذا هو سبب جعلي لكم تلعبون دور النموذج والعينة. التمرد والمعارضة والدنس والإثم – كلها موجودة في هؤلاء الناس، وفيهم يتمثل كل تمرد البشرية. إنهم مميّزون حقًا، وبالتالي، يُحتفظ بهم كمثال نموذجي للإخضاع، وبمجرد أن يُخضعوا، سيصبحون بطبيعة الحال نموذجًا وعينة للآخرين.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (2)
عمل الله موجه للمخلوقات كافة، ولا يعتمد على ما إذا كان المرء قد لُعن بعد ما خُلق؛ فعمل تدبيره موجه للمخلوقات كافة، وليس فقط للشعب المختار الذي لم يتعرض للعنة. وما دام الله يرغب في تنفيذ عمله بين مخلوقاته، فهو بالتأكيد سينفذه حتى اكتماله بنجاح؛ وسيعمل بين أولئك الناس النافعين لعمله. لذلك، فإنه يحطم كل التقاليد عندما يعمل بين الناس؛ في نظره، كلمات مثل: "ملعون"، "مُوبَّخ"، "مُبَارك" هي كلمات بلا معنى! الشعب اليهودي صالح، كما هو شعب الله المختار في إسرائيل. هم شعب ذو إمكانيات وإنسانية جيدة. أطلق يهوه عمله في البداية بينهم ونفذ أول عمل له، ولكن تنفيذ عمل الإخضاع عليهم اليوم سيكون بلا معنى. لعلّهم أيضًا جزء من المخلوقات، وقد يكون لديهم العديد من الجوانب الإيجابية، إلا أن تنفيذ هذه المرحلة بينهم سيكون عديم الجدوى. لم يقْدر الله أن يُخضع الناس ولم يستطع أن يقنع المخلوقات كلها. وهذه هي بالضبط أهمية تحويل عمله لهؤلاء الناس من أمة التنين العظيم الأحمر. يتسم إطلاقه لعصرٍ، وتحطيمه لكل القواعد والتصورات البشرية، وإنهاؤه عملَ عصر النعمة بأسره، بالأهمية الكبرى. لو تم تنفيذ عمله الحالي بين بني إسرائيل، آمن الجميع أن الله هو إله بني إسرائيل وأن بني إسرائيل فقط هم شعب الله المختار، وأنهم هم من يستحقون وحدهم أن يرثوا بركة الله ووعده بحلول الوقت الذي تنتهي فيه خطة تدبيره التي تستغرق الستة آلاف عام. إن تجسد الله في الشعب الأممي للتنين العظيم الأحمر في الأيام الأخيرة ينجز عمله كإله المخلوقات كلها؛ حيث يُكمل خطة تدبيره كلها، وينهي الجزء الأساسي من عمله في أمة التنين العظيم الأحمر. يمثل خلاص الإنسان جوهرَ مراحل العمل الثلاث هذه، أي جعل المخلوقات كلها تعبد الخالق. وهكذا نجد أن كل مرحلة من العمل تنطوي على معنى عظيم؛ إذْ لا يعمل الله شيئًا بلا معنى أو قيمة. من ناحية، تؤْذِن هذه المرحلة من العمل بدخول عصر وتنهي عصرين سابقين؛ وهي من ناحية أخرى تحطّم كل التصورات البشرية وجميع طرق الاعتقاد والمعرفة البشرية القديمة. كان عمل العصرين السابقين يتم بحسب التصورات الإنسانية المختلفة؛ ولكن هذه المرحلة تمحو تمامًا التصورات الإنسانية، وهي بذلك تُخضع البشرية تمامًا. سيُخضِع الله كل الناس في الكون بأسره من خلال إخضاع ذرية موآب والعمل المنفذ بينهم. هذه هي أعمق دلالةٍ لهذه المرحلة من عمل الله، وهي تمثل الجانب الأكثر قيمة في هذه المرحلة من عمله. وحتى لو كنت تعرف الآن أن مكانتك وضيعة وأنك ذو قيمة متدنية، فستظل تشعر أنك حظيت بأبهج الأمور: لقد ورثت بركة عظيمة، وحصلت على وعد عظيم، ويمكنك تحقيق عمل الله العظيم هذا. لقد رأيت وجه الله الحقيقي وتعرف شخصية الله المتأصلة، وتتبع مشيئة الله. لقد تم تنفيذ المرحلتين السابقتين من عمل الله في إسرائيل. لو كانت هذه المرحلة الحالية من عمل الله في الأيام الأخيرة يتم تنفيذها بين بني إسرائيل، لما انحصر الأمر في إيمان الكائنات المخلوقة جمعاء بأن بني إسرائيل وحدهم هم شعب الله المختار، بل لأخفقت خطة تدبير الله بأكملها في تحقيق نتيجتها المرغوبة. أثناء الفترة التي تم فيها تنفيذ مرحلتين من عمله في إسرائيل، لم يتم تنفيذ أي عمل جديد كما لم يتم تنفيذ أي عملٍ لإطلاق عصر جديد في الشعوب الأممية. يتم تنفيذ مرحلة العمل الحالية، عمل إطلاق عصر جديد، بين الشعوب الأممية، كما يجري علاوة على ذلك تنفيذها أولًا بين ذرية موآب، وبذلك يتم افتتاح العصر بكامله. لقد حطم الله أية معرفة موجودة داخل التصورات البشرية ولم يسمح ببقاء أيٍّ منها. لقد حطم بعمله في الإخضاع التصورات البشرية، تلك الطرق الإنسانية القديمة الأولى للمعرفة. إنه يدع الناس يرون أنه لا توجد قواعد بالنسبة إلى الله، وأنه لا يوجد شيء قديم فيما يتعلق بالله، وأن العمل الذي يقوم به مُحرَّر بالكامل، وحرّ تمامًا، وأنه على صواب في كل ما يفعله. يجب أن تخضع بالكامل لأي عمل يقوم به بين الكائنات المخلوقة؛ فكل العمل الذي يقوم به هو عمل له معنى، ويتم وفقًا لمقاصده وحكمته، وليس وفقًا للاختيارات والتصورات البشرية. إن كان ثمّةَ شيء مفيد لعمله قام به، وإن كان شيئًا غير نافع لعمله، لم يقم به، مهما يَكُنْ جيدًا! إنه يعمل ويختار مكان عمله ومستَقبِلي هذا العمل وفقًا لمعنى عمله والغرض منه؛ فهو لا يلتزم بقواعد سابقة عندما يعمل، ولا يتبع صيغًا قديمة، وبدلًا من ذلك، يخطط عمله وفقًا لأهمية العمل؛ وهو في النهاية يريد أن يحقق الأثر الحقيقي والهدف المرتقب. إن كنت لا تفهم هذه الأمور الآن، فلن يكون لهذا العمل أي تأثير فيك.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله هو رب المخلوقات كلّها
وفقًا للمفاهيم البشرية، كان يجب أن أولد في بلد جميل لأُظهر أن مكانتي عالية، وأن قيمتي عظيمة، ولأُظهر وقاري وقدسيتي وعظمتي. لو كنت قد وُلدت في مكان يعترف بي، في عائلة راقية، ولو كان مستواي ومكانتي عاليين، لَتمّت معاملتي بشكل جيد جدًّا. لن يفيد هذا عملي، فهل سيكون من الممكن حينها الكشف عن مثل هذا الخلاص العظيم؟ جميع أولئك الذين يرونني سيخضعون لي، ولن يكونوا ملوثين بالقذارة. كان عليّ أن أولد في هذا النوع من الأماكن. هذا ما تؤمنون به. إنما فكروا في الأمر: هل أتى الله إلى الأرض للتمتع أم للعمل؟ لو عملتُ في ذلك النوع من الأماكن السهلة والمريحة، هل كنت سأتمكن من نيل مجدي الكامل؟ وهل كنت سأتمكن من إخضاع كل المخلوقات؟ عندما جاء الله إلى الأرض لم يكن من العالم، ولم يصِر جسدًا من أجل أن يستمتع بالعالم. كان الله سيُولَد أينما كان عمله سيكشف عن شخصيتَه ويكون له أقصى درجات المعنى، سواءً كانت أرضًا مقدسةً أم أرضًا قذرةً. بغض النظر عن مكان عمله، فهو قدّوس. إنه من خلق كل الأشياء في العالم، وإن كانت قد أُفسِدت كلها من قِبَل الشيطان. مع ذلك، لا تزال جميع الأشياء تنتمي إليه؛ فهي جميعها في يديه. الله يأتي إلى أرض قذرة ويعمل فيها من أجل إعلان قداسته؛ إنه لا يفعل ذلك إلا من أجل عمله، أي إنه لا يتحمل الإذلال الكبير إلا من أجل القيام بمثل هذا العمل لتخليص شعب هذه الأرض القذرة. يتم القيام بهذا من أجل الشهادة، ومن أجل البشرية جمعاء. ما يُظهره مثل هذا العمل للناس هو برّ الله، وهو أكثر قدرة على توضيح أن الله أسمى. عظمته ونزاهته تظهران على وجه التحديد في خلاص مجموعة من الناس الوضعاء الذين يزدريهم الآخرون. ولادة الله في أرض قذرة لا تدل على أنه وضيع؛ فهي ببساطة تتيح لكل الكائنات المخلوقة رؤية عظمته ومحبته الحقيقية للبشرية. فكلما زاد قيامه بذلك، كشف أكثر عن محبّته النقية للإنسان، محبته التي لا تشوبها شائبة. الله قدوس وبار، على الرغم من أنه وُلد في أرض قذرة، وعلى الرغم من أنه يعيش مع هؤلاء الأشخاص المليئين بالقذارة، تمامًا كما عاش يسوع مع الخُطاة في عصر النعمة. ألا يُفعَل كل جزء من عمله من أجل بقاء البشرية جمعاء؟ أليس كل ذلك حتى تتمكن البشرية من ربح خلاص عظيم؟ قبل ألفي سنة عاش مع الخطاة عددًا من السنين. كان ذلك من أجل الفداء. وهو يعيش اليوم مع مجموعة من الناس القذرين والوضعاء، وهذا من أجل الخلاص. أليست كل أعماله من أجلكم، أنتم البشر؟ لو لم يكن من أجل تخليص البشرية، لماذا عاش وتعذّب مع الخطاة لسنوات عديدة بعد ولادته في مِذْوَد؟ وإن لم يكن من أجل تخليص البشرية، فلماذا يتجسّد مرة ثانية، ويولد في هذه الأرض حيث تتجمع الشياطين، ويعيش مع هؤلاء الناس الذين أفسدهم الشيطان بشدة؟ أليس الله مُخلِصًا؟ أي جزء من عمله لم يكن من أجل البشر؟ أي جزء لم يكن من أجل مصيركم؟ الله قدّوس، هذا شيء ثابت! هو ليس ملوثًا بالقذارة، على الرغم من مجيئه إلى أرض قذرة؛ إذ لا يعني هذا كله سوى أن محبة الله للبشر غير أنانية على الإطلاق، وأن المعاناة والإذلال اللذين يتحملهما عظيمان جدًّا!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب
سواء كنتَ أمريكيًّا أو بريطانيًّا أو حاملاً لأية جنسية أخرى، عليك أن تخطو خارج حدودك، عليك أن تتجاوز نفسك، ويجب أن تنظر إلى عمل الله من هوية كائن مخلوق. بهذه الطريقة لن تضع قيودًا على آثار أقدام الله. لأن اليوم يتصور العديد من الناس أنه من المستحيل أن يظهر الله في دولة أو أمة معينة. كم هي عميقة أهمية عمل الله، وكم هو مهم ظهور الله! كيف يمكن قياسهما بالتصور والفكر الإنساني؟ ولذلك أقول إنه عليك أن تخترق حاجز تصوراتك عن الجنسية أو العِرق حين تطلب ظهور الله؛ بهذه الطريقة لن تُقيّدك تصوراتك الشخصية؛ وبهذه الطريقة، ستصبح مؤهلاً لاستقبال ظهور الله، وإلا ستظل دائمًا في الظلمة، ولن تَنَالَ أبدًا قبول الله.
الله هو إله البشرية بأسرها. إنه لا يُعد نفسه ملكية خاصة لأي أمة بعينها أو شعب بعينه، بل يقوم بعمله كما خطط له، دون أن يتقيّد بأي شكل، أو أمةٍ، أو شعب. ربما لم تتخيل هذا الشكل قط، أو ربما موقفك تجاه هذا الشكل هو الإنكار، أو ربما يكون الأمر فحسب أنَّ الأمة التي يظهر فيها الله والشعب الذي يظهر بينه يتعرضان للتمييز من قبل الجميع، وهما الأكثر رجعية على وجه الأرض. غير أن لله حكمته. من خلال قوته العظيمة، وبواسطة حقه وشخصيته، ربح حقًا جماعة من الناس هم على فكر واحد معه، وجماعة شاء أن يُكملها – جماعةً أخضعها، جماعة – بعد أن تحملت جميع أنواع التجارب والمعاناة وكل أساليب الاضطهاد – تستطيع أن تتبعه حتى النهاية. إن الهدف من ظهور الله، الذي لا يحده أي شكل أو أمة، هو تمكينه من إكمال عمله على النحو الذي خططه. هذا يشبه تمامًا حينما صار الله جسدًا في اليهودية: كان هدفه هو إكمال عمل الصلب لفداء الجنس البشري بأسره. لكن اليهود اعتقدوا أنه من المستحيل أن يفعل الله هذا، وظنوا أنه من المستحيل أن يصير الله جسدًا ويتخذ هيئة الرب يسوع. وقد أصبح "مستحيلهم" أساس إدانتهم لله ومعارضتهم له، وأدى في النهاية إلى دمار إسرائيل. واليوم، ارتكب العديد من الناس خطأً مشابهًا. إنهم يعلنون بكل قوتهم ظهور الله الوشيك، لكنهم في الوقت نفسه يدينون ظهوره؛ ومرةً أخرى، فإنَّ "مستحيلهم" يُقيّد ظهور الله داخل حدود خيالهم. وهكذا فقد رأيتُ العديد من الناس ينفجرون في ضحك جامح وصاخب بعد أن يصادفوا كلام الله. لكن هل يختلف هذا الضحك بأي شكل من الأشكال عن إدانة اليهود لله وتجديفهم عليه؟ أنتم لستم مبجلين في حضرة الحق، فضلًا عن أن تمتلكوا موقف التوق! كل ما تفعلونه هو أنكم تدرسون بعناد، وتنتظرون دون أي اكتراث. ماذا يمكنكم أن تربحوا من الدراسة والانتظار على هذا النحو؟ هل تظنون أنكم ستنالون الإرشاد الشخصي من الله؟ إذا كنتَ لا تستطيع تمييز أقوال الله، فعلى أي نحو أنت مؤهل لأن تشهد ظهور الله؟ حيثما يظهر الله، سيكون ثمة تعبير عن الحق، وسيكون ثمة صوت الله. فقط أولئك الذين يستطيعون قبول الحق سيمكنهم سماع صوت الله، ووحدهم مثل هؤلاء الناس هم المؤهلون ليشهدوا ظهور الله. تخلَّ عن مفاهيمك! هدئ نفسك واقرأ هذه الكلمات بعناية. وما دام لديك قلب يتوق إلى الحق، فسينيرك الله كي تفهم مقاصده وكلماته. تخلَّوا عن حجج "الاستحالة" التي لديكم! كلما زاد تصديق الناس استحالة شيء ما، زادت احتمالية حدوثه، لأن حكمة الله أعلى من السماوات، وأفكار الله أسمى من أفكار البشر، والله يؤدي عمله على نحو يتجاوز حدود تفكير الإنسان ومفاهيمه. وكلما زادت استحالة شيء ما، زاد ما ينطوي عليه من حق ينبغي طلبه؛ وكلما زاد عدم إمكانية أن تتصور مفاهيم الإنسان شيئًا ما، زاد ما يتضمنه من مقاصد الله. هذا لأنه، أينما يظهر الله، فالله يظل هو الله، ولن يتغير جوهره مطلقًا بسبب مكان ظهوره أو أسلوبه. لن تتغير شخصية الله بصرف النظر عن موقع خطاه، وأينما كانت خطى الله، فهو إله البشرية كلها. وتمامًا كما أنَّ الرب يسوع ليس إله بني إسرائيل فحسب، بل إله كل الشعوب في آسيا وأوروبا وأمريكا، وأكثر من هذا، هو الإله الواحد والوحيد في الكون بأسره. لذا، دعوا نبحث عن مقاصد الله ونكتشف ظهوره في أقواله وكلماته، ولنواكب خطاه! الله هو الحق والطريق والحياة. وكلامه وظهوره يتزامنان في وجودهما معًا، وشخصيته وخطاه تُظهَر علانية للبشرية في جميع الأوقات. أعزائي الإخوة والأخوات، أرجو أن تكونوا قادرين جميعًا على رؤية ظهور الله في هذه الكلمات، وأن تبدؤوا في اللحاق بخطاه وأن تخطوا قُدُمًا نحو عصر جديد، وأن تدخلوا السماء والأرض الجديدتين الجميلتين اللتين أعدهما الله لأولئك الذين ينتظرون ظهوره.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ذيل مُلحق 1: ظهور الله استهل عصرًا جديدًا
لقد منحت مجدي لإسرائيل ثم أخذته، وبذلك جلبت بني إسرائيل إلى الشرق، وأيضًا جئت بجميع الناس إلى الشرق، جئت بهم جميعًا إلى النور حتى يعاودوا الاتحاد به ويكونوا في ارتباط معه، ولا يبحثوا بعد ذلك. سأجعل كل الذين يطلبون يرون النور مرة أخرى، ويرون المجد الذي كان لي في إسرائيل، ويرون أنني نزلت منذ زمن بعيد على سحابة بيضاء في وسط البشر، ويرون طبقات السحاب الأبيض والثمار في عناقيدها الوفيرة. وأكثر من ذلك، سأجعلهم يرون يهوه إله إسرائيل، ويرون "سيد" اليهود، ويرون المسيا المنتظر، ويرونني بصورتي الكاملة، أنا الذي اضطهده الملوك على مر العصور. سأعمل على الكون بأسره، وسأودي عملًا عظيمًا، وسأعلن عن كل مجدي وعن كل أعمالي للإنسان في الأيام الأخيرة، وسأكشف عن وجهي المجيد بالكامل لأولئك الذين انتظروني سنوات عديدة، لأولئك الذين اشتاقوا إلى مجيئي على سحابة بيضاء، وإلى إسرائيل التي اشتاقت إلى ظهوري مرة أخرى، وإلى جميع البشر الذين يضطهدونني، حتى يعلم الجميع أنني قد أخذت مجدي منذ زمن طويل وأتيت به إلى الشرق، وأنه لم يعد في اليهودية، لأن الأيام الأخيرة قد حلت بالفعل!
أنا أقوم بعملي في جميع أنحاء الكون، وفي الشرق، ينطلق دويٌّ راعد بلا توقف يهز جميع الأمم والطوائف. إن أقوالي هي التي قادت البشر أجمعين إلى الحاضر. أجعل كل البشر يُخضَعون بأقوالي، ويسقطون في هذا التيار، ويستسلمون أمامي؛ لأنني منذ فترةٍ طويلةٍ سحبت مجدي من كل الأرض، وقد أعدت إطلاقه من جديد في الشرق. من ذا الذي لا يتوقُ لرؤية مجدي؟ من ذا الذي لا يتطلع لعودتي بلهفة؟ من ذا الذي لا يتعطشُ لظهوري من جديد؟ من ذا الذي لا يتوق إلى جمالي؟ من ذا الذي لن يأتي إلى النور؟ من ذا الذي لن ينظر غنى كنعان؟ من ذا الذي لا يتوق إلى عودة الفادي؟ من ذا الذي لا يبجِّل صاحب القوة العظيمة؟ ستُروج أقوالي عبر الأرض؛ وسوف أكثر من النطق والتحدث بالكلمات لشعبي المختار، مثل رعد قويّ يهز الجبال والأنهار. أقول كلامي للكون كله وللبشرية. ولذلك أصبح الكلام الذي يخرج من فمي كنزَ الإنسان، وكل البشر يعتزون بكلامي. يومض البرق من الشرق قاطعًا طريقه إلى الغرب. كلامي يكره الإنسان أن يفارقه، وهو أيضًا لا يُسبَر غوره بالنسبة للإنسان، وهو علاوةً على ذلك، يجعله يبتهج. كما في حال المولود الجديد يبتهج جميع البشر ويفرحون احتفالًا بقدومي. وبواسطة أقوالي، سأجلب كل البشر أمامي. ومن ذلك الحين فصاعدًا، سأدخل رسميًّا وسط البشر وأجعلهم يأتون لتبجيلي. ومع المجد الذي يشعُّ مني والكلام الذي ينطقه فمي، سأجعل كل البشر يأتون أمامي ويرون أن البرق يومض من الشرق، وأنني قد نزلتُ على "جبل الزيتون" في الشرق، وأنني كنت قد أتيت إلى الأرض منذ فترة طويلة، وأنني لم أعد ابن اليهود، بل برق الشرق. لأنني منذ زمن طويل أُقِمتُ، وقد رحلت من وسْط البشر، ثم عدتُ للظهور بمجد بينهم. أنا هو من كان يُعبَدُ لعصور لا تحصى قبل الآن، كما أنني الرضيع المهجور من قِبَل بني إسرائيل منذ أزمنة لا حصر لها قبل الآن. وعلاوة على ذلك، فإنني أنا الله القدير كلي المجد في العصر الحاضر! ليأتِ الجميعُ أمامَ عرشي ويروا وجهي المجيد ويسمعوا أقوالي ويروا أعمالي. هذه هي مقاصدي كليةً؛ إنها نهاية خطتي وذروتها، وهي كذلك غاية تدبيري، أن تبجلني الأمم التي لا حصر لها، وأن تعترف بي الأفواه التي لا حصر لها، وأن يضع البشر الذين لا حصر لهم ثقتهم فيَّ، وأن يستسلم شعبي المختار الذي لا حصر له لي!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. دويُّ الرعود السبعة – التنبؤ بأن إنجيل الملكوت سينتشر في جميع أنحاء الكون
شهادات اختبارية ذات صلة
ظهور الله وعمله في الصين لهما مغزى مهم للغاية
ترانيم ذات صلة
قد أحضر الله مجده إلى الشرق
قد ظهر الله في شرق العالم بمجد
فقط أولئك الذين يقبلون الحق يمكنهم سماع صوت الله