24. من هو العقبة على الطريق إلى ملكوت السموات؟
في العام الذي توفي فيه زوجي، كنت في يأس عميق، وفوق ذلك كان لدي عبء إضافي يتمثّل في تربية أولادي. واجهت الشدائد في حياتي فجأة، لكن محبة الرب كانت معي طوال الوقت، وبمساعدة إخوتي وأخواتي، اجتزت هذا الوقت العصيب. واصلت تقديم التبرعات وخدمة الكنيسة، لأرد للرب محبته، وكنت أقوم بذلك منذ أكثر من ثلاثين عامًا. في هذا الوقت، شهدت ازدهار الكنيسة وشاهدت الحدث المجيد لنشر إنجيل الرب يسوع. لقد شهدت أيضًا وحشةً وعجزًا في الكنيسة. تذكرت عندما بدأ الروح القدس لأول مرة في أداء العمل العظيم في الكنيسة، عندما شعرنا بالمتعة واكتسبنا الكثير من خلال الاستماع إلى وعظ القس. كانت هناك محبة متبادلة بين الإخوة والأخوات كما لو كنا كلنا عائلة واحدة، وكان الجميع متحدين في نشر الإنجيل وتقديم الشهادة للرب. في وقت لاحق، دون أن نعرف ماذا حدث، لم يعد هناك أي نور فيما يعظ به القس. كان الأمر كما لو أن نفس القصة القديمة تتكرر مرارًا وتكرارًا، ولم يكن المؤمنون ببساطة قادرين على الحصول على أي تغذية أو إمداد. تلاشى إيمانهم ومحبتهم تدريجيًا، وكان عدد من يأتون إلى الاجتماعات في تناقص، ومن كانوا يشاركون منا في الخدمة كانوا أيضا يؤدون الشكليات فحسب. كنا نتصرف جميعًا وفقًا لرغبات الأشخاص في الخدمة وليس على الإطلاق لنخدم الله، بل بالأحرى بذلنا أنفسنا أمام الآخرين وحاولنا إرضاءهم. كنت أعرف أن هذا النوع من الخدمة لا يتماشى مع مشيئة الله، ولذا كان الأمر مؤلمًا جدًا بالنسبة لي. شعرت أيضًا بالعجز، دون أن تكون لديّ أي فكرة عن كيفية السير في الطريق أمامي. لذلك كنت آمل أن يعود الرب في أقرب وقت ممكن، حتى تُحل كل هذه المشاكل.
في الوقت الذي شعرت فيه بالحيرة، بحثت في عام 2016 في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، حيث قرأت الكثير من كلام الله القدير واستمعت إلى الشركة التي قام بها الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير وما قدموا شهادة به، وأخيراً فهمت أن الرب يسوع قد تجسّد منذ زمن طويل وجاء إلى العالم للتعبير عن كلامه وأداء عمل دينونة الأيام الأخيرة بدءًا من بيت الله، وكان يفعل كل هذا لتطهير البشرية وخلاصها بالكامل وجلب البشرية إلى ملكوت السموات. لقد أوضح لي كلام الله القدير سر عودة الرب التي فكرت فيها لسنوات عديدة، إذ فهمت أن عودة الرب كانت مقسّمة إلى شكلين من القدوم الخفي والمجيء العلني. يتجسد الرب أولاً باعتباره ابن الإنسان في مجيئه الخفي للتعبير عن كلامه ولدينونة الإنسان وتطهيره، ولعمل مجموعة من الغالبين قبل الكوارث، وعندما تحل الكوارث الكبرى، سوف يكافئ الأخيار ويعاقب الأشرار، وسيأتي علانية، ويظهر لجميع الأمم والشعوب. في ذلك الوقت، سيكون عمل الله المتجسد في المجيء الخفي قد انتهى بالفعل، وسيواجه كل من يقاوم عمل الله ويدينه في الأيام الأخيرة الكوارث بالكثير من البكاء وصرير الأسنان. كما أقام الإخوة والأخوات معي شركة حول الحقائق؛ مثل المراحل الثلاث من عمل الله لخلاص البشرية، وأهمية تجسد الله، وكيف سيؤدي الله عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. ثم فهمت لماذا لم يكن لدينا إرشاد من الله من قبل، أثناء خدمة الكنيسة، ولماذا لم يكن هناك طريق أمامنا للتقدم في قراءة الكتاب المقدس، والصلاة، ودراسة الكتاب المقدس. فهمت لماذا لم نشعر بوجود الروح القدس. لقد أنجز الله بالفعل عملًا جديدًا، واختتم عصر النعمة واستهل عصر الملكوت. لم يعد الروح القدس يعمل داخل كنائس عصر النعمة، لذا فإن أرواح الناس قد ذبلت وأصابها الظلام، وخلت من أي فرح أو رضاء، ولم يتمكنوا من الحصول على أي زاد في حياتهم الروحية. وبفضل إرشاد الله وتوجيهه، تمكنت من التعرّف على صوت الله في كلام الله القدير، وقبلت بسعادة عمل الله في الأيام الأخيرة. بعد ذلك، كان الإخوة والأخوات كثيرًا ما يشاركونني كلمة الله القدير على الإنترنت. لقد ساعدتني مشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو الخاصة بالرقصات الغنائية ومقاطع الفيديو الموسيقية التي أنتجتها كنيسة الله القدير على توفير قوت كبير لي، وشكرت الله من أعماق قلبي لقيادتي أمام عرشه. لقد استمتعت برعاية كلام الله وتغذيته لي، ودخلت حياة سعيدة من العيش وجهًا لوجه مع الله.
في أحد الأيام، أرسلت لي زوجة أحد القساوسة في الكنيسة رسالة من حيث لا أدري تقول: "لماذا أظهرت إعجابك بأحد منشورات البرق الشرقي؟ لقد سمحت أيضًا بنشره في صفحتك، وهو ما يتعارض مع مشيئة الرب. إذا رأى شعب كنيستنا المنشور الخاص بالبرق الشرقي، وأصبحوا مهتمين بكلمات الله القدير، فسوف يقرأون جميعًا عن البرق الشرقي، عندئذ ماذا سنفعل؟ يجب ألا تتصلي بالأشخاص المنتمين للبرق الشرقي مرة أخرى. يجب أن تحذفي معلومات الاتصال الخاصة بهم على الفور..." أجبتها: "إن أفلام الإنجيل والترانيم ومقاطع الفيديو الموسيقية الخاصة بكنيسة الله القدير جميعها جيدة جدًا، وقد استفدت منها الكثير. ينبغي أن أعبر عن إعجابي بها!" أردت إرسال المزيد من الرسائل إلى زوجة القس، لكن قبل أن أنهي رسالتي، قالت أشياء كثيرة تهاجم الله القدير وتدينه، وتفتري على كنيسة الله القدير. لقد رأيت أنها ليست لديها أي رغبة على الإطلاق في التحري عن هذه المسألة العظيمة المتمثلة في عودة الرب، لكنها أصدرت فحسب أي أحكام وتصريحات تحمل إدانة تراها مناسبة، ولم أعد أرغب في التحدث عن هذا الأمر معها، لذلك غيّرت الموضوع.
بعد أيام قليلة من حدوث ذلك، جاء القس يانغ للبحث عني ليتحدث معي، وبعد بعض المجاملات، سألني القس يانغ: "هل بحثت في أي مجموعات دينية أخرى عبر الإنترنت؟" لم أكن أعرف لماذا يسألني القس يانغ مثل هذا السؤال، وقلت له: "ينتمي أصدقائي على الفيسبوك إلى العديد من الطوائف المختلفة، وإذا كنت أعتقد أن المقالات التي ينشرونها صحيحة وجيدة، أحاول دائمًا فهمها ومعرفة ما إذا كان هناك أي نور جديد فيها، فهل تقول إنه من الخطأ عمل ذلك؟" سألني القس يانغ مرة أخرى: "هل تحولت إلى البرق الشرقي منذ عامين؟ لماذا تريدين التحري عن البرق الشرقي؟ أيضًا، هل تبحثين دائمًا عن فلانة؟ (وهي أخت قد قبلت عمل الله في الأيام الأخيرة، نُشرت صورها وأدانها قس كنيستها الأصلية ونبذها)" بدأت انزعج بعد سماعي لوابل الأسئلة من القس يانغ، وقلت له: "إن كنيسة الله القدير جيدة، وبداخلها يوجد حقيقة وعمل الروح القدس. سوف أتابع حقيقة الروح القدس وعمله أينما وجدا، وهذا هو الأمر اللائق. لا يوجد نور جديد في كنيستنا، وروحي أظلمت ولا يمكنها أن تجد أي قوت هناك. أريد أن أجد كنيسة لديها عمل الروح القدس، حيث يمكن أن تتلقى حياتي غذاء الحق. تروق لي تعاليم البرق الشرقي، وكلمات الله القدير هي كل الحق، فهي تتيح لي الحصول على القوت. لم أكن مخطئة في التحري عن البرق الشرقي، ولي الحرية في القيام بذلك". فأجابني القس يانغ: "ما يبشر به الناس من البرق الشرقي يتجاوز الكتاب المقدس، ولا يوجد كلام آخر لله سوى ذلك الموجود في الكتاب المقدس. إذا كان ما يبشّرون به ينحرف عن الكتاب المقدس، إذن فهو خطأ". فقلت له: "لقد سمعت مرةً واعظًا يقول نفس الشيء، وكنت أنا نفسي أشاركه نفس وجهة النظر، لكن بعد قراءة كلام الله القدير، وسماع ما قام به الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير، عرفت أن هذا الرأي ما هو إلا مفاهيمنا وتصوراتنا الخاصة فحسب، وهو لا يتفق على الإطلاق مع الحق أو يتفق مع الحقائق. الله كليّ الشمول، وهو غني بالحكمة، فكيف يمكننا أن نقصر كلام الله وعمله على الإنجيل فحسب؟ يقول الكتاب المقدس: "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ ٱلْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ ٱلْكُتُبَ ٱلْمَكْتُوبَةَ" (يوحنا 21: 25). يمكننا أن نرى هنا أن كلام الله وعمله المسجلين في الكتاب المقدس محدودان للغاية من حيث النطاق. ليس كل ما قاله الرب يسوع في ذلك الوقت مكتوبًا في الكتاب المقدس، ولا الكلمات التي تكلم بها الرب العائد كذلك. علاوة على ذلك، فإن عمل الله القدير مبني على الأساس الذي وضعه الرب يسوع. إن عمل الله القدير وعمل الرب يسوع هما عمل إله واحد...". لم يستمع القس يانغ إلى كلمة مما قلته ولم يكن له أي اهتمام على الإطلاق بالسعي والتحري، بل استمر في قول أشياء تقاوم الله القدير وكنيسة الله القدير وتدينهما، وسألني: "كيف عرفت عن موقع كنيسة الله القدير؟ هل لديك كتبهم؟ هل بشرت أي شخص آخر بعمل الله القدير؟ هل بشرت أطفالك به؟ أعطيني أسماء الناس في كنيسة الله القدير..." كما طالبني أيضًا بألا أحضر مجددًا اجتماعًا مع أناس من كنيسة الله القدير، وإن لم أستمع إليه وتابعت الاتصال بكنيسة الله القدير، فسيطردني من الكنيسة، ولن يسمح لي بالذهاب مرة أخرى إلى أي كنيسة وسوف يشوه سمعتي تمامًا. لقد صُدمت من القس يانغ الذي أراه أمامي مباشرة. كيف تحوّل القس يانغ، الذي كان دائمًا لطيفًا ومتواضعًا، ويتحدث دائمًا بكلمات لطيفة للغاية، إلى شخص همجي يعوزه المنطق؟ أخبرته: "من حقي التحري عن الحقيقة، وليس لأحد الحق في التدخل في هذا. أما إن كانت تعاليم البرق الشرقي هي الطريق الحق أم لا، فعليك أولاً عدم الحكم عليها وإدانتها على نحو أعمى. يمكنك الذهاب والتحري بنفسك على الموقع الإلكتروني لكنيسة الله القدير، حيث هناك الكثير من المحتوى. هناك كافة أنواع الكتب التي تحوي كلام الله. اذهب لترى بنفسك ما إذا كان كلام الله القدير هو صوت الرب يسوع العائد..." رفض القس يانغ تمامًا الاستماع إلى ما كنت أقوله، بل استمر في المقاومة والإدانة، وهددني قائلاً إنه يجب عليَّ مغادرة كنيسة الله القدير، وكلما أمعن القس يانغ في حديثه تجاوز حدوده أكثر. أصابني الحنق الشديد وقلت له: "قال السيد المسيح: "لَا تَدِينُوا لِكَيْ لَا تُدَانُوا، لِأَنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ" (متى 7: 1-2). إن لم تقم مطلقًا بالتحري عن كلام الله القدير وعمله، فكيف يمكنك إصدار الأحكام وتصريحات الإدانة التي تريدها فحسب؟ عندما تتصرف هكذا، فهل هذه هي الطريقة التي تتقي بها الرب؟" رأى القس يانغ أنني لم أكن أستمع إليه وأنني قد دحضت كلامه، وبالتالي لم يقل أي شيء آخر.
في الأيام التالية، بدأ القس يانغ يراقبني، وملأني هذا بالقلق، وفقدت حريتي في الإيمان أيضًا. في الكنيسة، كانت هناك ردهة فقط تفصل مكتب القس يانغ عن مكتبي. ظل يأتي فجأة إلى مكتبي ليرى ما أفعله، وأحياناً كان يقول إنه ذاهب إلى دورة المياه ثم يراقبني من الممر. في أحد الأيام، جاءت أختان من كنيسة الله القدير إلى مكتبي للدردشة. بمجرد مغادرة الأختين ذهب القس يانغ للعثور على مساعِدتي. أخبرتني مساعِدتي فيما بعد أن القس يانغ سألها عن هوية هاتين الأختين، ولماذا جاءتا... راقبني القس يانغ طوال اليوم كما لو كان يراقب مجرمًا. لقد جعلني أشعر بالقهر الشديد وبأنني بلا حرية. في أحد الأيام، لم أذهب إلى الكنيسة وكنت أشارك في اجتماع عبر الإنترنت مع بعض الإخوة والأخوات. في ذلك الوقت، وبينما كنت أدون ملاحظات الاجتماع بجدية في غرفة المعيشة الخاصة بي، ظهر القس يانغ فجأة ورائي (كان الباب مواربًا، وكان بوسع أي شخص دخول الغرفة) وقال: "ماذا تفعلين؟ ما الذي تكتبينه؟" قفزت في خوف من الصوت المفاجئ وغير المتوقع. شعرت بعدم الراحة من داخلي بسبب إزعاجه لي بهذه الطريقة، وعجزت عن العودة إلى حالة من الهدوء مهما كانت محاولاتي. لقد استأت منه بشدة، وفكرت: "التحري عن طريق الحق في إيمان المرء بالله هو أمر صائب ولائق، وهو حق يجب أن يتمتع به المسيحي". لم يعد الروح القدس يعمل داخل كنيستنا، وكان شعب الكنيسة جميعه سلبيًا وضعيفًا وذابل الروح. كانوا يعيشون في بيئة غرقت في الظلام، وكنت أبحث عن كنيسة يعمل فيها الروح القدس. كيف كان من الخطأ البحث عن خطى الله؟ لماذا أراد أن يراقبني؟ لماذا لم يسمح لي بأن أتصرف بحرية؟
لم يقتصر الأمر على مراقبة القس وإزعاجه لي، بل اتصل بي أحد الشيوخ لمضايقتي، وقال لي: "ما يبشّر به الناس من كنيسة الله القدير قد تجاوز الكتاب المقدس. إذا كنت تؤمنين بالرب، فلا يمكنك خيانته، فقد أحسن إليك كثيرًا. لا يمكنك أن تكوني بلا ضمير". أجبته قائلة: "الله القدير والرب يسوع هما إله واحد، وأنا بالتأكيد بإيماني بالله القدير لم أخن الرب يسوع، بل أواكب فقط آثار خطى الحمل...". لكنني مهما حاولت أن أشرح، كان الشيخ يتصرف تمامًا كالقس، إذ لم يستمع إلى كلمة واحدة من شركتي أو مما نصحته به، بل ظل يقول أشياء تحمل دينونة وتجديفًا، ويعرقل قبولي عمل الله القدير في الأيام الأخيرة،. لم أعد أرغب في التحدث معه بعد الآن، لذلك فكرت فقط في ذريعة لإنهاء المكالمة. لكن الشيخ لم يتركني لحالي، بل ظل يتصل لمضايقتي وقال إنني بإيماني بالله القدير قد نسيت نعمة الرب وخنته. تذكرت ما قيل في سفر الرؤيا: "هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ" (رؤيا 14: 4). يؤدي الله القدير مرحلة العمل الخاصة بدينونة الناس وتطهيرهم من خلال الكلام على أساس عمل الرب يسوع الفدائي، وقد أظهر قبولي لعمل الله القدير في الأيام الأخيرة بوضوح أنني كنت مواكبة لآثار خطى الحمل، فكيف يمكن لأحد أن يقول أنني كنت أخون الرب يسوع؟ في البداية، عندما جاء الرب يسوع لأداء عمله، خلف الناس الذين آمنوا بيهوه الناموس وراءهم وقبلوا إنجيل ملكوت السموات الذي كان الرب يسوع يبشر به. لقد اتبعوا الرب يسوع، لكن هل نسوا خلاص يهوه؟ هل كانت هذه خيانة ليهوه؟ أليست هذا مغالطة؟ بعد حدوث ذلك، أرسل لي القس مرة أخرى بعض الرسائل على الإنترنت تجدف على الله القدير وتقاومه وتدينه. جعلتني قراءة مثل هذه الكلمات البشعة أشعر بالاشمئزاز والغضب مرة أخرى، فالشيطان وحده هو القادر على النطق بمثل هذا التجديف، وبصفتهما قائدين في الكنيسة، كيف كانا يفتقران إلى أي قدر من مخافة الله وتجرآ على قول كافة أشكال التجديف؟ ذكّرني هذا بكلام الرب يسوع القائل: "وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لَا فِي هَذَا ٱلْعَالَمِ وَلَا فِي ٱلْآتِي" (متى 12: 32). التجديف ضد الله هو خطيئة كبرى ورهيبة! شعرت بشعور من الرهبة الهائلة نيابة عنهما، لكن مهما قلت لهما، كانا يصمان آذانهما ويرفضان سماع أي شيء، بل ظلا يدينان ويقاومان ويجدفان. لم أستطع أن أفهم هذا الأمر: كان لدى كلٍ من الشيخ والقس على حد سواء معرفة بالكتاب المقدس وكانا قد درسا اللاهوت، ونطق الله القدير بكلامه غاية في الوضوح، فلماذا لم يسعيا إلى كلامه أو يتحريا عنه؟ لماذا أصرا تمامًا على إدانة الله القدير ومقاومته؟
مع وضع هذا السؤال في الاعتبار، ذهبت للعثور على الإخوة والأخوات بكنيسة الله القدير. أقامت الأخت لين شركة معي قائلةً: "بالنسبة إلى السبب في عدم سعي الشيخ والقس إلى عمل الله القدير في الأيام الأخيرة أو التحري عنه، بل إدانته ومقاومته بضراوة بدلاً من ذلك، فقد أوضح الله القدير منذ زمن بعيد جوهر هذه المشكلة وأصلها، إذ يقول الله القدير: "هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد قاموا بارتكاب خطأ التمسك عبثًا باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليست هذه الآراء منافية للعقل وسخيفة؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). "انظروا إلى قادة كل طائفة؛ متكبرون وأبرار في أعين أنفسهم، ويفسرون الكتاب المقدس خارج سياقه وبحسب تصوراتهم الشخصية. يعتمدون كلهم على المواهب والمعرفة الواسعة في القيام بعملهم. هب أنهم كانوا غير قادرين على أي وعظ، فهل كان أولئك الناس ليتبعوهم؟ لكنهم في النهاية يملكون بعض المعرفة، وبوسعهم أن يعظوا قليلاً عن التعاليم، أو يعرفوا كيف يقنعون الآخرين ويتقنون استخدام بعض الحيل، التي نهم يستخدمونها لاستقطاب الناس إليهم وخداعهم. أولئك يؤمنون بالله اسمًا، لكنهم في الواقع يتبعون قاداتهم. وإذا صادفوا مَنْ يعظ بالطريق الحق، يقول بعضهم: "لا بد أن نستشِر قائدنا عن إيماننا". لا بُدّ أن يمر إيمانهم من خلال إنسان؛ أليست تلك مشكلة؟ ماذا أصبح أولئك القادة إذًا؟ أليسوا بذلك قد أصبحوا فريسيين ورعاة كاذبين ومضادين للمسيح وأحجار عثرة أمام قبول الناس للطريق الحق؟" (من "ليس الإيمان الحقيقي بالله إلا السعي وراء الحق" في "تسجيلات لأحاديث المسيح"). عندما أتى الرب يسوع في البداية لأداء عمله، كان يعاني من الإدانة والمقاومة المحمومة من الزعماء اليهود – رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين، وفي النهاية، صلبوه. آمن أسلاف الفريسيون بالله وكانوا خبراء في الشريعة. فلماذا إذن يقاومون الرب يسوع ويدينونه ويصلبونه؟ يمكننا أن نرى من كلام الله أن هذا قد نشأ عن طبيعتهم الشيطانية المتمثلة في كونهم متعجرفين ومغرورين ولا يخضعون للحق. عبّر الرب يسوع عن الكثير من الحق، ولكنهم لم يبحثوا أو يتحروا عنه، بل التزموا بوجهات نظرهم الخاصة. اعتمد إيمانهم بالله فقط على مفاهيمهم وتصوراتهم، وقاموا بتفسير الكتاب المقدس من خلال إخراج آيات من سياقها. تسبب لهم هذا في العمى، وعدم الحصول على أي تنوير من الله. لم يعرفوا عمل الروح القدس، ولم يفهموا الحق، ولم يتمكنوا من فهم صوت الله. لقد تسبب هذا حقًا في أن تتحقق كلمات الكتاب المقدس القائلة: "تَسْمَعُونَ سَمْعًا وَلَا تَفْهَمُونَ، وَمُبْصِرِينَ تُبْصِرُونَ وَلَا تَنْظُرُونَ. لِأَنَّ قَلْبَ هَذَا ٱلشَّعْبِ قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ" (متى 13: 14). القساوسة والشيوخ في الأوساط الدينية في الأيام الأخيرة هم تمامًا كالفريسيين في ذلك الوقت، حيث إن ما يعلقون عليه أهمية هو معرفة الكتاب المقدس والنظرية اللاهوتية. إنهم يعتمدون على تفكيرهم وتصوراتهم الخاصة لتفسير كلمة الرب، وتحديد الطريقة التي سيعود بها الرب. إنهم يتشبثون بعناد بمفاهيمهم وتصوراتهم، ولا يبحثون عن الحقيقة على الإطلاق. لا يقتصر الأمر على عدم تحريهم عن عمل الله في الأيام الأخيرة، ولكنهم يقاومونه ويدينونه بشكل أعمى، وبالتالي يفضحون عنادهم وطبيعتهم الشيطانية من الغطرسة والعداء للحق. إنهم يدرسون اللاهوت، ويزوّدون أنفسهم بمعرفة الكتاب المقدس، لكن هذا لا يعني أن لديهم أي محبة للحق، ولا يعني ذلك أنهم قادرون على قبول الحق وطاعته. يفسرون معرفة الكتاب المقدس والنظرية اللاهوتية، وهدفهم الوحيد هو زيادة شهرتهم وسمعتهم. إنهم يفعلون ذلك لحماية وضعهم الخاص، ويجعلون المؤمنين ينظرون إليهم بتوقير، ويعبدونهم، ويتبعونهم. يرون أن الكلمات التي يعبر عنها الله القدير هي الحق، وأنهم قادرون على إخضاع الناس وخلاصهم، وأن الكثير من الناس الذين لديهم حب للحق والذين يتوقون إلى ظهور الله قد قرأوا كلام الله القدير وتوجهوا إليه. إنهم يعتقدون أن عمل الله القدير يشكل تهديداً لوضعهم ومصدر رزقهم، ولذا يقاتلون بشكل محموم ويبذلون قصارى جهدهم لإدانة الله القدير ومقاومته. يتخذون كل الوسائل اللازمة لعرقلة وتعطيل المؤمنين عن اللجوء إلى الله القدير في محاولة للسيطرة على شعب الله المختار إلى الأبد. هذا هو السبب الجذري لعدم قيام الشيوخ والوعاظ بالسعي إلى عمل الله القدير أو التحري عنه وسبب مقاومتهم لله القدير وإدانته بشدة. يمكن أن نرى في الأفعال الشريرة للوعاظ والشيوخ الذين يقاومون الله أنهم فريسيو عصرنا، وأنهم يمثلون العقبات والعثرات التي تمنع المؤمنين من قبول الطريق الحق والارتفاع إلى ملكوت السموات. إنهم أضداد المسيح، الذين يقاومون الله ويجعلون الله عدوهم، والذين كشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة".
بعد سماع كلمة الله القدير والشركة التي أقامتها الأخوات، قارنتها بما قاله وما فعله القس والشيخ. لقد رأيت أن كلمة الله القدير قد قيلت بطريقة عملية للغاية، وعلى الرغم من أن القس والشيخ كانا على دراية جيدة بالكتاب المقدس ويمكنهما شرح الكتاب المقدس، فإن ذلك لا يزال لا يعني أن لديهم أي معرفة بالله. لقد اعتمدا على المواهب الطبيعية والمعرفة في عملهما لرفع أنفسهما حتى يعبدهما الآخرون ويتبعونهما. ظاهريًا بدا أنهما يخدمان الله، لكن في الواقع، ما كانا يخدمانه هو مفاهيمهما وتصوراتهما، ووضعهما الخاص ومصدر رزقهما. من خلال مضايقة القس والشيخ وعرقلتهما لي مرارًا وتكرارًا، تمكنت من معرفتهما على حقيقتهما. لقد كانا أضداد المسيح الذين آمنوا بالله ولكنهم لم يسعوا إلى الحق، والذين خدموا الله ومع ذلك قاوموه. على الرغم من أن القس والشيوخ لم يتخليا عن مضايقتي حتى يومنا هذا، فقد رأيت بالفعل بوضوح جوهرهم الحقيقي المضاد للمسيح وهو العداء للحق ومقاومة الله. لم أعد أسمح لنفسي بالتعرض للمضايقات أو للسيطرة عليّ، وأنا واثقة تمامًا من أن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة هو حقيقي. أتمنى أن أتبع الله القدير حتى النهاية، وألا أستسلم أبدًا! آمين!