كلمات حول خدمة الله

اقتباس 70

إذا كنت، بصفتك قائدًا أو عاملًا في الكنيسة، تريد أن تقود مختاري الله إلى الدخول في واقع الحق وتقديم الشهادة طيبة لله، فمن الأهمية بمكان توجيه الناس لقضاء المزيد من الوقت في قراءة كلام الله والشركة عن الحق. بهذه الطريقة، يمكن لمختاري الله أن يكون لديهم معرفة أعمق بأهداف الله في خلاص الإنسان والغرض من عمل الله، ويمكنهم فهم مقاصد الله ومتطلباته المختلفة من الإنسان، ومن ثمَّ السماح لهم بأداء واجبهم بشكل صحيح وإرضاء الله. عندما تجتمع لعقد شركة والوعظ، يجب أن تتحدث عن شهادتك الاختبارية بشكل عملي، ولا تكتفي بالوعظ بالكلمات والتعاليم. عندما تأكل وتشرب كلمات الله، يجب أن تركز على فهم الحق؛ وبمجرد أن تفهم الحق، يجب أن تحاول تطبيقه، وفقط عندما تمارس الحق ستفهمه حقًا. عندما تعقد شركة عن كلام الله، تحدث عما تعرفه. لا تفتخر، ولا تقل تعليقات غير مسؤولة، ولا تتحدث بالكلمات والتعاليم فحسب، ولا تبالغ. إذا بالغت، فسوف يبغضك الناس وستشعر بالخزي بعد ذلك، وستشعر بالندم والانزعاج؛ وستكون قد جلبت كل هذا على نفسك. هل يمكنك جعل الناس يفهمون الحق ويدخلون إلى الواقع إذا كنت لا تفعل سوى الوعظ بالكلمات والتعاليم لكي تعلمهم وتهذبهم؟ إذا كان ما تعقد الشركة عنه غير عملي، وإذا لم يكن وعظك سوى كلمات وتعاليم، فمهما كان مقدار تهذيبك وتعليمك لهم، فإنه لن يكون ذلك مجديًا. هل تعتقد أن خوف الناس منك، وعملهم ما تخبرهم به، وعدم جرأتهم على الاعتراض، يتساوى مع فهمهم للحق وكونهم خاضعين؟ هذا خطأ فادح؛ فدخول الحياة ليس بهذه البساطة. بعض القادة يشبهون المدير الجديد الذي يحاول ترك انطباعًا قويًا، فهم يحاولون فرض سلطتهم الجديدة على مختاري الله حتى يخضع الجميع لهم، معتقدين أن هذا سيجعل عملهم أسهل. إذا كنت تفتقر إلى واقع الحق، فسرعان ما ستنكشف قامتك الحقيقية، وستُفضح حقيقتك، وقد يتم استبعادك. في بعض الأعمال الإدارية، القليل من التهذيب والتأديب أمر مقبول. لكن إذا كنت غير قادر على عقد شركة عن الحق، فإنك في نهاية المطاف ستظل غير قادر على حل المشكلات، وسيؤثر ذلك على نتائج العمل. ومهما ظهرت من مشكلات في الكنيسة، إن استمررت في إلقاء المحاضرات على الناس، وإلقاء اللوم – إذا كان كل ما تفعله هو التصرف بعسبية ومزاج سيئ – فهذه هي شخصيتك الفاسدة التي تكشف نفسها، وقد أظهرت الوجه القبيح لفسادك. إن كنت تقف دومًا على منضدة وتلقي محاضرات على الناس على هذا النحو، فإن الناس لن يتمكنوا من تلقي قوت الحياة منك، ولن يربحوا أي شيء عملي، وبدلًا من ذلك سوف يبغضونك ويشمئزونن منك. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك بعض الأشخاص الذين سيقومون هم أيضا بإعطاء محاضرات للآخرين تهذيبهم، بعد تأثرهم بك بسبب نقص التمييز. سوف يغضبون أيضًا ويفقدون أعصابهم. لن تكون غير قادر على حل مشاكل الناس فحسب، بل ستعزز أيضا شخصياتهم الفاسدة. ألا يقودهم ذلك إلى طريق الهلاك؟ أليس هذا عملًا شريرًا؟ ينبغي على القائد أن يقود في المقام الأول، من خلال عقد شركة عن الحق وتقديم الحياة. إذا كنت تقف دائما على منصة وتلقي محاضرات على الآخرين، فهل سيتمكنون من فهم الحق؟ إذا اتبعت هذه الطريقة لفترة، فسوف يتخلى الناس عنك عندما يرونك بوضوح على حقيقتك. هل يمكنك جلب الناس أمام الله من خلال العمل بهذه الطريقة؟ لا يمكنك ذلك بالتأكيد؛ كل ما يمكنك فعله هو إفساد عمل الكنيسة وجعل جميع شعب الله المختار يكرهونك ويهجرونك. ثمة بعض القادة والعمال الذين تم استبعادهم في الماضي لهذا السبب. لم يكونوا قادرين على عقد شركة عن الحق لحل المشاكل الفعلية، أو قيادة الناس لكي يأكلوا ويشربوا كلمات الله، أو قيادة الناس لفهم أنفسهم. لكنهم لم يقوموا بأي من هذا العمل الأساسي؛ بل كانوا يركزون فقط على وضع أنفسهم على منصة، وإلقاء محاضرات على الناس، وإصدار الأوامر، معتقدين أن القيام بذلك هو عمل قائد الكنيسة. ونتيجة لذلك، لم ينفذوا ترتيبات العمل الصادرة من الأعلى حتى وإن كانوا يعرفونها، ولم يقوموا أيضا بإنجاز المهام المحددة بشكل جيد. كل ما كانوا يقوموا به إلى جانب الثرثرة بالكلمات والتعاليم والصياح بالشعارات هو وضع أنفسهم على منصة وإلقاء المحاضرات على الناس وتهذيبهم بصورة عمياء. أدى ذلك إلى جعل الجميع يخافون من هؤلاء القادة والعمال ويتجنبونهم، ولم يجرؤ الناس على إبلاغهم بمشاكلهم. ومن خلال التصرف بهذه الطريقة، أفسد القادة والعمال عملهم ووصلوا به إلى طريق مسدود. وفقط عندما نبذهم بيت الله أدركوا أنهم لم يقوموا بأي عمل حقيقي. ربما شعروا بالكثير من الندم، لكن حين لا يجدي الندم. لقد ظلوا منبوذين ومستبعدين.

اقتباس 71

جميعكم يرغب في أن يسعى جاهدًا إلى الحق؛ وقد بذلتم فيما مضى قدرًا من الجهد عندما استخلصتم من كلمات الله مختلف جوانب الحق. ربح بعض الناس قليلًا من هذا، بينما كان آخرون يرغبون في اتباع القواعد فحسب وضلوا الطريق. ونتيجةً لهذا أخذوا كل جانب من جوانب الحق وحولوها إلى قواعد يتبعونها. إنكم لا تساعدون الآخرين على ربح الحياة أو تغيير شخصياتهم من داخل الحق عندما تستخلصون الحق على هذا النحو، وإنما تجعلونهم يتقنون قدرًا من المعرفة أو بعض التعاليم داخل الحق. قد يبدو أنهم يفهمون الغرض من عمل الله، بينما هم في الواقع لم يتقنوا سوى بضعة تعاليم وكلمات؛ ولا يفهمون المعنى الذي يتضمنه الحق. هذه الحالة أشبه بدراسة اللاهوت أو الكتاب المقدس؛ إذْ بعد الإلمام بقدر قليل من المعرفة بالكتاب المقدس وببضع نظريات لاهوتية، لم يربح الناس سوى فهم قدر من المعرفة بالكتاب المقدس والنظريات. إنهم في منتهى البراعة في التحدث بتلك الكلمات والتعاليم، لكن ليس لديهم اختبار حقيقي. ليس لديهم فهم لشخصياتهم الفاسدة، وفهمهم لعمل الله أقل درجةً حتى من ذلك. وفي نهاية المطاف، فإن ما ربحه هؤلاء الناس مجرّد بضعة تعاليم وأجزاء من المعرفة؛ وما ذلك إلا مجموعة من القواعد. إنهم لم يربحوا أي شيء عملي. إذا قام الله بعمل جديد، فهل سيتمكن هؤلاء الناس من قبوله والخضوع له؟ هل يمكنك أنت التوفيق بينه وبين الحقائق التي استخلصتها؟ إذا كنت تستطيع ذلك، وكان لديك أيضًا قدر من الفهم، فإن الأشياء التي استخلصتها عملية إلى حد ما. أمّا إذا كنت لا تستطيع، فإنَّ الأشياء التي استخلصتها هي محض قواعد فحسب وليس لها أي قيمة. ونتيجة لهذا، هل يكون استخلاص الحق على هذا النحو ملائمًا؟ هل يمكن لهذا أن يساعد الناس على فهم الحق؟ إذا لم يكن له تأثير، فلا معنى على الإطلاق للقيام به. كل ما يحققه ذلك أنه يجعل الناس يدرسون اللاهوت، لكنه لا يجعلهم يختبرون كلمات الله والحق. ولهذا يجب أن يكون لبيت الله مبادئ عند تحرير الكتب، إذ يجب أن تكون هذه الكتب قادرة على مساعدة الناس على فهم الحق، وعلى أن يكون لديهم مسار للدخول، وأن يكون لديهم نور في قلوبهم؛ هذا يسهِّل الدخول إلى واقع الحق. لا يمكنك أن تكون كالمنتمين إلى دين ما ويدرسون المعارف اللاهوتية ومعارف الكتاب المقدس بطريقة منهجية، فذلك لن يوجِّه الناس إلا إلى معارف الكتاب المقدس والطقوس الدينية والقواعد، ويحصرهم في قالب معين، ولا يمكنه أن يجلب الناس أمام الله ليفهموا الحق ومشيئة الله. إنك تظن أنه من خلال طرح السؤال تلو الآخر والإجابة عن هذه الأسئلة، أو من خلال إبراز النقاط الأساسية ثم تلخيصها واستخلاص الحق في سطور قليلة، ستصبح هذه المسائل بديهية وسهلة الفهم على إخوتك وأخواتك. إنك تعتقد أنَّ هذا المنهج حسن. غير أنه عندما ينتهي الناس من قراءة هذا، لن يفهموا المعنى الكامن داخل الحق، ولن يتمكنوا أبدًا من التوفيق بينه وبين الواقع؛ كل ما أتقنوه هو بضع كلمات وتعاليم. ولهذا فإنَّ عدم فعل هذه الأشياء أفضل على الدوام من فعلها! إنَّ فعل هذه الأشياء طريقة لقيادة الناس إلى فهم المعرفة وإتقانها. أنت توجِّه الناس إلى التعاليم والدين وتدفعهم إلى الإيمان بالله واتّباعه في سياق التعاليم الدينية. أليس هذا هو الطريق الذي قاد بولس الناس إلى اتخاذه في إيمانهم بالله. إنكم تعتقدون أنَّ فهم التعاليم الروحية مهم للغاية، لكن معرفة كلمات الله أمر غير مهم. هذا خطأ كبير. ثمة الكثير من الناس الذين يركزون على عدد ما يستطيعون حفظه من كلمات الله، ومقدار ما يستطيعون التحدث عنه من التعاليم، وعدد ما يستطيعون اكتشافه من الصيغ الروحية. وهذا هو السبب في أنكم ترغبون على الدوام في استخلاص كل جانب من جوانب الحق بشكل منهجي كي يقول الجميع الشيء نفسه في صوت واحد، ويرددوا التعاليم نفسها ويمتلكوا المعرفة نفسها ويلتزموا بالقواعد نفسها. هذا هو هدفكم. إنَّ الأمر يبدو كما لو أنكم تفعلون هذا لمساعدة الناس على فهم الحق فهمًا أفضل، لكنكم لا تعرفون أنكم تقودون الناس إلى قواعد التعاليم الخاصة بكلمات الله، وأنَّ هذا سيبعدهم أكثر فأكثر عن واقع الحق لكلمات الله. لكي تساعد الناس حقًا على فهم الحق، لا بد أن تدمج قراءة كلمة الله بالواقع وبالحالات الفاسدة لدى الناس. لا بد أن تتفكر في المشكلات الموجودة بداخل نفسك وتفهمها، وتتفكر في الشخصيات الفاسدة التي تظهرها. ولا بد بعد ذلك أن تصلح هذه الأمور من خلال طلب الحق في كلمات الله. هذه هي الطريقة الوحيدة لعلاج مشكلات الناس الحقيقية، وقيادتهم إلى فهم الحق ودخول الواقع. لا يمكن القول إنك تجلب الناس فعلًا أمام الله إلا من خلال تحقيق هذه النتيجة. إذا كان كل ما تتحدث عنه هو النظريات الروحية والتعاليم والقواعد؛ إذا كان الشيء الوحيد الذي تركز عليه هو ضمان أن يتحلى الناس بسلوكيات جيدة؛ وإذا كان كل ما تستطيع تحقيقه هو أن تجعل الناس يتحدثون بالكلام نفسه ويتبعون القواعد نفسها، لكنك غير قادر على قيادتهم إلى فهم الحق، فضلًا عن قيادتهم لفهم أنفسهم على نحو أفضل كي يتمكنوا من التوبة والتغيير، إذن فكل ما فهمته أنت هو محض كلمات وتعاليم، وأنت خالٍ تمامًا من أي واقع للحق. ومن خلال إيمانك بالله على هذا النحو، ستكون في النهاية غير قادر على ربح الحق، وستكون أيضًا قد عرقلت نفسك وخسرتها؛ لن تكون قادرًا على ربح أي شيء.

هل لاحظتم بعض الأنماط في الكيفية التي يتحدث بها الله؟ بعض الناس يعبرون عن هذا كما يلي: إنَّ محتوى كل خطاب من خطابات الله متعدد الجوانب؛ المعنى يختلف في كل فقرة وفي كل جملة. ليس من السهل على الإنسان أن يتذكر، وليس من السهل على الناس أن يفهموا. إذا كان الناس يرغبون في تلخيص الفكرة الأساسية لكل فقرة، فلن يتمكنوا من ذلك؛ فضعفاء المقدرة من الناس لا يستطيعون استيعاب كلمات الله. مهما كانت طريقة عقد الشركة معهم، فهم يظلون عاجزين عن فهم الحق. فكلمات الله ليست روايات ولا هي أعمال نثرية أو أدبية، إنما هي الحق واللغة التي تمِّد الإنسان بالحياة. لا يمكن للإنسان فهم هذه الكلمات بمجرد تأملها، ولا يمكن للناس تلخيص الأنماط الموجودة فيها ببذل قدر قليل إضافي من الجهد. ولهذا؛ أيًا كان جانب الحق الذي تملك قدرًا من المعرفة عنه وتستطيع التحدث بشأنه، فلا يمكنك التفاخر؛ لأنَّ ما تفهمه هو معرفة جزئية فحسب. ما تفهمه بالكاد يقترب من السطح، وهو ليس سوى قطرة في المحيط وقاصر بالطبع عن فهم مقاصد الله الحقيقية. في كل خطاب من الله، توجد جوانب عدّة من جوانب الحق؛ فخطاب يتحدث مثلًا عن أسرار تجسد الله، يتضمن أهمية التجسد، والعمل الذي أنجزه التجسد، والكيفية التي ينبغي بها للناس أن يؤمنوا بالله. ويمكن أن يتناول هذا الخطاب أيضًا الكيفية التي ينبغي بها للناس أن يعرفوا الله ويحبوه. إنه يتضمن العديد من جوانب الحق. إذا لم يكن للتجسد – مثلما تتخيل – سوى عدد قليل من المعاني يمكن تلخيصها في بضع جمل، فلماذا يكون لدى الإنسان دائمًا مفاهيم وتصورات بشأن الله؟ ما التأثيرات التي يهدف عمل التجسد إلى تحقيقها في الناس؟ إنها تمكين الناس من سماع كلمات الله والعودة إليه، وكذلك التفاعل مع الإنسان وتخليصه مباشرةً، وتمكين الإنسان من معرفة الله. وبعد أن يتأتى للناس معرفة الله، يتشكل لديهم تلقائيًا قلب يتقي الله، ويصبح من السهل عليهم الخضوع لله. وهذا هو السبب في أنَّ أي جانب من جوانب كلمته أو الحق ليس بالبساطة التي تتخيلها. إذا كنت ترى أنَّ كلمات الله واللغة الإلهية بسيطة للغاية وتصدق أنَّ أي مشكلة يمكن حلها بفقرة واحدة من كلمات الله، فأنت لا تفهم الحق فهمًا تامًا. حتى إنْ كان فهمك متسقًا مع الحق، فهو لا يزال أحادي الجانب. كل خطاب من الله يصدر من منظورات متعددة. لا يمكن للإنسان تلخيص كلمات الله أو استخلاصها؛ ذلك أنه بعد استخلاص الكلمات، تظنون أنَّ فقرة ما من كلمات الله لا تعالج إلا قضية واحدة، لكن تلك الفقرة، في الواقع، يمكن أن تعالج عدّة مشكلات، لا يمكنك تلخيصها وتعيين حدود لها؛ لأنَّ جميع جوانب الحق تتضمن وقائع عديدة. لماذا يُقال إنَّ الحق حياة، وإنه يمكن للناس أن يستمتعوا به، وإنه شيء لا يمكن للناس اختباره على نحو كلي حتى بعد أعمارٍ عديدة أو مئات الأعوام؟ إذا استخلصت جانبًا معينًا من الحق أو فقرة من كلمات الله، فإنَّ الفقرة التي استخلصتها قد أصبحت صيغة، أو قاعدةً، أو تعليمًا؛ لكنها لم تعد الحق. رغم أنها كلمات الله الأصلية ولم تغير منها كلمة واحدة، إذا استخلصتها ورتبتها بهذه الطريقة، فإنها تصبح كلمات نظرية وليس الحق. لِمَ ذاك؟ لأنك ستضل الناس وتقودهم إلى تعاليم، فتجعلهم يفكرون ويتخيلون ويتأملون في القضايا ويقرأون كلمات الله، وكل ذلك وفقًا لتعليمك. وبعد قراءة الفقرة مرارًا وتكرارًا، لن يفهم الناس منها إلا تعليمًا واحدًا، ولن يروا فيها إلا قاعدة واحدة، وسيعجزون عن رؤية الجانب الذي هو واقع الحق. وفي النهاية، ستقود الناس إلى مسار لفهم التعاليم واتباع القواعد. لن يعرفوا كيف يختبرون كلمات الله؛ لن يفهموا سوى التعاليم ولن يناقشوا إلا التعاليم، لكنهم لن يفهموا الحق ولن يعرفوا الله. كل ما سيخرج من أفواههم سيكون تعاليم ذات وقع حلو على الأذن وصحيحة، لكنهم سيفتقرون إلى أدنى درجات الواقع، ولن يكون لديهم هم أنفسهم مسار صالح. ومثل هذا النوع من القيادة يُلحق بالإنسان ضررًا كبيرًا بحق!

هل تعرفون ما هو أعظم المحظورات في خدمة الإنسان لله؟ بعض القادة والعاملين يرغبون دائمًا في أن يكونوا مختلفين؛ وأن يكونوا أفضل من البقية، وأن يتباهوا، وأن يتعلموا بعض الحيل الجديدة لكي يجعلوا الله يرى كم هم بارعون حقًا. غير أنهم لا يركزون على فهم الحق والدخول إلى واقع كلمات الله. وهذه هي طريقة التصرف الأكثر حماقة. أليس هذا بالضبط إعلانًا عن شخصية متغطرسة؟ بل إنَّ البعض يقول: «إذا فعلتُ هذا، فأنا متأكد من أنه سيسعد الله؛ سيعجب ذلك الله. هذه المرة سأريه لله؛ سأقدم لله مفاجأة لطيفة». «المفاجأة اللطيفة» لا تهم. ما النتيجة؟ يرى الناس أنَّ الأشياء التي يفعلها هؤلاء عبثية للغاية. فهي ليست عديمة الفائدة لعمل بيت الله فحسب، لكنها مضيعة للمال أيضًا؛ فهي تجلب الخسائر لقرابين الله. لا يجوز استخدام التقدمات لله كما تشاء؛ فخطيئة أن تهدر تقدمات الله. ينتهي الأمر بهؤلاء الناس وقد أغضبوا شخصية الله، ويتوقف الروح القدس عن العمل فيهم، ويُستبعدون. ولهذا؛ لا تندفع أبدًا في فعل ما تشاء. كيف يمكن ألا تفكر في النتيجة؟ عندما تغضب شخصية الله وتنتهك مراسيمه الإدارية، وتُستبعَد نتيجة لذلك، لن يتبقى لك شيء لتقوله. بصرف النظر عن نيتك، وما إذا كنت تفعل ذلك عن عمد أم لا، إذا لم تكن تفهم شخصية الله أو مشيئته، فسوف تغضبه بسهولة وتكون عرضة لانتهاك مراسيمه الإدارية؛ وهذا شيء يجب أن يحترس منه الجميع. حالما تنتهك مراسيم الله الإدارية أو تغضب شخصيته، إذا كان فعلك هذا خطيرًا للغاية، فلن يعطي الله اعتبارًا لما إذا كنت متعمِّدًا ذلك أم لم تتعمده. هذا أمر ينبغي أن تراه بوضوح. إذا لم تستطع فهم هذه المسألة، فستظهر لديك مشكلات لا محالة. في خدمة الله، يتمنى الناس اتخاذ خطوات عظيمة، والقيام بأمور عظيمة، والتحدث بكلمات عظيمة، وأداء أعمال عظيمة، وعقد اجتماعات عظيمة، وأن يكونوا قادةً عظامًا. إذا كان لديك على الدوام هذا الطموح العظيم، فسوف تنتهك مراسيم الله الإدارية؛ والأشخاص الذين يفعلون ذلك سيموتون بسرعة. إذا لم تكن حسن السلوك في خدمتك لله، ومتفانيًا فيها وحصيفًا، فسوف تغضب شخصيته إن عاجلًا أو آجلًا. وإذا أغضبت شخصية الله، وانتهكت مراسيمه الإدارية؛ وأخطأت بذلك في حق الله، فلن ينظر ليرى الأسباب التي دفعتك إلى القيام بهذا، ولا لرؤية نواياك. فهل تعتقدون إذن أنَّ الله غير منصف؟ أيكون بذلك غير مراعٍ للإنسان؟ (لا). ولماذا؟ لأنك لست بالأعمى ولا بالأصم؛ ولست بالأحمق أيضًا. مراسيم الله الإدارية واضحة وجلية؛ يمكنك رؤيتها وسماعها. إذا انتهكتها رغم ذلك، فأي سبب قد يكون لديك؟ حتى إذا لم تكن لديك أي نوايا، ما دمت قد أغضبت الله، فسوف تواجه تدميرك وعقابك عندما يأتي الأوان. هل سيهم حينذاك ما كانت ظروفك؟ إنَّ الناس الذين لديهم طبيعة الشيطان قادرون تلقائيًا على إغضاب شخصية الله. ما من أحد يُضطَرّ مطلقًا تحت تهديد السكين على انتهاك مراسيم الله الإدارية أو إغضاب شخصيته؛ هذا لا يحدث بكل بساطة. بل ذلك شيء تحدده طبيعة الإنسان. «لا يجوز إغضاب شخصية الله». هذه العبارة تتضمن معنى بداخلها. على الرغم من ذلك، فالله يعاقب الناس بناءً على حالتهم وخلفيتهم؛ فإغضاب الله دون معرفة أنه الله مَن تغضب نوع من الحالات، بينما إغضاب الله رغم المعرفة بوضوح أنه الله، نوع آخر من الحالات. بعض الناس قادرون على إغضاب الله رغم أنهم يعرفون بوضوح أنَّه الله، فسوف يُعاقَبون على ذلك. يعبر الله عن بعض من شخصياته في كل خطوة من عمله. ألم يتأتَّ للإنسان بعد فهم بعض منها؟ ألا يعرف الناس القليل بشأن أي من شخصيات الله قد أعلن عنها عبر الحقائق الكثيرة التي عبر عنها، وكذلك بشأن أي من تصرفات الناس وكلماتهم عرضة لأن تغضبه؟ وبالنسبة إلى تلك الأمور التي تحددها مراسيم الله الإدارية: ما ينبغي للإنسان فعله وما لا ينبغي له فعله، ألا يعرفها الناس أيضًا؟ بعض الأمور المتعلقة بالحق والمبادئ لا يمكن للناس فهمها كليًا لأنهم لم يختبروها؛ فهم غير قادرين على فهمها. غير أنَّ أمور المراسيم الإدارية تقع في نطاق مفروض. إنها قواعد؛ أمور يمكن للناس فهمها بسهولة وتحقيقها. ما من حاجة إلى دراستها أو تفسيرها، إذ يكفي أن يتصرف الناس وفقًا لكيفية فهمهم لمعانيها. إذا كنت مستهترًا، وليس لديك قلب يتقي الله، وتنتهك المراسيم الإدارية عن دراية، فأنت تستحق أن تُعاقَب!

اقتباس 73

لكي يؤدي القادة والعاملون واجباتهم جيدًا، ويحسنوا القيام بالعمل الذي ائتمنهم الله عليه، عليهم أولاً فهم مقاصد الله وعدم التركيز على حجم عملهم أو مقداره. يجب أن يُركِّزوا بدلاً من ذلك على ما إذا كان لديهم دخول في الحياة، وعلى تغيير شخصياتهم. هذا ما يتطلبه الله من القادة والعاملين. هل تفهمون الآن حقًا التغييرات في شخصية المرء؟ ماذا يعني تغيُّر في الشخصية؟ هل أنتم قادرون على التمييز بين تغيُّر في السلوك وتغيُّر في الشخصية؟ ما الحالات التي يمكن أن تُعَد تغييرات في شخصية المرء الحياتية، وما الحالات التي تُعَد محض تغييرات في السلوك الخارجي؟ ما الفرق بين تغيُّر في السلوك الخارجي وبين تغيُّر في حياة المرء الداخلية؟ هل يمكنكم معرفة الفرق؟ إنكم ترون شخصًا لديه قلب متحمس، ويفعل الكثير من المهام للكنيسة وينفق وقته من أجل الكنيسة، فتقولون: "لقد تغيّرت شخصيته!". وترون إنسانة ما تترك أسرتها أو وظيفتها، فتقولون: "لقد تغيّرت شخصيتها!". تعتقدون أنه لو لم تتغير شخصيتهم، ما تمكنوا من القيام بمثل هذه التضحية. تلك هي الطريقة التي يرى بها معظمكم الأشياء، لكن هل هذا الرأي صحيح؟ بعض الأشخاص أكثر سخافة حتى من هذا؛ فعندما يرون شخصًا ترك أسرته أو وظيفته، يقولون: "هذا الشخص يحب الله حقًا!". اليوم، تقول إن هذا الشخص يحب الله، وغدًا تقول إن شخصًا آخر يحب الله. إذا رأيت شخصًا يعِظ بلا توقف، فإنك تقول: "هذا الشخص يعرف الله. لقد ربح الحق بالفعل. وهل كان من الممكن أن يكون لديه الكثير جدًا ليقوله ما لم يكن يعرف الله؟". أليست تلك هي الطريقة التي ترون بها الأشياء؟ هذه بالفعل هي الطريقة التي يرى بها معظمكم الأشخاص والأشياء. دائمًا ما تُكرِّمون الآخرين بالتيجان وتثنون عليهم. اليوم تمنحون تاجًا لشخص من أجل محبته لله، وغدًا تمنحون تاجًا لشخص آخر لمعرفته بالله، ولكونه مُخلِصًا لله. أنتم "خبراء" في منح التيجان للآخرين. في كل يوم، أنتم تُكرِّمون الآخرين بالتيجان وتثنون عليهم، ممّا يؤدي إلى إلحاق الضرر بهم، لكنكم تشعرون بالفخر للقيام بذلك. عندما تمدحون الآخرين بهذه الطريقة، فأنتم تجعلونهم متعجرفين. أولئك الذين يُثنَى عليهم بهذه الطريقة يفكرون: "لقد تغيّرت، يمكنني أن أتلقى تاجًا، من المؤكد أنني سأدخل ملكوت السموات!". والأسوأ من ذلك، أنه يوجد البعض – مثل بولس – الذين يتحدثون دائمًا عن مقدار ما عانوه ومقدار ما شهدوا له. إنهم يتَغنّون بمديح أنفسهم ويتحدثون وفقًا لمفاهيمهم الخاصة وتفضيلاتهم، دون أدنى مراعاة لمقاصد الله. إنهم يخبرون الآخرين أن يقتَدوا بهم مع أنه من الواضح أنهم لم يُغيِّروا شخصياتهم الخاصة، ونتيجة لذلك، فإن أولئك الذين يؤمنون بالله لكنهم يفتقرون إلى التمييز – خاصةً أولئك الذين يعبدونهم – يُؤذَون ويُقادون إلى الضلال. هم لم يشرعوا بعد في المسار الصحيح للإيمان بالله، وإنما يبذلون أنفسهم من أجل الله ويعانون بدافع الحماس فحسب. لقد اعتُقِلوا وسُجِنوا دون خيانة أي شيء ودون أن يصبحوا مثل يهوذا؛ ولذلك يعتقدون أنهم قد تمسكوا بشهادتهم وأنهم مؤهلون لدخول ملكوت السموات. إنهم يُعامِلون هذا القدر الصغير من الاختبار على أنه شهادة ويتفاخرون به في كل مكان. أليس هذا استعراضًا لأنفسهم لتضليل الناس؟ العديد من الناس يقدمون هذا النوع من "الشهادة"، وكم من الأشخاص قد ضُلِّلوا؟ أليس من العبث أن يُعامَل هؤلاء الأشخاص كغالبين؟ هل تعرفون كيف يرى الله الناس؟ هل مِن الواضح لك مَنْ هو الغالب بالضبط؟ إن تقديم شهادة كاذبة بهذه الطريقة أمر يلعنه الله. كم من أفعال خاطئة ارتكبتموها على هذا المنوال؟ لا يمكنكم تقديم الحياة للآخرين، ولا يمكنكم تشريح حالات الآخرين. يمكنكم فحسب منح التيجان للناس، ونتيجة لذلك، تدفعونهم إلى الهلاك. ألا تعلم أن الشخص الفاسد لا يمكنه تحمُّل الثناء؟ إذا لم يثنِ عليهم أحد، فإنهم يكونون فخورين بدرجة لا تُصدَق وأنوفهم في السماء. لكن ألا يموتون على نحو أسرع إذا امتدحهم الناس؟ إنكم لا تعرفون ما يعنيه أن تحبوا الله، وأن تعرفوا الله، وأن تبذلوا أنفسكم بإخلاص من أجل الله. أنتم لا تفهمون أيًا من هذه الأشياء. تنظرون إلى المظهر الخارجي للأشياء ثم تحكمون على الآخرين، مانحين إياهم التيجان والإطراء، وبالتالي تُضلِّلون العديد من الناس وتؤذونهم؛ وكثيرًا ما تفعلون ذلك. كثيرون من الناس قد ضلوا وسقطوا بسبب أنكم أثنيتم عليهم بهذه الطريقة. وحتى إن ينهضوا، فقد أخروا قدرًا كبيرًا من تقدمهم في الحياة على أي حال، وتكبدوا خسائر بالفعل. لا يزال معظمهم الآن ليسوا على المسار الصحيح في إيمانهم بالله ولا يستطيعون السعي إلى الحق، ولا يعرفون أنفسهم إلا قليلًا. إذا أُثنيَّ عليهم على هذا النحو، فسيصبحون راضين عن أنفسهم، ومطمئنين، وغير راغبين في التغيير، شاعرين أنهم على المسار الصحيح بالفعل في إيمانهم بالله، وأن لديهم القليل من وقائع الحق. سيصبحون مُتشجعين في كلامهم، وسيؤنبون الناس داخل الكنيسة، ويتصرفون كطاغية. ألستم تَضُرون الناس وتدمرونهم من خلال العمل بهذه الطريقة؟ ما نوع الشخص الذي يُحب الله؟ مَنْ يُحبون الله لا بد أن يكونوا مثل بطرس، لا بد أن يُكمَّلوا، ولا بد أن يتبعوا الله حتى نهاية الطريق من أجل تحقيق محبة الله. يراقب الله أعماق قلوب الناس، ووحده الله يستطيع تحديد مَنْ يُحبه. ليس من السهل على الناس رؤية ذلك بوضوح، فكيف يمكنهم إصدار الأحكام على الآخرين؟ وحده الله يعرف أي الناس يُحبه حقًا. حتى لو كان لديهم قلب محب لله، فإنهم لا يجرؤون على قول إنهم أنفسهم أشخاص مُحِبون لله. قال الله إن بطرس كان شخصًا مُحِبًا لله، لكن بطرس نفسه لم يقُل قط إنه كان كذلك. إذًا، هل محبة الله شيء يمكن للمرء التفاخر به باستخفاف؟ محبة الله هي واجب الإنسان، لذلك فإنه شيء خالٍ من العقل أن تبدأ في التفاخر حالما يكون لقلبك شيء قليل من محبة الله. وما هو أكثر من ذلك افتقارًا إلى العقل ألا تكون أنت نفسك شخصًا مُحِبًا لله، لكنك لا تزال تُثنِي على الآخرين أنهم كذلك. هذا شيء جنوني. وحده الله يعرف مَنْ يكون شخصًا محبًا لله، ووحده يستطيع القول مَنْ يكون كذلك. إذا خرجَت هذه الكلمات من فمّ الشخص، فإنه يشغل المنصب الخاطئ. فأنت حينئذٍ تتَّخِذ منصب الله، إذ تُشيد بالأشخاص وتمنحهم الإطراء- مَن الذي يُفعَلُ هذا نيابةً عنه؟ من المؤكد أن الله لا يطري على الناس ولا يشيد بهم. بعد أن كُمِّل بطرس، لم يستخدمه الله كمثال يُحتذَى به حتى قام بعمل الأيام الأخيرة. في ذلك الوقت، لم يقُل قط للآخرين الكلمات: "بطرس يحب الله". لم يقُل مثل هذه الأشياء إلَّا عندما كان الله يقوم بهذه المرحلة من العمل، فقدَّمه بصفته نموذجًا ومثالًا يُحتذَى به لمن يختبر دينونة الله ويطلب محبته في الأيام الأخيرة. كل ما يفعله الله له معنى. ما أسخف أن يقول الناس اعتباطًا إن شخصًا ما هو شخص يحب الله! هذا منافٍ للعقل تمامًا. أولاً- هؤلاء الأشخاص يقفون في المنصب الخاطئ. ثانيًا- ليس ذلك شيئًا يمكن للناس إصدار الأحكام بشأنه. ماذا يعني أن تطري الآخرين؟ إنه يعني تضليل الآخرين وخداعهم وإيذائهم. ثالثًا- من حيث تأثيره الموضوعي، ليس هذا التصرف غير قادر على قيادة الآخرين إلى المسار الصحيح فحسب، بل إنه أيضًا يُزعِج دخولهم في الحياة ويتسبب في خسائر لحياتهم. إذا قُلت دائمًا إن شخصًا ما يحب الله، وقادر على ترك الأشياء، ومُخلِص لله، ألن يُقلِّد الجميع تصرفاته الخارجية؟ ليس الأمر أنك لم تقُد الآخرين إلى المسار الصحيح فحسب، بل إنك أيضًا قُدّتَ معظم الناس إلى التركيز على التصرفات الخارجية، بحيث يعتمدون فقط على هذه الممارسات الخارجية مقايضتها بالتيجان، متبعين دون وعي مسار بولس. ألم يكُن له هذا التأثير؟ عندما تتحدث بهذه الكلمات، هل تكون على دراية بهذه المشكلات؟ ما المنصب الذي تقف فيه؟ ما الدور الذي تلعبه؟ ما التأثير الموضوعي لكلماتك؟ ما الطريق الذي تقود الآخرين إلى اتباعه في نهاية المطاف؟ إلى أي مدى ذلك ضار؟ ثمة عواقب وخيمة عندما يعمل الناس بهذه الطريقة.

بعض القادة والعاملين داخل الكنيسة لا يستطيعون التحدث عن اختبارهم ولا يستطيعون الشهادة، ولا يمكنهم استخدام الحق لعلاج المشكلات. هم دائمًا ما يشهدون عن كيف أنهم قد عانوا، وكيف أنَّهم قبلوا تهذيبهم، وكيف أنهم لم يصبحوا سلبيين على الرغم من المظالم العديدة التي عانوا منها، وكيف أنهم اصرُوا على القيام بواجباتهم. مثل بولس، هم دائمًا يشهدون لأنفسهم، ويرسخون أنفسهم، ويجعلون شعب الله المختار معجبين بهم، ويُقدّرونهم، ويتطلعون إليهم. إضافة إلى ذلك، عندما يرى مثل هؤلاء الناس شخصًا يمكنه التحدث بالكلمات والتعاليم جيدًا ويمكنه الوعظ، فإنهم يطرونه، ويثنون على هؤلاء القادة والعاملين الذين يشبهون بولس ويُصفِّقون لهم، وبهذه الطريقة يجعلون الآخرين يحبونهم. هم لا يعجزون فحسب عن القيام بعمل السقاية والتزويد، بل يشاركون أيضًا في بعض الأعمال المدمرة والمزعجة التي تقود الآخرين إلى اتخاذ مسار بولس. طوال الوقت، يعتقدون على نحوٍ خاطئ أنهم قادة أكفاء وصالحين، ويريدون الحصول على مكافآت من الله. أليست هذه هي الحالة التي يكون معظمكم فيها؟ استنادًا إلى طريقتكم الحالية في الانتباه فقط إلى الكلمات والتعاليم، وإنذار الناس باستمرار، هل يمكنكم توجيه الناس إلى المسار الصحيح؟ ما المسار الذي يمكن أن يقودهم إليه هذا في النهاية؟ ألن يقودهم هذا إلى مسار بولس؟ أرى أن هذا هو الوضع، بدون مبالغة. يمكن القول إنكم جميعًا قادة على طراز بولس، إذ تقودون الناس إلى مسار بولس. هل لا تزالون تريدون تاجًا ما؟ ستكونون محظوظون إذا لم تُدانوا. بناءً على تصرفاتكم، أصبحتم جميعًا أشخاصًا يقاومون الله، تخدمون الله لكن تقاومونه، وأصبحتم خبراء في تعطيل عمله. إذا واصلتم على هذا النوع من المسار، فستكونون في النهاية رعاة كذبة وعاملين كذبة وقادة كذبة وأضداد المسيح. الآن هي فترة التدريب للملكوت. إذا لم تبذل جهدًا في الحق وركزت فقط على العمل، فستسلك مسار بولس دون قصد. علاوةً على ذلك، سوف تجلب معك مجموعة من الآخرين الذين يشبهون بولس. ألن تصبح حينئذٍ شخصًا يقاوم الله ويعطّل عمله؟ لذلك، إذا كان الشخص الذي يخدم الله لا يستطيع أن يشهد له، أو يقود شعبه المختار إلى المسار الصحيح، فإنه شخص يقاوم الله. لا يوجد سوى هذين المسارين. مسار بطرس هو مسار السعي إلى الحق ونجاح المرء في إيمانه في نهاية المطاف. مسار بولس هو مسار عدم السعي إلى الحق، والسعي فقط للحصول على البركة والمكافآت. إنه مسار الفشل. اليوم، أولئك الذين يسيرون في مسار بطرس الناجح قليلون جدًا، بينما يوجد كثيرون من أولئك الذين يسيرون في مسار بولس: مسار الفشل. إذا كان هؤلاء منكم الذين يعملون بصفتهم قادة وعاملين لا يسعون إلى الحق من البداية إلى النهاية، فستصبحون جميعًا قادة كذبة وعاملين كذبة، وستكونون جميعًا أضداد المسيح، وأشخاصًا أشرارًا يقاومون الله. لكن إذا قمتم بالتغيير إلى المسار الصحيح من الآن فصاعدًا وسلكتم مسار بطرس بصدق، فلا يزال بإمكانكم أن تصبحوا قادة وعاملين صالحين يستحسنهم الله. إذا كنتم لا تطلبون أن تُكمَّلوا وأن تدخلوا في واقع كلمة الله، فأنتم في خطر. بالنظر إلى حماقتكم وجهلكم، واختباركم الضّحل وغير الكافي، وقامتكم الصغيرة، وافتقاركم إلى النضج، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن القيام به هو عقد شركة حول الحق معكم بصورة أكبر، لجعلكم تفهمون، ولكن ما إذا كان يمكنكم الحصول على الحق، فإن ذلك يعتمد على مساعيكم الشخصية. لأن اليوم يختلف كثيرًا عن زمن بطرس وبولس. في تلك الأيام، لم يكن يسوع قد قام بعمل دينونة الإنسان بعد، أو توبيخه، أو تغيير شخصيته. اليوم، قد بيّن الله المتجسد الحق بشفافية كبيرة. إذا كان الناس لا يزالون يسلكون مسار بولس، فإن ذلك يوضح أن قدرتهم على الاستيعاب معيبة، ويشير أيضًا إلى أنهم، مثل بولس، أشرار جدًا في طبعهم، ومتعجرفين جدًا في شخصيتهم. كانت تلك الحقبة مختلفة عن اليوم، وكان السياق مختلفًا. اليوم، كلمة الله ساطعة جدًا وواضحة للغاية؛ كما لو أنه مدّ يده ليعلمكم ويقودكم، لذلك أنتم بلا عذر إذا اتبعتم رغم ذلك المسار الخاطئ. إضافة إلى ذلك، اليوم، يوجد نموذجان أصيلان لبطرس وبولس، أحدهما إيجابي والآخر سلبي، وأحدهما مثال يُحتذى به والآخر بمثابة تحذير. إذا سلكت المسار الخاطئ، فهذا يعني أنك قد اخترت الخيار الخاطئ، وأنك شرير للغاية. ليس من شخص تلومه سوى نفسك. وحده من لديه واقع الحق يستطيع أن يقود الآخرين إلى دخول واقع الحق، لكن الذي يفتقر إلى واقع الحق ليس بوسعه سوى أن يقود الآخرين إلى الضلال.

السابق: الفروق بين النطق بكلمات وعبارات التعليم وحقيقة الحق

التالي: كلمات حول كيفية تحديد الله لأخرة الناس

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب