معنى السعي إلى الحق (15)
تزداد الكوارث سوءًا في الوقت الحاضر. لا يقتصر استمرار الوباء في الانتشار فحسب، لكن المجاعة أيضًا تداهم البشر. اندلعت الحرب في بعض المناطق، وتنتشر الفوضى في دول كثيرة حول العالم. يوجد بالفعل انقسام واسع النطاق. لقد قيل في الماضي "يثور لهيب الحرب، ويملأ دُخَانُ المدافع الأجواء، ويغدو الطقس دافئًا، ويتغيّر المناخ، وسوف ينتشر الوباء"، وهذا التوقع يصبح حقيقة بالفعل. يوجد وباء ينتشر ولا ينحسر، ويعيش غير المؤمنين في ضائقة شديدة. وكل يوم وعام أسوأ مما قبلهما، وقد وقعوا بالفعل في كارثة. إنهم يريدون جميعًا التحرر من هذه المعاناة والهروب من أيام الكارثة. يأملون جميعًا أن تنقذهم الحكومة وتُخلِّصهم من الكارثة، لكن الحكومة مثل قلعة رملية تلطمها الأمواج، فهي عاجزة وغير قادرة على إنقاذ نفسها، فهيهات أن تنقذ أي شخص آخر. في أي يوم الآن، قد تنهار الحكومة وتتهاوى ولا مفر من هذا. لقد رأيتم جميعًا ما يمر به غير المؤمنين. إنهم يعانون في الواقع! كيف هي حياتكم في الوقت الحالي؟ ألستم أفضل حالًا منهم بكثير؟ (بلى). كيف يكون حالكم أفضل؟ (ما زلنا نستطيع قراءة كلمة الله معًا وإقامة الشركة عن الحق. ما زلنا نستطيع أداء واجبنا في بيت الله والسعي للدخول إلى الحياة. تنعم قلوبنا بالسلام وتخلو من القلق. نحن أفضل حالًا بكثير من غير المؤمنين). المؤمنون بالله أفضل حالًا من غير المؤمنين على أقل تقدير لأن لديهم ما يتكلون عليه. إنهم يؤمنون بسيادة الله، ويؤمنون أن كل شيء في يد الله، ويؤمنون بتنظيمات الله وترتيباته. ونظرًا لأن لديهم إيمانًا وثقةً حقيقيين بالله، فإن لديهم شيئًا حقيقيًا يتكلون عليه ولديهم شعور بالأمان. يشعر المؤمنون بالله إيمانًا صادقًا بالدعم الحقيقي في قلوبهم، كما يشعرون بالأمن والسلام والفرح بصرف النظر عن مدى خطورة البيئة الأوسع بالخارج أو فوضاها. ولذلك، مهما كان الموقف الذي يواجهونه، ومهما تغيَّرت البيئة الخارجية، ومهما كان ما يحدث، وسواء كانت توجد كارثة أو حرب أو وباء، ومهما كان الحدث كبيرًا أو بسيطًا، فإن الشخص الذي يؤمن بالله بصدق يمكن أن يكرس نفسه لأداء واجبه في بيت الله، والأكل والشرب من كلمة الله، واختبار عمل الله، والسعي للحصول على الحق لأنه يتبع الله ويحيد عن الاتجاهات الدنيوية. تبقى هذه النقطة من دون تغيير. فالشيء والهدف الأهم الذي يجب أن تسعى إليه في إيمانك بالله لا يمكن أن يتغير، وهو السعي إلى الحق، وأداء المرء واجبه جيدًا، وتقديم شهادة جميلة لله. وهذا لا يمكن أن يتغير بالتأكيد.
مهما كانت الكيفية التي يتغير بها العالم، ومهما كانت كيفية تقاتل قوات الشيطان واشتباكها، ومهما أصبحت فوضى هذا المجتمع والعالم، تظل المشكلات الأساسية مثل خداع الشيطان والفساد والعبودية والسيطرة على البشرية بلا تغيير. وذلك يعني أن مختلف البدع والمغالطات التي يغرسها الشيطان في الناس، وجميع الخواطر والكلمات التي تقاوم الله وتتعارض مع قوانين وأنظمة خلق الله للبشر وجميع الأشياء تظل بلا تغيير. فمن ناحية، هذه الأشياء الشيطانية لم تتغير. ومن ناحية أخرى، مهما تغيَّرت حالة هذا العالم وتركيبته، فإن البدع والمغالطات التي زرعها الشيطان في أعماق قلوب الناس لم تُقتلَع. لا يرجع سبب أن البدع والمغالطات التي يخدع بها الشيطان الناس ويفسدهم بها تلاشت من قلوب الناس إلى أن العالم في حالة فوضى أو أن الشيطان الآن في حالة متدهورة وعاجز عن التحكم في العالم. ليس ذلك هو الحال. لا تزال هرطقات الشيطان ومغالطاته موجودة في قلوب الناس ولا يستطيع أحد تبديدها. فمنذ بداية إفساد الشيطان للبشرية، غُرسَت هرطقات الشيطان ومغالطاته بالتدريج في أعماق قلب وعقل كل إنسان مخلوق. تظل هذه الأشياء على حالها تمامًا في قلوب الناس وعقولهم إلى يومنا هذا. فحتى بعد أن أنجز الله أعوامًا كثيرة من العمل ومنح الناس قدرًا كبيرًا من الحق، لا يزال الناس عاجزين عن تحديد مختلف الخواطر والآراء والأقوال التي غرسها الشيطان فيهم، وبالطبع فإنهم عاجزون عن محاولة التعرف بنشاط إلى هذه الأشياء في ظل غياب تأثير من العوامل البيئية أو إزالتها من قلوبهم. كما أنهم عاجزون عن رفض مختلف الخواطر والتعبيرات التي غرسها الشيطان فيهم بشكل استباقي، حتى مع الإعالة والتوجيه من كلمة الله. على الرغم من أن الناس قد أفسدهم الشيطان من دون رضاهم في البداية، فإنه خلال عملية إفساد الشيطان للبشرية بدأ الناس يعيشون وفقًا لشخصية الشيطان وكانوا ينظرون إلى الأشياء وفقًا لتفكير الشيطان ووجهات نظره. وبالتدريج، بدأ الناس يتعاونون برضاهم أكثر فأكثر مع الشيطان، وأصبحوا أكثر وأكثر نشاطًا في التمرد على الله والابتعاد والتخلي عنه إلى أن سيطر عليهم الشيطان تمامًا في النهاية. عندما تُغرَس أفكار الشيطان ووجهات نظره الشريرة والسخيفة في الناس بالكامل، فإنهم يُسجَنون من الشيطان تمامًا ويصبحون عبيدًا له، أو لتحري الدقة يصبحون تجسيدًا للشيطان. عندما يحدث هذا، يعيش الناس شخصية الشيطان تمامًا. إنهم لا يعيشون فقط وفقًا لفلسفة الشيطان وأيديولوجيته، لكن مختلف المفاهيم ووجهات النظر التي غرسها الشيطان فيهم تندمج في طبيعتهم. ولمزيد من الدقة، لا يعيش الناس على صورة الشيطان فحسب، لكنهم يعيشون كالشيطان وكإبليس. عندما يحدث هذا، لا يعود الشيطان يفسد الناس أو يؤثر عليهم أو يخدعهم أو يتحكم بهم من دون رضاهم، لكنهم يقفون تمامًا إلى جانب الشيطان في معارضة الله. عندما يُفسَد الناس إلى هذا الحد، يمكنك القول إنهم أصبحوا مَنفذًا للشيطان وتجسيدًا له. ولكي يُخلِّص الله كائنًا مخلوقًا يكون مَنفذًا للشيطان وتجسيدًا له، بالإضافة إلى تقديم الحق وكشف مختلف شخصيات الناس وأفعالهم الفاسدة المتمردة على الله، من الأهم كشف وتحليل الخواطر ووجهات النظر والتعبيرات التي يحتفظ بها الناس في أعماق قلوبهم والتي هي نفسها مثل خواطر الشيطان ووجهات نظره وتعبيراته. يتشارك الناس والشيطان الخواطر ووجهات النظر والتعبيرات نفسها. يعيش الشيطان وفقًا لهذه الأشياء، وبالمثل، يعيش الناس أيضًا بطبيعة الحال وفقًا لهذه الأشياء لأن الشيطان أفسدهم بشدة. ونظرًا لأن الناس على وجه التحديد يعيشون وفقًا لهذه الأشياء، ولأن وجهات النظر هذه تؤثر وتهيمن عليهم وتتحكم بهم، فحتى بعد أن يفهم الناس جزءًا من الحق ويعرفوا أن الله هو الخالق، فإنهم لا يزالون عاجزين عن السجود أمامه على أساس إيمانهم بالله أو عاجزين عن الخضوع التام له، ولا يمكنهم عبادته بقلب صادق. وسبب عجز الناس عن عبادة الله بقلب صادق هو أن مختلف أفكار الشيطان ووجهات نظره ما زالت تهيمن عليهم وتتحكم بهم في أعماق قلوبهم وعقولهم. ولهذا السبب، بمجرد أن يقبل الناس عمل الله وينهزموا، على الرغم من قدرتهم على قبول كلمة الله باعتبارها الحياة، فإنهم لا يزالون عاجزين عن التخلي تمامًا عن مختلف بدع الشيطان ومغالطاته، ولا يزالون عاجزين عن الابتعاد التام عن تأثير الظلمة وطاعة الله حقًا أو عبادته. ولذلك، إذا أراد الله أن يُخلِّص البشرية، فعليه من ناحية التعبير عن الحق لإدانة شخصيات الناس الفاسدة وتطهيرها، وإفهام الناس الحق وجعلهم يعرفون الله ويطيعونه، وتعليم الناس كيفية التصرف والسير في الطريق الصحيح، وإخبار الناس كيفية ممارسة الحق وأداء واجبهم جيدًا والدخول إلى حقائق الحق. ومن ناحية أخرى، عليه كشف أفكار الشيطان ووجهات نظره. عليه كشف مختلف البدع والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس وتحليلها حتى يتمكن الناس من التعرف إليها. وعندئذٍ، يمكن للناس أن يزيلوا هذه الأشياء الشيطانية من قلوبهم ويتطهروا ويصلوا إلى الخلاص. وبهذه الطريقة، سوف يفهم الناس ماهية الحق، وسوف يتمكنون أيضًا من تحديد شخصية الشيطان وطبيعته وهرطقاته ومغالطاته. عندما يعترف الناس بأن الله هو الخالق ويملكون الإيمان لاتباع الله، سوف يستطيعون رؤية قبح الشيطان في أعماق قلوبهم ورفضه بالفعل. وحينها يمكن لقلوب هؤلاء الناس أن تعود بالكامل إلى الله. فعلى أقل تقدير، عندما يبدأ قلب الشخص بالعودة إلى الله لكنه لا يكون قد عاد بالكامل بعد، أي عندما لا يكون قلبه ممتلئًا بالحق بعد ولا يكون الله قد اقتناه بعد، فإنه سوف يستخدم كلمة الله في حياته لتحديد جميع التعبيرات التي يغرسها الشيطان في الناس وتحليلها ومعرفتها على حقيقتها، وسوف يتخلى في النهاية عن الشيطان. وبهذه الطريقة، سوف يصبح المكان الذي يشغله الشيطان في قلوب الناس أصغر فأصغر إلى أن يختفي تمامًا. وسوف تحل مكانه كلمة الله، والتعاليم التي يعطيها الله للناس، ومبادئ الحق التي يوفرها الله، وما إلى ذلك. سوف تترسخ حياة الإيجابية والحق هذه تدريجيًا داخل الناس وتشغل مكانة رئيسية في قلوبهم، ونتيجةً لذلك، سوف يسود الله على قلوب الناس. ومعنى ذلك أنه عند تحديد مختلف الأفكار ووجهات النظر والبدع والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس ومعرفتها على حقيقتها، وعندما تجعل الناس يحتقرونها ويتخلون عنها، سوف يشغل الحق قلوب الناس تدريجيًا. سوف يصبح تدريجيًا حياة الناس، وسوف يطيع الناس الله ويتبعونه بنشاط. بصرف النظر عن كيفية عمل الله وقيادته، سوف يتمكن الناس من قبول الحق وكلمة الله بنشاط والخضوع لعمل الله. بالإضافة إلى ذلك، سوف يسعون بنشاط إلى الحق ويربحون فهمًا للحق من خلال هذا الاختبار. هذه هي الطريقة التي يؤمن بها الناس بالله بصدق، وفيما يصبح الحق أوضح فأوضح لهم، سوف ينمو إيمانهم أكثر فأكثر. عندما يملك الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، فإن ذلك يخلق فيهم أيضًا اتقاءً لله. عندما يتقي الناس الله، تكون لديهم رغبة في ربح الله في أعماق قلوبهم والخضوع عن طيب خاطر لسيادته. إنهم يخضعون لتنظيمات الله وترتيباته، ويخضعون لخطط الله لمصيرهم. إنهم يخضعون لكل يوم ولجميع الظروف الخاصة التي يضعها الله لهم. وعندما يكون لدى الناس هذا النوع من الإرادة والتعطش، فإنهم سوف يقبلون أيضًا مطالب الله منهم ويخضعون لها. عندما تصبح نتائج هذا أوضح في الناس وتكون واقعية أكثر فأكثر، فإن تعبيرات الشيطان وأيديولوجيته ووجهات نظره سوف تفقد تأثيرها في قلوب الناس. وهذا يعني أن تعبيرات الشيطان وأيديولوجيته ووجهات نظره سوف تكون لها سيطرة وتأثير أقل فأقل على الناس. وبعد فترة من الصراع ومن تعاون الناس النشط وعزمهم على الخضوع لله، سوف يتمكنون من التحرر من عبودية الشيطان وسيطرته. عندما يصل الناس إلى هذه النقطة، يكونون قد هربوا من سيطرة الشيطان. سوف يتخلون تمامًا عن التعبيرات والتفكير ووجهات النظر التي استخدمها الشيطان لخداعهم، وسوف يزداد إيمانهم بالله أكثر فأكثر. وبالطبع، يعتمد هذا التأثير على كلمة الله وعمله، والأهم من ذلك، فإنه يعتمد على سعي الناس وتعاونهم. إذا كان الشخص يستمع كثيرًا إلى الحق والعظات لكنه لا يزال يفتقر إلى الوعي بأفكار الشيطان ووجهات نظره ولم يحتقر هذه الأشياء، وإذا كان الشخص لا يريد تحديد هذه الأشياء الشيطانية بنشاط ورؤيتها على حقيقتها والتخلي عنها، بل يتبع بدلًا من ذلك نهجًا سلبيًا أو يتجاهلها، سوف تظل مختلف أفكار الشيطان ووجهات نظره راسخة بعمق في ذلك الشخص. ففي حياته اليومية وأثناء مسار حياته كلها، سوف تظل مختلف خواطر الشيطان ووجهات نظره تؤثر عليه وتتحكم به رغمًا عنه، وسوف تظل وجهات نظره عن الناس والأشياء وتصرُّفه وأفعاله مصدرها الشيطان. إذا كان الشيطان هو مصدر هذا كله، فإن إيمانك بالله مجرد اعتراف بوجود الله وليس إيمانًا حقيقيًا، ولن تعترف أبدًا بهوية الله وجوهره. وبالطبع، لن يتجه قلبك نحو الله من تلقاء نفسه، ولن تتمكن من الرجوع إلى الله بقلبك. يمكن القول إنك عاجز عن تقديم أدنى قدر من التكريس الحقيقي للواجب والالتزامات التي أعطاك الله إياها، ولا يمكنك أن تتقي الله حقًا، وبالطبع لا يمكنك أن تكون مطيعًا له حقًا. ماذا ستكون النتيجة الواضحة إذا فشلت في تحقيق هذه الأشياء؟ لن تنال الخلاص. هل هذا ما سيحدث؟ (نعم). هذا هو ما سيحدث. من الواضح أن الخواطر ووجهات النظر والمفاهيم التي يُفسِد بها الشيطان الناس ويزرعها في أعماق قلوبهم هي أشياء تمنع الناس من الاستماع إلى صوت الله، والإيمان بكلمة الله، وقبول الأشياء الإيجابية، وتمنعهم بالتأكيد من قبول الحق والدخول إلى الحق. تختلف هذه الأشياء ظاهريًا عن الشخصيات الفاسدة للبشر. ومع ذلك، فإن جوهر هذه الأشياء جزء من طبيعة الشيطان، وهي أشياء يُفسِد بها الشيطان البشر. عند إلقاء نظرة جانبية، يوجد فارق واضح بين أفعال الشيطان الشريرة التي تُفسِد البشرية وتظاهر الشيطان بفعل الخير، وهو فارق يصعب على الناس العاديين تمييزه. ومع ذلك، فإن عواقب خداع الشيطان للناس وإفساده لهم واضحة للغاية. فالحقيقة الواضحة هي أن هذا قد تسبَّب في إنكار المجتمع السائد كله لله ومقاومته له بل وحتى معارضته له.
إن الشخصية الشيطانية داخل الناس هي بالكامل نتيجة لخداع الشيطان وفساده. بالإضافة إلى ذلك، فإن مختلف البدع والمغالطات والفلسفات والقوانين الشيطانية التي يتمسك بها الناس، وكذلك نظرتهم إلى الحياة والقيم، جميعها مظاهر ملموسة لخداع الشيطان وإفساده لهم. وهذا يعني أنه بعد أن يخدع الشيطان الناس ويجعلهم يبتعدون عن الله وينكرونه، فإنه يغرس فيهم جميع أنواع الخواطر والآراء والبدع والمغالطات الشيطانية. أضف إلى ذلك، ينشر الشيطان قدرًا كبيرًا من الدعاية علانيةً، بما في ذلك جميع أنواع المفاهيم والآراء والتعبيرات التي تأمر الناس وتحرضهم حول كيفية التعامل مع كل شيء، وتجعلهم يقبلون هذا كله في قلوبهم. ونتيجةً لذلك، تُزرَع العديد من الشخصيات الشيطانية الفاسدة بداخلهم. هذه هي الطريقة التي يستخدمها الشيطان لإفساد الناس. أي أنه عندما يوجد فراغ عميق في نفوس الناس، وعندما لا يفكرون تفكيرًا صحيحًا، وعندما يكونون وعاءً فارغًا، تدخل مختلف تعبيرات الشيطان في قلوبهم وتستقر فيها. مثال ذلك، عندما تتشكل تعبيرات مثل "لم يكن يوجد أي مخلص"، و"الطبيعة خلقت السماوات والأرض وجميع الأشياء"، و"سوف أُضحي بحياتي من أجل صديق"، و"يجب أن تتسم المرأة بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق"، و"ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة"، وغيرها، فإن الناس يتأثرون بها بلا وعي. يقبل الناس جميع أنواع الأفكار والآراء من الشيطان بلا أي إدراك لهذه القوى الشريرة والبدع والمغالطات، وبلا أي قدرة على التعرف إليها أو أي قوة لمقاومتها. والعملية التي يقبل بها الناس هذه الأفكار ووجهات النظر الشيطانية هي بالضبط العملية التي يجري من خلالها خداع الناس وتحريضهم وإفسادهم. مثال ذلك، إذا كانت توجد امرأة لا تعرف الطريقة الصحيحة التي يجب أن تعيش بها كامرأة والأشياء التي يجب أن تفعلها، فسوف يقدم الشيطان بدعه ومغالطاته مثل "يجب أن تتسم المرأة بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق، وأن تبقى في المنزل ولا تخرج"، و"فضيلة المرأة أن تكون غير ماهرة"، وغيرها. تعتقد المرأة أن هذه الأقوال تبدو حكيمة وجيدة، ولذلك فإنها تقبلها. عندما تنتشر هذه الهرطقات والمغالطات في المجتمع وعلى الأرض، سوف تقبلها المرأة بلا وعي وتطالب نفسها بصرامة أن ترقى إلى مستوى هذه الأقوال. أولًا، سوف تقارن نفسها بها، معتقدةً أنه بما أنها امرأة فإنها يجب أن تتسم بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق، وأن تبقى في المنزل، وأن تكون امرأة فاضلة بلا مهارة، وغير ذلك. في سياق هذه العملية، سوف تتعرض تدريجيًا للتحريض والتلقين والتأثر بالتعبيرات والأفكار ووجهات النظر المتداولة في المجتمع، وسوف تصل في النهاية إلى نقطة انصهارك فيها. ولمزيد من التحديد، بعد أن تنخدع بأفكار الشيطان ووجهات نظره، سوف تقيدك وتسيطر عليك، وحينها في أعماق قلبك سوف تطالب نفسك بمطالب بلا وعي وتنظر إلى الآخرين وفقًا لها. ولذلك، سوف تُشكِّل هذه الأفكار والتعبيرات في حياتك اليومية خواطرَ وآراء في أعماق قلبك، وحينها سوف تنتهجها كمعايير وأساس تصرُّفك وسلوكك. هذه هي الطريقة التي تصبح بها مختلف أفكار الشيطان وآرائه بالتدريج ممارسة شائعة في المجتمع والجماعة. كلما انتشرت هذه الممارسة في المجتمع أكثر فأكثر، وازداد عدد الناس الذين تحرضهم وتصهرهم أكثر فأكثر، فإنها تصبح نوعًا من القوة. عندما تنشأ هذه القوة، فإن هذه الأفكار ووجهات النظر تسجن البشرية بالكامل وتسيطر عليها، أو بمعنى آخر تتملكها. ولتحري الدقة، لقد أسر الشيطان الناس. مثال ذلك، في عالم الشيطان، "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والصرامة والطموح"، و"ينبغي أن يتمتع الرجال بطموحات وأحلام بعيدة المدى وروح لا تُقهَر"، و"ينبغي على الرجال تطوير أنفسهم وتكوين عائلاتهم وحكم البلاد وجلب السلام للعالم"، و"ينبغي أن يتعلم الرجال ممارسة السلطة، والسيطرة على الوضع، والسيادة على العالم"، و"الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، وما إلى ذلك. كل رجل ملزم بهذه المتطلبات والأفكار ووجهات النظر منذ نشأتها. وكل من الرجال والنساء مقيدون ومغلولون بمختلف تعبيرات الثقافة التقليدية. إذا كان الرجال لا يعرفون كيفية تصرُّف الرجل أو كيفية ترسيخ نفسه في جماعته أو مجتمعه أو بلده، فسوف يقبلون هذه الأفكار ووجهات النظر بلا وعي عندما يسمعونها. سوف يعتادون عليها تدريجيًا إلى أن يعتبرونها معايير وأساس مطالبة أنفسهم بمطالب صارمة. بالإضافة إلى ذلك، سوف يمارسون هذه الأفكار ووجهات النظر، ويختبرون أن يكونوا مثل ذلك الشخص في الواقع، ثم يكونون مثالًا من خلال العمل نحو هذه الأهداف. مثال ذلك، ينبغي أن يتمتع الرجال بطموحات بعيدة المدى وينجزوا أشياء كبيرة وتكون لديهم مهنة مرموقة. ينبغي ألا تكون لديهم علاقات حب وألا يجعلوا دعم والديهم أو تربية الأطفال مسؤوليتهم أو هدفهم مدى الحياة. بدلًا من ذلك، يجب عليهم توسيع آفاقهم، واتباع تطلعاتهم، وتعلُّم السيطرة على الوضع، بل والاستيلاء على السلطة للسيطرة على البشرية والنساء. لقد قَبِلَ الناس هذه الخواطر ووجهات النظر، وظلوا يمارسونها ويعيشون وفقًا لها في حياتهم، ويسعون إلى الأهداف التي تنطوي عليها. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتشكل هذه الخواطر ووجهات النظر وتتجذر بعمق في قلوب الناس، فإنهم سوف ينظرون إلى الإنسانية والمجتمع والعالم بأسره من خلالها. وعندما تتجذر في قلب رجل بعمق بحيث لا يمكن اقتلاعها، فإنه سوف ينظر إلى الناس والأشياء وسوف يتصرف وفقًا للخواطر ووجهات النظر مثل "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والصرامة"، وما إلى ذلك. هذا هو الأصل والسبب الجذري لنظرة الرجال إلى العالم والحياة. عندما ينظر الناس إلى الناس والأشياء، ويتصرفون ويعملون وفقًا للخواطر ووجهات النظر التي يغرسها الشيطان فيهم، فإن هذه الخواطر ووجهات النظر تنتشر بشكل غير محسوس بين الناس وفي المجتمع وتتغلغل تدريجيًا وبعمق في قلب كل شخص، وليس فقط الرجال بل النساء أيضًا. عندما تتغلغل هذه الأشياء بعمق في قلب كل شخص وتُغرَس في قلوب الأطفال الصغار الذين يتعلمون التحدث للتو، فإن هذه الخواطر ووجهات النظر تصبح ممارسة شائعة في الجماعة والمجتمع. سوف تنتشر هذه الممارسة بشكل أسرع وأسرع، وتصبح أكثر فأكثر انتشارًا إلى أن يعرفها الجميع ويعترف بها ويقبلها مائة بالمائة. وعندما تسير الأمور إلى هذه المرحلة، فإن علماء الاجتماع والسياسيين ورؤساء الدول، أو بتعبير أدق، ملوك الأبالسة الذين يتبعون الشيطان سوف يتمادون إلى أبعد من ذلك لترسيخ المكانة التي تتمتع بها هذه الخواطر ووجهات النظر بين البشر. سوف يسجلون هذه الأشياء وينشرون هذه التعبيرات بشكل منهجي ويروجون لها على نطاق واسع باستخدام جميع أنواع الأدلة الظرفية والظروف المواتية والناس والأحداث والأشياء، بحيث تتكاثر هذه التعبيرات بين البشر وتشكل مناخًا اجتماعيًا وقانونًا أخلاقيًا ثابتًا في المجتمع. وهذا القانون الأخلاقي سوف يتحكم في الناس ويربطهم، وعند هذه النقطة سوف يكون هدف الشيطان قد تحقق. عندما يكون الشيطان قد حقق هذا الهدف، فإن البشرية جمعاء، بمن في ذلك الرجال والنساء على حد سواء، سوف تكون قد انخدعت وفسدت وتعرضت لسيطرة هذه الأفكار ووجهات النظر. هل تعلمون العواقب عندما تكون خواطر الشيطان ووجهات نظره قد خدعت البشر وأفسدتهم وسيطرت عليهم؟ لماذا تعتقدون أن الشيطان يطرح هذه الأفكار والتعبيرات والبدع والمغالطات؟ هل لمجرد إفساد البشر؟ هل لمجرد إبعاد الناس؟ من المستهدف من هذا كله؟ (الله). صحيح، يجب أن يتضح لكم هذا الأمر. في جميع الأشياء الشريرة التي يفعلها الشيطان، وعلى وجه التحديد جميع الأشياء التي يفعلها الشيطان لخداع البشرية وإزعاجها والتحكم بها وإفسادها، فإن الناس مجرد أشياء وأدوات خادمة فحسب. إنهم مجرد أوانٍ يستخدمها الشيطان لممارسة جميع قدراته ومهاراته. وجميع الأشياء التي يعملها الشيطان موجهة نحو الله وليس نحو الناس. إنها تريد معارضة الله، أما الناس فمجرد أوانٍ أو أدوات يستخدمها الشيطان لفعل ذلك. لماذا يريد الشيطان محاربة الله إذًا؟ لماذا يريد إفساد البشرية بهذا الشكل؟ لأن الله خلق البشرية ويريد أن يُخلِّصها. لماذا لا يُفسِد الشيطان الحيوانات والنباتات والكائنات الفضائية؟ لأن الله لا يحاول خلاص الحيوانات أو النباتات أو الكائنات الفضائية أو أي مخلوق آخر غير البشر. يحاول الله خلاص البشر الذين خلقهم على هذه الأرض. إنه يحاول ربح هذه المجموعة من البشر على الأرض. أي نوع من البشر؟ مجموعة البشر الذين يتبعون الله والأمناء إلى الموت، والذين يتوافق قلبهم وعقلهم مع الله، والذين يتقون الله ويحيدون عن الشر. هؤلاء هم الناس الذين يريد الله أن يربحهم. قبل أن يُجري الله عمله لخلاص هؤلاء الناس وربحهم، يحاول الشيطان أن يتدخل أولًا ويفسدهم. يقول الشيطان: "يا الله، هل تريد أن تُخلِّص البشرية؟ سوف أفسدهم أولًا إذًا. عندما يفسد الناس لدرجة أن يصبحوا شيطانيين تمامًا وليسوا بشرًا، لن تتمكن من خلاصهم. لن تنجح، وسوف تفشل في النهاية". هذا هو هدف الشيطان. لنعد إلى السؤال الذي طرحته مبكرًا. عندما يُفسِد الشيطان شخصية الإنسان ويطرح أيضًا مختلف البدع والمغالطات وجميع أنواع الأفكار ووجهات النظر لخداع العقل والقلب البشريين وتكبيلهما والتحكم بهما، ماذا يكون هدفه؟ لا يمكنكم الإجابة عن ذلك، فأنتم لا تفهمونه. الشيطان لا يستهدف الناس عندما يفعل هذا كله، على الرغم من أنه يُفسِد الناس ويسيطر عليهم. لكن هذا كله موجه نحو الله. ما الهدف النهائي أو النتيجة النهائية لإفساد الشيطان للناس؟ وضع الناس في معارضة الله. عندما يصبح الناس هم النقيض التام لله وأعداء له، يعتقد الشيطان أن مكيدته وحساباته الذاتية قد نجحت، وأن الناس على الأرض سوف يعبدونه ويتبعونه. ولذلك، عندما تكون مختلف خواطر الشيطان وتعبيراته وهرطقاته ومغالطاته متجذرة بعمق في قلوب الناس، لن يعودوا يؤمنوا بوجود الله، أو يقبلوا تنظيماته وترتيباته أو سيادته. سوف ينكر الناس الله تمامًا ويخونونه. يعتقد الشيطان أنه يكفي إفساد الناس إلى الحد الذي يمكنهم به إنكار الله. لماذا؟ لأنه في تلك المرحلة، سوف يكون الناس الذين يريد الله أن يخلصهم قد أسرهم الشيطان تمامًا وبشكل كامل، وسوف يكونون قد أصبحوا نقيضًا تامًا لله. هذا هو هدف الشيطان. هل صحيح أنكم لم تفكروا في هذا من قبل؟ (بلى). أنتم لا تفهمون. يعتقد الناس: "الشيطان يُفسِد الناس ليأسرنا ويحبسنا ويؤذينا ويميتنا ويرسلنا إلى الجحيم ويبعدنا عن خلاص الله والطريق الصحيح في الحياة. الشيطان يجعلنا نعاني". هذه ناحية من الموضوع، لكنها مجرد تأثير موضوعي واحد ناتج عن كل ما يفعله الشيطان، وهو في الواقع ليس الهدف الأساسي. هل تفهمون الآن الهدف الأساسي؟ أخبرني، لماذا يخدع الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ (كل ما يفعله الشيطان موجه ضد الله، والهدف الأساسي هو تهييج جميع الناس ضد الله). ماذا أيضًا؟ (بما أن الله يريد أن يُخلِّص البشرية، فإن الشيطان يريد إفسادها وتهييجها ضد الله حتى لا تتمكن من نيل خلاص الله. يريد الشيطان تدمير خطة تدبير الله لخلاص البشرية). يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار ووجهات النظر والبدع والمغالطات المضللة متجذرة بعمق في قلوب الناس، فإنها تتحكم في عقولهم وتسجنها. يؤدي هذا إلى وضع معين. أي نوع من الوضع؟ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، وتصبح فيه البشرية قوة معادية تمامًا لله، ويكون الشيطان سعيدًا. هذا هو الهدف الذي يحاول الشيطان تحقيقه. ما هدف الشيطان من هذا كله؟ لخص هذا في جملة واحدة. (يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار ووجهات النظر والبدع والمغالطات المضللة متجذرة بعمق في قلوب الناس، ينشأ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، ويصبح البشر أناسًا يقاومون الله. لقد أصبحوا أعداء الله، ويكون الشيطان قد حقق هدفه). هذه هي الإجابة، أليست سهلة؟ (بلى، إنها كذلك). هذا هو الهدف والنتيجة اللذان يريد الشيطان تحقيقهما من خلال إفساد البشرية.
هل تعتقدون أن الله يدري بهذه الأشياء التي يفعلها الشيطان لإفساد البشرية؟ (نعم). لماذا يسمح الله للشيطان إذًا بعمل هذا؟ استخدموا ما تفهمونه عن الحق للشرح. ألا يوجد قول عن هذا؟ "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان". هذا مثال على القول الذي يتحقق، أليس كذلك؟ (بلى). وأيضًا، هل تنطبق هنا عبارة "الشيطان هو شخصية الضد وأداة الخدمة في عمل الله"؟ (نعم). كلا التعبيرين ذات صلة ويمكن استخدامهما لشرح السؤال أعلاه. أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). ذلك هو الحال. إذا طرح أحدهم هذا السؤال، فكيف تشرحوا له ذلك؟ إذا اكتفيتم بقول "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" بلا وضوح، فسوف يرتبك ولن يفهم. هل تعرفون كيفية شرحه بمزيد من التفصيل؟ من السهل شرحه، أليس كذلك؟ يسمح الله للشيطان بفعل هذه الأشياء التي تُفسِد البشرية ليس لأن الله غير قادر على إيقافها أو الاهتمام بها، ولكن لسبب ما. والسبب هو أن "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" كما قلتُ سابقًا. هذا ليس مجرد تعبير أو نظرية، بل حقيقة لا جدال فيها، ويمكن التحقق منها من خلال حقيقة أن الله يمكن أن يُخلِّص الإنسان بعد أن أفسده الشيطان. ما هدف الشيطان من إفساد شخصيات البشر وغرس جميع أنواع البدع والمغالطات في الناس للسيطرة على عقولهم وحبسها؟ هل الهدف النهائي هو قمع عمل الله والتسبب في اختفاء خطة تدبيره تمامًا؟ هل هذا هو خداع الشيطان؟ (نعم). هذا هو خداع الشيطان. بماذا يفكر الله عندما يفعل الشيطان مثل هذه الحيل؟ ماذا يفعل الله؟ ماذا يدور في ذهنه؟ وكيف تتجلى حكمته في هذا كله؟ يستخدم الله حيلة الشيطان، فالشيطان لديه حيلة. إنه يقول: "أنا أستفز الناس وأفسدهم إلى أن يصبحوا مثلي. إنهم يصبحون شياطين صغارًا يشاركونني خواطري ووجهات نظري، وينظرون إلى الناس والأشياء، ويتصرفون ويعملون وفقًا لوجهة نظري الشيطانية، ويعارضون الله. أريد أن آخذ جميع الناس الذين خلقهم الله وأجعلهم منتسبين لي أنا الشيطان حتى يكون عمل الله في الناس خائبًا وباطلًا. وبالتأكيد، سوف يؤدي هذا إلى اختفاء خطة تدبير الله تمامًا". هل هذه هي حيلة الشيطان؟ (نعم). كيف يفكر الله إذًا؟ وماذا يفعل؟ يقول الله: "أيها الشيطان، أنت تنشر الهرطقات والمغالطات لإزعاج الناس وخداعهم، وتفعل أشياءَ كثيرة لإزعاج عمل الله وتدميره. لن يؤدي هذا إلا إلى غرس بعض البدع والمغالطات في الناس حتى يعيشوا وفقًا لها ويعارضوا الله. وحينها سوف أبني كلامي وعملي على أساس فساد البشرية، وأكشف البدع والمغالطات التي تستخدمها لإفساد البشرية، وأدين مختلف الشخصيات الفاسدة للناس، وأسمح للناس بتحديد مختلف الخواطر والتعبيرات التي غرستها أنت فيهم. وبهذه الطريقة، سوف يفهم الناس الحق والله، وليس هذا فحسب، بل وسوف يتمكنون أيضًا من اكتشاف مختلف تعبيرات الشيطان وخواطره ووجهات نظره، وسوف يعرفون أيضًا شخصية الشيطان وجوهره ومختلف أفعاله الشريرة على حقيقتها. عندما يستخدم الناس فهم الحق كأساس لهم، سوف يتمكنون من معرفة الشيطان ورفضه بشكل أدق وبقوة أكبر. من الناحية السلبية، لن يعود الشيطان يخدع الناس ويأسرهم ويبتلعهم من جديد. ومن الناحية الإيجابية، سوف يكون الناس أكثر قدرة على الإيمان والتأكيد على وجود الله وهويته وحقيقة أنه يسود على جميع المخلوقات والأشياء. بعد تحقيق هذين الأمرين، سوف يتقي الناس الله ويطيعونه حقًا. سوف يربح الله قلوبهم، أو لتحري المزيد من الدقة، سوف يربحهم الله. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، لن يعود الشيطان يخدعهم ويستغلهم. فبدلًا من ذلك، سوف يستطيعون كشف الشيطان تمامًا ورؤيته على حقيقته ورفضه من أعماق قلوبهم. سوف يعترفون أنهم خليقة الله، وسوف يقبلون عن طيب خاطر سيادة الخالق وتنظيماته، وبالتالي سوف يعودون تمامًا إلى الله". هذا هو ترتيب الله وخطته المحددان. بالطبع، يمكن القول أيضًا إن هذه هي خاطرة الله وفكرته في أعماق قلبه. هذه هي طريقة تفكير الله وكيفية عمل أفكاره وكيفية تنسيقه لها. بينما كان الشيطان يخدع الناس ويفسدهم، كان الله يرتب جميع المخلوقات والأشياء ترتيبًا منهجيًا، ويدفع خطته وتدبيره للأمام خطوة بخطوة بطريقة منظمة باستمرار إلى الآن. لقد أفسد الشيطان البشرية بالكامل واستولى عليها. ومع ذلك، من الحقائق التي لا جدال فيها أنه عندما يدعو الله هذه البشرية المشبعة والمتخمة بجميع أنواع سموم الشيطان وتسمع صوته، لا يزال بإمكانها المثول أمام الله وقبول دعوته والاستعداد لتلقي دينونته وتوبيخه. وحتى إذا أدان الله مثل هذه البشرية ولعنها لكونها على شاكلة الشيطان وعدوة لله، فإنها لن تتركه أبدًا. على الرغم من أن عقول الناس ووجهات نظرهم مليئة بالأشياء التي غرسها الشيطان فيهم، مما يجعلهم ينظرون إلى الناس والأشياء ويتصرفون ويعملون بطريقة لا تزال خاضعة بشدة لتأثير خواطر الشيطان ووجهات نظره وسيطرتها، فإن قلوبهم تتجه نحو الله أكثر فأكثر بإخلاص وعلى وجه السرعة. أليست هذه حقيقة لا جدال فيها؟ (بلى). بالإضافة إلى ذلك، في المستقبل القريب، بعد أن يكون الله قد كشف جميع أعمال الشيطان الشريرة، فإن هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بعمق سوف تتمكن من نبذ الشيطان تمامًا ومن "رفضه" وإرجاع قلوبها لله. سوف تكون جميعًا على استعداد لاتباع الله بثبات وفقًا لسيادته وتنظيماته وترتيباته. هذا هو الاتجاه الذي يتخذه استكمال عمل الله العظيم بنجاح، أليس كذلك؟ (بلى). وخصوصًا بعد إقامة الشركة عن معنى السعي إلى الحق، سوف يكون لدى المزيد من الناس العزيمة على النظر إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا لهم. بصرف النظر عما إذا كانت عزيمة الناس قوية أم ضعيفة، أو ما إذا كانوا قد دخلوا إلى هذا الواقع أم لا مهما كان الحال، فإن حقيقة أن مثل هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بشدة لديها الرغبة والعزيمة على نبذه والنظر إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارًا لها بدلًا من مختلف الأفكار ووجهات النظر التي غرسها الشيطان فيها هي في حد ذاتها علامة على أن الله قد انتصر بالفعل. ولذلك، فإن الشيطان قد تعرَّض للإذلال بالتأكيد، أليس كذلك؟ (بلى). ولهذا، فإن التعبير "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" ليس مجرد كلمات فارغة، بل حقيقة عملية وموضوعية ولا جدال فيها. فكل ما يفعله الشيطان الشرير وصل إلى النقطة التي يخدع فيها البشرية ويسيطر عليها. إنه يعتقد أنه أزعج عمل الله ودمره وأنه يستحيل على الله مواصلة خطة تدبيره. ولذلك، يعتقد الشيطان أنه قد انتصر. ومع ذلك، لا يستطيع الشيطان إبطاء وتيرة خطة تدبير الله لخلاص البشرية بصرف النظر عن مدى تهوره، ولا يمكنه إحباط النجاح العظيم لخطة تدبير الله وانتصاره على الشيطان. فالآن امتد عمل الله في جميع أنحاء الكون، وانتشرت كلمة الله إلى ملايين البيوت. وهذا دليل على النجاح العظيم لله.
إذا سألكم أحدهم من جديد: "لماذا يخدع الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ لماذا يسمح الله للشيطان بفعل هذا؟"، فهل ستتمكنون من الإجابة عن هذه الأسئلة؟ حتى إذا كنت لا تستطيع شرح ذلك بالتمام، فيمكنك على الأقل مشاركة بعض ما تفهمه. لماذا يفعل الشيطان هذا كله؟ وما مغزى سماح الله له بفعل هذا كله؟ ينبغي أن تفكر في هذه الأشياء وأن توجد إجابة دقيقة في قلبك. لقد ظل الله يعمل على خلاص البشرية لمدة ستة آلاف عام. بعض الناس لا يفهمون هذا ويقولون: "هل ظل الله يعمل لمدة ستة آلاف عام؟" بصرف النظر عن الوقت الذي يستغرقه عمل الله، فإن أفعاله فائقة الأهمية. فليست مدة عمله فقط هي المهمة، بل النتائج النهائية التي يحققها عمله أهم. ولولا حقيقة أن الله ظل يعمل لمدة ستة آلاف عام لخلاص البشرية، لكان فقدان الحس والغباوة قد منعا البشرية من معرفة الله أو من نيل خلاصه بالكامل. إذا كان الناس قد عانوا فقط من الخداع والإزعاج اللذين تسبَّب بهما أضداد المسيح مرَّةً أو مرَّتين، فهل كانوا سيتمكنون من تحديد أضداد المسيح والتعرف إلى طبيعتهم وجوهرهم؟ هل تكفي ثلاث أو خمس مرَّات؟ للأسف لا. يجب أن يختبر الناس هذا عدة مرَّات حتى يروا طبيعة أضداد المسيح وجوهرهم على حقيقتهما. فحينها فقط يمكنهم أن يحددوا بالفعل أضداد المسيح وينبذوهم تمامًا. وعلى وجه الخصوص، إذا تعرَّض الناس للقمع المجنون والاضطهاد القاسي من التنين العظيم الأحمر لفترة قصيرة جدًا، فلن يختبروه اختبارًا تامًا وسوف ينسونه قريبًا. ونتيجةً لذلك، لن يكرهوا التنين العظيم الأحمر ولن يرفضوه حقًا. يجب أن يوسم الاضطهاد القاسي للشيطان في قلوب الناس بالنار حتى يتمكنوا من كرهه من أعماق قلوبهم ورؤية وجهه الحقيقي بوضوح. إذا تعرَّض الشخص للاضطهاد لفترة وجيزة مرَّة أو مرَّتين، فسوف يصعب عليه أن يكره الشيطان وينبذه. وإذا أتيحت له الفرصة، فسوف يظل يمدح الشيطان ويتغزل به. يجب تسليم الإنسان إلى الشيطان عدة مرَّات حتى يعاني عذابه وقسوته قبل أن يتمكن من رؤية شر الشيطان وقبحه ووضاعته ووقاحته بوضوح وينبذه تمامًا. يجب اختبار هذه الأشياء لفترة طويلة من الزمن. مثال ذلك، في صناعة الفولاذ لا يمكن إنتاج الفولاذ الجيد من وضعه لوقت قصير في النار، بل يجب تقسية الفولاذ تمامًا للحصول على أفضل النتائج. وذلك يعني أن كل مرحلة من مراحل عمل الله تتطلب وقتًا طويلًا، أي أن كل مرحلة تتطلب فترة زمنية طويلة. يجب أن تجري بهذه الطريقة. وإذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يمكن تحقيق نتيجة جيدة. سوف توجد درجات مختلفة من التغييرات في أعماق قلب الإنسان وفي الشخصية الفاسدة للبشرية بسبب تأثير الظروف الأكبر لكل عصر، وسوف يرتبط كل من هذه التغييرات بالعمل الذي يريد الله عمله في الناس أثناء كل مرحلة. إن السبب في تجسُّد الله ثانيةً في الأيام الأخيرة للعمل على هذا النطاق الواسع والتحدث كثيرًا هو أن الشخصية الفاسدة للبشرية وخواطرها ووجهات نظرها، والبيئة الأوسع وخلفية المجتمع، جميعها تتناسب في هذه المرحلة الأخيرة مع خلفية العمل الذي يريد الله أن يُجريه في الأيام الأخيرة. فالاتجاهات والعادات والأنماط أو المواقف في المجتمع، والوضع السياسي، بل وحتى القوة السياسية للأمم الشيطانية جميعها عوامل للبيئة الأكبر. في الوقت الذي تكون فيه هذه العوامل في الخلفية، يكون الوضع الداخلي للناس وشخصيتهم الفاسدة، أي الحالة الداخلية للبشرية كلها، هو بالضبط ما يحتاج الله لعمله. هذا هو الوقت الأنسب كي يطرح الله دينونته وتوبيخه للكشف عن جلالته وبره ورحمته ولطفه. يبدأ الله عمله عندما تنضج جميع هذه العوامل وتكون جاهزة تمامًا. هذا هو العمل الذي يريد الله أن يُجريه تحت تأثير الخلفية الأكبر. يكفيكم أن تفهموا هذا. سوف يفهم بعض الناس ذوي المقدرة الجيدة، بينما قد لا يفهم الآخرون الذين لم يختبروا. وعلى وجه الخصوص، أولئك الذين لا يستطيعون فهم الوضع السياسي وجوهر الاتجاهات في المجتمع، والذين لم ينضجوا بما يكفي في تفكيرهم، لا يكتفون إلا بالاختبارات الروحية الصغيرة والشهادات الثانوية، وقد لا يفهمون الكثير عن الخلفية السياسية والاجتماعية الأوسع التي ينطوي عليها عمل الله. لا يهم مدى قدرتكم على فهم هذه الأشياء، فسوف تصبح واضحة فيما تختبرون المزيد منها ببطء لأنها تتضمن خطة تدبير الله وعمله، وهي رؤية عظيمة. لن نقيم المزيد من الشركة عن هذا الموضوع لأنكم غير مستعدين للمزيد من التعمق.
انتهينا في المرَّة الأخيرة من إقامة الشركة عن تعبير السلوك الأخلاقي "ابذل قصارى جهدك للتعامل بأمانة مع كل ما أوكله إليك الآخرون". فيما يلي، سوف نقيم الشركة عن التعبير "كلمة النبيل سنده". أولًا، ينبغي أن نحاول معرفة كيفية تحليل التفكير الخاطئ ووجهات النظر الخاطئة في هذا التعبير المرتبط بالسلوك الأخلاقي، وقصد الشيطان من صياغته. يوجد تعبير صيني نصه: "من الصعب معرفة النوايا الحقيقية للشخص"، فأين تكمن نوايا الشيطان الحقيقية إذًا؟ هذا هو ما نحتاج إلى كشفه وتحليله. "كلمة النبيل سنده" فكرة وتعبير آخر يقدمه الشيطان بين الناس، ويبدو في غاية النبل ظاهريًا، فهو مؤثر وبليغ. ما المثير للإعجاب إذًا في هذا التعبير؟ هل يستحق الاعتزاز به والتفكير فيه بجدية؟ هل يستحق الأمر النظر إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل وفقًا لوجهة النظر الأيديولوجية هذه؟ هل له أي ميزة؟ هل هو تعبير إيجابي؟ إذا لم يكن شيئًا إيجابيًا أو رأيًا صحيحًا، فما أثره السلبي على الناس؟ ما نية الشيطان عندما يقدم تعبيرًا كهذا ويغرس هذه الفكرة في الناس؟ كيف ينبغي أن نميزها؟ إذا تمكنت من تمييزها، فسوف تلاقي هذه العبارة الإنكار والرفض في أعماق قلبك، ولن تعود تتأثر بها. على الرغم من أن هذه العبارة سوف تومض من خلال عقلك وتزعجك في أعماق نفسك من وقت إلى آخر، فإنك لن تكون مقيدًا أو مربوطًا بها إذا استطعت تمييزها. هل تعتقدون أنه توجد أي ميزة في التعبير "كلمة النبيل سنده"؟ هل هذا تعبير له تأثير إيجابي على الناس؟ (لا). هل تحبون أن تكونوا نبلاء؟ هل من الجيد أم السيء أن يكون المرء نبيلًا؟ هل من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم نبيلًا مزيفًا؟ هل من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم شريرًا؟ ألم تفكروا في هذه المسائل؟ (لا). على الرغم من أنكم لم تفكروا في هذه الأشياء، يوجد شيء واحد مؤكد: أنتم تستخدمون غالبًا كلمة "نبيل" وتقولون كلامًا مثل: "خير لك أن تكون شريرًا حقيقيًا من نبيل زائف"، و"النبيل الحقيقي رحب الصدر لدرجة أنه إذا أغضبه شخص ما، فإنه لا يحمل ضغينة تجاهه ويمكن أن يسامحه. ذلك هو تعريف النبيل!" ما الذي تثبته عنك حقيقة قولك هذه الأشياء؟ هل تثبت أن النبيل يحظى بمكانة معينة في خواطرك ووجهات نظرك وأن الأقوال الأيديولوجية عن النبيل موجودة في ذهنك؟ هل يمكننا قول هذا؟ (نعم). أنت تستصوب أولئك الناس في المجتمع الذين يتصرفون كنبلاء أو الذين يُسمّون بالنبلاء وتُعجَب بهم، وتعمل بجدية لتصبح نبيلًا ويُنظَر إليك على أنك نبيل وليس شريرًا. إذا قال أحدهم: "أنت شرير فعلًا"، فسوف تشعر ببالغ الحزن. ومع ذلك، إذا قال أحدهم: "أنت نبيل حقًا"، فسوف تبتهج. وهذا لأنك تشعر أنه إذا أشاد بك أحد الأشخاص بتسميتك نبيلًا، فقد ارتقت شخصيتك وتأكدت طرقك وأساليبك في التصرف والتعامل مع الأمور. بالطبع، بعد حصولك على هذا النوع من التأكيد في المجتمع، تشعر أنك تتمتع بمكانة نبيلة وأنك لست شخصًا من الطبقة الدنيا أو من منزلة متدنية. يشغل الشخص النبيل المستقيم، سواء كان أسطورة أو موجودًا بالفعل، مكانًا محددًا في أعماق قلوب الناس. ولذلك، عندما سألتكم عما إذا كان النبيل أو الشرير أفضل، لم يجرؤ أحد منكم على الرد. لماذا؟ لأنكم فكرتم: "كيف يمكنك أن تسأل ذلك؟ بالطبع، من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا على أن يكون شريرًا. أليس النبيل جيدًا ومستقيمًا ويتمتع بشخصية أخلاقية سامية؟ والقول إنه ليس من الجيد أن يكون المرء نبيلًا يتعارض مع المنطق السليم، أليس كذلك؟ سوف يتعارض مع الإنسانية الطبيعية، أليس كذلك؟ إذا لم يكن النبيل جيدًا، فأي نوع من الأشخاص يكون جيدًا؟" لم تجرؤوا على الإجابة إذًا، أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). هل يؤكد هذا وجود تفضيل واضح بين النبيل والشرير في قلوبكم؟ أي واحد تفضلونه؟ (النبيل). هدفنا واضح إذًا. دعونا نركز على تحديد النبيل وتحليله. لا أحد يحب الشرير، وهذا أمر بديهي. إذًا، من هو النبيل بالضبط؟ إذا سألت: "هل الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم شريرًا؟" من ناحيتي، الجواب واضح: كلاهما سيئ، لأنه لا النبيل ولا الشرير شخصية إيجابية. فكل ما في الأمر هو أن الناس يحكمون على سلوك الشرير وأفعاله وشخصيته وأخلاقه على أنها رديئة نسبيًا، وبالتالي لا يحبونه. عند كشف أخلاق الشرير وشخصيته الوضيعة علنًا، يراه الناس أكثر شرًا. ومع ذلك، فإن النبيل يُظهِر غالبًا أسلوبه الأنيق في التحدث والتمثيل وأخلاقه الحميدة وشخصيته الرفيعة، فيحترمه الناس ويشعرون أنه مصدر للإثراء. ونتيجةً لذلك، فإنهم يُسمّونه نبيلًا. عندما يُقدِّم النبيل نفسه بهذه الطريقة، فإنه يلقى الثناء والإعجاب والتقدير. ولهذا، يحب الناس النبيل ويكرهون الشرير. ومع ذلك، ما الأساس الذي يحدد الناس بموجبه أن يكون الشخص نبيلًا أو شريرًا؟ (بناءً على سلوكه الخارجي). يحكم الناس على الشخص على أنه نبيل أو وضيع بناءً على سلوك ذلك الشخص، ولكن لماذا يحكم الناس على الآخرين بناءً على سلوكهم؟ الجواب هو أن المقدرة التي يمتلكها معظم الناس لا يمكنها إلا الوصول إلى هذا المستوى. لا يستطيع الناس إلا معرفة ما إذا كان سلوك الشخص جيدًا أم سيئًا، ولا يمكنهم رؤية جوهر ذلك الشخص بوضوح. ونتيجةً لذلك، لا يمكنهم تحديد ما إذا كان الشخص نبيلًا أم شريرًا إلا بناءً على سلوكه. هل طريقة التمييز هذه صحيحة إذًا؟ (لا). إنها خاطئة تمامًا. هل من الدقيق إذًا تعبير أن النبيل يتمتع بشخصية راقية وأخلاق جيدة؟ (لا). ذلك صحيح، إنه ليس دقيقًا. من غير الدقيق اعتبار أن النبلاء يتمتعون بشخصية راقية وأخلاقيون ومكرمون وفاضلون. ولذلك، بالنظر إلى الأمر الآن، هل مصطلح "نبيل" إيجابي؟ (لا). إنه ليس إيجابيًا. النبيل ليس أنبل من الشرير. ولذلك، إذا سأل أحدهم: "هل من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم شريرًا؟"، فما الجواب؟ (كلاهما سيئ). هذا دقيق. وإذا سأل الشخص عن سبب اعتبار كليهما سيئ، فإن الإجابة بسيطة. كل من النبيل والشرير ليسا شخصيتين إيجابيتين، ولا أحد منهما شخص جيد حقًا. إنهما مليئان بشخصية الشيطان الفاسدة وسمه. فالشيطان يسيطر عليهما ويسممهما، وهما يعيشان وفقًا لمنطقه وقوانينه. ولذلك، يمكن القول على وجه اليقين إنه في حين أن الشرير ليس شخصًا جيدًا، فإن النبيل لا يمكن أن يكون شخصًا إيجابيًا أيضًا. وحتى إذا نظر الآخرون إلى النبيل على أنه جيد، فهو ببساطة يتظاهر بأنه جيد. إنه ليس شخصًا أمينًا يحظى بقبول الله، وبالطبع فإنه لا يتقي الله أو يحيد عن الشر. وكل ما في الأمر هو أن النبيل يتصرف جيدًا في أحيان كثيرة وبرداءة في أحيان قليلة بينما الشرير يتصرف برداءة في أحيان كثيرة وجيدًا في أحيان قليلة. يحظى النبيل باحترام أكثر قليلًا، بينما يلقى الشرير احتقارًا أكثر قليلًا. هذا هو الفارق الوحيد بين النبيل والشرير. وإذا حكم الناس عليهما وفقًا لسلوكهما، فهذه هي النتيجة الوحيدة التي سوف يحصلون عليها.
يحدد الناس ما إذا كان الشخص نبيلًا أو شريرًا بناءً على سلوكه. قد يقولون: "هذا الشخص نبيل لأنه فعل الكثير من الأشياء لصالح الجميع، والجميع يعتقد ذلك. ولهذا، فهو نبيل وشخص يتمتع بشخصية أخلاقية سامية". إذا قال الجميع إن شخصًا ما نبيل، فهل ذلك يجعل ذلك الشخص جيدًا وشخصية إيجابية؟ (لا). لمَ لا؟ لأن جميع الناس فاسدون ولديهم شخصيات فاسدة وليست لديهم مبادئ الحق. ولذلك، بصرف النظر عمن يقول إن أحد الأشخاص نبيل، فإن التعبير يأتي من الشيطان ومن شخص فاسد. فمعيار التقييم لدى الناس غير صحيح، وبالتالي فإن النتيجة التي يقدمها ليست صحيحة أيضًا. لا يتحدث الله أبدًا بلغة النبلاء أو الأشرار. إنه لا يطلب من الناس أن يكونوا نبلاء حقيقيين بدلًا من أن يكونوا نبلاء مزيفين، ولا يقول أبدًا: "أنتم جميعًا أشرار. لا أريد الشرير، بل أريد النبيل". هل يقول الله هذا؟ (لا). إنه لا يقوله. لا يُقيِّم الله أبدًا أو يقرر ما إذا كان الشخص جيدًا أم سيئًا من خلال أقواله وأفعاله، بل يُقيِّم ذلك ويقرره وفقًا لجوهره. ماذا يعني هذا؟ أولًا، يعني أن الحكم على الناس يجري وفقًا لنوعية إنسانيتهم، ووفقًا لما إذا كان لديهم الضمير والحس. ثانيًا، يجري الحكم عليهم بناءً على موقفهم تجاه الحق وتجاه الله. هذه هي طريقة تقييم الله وتحديده لما إذا كان الشخص أسمى أم أدنى. ولذلك، لا يوجد شيء اسمه نبيل أو شرير في كلام الله. وفي الكنيسة، بين الناس الذين يُخلِّصهم الله، فإنه لا يطلب منهم أن يكونوا نبلاء، ولا يروج لفكرة أن يكون المرء نبيلًا، ولا يطلب من الناس انتقاد الأشرار. من المؤكد أن بيت الله لا يحكم على من يتمتع بأخلاق سامية وفقًا لوجهات النظر الثقافية التقليدية عن السلوك الأخلاقي. إنه لا يؤيد أي نبيل ولا يدعمه، ويطرد أي شخص شرير ويستبعده. فبيت الله يؤيد الناس ويدعمهم أو يطردهم ويستبعدهم وفقًا لمبادئه الخاصة. إنه لا ينظر إلى الناس وفقًا للمعايير والأقوال عن السلوك الأخلاقي، ولا يؤيد أي شخص نبيل ويرفض أي شخص شرير. إنه على الأحرى يتعامل مع جميع الناس بحسب كلام الله والحق. ما رأيكم في بعض الناس في الكنيسة الذين يحاولون دائمًا أن يكونوا نبلاء؟ (إنهم ليسوا جيدين). يحكم بعض المؤمنين الجدد دائمًا على الناس وفقًا لمعايير النبيل أو الشرير. فعندما يرون قادة الكنيسة يهذبون الناس الذين يتسببون في التعطيلات والإزعاجات ويتعاملون معهم، فإنهم يقولون: "هذا القائد ليس نبيلًا! عندما يرتكب الأخ أو الأخت خطأً بسيطًا، فإنه يتمسك بالأمر ولا يدعه وشأنه". أما النبيل فلن يهتم بهذا. سوف يكون النبيل متساهلًا ومتسامحًا بل ومُرضيًا، وسوف يكون أكثر قبولًا! هذا القائد قاس جدًا على الناس. من الواضح أنه شرير!" يقول هؤلاء الناس إن أولئك الذين يدافعون عن مصالح بيت الله ليسوا نبلاء. يقولون إن أولئك الذين يعملون بجدية ودقة ومسؤولية هم أشرار. ما رأيك في الناس الذين ينظرون إلى الآخرين بهذه الطريقة؟ هل ينظرون إلى الناس وفقًا للحق أو كلام الله؟ (لا). إنهم لا ينظرون إلى الناس وفقًا للحق وكلمة الله. أضف إلى ذلك، فإنهم يأخذون الأفكار ووجهات النظر والطرق والوسائل التي يُقيِّم بها الشيطان الناس وينشرونها ويعلنونها في الكنيسة. من الواضح أن هذه الأشياء هي خواطر غير المؤمنين ووجهات نظرهم. إذا افتقرت إلى التمييز، واعتقدت أن النبيل شخص جيد يتمتع بشخصية أخلاقية سامية ويمثل عمودًا في الكنيسة، فقد تنخدع به. نظرًا لأن لديك الخواطر ووجهات النظر نفسها التي لديه، عندما يُدلي شخص بملاحظات أو تعبيرات عن النبلاء، من المؤكد أنك سوف تنجذب إليها وتنخدع بها بلا وعي. ومع ذلك، إذا كنت تميز مثل هذه الأشياء، فسوف ترفض مثل هذه التعبيرات ولن تنخدع بها. بدلًا من ذلك، سوف تصر على تقييم الناس والأشياء والحكم على الصواب والخطأ وفقًا لكلمة الله ومبادئ الحق. وحينها سوف تنظر إلى الناس والأشياء بدقة وتتصرف وفقًا لمشيئة الله. أما أولئك غير المؤمنين الذين لا يسعون إلى الحق، وأولئك الذين لا يميزون قواعد بيت الله ولا يرغبون في الالتزام بها، فيطرحون غالبًا الخواطر ووجهات النظر التي تأتي من الشيطان وتكون مألوفة بين غير المؤمنين لتضليل الإخوة والأخوات وإزعاج فهمهم للحق. إذا كان الناس لا يميزون، في حين أنهم قد لا ينخدعون بأولئك الناس الآخرين أو يُزعَجون منهم، فإنهم سوف يخضعون غالبًا لسيطرة تعبيراتهم وسوف يتجنبون التصرف أو التحدث علانيةً. لن يجرؤوا على التمسك بمبادئ الحق ولن يجرؤوا على التصرف وفقًا لمتطلبات كلمة الله، وبالطبع لن يجرؤوا على الدفاع عن مصالح بيت الله. هل ينتج هذا عن عدم تمييز خواطر الشيطان وتعبيراته؟ (نعم). من الواضح أن هذا هو السبب. لا يسري مصطلحا "النبيل" و"الشرير" في الكنيسة. يجيد غير المؤمنين التظاهر والعيش وراء الأقنعة. إنهم يدافعون عن كونهم نبلاء وليسوا أشرارًا، وينتهجون هذه المظاهر الكاذبة في حياتهم. يستخدمون هذه الأشياء لإثبات أنفسهم بين الناس، وخداع الآخرين ليضفوا عليهم الهيبة والسمعة الطيبة، والحصول على الشهرة والثروة. يجب استبعاد جميع هذه الأشياء في بيت الله وتحريمها. يجب عدم السماح لها بالانتشار في بيت الله أو بين شعب الله المختار، وينبغي عدم منح هذه الأشياء الفرصة لإزعاج شعب الله المختار وتضليله. وسبب هذا هو أن جميع هذه الأشياء تأتي من الشيطان، ولا أساس لها في كلمة الله، وهي بالتأكيد ليست مبادئ الحق التي ينبغي على الناس مراعاتها فيما يخص كيفية نظرتهم إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل. ولذلك، فإن "النبيل" و"النبيل المزيف" و"الشرير" ليست هي المصطلحات الصحيحة لتعريف جوهر الشخص. هل شرحتُ مصطلح "النبيل" بوضوح؟ (نعم).
دعونا نلقي نظرة أخرى على القول "كلمة النبيل سنده" لنرى ما تعنيه حقًا. المعنى الحرفي لهذه العبارة هو أن النبيل يجب أن يأخذ كلامه على محمل الجد. يقول المثل: الشخص جيد بكلامه، والنبيل يجب أن يعني ما يقوله ويفي بوعوده. ولذلك، يجب على الشخص أن يتصرف وفقًا للقول "كلمة النبيل سنده" ليصبح نبيلًا ذا شخصية أخلاقية سامية ومحبوبًا ومحترمًا للغاية. وهذا يعني أن النبيل يجب أن يكون جديرًا بالثقة. يجب أن يتحمل مسؤولية ما يقوله ويعد به، وأن يتأكد من متابعته. لا يمكنه التراجع عن كلمته أو عدم الوفاء بوعوده للآخرين. فالشخص الذي يفشل غالبًا في الوفاء بوعوده للآخرين ليس نبيلًا أو جيدًا بل شرير. هذه هي الطريقة التي يمكن بها تفسير العبارة "كلمة النبيل سنده". إنها تؤكد بشكل أساسي على كلام النبيل وأفعاله من حيث الأخلاق والجدارة بالثقة. أولًا، دعني أسأل: ماذا تعني "الكلمة" في تعبير "كلمة النبيل"؟ إنها تعني شيئين: وعد يقطعه أو تعهُّد بفعل شيء. وكما سبق وقلتُ، فإن النبلاء ليسوا أناسًا جيدين لكنهم أناس عاديون أفسدهم الشيطان بشدة. إذًا، فيما يخص جوهر الناس، ما الطرق الرئيسية التي يُظهِر بها الناس أنفسهم في الأشياء التي يعدون بها؟ التحدث بكبرياء، والمبالغة، والإشادة بأنفسهم، وقول أشياء كاذبة عن أنفسهم، وقول أشياء لا تتطابق مع الحقائق، والكذب، والتحدث بقسوة، والتنفيس عن النفس. يمكن إيجاد جميع هذه الأشياء فيما يقوله الناس ويعدون به. ولذلك، بعد أن يقول الشخص هذه الأشياء، فإنك تطلب منه أن يفي بوعده ويراعي ما قاله وألا يتراجع عن كلامه، وإذا اتبع كلامه، فأنت تعتقد أنه نبيل وجيد. أليس ذلك سخيفًا؟ إذا خضعت الأشياء التي يقولها الناس الفاسدون كل يوم للتدقيق والفحص بعناية، فسوف تجد أنها أكاذيب بنسبة مائة بالمائة أو كلمات فارغة أو أنصاف حقائق. لا توجد كلمة واحدة دقيقة أو صحيحة أو واقعية. وبدلًا من ذلك، فإن تعبيراتهم تشوه الحقائق وتخلط بين الأسود والأبيض، بل وإن بعضها تضمر نوايا شريرة أو حيلًا شيطانية. وفي حال مراعاة جميع هذه الكلمات، سوف يؤدي ذلك إلى فوضى عارمة. دعنا لا نتحدث عما يمكن أن يحدث في مجموعة كبيرة من الناس، بل دعنا نتحدث فقط عما إذا كان يوجد ما يُسمَّى بالنبيل في عائلة ممن يُبدي باستمرار ملاحظات عشوائية وتبدر عنه الكثير من النظريات العقيمة والكلمات المتكبرة والخاطئة والخبيثة والشريرة. إذا أخذ كلامه على محمل الجد وكانت كلمته هي سنده، فماذا ستكون العواقب؟ إلى أي مدى ستصبح هذه العائلة فوضوية؟ هذا أشبه تمامًا بالملك الشيطاني لبلد التنين العظيم الأحمر. بصرف النظر عن مدى سخافة سياساته أو شرها، فإنه لا يزال يضعها في المقدمة ومرؤوسيه ينفذون السياسات ويطبقونها بالضبط، ولا أحد يجرؤ على معارضتها أو إيقافها مما يؤدي إلى فوضى وطنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مختلف الكوارث تقترب، وقد بدأ الاستعداد للحرب. والبلد كله غارق في ارتباك تام. إذا حكم قائد شيطاني في دولة أو أمة لفترة طويلة، فسوف يواجه شعب تلك الدولة مشكلة خطيرة. إلى أي مدى ستصبح الأشياء فوضوية؟ إذا نفَّذ الناس كل الهراء والمغالطات والأكاذيب غير المعقولة التي يصدرها ملوك الشياطين وطبَّقوها، فهل سيأتي منها شيء مفيد للبشرية؟ سوف تصبح البشرية أكثر فأكثر فوضوية وظلامًا وشرًا. ولحسن الحظ، فإن التعبير "كلمة النبيل سنده" ليس أكثر من كلمات جوفاء. إنه مجرد بلاغة، والشيطان عاجز عن تحقيقه وعاجز عن تحقيق ما يقوله. وبالتالي، لا يزال يوجد القليل من النظام في العالم ولا يزال الناس مستقرين نسبيًا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن كل ركن من أركان عالم البشر وكل مكان يوجد فيه "النبلاء" سوف يكون في حالة من الفوضى. هذا أحد جوانب الخطأ في القول "كلمة النبيل سنده". من منظور جوهر الناس، يمكننا أن نرى أن وجهات نظرهم والأشياء التي يقولونها ووعودهم غير جديرة بالثقة. وأحد الجوانب الأخرى للخطأ فيه هو أن البشرية خاضعة لوجهة نظر الأيديولوجية المتمثلة في القول "كلمة النبيل سنده". يعتقد البشر: "يجب أن نراعي كلمتنا ونفعل ما نقول لأن هذه هي الطريقة التي نكون بها نبلاء". تهيمن وجهة النظر الأيديولوجية هذه على تفكير الناس وتصبح المعيار الذي ينظرون من خلاله إلى الشخص ويحكمون عليه ويميزونه. هل هذا مناسب ودقيق؟ (لا، إنه ليس دقيقًا). لماذا غير دقيق؟ أولًا، لأن ما يقوله الناس قليل القيمة ومجرد كلمات جوفاء وأكاذيب ومبالغات. ثانيًا، من الظلم استخدام وجهة النظر الأيديولوجية هذه للسيطرة على الناس ومطالبتهم بمراعاة كلمتهم. يستخدم الناس عبارة "كلمة النبيل سنده" غالبًا لقياس سمو الشخص أو دونيته. ومن دون وعي، فإنهم يقلقون غالبًا بشأن كيفية الوفاء بوعودهم، وهذا يتحكم فيهم. إذا لم يتمكنوا من الوفاء بوعودهم، فإنهم يتعرضون للتمييز والتوبيخ من الآخرين ويصعب عليهم إثبات أنفسهم في المجتمع إذا لم يتمكنوا من متابعة شيء تافه. هذا ظالم لهؤلاء الناس وغير إنساني. نظرًا للشخصيات الفاسدة للناس، فإنهم يتكلمون وفقًا لتفضيلاتهم قائلين ما يريدون قوله، ولا يهتمون بمدى سخافة تعبيراتهم أو تناقضها مع الحقائق. هذه هي طريقة الفاسدين. من الطبيعي أن يتصرف كل شيء وفقًا لشخصيته: فالدجاجة يجب أن تتعلم كيفية القرقرة، والكلب يجب أن يتعلم كيفية النباح، والذئب يجب أن يتعلم كيفية العواء. إذا كان يوجد شيء ما غير بشري ومع ذلك كان مطلوبًا منه بصرامة أن يقول ويفعل أشياءَ بشرية، فسوف يجد ذلك صعبًا للغاية. الناس لديهم شخصية الشيطان الفاسدة، وهي شخصية متكبرة ومخادعة، ولذلك من الطبيعي أن يكذبوا ويبالغوا ويتكلموا بكلمات جوفاء. إذا كنت تفهم الحق ويمكنك أن ترى الناس على حقيقتهم، فينبغي أن يبدو هذا كله طبيعيًا وعاديًا لك. ينبغي ألا تستخدم الفكرة المضللة المتمثلة في "كلمة النبيل سنده" للنظر إلى الناس والأشياء والحكم عليهم وتحديد ما إذا كانوا جيدين أو جديرين بالثقة أم لا. فطريقة التقييم هذه خاطئة وينبغي عدم انتهاجها. ما هي الطريقة الصحيحة؟ الناس لديهم شخصية فاسدة، ولذلك من الطبيعي أن يبالغوا ويقولوا أشياء لا تعكس وضعهم الفعلي. يجب أن تتعامل مع هذا بشكل صحيح. يجب ألا تطلب من أي شخص أن يفي بوعوده وفقًا لمعايير النبيل، وبالتأكيد يجب ألا تربط الآخرين أو نفسك بفكرة أن "كلمة النبيل سنده". فهذا ليس صحيحًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكم على إنسانية الشخص وشخصيته الأخلاقية من خلال ما إذا كان نبيلًا أم لا هو خطأ جوهري وليس النهج الصحيح. فأساسها خاطئ ولا يتوافق مع كلام الله أو الحق. ولذلك، بصرف النظر عن نوع وجهات النظر الأيديولوجية التي يستخدمها العالم العلماني للحكم على الشخص، وبصرف النظر عما إذا كان العالم العلماني يدافع عن كون المرء نبيلًا أو شريرًا، فإن القول "كلمة النبيل سنده" لا يلقى تأييدًا في بيت الله، ولا يُوصَى بأن يكون أي شخص نبيلًا، كما أنك بالتأكيد غير مطالب بالتصرف وفقًا للقول "كلمة النبيل سنده". وحتى إذا طالبت نفسك بصرامة أن تكون نبيلًا وأن تُجسِّد القول "كلمة النبيل سنده"، فماذا في ذلك؟ ربما تفعل هذا بشكل جيد جدًا وتصبح نبيلًا متواضعًا يفي بوعوده ولا يخيب أبدًا في مراعاة كلمته. ومع ذلك، إذا لم تنظر مطلقًا إلى الناس والأشياء، ولم تتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله، ولم تتبع مبادئ الحق، فأنت غير مؤمن تمامًا. وحتى إذا اتفق معك العديد من الناس ودعموك وقالوا إنك نبيل وإنك لا تخيب أبدًا في الوفاء بكلمتك وإنك تأخذ وعودك على محمل الجد، فماذا في ذلك؟ هل يعني هذا أنك تفهم الحق؟ هل يعني أنك تتبع طريق الله؟ بصرف النظر عن مدى اتباعك للتعبير الأخلاقي "كلمة النبيل سنده" جيدًا وبشكل مناسب، إذا كنت لا تفهم كلمة الله ولا تلتزم بمبادئ الحق أو تتصرف وفقًا لها، فلن تنال رضا الله.
بعد تحديد الأخطاء في فكرة "كلمة النبيل سنده" وتحليلها للتو، دعنا نلقي نظرة على ما يطلبه الله من الناس من حيث أقوالهم وأفعالهم. أي نوع من الأشخاص يطلب الله من الناس أن يكونوا عليه؟ (شخص صادق). هذا صحيح. كن صادقًا ولا تكذب ولا تغش ولا تخادع ولا تصنع الحيل. اسعَ إلى كلمة الله ومبادئ الحق عندما تتصرف. إنها هذه الأشياء القليلة فحسب، فالأمر بهذه البساطة. إذا كنت تتحدث بلا صدق، فصحح نفسك. وإذا كنت تبالغ أو تكذب أو تتحدث من مستوى أعلى من مكانتك، فتأمل الأمر وكن مدركًا له واسعَ إلى الحق لعلاج ذلك. يجب أن تقول أشياء تعكس وضعك الفعلي والتفاهم الموجود في قلبك والحقائق. بالإضافة إلى ذلك، إذا استطعت فعل الأشياء التي وعدت الآخرين بها، فافعلها. وإذا لم تستطع، فأخبرهم فورًا. قل: "أنا آسف، لا يمكنني فعل ذلك. ليست لديَّ القدرة ولن أستطيع أداء عمل جيد. لا أريد تعطيلك، ولذلك من الأفضل أن تطلب المساعدة من شخص آخر". لستَ بحاجة دائمًا إلى الالتزام بكلمتك، إذ يمكنك التراجع عن وعودك. ولكن كن صادقًا فحسب. كن صادقًا فيما تقوله وتفعله، بدلًا من محاولة التزييف أو الخداع، واسعَ إلى مبادئ الحق في جميع المواقف. الأمر بتلك البساطة، وهو سهل للغاية. هل يوجد أي جزء مما يطلبه الله من الناس يجعلهم يتظاهرون؟ هل سبق وطلب من الناس أن يفعلوا أكثر مما يمكنهم تحمُّله أو يقدرون عليه؟ (لا). إذا لم يكن لدى الناس ما يتطلبه الأمر من مقدرة أو قدرة على الفهم أو طاقة أو قوة بدنية، فإن الله يخبرهم أنه يكفي أن يفعلوا ما بوسعهم ويبذلوا قصارى جهدهم ويكرسوا كل ما لديهم. أنت تقول: "لقد كرست كل ما لديَّ للأمر، ولكن ما زلت لا أستطيع تلبية متطلبات الله. ذلك هو كل ما يمكنني فعله، لكنني لا أعرف ما إذا كان الله راضيًا". في الواقع، بفعل هذا تكون قد أوفيت متطلبات الله بالفعل. فالله لا يعطي الناس عبئًا لا يمكنهم تحمُّله. إذا كنت تستطيع أن تحمل مائة جنيه، فلن يمنحك الله بالتأكيد حمولة أثقل من مائة جنيه. لن يضغط عليك. فهكذا يتصرف الله مع الجميع. لن يسيطر عليك أي شيء ولا أي شخص أو وجهة نظر أيديولوجية. أنت حر. عندما يحدث شيء، يحق لك الاختيار. يمكنك اختيار الممارسة وفقًا لكلمة الله، ويمكنك اختيار الممارسة وفقًا لرغباتك الشخصية، أو بالطبع يمكنك اختيار التمسك بوجهات النظر الأيديولوجية التي غرسها الشيطان فيك. أنت تنعم بحرية اختيار أي من هذه الخيارات، ولكن عليك تحمُّل المسؤولية عن أي خيار تتخذه. فالله يريك الطريق فحسب ولا يجبرك على فعل شيء أو عدم فعله. بعد أن يريك الله الطريق، يكون الخيار لك. لديك حقوق الإنسان كاملةً، بما في ذلك الحق المطلق في الاختيار. يمكنك اختيار الحق أو رغباتك البشرية أو بالطبع وجهات نظر الشيطان الأيديولوجية. بصرف النظر عما تختاره، سوف تتحمل النتيجة النهائية ولن يتحملها أي شخص آخر بالنيابة عنك. عندما تتخذ خيارًا، لن يتدخل الله بأي شكل ولن يفعل أي شيء لإجبارك. يمكنك أن تختار ما تريد بصرف النظر عن ذلك الخيار. ففي النهاية، لن يكيل الله المديح لك أو يمنحك ميزة كبيرة أو يُشعِرك بالسرور في قلبك أو يجعلك تشعر بالنبل الشديد لمجرد أنك اخترت الطريق الصحيح والحق. لن يفعل الله ذلك. كما أن الله لن يؤدبك أو يلعنك فورًا إذا اخترت رغباتك البشرية أو يداهمك فورًا بكارثة كعقاب حتى إذا تصرفت بتهور وفقًا للأفكار التي غرسها الشيطان فيك. فأثناء اختيارك، يسير كل شيء بشكل طبيعي، وبعد أن تختار يستمر كل شيء بشكل طبيعي. أما الله فيكتفي بالمراقبة ويشاهد كل شيء يحدث وينظر إلى السبب والعملية والنتيجة. وبالطبع، في النهاية، عند إدانة الناس وتحديد نهايتهم، سوف يصنف الله الطريق الذي سلكته بناءً على جميع اختياراتك الشخصية، وينظر إلى هذا الطريق نظرة عامة لمعرفة نوعية شخصيتك بالفعل، ومن هذا يحدد نوع عاقبتك. تلك هي طريقة الله. هل تفهم؟ (نعم). عندما يُجري الله عمله، فإنه لا يترك أبدًا تعبيرًا أو قولًا أو وجهة نظر أيديولوجية تشيع بين الناس مما يقيد خواطرهم ويتحكم بها لجعلهم يفعلون ما يريدهم الله أن يفعلوه إلزاميًا. هذه ليست طريقة عمل الله. فالله يمنح الناس الحرية الكاملة والحق في الاختيار، وهم يتمتعون بحقوق الإنسان الكاملة والحق المطلق في الاختيار. وفي كل موقف يواجهه الناس، يمكنهم أن يختاروا قبول وجهات النظر الأيديولوجية للشيطان واستخدامها لتمييز تكوين شيء معين والحكم عليه، أو يمكنهم اختيار عمل ذلك وفقًا لكلمة الله ومبادئ الحق. هل هذه حقيقة؟ (نعم). الله لا يجبر الناس، وما يفعله الله منصف للجميع. يسير أولئك الذين يحبون الحق والأشياء الإيجابية في نهاية المطاف في طريق السعي إلى الحق، ويربحون الحق، ويتمتعون بقلب يتقي الله، ويمكنهم حقًا أن يخضعوا لله وسوف ينالون الخلاص لأنهم يحبون الحق والأشياء الإيجابية. أما أولئك الذين لا يحبون الحق، والذين يتصرفون دائمًا بتهور وفقًا لإرادتهم الخاصة، فقد سئموا الحق ولا يقبلونه بأي شكل من الأشكال. إنهم لا يخشون إلا توبيخ الله ودينونته ويخشون العقاب، ولذلك يُجرون على مضض بعض العمل في بيت الله للمباهاة، ويؤدون القليل من الخدمة، ويُظهِرون قدرًا من السلوك الجيد. ومع ذلك، فإنهم لا يقبلون الحق أو يتبعون طريق الله أبدًا، وليسوا على طريق السعي إلى الحق وممارسته. ونتيجةً لذلك، لن يفهموا الحق أبدًا ولن يدخلوا إلى حقيقة الحق، وبالتالي سوف تفوتهم فرصة الخلاص. غالبية هؤلاء الناس من عاملي الخدمة. فحتى إن لم يفعلوا شرًا ولم يتسببوا في تعطيلات أو إزعاجات ولم يُستبعَدوا أو يُطرَدوا من بيت الله مثل أضداد المسيح والأشرار، فإنهم لن يتمكنوا في النهاية إلا من الحصول على لقب "عاملي الخدمة" بالكاد، ومن غير الواضح ما إذا كانوا سوف ينجون. توجد مجموعة أخرى من الناس الذين ينتمون إلى الشيطان ويتمسكون بعناد بجميع أفكاره ووجهات نظره. هؤلاء الناس يفضلون الموت على قبول الحق أو معايشة الحق وكلمة الله. إنهم حتى على خلاف مع جميع الأشياء الإيجابية ومع الله. ونظرًا لأنهم يعطلون عمل الكنيسة ويزعجونه، ويفعلون العديد من الشرور، ويؤدون دور الشيطان إلى أقصى حد، فإن بعض هؤلاء الناس يُطرَدون في النهاية من الكنيسة وبعضهم يُبعَدون أو تُشطَب أسماؤهم من السجل. وحتى إذا كان يوجد البعض ممن يتجنبون شطب أسمائهم أو طردهم، يجب على الله في النهاية أن يستبعدهم. إنهم يفقدون فرصة الخلاص لأنهم ببساطة لا يقبلون الحق وخلاص الله، وسوف يُدمَرون في النهاية مع الشيطان عند دمار العالم. وكما ترى، يعمل الله بطريقة حرة ومحررة بحيث يأخذ كل شيء مجراه الطبيعي. يعمل الله في الناس لإرشادهم وإنارتهم ومساعدتهم، وأحيانًا لتذكيرهم وتعزيتهم ونصحهم. هذا هو جانب شخصية الله الذي يُظهِر الرحمة الوفيرة. وفيما يُظهِر الله رحمته، يتمتع الناس بوفرة نعمة الله وبركاته، ويتمتعون بالحرية والتحرر الكاملين من دون أي شعور بخضوعهم للسيطرة أو التقييد، وبالتأكيد من دون أي شعور بأنهم مقيدون بأي تعبير أو وجهة نظر أيديولوجية. في الوقت نفسه الذي يُجري فيه الله هذا العمل، فإنه يقيد الناس أيضًا بالأحكام الإدارية ومختلف أنظمة الكنيسة، كما يهذب فسادهم وعصيانهم ويتعامل معهما ويدينهما ويوبخهما. بل إنه يؤدب بعضًا منهم ويوبخهم أو يكشفهم ويوبخهم بكلامه، كما يفعل عملًا آخر. ومع ذلك، بينما يتمتع الناس بهذا كله، فإنهم يتمتعون أيضًا برحمة الله الوفيرة وغضبه الشديد. عندما ينكشف للناس الجانب الآخر من شخصية الله البارة، أي الغضب الشديد، فإنهم يظلون يشعرون بالحرية والتحرر ولا يكونون مقيدين أو مربوطين أو محبوسين. وعندما يختبر الناس أي جانب من جوانب شخصية الله البارة ويعمل فيهم، فإنهم في الواقع سوف يشعرون بمحبة الله. سوف تكون النتائج التي تتحقق فيهم إيجابية، وسوف يربحون منها، وبالطبع سوف يكونون أعظم المستفيدين. يعمل الله بهذه الطريقة، ولا يجبر الناس أبدًا أو يُرغِمهم أو يقمعهم أو يقيدهم، بل يجعلهم يشعرون بالتحرر والحرية والاطمئنان والسعادة. بصرف النظر عما إذا كان الناس يتمتعون برحمة الله ولطفه أو بره وجلالته، فإنهم في النهاية يربحون الحق من الله ويفهمون معنى الحياة وقيمتها، والطريق الذي ينبغي أن يسلكوه والاتجاه والهدف من كونهم بشرًا. إنهم يربحون الكثير! يعيش الناس تحت سيادة الشيطان، وهم مقيدون ومحصورون ومكتوفون بمختلف الأفكار ووجهات النظر الخاطئة التي يغرسها فيهم. هذا لا يُطاق، لكنهم عاجزون عن التحرر. عندما يأتي الناس إلى الله، سوف يكون موقف الله تجاههم دائمًا كما هو مهما كان نوع موقفهم تجاهه. يرجع هذا إلى أن شخصية الله وجوهره لا يتغيران. إنه يُعبِّر عن الحق دائمًا، وبذلك يكشف شخصيته وجوهره. هذه هي طريقة عمله في الناس. إنهم يتمتعون تمامًا بلطف الله ورحمته، ويتمتعون أيضًا ببره وجلالته، ويتبارك الناس الذين يعيشون في هذه البيئة. إذا كان الناس في بيئة كهذه عاجزين عن السعي إلى الحق ومحبته وربحه في النهاية، وتفوتهم فرصة الخلاص، بل ويُعاقَب البعض ويُدمَّر مثل الشيطان، فيوجد سبب واحد لذلك وهو حقيقة. ما هو السبب برأيكم؟ سوف يسلك الناس طريقًا معينًا وتكون لديهم عاقبة معينة وفقًا لطبيعتهم. فالوقت الذي تتحدد فيه عاقبة كل شخص في النهاية سوف يكون هو الوقت الذي يُجمَع فيه الأشخاص وفقًا لنوعهم. إذا أحب الشخص الحق والأشياء الإيجابية، عندما يتحدث الله ويعمل في النهاية، فإنه سوف يعود إلى الله ويتبع طريق السعي إلى الحق مهما كان عدد الأشياء السلبية التي غرسها الشيطان فيه. ومع ذلك، إذا كان الشخص لا يحب الحق وقد سئم منه، فإن شخصيته هذه سوف تظل بلا تغيير وسوف توجهه مهما كان ما يقوله الله ومدى صدق كلامه ومقدار العمل الذي يعمله ومدى روعة آياته وعجائبه. أما الأشرار فأكثر تطرفًا. فهم لم يسأموا الحق فقط، لكنهم يمتلكون جوهرًا شريرًا يكره الحق. إنهم يعارضون الله وينتمون إلى معسكر الشيطان. وحتى إن كانوا يؤمنون بالله، فسوف يعودون في النهاية إلى الشيطان. هذه الأنواع الثلاثة من الناس اختبروا جميعًا فساد الشيطان، كما أن مختلف تعبيرات الشيطان ووجهات نظره الأيديولوجية خدعتهم وسجنتهم. إذًا، لماذا يمكن لبعض الناس أن يخلصوا في النهاية والبعض الآخر لا يخلصوا؟ يرتبط الأمر أساسًا بالمسار الذي يتبعه الناس وبما إذا كانوا يحبون الحق أم لا. إنه يرتبط بهذين الشيئين. لماذا يستطيع بعض الناس إذًا محبة الحق ولا يستطيع آخرون ذلك؟ لماذا يستطيع بعض الناس اتباع طريق السعي إلى الحقيقة بينما لا يستطيع آخرون ذلك، بل ويتخاصم البعض جهارًا مع الله ويشوهون الحق علانيةً؟ ماذا يجري هنا؟ هل هذا تحدده طبيعتهم وجوهرهم؟ (نعم). لقد عانوا جميعًا من فساد الشيطان، لكن جوهر كل شخص مختلف. أخبرني، هل يُجري الله عمله بحكمة؟ هل يستطيع الله رؤية البشر على حقيقتهم؟ (نعم). لماذا يمنح الله الناس إذًا حق الاختيار بحرية؟ لماذا لا يلقن الله الجميع بالإكراه؟ لأن الله يريد أن يصنف كل شخص وفقًا لنوعه ويريد كشفهم جميعًا. الله لا يعمل عملًا عديم الفائدة. توجد مبادئ وراء كل العمل الذي يُجريه الله، والعمل الذي يُجريه في الشخص يعتمد على نوع الشخص. كيف تنكشف فئة الشخص؟ وعلى أي أساس تنقسم إلى فئات مختلفة؟ يعتمد هذا على الأشياء التي يحبها الناس والطريق الذي يتبعونه. أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). يصنف الله الناس بحسب ما يحبونه والمسار الذي يسلكونه، ويحدد ما إذا كان يمكن خلاصهم أم لا بناءً على فئتهم، ويعمل فيهم وفقًا لما إذا كان بإمكانهم الخلاص أم لا. الأمر أشبه بأن بعض الناس يحبون الأطعمة الحلوة، والبعض يحبون الأطعمة الحارة، والبعض يحبون الأطعمة المالحة، والبعض يحبون الأطعمة الحامضة. إذا وُضعت هذه الأنواع المختلفة من الطعام على المائدة، فلا داعي لإخبار الناس بما يأكلونه وما لا يأكلونه. فأولئك الذين يحبون الأطعمة الحارة سوف يأكلون طعامًا حارًا، وأولئك الذين يحبون الحلويات سوف يأكلون طعامًا حلوًا، وأولئك الذين يحبون الأطعمة المالحة سوف يأكلون طعامًا مالحًا. يمكن السماح لهم بحرية الاختيار. يحق للناس الذين يؤمنون بالله اختيار ما إذا كانوا يحبون الحق أم لا وهو المسار الذي سوف يسلكونه، ولكن لا يحق لهم أن يقرروا ما إذا كانوا سوف يخلصون أم لا وعاقبتهم في النهاية. هل ترى أنه توجد مبادئ فيما وراء عمل الله؟ (نعم). توجد مبادئ فيما وراء عمله، وأحد أعظم المبادئ هو السماح بتصنيف الناس وفقًا لمساعيهم ومسارهم وترك كل شيء يعمل بشكل طبيعي. يفشل الناس دائمًا في فهم هذا ويسألون: "يُقال دائمًا إن الله يملك السلطان، ولكن أين هو؟ لماذا لا يُجري الله القليل من التلقين الإجباري لإظهار سلطانه؟" ليست تلك هي الطريقة التي يظهر بها سلطان الله، وليست تلك هي الطريقة التي يجعل الله سلطانه مرئيًا للناس.
هل يمكنكم الآن تمييز التعبير الأخلاقي "كلمة النبيل سنده"؟ هل تفهمون أيضًا ما يطلبه الله من الناس؟ (نعم). ما فهمكم؟ (يطلب الله أن يكون الناس صادقين). إن متطلبات الله من الناس في غاية البساطة. إنه يطلب أن يكون الناس صادقين، وأن يتعاملوا مع الأمور التي تحدث وفقًا لمبادئ الحق، وألا يتظاهروا، وألا يكتفوا بالتركيز على السلوك السطحي بل على فعل الأشياء وفقًا للمبادئ. إذا كان المسار الذي تسلكه صحيحًا والمبادئ التي تتبع بموجبها كيفية التصرف صحيحة وتتوافق مع كلام الله والحق، فذلك يكفي. أليس ذلك بسيطًا؟ (بلى). لا يمتلك الشيطان الحق ولا يقبله، ولذلك فإنه يخدع الناس بتعبيرات يعتقد الناس أنها جيدة وصحيحة، ويجعلهم يحاولون أن يكونوا نبلاء يتصرفون جيدًا وألا يكونوا أشرارًا يفعلون السيئات. يخدع الشيطان الناس بسرعة لأن هذه الأشياء تتوافق مع مفاهيم الناس وتفضيلاتهم، ويمكنهم قبولها بسهولة. الشيطان يجعل الناس يفعلون أشياء تبدو جيدة فحسب. لا يهم مدى سوء الفعل الذي صنعته في الخفاء، أو مدى فساد شخصيتك، أو ما إذا كنت شريرًا أم لا، فما دمت تتنكر في مظهرك الخارجي وفقًا للتعبيرات والمتطلبات التي يحددها الشيطان، وما دام الآخرون يدعونك شخصًا جيدًا، فأنت شخص جيد. من الواضح أن هذه المتطلبات والمعايير تشجع الناس على أن يكونوا مخادعين وأردياء وأن يرتدوا قناعًا، وتمنعهم من السير في الطريق الصحيح. ولذلك، هل يمكننا القول إن كل فكرة ووجهة نظر يغرسها الشيطان في الناس تقودهم إلى طريق خاطئ تلو الآخر؟ (نعم). إن العمل الذي يريد الله أن يُجريه اليوم هو السماح للناس بتمييز مختلف هرطقات الشيطان ومغالطاته ورؤيته على حقيقته ورفضه ثم إرجاع الناس عن مختلف طرقهم الضالة إلى الطريق الصحيح حتى يتمكنوا من النظر إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل وفقًا للمبادئ. لا يأتي أي من هذه المبادئ من الناس، لكنها مبادئ الحق. عندما يفهم الناس مبادئ الحق هذه ويستطيعون ممارستها والدخول إلى واقعها، سوف يتشكل كلام الله وحياته تدريجيًا في هؤلاء الناس. وإذا اعتبر الناس كلام الله على أنه حياتهم، فلن يعود الشيطان يضللهم ولن يعودوا يسيرون في الطريق الخطأ، أي طريق الشيطان وطريق اللاعودة. هؤلاء الناس لن يخونوا الله مهما خدعهم الشيطان وأفسدهم. بصرف النظر عن الكيفية التي يتغير بها العالم، وبصرف النظر عن الوقت الذي سوف يأتي، فإن حياتهم لن تفسد أو تهلك لأن هؤلاء الناس يعتبرون كلام الله حياتهم، ولأن حياتهم لن تفسد أو تهلك، وسوف يتعايشون مع هذا النوع من الحياة ويعيشون إلى الأبد. هل هذا شيء جيد؟ (نعم). عندما ينال الناس الخلاص، فإنهم يُبارَكون بوفرة!
ما هو الشيء الوحيد الأهم لكم الآن؟ يجب أن تتجهز بالمزيد من الحق. لن تتمكن من النظر إلى الناس والأشياء، ومن التصرف والعمل وفقًا لكلام الله، ومن معرفة مبادئ الحق بالضبط إلا عندما تتجهز بالمزيد من الحق وتكون قد سمعت المزيد من الحق واختبرته وفهمته. فحينها فقط لن تضل ولن تضع الإرادة البشرية والأفكار ووجهات النظر التي غرسها الشيطان فيك محل كلام الله ومبادئ الحق. أليست تلك هي الحالة؟ (بلى). ولذلك، فإن أحد أهم الأشياء وأكثرها إلحاحًا التي ينبغي أن تفعلوها الآن هو أن تتجهزوا بالحق وتفهموا المزيد من كلام الله. يجب أن تتفرغ لكلام الله. يتضمن كلام الله أشياءَ كثيرة، ويوجد الكثير من عناصر الحق. يجب أن تجهز نفسك بجميع هذه الحقائق بلا تأخير. إذا لم تجهز نفسك، فلن تستطيع استخدام كلام الله كأساس عندما يحدث شيء، وسوف تتعامل مع الأمر وفقًا لإرادتك. ونتيجةً لذلك، سوف تنتهك المبادئ وسوف تلازمك تعدياتك كوصمة عار. إذا كنت لا تعرف كيفية السعي إلى الحق عند حدوث شيء ولم تتعامل معه إلا وفقًا لإرادتك الخاصة ولتحقيق أهدافك الخاصة، وإذا كنت تعتمد على إرادتك الخاصة ولديك عيوب ولكنك لا تعرف كيفية التأمل في نفسك أو إدراك ذاتك أو مقارنة نفسك في ضوء كلام الله، فلن تعرف نفسك ولن تتمكن من التوبة بصدق. وإذا لم تتب بصدق، فكيف يراك الله؟ هذا يعني أن لديك شخصية عنيدة وأنك سئمت الحق، مما سيترك وصمة أخرى، وهو تعدٍّ خطير آخر. هل يفيدك تراكم الكثير من وصمات العار والتعديات؟ (لا)، لا يفيد. كيف يمكن علاج التعديات إذًا؟ في الماضي أعددتُ فصلًا عنوانه "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم". وهذا يعني أن التعديات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بعاقبة الشخص. ماذا يحدث مع الناس الذين يرتكبون التعديات دائمًا؟ يقول بعضهم: "لم يكن ذلك مقصودًا. لم أقصد فعل أي شيء شرير في ذلك الوقت". هل هذا عذر جيد؟ إذا لم تكن تقصد ذلك، ألم يكن تعديًا؟ ألا تحتاج إلى التأمل والتوبة؟ لم يكن مقصودًا، ولكن ألم يكن تعديًا مع ذلك؟ لم تفعله عن قصد، لكنك أغضبت شخصية الله والمراسيم الإدارية، أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). هذه حقيقة، وبذلك فقد كان تعديًا. لا جدوى من تقديم أعذار. أنت تقول: "أنا شاب. لم أتلقَ الكثير من التعليم، ولا أملك الكثير من الخبرة في المجتمع. لم أكن أعرف أنه كان خطأ، ولم يخبرني أحد". أو تقول: "كان الوضع خطيرًا للغاية. وفعلت ذلك في لحظة انفعال". هل هذه أسباب وجيهة؟ لا شيء من هذه أسباب وجيهة. إذا أتيحت لك الفرصة للتصرف وفقًا لإرادتك الخاصة، فسوف تُتاح لك الفرصة أيضًا للسعي إلى الحق، وينبغي عليك استخدام الحق كمبدأ لأفعالك. لماذا اخترت إذًا التصرف وفقًا لإرادتك عندما أتيحت لك الفرصة للسعي إلى الحق؟ أحد الأسباب هو أن فهمك للحق ضحل للغاية، وأنت لا تولي أهمية عادةً للسعي إلى الحق وتجهيز نفسك بكلام الله. يوجد سبب آخر وموقف صحيح أيضًا: فأنت عادةً تفعل الأشياء من دون الله أو كلام الله في قلبك. لم يحدث قط أن كلام الله كان يسود على قلبك. لقد اعتدت على أن تكون عنيدًا، وتعتقد عادةً أنك على حق وتتحكم عادةً في كل أمر وتفعل الأشياء عادةً وفقًا لتفضيلاتك الخاصة. إنك تكتفي بإجراء عملية الصلاة إلى الله وشكلياتها. لا يشغل كلام الله مكانًا في قلبك ولا يمكنه أن يحكمه، ولا يشغل الله مكانًا في قلبك ولا يمكنه أن يحكمه. من الطبيعي أن تكون مسؤولًا عن كل ما تفعله، ونتيجةً لذلك، فإنك تنتهك مبادئ الحق. هل هذا تعدٍّ؟ هذا تعدٍّ بالتأكيد. لماذا تختلق الأعذار إذًا؟ لا يوجد عذر مقبول. فالتعدي تعدٍّ. إذا ارتكبت تعديات كثيرة وأضررت بمصالح بيت الله وعمل الكنيسة وأثرت غضب شخصية الله في النهاية، فسوف تنتهي فرصتك في الخلاص. هذا تفسير دقيق للقول "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم"، وهذه حقيقة. وسبب هذا هو شخصيات الناس الفاسدة التي تنتج جميع أنواع السلوك، والتي بدورها تشكل الطريق الذي يسلكه الناس. وهذا الطريق الخاطئ يجعل الناس يرتكبون جميع أنواع التعديات في لحظات مهمة وحاسمة أثناء أداء واجبهم. إذا كنت قد ارتكبت الكثير من التعديات وكانت تتراكم، فإن فرصتك في نيل الخلاص قد ضاعت. لماذا يرتكب الناس التعديات دائمًا؟ السبب الأساسي هو أنهم ليسوا مجهزين بكلام الله بتاتًا أو نادرًا، كما أنهم نادرًا ما يفعلون أي شيء بناءً على كلام الله أو مبادئ الحق، وفي النهاية يرتكبون دائمًا تعديًا. عندما يتعدى الناس، فإنهم يسامحون أنفسهم دائمًا ويقدمون أسبابًا وأعذارًا مثل: "لم أقصد فعل ذلك. كانت نواياي حسنة. وكان السبب في ذلك أن الوضع كان مُلحًا. كان هذا الشخص هو السبب. كانت جميع أنواع الأسباب الموضوعية هي السبب. ... " بصرف النظر عن السبب، إذا كنت لا تسعى إلى الحق ولا تتصرف وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارك، فسوف تكون عُرضة لمخالفة الله ومقاومته. وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. وفقًا لهذه الحقيقة، سوف تكون عاقبتك كما سبق وذكرتُ: "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم". سوف تكون هذه هي عاقبتك. هل تفهم؟ (نعم، أفهم).
إن شخصية بعض الناس عنيدة جدًا، وهم في غاية انعدام الضمير لدرجة أنهم يعتقدون دائمًا بالتمني: "التعدي الضئيل ليس شيئًا. فالله لا يعاقب الناس. إنه رحيم ومحب ومتسامح وصبور مع الناس. ولا يزال يوم الله بعيدًا. سوف أسعي إلى هذه الحقائق التي أصدرها لاحقًا عندما تسنح لي الفرصة. على الرغم من أن الله نطق بهذه الكلمات بنبرة صادقة وعاجلة، فإنه سوف تتاح لنا الكثير من الفرص للإيمان بالله ونيل الخلاص". إنهم دائمًا رافضون وليس لديهم أبدًا حس الإلحاح وليست لديهم رغبة عارمة تجاه الله ولا تعطُّش للحق. لكن قلبهم عنيد دائمًا، وهم يتجاهلون دائمًا الحق ومتطلبات كلام الله تمامًا. إذا أدوا واجبهم بمثل هذا الموقف وفي هذه الحالة، ماذا سيحدث في النهاية؟ سوف يرتكبون التعديات باستمرار ويُوصَمون بوصمات العار! من الخطورة أن يُوصَم الشخص بوصمات العار باستمرار ويرتكب التعديات لكنه لا يتعامل معها بجدية ولا يبالي بها كثيرًا. لا يعني أن الله لا يدينك الآن أنه لن يدينك في المستقبل. وباختصار، فإن الشخص الذي يعيش في مثل هذه الحالة هو في خطر. إنه لا يعتز بكلام الله أو فرصة نيل الخلاص أو فرصة أداء واجبه، وبالطبع لا يعتز بأي ظرف نظمه الله له. إنه متراخ وغير مبال دائمًا، ويفعل كل شيء بطريقة غير مبالية ومتراخية وشاردة الذهن. ومثل هذا الشخص في خطر. لا يزال بعض الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويفكرون: "عندما أفعل الأشياء يكون الله معي وأنعم باستنارة الله وإرشاده، وأحيانًا ألقى تأديب الله ويكون معي في صلواتي!" إن نعمة الله وفيرة وهي تكفيك بالتأكيد للتمتع بها. يمكنك أن تأخذ كل ما تريد ولا تستخدمه كله أبدًا، ولكن ماذا في ذلك؟ نعمة الله لا تمثل الحق، وتمتعك بنعمة الله لا يعني أن لديك الحق. فالله يشفق على كل شخص، لكن شفقة الله ليست متساهلة بإفراط. يشفق الله على الحياة البشرية وعلى كل مخلوق. ومع ذلك، لا يعني هذا أنه ليست لديه مبادئ في عمله، وأنه ليست لديه شخصية بارة، وأن المعايير التي يطلبها من الناس والتي يُقيِّمهم بها سوف تتغير. هل تفهم؟ (نعم). أنت تشعر أن الله لم يغضب منك قط، وأن الله لطيف معك ومُراعٍ لك دائمًا، ويهتم بك ويحبك ويعتز بك للغاية. تشعر بدفء الله وإعالته ومساعدته، بل وتشعر بتفضيله ورحمته. تشعر أن الله يحبك بالأكثر، وأنه حتى لو تخلى عن الآخرين لن يتخلى عنك. ولذلك، فإنك مفرط الثقة بالنفس، وتشعر أنه يحق لك عدم السعي إلى الحق وعدم المعاناة ودفع الثمن أثناء أداء واجبك وعدم السعي إلى تغيير في الشخصية. فالله بالتأكيد لن يتركك. هل تستند ثقتك القوية هذه على كلام الله؟ إذا لم تستطع أن تشعر يومًا بحضور الله، فسوف تُصاب بالذعر في قلبك وتفكر: "هل يمكن أن يكون الله قد تركني؟" ينبغي أن يتضح لك ما سوف تؤول إليه عاقبتك. فالناس الذين لا يسعون إلى الحق وفي غاية البر الذاتي لن ينتهي بهم الأمر جيدًا على الإطلاق. إن هدف الله من محبة الناس والاعتزاز بهم والشفقة عليهم ومنح النعمة لهم أو حتى معاملة نسبة معينة منهم بروح المحاباة أو اللطف، بالإضافة إلى جوهر هذه الأفعال، ليس بالتأكيد تدليلك أو التساهل معك أو توصيلك إلى الطريق الخطأ أو تضليلك أو إبعادك عن الحق أو الطريق الصحيح. إن قصد الله من فعل هذا كله هو أن يدعمك في السير على الطريق الصحيح، وأن يجعل لك قلب تساوره رغبة عارمة تجاهه، وأن يزيد إيمانك به، ثم يشكل قلبًا يتقيه حقًا. إذا كنت تريد دائمًا الاستمتاع بتدليل الله وأن تكون طفله المدلل، فإنني أقول إنك مخطئ. أنت لست طفلًا مدللًا لله، ولطفه أو محاباته لك ليسا بالتأكيد تدليلًا أو تساهلًا. إن هدف الله من فعل هذا كله هو تمكينك من تقدير كلام الله وقبول الحق وتقويتك بلطفه وبركاته حتى تملك الإرادة والمثابرة لتسير في طريق السعي إلى الحق وتسلك الطريق الصحيح في الحياة. وبالطبع، يمكن القول على وجه اليقين إنه عندما يصدر الله هذه الحقائق، فقد حصلت على الإعالة وربحت الحياة واستمتعت بمحبته. إذا استطعت أن تشكر الله على لطفه، وتقف حازمًا في مكانك المناسب، وتتجهز أكثر بكلام الله، وتعتز أكثر بكلامه، وتسعى إلى مبادئ الحق عند أداء واجبك، وتسعى للنظر إلى الناس والأشياء، وتتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله، فأنت لم تخذله. ومع ذلك، إذا استغللت لطف الله ومحاباته تجاهك، أو تجاهلت شفقته تجاهك، أو أصررت على عمل الأشياء بطريقتك الخاصة، أو تصرفت بعناد وتهور، أو لم تجهز نفسك قط بكلام الله، أو لم تكن لديك الإرادة للسعي إلى الحق، أو لم تنظر إلى الناس والأشياء ولم تتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارك، فبدلًا من التمتع بنعمة الله والشعور بالرضا عن نفسك، عندما لا تلبي توقعات الله أي عندما تُخيِّب آمال الله كثيرًا، فعاجلًا أم آجلًا سوف تنفد نعمة الله وشفقته ولطفه تجاهك. واليوم الذي تنفد فيه تلك الأشياء يكون هو اليوم الذي يأخذ فيه الله نعمته كلها. عندما لا تشعر حتى بحضور الله، سوف تعرف ما تشعر به حقًا في داخلك. سوف توجد ظلمة بداخلك. سوف تشعر بالإحباط والاضطراب والقلق والفراغ. سوف تشعر أن المستقبل غامض. سوف تكون مرتعدًا وفي حالة من القلق الدائم. هذا شيء مريع للغاية. ولذلك، يجب أن يتعلم الناس الاعتزاز بكل ما أعطاهم الله إياه والاعتزاز بالواجب الذي ينبغي أن يؤدوه، وفي الوقت نفسه، يجب أن يعرفوا كيفية الرد بالمثل. في الواقع، لا يرتبط طلب الله بأن ترد بالمثل بمقدار المساهمة التي تقدمها بالنيابة عنه أو مدى صدى شهادتك له. إن ما يريده الله هو أن تسير في الطريق الصحيح، أي الطريق الذي يطلب منك أن تسلكه. فنعمة الله كافية كي يتمتع بها الناس. إنه لا يبخل في منح هذه النعمة للناس، ولن يندم على منحها لهم. إذا بارك الله شخصًا وأظهر له لطفه، فسوف يجري هذا دائمًا بمحض إرادته. إنه يفعل هذا كجزء من جوهره وشخصيته وهويته. وهو لا يندم أبدًا أو يتأسف على إعطاء هذه الأشياء للناس. ومع ذلك، لنفترض أن الناس لا يعرفون الخير من الشر أو كيفية تقدير النعم. إنهم دائمًا يخذلون الله ويخيبون آماله مرارًا وتكرارًا. بصرف النظر عن الثمن الباهظ الذي دفعه الله أو مدة انتظاره، لا يزال الناس يتجاهلونه ولا يفهمون مقاصده الحسنة. لا يسعى الناس إلا للتمتع بنعمة الله، فكلما كانت النعمة أجزل كان ذلك أفضل. بصرف النظر عن مقدار نعمة الله وبركاته التي يتمتعون بها، فإنهم لا يعرفون رد محبة الله أو إرجاع قلوبهم إلى الله واتباعه. هل تعتقدون أن الله سيكون راضيًا إذا عامله الناس بهذه الطريقة؟ (لا). ما نوع الموقف الحقيقي الذي ينبغي أن يتخذه الشخص لإرضاء الله؟ يجب على الناس أن يتوبوا وأن تكون لديهم مظاهر عملية وأن يؤدوا واجبهم جيدًا. يجب ألا يتمسكوا بمختلف المبررات والأعذار. فنعمة الله وغفرانه وشفقته للبشرية ليست رأسمالًا تدلل فيه نفسك وليست أعذارًا للتنعم. بصرف النظر عما يفعله الله أو نوع الجهد أو الثمن أو الخاطرة الذي يستثمره في الناس، فله هدف نهائي واحد فقط وهو أنه يأمل أن يلجأ الناس إلى الطريق الصحيح ويسيروا فيه. ما هو الطريق الصحيح؟ أن تسعى إلى الحق وتصبح أكثر تجهيزًا لها. إذا كان الطريق الذي يسلكه الناس متوافقًا مع كلام الله، بحيث يكون الحق معيارًا له، فإن الثمن الذي يستثمره الله في الناس وجميع ما لديه من توقعات من أجلهم سوف يُقابَل بالمثل. هل تعتقدون أن الله يطالب الناس بمطالب كبيرة؟ (لا). لا يطالب الله الناس بمطالب كبيرة، ولديه ما يكفي من الصبر والمحبة لانتظار رجوع الناس. عندما ترجع إلى الله، لن يمنحك فقط قدرًا من النعمة والبركات، لكنه سوف يعولك ويدعمك ويرشدك في الحق وفي الحياة وفي طريقك الذي تسلكه. بل وسوف يُجري عملًا أعظم فيك. ذلك هو ما يتطلع إليه. قبل إجراء هذا العمل، يرشد الله الناس بلا كلل ويدعمهم ويمنحهم النعمة والبركات. وهذا كله لم يكن قصد الله الأصلي، ولا هو شيء يريد أن يفعله على وجه الخصوص. ومع ذلك، لا خيار لديه إلا إلزام نفسه بدفع أي ثمن للناس وإجراء هذا العمل مهما تكلف الأمر. إن ما يريده الله في النهاية بعد إجراء هذا العمل كله هو أن يرى الناس يستطيعون الرجوع إليه. إذا فهم الناس مقاصده وتفكيره والسبب الذي يجعله يريد أن يعمل هذا حقًا، فسوف يدركون محبته ويتمتعون بقدر من القامة ويكونون قد نضجوا. عندما يبدأ الناس في توخي الدقة والعمل الجاد على كل حقيقة وفرها الله لهم، ويبدأون في الدخول إلى واقع كل حقيقة، يشعر الله بالسرور. وحينها، لا يعود عليه أن يُجري العمل البسيط المتمثل في الوجود مع الناس وتعزيتهم وتشجيعهم ونصحهم. فبدلًا من ذلك، يمكنه أن يوفر لهم المزيد من حيث الحق وفي الحياة وفي الطريق الذي يسلكونه. يمكنه أن يعمل عملًا أعظم وأكثر واقعية في الناس. لماذا يفضل الله أداء هذا النوع من العمل؟ لأنه أثناء أداء هذا العمل، يرى الرجاء في الناس ويرى مستقبلهم ويرى أن الناس متحدون معه بالقلب والعقل. وهذا شيء عظيم بما لا يُقاس لكل من الناس والله، وشيء كان يتطلع إليه لفترة طويلة. عندما يسلك الشخص طريق السعي إلى الحق، سوف يملك تدريجيًا المزيد من القوة والمكانة الحقيقية لمحاربة الشيطان، وسوف يقف بثبات في شهادته لله، وسوف يكون لدى الله رجاء أكبر في رؤية مخلوق آخر يقف ويقاتل من أجله ضد الشيطان. هذا هو مجد الله. عندما ينمو الناس في القامة، ويصبحون أقوى وأقوى، ويشهدون أكثر فأكثر، ويصبحون أكثر اتقاءً لله وطاعةً له بشكل متزايد، فهذا يعني أنه يوجد رجاء في أن يربح الله مجموعة من الغالبين ويتمجد من خلال الناس وبينهم. هل هذا شيء جيد؟ (نعم). هذا ما يتطلع إليه الله، وهذا هو رجاؤه وتوقعه لكم. لقد ظل ينتظر هذا لفترة طويلة. إذا فهم الناس واستطاعوا مراعاة قلب الله، فسوف يعملون وفقًا لما يطلبه منهم ويدفعون ثمن ما يطلبه منهم. سوف يبذلون قصارى جهدهم للتعاون مع ما يريده الله، ويحققون أمنياته، ويعزون قلبه. ومع ذلك، إذا كنت لا تريد عمل هذا، فلن يجبرك الله. أنت تقول: "لماذا لا أريد هذا؟ لماذا لا أريد أن أفعل ما يطلبه الله؟ لماذا أشعر بالاضطراب والضيق وعدم الرغبة في الطاعة عندما أفكر في تلبية متطلبات الله؟" ليس عليك تلبية متطلبات الله، فهذا أمر طوعي. يحق لك الاختيار، وأنت حر. فالله لا يجبر الناس. إنني أخبركم هذا فحسب حتى تفهموا تمامًا حقيقة ما يريد الله تحقيقه، والمسؤولية التي تتحملونها، وما يتوقعه الله منكم. هل هذا واضح؟ (نعم). من الجيد أن هذا واضح. إذا كان هذا واضحًا، فسوف تكون قلوب الناس واعية. سوف يعرفون في الداخل ما يجب أن يعملوا عليه بعد ذلك، وما يجب أن يفعلوه، والثمن الذي يجب عليهم دفعه، وسوف يكون لديهم اتجاه.
أقمتُ اليوم شركة عن التعبير المرتبط بالسلوك الأخلاقي "كلمة النبيل سنده". بما أنني أقمتُ شركة سابقًا عن العديد من التعبيرات الأخرى المرتبطة بالسلوك الأخلاقي والتي يروج لها الشيطان، فإن ذلك يجعل تمييز هذا التعبير أسهل قليلًا. بصرف النظر عن ماهية التعبير الأخلاقي، يريد الشيطان أساسًا استخدام نوع من الرأي لربط السلوك البشري وتقييده ثم تشكيل اتجاه في المجتمع. وبإنشاء هذا الاتجاه، فإنه يريد خداع عقول جميع البشر والسيطرة عليها وسجنها، وبالتالي تحويل البشرية كلها ضد الله. بعد أن يكون الناس ضد الله، يريد الشيطان أن يرى الله عاجزًا عن التصرف مع الناس أو أداء العمل. هذا هو الهدف الذي يريد الشيطان تحقيقه، وهذا هو جوهر جميع هذه الأشياء التي يعملها الشيطان. بصرف النظر عن جانب السلوك الذي تمثله هذه التعبيرات المرتبطة بالسلوك الأخلاقي والتي يروج لها الشيطان أو الأفكار ووجهات النظر التي تمثلها، فإنها على أي حال لا تمت بصلة إلى الحق، كما أنها تتعارض معه. كيف ينبغي أن يتعامل الناس مع هذه التعبيرات المرتبطة بالسلوك الأخلاقي التي يروج لها الشيطان؟ المبدأ البسيط والأساسي للغاية هو أن أي تعبير يأتي من الشيطان هو شيء ينبغي أن نكشفه ونحلله ونراه على حقيقته ونرفضه. بما أنها تأتي من الشيطان، يمكننا إدانتها ورفضها إذا كانت قلوبنا تراها على حقيقتها. لا يمكننا السماح لأمور الشيطان بالوجود في الكنيسة وخداع شعب الله المختار وإفساده وإزعاجه. يجب تحقيق الهدف المتمثل في رفض شعب الله المختار للشيطان، ولا يمكن رؤية أي أثر من بدع الشيطان ومغالطاته فيهم. فبدلًا من هذه البدع والمغالطات، ينبغي أن يسود كلام الله والحق في قلوب شعب الله المختار، ويجب أن يصبح حياتهم. هذا النوع من البشرية هو النوع الذي يريد الله أن يربحه. دعونا نختتم هنا إقامة شركة اليوم.
9 يوليو 2022