ماذا يعني السعي إلى الحق (15)

في الوقت الحالي، تزداد الكوارث سوءًا أكثر فأكثر. لا يقتصر الأمر على استمرار انتشار الوباء فحسب، لكن المجاعة أيضًا تداهم البشر. اندلعت الحرب في بعض المناطق وثمّة فوضى في دول كثيرة حول العالم. هناك بالفعل شقاق واسع النطاق. لقد قيل في الماضي "يثور لهيب الحرب، ويملأ دُخَانُ المدافع الأجواء، ويغدو الطقس دافئًا، ويتغيّر المناخ، وسوف ينتشر الوباء"، وهذا التوقع يصبح حقيقةً بالفعل. ينتشر وباء ولا ينحسر، ويعيش غير المؤمنين في ضائقة شديدة. كل يوم وكل عام أسوأ مما قبلهما، وقد وقعوا بالفعل في كارثة. إنهم يريدون جميعًا التحرر من هذه المعاناة والهروب من أيام الكارثة. يأملون جميعًا أن الحكومة سوف تنقذهم وتُخلِّصهم من الكارثة، لكن الحكومة مثل قلعة رملية تلاطمها الأمواج؛ عاجزة وغير قادرة على إنقاذ نفسها، ناهيك عن أي شخص آخر. في أي يوم الآن، قد تنهار الحكومة وتُدمَّر؛ وهذا حتميّ. لقد رأيتم جميعًا ما يمر به غير المؤمنين؛ إنهم يعانون بالفعل! كيف هي حياتكم في الوقت الحالي؟ ألستم أفضل حالًا منهم بكثير؟ (بلى). كيف يكون حالكم أفضل؟ (ما زلنا قادرين على قراءة كلمة الله معًا وعقد شركة عن الحق. ما زلنا نستطيع القيام بواجبنا في بيت الله وطلب الدخول في الحياة. تنعم قلوبنا بالسلام وتخلو من القلق. نحن أفضل حالًا بكثير من غير المؤمنين). على أقل تقدير، الأشخاص الذين يؤمنون بالله أفضل حالًا من غير المؤمنين لأن لديهم شيئاً يعتمدون عليه. إنهم يؤمنون بسيادة الله، ويؤمنون أن كل شيء في يدي الله، ويؤمنون بتنظيمات الله وترتيباته. ونظرًا لأن لديهم إيمانًا وثقةً حقيقيةً في الله، فإن لديهم شيئًا حقيقيًا يعتمدون عليه ولديهم شعور بالأمان. لدى المؤمنون بالله إيمانًا صادقًا شعور بالدعم الحقيقي في قلوبهم، إضافةً إلى الشهور بالأمان والسلام والفرح، بصرف النظر عن مدى خطورة البيئة الأوسع بالخارج أو فوضاها. لذلك، مهما كان الموقف الذي يختبرونه، ومهما تغيَّرت البيئة الخارجية، ومهما كان ما يحدث، وسواءً كان ثمّة كارثة أو حرب أو وباء، ومهما كان الحدث جليلًا أو بسيطًا، فإن الشخص الذي يؤمن بالله بصدق يمكنه أن يكرّس نفسه لأداء واجبه في بيت الله، وأكل وشرب كلمة الله، واختبار عمل الله، وطلب الحصول على الحق لأنه يتبع الله ويحيد عن الاتجاهات الدنيوية. تبقى هذه النقطة من دون تغيير. الشيء والهدف الأهم الذي ينبغي أن تطلبه في إيمانك بالله لا يمكن أن يتغير، وهو السعي إلى الحق، وأداء المرء واجبه جيدًا، وتقديم شهادة جميلة لله. هذا لا يمكن أن يتغير بالتأكيد.

مهما كانت الكيفية التي يتغير بها العالم، ومهما كانت كيفية تقاتل قوات الشيطان واشتباكها، ومهما أصبح هذا المجتمع والعالم فوضويين، تظل المشكلات الأساسية مثل تضليل الشيطان للبشرية وإفساده لها واستعبادها والسيطرة عليها بلا تغيير. ذلك يعني أن مختلف الهرطقات والمغالطات التي يغرسها الشيطان في الناس، وجميع الأفكار والتعبيرات التي تقاوم الله وتتعارض مع قوانين وأنظمة خلق الله للبشر وجميع الأشياء، تظل بلا تغيير. من ناحية، هذه الأشياء الشيطانية لم تتغير. ومن ناحية أخرى، مهما تغيَّرت حالة هذا العالم وتركيبته، فإن الهرطقات والمغالطات التي زرعها الشيطان في أعماق قلوب الناس لم تُقتلَع. لا يرجع سبب أن الهرطقات والمغالطات التي يضلل بها الشيطان الناس ويفسدهم بها تلاشت من قلوب الناس إلى أن العالم في حالة فوضى أو أن الشيطان الآن في حالة سيئة وعاجز عن التحكم في العالم؛ ليس ذلك هو الحال. لا تزال هرطقات الشيطان ومغالطاته موجودة في قلوب الناس وليس بوسع أحد أن يبدِّدها. منذ بداية إفساد الشيطان للبشرية، غُرسَت هرطقات الشيطان ومغالطاته بالتدريج في أعماق قلب كل كائن بشري مخلوق وعقله. لا تزال هذه الأشياء على حالها تمامًا في قلوب الناس وعقولهم إلى يومنا هذا. فحتى بعد أن قام الله بأعوام كثيرة من العمل وأمدَّ الناس بقدر كبير من الحق، لا يزال الناس غير قادرين على تحديد مختلف الأفكار والآراء والأقوال التي غرسها الشيطان فيهم، فضلًا عن محاولة تحديد هذا الأشياء بفعالية في ظل غياب التأثير من العوامل البيئية أو إخراجها من قلوبهم. هم أيضًا غير قادرين على أن يرفضوا استباقيًا مختلف الأفكار والتعبيرات التي غرسها الشيطان فيهم، حتى مع الإعالة والإرشاد من كلمة الله. على الرغم من أن الناس في البداية قد أفسدهم الشيطان وهم مكتوفي الأيدي، فإنه خلال عملية إفساد الشيطان للبشرية، بدأ الناس يعيشون وفقًا لشخصية الشيطان، وينظرون إلى الأشياء وفقًا لأفكار الشيطان ووجهات نظره. بالتدريج، بدأ الناس يتعاونون بفعالية أكثر فأكثر مع الشيطان، وأصبحوا أكثر وأكثر نشاطًا في التمرد على الله والابتعاد عن الله، ونبذ الله، إلى أن سيطر عليهم الشيطان تمامًا في النهاية. عندما تُغرَس أفكار الشيطان وآراؤه الشريرة والسخيفة في الناس بالكامل، يسجنهم الشيطان تمامًا ويصبحون عبيدًا له؛ بعبارة أكثر تحديدًا، يصبحون تجسيدًا للشيطان. عندما يحدث هذا، يعيش الناس شخصية الشيطان تمامًا. ليس الأمر فحسب أنهم يعيشون وفقًا لفلسفات الشيطان وأفكاره، بل إنَّ مختلف المفاهيم والآراء التي غرسها الشيطان فيهم قد دُمِجَت في طبيعتهم. بعبارة أكثر تحديدًا، لا يعيش الناس على صورة الشيطان فحسب، لكنهم يعيشون مثل الشياطين ومثل الأبالسة. عندما يحدث هذا، لا يعود الشيطان يفسد الناس أو يؤثر عليهم أو يخدعهم أو يتحكم بهم وهم مكتوفي الأيدي، بل هم يقفون تمامًا إلى جانب الشيطان في معارضة الله. عندما يُفسَد الناس إلى هذا الحد، يمكنك القول إنهم أصبحوا مَنفذًا للشيطان وتجسيدًا له. ولكي يُخلِّص الله كائنًا مخلوقًا هو مَنفذ للشيطان وتجسيدا له، فإنه – إضافةً إلى تقديم الحق وكشف مختلف شخصيات الناس وأفعالهم الفاسدة المتمردة على الله – من الأهم كشف وتشريح الأفكار والآراء والتعبيرات التي يحتفظ بها الناس في أعماق قلوبهم والتي هي نفسها مثل قلب الشيطان. يتشارك الناس والشيطان الأفكار والآراء والتعبيرات نفسها. يعيش الشيطان وفقًا لهذه الأشياء، وبالمثل، يعيش الناس أيضًا بطبيعة الحال وفقًا لهذه الأشياء لأن الشيطان أفسدهم بشدة. إنه على وجه التحديد لأن الناس يعيشون وفقًا لهذه الأشياء، ولأن هذه الأفكار تؤثر فيهم وتهيمن عليهم وتتحكم بهم، يظلون عاجزين عن الركوع أمامه على أساس إيمانهم بالله، أو عاجزين عن الخضوع الكلي له، ولا يمكنهم عبادته بقلب صادق، حتى بعد أن يفهموا جزءًا من الحق ويعرفوا أن الله هو الخالق. سبب عجز الناس عن عبادة الله بقلب صادق هو أن مختلف أفكار الشيطان وآراءه ما تزال تهيمن عليهم وتتحكم بهم في أعماق قلوبهم وعقولهم. هذا هو السبب في أنَّ الناس حالما يقبلون الناس عمل الله ويُخضَعوا، يظلون عاجزين عن التخلي تمامًا عن مختلف هرطقات الشيطان ومغالطاته، وعن الابتعاد التام عن تأثير الظلمة والخضوع لله حقًا أو عبادته، وذلك على الرغم من أأنهم قادرون على قبول كلمة الله باعتبارها الحياة. لذلك، إذا كان لله أن يُخلِّص البشرية، فعليه من ناحية أن يعبر عن الحق ليدين شخصيات الناس الفاسدة ويطهِّرها؛ وليجعل الناس يفهمون الحق، ويجعلهم يعرفون الله ويخضعون له؛ وليعلِّم الناس كيف ينبغي أن يسلكوا وكيف يمكنهم السير في الطريق الصحيح؛ وليخبر الناس كيف ينبغي أن يمارسوا الحق، وكيف يمكنهم أن يؤدوا واجبهم جيدًا وكيف يمكنهم أن يدخلوا في وقائع الحق. ومن ناحية أخرى، يجب أن يكشف الله أفكار الشيطان وآرائه. عليه أن يكشف مختلف الهرطقات والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس ويُشرِّحها حتى يتمكن الناس من التعرف إليها. عندئذٍ، يمكن للناس أن يخرِّجوا هذه الأشياء الشيطانية من قلوبهم وأن يُصبحوا مُطهَّرين ويصلوا إلى الخلاص. بهذه الطريقة، سوف يفهم الناس ماهية الحق، وسوف يتمكنون أيضًا من تحديد شخصية الشيطان وطبيعته وهرطقاته ومغالطاته. عندما يُقرّ الناس بأن الله هو الخالق ويكون لديهم الإيمان لاتباع الله، سوف يتمكنون رؤية قبح الشيطان في أعماق قلوبهم، ورفض الشيطان بحق. حينها يمكن لقلوب هؤلاء الناس أن تعود بالكامل إلى الله. على أقل تقدير، عندما يبدأ قلب الشخص بالعودة إلى الله لكنه لا يكون قد عاد بالكامل بعد، أي عندما لا يكون الحق يمتلك قلبه بالكامل بعد ولا يكون الله قد ربحه بعد، فإنه سوف يستخدم كلمة الله في حياته لتحديد جميع الأقوال التي يغرسها الشيطان في الناس وتشريحها ومعرفتها على حقيقتها، وسوف ينبذ الشيطان في النهاية. بهذه الطريقة، سوف يصبح مكان الشيطان في قلوب الناس أصغر فأصغر، إلى أن يُستأصَل تمامًا. وسوف تحل مكانه كلمة الله، والتعاليم التي يعطيها الله للناس، ومبادئ الحق التي يوفرها الله، وما إلى ذلك. سوف تترسخ حياة الإيجابية والحق هذه تدريجيًا داخل الناس وتشغل مكانةً رئيسيةً في قلوبهم، ونتيجةً لذلك، سوف يكون لله السيادة على قلوب الناس. معنى ذلك أنه عند تحديد مختلف الأفكار والآراء والهرطقات والمغالطات التي يُفسِد بها الشيطان الناس ومعرفتها على حقيقتها، كي يزدريها الناس ويتخلوا عنها، سوف يشغل الحق قلوب الناس تدريجيًا. سوف يصبح تدريجيًا حياة الناس، وسوف يخضع الناس لله ويتبعونه بنشاط. بصرف النظر عن كيفية عمل الله وقيادته، سوف يتمكن الناس من قبول الحق وكلمة الله بنشاط والخضوع لعمل الله. إضافةً إلى ذلك، سوف يطلبون الحق بنشاط ويربحون فهمًا للحق من خلال هذا الاختبار. هذه هي الطريقة التي يشكِّل بها الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، وبينما يصبح الحق أوضح فأوضح لهم، سوف ينمو إيمانهم أكثر فأكثر. عندما يملك الناس إيمانًا حقيقيًا بالله، فإن ذلك يخلق فيهم أيضًا اتقاءً لله. عندما يتقي الناس الله، تكون لديهم رغبة في ربح الله في أعماق قلوبهم والخضوع عن طيب خاطر لسيادته. إنهم يخضعون لتنظيمات الله وترتيباته، ويخضعون لخطط الله لقدرهم. إنهم يخضعون لكل يوم ولجميع الظروف الخاصة التي يضعها الله لهم. عندما يكون لدى الناس هذا النوع من الإرادة والتعطّش، فإنهم أيضًا سوف يقبلون بنشاط مطالب الله منهم ويخضعون لها. عندما تصبح نتائج هذا أوضح وأوضح في الناس وتكون واقعيةً أكثر فأكثر، فإن أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه سوف تفقد تأثيرها في قلوب الناس. بكلمات أخرى، هذا يعني أن أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه سوف تكون لها سيطرة وتأثير أقل فأقل على الناس. بعد فترة من الصراع وبعد فترة من من تعاون الناس النشط وعزمهم على الخضوع لله، سوف يتمكنون من التحرر من عبودية الشيطان وسيطرته. عندما يصل الناس إلى هذه النقطة، يكونون قد هربوا من سُلطة الشيطان. سوف يتخلون تمامًا عن الأقوال والأفكار والآراء التي استخدمها الشيطان لخداعهم، وسوف يزداد إيمانهم بالله أكثر فأكثر. بالطبع، يعتمد هذا التأثير على كلمة الله وعمله، والأهم من ذلك، يعتمد على سعي الناس وتعاونهم. إذا كان الشخص يستمع كثيرًا إلى الحق والعظات لكنه لا يزال يفتقر إلى الوعي بأفكار الشيطان وآراءه ولم يزدري هذه الأشياء، وإذا كان الشخص لا يريد تحديد هذه الأشياء الشيطانية بنشاط ورؤيتها على حقيقتها ونبذها، بل يتبع بدلًا من ذلك نهجًا سلبيًا أو يتجاهلها، سوف تظل مختلف أفكار الشيطان وآراءه راسخةً بعمق في ذلك الشخص. في حياته اليومية وأثناء مسار حياته كلها، سوف تظل مختلف أفكار الشيطان وآراءه تؤثر عليه وتتحكم به رغمًا عنه، وسوف تظل آراءه عن الناس والأشياء وتصرُّفه وأفعاله مصدرها الشيطان. إذا كان الشيطان هو مصدر هذا كله، فإن إيمانك بالله مجرد إقرار بوجود الله وليس إيمانًا حقيقيًا، ولن تُقرّ أبدًا بهوية الله وجوهره. بالطبع، لن يتجه قلبك نحو الله من تلقاء نفسه، ولن تتمكن من الرجوع إلى الله بقلبك. يمكن القول إنك غير قادر عن تقديم أدنى قدر من التفاني الحقيقي للواجب والالتزامات التي أعطاك الله إياها، ولا يمكنك أن تتقي الله حقًا، ناهيك عن أن تكون خاضعًا له حقًا. ماذا ستكون النتيجة الواضحة إذا فشلت في تحقيق هذه الأشياء؟ لن تُخلَّص. هل هذا ما سيحدث؟ (نعم). هذا هو ما سيحدث. من الواضح أن الأفكار والآراء والمفاهيم التي يُفسِد بها الشيطان الناس ويزرعها في أعماق قلوبهم هي أشياء تمنع الناس من الاستماع إلى صوت الله، والإيمان بكلمة الله، وقبول الأشياء الإيجابية، وتمنعهم بالتأكيد من قبول الحق والدخول إلى الحق. تختلف هذه الأشياء ظاهريًا عن الشخصيات الفاسدة للكائنات البشرية. مع ذلك، فإن جوهر هذه الأشياء جزء من طبيعة الشيطان، وهي أشياء يُفسِد بها الشيطان الكائنات البشرية. عند إلقاء نظرة من الخارج، ثمّة فارق واضح بين أفعال الشيطان الشريرة التي تُفسِد البشرية وتظاهر الشيطان بفعل الخير، وهو فارق يصعب على الناس العاديين تمييزه. مع ذلك، فإن عواقب خداع الشيطان للناس وإفساده لهم واضحة للغاية. فالحقيقة الواضحة هي أن هذا قد تسبَّب في إنكار المجتمع العام كله لله ومقاومته بل وحتى معارضته.

إن الشخصية الشيطانية الموجودة داخل الناس هي بالكامل نتيجة لتضليل الشيطان وإفساده لهم. إضافةً إلى ذلك، فإن مختلف الهرطقات والمغالطات والفلسفات والقوانين الشيطانية التي يتمسك بها الناس، وكذلك رؤيتهم للحياة وقيمهم، جميعها مظاهر ملموسة لتضليل الشيطان وإفساده لهم. بكلمات أخرى، بعد أن يضلِّل الشيطانُ الناسَ ويجعلهم يبتعدون عن الله وينكرونه، فإنه يغرس فيهم جميع أنواع الأفكار والآراء والهرطقات والمغالطات الشيطانية. علاوةً على ذلك، ينشر الشيطان قدرًا كبيرًا من الدعاية علانيةً، بما في ذلك جميع أنواع المفاهيم والآراء والتعبيرات التي توعز إلى الناس وتستحثّهم في كيفية التعامل مع كل شيء، وتجعلهم يقبلون هذا كله في قلوبهم. نتيجةً لذلك، تُزرَع العديد من الشخصيات الشيطانية الفاسدة بداخلهم. هذه هي الطريقة التي يستخدمها الشيطان لإفساد الناس. أي إنه عندما يوجد فراغ عميقًا في نفوس الناس، وعندما لا يفكرون تفكيرًا صحيحًا، وعندما يكونون وعاءً فارغًا، تدخل مختلف تعبيرات الشيطان في قلوبهم وتقيم فيها. مثال ذلك، عندما تُبتَكر تعبيرات مثل "لم يكن يوجد أي مخلِّص"، و"الطبيعة خلقت السماوات والأرض وكل الأشياء"، و"سوف أُضحي بحياتي من أجل صديق"، و"يجب أن تتسم المرأة بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق"، و"ينبغي أن يتّسم الرجال بالرجولة"، وغيرها، فإن الناس يتأثرون بها بلا وعي. يقبل الناس جميع أنواع الأفكار والآراء من الشيطان بلا أي إدراك لهذه القوى الشريرة والهرطقات والمغالطات، ودون أي قدرة على تحديدها أو أي قوة لمقاومتها. العملية التي يقبل بها الناس هذه الأفكار والأفكار الشيطانية هي بالضبط العملية التي يجري من خلالها تضليل الناس وتحريضهم وإفسادهم. مثال ذلك، إذا كنتِ امرأةً لا تعرف الطريقة الصحيحة التي يجب أن تعيش بها المرأة، وما الأشياء التي ينبغي أن تفعلها، فسوف يقدم الشيطان هرطقاته ومغالطاته مثل "يجب أن تتسم المرأة بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق، وأن تبقى في المنزل ولا تخرج"، و"الفضيلة في المرأة أن تكون غير ماهرة"، وغيرها. تعتقدين أن هذه الأقوال تبدو حكيمةً وجيدةً، ولذلك تقبلينها. عندما تنتشر هذه الهرطقات والمغالطات في المجتمع وعلى الأرض، فستقبلينها كامرأة بلا وعي وتطالبين نفسك بصرامة أن ترقي إلى مستوى هذه الأقوال. أولًا، سوف تقارنين نفسكِ بها، معتقدةً أنه بما أنكِ امرأة، فيجب أن تتسمي بالفضيلة واللطف والوداعة والأخلاق، وأن تبقي في المنزل، وأن تكوني امرأة غير ماهرة ذات فضيلة، وغير ذلك. في سياق هذه العملية، سوف تتعرضين تدريجيًا لتحريض هذه التعبيرات والأفكار والآراء المتداولة في المجتمع وتلقينها وتأثيرها، وسوف تصلين في النهاية إلى نقطة انصهارك فيها. على وجه التحديد، بعد أن تضلِّلك أفكار الشيطان وآراؤه، فإنها سوف تقيدكِ وتسيطر عليكِ، وحينها في أعماق قلبكِ سوف تطالبين نفسكِ بمطالب بلا وعي وترين الآخرين وفقًا لها. لذلك، سوف تُشكِّل هذه الأفكار والتعبيرات في حياتكِ اليومية أفكارًا وآراءً في أعماق قلبكِ، وحينها سوف تتبنينها بوصفها معايير لسلوككِ وتصرفك وأساسًا لهما. هذه هي الطريقة التي تصبح بها مختلف أفكار الشيطان وآرائه بالتدريج ممارسةً شائعة في المجتمع والجماعة. كلما سادت هذه الممارسة في المجتمع أكثر فأكثر، وازداد عدد الناس الذين تحرضهم وتستوعبهم أكثر فأكثر، فإنها تصبح نوعًا من القوة. عندما تُنشأ هذه القوة، فإن هذه الأفكار والآراء تسجن البشرية بالكامل وتسيطر عليها، أو بمعنى آخر تتملكها. بعبارة أكثر تحديدًا، لقد أسر الشيطانُ الناسَ. على سبيل المثال، في عالم الشيطان، "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والغلظة والطموح"، و"ينبغي أن يتمتع الرجال بطموحات وأحلام بعيدة المدى وروح لا تُقهَر"، و"ينبغي على الرجال صقل أنفسهم وضبط سلوك عائلاتهم وحكم البلاد وجلب السلام للجميع"، و"ينبغي أن يتعلم الرجال ممارسة السلطة، والسيطرة على الوضع، والسيادة على العالم"، و"الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، وما إلى ذلك. كل رجل مكبَّل بهذه المتطلبات والأفكار والآراء منذ نشأته. وكل من الرجال والنساء مقيدون ومكبَّلون بمختلف أقوال الثقافة التقليدية. إذا كان الرجال لا يعرفون يكيف ينبغي أن يتصرف الرجل أو كيفي يُرسِّخ نفسه في جماعته أو مجتمعه أو بلده، فسوف يقبلون هذه الأفكار والآراء بلا وعي عندما يسمعونها. سوف يعتادون عليها تدريجيًا إلى أن يعتبرونها معايير وأسس لفرض مطالب صارمة على أنفسهم. بالإضافة إلى ذلك، سوف يطبّقون هذه الأفكار والآراء، ويختبرون أن يكونوا مثل ذلك الشخص في الواقع، ثم يضربون مثالًا يُحتذى به من خلال العمل نحو هذه الأهداف. مثال ذلك، ينبغي أن يتمتع الرجال بطموحات بعيدة المدى وينجزون أمورًا عظيمةً وتكون لديهم مسيرة مهنية مرموقة. ينبغي ألا تكون لديهم علاقات عاطفية وألا يجعلوا دعم والديهم أو تربية الأطفال مسؤوليتهم أو هدفهم مدى الحياة. بدلًا من ذلك، ينبغي عليهم توسيع آفاقهم، واتباع تطلعاتهم، وتعلُّم السيطرة على الوضع، بل والاستيلاء على السلطة للسيطرة على البشرية والنساء. لقد قَبِلَ الناس هذه الأفكار والآراء؛ وظلوا يمارسونها ويعيشون وفقًا لها في حياتهم، ويسعون إلى الأهداف التي تنطوي عليها. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتشكل هذه الأفكار والآراء وتتجذّر بعمق في قلوب الناس، فإنهم سوف ينظرون إلى الإنسانية والمجتمع والعالم بأسره من خلالها. وعندما تتجذّر في قلب رجل بعمق بحيث لا يمكن اقتلاعها، فإنه سوف ينظر إلى الناس والأشياء وسوف يتصرف ويعمل وفقًا للأفكار والآراء من قبيل "ينبغي أن يتسم الرجال بالرجولة والغلظة"، وما إلى ذلك. هذا هو الأصل والسبب الجذري لنظرة الرجال إلى العالم وإلى الحياة. عندما ينظر الرجال إلى الناس والأشياء، ويتصرفون ويعملون وفقًا للأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيهم، فإن هذه الأفكار والآراء تنتشر بشكل غير محسوس بين الناس وفي المجتمع وتتغلغل تدريجيًا وبعمق في قلب كل شخص؛ ليس فقط الرجال بل النساء أيضًا. عندما تتغلغل هذه الأشياء بعمق في قلب كل شخص وتُغرَس حتى في قلوب الأطفال الصغار الذين يتعلمون الحديث للتو، فإن هذه الأفكار والآراء تصبح ممارسةً شائعةً في الجماعة والمجتمع. سوف تنتشر هذه الممارسة بشكل أسرع وأسرع، وتصبح أكثر فأكثر انتشارًا إلى أن يعرفها الجميع ويعترفون بها ويقبلونها مائة بالمائة. وعندما تصل الأمور إلى هذه المرحلة، فإن علماء الاجتماع والسياسيين ورؤساء الدول، أو بتعبير أدق، ملوك الأبالسة الذين يتبعون الشيطان سوف يتمادون إلى أبعد من ذلك لترسيخ المكانة التي تتمتع بها هذه الأفكار والأقوال بين البشرية. سوف يكتبون هذه الأشياء وينشرون هذه الأقوال بشكل منهجي ويروجون لها على نطاق واسع باستخدام جميع أنواع الأدلة الظرفية والظروف المواتية والناس والأحداث والأشياء، بحيث تتكاثر هذه الأقوال بين البشرية وتشكل مناخًا اجتماعيًا وقانونًا أخلاقيًا ثابتًا في المجتمع. بهذا القانون الأخلاقي سوف يتحكمون في الناس ويربطونهم، وعند هذه النقطة سوف يكون هدف الشيطان قد تحقق. عندما يكون الشيطان قد حقق هذا الهدف، فإن البشرية جمعاء، بمن فيها الرجال والنساء على حد سواء، سوف تكون قد ضُلِّلت واُفسِدت وامتُلِكت من قِبل هذه الأفكار والآراء. هل تعلمون ما ستكون العواقب عندما تكون أفكار الشيطان وآراءه قد ضلَّلت البشرية وأفسدتها ووامتلكتها؟ لماذا تعتقدون أن الشيطان يطرح هذه الأفكار والأقوال والبدع والمغالطات؟ هل لمجرد إفساد البشرية؟ هل لمجرد إبعاد الناس؟ من المستهدف من هذا كله؟ (الله). صحيح، يجب أن يتضح لكم هذا الأمر. في جميع الأشياء الشريرة التي يفعلها الشيطان، وعلى وجه التحديد جميع الأشياء التي يفعلها الشيطان لتضليل البشرية وإزعاجها والتحكم بها وإفسادها، فإن الناس مجرد أشياء وأدوات خدمية فحسب. إنهم مجرد أوانٍ يستخدمها الشيطان لممارسة جميع قدراته ومهاراته. وجميع الأشياء التي يفعلها الشيطان موجهة نحو الله وليس نحو الناس. إنه يريد معارضة الله، أما الناس فمجرد أوانٍ أو أدوات يستخدمها الشيطان لفعل ذلك. لماذا يريد الشيطان محاربة الله إذًا؟ لماذا يريد إفساد البشرية بهذا الشكل؟ لأن الله خلق البشرية ويريد أن يُخلِّصها. لماذا لا يُفسِد الشيطان الحيوانات والنباتات والكائنات الفضائية؟ لأن الله لا يحاول أن يُخلّص الحيوانات أو النباتات أو الكائنات الفضائية أو أي مخلوق آخر غير البشر. يحاول الله أن يُخلّص البشر الذين خلقهم على هذه الأرض. إنه يحاول ربح هذه المجموعة من البشر على الأرض. إنه يحاول ربح هذه المجموعة من البشر على الأرض. أي نوع من البشر؟ مجموعة من البشر الذين يتبعون الله والأمناء حتى الموت، والذين هم على قلب واحد وعقل واحد مع الله، والذين يتقون الله ويحيدون عن الشر. هؤلاء هم الناس الذين يريد الله أن يربحهم. قبل أن يعمل الله عمله ليٌخلّص هؤلاء الناس ويربحهم، يحاول الشيطان أن يتدخل أولًا ويفسدهم. يقول الشيطان: "يا الله، هل تريد أن تُخلِّص البشرية؟ سوف أفسدهم أولًا إذًا. عندما يفسد الناس لدرجة أن يصبحوا شيطانيين تمامًا وليسوا بشرًا، لن تتمكن من خلاصهم. لن تنجح، وسوف تفشل في النهاية". هذا هو هدف الشيطان. لنعد إلى السؤال الذي طرحته سابقًا. عندما يُفسِد الشيطان شخصية الإنسان ويطرح أيضًا مختلف البدع والمغالطات وجميع أنواع الأفكار والآراء لخداع العقل والقلب البشريين وتكبيلهما والتحكم بهما، ماذا يكون هدفه؟ لا يمكنكم الإجابة عن ذلك؛ فأنتم لا تفهمونه. الشيطان لا يستهدف الناس عندما يفعل هذا كله، على الرغم من أن الناس هم من يُفسَدون ويُسيطَر عليهم. لكن هذا كله موجه نحو الله. ما الهدف النهائي أو النتيجة النهائية لإفساد الشيطان للناس؟ إنه وضع الناس في معارضة الله. عندما يصبح الناس هم النقيض التام لله وأعداءه، يعتقد الشيطان أن مكيدته وحساباته الذاتية قد نجحت، وأن الناس على الأرض سوف يعبدونه ويتبعونه. لذلك، عندما تكون مختلف أفكار الشيطان وأقواله وبدعه ومغالطاته متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، فإنهم لن يعودوا يؤمنوا بوجود الله، أو يقبلوا تنظيماته وترتيباته أو سيادته. سوف ينكر الناس الله تمامًا ويخونونه. يعتقد الشيطان أنه يكفي أن يُفسِد الناس إلى الحد الذي يمكنهم به إنكار الله. لماذا؟ لأنه في تلك المرحلة، سوف يكون الناس الذين يريد الله أن يخلِّصهم قد أسرهم الشيطان تمامًا وبشكل كامل، وسوف يكونون قد أصبحوا تمامًا وبشكل كامل نقيضًا لله. هذا هو غرض الشيطان. هل صحيح أنكم لم تفكروا في هذا مطلقًا من قبل؟ (بلى). أنتم لا تفهمون. يعتقد الناس أن "الشيطان يُفسِد الناس ليأسرنا ويحبسنا ويؤذينا ويدعنا نمون ويرسلنا إلى الجحيم ويبعدنا عن خلاص الله والطريق الصحيح في الحياة. الشيطان يجعلنا نعاني". هذا جزء من الأمر، لكنه مجرد تأثير موضوعي واحد ناتج عن كل ما يفعله الشيطان، وهو في الواقع ليس الهدف الأساسي. هل تفهمون الآن ما هو الهدف الأساسي؟ أخبروني، لماذا يُضلِّل الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ (كل ما يفعله الشيطان موجه ضد الله، والهدف الأساسي هو قلب جميع الناس ضد الله). ماذا أيضًا؟ (بما أن الله يريد أن يُخلِّص البشرية، فإن الشيطان يريد إفسادها وقلبها ضد الله حتى لا تتمكن من نيل خلاص الله. يريد الشيطان تدمير خطة تدبير الله ليُخلِّص البشرية). يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار والآراء والبدع والمغالطات المضللة متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، فإنها تتحكم في عقولهم وتسجنها. يؤدي هذا إلى وضع معين. أي نوع من الأوضاع؟ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، وتصبح فيه البشرية قوةً معاديةً تمامًا لله، ويكون الشيطان سعيدًا. هذا هو الهدف الذي يحاول الشيطان تحقيقه. ما غرض الشيطان من فعل هذا كله؟ لخّصوا هذا في جملة واحدة. (يغرس الشيطان في الناس جميع أنواع البدع والمغالطات، وعندما تكون هذه الأفكار والآراء والبدع والمغالطات المضللة متجذّرةً بعمق في قلوب الناس، ينشأ وضع يتشكل فيه نقيض الله بالكامل، ويصبح البشر أناسًا يقاومون الله. لقد أصبحوا أعداء الله، ويكون الشيطان قد حقق هدفه). هذه هي الإجابة، أليست بسيطةً؟ (بلى، إنها كذلك). هذا هو الهدف والنتيجة اللذين يريد الشيطان تحقيقهما من خلال إفساد البشرية.

هل تعتقدون أن الله يدري بهذه الأشياء التي يفعلها الشيطان لإفساد البشرية؟ (نعم). لماذا يسمح الله للشيطان إذًا بفعل هذا؟ استخدموا ما تفهمونه عن الحق لشرح الأمر. أليست ثمّة مقولة عن هذا؟ "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان". هذا مثال على مقولة تغدو حقيقةً، أليس كذلك؟ (بلى). أيضًا، هل تنطبق هنا عبارة "الشيطان هو شخصية الضد وأداة الخدمة في عمل الله"؟ (نعم). كلتا المقولتين ذات صلة ويمكن استخدامها لشرح السؤال أعلاه. أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). ذلك هو الحال. إذا طرح أحدهم هذا السؤال، فكيف تشرحوا له ذلك؟ إذا اكتفيتم بقول "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" على نحوٍ مُبهَم، فسوف يرتبك ولن يفهم. هل تعرفون كيفية شرحه بمزيد من التفصيل؟ من السهل شرحه، أليس كذلك؟ يسمح الله للشيطان بفعل هذه الأشياء التي تُفسِد البشرية، ليس لأن الله غير قادر على إيقافها أو تعهّدها، ولكن لسبب. السبب هو أن "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان"، كما قلتُ سابقًا. هذه ليست مقولةً أو نظريةً، بل حقيقة لا جدال فيها، ويمكن التحقق منها من خلال حقيقة أن الله يمكن أن يُخلِّص الإنسان بعد أن أفسده الشيطان. ما هدف الشيطان من إفساد شخصيات البشر وغرس جميع أنواع البدع والمغالطات في الناس للسيطرة على عقولهم وحبسها؟ هل الهدف النهائي هو قمع عمل الله والتسبب في تلاشي خطة تدبيره تمامًا؟ هل هذه هي حيلة الشيطان؟ (نعم). هذه هي حيلة الشيطان. بماذا يفكر الله عندما يؤدي الشيطان مثل هذه الحيل؟ ماذا يفعل الله؟ ما الذي يدور في ذهنه؟ كيف تتجلى حكمته في هذا كله؟ يستخدم الله حيلة الشيطان. لدى الشيطان حيلة. إنه يقول: "أنا أستفز الناس وأفسدهم إلى أن يصبحوا مثلي. إنهم يصبحون شياطين صغارًا يشاركونني أفكاري وآرائي، وينظرون إلى الناس وإلى الأشياء، وينساقون بأنفسهم، ويتصرفون وفقًا لوجهة نظري الشيطانية، ويعارضون الله. أريد أن آخذ جميع الناس الذين خلقهم الله وأجعلهم منتسبين لي أنا الشيطان، حتى يكون عمل الله في الناس عديم الجدوى وعبثيًا. وبالتأكيد، سوف يؤدي هذا إلى تلاشي خطة تدبير الله تمامًا". هل هذه هي حيلة الشيطان؟ (نعم). فماذا يعتقد الله إذًا؟ وماذا يفعل؟ يقول الله: "أيها الشيطان، أنت تنشر البدع والمغالطات لإزعاج الناس وتضليلهم، وتفعل أشياءَ كثيرة لإزعاج عمل الله وتدمير عمله. لن يؤدي هذا إلا إلى غرس بعض البدع والمغالطات في الناس، حتى يعيشوا وفقًا لها ويعارضوا الله. حينها سوف أبني كلامي وعملي على أساس فساد البشرية، وأكشف البدع والمغالطات التي تستخدمها لإفساد البشرية، وأدين مختلف الشخصيات الفاسدة للناس، وأسمح للناس بتحديد مختلف الأفكار والأقوال التي غرستها أنت فيهم. بهذه الطريقة، لن يفهم الناس الحق والله فحسب، بل سوف يتمكنون أيضًا من تمييز مختلف أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه، وسوف يعرفون أيضًا حقيقة شخصية الشيطان وجوهره ومختلف أعماله الشريرة. عن طريق استخدام فهم الحق كأساس لهم، سوف يتمكن الناس من تمييز الشيطان ورفضه بشكل أدق وبقوة أكبر. من الناحية السلبية، لن يعود الشيطان يُضلّل الناس ويأسرهم ويبتلعهم مرةً أخرى. ومن الناحية الإيجابية، سوف يكون الناس أكثر قدرة على الإيمانبالله وتأكيد وجوده وهُويَته وحقيقة أنه يسود على جميع المخلوقات والأشياء. بعد تحقيق هذين الأمرين، سوف ينشأ قلب يتقي الله فيهم وسيخضعون لله بحقّ. سوف يفوز الله بقلوبهم، أو لتحري المزيد من الدقة، سوف يربحهم الله. عندما يصل الناس إلى هذه المرحلة، لن يعود الشيطان يضلّلهم ويستغلهم. بدلًا من ذلك، سوف يستطيعون تمييز الشيطان تمامًا ورؤيته على حقيقته ورفضه من أعماق قلوبهم. سوف يعترفون أنهم كائنات الله المخلوقة، وسوف يقبلون عن طيب خاطر سيادة الخالق وتنظيماته، وبالتالي سوف يعودون تمامًا إلى الله". هذا هو ترتيب الله وخطته المُحدَّدان. بالطبع، يمكن القول أيضًا إن هذه هي خاطرة الله وفكرته في أعماق قلبه. هذه هي طريقة تفكير الله وكيفية عمل أفكاره وكيفية ترتيبه لها. بينما كان الشيطان يُضلّل الناس ويفسدهم، كان الله يرتب جميع المخلوقات والأشياء ترتيبًا منهجيًا، ويدفع خطته وتدبيره للأمام خطوةً بخطوة بطريقة منظمة، على نحو مستمرّ إلى الآن. لقد أفسد الشيطان البشرية بالكامل واستولى عليها. ومع ذلك، من الحقائق التي لا جدال فيها أنه عندما يدعو الله هذه البشرية المشبعة والمُتخمة بجميع أنواع سموم الشيطان وتسمع صوت الله، لا يزال بإمكانها المثول أمام الله وقبول دعوته والاستعداد لتلقي دينونته وتوبيخه. حتى إذا أدان الله مثل هذه البشرية ولعنها لكونها على شاكلة الشيطان وعدوّة لله، فإنها لن تتركه أبدًا. على الرغم من أن أفكار الناس وآراءهم مليئة بالأشياء التي غرسها الشيطان فيهم، مما يجعلهم ينظرون إلى الناس والأشياء، وينساقون بأنفسهم، ويتصرفون بطريقة لا تزال خاضعةً بشدة لتأثير أفكار الشيطان وآراءه وسيطرتها، فإن قلوبهم تتجه نحو الله أكثر فأكثر بإخلاص وعلى وجه السرعة. أليست هذه حقيقة لا جدال فيها؟ (بلى). بالإضافة إلى ذلك، في المستقبل القريب، بعد أن يكون الله قد كشف جميع أعمال الشيطان الشريرة، فإن هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بعمق سوف تتمكن من نبذ الشيطان تمامًا، ومن قول "لا" له وإرجاع قلوبها لله. سوف تكون جمعاء على استعداد لاتباع الله بثبات وفقًا لسيادته وتنظيماته وترتيباته. هذا هو الاتجاه الذي يتخذه استكمال عمل الله العظيم بنجاح، أليس كذلك؟ (بلى). خاصةً بعد عقد شركة عن معنى السعي إلى الحق، سوف يكون لدى المزيد من الناس العزيمة على النظر إلى الناس والأشياء، والانسياق بأنفسهم، والعمل وفقًا لكلام الله مع كون الحق معيارهم. بصرف النظر عمّا إذا كانت عزيمة الناس قوية أم ضعيفة، أو ما إذا كانوا قد دخلوا إلى هذا الواقع أم لا؛ مهما كان الحال، فإن حقيقة أن مثل هذه البشرية التي أفسدها الشيطان بشدة لديها الرغبة والعزيمة على نبذه والنظر إلى الناس والأشياء، والانسياق بنفسها، والعمل وفقًا لكلام الله مع كون الحق معيارها، بدلًا من مختلف الأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيها، هي في حد ذاتها علامة على أن الله قد انتصر بالفعل. لذلك، فإن الشيطان قد تعرَّض للإذلال بالتأكيد، أليس كذلك؟ (بلى). بالتالي، فإن مقولة "حكمة الله تُمارَس بناءً على حيلة الشيطان" ليسكلمات فارغة، بل حقيقة عملية وموضوعية ولا جدال فيها. كل ما يفعله الشيطان الشرير وصل إلى النقطة التي يُضلّل فيها البشرية ويسيطر عليها. إنه يعتقد أنه أزعج عمل الله ودمره وأنه يستحيل على الله مواصلة خطة تدبيره. لذلك، يعتقد الشيطان أنه قد انتصر. مع ذلك، لا يستطيع الشيطان إبطاء وتيرة خطة تدبير الله لخلاص البشرية بصرف النظر عن مدى تهوره، ولا يمكنه إجهاض النجاح العظيم لخطة تدبير الله وانتصاره على الشيطان. الآن امتد عمل الله في جميع أنحاء الكون، وانتشرت كلمة الله إلى ملايين البيوت. وهذا دليل على النجاح العظيم لله.

إذا سألكم أحدهم مجددًا: "لماذا يُضلّل الشيطان عقول الناس ويسيطر عليها ويسجنها؟ لماذا يسمح الله للشيطان بفعل هذا؟"، هل ستتمكنون من الإجابة عن هذه الأسئلة؟ حتى إذا كنت لا تستطيع شرح الأمر بالكامل، فيمكنك على الأقل مشاركة بعض فهمك. لماذا يفعل الشيطان هذا كله؟ وما مغزى سماح الله له بفعل هذا كله؟ ينبغي أن تفكر في هذه الأشياء وينبغي أن توجد إجابة دقيقة في قلبك. لقد ظل الله يعمل على تخليص البشرية لستة آلاف عام. بعض الناس لا يفهمون هذا ويقولون: "هل ظل الله يعمل لستة آلاف عام؟ أليس هذا وقت طويل؟" بصرف النظر عن الوقت الذي يستغرقه عمل الله، فإن أفعاله فائقة الأهمية. ليست مدة عمله فقط هي المهمة؛ بل النتائج النهائية التي يحققها عمله أهم. لولا حقيقة أن الله ظل يعمل لستة آلاف عام لتخليص البشرية، لكان فقدان الحس والغباوة قد منعا البشرية من معرفة الله أو من نيل خلاصه بالكامل. إذا كان الناس قد اختبروا فقط من التضليل والإزعاج اللذين تسبَّب بهما أضداد المسيح مرَّةً أو مرَّتين، فهل كانوا سيتمكنون من تمييز أضداد المسيح والتعرف إلى جوهر طبيعتهم؟ هل ستكون ثلاث أو خمس مرَّات كافية؟ أخشى أنها لا تكفي. ينبغي أن يختبرها الناس هذا عدة مرَّات حتى يروا جوهر طبيعة أضداد المسيح على حقيقتها. حينئذٍ فقط يمكنهم أن يميزوا فعلًا أضداد المسيح وينبذوهم تمامًا. على وجه الخصوص، إذا تعرَّض الناس للقمع المجنون والاضطهاد القاسي من التنين العظيم الأحمر لفترة قصيرة جدًا، فلن يختبروه اختبارًا تامًا وسوف ينسونه قريبًا. نتيجةً لذلك، لن يكرهوا التنين العظيم الأحمر ولن يرفضوه حقًا. يجب أن يوسم الاضطهاد القاسي للشيطان في قلوب الناس بالنار مثل نقش، حتى يتمكنوا من كرهه من أعماق قلوبهم ويروا وجهه الحقيقي بوضوح. إذا تعرَّض الشخص للاضطهاد لفترة وجيزة مرَّة أو مرَّتين، فسوف يصعب عليه أن يكره الشيطان ويتمرّد عليه. إذا أتيحت له الفرصة، فسوف يظل يمدح الشيطان ويكيل له قصائد المدح. ينبغي تسليم الإنسان إلى الشيطان عدة مرَّات حتى يعاني عذابه وقسوته قبل أن يتمكن من رؤية شر الشيطان وقبحه ووضاعته ووقاحته بوضوح وينبذه تمامًا. يجب اختبار هذه الأشياء لفترة طويلة من الزمن قطعًا. مثال ذلك، في صناعة الفولاذ لا يمكن إنتاج الفولاذ الجيد من وضعه لوقت قصير في النار؛ بل ينبغي تقسية الفولاذ جيدًا للحصول على أفضل النتائج. وذلك يعني أن كل مرحلة من مراحل عمل الله تحتاج إلى وقت طويل؛ أي أن كل مرحلة تتطلب فترةً زمنيةً طويلةً. ينبغي أن تجري بهذه الطريقة؛ إذا لم يكن الأمر كذلك، فلا يمكن تحقيق نتيجة جيدة. سوف توجد درجات مختلفة من التغييرات في أعماق قلب الإنسان وفي الشخصية الفاسدة للبشرية بسبب تأثير الظروف الأكبر لكل عصر، وسوف يرتبط كل من هذه التغييرات بالعمل الذي يريد الله عمله في الناس في أثناء كل مرحلة. إن السبب في تجسُّد الله ثانيةً في الأيام الأخيرة للعمل على هذا النطاق الواسع والتحدث كثيرًا هو أن الشخصية الفاسدة للبشرية وأفكارها وآراءها، والبيئة الأوسع وخلفية المجتمع، جميعها تتناسب في هذه المرحلة الأخيرة مع خلفية العمل الذي يريد الله أن يعمله في الأيام الأخيرة. فالاتجاهات والعادات والأنماط أو المواقف في المجتمع، والوضع السياسي، بل وحتى القوة السياسية للأمم الشيطانية جميعها عوامل للبيئة الأكبر. بحلول الوقت الذي تكون فيه هذه العوامل في الخلفية، يكون الوضع الداخلي للناس وشخصيتهم الفاسدة، أي الحالة الداخلية للبشرية كلها، هو بالضبط ما يحتاجه الله لعمله. هذا هو الوقت الأنسب كي يطرح الله دينونته وتوبيخه للكشف عن جلالته وبره ورحمته وعطفه المُحبّ. يبدأ الله عمله عندما تنضج جميع هذه العوامل وتكون جاهزةً تمامًا. هذا هو العمل الذي يريد الله أن يُنفِّذه تحت تأثير الخلفية الأكبر. يكفيكم أن تفهموا هذا. سوف يفهم بعض الناس ذوي مستوى القدرات الجيّد، بينما قد لا يفهم الآخرون الذين لم يختبروا. على وجه الخصوص، أولئك الذين لا يستطيعون فهم الوضع السياسي وجوهر الاتجاهات في المجتمع، والذين ليسوا ناضجين بما يكفي في تفكيرهم، لا يكتفون إلا بالاختبارات الروحية الصغيرة والشهادات الثانوية، وقد لا يفهمون الكثير عن الخلفية السياسية والاجتماعية الأوسع المُتضمَّنة في عمل الله. لا يهم مدى قدرتكم على فهم هذه الأشياء؛ فسوف تصبح واضحةً فيما تختبرون المزيد منها ببطء لأنها تتضمن خطة تدبير الله وعمل الله، وهي رؤية عظيمة. لن نعقد المزيد من الشركات عن هذا الموضوع لأنكم غير مستعدين للمزيد من التعمق.

انتهينا في المرَّة الأخيرة من عقد شركة عن المقولة حول السلوك الأخلاقي: "ابذل قصارى جهدك للتعامل بأمانة مع كل ما أوكله إليك الآخرون". فيما يلي، سوف نعقد شركةً عن مقولة "كلمة النبيل سنده". أولًا، ينبغي أن نحاول معرفة كيفية تشريح الأفكار والآراء المغلوطة في هذه المقولة عن السلوك الأخلاقي، وما مقصد الشيطان من طرحها. ثمّة تعبير صيني نصه: "من الصعب معرفة المقاصد الحقيقية للمرء"، فأين تكمن مقاصد الشيطان الحقيقية إذًا؟ هذا هو ما نحتاج إلى كشفه وتشريحه. "كلمة النبيل سنده" هي فكرة وقول آخر يطرحه الشيطان بين الناس، ويبدو في غاية النبل ظاهريًا؛ فهو مؤثر وبليغ. ما المثير للإعجاب إذًا في هذه المقولة؟ هل تستحق الاعتزاز بها والتفكير فيها بجدية؟ هل يستحق الأمر النظر إلى الناس والأشياء والانسياق والعمل وفقًا لهذه الفكرة والرأي؟ هل لها أي ميزة؟ هل هي مقولة إيجابية؟ إذا لم تكن شيئًا إيجابيًا أو فكرةً ورأيًا صحيحًا، فما أثرها السلبي على الناس؟ ما مقصد الشيطان عندما يقدم مقولةً كهذه ويغرس هذه الفكرة والرأي في الناس؟ كيف ينبغي أن نتميزها؟ إذا تمكنت من تمييزها، فسوف تُنكَر هذه العبارة وتُرفَض في أعماق قلبك، ولن تعود تتأثر بها. على الرغم من أن هذه العبارة سوف تومض من خلال عقلك وتزعجك في أعماق نفسك من وقت إلى آخر، فإنك لن تكون مُقيَّدًا أو مربوطًا بها إذا استطعت تمييزها. هل تعتقدون أنه ثمّة أي ميزة في مقولة "كلمة النبيل سنده"؟ هل هذه مقولة لها تأثير إيجابي على الناس؟ (لا). هل تحبون أن تكونوا نبلاء؟ هل هو أمر جيد أم سيئ أن تكون نبيلًا؟ هل من الأفضل أن تكون نبيلًا أم نبيلًا مزيفًا؟ هل من الأفضل أن تكون نبيلًا أم شريرًا؟ ألم تفكروا في هذه المسائل؟ (لا). على الرغم من أنكم لم تفكروا في هذه الأشياء، ثمّة شيء واحد مؤكد: أنتم تستخدمون غالبًا كلمة "نبيل" وتقولون أشياء مثل: "خير لك أن تكون شريرًا حقيقيًا من نبيل زائف"، و"النبيل الحقيقي رحب الصدر لدرجة أنه إذا أهانه شخص ما، فإنه لا يحمل ضغينة تجاهه ويمكن أن يسامحه. ذلك هو تعريف النبيل!" ما الذي تثبته عنك حقيقة قولك هذه الأشياء؟ هل تثبت أن النبيل يحظى بمكانة معينة في أفكارك وآراءك وأن تلك الأفكار والآراء عن النبيل موجودة في ذهنك؟ هل يمكننا قول هذا؟ (نعم). أنت توافق أولئك الأشخاص في المجتمع الذين يتصرفون كنبلاء أو الذين يُسمّون بالنبلاء وتُعجَب بهم، وتعمل بجدٍ لتكون نبيلًا ويُنظَر إليك على أنك نبيل وليس شريرًا. إذا قال أحدهم: "أنت شرير حقيقي"، فستكون شديد الحزن. في المقابل، إذا قال أحدهم: "أنت نبيل حقيقي"، فسوف تبتهج. هذا لأنك تشعر أنه إذا أشاد بك أحدهم بتسميتك نبيلًا، فقد ارتقى طابعك وتأكدت طرقك وأساليبك في التصرف والتعامل مع الأمور. بالطبع، بعد حصولك على هذا النوع من التأكيد في المجتمع، تشعر أنك تتمتع بمكانة نبيلة وأنك لست شخصًا من الطبقة الدنيا أو من منزلة متدنية. يشغل الشخص النبيل المستقيم، سواءَ كان أسطورةً أو موجودًا بالفعل، مكانًا محددًا في أعماق قلوب الناس. لذلك، عندما سألتكم عما إذا كان النبيل أم الشرير أفضل، لم يجرؤ أحد منكم على الرد. لماذا؟ لأنكم فكرتم: "كيف يمكنك أن تسأل ذلك؟ بالطبع، من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا على أن يكون شريرًا. أليس النبيل جيدًا ومستقيمًا ويتمتع بطابعٍ أخلاقي سامٍ؟ أن تقول إنه ليس من الجيد أن يكون المرء نبيلًا يتعارض مع المنطق السليم، أليس كذلك؟ سوف يتعارض ذلك مع الإنسانية الطبيعية، أليس كذلك؟ إذا لم يكن النبيل جيدًا، فأي نوع من الأشخاص يكون جيدًا؟" لم تجرؤوا على الإجابة إذًا، أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). هل يؤكد هذا وجود اختيار واضح بين النبيل والشرير في قلوبكم؟ أي واحد تفضلونه؟ (النبيل). هدفنا واضح إذًا. دعونا نركز على تحديد النبيل وتشريحه. لا أحد يحب الشرير، هذا أمر بديهي. إذًا، من هو النبيل تحديدًا؟ إذا سألت: "هل الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم شريرًا؟" من ناحيتي، الجواب واضح: كلاهما سيئ، لأنه لا النبيل ولا الشرير طابع إيجابي. كل ما في الأمر أن الناس يحكمون على سلوك الشرير وأفعاله وطابعه وأخلاقه على أنها متدنيّة نسبيًا، وبالتالي لا يحبونه. عند كشف أخلاق الشرير وطابعه الوضيع علنًا، يراه الناس أكثر شرًا. مع ذلك، فإن النبيل يُظهِر غالبًا أسلوبه الراقي في الحديث والتصرّف، وأخلاقه الحميدة وطابعه الرفيع، فيحترمه الناس ويشعرون أنه مصدر للإثراء. ونتيجةً لذلك، فإنهم يُسمّونه نبيلًا. عندما يُقدِّم النبيل نفسه بهذه الطريقة، فإنه يلقى الثناء والإعجاب والتقدير الكبير. لهذا، يحب الناس النبيل ويكرهون الشرير. مع ذلك، ما الأساس الذي يحدد الناس بموجبه أن يكون الشخص نبيلًا أو شريرًا؟ (بناءً على سلوكه الخارجي). يحكم الناس على الشخص على أنه نبيل أو وضيع بناءً على سلوك ذلك الشخص، لكن لماذا يحكم الناس على الآخرين بناءً على سلوكهم؟ الجواب هو أن مستوى القدرات التي يمتلكها معظم الناس قادرة فقط على الوصول إلى هذا المستوى. إنهم لا يستطيعون سوى معرفة ما إذا كان سلوك الشخص جيدًا أم سيئًا؛ ولا يمكنهم رؤية جوهر ذلك الشخص بوضوح. نتيجةً لذلك، لا يمكنهم تحديد ما إذا كان الشخص نبيلًا أم شريرًا إلا بناءً على سلوكه. هل طريقة التمييز هذه صحيحة إذًا؟ (لا). إنها غير صحيحة تمامًا. هل من الدقيق إذًا رؤية النبيل على أنه يتمتع بطابعٍ راقيٍ وأخلاق حسنة؟ (لا). ذلك صحيح، إنه ليس دقيقًا. من غير الدقيق اعتبار أن النبلاء يتمتعون بطابعٍ وأخلاق راقية وأنه مُبجَّل وفاضل. لذلك، بالنظر إلى الأمر الآن، هل مصطلح "نبيل" إيجابي؟ (لا). إنه ليس إيجابيًا. النبيل ليس أنبل من الشرير. لذلك، إذا سأل أحدهم: "هل من الأفضل أن يكون المرء نبيلًا أم شريرًا؟"، فما الجواب؟ (كلاهما سيئ). هذا دقيق. إذا سأل الشخص عن سبب كونهما كليهما سيئين، فإن الإجابة بسيطة. كل من النبيل والشرير ليسا طابعين إيجابيين؛ ولا أحد منهما شخص جيد حقًا. إنهما مليئان بشخصية الشيطان الفاسدة وسُمّه. إن الشيطان يسيطر عليهما ويسمِّمهما، وهما يعيشان وفقًا لمنطقه وقوانينه. لذلك، يمكن القول على وجه اليقين إنه في حين أن الشرير ليس شخصًا جيدًا، فإن النبيل لا يمكن أن يكون شخصًا إيجابيًا أيضًا. وحتى إذا نظر الآخرون إلى النبيل على أنه شخص جيد، فهو ببساطة يتظاهر بأن يكون جيدًا. إنه ليس شخصًا أمينًا يستحسنه الله، وبالطبع فإنه لا يتقي الله أو يحيد عن الشر. كل ما في الأمر هو أن النبيل يتصرَّف جيدًا في أحيان أكثر قليلًا ويتصرَّف بشكل سيء في أحيان أقل قليلًا بينما الشرير يتصرَّف بشكل سيء في أحيان أكثر قليلًا ويتصرَّف جيدًا في أحيان أقل قليلًا. يحظى النبيل باحترام أكثر قليلًا، بينما يلقى الشرير احتقارًا أكثر قليلًا. هذا هو الفارق الوحيد بين النبيل والشرير. إذا حكم الناس عليهما وفقًا لسلوكهما، فهذه هي النتيجة الوحيدة التي سوف يحصلون عليها.

يُقرِّر الناس ما إذا كان الشخص نبيلًا أم شريرًا بناءً على سلوكه. قد يقولون: "هذا الشخص نبيل لأنه فعل الكثير من الأشياء لصالح الجميع، والجميع يعتقدون ذلك. لهذا، فهو نبيل وشخص لديه طابع أخلاقي سامٍ". إذا قال الجميع إن شخصًا ما نبيل، فهل ذلك يجعل ذلك الشخص جيدًا ولديه طابع أخلاقي؟ (لا). لمَ لا؟ لأن جميع الناس فاسدون ولديهم شخصيات فاسدة وليست لديهم مبادئ الحق. لذلك، بصرف النظر عمّن يقول إن أحد الأشخاص نبيل، فإن القول يأتي من الشيطان ومن شخص فاسد. معيار التقييم لدى الناس غير صحيح، وبالتالي فإن النتيجة التي يقدمها ليست صحيحة أيضًا. لا يتحدث الله أبدًا بمصطلحات النبلاء أو الأشرار. إنه لا يطلب من الناس أن يكونوا نبلاء حقيقيين بدلًا من أن يكونوا نبلاء مزيفين، ولا يقول أبدًا: "أنتم جميعًا أشرار. لا أريد شريرًا، بل أريد نبيلًا". هل يقول الله هذا؟ (لا). إنه لا يقوله. لا يُقيِّم الله أبدًا أو يقرر ما إذا كان الشخص جيدًا أم سيئًا من خلال أقواله وأفعاله، بل يُقيِّم ذلك ويقرره وفقًا لجوهره. ماذا يعني هذا؟ أولًا، يعني أن الحكم على الناس يجري وفقًا لنوعية إنسانيتهم، ووفقًا لما إذا كان لديهم ضمير وحسّ. ثانيًا، يُحكَم عليهم بناءً على موقفهم تجاه الحق وتجاه الله. هذه هي طريقة تقييم الله وتقريره لما إذا كان الشخص أسمى أم أدنى. لذلك، ليس ثمّة شيء من قبيل نبيل أو شرير في كلام الله. في الكنيسة، بين الناس الذين يُخلِّصهم الله، لا يطلب الله منهم أن يكونوا نبلاء، ولا يروِّج لفكرة أن يكون المرء نبيلًا، ولا يطلب من الناس انتقاد الأشرار. من المؤكد أن بيت الله لا يحكم على من يتمتع بطابع ذي أخلاق ساميةٍ وفقًا للمقولات الثقافية التقليدية عن السلوك الأخلاقي. إنه لا يؤيد أي شخص نبيل ولا يدعمه، ولا يُخرِج أي شخص شرير ويستبعده. بيت الله يؤيد الناس ويدعمهم أو يُخرِجهم ويستبعدهم وفقًا لمبادئه الخاصة. إنه لا يرى الناس وفقًا للمعايير والمقولات عن السلوك الأخلاقي، ولا يؤيد أي شخص نبيل ويرفض أي شخص شرير. بل يتعامل مع جميع الناس بحسب كلمة الله والحق. ما رأيكم في بعض الناس في الكنيسة الذين يحاولون دائمًا أن يكونوا نبلاء؟ (إنهم ليسوا جيدين). يحكم بعض المؤمنين الجدد دائمًا على الناس وفقًا لمعيار النبيل أو الشرير. عندما يرون قادة الكنيسة يهذِّبون الأشخاص الذين يتسببون في التعطيلات والإزعاجات، فإنهم يقولون: "هذا القائد ليس نبيلًا! عندما يرتكب أخًا أو أختًا خطأً بسيطًا، فإنه يتمسك بالأمر ولا يدعه وشأنه. أما النبيل فلن يهتم بهذا. سوف يكون النبيل متساهلًا ومتسامحًا بل ومهادنًا؛ وسوف يكون أكثر تقبلًا بكثير! هذا القائد قاسٍ جدًا على الناس. من الواضح أنه شرير!" يقول هؤلاء الناس إن أولئك الذين يدافعون عن مصالح بيت الله ليسوا نبلاء. يقولون إن أولئك الذين يعملون بجدية ودقة ومسؤولية هم أشرار. ما رأيك في الأشخاص الذين يرون الآخرين بهذه الطريقة؟ هل يرون الناس وفقًا للحق أو كلمة الله؟ (لا). إنهم لا يرون الناس وفقًا للحق وكلمة الله. أضف إلى ذلك، فإنهم يأخذون الأفكار والآراء والطرق والوسائل التي يُقيِّم بها الشيطان الناس وينشرونها ويعلنونها في الكنيسة. من الواضح أن هذه الأشياء هي أفكار غير المؤمنين وعديمي الإيمان وآراءهم. إذا افتقرت إلى التمييز، واعتقدت أن النبيل شخص جيد يتمتع بطابعٍ أخلاقيٍّ سامٍ ويمثل دعامةً في الكنيسة، فقد يُضلَّل من قِبله. نظرًا لأن لديك الأفكار والآراء نفسها التي لديه، عندما يُدلي شخص بأقوال أو مقولات عن النبلاء، فمن المؤكد أنك سوف تنجذب إليها وتُضلَّل بها دون أن تدري. مع ذلك، إذا كنت تميز مثل هذه الأشياء، فسوف ترفض مثل هذه المقولات ولن تُضلِّلك. بدلًا من ذلك، سوف تصرّ على تقييم الناس والأشياء والحكم على الصواب والخطأ وفقًا لكلمة الله ومبادئ الحق. وحينها سوف تنظر إلى الناس والأشياء بدقة وتتصرف وفقًا لمقاصد الله. أما أولئك عديمي الإيمان الذين لا يسعون إلى الحق، وأولئك الذين لا يميزون قواعد بيت الله ولا ينوون الالتزام بها، فيطرحون غالبًا الأفكار والآراء التي تأتي من الشيطان وتكون مألوفةً بين غير المؤمنين لتضليل الإخوة والأخوات وإزعاج فهمهم للحق. إذا كان الناس لا يميزون، في حين أنهم قد لا يُضلَّلون من قِبل أولئك الأشخاص الآخرين أو يُزعَجون منهم، فإنهم سوف يخضعون غالبًا لسيطرة أقوالهم، وسوف يتجنبون التصرف أو التحدث علانيةً. لن يجرؤوا على التمسك بمبادئ الحق ولن يجرؤوا على التصرف وفقًا لمتطلبات كلمة الله، وبالطبع لن يجرؤوا على الدفاع عن مصالح بيت الله. هل ينتج هذا عن عدم تمييز أفكار الشيطان وأقواله؟ (نعم). من الواضح أن هذا هو السبب. لا يسري مصطلحا "النبيل" و"الشرير" في الكنيسة. يجيد غير المؤمنين التظاهر والعيش وراء الأقنعة. إنهم يُحامون عن كونهم نبلاء وليسوا أشرارًا، وينتهجون هذه الأقنعة في حياتهم. إنهم يستخدمون هذه الأشياء لإرساء أنفسهم بين الناس، وخداع الآخرين ليضفوا عليهم الهيبة والسمعة الطيبة، وليحصلوا على الشهرة والثروة. يجب استبعاد جميع هذه الأشياء في بيت الله وتحريمها. يجب عدم السماح لها بالانتشار في بيت الله أو بين شعب الله المختار، وينبغي عدم منح هذه الأشياء الفرصة لإزعاج شعب الله المختار وتضليله. هذا لأن جميع هذه الأشياء تأتي من الشيطان، ولا أساس لها في كلمة الله، وهي بالتأكيد ليست مبادئ الحق التي ينبغي على الناس مراقبتها فيما يخص كيف ينظرون إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل. لذلك، فإن "النبيل" و"النبيل المزيف" و"الشرير" ليست هي المصطلحات الصحيحة لتعريف جوهر الشخص. هل شرحتُ مصطلح "النبيل" بوضوح؟ (نعم).

دعونا نلقي نظرةً أخرى على مقولة "كلمة النبيل سنده" لنرى ما تعنيه حقًا. المعنى الحرفي لهذه العبارة هو أن النبيل ينبغي أن يأخُذ كلامه على محمل الجد. حيث إن المقولة تنصّ على أن: الشخص جيد بقدر ما تكون كلمته جيدةً؛ والنبيل ينبغي أن يعني ما يقوله وأن يفي بوعوده. لذلك، ينبغي على الشخص أن يتصرف وفقًا لمقولة "كلمة النبيل سنده" ليصبح نبيلًا ذا طابع أخلاقيٍّ سامٍ، ومحبوبًا ومحترمًا للغاية. هذا يعني أن النبيل ينبغي أن يكون جديرًا بالثقة. ينبغي أن يتحمل مسؤولية ما يقوله ويَعِد به، وأن يتأكد من متابعته. لا يمكنه التراجع عن كلمته أو الفشل في الوفاء بوعوده للآخرين. الشخص الذي يفشل غالبًا في الوفاء بوعوده للآخرين ليس نبيلًا أو شخصًا جيدًا بل شرير. هذه هي الطريقة التي يمكن بها تفسير عبارة "كلمة النبيل سنده". إنها تؤكد بشكل أساسي على كلام النبيل وأفعاله من حيث الأخلاق والجدارة بالثقة. أولًا، دعني أسأل: ماذا تعني "الكلمة" في تعبير "كلمة النبيل"؟ إنها تعني شيئين: وعد يقطعه أو تعهُّد بفعل شيء ما. كما سبق وقلتُ، النبلاء ليسوا أناسًا جيدين لكنهم أناس عاديون أفسدهم الشيطان بشدة. إذًا، فيما يخص جوهر الناس، ما الطرق الرئيسية التي يُظهِر بها الناس أنفسهم في الأشياء التي يعدون بها؟ التحدث بغطرسة، والمبالغة، والإشادة بأنفسهم، وقول أشياء كاذبة عن أنفسهم، وقول أشياء لا تتطابق مع الحقائق، والكذب، والتحدث بقسوة، والتنفيس عن النفس. يمكن إيجاد جميع هذه الأشياء فيما يقوله الناس ويعدون به. لذلك، بعد أن يقول الشخص هذه الأشياء، فإنك تطلب منه أن يفي بوعده، ويحترم ما قاله وألا يتراجع عن كلمته، وإذا اتبع كلامه، فأنت تعتقد أنه نبيل وشخص جيد. أليس ذلك سخيفًا؟ إذا خضعت الأشياء التي يقولها الناس الفاسدون كل يوم للتدقيق والفحص بعناية، فسوف تجد أنها أكاذيب بنسبة مائة بالمائة، أو كلمات جوفاء، أو أنصاف حقائق. لا توجد كلمة واحدة دقيقة أو صحيحة أو واقعية. بدلًا من ذلك، فإن أقوالهم تشوّه الحقائق وتخلط بين الأسود والأبيض، بل وإن بعضها تضمر نوايا شريرة أو حيلًا شيطانية. إذا تمّ احترام جميع هذه الكلمات، فسوف يؤدي ذلك إلى فوضى عارمة. دعنا لا نتحدث عما يمكن أن يحدث في مجموعة كبيرة من الناس، بل دعنا نتحدث فقط عما إذا كان يوجد ما يُسمَّى بالنبيل في عائلة، ممن يُبدي باستمرار ملاحظات عشوائية وتبدر عنه الكثير من النظريات العقيمة والكلمات المتكبرة والخاطئة والخبيثة والشريرة. إذا أخَذ كلامه على محمل الجد وكانت كلمته هي سنده، فماذا ستكون العواقب؟ إلى أي مدى ستصبح هذه العائلة فوضوية؟ هذا أشبه تمامًا بالملك الشيطاني لبلد التنين العظيم الأحمر. بصرف النظر عن مدى سخافة سياساته أو شرّها، فإنه لا يزال يضعها في المقدمة ومرؤوسيه ينفذون السياسات ويطبقونها بالضبط؛ لا أحد يجرؤ على معارضتها أو إيقافها مما يؤدي إلى فوضى وطنية. بالإضافة إلى ذلك، فإن مختلف الكوارث تُحاصر البلد، وقد بدأ الاستعداد للحرب. والبلد كله غارق في ارتباك تام. إذا حكم قائد شيطاني في دولة أو أمة لفترة طويلة، فسوف يواجه شعب تلك الدولة مشكلةً خطيرةً. إلى أي مدى ستصبح الأشياء فوضويةً؟ إذا نفَّذ الناس كل الهراء والمغالطات والأكاذيب غير المعقولة التي يُصدِرها ملوك الشياطين وطبَّقوها، فهل سيأتي منها شيء مفيد للبشرية؟ سوف تصبح البشرية فقط أكثر فأكثر فوضويةً وظلامًا وشرًا. لحسن الحظ، فإن "كلمة النبيل سنده" ليست أكثر من كلمات جوفاء؛ إنها مجرد عبارة رنّانة، والشيطان عاجز عن تحقيقها، وعاجز عن تحقيق ما تقوله. بالتالي، لا يزال ثمّة القليل من النظام في العالم ولا يزال الناس مستقرين نسبيًا. إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن كل ركن من أركان عالم البشر وكل مكان يوجد فيه "نبلاء"، سوف يكون في فوضى. هذا أحد جوانب الخطأ في مقولة "كلمة النبيل سنده". من منظور جوهر الناس، يمكننا أن نرى أن تصريحاتهم والأشياء التي يقولونها ووعودهم غير جديرة بالثقة. أحد الجوانب الأخرى للخطأ فيها، هو أن البشرية مُقيِّدة بفكرة ورأي "كلمة النبيل سنده". إنهم يعتقدون: "ينبغي أن نحترم كلمتنا ونفعل ما نقول لأن هذه هي الطريقة التي نكون بها نبلاء". تهيمن الفكرة والرأي هذا على تفكير الناس ويصبح المعيار الذي ينظرون من خلاله إلى الشخص ويحكمون عليه ويوصِّفونه. هل هذا مناسب ودقيق؟ (لا، إنه ليس دقيقًا). لماذا هو غير دقيق؟ أولًا، لأن ما يقوله الناس قليل القيمة ومجرد كلمات جوفاء وأكاذيب ومبالغات. ثانيًا، من الظلم استخدام هذه الفكرة والرأي للسيطرة على الناس ومطالبتهم باحترام كلمتهم. يستخدم الناس عبارة "كلمة النبيل سنده" غالبًا لقياس سمو الشخص أو دونيته. ومن دون وعي، يقلق الناس غالبًا بشأن كيفية الوفاء بوعودهم، وهذا يتحكم فيهم. إذا لم يتمكنوا من الوفاء بوعودهم، فإنهم يتعرضون للتمييز واللوم من الآخرين ويصعب عليهم إثبات أنفسهم في المجتمع إذا لم يتمكنوا من متابعة شيء تافه. هذا غير عادل لهؤلاء الناس وغير إنساني. بسبب الشخصيات الفاسدة للناس، فإنهم يتكلمون وفقًا لتفضيلاتهم قائلين ما يريدون قوله؛ ولا يهتمون بمدى سخافة تعبيراتهم أو تناقضها مع الحقائق. هكذا هم الأشخاص الفاسون. من الطبيعي أن يتصرف كل شيء وفقًا لشخصيته الخاصة: فالدجاجة يجب أن تتعلم كيفية القرقرة، والكلب يجب أن يتعلم كيفية النباح، والذئب يجب أن يتعلم كيفية العواء. إذا كان شيء ما غير بشري، ومع ذلك كان مطلوبًا منه بشدّة أن يقول ويفعل أشياءَ بشرية، فسوف يجد ذلك صعبًا للغاية. الناس لديهم شخصية الشيطان الفاسدة، وهي شخصية متكبرة ومخادعة، ولذلك من الطبيعي أن يكذبوا ويبالغوا ويتكلموا بكلمات جوفاء. إذا كنت تفهم الحق ويمكنك أن ترى الناس على حقيقتهم، فينبغي أن يبدو هذا كله طبيعيًا وعاديًا لك. ينبغي ألا تستخدم الفكرة المضللة المتمثلة في "كلمة النبيل سنده" للنظر إلى الناس والأشياء، والحكم عليهم وتوصيف ما إذا كانوا جيدين أو جديرين بالثقة أم لا. طريقة التقييم هذه غير صحيحة وينبغي عدم تبنِّيها. ما هي الطريقة الصحيحة؟ لدى الناس شخصية فاسدة، لذلك من الطبيعي أن يبالغوا ويقولوا أشياء لا تعكس وضعهم الفعلي. ينبغي أن تتعامل مع هذا بشكل صحيح. ينبغي ألا تطلب من أي شخص أن يفي بوعوده وفقًا لمعايير النبيل، وبالتأكيد ينبغي ألا تربط الآخرين أو نفسك بفكرة ورأي أن "كلمة النبيل سنده". فهذا ليس صحيحًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحكم على إنسانية الشخص طابعه الأخلاقي من خلال ما إذا كان نبيلًا أم لا لهو خطأ جوهري، وليس النهج الصحيح. فأساسه خاطئ ولا يتوافق مع كلام الله أو الحق. لذلك، بصرف النظر عن نوع الأفكار والآراء التي يستخدمها عالم غير المؤمنين للحكم على الشخص، وبصرف النظر عما إذا كان عالم غير المؤمنين يدافع عن كون المرء نبيلًا أو شريرًا، فإن مقولة "كلمة النبيل سنده" لا تلقى تأييدًا في بيت الله، ولا يُوصَى بأن يكون أي شخص نبيلًا، كما أنك بالتأكيد غير مطالب بالتصرف وفقًا لمقولة "كلمة النبيل سنده". حتى إذا ألزمتَ نفسك بصرامة أن تكون نبيلًا وأن تُجسِّد مقولة "كلمة النبيل سنده"، فماذا إذًا؟ ربما تفعل هذا بشكل جيد جدًا وتصبح نبيلًا متواضعًا يفي بوعوده ولا يفشل أبدًا في الوفاء بكلمته. مع ذلك، إذا لم تنظر مطلقًا إلى الناس والأشياء، ولم تتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله، ولم تتبع مبادئ الحق، فأنت عديم الإيمان تمامًا. وحتى إذا اتفق معك العديد من الناس ودعموك، وقالوا إنك نبيل وإنك لا تفشل أبدًا في الوفاء بكلمتك، وإنك تأخذ وعودك على محمل الجد، فماذا إذًا؟ هل يعني هذا أنك تفهم الحق؟ هل يعني أنك تتبع طريق الله؟ بصرف النظر عن مدى اتباعك لمقولة "كلمة النبيل سنده" عن السلوك الأخلاقي جيدًا وبشكل مناسب، إذا كنت لا تفهم كلمة الله ولا تراقب مبادئ الحق وتتصرف وفقًا لها، فلن تنال استحسان الله.

بعد تمييز الأخطاء في فكرة ورأي "كلمة النبيل سنده" وتشريحها للتو، دعونا نلقي نظرةً على ما يطلبه الله من الناس فيما يتعلّق بأقوالهم وأفعالهم. أي نوع من الأشخاص يطلب الله من الناس أن يكونوا عليه؟ (شخص صادق). هذا صحيح. كن صادقًا ولا تكذب ولا تغشّ ولا تخادع ولا تمارس الحيل. اطلب كلمة الله ومبادئ الحق عندما تتصرف. إنها هذه الأشياء القليلة فحسب؛ الأمر في في غاية البساطة. إذا كنت تتحدث بغير صدق، فصحِّح نفسك. إذا كنت تبالغ أو تكذب أو تتكلّم أعلى من مقامك، فتأمل الأمر وكن مدركًا له، واطلب الحق لعلاج ذلك. ينبغي أن تقول أشياء تعكس وضعك الفعلي، والفهم الموجود في قلبك، والحقائق. بالإضافة إلى ذلك، إذا استطعت فعل الأشياء التي وعدت الآخرين بها، فافعلها. وإذا لم تستطع، فأخبرهم فورًا. قل: "أنا آسف، لا يمكنني فعل ذلك. ليست لديَّ القدرة، ولن أستطيع أداء عمل جيد. لا أريد تعطيلك، ولذلك من الأفضل أن تطلب المساعدة من شخص آخر". لستَ بحاجة دائمًا إلى الالتزام بكلمتك، يمكنك التراجع عن وعودك. ولكن كن شخصًا صادقًا فحسب. كن صادقًا فيما تقوله وتفعله، بدلًا من محاولة التزييف أو الخداع، واطلب مبادئ الحق في جميع المواقف. الأمر بتلك البساطة؛ وهو سهل للغاية. هل ثمّة شيء في ما يطلبه الله من الناس يجعلهم يتظاهرون؟ هل سبق وأن طلب الكثير من الناس، هل سبق وأن طلب أن يفعلوا أكثر مما يمكنهم تحمُّله أو يقدرون عليه؟ (لا). إذا لم يكن لدى الناس ما يتطلبه الأمر فيما يتعلّق بمستوى القدرات، أو القدرة على الفهم، أو الطاقة البدنية أو القوة، فإن الله يخبرهم أنه يكفي أن يفعلوا ما بوسعهم، وأن يبذلوا قصارى جهدهم ويكرسوا كل ما لديهم. أنت تقول: "لقد كرَّستُ كل ما لديَّ، ولكن ما زلتُ لا أستطيع تلبية متطلبات الله. ذلك هو كل ما يمكنني فعله، لكنني لا أعرف ما إذا كان الله راضيًا". في الواقع، بفعل هذا تكون قد أوفيت متطلبات الله بالفعل. الله لا يعطي الناس عبئًا ثقيلًا جدًا عليهم ليتحمَّلوه. إذا كنت تستطيع أن تحمل مائة رطل، فلن يعطيك الله بالتأكيد حمولةً أثقل من مائة رطل. لن يضغط عليك. هكذا يتصرف الله مع الجميع. ولن يسيطر عليك أي شيء ولا أي شخص أو أو أي فكرة ورأي. أنت حرٌّ. عندما يحدث شيء، لديك حقّ الاختيار. يمكنك اختيار الممارسة وفقًا لكلمة الله، ويمكنك اختيار الممارسة وفقًا لرغباتك الشخصية، أو بالطبع يمكنك اختيار التمسك بالأفكار والآراؤ التي غرسها الشيطان فيك. أنت حرٌّ في اختيار أي من هذه الخيارات، ولكن عليك تحمُّل المسؤولية عن أي خيار تتخذه. الله يريك الطريق فحسب؛ وهو لا يجبرك على فعل شيء أو عدم فعله. بعد أن يريك الله الطريق، يكون الخيار لك. لديك حقوق الإنسان كاملةً، بما في ذلك الحق المطلق في الاختيار. يمكنك اختيار الحق، أو رغباتك البشرية، أو بالطبع أفكار وآراء الشيطان. بصرف النظر عمّا تختاره، فسوف تتحمل أنت النتيجة النهائية؛ ولن يتحملها أي شخص آخر بالنيابة عنك. عندما تتخذ خيارًا، لن يتدخل الله بأي شكل ولن يفعل أي شيء لإجبارك. يمكنك أن تختار ما تريد بصرف النظر عن ذلك الخيار. ففي نهاية المطاف، لن يكيل الله المديح لك أو يمنحك ميزةً كبيرةً أو يُشعِرك بالسرور في قلبك أو يجعلك تشعر بالنبل الشديد لمجرد أنك اخترت الطريق الصحيح والحق. لن يفعل الله ذلك. كما أن الله لن يؤدبك أو يلعنك فورًا إذا اخترت رغباتك البشرية، ولن يداهمك فورًا بكارثة كعقاب حتى إذا تصرفت بتهور وفقًا للأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيك. أثناء اختيارك، يسير كل شيء بشكل طبيعي، وبعد أن تختار يستمر كل شيء بشكل طبيعي. أما الله فيكتفي بالمراقبة، ويشاهد كل شيء يحدث، وينظر إلى السبب والعملية والنتيجة. بالطبع، في نهاية المطاف، عند إدانة الناس وتحديد نهايتهم، سوف يصنِّف الله الطريق الذي سلكته بناءً على جميع اختياراتك الشخصية، وينظر إلى هذا الطريق نظرةً عامةَ ليرى أي نوع من الأشخاص أنت حقًا، ومن هذا، يحدد نوع العاقبة التي ينبغي أن تحظى بها. تلك هي طريقة الله. هل تفهمون؟ (نعم). عندما يعمل الله عمله، فإنه لا يترك أبدًا عبارةً أو مقولةً أو فكرةً أو رأيًا يشيع بين الناس مما يقيد أفكارهم ويتحكم بها لجعلهم يفعلون ما يريدهم الله أن يفعلوه عنوةً. هذه ليست طريقة الله في العمل. الله يمنح الناس الحرية الكاملة والحق في الاختيار، وهم يتمتعون بحقوق الإنسان الكاملة والحق المطلق في الاختيار. في كل موقف يواجهه الناس، يمكنهم أن يختاروا قبول أفكار الشيطان وآراءه واستخدامها لتمييز تكوين شيء معين والحكم عليه، أو يمكنهم اختيار عمل ذلك وفقًا لكلمة الله ومبادئ الحق. هل هذه حقيقة؟ (نعم). الله لا يجبر الناس؛ ما يفعله الله منصف للجميع. يسير أولئك الذين يحبون الحق والأمور الإيجابية في نهاية المطاف في طريق السعي إلى الحق، ويربحون الحق، ويتمتعون بقلب يتقي الله، ويمكنهم حقًا أن يخضعوا لله وسوف ينالون الخلاص لأنهم يحبون الحق والأمور الإيجابية. أما أولئك الذين لا يحبون الحق، والذين يتصرفون دائمًا بتهور وفقًا لإرادتهم الخاصة، فقد سئموا الحق ولا يقبلونه بأي شكل من الأشكال. إنهم لا يخشون سوى توبيخ الله ودينونته، ويخشون أنهم سيُعاقَبون، لذلك يُجرون على مضض بعض العمل في بيت الله للمباهاة، ويؤدون القليل، ويُظهِرون قدرًا من السلوك الجيد. مع ذلك، فإنهم لا يقبلون الحق أو يتبعون طريق الله أبدًا، وليسوا على طريق السعي إلى الحق وممارسته. نتيجةً لذلك، لن يفهموا الحق أبدًا ولن يدخلوا في واقع الحق، وبالتالي سوف تفوتهم فرصة الخلاص. غالبية هؤلاء الناس هم عاملي خدمة. حتى إن لم يفعلوا شرًا ولم يتسببوا في تعطيلات أو إزعاجات ولم يُستبعَدوا أو يُخرَجوا من بيت الله مثل أضداد المسيح والأشخاص الأشرار، فإنهم لن يتمكنوا في نهاية المطاف إلا من الحصول على لقب "عاملي خدمة" بالكاد، ومن غير الواضح ما إذا كانوا سوف ينجون. ثمّة مجموعة أخرى من الناس الذين ينتمون إلى الشيطان ويتمسكون بعناد بجميع أفكاره وآراءه. هؤلاء الأشخاص يفضلِّون الموت على قبول الحق أو معايشة الحق وكلمة الله. إنهم حتى على خلاف مع جميع الأمور الإيجابية ومع الله. ونظرًا لأنهم يعطلون عمل الكنيسة ويزعجونه، ويفعلون العديد من الأشياء الشريرة، ويؤدون دور الشيطان إلى أقصى حد، فإن بعض هؤلاء الناس يُخرَجون في النهاية من الكنيسة وبعضهم يُطرَدون أو تُشطَب أسماؤهم من السجل. حتى إذا كان ثمّة البعض ممن يتجنبون شطب أسمائهم أو طردهم، ينبغي على الله في النهاية أن يستبعدهم. إنهم يفقدون فرصة الخلاص لأنهم ببساطة لا يقبلون الحق وخلاص الله، وسوف يُدمَرون في النهاية مع الشيطان عندما يُدمَّر العالم. كما ترى، يعمل الله بهذه الطريقة الحرة والمحررة بحيث يأخذ كل شيء مجراه الطبيعي. يعمل الله في الناس لإرشادهم وإنارتهم ومساعدتهم، وأحيانًا لتذكيرهم وتعزيتهم ونصحهم. هذا هو جانب شخصية الله الذي يُظهِر الرحمة الوفيرة. وفيما يُظهِر الله رحمته، يتمتع الناس بوفرة نعمة الله وبركاته، ويتمتعون بالحرية والتحرر الكاملين من دون أي شعور بخضوعهم للسيطرة أو التقييد، وبالتأكيد من دون أي شعور بأنهم مقيدون بأي قول أو فكرة أو رأي. في الوقت نفسه الذي يعمل فيه الله هذا العمل، فإنه يقيد الناس أيضًا بالأحكام الإدارية ومختلف أنظمة الكنيسة، كما يهذب فسادهم وعصيانهم ويدينهما ويوبخهما. بل إنه يؤدب بعضًا منهم ويؤنّبهم أو يكشفهم وينتهرهم بكلامه، كما يفعل عملًا آخر. مع ذلك، بينما يتمتع الناس بهذا كله، فإنهم يتمتعون أيضًا برحمة الله الوفيرة وغضبه الشديد. عندما ينكشف للناس الجانب الآخر من شخصية الله البارة – أي الغضب الشديد – فإنهم يظلون يشعرون بالحرية والتحرر ولا يكونون مقيدين أو مربوطين أو محبوسين. عندما يختبر الناس أي جانب من جوانب شخصية الله البارة ويعمل فيهم، فإنهم في الواقع سوف يشعرون بمحبة الله. سوف تكون النتائج التي تتحقق فيهم إيجابيةً، وسوف يربحون منها، وبالطبع سوف يكونون أعظم المستفيدين. يعمل الله بهذه الطريقة، ولا يجبر الناس أبدًا أو يُرغِمهم أو يقمعهم أو يقيدهم، بل يجعلهم يشعرون بالتحرر والحرية والاطمئنان والسعادة. بصرف النظر عما إذا كان الناس يتمتعون برحمة الله ولطفه أو بره وجلالته، فإنهم في النهاية يربحون الحق من الله ويفهمون معنى الحياة وقيمتها، والطريق الذي ينبغي أن يسلكوه والاتجاه والهدف من كونهم بشرًا. إنهم يربحون الكثير! يعيش الناس تحت سيادة الشيطان، وهم مقيدون ومحصورون ومكتوفون بمختلف الأفكار والآراء الخاطئة التي يغرسها فيهم. هذا لا يُطاق، لكنهم عاجزون عن التحرر. عندما يأتي الناس إلى الله، سوف يكون موقف الله تجاههم دائمًا كما هو، مهما كان نوع موقفهم تجاهه. يرجع هذا إلى أن شخصية الله وجوهره لا يتغيران. إنه يُعبِّر عن الحق دائمًا، وبذلك يكشف شخصيته وجوهره. هذه هي طريقة عمله في الناس. إنهم يتمتعون تمامًا بلطف الله ورحمته، ويتمتعون أيضًا ببرّه وجلالته، ويتبارك الناس الذين يعيشون في هذه البيئة. إذا كان الناس في بيئة كهذه غير قادرين على السعي إلى الحق ومحبته وربحه في النهاية، وتفوتهم فرصة الخلاص، بل ويُعاقَب البعض ويُدمَّر مثل الشيطان، فثمّة سبب واحد لذلك، وهو حقيقة. ما هو السبب برأيكم؟ سوف يسلك الناس طريقًا معينًا وتكون لديهم عاقبة معينة وفقًا لطبيعتهم. الوقت الذي تتحدد فيه عاقبة كل شخص في النهاية سوف يكون هو الوقت الذي يُجمَع فيه الأشخاص وفقًا لنوعهم. إذا أحب الشخص الحق والأمور الإيجابية، عندما يتحدث الله ويعمل في النهاية، فإنه سوف يعود إلى الله ويتبع طريق السعي إلى الحق مهما كان عدد الأمور السلبية التي غرسها الشيطان فيه. مع ذلك، إذا كان الشخص لا يحب الحق وسئم منه، فإن شخصيته هذه سوف تظل بلا تغيير وسوف توجهه، مهما كان ما يقوله الله، ومهما كان مدى صدق كلامه، ومهما كان مقدار العمل الذي يعمله، ومهما كان مدى روعة آياته وعجائبه. أما الأشخاص الأشرار فأكثر تطرفًا. فهم لم يسأموا الحق فحسب، لكنهم يمتلكون جوهرًا شريرًا يكره الحق. إنهم يعارضون الله وينتمون إلى معسكر الشيطان. حتى إن كانوا يؤمنون بالله، فسوف يعودون في نهاية المطاف إلى الشيطان. هذه الأنواع الثلاثة من الناس اختبروا جميعًا فساد الشيطان، كما أن مختلف أقوال الشيطان وأفكاره وآراءه خدعتهم وسجنتهم. إذًا، لماذا يمكن لبعض الناس أن يُخلَّصوا في نهاية المطاف والبعض الآخر لا يُخلَّصوا؟ يرتبط الأمر أساسًا بالمسار الذي يتبعه الناس وبما إذا كانوا يحبون الحق أم لا. إنه يرتبط بهذين الشيئين. لماذا يستطيع بعض الناس إذًا محبة الحق ولا يستطيع آخرون ذلك؟ لماذا يستطيع بعض الناس اتباع طريق السعي إلى الحق، بينما لا يستطيع آخرون ذلك، بل ويتخاصم البعض جهارًا مع الله ويُهينون الحق علانيةً؟ ماذا يجري هنا؟ هل هذا تحدده جوهر طبيعتهم؟ (نعم). لقد اختبروا جميعًا فساد الشيطان، لكن جوهر كل شخص مختلف. أخبرني، هل يعمل الله عمله بحكمة؟ هل الله قادر على رؤية البشر على حقيقتهم؟ (نعم). لماذا يمنح الله الناس إذًا حق الاختيار بحرية؟ لماذا لا يلقن الله الجميع بالإكراه؟ لأن الله يريد أن يصنف كل شخص وفقًا لنوعه ويريد كشفهم جميعًا. الله لا يعمل عملًا عديم الفائدة؛ ثمّة مبادئ وراء كل العمل الذي يعمله الله، والعمل الذي يعمله في أحد الأشخاص يعتمد على نوع ذلك الشخص. كيف تنكشف فئة الشخص؟ وعلى أي أساس ينقسمون إلى فئات مختلفة؟ يعتمد هذا على الأشياء التي يحبها الناس والطريق الذي يتبعونه. أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). يصنف الله الناس بحسب ما يحبونه والطريق الذي يسلكونه، ويحدد ما إذا كان يمكن خلاصهم أم لا بناءً على فئتهم، ويعمل فيهم وفقًا لما إذا كان بالإمكان خلاصهم أم لا. الأمر أشبه بأن بعض الناس يحبون الأطعمة الحلوة، والبعض يحبون الأطعمة الحارة، والبعض يحبون الأطعمة المالحة، والبعض يحبون الأطعمة الحامضة. إذا وُضعت هذه الأنواع المختلفة من الطعام على المائدة، فلا داعي لإخبار الناس بما يأكلونه وما لا يأكلونه. فأولئك الذين يحبون الأطعمة الحارة سوف يأكلون شيئًا حارًا، وأولئك الذين يحبون الحلويات سوف يأكلون شيئًا حلوًا، وأولئك الذين يحبون الأطعمة المالحة سوف يأكلون شيئًا مالحًا. يمكن السماح لهم بالاختيار بحريّة. يحق للناس الذين يؤمنون بالله اختيار ما إذا كانوا يحبون الحق أم لا وما الطريق الذي سوف يسلكونه، لكن لا يعود إليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سوف يُخلَّصون أم لا وما ستكون عليه عاقبتهم في نهاية المطاف. هل ترى أنه ثمّة مبادئ فيما وراء عمل الله؟ (نعم). ثمّة مبادئ فيما وراء عمله، وأحد أعظم المبادئ هو السماح بتصنيف الناس وفقًا لمساعيهم وطريقهم، وترك كل شيء يمضي بشكل طبيعي. يفشل الناس دائمًا في فهم هذا ويسألون: "يُقال دائمًا إن الله يملك السلطان، ولكن أين هو؟ لماذا لا يقوم الله بالقليل من التلقين الإجباري لإظهار سلطانه؟" ليست تلك هي الطريقة التي يظهر بها سلطان الله؛ ليست تلك هي الطريقة التي يجعل الله سلطانه مرئيًا للناس.

هل يمكنكم الآن تمييز المقولة حول السلوك الأخلاقي "كلمة النبيل سنده"؟ هل تفهمون أيضًا ما يطلبه الله من الناس؟ (نعم). ما هو فهمكم؟ (يطلب الله أن يكون الناس صادقين). إن متطلبات الله من الناس في غاية البساطة. إنه يطلب أن يكون الناس صادقين، وأن يتعاملوا مع الأمور التي تحدث وفقًا لمبادئ الحق، وألا يتظاهروا، وألا يكتفوا بالتركيز على السلوك السطحي بل أن يُركِّزوا على فعل الأشياء وفقًا للمبادئ. إذا كان الطريق الذي تسلكه صحيحًا والمبادئ التي تتبع بموجبهاكيف تتصرّف بنفسك صحيحة وتتوافق مع الحق في كلام الله، فذلك يكفي. أليس ذلك بسيطًا؟ (بلى). لا يمتلك الشيطان الحق ولا يقبله، ولذلك فإنه يخدع الناس بمقولات يعتقد الناس أنها جيدة وصحيحة، ويجعلهم يحاولون أن يكونوا نبلاء يتصرفون جيدًا، بدلًا من أن يكونوا أشرارًا يفعلون الأشياء السيئة. يُضلِّل الشيطان الناس بسرعة لأن هذه الأشياء تتوافق مع مفاهيم الناس وتفضيلاتهم، ويمكنهم قبولها بسهولة. الشيطان يجعل الناس يفعلون أشياء تبدو جيدةً فحسب. لا يهم مدى سوء الفعل الذي صنعته في خلف الكواليس، أو مدى فساد شخصيتك، أو ما إذا كنت شخصًا شريرًا أم لا؛ فما دمت تتنكر في مظهرك الخارجي وفقًا للمقولات والمتطلبات التي يضعها الشيطان، وما دام الآخرون يدْعُونك شخصًا جيدًا، فأنت شخص جيد. من الواضح أن هذه المتطلبات والمعايير تشجّع الناس على أن يكونوا مخادعين وسيئين، وأن يرتدوا قناعًا، وتمنعهم من السير في الطريق الصحيح. لذلك، هل يمكننا القول إن كل فكرة ورأي يغرسه الشيطان في الناس تقودهم إلى طريق خاطئ تلو الآخر؟ (نعم). إن العمل الذي يريد الله أن يعمله اليوم هو السماح للناس بتمييز مختلف بدع الشيطان ومغالطاته ورؤيته على حقيقته، ورفضه، ثم إرجاع الناس عن مختلف طرقهم الضالة إلى الطريق الصحيح، حتى يتمكنوا من النظر إلى الناس والأشياء والتصرف والعمل وفقًا للمبادئ. لا يأتي أي من هذه المبادئ من الناس، لكنها مبادئ الحق. عندما يفهم الناس مبادئ الحق هذه، ويستطيعون ممارستها والدخول إلى واقعها، سوف يتشكل كلام الله وحياته تدريجيًا في هؤلاء الناس. وإذا اعتبر الناس كلام الله حياتهم، فلن يعود الشيطان يُضلِّلهم، ولن يعودوا يسيرون في الطريق الخطأ، أي طريق الشيطان، وطريق اللاعودة. هؤلاء الناس لن يخونوا الله مهما ضلَّلهم الشيطان وأفسدهم. بصرف النظر عن الكيفية التي يتغير بها العالم، وبصرف النظر عن الوقت الذي سوف يأتي، فإن حياتهم لن تفسد أو تهلك لأن هؤلاء الناس يعتبرون كلام الله حياتهم، ولأن حياتهم لن تفسد أو تهلك، سوف يتعايشون مع هذا النوع من الحياة ويعيشون إلى الأبد. هل هذا شيء جيد؟ (نعم). عندما ينال الناس الخلاص، فإنهم يُبارَكون بوفرة!

ما هو الشيء الوحيد الأكثر أهميةً لكم الآن؟ أنه أن تتجهزوا بالمزيد من الحق. لن تتمكن من النظر إلى الناس والأشياء، ومن التصرف والعمل وفقًا لكلام الله، ومن معرفة مبادئ الحق بالضبط إلا عندما تتجهز بالمزيد من الحق، وتكون قد سمعت المزيد من الحق واختبرته وفهمته. حينها فقط لن تضل، ولن تضع الإرادة البشرية والأفكار والآراء التي غرسها الشيطان فيك محل كلام الله ومبادئ الحق. أليست ذلك هو الحال؟ (بلى). لذلك، فإن أحد أهم الأشياء وأكثرها إلحاحًا التي ينبغي أن تفعلوها الآن هو أن تتجهزوا بالحق وتفهموا المزيد من كلام الله. ينبغي أن تتفرغ لكلام الله. يتضمن كلام الله أشياءَ كثيرة، وثمّة الكثير من عناصر الحق. ينبغي أن تجهز نفسك بجميع هذه الحقائق بلا تأخير. إذا لم تجهز نفسك، فلن تستطيع استخدام كلام الله كأساس عندما يحدث شيء ما، وسوف تتعامل مع الأمر وفقًا لإرادتك الخاصة. ونتيجةً لذلك، سوف تنتهك المبادئ، وسوف تلازمك تعدياتك كوصمة عار. إذا كنت لا تعرف كيف تطلب الحق عند حدوث شيء، ولم تتعامل معه إلا وفقًا لإرادتك الخاصة ولتحقيق أهدافك الخاصة، وإذا كنت تعتمد على إرادتك الخاصة ولديك عيوب ولكنك لا تعرف كيف تتأمل في نفسك أو تُصبح واعيًا بذاتك، ولا تعرف كيف تُقارن نفسك بكلام الله، فلن تعرف نفسك ولن تتمكن من التوبة بصدق. إذا لم تتب بصدق، فكيف سيراك الله؟ هذا يعني أن لديك شخصية عنيدة وأنك سئمت الحق، مما سيترك وصمةً أخرى، وهو تعدٍّ خطير آخر. هل يفيدك تراكم الكثير من وصمات العار والتعديات؟ (لا). لا يفيد. كيف يمكن علاج التعديات إذًا؟ في الماضي أعددتُ فصلًا عنوانه "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم". هذا يعني أن التعديات مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بعاقبة الشخص. ماذا يحدث مع الناس الذين يرتكبون التعديات دائمًا؟ يقول بعضهم: "لم يكن ذلك مقصودًا. لم أقصد فعل أي شيء شرير في ذلك الوقت". هل هذا عذر جيد؟ إذا لم تكن تقصد ذلك، ألم يكن تعديًا؟ ألا تحتاج إلى التأمل والتوبة؟ لم يكن مقصودًا، ولكن ألم يكن تعديًا مع ذلك؟ لم تفعله عن قصد، لكنك أسأت إلى شخصية الله والمراسيم الإدارية، أليس ذلك صحيحًا؟ (بلى). هذه حقيقة، وبذلك فقد كان تعديًا. لا جدوى من تقديم أعذار. أنت تقول: "أنا غرّ. أنا لم أتلقَ الكثير من التعليم، وأنا لا أملك الكثير من الخبرة في المجتمع. لم أكن أعرف أنه كان خطأً؛لم يخبرني أحد". أو تقول: "كان الوضع خطيرًا للغاية. فعلت ذلك في لحظة انفعال". هل هذه أسباب وجيهة؟ لا سبب من هذه الأسباب وجيه. إذا أتيحت لك الفرصة للتصرف وفقًا لإرادتك الخاصة، فسوف تُتاح لك الفرصة أيضًا لطلب الحق، وينبغي عليك استخدام الحق كمبدأ لأفعالك. لماذا اخترت إذًا التصرف وفقًا لإرادتك عندما أتيحت لك الفرصة لطلب الحق؟ أحد الأسباب هو أن فهمك للحق ضحل للغاية، وأنت لا تولي أهمية عادةً للسعي إلى الحق وتجهيز نفسك بكلام الله. ثمّة سبب آخر وموقف صحيح أيضًا: أنت عادةً ما تفعل الأشياء من دون الله أو كلام الله في قلبك. لم يحدث قط أن كلام الله كان يسود على قلبك. لقد اعتدت على أن تكون عنيدًا، وتعتقد عادةً أنك على حق وتتحكم عادةً في كل أمر، وتفعل الأشياء عادةً وفقًا لتفضيلاتك الخاصة. إنك تكتفي بالقيام بعملية الصلاة إلى الله وشكلياتها. لا يشغل كلام الله مكانًا في قلبك ولا يمكنه أن يحكمه، وليس لله مكان في قلبك ولا يمكنه أن يحكمه. من الطبيعي أن تكون مسؤولًا عن كل ما تفعله، ونتيجةً لذلك، فإنك تنتهك مبادئ الحق. هل هذا تعدٍّ؟ هذا تعدٍّ بالتأكيد. لماذا تختلق الأعذار إذًا؟ ليس ثمّة عذر مقبول. فالتعدي تعدٍّ. إذا ارتكبت تعديات كثيرة وأضررت بمصالح بيت الله وعمل الكنيسة، وأثرت غضب شخصية الله في النهاية، فسوف تنتهي فرصتك في الخلاص. هذا تفسير دقيق لـ "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم"؛ إنها حقيقة. وسبب هذا هو شخصيات الناس الفاسدة التي تنتج جميع أنواع السلوك، والتي بدورها تشكل الطريق الذي يسلكه الناس. هذا الطريق الخاطئ يجعل الناس يرتكبون جميع أنواع التعديات في لحظات مهمة وحاسمة أثناء القيام بواجبهم. إذا كنت قد ارتكبت الكثير من التعديات وكانت تتراكم، فإن فرصتك في الخلاص قد ضاعت. لماذا يرتكب الناس التعديات دائمًا؟ السبب الأساسي هو أنهم ليسوا مجهزين بكلام الله بتاتًا أو نادرًا، كما أنهم نادرًا ما يفعلون أي شيء بناءً على كلام الله أو مبادئ الحق؛ وفي النهاية يرتكبون دائمًا تعديًا. عندما يتعدى الناس، فإنهم يسامحون أنفسهم دائمًا ويقدمون أسبابًا وأعذارًا من قبيل: "لم أقصد فعل ذلك. كان لديّ مقاصد حسنة. كان السبب في ذلك أن الوضع كان مُلحًا. كان هذا الشخص هو السبب. كانت جميع أنواع الأسباب الموضوعية هي السبب. ..." بصرف النظر عن السبب، إذا كنت لا تسعى إلى الحق ولا تتصرف وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارك، فسوف تكون عُرضةً للتعدي على الله ومقاومته. هذه حقيقة غير قابلة للإنكار. وفقًا لهذه الحقيقة، سوف تكون عاقبتك كما سبق وذكرتُ: "التعديات سوف تقود الإنسان إلى الجحيم". سوف تكون هذه هي عاقبتك. هل تفهم؟ (نعم، أنا أفهم).

إن شخصية بعض الناس عنيدة جدًا، وهم في غاية انعدام الضمير لدرجة أنهم يُفكِّرون دائمًا متمنين: "التعدي الضئيل ليس شيئًا. فالله لا يعاقب الناس. إنه رحيم ومحبّ ومتسامح وصبور مع الناس. لا يزال يوم الله بعيدًا. سوف أسعي إلى هذه الحقائق التي أصدرها لاحقًا عندما تسنح لي الفرصة. على الرغم من أن الله نطق بهذه الكلمات بنبرة صادقة وعاجلة، فإنه تظلّ الكثير من الفرص متاحةً لنا للإيمان بالله ونيل الخلاص". إنهم دائمًا رافضون، وليس لديهم أبدًا حس الإلحاح، وليست لديهم رغبة عارمة تجاه الله ولا تعطُّش للحق. لديهم دائمًا قلب عنيد، وهم يتجاهلون دائمًا الحق ومتطلبات كلام الله تمامًا. إذا قاموا بواجبهم بمثل هذا الموقف وفي هذه الحالة، ماذا سيحدث في نهاية المطاف؟ سوف يرتكبون التعديات باستمرار ويُوصَمون بالوصمات! من الخطورة أن يُوصَم الشخص بالوصمات باستمرار وأن يرتكب التعديات، لكنه لا يتعامل معها بجدية ويكون غير مبالٍ بها كثيرًا. فقط لأن الله لا يدينك الآن لا يعني أنه لن يدينك في المستقبل. باختصار، فإن الشخص الذي يعيش في مثل هذه الحالة هو في خطر. إنه لا يعتزّ بكلام الله أو فرصة نيل الخلاص، أو فرصة أداء واجبه، وبالطبع لا يعتز بكلّ ظرف نظَّمه الله له. إنه متراخ وغير مبالٍ دائمًا، ويفعل كل شيء بطريقة غير مبالية ومتراخية وشاردة الذهن. هذا النوع من الأشخاص في خطر. لا يزال بعض الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم ويفكرون: "عندما أفعل الأشياء، يكون الله معي، وأنعم باستنارة الله وإرشاده، وأحيانًا ألقى تأديب الله، ويكون معي في صلواتي!" إن نعمة الله وفيرة – وهي تكفيك بالتأكيد للتمتع بها – يمكنك أن تأخذ كل ما تريد ولا تستخدمه كله أبدًا، ولكن ماذا في ذلك؟ نعمة الله لا تمثل الحق، وتمتعك بنعمة الله لا يعني أنك لديك الحق. الله لديه شفقة على كل شخص، لكن شفقة الله ليست متساهلة أكثر من اللازم. لدى الله شفقة على الحياة البشرية وعلى كل كائن مخلوق. مع ذلك، لا يعني هذا أنه ليست لله مبادئ في عمله، وأنه ليست لديه شخصية بارة، وأن المعايير التي يطلبها من الناس والتي يُقيِّمهم بها سوف تتغير. هل تفهم؟ (نعم). أنت تشعر أن الله لم يكن غاضبًا منك قط، وأن الله لطيف معك ومُراعٍ لك دائمًا، ويهتم بك ويحبك ويعتز بك للغاية. تشعر بدفء الله وإعالته ومساعدته، بل وتشعر بتفضيله ورحمته. تشعر أن الله يحبك أكثر من الجميع، وأنه حتى لو تخلى عن الآخرين لن يتخلى عنك أبدًا. لذلك، فإنك مليء بالثقة بالنفس، وتشعر أنه مُحقّ في عدم السعي إلى الحق، وعدم المعاناة ودفع الثمن أثناء قيامك بواجبك، وعدم السعي إلى تغيير في الشخصية. الله بالتأكيد لن ينبذك. هل تستند ثقتك القوية هذه على كلام الله؟ إذا لم تستطع أن تشعر يومًا بحضور الله حقًا، فسوف تُصاب بالذعر في قلبك وتفكر: "هل يمكن أن يكون الله قد تركني؟" ينبغي أن يتضح لك ما سوف تؤول إليه عاقبتك. الأشخاص الذين لا يسعون إلى الحق وفي غاية البر الذاتي لن ينتهي بهم الأمر جيدًا على الإطلاق. إن هدف الله من محبة الناس، والاعتزاز بهم، والشفقة عليهم، وإسباغ النعمة عليهم، أو حتى معاملة نسبة معينة من الناس بروح المحاباة أو النعمة، بالإضافة إلى جوهر هذه الأفعال، ليس بالتأكيد تدليلك، أو التساهل معك، أو قيادتك إلى الطريق الخطأ، أو تضليلك، أو إبعادك عن الحق، أو الطريق الصحيح. إن غرض الله من فعل هذا كله هو أن يدعمك في السير على الطريق الصحيح، وأن يجعل لك قلب تساوره رغبة عارمة تجاهه، وأن يزيد إيمانك به، ثم أن تُشكِّل قلبًا يتقي الله حقًا. إذا كنت تريد دائمًا الاستمتاع بتدليل الله وأن تكون حيوانه الأليف، فإنني أقول إنك مخطئ. أنت لست حيوان الله الأليف، ولطفه أو محاباته لك ليسا بالتأكيد تدليلًا أو تساهلًا. إن هدف الله من فعل هذا كله هو أن يُمكِّنك من تقدير كلام الله وقبول الحق، وتقويتك بلطفه وبركاته، حتى تملك الإرادة والمثابرة لتسير في طريق السعي إلى الحق، وتسلك الطريق الصحيح في الحياة. بالطبع، يمكن القول على وجه اليقين إنه عندما يصدر الله هذه الحقائق، فإنك تكون قد حصلت على الإعالة، وربحت الحياة، واستمتعت بمحبته. إذا استطعت أن تشكر الله على لطفه، وتقف حازمًا في مكانك المناسب، وتتجهز أكثر بكلام الله، وتعتز أكثر بكلامه، وتطلب مبادئ الحق عند القيام بواجبك، وتسعى للنظر إلى الناس والأشياء، وتتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله، فأنت لم تخذله. مع ذلك، إذا استغللت لطف الله ومحاباته تجاهك، أو تجاهلت شفقته تجاهك، أو أصررت على فعل الأشياء بطريقتك الخاصة، أو تصرفت بعناد وتهور، أو لم تجهز نفسك قط بكلام الله، أو لم تكن لديك الإرادة للسعي إلى الحق، أو لم تنظر إلى الناس والأشياء ولم تتصرف وتعمل وفقًا لكلام الله بحيث يكون الحق معيارك، فبدلًا من التمتع بنعمة الله والشعور بالرضا عن نفسك، عندما لا تلبي توقعات الله، أي عندما تُخيِّب آمال الله كثيرًا، فعاجلًا أم آجلًا سوف تنفد نعمة الله وشفقته ولطفه تجاهك. واليوم الذي تنفد فيه تلك الأشياء يكون هو اليوم الذي يأخذ فيه الله نعمته كلها. عندما لا تشعر حتى بحضور الله، سوف تعرف ما تشعر به حقًا في من الداخل. ستكون ظلمة بداخلك. سوف تشعر بالإحباط والاضطراب والقلق والفراغ. سوف تشعر أن المستقبل ملتبس. سوف تكون مرتعدًا وفي حالة من القلق الدائم. هذا شيء مريع للغاية. لذلك، ينبغي أن يتعلم الناس الاعتزاز بكل ما أعطاهم الله إياه، والاعتزاز بالواجب الذي ينبغي أن يؤدوه، وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يعرفوا كيفية الرد بالمثل. في الواقع، لا يرتبط طلب الله بأن ترد بالمثل بمقدار المساهمة التي تقدمها بالنيابة عنه، أو مدى دويّ شهادتك له. إن ما يريده الله هو أن تسير في الطريق الصحيح، أي الطريق الذي يطلب منك أن تسلكه. نعمة الله كافية كي يتمتع بها الناس. إنه لا يبخل في سبغ هذه النعمة على الناس، ولن يندم على سبغ هذه النعمة على الناس. إذا بارك الله شخصًا وأظهر له لطفه، فسوف يجري هذا دائمًا بمحض إرادته. إنه يفعل هذا كجزء من جوهره وشخصيته وهُويّته. وهو لا يندم أبدًا أو يتأسف على إعطاء هذه الأشياء للناس. مع ذلك، لنقل إن الناس لا يعرفون الخير من الشر أو كيفية تقدير الخدمات. إنهم دائمًا يخذلون الله ويخيبون آماله مرارًا وتكرارًا. بصرف النظر عن الثمن الباهظ الذي دفعه الله أو المدة التي انتظرها، لا يزال الناس يتجاهلونه ولا يفهمون مقاصده الحسنة. يسعى الناس فقط إلى التمتع بنعمة الله؛ كلما كانت النعمة أجزل كان ذلك أفضل. بصرف النظر عن مقدار نعمة الله وبركاته التي يتمتعون بها، فإنهم لا يعرفون رد محبة الله، أو إرجاع قلوبهم إلى الله واتباعه. هل تعتقدون أن الله سيكون راضيًا إذا عامله الناس بهذه الطريقة؟ (لا). ما نوع الموقف الحقيقي الذي ينبغي أن يتخذه الشخص ليجعل الله راضيًا؟ ينبغي على الناس أن يتوبوا، وأن تكون لديهم مظاهر عملية وأن يؤدوا واجبهم جيدًا. ينبغي ألا يتمسكوا بمختلف التبريرات والأعذار. نعمة الله وغفرانه وشفقته على البشرية ليست رصيدًا تدلل فيه نفسك، وليست أعذارًا لتُنعِّم نفسك. بصرف النظر عمّا يفعله الله أو نوع الجهد أو الثمن أو الخاطرة الذي يستثمره في الناس، فله هدف نهائي واحد فقط. وهو أنه يأمل أن يتحولّل الناس إلى الطريق الصحيح، وأن يسيروا في الطريق الصحيح. ما هو الطريق الصحيح؟ إنه أن تسعى إلى الحق وأن تصبح أكثر تجهُّزًا به. إذا كان الطريق الذي يسلكه الناس متوافقًا مع كلام الله، بحيث يكون الحق معيارًا له، فإن الثمن الذي يستثمره الله في الناس، وجميع ما لديه من توقعات من أجلهم سوف يُقابَل بالمثل. هل تعتقدون أن الله يطالب الناس بمطالب كبيرة؟ (لا). لا يطالب الله الناس بمطالب كبيرة، ولديه ما يكفي من الصبر والمحبة لانتظار رجوع الناس. عندما ترجع إلى الله، لن يمنحك فقط قدرًا من النعمة والبركات، لكنه سوف يعولك ويدعمك ويرشدك في الحق، وفي الحياة، وفي الطريق الذي تسلكه. بل وسوف يفعل عملًا أعظم فيك. ذلك هو ما يتطلع إليه. قبل أن يعمل هذا العمل، يرشد الله الناس بلا كلل، ويدعمهم، ويُسبِغ عليهم النعمة والبركات. هذا كله لم يكن قصد الله الأصلي، ولا هو شيء يريد أن يفعله على وجه الخصوص. مع ذلك، لا خيار لديه إلا إلزام نفسه بدفع أي ثمن للناس، وفعل هذا العمل مهما تكلف الأمر. إن ما يريده الله في النهاية بعد فعل هذا العمل كله هو أن يرى الناس يستطيعون الرجوع إليه. إذا فهم الناس مقاصده وتفكيره، والسبب الذي يجعله يريد أن يعمل هذا حقًا، فسوف يدركون محبته، ويحظَون بقدر من القامة ويكونون قد نضجوا. عندما يبدأ الناس في توخي الدقة ويعملون بجدٍّ على كل حقيقة وفرها الله لهم، ويبدأون في الدخول إلى واقع كل حقيقة، يكون الله مسرورًا. حينها، لا يعود عليه أن يفعل العمل البسيط المتمثل في التواجد مع الناس، وتعزيتهم، وتشجيعهم، ونصحهم. بدلًا من ذلك، يمكنه أن يوفر لهم المزيد فيما يتعلّق بالحق، وفيما يتعلّق بالحياة، وفيما يتعلّق بالطريق الذي يسلكونه. يمكنه أن يعمل عملًا أعظم وملموسًا أكثر في الناس. لماذا يفضل الله فعل هذا النوع من العمل؟ لأنه أثناء أداء هذا العمل، يرى الأمل في الناس، ويرى مستقبلهم، ويرى أن الناس متحدون معه بالقلب والعقل. وهذا شيء عظيم بما لا يُقاس لكل من الناس والله، وشيء كان يتطلع إليه الله لفترة طويلة. عندما يسلك الشخص طريق السعي إلى الحق، فإنه سوف يملك تدريجيًا المزيد من القوة والمكانة الحقيقية التي يُمكِنه بها محاربة الشيطان، وسوف يقف بثبات في شهادته لله، وسوف يكون لدى الله رجاء أكبر في رؤية مخلوق بشري آخر يقف ويقاتل من أجله ضد الشيطان. هذا هو مجد الله. عندما ينمو الناس في القامة، ويصبحون أقوى وأقوى، ويُقدِّمون الشهادة أكثر فأكثر، ويصبحون أكثر اتقاءً لله وخضوعًا له بشكل متزايد، فهذا يعني أنه ثمّة رجاء في أن الله سيربح مجموعةً من الغالبين، ويتمجد من خلال الناس وبينهم. هل هذا شيء جيد؟ (نعم). هذا ما يتطلع الله إليه، وهذا هو رجاؤه وتوقعه لكم. لقد ظل الله ينتظر هذا لفترة طويلة. إذا فهم الناس واستطاعوا مراعاة قلب الله، فسوف يعملون وفقًا لما يطلبه منهم، ويدفعون ثمن ما يطلبه منهم. سوف يبذلون قصارى جهدهم للتعاون مع ما يريد الله فعله، ويحققون أمنياته، ويعزون قلبه. مع ذلك، إذا كنت لا تريد عمل هذا، فلن يجبرك الله. أنت تقول: "لماذا لا أريد هذا؟ لماذا لا أريد أن أفعل ما يطلبه الله؟ لماذا أشعر بالاضطراب والضيق وعدم الرغبة في الخضوع عندما أفكر في تلبية متطلبات الله؟" ليس عليك تلبية متطلبات الله؛ فهذا أمر طوعي. يحق لك الاختيار، وأنت حر. الله لا يجبر الناس. إنني أخبركم هذا فحسب فلربما تفهموا تمامًا حقيقة ما يريد الله تحقيقه، والمسؤولية التي تتحملونها، وما يتوقعه الله منكم. هل هذا واضح؟ (نعم). من الجيد أن هذا واضح. إذا كان هذا واضحًا، فسوف تكون قلوب الناس واعيةً. سوف يعرفون في الداخل ما ينبغي أن يعملوا عليه بعد ذلك، وما ينبغي أن يفعلوه، والثمن الذي ينبغي عليهم دفعه؛ سوف يكون لديهم اتجاه.

عقدتُ اليوم شركةً عن المقولة المتعلقة بالسلوك الأخلاقي "كلمة النبيل سنده". بما أنني عقدتُ شركةً سابقًا عن العديد من المقولات الأخرى المتعلقة بالسلوك الأخلاقي التي يروج لها الشيطان، فإن ذلك يجعل تمييز هذه المقولة أسهل قليلًا. بصرف النظر عن ماهية المقولة المتعلقة بالسلوك الأخلاقي، يريد الشيطان أساسًا استخدام نوع من القول لربط السلوك البشري وتقييده، ثم تشكيل اتجاه في المجتمع. وبإنشاء هذا الاتجاه، فإنه يريد تضليل عقول جميع البشر والسيطرة عليها وسجنها، وبالتالي تحويل البشرية كلها ضد الله. بعد أن يكون الناس ضد الله، يريد الشيطان أن يرى الله عاجزًا عن التصرف مع الناس أو أداء العمل. هذا هو الهدف الذي يريد الشيطان تحقيقه، وهذا هو جوهر جميع هذه الأشياء التي يعملها الشيطان. بصرف النظر عن جانب السلوك الذي تمثله هذه المقولات المتعلقة بالسلوك الأخلاقي التي يروج لها الشيطان، أو الأفكار والآراء التي تمثلها، فإنها على أي حال لا تمت بصلة إلى الحق، كما أنها تتعارض مع الحق. كيف ينبغي أن يتعامل الناس مع هذه المقولات المتعلقة بالسلوك الأخلاقي التي يروج لها الشيطان؟ المبدأ البسيط والأساسي للغاية هو أن أي قول يأتي من الشيطان هو شيء ينبغي أن نكشفه، ونُشرِّحه، ونراه على حقيقته، ونرفضه. بما أنها تأتي من الشيطان، فيمكننا إدانتها ورفضها إذا كانت قلوبنا تراها على حقيقتها. لا يمكننا السماح لأمور الشيطان بالوجود في الكنيسة، وتضليل شعب الله المختار، وإفساده، وإزعاجه. ينبغي تحقيق الهدف المتمثل في رفض شعب الله المختار للشيطان، ولا يمكن رؤية أي أثر من بدع الشيطان ومغالطاته فيهم. فبدلًا من هذه البدع والمغالطات، ينبغي أن يسود كلام الله والحق في قلوب شعب الله المختار، وينبغي أن يصبح حياتهم. هذا النوع من البشرية هو النوع الذي يريد الله أن يربحه. دعونا نختتم شركة اليوم هنا.

9 يوليو 2022

السابق: ماذا يعني السعي إلى الحق (14)

التالي: ماذا يعني السعي إلى الحق (16)

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب