23. وهبتُ قلبي لله

في يونيو 2018، انضممتُ إلى تدريبات لأداء كورال نشيد الملكوت. فكرت أنني سأصعد على المسرح وأرنم الترنيمة لأسبح الله وأشهد له. تشرفت بذلك جدًا وكنت فخورة للغاية. صليت أيضًا لله، قائلة إنني سأبذل قصارى جهدي لأطبق وأؤدي واجبي بصورة جيدة. عندما بدأتُ تدريب تعبيرات وجهي وحركات رقصي لأول مرة، كنت مجتهدة حقًا وأبذل جهدًا في الأمر. لكن لأنني لم أعرف شيئًا عن الترنيم والرقص، كانت تعبيراتي متيبسة بعض الشيء وكان هناك فرق واضح في القدرات بيني وبين الآخرين. كان مدربنا دائمًا ما يلفت النظر إلى مشكلاتي. بعد بعض الوقت بدأ الإحباط يصيبني، شعرت بأنني لن أتحسن أبدًا مهما عملت بجد، وعندما تُحدد المواقع، سيكون الإخوة والأخوات الذين هم مرنمين وراقصين جيدين في الأمام بالتأكيد، وأنا سأكون مجرد حشو في الصف الخلفي. صرت تدريجيًا أقل مبادرة في التدريبات وبدأت أحضر متأخرة كلما استطعت. في تصويرنا الأول، وُضعتُ في الصف الأخير، بعيدًا في أحد الجانبين. كنت مستاءة نوعًا، وفكرت، "أنا لست بهذا المستوى الجيد في أي من هذا وليس هناك وجه مقارنة بيني وبين الإخوة والأخوات الذين يمكنهم الترنيم والرقص. لن أرقى أبدًا إلى معيار الصف الأمامي، مهما تدربت بشدة ولا سبيل لأن تراني الكاميرا. لماذا يجب أن أبذل جهدًا كبيرًا في التدريبات؟ سيكون من الجيد ألا أبذل إلا ما يجعلني جيدة بما يكفي". منذ ذلك الحين، تناقصت قدرتي على استجماع أي دافع شيئًا فشيئًا. أعلم أنني لم أكن أؤدي الحركات بطريقة صحيحة، لكنني لم أبذل مجهودًا في تصحيحها. في بعض الأحيان كان المدرب يخبرنا بأن علينا أن نبذل المزيد من الجهد، وأنه إذا كانت تعبيرات شخص واحد وتقديمه دون المستوى، فسوف يعرض البرنامج بأكمله للخطر ويؤخر التصوير. لم يكن لسماع هذا تأثير عليَّ وشعرت بأنني يجب أن أضع في اعتباري النتيجة الإجمالية، لكنني كنت بعد ذلك أحاول بجد لوقت قليل فقط، ثم أغرق مرة أخرى في كوني دون دافع. فقط تدربت بشكل فاتر على الترنيمة والحركات كل يوم دون أن أشعر بأي إرشاد من الله. كانت هناك بعض الحركات التي تدربت عليها لمدة طويلة، لكنني لم أتمكن من أدائها بشكل صحيح. عندما شارك الجميع حول فهمهم للكلمات، لم يمكنني ذلك. ولا حتى شعرت بالتأثر عندما كنت أرنم، وكانت تعبيراتي في الفيلم باهتة. لا يمكن لأحد أن يستمتع بمشاهدتي. شعرت أن التدريبات كانت شاقة ولم أطق انتظار نهايتها، حتى أتمكن من تأدية واجب آخر.

عندما صدرت خريطة مواقع المسرح، اكتشفت أن لدي بعض المشاهد بدون تصوير، وشعرت بأنني مرفوضة أكثر. فكرت، "لست عظيمة، لكنني لست بذلك السوء أيضًا. حتى إذا لم أكن في الصف الأمامي، كان بإمكاني على الأقل أن أظهر في التصوير. لماذا أُقصى؟ هل كنت أتدرب هباءً؟ لو كنت أعرف ذلك، لما تدربت على تلك الحركات". بعد ذلك، في كل مرة أظهر فيها في الكاميرا كنت أجاري الأمر بسعادة. وخلاف ذلك، كنت أمر مرور الكرام على الحركات في التدريبات. عندما انتهى التصوير، كان من المقلق سماع الكل يتكلمون في اجتماع حول ما كسبوه. أديت نفس الواجب، وهم جنوا شيئًا ما، إذًا لما شعر قلبي بالفراغ، كما لو كنت لم أحصل على أي شيء منه؟ شعرت بخوف، وتساءلت عما إذا كنت قد أثرت مقت الله. بعد ذلك سعيت إلى الله وصليت إليه، طالبة منه الإرشاد. ثم قرأت هذه الكلمات من الله: "يقول الناس دائمًا إنّ الله ينظر بعمق إلى قلب المرء ويراقب كل شيء. لكنّ الناس لا يعرفون أبدًا لماذا لا يربح البعض الاستنارة من الروح القدس، ولماذا لا يقدرون أبدًا على كسب النعمة، ولماذا لا يفرحون أبدًا، ولماذا هم دائمًا سلبيون ومكتئبون، ولماذا هم عاجزون عن التصرف بإيجابية. انظر إلى حالاتهم. أضمن لك أنّ أيًا من هؤلاء الناس لا يتمتّع بضمير حيّ أو بقلب صادق". "العنصران الأكثر جوهريةً وأهميةً في إنسانية المرء هما الضمير والعقل. أي نوع من الأشخاص هو الذي ينقصه الضمير ولا يتمتّع بمنطق الطبيعة البشرية العادية؟ عمومًا، إنّه شخص يفتقر إلى الإنسانية أو شخص ذو طبيعة بشرية سيئة. فلنحلّل هذا بشكل وثيق. كيف يُظهر هذا الشخص طبيعة إنسانيةً فاسدةً بحيث يقول الناس إنّه لا يتمتّع بإنسانية؟ ما السمات التي يمتلكها هؤلاء الناس؟ ما المظاهر المحددة التي يُبدونها؟ يقوم أمثال هؤلاء الناس بأفعالهم بلا مبالاة ولا يأبهون لأي شيء لا يعنيهم شخصيًا. لا يفكّرون في مصالح بيت الله، ولا يُبدون أي اعتبار لمشيئة الله. لا يحملون أي عبء للشهادة لله أو لأداء واجباتهم، ولا يمتلكون حسًا بالمسؤولية. ما الذي يفكّرون فيه كلّما فعلوا شيئًا؟ اعتبارهم الأول هو: "هل سيعرف الله إن فعلت هذا؟ هل يراه الآخرون؟ إن كان الآخرون لا يرون أنّني أبذل كل هذا الجهد وأتصرّف بحقّ، وإن كان الله لا يراه أيضًا، فلا نفع من بذلي هذا الجهد أو معاناتي لأجل هذا." أليست هذه أنانيةً؟ في الوقت عينه، هذا نوع وضيع جدًا من النوايا أيضًا. عندما يفكّرون ويتصرّفون بهذه الطريقة، هل يؤدّي الضمير أي دور؟ هل هناك أي جزء من الضمير في هذا؟ يوجد حتى أشخاص آخرون عندما يرون مشكلة في أداء واجبهم يبقون صامتين. فهم يرون أن الآخرين يسببون عقبات ومصادر إزعاج، لكنهم لا يفعلون شيئًا لإيقافهم. إنهم لا يراعون إطلاقًا مصالح بيت الله، ولا يفكرون مطلقًا بواجباتهم أو مسؤولياتهم. إنهم لا يتكلَمون أو يتصرَّفون أو يَظهَرون أو يقدمون جهدًا أو يبذلون طاقةً إلا من أجل غرورهم وسمعتهم ومكانتهم ومصالحهم وكرامتهم. أفعال شخص كهذا ونواياه واضحة للجميع: يَظهرون كلّما سنحت فرصة ليتكرّموا أو يتمتّعوا ببعض البركات. لكن عندما لا توجد فرصة للتكريم، أو حالما يحين وقت المعاناة، يتوارون عن الأنظار كسلحفاة تسحب رأسها إلى الداخل. هل يتمتّع هذا النوع من الأشخاص بضمير وعقل؟ هل مَن لا يتمتّع بضمير وعقل ويتصرّف بهذه الطريقة يشعر بتبكيت الضمير؟ لا يؤدي ضمير هذا النوع من الأشخاص أي غرض، وهم لم يشعروا قطّ بتبكيت الضمير. إذًا هل يستطيعون أن يشعروا بلوم الروح القدس أو تأديبه لهم؟ لا، لا يستطيعون". (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). حركَّت قراءة كلمات الله قلبي. لم أتمكن من الحصول على عمل الروح القدس لأنني لم أكن أمينة في قلبي. لم آخذ في اعتباري إلا مكانتي وقامتي بدلًا من مصالح بيت الله. يمقت الله هذا الأسلوب في واجب المرء. عودة بأفكاري، حين رأيت أن قدرتي أقل من قدرة الآخرين، وحين وُضعتُ في المؤخرة، صرت سلبية ولم أرغب في التدرب على تعبيراتي وحركاتي. كنت راضية بأدنى مجهود. لم أكن أفكر في كيفية التحسن. جعلتني لقطاتي التي لن تُصوَّر أشعر كما لو كنت أتذمر وأتجادل، لم أرغب في التمرن لاعتقادي أن كفاحي كان عبثًا. عندما كنت أُصور، أديت دوري، لكن عندما كنت لا أفعل، كنت أتوانى وأتصرف كيفما اتفق. شعرت بالذنب عندما فكرت في هذا. نصور أعمال الكورال لنشهد لله، لذا فإن مشاركاتي كانت رفعة من الله لي. كان علي أن أبذل قصارى جهدي للقيام بواجبي بصورة جيدة. بدلًا من هذا، جعلتني رغبتي في المكانة والقامة مهملة وسلبية وكسولة. لم يكن لدي ضمير أو عقل. كنت شخصية أنانية وتافهة. يفحص الله قلوب البشر، لذا كيف يمكن ألا يثير سلوكي مقته؟ أشعرني إدراك هذا بالندم والذنب، وصليت إلى الله قائلة: "يا الله! كنت مخطئة. لقد ندمت على دوري في هذا البرنامج، وليس بإمكاني التعويض عن ذلك الآن. الآن، سأسعى إلى الحق وأتوقف عن التفكير في المكانة والقامة. أرغب في تأدية واجبي بصورة جيدة".

في ذلك الوقت ظننت أن كل ما يمكنني فعله هو الامتلاء بالندم، لكن لدهشتي، احتجنا إلى القيام بتصوير إضافي. راودتني كل أنواع المشاعر عندما سمعت ذلك. شعرت بأن هذه هي فرصتي للتوبة. كنت مصممة على تأدية واجبي كما يجب لإرضاء الله. بذلت كل جهدي في التدريبات، وبعد فترة، رأيت تقدمًا في قدرتي. كنا على وشك بدء التصوير، لكن وجب تأجليه بسبب ظروف أخرى. طلب منّا المخرج الاستمرار في التدريب. في البداية، كنت قادرة على العمل بجد على ذلك كل يوم، لكنني بدأت أفكر بعد ذلك، "لا نعلم متى نصوّر ولا عدد مرات التدريبات. مثل المرة الماضية، لن تصورني الكاميرا على الأرجح في بعض اللقطات. وأعرف الترنيمة والحركات بصورة أساسية. لذا ينبغي أن يكون هذا كافيًا للتمرين". حذرنا المدرب من التساهل مع التمرين قبل التصوير وأن ترتيبات المسرح قد تتغير. لكنني لم ألق بالًا، وفكرت، "ليس هناك فرصة لأن أوضع في المقدمة، لذا حتى إذا عملت بجد لن أظهر بالضرورة في الفيلم. لماذا يا أخي؟". عندما أشار المدرب إلى مشاكلي، لم أكن راغبة في العمل عليها، واختلقت الأعذار: "سيظهر الإخوة والأخوات الموجودون في المقدمة في الفيلم، لذا اجعلهم يتدربون كثيرًا. لكنني سأكون في الخلف، ولن يمكن لأحد ملاحظتي. لا داعي لمثل هذا الضجيج". بعد ذلك، شعرت بالتعب في التدريبات، كما لو كانت شاقة. لم أرغب في الذهاب مرات عديدة. أدركت أن مشكلتي القديمة قد عادت وشعرت بشعور سيء. سألت نفسي، "لما لا أبالي بواجبي؟ لما لا يمكنني التركيز على إرضاء الله؟". صليت إلى الله من أجل حالتي الحقيقية، طالبة منه الإرشاد.

قرأت كلمات الله "لسنوات عديدة، كانت أفكار الناس التي اعتمدوا عليها لبقائهم على قيد الحياة تتلف قلوبهم لدرجة أنهم أصبحوا خونة وجبناء ووضعاء. لا يفتقرون لقوة الإرادة والعزم فحسب، إنما أصبحوا أيضًا جشعين ومتغطرسين وعنيدين. هم يفتقرون تمامًا لأي عزمٍ يتجاوز الذات، بل وليست لديهم أيَّ شجاعة للتخلّص من قيود هذه التأثيرات المظلمة. أفكار الناس وحياتهم فاسدة، ووجهات نظرهم فيما يخصّ الإيمان بالله لا تزال قبيحة بقدر لا يطاق، وحتى عندما يتحدثون عن وجهات نظرهم فيما يخص الإيمان بالله لا يمكن بكل بساطة احتمال الاستماع إليها. الناس جميعًا جبناء وغير أكْفَاء ووضعاء وكذلك ضعفاء. لا يشعرون بالاشمئزاز من قوى الظلام، ولا يشعرون بالحب للنور والحق؛ إنما بدلاً من ذلك يبذلون قصارى جهدهم للابتعاد عنهما. ... أنتم الآن أتباع، وتتحلّون ببعض الفهم لهذه المرحلة من العمل. ولكنكم لم تتخلوا بعد عن رغبتكم في المكانة. تسعون جيدًا إذا كانت مكانتكم رفيعة، ولكن إن كانت وضيعة، فلا تسعون أبدًا. تفتكرون دائمًا في بركات اعتلاء المكانة الرفيعة. لماذا لا يستطيع أغلبية الناس الخروج من الشعور بالسلبية؟ أليست تطلعاتكم المظلمة هي السبب في ذلك؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لماذا لا تريد أن تكون شخصية الضد؟). "لا تهتمّ لما يقوله شخص كهذا. يجب أن ترى ما يحيا بحسبه وما يكشفه وما هو سلوكه عندما يؤدّي واجباته، وما هي حالته الداخلية وما يحبّه أيضًا. إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق إخلاصه لله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق مصالح الله، أو إن كانت محبته لشهرته وثروته تفوق الاعتبار الذي يُظهره لله، فهو ليس شخصًا يتمتّع بإنسانية. يستطيع الآخرون والله أن يروا سلوكه، وبالتالي من الصعب جدًا لشخص كهذا أن يربح الحق". (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). كشفَت كلمات الله دوافعي الخسيسة الراسخة، وأظهرت لي سبب عدم اهتمامي حين لم أتمكن من التفاخر في واجبي ولماذا كنت لا مبالية في واجبي ومسؤوليتي. كانت رغبتي في المكانة والقامة أكبر مما يجب. لأنني لم يكن لدي موهبة أبدأ بها، لم يكن واضحًا أنني كنت أسعى وراء فرصة للتفاخر. رغبت في ذلك، بالرغم من افتقاري للموهبة. عندما رأيت أنه ليس هناك فرصة للتفوق على الآخرين، وأنني لن أكون في الصف الأمامي، أصبحت سلبية نحو الأمر برمته ولم أبذل إلا جهدًا قليلًا في واجبي. راجعت الحركات دون محاولة فعل أفضل ما يمكنني فعله. ظننت أنني يجوز لي ألا أعاني كثيرًا، حيث إنني لم أتمكن من التفاخر، وبهذه الطريقة لن أخسر. سموم الشيطان مثل "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط" كانت متجذرة فيَّ بعمق بالفعل. كنت تحت سيطرتها لذا لم أفكر إلا في ربحي الشخصي في كل ما فعلته. لم أفعل ذلك إلا من أجل الاسم والربح. كان هذا حقيقًا حتى في واجبي، عملت بجد عندما كان بإمكاني التفاخر، لكن عندما لم أتمكن من تحقيق رغباتي، مررت على الحركات مرورًا سريعًا، دون اعتبار لمشيئة الله ولا لبيت الله على الإطلاق. كنت أحيا بحسب طبيعتي الماكرة، وأخطط لاسمي ومركزي. كنت متوانية ومخادعة في واجبي، دون أي مسؤولية أو ضمير أو عقل أو كرامة. لم أكن جديرة بالثقة على الإطلاق. فكرت في عدد الإخوة والأخوات الذين كنت أعرف أنهم أنقياء وأمناء، لدرجة أنهم، بغض النظر عن موقعهم على المسرح، أعطوا الله أفضل ما لديهم. بمرور الوقت تحسن شدوهم ورقصهم وأمكنهم أن يروا بركات الله وإرشاده. بالإضافة إلى أولئك الذين في الكواليس، الذين قاموا بدورهم في صمت بالرغم من أن أحدًا لن يراهم قط. قالوا إن كل عملهم كان يستحق العناء، فقط ليروا نشر البرنامج. لكنني عندما لم أتمكن من التفاخر لم أؤدي واجبي بصورة جيدة. افتقرت إلى الإنسانية. شخصية الله بارة، لذا يحتقر البشرية والمساعي المشابهة لما لدي ويكرهها. لم أتمكن من ربح عمل الروح القدس في واجبي، والتقدم في الحياة. عرفت أنني إذا لم أتب، فلن أربح أي حق على الإطلاق. بل سيقصيني الله! شعرت بالخوف في تأملي وصليت إلى الله. "يا الله، أرى كم كنت مُخزية، وأنا أحيا بحسب شخصيتي الفاسدة، دون إنسانية. يا الله، أرغب في التوبة والتغيير. أرجوك أرشدني لأغيِّر شخصيتي وأركز على واجبي".

قرأت فيما بعد كلمات الله: "إذا كنت ترغب في أن تكون متفانيًا في كل ما تفعله لتحقيق مشيئة الله، فلا يمكنك عندئذ أداء واجب واحد فحسب؛ بل عليك أن تقبل أي تفويض يطلبه الله منك. وسواء أعجبك ذلك أم لا، وسواء كان يقع ضمن نطاق اهتماماتك أم كان أمرًا لا تستمتع به أو لم تقم به من قبل، أو كان صعبًا، يظلّ عليك مع ذلك أن تقبل به وتخضع. ولا يتعيّن عليك أن تقبل به فحسب، بل يجب عليك أن تتعاون بصورة استباقية، وتتعرف عليه، وتحظى بالدخول. حتى وإن عانيت وإن لم تتمكّن من الظهور والإشراق، عليك مع ذلك أن تكون متفانيًا في التزامك. عليك أن تنظر إلى ذلك بوصفه واجبًا يتعيّن عليك القيام به، لا بوصفه عملاً شخصيًا، بل على أنه واجبك. كيف ينبغي على الناس أن يفهموا واجباتهم؟ عندما يكلّف اللهُ، الخالقُ، شخصًا معيّنًا بالقيام بمهمة معينة، فإن واجب ذلك الشخص يرى النور. إن واجباتك هي عبارة عن المهمّات التي ينيطها الله بك، والتكليفات التي يوكلها إليك. هذه هي واجباتك. عندما تسعى إليها بوصفها أهدافك، وعندما تتمتع فعلاً بقلب محب لله، هل يمكنك مع ذلك أن ترفض؟ يجب ألاّ ترفضها. يجب أن تقبلها. هذا هو طريق الممارسة" (من "فقط عبر كونه شخصًا مستقيمًا، يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا حقًّا" في "تسجيلات لأحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أدركت أن واجبي كان إرسالية الله لي، وسواء تمكنت من التفاخر أو لا، ينبغي أن أترك أي دوافع شخصية، وأن أقبله كواجبي، وأن أفعل أفضل ما يمكنني فيما يطلبه الله. في أي تكوين، يكون البعض في المقدمة والبعض في الخلف، لكن، بغض النظر عن موضعهم، فإنهم يؤدون واجبهم. ينظر الله إلى دافعنا وأساليبنا نحو واجبنا، وما إذا كنا نؤديه بقلبنا، وما إذا كنا نطبّق الحق لإرضاء الله. فكرت كيف أنني لم أكن موهوبة كالمؤدين الآخرين. لكن الله بالرغم من ذلك، منحني هذه الفرصة للتدريب حتى أتمكن من تحسين مهاراتي ودخولي إلى الحياة. هذه هي محبة الله! عرفت ألا أكون أنانية وقاسية كما كنت فيما سبق، وألا أكسر قلب الله ولا أخذله. سواء كنت في المقدمة أو في الخلف، سواء كنت مرئية أو لا، سآخذ مكاني كمخلوقة. وأؤدي واجبي بنقاء وأرد محبة الله.

تأكدت من الصلاة والاتكال على لله وعملت بجد بغض النظر عما نتدرب عليه. عندما قرأت كلمات الله قبل التدريبات، فكرت في متطلبات الله، ومارست كلماته في التدريبات. عندما ذكر المدرب مشاكلي، استمعت إليه وأدرجت ذلك في تمريني. لاحظت جوانب قصوري واستغللت وقت فراغي في التمرين. توقفت عن القيام بالحد الأدنى. ومع الدوافع الصحيحة للتدريبات، شعرت بالإنجاز كل يوم. أمكنني أن أشعر حقًا بإرشاد الله في واجبي ولم أكن مجهدة كما كنت من قبل. بعد بعض الوقت، تحسنت حركاتي وتعبيراتي، وقالت الأخوات إن قدرتي قد تحسنت كثيرًا. شعرت بأهمية الإقبال على واجبي بقلب أمين.

خلال أغلب مدة التصوير كان مكاني ما زال في الخلف، وفي بعض الأوقات لم أرغب في أن أفعل أفضل ما يمكنني فعله. لذا صليت إلى الله وفكرت في الكيفية التي أهتم بها بمشيئته، وكيف استثمر نفسي. استغرقت وقتًا، لكن عقليتي تحسنت. عندما كنت في المؤخرة، صليت من أجل إخوتي وأخواتي في المقدمة. عندما لم أكن ظاهرة في الكاميرا، ساعدت أخواتي على ارتداء ملابسهم وتهيئة شعرهم، وفعلت ما بوسعي من أجل واجبي. عندما رأيت بعض الأخوات يصبحن سلبيات بسبب كونهن في المؤخرة، قدمت شركتي عن إرادة الله. أراحتني تأدية واجبي بهذه الطريقة وتحسنت حالتي. جاء طرح مكانتي وقامتي جانبًا وتطبيق الحق من إرشاد كلمات الله.

السابق: 22. تعلَّمتُ أخيرًاكيفية الوفاء بواجبي

التالي: 24. مكافآت وفاء المرء بواجبه

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

57. الإبلاغ أو عدم الإبلاغ

يقول الله القدير، "من أجل مصيركم، عليكم أن تسعوا إلى أن تحظوا بقبول الله. وهذا يعني أنكم ما دمتم تعترفون بأنكم تُحسبون في عداد بيت الله،...

61. لقد كشف الحق الطريق لي

يقول الله القدير، "خدمة الله ليست بالمهمة اليسيرة. إن أولئك الذين لا تزال شخصيتهم الفاسدة كما هي دون تغيير لا يمكنهم أن يخدموا الله أبدًا....

55. التحرر من قيود العبودية

يقول الله القدير، "الآن حان الوقت الذي أضع فيه نهاية كل شخص، وليس نهاية المرحلة التي بدأت فيها عمل الإنسان. أنا أكتب في سجلي، واحدًا تلو...

26. كيف ترى واجبك؟

يقول الله القدير، "أهم مطلب في إيمان الإنسان بالله أن يكون له قلبٌ أمين، وأن يكرس نفسه بالكلية، وأن يطيع طاعة حقيقية. ليس أصعب على الإنسان...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب