ز. هدف تَجسُد الله في الصين وأهميته ليظهر ويعمل في الأيام الأخيرة

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

كان عمل يهوه خلق العالم، كان البداية؛ هذه المرحلة من العمل هي نهاية العمل، وهي الخاتمة. في البداية، نفَّذ الله عمله بين الأشخاص المختارين في إسرائيل، وكان فجر حقبة جديدة في أقدس مكان. أما المرحلة الأخيرة من العمل فتُنفَّذ في البلد الأكثر دنسًا، لدينونة العالم ووضع نهاية للعصر. في المرحلة الأولى، تمّ عمل الله في أكثر الأماكن إشراقًا، وتُنفَّذ المرحلة الأخيرة في أكثر الأماكن ظلامًا، وسيُطرد هذا الظلام، ويؤتى بالنور، وتُخضَع جميع الشعوب. عندما أُخضِعَ الناس من هذه الأماكن الأكثر دنسًا وأكثرها ظلمة في جميع الأماكن، واعترف جميع السكان بأن هناك إلهًا، وهو الإله الحقيقي، وكان كل شخص مقتنعًا تمامًا، عندها ستُستخدَم هذه الحقيقة لتنفيذ عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون. هذه المرحلة من العمل رمزية: بمجرد الانتهاء من العمل في هذا العصر، فإن عمل الستة آلاف سنة من التدبير سيصل إلى نهاية كاملة. وبمجرد أن يُخضع كلّ الذين يعيشون في أظلم الأماكن، فغني عن القول إن الوضع سيكون كذلك في كل مكان آخر. على هذا النحو، يحمل عمل الإخضاع فقط في الصين رمزية ذات معنى. تُجسِّد الصين كل قوى الظلام، ويمثل شعب الصين كل أولئك الذين هم من الجسد، ومن الشيطان، ومن اللحم والدم. إن الشعب الصيني هو أكثر مَنْ فَسَد بسبب التنين العظيم الأحمر، الذي يعارض الله أقوى معارضة، وهو الشعب الذي تعتبر إنسانيته الأكثر دناءة ودناسة، ومن ثمَّ فهم النموذج الأصلي لكل البشرية الفاسدة. هذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل على الإطلاق لدى دول أخرى؛ فمفاهيم الإنسان كلها متشابهة، وعلى الرغم من أن شعوب هذه البلدان قد يكونون من العيار الجيد، فإن كانوا لا يعرفون الله، فقد يعني ذلك أنهم يعارضونه. لماذا عارض اليهود أيضًا الله وتمردوا عليه؟ لماذا عارضه الفريسيون أيضًا؟ لماذا خان يهوذا يسوع؟ في ذلك الوقت، لم يكن العديد من التلاميذ يعرفون يسوع. لماذا، بعد أن صُلب يسوع وقام، ظل الناس غير مؤمنين به؟ أليس تمرد الإنسان متشابه لدى الجميع؟ ببساطة، شعب الصين مثالٌ على ذلك، وعندما يُخضَعون سوف يصبحون نموذجًا وعينة، وسيكونون مثل مرجع للآخرين. لماذا قلت دائمًا إنكم جزء من خطة تدبيري؟ ففي الشعب الصيني يتجلى الفساد والدنس والإثم والمعارضة والتمرد على أكمل وجه ويُكشف بجميع أشكاله المتنوعة. فمن ناحية، عيارهم متدنٍّ، ومن ناحية أخرى، حياتهم وعقليتهم متخلفة، وعاداتهم، وبيئتهم الاجتماعية، وعائلة نشأتهم – كلها فقيرة والأكثر تخلفًا. كما أن مكانتهم أيضًا وضيعة للغاية. العمل في هذا المكان رمزي، وبعد أن يُنفَّذ هذا الاختبار في مجمله، سيكون عمل الله اللاحق أسهل كثيرًا. إذا كان يمكن استكمال خطوة العمل هذه، فإن العمل اللاحق سيُنجز تلقائيًّا. وبمجرد إنجاز هذه الخطوة من العمل، فإن نجاحًا كبيرًا سيتحقق بالكامل، وسوف ينتهي تمامًا عمل الإخضاع في جميع أنحاء الكون. في الواقع، بمجرد نجاح العمل بينكم، سيكون مُعادلًا للنجاح في جميع أنحاء الكون. هذا هو سبب جعلي لكم تلعبون دور النموذج والعينة.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. رؤية عمل الله (2)

إن الصين أكثر البلدان ترديًا. إنها الأرض التي يقبع فيها التنين العظيم الأحمر، ويوجد فيها أكبر عدد من الناس الذين يعبدون الأصنام ويمارسون السحر، وأكبر عدد من المعابد، وهي المكان الذي يسكنه الشياطين الأنجاس. لقد وُلِدتَ في هذا المكان وتعلمت بتعليمه، وسقطت تحت تأثيره، وأفسدك وعذبك، لكنك بعد أن تستيقظ تتمرد عليه ويربحك الله بالكلية. هذا هو مجد الله، ولهذا السبب تحظى هذه المرحلة من العمل بأهمية كبيرة. لقد أتم الله عملاً بمقدار هائل كهذا، وتكلم بكلامٍ كثير، وفي النهاية سوف يقتنيكم بالكلية. هذا جزءٌ واحدٌ من عمل تدبير الله، وأنتم "غنيمة النصر" في معركة الله مع الشيطان. كلما فهمتم الحق وتحسَّنت حياتكم الكنسية، ازداد التنين العظيم الأحمر خضوعًا. تلك جميعها هي أمور العالم الروحي، وتلك هي حروبه، وعندما ينتصر الله، سوف يلحق بالشيطان الخزي والتردي. لهذه المرحلة من عمل الله أهمية بالغة.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (2)

إن عمل إخضاع أمثال هؤلاء الناس ذو أهمية كبرى. لقد وقعتم جميعًا تحت تأثير الظلمة وتضرّرتم للغاية. الهدف من هذا العمل، إذًا، هو تمكينكم من معرفة الطبيعة البشرية ومن ثمَّ العيش بحسب الحق. إن نيل الكمال هو ما ينبغي أن تتقبله كل المخلوقات. إذا كان عمل هذه المرحلة لا ينطوي إلّا على تكميل الناس، فيمكن عندئذ القيام به في بريطانيا أو أمريكا أو إسرائيل، أي يمكن القيام به في شعب أيّ أمة. لكن عمل الإخضاع انتقائي. فالخطوة الأولى في عمل الإخضاع قصيرة الأجل؛ وستُستخدم كذلك لإذلال الشيطان وإخضاع الكون كله. هذا هو العمل الأولي للإخضاع. يمكن للمرء القول إنه يمكن تكميل أي مخلوق مؤمن بالله؛ إذ لا يمكن تحقيق الكمال إلا بعد تغيير طويل الأمد. لكن أمرَ الإخضاع مُختَلِف. يجب أن تكون عيّنةُ ونموذج الناس الذين يجتازون الإخضاع هي العينة والنموذج اللذين يحتلان موقعًا متأخّرًا، ويعيشان في غياهب الظلمة، وأن يكونا أيضًا الأكثر تدنيًّا، وغير المستعدين للاعتراف بالله أبدًا، والأكثر تمردًا عليه. يستطيع هذا النوع من الأشخاص الشهادةَ بأنه قد أُخضِع. إن الهدف الرئيسي من عمل الإخضاع هو هزيمة الشيطان، بينما الهدف الرئيسي من تكميل الناس هو كسبُهم، وتمكينهم من أن يشهدوا بعد إخضاعهم بأن عمل الإخضاع هذا قد تم تنفيذه هنا لأناسٍ مثلكم. والهدف من ذلك هو جعل الناس يقدمون شهادة بعد إخضاعهم. هؤلاء الناس الذين يُخضَعون سيُستخْدَمون بهدف إذلال الشيطان.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يمكن إلا للمُكَمَّلين وحدهم أن يعيشوا حياة ذات مغزى

إن العمل الآن على أحفاد مؤاب هو لخلاص أولئك الذين سقطوا في أكثر الظلمات حلكة. على الرغم من أنهم كانوا ملعونين، فإن الله يرغب في ربح المجد منهم؛ هذا لأنهم في البداية كانوا جميعًا أشخاصًا تفتقر قلوبهم إلى وجود الله فيها – فالإخضاع الحقيقي هو جعلُ أولئك الذين يفتقرون إلى وجود الله في قلوبهم يخضعون لله ويحبونه، وثمرة عمل كهذا هي الأكثر قيمة وإقناعًا. هكذا فقط يكون ربح المجد – هذا هو المجد الذي يريد الله أن يربحه في الأيام الأخيرة. وعلى الرغم من أن مستوى هؤلاء الأشخاص متدنٍ، فإن كونهم قادرون الآن على نيل مثل هذا الخلاص العظيم هو حقًّا ترقية من الله. لهذا العمل مغزى كبير، فالله يربح هؤلاء الأشخاص من خلال الدينونة. فهو لا يقصد معاقبتهم بل تخليصهم. لو كان لا يزال مستمرًا بعمل الإخضاع في إسرائيل خلال الأيام الأخيرة، لكان ذلك من دون جدوى؛ فحتى لو أثمر، لما كانت له أي قيمة أو أي أهمية كبيرة، ولن يكون قادرًا على ربح كل المجد. إنه يعمل عليكم، أي أولئك الذين وقعوا في أحلك الأماكن، والذين هم الأكثر تخلفًا. هؤلاء الناس لا يعترفون بوجود إله ولم يعرفوا أبدًا أنه يوجد إله. لقد أفسد الشيطان هذه المخلوقات إلى درجة أنها نسيت الله. لقد أعماها الشيطان وهي لا تعرف على الإطلاق أن هناك إلهًا في السماء. في قلوبكم، تعبدون جميعًا الأصنام، وتعبدون الشيطان، ألستم الأكثر وضاعة والأكثر رجعية من بين الناس؟ أنتم الأكثر وضاعة من بين البشر، وتفتقرون إلى أي حرية شخصية، وتعانون أيضًا من الضيقات. أنتم أيضًا الأدنى مستوى في هذا المجتمع، ولا تتمتعون حتى بحرية الإيمان، وهنا تكمن أهمية العمل عليكم.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب

لقد صار الله جسدًا في أكثر الأماكن تخلُّفًا ودنسًا على الإطلاق، وبهذه الطريقة وحدها، يستطيع الله أن يُظهر شخصيته المقدسة والبارَّة بوضوح كامل. ومن خلال ماذا تُظهَرُ شخصيته البارَّة؟ تُظهَرُ عندما يُدينُ خطايا الإنسان، ويُدينُ الشيطان، وعندما يمقُتُ الخطية، ويزدري الأعداء الذين يعارضونه ويتمرَّدون عليه. الكلام الذي أتكلَّمُه اليوم هو من أجل إدانة خطايا الإنسان، وإدانة إثم الإنسان، ولَعنِ تمرد الإنسان. يجب أن يُخضَعَ خداعُ الإنسان والتواؤه، وكلماته، وأفعاله، وكُلُّ ما يتعارض مع إرادة الله للدينونة، وأن يُدانَ كل تمرد الإنسان بصفته خطية. يتمحور كلامه حول مبادئ الدينونة؛ فهو يستخدم دينونة إثم الإنسان، ولَعنِ تمرُّدِ الإنسان، وكشفِ وجوه الإنسان القبيحة لإظهار شخصيته البارَّة. القداسة هي تمثيل لشخصية الله البارَّة، وقداسته هي في الواقع شخصيته البارَّة. شخصياتكم الفاسدة هي سياق كلام اليوم، إذ أستخدمُها لأتكلَّم، وأُدين، وأنفِّذَ عمل الإخضاع. هذا وحده هو العمل الفعليّ، وهذا وحده يجعل قداسة الله تشرق. إذا لم يكن فيكَ أيُّ أثرٍ لشخصية فاسدة، فلَن يُدينَكَ الله، ولن يُريك أيضًا شخصيته البارَّة. لكن بما أنك تملك شخصية فاسدة، فلن يتركك الله، وتظهَرُ قداستُهُ من خلال هذا. لو كان الله يرى أن دنس الإنسان وتمرُّدَه عظيمان للغاية، ولم يتكلَّم أو يُدِنْكَ، ولم يوبخك على إثمك، لأثبَتَ هذا أنه ليس الله، لأنه حينها لن يملك كرهًا للخطية؛ وسيكون دنسًا مثل الإنسان. اليوم، أنا أدينك بسبب دنسك، وأوبخكَ بسبب فسادك وتمرُّدك. أنا لا أتفاخر بقوتي أمامكم، أو أقمعكم عمدًا؛ فأنا أفعلُ هذه الأشياء لأن الدنس قد لوثكم بشدة، أنتم يا من وُلدتم في أرض الدنس هذه. لقد فقدتم ببساطة نزاهتكم وإنسانيتكم كالخنازير التي تعيش في أقذر الأماكن، وبسبب قذارتكم وفسادكم تُدانون وأطلق العنان لغضبي عليكم. وبسبب دينونة هذا الكلام بالتحديد، تمكنتم من أن تروا أن الله هو الإله البارُّ، وأن الله هو الإله القُدُّوس؛ أي إنه يُدينكم تحديدًا ويطلق العنان لغضبه عليكم بسبب قداسته وبرِّهِ. ولأنه تحديدًا يكشف عن شخصيته البارَّة حينَ يرى تمرُّدَ الإنسان. دنس الإنسان وفساده يكشفان عن قداسته. هذا يكفي لِيُظهِرَ أنه هو الله ذاته، وأنه مقدس ونقيّ، ومع ذلك يعيش في أرض الدنس. ...

يوجد فرق كبير بين العمل الذي تم في اسرائيل وعمل اليوم، فقد قاد يهوه حياة بني إسرائيل، ولم يكن هناك الكثير من التوبيخ والدينونة، ففي ذلك الزمن، لم يكن الناس يفهمون عن العالم سوى الشيء القليل جدًا، ولم تكن لديهم سوى قلَّةٌ من الشخصيات الفاسدة. في ذلك الزمن، أطاع بنو إسرائيل يهوه كُليًا؛ فعندما طلب منهم بناء مذابح، بنوا مذابح بسرعة، وعندما أمرهم بارتداء رداء الكهنة، أطاعوا. في تلك الأيام، كان يهوه مثل راعٍ يرعى قطيعًا من الخراف، والخراف تتَّبِعُ إرشاد الراعي، وتأكل العشب في المراعي. لقد قاد يهوه حياتهم، وأرشدهم في كيفية أكلهم، ولباسهم، وسكنهم، وسفرهم. لم يكن ذلك الوقت وقت توضيح شخصية الله، لأن البشرية في ذلك الزمن كانت حديثة الولادة؛ إذ لم يكن هناك سوى القليل من المتمردين والمقاومين، ولم يكن هناك الكثير من الدنس بين البشر، ومن ثمَّ، لم يكن من الممكن أن يلعب الناس دور شخصيات الضدّ لشخصية الله. تظهر قداسة الله من خلال الناس الآتين من أرض الدنس؛ وهو اليوم يستخدم الدنس الذي ظهر في أولئك الناس في أرض الدنس، ويُدين، وبذلك تُكشفُ ماهيته وسط الدينونة. لماذا يُدين؟ هو قادرٌ على النطق بكلام الدينونة لأنه يحتقر الخطية؛ فكيف يمكن أن يغضب إلى هذا الحد لو لم يكن يكرَهُ تمرُّد البشرية؟ لو لم يكن لديه شعور بالاشمئزاز، ولا بالنفور، ولو لم يلتفت إلى تمرُّد الناس، لأثبت ذلك أنه دنس مثل الإنسان. هو قادرٌ على أن يُدين الإنسان ويوبخه لأنه يمقُتُ الدنس، وما يمقُتُه غير موجودٍ فيه. لو كان فيه أيضًا معارضة وتمرُّد، لما احتقر أولئك المقاومين والمتمردين. لو كان عمل الأيام الأخيرة يُنَفَّذُ في إسرائيل، لما كان له أي معنى. لماذا يتمُّ عمل الأيام الأخيرة في الصين، المكان الأكثر ظلمة وتخلُّفًا على الإطلاق؟ ذلك من أجل إظهار قداسة الله وبرِّه. باختصار، كلما كان المكان أكثر ظُلمةً، أمكن إظهار قداسة الله بشكل أوضح. وكُلُّ هذا في الواقع من أجل عمل الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية تحقيق آثار الخطوة الثانية من عمل الإخضاع

لم يؤمن الشعب الصيني أبدًا بالله ولم يخدم مطلقًا يهوه، ولم يخدم مطلقًا يسوع. هم فقط يسجدون، ويحرقون البخور، ويحرقون ورقة الجوس، ويعبدون بوذا. إنهم يعبدون الأصنام فحسب – هم جميعًا متمردون إلى أقصى الحدود، لذا، كلما كان مستوى الناس أكثر تدنيًا أظهر أكثر أن ما يكسبه الله منكم هو المزيد من المجد. قد يقول بعض الأشخاص حسب وجهة نظرهم: "يا إلهي، ما هو العمل الذي تقوم به؟ أنت إله عظيم، إله قدوس، فأنت تأتي إلى أرض قذرة؟ ألا تفكر في نفسك إلا قليلًا؟ نحن قذرون جدًا، لكنك ترغب في أن تكون معنا؟ وترغب في أن تعيش بيننا؟ مستوانا متدنٍ للغاية، لكنك ترغب في جعلنا كاملين؟ هل ستستخدمنا كنماذج وعيّنات؟". وأنا أقول: أنت لا تفهم مشيئتي. أنت لا تفهم العمل الذي أريد القيام به ولا تفهم شخصيتي. أهمية العمل الذي سأقوم به تفوق قدرتك على الفهم. أيمكن أن يتوافق عملي مع المفاهيم البشرية؟ وفقًا للمفاهيم البشرية، كان يجب أن أولد في بلد جميل لأُظهر أن مكانتي عالية، وأن قيمتي عظيمة، ولأُظهر وقاري وقدسيتي وعظمتي. لو كنت قد وُلدت في مكان يعترف بي، في عائلة راقية، ولو كان مستواي ومكانتي عاليين، لَتمّت معاملتي بشكل جيد جدًّا. لن يفيد هذا عملي، فهل سيكون من الممكن حينها الكشف عن مثل هذا الخلاص العظيم؟ جميع أولئك الذين يرونني سيخضعون لي، ولن يكونوا ملوثين بالقذارة. كان عليّ أن أولد في هذا النوع من الأماكن. هذا ما تؤمنون به. إنما فكروا في الأمر: هل أتى الله إلى الأرض للتمتع أم للعمل؟ لو عملتُ في ذلك النوع من الأماكن السهلة والمريحة، هل كنت سأتمكن من نيل مجدي الكامل؟ وهل كنت سأتمكن من إخضاع كل المخلوقات؟ عندما جاء الله إلى الأرض لم يكن من العالم، ولم يصِر جسدًا من أجل أن يستمتع بالعالم. كان الله سيُولَد أينما كان عمله سيكشف عن شخصيتَه ويكون له أقصى درجات المعنى، سواءً كانت أرضًا مقدسةً أم أرضًا قذرةً. بغض النظر عن مكان عمله، فهو قدّوس. إنه من خلق كل الأشياء في العالم، وإن كانت قد أُفسِدت كلها من قِبَل الشيطان. مع ذلك، لا تزال جميع الأشياء تنتمي إليه؛ فهي جميعها في يديه. الله يأتي إلى أرض قذرة ويعمل فيها من أجل إعلان قداسته؛ إنه لا يفعل ذلك إلا من أجل عمله، أي إنه لا يتحمل الإذلال الكبير إلا من أجل القيام بمثل هذا العمل لتخليص شعب هذه الأرض القذرة. يتم القيام بهذا من أجل الشهادة، ومن أجل البشرية جمعاء. ما يُظهره مثل هذا العمل للناس هو برّ الله، وهو أكثر قدرة على توضيح أن الله أسمى. عظمته ونزاهته تظهران على وجه التحديد في خلاص مجموعة من الناس الوضعاء الذين يزدريهم الآخرون. ولادة الله في أرض قذرة لا تدل على أنه وضيع؛ فهي ببساطة تتيح لكل الكائنات المخلوقة رؤية عظمته ومحبته الحقيقية للبشرية. فكلما زاد قيامه بذلك، كشف أكثر عن محبّته النقية للإنسان، محبته التي لا تشوبها شائبة. الله قدوس وبار، على الرغم من أنه وُلد في أرض قذرة، وعلى الرغم من أنه يعيش مع هؤلاء الأشخاص المليئين بالقذارة، تمامًا كما عاش يسوع مع الخُطاة في عصر النعمة. ألا يُفعَل كل جزء من عمله من أجل بقاء البشرية جمعاء؟ أليس كل ذلك حتى تتمكن البشرية من ربح خلاص عظيم؟ قبل ألفي سنة عاش مع الخطاة عددًا من السنين. كان ذلك من أجل الفداء. وهو يعيش اليوم مع مجموعة من الناس القذرين والوضعاء، وهذا من أجل الخلاص. أليست كل أعماله من أجلكم، أنتم البشر؟ لو لم يكن من أجل تخليص البشرية، لماذا عاش وتعذّب مع الخطاة لسنوات عديدة بعد ولادته في مِذْوَد؟ وإن لم يكن من أجل تخليص البشرية، فلماذا يتجسّد مرة ثانية، ويولد في هذه الأرض حيث تتجمع الشياطين، ويعيش مع هؤلاء الناس الذين أفسدهم الشيطان بشدة؟ أليس الله مُخلِصًا؟ أي جزء من عمله لم يكن من أجل البشر؟ أي جزء لم يكن من أجل مصيركم؟ الله قدّوس، هذا شيء ثابت! هو ليس ملوثًا بالقذارة، على الرغم من مجيئه إلى أرض قذرة؛ إذ لا يعني هذا كله سوى أن محبة الله للبشر غير أنانية على الإطلاق، وأن المعاناة والإذلال اللذين يتحملهما عظيمان جدًّا! ألا تعلمون مدى عظمة الإذلال الذي يتحمله من أجلكم جميعًا ومن أجل مصيركم؟ فبدلًا من تخليص أشخاصٍ عظماء أو أبناء عائلات ثرية وذات نفوذ، يهتم بتخليص أولئك الوضعاء والذين ينظر إليهم الآخرون باستعلاء. أليس هذا كله قداسته؟ أليس هذا كله برّه؟ يفضل أن يولد في أرض قذرة ويتحمل كل الإذلال من أجل بقاء البشرية جمعاء. الله حقيقي جدًا – إنه لا يقوم بعمل خاطئ. ألم تُنجز كل مرحلة من مراحل عمله بطريقة عملية؟ على الرغم من أن الناس جميعًا يشهّرون به ويقولون إنه يجلس على المائدة مع الخُطاة، وعلى الرغم من أن الناس جميعًا يسخرون منه ويقولون إنه يعيش مع أبناء القذارة، ومع أكثر الناس وضاعة، لا يزال يكرّس نفسه بتفانٍ، ولا يزال مرفوضًا هكذا بين البشر. أليست المعاناة التي يتحملها أكبر من معاناتكم؟ أليس العمل الذي يقوم به أثمن من الثمن الذي دفعتموه؟ لقد وُلدتم في أرض قذرة لكنكم ربحتم قداسة الله. وُلدتم في أرض تتجمع فيها الشياطين لكنكم تلقيتم حماية كبيرة. أي خيار آخر لديكم؟ ما هي الشكاوى التي لديكم؟ أليس الألم الذي قاساه أكبر من الألم الذي قاسيتموه؟ لقد أتى إلى الأرض ولم يتمتع أبدًا بملذات العالم البشري، فهو يكره تلك الأمور. لم يأتِ الله إلى الأرض ليُقدِّمَ له الإنسان فوائد مادية، كما أنه لم يأتِ ليتمتع بطعام الإنسان وملابسه وزينته. إنه لا يبالي بهذه الأمور، بل أتى إلى الأرض ليتألم من أجل الإنسان، وليس للتمتع بالأمور الدنيوية المترفة. أتى ليتألم، وليعمل، وليستكمل خطة تدبيره. لم يختر مكانًا جميلًا، ولم يسكن في سفارة أو فندق فاخر، ولم يكن لديه عدد من الخدم ليخدموه. بناء على ما رأيتم، ألا تعرفون إن كان قد جاء للعمل أم للاستمتاع؟ ألا ترون بأعينكم؟ كم أعطاكم؟ لو كان قد وُلد في مكان مريح هل سيتمكن من أن ينال المجد؟ هل سيكون قادرًا على العمل؟ هل سيكون لقيامه بهذا أي أهمية؟ هل سيكون قادراً على إخضاع البشرية بشكل كامل؟ هل سيكون قادرًا على إنقاذ الناس من أرض القذارة؟ يسأل الناس وفقًا لمفاهيمهم: "بما أن الله قدوّس، فلماذا وُلدَ في مكاننا القذر هذا؟ أنت تكرهنا وتمقتنا نحن البشر القذرين. تمقت مقاومتنا وتمرّدنا، فلماذا تعيش معنا إذن؟ يا لك من إله عظيم – كان يمكن أن تولد في أي مكان، فلماذا كان عليك أن تولد في هذه الأرض القذرة؟ توبّخنا وتديننا كل يوم وأنت تعرف تمام المعرفة أننا من ذرّية مؤاب، فلماذا لا تزال تعيش بيننا؟ لماذا وُلدتَ في عائلة من ذرّية مؤاب؟ لماذا فعلت ذلك؟". يفتقر هذا النوع من التفكير لديكم إلى العقل! هذا هو العمل الوحيد الذي يسمح للناس برؤية عظمته وتواضعه واحتجابه. إنه مستعد للتضحية بكل شيء من أجل عمله، وقد تحمل كل الألم من أجل عمله. إنه يتصرف من أجل البشر، بل أكثر من ذلك، ليقهر الشيطان حتى تخضع جميع المخلوقات لسيادته. هذا هو العمل الوحيد الذي له قيمة ومغزى. لو كانت ذرّية يعقوب قد وُلدت في الصين، على هذه الأرض، وكانوا جميعهم منكم، فماذا ستكون أهمية العمل فيكم؟ ماذا كان ليقول الشيطان؟ كان الشيطان سيقول: "كانوا يتقونك من قبل، وخضعوا لك منذ البداية، ولم يخونوك من قبل. هم ليسوا أكثر البشر شرًّا أو وضاعة أو رجعية". لو تم القيام بالعمل حقًا بهذه الطريقة، فمن سيقتنع به؟ الصينيون هم أكثر الناس تخلفًا في الكون بأسره. إنهم يولدون وضعاء وبنزاهة متدنية؛ فهم بليدون ومخدّرون، ومبتذلون ومنحطّون. إنهم مُشبَعون بشخصيات شيطانية وقذرون وفَجَرَة. أنتم تملكون جميع هذه الشخصيات الشيطانية. وبمجرد الانتهاء من هذا العمل سيتخلص الناس من هذه الشخصيات الفاسدة، وسيتمكنون من أن يخضعوا بشكل كامل، ويتم تكميلهم. وحدها ثمار عمل كهذه تدعى شهادة بين المخلوقات!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أهمية تخليص ذرّية مؤاب

لقد وضع الله كل تركيز عمله في الكون بأكمله في هذه المجموعة من الناس. لقد ضحَّى لأجلكم بدم قلبه كله، وقد استعاد عمل الروح في كل أرجاء الكون وأعطاكم إياه. لذلك أنتم المحظوظين. بالإضافة إلى ذلك، حوّل اللهُ مجدَهُ من إسرائيل – شعبه المختار – إليكم، وسوف يجعل غرض خطته ينكشف كليًّا من خلال جماعتكم هذه. ولهذا أنتم هم أولئك الذين سيحصلون على ميراث الله، بل وأكثر من ذلك، أنتم ورثة مجده. ربما تتذكرون جميعكم هذه الكلمات: "لِأَنَّ خِفَّةَ ضِيقَتِنَا ٱلْوَقْتِيَّةَ تُنْشِئُ لَنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ ثِقَلَ مَجْدٍ أَبَدِيًّا". كلكم قد سمعتم هذه الكلمات من قبل، لكن أحدًا منكم لم يفهم معناها الحقيقي. أما اليوم فأنتم تدركون تمامًا مغزاها الفعلي. هذه هي الكلمات التي سيحققها الله خلال الأيام الأخيرة، وستتحقق في أولئك الذين اضطُهِدوا بوحشية من قبل التنين العظيم الأحمر في الأرض التي يقطنها ملفوفًا. إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ الناس في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد بسبب إيمانهم بالله، وكنتيجة لذلك، تتحقق هذه الكلمات فيكم أنتم: هذه الجماعة من الناس. ولأنه يُبدَأ في أرضٍ تُعارضه، فإن عمل الله كله يواجه عقبات هائلة، كما أن الكثير من كلماته لا يمكن تحقيقها فورًا، ومن ثمَّ تتم تنقية الناس كنتيجة لكلمات الله، وهذا أيضًا أحد جوانب المعاناة. إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ ينفذ الله عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يقوم من خلال هذه الصعوبة بأحد مراحل عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليجعل هذه الجماعة من الناس تامة. ويقوم الله بعمله في التطهير والإخضاع من خلال معاناة الناس ومستوى قدراتهم، ومن خلال كل الشخصيات الشيطانية التي لدى الناس في هذه الأرض النجسة، لكي يتمكن – من خلال هذا – أن يربح المجد ويكسب أولئك الذين يشهدون لأعماله. هذا هو المغزى الكامل لكل التضحيات التي قدمها الله لهذه الجماعة من الناس. وهذا يعني أن الله يقوم بعمل الإخضاع من خلال أولئك الذين يعارضونه، وبهذه الطريقة وحدها يمكن إظهار قوّة الله العظيمة. بعبارة أخرى، أولئك الذين في الأرض النجسة هم وحدهم مَنْ يستحقون أن يرثوا مجد الله، وهذا وحده يمكن أن يبرز قوة الله العظيمة. لهذا فإن الله ينال المجد في الأرض النجسة ومن أولئك الذين يعيشون في الأرض النجسة. هذا هو مقصد الله. كانت مرحلة عمل يسوع مشابهة تمامًا، إذْ تمكن من نيل المجد فقط بين الفريسيين الذين اضطهدوه؛ إذ ما كان ليسوع أن يتعرّض للسخرية والافتراء أو حتى الصلب ولا أن ينال المجد أبدًا لولا هذا اضطهاد الفريسيين له ولولا خيانة يهوذا. حيثما يعمل اللهُ في كل عصر، وحيثما يقوم بعمله في الجسد، ينال المجد ويربح من ينوي أن يربحهم. هذه هي خطة عمل الله، وهذا هو تدبيره.

بحسب خطة الله التي تمتد لآلاف السنين يتم أداء جزئين من العمل في الجسد: الجزء الأول هو عمل صلب المسيح الذي ينال به المجد؛ والآخر هو عمل الإخضاع والتكميل في الأيام الأخيرة، والذي ينال به المجد. هذا هو تدبير الله. لذا، لا تعتبروا عملَ الله أو إرساليته لكم أمرًا بسيطًا. أنتم جميعكم ورثة ثقل مجد الله غير المحدود والأبدي، وهذا قد رتَّبَه الله بطريقة خاصة. قد أُظهِرَ أحّدُ قسمي مجده فيكم، وقد وُهِبَ لكم قسمٌ من كلّ مجد الله ليكون ميراثكم. هذا هو رفع الله لكم، وهو أيضًا الخطة التي حددها سلفًا منذ القِدم. انظروا إلى عظمة العمل الذي صنعه الله في الأرض التي يسكن فيها التنين العظيم الأحمر، فلو نُقِل هذا العمل إلى مكان آخر لأنتج ثمرًا عظيمًا منذ زمن بعيد ولكان من السهل على الإنسان قبوله، وعلاوة على ذلك، فرجال الدين المؤمنون بالله في الغرب يسهلُ عليهم جدًا قبول هذا العمل، لأن مرحلة عمل يسوع تمثّل سابقةً بالنسبة لهم. هذا هو السبب في أن الله غير قادر على تحقيق هذه المرحلة من عمل نيل المجد في مكان آخر؛ فعندما يكون العمل مدعومًا من قبل الناس ومعترفًا به من قِبَل الأمم، لا يمكن لمجد الله أن يترسخ. وهذه هي بالضبط الأهمية الاستثنائية التي تحتلها هذه المرحلة من العمل في هذه الأرض.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟

لا يزال ثمّة من لا يدرك نوع العمل الجديد الذي بدأه الله. لقد أعلن الله بداية جديدة في الشعوب الأممية، وبدأ عصرًا جديداً، وباشر عملاً جديداً، وهو يؤدي هذا العمل في ذرّيّة موآب. أليس هذا هو عملَه الأجدَّ؟ لم يسبق لأحد، في أيّ عصر من العصور، أن اختبر هذا العمل أو سمع به، فضلًا عن أن يقدّره. إن حكمةَ الله وعجائبَه وتعذرَ معرفةِ كُنْهِه، وعظمتَه وقداستَه تتجلّى جميعًا من خلال هذه المرحلة من العمل، عمل الأيام الأخيرة. أليس هذا عملًا جديدًا، عملًا يحطم التصورات البشرية؟ ما زال ثمة مَن يفكر وِفْق المنطق التالي: "بما أن الله لعن موآب وقال إنه سيهجر ذرية موآب، فكيف يخلّصهم الآن؟". تلك كانت الأمم التي لعنها الله وطُردت خارج إسرائيل؛ وقد سمّاهم بنو إسرائيل "الكلاب الأممية". وهؤلاء، في نظر الجميع، ليسوا كلاباً أممية فحسب، بل حتى أسوأ من ذلك، فهُم أبناء الهلاك؛ أو بمعنى آخر، هم ليسوا شعب الله المختار. لعلّهم وُلدوا في الأصل داخل حدود إسرائيل، لكنهم لا ينتمون إلى شعب إسرائيل؛ وقد طُردوا إلى الشعوب الأممية. إنهم أوضع الناس جميعًا. ولأنهم تحديدًا الأوضع بين البشرية، ينجز الله عمله المتمثل في إطلاق عصر جديد بينهم، لأنهم يمثّلون البشرية الفاسدة. إن عمل الله انتقائي وموجَّه، وكذلك العمل الذي ينفذه في هؤلاء الناس اليوم، فهو أيضًا عمل يتم تنفيذه على المخلوقات. كان نوح مخلوقًا، وكذلك ذريّته. إن أي شخص في العالم من لحم ودم هو مخلوق، وعمل الله موجه للمخلوقات كافة، ولا يعتمد على ما إذا كان المرء قد لُعن بعد ما خُلق؛ فعمل تدبيره موجه للمخلوقات كافة، وليس فقط للشعب المختار الذي لم يتعرض للعنة. وما دام الله يرغب في تنفيذ عمله بين مخلوقاته، فهو بالتأكيد سينفذه حتى اكتماله بنجاح؛ وسيعمل بين أولئك الناس النافعين لعمله. لذلك، فإنه يحطم كل التقاليد عندما يعمل بين الناس؛ في نظره، كلمات مثل: "ملعون"، "مُوبَّخ"، "مُبَارك" هي كلمات بلا معنى! الشعب اليهودي صالح، كما هو شعب الله المختار في إسرائيل. هم شعب ذو إمكانيات وإنسانية جيدة. أطلق يهوه عمله في البداية بينهم ونفذ أول عمل له، ولكن تنفيذ عمل الإخضاع عليهم اليوم سيكون بلا معنى. لعلّهم أيضًا جزء من المخلوقات، وقد يكون لديهم العديد من الجوانب الإيجابية، إلا أن تنفيذ هذه المرحلة بينهم سيكون عديم الجدوى. لم يقْدر الله أن يُخضع الناس ولم يستطع أن يقنع المخلوقات كلها. وهذه هي بالضبط أهمية تحويل عمله لهؤلاء الناس من أمة التنين العظيم الأحمر. يتسم إطلاقه لعصرٍ، وتحطيمه لكل القواعد والتصورات البشرية، وإنهاؤه عملَ عصر النعمة بأسره، بالأهمية الكبرى. لو تم تنفيذ عمله الحالي بين بني إسرائيل، آمن الجميع أن الله هو إله بني إسرائيل وأن بني إسرائيل فقط هم شعب الله المختار، وأنهم هم من يستحقون وحدهم أن يرثوا بركة الله ووعده بحلول الوقت الذي تنتهي فيه خطة تدبيره التي تستغرق الستة آلاف عام. إن تجسد الله في الشعب الأممي للتنين العظيم الأحمر في الأيام الأخيرة ينجز عمله كإله المخلوقات كلها؛ حيث يُكمل خطة تدبيره كلها، وينهي الجزء الأساسي من عمله في أمة التنين العظيم الأحمر. يمثل خلاص الإنسان جوهرَ مراحل العمل الثلاث هذه، أي جعل المخلوقات كلها تعبد الخالق. وهكذا نجد أن كل مرحلة من العمل تنطوي على معنى عظيم؛ إذْ لا يعمل الله شيئًا بلا معنى أو قيمة. من ناحية، تؤْذِن هذه المرحلة من العمل بدخول عصر وتنهي عصرين سابقين؛ وهي من ناحية أخرى تحطّم كل التصورات البشرية وجميع طرق الاعتقاد والمعرفة البشرية القديمة. كان عمل العصرين السابقين يتم بحسب التصورات الإنسانية المختلفة؛ ولكن هذه المرحلة تمحو تمامًا التصورات الإنسانية، وهي بذلك تُخضع البشرية تمامًا. سيُخضِع الله كل الناس في الكون بأسره من خلال إخضاع ذرية موآب والعمل المنفذ بينهم. هذه هي أعمق دلالةٍ لهذه المرحلة من عمل الله، وهي تمثل الجانب الأكثر قيمة في هذه المرحلة من عمله. وحتى لو كنت تعرف الآن أن مكانتك وضيعة وأنك ذو قيمة متدنية، فستظل تشعر أنك حظيت بأبهج الأمور: لقد ورثت بركة عظيمة، وحصلت على وعد عظيم، ويمكنك تحقيق عمل الله العظيم هذا. لقد رأيت وجه الله الحقيقي وتعرف شخصية الله المتأصلة، وتتبع مشيئة الله. لقد تم تنفيذ المرحلتين السابقتين من عمل الله في إسرائيل. لو كانت هذه المرحلة الحالية من عمل الله في الأيام الأخيرة يتم تنفيذها بين بني إسرائيل، لما انحصر الأمر في إيمان الكائنات المخلوقة جمعاء بأن بني إسرائيل وحدهم هم شعب الله المختار، بل لأخفقت خطة تدبير الله بأكملها في تحقيق نتيجتها المرغوبة. أثناء الفترة التي تم فيها تنفيذ مرحلتين من عمله في إسرائيل، لم يتم تنفيذ أي عمل جديد كما لم يتم تنفيذ أي عملٍ لإطلاق عصر جديد في الشعوب الأممية. يتم تنفيذ مرحلة العمل الحالية، عمل إطلاق عصر جديد، بين الشعوب الأممية، كما يجري علاوة على ذلك تنفيذها أولًا بين ذرية موآب، وبذلك يتم افتتاح العصر بكامله. لقد حطم الله أية معرفة موجودة داخل التصورات البشرية ولم يسمح ببقاء أيٍّ منها. لقد حطم بعمله في الإخضاع التصورات البشرية، تلك الطرق الإنسانية القديمة الأولى للمعرفة. إنه يدع الناس يرون أنه لا توجد قواعد بالنسبة إلى الله، وأنه لا يوجد شيء قديم فيما يتعلق بالله، وأن العمل الذي يقوم به مُحرَّر بالكامل، وحرّ تمامًا، وأنه على صواب في كل ما يفعله. يجب أن تخضع بالكامل لأي عمل يقوم به بين الكائنات المخلوقة؛ فكل العمل الذي يقوم به هو عمل له معنى، ويتم وفقًا لمقاصده وحكمته، وليس وفقًا للاختيارات والتصورات البشرية. إن كان ثمّةَ شيء مفيد لعمله قام به، وإن كان شيئًا غير نافع لعمله، لم يقم به، مهما يَكُنْ جيدًا! إنه يعمل ويختار مكان عمله ومستَقبِلي هذا العمل وفقًا لمعنى عمله والغرض منه؛ فهو لا يلتزم بقواعد سابقة عندما يعمل، ولا يتبع صيغًا قديمة، وبدلًا من ذلك، يخطط عمله وفقًا لأهمية العمل؛ وهو في النهاية يريد أن يحقق الأثر الحقيقي والهدف المرتقب. إن كنت لا تفهم هذه الأمور الآن، فلن يكون لهذا العمل أي تأثير فيك.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله هو رب المخلوقات كلّها

تمّت مرحلة واحدة من عمل العصرين السابقين في إسرائيل، أمّا الأخرى فحدثت في اليهودية. عموماً، انحصرت مرحلتا هذا العمل في بني إسرائيل، ونُفِّذتا في الشعب المختار الأول. ونتيجة لذلك، يؤمن إسرائيلُ أنّ الإلهَ يهوه هو إله إسرائيلَ فقط. ولأنّ يسوع عمِل في اليهودية، حيث نُفّذ عمل الصلب، ينظر إليه اليهود على أنه فادي الشعب اليهودي، ويرون أنه ملك اليهود وحدهم وليس أي شعب آخر، وأنه ليس الرب الذي يفدي الإنجليز، ولا الرب الذي يفدي الأمريكيين، بل هو الرب الذي يفدي إسرائيل، وأن اليهود هم الذين فداهم في إسرائيل. في الواقع، الله سيِّد كل شيء، وهو إله المخلوقات كلّها. إنه ليس إله بني إسرائيل فحسب، وليس إله اليهود فحسب، بل هو إله المخلوقات كلها. حدثت المرحلتان السابقتان من عمله في إسرائيل، الأمر الذي أوجد مفاهيم معينة لدى الناس. إنهم يعتقدون أن يهوه قام بعمله في إسرائيل، وأن يسوع نفسه نفَّذ عمله في اليهودية – وأنه كذلك صار جسداً ليعمل – وأيًّا كان الأمر، فإن عمله كان محصورًا في إسرائيل؛ فهو لم يعمل في المصريين أو الهنود بل عمِل في إسرائيل فقط. وهكذا يكوَّن الناس مفاهيم مختلفة، ويحدّدون عمل الله داخل نطاق محدد. يقولون إنّ الله حين يعمل يجب أن يفعل ذلك وسط الشعب المختار وفي إسرائيل؛ وفيما عدا إسرائيل لا يعمل الله في أيّ شعب آخر، وليس هناك أي نطاق أوسع لعمله؛ وهم على وجه الخصوص متشددون في الحفاظ على تجسُّد الله في السلالة، ولا يسمحون له أن يتخطى نطاق إسرائيل. أليست هذه كلها مجرد تصورات بشرية؟ لقد خلق الله السماوات والأرض جميعاً، وكل شيء، وخلق الكائنات المخلوقة كلها، فكيف يمكن أن يحصر عمله في إسرائيل فحسب؟ إن كانت تلك هي الحال، فما المغزى من أن يصنع الكائنات المخلوقة كلها؟ لقد خلق العالم بأسره؛ ونفّذ خطة تدبيره ذات الستة آلاف عام، ليس في إسرائيل فحسب، بل على كل شخص في الكون، وسواء كان هؤلاء يعيشون في الصين أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو روسيا، فكل إنسان هو من نسل آدم؛ وقد خلقهم الله جميعًا. لا أحد يستطيع الهروب من نطاق الكائنات المخلوقة، ولا أحد يمكنه أن ينفكّ عن وسم "حفيد آدم". جميعهم كائنات مخلوقة، وجميعهم ذرّيّة آدم؛ وهم أيضًا الأحفاد الفاسدون لآدم وحواء. ليس إسرائيل وحدهم كائنات مخلوقة، بل الناس جميعاً؛ كلُّ ما في الأمر هو أنّ البعض منهم لُعنوا، بينما بورك البعض الآخر. ثمة العديد من الأمور المستحسَنة حول إسرائيل؛ فقد عمل الله فيهم أولاً لأنهم كانوا أقلّ الناس فسادًا. والصينيون لا يُقارَنونَ بهم؛ بل هم أقل شأنًا بكثير؛ ولذلك عمل الله أولاً وسط شعب إسرائيل، وانحصر تنفيذ مرحلة عمله الثانية في اليهودية؛ وأدى ذلك إلى شيوع العديد من التصورات والقواعد في أوساط الناس. وفي الواقع، لو كان الله يعمل بناءً على التصورات البشرية، لكان إلهًا لإسرائيل فقط، وما كان حينئذ لِيقدِر على بَسْط عمله ليشمل الشعوب الأممية، لأنه كان سيصير إلهًا لإسرائيل وحدهم، لا إلهَ الكائنات المخلوقة كلها. ورد في النبوّات أنّ اسم يهوه سيكون عظيمًا لدى الشعوب الأممية وأنه سينتشر بينهم. ما المغزى من تلك النبوّات؟ لو كان الله هو إله بني إسرائيل فحسب، لكان عَمِلَ في إسرائيل فقط، ولما نشر أيضًا هذا العمل، ولم يكن ليتكلم بهذه النبوّة. وبما أنه تكلم بالفعل بهذه النبوّة، فسوف يحتاج بالتأكيد إلى أن يبسط عمله إلى الشعوب الأممية وإلى جميع الأمّم والبلاد. وبما أنه قال هذا فلا بد أن يفعله. هذه هي خطته؛ لأنه هو الرب الذي خلق السماوات والأرض وكل شيء، وهو إله الكائنات المخلوقة كلها. وبغضّ النظر عمّا إن كان يعمل بين بني إسرائيل أو في اليهودية كلّها، فإنّ العمل الذي يقوم به هو عمل الكون بأسره والبشرية كافة. إنّ العمل الذي يقوم به اليوم في شعب التنين العظيم الأحمر – وهو شعب أممي – لا يزال عمل البشرية جمعاء. قد تكون إسرائيل هي أساس عمله على الأرض؛ وكذلك، قد تكون الصين قاعدة عمله بين الشعوب الأممية. ألم يحقّق اليوم النبوّة القائلة بأنّ "اسم يهوه سيصير عظيمًا بين الشعوب الأممية"؟ تتمثل خطوة عمله الأولى بين الشعوب الأممية بهذا العمل الذي يقوم به في أمة التنين العظيم الأحمر. إنّ عمل الله المتجسد في هذه الأرض، وفي هذا الشعب الملعون يتعارض تمامًا مع التصورات البشرية؛ هؤلاء هم الأوضع بين الناس، وليست لهم أيّ قيمة. وقد تخلّى يهوه عنهم في البداية. قد يتعرض الناس للهَجر من أناس آخرين، ولكن ليس هناك أوضع منزلة ولا أحقر مقاماً منهم إن تخلّى الله عنهم. بالنسبة للكائن المخلوق، فإن تملُّك الشيطان له أو هجْر الناس له لهو أمر شديد الإيلام، ولكن أن يهجُر الخالق كائنًا مخلوقًا يعني أنه يمكن أن يكون في مكانة ليس من دونها مكانة. لقد لُعِنَ أحفاد موآب، وولدوا في هذه الدولة المتخلفة؛ ولا شك أن أحفاد موآب هم أحط الشعوب مكانة تحت سلطان الظُّلمة. وبما أن هؤلاء الناس كانوا في السابق هم الأدنى مكانةً، فإن العمل الذي تمّ تنفيذه عليهم هو الأقدر على تحطيم التصورات البشرية، وهو أيضًا الأكثر فائدةً لخطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام. إنّ القيام بمثل هذا العمل في هؤلاء الناس هو الطريقة المُثلَى لتحطيم التصورات البشرية؛ إذ يُطلِق الله بذلك عصرًا؛ وهو بهذا يحطم التصورات البشرية كلّها؛ إنه بذلك ينهي عمل عصر النعمة بأسره. أُنجِز عمله الأول في اليهودية، ضمن حدود إسرائيل؛ أمّا في الشعوب الأممية فلم يقم بأيّ عمل لإطلاق العصر الجديد. ولم يقتصر الأمر على تنفيذ المرحلة الأخيرة من عمله بين الأمم؛ بل نُفِّذت كذلك بين أولئك الملعونين. هذه المسألة هي الدليل الأقدر على إذلال إبليس؛ وهكذا "يصير" الله إله كل الكائنات المخلوقة في الكون ورب كل الأشياء، ومعبود كلّ ذي حياة.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الله هو رب المخلوقات كلّها

شهادات اختبارية ذات صلة

ظهور الله وعمله في الصين لهما مغزى مهم للغاية

ترانيم ذات صلة

معنى عمل إخضاع الله في الصين

الله قد كمّل مجموعة من الغالبين في الصين

السابق: و. كيف يعرف المرء أن المسيح هو الحق والطريق والحياة؟

التالي: أ. الغرض من المراحل الثلاث لعمل تدبير الله للبشرية

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

تمهيد

مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يتعين عليهم بالضبط أن يفعلوه ليكونوا متماشين مع مقاصد...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب