2. إن القساوسة والشيوخ في العالم الديني على دراية كبيرة بالكتاب المقدس وغالبًا ما يشرحونه للآخرين، ويطلبون من الناس الالتزام بالكتاب المقدس. أفلا يرفعون الرب ويشهدون له بفعلهم هذا؟ كيف تقولون إنهم يخدعون الناس وإنهم فريسيون مرآئون؟

كلمات الله المتعلقة:

انظروا إلى قادة كل طائفة؛ إنهم متكبرون وأبرار في أعين أنفسهم، ويفتقر تفسيرهم للكتاب المقدس إلى السياق، وهم مسوقون بمفاهيمهم وخيالاتهم الشخصية. يعتمدون كلهم على المواهب والمعرفة الواسعة في القيام بعملهم. إن لم يستطيعوا الوعظ على الإطلاق، فهل كان الناس ليتبعوهم؟ لكنهم في النهاية يملكون بعض المعرفة وبوسعهم أن يعظوا قليلًا عن التعاليم، أو يعرفوا كيف يقنعون الآخرين ويستغلون بعض الحيلة، التي يستخدمونها لخداع الناس إليهم واستقطابهم لأنفسهم. أولئك يؤمنون بالله اسمًا، لكنهم في الواقع يتبعون قاداتهم. عندما يصادفون مَنْ يعظ بالطريق الحق، يقول بعضهم: "لا بد أن نستشير قائدنا عن إيماننا". انظر كيف ما زال الناس يحتاجون إلى موافقة وقبول من الآخرين عندما يؤمنون بالله ويقبلون الطريق الحق؛ أليست تلك مشكلة؟ ماذا أصبح أولئك القادة إذًا؟ أليسوا بذلك قد أصبحوا فريسيين ورعاة كاذبين ومضادين للمسيح وأحجار عثرة أمام قبول الناس للطريق الحق؟

– الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث

مَن لا يفهم غرض عمل الله هو مَن يعارضه، ومَن فهم غرض عمل الله لكنه ما زال لا يسعى إلى إرضائه فهو يُعدُّ بالأحرى مقاومًا لله. يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لواءه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، فإنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، ورؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟ أولئك الذين يعلون من شأن أنفسهم في حضرة الله هم أحطّ البشر، بينما مَن يظنون أنهم وضعاء هم الأكثر إكرامًا. وأولئك الذين يظنون أنَّهم يعرفون عمل الله، بل وقادرون على إعلان عمله للآخرين بجلبة كبيرة حتى حينما يثبتون أعينهم عليه، هم أكثر البشر جهلًا. مثل هؤلاء الناس، هم بلا شهادة الله، وهم متغطرسون ومغرورون. أما أولئك الذين يعتقدون أن لديهم معرفة ضئيلة للغاية بالله على الرغم من خبرتهم الفعلية ومعرفتهم العملية بالله، فهؤلاء هم المحبوبون بالأكثر من الله. أُناس مثل هؤلاء هم وحدهم مَن يملكون الشهادة حقًا وهم حقًّا قابلون لأن يُكمِّلهم الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه

بما أنك تؤمن بالله، فعليك أن تثق بكل كلام الله وبكل عمل من أعماله. وهذا يعني أنه بما أنك تؤمن بالله، فيجب عليك طاعته. إذا كنت غير قادر على القيام بهذا، فلا تهم حقيقة ما إذا كنت تؤمن بالله. إذا كنت قد آمنت بالله لعدة سنوات، لكنك لم تطعه أبدًا أو لم تقبل جميع كلامه، بل بالأحرى طلبت من الله أن يخضع لك وأن يتصرَّف وفقًا لأفكارك، فأنت إذًا أكثر الناس تمردًا وتُعد غير مؤمن. كيف يمكن لمثل هذا المرء أن يطيع عمل الله وكلامه الذي لا يتفق مع مفاهيم الإنسان؟ أكثر الناس تمردًا هو ذلك الذي يتحدى الله ويقاومه عمدًا. إنه عدو لله وضد للمسيح. يحمل هذا الشخص باستمرار كراهية تجاه عمل الله الجديد، ولم يُظهر قط أدنى نية في قبوله، ولم يجعل نفسه تسرُ قط بإظهار الخضوع أو التواضع. إنه يُعظِّم نفسه أمام الآخرين ولم يُظهر الخضوع لأحد أبدًا. أمام الله، يعتبر نفسه الأكثر براعة في الوعظ بالكلمة والأكثر مهارة في العمل مع الآخرين. إنه لا يطرح "الكنوز" التي بحوزته أبدًا، لكنه يعاملها على أنها أملاك موروثة للعبادة والوعظ بها أمام الآخرين ويستخدمها لوعظ أولئك الحمقى الذين يضعونه موضع التبجيل. توجد بالفعل فئة معينة من الناس من هذا القبيل في الكنيسة. يمكن القول إنهم "أبطال لا يُقهرون" ممن يمكثون في بيت الله جيلاً بعد جيل. إنهم يتخذون من كرازة الكلمة (العقيدة) واجبًا أسمى. ومع مرور الأعوام وتعاقب الأجيال، يمارسون واجبهم "المقدس والمنزه" بحيوية. لا أحد يجرؤ على المساس بهم ولا يجرؤ شخص واحد على تأنيبهم علنًا. فيصبحون "ملوكًا" في بيت الله، إنهم يستشرون بطريقة لا يمكن التحكم فيها بينما يضطهدون الآخرين من عصر إلى عصر. تسعى تلك الزُمرة من الشياطين إلى التكاتف لهدم عملي؛ فكيف أسمح لهؤلاء الشياطين بالعيش أمام عينيّ؟ حتى إن أولئك الذين لديهم نصف الطاعة فقط لا يستطيعون السير حتى النهاية، فما بال أولئك الطغاة ممن لا يحملون في قلوبهم أدنى طاعة! لا ينال الإنسانُ عملَ الله بسهولة. حتى إذا استخدم الإنسان كل ما أوتي من قوة، فلن يستطيع أن يحصل إلا على مجرد جزء حتى ينال الكمال في النهاية. فماذا عن أبناء رئيس الملائكة الذين يسعون إلى إبطال عمل الله؟ ألديهم أدنى رجاء في أن يربحهم الله؟

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يطيعون الله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد

في وسعك أن تتكلَّم بمعارف بقدر حبات الرمل على الشاطئ، لكن لا شيء منها يشتمل على أي طريق حقيقي. ألا تحاولون أن تخدعوا الناس من خلال القيام بهذا؟ ألا تقدمون بهذا عرضًا فارغًا بلا مادة تدعمه؟ كل تصرُّف على هذا النحو يضر بالناس! كلَّما عَلَتْ النظرية، وكلَّما خَلَتْ من الواقعية، عجزت عن الوصول بالناس إلى الواقعية. كلَّما عَلَتْ النظرية، جعلتك أكثر تحديًا ومقاومةً لله. لا تتساهل مع النظرية الروحية؛ إذ ليست لها فائدة! يتحدث بعض الناس عن النظرية الروحية منذ عقود، وقد أصبحوا عمالقة في الروحانية، لكنهم في النهاية ما زالوا يفشلون في دخول واقع الحق. لأنهم لم يمارسوا كلام الله أو يختبروه، فليس لديهم مبادئ أو مسار للممارسة. أناس مثل هؤلاء هم أنفسهم بدون واقع الحق، فكيف يمكنهم إذن دفع الآخرين إلى المسار الصحيح للإيمان بالله؟ لا يمكنهم إلا أن يُضلوا الناس. أليس هذا يضر الآخرين وأنفسهم؟ على الأقل، يجب أن تكون قادرًا على حل المشكلات الحقيقية التي أمامك مباشرةً. أي يجب أن تكون قادرًا على ممارسة كلام الله واختباره وممارسة الحق. هذا وحده هو طاعة الله. لا تكون مؤهلًا للعمل من أجل الله إلا عندما تكون قد دخلت الحياة، ولا يمكن أن يقبلك الله إلا عندما تبذل من أجل الله بإخلاص. لا تُدلي دائمًا بتصريحات كبيرة وتتحدث عن نظرية منمقة؛ هذا ليس حقيقيًا. التباهي بالنظرية الروحية لجعل الناس يعجبون بك ليس شهادة لله، بل تباهٍ بنفسك. إنه لا يفيد الناس إطلاقًا ولا يبنيهم، ويمكن أن يقودهم بسهولة إلى عبادة النظرية الروحية وعدم التركيز على ممارسة الحق؛ أوليس هذا تضليلًا للناس؟ سيؤدي الاستمرار في مثل هذا إلى ظهور العديد من النظريات والقواعد الفارغة التي ستقيد الناس وتوقعهم في شِراك؛ إنه أمر مؤلم حقًا.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ركِّز أكثر على الواقعية

ماذا كان المظهر الرئيسيّ لرياء الفريسيّين؟ كانوا يتأمَّلون فحسب في الكتب المُقدَّسة ولم يطلبوا الحقّ. عندما كانوا يقرأون كلام الله، لم يُصلِّوا ولم يطلبوا؛ وبدلًا من ذلك، كانوا يدرسون كلام الله ويدرسون ما قاله الله وفعله، وبذلك حوَّلوا كلامه إلى نوعٍ من النظريَّة، أي إلى تعليمٍ علَّموه للآخرين. هذا هو التأمُّل في كلام الله. لماذا فعلوا ذلك إذًا؟ ما الذي تأمَّلوا فيه؟ كانوا يعتبرون أن هذه لم تكن كلمات الله، ولم تكن تعبيرات الله، ناهيك عن أنها كانت الحقّ، بل كانت بالأحرى شكلًا من أشكال العِلم. وكانوا يعتبرون أن مثل هذا العِلم يجب تمريره ونشره، وأن هذا وحده سينشر طريق الله والإنجيل. وهذا ما أسموه "الوعظ"، وكانت العظة التي يعظونها هي علم اللاهوت.

...تعامل الفريسيّون مع علم اللاهوت والنظريَّة اللذين أتقنوهما كنوعٍ من المعرفة وكأداةٍ لإدانة الناس ولقياس ما إذا كانوا على صوابٍ أو خطأ. وقد استخدموهما حتَّى مع الرَّبّ يسوع؛ فهكذا أُدين الرَّبّ يسوع. لم يكن تقييمهم للناس ولا طريقة معاملتهم لهم تستند قطّ على جوهرهم أو على ما إذا كان ما قالوه صحيحًا أم خاطئًا، ناهيك عن مصدر كلماتهم أو أصلها. كانوا يدينون الناس ويقيسونهم على أساس الكلمات والتعاليم المُتشدِّدة التي أتقنوها. وهكذا، على الرغم من أن الفريسيّين هؤلاء كانوا يعرفون أن ما فعله الرَّبّ يسوع لم يكن خطيَّة وأنه لم يخالف الناموس، فإنهم أدانوه لأن ما قاله الرَّبّ يسوع بدا مخالفًا للمعرفة والعلم اللذين كانوا يتقنونهما والنظريَّة اللاهوتيَّة التي كانوا يشرحونها. لم يكن الفريسيّون يفقدون السيطرة على هذه الكلمات والعبارات، بل تمسَّكوا بهذه المعرفة ولم يتركوها. ماذا كانت النتيجة الوحيدة الممكنة في النهاية؟ لم يعترفوا بأن الرَّبّ يسوع كان هو المسيَّا الذي سيأتي، أو أن ما قاله الرَّبّ يسوع كان ينطوي على الحقّ، ناهيك عن أن ما فعله الرَّبّ يسوع كان متوافقًا مع الحقّ. وجدوا بعض التهم التي لا أساس لها لإدانة الرَّبّ يسوع، ولكن هل كانوا يعرفون في الواقع، في أعماق قلوبهم، ما إذا كانت هذه الخطايا التي أدانوه بها صحيحة أم لا؟ كانوا يعرفون. فلماذا استمرّوا في إدانته هكذا؟ (لم يرغبوا في الإيمان بأن الله العليّ والقدير في أذهانهم يمكن أن يكون هو الرَّبّ يسوع في صورة ابن الإنسان العاديّ). لم يرغبوا في قبول هذه الحقيقة. وماذا كانت طبيعة رفضهم ذلك؟ ألم يكن يوجد شيءٌ من الجدال مع الله في هذا؟ كان ما يقصدونه هو: "هل يستطيع الله أن يفعل ذلك؟ إذا تجسَّد الله، فلا بدّ أن يولد من نسبٍ مُميَّز. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يقبل نفوذ الكتبة والفريسيّين، وأن يتعلَّم هذه المعرفة، ويقرأ الكثير من الكتب المُقدَّسة. ولا يمكنه أن يأخذ لقب "التجسُّد" سوى بعد أن يملك هذه المعرفة. كانوا يؤمنون بأنك أوَّلًا غير مُؤهَّلٍ ومن ثمَّ بأنك لست الله؛ وثانيًا، دون هذه المعرفة لا يمكنك أن تُؤدِّي عمل الله، ناهيك عن أن تكون الله؛ وثالثًا، لا يمكنك أن تعمل خارج الهيكل، فأنت لست في الهيكل الآن بل دائمًا بين الخطاة، ولذلك فإن العمل الذي تُؤدِّيه يتجاوز نطاق عمل الله. من أين جاء أساس إدانتهم؟ من الكتب المُقدَّسة، ومن عقل الإنسان، ومن التعليم اللاهوتيّ الذي تلقّوه. ونظرًا لأنهم كانوا مليئين بالمفاهيم والتصوُّرات والمعرفة، فقد اعتقدوا أن هذه المعرفة صحيحة، وأنها الحقّ، وأنها الأساس، وأن الله لم يستطع في أيّ وقتٍ أن يخالف هذه الأشياء. هل كانوا يطلبون الحقّ؟ لا. فما كانوا يطلبونه هو مفاهيمهم وتصوُّراتهم وتجاربهم، وحاولوا استخدامها لتعريف الله ولتحديد ما إذا كان على صوابٍ أو خطأ. ماذا كانت النتيجة النهائيَّة لهذا؟ أدانوا عمل الله وسمَّروه على الصليب.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع (الجزء الثالث)

يتمسك العديد من الناس بقراءة كلمة الله يومًا فيومًا، للدرجة التي فيها يلتزمون بتذكُّر كل الفقرات الكلاسيكية كما لو كانت أثمن ما يملكون، بالإضافة إلى الكرازة بكلام الله في كل مكان، وتقديم المعونة والمساعدة للآخرين من خلال كلمته. يعتقدون أن القيام بهذا هو تقديم شهادة لله ولكلامه، وأن القيام بهذا هو اتباع طريق الله. إنهم يعتقدون أن القيام بهذا هو العيش وفقًا لكلام الله، وأن القيام بهذا هو تطبيق كلامه في حياتهم الفعلية، وأن القيام بهذا يمكّنهم من الحصول على ثناء الله، ومن أن ينالوا الخلاص والكمال. لكن حتى عندما يكرزون بكلام الله، لا يمتثلون أبدًا لكلام الله عمليًّا، أو يحاولون مقارنة أنفسهم مع ما هو مُعلنٌ في كلام الله. بل يستخدمون كلام الله للحصول على إعجاب الآخرين وثقتهم من خلال الخداع، وللدخول في التدبير بأنفسهم، واختلاس مجد الله وسرقته. إنهم يأملون عبثًا أن يستغلوا الفرصة التي يقدمها نشر كلام الله ليُكافَئوا بعمل الله وثنائه. لقد مرّت سنوات عديدة، ومع ذلك لم يظل هؤلاء الناس عاجزين عن الحصول على ثناء الله في عملية الكرازة بكلامه فحسب، ولم يظلوا عاجزين عن اكتشاف الطريقة التي ينبغي عليهم اتباعها في عملية تقديم الشهادة لكلام الله فحسب، ولم يساعدوا أو يدعموا أنفسهم في عملية تقديم الدعم والمساعدة للآخرين من خلال كلام الله فحسب، ولم يكونوا عاجزين عن معرفة الله، أو إيقاظ اتقاء صادق نحو الله بداخلهم فحسب، بل، على النقيض، ففي قيامهم بكل هذه الأشياء، تعمَّق سوء فهمهم عن الله، واشتّدت عدم ثقتهم به، وصارت تخيلاتهم عنه مُبالَغ فيها بدرجة أكبر. بعد حصولهم على معونة وإرشاد من نظرياتهم عن كلام الله، يظهرون كما لو كانوا يعيشون بمبادئهم الخاصة تمامًا، وكما لو كانوا يستعملون مهاراتهم بكل سهولة، وكما لو كانوا قد وجدوا هدفهم في الحياة، ومهمتهم، وكما لو كانوا قد ربحوا حياةً جديدة ونالوا الخلاص، وكما لو كانوا، بكلام الله الذي تتلوه ألسنتهم بوضوح، قد وصلوا إلى الحق، وفهموا مقاصد الله، واكتشفوا طريق معرفة الله، وكما لو كانوا، في عملية الكرازة بكلام الله، يتقابلون معه وجهًا لوجه كثيرًا. إنهم أيضًا كثيرًا ما "يتحركون" في نوبات من البكاء، وكثيرًا ما يقودهم "الله" في كلامه، ويبدو أنهم في استيعاب متواصل لمقصده الطيب واهتمامه الجاد، وفي الوقت ذاته، قد فهموا خلاص الله للإنسان وتدبيره، وعرفوا جوهره، وفهموا شخصيته البارة. بناءً على هذا الأساس، يبدو أنهم يؤمنون إيمانًا أكثر رسوخًا بوجود الله، وأكثر إدراكًا لمكانته السامية، ويشعرون شعورًا عميقًا بعظمته وتفوقه. بانهماكهم في المعرفة السطحية عن كلام الله، يبدو أن إيمانهم قد نضج، وعزمهم لاحتمال المعاناة قد تقَوّيَ، ومعرفتهم بالله قد تعمّقت. إنهم لا يدركون أن كل معرفتهم وأفكارهم عن الله تأتي من خيالهم وتخمينهم التوّاق حتى يختبروا فعليًّا كلام الله. لن يصمد إيمانهم تحت أي نوع من اختبارات الله، ولن يصمد ما يسمونه روحانيتهم وقامتهم تحت أي فحص أو تجربة من الله؛ فعزمهم ليس إلا قلعة مبنية فوق الرمال، ومعرفتهم المزعومة بالله ليست إلا تلفيقًا من خيالهم. في الواقع، هؤلاء الناس، الذين، إن صح التعبير، قد بذلوا مجهودًا كبيرًا في كلام الله، لم يدركوا قط ما هو الإيمان الحقيقي، أو ما هي الطاعة الحقيقية، أو ما هو الاهتمام الحقيقي، أو ما هي المعرفة الحقيقية بالله. لقد أخذوا النظرية والخيال والمعرفة والموهبة والتقليد والخرافة وحتى قيم البشرية الأخلاقية، وجعلوها "رأس مال استثماري" و"أسلحة عسكرية" للإيمان بالله واتّباعه، بل وجعلوها أسس إيمانهم بالله واتّباعهم له. في نفس الوقت، أخذوا أيضًا رأس المال هذا وهذه الأسلحة وجعلوها تعويذة سحرية لمعرفة الله، ولمواجهة فحصه وتجربته وتوبيخه ودينونته والمجادلة معها. في النهاية، ما زال ما يكتسبونه لا يتكون إلا من مجرد استنتاجات عن الله مغمورة في دلالات دينية، وفي خرافات بائدة، وفي كل ما هو خيالي وبشع وغامض، وطريقتهم لمعرفة الله وتعريفه مختومة بنفس قالب أولئك الذين يؤمنون فقط بالسماء في الأعلى، أو الرجل العجوز في السماء، بينما حقيقة الله وجوهره وشخصيته وكيانه وصفاته وما إلى ذلك – كل ما يتعلق بالله الحقيقي نفسه – هي أمور أخفقت معرفتهم في إدراكها، ولا صلة لمعرفتهم بها تمامًا وتبتعد كل البعد عنها. بهذه الطريقة، ومع أنهم يعيشون تحت إعالة كلام الله وتغذيته، إلا أنهم غير قادرين حقًّا على السير في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر. السبب الحقيقي وراء هذا هو أنهم لم يتعرفوا قط على الله، ولم يكن لديهم تواصل أو اتحاد أصيل معه، لذلك من المستحيل عليهم أن يصلوا إلى فهم مشترك مع الله، أو إيقاظ إيمان صادق بالله في داخلهم أو اتباعه أو عبادته. وهكذا ينبغي عليهم احترام كلام الله، وهكذا ينبغي عليهم احترام الله – هذا المنظور وهذا التوجه قد حتّم عليهم الرجوع صفر الأيدي من مساعيهم، وقد حتّم عليهم ألا يكونوا قادرين أبدًا على السير في طريق اتقاء الله والحيدان عن الشر. والهدف الذي يسعون وراءه، والاتجاه الذي يمشون نحوه، يدل على أنهم أعداء الله إلى أبد الآبدين، وأنهم لن يستطيعوا مطلقًا أن ينالوا الخلاص إلى الأبد.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. تمهيد

السابق: 1. قبل مجيء الرب يسوع، كثيراً ما كان الفريسيون يشرحون الكتاب المقدس في المجامع ويصلّون أمام الناس. لقد بدوا متدينين للغاية، ومن منظور الناس، لا يبدو أنهم فعلوا أي شيء ينتهك الكتاب المقدس. فلماذا لعن الرب يسوع الفريسيين؟ ما الطرق التي تحدوا بها الله، ولماذا أثاروا غضب الله؟

التالي: 3. يخدم جميع قساوسة وشيوخ العالم الديني الله في الكنائس، ومن المفترض أن يكونوا يقظين ومتأهبين في انتظار عودة الرب. فلماذا ليس فقط أنهم لا يبذلون جهدًا للبحث عن عمل الله القدير في الأيام الأخيرة أو التحقيق فيه، بل أنهم كذلك ينشرون الشائعات ويصدرون الأحكام على الله القدير ويدينونه ويحاولون خداع المؤمنين ومنعهم من تقصي الطريق الحق؟

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمهيد

مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يحتاجون أن يفعلوه لكي يكونوا بحسب قلب الله. ذلك لأنه...

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب