1. كيف واجهتُ كذبي

بقلم: مارينيت، فرنسا

في الماضي، قبل قبول عمل الله في الأيام الأخيرة، كنت أكذب وأتملق الناس دون تردد، لأنني كنت أخشى من التسبب بخيبة أمل الناس أو الإساءة إليهم بقول الحق. أصبحت مؤمنة بالله القدير في نوفمبر 2018، وتعلمت من كلامه أنه يبغض غير الصادقين والمخادعين ويحب الصادقين الأنقياء. قررت أن أطبِّق كلام الله وأن أكون صادقة، وبعد بعض الممارسة، تمكّنتُ من التحدث بصدقٍ معظم الوقت. على سبيل المثال، عندما كان من المفترض أن أدفع أكثر من 50 يورو مقابل أدويتي لكن الصيدلاني أخطأ في حسابه وأخذ نصف ذلك، أشرت إلى الخطأ فحسب دون حتى التفكير. لكن كان من الصعب أن أكون صادقة عندما كان الأمر يؤثر على سمعتي أو مصالحي الشخصية.

بعد ظهر أحد الأيام عندما كنت على وشك أخذ قيلولة، أرسلت لي شريكتي، الأخت سوزان، رسالة بأنها تريد التحدث حول عملنا. لم أشعر بسعادة كبيرة عند رؤية رسالتها لأنني كنت مشغولة جدًا ولم أنَل كفايتي من النوم وكنت مُتعَبَة ولم أرغب في مناقشة أي شيء. لم أستطع التفكير في أي شيء في ذلك الوقت سوى رغبتي في الحصول على الراحة، لكنني لم أجرؤ على قول ذلك صراحة لسوزان لأنني خشيت أن تظنني كسولة ومهتمة جدًا بالراحة الجسدية، وستأخذ انطباعًا سيئًا عني. من أجل المحافظة على صورتي، أخبرتها فحسب: "آسفة، لديَّ موعد مُهِمّ. عليَّ أن أزور الطبيب". خرجت الكذبة هكذا من فمي دون أن أفكر فيها. بعد أن كذبتُ على سوزان، شعرت بالذنب الشديد لدرجة أنني لم أنل أي راحة إطلاقًا، وشعرت بالسوء طوال الوقت. إنّ الله يحب الصادقين. كيف يمكنني الكذب بهذه البساطة؟ ثم كيف يمكن الوثوق بي؟ كنت أعرف أن الكذب من أجل راحتي الجسدية لم يكن صائبًا، وأن الله لن يحب ذلك، ويجب أن أضع عمل الكنيسة أولًا. فتواصلت مع سوزان على الفور. سألتني إذا كنت قد عدت من موعدي. لم أرغب بأن أبدو سيئة أمامها وأجعلها تعتقد أنني مخادعة، لم أخبرها الحقيقة، وظللت أكذب قائلة: لقد ألغت طبيبتي الموعد في النهاية لأنها اضطرت للذهاب إلى عيادة التطعيم. وتحول حديثنا إلى العمل بعد ذلك، لكنني شعرت بالاتهام حقًا. لقد كذبت عليها، ثم لم أعترف بذلك، لكنني ظللت أكذب. أدركتُ مدى خطورة شخصيتي الشيطانية وشعرت بالخجل من نفسي. بالكاد استطعت النظر في عينيها. لهذا أسرعت ووقفت أمام الله لأتأمّل في نفسي، وفي تأمّلي، أدركت أنني كنت شديدة المراوغة في حياتي. ذات مرة سألتني قائدة إذا كنت أبلغتُ الأخت جوي بموعد اجتماع ذلك المساء. أدركت أنني لم أفعل، لكنني لم أخبر القائدة الحقيقة، راغبة في حماية صورتي عندها. فكذبت، قائلة إنني قد أخبرتها منذ لحظات. ثم أرسلت على الفور للأخت جوي رسالة أخبرها فيها عن الاجتماع. أيضًا، كنت أخرج عادة لأتسوق البقالة صباح كل يوم جمعة، لذلك لم أكُن لأتمكن من الانضمام إلى أي اجتماعات طارئة حينها. لكنني لم أقُل الحقيقة، وأخبرت قائدتي أن لدي اجتماعًا آخر، أو موعدًا، ولهذا لم أستطِع الحضور. كنت أقلب الأمور، وأتصرف بطريقة ماكرة ومخادعة، فقط للحفاظ على صورتي الحَسَنة لديها، وجعل القائدة تعتقد أنني كنت مشغولة بواجبي طوال الوقت. أدركتُ أنني لم أقترب حتى من متطلبات الله للصدق. لذلك صلَّيتُ: "يا الله القدير، أندم حقًا على كذبي وخداعي. أنا فقط لا أستطيع التوقف عن الكذب من أجل الحفاظ على صورتي الحَسَنة لدى الآخرين. لستُ إنسانة صادقة على الإطلاق. أرجوك يا إلهي أرشدني، وساعدني لأفهم الحقّ، لأتحرَّر من هذا الفساد".

ذات يوم، قرأت هذا المقطع من كلام الله: "يقول الناس في حياتهم اليومية الكثير مما لا طائل من ورائه وغير صحيح وجاهل وغبي ويمتلئ بالتبريرات. في الأصل، يقولون هذه الأشياء من أجل كبريائهم، لإرضاء غرورهم؛ ونطقهم بهذه الأكاذيب يفيض من شخصيتهم الفاسدة. سيُطهّر علاج هذا الفساد قلبك، وهكذا يجعلك أكثر نقاءً وأكثر صدقًا. في الواقع، يعرف الناس جميعًا سبب نطقهم بالأكاذيب: إنه من أجل مصالحهم، وحفظ ماء وجوههم، وغرورهم ومكانتهم. وعندما يقارنون أنفسهم بالآخرين، يعطون أنفسهم أهمية تفوق أهميتهم. كنتيجة لذلك، يَكشِف الآخرون أكاذيبهم ويُعرُّونها، ما يؤدي، عوضًا عن ذلك، إلى فقدان ماء الوجه، وفقدان وضعهم، وفقدان كرامتهم. هذا نتيجة الكثير من الأكاذيب. عندما تكذب كثيرًا، فإن كل كلمة تقولها تكون ملوثة. كلها كاذبة، ولا يمكن أن يكون أي منها صحيحًا أو واقعيًا. مع أنك قد لا تفقد ماء وجهك حينما تكذب، فإنك تشعر بالفعل بالخزي بداخلك. ستشعر أن ضميرك يلومك، وسوف تحتقر نفسك وتزدري ذاتك؛ "لماذا أعيش حياة مثيرة للشفقة جدًا؟ أمن الصعب حقًا قول شيء واحد صادق؟ هل أحتاج إلى قول هذه الأكاذيب لحفظ ماء وجهي فحسب؟ لماذا من المتعب جدًا العيش بهذه الطريقة؟" يمكنك العيش بطريقة غير متعِبة. إذا كنتَ تمارِس أن تكون شخصًا صادقًا، فيمكنك أن تعيش بسهولة وحرية، ولكن عندما تختار أن تكذب من أجل حفظ ماء وجهك وغرورك، تكون حياتك مُتعِبة ومؤلمة جدًا، ما يعني أن هذا الألم تجلبه أنت لنفسك. أي ماء وجه تربح من الكذب؟ إنه خواء، شيء لا قيمة له على الإطلاق. عندما تكذب، فأنت تخون شخصيتك وكرامتك. هذه الأكاذيب تكلِّف الناس كرامتهم، وتكلّفهم وضعهم، ويجدهم الله مُقتاء وبُغَضاء. أيستحق الأمر ذلك؟ لا على الإطلاق. ... إذا كنت شخصًا يحب الحقَّ، فيمكنك أن تتحمل كل صنوف المعاناة من أجل ممارسة الحقِّ، ولن تهتم حتى إذا فقدتَ سمعتك ومكانتك، وتعرضتا للإهانة والتهكُّم من الآخرين. ولن ترضى إلَّا بممارسة الحق وإرضاء الله. بالنسبة لأولئك الذين يحبون الحقَّ، فإن خيارهم هو ممارسة الحقِّ، ليكونوا أناسًا صادقين. هذا هو المسار الصحيح الذي يبارِكه الله. بالنسبة لأولئك الذين لا يحبون الحقَّ، فماذا يختارون أن يفعلوا؟ يستخدِمون الأكاذيب للدفاع عن سمعتهم ومكانتهم وكرامتهم ووضعهم. يفضِّل هؤلاء الناس أن يكونوا أناسًا مخادِعين وأن يكرههم الله ويرفضهم. إنهم لا يريدون الحق ولا يريدون الله، وما يختارونه هو سمعتهم ومكانتهم. إنهم يريدون أن يكونوا أناسًا مخادعين، ولا يهتمون بما إذا كان ذلك يرضي الله أو إذا كان الله يخلِّصهم، فهل يمكن لله أن يخلِّص مثل هؤلاء؟ بالقطع لا، لأنهم يسلكون المسار الخطأ. لا يمكنهم العيش إلا من خلال الكذب والغش، ولا يمكنهم إلا أن يعيشوا حياة مؤلمة تتمثل في قول الأكاذيب والتستُّر عليها وقدح زناد فكرهم للدفاع عن أنفسهم كل يوم. لعلك تعتقد أن استخدام الأكاذيب يمكن أن يحمي سمعتك المرغوبة ومكانتك وغرورك، لكن هذا خطأ كبير. لا تفشل الأكاذيب في حماية غرورك وكرامتك الشخصية فحسب، بل الأكثر خطورة أنها تتسبَّب أيضًا في إضاعة فرَص ممارسة الحقِّ وأن تكون شخصًا صادقًا. حتى إذا كنت تدافِع عن سمعتك وغرورك في ذلك الوقت، فإن ما تخسره هو الحق، وتخون الله، ما يعني أنك تفقد تمامًا فرصة نوال خلاص الله وتكميله لك. هذه أكبر خسارة وندَم أبدي. المخادِعون لا يرون هذا بوضوح أبدًا" (من "لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد وصف كلام الله حالتي بدقةٍ. رأيت أنني كنت ماكرة ومخادعة. عندما أردت أن أنال قِسْطًا من الراحة، لم أستطع قول الحقيقة بشأن شيء صغير جدًا. لم أخبر سوزان مباشرة أنني بحاجة إلى قيلولة وأنه يمكنني الحديث معها بعد ذلك بقليل، لكني كذبت بدلًا من ذلك. كان دافعي حماية نفسي ومكانتي، ولحماية صورتي لدى الآخرين. الله يبغض هذا النوع من السلوك، وشعرت بالذنب حيال ذلك. مثلما يقول كلام الله: "مع أنك قد لا تفقد ماء وجهك حينما تكذب، فإنك تشعر بالفعل بالخزي بداخلك. ستشعر أن ضميرك يلومك، وسوف تحتقر نفسك وتزدري ذاتك؛ "لماذا أعيش حياة مثيرة للشفقة جدًا؟ أمن الصعب حقًا قول شيء واحد صادق؟ هل أحتاج إلى قول هذه الأكاذيب لحفظ ماء وجهي فحسب؟ لماذا من المتعب جدًا العيش بهذه الطريقة؟" (من "لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). لقد عرَّفتني حقًا كلمات الله هذه. إنّ الكذب لحماية سمعتي كانت طريقة مرهقة للعيش، وأنني اضطُرِرتُ إلى الاستمرار في قول الأكاذيب لتغطية كذبتي الأولى، شعرت بالخجل بسبب كذبي. ولكن بعد بعد الواقعة، لم يسعني إلا الاستمرار في قول المزيد من الأكاذيب. لقد كان تصرفًا فاسدًا ومخزيًا للغاية مني! لقد أصبح الكذب عنصرًا أساسيًا في طبيعتي. تذكرت شيئًا قاله الرب يسوع: "بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ ٱلشِّرِّيرِ" (متى 5: 37). "أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ ٱلْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِٱلْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لِأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو ٱلْكَذَّابِ" (يوحنا 8: 44). هذا صحيح. فقد أظهر كذبي المستمر أنني أنتمي إلى إبليس، ولم أكن أفعل ذلك إلا لحماية صورتي وسمعتي. ولكن هذا سلبني شخصيتي وكرامتي. لقد كانت حماقة كبيرة مني! كان الله يتوقع مني ممارسة الحقّ وأن أكون إنسانة صادقة، لأُقدّم شهادة له، وأخزي الشيطان. لكنني كنت أقع في حيل الشيطان، أكذب من أجل غروري وسمعتي، وأخدع الإخوة والأخوات لأصبح أضحوكة للشيطان. كان سلوكي مُخيِّبًا جدًا لآمال الله وجارحًا له. لم أكن إنسانة صادقة، وكنت مخادعة بطبيعتي.

لاحقًا، قرأت هذا في أحد مقاطع كلام الله: "عليكم أن تعرفوا أن الله يحب الإنسان الصادق. لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا. يعني الصدق أن تهب قلبك لله، وألا تكذب عليه أبدًا في أي شيء، وأن تنفتح عليه في كل شيء، وألَّا تخفي الحق، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ تخدع الذين هم أعلى منك وتضلِّل الذين هم أقل منك، وألَّا تقوم أبدًا بتصرّفاتٍ الهدف منها هو التودُّد إلى الله فحسب. باختصار، حتى تكون صادقًا، ابتعد عن النجاسة في أفعالك وأقوالك وعن خداع الله أو الإنسان" (من "الإنذارات الثلاثة" في "الكلمة يظهر في الجسد"). رأيت أن الصدق يعني عدم وجود خداع في قلبك، ولا كذب على لسانك، وألَّا تغش الله أبدًا أو الناس في أي شيء. كنت غالبًا ما أمْكُرُ وأخادعُ لحماية صورتي ومصالحي. كنت متعبة وأردت أخذ قيلولة، لذلك لم أرغب في مناقشة عمل الكنيسة مع سوزان في ذلك الوقت، لكنني من أجل حماية صورتي لديها كذبت للتَّنَصُّل من الاجتماع بها، وحتى بعد إدراكي لخطئي، لم أعترف به مباشرة، بل واصلتُ الكذب. وكان واضخًا أن ثمة عمل لم أقم به لكنني عندما سألت قائدتي عن العمل، كذبت بأنني قمت به منذ لحظات. لقد قلت الكثير من الكِذْبات من أجل حماية غروري وسمعتي ورأيت أن لديّ طبيعة ماكرة ومخادعة حقًا. لم أستطع قول الحقيقة حتى فيما يتعلق بأبسط الأشياء. لقد أفسدني الشيطان بشدّة. لم أكن إنسانة صادقة حتى عن بُعْدٍ.

كان هنالك مقطع آخر من كلام الله قرأته لاحقًا. "لا يمكن للناس معرفة مدى فسادهم وما إذا كان لديهم أي شَبَه إنساني أم لا، إلا إذا سعوا إلى أن يكونوا صادقين. ولا يمكنهم أن يدركوا عدد الأكاذيب التي يقولونها ومدى عمق خداعهم وعدم صدقهم إلا عندما يمارسون الصدق. ولا يمكن للناس أن يتعرفوا تدريجيًا على حقيقة فسادهم ويتعرفوا على طبيعتهم وجوهرهم، إلا من خلال اختبار ممارسة الصدق، وعندها فقط يمكن تطهير شخصياتهم الفاسدة باستمرار. لن يتمكن الناس من ربح الحق إلا في مسار تطهير شخصياتهم الفاسدة باستمرار. خذوا وقتكم في اختبار هذه الكلمات. الله لا يكمِّل المخادعين. إذا لم يكن قلبك صادقًا – إذا لم تكن شخصًا صادقًا – فلن يربحك الله. وبالمثل، لن تربح الحق، ولن تكون أيضًا قادرًا على ربح الله. ما معنى ألا تربح الله؟ إذا لم تربح الله ولم تفهم الحق، فلن تعرف الله ولن تكون متوافقًا معه، وفي هذه الحالة ستكون عدوًا لله. إن كنت غير متوافق مع الله، فهو ليس إلهك. وإذا لم يكن الله إلهك، فلا يمكنك أن تخلص. إذا لم تسعَ لنوال الخلاص، فلماذا تؤمن بالله؟ إذا لم تتمكن من تحقيق الخلاص فستظل عدوًا لدودًا لله إلى الأبد، وستُحدَّد عاقبتك. وبالتالي، إذا أراد الناس أن يخلُصوا، فعليهم أن يبدأوا بالصدق. هناك سِمة تميز أولئك الذين سيربحهم الله في النهاية. هل تعرفون ما هي؟ وهي مكتوبة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس: "وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لِأَنَّهُمْ بِلَا عَيْبٍ" (رؤيا 14: 5). مَن يكونون؟ هؤلاء هم الذين خلَّصهم الله وكمَّلهم وربحهم. كيف يصف الله هؤلاء الناس؟ وما سمات أفعالهم وما يعبَّر عنها؟ إنهم بلا عيب. إنهم لا يتفوهون بالغش في الأغلب يمكنكم جميعًا أن تفهموا وتستوعبوا ما يعنيه عدم التفوه بالغش: إنه يعني الصدق. "بلا عيب": إلام تشير هذه العبارة؟ إنها تعني عدم ارتكاب الشر. وعلى أي أساس يُبنى عدم ارتكاب الشر؟ إنه مبني بلا شك على أساس مخافة الله. وعليه، لتكون بلا عيب يعني أن تتقي الله وتحيد عن الشر. كيف يحدِّد الله الشخص الذي بلا عيب؟ في نظر الله، وحدهم الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر هم الكاملون. ولذلك، فالناس الذين بلا عيب هم الذين يتقون الله ويحيدون عن الشر، ووحدهم الكاملون هم الذين بلا عيب. هذا صحيح تمامًا" (من "ستَّة مُؤشِّرات للتقدُّم في الحياة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أخافني التفكير في هذا الأمر حقًّا لأنّ الله القدير يقول: "إذا لم تكن شخصًا صادقًا – فلن يربحك الله. وبالمثل، لن تربح الحق، ولن تكون أيضًا قادرًا على ربح الله". "إذا لم تتمكن من تحقيق الخلاص فستظل عدوًا لدودًا لله إلى الأبد، وستُحدَّد عاقبتك". صحيح أن الله لا يُخَلِّص المخادعين. كنت أعلم أنني إن لم أتُب، فسينتهي بي المطاف بأن يستبعدني الله. بفضل الكشف في كلام الله، نلت أخيرًا فهمًا حقيقيًا عن نفسي وعلمت أن الأكاذيب تأتي من إبليس. في عالم يسيطر الشيطان فيه، فإن التنشئة الأسرية للفرد وتأثير المجتمع يجعل الناس أكثر خداعًا وشرًّا. منذ كنت صغيرة، كانت أمي تقول لي دائمًا مهما كان قُبْح شعر أو ملابس شخص ما، فما زال يتعيّن عليَّ أن أقول أشياء لطيفة حتى لا أجرح مشاعرهم. وإلّا سيرفضون مساعدتي عندما أحتاج إلى المساعدة. مع تأثير هذا النوع من التعليم، لم يكن لدي الشجاعة لأكون صادقة. ولم أقُل إلّا الكلام المزيَّف الذي بدا لطيفًا. حتى يحبني الناس ويعتقدون أنني لطيفة ورؤوفة. لكن في الحقيقة، انتهى بي الأمر لأكون إنسانة مُزيَّفة ومخادعة. ذكرني ذلك بأيوب 1: 7 في الكتاب المقدس: "فَقَالَ يَهْوَه لِلشَّيْطَانِ: "مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟" فَأَجَابَ ٱلشَّيْطَانُ يَهْوَه وَقَالَ: "مِنَ ٱلْجَوَلَانِ فِي ٱلْأَرْضِ، وَمِنَ ٱلتَّمَشِّي فِيهَا". كانت كلمات الشيطان ماكرة وغير مباشرة. ألم أكن بكذبي ماكرة، مثل الشيطان؟ شعرت بالخزي حقًا، رأيت أنني كان لديّ نفس نوع طبيعة الشيطان. وأنني كنت أعيش تحت سلطان الشيطان، وأنني لم أكن متحررة من قيود شخصيتي الشيطانية إطلاقًا. فكيف يمكنني التوافق مع المسيح أو رِبْح رضا الله هكذا؟ مَثُلْتُ أمام الله لأتوب |إليه وطلبت منه أن يغفر لي. لقد كرهت نفسي حقًا، وشعرت بالذنب الشديد. إنّ شخصية الله بارَّة، وكنت أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار في الكذب و إغضابه.

استمررتُ في التأمّل وقرأت مقطعًا من كلام الله: "هناك سِمة تميز أولئك الذين سيربحهم الله في النهاية. هل تعرفون ما هي؟ وهي مكتوبة في سفر الرؤيا في الكتاب المقدس: "وَفِي أَفْوَاهِهِمْ لَمْ يُوجَدْ غِشٌّ، لِأَنَّهُمْ بِلَا عَيْبٍ" (رؤيا 14: 5). مَن يكونون؟ هؤلاء هم الذين خلَّصهم الله وكمَّلهم وربحهم" (من "ستَّة مُؤشِّرات للتقدُّم في الحياة" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). فكرت في كلام الله وأدركت أنّ الله يُقدِّر الصادقين، وأنّ غير الصادقين لن تُتاح لهم فرصة دخول ملكوته أبدًا. أردت حقًا أن أصبح شخصًا صادقًا وأتوقف عن الكذب وعن الخداع، لكنني لم أستطع فعل ذلك بمفردي. كان عليَّ طلب معونة الله لمنعي من السقوط في فخ الشيطان مرة أخرى. وبالرغم من أنّ قول الحقيقة قد يتسبب في الإحراج في بعض الأحيان، لكني أردت التوقف عن الكذب. ثم أعدت قراءة "مبادئ أن تكون صادقًا". "(1) في تدريب المرء على أن يكون صادقًا، من الضروري الاتكال على الله. سلِّمه قلبك، واقبل تمحيصه. هكذا فقط يمكن للمرء، بمرور الوقت، أن يطرح أكاذيبه وخداعه؛ (2) من الضروري قبول الحق والتفكير في كل كلمة وعمل. شرِّح أصل الفساد الذي ينكشف فيك وجوهره، وتعرف على نفسك حقًا؛ (3) من الضروري التحقيق في الأمور التي يكذب فيها المرء ويخفيها. تجرأ على تشريح نفسك وتعرية نفسك، والاعتذار للآخرين وتعويض نفسك..." (من "170 مبدأ من مبادئ ممارسة الحق"). قررتُ أنني يجب أن أصارحها بشأن فسادي ودوافعي. لم أتمكن من إخفاء الحقائق وخداعها بعد الآن. كان عليَّ قول الحق وأن أكون إنسانة صادقة، مهما حدث. كنتُ أعلم أن الله يراقبني وينتظرني لأتوب. بعد الصلاة عدة مرات، استجمعت شجاعتي حتى أكشف نفسي لسوزان. أخبرتها بالتفصيل حول خداعي لها وأنني تُبْتُ بصدقٍ إلى الله. شعرت أن حِمْلًا كبيرًا قد رُفِعَ عن كاهلي، و ازددتُ شعورًا بالاسترخاء.

كنت أعلم أنه لا يمكن حل مشكلتي في الكذب دفعة واحدة، بعد ذلك بدأت أقف أمام الله في الصلاة طوال الوقت، وأطلب منه تمحيص قلبي. كلما أدركت أن لدي نية مخادعة، أو حين أردت أن أكذب أو أكون مخادعة، كنت أصلي إلى الله قائلة: "يا إلهي، لقد واجهت مشكلة، وأشعر أنني لا أستطيع تجاوزها دون كذب. أرجوك أن تمنحني الاستنارة لأفهم الحقّ، وامنحني القوة لأتخلّى عن الجسد. يا الله، أريد أن أمارس الحقّ وأكون إنسانة صادقة. أرجوك أعِنّي".

ذات مرة بعد أحد الاجتماعات، سألني أحد القادة عن رأيي في شركته. لقد لاحظت في الواقع أنه كان مُتسلِّطًا في شركته، وكانت هناك بعض المشاكل الأخرى. لكني كنت أخشى أن أجرح كبرياءه بقول الحقيقة، وأن يكوّن رأيًا سلبيًا عني بعد ذلك. لأحافظ على صورتي لديه، كذبت وقلت: "كان كل شيء رائعًا". ثم شعرت بالسوء بمجرد أن قلت ذلك. أدركت أنني كذبت، فصلَّيتُ إلى الله وطلبت منه أن يرشدني لأكون إنسانة صادقة وأقول الحقيقة. ثم ذهبت وتحدثت مع القائد حول مشاكل الاجتماع وشعرت بمزيد من السلام. كانت نتائج اجتماعاتنا التالية أفضل بكثير من ذي قبل. لاحظت أنه بعد مرور بعض الوقت، بدأتُ أتغير تدريجيًا. لطالما كذبت قبلًا لحماية كرامتي ومكانتي. ولكن عندما سلَّمت قلبي لله، طالبة منه أن يراقب قلبي، رأيت حالتي بشكل أكثر وضوحًا. تمكّنتُ من الاتِّكال على الله لأتخلّى عن جسدي، وأمارس الحقّ. و أكون شخصًا صادقًا، حتى وإن شعرت بالحرج أو خفت من الإساءة إلى أحد ما أحيانًا، أن أكون صادقة أمام الله هو الأهم بالنسبة لي.

الآن أُركّز على التحدُّث بصدقٍ وأن أكون صادقة في حياتي اليومية. أنا ممتنة لله حقًا. ساعدتني كلماته على رؤية فسادي وقبحي والخضوع لبعض التغييرات. أعلم أن تغيير عادة الكذب هو يتطلب أن يهيئ الله لي المزيد من الأوضاع لأختبرها. يجب أن أبقى متيقظة وأُكْثر من التأمل في نفسي أمام الله. حتى لا أقول كذبة تثير مَقْت الله. والأهم هو قبول دينونة كلام الله وتوبيخه، والصلاة إليه والاتِّكال عليه، وأن أتحرَّر حقًا من الميل إلى الكذب. عسى أن يرشدني الله لأكون شخصًا صادقًا.

التالي: 2. الإيمان: مصدر القوة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

14. لقد ظهر الرب في الشرق

بقلم تشيو تشن – الصينفي أحد الأيام، اتصلَتْ بي أختي الصغرى لِتقولَ لي إنها عادت من الشمال وإن لديها شيئًا مُهمًّا لِتُخبِرَني به، وطلبت مني...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب