2. الإيمان: مصدر القوة
في الصيف الماضي، كنت أتحرى عمل الله القدير في الأيام الأخيرة عبر الإنترنت. أقام الإخوة والأخوات معي شركة عن الكثير من جوانب الحق، مثل كيف يعود الرب، وكيف نسمع صوت الله ونرحب بالرب، وكيف نميز المسيح الحق عن الكَذَبة، وأسرار خطة تدبير الله البالغة ستة آلاف عام، وجوانب حقيقة الرؤية الأخرى. قرأت أيضًا جزءًا كبيرًا من كلمة الله القدير. وبعد شهرين من النظر، رأيت أن كلام الله القدير هو الحق، وأن هذا الكلام يفتح مغاليق أسرار الكتاب المقدس، وتيقنت أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. تقبلت بسعادة عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. لم أطق صبرًا لأخبر عائلتي ببشارة عودة الرب، لأجلبهم جميعًا أمام الله. لكن قبل أن أشارك الإنجيل معهم، تم إخطاري بضرورة عودتي إلى الجيش.
شاركت زوجتي وأمي الإنجيل لاحقًا عبر الهاتف. وذات يوم، كنت أتحدث مع زوجتي عن كيفية الترحيب بالرب، وسألتني: "هل هذا هو البرق الشرقي الذي تؤمن به؟ يقول القس إن أولئك الأشخاص يهجرون عائلاتهم؛ فعليك أن تتخلى عن هذا الإيمان". شعرت بالانزعاج والغضب لسماعها تقول ذلك. قلت لها: "لا تكوني حمقاء. كيف يمكنك فقط أن تصدقي ما يقوله القس بشكل أعمى؟ وهل ثمة أساس من الواقع لقوله ذلك؟ لقد آمنت بالله القدير لأكثر من أربعة أشهر. هل تخليت عنك؟ ألا أهتم بالعائلة؟ أعرف تمامًا أن الحزب الشيوعي الصيني يعتقل المؤمنين ويضطهدهم بجنون، بحيث يجعل من الصعب على كثير من الإخوة والأخوات العودة إلى بيوتهم، حتى إنه يفرق شمل العديد من عائلات المؤمنين. كيف أمكن للقس أن يحرّف الحقائق ليقول إن الإخوة والأخوات يتخلون عن عوائلهم؟ هذه كلها أكاذيب. ينبغي لك عدم الاستماع إلى شائعاتهم وأكاذيبهم على نحو أعمى". وتابعت قائلًا: "يتعين على الشخص العاقل أن يجري بعض البحث عن موضوع مجيء الرب وينظر ما إذا كان الكلام الذي يعلنه الله القدير هو صوت الله. قال الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). خراف الله تسمع صوته، لذلك يجب أن نمحص أي شيء يتعلق بعودة الرب ونستمع إلى صوته لكي نرحب به. كلام الله هو الحق؛ إنه قوي وذو سلطان. لا يمكن أن يكون قد صدر عن أي شخص. لقد قررت أن الله القدير هو الرب يسوع العائد؛ لأنني رأيت أن كلماته كلها هي الحق، وأنها صوت الله". لكنها لم تكن لتستمع إطلاقًا. كل ما أمكنني فعله هو إنهاء المكالمة. اتصلت بها ثانية بعد أسبوعين لكنها أغلقت هاتفها فحسب ولم ترد عليّ. ثم بمجرد أن حان وقت الاجتماع المسائي، بدأت في الاتصال بي مرارًا. لم أستطع الاستقرار في الاجتماع أو الحصول على أي استنارة من كلام الله بسبب الإزعاج. لم أعرف ماذا أفعل، فصليت إلى الله، طالبًا إرشاده لي خلال الموقف. وبعد الصلاة، فكرت أنه رغم أنني لم أفهم بعدُ مشيئة الله في هذه الأمور، كان عليَّ أن أؤمن. لم يكن بالإمكان أن أكون مقيدًا بهذه الأمور، وكان عليَّ التركيز على الاجتماع. شعرت بهدوء أكبر قليلًا بعد ذلك. ولدهشتي، اتصلت بي زوجتي فجأة ذات يوم وقالت: "أنت اشتريتَ هاتفًا خلويًا للاستماع إلى عظات البرق الشرقي، لكن ابننا الآن مريض ولم يعد لدينا نقود لعلاجه. عليك أن تفكر بولدنا". فهمت بوضوح أنها كانت تقول ذلك فقط لأنها لم تكن تريدني أن أؤمن بالله. في الواقع، كان يمكننا اقتراض المال إن احتجنا، ومن الطبيعي تمامًا أن يمرض الأطفال. كان سيمرض سواء كنت مؤمنًا أم لا. فأنا أريد الأفضل له أيضًا. كيف أمكن لزوجتي أن تسيء فهمي بتلك الطريقة؟ كانت رؤيتي لاستخدامها مرض طفلنا ذريعة لإبعادي عن إيماني مزعجة لي بالفعل. وقبل أن أستطيع قول أي شيء، تابعتْ: "إن استمررت في الإيمان بهذا، فقد لا نكون حتى عائلة في المستقبل". حطم قلبي سماع زوجتي تقول هذا. هل يا تُرى تريد حقًا الطلاق بينما كانت طفلتنا صغيرة جدًا؟ شعرت بالفزع وأنهيت المكالمة دون أن أنبس بكلمة أخرى. لكن ما قالته ظل يزعجني ولم يكن بوسعي سوى الشكوى: لماذا لم يحمِ الله صحة ابننا ووئام عائلتنا؟
ولفترة لم أستطع تهدئة نفسي أمام الله في الاجتماعات، ولم تكن لدي أي استنارة للشركة حول كلمة الله؛ فصليت إلى الله قائلًا: "يا رب قامتي صغيرة. ما زلت أشعر بالسلبية منذ أن قالت زوجتي تلك الأشياء. أرجوك ابق معي وأرشدني لفهم مشيئتك". في ذلك المساء قرأت مقطعًا من كلمات الله. "أثناء اجتياز التجارب، من الطبيعي أن يكون الناس ضعفاءَ، أو أن تتملَّكهم السلبيَّة في داخلهم، أو أن يفتقروا إلى فهم إرادة الله أو طريقهم للممارسة فهمًا واضحًا. ولكن على أية حال، يجب أن يكون لك إيمان بعمل الله مثل أيوب، وألَّا تنكره. فمع أنَّ أيوب كان ضعيفًا ولعن يوم ولادته، فإنَّه لم يُنكِر أنَّ كل ما في الحياة الإنسانية قد منحه إياه يهوه، وأنَّ يهوه هو أيضًا الوحيد الذي يأخذ كل شيء. وبغضّ النظر عن الكيفية التي امتُحنَ بها، فقد احتفظ بهذا الإيمان. بغض النظر عن نوع التنقية التي تجتازها في اختبارك من خلال كلام الله، فإن ما يطلبه الله من البشر، باختصار، هو أن يؤمنوا به ويحبّوه. ما يكمّلُه بالعمل بهذه الطريقة هو إيمانُ الناس ومحبَّتُهم وتطلُّعاتهم. يقوم الله بعمل منح الكمال للناس وهم لا يمكنهم رؤيته أو الإحساس به، وفي ظل هذه الظروف يكون إيمانك مطلوبًا. إيمان الناس مطلوبٌ عندما لا يمكن رؤية شيء ما بالعين المجرَّدة، وإيمانك مطلوب حينما لا يمكنك التخلِّي عن مفاهيمك الخاصة. عندما لا تفهم عمل الله فهمًا واضحًا، فإن المطلوب هو أن يكون لديك إيمان، وأنْ تتَّخذ موقفًا ثابتًا، وتتمسَّك بالشهادة. حينما وصل أيوب إلى هذه النقطة، ظهر له الله وتكلَّم معه. بمعنى أنَّك لن تتمكن من رؤية الله إلَّا من داخل إيمانك، وسيكمِّلك الله عندما يكون لديك إيمان. بدون إيمان لا يمكنه فعل هذا" (من "أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"). أوضحت لي كلمات الله أن طريق الإيمان والدخول إلى ملكوته ليس ممهدًا بالكامل. فهناك كل أنواع المصاعب والتجارب، وكثير من الأشياء التي لا نحبها ستحدث. لكن علينا أن نمر بكل هذا للكشف عما إذا كان لدينا إيمان بالله، وعما إذا كان يمكننا أن نشهد له بقوة. بالعودة بذاكرتي إلى الوقت الذي كانت فيه زوجتي تعارض إيماني بالله القدير، كان لدي الإيمان لأستمر في الشهادة لها. لكن عندما بدأت في التهديد بالطلاق ومرض ابننا، لم يكن في وسعي سوى أن أبدأ في التذمر. شعرت أن الله لم يكن يحمي انسجام أسرتي أو يحفظ طفلي من المرض. وجدت أنني لا أملك إيمانًا حقيقيًا بالله. بضعة أشياء لم تتحقق كما أردت فبدأت ألوم الله، كيف كانت تلك الشهادة؟ ثم بدأت أتساءل: لماذا أفقد الإيمان بالله لحظة حدوث شيء لعائلتي؟ لماذا لم أتمالك نفسي أن ألومه؟
فيما بعد، قرأت مقطعًا من كلام الله منحني بعض الفهم لآرائي حول السعي في إيماني. يقول الله القدير، "اليوم، أنت لا تصدق الكلمات التي أقولها، ولا توليها أي اهتمام؛ عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ واليوم، مع أن الخطوة التالية من عمل الله لم تبدأ بعد، فلا يوجد ما هو استثنائي فيما يتعلق بالمطالب التي عليك إتمامها وما أنت مطالب بأن تحياه. يوجد الكثير من العمل، والعديد من الحقائق؛ أليست هذه الأمور جديرة بأن تعرفها؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته إيقاظ روحك؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته حثك على بُغض نفسك؟ هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، ... ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي" (من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"). من خلال كلام الله، رأيت أن هدفي ووجهات نظري في الإيمان كانت خاطئة، وأنها لم تكن سعيًا وراء الحق، بل لتكون عائلتي في حالة حسنة وآمنة، ولتكون حياتنا سهلة. أردت فقط أن أعيش في حضن الله وأن أتمتع بنعمته. عندما نلت نعمته، كان لدي الإيمان باتباعه، ولكن عندما كانت هناك مشاكل في المنزل ومرض طفلي، لُمت الله على غياب حمايته. لقد فقدت الإيمان، حتى إنني شعرت بالظلم حيال ما كان يحدث لي، إذ شعرت أن الله يجب أن يباركني من أجل إيماني، ويحفظني من مواجهة هذه الأنواع من الأمور. ثم أدركت أن إيماني مبني كلّيًّا على تلقي البركات، وببساطة لم أصمد أمام الاختبار. فالتمتع بالإيمان وعبادة الله أمر صائب وطبيعي. إنه مثل برّ الأطفال بوالديهم؛ إذ لا ينبغي أن نقايض الله. لكنني كنت أحاول دائمًا الحصول على أشياء من الله، لربح نعمته. لم يكن لدي أي ضمير أو عقل. ألم أكن بالضبط ذلك النوع من الأشخاص الذين كان الله يتحدث عنهم؛ بلا قلب أو روح. كيف يمكن أن يتماشى هذا النوع من الإيمان مع مشيئته؟ في تلك اللحظة، أدركت أن هذه الأمور غير المستحبة حدثت بإذن من الله. لقد أسهم التعرض لهذا كله في كشف وجهات نظري الخاطئة عن الإيمان، الأمر الذي سمح لي بالتأمل في نفسي ومعرفتها من خلال كلام الله، وتغيير أفكاري الخاطئة، واكتساب إيمان صادق بالله. كان هذا تطهير الله وخلاصه لي؛ فقد اكتسبت الإيمان بمجرد أن فهمت مشيئة الله. لم أرغب في السعي للسلام العائلي والنعمة والبركات. كنت بحاجة إلى الاستمرار في حضور الاجتماعات. صممت على أنه مهما حدث في المستقبل، سأستمر دومًا في طلب الحق.
قرأت مقطعًا آخر من كلام الله بعد ذلك في عباداتي. "إلى ماذا تشير هذه الكلمة "الإيمان"؟ الإيمان هو الاعتقاد الصادق والقلب المخلص اللذان ينبغي أن يمتلكهما البشر عندما لا يستطيعون رؤية شيء ما أو لمسه، وعندما لا يكون عمل الله متماشيًا مع المفاهيم البشرية، وعندما يكون بعيدًا عن متناول الإنسان. هذا هو الإيمان الذي أتحدَّث عنه. الناس بحاجة إلى الإيمان في أوقات الضيقة والتنقية؛ والإيمان هو شيء تتْبعه التنقية؛ ولا يمكن الفصل بين التنقية والإيمان. وبغض النظر عن كيفية عمل الله أو نوع بيئتك، فأنت قادر على متابعة الحياة والسعي للحق والبحث عن معرفة عمل الله، وفهم أفعال الله، ويمكنك التصرُّف وفقًا للحق. فعل ذلك هو معنى أن يكون لديك إيمان حقيقي، وفعل ذلك يدل على أنك لم تفقد إيمانَكَ بالله. لا يمكنك أن تتمتَّع بالإيمان الحقيقي بالله إلَّا إذا كنت قادرًا على المثابرة على السعي إلى الحق من خلال التنقية، وعلى محبة الله حقًا، ولم تكن لديك شكوك بشأنه؛ وما زلت تمارس الحق لترضيه بغض النظر عمّا يفعله، وكنت قادرًا على البحثِ في أعماق مشيئته ومراعاةِ إرادته" (من "أولئك المُزمَع تكميلهم لا بدّ أنْ يخضعوا للتنقية" في "الكلمة يظهر في الجسد"). تعلمت من كلام الله أنه سواء كان الوضع مناسبًا أو غير مرغوب، لا يمكننا أن نشك في الله أو نلومه. علينا أن نطلب مشيئته، ونقف إلى جانبه، ونمارس وفقًا لكلامه. علينا أن نتمكن من اتّباعه وممارسة الحق لنرضيه مهما عانينا. هذا وحده هو الإيمان الحق. منحني هذا الفهم طريقًا للممارسة والإيمان اتباعًا لله.
ذات يوم، اتصلت بأمي وسألتها عمّا إذا كانت زوجتي بخير، فقالت: "إنها تقضي أيامها في منزل والديها ولا تعتني بالأمور في البيت. إنها تبدو وكأنها شخص مختلف تمامًا". وقالت لي أمي أيضًا: "يقول القس إنك تسلك الطريق الخطأ، وإن إيمانك بالله القدير خيانة للرب يسوع. وأشار علي بأن أجعلك تعود إلى الكنيسة، وأن تتخلى عن البرق الشرقي". أغضبني جدًا سماع ذلك، وفكرت في نفسي: "لم ياتُرى يقول رجال الدين ذلك الكلام؟ كانت شائعاتهم الخادعة هي التي جعلت زوجتي تعارض إيماني بالله. لا يمكنني السماح لهم بتقييدي، ولن أستمع إليهم مهما قالوا". بعد التفكير في الأمر، قلت لأمي أحثّها: "لا تستمعي إلى تلك الأشياء التي يقولها رجال الدين. لقد تكلم الله القدير الكثير من الحقائق، وصوته هو صوت الله نفسه. الله القدير هو الرب يسوع العائد. هو والرب يسوع نفس الإله، لذا فإن إيماني بالله القدير ليس خيانة للرب يسوع. إنه اتباع لخطى الحمل وترحيب بقدوم الرب". لم تقل شيئًا في الرد علي بعد ذلك.
ثم اتصلتُ بزوجتي ذات مساء، فقالت بغضب: "لماذا تتصل بي؟ اعتقدت أنك لم تعد تريد عائلة. عليك الاختيار: إما البرق الشرقي أو عائلتنا؟ لا بأس إذا كنت لا تفكر بي، لكن عليك التفكير في طفلنا؛ فهو عمره ثمانية شهور فحسب". أزعجني حقًّا سماع هذا القول من زوجتي. قلت في نفسي: "أنا لا أفعل سوى حضور الاجتماعات وقراءة كلام الله القدير فحسب. أنا على المسار الصحيح. لم أقل أبدًا إنني لا أريد عائلتنا أو أنني لا أهتم بها وبابننا. لماذا تجبرني على هذا النوع من الاختيار؟" ثم خطر لي في نفسي: "إنها لا تعرف ما هو الإيمان بالله، ولن تستمع مهما قلت. لكن إجباري على ترك إيماني ببساطة ليس ممكنًا. أنا على يقين بالفعل من أنه الرب يسوع عاد، ولذلك أعلم أنني سأستمر في اتباع الله القدير مهما قالت". عندما رأت أنني لا أستجيب، أغلقت المكالمة للتو. على الرغم من أنه في ذلك الوقت أزعجتني الأشياء التي قالتها زوجتي، فقد علمت أنه لا يمكنني الشكوى وإلقاء اللوم على الله كما كان من قبل. كان يجب أن يكون لدي إيمان، وأن أتكل على الله لتجاوز هذا الأمر. ثم سمعت ترنيمة من كلام الله تدعى "ينبغي أن تهمل كلّ شيء من أجل الحق".
1 يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية.
2 يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!"
من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة
عززت كلمات الله إيماني. أدركت أن طلب الحق للمؤمن هو السبيل الوحيد ذو المعنى للعيش، وأنني لا يمكنني أن أفقد إيماني بسبب بعض المشاكل في المنزل أو المشقة الجسدية. إن الافتقار إلى الإيمان وعدم عبادة الله يجعل الحياة بلا معنى أو قيمة. ينبغي ألّا تعيقني عائلتي. فصحة عائلتي وطفلي كلها بيد الله، ولذلك يجب أن أفوض هذه الأمور إلى الله وأخضع لسيادته وترتيباته. لا بد لي أن أطلب الحق وأؤدي واجبي بقدرما أستطيع.
بعد فترة، اضطررت إلى العودة إلى المنزل لتجديد بطاقة هويتي؛ لأنها كانت على وشك أن تنتهي صلاحيتها. تحمست كثيرًا؛ لأنني شعرت بأن هذه كانت فرصة جيدة لمشاركة الإنجيل مع عائلتي. لكنني كنت قلقًا أيضًا؛ لأن زوجتي وأمي كانتا كلاهما تعارضان إيماني بالله القدير، وكان الجميع في بلدتي يعرفون أنني آمنت بالله القدير. إن علم رجال الدين المحليون أنني عدت، فسيحاولون بالتأكيد اعتراض طريقي. لم يكن لدي أي فكرة عما قد يحدث عندما أعود؛ لذلك صلّيت الى الله قائلًا: "يا الله! أريد مشاركة الإنجيل مع عائلتي في هذه الرحلة إلى المنزل، لكن رجال الدين كانوا يتدخلون وعائلتي تعارضني. أخشى الّا يستمعوا إلى شركتي. يا الله، أرجو أن تكون معي وتفتح لي طريقًا". ثم سمعت ترنيمة من كلام الله "اتبع كلام الله فلا يمكن أن تضيع"...
2 مع كُلِّ شخص تقابله، أو مسألة أو أمر تواجهه، ستظهر لك كلمة الله في أي وقت وتوجهك للعمل وفقًا لمشيئته. افعل كُلَّ شيء ضمن كلمة الله، وسوف يقودُكَ الله إلى الأمام في كُلِّ ما تفعل، ولن تَضِلَّ أبدًا، وستكون قادرًا على العيش في نورٍ جديد مع استنارات أكثر وأحدث. لا يُمكنكَ استخدام المفاهيم الإنسانية للتفكير فيما عليك القيام به؛ بل يجب أن تخضع لإرشاد كلمة الله، وتملكَ قلبًا صافيًا، وتكونَ هادئًا أمام الله، وتقومَ بالمزيد من التأمل. لا تقلق بشأن إيجاد حلول لِما لا تفهمُه، أحضِر مثل هذه الأمور أمام الله دائمًا، وقدِّم له قلبًا مخلصًا.
3 آمِنْ بأنَّ الله هو القدير! ويجبُ أن يكون لديكَ توقٌ كبير لهُ، وأن تسعى بشراسة بينما ترفض مبررات الشيطان ومقاصدَه وحِيَله. لا تيأس. لا تكن ضعيفًا. اسع من كُلِّ قلبك، وانتظر من كل قلبك. تعاون بفاعلية مع الله، وتخلَّص من العوائق التي في داخلك"
من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة
عند الاستماع إلى هذه الترنيمة، أدركت أن مشيئة الله كانت ضمن رحلة العودة هذه إلى البيت. كل ما في الأمر أن إيماني بالله كان ضئيلًا، ولم أفهم مشيئة الله. لكن كان عليّ الاتكال على الله لتجاوز الأمر. لقد أثر فيّ فعلًا هذا الجزء من كلام الله "آمِنْ بأنَّ الله هو القدير"؛ فقد ثبتت كلمات الله إيماني. مهما واجهت في كل يوم فهو ما يسمح به الله. ما دمت أتكل حقًا على الله وأتطلع إليه، فأؤمن أنه سيرشدني لمواجهة كل ذلك بكلماته.
عندما وصلت إلى المنزل تجاهلتني زوجتي. علمت أن ذلك إنما كان بسبب تأثير القس المضلل عليها. كان عليّ أن أجد فرصة لأشهد لها عن عمل الله في الأيام الأخيرة حتى تعرف الحق ولا يعود يضللها القس. صليت إلى الله طالبًا إرشاده. ثم شاركت معها بصبر بعض الكلمات الصادقة. قلت: "يجب أن تنظري أنت وأمي حقًا في عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وتستمعا إلى كلماته. ثم يمكنك التيقن بأن هذا هو صوت الله، وأنه كلام الله للبشرية. إن لم تحققي في الأمر وتستمعي إلى صوت الله ذاته، بل استمعتِ إلى شائعات رجال الدين وأكاذيبهم، فكيف ترحبين بالرب؟ قال الرب يسوع ذات مرة: "اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ" (متى 7: 7). الرب ثقة. ما دمنا نسعى حقًا، فسنتمكن من سماع صوت الرب والترحيب بعودته". لم تقل زوجتي شيئًا ردًّا على هذا. لاحظت أنها كانت تصغي بهدوء فحسب، ولم تُبد مقاومة أو جدلًا كما فعلت من قبل. شكرتُ الله من القلب، فقد كانت هذه هدايته، وقد منحني هذا الثقة لمواصلة إخبارهما بعمل الله.
في اليوم التالي، قدمت شهادة لظهور الله وعمله إلى زوجتي وأمي على السواء. قلت: "هل تعلمان لماذا قبلتُ عمل الله القدير في الأيام الأخيرة؟ لأنني قرأت كلام الله القدير، ورأيت أنه الحق كله، وأنه صوت الله، وأيقنت أنه الرب يسوع العائد. في الأيام الأخيرة تكلم الله القدير ملايين الكلمات، معلنًا لنا جميع أسرار خطة تدبيره ذات الستة آلاف عام والكتاب المقدس، بالإضافة إلى كيف تطورت البشرية حتى يومنا هذا، وكيف أفسدنا الشيطان، وكيف يعمل الله خطوة بخطوة لخلاص البشرية، وكيف يحدد عاقبتنا وغايتنا النهائية، وأي نوع من الأشخاص يمكن أن يخلص بالكامل ويدخل ملكوت السماء، ومن سيعاقَب. وقد أخبرنا الله القدير بكل هذه الأسرار وبالحق وغير ذلك. لقد أخبرنا الله القدير أيضًا حقيقة كيف أفسد الشيطان الإنسان وأصل مقاومتنا لله. وأيضًا، أظهر لنا الطريق لتطهير خطايانا بالكامل. كل كلمة هي الحق، وكلها قوية وموثوقة. وقد أعلن الله القدير عن كل هذا ليطهرنا ويغيرنا، وليخلصنا تمامًا من نفوذ الشيطان. من برأيكما يمكنه التعبير عن الحقائق والكشف عن الأسرار وخلاص الناس؟ الله وحده يستطيع ذلك! لا يملك الناس الحق. المسيح وحده هو الطريق والحق والحياة. عليكما قراءة كلام الله القدير بعمق، ثم ستريان أن الله القدير يقول الحق، وأنه صوت الله، وأنه هو الرب يسوع العائد! إن سمعتما أحدًا ينقل أن الرب قد عاد ولا تتحريان الأمر، وتكتفيان بالحكم عليه وإدانته بسبب ما يقوله القس، فستدمران فرصتكما في الترحيب بالرب، وستخسران خلاص الله الأبدي. سيكون ذلك خزيًا فظيعًا". عند سماع ذلك، قالت أمي، "نعم، أنت محق. لقد خلق الله البشرية، لذلك يجب أن نصغي إلى ما يقوله الله، لا ما يقوله الآخرون". عندما سمعتها تقول ذلك شكرت الله. ثم مضت تقول لي: "ذات مرة طلبت من القس أن يصلي من أجل شيء ما في عائلتنا، لكنه قال: ابنك لا يستمع إلينا. لم يحصل على إذننا لاتباع الله القدير. أنتم تتجاهلوننا تمامًا؛ لذا لا تطلبوا منا المزيد من المساعدة في شؤون عائلتكم، عالجوا هذه الأمور بأنفسكم". عندما سمعت هذا، قلت غاضبًا: "بوصفهم رجال دين، يجب أن يقودوا الإخوة والأخوات إلى تحرّي أي خبر عن عودة الرب. وهم لا يرفضون ذلك فحسب، بل يهددوننا، ويمنعوننا من سماع صوت الله ومن الترحيب بالرب. ما دوافعهم الحقيقية؟ ألا يحاولون فقط إبقاء الجميع تحت سيطرتهم؟ لعن الرب يسوع الفرِّيسيين: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). عندما ظهر الرب يسوع وعمل، لفق الفريسيون الإشاعات وعارضوه وأدانوه بجنون ليتمكنوا من الاحتفاظ بمكانتهم ومعيشتهم. لقد أضلوا المؤمنين وحالوا بينهم وبين اتباع الرب، وانتهى بهم الأمر أخيرًا بصلب الرب يسوع، وبعد ذلك لعنهم الله وعاقبهم. إن رجال الدين اليوم ماهم إلّا كالفريسيين؛ فهم يخشون أن يؤمن المؤمنون بالله القدير وأن يخسروا هم مكانتهم ومعيشتهم، ولذلك يبذلون وسعهم للحيلولة بين المؤمنين وبين سماع كلمة الرب والترحيب به. إنهم يتصرفون كأعداء لله! سيُلعنون ويعاقبون في نهاية المطاف أيضًا".
ثم قدمت لهما شركة أوضحت فيها كيف يجب علينا أن نستمع لصوت الرب للترحيب به، وتلك هي الطريقة الوحيدة لنكون عذارى حكيمات ونرحب بالرب. ثم حثثتهما بقولي: "آمل حقًا أن تتفحصا بإمعان كلام الله القدير وتستمعا إليه، لتريا ما إذا كان حقًا صوت الله. أكره أن أرى رجال الدين يضللونكما ويتحكمون فيكما. يجب أن تكتسبا القدرة على التمييز". بعد ذلك قالت أمي: "أنت على حق. من قبل، كنت لا أستمع دائمًا إلّا إلى رجال الدين لدينا، خشية أن تكون قد سلكت الطريق الخطأ. لهذا حاولت منعك من الإيمان بالله القدير. لكنني أرى أن شركتك سليمة من الناحية الكتابية، والأشياء ليست بالطريقة التي صورها بها رجال الدين. سأتحرى الأمر". كانت زوجتي تصغي باهتمام طوال ذلك. وبعد ذلك قرأت لهما الكثير من كلام الله القدير، ثم شاركت معهما أشياء مثل الاختلاف بين اتّباع الله واتّباع الإنسان، ولماذا يقوم الله بعمله في دينونة الأيام الأخيرة في الجسد الآن، وأهمية عمل الله في الدينونة في الأيام الأخيرة. بعد بضع جلسات من الشركة، قبلت كلاهما عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. شكرت الله عندما رأيت كليهما تَمثلان أمامه.
ذات مرة، صارحتني زوجتي. وقالت: "كنت مستبدة معك من قبل، حتى إنني دفعتك نحو الطلاق، وكل ذلك لأنني استمعت إلى القس. كلما كنت أذهب إلى الكنيسة، كان يقول لي إنك كنت على الطريق الخطأ، وطلب مني أن أحثك على العودة. كنت أظن أنه كان على حق فيما قاله؛ لذلك كنت أتجادل معك باستمرار ولم أستمع إليك إطلاقًا. ولكن خلال هذا الوقت من قراءة كلام الله القدير والاستماع إلى شركتك، رأيت الأمر مختلفًا تمامًا عما كان القس يقول لي. إن التفكير في موقفي تجاه عمل الله الجديد يخيفني حقًا؛ فقد كنت أحارب الله، وكدت أفقد فرصتي في الترحيب بمجيء الرب ما كان ينبغي لي أن أصدق ما كان يقوله القس لي ولا أن أقمعك. أنا آسفة حقًا". عندما سمعت زوجتي تقول ذلك، تأثرت كثيرًا. وكدت أبكي وشكرت الله من صميم فؤادي.
من خلال التعرض لذلك كله، اختبرت جهود الله الصادقة لخلاص البشرية. لقد سمح بحدوث أشياء صعبة لي ليكشف فسادي وعيوبي، وليكمل إيماني به. على الرغم من أنني كنت أعاني أحيانًا وأشعر بالضعف، وأشعر بالعذاب، فإن الله لم يتركني أبدًا، وكان يرشدني دائمًا بكلماته. لقد ساعدني هذا على فهم وجهات نظري الخاطئة عن الإيمان، وإدراك خطط الشيطان وعراقيله، ومعرفة بعض الحقائق. لقد قوّى ذلك إيماني بالله. كان ذلك كله إرشاد الله! الشكر لله!