18. عواقب السعي إلى الراحة

بقلم: كلوي، إسبانيا

قمتُ بإنشاء مقاطع فيديو في الكنيسة. أثناء العمل، أدركتُ أن إنتاج المشروعات الأكثر صعوبة تتطلب إنفاقًا كبيرًا، ومع تجربة المؤثرات في كل إطار والحاجة إلى تعديلها بشكل متكرر، وحدثت إخفاقات متكررة. لكن في المشروعات التي كانت بسيطة نسبيًا، كانت تتطلب جهدًا أقلّ، وكان معدل نجاحها أكبر. فكرت في نفسي: "المشروعات الصعبة لها متطلبات فنية عالية، لا بُدَّ لي من قضاء الوقت في التفكير، والبحث عن المواد لتحليلها ودراستها، ودورة الإنتاج طويلة. إنّ المشاريع الأبسط، ليست متعبة بهذا الشكل. لا أحتاج إلا إتقان بعض الأساليب والمهارات البسيطة، ودورة الإنتاج أقصر، مما يعني أنه يمكن إتمامها بسرعة أكبر. يبدو أن إنتاج المشروعات الأبسط سيُوفِّر عليَّ الكثير من المتاعب". لذلك في واجباتي، قمت بتقييم المشروعات التي كانت صعبة وأيُّها كانت بسيطة ثم قررت أيُّها آخذ. ذات مرة، اخترت مشروعًا بسيطًا لأقوم به، وتركت المشاريع المعقدة لإخوتي وأخواتي. عندما رأيت كيف وافق إخوتي وأخواتي على الفور، شعرت بشيء من الذنب: ألم أكن أتراجع عن مواجهة الصعوبات، وأُحْجِم عن التعامل بحَزْمٍ مع المسائل الشائكة؟ ثم قلتُ لنفسي: "المشروعات الصعبة تستهلك الكثير من وقتي وطاقتي، وتستهلك الكثير من الجهد الذهني، وهذا مُرهِق، لذلك من الأفضل لي أن أختار مشروعات بسيطة". بمجرد إتمام مشروع، شعرت أن هناك مجالًا للتحسين، لكنني لم أرغب في العمل بجِدٍّ لتغيير أي شيء. ولاحظت أن إخوتي وأخواتي لم يروا أي مشكلات وعندما تحققوا من ذلك، لذا لم أُجرِ أيّ تغييرات وتركت الأمور تمرُّ. في بعض الأحيان، عندما كنت أواجه مشكلات في إنتاج الفيديو، كنت لا أفكر في المشكلات سوى للحظة، ثم أذهب لأسأل إخوتي وأخواتي. شعرت أن هذا لم يكن يحلّ المشكلة بسرعة فحسب، بل أيضًا لم يرهقني، لذلك كانت طريقة سهلة لإنهاء مهامي. لكن عندما كنت أفعل هذا، كان ينتابني شعور بلَوْم الذات، لأن هذه الأسئلة كانت في غاية البساطة بالفعل، وكان بإمكاني حلّها بقليل من الجهد. كان سؤالي لإخوتي وأخواتي يؤخِّر واجباتهم، لكنني لم أتأمل في نفسي. أصبح هذا النوع من الخداع هو القاعدة في كيفية أدائي لواجباتي.

بالإضافة إلى صنع مقاطع الفيديو، كان عليَّ أن أقود إخوتي وأخواتي في الدراسة ورفع المهارات المهنية للجميع، لذلك اضْطُرِرتُ إلى العمل أكثر من المعتاد. لم أضطر فقط إلى تعلُّم المهارات المهنية، لكن كان عليَّ أن أجد المواد وأعدُّ الدروس بناءً على ما احتاجه إخوتي وأخواتي وأوجه القصور التي كانت لديهم. شعرت أنها مهمة صعبة ومرهقة. لذلك بدأت أفكر في كيفية توفير الوقت وعدم الشعور بالتعب الشديد، وقررت إرسال المواد التعليمية إلى إخوتي وأخواتي. لذا يمكنهم مشاهدتها بأنفسهم. بهذه الطريقة، لن أضطر إلى قضاء الوقت والجهد في إعداد الصفّ الدراسي. شعرتُ أنه لم تكن هناك طريقة أفضل. بعد فترة، قال إخوتي وأخواتي إن المواد التعليمية لم تحلّ مشكلاتهم. في ذلك الوقت، شعرت ببعض الأسف، لذلك عندما لم أجد خيارًا آخر، وجدت بعض المواد لتعليم الجميع بطريقة بسيطة، وفكرت: لقد كان كافيًا أن يكون الجميع مُنَظَّمين في الدراسة. لم يَمْض وقت طويل، حتى ذَكَرتْ قائدة فريقنا أنه حدثت مؤخرًا بعض المشكلات في مقطع فيديو، مما أخَّر تقدُّم العمل. عندما سمعت ذلك، لم أتأمل أو أحاول أن أفهم نفسي، وشعرت أن هذا الواجب لا يتطلب فقط المعاناة ودفع الثمن، بل يتطلب تحمُّل المسؤولية إذا ساءت الأمور، وكان هناك الكثير من العمل المبذول في مقابل نتائج لا تُذكَر، لذا أردتُ أن أؤدي هذا الواجب حتى بدرجة أقلّ.

ذات يوم، جاءتني قائدتي وكشفت تباطؤي وسلوكي بمكر في واجباتي، وقالت إذا لم تتغير الأمور فسأُعْفَى. عندما سمعت قائدتي تقول ذلك، على الرغم من أنني اعترفت أنني كنت أتباطأ في واجباتي، إلا أنني لم أتب على الإطلاق. عندما فكرت في الصعوبات والمشكلات التي سأواجهها في المستقبل، لم أعد أرغب في أداء هذا الواجب بعد الآن. كنت أرغب في التحول إلى واجب أسهل. في اليوم التالي ذهبت إلى قائدتي وقلت: "لست قادرة على أداء هذا الواجب. أود التحول إلى واجب آخر". تعاملَتْ معي بعد سماع ذلك قائلة: "ألا يمكنك حقًا أداء هذا الواجب؟ هل حاولتِ بالفعل؟ أنتِ تتجنبين العمل الجاد، وتتباطئين دائمًا وتحاولين استخدام المكر، ولديكِ نَزْعة إنسانية سيئة. بالنظر إلى هذه السلوكيات، فأنتِ حقًّا لستِ مناسبة لهذا". عندما سمعت قائدتي تقول هذا، شعرت فجأة بخواء في قلبي. رأيت أن جميع الإخوة والأخوات مشغولين بواجباتهم، ولكنني أُعْفيتُ وفقدت منصبي. لا يمكنني أن أصِفَ بالكلمات كم كنتُ حزينة. لم أفكر قطُّ في أنني قد أفقد واجبي حقًا. لكن بعد ذلك فكرت، "الله له السيادة على كل شيء. إنّ إعفائي هو تجسيد لشخصية الله البارَّة. يجب عليَّ أن أطيع وأتأمل وأعرف نفسي". في الأيام التي أعقبت ذلك، كان مشهد إعفاء قائدتي لي يتكرر في ذهني مرارًا وتكرارًا مثل فيلم سينمائيّ. شعرت بالبؤس عندما فكرت فيما قالته قائدتي، لا سِيَّما عندما قالت إن لديّ نزعة إنسانية سيئة. لم أكن أعرف كيف أتأمل أو أعرف نفسي، ووسط أوجاعي، صلَّيتُ إلى الله سائلة إياه أن يرشدني إلى فهم نفسي.

لاحقًا، رأيت بعضًا من كلام الله يقول: "إنَّ التعامل مع الأمور بهذا الاستخفاف وعدم الشعور بالمسؤولية من صفات الشخصية الفاسدة. إنها حقارة يشير إليها الناس في جميع الأمور، ويقولون: "هذا حقٌّ تقريبًا"، و"هذا قريب بما فيه الكفاية"؛ إنه موقف يستخدمون فيه كلمات مثل: "ربما"، و"من المحتمل"، و"أربعة من أصل خمسة"، إنهم يفعلون الأشياء بلا مبالاة، وهم راضون عن القيام بالحد الأدنى، كما أنهم راضون عن التخبط قدر المستطاع؛ إذ إنهم لا يرون أي فائدة في أخذ الأمور على محمل الجد أو السعي إلى تحقيق الدقة، ولا يرون كثيرَ فائدةٍ في السعي إلى مبادئ الحق. أليست هذه صفات الشخصية الفاسدة؟ هل تعتبر مظهرًا من مظاهر الطبيعة البشرية؟ لا، إن سمَّيناها غطرسة فذلك صحيح، وإن سميناها فسادًا فذلك مناسب تمامًا أيضًا، ولكن الكلمة الوحيدة التي تصفها تمامًا هي "الحقارة". أغلب الناس بهم حقارة في داخلهم، فقط بمستويات مختلفة. فهم في جميع الأمور يرغبون في القيام بأقل قدر ممكن ليروا ما يمكنهم الإفلات منه، وهناك نفحة من الخداع في كل ما يفعلونه. إنهم يغشون الآخرين عندما يستطيعون ذلك، ويلجؤون للطرق الأسهل كلما استطاعوا، ويوفرون الوقت عندما يمكنهم ذلك. إنهم يفكرون في أنفسهم: "ما دمت أستطيع تفادي أن يكشفني أحد، ولا أتسبب في أي مشاكل، ولا أحاسَب، وبالتالي يمكنني أن أتخبَّط. من خلال هذا، يمثل أداء العمل بشكل جيد صعوبة أكبر مما يستحق الأمر". لا يتعلم أشخاص كهؤلاء شيئًا إلى حد إتقانه، ولا يبذلون جهدًا في مجال دراستهم أو يعانون ويدفعون ثمنًا. إنهم لا يريدون فهم نفحات من أي موضوع، ثم يعتبرون أنفسهم بارعين فيه، ومن ثم يعتمدون على ذلك للمضي في تخبطهم. أليس هذا موقف الناس تجاه الأشياء؟ هل هو موقف جيد؟ إنه ليس جيدًا، وببساطة فهو "تخبُّط"، ومثل هذه الحقارة موجودة في كل البشرية الفاسدة. يتبنى الأشخاص ذوو الحقارة في إنسانيتهم، وجهة نظر "التخبُّط" وموقفه في أي شيء يفعلونه. هل هؤلاء قادرون على أداء واجبهم بشكل صحيح؟ لا. هل هم قادرون على عمل الأشياء بحسب المبدأ؟ هذا أقل احتمالًا" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). "كيف يمكن للمرء أن يميز الفرق بين النبلاء والمنحطين؟ انظر ببساطة إلى سلوكهم، وطريقة عملهم مع الأشياء، وما يظهر فيهم عند تعاملهم مع الأشخاص والأحداث والأشياء، انظر كيف يتصرفون، وكيف يتعاملون مع الأشياء، وكيف يتصرفون عند ظهور المشكلات. فالأشخاص الذين يملكون شخصية ويتمتعون بالكرامة دقيقون وجادون ومثابرون في أفعالهم، وهم على استعداد لتقديم التضحيات. أما الأشخاص الذين لا يملكون شخصية ولا يتمتعون بالكرامة فهم طائشون ومهملون في أفعالهم، ودائمًا ما يلجؤون إلى بعض الحيل، ويريدون دائمًا أن يتصرفوا بتخبط فحسب. إنهم لا يتعلمون أي مهارة حتى درجة الإتقان، ولا يتعلمون أي شيء على نحو مناسب، وبغض النظر عن الوقت الذي يمضونه في دراسة هذا، فإنهم يظلون حائرين بسبب جهلهم في الأمور الرئيسية والأمور المعتادة المتعلقة بمجال تخصصهم. ويبدو ما دمتَ لا تلحّ عليهم للحصول على إجابات فانس الأمر، ولكن بمجرد أن تفعل ذلك، يصابون بالذعر، ويتصبب العرق من جباههم ليغمر حواجبهم، ولا يملكون أي رد. أي نوع من الناس أولئك؟ أولئك أشخاص ذوو شخصية منحطة المستوى، إنهم حثالة بلا قيمة" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). مس كلام الله شغاف قلبي، وبخاصة كلماته القائلة: "إنهم يغشون الآخرين عندما يستطيعون ذلك، ويختارون الطريق الأسهل عندما يمكنهم ذلك"، "لا يملكون شخصية ولا يتمتعون بالكرامة" ولهم "شخصية منحطة المستوى". وكشفت كل كلمة إنسانيتي وموقفي تجاه واجباتي. أدركت أن هذه هي بالضبط الطريقة التي كنت أؤدي بها واجباتي. كنت أتباطأ في كل ما أفعله، وأفعل الأشياء وفقًا للحد المقبول فحسب. كنتُ أبحث دائمًا عن طُرق لتجنب المعاناة، وفعل الأشياء بطريقة أسهل، ولم أفكر قطُّ في كيفية إحسان أداء واجباتي. من أجل الراحة الجسدية وتجنب المعاناة، اخترت دائمًا القيام بالمشروعات الأبسط والأسهل. حتى بعد انتهائي، عندما كنت أرى مشكلات ومجالًا للتحسين، كنتُ ارفض إجراء تغييرات، وحاولت التخبّط في الأمر. عندما احتاج فريقنا إلى تعلم المهارات المهنية، شعرتُ أن الأمر مرهق للغاية في تنظيم إخوتي وأخواتي في الدراسة. لذلك من أجل راحتي الجسدية، استخدمت الحيل والمكر لأجعل إخوتي وأخواتي يشاهدون مقاطع الفيديو التعليمية بأنفسهم، مما يعني أن مهاراتهم لم تتحسن قطُّ، وأصبحت واجباتهم أقل فاعلية، وتأخّر سير العمل. في كل مكان في واجباتي كنت أستخدم الحيل والخداع، لم أفكر قطُّ في عمل الكنيسة. لم يكن لدي أي إنسانية على الإطلاق! لقد كنت حقًا أنانية، وحقيرة، وذات شخصية وضيعة! عندما تأملتُ في هذه الأشياء، شعرت بإحساس عميق من الندم والذنب. بعد ذلك قرأت في كلمة الله: "ظاهريًا، لا يبدو أن بعض الناس يواجهون أي مشكلات خطيرة طوال الوقت الذي يؤدون فيه واجبهم، إذ لا يفعلون شيئًا شريرًا صريحًا؛ فهم لا يتسببون في اضطرابات أو عرقلة، أو يسيرون في طريق أضداد المسيح. وفي أداء واجبهم، فإنهم ليس لديهم أي أخطاء كبيرة أو مشكلات من ناحية المبدأ، ومع ذلك، فسرعان ما يُكشف عدم قبولهم للحق على الإطلاق، كغير المؤمنين، وذلك في غضون سنوات قليلة، فلماذا هذا؟ لا يمكن للآخرين أن يروا هذه المشكلة، لكن الله يفحص أعماق قلوب هؤلاء الناس، ويرى المشكلة. لقد كانوا دائمًا روتينيين وغير نادمين في أداء واجبهم، ومع مرور الوقت، ينكشفون بشكل طبيعي. ماذا يعني أن تظل غير تائب؟ يعني أنهم رغم أدائهم لواجبهم طوال الوقت، فإنهم دائمًا ما كان لديهم موقف خاطئ تجاه ذلك، وموقف من الإهمال والروتينية، وموقف غير عابئ، فلا يتحلُّون بالضمير أبدًا، ناهيك عن التفاني. ربما يبذلون الجهد اليسير، لكنهم يؤدون أعمالهم ظاهريًا. إنهم لا يقدمون كل ما لديهم، وتعدياتهم لا نهاية لها. إنهم من وجهة نظر الله، لم يتوبوا قَط؛ وكانوا روتينيين دائمًا، ولم يحدث أي تغيير فيهم، أي أنهم لا يتخلُّون عن الشر الذي في أيديهم ولا يتوبون إلى الله، ولا يرى الله فيهم موقف توبة، ولا يرى انعكاسًا في موقفهم. إنهم يواصلون النظر إلى واجبهم وإرسالية الله بمثل هذا الموقف وهذه الطريقة. طوال الوقت، لا يوجد تغيير في هذه الشخصية العنيدة والمتصلبة، والأكثر من ذلك، أنهم لم يشعروا أبدًا بأنهم مدينون لله، ولم يشعروا أبدًا أن إهمالهم وروتينيتهم تُعد تعديًا وعمل شر. ليس في قلوبهم دَين، ولا شعور بالذنب، ولا لوم للذات، ولا اتهام للذات. وبقدر ما يمضي الوقت، يرى الله أن هذا الشخص لا يمكن علاجه. مهما كان ما يقوله الله، ومهما سمع الشخص من عظات، أو مقدار الحق الذي يفهمه، فقلبه لا يتأثر ولا يتغير موقفه أو يتحول. يرى الله هذا ويقول: "لا رجاء لهذا الشخص. لا شيء أقوله يمس قلبه، ولا شيء أقوله يغيَّره. ليس من سبيل لتغييره. هذا الشخص غير لائق لأداء واجبه، وهو غير لائق لتقديم الخدمة في بيتي". لماذا يقول الله هذا؟ لأن هؤلاء عندما يؤدون واجباتهم وعملهم، يكونون غير مبالين وروتينيين دائمًا. ومهما هُذبوا وتم التعامل معهم، ومهما مُنحوا من الحُلم وطول الأناة، فليس هناك أي تأثير ولا يمكن أن يجعلهم يتوبوا أو يتغيروا حقًا. لا يمكن أن يجعلهم يقوموا بواجبهم بشكل جيد، ولا يمكن أن يسمح لهم بالسير في طريق السعي للحق. لذا فإن هذا الشخص لا يمكن علاجه. عندما يقرر الله أن الشخص لا يمكن علاجه، فهل سيظل متمسكًا بهذا الشخص؟ لن يفعل الله ذلك، بل سيتخلى عنه" (من "كيف تحلّ مشكلة الإهمال واللامبالاة عند أدائك لواجبك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "إن نظرتك إلى إرساليات الله أمرٌ بالغ الأهمية وخطير للغاية! إذا لم تستطع إكمال ما أوكله الله للناس، فأنت لا تصلح للعيش في محضره ويجب معاقبتك. هذا سبق فعيَّنته السماء واعترفت به الأرض، أن البشر ينبغي أن يكملوا ما يوكله الله إليهم؛ فهذا أعلى مسؤوليَّاتهم وهو مهمٌّ قدر أهميَّة حياتهم. إذا لم تأخذ إرساليَّات الله على محمل الجدّ، فأنت تخونه بأكثر الطرق إيلامًا؛ وهذا أكثر رثاءً من يهوذا وينبغي أن تُلعَن" (من "كيفية معرفة طبيعة الإنسان" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). قرأت كلمة الله مرارًا وتكرارًا. أدركت أنه في الماضي، على الرغم من مظهري الخارجي بأنني أؤدي واجباتي، كنت في قلبي أخون الله. لقد تَنَصَّلتُ من واجباتي الشاقة، وفكرتُ فقط في مصالحي الجسدية وكنتُ غير راغبة في المعاناة، ودفع الثمن، وكنت دائمًا أتباطأ باستخدام الحيل والمكر. حتى عندما كنت أستطيع أداء عملي بشكل أفضل، لم أفعل، لأنني شعرت أنه على الرغم من أنه لم يتم بشكل جيد، فعلى الأقل تمَّ، وكان ذلك كافيًا. لم آخذ مشكلة تباطؤي على محمل الجد أبدًا، ولم أتأمل في نفسي قطُّ. كشفتني قائدتي وحذرتني، لكنني لم أشعر بأدنى ندم وكنت لا أزال أهتم براحتي الجسدية. عندما فكرت كيف أن واجبي يتطلب عملاً شاقًا ودفع الثمن، لم أعد أريد هذا الواجب. لماذا كنت شديدة الخدر والعناد؟ لقد منحني الله الفرصة تلو الفرصة للتوبة والتغيير، وكان هذا من رحمة الله عليَّ. لكنني لم أهتم سوى براحتي الجسدية، ولم أسعَ إلى الحق أو أتأمل في نفسي، واستمررت في معارضة الله بعناد. كنت متمردة جدًا! إن واجب المرء إرسالية ومسؤولية منحني الله إياها، ويجب عليه بذل قصارى جهده للوفاء بها. ولكني تنصَّلتُ من واجباتي الشاقة، وتباطأت لأخدع الله، بل كان لدي الوقاحة لأطلب واجبًا أخفّ. ألم تكن هذه مقاومة وخيانة لله؟ لا تتسامح شخصية الله البارَّة مع أي إثم، ولقد بَغُض الله كل ما فعلته. أظهر إعفائي برُّ الله. عندما أدركت ذلك، شعرت بالخوف قليلًا. شعرت أيضًا بالندم لفعل أشياء تحزن قلب الله. لم يعد بإمكاني الاستمرار في التباطؤ. كان عليَّ أن أتوب وأتغير.

بعدئذ، نشرت الإنجيل مع إخوتي وأخواتي. لأنني لم أتقن المبادئ ولم أكن أجيد التحدث مع الناس، شعرت بأن الواجب شديد الصعوبة، ومرة أخرى لم أرغب في العمل بجد أو دفع الثمن. لكنني فكرت في موقفي المُقَصِرّ السابق تجاه واجبي، وأدركت أن القدرة على الوعظ بالإنجيل الآن كانت من رحمة الله العظيمة بي. لا يجب أن أهرب عندما أواجه مشكلة مثلما فعلت من قبل. بمجرد أن أدركت ذلك، شعرت بمزيد من النشاط في إحراز تقدّمٍ. تأملت في نفسي: لِمَ أردتُ التراجع والهروب بمجرد أن شعرتُ أن واجبي مُرهِق؟ قرأتُ في كلام الله: "اليوم، أنت لا تصدق الكلمات التي أقولها، ولا توليها أي اهتمام؛ عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ واليوم، مع أن الخطوة التالية من عمل الله لم تبدأ بعد، فلا يوجد ما هو استثنائي فيما يتعلق بالمطالب التي عليك إتمامها وما أنت مطالب بأن تحياه. يوجد الكثير من العمل، والعديد من الحقائق؛ أليست هذه الأمور جديرة بأن تعرفها؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته إيقاظ روحك؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته حثك على بُغض نفسك؟ هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. إنَّك تسعى دائمًا إلى تلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلّق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، وتعيش مثل خنزير – ما الفرق بينك وبين الخنازير والكلاب؟ أليس أولئك الذين لا يسعون إلى الحق، بل بالأحرى يحبّون الجسد، جميعهم وحوشًا؟ أليس أولئك الموتى بدون أرواح هم جميعهم جثثًا متحرِّكة؟ كم عدد الكلمات التي نُطقت بينكم؟ هل ما تم بينكم هو مجرد عمل صغير؟ كم مقدار ما قدمته بينكم؟ ولماذا لم تقتنوه؟ ما الذي لديك لتشكو منه؟ أليست القضية أنك لم تفز بشيء لأنك معجب أيضًا بالجسد؟ أليس لأن أفكارك متطرفة للغاية؟ أليس لأنك غبي جدًا؟ إن كنت غير قادر على اقتناء هذه البركات، فهل يمكنك إلقاء اللوم على الله لأنه لم يُخلِّصك؟ ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي" (من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"). كل سؤال من أسئلة الله كان بمثابة طعنة في قلبي، كأن الله يناديني ليحاسبني وجهًا لوجه، وشعرت أنني مدينة لله بالكثير. عبّر الله المتجسد عن الكثير من الحق ليسقينا ويقوتنا، حتى نتمكن من ربح الحق، ونبذ شخصياتنا الفاسدة، والحصول على فرصة الخلاص. هذه أعظم نعمة من الله على البشرية. سيعتز الحكماء الحقيقيون حقًا بالفرصة التي يوفرها عمل الله، ويغتنمون وقتهم في السعي وراء الحق، والوفاء بواجبات الكائن المخلوق، والسعي إلى تغيير في شخصيتهم الحياتية في أثناء واجباتهم، وأخيرًا سيفهمون الحق وينالون خلاص الله. لكن الأعمى والجاهل يسعيان إلى المتع الجسدية والعيش، ويرضون بالوضع الراهن فحسب، ولا يعملان بجد لطلب الحق. يؤدون بشكل ظاهري فحسب ويبذلون القليل من الجهد في واجباتهم، ومهما كانت مدة إيمانهم، فإنهم لا يفهمون الحق أبدًا، ولا يحققون أي تغيير في شخصياتهم الحياتية، ويستبعدهم الله في النهاية. فكرت في سلوكياتي. ألم أكن أنتمي تحديدًا لهذا النوع من الأشخاص الجاهلين؟ الفلسفات الشيطانية مثل "عِش الحياة على الطيران التلقائي" و"للكسل حسناته" كانت المبادئ التي عشت بها. في كل يوم، كنت أرضى بالوضع الراهن، وأعمل من أجل أن تمر الأمور، وكنت أطلب وسائل الراحة الجسدية. آمنت بالله لسنوات دون السعي وراء الحق، ودون أن أتأمل فيما إذا كنتُ قد حققت تغييرًا في شخصيتي أو ما إذا كان واجبي يتوافق مع مشيئة الله. كانت متعي الجسدية أكثر أهمية بالنسبة لي من ربح الحقّ، لذلك تَنَصَّلتُ باستمرار من واجباتي الشاقة، وكنت أتباطأ وألجأ إلى الحيل والخداع، ورفضت دفع الثمن في أي شيء فعلته. لم يتسبب هذا في عدم تحقيق واجباتي لنتائج فحسب، بل أخَّر وأثَّر أيضًا على عمل الكنيسة. وحتى في تلك الحالة، لم أشعر بأي ندم أو ذنب. لقد كنتُ مُخدَّرة حقًّا. عندها فقط أدركتُ أن العيش وفقًا لقوانين الشيطان الزائفة هذه التي لا تسعى إلا للراحة الجسدية، عدم بذل الجهد في السعي لتحقيق تقدّم، وأصبحت أكثر فسادًا من أي وقت مضى، وازداد خَدْر ضميري، دون تحقيق أي أهداف في حياتي – ألم أكن أضيِّع حياتي فحسب؟ لم أَلُمْ إلا نفسي على فقدان واجبي. كنت كسولة للغاية، وكنت تافهة في شخصيتي، ولم أكن جديرة بثقة أحد، مما أثار اشمئزاز إخوتي وأخواتي وجعل الله يبغضني. في الماضي، شعرت أن الواجبات ذات المتطلبات العالية والعديد من المهام كانت معادلة للمعاناة. لكن في حقيقة الأمر لم تكن هذه معاناة من أجل واجباتي على الإطلاق. من الواضح أن طبيعتي كانت كسولة وأنانية للغاية، وكنت مهتمة بالجسد أشد الاهتمام. على الرغم من أنه تعيّن عليَّ بذل الجهد ودفع الثمن عندما واجهتُ صعوبات في واجباتي، كانت كلها أشياء يمكنني تحمُّلها، لأن الله لا يُعلِّم الخنازير الغناء أبدًا. وقد استخدم الله هذه الصعوبات ليبين شخصيتي الفاسدة ونقائصي، حتى أتمكن من معرفة نفسي، وأسعى إلى الحق لحل المشكلات، وأُغيِّر شخصيتي الحياتية. في الوقت نفسه، تمنَّى الله أن أُعَظِّمه وأن أتَّكِل عليه في مواجهة هذه الصعوبات، وأن أمتلك إيمانًا صادقًا. في الماضي كنت جاهلة وعمياء ولم أفهم مشيئة الله. ضيعت الكثير من الفرص لربح الحق وتكميل الله لي، وسمحت بأن يمر هذا الوقت الرائع سُدَىً. على الرغم من أنني كنت أشعر براحة جسدية، ولم أعاني أو أدفع الكثير من الثمن، لم أكن أملك أي حقيقة للحق ولم تتبدَّد شخصياتي الفاسدة، لم أنل أي أعمال صالحة في واجباتي، وأخَّرتُ عمل الكنيسة، ومقتني الله. إذا واصلت العيش بهذه الطريقة المُشوَّشة، سأفقد خلاص الله تمامًا في النهاية. شعرتُ بندم عميق واشْمَأْزَزْتُ من نفسي حين أدركتُ كل هذا، ولم أعد أرغب في العيش بهذه الطريقة بعد اليوم.

ذات يوم، أثناء تعبُّداتي، قرأت مقطعين من كلمة الله: "إن سعي اليوم برمته ما هو إلا لإرساءِ دعائم عمل المستقبل، لكي يستخدمك الله، وتستطيع تقديم الشهادة له. إن جعلتَ هذا هدفَ سعيك، فسيمكنك أن تحظى بحضور الروح القدس. كلما سما هدف سعيك، زادت إمكانية أن تُكمَّل. وكلما أكثرتَ السعي نحو الحق، ازداد عمل الروح القدس. وكلما كانت لديك طاقة أكثر للسعي، ربحتَ أكثر. يُكمِّل الروح القدس الناس بناءً على حالتهم الداخلية. يقول البعض إنهم لا يرغبون في أن يستخدمهم الله أو أن يكمِّلهم، وإنهم لا يريدون سوى أن تبقى أجسادهم سليمة وألا يكابدوا أي مصيبة. وبعض الناس لا يرغبون في دخول الملكوت، بل يرغبون في الهبوط إلى الهاوية. في هذه الحالة، سيحقق لك الله أمنيتك أيضًا. ومهما كان ما تسعى إليه فسيحققه الله. فما الذي تسعى إليه في الوقت الحالي؟ هل تسعى لأن تُكمَّل؟ هل أفعالك وتصرفاتك الحالية هي من أجل أن يُكمِّلَك الله وأن يربحك؟ هكذا يجب أن تقيس نفسك دائمًا في حياتك اليومية. إذا التزمت تمامًا بالسعي نحو هدفٍ واحد، فلا شك أن الله سوف يُكمِّلَك. هذا هو طريق الروح القدس. يتمكن الناس بسعيهم من بلوغ الطريق الذي يرشدهم فيه الروح القدس. كلما زاد تعطشك إلى أن يكمّلَك الله ويربحك، زاد عمل الروح القدس في داخلك. وكلما تقاعستَ عن البحث وازددتَ سلبية وتراجعًا، تضاءلت فرص العمل أمام الروح القدس. ومع مرور الوقت سيتخلى عنك الروح القدس. هل ترغب في أن يُكمِّلَك الله؟ هل ترغب في أن يربحك الله؟ هل ترغب في أن يستخدمك الله؟ يجب أن تسعوا إلى القيام بكل شيء من أجل أن يُكمِّلكم الله ويربحكم ويستخدمكم، ولكي يستطيع الكون وكل الأشياء أن ترى تجلّيَ أعمال الله فيكم. أنتم الأسياد بين جميع الأشياء، وفي وسط كل ما هو موجود سوف تدَعون الله يتمتع بالشهادة والمجد من خلالكم، وهذا يثبت أنكم أفضل جيل مُبارَك!" (من "الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "يجب أن تعاني المشقات من أجل الحق، ويجب أن تعطي نفسك للحق، ويجب أن تتحمل الذلَّ من أجل الحق، ويجب أن تجتاز المزيد من المعاناة لكي تنال المزيد من الحق. هذا هو ما ينبغي عليك القيام به. يجب ألا تطرح عنك الحق من أجل حياة أسرية هادئة، ويجب ألا تفقد كرامة حياتك ونزاهتها من أجل متعة لحظية. يجب أن تسعى في إثر كل ما هو جميل وصالح، ويجب أن تطلب طريقًا ذا معنى أكبر في الحياة. إذا كنت تحيا مثل هذه الحياة المبتذلة، ولا تسعى لتحقيق أي أهداف، ألا تُضيِّع حياتك؟ ما الذي يمكنك أن تربحه من حياة مثل هذه؟ يجب عليك التخلي عن كل مُتع الجسد من أجل حق واحد، وألا تتخلص من كل الحقائق من أجل متعة قليلة. لا يتمتع أناس مثل هؤلاء بالنزاهة أو الكرامة؛ ولا معنى لوجودهم!" (من "اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة" في "الكلمة يظهر في الجسد"). فهمت من كلمة الله: أنه لنربح الحق في واجباتنا، يجب علينا التخلّي عن الجسد وممارسة الحق، وسنتمكن من نَبْذ شخصياتنا الفاسدة وسيكمّلنا الله أخيرًا. هذه هي الطريقة الأكثر أهمية وقيمة للعيش. للتخلّي عن الحق من أجل راحة جسدية مؤقتة، هو أن نعيش دون نزاهةٍ ودون كرامةٍ، وأيضًا يُفقِدنا عمل الروح القدس، وأخيرًا يتخلّى الله عنا ويستبعدنا ونفقد فرصتنا في الخلاص. تعلمت أيضًا أنه لحل مشكلة اشتهاء الراحة الجسدية، نحن بحاجة إلى قلوب تسعى إلى الحق، وأن نكثر من التأمل في أنفسنا عندما تحدث الأمور، ونركز جهودنا على واجباتنا، وعندما نواجه صعوبات، نتمكن من تَنْحية الجسد، ونبذ أنفسنا، وحماية عمل الكنيسة. هذه هي كيفية تلقي إرشاد الروح القدس وعمله. بمجرد أن أدركت هذه الأشياء، شعر قلبي بالبهجة، وأقسمت أن أتخلى عن الجسد وأستغل كل جهودي في واجباتي. بعد ذلك، فكرت بضمير حي في كيفية إحسان الوعظ بالإنجيل. عندما لم تكن المبادئ واضحة بالنسبة لي، كنت أسعى مع إخوتي وأخواتي، وخصصت الوقت للدراسة مع الجميع. في وقت لاحق، أما أولئك الذين يتفحصون الطريق الحقّ يزادون عددًا، كانت هناك المزيد من الأمور لا بُدَّ من القيام بها بالنسبة لي. ومع ذلك، لم أعد أشعر بأنها مزعجة للغاية. بل شعرت أنها أشياء يجب أن أفعلها وأنها مسؤوليتي. على الرغم من أنني كنت مشغولة للغاية كل يوم، إلا أنني شعرت بالثراء.

بشكل غير متوقع في أحد الأيام، جاءتني قائدتي وطلبت مني العودة إلى إنشاء مقاطع الفيديو. عندما سمعت الخبر، كنت في غاية السعادة. بصرف النظر عن امتناني لله، لم أكن أعرف ماذا أقول. تذكرت كيف كنت أهتم بالجسد، وتعاملي مع واجباتي باستخفافٍ وكيف كنت أتباطأ في واجباتي وشعرت أني مدينة بشكل خاص لله. لم أستطع تعويض أخطائي الماضية، لذا لم أتمكن إلا من الاجتهاد ودفع الثمن في واجباتي فيما بعد، وفي الوفاء بواجباتي، وردّ محبة الله. في وقت لاحق، عندما واجهت صعوبات في واجباتي، دعوت الله بوعي وفكرت في كيفية حلّها. ذات مرة، لم يُنفذ أحد مشروعاتي بشكل جيد، ولم تعرف قائدة الفريق كيفية إصلاحه. كنت أيضًا أواجه صعوبة ولم أكن أعرف كيف أبدأ في إصلاحه. فكرت: "إذا واصلت محاولة إصلاحه، وقضيت وقتي في العمل على ذلك، لا أعرف ما إذا كنت سأتمكن من تصحيح الأمر، لذلك ربما يجب على شخص آخر القيام بذلك". أدركت أن تلك الأفكار كانت محاولة مني لتجنب الصعوبة مرة أخرى، وسرعان ما صلَّيتُ الى الله. تذكَّرتُ كلام الله، "عندما يكون الواجب أمامك، وتؤتمن عليه، فلا تفكِّر في كيفية تجنب الصعوبات؛ إذا كان هناك شيء صعب، فلا تنحِه جانبًا وتتجاهله. بل يجب عليك مواجهته وجهًا لوجه. في جميع الأوقات، يجب أن تتذكَّر أن الله مع الناس، وأنهم متى واجهوا صعوبة، فإنهم لا يحتاجون سوى إلى الصلاة والسعي لجواب من الله، وأنه لا شيء صعب مع الله. يجب أن يكون لديك هذا الإيمان" (من "كيف تحلّ مشكلة الإهمال واللامبالاة عند أدائك لواجبك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). منحتني كلمة الله مسارًا للممارسة. مهما كانت المشكلات والصعوبات التي نواجهها، يجب أن نَتَّكِل على الله في البحث عن طرق لحلِّها. لا يجب أن نحاول تفادي الصعوبات أو الهرب من واجباتنا بسبب المعاناة الجسدية. هذه خيانة لله وعدم وفاء المرء لواجبه. بمجرد أن أدركت ذلك، وعدت نفسي أن أتَّكل هذه المرة على الله وأبذل الجهد اللازم لإصلاحه. لذلك هدأت وحاولت إصلاحه، ولدهشتي حُلّت المشكلة في وقت قصير جدًا. بعد مشاهدته، شعر الجميع أنه جيد ولم يقدموا أي اقتراحات. بعد الممارسة بهذه الطريقة، كان قلبي هادئًا ومطمئنًا. شعرت أنه لا يمكن للمرء التمتع بالكرامة الإنسانية إلا إذا دفع الثمن في واجبه. الشكر لله!

السابق: 16. كيف عالجتُ مكري وخداعي

التالي: 19. اكتشفتُ أنني سَئمْتُ الحق!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

22. الهرب من "عرين النمر"

بقلم شياو يو – الصيناسمي شياو يو وأبلغ من العمر 26 عامًا. كنت كاثوليكية فيما مضى. عندما كنت صغيرة، كنت أذهب مع أمي إلى الكنيسة لحضور...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب