46. الشهادة لله هي حقًّا القيام بواجب

بقلم: جودي، كوريا الجنوبية

مؤخرًا، شاهدت بعض مقاطع الفيديو لشهادات اختبارات المؤمنين الجدد، وقد تأثرت كثيرًا. فعلى الرغم من إيمانهم لسنتين أو ثلاث سنوات، كان بوسعهم مشاركة اختباراتهم وشهاداتهم. شعرت بالخجل الشديد، وبدأت أفكر في سبب إيماني لسنوات عديدة، وبرغم ذلك لم أتمكن من الشهادة لله. وذات يوم، صادفت مقطعًا من كلام الله: "ما اختبرتموه ورأيتموه يتجاوز ما اختبره الأنبياء والقديسون من جميع العصور ورأوه، ولكن هل أنتم قادرون على تقديم شهادةٍ أعظم من كلمات أولئك الأنبياء والقديسين الأسبقين؟ ما أُنعِم به عليكم الآن يتجاوز ما أنعمت به على موسى ويفوق ما ناله داود، ولذلك بالمثل أطلب أن تتجاوز شهادتكم شهادة موسى وأن تكون كلماتكم أعظم من كلمات داود. أعطيتكم مئة ضعف، لذلك أطلب منكم أن تردّوا لي بالمثل. يحب أن تعرفوا أنني مَنْ أنعم على البشرية بالحياة، وأنتم مَن تنالون الحياة مني ويجب أن تشهدوا لي. هذا واجبكم، الذي أوكلت به لكم، وهذا ما يجب أن تفعلوه من أجلي. لقد منحتكم كل مجدي، وأنعمت عليكم بالحياة التي لم ينلها أبدًا الشعب المختار، أي بنو إسرائيل. بالحق، يجب أن تحملوا شهادةً لي، وتكرّسوا ليّ شبابكم وتتخلّوا عن حياتكم. كل مَن أُنعِم عليه بمجدي ينبغي أن يشهد لي ويقدِّم حياته من أجلي، فهذا قد تعيَّن مسبقًا منذ زمن طويل من قبلي. من حسن الحظ أنني أُنعِم عليكم بمجدي، وواجبكم هو الشهادة عن مجدي. إن كنتم لا تؤمنون بي إلا لكي يحالفكم الحظ، لما كان لعملي سوى أهمية قليلة، ولما كنتم ستتممون واجبكم. ... ما نلتموه ليس مجرَّد حقي وطريقي وحياتي، بل رؤية وإعلان أعظم من رؤية يوحنا وإعلانه. لقد فهمتم الكثير من الأسرار ورأيتم أيضًا وجهي الحقيقي؛ لقد قبلتم المزيد من دينونتي وعرفتم المزيد عن شخصيتي البارَّة. لذلك، فمع أنكم وُلِدتُم في الأيام الأخيرة، لا يزال فهمكم هو نفس فَهْم الأولين في الماضي؛ لقد اختبرتم أيضًا ما هو للحاضر، وكل هذا حققتهأنا. ما أطلبه منكم ليس غير معقول، لأني أعطيتكم الكثير وقد رأيتم مني الكثير. لذلك أسألكم أن تشهدوا لي أمام القديسين من كل العصور، وهذه هي شهوة قلبي الوحيدة" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ماذا تعرف عن الإيمان؟). بعد قراءة كلمة الله، كنت متحمسة للغاية، لكنني شعرت أيضًا بالذنب. كنت متحمسة لكوني محظوظة بما يكفي لاختبار عمل الله والتمتع بقوت كلام الله، لكنني شعرت بالذنب لأنني كنت أؤمن بالله منذ سنوات عديدة وأتمتع بالكثير من نعمة الله، ولكن لم أشهد لله. فكرت كيف أنه في الأيام الأخيرة، يمنحنا الله العديد من الحقائق مجانًا، ويكشف ويدين فسادنا ويذكرنا ويحثنا ويشجعنا ويريحنا، ولكن لأننا لا نسعى للحق، وقدرتنا على الفهم ضعيفة، يقيم الله شركة معنا في كل جوانب الحق بالتفصيل، ويمنحنا أمثلة وتشيبهات، ويشرحها لنا من الألف إلى الياء للتأكد من أننا نفهمها. لقد بذل الله الكثير من الجهد ودفع مقابلنا هذا الثمن، وهو يفعل ذلك لأنه يريدنا أن نفهم الحق ونعرفه، ونخلص أنفسنا من شخصيتنا الفاسدة ونتوب بصدق ونتغير. هذه هي الشهادة التي يريدها الله. لقد مر 30 عامًا منذ أن بدأ عمله. وقد قام بالكثير من العمل وعبَّر عن الكثير من الحق، ويريد أن يرى شهادتنا. وحتى لو كانت ضحلة، فإنه يقبلها إذا كانت حقيقية. يأمل الله أن نتمكن من مشاركة أرباحنا ومعرفتنا التي اختبرناها في عمله وكتابة مقالات الشهادة لأن هذه هي ثمرة عمل الله وتجسيد لجهوده. ثم فكرت في نفسي. على الرغم من أن الله قد منحني الكثير جدًّا، فإنني لم أجرؤ على التفكير في جوانب الحق التي فهمتها وأي حقيقة حق دخلتها، لأنني فقط فهمت الكثير من كلمة الله عقائديًّا، لكن لم أفكر في ذلك أو أمارسه أو أختبره بجدية. لذلك، عندما يتعلق الأمر بالشهادة لله وكتابة مقالات الشهادة، شعرت بالخوف والخجل، ولم أبذل سوى القليل من الجهد في هذا الصدد. إن التفكير في الطريقة التي كنت أؤمن بها لسنوات، ولكن لم أستطع الكتابة عن اختباري، ولم يكن لديَّ شهادة، جعلني حزينة جدًّا.

ذات مرة، سألتني أخت ما إذا كنت أرغب في ممارسة كتابة شهادات الاختبارات. وافقت على الفور، لكنني كتبت القليل فقط ثم وضعته جانبًا. حتى على الرغم من أنني لم أتحمل مسؤولية الكثير من العمل، شعرت دائمًا بأنني مشغولة جدًّا وأنه لم يكن لديَّ وقت للكتابة. وهكذا كنت أؤجل موضوع كتابة المقالات يومًا بعد يوم. لاحقًا، وضعت جدولًا للكتابة، لكن عندما حان الوقت، كنت لا أزال مشغولة بأشياء أخرى في واجبي، لذلك لم أستطع تهدئة نفسي للكتابة. وجدت أسبابًا وأعذارًا مختلفة. أحيانًا كنت أقول إن تعليمي متواضع، أو إنني بمقدرة متدنية، لذا لا يمكنني الكتابة بشكل جيد. في أوقات أخرى قلت إنني مشغولة وليس لديَّ وقت، لذلك فإنني قد أفعل ذلك لاحقًا. في بعض الأحيان حتى شعرت بأن كتابة المقالات لم تكن مهمة بشكل خاص، وأن الأهم هو التعامل مع عملي اليومي، لأنني إذا أخرته، قد أتعرض للتهذيب والتعامل معي، أو إعفائي إن كان الأمر خطيرًا. لم ينتقدني أحد لعدم كتابة شهادات الاختبارات. عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، أخذت كتابة المقالات بجدية أقل، ولم أعتبرها جزءًا مهمًّا من واجبي. وبهذه الطريقة، حوصرت في هذه الحالة العنيدة والمتمردة، وكنت سلبية فيما يخص موضوع كتابة شهادات الاختبارات.

ذات يوم، قرأت مقطعًا من كلام الله، وتغيرت وجهة نظري قليلاً. تقول كلمات الله، "هل تعرف الآن حقًّا لماذا تؤمن بي؟ هل تعرف حقًّا هدف عملي وأهميته؟ هل تعرف حقًّا واجبك؟ هل تعرف حقًّا شهادتي؟ إن كنت تؤمن بي فحسب، ولكن لا يمكن أن تُرى فيك شهادتي ولا مجدي، فإني قد نبذتك منذ زمن طويل. وبالنسبة لمَن يعرفون كل شيء، هم مثل أشواك في عينيّ، وفي بيتي هم مجرّد حجارة عثرة. هم زوان يغربله عملي بالتمام، دون أدنى وظيفة ودون أي ثِقَل؛ لقد مقتّهم منذ أمد بعيد. وأما أولئك الذين بلا شهادة، فإن غضبي يحل عليهم، وعصاي لا تُخطئهم أبدًا. لقد سلَّمتهم منذ أمد بعيد في أيدي الشرير، ولن يحصلوا على أي من بركاتي. في ذلك اليوم، سيكون توبيخهم موجعًا أكثر من وجع النساء الجاهلات. إنني الآن لا أقوم إلا بالعمل الذي من واجبي أن أقوم به؛ سأجمع كل الحنطة في حُزَم جنبًا إلى جنبٍ مع أولئك الزوان. هذا هو عملي الآن. كل ذلك الزوان سيُطرح خارجًا في وقت غربلتي، وأما حبات الحنطة فتُجمع إلى المخزن، ويُطرح أولئك الزوان المُغربل في النار ليحترق ويصير رمادًا. عملي الآن هو مجرّد ربط كل البشر في حزم، أي، أن أُخضِعهم إخضاعًا كاملاً. ثم أبدأ في الغربلة لأكشف نهاية جميع البشر. ولذلك ينبغي عليك أن تعرف كيف تُرضيني الآن، وكيف عليك أن تتبع مسار الإيمان الصحيح في إيمانك بيّ. ما أطلبه هو ولاؤك وطاعتك الآن، ومحبتك وشهادتك الآن. حتى لو لم تكن تعرف في هذه اللحظة ما هي الشهادة أو ما هي المحبة، عليك أن تُسلِّمني نفسك بجملتك وتقدم لي الكنزين الوحيدين اللذين تمتلكهما: ولاؤك وطاعتك. ينبغي عليك أن تعرف أن شهادة غلبتي على تكمن في ولاء الإنسان وطاعته، ونفس الشيء ينطبق على شهادة إخضاعي الكامل للإنسان. إن واجب إيمانك بيّ هو أن تقدّم شهادةً عني، وأن تكون مخلصًا لي، ولا شيء آخر، وأن تكون مطيعًا حتى النهاية" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ماذا تعرف عن الإيمان؟). ذكر المقطع بوضوح أن المؤمنين بالله يجب أن يشهدوا لله وأن هذا هو واجب المرء. عندما لا يستطيع المؤمنون بالله أن يشهدوا، فإنهم يصبحون عرضة لكراهية الله. وقد شعرت بغضب الله عندما قرأت هذه السطور من كلام الله: "إن كنت تؤمن بي فحسب، ولكن لا يمكن أن تُرى فيك شهادتي ولا مجدي، فإني قد نبذتك منذ زمن طويل". "وبالنسبة لمَن يعرفون كل شيء، هم مثل أشواك في عينيّ، وفي بيتي هم مجرّد حجارة عثرة. هم زوان يغربله عملي بالتمام". "وأما أولئك الذين بلا شهادة، فإن غضبي يحل عليهم، وعصاي لا تُخطئهم أبدًا. لقد سلَّمتهم منذ أمد بعيد في أيدي الشرير، ولن يحصلوا على أي من بركاتي. في ذلك اليوم، سيكون توبيخهم موجعًا أكثر من وجع النساء الجاهلات". بعد الإيمان بالله لسنوات عديدة، وبعد قراءة الكثير جدًّا من كلام الله، والاستماع إلى عدد لا يحصى من العظات والشركة، والتعرض للتهذيب والتعامل والنكسات والفشل، واختبار استنارة الروح القدس وإرشاده وتأديبه، ما زلت لا أستطيع أن أشهد لله. كان لديَّ بعض الخبرة والمعرفة، لكنني لم أرغب في العمل على الكتابة. فأمضيت اليوم كله في التعامل مع أشياء خارجية، ولكن لم أركز على السعي للحق للتخلص من شخصياتي الفاسدة، ولم أسع لإحراز تقدم في الحق. اكتسبت القليل من المعرفة والاستنارة من تجربتي المعتادة، لكنني لم أتأمل أو أستوضح الأمر بحيث أتمكن من ربح فهم حقيقي، وبمرور الوقت، فقدت ما ربحته، وخسرت استنارة الروح القدس. ولوقوعي في الحالة من الإهمال والتجاهل، تذكرت عندما كنت أمارس سقاية المؤمنين الجدد فيما سبق. لم أستطع حتى أن أقدم شركة جيدة عن الحق الخاص بالشهادة لعمل الله. كانت الأشياء التي شاركتها سطحية نسبيًّا، ولم أستطع استيعاب النقاط الرئيسية. وعندما وعظت بالإنجيل فيما بعد، لم أستطع أيضًا فهم النقاط الرئيسية لتحليل المفاهيم الدينية أو مغالطات أضداد المسيح بشكل واضح أو مقنع. وفي كل جانب من جوانب الحق، كنت أفهم جزئيًّا، ولم أستطع تقديم شركة واضحة. أثناء الشركة حول مشاكل دخول الحياة في الاجتماعات، في معظم الأوقات كنت فقط أقنع الناس باستخدام القوالب المحفوظة السطحية، أو أقدم بعض النظريات الفارغة أو الفهم السطحي. لم أستطع اجتثاث المشكلات من جذورها، وكانت شهادتي عن الله غير فعالة. وكان فهمي لأي جانب من جوانب الحق مجرد رسائل وتعاليم، بدون وقائع الحق. رأيت أنني كنت أؤمن بالله لسنوات عديدة، ولكنني لم أستطع أن أشهد لله. لم أبذل سوى القليل من الجهد وأديت بعض العمل، لكني لم أقبل دينونة وتوبيخ كلام الله، ولم يكن لديَّ أي شهادة لفهم الحق وتغيير شخصيتي الحياتية. فكرت كيف قال الله إن مثل هؤلاء الناس "أشواك في عينه"، و "عقبات" و "زوان يجب نخله". لا يتلاشي غضب الله على هؤلاء الناس أبدًا. تركتني هذه الأفكار أشعر بالتعاسة. فلقد آمنت بالله منذ سنوات ولكنني لم أتعلم شيئًا. وشعرت وكأنني عديمة الفائدة، ومجرد عائق. يكره الله هؤلاء الناس بشكل خاص، ولا يتسامح معهم، ويصبح غاضبًا منهم. وعلى الرغم من تأدية هؤلاء الأشخاص لواجباتهم، ولأنهم لا يسعون إلى الحق، فإنه لا يمكنهم قبول عمل الروح القدس، وفي النهاية، ليس لديهم شهادة للتغير الشخصي، ولا يمكن تخليصهم. دُحضت مفاهيمي تمامًا عندما نظرت إلى موقف الله تجاه هؤلاء الناس. لقد اعتدت الاعتقاد بأنني إذا قمت بالعمل المنوط لي من الكنيسة، ولم أرتكب شرًّا، ولم أرتكب أخطاء جسيمة في واجبي، ولم أرتكب أي تعديات خطيرة، وإذا لم أُعفَ، كان الأمر كما لو أنني كنت في أمان، وكان لديَّ أمل في الخلاص. الآن رأيت أن هذا لم يكن يتوافق مع متطلبات الله. بل كان يتمحور حول مفاهيمي الخاصة وأمنياتي الشرهة. فالإيمان بالله ليس مجرد العمل بجد في واجبك، والتقيد ببعض القواعد وعدم ارتكاب أي شر واضح. إن آمنت بالله لسنوات عديدة وكنت لا تزال دون شهادة، ففي النهاية سوف تُستبعد. فكرت في كلام الله: "إذا كنتَ غير قادر في يوم من الأيام على الشهادة لجميع ما رأيته اليوم، فستكون قد خسرت وظيفة الكائنات المخلوقة، ولن يكون هناك معنى أيًا كان لوجودك. لن تكون جديرًا بأن تكون إنسانًا. بل يمكن حتى القول إنك لن تكون إنسانًا! لقد أديتُ ما لا حصر له من العمل فيكم. لكن بما أنك في الوقت الحاضر لا تتعلم ولا تعرف شيئًا، وتعمل عبثًا، فعندما يحين الوقت لتوسيع عملي، فسوف تحدّق في ذهول، وينعقد لسانك، وتصير عديم الفائدة تمامًا. ألن يجعلك ذلك خاطئًا على الدوام؟ وعندما يحين ذلك الوقت، ألن تشعر بأشد الندم؟" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، ما مدى فهمك لله؟). جعلني كلام الله أشعر بالخزي وفي الوقت ذاته بالقلق الشديد. شعرت بأنني لا أستطيع الاستمرار على هذا المنوال، وكان عليَّ ممارسة كتابة مقالات الشهادة لله.

عندما بدأت الكتابة بالفعل، كان هناك لا يزال بعض الصعوبات والعوائق. في البداية، لم أستطع تقويم خبرتي، ولم أكن أعرف من أين أبدأ، بالإضافة إلى أنه كان هناك عمل آخر كان أكثر إلحاحًا، لذلك عملت في أشياء أخرى. بعد ذلك، استمررت في التعلل لنفسي بالأعذار. اعتقدت أنه يمكن للآخرين كتابة مقال شهادة كامل في نصف يوم، لكنني لا أستطيع ذلك دون بيئة هادئة ووقت كافٍ، وأنه يبدو أن مقدرتي لم تكن كافية لكتابة المقالات؛ لذلك توقفت مرة أخرى عن الكتابة. بدأت أتساءل عن هذا بعد ذلك. لماذا كنت سلبية للغاية بخصوص كتابة مقالات الشهادة؟ لماذا وافقت على الكتابة، لكنني لم أفعل شيئًا؟ ذات يوم، رأيت مقطعًا من كلام الله وربحت بعض الفهم لنفسي. يقول الله، "كيف يمكنك معرفة الشخصيَّة الشيطانيَّة وتمييزها؟ يجب على المرء أن يحكم من الأشياء التي يحبّ الشيطان عملها، وكذلك الأساليب والحيَل التي يستخدمها في عمل الأشياء. إنه لا يحبّ الأشياء الإيجابيَّة أبدًا، بل يحبّ الشرّ ويعتقد دائمًا أنه مُؤهَّلٌ وقادرٌ على التحكُّم في كلّ شيءٍ. هذه هي طبيعة الشيطان المُتكبِّرة. ولهذا السبب، فإن الشيطان ينكر الله ويقاومه ويعارضه بطريقةٍ مُتهوِّرة. إنه نموذج ومصدر جميع الأشياء السلبيَّة وجميع الأشياء الشرِّيرة. تتطلَّب القدرة على رؤية هذا الأمر بوضوحٍ أن يكون لديك تمييزٌ للشخصيات الشيطانيَّة. ليس من السهل على الناس قبول الحقّ وممارسته، لأن لديهم جميعًا شخصيَّات شيطانيَّة، ويعانون جميعًا من قيد شخصيَّاتهم الشيطانيَّة وعبوديَّتها. مثال ذلك، يدرك بعض الناس أنه من الجيِّد أن يكونوا صادقين ويشعرون بالحسد عندما يرون الآخرين قادرين على أن يكونوا صادقين ويقولون الحقّ ويتحدَّثون بأسلوبٍ منفتح، ومع ذلك إذا طلبت منهم أن يكونوا أناسًا صادقين فإنهم يجدون الأمر صعبًا. أليست هذه شخصيَّة شيطانيَّة؟ يقولون أشياء تبدو لطيفة، لكنهم لا يمارسون الحقّ. وهذا يُسمَّى سأم الحقّ. وأولئك الذين يشعرون بسأم الحقّ يجدون صعوبةً في قبول الحقّ وليست لديهم طريقة للدخول في وقائع الحقّ. الحالة الأكثر وضوحًا للناس الذين يشعرون بسأم الحقّ هي أنهم لا يهتمّون بالأشياء الإيجابيَّة، ويحبّون بشكلٍ خاص اتّباع الاتّجاهات الدنيويَّة. لا تقبل قلوبهم الأشياء التي يحبّها الله وما يطلبه الله من الناس. وبدلًا من ذلك، يكونون رافضين وغير مبالين، بل إن بعض الناس غالبًا ما يحتقرون المعايير والمبادئ التي يطلبها الله من الناس. ينفرون من الأشياء الإيجابيَّة، ودائمًا ما يرادوهم الشعور بالمقاومة والمواجهة والازدراء تجاهها. هذا هو المظهر الأساسيّ لسأم الحقّ. وفي حياة الكنيسة، فإن قراءة كلمة الله، والصلاة، وشركة الحقّ، وأداء الواجبات، وحلّ المشكلات بالحقّ جميعها أمورٌ إيجابيَّة. هذا أمرٌ واضح، لكن بعض الناس يشعرون بالاشمئزاز من هذه الأشياء الإيجابيَّة، ولا يهتمّون بها، ولا يبالون بها. والأمر الأكثر بغضةً هو أنهم يتَّخذون موقف الاحتقار تجاه الناس الإيجابيّين، مثل الناس الصادقين، وأولئك الذين يطلبون الحقّ، وأولئك الذين يُؤدِّون واجباتهم بأمانةٍ، وأولئك الذين يحافظون على عمل بيت الله. يحاولون دائمًا مهاجمة هؤلاء الناس واستبعادهم. وإذا اكتشفوا أن لديهم عيوبًا أو كشفوا عن الفساد، فإنهم لا يفعلون شيئًا سوى إحداث ضجَّةٍ كبيرة والتقليل من شأنهم. أيّ نوعٍ من الشخصيَّة هذه؟ لماذا يكرهون الناس الإيجابيّين كثيرًا؟ ولماذا يُغرَمون جدًّا بالناس الأشرار وغير المؤمنين وأضداد المسيح ويُؤيِّدونهم، ولماذا يتآمرون غالبًا مع مثل هؤلاء الناس؟ عندما يرتبط الأمر بالأشياء السلبيَّة والشرِّيرة يشعرون بالإثارة والبهجة، ولكن عندما يرتبط الأمر بالأشياء الإيجابيَّة، أي عندما يسمعون شركةً عن الحقّ أو يرون الحقّ مُستخدمًا لحلّ المشكلات، فإنهم يقاومون ويصبحون مستائين ويُعبِّرون عن شكاواهم. أليست هذه الشخصيَّة هي شخصيَّة سأم الحق؟ ألا يكشف هذا عن شخصيَّةٍ فاسدة؟ يوجد كثيرٌ من الناس ممَّن يؤمنون بالله ويحبّون العمل من أجل الله والنشاط بحماسةٍ ولديهم طاقةٌ متواصلة للخطب والأفعال غير المبالية وللتباهي بأنفسهم. ومع ذلك، عندما يُطلب منهم التصرف وفقًا لمبادئ الحقّ، فإنهم يفتقرون إلى الطاقة. وإذا طُلب منهم عدم التباهي، فإنهم يشعرون أنهم بلا مكانة، وأنه لا يوجد مجال لاستعراض طاقتهم المحمومة. جميع الناس يسعون لمصالحهم الخاصَّة. عندما يؤمنون بالله للمرَّة الأولى، يريدون جميعًا الأكاليل والمكافآت، ويكونون جميعًا على استعدادٍ لتحمُّل أيّ شيءٍ. لماذا يفعلون هذا؟ هذا كلّه من أجل البركات، وبمنتهى الصراحة، من أجل دخول ملكوت السماوات. فدُون منفعةٍ يمكن ربحها، يفقد الناس الدافع ويصابون بالاكتئاب ويفتقرون إلى الحماسة. وهذه الأشياء جميعها ناتجة عن شخصيَّةٍ فاسدة تشعر بالسأم من الحقّ. عندما تتحكَّم هذه الشخصيَّة في الناس، غالبًا ما لا يكون لديهم اتّجاه ولا يعرفون أيّ طريقٍ يختارونه. وغالبًا ما يفقدون طريقهم ودائمًا ما يسلكون المسار الخطأ. عندما لا يدرك الناس شخصيَّتهم فيما يخصّ سأم الحقّ، فإنهم لا يمكنهم قبول الحقّ وبالتالي لا يمكنهم بلوغ التغيير. لا يزالون يتبعون الجسد وشخصيَّتهم الشيطانيَّة الفاسدة. وهذا مضمونه أنهم ما زالوا يتبعون الشيطان، وأن كلّ ما يفعلونه هو في خدمة الشيطان، وأنهم عبيد الشيطان" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، الجزء الثالث). في السابق، لم أعمل بجد على كتابة المقالات. شعرت فقط بقليل من الذنب المؤقت بسبب ذلك، ولم أهتم بالأمر كثيرًا. لم أعتقد أنه كان يمثل مشكلة كبيرة. فقط من خلال إعلان كلمة الله رأيت أن هذا كان سأمًا من الحق، ونوعًا من الشخصية الشيطانية. تتطلب كتابة المقالات خبرة ومعرفة، وتستغرق أيضًا وقتًا للتفكير. يجب علينا تهدئة أنفسنا، والتأمل في كلمة الله، والسعي إلى الحق، والتفكير في ذواتنا. لهذا السبب، عندما طُلب مني السعي للحق، والتأمل في كلمة الله، وكتابة مقالات، رفضت وقاومت في قلبي. فقد شارك الله كثيرًا حول كيفية الشهادة له، وكل إخوتي وأخواتي يمارسون كتابة شهادات الاختبارات، لكنني كنت غير مبالية، بل حتى إنني اختلقت الأعذار لتجنب ذلك. كنت عنيدة جدًّا! قاومت واستأت من الأشياء التي تنطوي على الحق، ولم أكن راغبة في العمل عليها بجد. في الأشياء الخارجية، في العمل الذي لا يتعلق بالحق، كنت متحمسة وراغبة بشكل خاص. هذا لأن القيام بتلك الأشياء كان يبرز جانب قوتي الشخصية؛ فقد تحقق لي بسهولة، وبعد ذلك كان من الممكن للإخوة والأخوات أن يروا ثمار عملي بوضوح. وكنت لن أتعرض للتهذيب أو التعامل معي أو الإعفاء. وكان بإمكاني الحفاظ على سمعتي. هذا النوع من السلوك من جانبي حقًّا كان سأمًا من الحق - كان شخصية شيطانية. في الواقع، عملية كتابة مقال هي عملية سعي للحق. ويمكن للسعي للحق لحل المشكلات أن يكشف بشكل أفضل موقف الناس تجاه الحق. لقد آمنت بالله لسنوات، وكان باستطاعتي أن أتخلى عن موقفي وأبذل قصارى جهدي لأداء واجبي، وكان باستطاعتي أن أتحدث بالكثير من الرسائل والتعاليم، ولكني لم أكن مهتمة بالحق ولم أتلهف له أو أعتز به، ولم يكن لديَّ طاعة حقيقية لله. ظللت أعيش بشخصيتي الشيطانية وظللت معادية لله. بمجرد التفكير في هذا الأمر، أدركت أن مشكلتي كانت خطيرة. فبعد سنوات من الإيمان بالله، لم يكن هناك أي تغيير حقيقي في موقفي تجاه الله والحق. ما زلت أنتمي إلى الشيطان، وكنت أسأم الحق وأقاوم الله، ولم تتغير شخصيتي على الإطلاق. ولو استمر هذا، بصرف النظر عن مدة إيماني أو مقدار الجهد الذي بذلته، لن أفهم الحق أبدًا أو أتخلص من شخصياتي الفاسدة. وحتى لو آمنت حتى النهاية، فلن أُخلص أبدًا. في هذه اللحظة، شعرت بالخوف قليلاً، فصليت إلى الله حتى أتوب: "إلهي، أنا لا أحب الحق، بل أسأم منه. لقد استمتعت فقط ببذل الجهد والعمل في واجبي. والآن أرى كم أنا بائسة في إيماني. لا أريد الاستمرار بهذه الطريقة. أتمنى أن أعود إليك، وأن أعمل بجد للسعي إلى الحق".

لاحقًا، استجابة لشكاوى من ضعف مستواى التعليمي وضعف مقدرتي، أرسلت لي أخت مقطعًا من كلام الله وجدته مفيدًا جدًّا. يقول الله، "يجلب اختبار دينونة الله وتوبيخه مكاسب جديدة وخبرات حقيقية – ولذلك يجب أن تشهد لله. عند الشهادة لله، ينبغي أن تتكلموا أكثر بالأساس عن الكيفية التي يدين الله بها الناس ويوبخهم، وأي تجارب يستخدمها لتنقية الناس وتغيير شخصياتهم. وينبغي أن تتكلموا أيضًا عن حجم الفساد الذي كُشف في تجاربكم، وكم فعلتم لمقاومة الله، وكيف أخضعكم الله في نهاية الأمر، وأن تتحدثوا حول كم تملكون من معرفة حقيقية بعمل الله وكيف ينبغي لكم أن تشهدوا لله وأن تبادلوه محبته. ينبغي أن تضعوا معنى جوهريًا في هذا النوع من اللغة، وأنتم تصيغونها بشكل مبسّط. لا تتحدثوا عن نظريات فارغة. تكلموا بشكل أكثر واقعية، وتكلموا من القلب؛ هذه هي الطريقة التي ينبغي أن تختبروا فيها. لا تسلحوا أنفسكم بالنظريات الفارغة التي تبدو عميقة لتتفاخروا بأنفسكم؛ فهذا يبديكم متكبرين وبلا عقل تمامًا. يجب أن تتكلموا أكثر عن أشياء حقيقية من تجربتكم الفعلية وتتكلموا أكثر من القلب، فهذا أكثر ما يفيد الآخرين وهو أكثر ما يناسبهم رؤيته. كنتم أكثر من يعارض الله، وأقل من يميل إلى الخضوع له، ولكن تم إخضاعكم اليوم، فلا تنسوا ذلك مطلقًا. يجب أن تمارسوا المزيد من التأمل والتفكير في هذه الأمور. وبمجرد أن يفهمها الناس بوضوح، سيعرفون كيف يقدمون الشهادة، وإلا فسيكونون عرضة لاقتراف أعمال مخزية وحمقاء، وهذا معناه عدم الشهادة لله بل التسبب بالخزي لله. لا يمكن الشهادة لله دون اختبارات وفهم واقعيين للحق؛ فالناس الذين يكون إيمانهم بالله مشوَّشًا ومرتبكًا لن يتمكنوا أبدًا من الشهادة لله" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، السعي وراء الحق وحده يمكنه إحداث تغيير في شخصيتك). بعد قراءة كلام الله، فهمت أن الشهادة الحقيقية عن الله هي الشهادة لكلام الله وعمله، وعقد شركة حول اختبارك الخاص بدينونة كلمة الله وتوبيخها وتجربتها وتنقيتها، والشركة حول الفساد الذي تظهره، ومشاركة المعرفة التي ربحتها عن نفسك من خلال ما تكشفه كلمة الله، وكيف مارست ودخلت فيها، حتى يرى الآخرون شخصية الله البارة ويعرفوا عمل الله ومحبته. عند الشهادة لله، لا يهم مدى قدرة المرء على التحدث عن النظريات المتطورة. كل ما يهم هو أن تتحدث بصدق وإخلاص. بمجرد أن أدركت هذا، شعرت بأن قلبي صار أكثر ابتهاجًا. وينطبق الشيء نفسه على كتابة شهادات الاختبار. لا يهم مستواك التعليمي أو أسلوبك في الكتابة. المهم هو ما إذا كان بإمكانك بذل الجهد للسعي إلى الحق، سواء كنت تبحث عن الحق لعلاج فسادك ومشكلاتك، أو كنت تختبر دينونة الله وتوبيخه، أو تحلل نفسك وتعرفها بناءً على كلمة الله، أو ترى بوضوح جوهر المشكلات، وتتوب وتتغير بصدق. عندما تكون مسلحًا بهذه الأشياء، ستكون المقالات التي تكتبها جيدة. وهذا لا علاقة له بمستوى تعليمك. كل ما عليك فعله هو الكتابة من منطلق الخبرة والمعرفة العملية بلغة الحياة اليومية. ببساطة إنك تحتاج إلى كتابة ما تختبره وتفهمه. إذا كتبت فهمك ومشاعرك الحقيقية بكلماتك الخاصة، وعن كل ما يمكن أن يفيد الآخرين، عندئذ سيكون لديك شهادة. في الماضي، كنت أعتقد دائمًا أن لديَّ مستوى تعليم منخفضًا ومقدرتي قليلة، واستخدمت هذا كعذر لعدم كتابة المقالات، كما لو أن كتابتها تتطلب مستوى عاليًا من المعرفة أو المقدرة، لكنني الآن أرى أن وجهة النظر هذه كانت خطأ. ما كان يجب أن أعيش في هذه الحالة. كان يجب أن أركز على السعي إلى الحق وممارسة كلام الله واختباره وكتابة مقالات عما اختبرته وربحته لأشهد لله. كان هذا هو واجبي.

في أحد الاجتماعات، رأيت مقطعًا من كلام الله، والذي ساعدني على تحمل العبء في السعي إلى الحق وكتابة مقالات الشهادة. تقول كلمات الله، "ما سبب ظهور فئة الناس القادة والعاملين وكيف ظهروا؟ على مقياس كبير، يتطلّبهم عمل الله؛ على مقياس أصغر، يتطلّبهم عمل الكنيسة ويتطلّبهم شعب الله المختار. ... الفرق بين القادة والعاملين وبين بقية مختاري الله هو فقط مسألة سمة مميزة في الواجب الذي يؤدونه. هذه السمة المميزة تظهر في الأساس في أدوراهم القيادية. على سبيل المثال، بغض النظر عن عدد الأشخاص المنضمين إلى كنيسة ما، فإن القائد هو الرأس. ما هو إذًا الدور الذي يلعبه هذا القائد بين الأعضاء؟ يقود كل المختارين في الكنيسة. ما هو تأثيره إذًا في الكنيسة بأسرها؟ إذا سلك هذا القائد الطريق الخطأ، فسيتبع مختارو الله في الكنيسة القائد في اتخاذ المسار الخطأ، مما سيكون له بالغ الأثر عليهم جميعًا. خذ بولس على سبيل المثال. لقد قاد الكثير من الكنائس التي أسسها ومختاري الله. وعندما ضل بولس ضلَّت أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين قادهم. لذلك فعندما يضل القادة، فإنهم لا يتأثرون وحدهم، بل يتأثر بذلك أيضًا الكنائس ومختارو الله الذين يقودونهم. إن كان قائد شخصًا مناسبًا يسلك الطريق الصحيح ويسعى إلى الحق ويمارسه، فسيأكل الأشخاص الذين يقودهم ويشربون كلام الله بشكل ملائم ويسعون وراء الحق بشكل ملائم، وفي الوقت عينه، سيكون اختبار القائد الشخصي وتقدّمه ظاهرًا باستمرار للآخرين. إذًا ما هو الطريق الصحيح الذي على قائد أن يسلكه؟ إنّه القدرة على قيادة الآخرين إلى فهم للحق ودخول إلى الحق، وقيادتهم إلى أمام الله. ما هو الطريق الخاطئ؟ أن يسعى المرء للمكانة والشهرة والربح، ويُعلي نفسه ويشهد لنفسه مرارًا، وألّا يشهد لله أبدًا. ما تأثير هذا على مختاري الله؟ سينحرفون بعيدًا عن الله ويقعون تحت سيطرة هذا القائد. إن قدت الناس كي يمثلوا أمامك، فأنت تقودهم كي يمثلوا أمام البشرية الفاسدة وأمام الشيطان، وليس الله. وحدها قيادة الناس كي يمثلوا أمام الحق هي قيادتهم كي يمثلوا أمام الله. القادة والعمال، بغض النظر عما إذا كانوا يسلكون المسار الصحيح أو الخطأ، لهم تأثير مباشر في شعب الله المختار" (الكلمة، ج. 3، كشف أضداد المسيح، البند الأول: يحاولون ربح الناس). بعد قراءة كلام الله، عرفت مسؤولياتي وواجباتي بشكل أوضح. وفي الوقت نفسه، شعرت بمسؤولية عظيمة ملقاة على عاتقي. فالله يخبرنا أن المسار الذي يسلكه القادة والعمال وما يسعون إليه لا يؤثر عليهم فقط، بل يؤثر أيضًا على الإخوة والأخوات الذين يقودونهم. عندما يسعى القادة والعمال إلى الحق ويكونون الأشخاص المناسبين، فإنهم سيحرزون تقدمًا مستمرًّا في الحق، وفي الحياة اليومية يستطيعون التفكر في الآراء الخطأ التي لديهم أو الشخصيات الفاسدة التي يعيشون بها، ويفهمون جوهر المشكلات بناءً على كلام الله، ثم يكتشفون أي المبادئ التي يجب الدخول فيها. عندما يسلك القادة والعمال الطريق الصحيح، سيتحملون عبئًا لدخول إخوتهم وأخواتهم الحياة والتركيز على السعي للحق لحل المشكلات، حتى يدخل الأشخاص الذين يقودونهم أيضًا في هذا الاتجاه. وإذا كان القادة والعمال مهملين، ولا يسعون إلى الحق، ويقضون كل وقتهم في العمل لربح الشهرة والمكانة، ولا يهتمون بالسعي للحق، ولا يمكنهم تقديم شركة حول الحق لحل المشكلات، وإذا شغلوا أنفسهم فقط بالأمور الخارجية في واجبهم، أو تحدثوا بالرسائل والتعاليم لتمجيد أنفسهم وتمييزها، ولم يتمكنوا من عقد شركة حول الحق للشهادة لله، فإنهم حينئذ يسلكون طريق مقاومة الله، والاتجاه الذي يقودون الناس فيه هو اتجاه خطأ. مثل هؤلاء الناس ينطلقون دون وعي في طريقهم الخاص ويقودون الآخرين إلى طريق الخدمة، وهو طريق بولس في مقاومة الله. وهذا يتعارض مع مقصد الله في العمل وخلاص الناس. لقد منحتني الكنيسة الفرصة لممارسة القيادة ليس حتى لأتمكن من القيام بعمل خارجي، ولا حتى لأتمكن من أداء الخدمة والعمل، وليس حتى لأتمكن من السعي إلى السمعة والمكانة. كان ينبغي لي أن ألعب دور القائدة، وأقود الآخرين في أكل كلام الله وشربه، وأسعى للحق لحل المشكلات في واجبهم، وأتمكن تدريجيًّا من فهم الحق، وأدخل إلى حقائق كلام الله. لقد كان هذا واجبي. لذلك، شعرت أنه من الضروري التركيز على السعي للحق والتخلص من شخصياتي الفاسدة. في هذه اللحظة، كان لديَّ فهم ضحل للغاية للحق، ولم أمتلك حقائق الحق، لذلك لم أتمكن من تعلم إلا ما اختبرته. طالما أن قلبي ومساري كانا صحيحين، فسوف أنال إرشاد الله.

في الفترة التالية، تأملت في المشكلات التي حللتها من خلال السعي للحق حقًّا على مدار سنوات إيماني بالله والشخصيات الفاسدة التي تخلصت منها. وبفعل هذا، وجدت أنني كنت مرتبكة ولم أفهم أسئلة كثيرة سوى جزئيًّا. لم أفهم الحق بصدق ولم أدرك جوهر المشكلات، أو أجد مبادئ الممارسة، ولم أحل المشكلات بفعالية. بعد ذلك، حاولت الكتابة عن الاختبارات التي كان لديَّ فهم جيد لها نسبيًّا، وبينما كنت أكتب، تأملت. كنت أتامل كلما أتيح لديَّ وقت. عندما انتهيت أخيرًا من كتابة المقال، شعرت بالإنجاز التام والأمان والراحة. في عملية كتابة المقال، من خلال السعي للحق، بدأت بشكل طبيعي أرى حالتي وجوهر مشكلاتي بشكل أوضح، وأصبحت معرفتي بالحق أكثر عملية وملموسة، وأصبح مساري في الممارسة أكثر وضوحًا. أدركت أن كتابة مقالات الشهادة مفيد بشدة لفهم حالتي والسعي للحق لحل المشكلات. كان هذا مسارًا لدخول الحياة، وأيضًا أفضل طريقة للسعي للحق وفهمه.

لاحقًا، سمعت أن الكثيرين، بمن فيهم حتى القادة والعمال، لم يركزوا على كتابة المقالات، ولم يبذلوا أي جهد في هذا الجانب. قال البعض دائمًا إنهم كانوا مشغولين ولم يكن لديهم وقت لكتابة المقالات. ففكرت: ألم تكن هذه هي حالتي بالضبط؟ كنت أتبنى وجهة النظر الخطأ هذه أيضًا، واختلقت الأعذار لعدم الكتابة. وقلت لنفسي: "إن استطعت أخذ عملية الكيفية التي حللت بها حالتي وكيف غيرت وجهة نظري وكتبت مقالاً عنها، ألن يحل ذلك بعض مشاكل إخوتي وأخواتي؟" بإدراك هذا، شعرت بأن لديَّ حينئذ عبئًا أتحمله، وقررت كتابة مقال عنه. وعلى الرغم من أن فهمي كان سطحيًّا وجزئيًّا جدًّا، علمت أن كتابة هذا المقال كان واجبي، لذلك كان عليَّ أن أمارس الكتابة بقدر ما فهمت. عادةً، عندما كنت أقابل إخوتي وأخواتي أو أتحاور معهم، كنت أعقد شركة معهم حول هذا الموضوع، وفكرت في هذا الموضوع عندما كان لديَّ وقت فراغ. خلال تعبداتي الصباحية، كنت آكل وأشرب كلمة الله حول هذا الموضوع. وبعد فترة، تمكنت من رؤية المشكلة بشكل أوضح، وعندما كتبت عنها، كان الأمر أسهل بكثير. بعد أن وضعت المخطط، عبرت عن كل طبقة من المعنى وفقًا لفهمي الخاص، ودوَّنت أفكاري واختباراتي بتعبيراتي الخاصة. لم يعد الأمر يبدو صعبًا، وبينما كنت أفكر في الأشياء أثناء كتابتي، استطعت رؤية المشكلة فضلًا عن جوانب الحق التي تنطوي عليها بشكل أوضح. شعرت بصدق أنه كلما حاولنا السعي للحق وكلما كتبنا المزيد من المقالات، واستخدمنا كتابة المقالات كوسيلة للسعي للحق وحل المشكلات، زاد تلقينا استنارة الله وإرشاده، وتلقينا المزيد من البركات. فكرت في كلام الله: "كلما كنت أكثر اهتمامًا بمشيئة الله، زاد العبء عليك، وكلما زاد العبء عليك، صارت خبرتك أكثر ثراءً. حينما تهتم بمشيئة الله، سيلقي الله عبئًا عليك، ثم سيزودك باستنارةٍ حول المهام التي قد ائتمنك عليها. بعد أن يكون الله قد أعطاك هذا العبء، ستولي انتباهًا لجميع الحقائق ذات الصلة بينما تأكل وتشرب كلام الله. إن كان لديك عبء متعلق بحالة حياة إخوتك وأخواتك، فهذا عبء قد ائتمنك الله عليه، وستحمل دائمًا هذا العبء معك في صلواتك اليومية. وقد أُلقي عبء ما يفعله الله عليك، وأنت ترغب في فعل ما يريدك الله أن تفعله. هذا هو معنى أن تحمل عبء الله وكأنه عبئك. عند هذه النقطة، ستركز في أكلك وشُربك لكلام الله على هذه الأنواع من القضايا، وسوف تتساءل: كيف سأحل هذه المسائل؟ كيف أستطيع أن أمكّن الإخوة والأخوات من تحقيق الانعتاق والمتعة الروحية؟ ستركز أيضًا على حل هذه المسائل أثناء قيامك بالشركة، وستركز على أكل وشرب كلمات متعلقة بهذه المسائل حين تأكل كلام الله وتشربه، وسوف تحمل عبئًا أيضًا بينما تأكل كلام الله وتشربه. بمجرد أن تفهم متطلبات الله، ستصبح لديك رؤية أوضح عن الطريق الذي يجب أن تسلكه. هاتان هما الاستنارة والإضاءة اللتان يجلبهما الروح القدس من خلال عبئك، وهذا أيضًا إرشاد الله الذي مُنح لك. لماذا أقول هذا؟ إن لم يكن لديك عبء، فلن تولي انتباهًا حين تأكل وتشرب من كلام الله. حين تأكل وتشرب من كلام الله بينما تحمل عبئًا، يمكنك فهم جوهر كلام الله، وإيجاد طريقك، وإدراك مشيئة الله. لذلك، يجب أن ترجو من الله في صلواتك أن يضع المزيد من الأعباء عليك ليأتمنك حتى على مهام أعظم، وعسى أن يكون أمامك أكثر من طريق للممارسة، وحتى يكون أكلك وشربك لكلام الله أكثر تأثيرًا، وتصبح قادرًا على فهم جوهر كلامه، وتغدو أكثر قدرة على التأثر بالروح القدس" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، كن مهتمًا بمشيئة الله لكي تنال الكمال). جعلني كلام الله أدرك أنه عندما نتحمل أعباء دخولنا الحياة ومشاكلنا في الكنيسة، فإن بإمكاننا بذل المزيد من الجهد في السعي للحق لحل المشكلات، وأكل وشرب كلمة الله وممارستها بضمير. عندئذ يمكننا أن ندخل حقيقة الحق بشكل أسرع. خلال هذه العملية، بينما نحمل الأعباء ونتوق ونسعى، يمكننا الحصول على استنارة الله وإرشاده، ونعمِّق فهمنا للحق تدريجيًّا، ونرى الأمور والناس بشكل أكثر وضوحًا وشمولية، ونربح فهمًا أكثر واقعية وعملية للحق. وإذا لم نعمل بجد للسعي للحق أو التدرب على كتابة المقالات، فحتى لو ربحنا بعض النور فيما يتعلق بكلام الله، فهو مجرد فهم ضحل وحسي سيبدو غامضًا دائمًا، كالأشكال في الضباب، وهذا يظهر أنه ليس لدينا معرفة حقيقية. فقط من خلال تدوين معرفتنا واختباراتنا، والتأمل مليًّا في الأمور وفهمها بناءً على كلمة الله، ورفع معرفتنا الحسية لتصبح دقيقة وواقعية وملموسة نسبيًّا، فإن فهمنا في النهاية سيؤتي ثماره. إن كتابة المقالات هي عملية ربح الوضوح في الأمور، وفهم الحق وحل المشكلات. وكلما كتبنا، زاد ما نربحه.

الآن، أنا لا أقاوم كتابة المقالات. فهي شيء أستمتع به، لأنه أثناء عملية الكتابة، أرى شخصياتي الفاسدة بشكل أوضح، كما أن آرائي وطريقة تفكيري تتغير أيضًا بينما أفهم كلام الله. هذه فائدة حقيقية وشيء أكثر قيمة ومغزى. في السابق، شعرت دائمًا أن كتابة المقالات شاقة وصعبة بصورة خاصة، وكنت أفضل القيام بعمل خارجي على محاولة كتابة مقالات عن اختباراتي. كنت متمردة وعنيدة جدًّا. حتى أنني شعرت أن كتابة المقالات ستعطل عملي، لكن هذا الرأي كان في الواقع خطأ وسخيفًا تمامًا. فكتابة المقالات لا تعطل العمل على الإطلاق. بل تدفعك للسعي للحق لحل المشكلات وتجعلك أكثر قدرة على الفعالية في واجبك. الآن، كلما كان لديَّ وقت، أحاول تهدئة نفسي والتفكير في حالتي. ولديَّ رغبة أيضًا في بذل جهد في التفكير في المشكلات التي لا يمكنني فهمها بوضوح أو حلها. وقد بدأت بالتدريج في تحمل عبء دخول حياتي. وأشعر أيضًا أن لديَّ حالات عديدة يجب حلها بالسعي للحق، وتدريجيًّا، أصبحت أتوق إلى كلمة الله. كل هذا بفضل نعمة الله. الشكر لله!

السابق: 45. الخروج من مستشفى المجانين

التالي: 48. تسعة عشر عامًا من الدم والدموع

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

39. رحبت بعودة الرب

بقلم تشوانيانغ – الولايات المتحدةتركني شتاء 2010 في الولايات المتحدة أشعر بالبرد الشديد. كان الأسوأ من برودة الرياح والثلوج القارسة، أن...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب