48. تسعة عشر عامًا من الدم والدموع
كنت مؤمنةً بالرب منذ أن كنت طفلةً صغيرة مع والديَّ. عندما كنت في الثلاثينات من عمري تُوفي زوجي بسبب مرض فتُركت لتربية ولدين وبنت بمفردي. وبفضل نعمة الرب أصبح أولادي ناجحين في حياتهم المهنية ومقتدرين للغاية ولديهم عائلات سعيدة. وفي العام 1999 قبلت أنا وعائلتي بأكملها عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وبدأنا بحماسة نشر إنجيل الملكوت والشهادة له. ومع ذلك، فإن اعتقالًا مفاجئًا هدم حياتنا العائلية الهادئة.
في أحد أيام شهر يونيو 2002، علمت أن الشرطة ذهبت إلى مكان عمل ابني الأكبر لاعتقاله، لكنه تمكن من التسلل بعيدًا في لحظة غفلت فيها الشرطة. كانوا يبحثون عنه في كل مكان. شعرت بالقلق وامتلكني الخوف عندما سمعت هذا الخبر. هل سيقبضون عليه؟ في حال اعتقاله حقًا، سوف يعذبونه بالتأكيد ويُسببون له الكثير من المتاعب بالفعل. لقد كنا عائلة سعيدة وكانت جميع احتياجاتنا مستوفاة. كان أولادي جميعًا مؤمنين ونشطين في واجباتهم – وكان هذا رائعًا جدًا! لكن الشرطة كانت تلاحق ابني ففقد وظيفته ولم يجرؤ على العودة إلى المنزل، فانقسمت عائلتنا. لم تكن لديَّ أي فكرة عما سنفعله. وكلما فكرت في الأمر شعرت بالمزيد من الضيق، ولذلك مثلت أمام الله في الصلاة طالبةً منه أن يحرس ابني ويرشدني لفهم مشيئته. تذكرت شيئًا قاله الله بعد الصلاة: "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). علمت من كلام الله أن الإيمان واتباع الله ليس طريقًا سهلًا – ينبغي على الجميع أن يمروا بالمشقة والتجارب. كانت ملاحقة الشرطة لابني شيئًا يسمح الله بحدوثه. كان يستخدم مثل هذا الموقف المؤلم لتكميل إيماننا ومحبتنا – وكانت هذه المعاناة بركة من الله. شعرت بالمزيد من الهدوء عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة فرفعت صلاة وكنت على استعداد لترك ابني بين يدي الله والخضوع لحكمه وترتيباته.
في وقت لاحق، عندما علمت الشرطة أن ابني كان يطبع كتبًا لكلام الله في الكنيسة أدرجوه كمجرم مطلوب على المستوى القومي وحشدوا أعدادًا غفيرة من الضباط للبحث عنه معلنين أنهم ملزمون ومصممون على إيجاده. جعلني هذا الخبر قلقةً ومهمومة – فكيف يمكن أن يفلت ابني من الاعتقال إذا كان الحزب الشيوعي قد جعله هدفًا ذا أولوية قصوى؟ سمعت مؤخرًا عن أخ تعرض للاعتقال من الشرطة ثم للضرب حتى الموت. في ظل كراهية الحزب الشيوعي الشديدة للمؤمنين، ألن يُعذِّبوا ابني حقًا إذا أمسكوا به؟ شعرت بالمزيد من الخوف كلما فكرت في الأمر، وكنت أعيش كل يوم في حالة من التوتر الشديد. كنت أتقيأ كثيرًا ولم أتمكن من النوم، وكان قلبي يدق كلما سمعت صفارات إنذار سيارة الشرطة. كنت في حالة من القلق الشديد خلال ذلك الوقت وفي حالة صحية سيئة أيضًا. وبعد أيام قليلة، اتصلت الشرطة بمنزلنا مرتين للاستفسار عن مكان ابني وقالوا بنبرة تهديد وتخويف: "إذا لم تسلموه يا رفاق، فهذا يُعتَبَر إيواء مجرم ولن يفلت أي فرد من عائلتكم!" شعرت بالخوف الشديد عندما سمعت ذلك ولم أعرف متى قد تأتي الشرطة لتفتيش منزلنا وربما اعتقالي مع ابني الأصغر وزوجته. شعرت بالمزيد من القلق بشأن وقت اعتقال الشرطة ابني الأكبر. واصلت الصلاة لله مرارًا وتكرارًا طالبةً منه أن يمنحني الإيمان والقوة وأن يحرس ابني الأكبر ليتمكن من البقاء قويًا. وبعد الصلاة فكرت في شيء من كلام الله: "يجب ألا تخاف من هذا وذاك؛ فمهما كانت المصاعب والأخطار التي ربما تواجهها، فأنت قادر على أن تظل ثابتًا أمامي، ولا يعرقلك أي عائق، حتى تُنفَّذ مشيئتي دون أي عرقلة. هذا واجبك، ... الآن هو وقت اختباري لك، فهل ستقدم ولاءك لي؟ هل يمكنك أن تتبعني حتى نهاية الطريق بإخلاصٍ؟ لا تخف؛ فَمَنْ ذا الذي يستطيع أن يسد هذا الطريق إذا كان دعمي موجودًا؟" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، أقوال المسيح في البدء، الفصل العاشر). اشتد إيماني بكلام الله – فالله قدير وجميع الأشياء بين يديه، أفلا تكون مصائر كل فرد في عائلتنا بين يديه أيضًا؟ فبدون إذن الله، لا تستطيع الشرطة فعل أي شيء لنا. مخاوفي بشأن اعتقال أفراد عائلتنا وعيشي في حالة من الخوف الدائم يعني أنني كنت أفتقر إلى الإيمان الحقيقي بالله. شعرت بالهدوء في ظل إرشاد كلام الله. ومع وجود الله بجانبي، لم يكن لديَّ ما أخافه – كنت على استعداد لوضع عائلتنا بأكملها بين يديه وعزمت على أنه حتى في حال اعتقالي لن أخون إخوتنا وأخواتنا أبدًا ولن أخون الله أبدًا!
بعد بضعة شهور، عندما لم تعثر الشرطة على ابني بدأوا يهددون باعتقال عائلتنا بأكملها. فلم يكن لديَّ أنا وابني الأصغر وزوجته خيار سوى مغادرة منزلنا والاختباء. كنت في حالة اضطراب تام قبل المغادرة، معتقدةً أن ابني الأكبر كان هاربًا ولم تكن لديَّ أي فكرة عن مكانه. والآن بعد أن اضطررنا إلى الفرار من منزلنا، كان الحزب الشيوعي الصيني يهدم عائلةً في منتهى السعادة. شعرت بالبؤس الشديد. فما الخطأ في الإيمان وعبادة الله؟ كان الحزب الشيوعي مصممًا على إيصالنا إلى نقطة الانهيار. إنهم لا يريدون حقًا ترك المؤمنين للاستمرار في العيش بأي طريقة – فالحزب الشيوعي مقيت للغاية! ترملت في الثلاثينات من عمري وقاسيت لتربية ثلاثة أطفال بمفردي. كنت أعمل بلا كلل طوال معظم حياتي ونجحت أخيرًا. لم أفكر قط في عمر متقدم أنني سأضطر للهرب من الحزب الشيوعي. إذا غادرنا بهذه الطريقة، ألن يصادر الحزب جميع أصولنا ومنزلنا؟ كيف سنتدبر أمورنا إذًا؟ كانت هذه الأفكار مؤلمة حقًا لي. أتيت أمام الله وصليت: "يا الله! لا يمكنني التخلي عن ممتلكاتنا في قلبي، وأشعر بالقلق بشأن الطريقة التي سأتدبر بها أموري من الآن فصاعدًا. أرجو أن ترشدني لفهم مشيئتك". تذكرت اقتباسًا من الرب يسوع بعد الصلاة: "فَكَذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَا يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ، لَا يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا" (لوقا 14:33). تمكن تلاميذ الرب يسوع من التخلي عن كل ما كان لديهم لاتباعه. فكرت في متَّى – فقد كان عشارًا، ولكن عندما دعاه الرب يسوع تخلى عن جميع ممتلكاته وضحى بكل ما كان لديه لاتباع الرب. وعندما دعا الرب بطرس تخلى عن عمله كصيادٍ ليتبعه. ولكن في مواجهة اضطهاد الحزب الشيوعي، لم أستطع حتى التخلي عن بعض متعلقاتي. كان ينقصني الإيمان. فطيور السماء لا تزرع ولا تحصد لكن الله يهتم بها – وماذا عنا نحن البشر؟ ساعدت هذه الفكرة على تقليل مخاوفي. ففي الأيام الأخيرة صار الله جسدًا، وهو يُعبِّر عن الحقائق ليطهرنا ويخلصنا. كنت محظوظة للغاية لتمكني من اتباع الله وربح الحق والحياة – فالأمر يستحق القليل من المعاناة! والحق كنز لا يُقدَّر بثمن ولا يمكن شراؤه بأي قدر من الممتلكات المادية، وعلمت أن أي قدر من المصاعب في المستقبل سوف يستحق العناء.
بعد أن غادرنا المنزل، علمت الشرطة أنني وعائلتي بأكملها مؤمنون بالله القدير وبدأت البحث عنا على مستوى المدينة. كنا نتنقل من مكان إلى آخر في محاولة لتجنب الاعتقال، وأحيانًا كنا نغادر بعد أن نقضي أقل من شهر في مكان ما. وفي كل مرة كنت أشعر بالإرهاق وكان ظهري يؤلمني. وخوفًا من أن تجدنا الشرطة اضطررنا للبقاء في منازل صغيرة مكونة من طابق واحد ومبنية بشكل خاص. كان الجو باردًا جدًا في الشتاء بالمنزل لدرجة تجمد الماء، ولم يكن المنزل دافئًا حتى بعد إبقاء الموقد مشتعلًا لمدة أسبوع كامل. كانت بشرة يديَّ تتشقق بسبب البرد وكانت أي ملامسة للماء مؤلمة حقًا. كان آخر مكان انتقلنا إليه هو كوخ صغير مظلم ورطب ومليء بالحشرات لتربية الكتاكيت في قرية. كان الأمر مقززًا جدًا لدرجة أنني لم أتمكن من تناول الطعام. تذكرت حياتنا في المنزل، في شقة جميلة تبعث على الدفء والارتياح. وكانت مقارنة ذلك بظروفنا الحالية بائسة بالفعل بالنسبة لي. لم تكن لديَّ أي فكرة عن وقت انتهاء تلك الأيام. وبعد أن أدركت أنني لست في الحالة الصحيحة، مثلت فورًا أمام الله في الصلاة طالبةً منه أن ينيرني ويقودني لفهم مشيئته. فحدث لي شيء من كلام الله بعد الصلاة: "أنت مخلوق وعليك أن تعبد الله وأن تنشد حياة ذات معنى. أما إن لم تعبد الله، بل عشتَ في جسدك الدنس، أفلستَ إذًا حيوانًا في ثوب إنسان؟ بما أنك مخلوق أن تبذل نفسك من أجل الله وأن تتحمل كل ضيق. عليك أن تقبل بسرور وثقة الضيق القليل الذي تكابده اليوم، وأن تعيش حياة ذات معنى مثل أيوب وبطرس. ... أنتم أناس يسعون نحو الطريق الصحيح، وينشدون التحسُّن. أنتم أناس قد نهضوا في أمة التنين العظيم الأحمر، ويدعوهم الله أبرارًا. أليس هذا أسمى معاني الحياة؟" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، الممارسة (2)). كان كلام الله مشجعًا لي حقًا. فكرت في تجربة الشيطان لأيوب – فأيوب خسر جميع ممتلكاته العائلية تمامًا ومات أولاده. وغطَّت الدماملُ كاملً جسمه. ورغم هذه المعاناة الهائلة ظلَّ يُسبِّح باسم الله وقدّم شهادة مُدوِّية لله. فرضي الله عن أيوب وباركه. وكان سعي بطرس سعيًا لمحبة الله ومعرفته. خضع لمئات التجارب دون أن يفقد الإيمان، وفي النهاية صُلب مقلوبًأ من أجل الله. تمكن من الخضوع للموت مقدمًا شهادة جميلة ومن عيش حياة ذات معنى. ولكني لم أستطع حتى تحمل الاضطرار إلى المغادرة عدة مرات وتحمل القليل من المعاناة. لم يكن لديَّ أي خضوع حقيقي لله! كان البؤس الذي أعانيه في ذلك الوقت سببه الوحيد اضطهاد التنين العظيم الأحمر. وبدلًا من أن أكره التنين العظيم الأحمر، كنت أشعر بالسلبية والتذمر – كم كنت بعيدة عن الصواب! لقد تسببت مطاردة التنين العظيم الأحمر لي بقدر معين من المعاناة، ولكني كنت أربح التمييز بخصوص جوهره وأرى بوضوح جوهره الشيطاني المتمثل في كراهية الله ومعارضته. فالله خلقنا، ولذلك فإن عبادته صحيحة وملائمة. وهي سلوك الطريق الصحيح في الحياة ونشر الإنجيل لمساعدة الجميع على سماع صوت الله وقبول الحق وبالتالي يمكن خلاصهم. لكن الحزب الشيوعي يضطهدنا ويعترض طريقنا في كل منعطف لدرجة أنه يجبر الأم على ترك أطفالها. تمكنت حقًا من إدراك أنه حزب شرير وعدو لدود لله – فكرهته ولعنته من أعماق قلبي. ولو لم أكن قد اختبرت ذلك الألم وظللت أعيش حياة هادئة في المنزل، لما رأيت جوهر التنين العظيم الأحمر ولما تمكنت من نبذه ورفضه من القلب. كنت أعاني قليلًا لاتباع الله في تلك المرحلة، لكنني كنت أربح الحق والحياة – وكانت تلك المعاناة ذات مغزى بشكل لا يُصدق. صار الله جسدًا وجاء للعمل في بلد التنين العظيم الأحمر، فاضطهده الحزب الشيوعي وطارده، وكان دون وسادة ليريح رأسه عليها. لا يمكن قياس المحن التي عانى منها. والآن، اتبعت عائلتنا الله وتعرضت للاضطهاد من الحزب الشيوعي واضطرت للهرب، وقد كانت هذه مشاركة في شدائد المسيح. وكان هذا سمو الله! قررت بهدوء أنني سوف أتبع الله إلى النهاية بصرف النظر عن مدى معاناتي.
في وقت لاحق، انتهى الأمر بمراقبة الشرطة ابنتي وتتبعها أثناء مشاركتها الإنجيل خارجًا. فتمكَّنَتْ من تجنب الشرطة بالذهاب إلى متجر كبير وتغيير ملابسها. وبعدها اضْطُرَّتْ للفرار من المنطقة. قبل أن نعرف ذلك، كانت عائلتنا مشتتة وهاربة لمدة عام كامل. كنت أفكر باستمرار في الأحوال التي قد يكون فيها ابني الأكبر وابنتي، وكنت قلقةً دائمًا بشأن احتمال اعتقالهما. وبالكاد كنت أتناول الطعام أو أحصل على ما يكفي من النوم، فاحتدم فيَّ الربو. أصبحت سريعة التشتت وغالبًا ما كنت أغرق في التفكير. لم يستطع ابني الأصغر تحمُّل رؤيتي هكذا فقرر المخاطرة بالعودة إلى المنزل ومعرفة ما كان يجري. وبعد مغادرته كنت أنتظر على أمل... بدأت أشعر بالقلق بعد الساعة السابعة مساءً بقليل إذ لم أره عائدًا. كنت أتساءل: أين كان؟ هل اعتقلته الشرطة؟ لا، فبعد أكثر من عام، فأن يكونوا ما زالوا يراقبون منزلنا احتمال بعيد؟ لكنني انتظرت طوال الليل ولم يعد. شعرت أن شيئًا ما بعَيْنه قد حدث، لأنه بالتأكيد لم يكن لديه أي مكان آخر يذهب إليه. وإذا كان قد اعْتُقِلَ بالفعل، فلم تكن لديَّ أي فكرة عن الأساليب المروعة التي ستستخدمها الشرطة لتعذيبه. فمن الممكن حتى أن يُسببوا له الشلل بضرباتهم. وعند التفكير في هذا، لم أستطع إيقاف انهمار الدموع. لم أتمكن من تناول الطعام أو النوم لعدة أيام، لكني كنت أجلس على فراشي وأحدق بالخارج في ذهول تام. كنت أشعر بالألم الشديد – وشعرت وكأن سِكِّينًا قد اخترق قلبي. لم يكن يوجد أي خبر عما إذا كان ابني الأكبر ميتًا أم على قيد الحياة، ولم تكن لديَّ أي فكرة عما إذا كانت ابنتي في خطر أم لا، والآن إذا اعتُقِلَ ابني الأصغر، فماذا أفعل؟ ومع ألمي وعجزي مثلت أمام الله للصلاة ثم خطر على بالي كلامه هذا: "إن يديّ الله تتحكمان في مصير الإنسان. فلا يمكنك التحكم في نفسك: ومع أن الإنسان يهرع وينشغل دائمًا من أجل نفسه، إلا أنه يبقى غير قادر على السيطرة على نفسه. إذا كنت تستطيع معرفة تطلعاتك الخاصة، وإن كان بإمكانك التحكم في مصيرك، فهل كنت ستبقى كائنًا مخلوقًا؟" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة). عند التفكير في هذا، استطعت أن أرى أن مصائر الناس في يديّ الله تمامًا، ولذلك مهما كانت معاناتنا والمواقف التي قد نواجهها، فإن الله قد حدّدها مسبقًا. وأي قدر من قلقي لا فائدة منه. رفعت صلاةً في قلبي وكنت على استعداد لترك أولادي بين يديّ الله. وفي وقت لاحق، علمت زوجة ابني من أخت في الكنيسة أن الشرطة التي كانت تحاصر منزلنا اعتقلت ابني الأصغر. اقتادته الشرطة إلى قسم الشرطة، وكان أفرادها يضربونه ويصرخون في وجهه مطالبين بمعرفة مكان وجودنا. لم يقل أي شيء، فاحتجزته الشرطة بصفة غير قانونية لمدة 15 يومًا قبل إطلاق سراحه في النهاية. لقد أُطلق سراحه للتوّ. ويبدو أن الشرطة ندمت على إطلاق سراحه فبدأت تبحث عنه مرَّة أخرى. وبما أن ابني خاف أن يقتاد الشرطة إلينا، فإنه لم يجرؤ قط على العودة إلى المنزل بل ظل هاربًا. شعرت بالغضب عندما عرفت هذا. لم نعد إلى المنزل منذ أكثر من عام، لكن الشرطة كانت لا تزال تحاول تعقبنا ومراقبتنا ومحاولة عمل كل شيء لاعتقالنا. لقد أرادت الشرطة إبادتنا. فالتنين العظيم الأحمر شرير جدًا! وكلما اضطهدني استطعت رؤية وجهه الشيطاني وكنت أكثر إصرارًا على الإيمان واتباع الله.
لم يمضِ وقت طويل حتى تمكن ابني الأصغر من مغادرة المنطقة بمساعدة الإخوة والأخوات. وصلت أنا وزوجة ابني إلى مقاطعة أخرى بعد ذلك بقليل. ومن أجل سلامتنا، لم يكن لديها خيار إلا الاختباء بعيدًا عني. كان من المؤلم للغاية التفكير في الكيفية التي فرَّق بها الحزب الشيوعي عائلتنا بأكملها. وخاصة عندما كنت أرى أناسًا آخرين يراعون والديهم ويهتمون بهم، كنت أشتاق إلى أولادي بالأكثر. كنت على وشك الانهيار. مثلت أمام الله للسعي وفكرت في هذا المقطع من كلامه: "إن شعوري المستمر هو أن الطريق الذي يرشدنا فيه الله لا يسير بشكل مستقيم، بل هو طريق متعرج مملوء بالحفر. يقول الله، إضافة إلى ذلك، إنه كلما زادت وعورة الطريق يمكنه أن يكشف المحبة التي في قلوبنا أكثر. ومع ذلك، لا يستطيع أي منا أن يفتح مثل هذا المسار. في اختباري، مشيت في العديد من المسارات الوعرة والغادرة وتحملت الكثير من المعاناة، بل إنني في بعض الأحيان كنت حزينًا للغاية لدرجة أنني كنت أرغب في الصراخ، لكنني سلكت هذا الطريق حتى يومنا هذا. أومن أن هذا هو الطريق الذي يقوده الله، لذلك أتحمل عذاب كل المعاناة وأمضي قدمًا. لأن هذا ما رسمه الله، فمَن يفلت منه؟ لا أطلب الحصول على أي بركات. كل ما أطلبه هو أن أقدر على السير في الطريق الذي يجب أن أسير فيه بحسب مشيئة الله. لا أسعى إلى تقليد الآخرين، والسير في الطريق الذي يسلكونه، بل إن كل ما أطمح إليه هو أن أحقق ما كرست نفسي له، وهو السير في طريقي المرسوم حتى النهاية ... هذا لأنني كنت أؤمن دائمًا أن القدر الذي يجب أن يعانيه الفرد من المعاناة والمسافة التي يجب أن يقطعها في الطريق قد رسمهما الله، وأنه لا يمكن لأحد حقيقةً أن يساعد أي شخص آخر في هذا" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، الطريق... (6)). عند التأمل في كلام الله، تمكنت من رؤية أن الله حدّد مُسبَقًا مقدار المعاناة التي قد يختبرها الشخص والمسارات التي قد يتعين عليه أن يسلكها. فكلما كان طريقي عاصفًا أكثر، ظهرت قامتي الحقيقية. كان أولادي جميعًا بجانبي من قبل وكانت عائلتنا مترابطة ومسالمة تمامًا. وكنت متحمّسةً جدًا في سعيي في ذلك الوقت. ولكن الآن بسبب اضطهاد التنين العظيم الأحمر ومطاردته وهروب أولادي، كنت بائسة ومكتئبة ومليئة بالشكوى. فقد كشفني ذلك الاضطهاد وتلك المشقة. وعندها فقط أدركت أن السبب الوحيد لإيماني هو أن يمنحني الله البركة والنعمة وأن أتمتع بمباهج الجسد، ولم يكن سعيًا إلى الحق أو الخضوع لله بتاتًا. فكيف يكون هذا إيمانًا حقيقيًا؟ لو لم تكشفني تلك المواقف الصعبة هكذا، لما رأيت مطلقًا وجهات نظري الخاطئة بشأن السعي في إيماني ولما ربحت مثل هذا الفهم في بيئة مسالمة. رأيت أخيرًا أن النعمة بركة من الله، ولكن الأكثر من ذلك أن المشقات والتجارب هي بركة الله. عرفت أنه بصرف النظر عن مدى صعوبة طريقي في المستقبل فإنه يتعيَّن عليَّ اجتيازه من خلال الاتكال على الله – وكان عليَّ الخضوع لحكم الله وترتيباته. واصلت قراءة كلام الله مع الأخوات الأخريات بانتظام، والاجتماع وتقديم الشركات حول كلام الله. وبدأت أشعر بالتحسن تدريجيًا.
مر بعض الوقت، وبدأ الحزب الشيوعي مرَّةً أخرى في مطاردة المؤمنين بجنون واعتقالهم في كل مكان، مع إرسال الكشافة والمخبرين و"جواسيس الأكمام الحمراء" في كل مكان. لم أكن من المنطقة، وكنت هدفًا رئيسيًا. خلال ذلك الوقت، كنت أخشى أن يتم اعتقالي وكنت دائمًا أخشى من احتمال اعتقال أولادي. لم أستطع النوم في الليل بل وكنت أحيانًا أعاني من كوابيس. كنت أحلم بتعذيب الشرطة لأولادي. وبسبب العيش في حالة من القلق والخوف لفترة طويلة وبسبب الاكتئاب الشديد، أصبت بفرط نشاط الغدة الدرقية وفقدت الكثير جدًا من الوزن لدرجة أنني أصبت بالهزال الشديد. كان قلبي ينبض بضعف شديد، وكان المشي شاقًا بالفعل بالنسبة لي، بل وكنت أعاني للنهوض من الفراش. فكرت في أيام إقامتي بالمنزل. فكلما مرضت كان أولادي جميعًا هناك من أجلي ويعتنون بي، وكان حفيدي الصغير يصيح "جدتي! جدتي!" كان كل شيء دافئًا جدًا. لكن الحزب الشيوعي أجبرنا جميعًا على الافتراق ولم أستطع رؤية أولادي ولم تكن لديَّ أي فكرة عن مكانهم. وكلما فكرت في الأمر شعرت بالمزيد من الحزن. وبما أنني وجدت صعوبة في النهوض ركعت على فراشي أبكي من الألم وصليت إلى الله قائلةً: "يا الله! إنني أعاني الآن حقًا! أنا على حافة الانهيار. يا الله، أرجو أن تمنحني العزم والإيمان لتحمُّل هذه المعاناة حتى أتمكن من الصمود". وبعد صلاتي قرأت هذا في كلام الله: "الإيمان العظيم والمحبة العظيمة مطلوبان منا في هذه المرحلة من العمل. قد نتعثر من أقل إهمال لأن هذه المرحلة من العمل مختلفة عن جميع المراحل السابقة. ما يُكمّله الله هو إيمان البشرية – والمرء لا يمكن أن يراه أو يلمسه. ما يفعله الله هو تحويل الكلمات إلى إيمان ومحبة وحياة. يجب على الناس الوصول إلى النقطة التي يتحملون فيها مئات التنقيات، ويمتلكون إيمانًا أعظم من إيمان أيوب. وعليهم تحمل معاناة هائلة وكل صنوف العذاب دون التخلي عن الله في أي وقت. عندما يطيعون حتى الموت، ويكون لديهم إيمان عظيم بالله، فستكتمل هذه المرحلة من عمل الله" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، الطريق... (8)). رأيت من كلام الله أن عمله في الأيام الأخيرة هو تكميل إيمان الناس. عندما نختبر المرض، فإن مقاصد الله الحسنة تكمن فيه؛ يجب أن نسعى إلى الحق و نَحْذو حَذْو إيمان أيوب. واجه أيوب مثل هذه التجارب المروعة وانتشرت دمامل في جميع أنحاء جسمه، وعندما لم يعد قادرًا على تحمُّلها جلس وسط الرماد وحكّ جسده بقطعة فخار. وعندما حثته زوجته على التخلي عن إيمانه بالله، قال: "أَٱلْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ ٱللهِ، وَٱلشَّرَّ لَا نَقْبَلُ" (أيُّوب 2: 10). لم يساور أيوب أي نوع من سوء الفهم أو اللوم تجاه الله – فاستمر في الحفاظ على إيمانه. لكن بالنسبة لي، ألقيت باللوم على الله في اللحظة التي أصبت فيها بفرط نشاط الغدة الدرقية. ورأيت ضعف إيماني بالله وعدم فهمي لمشيئة الله. فلأجل خلاصنا صار الله جسدًا وأتى إلى الأرض متحمّلًا مثل هذا الذل المريع ومتحملًا اضطهاد الحزب الشيوعي وقمعه ورفض العالم الديني. لقد ضحى الله بكل شيء لخلاص البشرية، لكنني أصبحت سلبية لمجرد القليل من المعاناة، بل وألقيت باللوم على الله. لقد كنت مدينةً لله بالكثير. ثم فكرت في قديسي العصور الماضية الذين اضْطُهِدوا واسْتُشهِدوا من أجل الله. قدّموا شهادة لله ببذل حيواتهم ولم يكن يوجد شيء أكثر تشريفًا من ذلك. على الرغم من تعرض عائلتنا بأكملها للاضطهاد من الحزب الشيوعي، فقد أتيحت لنا فرصة تقديم الشهادة لله. وقد كان هذا هو سمو الله. فاستنادًا إلى قذارتنا وفسادنا، واستنادًا إلى هويتنا، لم نكن مستحقين لتقديم الشهادة لله. وبمجرد أن فهمت مشيئة الله، لم أعد أشعر بالسوء بعد اليوم. علمت إحدى الأخوات عن مشكلتي الصحية فأحضرت لي بعض الأدوية من المستشفى. وبدأت تدريجيًا أشعر بالتحسن يومًا بعد يوم. والشكر لله حقًا!
كنت هاربة لعدة أعوام، ولتجنب عمليات التفتيش والاعتقال التي تجريها الشرطة اختبأت في صناديق وفي مخازن البطاطس، ومن خلال حماية الله الإعجازية تمكنت من تفادي المواقف الخطيرة واحدًا تلو الآخر. ففي ديسمبر 2008 جرى الإبلاغ عني بسبب نشر الإنجيل. كان الموقف متوترًا للغاية إذ أحضر رجال دين ضباط الشرطة لاعتقالنا. وكنت مطلوبة أمنيًا، ولذلك إن اعتقلتني الشرطة بالفعل فمن المؤكد أنها لن تطلق سراحي بسهولة. أخذني الإخوة والأخوات إلى قرية صغيرة سرية فورًا وأحضرت لي الأخت "لي" بعض الطعام والضروريات الأخرى. ولكن بعد بضعة شهور، توقفت الأخت "لي" فجأة عن المجيء ولم أعرف السبب. كانوا يحرقون روث البقر الجاف للتدفئة في ذلك المكان. كان الجو باردًا في شهر ديسمبر، وكانت درجة البرودة 20 تحت الصفر. كنت أستخدم مقدارًا أقل من روث البقر عندما كان يبدو وكأنه محترق. كان الجو باردًا حقًا بالداخل ويوجد صقيع على الجدران. عندما كنت أستيقظ في الصباح كان رأسي مغطى بالصقيع. تمنيت أن تأتي الأخت "لي" قريبًا، لكنني انتظرت كثيرًا ولم تحضر قطّ. كان الجو باردًا جدًا لدرجة أنني واصلت الخبط بقدميَّ في المنزل. فكرت بأنني كنت غريبة في ذلك المكان، ولم أجرؤ حتى على الخروج لشراء الحطب ولم أستطِع العثور على إخوة وأخوات آخرين. كانت تلك المنطقة مغطاة بالثلوج ولم يوجد مخرج لجمع الحطب. إذا لم تأتِ الأخت "لي"، فماذا أفعل؟ هل سأتجمد حتى الموت هناك؟ جعلني هذا التفكير أشعر بالبرودة والعجز حقًا. صليت ودعوت الله في قلبي مرارًا وتكرارًا. ثم فكرت في النبي إيليا – فعندما كان في البرية دون أي شيء ليأكله أو يشربه، أمر الله الغربان بإحضار الخبز واللحم لإطعامه. ألم يكن هذا شيئًا فعله الله بنفسه منذ زمان بعيد؟ كيف كان ينقصني الإيمان بالله عندما كنت أواجه مثل هذا الموقف؟ قرأت هذا في كلام الله: "إنَّ التنين العظيم الأحمر يضطهِدُ اللهَ وهو عدوّه، ولذلك يتعرّضُ المؤمنون بالله في هذه الأرض إلى الإذلال والاضطهاد، ... إنه لأمرٌ شاقٌ للغاية أنْ يقوم الله بتنفيذ عمله في أرض التنين العظيم الأحمر، لكنه يُتَمِّمَ من خلال هذه المعاناة مرحلةً واحدةً من عمله ليُظهِرَ حكمته وأعماله العجيبة، وينتهزُ هذه الفرصة ليُكَمِّلَ هذه الجماعة من الناس. ويقوم الله بعمله في التطهير والإخضاع من خلال معاناة الناس ومقدرتهم، ومن خلال كل الشخصيات الشيطانية التي لدى الناس في هذه الأرض النجسة، لينال المجد من هذا الأمر ويكسب أولئك الذين يشهدون لأعماله. هذا هو المغزى الكامل لكل التضحيات التي قدمها الله لهذه الجماعة من الناس" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، هل عملُ الله بالبساطة التي يتصورها الإنسان؟). قراءة هذا منحتني الاستنارة على الفور. ففي الأيام الأخيرة يستخدم الله التنين العظيم الأحمر كمُقَدِّم خدمة لعمل الله على تكميل مجموعة من الغالبين. أنا إنسانة فاسدة، ولذلك فإن حصولي على الفرصة لاختبار عمل الله وتقديم الشهادة لله في ظل الاضطهاد والاعتقال من التنين العظيم الأحمر كان بمثابة شرف عظيم من الله، وكان الأمر يستحق أي قدر من المعاناة! وإدراكًا لذلك رفعت صلاة إلى الله وكنت على استعداد للخضوع لحكمه وترتيباته. فحتى لو تجمدت هناك حتى الموت، لن تكون لديَّ أي شكاوى. وبمجرد خضوعي ظهرت أخت أخرى فجأة. عرفت أن الشرطة كانت تتعقب الأخت "لي" فلم تعد لئلا تورطني. رأت تلك الأخت الأخرى مدى برودة ذلك المكان فأخذتني للبقاء في منزلها. أخبرتني أن زوجها لم يكن مؤمنًا ولم يعمل منذ أعوام. صمم على الخروج للعمل الآن ولم تتمكن من منعه. كان يستحيل أن أكون هناك إذا كان زوجها في المنزل – كان الله يفتح لي طريقًا بالفعل! عندما سمعتها تقول هذا تحمست للغاية لدرجة أن الدموع كانت تتدفق من عينيَّ. رأيت أن الله رتب الأمور لي بالفعل وكان الأمر هو أنني افتقرت إلى الإيمان وأصبحت سلبية وضعيفة عندما واجهت بعض الصعوبات. إن محبة الله صادقة جدًا وقد تذوقتها بالفعل.
كثف الحزب الشيوعي اضطهاده لكنيسة الله القدير في العام 2014، وحشد شرطته المسلحة لاعتقال المسيحيين بجنون في جميع أنحاء البلاد. بدأت أشعر بالقلق مرَّةً أخرى على أولادي ولم أكن أعرف حالهم في ذلك الوقت. وفي أحد الأيام عندما كنت أشاهد مقطع فيديو مع الأخوات ظهر مشهد فجأةً بدا لي وكأن ابني الأكبر ربما كان فيه. لم أجرؤ على تصديق عينيَّ – ففركت عينيَّ وحدقت في الفيديو مرَّةً أخرى لئلا يفوتني شيء. وسرعان ما ظهر ابني مرَّةً أخرى، وكانت هذه المرَّة لقطة واضحة. كنت متأكدة من أنه كان ابني. فصحت: "آه، واو!" ثم صرخت: "ابني، ابني! لقد خرج من البلاد!" وبعد ذلك مباشرةً، ظهرت لقطة أخرى رأيت فيها ابني الأصغر. كنت مبتهجة للغاية لدرجة أنني وثبت من مقعدي. متى غادرا الصين؟ الله قدير حقًا! واصلت المشاهدة فرأيت زوجة ابني أيضًا. لقد غادروا جميعًا البلاد ولم أعد بحاجة للقلق بشأن سلامتهم فيما بعد. تأثرت بشدة لدرجة أن الدموع حجبت عني الرؤية، وكنت أشكر الله بهدوءٍ مرارًا وتكرارًا. كانت الأخوات أيضًا يُسبحن قدرة الله بابتهاج. لقد كان ولداي وزوجة ابني جميعًا مطلوبين من الحزب الشيوعي، لكنهم هربوا إلى الخارج على الرغم من ملاحقة الحزب – وقد كان هذا سلطان الله وقوته. كنت في السابق مهمومة دائمًا بسلامة أولادي، ولكن في ذلك اليوم رأيت أنه بصرف النظر عن مدى وحشية الشيطان، فإنه لا يزال تحت سيطرة الله. فلو لم يسمح الله بذلك لما استطاع الشيطان أن يمسك بنا. وإدراك هذا قوّى إيماني بالله.
في العام 2018، بعد 16 عامًا من الهروب، خاطرت ابنتي بالعودة إلى المنزل لمعرفة ما كان يحدث ونقلت خبرًا محزنًا وهو أن حفيدي البالغ من العمر 12 عامًا لم يستطع تحمُّل اضطهاد التنين العظيم الأحمر وانتحر. بعد هروب ابني الأكبر، كانت الشرطة على ما يبدو قد واصلت الذهاب إلى منزلي والمدرسة، وتعمل على تهديد حفيدي وترهيبه، محاولة إجباره على الكشف عن مكان والده قائلين إنهم سوف يضعونه في السجن لبقية حياته إذا لم يخبرهم. كان خائفًا، ولذلك بدأت تنتابه الكوابيس طوال الوقت. كما جعلت الشرطة معلميه يطالبون زملائه في الصف بنبذه والتنمر عليه. كان خائفًا من معلميه وزملائه، وكان أكثر خوفًا من رؤية الشرطة لا تدخر جهدًا في استجوابه وإذلاله. وبعد أربعة أعوام من الرعب في ظل تنمر الشرطة وترهيبها، لم يستطع حفيدي بالفعل تحمُّل ذلك في النهاية. شنق نفسه منتحرًا في المنزل. شعرت بطنين في رأسي عندما سمعت الخبر وكدت أفقد الوعي. لم أسترد وعيي لفترة من الوقت. الحزب الشيوعي، أي الشيطان القديم، لم يُفرق عائلتنا بأكملها فحسب، بل إنه كذلك لم يعتق حفيدي الصغير. كان يبلغ من العمر 12 عامًا فقط في عُمر ملؤه البهجة والنمو، لكنه دُفِعَ إلى الموت بسبب الحزب الشيوعي. امتلكني الحزن الشديد وامتلأت بالغضب من الحزب الشيوعي الشيطاني. عندما رأت ابنتي مقدار الألم الذي كنت أعاني منه، قرأت لي هذا المقطع من كلام الله: "في مجتمع مظلم مثل هذا، فيه الشياطين قساةٌ ومتوحشون، كيف يمكن لملك الشياطين، الذي يقتل الناس دون أن يطرف له جفن، أن يتسامح مع وجود إله جميل وطيب وأيضًا قدوس؟ كيف يمكنه أن يهتف ويبتهج بوصول الله؟ هؤلاء الأذناب! إنهم يقابلون اللطف بالكراهية، وقد بدأوا يعاملون الله كعدو منذ وقت طويل، ويسيئون إليه، إنهم وحشيون بصورة مفرطة، ولا يظهرون أدنى احترام لله، إنهم ينهبون ويسلبون، وليس لهم ضمير على الإطلاق، ويخالفون كل ما يمليه الضمير، ويغرون البريئين بالحماقة. الآباء الأقدمون؟ القادة الأحباء؟ كلّهم يعارضون الله! ترك تطفّلهم كل شيء تحت السماء في حالة من الظلمة والفوضى! الحرية الدينية؟ حقوق المواطنين المشروعة ومصالحهم؟ كلها حيلٌ للتستّر على الخطية! ... هذا هو الوقت المناسب: قد جمع الإنسان كلّ قواه منذ زمن بعيد، وكرّس كل جهوده ودفع الثمن كله من أجل هذا، ليمزّق وجه هذا الشيطان القبيح، ويسمح للناس الذين أصابهم العمى، والذين تحملوا جميعَ أنواع الآلام والمشقات، للنهوض من آلامهم وإدارة ظهورهم لهذا الشيطان القديم الشرير" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، العمل والدخول (8)). الحزب الشيوعي هو عدو الله – إنه شيطان يعارض الله ويبتلع الناس. إنه يحب الإمساك بجميع المؤمنين ومحو عمل الله تمامًا – وهو يتشوق إلى السيطرة على البشرية جميعها إلى الأبد. يعمل الله في الأيام الأخيرة لخلاص البشرية، ويحاول الحزب الشيوعي بجنون إيقاف ذلك وتعطيله. ويسعى ببؤس لمحو جميع المؤمنين تمامًا – فلن يترك حتى طفلًا يبلغ من العمر 12 عامًا. لقد اضطهدنا لدرجة أن عائلتنا لم تستطع العودة إلى المنزل ولدرجة أننا تفرقنا وأن حفيدي مات. الحزب الشيوعي شرير وحاقد للغاية ولا يهتم بحياة الإنسان. إنه أمير الشياطين الذي سوف يذبح الناس دون أن يطرف له جفن. إنني أكرهه من أعماق قلبي، وكلما اضطهدني بهذه الطريقة أصررت بالأكثر على اتباع الله وإذلال هذا الشيطان القديم.
لا يزال الحزب الشيوعي يلاحق عائلتنا إلى اليوم. بالنظر إلى 19 عامًا من الهروب، كان كلام الله يرشدني وينيرني ويمنحني الإيمان والقوة ويقودني إلى يومنا هذا. وبدون حماية الله وبدون كلام الله الذي يرشدني ويمنحني القوت، أخشى أنني ربما سأكون قد غادرت هذا العالم منذ فترة طويلة أنني سأكون قد مِتّ بالفعل أو أصبت بالجنون. كان الحزب الشيوعي يلاحقنا بجنون بجميع الطرق الممكنة لمجرد أننا مؤمنون بالله، مما جعلني غير قادرة على العودة إلى المنزل، وقد فرَّق عائلتي. الحزب الشيوعي خبيث للغاية - فهو شيطان يكره الله ومناهض لله. إنني أنبذه وأرفضه من أعماق قلبي! فأن أكون محظوظة بما يكفي للبقاء على قيد الحياة إلى يومنا هذا يرجع الفضل كله في ذلك إلى رعاية الله وحمايته. فالله وحده يحب الناس حقًا، والله وحده هو القادر بالفعل على خلاص الناس. رأيت مدى محبة الله، وبصرف النظر عن مدى الصعوبة والشدة التي قد تصل الأمور إليها، سوف أتبع الله إلى النهاية وأؤدي واجبي وأرد محبة الله! شكرًا لله!