66. قرار لا يمكن العدول عنه
عندما كان عمري 15 عامًا، توفي والدي بسبب مرض مفاجئ. ولم تستطع أمي تحمل تلك الصدمة وسقطت فريسة للمرض. ولم يأت أي من أقاربنا لمساعدتنا لأنهم كانوا يخشون الاضطرار لدفع الأموال لنا؛ فشعرت باليأس. لقد توفي والدي، وإذا حدث شيء لأمي، لم أعرف ماذا كنت سأفعل أنا وأختي. لاحقًا، وعظنا أحدهم بإنجيل الرب يسوع. وبفضل نعمة الرب، تحسنت أمي بعد أن حضرت اجتماعين فقط. هكذا آمنا بالرب. وعندما اكتشفت أنه قد صُلب ليُفدي البشرية، تأثرت بمحبة الله العظيمة. قال الرب يسوع لتلاميذه: "ٱتْبَعْنِي" (يوحنا 1: 43). "قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ" (يوحنا 16: 33). أراحتني هذه الكلمات كثيرًا. وشعرت بالإلهام خاصة عندما سمعت عن اختبارات المبشرين الغربيين الذين كرسوا حياتهم للرب، لذلك قررت أن أبذل نفسي من أجل الرب وأعظ بالإنجيل لعدد أكبر من الناس. في ذلك الوقت، شعرت بأنه لم يكن هناك أي معنى لأي مساعي دنيوية. وبدا أنه لا يوجد شيء ذو مغزى وجدير بالاهتمام سوى اتباع الرب، والعمل والوعظ من أجله، وجلب المزيد من الناس أمامه. وكثيرًا ما تطلعت إلى اليوم الذي أستطيع فيه مغادرة المنزل لأذهب لأعظ وأعمل من أجل الرب. عندما علمت أمي بهذا، وبختني قائلة: "كيف تكونين بهذا الغباء؟ لماذا تصلين من أجل ذلك؟ يجب أن تؤمني بالرب، لكن لا يمكنكِ التخلي عن دراستكِ! لقد التحقتِ للتو بالمدرسة الثانوية، يجب أن تركزي على عملكِ الأكاديمي. لن يحترمنا أقاربنا إن لم تنجحي". جعلني هذا أتردد. وقلت لنفسي: "إنها محقة. كل آمال عائلتي تقع على كاهلي. وإن تخليت عن دراستي لكي أعظ بالإنجيل، فسوف تتأذى أمي حقًّا. يكفي ما تجده من صعوبة من أجل إعالتنا، ولا يمكن أن أتسبب لها بالمزيد من الألم". لذلك دفنت بهدوء رغبتي في الوعظ والعمل من أجل الرب.
في يوليو من العام 2001، كنت قد خضعت للتو لامتحان القبول بالجامعة عندما التقيت ببعض الإخوة والأخوات الذين كانوا ينشرون إنجيل الملكوت. وبقراءة كلمات الله القدير، قررت أنا وأختي أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. غمرتني السعادة. لقد عاد أخيرًا الرب الذي لطالما انتظرته، وكان الله يُظهر لي حقًّا نعمة هائلة من خلال السماح لي بسماع صوته بأذنيَّ وقبول إرشاده الشخصي وخلاصه. عندما كنت أقرأ الكتاب المقدس، كنت أغبط تلاميذ الرب لأنهم استطاعوا الاستماع إلى تعاليمه طوال الوقت. ولم أتخيل قطُّ أنني سيحالفني الحظ مثلهم. لكن كان الكثير من الناس الذين يتوقون إلى ظهور الرب ما زالوا لا يعرفون أنه قد عاد. عندما سمعت الأخبار الرائعة قبلهم، أدركت أنه كان يجب عليَّ الإسراع بنشر إنجيل الملكوت. فقلت لنفسي: "سيكون من الرائع ألا ألتحق بالجامعة. وعندئذ سيكون لديَّ السبب المثالي لأخبر أمي بأنني سأنطلق للوعظ بالإنجيل".
بعد أكثر من أسبوع، كان أستاذي يشعر بالسعادة وهو يخبرني بأنني التحقت بكلية جيدة. وأشاد بي زملائي في الفصل، وقالوا: "لقد قبلوا عشرة أشخاص فقط من مقاطعتنا من بين آلاف من المتقدمين. لقد أحسنتِ عملًا بالالتحاق بتلك الكلية". وبدت أمي سعيدة جدًّا عندما سمعت ذلك، لكنني شعرت بالفزع. كنت على يقين من أنها لن تسمح لي بالتخلي عن دراستي لنشر الإنجيل. وعندما علم أقاربنا أنني التحقت بالجامعة، جاءوا جميعًا لتهنئتي. وعندما رأيت أمي تتحدث معهم بسعادة، عرفت أن أقاربنا زادوا من احترامهم لها لأنني التحقت بالجامعة، وأنها كانت فخورة جدًّا بي. وإن اخترت عدم الذهاب إلى الكلية، فستتحطم أمي قطعًا وسيزدري جميع أقاربنا أسرتنا مرة أخرى، كما فعلوا من قبل. وعندما تذكرت كيف كانت والدتي تشكو كثيرًا من الطريقة التي اعتاد أقاربنا ازدراءنا بها، قلت لنفسي: "كانت تربيتنا صعبة جدًّا على أمي. إن لم أفعل ما تريد، ألن أخذلها حقًّا؟". وهكذا، شعرت بأنه لم يكن لديَّ خيار: يجب أن أذهب إلى الكلية. وعندما بدأت الدراسة الجامعية، اكتشفت أن هناك فجوة كبيرة بين الطلاب الفقراء والأثرياء. فأبناء العائلات الثرية يزدرون الطلاب الفقراء ويلقون عليهم الأوامر. وكان زملائي في الصف يخدعون ويستغلون بعضهم بعضًا فحسب، ولم يكن هناك أي شخص يمكنني التحدث إليه بصدق وأثق به. شعرت بالاشمئزاز من كل هذا، وبدأت أفتقد حياة الكنيسة والإخوة والأخوات بشكل أكبر. ورغبت بشدة في ترك الكلية والعودة إليهم.
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الكفاح من أجل اجتياز الحياة الجامعية، حان وقت العطلة الشتوية، وتمكنت من العودة إلى حياة الكنيسة مرة أخرى. شعرت بسعادة غامرة، وحزمت أمري بأن أخبر والدتي بأنني سأترك الدراسة مهما حدث.
وفي اليوم الأول لعودتي للمنزل، استمعت إلى ترنيمة من كلمات الله بعنوان: "المحبة الصافية بلا شائبة".
1 "المحبة"، كما تُدعى، تشير إلى عاطفة نقية وبلا لوم، حيث تستخدم قلبك لتحب، ولتشعر، ولتكون مراعيًا للآخرين. لا توجد شروط في المحبة، ولا توجد حواجز، ولا مسافات. في المحبة لا يوجد شك، ولا خداع، ولا مكر. في المحبة لا توجد متاجرة ولا شيء غير نقي. إن أحببت، فحينها لن تخدع، أو تتذمَّر، أو تخون، أو تتمرَّد، أو تغتصب، أو تسعى إلى أن تربح شيئًا ما أو أن تربح مبلغ مُعيَّن.
2 "المحبة"، كما تُدعى، تشير إلى عاطفة نقية وبلا لوم، حيث تستخدم قلبك لتحب، ولتشعر، ولتكون مراعيًا للآخرين. لا توجد شروط في المحبة، ولا توجد حواجز، ولا مسافات. في المحبة لا يوجد شك، ولا خداع، ولا مكر. في المحبة لا توجد متاجرة ولا شيء غير نقي. إن أحببت فسوف تُضحّي بسرور وتتحمَّل المشقَّة، وسوف تصير منسجمًا معي. سوف تتنازل عن كل ما يخصَّك لأجلي، تتنازل عائلتك، ومستقبلك، وشبابك، وزواجك. وفيما عدا ذلك لن تكون محبتك محبة على الإطلاق، بل ستكون بالأحرى خداعًا وخيانةً!
– اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة
أثرت فيَّ كلمات الله بشدة وألهمتني، لكنني شعرت أيضًا بالندم والذنب. لقد اتخذت قرارًا بأن أمضي حياتي كلها في اتباع الله، والسعي لمعرفته ومحبته. في الحب، ليس هناك غش ولا خيانة. إن كنت تحبه حقًّا، فستكرس نفسك له وتتخلى عن كل شيء من أجله. لكن حبي له كان مجرد كلام فقط. وعندما تعلق الأمر بشيء حقيقي، لم أفكر سوى في أسرتي وعلاقاتي العاطفية بأمي. أين كان الحب في ذلك؟ لقد كنت أخدع الله وأخونه فحسب. وعندئذ قرأت مقطعًا من كلمات الله: "لكل من يطمح لأن يحب الله، لا توجد حقائق لا يمكن الحصول عليها، ولا عدالة لا يستطيعون الثبات من أجلها. كيف يجب أن تعيش حياتك؟ كيف يجب أن تحب الله، وتستخدم هذا الحب لإرضاء رغبته؟ لا يوجد شيء أعظم من هذا في حياتك. بادِئ ذِي بَدْءٍ، يجب أن يكون لديك مثل هذه التطلعات والمثابرة، ويجب ألا تكون مثل أولئك الضعفاء الواهنين. يجب أن تتعلم كيف تختبر حياة ذات معنى، وأن تختبر حقائق ذات مغزى، وألا تعامل نفسك بسطحية على هذا النحو. دون أن تدرك ذلك، فسوف تمرّ حياتك منك دون أن تدري؛ ولكن هل بعد ذلك ستتاح لك فرصة أخرى لكي تحب الله؟ هل يمكن للإنسان أن يحب الله بعد موته؟ يجب أن يكون لديك نفس تطلعات بطرس وضميره؛ يجب أن تكون حياتك ذات مغزى، ويجب ألا تعبث بنفسك! يجب عليك كإنسان وكشخص يطلب الله أن تكون قادرًا على التفكير مليًّا في كيفية تعاملك مع حياتك، وكيف ينبغي عليك تقديم نفسك لله، وكيف ينبغي أن تقتني إيمانًا أكثر معنى بالله، وكيف ينبغي، طالما أنك تحبه، أن تحبه بطريقة أكثر نقاءً، وأكثر جمالًا، وأكثر صلاحًا" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). شعرت بآمال الله للإنسان من خلال كلماته. من النادر جدًّا مقابلة الله ولو مرة واحدة في حياتنا. قبل ألفي عام، التقى به تلاميذ الرب يسوع، والآن، بعد ألفي عام، يعرض الله عليَّ فرصة تأتي مرة واحدة في العمر لأتبعه، وأسعى لمعرفته، وأحبه. إن واصلت السير في الطريق الدنيوي للشيطان لأنني لم أستطع التغلب على علاقاتي العاطفية بأمي وكنت أخشى إيذاءها، ألم أكن أضيع وقتي؟ تذكرت بطرس. لقد أراده والداه أيضًا أن يصبح مسؤولًا لكنه لم يتقيد بعلاقاته العاطفية بهم. واختار اتباع الله والسعي لمحبته، وفي النهاية كمَّله الرب. علمت أنه كان يجب عليَّ أن أقتدي ببطرس وأسعى لمعرفة الله ومحبته. هذه هي الحياة الأكثر مغزى. بعد ذلك، لم أعد أشعر بأني مقيدة بسبب علاقاتي العاطفية بأمي.
في اليوم السابق على بدء الدراسة مرة أخرى، أخبرت أمي بجدية شديدة: "لا أريد العودة إلى الكلية". عندما سمعتْ هذا، وبختني على الفور قائلة: "أعلم أنكِ تريدين التخلي عن الدراسة والإيمان بالله بدلًا من ذلك، لكن لا يمكنكِ ذلك، فانسي هذه الفكرة فحسب". قلت: "لقد خلقنا الله جميعًا. يجب أن نعبده. هذا هو ما قدَّرته السماء. ويعلمنا الكتاب المقدس أيضًا: "لَا تُحِبُّوا ٱلْعَالَمَ وَلَا ٱلْأَشْيَاءَ ٱلَّتِي فِي ٱلْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ ٱلْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ ٱلْآبِ" (1 يوحنا 2: 15). يجب علينا نحن المؤمنين بالله ألا نسلك مسارًا علمانيًّا في السعي للآمال الدنيوية. هذه ليست مشيئة الله. أريد أن أتبع الله وأقوم بواجبي". عندئذ قالت أمي: "لسنا مثل الأُسر الأخرى. فقد مات والدك صغيرًا، وليس لدينا مال، وأقاربنا يزدروننا. ما الذي كنت أعاني وأرهق نفسي من أجله طوال هذه السنوات؟ لقد فعلت ذلك حتى تتمكني من الذهاب إلى الجامعة، وتصبحي ناجحة، وتحظي بحياة هانئة! لقد كان الأمر صعبًا جدًّا. لقد كدتِ تقتربين من خط النهاية لكنك تريدين الخروج من السباق. كيف تؤذينني هكذا؟" بدأت أضعف عندما قالت ذلك. قلت لنفسي: "إنها محقة. إن أكملت دراستي الجامعية وحصلت على وظيفة جيدة، فعندئذ ستحصل أسرتنا على المال، ولن يزدري أقاربنا أمي بعد الآن". لكنني عندئذ فكرت: "قد نعيش حياة مادية جيدة ويحترمنا الآخرون، ولكن ما أهمية ذلك؟ عندما ينتهي عمل الله، سيُدمر عالم الشيطان هذا. ولن يبقى إلا ملكوت المسيح فقط، وستزول كل الملذات والأباطيل في لمح البصر". لذلك قلت لأمي: "نحن مجرد غرباء هنا على الأرض. وبصرف النظر عما بذلناه من جهد في عملنا، أو مدى جودة معيشتنا، عندما ينتهي عمل الله للخلاص، ستواجه البشرية الكوارث العظيمة وستُدمر حياتنا "الجيدة" هذه. ومهما كان مقدار ما لدينا من مال، لن نستطيع الاستمتاع به. قال الرب يسوع، "لِأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلْإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلْإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟" (متى 16: 26). قاطعتني أمي قائلة: "أنا لا أعترض على إيمانكِ بالله. فقط لا تكوني جادة حيال ذلك. يجب أن تؤمني بالله، لكن لا تتخلي عن العالم تمامًا، وإلا فكيف ستحظين بحياة سعيدة؟ كيف كان من الممكن أن أربيكما دون كسب المال؟". عندما قالت هذا، أدركت أن إيمانها بالرب كان مجرد كلمات فحسب. كانت على طرفي النقيض: أرادت أن تؤمن بالله وتنال البركات، ولكنها أرادت الدنيا أيضًا. كل ما كان يمكنني فعله هو محاولة إقناعها؛ فقلت: "بدون بركة الله، لا يستطيع الناس أن يصبحوا أثرياء، مهما كان اجتهادهم في العمل. يقدر الله مقدار الثروة التي نمتلكها في حياتنا، وبدون الحق، يصبح أي قدر من الثروة بلا معنى". فلم تستمع إليَّ وصممت على معارضة رغباتي. ثم اتصلت بأقاربي وطلبت منهم المجيء والتحدث معي عن الأمر. شعرت بالانزعاج حقًّا عندما أدركت أن أمي لن تتزحزح عن موقفها. لم يكن لديَّ أي فكرة عما سيحدث بعد ذلك، فأسرعت لأتلو صلاة صامتة لله، وأطلب منه أن يحرسني حتى أتمكن من الاستمرار في الثبات على موقفي.
في وقت قصير جدًّا، جاء جميع أقاربي. وبمجرد أن وصل عمي، قال بغضب: "ما كل هذا عن الله؟ أنتِ صغيرة جدًّا على الإيمان بالخرافات". وقالت عمتي: "والدتك تريد الأفضل لكِ فحسب". لقد اتحدوا جميعًا، ووبخوني واحدًا تلو الآخر. علمت أنهم كانوا ملحدين وأنهم لن يستمعوا لي مهما قلت. وإن صرحت برأيي، فإنهم سيقولون المزيد من الكلمات التجديفية والمعارضة لله، لذا لم أقل شيئًا. لم أتوقع أن يقول عمي لأمي فجأة بهذه الطريقة الشرسة: "إنها تؤمن بالله لأنها تخشى الموت في الكوارث، لذا دعيها تموت قبل الكوارث. اتصلي بالشرطة ودعيهم يضربونها بالهراوات الكهربائية، وانظري ما إذا كانت لا تزال تؤمن وقتها!". لم أعتقد قطُّ أن عمي قد يقول مثل هذا الشيء الفظيع. فقلت لنفسي: "أهذا قريبي أم شيطان؟"، وفوجئت عندما صرخت أمي قائلة: "إنها بحاجة إلى التأديب، إنها متمردة جدًّا!". انفطر قلبي عندما رأيتها توافقهم الرأي وتحاول إجباري على التخلي عن إيماني. ثم تحدث ابن عمي قائلًا: "إن توقفتِ عن الإيمان وركزتِ على الالتحاق بالجامعة، فسنقوم جميعًا بدعمكِ. فسوف نساعدكِ في رعاية والدتكِ ونساعد أختكِ في العثور على وظيفة جيدة. لكن إن استمررتِ في إيمانكِ، فسنقطع كل الروابط مع أسرتكِ، ومن ذلك الحين فصاعدًا، مهما كانت الصعوبات التي تواجهينها، لن نساعد أيًّا منكم. لن نكون عائلة بعد الآن. فكري جيدًا". كنت على يقين من أنه يريد فقط أن يجعلني أتوقف عن اتباع المسيح. لم يساعدنا أحد منهم أثناء دراستي في المدرسة الثانوية لمدة ثلاث سنوات! والآن عندما أردت اتباع الله والسير في المسار الصحيح، جاءوا جميعًا لإيقافي، قائلين أشياء "لطيفة" لتضليلي. لقد كانت خطة الشيطان، ولم يكن من الممكن أن أقع فيها. ولكن بعد ذلك قلت لنفسي: "إن لم أعد إلى الكلية حقًّا، فسوف تتأذى أمي بشدة. لقد عانت بما فيه الكفاية خلال السنوات الماضية. كيف سأسامح نفسي إن سببت لها المزيد من الألم؟" عندما فكرت في هذا، سارعت إلى تلاوة صلاة صامتة لله: "إلهي العزيز، أعلم أن اتباعك والسعي للحق هو المسار الصحيح، لكنني أشعر بالتضارب عندما أفكر في أمي. أنا لا أعرف ما يجب القيام به. أرجوك امنحني الاستنارة وساعدني". بعد ذلك، تذكرت كلمات الله القدير التي تقول: "هذا لأنني كنت أؤمن دائمًا أن القدر الذي يجب أن يعانيه الفرد من المعاناة والمسافة التي يجب أن يقطعها في الطريق قد رسمهما الله، وأنه لا يمكن لأحد حقيقةً أن يساعد أي شخص آخر في هذا" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الطريق... (6)]. فهمت فجأة. وقلت لنفسي: "نعم. يقدر الله مقدار معاناة كل شخص. إنه ليس شيئًا يستطيع أي شخص أن يقرره، ولا يمكنني التقليل من معاناة أمي أو إيقاف معاناتها عن طريق جني الكثير من المال وتسليمه لها فحسب. السبب الرئيسي لألمنا هو فساد الشيطان وجميع السموم الشيطانية والرغبات الوحشية الموجودة بداخلنا. وإذا كان الناس لا يعبدون الله ولا يقبلون دينونته لكي يتطهروا، فلن يتحرروا مطلقًا من الألم. لكن عندما يؤمن الناس بالله ويسعون للحق، فحتى لو عانوا بعض الألم الجسدي، إن استطاعوا فهم الحق، وبذل أنفسهم من أجل الله، والشهادة لله، والعثور على السلام والبهجة، وتجنب أن يُخدعوا ويُفسدوا على يد الشيطان، وربح الحرية والتحرر، فسينعمون بأسعد حياة. لقد اعتدت الاعتقاد بأن الدراسة الجادة، وكسب الكثير من المال، ونيل احترام الآخرين من شأنه أن يخفف من معاناة أمي. لكن كان هذا محض سخافة. لقد كدت أن أقع في فخ الشيطان". مع هذه الأفكار، قويت عزيمتي. ومهما قالوا من تجديف وافتراء، لم يكن لهذا أي تأثير عليَّ. عندما رأت أمي أنني ألتزم الصمت، غضبت بشدة. فدفعتني وألقت بي على سريري. صُدمت عندما فعلت هذا بي. وشعرت بالضيق حقًّا ولم يسعني سوى البدء في البكاء. ظللت أصلي لله بصمت، وأطلب منه أن يحفظني، حتى أتمكن من الثبات على شهادتي في ظل هذه الظروف ولا أستسلم لعائلتي. وتذكرت ما يقوله الله القدير: "ينبغي أن تكون لديهم مثابرة للاستمرار في طريق الحق الذي اختاروه الآن – حتى يحققوا رغبتهم في بذل حياتهم بالكامل لأجلي. لا ينبغي أن يكونوا بلا حق، ولا ينبغي أن يكنّوا في صدورهم الرياء والإثم، بل يجب أن يثبتوا في الموقف السليم. لا ينبغي أن ينجرفوا بعيدًا بل يجب أن تكون لديهم روح الإقدام للتضحية والنضال من أجل العدل والحق. ينبغي أن يكون لدى الشباب الشجاعة لكيلا يخضعوا لقمع قوات الظلمة وليغيروا مسار أهمية وجودهم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلمات للشباب والشيوخ). منحتني كلمات الله الإيمان والقوة والثقة اللازمة لألتزم بالمسار الذي اخترته.
بعد ذلك، توقفت أمي عن الذهاب إلى العمل ومكثت في المنزل لتراقبني أنا وأختي مثل الصقر. وبحثت في أشيائي عن كتبي التي تحتوي على كلمات الله وأشرطة الترانيم وقالت بغضب: "من الآن فصاعدًا، غير مسموح لأي منكما بالذهاب إلى الاجتماعات. سأبقى في المنزل لأراقبكما، وسأتبعكما أينما ذهبتما. وسأعثر على مكان اجتماعاتكما". شعرت بأنني رهن الإقامة الجبرية. فلم أستطع قراءة كلمات الله ولم أجرؤ على التحدث مع أختي عن إيماننا، ناهيك عن عيش حياة الكنيسة. كان الأمر محزنًا جدًّا. ظللت أصلي لله، وأطلب منه أن يرينا مخرجًا. بعد بضعة أيام في منتصف النهار، كانت والدتي في الحمام، لذلك انتهزت الفرصة لأركض إلى منزل الأخت تانغ هوي، التي كانت قائدة كنيستنا. وأخبرتها بما حدث وأفكاري عن الأمر. قلت: "اتباع الله هو مسار النور والخلاص. أريد أن أقوم بواجبي في الكنيسة، لكن والدتي تحاول أن تقيدني وتوقفني. الآن لا نستطيع أنا وأختي حضور الاجتماعات بشكل طبيعي. أشعر بالضيق الشديد. لماذا تستمر كل هذه الأشياء في الحدوث لنا؟". عندئذ أقامت تانغ هوي شركة بصبر قائلة: "عندما يواجه الشخص ضغوطًا من أفراد عائلته، فإن هذا في الواقع إزعاج وتلاعب من الشيطان. إننا نريد أن نبذل أنفسنا من أجل الله، لكن الشيطان يستخدم أفراد عائلتنا لإيقافنا واستغلال مواطن ضعفنا لمهاجمتنا حتى نخون الله ونخسر فرصتنا في الخلاص. يجب أن نتَّكل على الله لنكتشف مكائد الشيطان". ثم قرأت لي مقطعًا من كلمات الله: "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ. ... عندما يتصارع الله والشيطان في العالم الروحي، كيف عليك إرضاء الله والثبات في شهادتك؟ يجب عليك أن تعرف أن كل ما يحدث لك هو تجربة عظيمة، وأن تعرف الوقت الذي يريدك الله فيه أن تشهد له" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). أظهرت لي هذه الكلمات أنني إن أردت أن أتبع المسيح في هذا العالم المظلم والشرير، فلن يكون الأمر سهلًا. سيكون مليئًا بالمعارك الروحية والخيارات الصعبة. إن عمل دينونة الله القدير في الأيام الأخيرة هو المرحلة النهائية والأكثر أهمية في عمله لتطهير الإنسان وخلاصه. يأمل الله أن يربح الجميع الحق والحياة منه، وأن نحصل جميعًا على الخلاص وننجو. لكنه لا يجبر الناس، إنه يتركنا نختار بأنفسنا. لقد ضلل الشيطان أمي وخدعها، لذلك لم تستطع أن ترى مدى سخافة السعي للهيبة والمكانة، واستمرت في إجباري على الذهاب إلى الكلية، من أجل الدراسة والنجاح. لكنني لم أستطع اتباعها في اختيار المسار الخطأ. واصلت تانغ هوي الشركة، قائلة: "أنتِ ترين كم هو سخيف أن تسعي للمعرفة والأهداف المستقبلية، لقد أقسمتِ على بذل نفسكِ في سبيل الله، واخترتِ مسار السعي للحق. هذا يُرضي الله. لكن ما تختارينه لمساركِ في الحياة متروك لك، ويجب أن تصلي وتزيدي من السعي في هذا الشأن". قلت لنفسي: "رغم أنني أقسمت على اتباع المسيح، فإن أمي تراقبني الآن مثل الصقر، وتقول إنها ستكتشف أين نعقد الاجتماعات. وإن أصررتُ على عدم العودة إلى الكلية، فإنها ستسبب بالتأكيد مشكلة للإخوة والأخوات". وهكذا، وعدت أمي بأنني سأعود إلى الكلية.
عندما وصلت إلى الكلية، تقدمت بطلب لتأجيل دراستي. فوافقت الكلية على طلبي، لكنني كنت لا أزال بحاجة إلى موافقة ولي أمري. وعندما اكتشفت أمي ذلك، عارضت بشدة. فبكت وتحسرت على معاناتها، ومدى صعوبة تربيتي أنا وأختي، ولم تسمح لي بتأجيل دراستي. أزعجتني حقًّا رؤيتها بهذه الطريقة، وقلت لنفسي: "لقد كافحت أمي حقًّا لتربيتنا ولم أعوضها عن ذلك. وإن لم أفعل ما تريد، ألن أكون بذلك أخذلها حقًّا؟"، فهرعت إلى الصلاة لله قائلة: "إلهي العزيز، ما الذي يجب عليَّ فعله؟ أرجوك امنحني الاستنارة وساعدني". وعندئذ تمامًا، خطر ببالي مقطع من كلمات الله: "عندما يأتي دفء الربيع وتتفتح الزهور، وعندما يكتسي كل ما تحت السماء باللون الأخضر ويوجد كل ما على الأرض في موضعه، فستدخل جميع الناس والأشياء تدريجيًا في توبيخ الله، وسينتهي في ذلك الوقت كل عمل الله على الأرض. لن يعمل الله بعد الآن على الأرض أو يعيش فيها، لأن عمل الله العظيم سيكون قد تحقق. هل لا يقدر الناس على تنحية جسدهم جانبًا لهذا الوقت القصير؟ ما الأمور التي يمكنها أن تحدث شقًا في الحب بين الإنسان والله؟ مَنْ يستطيع أن يمزق أواصر الحب بين الإنسان والله؟ هل الوالدان أم الأزواج أم الأخوات أم الزوجات أم التنقية المؤلمة؟ هل يمكن لمشاعر الضمير أن تمحي صورة الله داخل الإنسان؟ هل مديونية الناس وأفعالهم تجاه بعضهم بعضًا هي عملهم؟ هل يمكن لإنسان أن يعالجهم؟ مَنْ يقدر على حماية نفسه؟ هل الناس قادرون على إعالة أنفسهم؟ مَنْ هم الأقوياء في الحياة؟ مَنْ يستطيع أن يتركني ويعيش بمفرده؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تفسيرات أسرار "كلمات الله إلى الكون بأسره"، الفصلان الرابع والعشرون والخامس والعشرون). أظهرت لي كلمات الله أن كل شخص يعيش تحت سيادة الله وترتيبه. بدا الأمر وكأنه رغم أن أمي ربتني لكن حياتنا في الحقيقة تأتي من الله. إنه الله هو مَن يرزقنا ويربينا. عندما يقوم الآباء بتربية أطفالهم، فإنهم يؤدون مسؤولية والتزامًا إنسانيًّا فحسب - لا أحد يدين بشيء لأحد. لقد وفَّر الله كل ما أحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة ورتب كل أنواع الناس والأحداث والأشياء لتقودني إليه خطوة بخطوة وأقبل خلاصه. إن محبة الله عظيمة جدًّا. لقد استمتعت بالكثير جدًّا من رعاية الله وحمايته ودعمه، لكنني لم أعوضه مطلقًا. وعندما ألمَّت بي بعض الصعوبات، أصبح الوعد الذي قطعته لله مجرد كذبة. إنه الله الخالق الذي أدين له حقًّا. وعندما فكرت في مدى قِصَر عمل الله الحالي على الأرض، مثلما كان عمل الرب يسوع، عرفت أنه كان يجب أن أعتز بهذه الفرصة النادرة لأقوم بواجبي ككائن مخلوق وأكافئه محبته. لكن عندما قررت أن أتبع المسيح، تغيرت الأمور بشكل غير متوقع. سمعت أمي أنه إن فاتني الكثير من الفصول الدراسية، فسوف أُطرد، وكانت تخشى ألا أتمكن من الذهاب إلى الكلية بعد الآن، لذلك سمحت لي بتأجيل دراستي والعودة إلى المنزل. عندما وصلت إلى المنزل، حذرتني قائلة: "لم يعد مسموحًا لك بأن تؤمني بالله. يجب أن تحسني التصرف، وتعثري على وظيفة في مكان قريب، وتعملي لمدة عام، وبعد ذلك ستعودين طواعية إلى الكلية". فوعدتها بأنني سأفعل ذلك، لكنني قلت لنفسي: "لقد قدَّر لي الله أن أتبع المسيح الآن، وهذا هو خياري. لن أتخلى عنه بسهولة".
لذلك، عثرت على وظيفة، وذهبت إلى كل من العمل واجتماعات الكنيسة، ووعظت بالإنجيل مع الإخوة والأخوات الآخرين في وقت فراغي. وفهمت تدريجيًّا، من خلال ممارسة كلمات الله واختبارها، بعض الحقائق وأدركت أن السعي للحق هو الحياة الأكثر مغزى، وربحت المزيد من الإيمان لأتبع الله. وسرعان ما مر الوقت، وحان وقت العودة إلى الدراسة وكان عليَّ أن أتخذ قراري النهائي: اخترت الإيمان بالله! عندما عدت للمنزل في ذلك اليوم، وجدت أمي تحزم أغراضها. واكتشفت أن أحد الجيران عرَّف أمي على رجل وأنها كانت على وشك الزواج منه. فوجئت حقًّا وشعرت بالأذى، وسألتها عما إذا كانت لا تريدنا بعد الآن. قالت: "ليست المشكلة أنني لا أريدكِ، بل لأنكِ مصممة على الإيمان بالله ولا يمكنني الاعتماد عليكِ بعد الآن. سأمنحكِ فرصة أخيرة. هذا رقم هاتف خطيبي. إن عدتِ إلى الدراسة، فاتصلي بهذا الرقم عندما تعودين إلى المنزل لقضاء العطلات وسنأتي إليكِ. ولكن إن أصررتِ أنتِ وأختك على البقاء على إيمانكما، فلن أكون موجودة لمساعدتكما بعد الآن". قبل أن أزيد من التفكير في الأمر، أخذتنا أمي إلى الحافلة المتجهة إلى الكلية. وفي الطريق، فكرت كثيرًا. ففي يوم واحد فقط، أصبحت أنا وأختي بلا مأوى ولم يعد لدينا أي شخص نعتمد عليه. كان الأمر محزنًا حقًّا. قالت أختي بيأس: "لم تعد أمي تريدنا بعد الآن. ماذا سنفعل إن لم تعودي إلى الدراسة؟". قطعت كلمات أختي نياط قلبي. وقلت لنفسي: "نعم، الآن هجرنا أقاربنا، وأمي ستتزوج من شخص آخر. كيف سنعيش إن استمررت على إيماني بالله؟ أين يجب أن نذهب؟ ماذا يجب أن أفعل بحق؟". شعرت حقًّا بالألم والضعف، فصليت لله. وقلت: "إلهي العزيز، لا أستطيع حقًّا التغلب على هذا. إني أريد إرضاءك، لكنني أفتقد تمامًا الإيمان والقوة اللازمين للمضي قدمًا. أعلم أنك فعلت الكثير جدًّا من أجلي، لكنني ضعيفة جدًّا. إنني لا أستحق خلاصك". عندئذ تمامًا، طرأ على ذهني بوضوح شديد مقطع من كلمات الله: "عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ ... لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة). كان هذا صحيحًا. سينتهي عمل الله قريبًا وكنت قد رأيت الطريق الحق. وإن اخترت إشباع رغبات الجسد لأنني لم أستطع تحمل المعاناة، فعند انتهاء عمل الله سأكون قد فوتُّ هذه الفرصة التي تحدث مرة واحدة في العمر لربح الحق، وسأندم عليها بالتأكيد. فكرت في العام الماضي الذي قضيته في أداء واجبي في الكنيسة. فبعد أن رُويتُ وتغذيت من كلمات الله، فهمت بعض الحقائق واكتسبت تدريجيًّا نظرة ثاقبة حول أشياء كثيرة في العالم. لقد أدركت أن كلمات الله القدير هي وحدها القادرة على تطهير الناس وتخليصهم، وأن اتباع المسيح هو مسار النور والخلاص. لم تستمر حيرتي طويلًا. لقد جاءت حياتي من الله الذي منحني كل شيء. والقيام بواجبي ككائن مخلوق أمر قدَّرته السماء وأقرَّته الأرض. ولم تدعم أمي إيماني وأرادت مني السعي للمعرفة وأن أصبح ناجحة. وإن فعلت ما أرادته واخترت المسار الخطأ، لأفسدني الشيطان أكثر وأكثر، ولانتهى بي المطاف بالتعرض للعقاب والهلاك. لا تستطيع المعرفة أن تحررني من تصرفاتي الفاسدة أو تطهرني وتغيرني. وحده الله يستطيع أن يخلصنا. وإن كانت عائلتي لا تريدني، فلا يزال لديَّ الله. عندما تذكرت كل ما حدث، أدركت أنه كلما شعرت بالسلبية والضعف، كانت كلمات الله هي التي تدعمني وتساعدني وتمدني بالقوة. عندما كنت على وشك الابتعاد عن الله في أكثر لحظاتي إيلامًا وضعفًا، كانت كلماته تحرك قلبي. في هذا العالم، فقط محبة الله لي هي المحبة الحقيقية! عندما فكرت في هذا، عاد إيماني. فمسحت دموعي وأخبرت أختي: "الله هو الواحد الذي يمكننا الاتِّكال عليه. يجب أن نؤمن بأنه سيرشدنا. هيا بنا نعد إلى الإخوة والأخوات".
في اليوم التالي، عدنا بالحافلة إلى المنزل وبدأنا بعد ذلك تأدية واجباتنا. الشكر لله! لقد قادتني كلمات الله للتغلب على الضعف الجسدي واختيار هذا المسار المشرق والصحيح في الحياة.