87. أخيرًا وجدت الطريق إلى التطهير
ولِدتُ في عائلة كاثوليكية، وفي الثالثة عشرة من عمري بدأت دراسة كتاب التعليم الديني (الكاتيكزم) وجرى تعميدي، وانتسبت رسميًا إلى الكاثوليكية. بعد ذلك، قررت أن أصبح قسًا لأخدم الله. وذهبت إلى دير حين كان عمري 22 عامًا، حيث درست اللاهوت والكتب المقدسة، وتلقيت بعض الدورات الأخرى. لكن مرت فترة من الزمن، وظللت لا أشعر أني أقرب إلى الله، واستمرت رغبتي في الزواج وتكوين أسرة في الظهور. ورغم أني ظللت أصلي، لم أستطع كبح هذه الرغبة. كنت قد أقسمت أمام الله على العفة لأتمكن من دخول ملكوت السماء، لكني أردت أن أتخلى عن ذلك الالتزام. ألم أكن أخطئ وأكذب على الله؟ كيف لي أن أدخل إلى ملكوت الله؟ لقد مكثت في الدير 10 أعوام. وعقب تخرجي، ذهبت إلى دير في إندونيسيا لمدة عام آخر، لكن أفكارًا ملوثة ظلت تخالجني بين الحين والآخر. كنت محبطًا بحق. وبعد أن أنهيت دراستي، قررت أن أصبح أبرشيًا عاديًا. عدت إلى موطني وتزوجت. لكنني، في الحياة اليومية، كثيرًا ما كنت أجادل زوجتي بخصوص أمور منزلية تافهة، ولم أكن صبورًا للغاية. كنت أكذب في بعض الأحيان لأحمي مصالحي. وكثيرًا ما كنت أقف أمام الله لأعترف بتلك الأمور وأتوب عنها، لكنني بعد ذلك كنت أستمر في فعلها. كنت أرغب في إصلاح علاقتي مع الله بالذهاب إلى القداس وتلاوة الصلوات أكثر، لكن ذلك لم يحل مشاكلي.
ثم أتيت إلى الولايات المتحدة في عام 2014. وقابلت لي وليو، وهما اثنان من الأبرشيين في القداس. وكلما سنحت لي فرصة، كنت أناقش معهما مسائل الإيمان. أذكر ذات مرة حين كنا نتشارك نصًا مقدسًا، قال ليو إنه يعرف شماسًا متدينًا كان متبحرًا في الكتاب المقدس، وكان يؤمن بالبرق الشرقي. وقال إن اثنين آخرين من أعضاء الكنيسة المتحمسين انضما إليها أيضًا. وقد تساءل عن ماهية كنيسة البرق الشرقي، وعن سبب انضمام كثير من المؤمنين المتعطشين إليها. كنت أيضًا متحيرًا تجاه ذلك؛ إذ كنت أعرف أيضًا شماسًا متدينًا كان قد انضم إلى البرق الشرقي. لم أكن أعرف ما تعظ البرق الشرقي به أو لماذا جذبت الكثير من المؤمنين الأتقياء. أيمكن أن تكون ملهمة من الروح القدس؟ وجدت أن عليّ أن أتحقق من ذلك، وأرى ما كان مميزًا للغاية بشأن ما وعظت به تلك الكنيسة. تساءلت عما إذا كان في وسعها أن تعينني على عباداتي وعلى معرفة الله. بعد هذا التفكير، أخبرت لي وليو أني أريد الذهاب للتحقق من كنيسة الله القدير. وقد وافقا على الذهاب معي.
حين ذهبنا، أطلعتنا إحدى الأخوات على فيديو، بعنوان "نشأة كنيسة الله القدير وتطورها". أدركت من ذلك أن الرب يسوع قد عاد، تمامًا كما كنت آمل منذ وقت طويل. إنه الله القدير المتجسد، الذي يعبر عن الحق ليقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. لذلك فإن الناس الذين يحبون الحق ويتوقون إلى ظهور الله، من كافة الطوائف، يقرؤون كلام الله القدير، ويرون أنه الحق وأنه صوت الله، ويقبلون الله القدير. كذلك فإن إنجيل الله القدير قد انتشر من الصين شرقًا إلى العديد من البلدان الغربية، محققًا نبوءة الرب يسوع: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). لقد فوجئت بحق بأن النبوءة تتحقق على هذا النحو. كنت أقرأها طوال تلك السنوات دون أن أفهمها. ثم شغَّل أحد الإخوة فيلم الإنجيل "الكتاب المقدس والله". لقد حرك هذا الفيلم مشاعري على نحو أكثر عمقًا، وعرفت أن هناك قدرًا كبيرًا من الأسرار في الكتاب المقدس. كنت قد قرأت الكثير من الكتب الروحانية، لكني لم أجد قط لاهوتيًا أو مفسرًا للإنجيل شرح بمثل هذا الوضوح الحقيقة الكامنة وراء الإنجيل، وكيف وُجد، وعلاقته بالله. اكتسبت كثيرًا من ذلك الفيلم، واستطعت أن أفهم سبب قبول الكثير من المؤمنين المتحمسين لله القدير بعد سماعهم كلامه. قررت أن أتحرى عمل الله القدير خلال الأيام الأخيرة.
في مناقشاتنا، قال الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير إن الله القدير عبّر في الأيام الأخيرة عن الحقائق ليقوم بعمل الدينونة، بدءًا ببيت الله ليطهر البشرية ويخلصها إلى الأبد. كنت مرتبكًا لسماع ذلك؛ فالرب يسوع قال على الصليب: "لَقَدْ أُكْمِلَ". ينبغي أن يعني ذلك أن عمل الله لخلاص البشرية قد انتهى، فلماذا يحتاج الله أن يدين البشر ليطهرنا ويخلصنا؟ أردت معرفة ذلك لكن الوقت كان متأخرًا، لذلك رتبت للعودة في اليوم التالي. وفي طريقي إلى المنزل، شعرت بالإثارة. لقد تعلمت الكثير من الشركة في ذلك اليوم وشعرت أني أصبحت أقرب إلى الرب. وبدا من المرجح أن عمل الله القدير كان فعلًا عمل الرب في الأيام الأخيرة. وسيكون أمرًا لا يصدق إن كان الرب فعلا قد عاد وأصبح بإمكاني العيش بجواره تمامًا كما فعل بطرس. كان هذا التفكير مثيرًا بحق، وبسببه زاد تطلعي إلى اجتماع اليوم التالي.
بمجرد أن انتهيت من العمل في اليوم التالي، هرعت إلى مكان تجمعنا، ولم أتوان في أن أسأل الأخت: "أنت تقولين إن الرب يسوع قد عاد، ويعبر عن الحقائق ليقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. أنّى لهذا أن يكون؟ فهو قد قال على الصليب "لَقَدْ أُكْمِلَ". وذلك يعني أن عمل الرب لخلاص البشرية كان قد اكتمل. إن خطايانا مغفورة بإيماننا – والإيمان يبررنا ويخلصنا، وحين يأتي الرب في الأيام الأخيرة يمكنه أن يأخذنا مباشرة إلى ملكوته. فلماذا يقوم بمزيد من أعمال الخلاص؟".
قالت الأخت: "قال الرب يسوع: "لَقَدْ أُكْمِلَ" لأن عمله الفدائي قد اكتمل. لم يكن هذا يعني أن كل عمل الله لخلاص البشرية كان قد انتهى. ولو أننا جزمنا بأن عمل الله لخلاص البشرية قد تم لأن الرب يسوع قال "لَقَدْ أُكْمِلَ" وبأنه لن يقوم بأي عمل جديد حين يعود، فلم يا ترى يتكلم الرب يسوع بهذه النبوءات؟ "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). وفي 1 بطرس 4: 17 أيضًا: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". تظهر هذه النبوءات أن الرب حين يعود في الأيام الأخيرة سيعبر عن المزيد من الحقائق ويقوم بعمل الدينونة، من أجل تطهير البشرية وتخليصها تمامًا. ولو أننا اتبعنا المفاهيم البشرية وقلنا إن عمل الله في الخلاص قد اكتمل تمامًا، فأنى لهذه النبوءات أن تتحقق؟ إن الكتاب المقدس يتنبأ أيضًا بأنه في الأيام الأخيرة، سيفصل الرب الخراف عن الجداء، والحنطة عن الزوان، والعذارى الحكيمات عن الجاهلات، والخدام الصالحين عن الأشرار، فيصنف كل منهم تبعًا لنوعه. وذلك تمامًا ما قاله الرب يسوع: "أَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: "اَلزَّارِعُ ٱلزَّرْعَ ٱلْجَيِّدَ هُوَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ. وَٱلْحَقْلُ هُوَ ٱلْعَالَمُ. وَٱلزَّرْعُ ٱلْجَيِّدُ هُوَ بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ. وَٱلزَّوَانُ هُوَ بَنُو ٱلشِّرِّيرِ. وَٱلْعَدُوُّ ٱلَّذِي زَرَعَهُ هُوَ إِبْلِيسُ. وَٱلْحَصَادُ هُوَ ٱنْقِضَاءُ ٱلْعَالَمِ. وَٱلْحَصَّادُونَ هُمُ ٱلْمَلَائِكَةُ. فَكَمَا يُجْمَعُ ٱلزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ، هَكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ هَذَا ٱلْعَالَمِ: يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ مَلَائِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلْإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلْأَسْنَانِ. حِينَئِذٍ يُضِيءُ ٱلْأَبْرَارُ كَٱلشَّمْسِ فِي مَلَكُوتِ أَبِيهِمْ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ، فَلْيَسْمَعْ" (متى 13: 37-43). ويتنبأ سفر الرؤيا أيضًا بأن الله سيخلق مجموعة من الغالبين في الأيام الأخيرة، وأن ملكوته سيأتي إلى الأرض. كل هذا عمل يقوم به الرب في الأيام الأخيرة. فلو اتبعنا الفهم البشري لقول الرب يسوع "لَقَدْ أُكْمِلَ" على أنه يعني أن عمل الرب لخلاص البشرية قد اكتمل تمامًا، فأنى لهذه النبوءات أن تتحقق؟ ومن ثم فالواضح أن هذا الفهم لكلام الرب مغلوط، ولا يتماشى البتة مع مقصد الرب وواقع عمل الله".
اقتنعت تمامًا بشركة هذه الأخت، وأومأت برأسي موافقًا بينما كنت أستمع لها. لماذا لم أر شيئًا شديد الوضوح كهذا من قبل؟ ثم أخذَت تقرأ عدة فقرات من كلام الله القدير. "لأن الإنسان قد افتُدي وغُفِرَت له خطاياه، فكأنما الله لا يذكر تعدياته ولا يعامله بحسب تعدياته. لكن عندما يعيش الإنسان بحسب الجسد، ولا يكون قد تحرر من خطاياه، فإنه لا محال يواصل ارتكاب الخطية، مُظهرًا فساد الطبيعة الشيطانية بلا توقف. هذه هي الحياة التي يحياها الإنسان، دورة لا تنتهي من الخطية والغفران. غالبية الناس تخطئ نهارًا، وتعترف بخطئها مساءً. وبذلك، حتى إن كانت ذبيحة الخطية ذات مفعول أبدي للإنسان، فإنها لن تستطيع أن تخلِّص الإنسان من الخطية. لم يكتمل إلا نصف عمل الخلاص، لأن شخصية الإنسان ما زالت فاسدة" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. سر التجسُّد (4)). "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع لسيادة الله، سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. تمهيد). "إن غرض عمل الله في التوبيخ والدينونة في جوهره هو تطهير البشرية لأجل الراحة النهائية. دون هذا التطهير، لما أمكن لأحد من البشر أن يُفرز في فئات مختلفة حسب النوع أو يدخل الراحة. هذا العمل هو الطريق الوحيد للبشرية لدخول الراحة. وحده عمل الله في التطهير سوف يُطهِّر البشر من إثمهم، وعمله في التوبيخ والدينونة سوف يُخرج وحده تلك العناصر المتمردة بين البشر إلى النور، وبذلك يفصل أولئك الذين يمكن خلاصهم عن أولئك الذين لا يمكن خلاصهم، والذين سيبقون عن أولئك الذين لن يبقوا. عندما ينتهي هذا العمل، سيُطهَّر جميع الناس الذين يُسمح لهم بالبقاء وسيدخلون في حالة أسمى من البشرية يتمتعون فيها بحياة بشرية ثانية أكثر روعة على الأرض؛ بعبارة أخرى، سيبدؤون يوم راحتهم البشري ويوجدون مع الله. وبعد أن يكون قد أُخضع للتوبيخ والدينونة أولئك الذين لا يُسمح لهم بالبقاء، فسوف تُكشف طباعهم الحقيقية بالكامل؛ وبعدها سوف يُدمرون جميعًا ولن يُسمح لهم، مثل الشيطان، بالبقاء على الأرض مرة أخرى. لن تضم البشرية في المستقبل هذا النوع من الناس مجددًا؛ فمثل هؤلاء الناس لا يصلحون لدخول أرض الراحة النهائية، ولا يصلحون لأن يشاركوا يوم الراحة الذي سيتشارك فيه الله والبشرية، لأنهم يكونون عُرضة للعقاب وهم أشرار وأثمة… إن الغرض الكلي وراء عمل الله النهائي لمعاقبة الشر ومكافأة الخير هو تنقية جميع البشر تنقية تامة حتى يتمكَّن من إحضار بشرية مقدسة قداسة خالصة إلى راحة أبدية. هذه المرحلة من عمله هي أهم مرحلة. إنها المرحلة الأخيرة من عمله التدبيري الكامل" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. الله والإنسان سيدخلان الراحة معًا).
بعد قراءة هذه الكلمات من الله القدير، شاركت الأخت هذه الشركة: "قام الرب يسوع بعمل الفداء في عصر النعمة، ففدى البشرية جمعاء من خطاياها. وطالما أننا نؤمن به، ونصلي له ونعترف ونتوب ونندم، فإن خطايانا مغفورة. من الممكن أن نتمتع بنعمة الرب، ولن ندان أو نعاقب على خطايانا بموجب الناموس. ذلك هو المعنى الحقيقي "للخلاص بالإيمان" وهو ما حققه عمل الفداء الذي قام به الرب يسوع. لقد غفر الرب يسوع خطايانا ولم نعد نرتكب خطايا واضحة؛ وفي بعض الأحيان نقدم على أفعال صالحة. لكننا ما زلنا غير متحررين من الخطيئة. ما زلنا نكذب ونخادع من أجل مصالحنا، ونحن جشعون وغيورون ونظهر الكراهية، ونضمر أفكارًا شريرة. ليس بمقدورنا أن نقاوم إغراء الاتجاهات الدنيوية، ونتوق إلى المال ونحب الخيلاء. ونلوم باستخفاف الذين يُقدمون على أفعال لا نحبها. إننا ممتلئون بشخصيات شيطانية كالغطرسة والخداع والاستياء من الحق، وغيرها. وتلك الشخصيات الشيطانية أعمق وأكثر رسوخًا من الخطايا الظاهرة. فإن الشيطان قد غرسها فينا وهي أصل الخطيئة ومقاومة الله. وإلى أن تحل هذه الأشياء، سنظل عاجزين عن ألا نخطئ وعاجزين عن التحرر من قيود الخطيئة. يقول الكتاب المقدس: "كُونُوا قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (1 بطرس 1: 16). إن الله قدوس وكذلك ملكوته، ولا يسعه أن يسمح لكائنات بشرية مدنسة بدخولها. والذين يخطئون منا كل يوم هم خدام للخطيئة، فكيف يمكن أن نكون لائقين لدخول ملكوت الله؟ لقد كان عمل الفداء الذي قام به الرب يسوع مجرد جزء واحد من عمل الله لخلاص البشرية، ولم يكن كله. وقد غُفرت خطايانا لكننا لم نتحرر من الخطيئة ولم نتخلص من تأثير الشيطان. لم يربح الله البشرية بشكل كامل بعد. لقد جاء الله القدير في الأيام الأخيرة، وهو يعبر عن الحقائق ويقوم بعمل الدينونة ليطهر شخصياتنا الفاسدة ويعالج طبيعتنا الآثمة المعارضة لله، حتى نتمكن من التخلص تمامًا من أغلال الخطيئة، ويكتمل خلاصنا، وندخل ملكوت الله. إن ظهور الله القدير وكذلك عمله يكشفان الخدام الصالحين والأشرار، والخراف والجداء، والحنطة والزوان، والعذارى الحكيمات والجاهلات. وأولئك الذين يرفضون سماع صوت الرب، والذين ينكرون ويدينون عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، هم العذارى الجاهلات، والزوان، والخدام الأشرار الذين سيقعون في النهاية في كارثة، وسيبكون ويصرون بأسنانهم. أما أولئك الذين يدركون صوت الله في كلام الله القدير ويقبلون عمله في الأيام الأخيرة فهم العذارى الحكيمات، والحنطة، والخراف. إنهم سيخضعون لدينونة الله في الأيام الأخيرة، ويُطهَّرون، وفي النهاية يدخلون ملكوت الله. فهذا ما يتمم النبوءات في سفر الرؤيا بالكامل. ولذا، فحين ينتهي الله من عمل الدينونة في الأيام الأخيرة، سيكتمل عمل تدبير الله لخلاص البشرية بالكامل".
لقد كانت شركتها موسعة لمداركي. فقد أدركت أن الرب يسوع قد قام فقط بعمل الفداء وأن عمل الدينونة من قبل الله القدير في الأيام الأخير فقط ما يستطيع تطهير البشرية وتخليصها بالكامل. لقد افتُدينا من خطايانا بسبب إيماننا، لكن طبيعتنا الآثمة ما تزال راسخة بعمق، ولذلك فإننا نعيش في حالة ثابتة من ارتكاب الخطيئة والاعتراف. كان كل ما تمكنت من فعله سابقًا هو إجبار نفسي على ألا أخطئ، وقراءة الكتب المقدسة، واتباع قواعد الدير، لكن ذلك لم يمنعني من ارتكاب الخطيئة. بعد ذلك فهمت أن الطريقة الوحيدة لحل مشكلة نزعة الخطيئة هي أن يدينني الله ويطهرني في الأيام الأخيرة. سألت هذه الأخت بشغف عن كيفية قيام الله القدير بعمل الدينونة لتطهير الناس، فشغَّلت مقطع فيديو لقراءة لكلام الله. يقول الله القدير: "سيستخدم مسيح الأيام الأخيرة مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحِّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن كل هذه الطرق في الكشف والتعامل والتهذيب بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها، يمكن إخضاع الإنسان واقناعه اقتناعًا كاملاً بالله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (الكلمة، ج. 1. عمل الله ومعرفة الله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق). واصلت الأخت شركتها بعد أن شاهدنا الفيديو، وقالت: "إن الله القدير يعبر عن الحق في الأيام الأخيرة ليدين الناس ويطهرهم. وهو يعبر عن كل الحقائق التي تحتاج البشرية الفاسدة إلى فهمها والدخول فيها لتتطهر وتُخلَّص بالكامل. لقد كشف أسرار خطة تدبيره التي يبلغ عمرها 6000 عام، وأزاح الستار عن أسرار عمل الله المتجسد، وأسرار عمل دينونته في الأيام الأخيرة وأسمائه. وهو أيضًا يكشف أصل سبب خطايا البشرية ومعارضتها لله وحقيقة فسادنا بسبب الشيطان وشتى أنواع الحالات الفاسدة. وفوق كل هذا، فهو يكشف عن شخصية الله المقدسة البارة التي لا يمكن الإساءة إليها، ويخبرنا عمَّن يرضيه ومن يثير اشمئزازه، ومن يستطيع دخول ملكوت الله ومن سيعاقب، وكذلك غاية كل صنف من الأشخاص وعاقبته. وهو أيضًا يوصلنا إلى طريق تغيير شخصياتنا الحياتية. فشعب الله المختار يخضع الآن لدينونة كلام الله وتوبيخه، ويرون أخيرًا مدى إفساد الشيطان لنا بشدة، وأننا ممتلئون بشخصيات شيطانية، مثل الغطرسة والخداع. إننا لا نعيش بعيدًا عن شبه الإنسان. ونحن نرى أيضًا شخصية الله البارة التي لا تتسامح مع أي إهانة ويتطور لدينا تبجيل لله، ونبدأ في التوبة وكراهية أنفسنا بحق، ونصبح على استعداد لإهمال الجسد وممارسة الحق. ثم تتغير شخصياتنا الفاسدة تدريجيًّا فلا نعود متمردين بشدة ومتحدِّين لله، بل نربح بعض الخضوع له". بعد شركتها، شغَّلت لي مقطع فيديو لشهادة بعنوان "ظهور النور الحقيقي". ظهر مجسد الشخصية الرئيسية متواضع الموهبة، فكان يتعالى على الآخرين ويزدريهم. وهو متغطرس ومتشامخ ويريد من الجميع الاستماع إليه. وهو أيضًا مؤمن ويصلي ويعترف كثيرًا، لكن لا يسعه إلا أن يفقد السيطرة على أعصابه ويوبخ الآخرين. كل زملائه بعيدون عنه، وتخشاه زوجته وابنته. ليس لديه صديق مؤتمن واحد. ويعاني بشدة إذ يعيش في الخطيئة. بعد قبوله عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، تظهر دينونة وإعلان كلمة الله أن سبب وضع النفس أولًا طوال الوقت، وتبجيل الذات، ومطالبة الآخرين بالطاعة، هو أنه متعجرف وغير عقلاني، وأن هذه تعبيرات عن شخصيات شيطانية. إن هذا يثير اشمئزاز الله وينفر الآخرين. وبمجرد إدراكه هذا، يكره نفسه بحق ويعتريه الندم. ثم ينتهج أسلوبًا أكثر لطفًا تجاه الآخرين، وحين يواجَه بمشكلة، يهمل الجسد، ويسعى للحق، ويستمع إلى الآخرين. لقد أصبح أقل غطرسة من ذي قبل تدريجيًّا.
كانت مشاهدة هذا الفيديو مثيرة بالنسبة لي. فلقد رأيت أن كلام الله القدير هو الحق، وأن بإمكانه حقًّا تطهير الناس وتغييرهم. فبدأت في قراءة كلام الله القدير في كل فرصة سنحت لي، وشاهدت أفلام الإنجيل ومقاطع فيديو لترانيم كنيسة الله القدير. وكلما زادت مشاهداتي، زاد إحساسي بالوضوح في قلبي. أصبحت على يقين بأن كلام الله القدير هو الحق وكذلك صوت الروح القدس، وأن الله القدير هو الرب العائد. لقد قبلت عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. الشكر لله.