91. الحقيقة وراء اللامبالاة

بقلم: فيكتور، كوريا الجنوبية

في أكتوبر الماضي، انتهينا من إنتاج مقطع فيديو. بذلنا الكثير من الجهد فيه وخصصنا له الكثير من الوقت والطاقة، ولدهشتنا حين كان القائد يفحصه، أشار إلى مشكلات في كثير من التفاصيل. وقال إن هذا الفيديو لم يُنفَّذ بشكل جيد، وإنه ليس تحسينًا لمقاطع الفيديو السابقة، وينبغي إعادة تنفيذه. تفاجأت بشدة لسماع هذا. لم أتخيل قطُّ أن نواجه مشاكل كبرى كهذه. ألا يعني ذلك أن كل جهودنا ومواردنا ذهبت هباء؟ بدا ذلك إهدارًا هائلًا.

لقد كنت في حيرة من أمري بعض الشيء. لم أعرف كيف أتخطى ذلك الموقف، أو ما الدرس الذي كان عليَّ تعلُّمه. كنت أفكر في أن الفيديو خضع لتعديلات عدة، وفي أثناء هذا الوقت شاهده القائد، ولم يذكر تلك الأخطاء قطُّ. شعرت بأنني كنت أفتقر إلى المقدرة، وبالتالي كان من الطبيعي بالنسبة إلي أن يفوتني الانتباه إلى مثل تلك المشكلات. لكنني واصلت التفكير في الأمر، وشعرت كما لو أن شيئًا ما لا يبدو صحيحًا. هل حدثت تلك المشاكل الكبرى لأنني كانت تنقصني المقدرة؟ كان أدائي لواجبي في غاية السوء؛ فماذا كان سبب هذه المشكلة؟ ثم تذكرت شيئًا كان القائد قد قاله في السابق؛ وهو أنه تفقد مقطع الفيديو للتحقق من مفاهيمه واستمراريتها، وذلك لم يكن يعني أنه لم تكن ثمّةَ مشكلات. كان قد طلب منا التفكير فيها بالتفصيل، والتحقق منها بعناية، وإصلاح أي مشكلات نجدها. لكن ذلك لم يكن ما فعلته. استنتجت أنه لا بد أن يكون الفيديو جيدًا بما أن القائد شاهده، ولذلك لم أراجعه بعناية أثناء الإنتاج أو أفكر فيه بتأنٍّ. كان موقفي متهاونًا ولا مباليًا تمامًا. ثم حين ظهرت المشاكل، قلت إن القائد قد راجع مقطع الفيديو بالفعل. ألم أكن أتخلى عن المسؤولية؟ كان ذلك تصرفًا غير معقول مني. ثم فكرت في أن هناك حتمًا درسًا عليَّ تعلُّمه من ذلك، فصليت إلى الله وسعيت، أطلب منه أن يرشدني إلى معرفة نفسي.

وبعدها بأيام قليلة، طلبت مني الأخت التي كنت أعمل معها أن أراجع معها مقطع فيديو مكتملًا؛ فتحدثت معها بصراحة عن بعض المشاكل التي كنت قد لاحظتها في مراجعتي، لكنها قالت إن القائد قد شاهده، وذكر أن الفكرة أعجبته وأن علينا إكماله فورًا. كانت لدي بعض الاقتراحات لتنقيحه، لكنني لم أجرؤ على ذكرها بعد سماع أن القائد قد شاهده وقال إنه أُعجب بالفيديو. كنت أخشى ألّا يكون حكمي منصفًا، فنجري بعض التعديلات التي يتبيَّن أنها خاطئة، وبذلك أكون قد أعقتهم فحسب. لكنني رأيت أنه كانت هناك بعض المشكلات في مقطع الفيديو؛ فطلبت من أخ آخر أن يشاهده، ووافقني على ما شعرت به. فكرت أنه يجب عليَّ إخبارهم بالأمر مجددًا. لكن بعد ذلك فكرت إن قمنا بتنقيحه وكانت التعديلات التي اقترحتها إشكالية، فعندما يسأل القائد عمن قام بهذه التعديلات، ألن تكون هذه التعديلات مسؤوليتي؟ ألن يتم التعامل معي؟ وإن مضينا قُدُمًا وسألنا القائد وقال إنها جيدة، فلن تحتاج إلى مزيد تعديل. وسيوفر ذلك علينا المتاعب، ولن يتعين علينا الإسهاب في الحديث عنها. فاقترحتُ على الأخت التي كنت في شراكة معها أن نسأل القائد لنتمكن من إراحة أذهاننا. ولكن بمجرد أن خرجت هذه الكلمات من فمي، شعرتُ بخلل ما. كان هذا الوضع مألوفًا للغاية بالنسبة إلي؛ وبعبارة أخرى، لطالما كان لدي جوابٌ واحدٌ حين كنت أسمع رأيًا مخالفًا: اسألوا القائد ودعوه يقرر هو. إن وافق القائد، فلا داعي للقلق بشأن ذلك، ويمكننا المضي قُدمًا، وإلا فإن قال إن هناك مشاكل، أجرينا عند ذلك التعديلات. ذلك ما كنا نفعله كل مرة. في الحقيقة، لم يكن الأمر أننا لم نعرف مبادئ إنتاج مقاطع الفيديو ومتطلباته. كان بإمكاننا السعي إلى الحق والتصرف بحسب المبادئ في حل هذا النوع من المشاكل، وكان القائد واضحًا بأن مراجعته ما هي سوى نظرة شاملة إلى الفيديو، بينما كان علينا التحقق من أي مشاكل صغيرة ومعالجتها. كانت هذه هي المسؤولية التي تعيّن عليَّ الوفاء بها، كما كانت وظيفتي. فلِمَ لم أكن أؤديها بتفانٍ وإخلاص على الإطلاق؟ في خضم المشاكل واختلاف الآراء، لم أكن أسعى إلى المبادئ مع الإخوة والأخوات للوصول إلى توافق في الآراء وتحمل المسؤولية، بل كنت بدلًا من ذلك أُحمِّل المسؤولية للقائد ولا أؤدي واجبي. ثم تذكرت بعضًا من كلمات الله: "ثمة أشخاص يتسّمون بالسلبية دائمًا في أداء واجبهم، ويقبعون دائمًا في مواضعهم وينتظرون ويتكلون على الآخرين. ما نوع هذا الموقف؟ إنه عدم المسؤولية. ... أنت لا تعظ إلا بحروف التعاليم وكلماتها، ولا تقول إلا أشياء تبدو جالبة للسرور، لكنك لا تقوم بأي عمل عملي. إذا كنت لا ترغب في أداء واجبك، فيجب عليك أن تتحمَّل المسؤولية وتستقيل. لا تشغل منصبك وأنت لا تفعل أي شيء فيه، مما يُضر بعمل بيت الله. ألا يُلحِق ذلك العمل الأذى بشعب الله المختار ويضرُّ بعمل بيته؟ بالطريقة التي تتحدث بها، يبدو أنك تفهم كل أنواع التعاليم، ولكن عندما يُطلب منك أداء واجب، تؤديه بلا مبالاة وروتينية، من دون أي ضمير. أهكذا يبذلُ المرء نفسه بإخلاص من أجل الله؟ ليس لديك أي إخلاص لله، ومع ذلك تتظاهر به. أقادرٌ أنت على خِداعه؟ ثمَّة ثقة كبيرة تنضح في الطريقة التي تتحدث بها عادة؛ تريد أن تكون حجر زاوية بيت الله وصخرته. ولكن عندما تؤدي واجبًا، فأنت أقل نفعًا من عود ثقاب. أليس هذا خداعًا صريحًا لله من جانبك؟ أتعرف عاقبة محاولة خداع الله؟ بغضه لك وطرحه لك خارجًا! يُكشف الناس جميعًا في أداء واجباتهم. كلف شخصًا بواجب فحسب، ولن يستغرق الأمر وقتًا طويلًا قبل أن يُكشَف ما إذا كان شخصًا صادقًا أم مخادعًا، وسواء كان محبًا للحق أم لا. إن أولئك الذين يحبون الحق يمكنهم القيام بواجباتهم بإخلاص، ويمكنهم دعم عمل بيت الله. أما أولئك الذين لا يحبّون الحق فلا يدعمون عمل بيت الله أقل دعم، وغير مسؤولين في أداء واجباتهم، وهذا مرئي لمن لهم أعين ليروا. لا أحد ممن يؤدون واجبهم بشكل سيئ محب للحق أو شخص صادق، فهم جميعًا عُرضة للكشف والطرح خارجًا" (من "لا يمكنك أن تعيش شبه إنسان حقيقي إلا بكونك شخصًا صادقًا" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). يقول الله، يجب أن نتحلّى بالمسؤولية في أداء واجبنا، وأن نقوم بعمل فعليّ. تلك هي الطريقة الوحيدة لأداء واجبنا على أكمل وجه. إن لم نؤد واجبنا بتفانٍ وإخلاص، بل بأقل مجهود ممكن، ودون النظر إلى المشاكل بجدية أو تحمُّل المسؤولية، وأردنا دائمًا إلقاء المسؤولية على شخص آخر وقمنا فقط بعمل سطحي، حينها لن نؤدي واجبنا على أكمل وجه، وسيكون الله غير راضٍ. في نظر الله، أشخاص كهؤلاء عديمو القيمة، وليسوا أهلًا لأداء الواجب. رأيت أنني كنت مثل الذين كشفهم الله. عندما كنت أواجه المشاكل في واجبي، لو أنني أديت واجبي بتفانٍ وإخلاصٍ، بأن صليت وسعيت وعقدت شركة حول المبادئ مع الإخوة والأخوات الآخرين، لتوصلنا إلى توافق في الآراء ولوجدنا حلًّا. لكنني رأيت أن في ذلك مشقة، ولم أرغب ببذل مجهود؛ لذا أردت الذهاب مباشرة إلى القائد، معتقدًا أنه سيوفر علينا المشقة، إن اتخذ القرارات المهمة فحسب. وكان هذا سيجنبنا الكثير من المتاعب. وإلا، فسنثرثر لمدة طويلة، وقد لا نجد الجواب. لذا، كنت ألجأ إلى القائد في حل كثير من المشاكل. وبصفتي قائد فريق، لم أكن أضطلع بمسؤولياتي، أو أدفع الثمن الذي يتعين عليّ دفعه. وعلاوة على ذلك، فقد كنت أحيانًا، في نقاشاتنا، أرصد المشاكل أو أحصل على بعض من استنارة الروح القدس، لكن بمجرد أن أشرح الأمر، إن خالفني أخ أو أخت الرأي، فكنت ألتزم الصمت ببساطة. كنت أخشى أن يقول الآخرون إنني كنت مغرورًا، وأكثر ما كان يخيفني أنه لو كانت ثمّةَ مشكلات، فسيتعين عليَّ تحمُّل المسؤولية. كنت أشعر فقط، بما أنني شاركتهم رأيي، كما لو أن الأمر كان متروكًا لهم للنظر فيه، وإذا لم نتمكن من الإجماع عليه، فيمكننا سؤال القائد. وبذلك، إن واجهتنا مشكلة، فلن أكون أنا المتسبب بها. لم أكن أسعى لمعرفة كيف أتصرف بحسب مبادئ الحق، فضلًا عن أن أفكر فيما يفيد الكنيسة. لم أكن أريد دفع أبسط ثمن، وكنت غير مسؤول. في الظاهر، كنت أكتشف المشاكل وأثيرها في النقاش، لكنني لم أكن أحلها. كنت أسمح للآخرين أن يكون لهم القول الفَصْل، ولم أتخذ القرارات بنفسي. ألم أكن أتحايل وأتصرف بأنانية وحقارة؟ لم أكن أدعم مصالح الكنيسة. في السابق، كلما واجهنا مشكلة، كنت دائمًا أسأل القائد، معتقدًا أنه كان من المنطقي أن أسأل حينما لم أكن أفهم، بدلًا من الوثوق بنفسي دون تبصر. بفضل إعلان كلام الله، تمكنت من إدراك أنني كنت غير مسؤول أو مبالٍ أو متفانٍ في واجبي. والآن بعد أن أدركت ذلك، وجدت أنني كنت بليدًا ومُخدَّر المشاعر. في مواجهة هذه المواقف، لم أسع قطُّ إلى الحق أو أتعلم درسًا. كنت دائمًا أستخف بواجبي، ولا أتحمل المسؤولية. وكان ذلك أسلوبًا خطيرًا لأداء واجبي. والآن اكتشفت مشكلات ولدى شريكتي أفكار مختلفة. إن لم أسعَ معها إلى مبادئ الحق لكي نتفق أو نسعى إلى حل، وهرعنا لسؤال القائد، فمن الواضح أن ذلك سيكون تخبطًا. أدركت أن عليَّ تغيير حالتي، وأنني إن واصلت تبنِّي الحلول الوسط والتصرف عديم المسؤولية، فسأرتكب خطأ عن عمدٍ. فاقترحت على شريكتي أن نُعد نسخة أخرى ونقارن بين النسختين، ثم نطلب من القائد مراجعة النسخة التي نعتقد أنها الأفضل برأينا. وأعربت عن موافقتها على هذا الاتفاق. وشعرت بالراحة بعد أن بدأت بتطبيق تلك الفكرة.

قرأت هذا المقطع من كلمات الله: "هل الشخص الذي يخشى تحمل المسؤولية جبان، أم ثمة مشكلة في شخصيته؟ يتعين عليك أن تكون قادرًا على معرفة الفرق. الحقيقة هي أن هذه ليست مسألة جُبن: إذا كان هذا الشخص يسعى إلى الثروة أو يفعل شيئًا لمصلحته، فكيف يمكنه أن يكون بهذه الشجاعة؟ سيتحمَّل أي مجازفة. ولكن عندما يفعل أمورًا للكنيسة، ومن أجل بيت الله، فإنه لا يجازِف على الإطلاق. مِثل هؤلاء الأشخاص أنانيون وأدنياء، وهم الأكثر غدرًا على الإطلاق. أي شخص لا يتحمل المسؤولية ليس مُخلِصًا لله بأي شكل، ناهيك عن ولائه. أي نوع من الأشخاص يجرؤ على تحمُّل المسؤولية؟ شخص يتولى القيادة ويتقدَّم بشجاعة في اللحظة الحاسمة في عمل بيت الله، ولا يخشى تحمُّل مسؤولية جسيمة، ويتحمل مشقَّة كبيرة، حينما يرى العمل الأكثر أهمية وضرورة. هذا شخص مُخلِص لله، وجندي صالح للمسيح. هل المسألة أن كل من يخشى تحمل المسؤولية في واجبه يفعل ذلك لأنه لا يفهم الحق؟ كلا. إنها مشكلة في إنسانيتهم؛ ليس لديهم شعور بالعدالة أو المسؤولية. إنهم أناس أنانيون وأدنياء، وليسوا مؤمنين مُخلِصين بالله. إنهم لا يقبَلون الحق بأي شكل، ولهذا لا يمكنهم أن يَخلُصوا. لكي نؤمن بالله ونربح الحق، يتعين على المرء أن يدفع الكثير من الثمن، وأن يمرَّ أيضًا ببعض المشقَّات، ويهمِل بعض الأمور ويتخلى عنها من أجل ممارسة الحق. فهل يمكن لمن يخشى تحمُّل المسؤولية أن يربح الحق؟ لا يمكنه، لأنه يخشى أن تكبده ممارسة الحق خسارة لمصالحه. إنه يخشى من الإذلال والاستخفاف والإدانة. إنه لا يجرؤ على ممارسة الحق، لذا لا يمكنه ربحه، ومهما كان عدد سنوات إيمانه بالله، فلا يمكنه نوال خلاص الله. يجب أن يكون أولئك الذين يمكنهم القيام بواجب في بيت الله، أناسًا يتحمّلون عبئًا في عمل الكنيسة، ويتحمَّلون المسؤولية، ويحافِظون على مبادئ الحق، ويتألمون ويدفعون الثمن. العوَز في هذه المجالات يعني أنك غير لائق للقيام بواجب، ولا تمتلك شروط أداء الواجب. يخشى العديد من الأشخاص تحمُّل المسؤولية في أداء واجب ما، ويتجلى خوفهم في ثلاث مظاهر رئيسية. الأول، أنهم يختارون واجبات لا تتطلب تحمُّل المسؤولية؛ إذا رتَّب لهم قائد الكنيسة لأداء واجب ما، فإنهم يسألون أولًا عمّا إذا كان يجب عليهم تحمُّل المسؤولية عن ذلك: فإذا كان الأمر كذلك، يرفضون. أما إذا كان لا يتطلَّب منهم أن يكونوا مسؤولين عنه، فإنهم يقبَلونه على مضض، ولكن لا يزال يتعيَّن عليهم معرفة ما إذا كان العَمل مُتعبًا أو مزعجًا، وعلى الرغم من قبولهم للواجب على مضض، فإنهم لا يتحمسون للقيام به جيدًا، ويفضِّلون أن يظلوا في لا مبالاة وروتينية. مبدأهم وقت الفراغ، وليس العمل، ولا المشقَّة الجسدية. والثاني: أنه عندما تحل بهم صعوبة أو يواجهون مشكلة، فأول ما يلجؤون إليه هو إبلاغ القائد بالأمر، وجعله يتعامل مع الأمر ويعالجه، على أمل أن يحافظوا على راحتهم. إنهم لا يهتمون بالطريقة التي يتعامل بها القائد مع المسألة ولا يعيرون ذلك اهتمامًا، فما داموا هم أنفسهم غير مسؤولين، فكل شيء على ما يرام بالنسبة لهم. هل القيام بالواجب على هذا النحو إخلاص لله؟ هذا ما يسمى التنصُّل من المسؤولية، والتقصير في أداء الواجب، وتضييع الوقت. الأمر كله كلام، إذ لا يفعلون شيئًا حقيقيًا. إنهم يقولون لأنفسهم: "إذا كنت مسؤولًا عن التعامل مع هذا الأمر، فماذا إذا انتهى بي المطاف إلى ارتكاب خطأ؟ ألن أكون إذًا من يجري التعامل معه؟ ألا تقع مسؤوليته على عاتقي أولًا؟" هذا ما يقلقون بشأنه. لكن هل تؤمن أن الله يستطيع فحص كل الأشياء؟ الكل يخطئ. إذا كان الشخص الذي كانت نيته سليمة يفتقر إلى الخبرة ولم يتعامل مع نوع من الأمور من قبل، لكنه بذل قصارى جهده، فالله يرى ذلك. يجب أن تؤمن بأن الله يمحِّص كل الأشياء ويمحِّص قلب الإنسان. وإذا كان المرء لا يؤمن بهذا، ألا يكون غير مؤمن؟ ما الأهمية التي يمكن أن تكمن في مثل هذا الشخص الذي يؤدي واجبًا؟ ثمة طريقة أخرى يتجلى فيها خوف المرء من تحمُّل المسؤولية. عندما يؤدي بعض الناس واجبهم، فإنهم لا يقومون إلا بالأعمال السطحية والبسيطة التي لا تستلزم تحمُّل المسؤولية. أما العمل الذي ينطوي على صعوبات وتحمُّل للمسؤولية، فإنهم يلقون به على عاتق الآخرين، وفي حالة حدوث خطأ ما، فإنهم يلقون باللائمة على هؤلاء الأشخاص، ويغسلون أيديهم. ... إن من يخشى تحمُّل المسؤولية في أداء واجبه لا يمكن حتى اعتباره عامل خدمة مُخلِص. إنهم غير لائقين لأداء واجب" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)" في "كشف أضداد المسيح"). ضرب كلام الله على الوتر الحساس بداخلي حقًّا، وشعرت كما لو أن الله كان يصف حالتي تمامًا وقتذاك. في قيامي بالعمل الذي أوكلته الكنيسة إليّ، لم أكن أعمل وفقًا لمبادئ الحق، أو أتكل على الله لبذل قصارى جهدي، بل كنت أتهرب من المشاكل وأتنصَّل من المسؤولية، وألقي بالأمور على كاهل القائد ليتمكن من التعامل معها. أفعل أي شيء يقوله القائد، معتقدًا أنني في النهاية إن لم أفعله جيدًا، فلن أكون مسؤولًا عن ذلك ولن يتم التعامل معي. ألم يكن ذلك تحايلًا؟ حتى إنني اعتقدت أن هذه طريقة ذكية للقيام بالأمور. لكن كلام الله، أراني أنني بذلك أجرد نفسي من المسؤولية، وأهمل واجبي، وأتصرف بمكرٍ. كنت ماكرًا ومخادعًا تجاه الله في واجبي. كنت دائمًا أترك مَخرَجًا لنفسي حتى أتمكن من تجنُّب المسؤولية. لم أكن صادقًا أو أدفع ثمنًا حقيقيًّا، ولم أكن أحاول فعل كل ما بوسعي. كنت أتهرب ولم أكن أمينًا، وحتى لو لم أكن أؤدي خدمة، فإنني لم أكن مُكرَّسًا. لم أكن أهلًا لأداء الواجب. أدركت أنه كلما انتهينا من إنشاء مقطع فيديو، فما دام القائد قد قال إنه جيد في المراجعة الأولية، لم أكن أراجعه بجدّية أو أعيد التفكير فيه. حتى لو كان لدى الآخرين اقتراحات خلال عملية الإنتاج، لم أكن أعيرهم كثيرًا من الانتباه. كنت ألقي عليه نظرة سريعة، وأقول لا بأس به. كنت في الواقع غير مسؤول. ونتيجة لذلك، كانت بعض مقاطع الفيديو المُنجَزة تعاني مشاكل، وتعيّن إعادتها لإجراء تنقيحات. أحيانًا، لم يكن الفريق يُجمع على مقطع فيديو، في الوقت الذي كنت فيه أعرف المشكلة، لكنني لم أكن أقول شيئًا حاسمًا، وبدلًا من ذلك كنت أعطيه إلى القائد ليتخذ القرار. أحيانًا لم نكن في الواقع نفهم المبادئ حول مشكلة ما، ولم نتمكن من التأكد من أن الأمور تمت بالمستوى المطلوب، وكنا نحتاج إلى إرشادات القائد لمساعدتنا على تصحيح الأخطاء. لكن من الواضح أن بعض المشكلات كانت مفهومة لدينا، لكنني كنت أجد لنفسي مخرَجًا، لعدم فعلي شيئًا كنت قادرًا عليه. لم أدفع الثمن الذي يتعين عليَّ دفعُه، أو أُولِهِ التفكيرَ اللازم، بل سلكت بدلًا من ذلك الطريق السهل للخروج. لم أكن أسعى إلى مبادئ الحق، أو أفكر حقًّا في مشاكل رأيتها، كما لم أكن أحاول تلخيص الدروس أو تعلمها من الانحرافات والإخفاقات. وأصبحت عادة لديَّ أن أفعل الأشياء بهذه الطريقة؛ لدرجة أنني كنت أفكر أن الجميع كانوا يرتكبون الأخطاء في واجبهم؛ وبالتالي فإن أغفلت بعض المشاكل فقد كان ذلك بسبب افتقاري إلى المقدرة. وبغض النظر عما إن كنت أو لم أكن قادرًا على رؤية المشاكل، لم يكن لديّ حتى شعور بالمسؤولية كما كان ينبغي. ولكي أحمي نفسي، تصرفت بلا مبالاة وعدم مسؤولية في أدائي لواجبي، بل وألقيت بالمسؤولية على القائد عند ظهور المشاكل. كنت أحرِّف الحقيقة، جاعلًا كل شيء مشكلة غيري. الآن فهمت، أن الأمر غير متعلق بالمقدرة، بل هو مشكلة في إنسانيتي.

ثم قرأت مقطعًا آخر من كلمات الله: "إذا كنت تحمي نفسك كلما أصابك شيء ما وتترك لنفسك بابًا خلفيًا أو طريقًا للهرب، فهل تمارس الحق؟ هذه ليست ممارسة للحق، إنه خداع. أنت تؤدي واجبك في بيت الله الآن، فما المبدأ الأول لأداء الواجب؟ يجب عليك أولًا أداء الواجب من كل قلبك، ولا تدخر جهدًا، حتى تتمكن من حماية مصالح بيت الله. هذا هو مبدأ الحق، وهو مبدأ يجب أن تمارسه. أما حماية النفس من خلال ترك باب خلفي أو طريق للهروب، فهو مبدأ الممارسة الذي يتبعه غير المؤمنين، وهو أسمى فلسفاتهم. إن وضع النفس أولًا في كل شيء ووضع مصالح المرء قبل أي شيء آخر، وعدم التفكير في الآخرين، وقطْع الصِلات بمصالح بيت الله ومصالح الآخرين، والتفكير في اهتمامات المرء أولًا ثم في طريق الهروب، أليست هذه ماهية غير المؤمن؟ إنها بالضبط ماهية غير المؤمن. هذا النوع من الأشخاص غير لائق لأداء واجب" (من "يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)" في "كشف أضداد المسيح"). لقد أثَّر فيَ كلام الله بشدة. لم أتخيل قطُّ أن المنظور الذي أديت واجبي من خلاله كان منظورَ امرئ غير مؤمن. عند مواجهة المشكلات، كنت دائمًا أفكر في مصالحي أولًا، وخشيت أن تعود عليّ أي من المشكلات بالضرر، وهكذا بدوت وكأنني أؤدي واجبي، لكنني في الحقيقة لم أبذل قصارى جهدي فيه قطُّ أو أسعَ إلى الحق أو أتصرّفْ بحسب المبادئ، كما لم أفكر في مصالح الكنيسة. علاوة على ذلك، شعرت بالسعادة لمجرد تأدية بعض العمل في واجبي، وأدائه بشكل سطحي يوميًّا. ألم يكن ذلك كما هو شأن غير المؤمن الذي يؤدي عملًا لرئيسه؟ عندما اختلفت أنا وشريكتي في الرأي، لِمَ أردت ترك هذا الأمر للقائد ليقرر؟ لقد كانت مسألة تتعلق بعدم الرغبة في تحمُّل المسؤولية. لذلك على الرغم من اكتشافي بوضوح بعض المشكلات الحقيقية، تركتها للقائد ليقرر، وشعرت كما لو أنه لم يكن ثمّةَ بأس في ذلك. ورأيت أن عدم تحمُّل المسؤولية قد أصبح إظهارًا طبيعيًّا لفطرتي. كنت ماكرًا حقًّا وأنانيًّا، ولا يُعتمد عليّ مطلقًا. كنت أتحايل وأمكُر، وافتقرت لأي مظهر من مظاهر الصدق. أناس كهؤلاء لا يستحقون أداء الواجب. تقول كلمات الله: "بعض الناس لا يتحملون أي مسؤولية عندما يؤدون واجبهم، فهم لامبالون وروتينيون دائمًا. مع أنَّ بوسعهم رؤية المشكلة، فإنهم غير مستعدين للإساءة للناس، ولا يرغبون في السعي لعلاج الإزعاج أو تحُّمله، ولذا يتعجَّلون الأمور، مما يؤدي إلى إعادة العمل. نظرًا لأنك تؤدي هذا الواجب، فينبغي أن تتحمَّل مسؤوليته. لماذا لا تأخذ الأمرَ على محمل الجَد؟ لماذا أنت روتيني ولا مبالٍ؟ ولماذا تقصِّر في مسؤولياتك عندما تؤدي واجبك على هذا النحو؟ بغض النظر عمن يتحمَّل المسؤولية الأساسيَّة، فكل شخص آخر مسؤول عن متابعة الأمور، يجب أن يتحمل الجميع هذا العبء، وهذا الشعور بالمسؤولية، لكن لا أحد منكم يولي أي اهتمام، فأنتم حقًا روتينيون، وليس لديكم ولاء، وتقصِّرون في واجباتكم! لا يعني ذلك أنكم لا تستطيعون رؤية المشكلة، لكنكم لستم على استعداد لتحمُّل المسؤولية، وحتى حينما ترون المشكلة، فلا ترغبون في إعارة هذا الأمر أي اهتمام، لأنكم تقبلون بـ"جيد بما فيه الكفاية". أليست اللا مبالاة والروتينية على هذا النحو محاولة لخداع الله؟ عندما عملتُ وقدمت لكم شركة عن الحق، إذا كنت سأقوم بما هو جيد بما فيه الكفاية فقط، ثم بحسب ما يناسب مقدرتكم وسَعيكم، فما الذي يمكنكم ربحه من ذلك؟ إذا كان لدي نفس موقفكم فلن تربحوا شيئًا. ... لذلك، لا يمكنني فعل ذلك، لكن يجب أن أتحدَّث بالتفصيل، وأقدم أمثلة، عن حالات كل نوع من الأشخاص، والمواقف التي يتخذها الناس تجاه الحق، وكل نوع من أنواع الشخصيات الفاسدة، فعندئذٍ فقط ستفهمون ما أقوله وتفهمون ما تسمعونه. مهما كان جانب الحق الذي تتناوله الشركة، أتحدث من خلال وسائل مختلفة، مع أساليب للشركة مع الكبار والصغار، وأيضًا في شكل تعليلات وقصص، وباستخدام النظرية والممارسة، والحديث عن الاختبارات، كي يتمكّن الناس من فهم الحقّ والدخول في واقعه. وهكذا، فإن أولئك الذين لديهم القدرة والعقل للقيام بذلك سيكون لديهم فرصة لفهم الحق وقبوله ونيل الخلاص. لكن موقفكم تجاه واجبكم كان دائمًا موقفًا من اللا مبالاة والروتين، والتباطؤ، وأنتم غير مهتمين بمدى التأخير الذي تسبّبون فيه. ولا تفكّرون في كيفية طلب الحق لحل المشكلات، ولا تفكّرون في كيفية أداء واجبكم على نحو صحيح، لكي تتمكّنوا من الشهادة لله. إنَّ هذا إهمال لواجبكم. ولذلك تنمو حياتكم ببطء شديد، ولا تنزعِجون من مقدار الوقت الذي أهدرتموه. في الواقع، إذا كنتم تؤدون واجبكم بضمير ومسؤولية، فلن يستغرق الأمر حتى خمس أو ست سنوات قبل أن تتمكنوا من التحدث عن اختباراتكم والشهادة لله، وسيثمر تنفيذ أعمال الكنيسة المختلفة عن تأثير عظيم، لكنكم لستم على استعداد لتذكُّر مشيئة الله، ولا تجاهدون من أجل الحق. ثمة أشياء لا تجيدون القيام بها، فأنا أعطيكم تعليمات محددةً. ليس عليكم التفكير، بل عليكم الإصغاء وبدء العمل ليس إلا. تلك هي المسؤولية البسيطة الوحيدة التي يتعيَّن عليكم الاضطلاع بها – لكن حتى ذلك يفوقكم. أين وفاؤكم؟ لا يتجلّى إطلاقًا! كل ما تفعلونه هو أن تقولوا أشياء تبدو سارّة. أنتم تعرفون في قرارة أنفسكم ما ينبغي لكم عمله، لكنكم ببساطة لا تمارسون الحقَّ. هذا عصيان ضد الله، وفي أصله هو عوَز لمحبة الحق. إنكم تعرفون جيدًا في قلوبكم كيف تتصرفون بحسب الحق، لكنكم فقط لا تمارسون ذلك. هذه مشكلة خطيرة، إذ تحدقون فحسب في الحق، من دون ممارسته. أنت لست مطيعًا لله على الإطلاق. من أجل القيام بواجب في بيت الله، فأقل ما يمكنك عمله هو طلب الحق وممارسته والتصرف بحسب المبادئ. إن لم تتمكن من ممارسة الحق في تأديتك لواجبك، فأين يمكنك ممارسته إذًا؟ وما لم تمارس أيٍ من الحق، فأنت غير مؤمن إذًا. ما هو غرضك حقًا إذا لم تقبل الحق، ناهيك عن ممارسته، والتخبُّط ببساطة في بيت الله؟ أترغب في أن تجعل بيت الله بيت تقاعدك أو دارًا خيريَّة؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنت مخطئ، لأن بيت الله لا يعتني بالطفيليين والسفهاء. أي شخص إنسانيته ضعيفة، لا يؤدي واجبه بسرور، لا يصلح لأداء واجب، لا بد أن يُعزَل. وكل غير المؤمنين الذي لا يقبلون الحق لا بد أن يُطرحوا خارجًا. حتى عندما يفهم الحق، لا يمارسه. وحتى عندما يفهم المشكلة تمامًا، لا يتحمّل المسؤولية عنها. يعرف أنّها مسؤوليته، لكنّه لا يبذل مجهودًا لحلّها. إن لم تضطلع بالمسؤوليات التي بمتناولك، فما قيمة تلك المسؤوليات الضئيلة التي تتولّاها؟ ما هو تأثيرها؟ أنت تقوم بجهد رمزيّ ليس إلا، وتتكلّم لمجرد الكلام. أنت لا تبذل مجهودًا، ناهيك عن بذل كل طاقتك. ليس هذا أداء واجبك بمعيار مقبول، فأنت لا تبدي الوفاء، بل تعيش بعرق جبينك ليس إلا، وتحيا كتابع لله. هل من أهمية لمثل هذا الإيمان؟ إيمان كهذا تافه جدًا– ما قيمته؟" (من "أداء الواجب جيدًا يتطلّب ضميرًا على أقل تقدير" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). شعرت بالخجل الشديد بعد قراءة كلام الله. إنَّ الله صادق تمامًا في معاملته للناس. ولكي يُخلِّصنا، يستخدم كل أنواع الطرق للشركة معنا، ويمنحنا شركة مفصَّلة حول جوانب مختلفة من الحق. وهو صبور للغاية، ويقوم بذلك بصبر. إنه يعطينا أمثلة كثيرة ليرشدنا إن كنا لا نفهم، ويقوم دائمًا بالشركة حول الحقائق لسقايتنا وإمدادنا، وقد دفع أعلى سعر ممكن. تأملت في موقفي في أداء واجبي وأدركت أن الكنيسة قد أوكلت لي واجبًا مهمًّا، لكنني لم أتحمَّل المسؤولية. كنت أتعامل معه بلا مبالاة، وأتراخى حيثما استطعت، وأتحايل وأتصرف بمكرٍ. أين كانت إنسانيتي؟ لقد كان الله صادقًا معنا، لكن كل ما قدمته له كان خداعًا. في السابق قرأت في كلام الله عن أناس يفتقرون إلى الإنسانية، لكنني لم أعقد لنفسي صلة بذلك. ثم رأيت أنه كانت لدي إنسانية ضعيفة بالفعل وأنني بلا ضمير. بدوت وكأنني كنت أؤدي واجبي يوميًّا وكنت أدفع ثمنًا قليلًا، وأعمل بشكل سطحي. لكن قلبي لم يكن متجهًا إلى الله. لم أكن أحاول بذل قصارى جهدي في واجبي وأؤديه بإخلاص ليكون لديَّ ضمير حيّ. بل كنت أتصرف بلا مبالاة وكنت أنفذ الأمور بشكل سطحي. لم أكن أؤدي واجبًا؛ بل لم أصل إلى المستوى المطلوب للقيام بالخدمة. كنت أعرف أنني لن أتمكن من تعويض الخسائر التي تسببتُ بها في العمل بسبب عدم مسؤوليتي. صليت إلى الله، طالبًا منه منحي فرصة للتوبة، ومنذ تلك اللحظة عزمت على تغيير سلوكي في واجبي. لم أتمكن من الاستمرار في هذا الإهمال الشديد.

ثم قرأت مقطعًا من كلمات الله: "عندما يكون لدى الناس شخصية فاسدة، فإنهم غالبًا ما يكونون روتينيين ومهملين عند أدائهم لواجبهم. هذه واحدة من أخطر المشكلات على الإطلاق. إذا كان على الناس أداء واجبهم أداءً صحيحًا، يجب عليهم أولًا معالجة مشكلة الروتينية والإهمال. طالما لديهم مثل هذا التوجه الذي يتسم بالروتينية والإهمال، فلن يتمكنوا من أداء واجبهم أداءً صحيحًا، مما يعني أن حل مشكلة الروتينية واللامبالاة أمر مهم للغاية. فكيف ينبغي أن يمارسوا ذلك؟ أولًا، يجب عليهم حل مشكلة حالتهم الذهنية؛ يجب أن يتعاملوا مع واجباتهم بطريقة صحيحة، وأن يفعلوا الأشياء بجدية وإحساس بالمسؤولية، دون أن يكونوا مخادعين أو روتينيين. يؤدى المرء واجبه لله، وليس لأي شخص. إذا كان الناس قادرين على قبول تمحيص الله، فسيكون لديهم الحالة الذهنية الصحيحة. والأكثر من ذلك، بعد القيام بشيء ما، يجب على الناس فحصه والتأمل فيه، وإذا كان لديهم أي شكوك في قلوبهم، وبعد أجراء فحص تفصيلي، واكتشفوا أن هناك بالفعل مشكلة، فيجب عليهم إجراء تغييرات. بمجرد إجراء هذه التغييرات، لن يكون لديهم أي شكوك في قلوبهم. عندما يكون لدى الناس شكوك، فهذا يثبت أن هناك مشكلة، ويجب عليهم فحص ما فعلوه بجدية، خاصة في المراحل الرئيسية. هذا توجه مسؤول نحو أداء واجب المرء. عندما يمكن للمرء أن يكون جادًا ومسؤولًا ومتفانيًا ومجتهدًا، فسيجري إنجاز العمل بطريقة صحيحة. في بعض الأحيان تكون في حالة ذهنية خاطئة، ولا يمكنك العثور على خطأ واضح وضوح الشمس أو اكتشافه. إذا كنت في الحالة الذهنية الصحيحة، فسوف تكون قادرًا على تحديد المشكلة باستنارة الروح القدس وإرشاده. إذا كان الروح القدس قد أرشدك ومنحك مثل هذا الإدراك، مما سمح لك بالشعور بأن ثمة شيئًا ما خطأ، ومع ذلك كنت في حالة ذهنية خاطئة، وكنت شارد الذهن ومهملًا، فهل كنت لتستطيع ملاحظة الخطأ؟ لما كنت لتستطيع ذلك. ما الذي يُرى من هذا؟ وهذا يدل على أنه من المهم جدًا أن يتعاون الناس؛ فقلوبهم مهمة جدًا، والاتجاه الذي يوجهون فيه أفكارهم ونياتهم مهم جدًا. إنَّ الله يمحِّصُ الحالة الذهنية للناس، ويمكنه أن يراها أثناء أدائهم لواجبهم، ويرى مقدار الطاقة التي يبذلونها. وإنه لأمرٌ مفصليٌّ أن يضع الناس كل قلوبهم وقوتهم فيما يفعلونه. والتعاون عنصرٌ مفصليٌّ. فقط إذا جاهدَ الناس كيلا يشعرون بالندم على التقصير في الواجبات التي أنجزوها والأشياء التي قاموا بها، وألا يكونوا مدينين لله، فسوف يتصرَّفون من كل قلوبهم وقوَّتهم. إذا فشلتَ على الدوام في في أداء واجبك بكل إخلاص وقوة، وإذا كنت دائم اللامبالاة والروتينية، وتسبِّبُ ضررًا جسيمًا للعمل، وكثيرًا ما لا ترقى إلى تحقيق التأثيرات التي يطلبها الله، فعندئذٍ يمكن أن يحدث شيء واحد فقط: أن تُطرَح خارجًا. أسيكون إذًا هناك وقت للندم؟ كلا. هذه الأشياء ستصبح رثاءً أبديًّا، ووصمة عار! إنَّ اللامبالاة والروتينية الدائمين لوصمةُ عارٍ، وتعدٍ خطير. نعم أم لا؟ (نعم). يجب أن تجاهد من أجل تنفيذ التزاماتك، وكل ما يتعيَّن عليك القيام به، من كل قلبك وقوَّتك. يجب ألا تكون لامبالٍ وروتينيًا، وألا تترك أي مصدر ندم. إذا كنت تستطيع القيام بذلك، فإن الله سيحتفي بالواجب الذي تقوم به. تلك الأمور التي ذكرها الله هي أعمال حسنة. ما إذًا الأشياء التي لم يذكرها الله؟ (إنها تعديات وأعمال شريرة). قد لا يقبل الناس أنها أعمال شريرة إذا وُصِفت على هذا النحو حاليًا، ولكن إذا جاء يوم تكون فيه لهذه الأشياء تبعات خطيرة، وأصبح لها تأثير سلبي، فسوف تشعر أن هذه الأشياء ليست مجرَّد تجاوزات سلوكية، بل أعمال شريرة. عندما تدرك هذا، ستكون نادمًا، وستفكِّر في نفسك: "ألم تكن الوقاية خيرٌ من العلاج؟" لن يمحو أي شيء هذه الوصمة الأبدية من قلبك، وستسبِّب لك المتاعب إذا تركتك في دَين دائم. لذا عليكم اليوم أن تجاهِدوا لتضعوا كل قلوبكم وقوتكم في المهام التي منحها لكم الله، لتؤدي كل واجب بضمير مرتاح، دون أي ندم، وبطريقة يحتفي الله بها. مهما فعلت فلا تكن لامبالٍ وروتينيًا. بمجرد أن تشعر بالندم، فلن يمكنك تعويض الأمر. وإذا ارتكبت تعديًا خطيرًا، فسيصبح وصمة عار أبديَّة، وندمًا دائمًا. يجب رؤية كلا المسارين بوضوح. أيهما يجب أن تختار لتنال مدح الله؟ أداء واجبك من كل قلبك وقوتك، وتجهيز الأعمال الحسنة والإكثار منها وتكديسها، دون ندم. لا تجعل تعدياتك تتراكم وتندم عليها وتسقط في الدَين. ماذا يحدث عندما يرتكب الإنسان الكثير من التعديات؟ يتراكم عليه غضب الله في محضره! إذا كنت تتعدى أكثر من أي وقت مضى، ويزداد غضب الله تجاهك أكثر، ففي النهاية إذًا ستُعاقَب" (من "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). اعترفت قبل ذلك بأنني كنت أؤدي واجبي بلا مبالاة، لكنني لم أدرك قطُّ العواقب المحتملة لذلك عليّ، أو كيف يرى الله شخصًا كهذا ويميّزه. لقد رأيت الآن من كلمة الله أن أمثال هؤلاء الناس يبدون وكأنهم لا يرتكبون شرًّا كبيرًا في الظاهر، لكن موقفهم تجاه واجبهم بغيض إلى الله، وإن لم يتوبوا، فسيفقدون فرصتهم في الخلاص في نهاية المطاف. لقد أدركت من انكشافي في هذا الوضع مدى خطورة مشكلة تخبطي في واجبي وعدم مسؤوليتي. فبسبب عدم مسؤوليتي كان يجب أن يخضع الفيديو لمزيد من التعديل؛ مما أدَّى إلى تعطُّل عملنا كله. كان ذلك تعديًا. إن لم أصحح حالتي فورًا، ومضيت في إهمالي وعدم مسؤوليتي، فسوف أسيء إلى شخصية الله وأُستبعَد في أي وقت، وعندئذٍ سيكون قد فات أوان الندم. لقد وجدنا مسارًا للممارسة من كلام الله لمعالجة إهمالنا في واجبنا. أولًا، يجب أن نمتلك العقلية المناسبة، ونضطلع بالمسؤوليات ونقبل تمحيص الله. ثم علينا مراجعة الأشياء بدقة، وألا نتغاضى عن المشاكل التي نصادفها.

لاحقًا وضعنا كلام الله موضع التطبيق؛ فلخصنا الأسباب التي أدت إلى إخفاقاتنا، وراجعنا مقاطع الفيديو بجدية على أساس المبادئ، ولم ندع تفصيلًا واحدًا يُفلت من بين أيدينا. سعينا معًا إلى مبادئ الحق، وتوصلنا إلى كيفية إجراء التعديلات. ساعدتنا هذه الشركة والنقاش مع الإخوة والأخوات على فهم أفضل للمبادئ، وأدركنا أنه مع أننا راجعنا بعض مقاطع الفيديو عدة مرات، حيث أصبحنا الآن أكثر دراية، فقد اكتشفنا المزيد من المشاكل التي تنطوي على تفاصيل. وأظهر هذا بوضوح تام مدى خطورة مشكلة استخفافنا بواجبنا في السابق. ثم حللنا كيفية تعديل مقاطع الفيديو هذه بناء على تلك المبادئ، وأتممنا كل التعديلات التي تمكّنّا من القيام بها، ثم سلمناها للقائد ليراجعها بعد التأكد من عدم وجود أي مشكلات. شعر الجميع بمزيد من الراحة بعد أن طبقنا ذلك. وبعد تعديل مقاطع الفيديو، سلمناها إلى القائد ليراجعها، فقال: "إنها جيدة جدًّا، ولا أرى أي مشاكل فيها. لقد أبليتم بلاءً حسنًا هذه المرة". حين قال القائد ذلك، لم يسعني إلا أن أشكر الله من قلبي. عرفت أن السبب لم يكن بسبب قيامنا بعمل جيد، بل قادنا الله ومنحنا الاستنارة حين توافر لدينا بعض الاستعداد للتغيير والتوبة، وكففنا عن اللامبالاة الشديدة. أظهر لي هذا الاختبار في الواقع أنه لن يكون لواجبك معنى وتشعر براحة البال إلّا إذا أديت واجبك بتفان وإخلاص. الشكر لله!

السابق: 90. واجبك ليس مهنتك

التالي: 92. اختيارات مؤلم

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

4. صحوةُ روح مخدوعة

بقلم يانتشي – البرازيلوُلِدتُ في مدينة صغيرة شمال الصين، وفي عام 2010، لحِقتُ بأقاربي إلى البرازيل. هنا في البرازيل، تعرَّفتُ على صديق...

9. نوع مختلف من الحب

بقلم تشنغشين – البرازيللقد أتاحت لي فرصة حدثت بالمصادفة في عام 2011 أن أذهب من الصين إلى البرازيل. بعد وصولي مباشرةً، كنت غارقًا في تجارب...

12. كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيالقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

6. اسمعوا! من هذا الذي يتكلم؟

بقلم تشو لي – الصينبصفتي واعظة في الكنيسة، ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من الفقر الروحي ومن ألا يكون لديَّ شيء أُبشِّرُ به. كنت أشعرُ بالعجزِ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب