90. واجبك ليس مهنتك

بقلم: كايلي؛ فرنسا

في العام الماضي، كنت مسؤولة عن عمل كنيستين. في بعض الأحيان كانت هناك حاجة إلى نقل الأفراد من كنيستينا للقيام بواجب معين في مكان آخر. في البداية كنت سعيدة بالتعاون وأوفر الأفراد على الفور. لكن بعد فترة أدركت أنه يصبح من الأصعب إنجاز عملي عندما يتم نقل الأشخاص الجيدين. قلقت من أن يتأثر أدائي، وأن تعفيني القائدة لعدم تحقيق نتائج في عملي، وأن تصبح كرامتي ومكانتي في خطر. وبعدها لم أكن مستعدة وراغبة تمامًا في توفير الأفراد.

ولم يمض وقت طويل، حتى لاحظت أن الأخت رانا، وهي مؤمنة جديدة، كانت تتمتع بمقدرة جيدة وكانت جادة في سعيها. فكثيرًا ما قرأت كلام الله وشاهدت مقاطع فيديو الكنيسة، ودائمًا ما كانت تسألني أسئلة عن ممارسة الحق والدخول في حقيقته. كنت أفكر كيف كانت كنيستنا بحاجة إلى عاملة سقاية، وكان يجب أن أجهزها لذلك على الفور. وبهذه الطريقة، لن أكون فقط أسقي المؤمنين الجدد، لكن هذا كان سيظهر أيضًا أنني كنت أحقق نتائج في واجبي، وسيرى القادة أنني كفؤ حقًّا - وبذلك سيكسب الجميع. ولهذا السبب، زودتها بالكثير من المساعدة حتى تفهم المزيد من الحقائق وتتمكن من تولي عمل السقاية. وفي أقل مما توقعت أخبرتني قائدة ذات يوم بأن كنيسة أخرى كانت بحاجة إلى شخص يتولى عمل السقاية بها، وأرادت أن تتحمل الأخت رانا هذا الواجب. عندما سمعت هذا، استشطت غضبًا وشعرت بمعارضته حقًّا، وفكرت أن الكنيسة لم تكن الوحيدة التي تحتاج إلى الناس. وبعد أيام قليلة طرحت القائدة مرة أخرى فكرة نقل الأخت رانا، قائلة إنها تتمتع بمقدرة جيدة وربما يمكن تدريبها لتحمل المزيد من المسؤولية. اكتسبت المزيد من المقاومة كلما سمعت هذا، وفكرت: "هل تريدين أخذها بهذه البساطة؟ إذا استمر عمل كنيستنا يعاني، فسأُعفى". وبإدراك هذا، صحت قائلة: "كنت أفكر في أنها يمكن أن تبقى هنا وأن تُنمى حتى تشغل منصبًا قياديًّا". في الواقع، كنت أعلم أن هناك عددًا قليلًا من المؤمنين الجدد في الكنيسة الأخرى وكان لديهم حاجة أكبر إلى السقاية. لم أجرؤ على القول صراحةً إنني لن أتركها تذهب، لكني كنت ممتلئة بالغضب المكبوت وشعرت بشعور فظيع، ولم أستطع قبول ذلك. كانت القائدة قد نقلت اثنتين من قادة المجموعة من كنيستينا قبل ذلك بوقت قصير، لذلك كنت أعمل باستمرار على تنمية أشخاص جدد، وملء الوظائف الشاغرة، والأهم من ذلك، أنه لم يكن من السهل العثور على مرشحين جيدين. وإن لم أحصل على نتائج جيدة في عملي، فلن أحظى أبدًا بفرصة لأبرز وأظهر ما تمكنت من فعله. فشعرت بأنني لا أستطيع القيام بذلك الواجب، وشعرت بالمزيد والمزيد من البؤس. شعرت بالظلم الشديد، ولم أستطع كبح دموعي. وعندما رأتني القائدة هكذا، قدمت لي شركة حول مشيئة الله ومبادئ الكنيسة لترتيب الواجبات، لكن كل هذا لم يلق آذانًا صاغية. وفي وقت لاحق، قالت إنه بتصرفي بهذه الطريقة، كنت أعيق عمل الكنيسة، لكنني لم أستطع قبول ذلك على الإطلاق. فكرت: "لكن أليس هذا من باب مراعاة عمل كنيستنا؟ إذا كنت تعتقدين أنني أعيق العمل، فعندئذ يمكنك فعلها. اعفيني فحسب، ولذا فلن أتسبب في المزيد من المشاكل". شعرت بالسوء عندما فكرت في الأمر بهذه الطريقة، لذلك صليت لله قائلة: "إلهي، أنا لا أستطيع الخضوع فحسب لما يحدث الآن. أشعر بالظلم الشديد. إلهي، أرجوك أرشدني حتى أتمكن من فهم ما خطبي".

بعد الصلاة، فكرت في السبب في أنه عندما احتاجت القائدة إلى إجراء تغييرات عادية، لم يعترض الأشخاص الآخرون على ذلك، لكن كان لديَّ مشكلة. كان عليَّ محاربة ذلك ومنعه، ولذا كان لديَّ الكثير من المقاومة الداخلية له. ولم أتصرف بهذه الطريقة مرة أو مرتين فحسب. لماذا كان من الصعب عليَّ الخضوع؟ ما السبب الحقيقي وراء ذلك؟ عندئذ تذكرت هذه الكلمات من الله: "لا يُدار الواجب بواسطتك؛ فهو ليس مهنتك أو عملك بل عمل الله. يتطلَّب عمل الله تعاونك، ممَّا يترتَّب عليه واجبك. واجب الإنسان هو الجزء الذي ينبغي أن يتعاون معه الإنسان في عمل الله. فالواجب جزءٌ من عمل الله وليس مهنتك أو شؤونك الداخليَّة أو شؤونك الشخصيَّة في الحياة. سواء كان واجبك هو التعامل مع الشؤون الخارجيَّة أو الداخليَّة، وسواء كان ينطوي على عملٍ بدنيٍ أو ذهني، فهذا هو الواجب الذي يتحتم عليك أداؤه، وهو عمل الكنيسة، ويُشكِّل جزءًا من خطَّة تدبير الله، وهو الإرسالية التي كلَّفك بها الله، وليس عملك الشخصيّ. كيف يجب أن تتعامل مع واجبك إذًا؟ على الأقل، يجب عليك ألَّا تؤدّي واجبك كيفما شئت، يجب ألَّا تتصرًّف بتهور" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). "ما هو الواجب بالضبط؟ إنها مهمة أوكلها الله إلى الناس، وهي جزء من عمل بيت الله، وهي مسؤولية والتزام يجب أن يتحمله كل فرد من شعب الله المختار. هل الواجب نوع من أنواع المساعي؟ هل هو شأن عائلي خاص؟ هل من العدل أن نقول إنه بمجرد أن يتم تكليفك بواجب، يصبح هذا الواجب شؤونك الشخصية؟ الأمر ليس كذلك مُطلقًا. إذن، كيف يجب عليكَ أن تفي بواجبك؟ من خلال التصرف وفقًا لمتطلبات الله وكلماته ومعاييره، وبناء سلوكك على مبادئ الحق بدلًا من الرغبات البشرية الذاتية. يقول بعض الناس: "فور أن يتم تكليفي بواجب ما، ألأ يصير هذا الواجب شأني الخاص؟ واجبي هو مسؤوليتي، وهل ما أنا مكلف به ليس من شأني الخاص؟ إذا تعاملت مع واجبي على أنه شأني الخاص، ألا يعني ذلك أنني سأقوم به بشكل صحيح؟ هل سأقوم بواجبي بشكل صحيح إذا لم أتعامل معه على أنه شأني الخاص؟" ألا يعني ذلك أنني سأقوم به بشكل صحيح؟ هل هذه الكلمات صحيحة أم خاطئة؟ هذه الكلمات خاطئة؛ إنها تتعارض مع الحق. ليس الواجب شأنًا من شؤونك الخاصة، إنه من شؤون الله، وهو جزء من عمل الله، ويجب أن تعمل ما يطلبه الله؛ فقط من خلال أداء واجبك بقلب تملؤه طاعة الله يمكنك أن تكون على المستوى المتوقع. إذا كنت تقوم دائمًا بواجبك وفقًا لمفاهيمك وتصوراتك الخاصة، وبحسب ميولك، فلن تحقق المستوى المتوقع أبدًا. مجرَّد أداء واجبك كما يحلو لك لا يعتبر أداء لواجبك، لأن ما تفعله ليس ضمن نطاق تدبير الله، وليس من عمل بيت الله؛ بل أنت، على النقيض، تدير عملك الخاص، وتنفذ مهامك الخاصة، ولذا لا يتذكر الله ذلك" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). تأملت في كلام الله وأدركت أن الواجب ليس مهنة، وأنه إرسالية الله إلى الناس. لذلك يجب أن يُنفذ حسب متطلبات الله. لا ينبغي أن أفعل ما أريد فقط، بناءً على رغباتي وخططي الشخصية. ولو أنني فعلت ذلك، فربما كان سيبدو وكأنني أقوم بالكثير من العمل، ولكن لم يكن ليصبح هذا قيامًا بواجب؛ بل بالأحرى سيكون إدارة مشروعي الخاص، ومقاومة لله. بتذكر سلوكي كلما كان يُطلب مني توفير الأفراد، كنت قلقة من أنني إن تخليت عن أعضاء الكنيسة الذين كانوا فعالين في أداء واجباتهم، فعندئذ لن تحقق كنيستانا نتائج جيدة، وربما أفقد منصبي. لكي أحمي سمعتي ومكانتي، لم أرد توفير الأفراد. وعلمت نظريًّا أن الله أوكلني واجبي، وكانت هذه مسؤوليتي، لكن في الممارسة العملية، عاملته كأنه عملي الخاص، ووظيفتي الخاصة. فمنذ أن كُلفت بتلك الوظيفة، تصورت أنها عملي الخاص، ولذا فإن لي القول الفصل. كنت على استعداد للمساعدة في توفير الأفراد فقط إن لم يؤثر ذلك على نتائج عملي، ولكن بمجرد أن يكون له تأثير على عملي، كنت أعاند بشدة ولا أسمح بذهاب أحد. لذلك عندما اكتشفت أنه سيتم نقل الأخت رانا، شعرت باكتئاب ولم أرغب في تركها تغادر. شعرت بالظلم بشكل لا يُصدق، بل أردت أن أثور وأتوقف عن أداء واجبي. كيف كان ذلك أداءً للواجب؟ من الواضح أنني كنت أقوم بتعطيل عمل الكنيسة وإعاقته. لم أراع الصورة الكبيرة في أثناء أداء واجبي، ولم أكن أحافظ على مصالح الكنيسة، بل كنت أخطط لنفسي، وأستخدم واجبي كفرصة للعمل من أجل سمعتي ومكانتي. ألم أكن أدير عملي الخاص؟ مهما كان مقدار العمل الذي قد أقوم به، فلن يحتفي الله بمثل هذا السلوك أبدًا. كان يجب أن أتعاون بحماس كلما احتاجت كنيسة إلى شخص. ولم يكن من الممكن أن أفكر في مصالحي الشخصية فقط.

في اجتماع في اليوم التالي، ذكرت قائدة أن وظيفة قادة الكنيسة هي سقاية الإخوة والأخوات مع تنمية الناس أيضًا حتى يتمكن الجميع من القيام بواجب يناسبهم. عند سماع ذلك، كان الأمر أشبه بالاستيقاظ من حلم. كانت محقة. فسقاية الإخوة والأخوات ومساعدتهم على إيجاد الواجب المناسب كانت جزءًا من عملي. ولكن عندما احتاجت كنيسة أخرى إلى شخص، ظاهريًّا لم أجرؤ على الرفض، ولكن من صميم قلبي كنت أحاربه، واختلقت جميع أنواع الأعذار لعدم نقلهم. لم يكن هذا قيامًا بواجبي. لم أكن أقوم بمسؤولياتي في هذا الدور، بل إنني حتى لمت القائدة لوضعي في موقف عصيب. ولم أمتنع فقط عن تأمل نفسي، بل وقفت تمامًا في طريق عمل الكنيسة. ألم يكن هذا السلوك إعاقة متعمدة للأشياء، تمامًا مثلما قالت تلك الأخت؟ تذكرت عندما توليت هذا الواجب لأول مرة، أردت فقط أن أقوم بدوري المتواضع في عمل الإنجيل. لكني الآن أصبحت عقبة، وحجر عثرة. عند ذلك شعرت ببعض الأسف، وأخبرت نفسي أنني في المرة القادمة يجب أن أمارس الحق، وأنني لم يكن من الممكن أن أهتم بنفسي فقط بمثل هذه الطريقة الأنانية والحقيرة.

بعد أيام قليلة، أرسلت القائدة رسالة تطلب مني نقل عضوين من الفريق إلى كنيسة أخرى. كنت هادئة تمامًا عندما قرأت تلك الرسالة، ورأيت أن هذا الموقف جاء لي من الله كفرصة لممارسة الحق. ولكن عندما كنت أقوم بتقييم أعضاء الفريق، شعرت ببعض التردد، وتساءلت إن كنت مضطرة حقًّا إلى السماح لأفضل أختين في الفريق بالرحيل، أو ربما كان بإمكاني نقل اثنتين لم تكونا بنفس الكفاءة. عند ذلك التفكير، أدركت أنني كنت أنانية وأكرر الخطأ نفسه مجددًا. وعندئذ قرأت مقطعًا من كلام الله: "قلوب المخادعين والأشرار مليئة بطموحاتهم وخططهم ومكائدهم الشخصية. هل من السهل تنحية هذه الأمور جانبًا؟ (لا). ماذا يجب عليك أن تفعل إذا كنت لا تزال ترغب في أداء واجبك بشكل صحيح ولكن لا يمكنك تنحية هذه الأمور جانبًا؟ ثمَّة سبيلٌ هنا: يجب أن تكون طبيعة ما تفعله واضحةً لك. إذا كان هناك أمرٌ يتعلق بمصالح بيت الله، وكان ذا أهمية خاصة، فلا يجب عليك تأجيله، أو ارتكاب الأخطاء، أو الإضرار بمصالح بيت الله، أو الإخلال بعمل بيت الله. هذا هو المبدأ الذي يجب أن تتبعه في أداء واجبك. وإذا لم تتضرر مصالح بيت الله، فأولًا، نحِّ جانبًا طموحاتك ورغباتك؛ يجب أن تتنازل عن مصالحك بعض الشيء، وأن تُنحيها جانبًا، ولكن من الأفضل أن تعاني قليلًا من المشقة بدلًا من إغضاب شخصية الله، التي هي بمثابة خط أحمر. إذا أفسدت عمل الكنيسة من أجل إرضاء غرورك وطموحاتك البائسة، فماذا ستكون العاقبة الختامية بالنسبة لك؟ سيتم استبدالك، وربما نبذك. وسينصب عليك جام غضب شخصية الله، وربما لن تتاح لك أي فرص أخرى للخلاص. فهناك حد لعدد الفرص التي يعطيها الله للناس. كم عدد الفرص التي تتاح للبشر ليُختَبَروا من الله؟ يتحدد هذا بحسب جوهرهم. إذا حققت أقصى استفادة من الفرص المتاحة لك، وكنت قادرًا على تقديم إتمام عمل الكنيسة على كبريائك وغرورك، فعندئذ تكون لديك العقلية الصحيحة" (الكلمة، ج. 2. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أداء واجبه بشكل جيد إلّا من خلال السعي لمبادئ الحق). بقراءة هذا، أدركت أنني لأقل حد ممكن لا يمكن أن أؤثر على عمل الكنيسة أو أعوقه، حتى وإن عانت كرامتي الشخصية. في السابق، لطالما كنت قلقة من أنه إذا نُقل أفضل أعضاء الكنيسة، سيعاني عمل كنيستينا، وسأُعفى. ولكن مَن ذا الذي سيُعفى بسبب التمسُّك بمصالح الكنيسة ومراعاة مشيئة الله؟ لا أحد. ومن ناحية أخرى، فإن أي شخص أناني وحقير يرفض التخلي عن أعضاء الكنيسة الجيدين، وهو ما يؤثر في عمل الكنيسة ومصالحها سيكون هو الشخص الذي سيُعفى ويُستبعد. وحتى لو تمسكت بهاتين الأختين، فهذا لا يعني بالضرورة أن كنيستينا كانتا ستعملان بشكل جيد. ولو أن دوافعي كانت خطأ، وكنت أحمي اسمي ووضعي، فعندئذ لم أكن لأربح عمل الروح القدس، ومن ثم فكيف أحقق نتائج جيدة في واجبي دون إرشاد الله؟ أراحتني هذه الأفكار إلى حد ما، وقلت لله في قلبي "إلهي، أريد أن أمارس الحق وأرضيك وأن أتوقف عن حماية اسمي ومكانتي". بعد ذلك، قدمت عضوي الفريق صاحبي أفضل أداء للكنيسة الأخرى. وبمجرد أن مارست هذا، شعرت بالارتياح حقًّا. وشعرت أنه كان من الجيد أن أكون من تلك النوعية من الأشخاص.

بعد هذه التجربة ظننت أنني قد تغيرت قليلاً، لكن لدهشتي، لم يكد يمر وقت طويل حتى كُشفت تمامًا. ذات يوم، قالت إحدى القائدات إنها تريدني أن أقدم المزيد من عاملات السقاية؛ لأنه كان لدينا عدد غير قليل من المؤمنين الجدد ثنائيِّ اللغة بكنائسنا. وإن كانت الحال كذلك فعلًا، فعندئذ يجب أن أتخلى تقريبًا عن كل مَن يتحدث لغتين ويتمتع بمقدرة جيدة. عند هذه اللحظة، بدأت أشعر بالقلق على كرامتي ومنصبي مرة أخرى. إن غادر هؤلاء الأشخاص، خشيت أن يتأثر عمل الإنجيل في كنائسنا قطعًا. في ذلك المساء، أرسلت لي القائدة رسالة للتحقق من الموقف. شعرت بمقاومة كبيرة بداخلي. كنت مقابل كل اسم تطرحه، أعطي إجابة من كلمة واحدة: "بالتأكيد"، "جيد". وعندما سألت عن التفاصيل، لم أرغب في قول أي شيء. فكرت: "لم أرغب مطلقًا في التخلي عن هؤلاء الأشخاص منذ البداية، لكنك تواصلين طرح الأسئلة. أنتم تستنزفون كنائسنا من الأفراد الذين يمكنهم القيام بواجب. كيف يُفترض بي أن أقوم بوظيفتي؟" كنت حقًّا مقاومة ولم أستطع الخضوع.

لاحقًا، في اجتماع، شاهدت مقطع فيديو لتلاوة كلام الله ساعدني على فهم فسادي. يقول الله القدير: "إن جوهر أنانية أضداد المسيح ودناءتهم واضح؛ إذْ تبرز مظاهرهم خصوصًا في هذا الجانب. يَعْهَدُ إليهم بيت الله بعمل، وإذا لم يُتِحْ لهم هذا العملُ الفرصة للظهور، فإنه لا يثير اهتمامهم، أما إن عاد عليهم بالشهرة والمنافع، وتركهم يُظهرون وجوههم فإن ذلك يثير اهتمامهم بشدة ويجعلهم مستعدين لقبوله. وإذا كان عملًا لن يفضي إلى تلقي الشُكر، أو يفضي إلى الإساءة إلى الناس، أو لم يكن ذا فائدة لمكانتهم وسمعتهم، فإنهم لا يهتمون به ولا يقبلونه، وكأنه لا علاقة لهم به، وليس بالعمل الذي يتعيَّن عليهم فعله. وعندما تواجههم صعوبات لا تكون لديهم فرصة لأن يسعوا إلى الحق للتغلب عليها، فضلًا عن أن يولوا أي اعتبار لعمل بيت الله، أو يحاولوا رؤية الصورة الأكبر. على سبيل المثال، قد تكون هناك عمليات نقل لعاملين ضمن نطاق عمل بيت الله استنادًا إلى احتياجات العمل الكليَّة؛ فإذا كان ثمة عمل مهم يتطلب اختيار شخص بعناية من إحدى الكنائس، وكان هذا الشخص هو الخيار الأمثل، فما هو يا تُرى مظهر قائد الكنيسة الذي يتعامل مع هذه القضية بتعقل؟ يتعيَّن على القائد أن يجد بديلًا ليملأ الشاغر حسبما تقتضي الظروف. وبمجرد العثور على شخص مناسب ينبغي صرف الشخص الأصلي، والسماح له بالذهاب إلى حيث يحتاجه العمل في بيت الله؛ ذلك لأنه لا أحد ينتمي إلى أي شخص، ولا إلى أي كنيسة بعينها، فضلًا عن أن ينتمي إلى أي قائد أو عامل؛ فكل شخص هو جزء من بيت الله، وعندما تكون ثمة حاجة معيّنة إليه في بيت الله، فيجب أن يطيع التوزيعات والترتيبات في بيت الله. عليه أن يذهب إلى المشروع حيث توجد حاجة له في بيت الله، مالم يتم نقله حسب رغبته خلافًا للمبدأ. أمّا إن كان انتقالًا طبيعيًا طبقًا للمبدأ، فلا يحق لأي قائد منعه. فهل ستقول إن هناك أي عمل ليس بعمل بيت الله؟ هل ثمة أي عمل لا ينطوي على توسعة لخطة تدبير الله؟ إنه كله عمل بيت الله، فكل عمل مساوٍ للعمل الآخر، وليس ثمّةَ ما هو "لك" و"لي"... ينبغي أن يوزِّع بيت الله مختاري الله مركزيًا، وهذا لا علاقة له بأي قائد أو رئيس فريق أو فرد. يجب أن يكون الجميع بحسب المبدأ. هذه هي قاعدة بيت الله. ومن ثم فإن الذين لا يتّبعون مبادئ بيت الله، والذين يتآمرون ويخططون لأجل مكانتهم ومصالحهم، أليسوا أنانيين ودنيئين؟ إنهم يستخدمون الإخوة والأخوات، ويستغلون الأشخاص ذوي القدرات الجيدة، ليعملوا نيابة عنهم، وليساعدوا على اختبار كفاءة العمل وترسيخ مكانتهم. هذا هو ما يرمون إليه؛ وهذه هي الأنانية والدناءة. إذا لم تدقق النظر، فإن ظاهر هذاالشخص يبدو من الخارج ذا ضمير حيٍّ للغاية وشخصًا مسؤولًا، ويدعوه غير المؤمنين بأنه من النخبة والخيرة، ويقولون إنه يتمتع بمقدرة عظيمة وببضع حيل وخدع في جعبته، وذلك عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالمواهب. يعتبر هذا مصدرًا للمنافسة بين غير المؤمنين، وهو شيء تتطلع نفوس الناس إليه، وذو قيمة كبرى لديهم. غير أن بيت الله على النقيض من ذلك: ففي بيت الله يعتبر هذا أمرًا مُدانًا، وهو صفة أنانية ودناءة. فعدم التفكير بالعمل الأوسع نطاقًا في بيت الله، بل الاقتصار في التفكير على مكانتك، وحماية مكانتك دون حساب للكلفة على مصالح بيت الله، والدفاع عن مكانتك ومصالحك الخاصة على حساب عمل الكنيسة: أليس هذا عملًا أنانيًا ودنيئًا؟ وعندما يواجهك مثل هذا الوضع فقلّما تفكر في ضميرك وتقول: "هؤلاء الناس هم جميعًا لبيت الله، وليسوا ملكي الخاص، وأنا أيضًا عضو في بيت الله. أي حقٍّ لي في أن أمنع بيت الله من نقل الأشخاص؟ يتعيّن عليّ أن آخذ في الاعتبار المصالح الكلّيّة لبيت الله بدلًا من التركيز على العمل داخل نطاق مسؤولياتي الخاصة". مثل هذه الأفكار هي التي ينبغي أن توجد لدى الأشخاص الذين يتمتعون بضمير وعقل، والحس الذي ينبغي أن يمتلكه الذين يؤمنون بالله. عندما تكون لدى بيت الله حاجة خاصة فإن أهم شيء هو طاعة ترتيبات بيت الله. والقادة الزائفون وأضداد المسيح لا يملكون مثل هذا الضمير والعقل، بل هم أنانيون، ولا يفكرون إلّا بأنفسهم، ولا يلقون بالًا لعمل بيت الله. إنهم لا يضعون نصب أعينهم سوى المنافع، ولا يعتبرون عمل بيت الله الأوسع نطاقًا، وبالتالي فهم غير قادرين مطلقًا على طاعة ترتيبات بيت الله. إنهم أنانيون ودنيئون للغاية. وهم يمتلكون من الجرأة في بيت الله ما يجعلهم معرقِلين، حتى إنهم ليتجرؤون على التشبث بمواقفهم. هؤلاء هم أناس يفتقرون إلى الإنسانية، إنهم أشرار. تلك هي نوعية الناس الذين هم أضداد المسيح؛ فهم يتعاملون مع عمل بيت الله، ومع الإخوة والأخوات، وحتى مع أصول بيت الله – كل شيء تحت سلطتهم – كما لو أنه مِلكهم. يعود الأمر إليهم في كيفية توزيع هذه الأشياء ونقلها واستعمالها، ولا يُسمَح لبيت الله بأن يتدخل. وما إن تصبح في أيديهم حتى يغدو الأمر كما لو أنها ملك للشيطان، ولا يُسمح لأحد بمسّها. إنهم شخصيات ذات شأن، وكبار القادة، وكل من يذهب إلى مناطق نفوذهم يتعين عليه أن يطيع أوامرهم وترتيباتهم وأن يصبح رهن إشارتهم. هذا هو مظهر الأنانية والدناءة داخل شخصية ضد المسيح. إنه لا يتبع المبدأ على الإطلاق، ولا يولي اعتبارًا لمصالح بيت الله، ولا يفكر إلّا بمصالحه الخاصة ومكانته، وهذه صفة نموذجية تتجلى في الطبيعة البشرية لنوعية الأشخاص الذين هم أضداد المسيح" (الكلمة، ج. 3. كشف أضداد المسيح. الملحق الرابع: تلخيص شخصيَّة أضداد المسيح وجوهر شخصيَّتهم (الجزء الأول)). كشف كلام الله عن حالتي. كانت رغبتي في إبقاء الإخوة والأخوات تحت سيطرتي وعدم تسليمهم إلى الكنيسة أنانية وحقيرة، وكنت أظهر شخصية ضد المسيح. طوال ذلك الوقت، شعرت حقًّا بالمقاومة وعدم الرغبة كلما كانت القائدة تريد نقل شخص من كنيستينا. بل إني استشطت غضبًا واعتراني القلق وشعرت بالظلم الشديد لدرجة البكاء. لم أوافق على ذلك حتى شاركت القائدة معي لمساعدتي على تغيير تفكيري وقالت لي بعض الأشياء اللطيفة. كنت كالمسؤولة التي كشفها الله، والتي تريد أن يكون لها القول الفصل في عمليات النقل من الكنائس التي كنت مسؤولة عنها. عندما تكون هناك حاجة إلى الناس، يمكنهم الذهاب إن قلت ذلك، ولكن لم يكن ليتمكن أحد من مسهم دون إذن مني. ولم يكن أحد يستطيع أن يستمر بدون إيماءة مني. كنت أبقي الكنائس تحت سيطرتي بقوة، وأبقي كل شيء تحت إمرتي. لم يكن المسيح مسؤولاً عن الكنائس - بل أنا. كان الأمر كما لو أن المؤمنين الجدد الذين تمت تنميتهم ينتمون لي. كنت أرغب في استخدام ما أنجزوه في واجبهم لترسيخ منصبي الخاص. كانت هذه وقاحة شديدة مني! ألم أكن في طريق ضد المسيح وأعارض الله؟ هذا الموقف جعلني أفكر أيضًا في القساوسة والشيوخ في العالم الديني. إنهم يعرفون أن كنيسة الله القدير تشهد بأن الرب قد عاد ويعبر عن الكثير من الحقائق، لكنهم يخشون أن تتبع كنائسهم الله القدير بمجرد أن يروا هذه الحقائق، وبالتالي يفقدون مكانتهم وسمعتهم ومصدر رزقهم، لذلك يفعلون كل شيء بكل ما أوتوا من قوة لإبعاد المؤمنين عن الطريق الحق. يزعون صراحةً أن الخراف خرافهم وأنهم لن يسمحوا لهم بسماع صوت الله واتباعه. إنهم يعاملون المؤمنين وكأنهم ممتلكاتهم الخاصة، ويسيطرون عليهم بشدة ويحاربون الله من أجلهم. هؤلاء القساوسة والشيوخ هم الخدمة الأشرار، وأضداد المسيح الذين يُكشفون في الأيام الأخيرة. كيف اختلفت أفعالي في جوهرها عن هؤلاء القساوسة والشيوخ؟ فقد كنت أتحكم في الآخرين لحماية كرامتي ووضعي. كنت أعرف أنني إن لم أتب، فسوف ينتهي بي الأمر بلعنة الله وعقابه لي مع أضداد المسيح. شعب الله المختار هو لله وليس لأي كائن مخلوق. يمكن نقل أي شخص يحتاجه أداء واجب في الكنيسة حسب الحاجة. لم يكن لديَّ الحق في الاحتفاظ بأي شخص في الكنيستين اللتين كنت أديرهما. وعندما يرتب القادة العمل وينقلون القادة، فإنه يطلبون رأيي من باب الاحترام، ومن أجل تعاون أكثر سلاسة. وفي الحقيقة، فحتى نقل شخص مباشرةً دون موافقتي سيكون له ما يبرره. لم يكن لديَّ أي حق في إبقاء الناس تحت سيطرتي. كنت أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار في العيش بأنانية هكذا. فإن الله قد وهبني حياتي، فلماذا كنت أن من أقاتل من أجل نفسي؟ قد لا يكون باستطاعتي أن أقدم مساهمة كبيرة في الكنيسة، لكن على الأقل لا يجب أن أتدخل. كان عليَّ أن أفعل المزيد لأفيد عمل الكنيسة. بعد ذلك، كلما لزم الأمر، كنت أبادر بالمساعدة في عمليات النقل، وتوقفت عن التفكير في اسمي ومكانتي الخاصة.

لاحقًا، أرسلت لي أخت نقلتها إلى كنيسة أخرى رسالة، تقول فيها إنها والإخوة والأخوات الآخرين قد استفادوا كثيرًا جدًّا من عملهم في نشر الإنجيل هناك. فشعرت بشعور مختلط من البهجة الشديدة والخزي. وسبب شعوري بالبهجة الشديدة هو أنهم تمكنوا من القيام بدورهم في نشر إنجيل الملكوت. ولكن ما جعلني أشعر بالخزي هو أنه إن كنت قد قدمت الأفراد عن طيب خاطر دون أن أعترض طريقهم، فعندئذ كان من الممكن تدريبهم قبل ذلك. لذلك صليت إلى الله، ولم أرد أن أعيش بشخصيتي الفاسدة بعد الآن، ولكن لتوفير مرشحين جيدين، وأقوم بدوري في عمل الإنجيل، وأؤدي واجبي.

السابق: 89. رؤية والديَّ على حقيقتهما

التالي: 91. الحقيقة وراء اللامبالاة

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

4. صحوةُ روح مخدوعة

بقلم يانتشي – البرازيلوُلِدتُ في مدينة صغيرة شمال الصين، وفي عام 2010، لحِقتُ بأقاربي إلى البرازيل. هنا في البرازيل، تعرَّفتُ على صديق...

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

21. التحرر من مصيدة الشائعات

بقلم شايون – الصينكنتُ أعمل كضابطة في الجيش. وفي أحد أيام عام 1999، بشرني قسٌّ كوريٌّ بإنجيل الرب يسوع. وبسبب سعيي الجادّ، سرعان ما أصبحتُ...

27. لم الشمل مع الله

بقلم جياندنغ – الولايات المتحدةولدتُ لأسرة كاثوليكية، وعلمتني أمي قراءة الكتاب المقدَّس منذ نعومة أظافري. كان هذا خلال الوقت الذي كان يبني...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب