19. لماذا لم أجرؤ على الانفتاح

بقلم: كريستينا؛ الولايات المتحدة

في منتصف مايو من العام 2021، طلبت مني قائدتنا كتابة تقييم عن لورا. قالت إن لورا كانت متغطرسة، وبارة في عينيِّ ذاتها وكانت دائمًا تُصدر أحكامًا على القادة والعمَّال. لم شخصية قويمة. كان تقييم جين للورا مختلفًا عن تقييمي. وحينما تفاعلتُ مع لورا في الماضي، لم تكن كما قالت عنها جين. لكن ساورني القلق إنْ قلتُ الحقَّ، ستقول جين إنني أفتقر للتمييز وستأخذ عني انطباعًا سيئًا. وعندئذ قد لا تُكلِّفني بمشاريع مهمة في المستقبل. لذا خضعتُ لإرادة جين وسايرتها في تقييمها، وقلتُ إن لورا كانت تدين الآخرين تعسُّفيًّا. وبعد فترة وجيزةٍ، استُبدِلتْ لورا. ولاحقًا، اكتشفت أن لورا قد أبلغت عن جين لفشلها في القيام بعمل حقيقي ولكونها قائدة زائفة، ما أدى إلى قيام جين بقَمْعها ومعاقبتها، زاعمة أنها كانت تدين القادة والعمَّال. وفي النهاية كُشِفَتْ جين كقائدة زائفة واستُبدِلَتْ. بعد سماعي بهذا، عاودت التفكير في سلوكي في كتابة التقييم وتملَّكني شعور بالندم. بقراءة كلمة الله والتفكُّر في نفسي، أدركتُ أنني كنت على استعداد للكذب والمضيِّ قُدُمًا في إدانة لورا لأترك انطباعًا جيدًا لدى القائدة. كنت حقًّا أفتقر إلى الإنسانية. وكلما تأملت، زاد شعوري بالاشمئزاز والكراهية تجاه نفسي. فكرتُ في كتابة مقال عن هذا الفشل لمشاركته مع الإخوة والأخوات كتحذير. لكن كان لديَّ مخاوفي. فكَّرتُ: "إن دوَّنتُ كل شيء عن فسادي ودوافعي الخاطئة خلال التقييم، فماذا سيظنُّ بي الإخوة والأخوات؟ إن مقتني الآخرون وازْدَروني، فستنهار سُمْعتي، كما سأشعر بالخِزي الشديد لأظِهر أمامهم مجددًا". فكَّرتُ أيضًا كيف كانت لورا قريبة للغاية مني وكثيرًا ما كانت تثق بي إن كانت تواجهها مشاكل. فماذا ستظن إن اكتشفت أن تقييمي لها تم بشخصية فاسدة؟ هل سيخيب أملها بي وتقطع علاقتها معي؟ إن اكتشفت القيادة العليا الأمر، فهل سيقولون إن لديَّ شخصية سيئة ويُكلِّفونني بواجب مختلف؟ بالتفكير في كل هذا، انتابني شعور مُريع. لقد ارتكبتُ شيئًا مخزيًّا حقًّا وكان من الصعب التحدث بشأنه. ولم تكن بي رغبة في مواجهة ما فعلته؛ بل أردتُ المُضيَّ قُدُمًا فحسب. ولم أرغب في الكتابة بشأن ذلك.

بعدئذ، بدأت أفكِّر مليًّا في المسألة. لماذا لم أكن على استعدادٍ لذكر هذا الفشل؟ لماذا لم أكن على استعدادٍ للانفتاح والكشف عن نفسي؟ ما الشخصية الفاسدة التي كانت تمنعني من ذلك؟ ذات يومٍ، بينما كنت أشاهد مقطع فيديو عن شهادة، رأيتُ مقطعًا من كلام الله: "بغض النظر عن السياق، ومهما يكن الواجب الذي يؤديه ضدُّ المسيح، فسيحاول أن يعطي انطباعًا بأنه ليس ضعيفًا، وأنه دائمًا قوي، ومملوء بالثقة، وليس سلبيًا أبدًا. إنه لا يكشف أبدًا عن قامته الحقيقية أو موقفه الحقيقي تجاه الله. هل يعتقد حقًا في صميم قلبه أنه لا يوجد شيء لا يمكنه عمله؟ هل يعتقد حقًا أنه بلا ضعف أو سلبية أو فيض من الفساد؟ بالطبع لا. إنه يجيد التظاهر، وبارع في إخفاء الأشياء. يحب إظهار جانبه القوي والمشرِّف للناس؛ ولا يريدهم أن يروا الجانب الضعيف والحقيقي منه. هدفه واضح: إنه، بكل بساطة، الحفاظ على ماء وجهه، لحماية المكانة التي يحتلها في قلوب الناس. يعتقد ضد المسيح أنه إذا كشف أمام الآخرين سلبيته وضعفه، وإذا أعلن عن الجانب المتمرد والفاسد منه، فسيمثّل ذلك ضررًا جسيمًا لمكانته وسمعته؛ أي متاعب أكبر مما يستحقه الأمر. لذلك يفضِّل الاحتفاظ بضعفه وتمرده وسلبيته لنفسه حصرًا. وإذا حدث فعلًا أن جاء يوم رأى فيه الجميع الجانب الضعيف والمتمرد منه، عندما يرون أنه فاسد، وأنه لم يتغير مطلقًا، فسوف يستمر مع ذلك في التظاهر؛ إذ يعتقد أنه إذا اعترف بأن لديه شخصية فاسدة، وبأنه شخص عادي، شخص صغير وغير مهم، فسيفقد مكانته في قلوب الناس، وسيخسر احترام الجميع وتوقيرهم، وبذلك سيكون قد فشل تمامًا. وهكذا، مهما حدث، لن يكون منفتحًا ببساطة على الناس. ومهما حدث، فلن يعطي سلطته ومكانته لأي شخص آخر؛ بل يحاول المنافسة بكل ما أوتى من قوة، ولن يستسلم أبدًا" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع: لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء العاشر)). من كلام الله، تعلَّمتُ أن أضداد المسيح بارعون في التصنُّع. إنهم لا يريدون أن يرى أحد جانبهم المظلم، ولا ينفتحون على فسادهم وتمردهم. ودائمًا ما يتجنَّبون التحدث عن إخفاقاتهم وأخطائهم، ولكنهم بدلًا من ذلك يتبنون مظهرًا إيجابيًّا ومتماسكًا ومثيرًا للإعجاب ليحظوا باحترام الناس وكسب مكانة في قلوبهم. لقد أدركتُ أن ما فعلته وكشفته لم يختلف عن سلوك ضد المسيح. وقد بدأت أدرك شخصيتي الفاسدة في مسايرتي للقائدة الزائفة في إدانة لورا، لكنني لم أكن على استعدادٍ للانفتاح على الجميع، لأن هذا كان فشلًا. وإنْ جعلتُ دوافعي وفسادي علنية في ذلك الوقت، فعندئذ كان الجميع سيرون كيف افتقرت للتمييز واستسلمتُ بسهولة. كنتُ أخشى أن يمقتني الجميع ويَزْدَروني، ولربما أفقد حتى واجبي. رأيتُ كم قدَّرتُ سُمْعتي ومكانتي على حساب ممارسة الحق والتحلي بالصدق. ببساطة، لم أحب الحقَّ أو الأمور الإيجابية. بالأحْرَى، أحببتُ السُّمْعة، والمكانة وبرعت في التصنُّع، تمامًا مثل ضد المسيح. كنتُ إنسانة مخادعة.

لاحقًا، صادفت مقطعين آخرين من كلام الله: "الجميع يخطئون. فكلّ شخصٍ لديه أخطاء وعيوب. وفي الواقع، كلّ شخصٍ لديه الشخصيَّة الفاسدة نفسها. فلا تظنَّ نفسك أكثر نبلًا وكمالًا وطيبةً من الآخرين؛ فهذا أمرٌ غير معقولٍ على الإطلاق. بمُجرَّد أن تتَّضح لك شخصيَّات الناس الفاسدة، وجوهر فساد الإنسان ووجهه الحقيقيّ، لن تحاول التستُّر على أخطائك، ولن تمارس الضغوط على الآخرين عندما يرتكبون خطأً، ولكنك ستواجه كليهما بشكلٍ صحيح. وعندئذٍ ستكون ثاقب البصيرة ولن تفعل أشياء غبيَّة، وهذا ما سيجعلك شخصًا حكيمًا. أما أولئك الذين ليسوا حكماء فهم أناسٌ حمقى، ودائمًا ما يركزون على أخطائهم الصغيرة بينما يتستَّرون من وراء الكواليس، فرؤيتهم تثير الاشمئزاز" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). "أي شخصية تلك عندما يضع الناس قناعًا، ويبيضون وجوههم دائمًا، ويتظاهرون دائمًا حتى ينظر إليهم الآخرون بإجلال، ولا يمكنهم رؤية عيوبهم أو أوجه قصورهم، عندما يحاولون دائمًا تقديم أفضل جانب لديهم للناس؟ هذه غطرسة، وتزييف، ومرائية، إنها شخصية الشيطان، وهي شيء شرير. خذ أعضاء النظام الحاكم الشيطاني على سبيل المثال: بغض النظر عن مقدار الصراع أو العداء أو القتل وراء الكواليس، لا يُسمح لأحد بالإبلاغ عن ذلك أو فضحه. إنهم يخشون أن يرى الناس وجههم الشيطاني، ويفعلون كل ما في وسعهم للتستُّر عليه. في العلن، يبذلون قصارى جهدهم لتبييض وجوههم، قائلين كم يحبِون الشعب، وكم هم رائعون ومجيدون ويسلكون باستقامة. هذه هي طبيعة الشيطان. السمة البارزة لطبيعة الشيطان هي المَكر والخداع. وما الهدف من هذا المَكر والخداع؟ الهدف خداع الناس بمظهره الكاذب، ومنعهم من رؤية جوهره وحقيقته، وبالتالي تحقيق هدفه، أي إطالة أمد حكمه. قد يفتقر الأشخاص العاديون إلى مثل هذا النفوذ والمكانة، لكنهم يرغبون أيضًا في أن يكون رأي الآخرين فيهم جيد، وأن يُحسنوا تقديرهم، ويمنحوهم مكانة عالية في قلوبهم. هذه هي الشخصية الفاسدة، وإذا لم يفهم الناس الحق فلن يكونوا قادرين على التعرّف عليها" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه). من كلام الله، أدركتُ أنه ما من أحد مِثاليٌّ؛ فجميعنا لديه نقائص، ومن الممكن أن نرتكب أخطاء، ونظهر شخصياتنا الفاسدة. والذين يحظون حقًّا بإنسانية وعقلانية بإمكانهم التصدِّي كما ينبغي لنقائصهم ومشاكلهم. وبعد ارتكاب الخطأ، بوسعهم مواجهة أخطائهم والسعي للحقِّ للتخلُّص من فسادهم. أما المخادعون والماكرون فهم أولئك الذين بعد ارتكابهم الأخطاء أو كشف فسادهم، يعجزون عن التصدي لمشاكلهم، ودائمًا ما يتصنعون ليحجبوا حقيقتهم، وليُظهِروا شخصيتهم بلا أي شائبة. لقد أفسدني الشيطان بشدَّة وابْتُليتُ بكل أنواع الشخصيات الفاسدة. وإنه لمن الطبيعي تجربة الانحرافات وإظهار الفساد. وحتى لو لم أنفتح على هذا، لظلت تلك الشخصيات الفاسدة مخفية بداخلي، وعندئذ ألن أظلَّ إنسانة فاسدة؟ عندما أجريت تقييمي لورا، سايرت القائدة الزائفة في الحُكْم على لورا وإدانتها للحفاظ على صورتي في عيني القائدة؛ لم يكن هناك إنكار لهذا. ولو أنني كنتُ شخصًا ذا إنسانية وعقلانية، لتصديت لهذه المشكلة، كاشفة للآخرين كيف أظهرتُ الفساد، وكيف كشفني كلام الله وأدانني، وما تعلمته عن شخصيتي الفاسدة، ليتمكن الجميع من رؤيتي على حقيقتي، لكنني كنت أتظاهر دائمًا بعد إظهار الفساد، أملاً في حماية سُمْعتي وصورتي في عقول الآخرين. كم كنتُ مثيرة للاشمئزاز والخزي! ولطالما ظننتُ أن الفساد الذي كشفتُه كان مجرد مشكلة صغيرة، وهي شخصية فاسدة شائعة بين العديد من الناس، وعندئذ فحتى لو انفتحتُ بشأنها، فعلى الأرجح لن يضر ذلك بسُمْعتي كثيرًا، وهكذا أستطيع الكشف عن نفسي أمام الناس. لكن هذه المرة، سايرتُ قائدة زائفة في إدانة أحدهم. كان هذا تعديًّا خطيرًا - ولم يكن من السهل التطرُّق إليه. إنه سيُظهر للناس أنه كان لديَّ شخصية سيئة وأنني كنتُ بلا كرامةٍ، وألحِقُ ضررًا جسيمًا بسُمْعتي. لذلك لم أكن على استعداد للانفتاح. بل تلاعبت بعقول الآخرين، والتزمت الصمت حيال الأمر - لقد كنتُ ماكرة حقًّا! حينها فقط أدركتُ أن إحجامي عن الانفتاح على فسادي لم يكن علامة على غروري وكبريائي فحسب، بل أظْهَرَ أيضًا شخصياتي الشيطانية الماكرة الخفية والشريرة.

بعدئذ، واصلتُ التأمل في هذه المشكلة وقرأتُ هذا المقطع من كلام الله: "عندما يحدث شيء ما، قد لا يجهر الشخص برأيه أو يعبر عنه قليلًا، بل يبقى صامتًا بشكل دائم. لا يعني هذا أن ذلك الشخص منطقي، بل على العكس يدل ذلك على أنه يتقن التمويه تمامًا، وأنه يخفي الأشياء، وأنه عميق الدهاء. إن لم تتصارح مع أي شخص آخر، فهل يمكنك أن تتصارح مع الله؟ وإذا لم تكن صادقًا، حتى مع الله، ولا يمكنك مصارحته،، فهل يمكنك إذن أن تهب قلبك له؟ بالتأكيد لا. لا يمكنك أن تكون على قلب واحد مع الله، بل تنأى بقلبك عن قلبه. هل تقدرون على المصارَحة وقول ما في قلوبكم حقًا عند الشركة مع الآخرين؟ إذا كان شخص ما يقول دائمًا ما في قلبه حقًا، وإن كان لا يَكذِب أو يُبالِغ أبدًا، وإذا كان أمينًا، ولم يكن مُهمِلًا أو روتينيًا على الإطلاق أثناء أداء واجبه، وإذا كان بإمكانه ممارسة الحقَّ الذي يفهمه، فإنَّ هذا الشخص لديه رجاءٌ في ربحِ الحقِّ. إذا كان الشخص دائمًا ما يتكتَّم ولا يُظهر ما يُضمِر، كيلا يتمكَّن أحدٌ من فهمه بوضوح، وإذا كان يعطي انطباعًا خاطئًا لخداع الآخرين، فعندئذٍ يكون في خطر مُحدق، ويكون في متاعب كثيرة، وسيكون من الصعوبة عليه بمكان أن يربح الحق. يمكنك أن ترى من الحياة اليومية لشخص ما وكلامه وأفعاله ماهية آفاقه. إذا كان هذا الشخص دائم التظاهر، ودائم التباهي، فهذا الشخص ليس إنسانًا يقبل الحقَّ، وسيُكشَف ويُطرَد عاجلًا أم آجلًا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). لقد كشف الله كيف يعجز أولئك الذين يتصنعون عن مواجهة مشاكلهم، ولا ينفتحون عندما يرتكبون أخطاء، ويتستَّرون دائمًا على أخطائهم بخداع الآخرين. إن قلوبهم منغلقة. أمثال هؤلاء الناس أشرار على وجه الخصوص - وهم ماكرون تمامًا. إن الله يحب الصادقين ويَمْقتُ الماكرين. وفي النهاية سوف يُكشَفُ الماكرون جميعًا ويُستَبْعَدُون. لقد اعتدتُ الاعتقاد بأن التصنع كان مجرد علامة على اشتهاء السُّمْعة والمكانة، ولا يعني أن أحدهم كان مثل فاعل الشر أو ضد المسيح الذي يرتكب أفعالاً شريرة، ويعرقل عمل الكنيسة ويؤذي الآخرين. ولم أعتقد أنه كان سيؤدي إلى استبعادي. لكنني أدركتُ من كلام الله أن هذه كانت كلها مجرد مفاهيمي وتصوُّراتي وأنني كان لدي صورة مشوَّهة للأمور. لقد تجاهلتُ ضميري في إدانة لورا مع القائدة الزائفة، ومن ثم حرضت شخصية شريرة. كان الله بالفعل مُدركًا تمامًا لتَعَدِّيَّ، لكنني لم أكن على استعدادٍ للتطرُّق للأمر بعد الواقعة، وحاولتُ مواصلة التظاهر لنَيْل إعجاب الآخرين. وهذا كشف عن عدم حُبي للحقِّ وأنني لم أتُبْ حقًّا. لم أمارس الحقَّ بل حتى تعاملتُ بالمكر والخداع: ما الذي قد يمنع الله من أن يمقتني؟ إن كنت قد واصلت على هذا المنوال، لكُشفت واستُبعدت بالتأكيد. من خلال التفكر، رأيتُ كيف يكون للفشل في ممارسة الصدق وعدم الانفتاح عواقب وخيمة. شعرت بالذعر الشديد لذا أردت تغيير الأمور بسرعة.

لاحقًا، صادفتُ المزيد من كلام الله: "يجب أن تكون قادرًا على التأمل في نفسك ومعرفتها. يجب أن تكون لديك الشجاعة للمصارحة وكشف نفسك بحضور الإخوة والأخوات، ومشاركتهم حالتك الحقيقية. فإذا لم تجرؤ على كشف نفسك وتحليل شخصيتك الفاسدة، أو الاعتراف بأخطائك، فأنت لست إذن بساعٍ إلى الحق، فضلًا عن أن تكون شخصًا عارفًا بنفسه" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. أكثر ممارسة جوهرية يمارسها الشخص الأمين). "بغضّ النظر عمّا يؤديه الناس من واجب أو ما يفعلونه، أيّهما هو أهم، غرورهم وكبرياؤهم أم مجد الله؟ أيهما ينبغي للناس أن يختاروه؟ (مجد الله). أيّ من هذه هي الأهم، مسؤولياتك أم مصالحك الخاصة؟ إتمام مسؤولياتك هو الأهم، وأنت مُلزَم بها. ... عندما تمارس بحسب مبادئ الحق، سيكون هناك أثر إيجابي، وستؤدي الشهادة لله، وهذا سبيل لجلب الخزي على الشيطان وأداء الشهادة لله. وباستخدام طرق مختلفة لأداء الشهادة لله وجعل الشيطان يرى عزمك على نبذ الشيطان ورفضه: فهذا خزي للشيطان وشهادة لله؛ إنه أمر إيجابي ويتماشى مع مشيئة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يكون كسب الله حقَّا إلّا بكسب الحقّ). من داخل كلام الله، وجدتُ مسارًا للممارسة. أيًّا كان الفساد الذي نظهره أو الأخطاء التي نرتكبها، علينا أن نتحلى بالشجاعة بما يكفي للاعتراف بها، والانفتاح بشأنها، ونحلِّل شخصياتنا الفاسدة في شركة مع الآخرين. فهذا هو السبيل لنقطع الروابط مع الشيطان، ونتخذ خطوات حقيقية لنخزي الشيطان، ونشهد لله. فهذا يثبت التوبة الحقيقية. وبصرف النظر عما إذا كان غرورنا وكبرياؤنا وسُمْعتنا ومكانتنا ستتلقى صدمةً بعد الانفتاح بشأنها، علينا أن نهمل أنفسنا، ونمارس الحق ونعطي الأولوية للشهادة لله. في تقييمي للورا، كنتُ أناقضُ الحقائق وأساير قائدة زائفة في إدانتها. من خلال هذا الاختبار، ربحتُ بعض الفهم عن شخصيتي الفاسدة. وعَلِمتُ أنه يجدر بي الانفتاح وكشف نفسي أمام الإخوة والأخوات. لقد كان هذا ما ينبغي عليَّ فعله. وإن فشلتُ في الانفتاح أمام الجميع لأحمي غروري وسُمْعتي، وعجزت عن الشهادة للدروس التي تعلمتها من قراءة كلمة الله، سأقع في حبائل الشيطان وأخسر شهادتي. أيضًا، كان لديَّ هذا المفهوم السخيف سابقًا وهو أن مناقشة إخفاقاتي كانت أمرًا مُخزيًّا ولم تكن نوعًا من الشهادة. بعدئذ، فهمتُ أنني طالما كان بوسعي التخلي عن غروري وكبريائي، ولا يتم تقييدي بشخصيتي الفاسدة، وأنفتح على الشركة في تجربة فشلي وأتوب حقًّا، فقد كان هذا نوعًا من الشهادة حقًّا. وبمجرد أن أدركتُ هذا، تَبددتْ مخاوفي.

عقب ذلك، انفتحتُ في الشركة للجميع عن اختباري وفوجئتُ بقول الإخوة والأخوات: "إن سماع اختبارك مفيد تمامًا. نحن أيضًا كثيرًا ما نظهر النوع نفسه من الشخصية الفاسدة، عدا أننا لا نلاحظ ذلك على الفور ويظل غير ملحوظ. إن شركتك حول الكيفية التي أدركتِ بها فسادكِ وربحتِ فهمًا عن جوهره من خلال الدينونة وإعلان كلام الله كانت في غاية التنوير لنا". لاحقًا، قدَّم الإخوة والأخوات شركة معي حول مقطعين من كلام الله. وساعدوني على ربح فهمٍ أعمق لجوهر وعواقب عدم تقييمي الناس بموضوعيةٍ. إن الفشل في تقييم الناس بموضوعيةٍ هو تمامًا مثل اتهامهم زُورًا أو تلفيق التهم لهم؛ وهو شكل من أشكال الإقصاء والقمع. إنْ أدنتُ أحدًا تَعَسُّفيًّا وتسبَّب له هذا في أن يصبح مثبط الهمة، أو استغل قائد زائف تلك الإدانة كأساس لمعاقبة أحدهم، ومنعه من الاستمرار في واجبه، وأعاق دخوله إلى الحياة، فعندئذ أكون قد ارتكبت شرًّا. لقد ربحت أيضًا فهمًا أوضح للمبادئ التي يجب على المرء ممارستها عند تقييمه للناس. لاحقًا، عندما اكتشفت لورا كل هذا، لم تظن بي ظن السُّوء؛ وإن ذهبتُ إليها بأسئلتي، كانت تجيبني بإخلاصٍ كما عَهِدتُها. لم تُعد الكنيسة تكليفي أو إعفائي. هذه النتائج قَلَبَتْ مفاهيمي وتَصوُّراتي الأصلية رأسًا على عَقِب تمامًا. وشعرتُ بالخِزي بشكلٍ لا يُصدَّق. كل هذا جعلني أكثر إدراكًا لإخلاص الله وبِرِّه. وما دمنا نمارس حَسْب كلام الله، فسيكون لدينا مسار واضح. الشكر لله!

السابق: 18. عندما أُخرِج والداي من الكنيسة

التالي: 20. نخرُ العظام الحسد

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

45. عائدٌ من على حافة الهاوية

بقلم تشاو غوانغمينغ – الصينفي بداية الثمانينيات كنت في الثلاثينيات من عمري وكنتُ أعمل بشركة إنشاءات. اعتبرت نفسي شابًا لائقًا بدنيًّا،...

6. اسمعوا! من هذا الذي يتكلم؟

بقلم تشو لي – الصينبصفتي واعظة في الكنيسة، ليس هناك ما هو أكثر صعوبة من الفقر الروحي ومن ألا يكون لديَّ شيء أُبشِّرُ به. كنت أشعرُ بالعجزِ...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب