20. نخرُ العظام الحسد
في شهر نوفمبر من العام 2020، انتُخبت قائدة فريق مسؤول عن أعمال السقاية. كنت في ذلك الوقت سعيدة جدًّا، وشعرت أن انتخابي قائدة فريق يعني أنني كنت أفضل من الإخوة والأخوات الآخرين على مستوى قبول الحق والدخول إلى الحياة. أردت أن أؤدي واجبي جيدًا حتى يُحسن الجميع ظنهم بي. وبعد مرور بعض الوقت، حققت جهود سقاية الوافدين الجدد بعض النتائج، وكان معظم الوافدين الجدد يحضرون الاجتماعات بانتظام ويؤدون واجبهم. قال الإخوة والأخوات إن تقديمي شركة حول الحق كان واضحًا، وإنني تمكنت من حل بعض المشكلات الفعلية. شعرت بالرضا الشديد عن نفسي عندما سمعت كلام المديح من الجميع. ولكن بعد شهر، غيَّر وصول الأخت شيانغ تشن كل شيء فجأةً.
كانت شيانغ تشن قائدة كنسية سابقة، وكانت تُقدِّم شركة عن الحق بوضوح. كانت إنسانة عالية المقدرة وعاملة كفؤ. رأت بعض المشكلات والانحرافات في عملنا بعد مجيئها مباشرةً، وسرعان ما وجدت كلام الله لتقديم شركة بخصوصه ومعالجة الأمور. وبالتدريج، لاحظتُ أن الإخوة والأخوات بدأوا يلتفون حول شيانغ تشن للحصول على شركة بخصوص مشكلاتهم، وبدأت أشعر بالانزعاج. قلت لنفسي: "أنا قائدة الفريق، ولذلك إن لم تكن شركتي عن الحق وقدرتي على حل المشكلات بنفس كفاءة شيانغ تشن، فماذا سيظن الجميع بي؟ هل سيعتقدون أنني قائدة فريق غير كفؤ، ولا يمكنني حل المشكلات؟" عندما فكرت بتلك الطريقة، شعرت بالإهانة الشديدة وثارت حفيظتي ضد شيانغ تشن. شعرت أنها كانت تتباهى عند توضيح الانحرافات في عملنا وحل مشكلات الإخوة والأخوات. شعرت أنها لم تكن تحترمني - بصفتي قائدة الفريق - وكانت تتعمد إحراجي وإهانتي. قلت لنفسي: "على الرغم من أنكِ كنتِ قائدة سابقًا وتتمتعين بقدر من الخبرة في العمل، فإن مقدرتي ليست أدنى من مقدرتكِ، وأعتقد أنني ماهرة مثلكِ من جميع النواحي". ولحفظ ماء الوجه، حاولت جاهدةً في الاجتماعات تأمل كلام الله، وأردت تقديم شركة أفضل منها. عندما كان الإخوة والأخوات يواجهون مشكلات وصعوبات، كنت أقضي وقتًا في البحث عن كلام الله لتقديم شركة عنها وحلها، وكنت أفكر في كيفية التحدث عن بعض الاختبارات الجيدة حتى يتمكن الإخوة والأخوات من تحديد أي منا نحن الاثنتين كانت تملك حقيقة الحق بالفعل.
ذات مرَّة، أثارت إحدى الأخوات في أحد الاجتماعات صعوبةً واجهتها في أداء واجبها، وأرادت معرفة كيفية حلها. قلت لنفسي: "أحتاج إلى الإسراع وإيجاد بعض المقاطع ذات الصلة في كلمة الله لحل مشكلة الأخت. لا بد في هذه المرَّة من تعويض الخسارة والتفوق على شيانغ تشن". ولكن كلما أردت عمل ذلك بوتيرة أسرع، ازداد ارتباكي. كنت أتنقل في النص جيئةً وذهابًا دون معرفة أي مقطع من كلمة الله سيكون مناسبًا. وفي النهاية، قدَّمت شيانغ تشن شركتها مع الأخت وحلت مشكلتها. شعرت بالإحباط الشديد، ولم أرد مع شعوري بالخجل إلا أن تنشق الأرض وتبتلعني. فكلما أردت إثبات نفسي، جعلت من نفسي أضحوكة. شعرت أنني لا أستطيع أبدًا بلوغ مستوى شيانغ تشن مهما كانت جديتي في عملي. شعرت بمنتهى المعاناة والكآبة، وأحسست بأنني فقدت ماء وجهي أثناء محاولتي أداء واجبي. شعرت أيضًا أن الجميع قد كشفوني على حقيقتي، وأن الإخوة والأخوات اعتبروا بالتأكيد أن شيانغ تشن قائدة فريق أكثر كفاءة مني. وفي تلك الحالة، ربما كان عليَّ الاستقالة في أسرع وقت ممكن لحفظ ماء وجهي على الأقل. كنت أعلم أنه يجب ألا أشعر بالغيرة من شيانغ تشن، ولكنني عجزت عن السيطرة على نفسي. شعرت بالمعاناة والسلبية، ولم أعرف كيفية الهرب من قيود السمعة والمكانة، بل حصرت نفسي وشعرت أنه بما أنني كنت أسعى دائمًا وراء تلك الأشياء، فربما كانت هذه طبيعتي ببساطة ولا يمكنني تغييرها. أردت مصارحة الإخوة والأخوات والبحث عن حل لمشكلتي، لكنني خشيت أن يزدروني. كما أنني لم أرد الاعتراف للإخوة والأخوات بأنني لم أكن بمثل مهارة شيانغ تشن. ولذلك، كنت سلبية دائمًا وثارت حفيظتي أكثر وأكثر ضد شيانغ تشن. فعندما كنت أرى مدى نشاطها في الاجتماعات، كنت أعتقد أنها تتباهى وتتنافس معي على المكانة. فاشتدت لديَّ الرغبة في تجاهلها، بل فكرت في مصارحة أخت أخرى بشأن استيائي وجعلها تنحاز إلى جانبي وتدين شيانغ تشن. لم أكن على دراية تامة أنه بعمل ذلك كنت أتحالف ضد شيانغ تشن. ولكنني لم أتأمل في نفسي. وفي إحدى الأمسيات، أخبرت إحدى الأخوات بمدى إحباطي. ففي الاجتماعات، كانت شيانغ تشن تقترح عادةً كلام الله الذي يجب أن نُقدِّم عنه الشركة، ولذلك شعرت أنها لم تحترمني. شعرت بالضيق ولم أعد أرغب حتى في أن أكون قائدة فريق. اعتقدت أن تلك الأخت ستقف إلى جانبي، ولكنها بدلًا من ذلك نصحتني بالتعامل اللائق مع شيانغ تشن والتأمل بشكل أكبر في مشكلاتي الخاصة. وبعد بضعة أيام، شعرت بعدم الارتياح عندما رأيت أنها تتعامل جيدًا مع شيانغ تشن. قلت لنفسي: "لقد شاركتكِ بالكثير، فكيف لا تنحازين ضد شيانغ تشن؟"؛ وقد فاجأني ذلك النوع من التفكير. "كيف يمكنني حتى التفكير في ذلك؟ ألا أحاول تشكيل عصبة واستبعاد شيانغ تشن؟". كلما فكرت في الأمر، ازداد خوفي وبدأت أتأمل في نفسي. ثم تذكرت كلام الله: "وإذا رأوا شخصًا أفضل منهم، يمارسون عليه القمع، أو ينشرون إشاعة ضدّه، أو يستخدمون وسائل غير أخلاقية لضمان عدم تقدّم الآخرين عليهم، كي لا يكون الآخرون أفضل منهم: بيد أن ذلك يعكس الشخصيّة الفاسدة التي تقوم على الغطرسة ورفض الرأي الآخر، كما على المكر والخداع والغدر، ومثل أولئك الأشخاص لا يتورّعون عن القيام بأيّ شيء من أجل تحقيق أهدافهم. ... أوّلاً، وقبل كل شيء، إذا تناولنا الأمر من منظور طبيعة هذه المسائل، أليس الذين يتصرفون بهذه الطريقة أشخاصًا يفعلون ببساطة ما يحلو لهم؟ هل يأخذون في الاعتبار مصالح عائلة الله؟ إنهم لا يفكرون إلا بمشاعرهم الخاصة ولا يريدون سوى أن يحققوا أهدافهم الخاصة، بغض النظر عن الخسارة التي يتكبدها عمل عائلة الله. إنّ مثل أولئك الأشخاص ليسوا فقط متغطرسين وأبرارًا في عيون أنفسهم فقط، بل هم أيضًا أنانيون وجديرون بالاحتقار؛ إنهم غير مبالين بمقاصد الله على الإطلاق. ودون أدنى شك، فإن مثل هؤلاء لا يملكون قلوبًا تخاف الله. ولذلك، فهم يفعلون ما يحلو لهم ويتصرفون بشكل عشوائي، دون أي إحساس بتوبيخ الذات، ودون أي فزع، ودون أي خوف أو قلق، ودونما نظر في عواقب أفعالهم" (من "الحالات الخمس لدى الناس قبل أن يدخلوا المسار الصحيح للإيمان بالله" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). عندما قرأت ذلك المقطع من كلمة الله سابقًا، لم أعتقد قط أنه ينطبق عليَّ. ثم رأيت أخيرًا أن كلمة الله كشفت وضعي. لم أتصور قط أنني يمكن أن أكون غادرة وحقودة جدًّا. عندما رأيت شيانغ تشن تُقدِّم شركة عن الحق أفضل مني وتحل المشكلات العملية للإخوة والأخوات، لم أشعر بالتعاسة فحسب، بل بالاستياء والغيرة منها أيضًا. شعرت أن تفوقها جعلني أفقد ماء وجهي. ولحفظ ماء وجهي وحماية مكانتي، كنت أحاول باستمرار التفكير في طُرق للتفوق عليها. وعندما لم أتمكن من ذلك، كنت أتحيز ضدها وأدينها بأنها تتباهى وتحاول سلب مكانتي. كنت أحاول تشكيل عصبة دون علمها ونشر التحيز ضدها حتى يعزلها الجميع. كنت متكبرة حقًّا. لم أسمح لأي شخص بأن يكون أفضل مني، ولم يوقفني أي شيء للحفاظ على مكانتي بصفتي قائدة للفريق. بعمل ذلك، هل كنت أختلف عن أولئك أضداد المسيح الذين كانوا يهاجمون الآخرين ويستبعدونهم لمجرد المكانة؟ كان فهمي للحق سطحيًّا، ولم أستطع حل المشكلات العملية. لكنني منعت شيانغ تشن من تقديم الشركة ومساعدة الجميع، ولذلك ألم أكن أؤذي الإخوة والأخوات؟ كنت أفتقر إلى الإنسانية! شعرت بالذنب عندما أدركت ذلك. لقد خذلت الإخوة والأخوات. ثم استجمعت الشجاعة للمصارحة وتقديم شركة حول منافستي مع شيانغ تشن من أجل السمعة واعتذرت لها. قالت إنها كانت تشعر باستيائي أثناء تقديمها للشركة في الاجتماعات، ولذلك شعرت بالإحباط ولم تجرؤ على مشاركة الكثير خوفًا من تأثير ذلك عليَّ. وعندئذٍ، أدركت أن صراعي من أجل السمعة قد أضر بها، وشعرت بالذنب.
بعد ذلك واصلت السعي لمسار للممارسة، وقرأت كلام الله هذا: "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. هكذا يسهل عليكم أداء عملكم جيدًا. إذا أمكنك تنمية بضعة ساعينَ للحقِّ أن يتعاونوا معك في العمل الذي تعمله، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله. إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد ورعيته حتى أصبح كفئًا، مضيفًا شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد. ... لا تفعل دائمًا أشياءَ لمصلحتك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تنظر في وضعك أو كبريائك أو سُمعتك. ولا تُولِ أيَّ اعتبارٍ لمصالح الناس. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعله في رأس أولوياتك؛ ويجب أن تراعي مشيئة الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كنت تفتقر إلى النقاء في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت مخلصًا ولتتم أداء مسؤولياتك، وبذلت أقصى ما لديك، وما إذا اهتممت بإخلاص أم لا بواجبك وبعمل بيت الله. أنت بحاجة لأن تفكر بهذه الأمور. فكر بهذه الأشياء مرارًا وافهمها وستجد أن من السهل أداء واجبك بإتقان" (من "هَبْ قلبك الصادق لله ليمكنك كسب الحق" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). من كلام الله، فهمت أن القادة والعاملين يجب أن يتعلموا كيفية تحديد الموهوبين وتنميتهم. يجب ألا يحسدوا الموهوبين أو يقمعوهم لحماية سمعتهم ومكانتهم، فهذا هو ما يمقته الله. كانت شيانغ تشن تُقدِّم شركة واضحة عن الحق، وكان بإمكانها حل المشكلات العملية. وقد أفاد ذلك عمل الكنيسة وساعد الإخوة والأخوات على الدخول إلى الحياة. كان عليَّ مراعاة مشيئة الله، والتخلي عن سمعتي ومكانتي، والعمل في تناغم مع شيانغ تشن، وأداء واجبي جيدًا. فقد كان اختياري قائدة للفريق نعمة الله، ما منحني فرصة للممارسة. ولم يكن هذا يعني أنني كنت أفهم كل شيء أو أنني كنت مؤهلة لذلك الواجب. كان فهمي للحق سطحيًّا، وكانت عدم قدرتي على تمييز المشكلات أمرًا طبيعيًّا، ولذلك كان ينبغي أن أتعلم من شيانغ تشن. لكنني كنت أرى نفسي دائمًا كقائدة فريق، معتقدةً أنه ينبغي أن أتمكن من تمييز كل مشكلة وحلها وألا أكون أدنى قدرة من أي شخص آخر. ولذلك كنت أعاني دائمًا وأتنافس مع شيانغ تشن، وإن لم أؤدِّ عملًا أفضل منها، كنت أدخل في حالة من السلبية والمعاناة. كنت حمقاء جدًّا! في الواقع، لم يطلب الله مطلقًا أن يتمكن القادة والعاملون من حل كل مشكلة. يأمل الله أن أكون صادقة، وألا أُقدِّم شركة إلا بخصوص ما أفهمه، وأن ألتقي مع الإخوة والأخوات لمناقشة كل ما لا أفهمه. تلك هي الممارسة التي تتوافق مع مشيئة الله. بعد أن فهمت مشيئة الله، توقفت عن الشعور بالغيرة الشديدة من شيانغ تشن، وتمكنت من قبول أي أفكار جيدة لديها وتنفيذها. عندما كان الإخوة والأخوات يتحدثون عن صعوباتهم في الاجتماعات، كنت أعمل مع شيانغ تشن جنبًا إلى جنب لتقديم شركة معهم ومساعدتهم، وقد حُلت العديد من المشكلات.
بعد ذلك الاختبار اعتقدت أنني تغيَّرت، ولم أعد أهتم كثيرًا بالسمعة والمكانة. لكن الشيطان أفسدني بشدة لدرجة أنني عندما واجهت الوضع الصحيح عدت إلى طُرقي القديمة. ففي شهر يوليو من عام 2021، أُعفيتُ لأنني لم أتمكن من أداء عمل حقيقي، وانتُخبت شيانغ تشن قائدةً جديدة للفريق. وفي مواجهة هذه العاقبة، قبلت أنها كانت أفضل مني بالفعل من جميع النواحي، وأن انتخابها سوف يفيد دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة. ولكنني رأيت بعد فترة أن شيانغ تشن كانت تتحمل عبئًا أثناء أداء واجبها. عندما كان الإخوة والأخوات يواجهون صعوبات ومشكلات، كانت تتمكن من تقديم الشركة معهم وحل مشكلاتهم في الوقت المناسب. وكانت تتمكن أيضًا من تلخيص الانحرافات في حياتنا الكنسية. وقد أثار ذلك بعض المشاعر لديَّ: "إن كانت شيانغ تشن أكثر فعالية مما كنت عليه كقائدة للفريق، ألن يجعلني ذلك أبدو أسوأ؟ ماذا سيظن الجميع بي؟ سوف يعتقدون بالتأكيد أنني أفتقر إلى الكفاءة وأن مقدرتي ضئيلة". عندما فكرت هكذا في ذلك الوقت، لم أكن آمل أن تتحسن الحياة الكنسية. وأثناء الاجتماعات في الماضي، سواء كنت أُقدِّم شركة عن معرفة كلمة الله أو أُلخص المشكلات في عملنا، كنت أبادر دائمًا إلى تقديم الشركة وإثارة الحماس لدى الجميع لفعل الشيء نفسه. ولكن في الاجتماعات خلال تلك الفترة، كنت دائمًا آخر من يتكلم. وفي بعض الأحيان عندما ربحت القليل من البصيرة، لم أكن أرغب في التحدث عنها وكنت أردد بضع كلمات على مضض في النهاية. عندما طلبت شيانغ تشن مني الإسهاب، لم أرغب في قول أي شيء آخر. كان الإخوة والأخوات في ذلك الوقت يواجهون صعوبات في أداء واجبهم ويعيشون في حالات سلبية، لكن شيانغ تشن كانت مشغولة جدًّا بالعمل لدرجة عدم التعامل الفوري مع المشكلات. لم أكتفِ بعدم مساعدتها، بل في الواقع فرحت بمحنتها قائلةً لنفسي: "انظري - أنتِ حقًّا لستِ قائدة رائعة للفريق. أنتِ لستِ أفضل مني!". رأيت أن مشكلات الإخوة والأخوات لم تكن تُحل فورًا، وأن الحياة الكنسية لم تكن فعالة. لكنني لم أساعد شيانغ تشن، بل كنت آمل أن يستمر الوضع هكذا. ثم رأيت شيانغ تشن تسرع بتعديل جدولها الزمني وتحل تلك المشكلات. وقد جعلني ذلك تعيسة جدًّا مرة أخرى، فحسدتها أكثر فأكثر. وبالتدريج، بدأت أكرهها أكثر فأكثر. وقد وصل الأمر أخيرًا إلى حد أنني لم أرغب حتى في سماع أي شيء كانت تقوله أو أي وجهة نظر كانت تُعبر عنها. فأثناء الاجتماعات، كنت أستدير وأنظر في الاتجاه الآخر عندما كانت تُقدِّم شركة. كنت أعلم أنني أصبحت أكثر غيرة، وأن شخصيتي كانت خبيثة؛ ما سيؤذيها ويضر بالحياة الكنسية. لم أكن أرغب في استمرار ذلك، لكنني لم أستطع التحرر من وضعي. وفي ألمي صلَّيت إلى الله: "إلهي! لا أريد أن أحسد شيانغ تشن، ولكن لا يمكنني منع نفسي. أرجو أن تُخلِّصني حتى أتمكن من رؤية مخاطر وعواقب السعي وراء السمعة والمكانة، وحتى لا أتقيد بشخصيتي الفاسدة أكثر من ذلك". وبعد ذلك، صارحت الإخوة والأخوات بحالتي الخاطئة. وبعد سماع ما قلته، قالت شيانغ تشن إنها لم تتصور قط أنني سأفعل ذلك لها، وإنها قد شعرت بالأذى. شعرت بالذنب الشديد عندما قالت ذلك. لقد تعارفنا لفترة طويلة، وكثيرًا ما كنت أحسدها وأدينها دون علمها، لكنها لم تكن تتجادل معي. سامحتني وقدَّمت لي شركة عن الحق لتساعدني. لقد كنت في منتهى الخبث والقسوة لمعاملتها بتلك الطريقة.
ذات مرَّة في أحد الاجتماعات، قرأت كلام الله هذا: "يَعتبر أضداد المسيح أن مكانتهم وسمعتهم أهم من كل ما عداها. هؤلاء الناس ليسوا فقط مراوغين ومتواطئين وأشرارًا، بل هم أيضًا خبثاء في طبيعتهم. ماذا يفعلون عندما يكتشفون أن مكانتهم في خطر، أو عندما يفقدون مكانتهم في قلوب الناس، وعندما يفقدون تأييد هؤلاء الناس ومحبتهم، وعندما لا يعود الناس يبجلونهم ويتطلعون إليهم بإجلال، وعندما يقعون في الخزي؟ فجأة يتغيرون. بمجرد أن يفقدوا مكانتهم، لا يريدون فعل أي شيء، ويكون كل ما يفعلونه رديئًا. لا يهتمون بأداء واجبهم. لكن هذا ليس أسوأ مظهر. ما هو أسوأ مظهر؟ حالما يفقد هؤلاء الناس مكانتهم، ولا يعد أحد ينظر إليهم بإجلال، ولا ينجذب أحد إليهم، تخرج الغيرة والانتقام، وتخرج الكراهية. إنهم ليسوا فقط لا يتقون الله، بل يفتقرون أيضًا إلى أي ذرة من الطاعة. إضافة إلى ذلك، قد يكرهون في قلوبهم الكنيسة، بيت الله، والقادة والعاملين؛ ويتوقون إلى أن يواجه عمل الكنيسة مشاكل أو يتوقف؛ يريدون السخرية من بيت الله ومن الإخوة والأخوات. كما أنهم يكرهون كل من يسعى وراء الحق ويتقي الله. إنهم يهاجمون أي شخص أمين في واجبه ومستعد لدفع الثمن ويسخرون منه. هذه هي شخصية ضد المسيح – أليست شخصية خبيثة؟" (من "لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الثاني)" في "كشف أضداد المسيح"). يكشف الله مكر أضداد المسيح وشرهم وطبيعتهم الحاقدة. فهم يصبحون حسودين وحقودين بمجرد أن يفقدوا مكانتهم أو دعم الآخرين. إنهم لا يصبحون غير مبالين في أداء واجبهم فحسب، بل يأملون أيضًا في وجود أخطاء في عمل الكينسة حتى يتمكنوا من السخرية من بيت الله ومن الإخوة والأخوات. وقد كشف كلام الله وضعي. فبعد إعفائي، رأيت أن شيانغ تشن كانت تحمل عبئًا في أداء واجبها، وأنها تمكنت من حل مشكلات الإخوة والأخوات بفعالية. كنت أخشى أنها إن أدت عملًا جيدًا وتحسنت الحياة الكنسية، سوف يكشف ذلك أنني لم أكن جيدة مثلها. ولحماية وضعي وصورتي في قلوب الإخوة والأخوات، كنت أتمنى ألا تكون الحياة الكنسية فعالة. ولذلك، حتى لو كانت لديَّ رؤى واضحة، فإنني لم أكن على استعداد لتقديم شركة عنها. ولم أكن أُقدِّم المساعدة إن لم تتمكن شيانغ تشن من حل مشكلات الإخوة والأخوات فورًا نظرًا لانشغالها بالعمل. وبدلًا من ذلك، كنت أشمت بمحنتها انتظارًا للسخرية منها. لقد حسدتها لأنها كانت أكثر قدرة مني في العمل. لم يعجبني أي شيء فيها ورفضتها تمامًا. كنت أُعبِّر عن الشخصية الحقودة لضد المسيح! ترتبط فعالية الحياة الكنسية ارتباطًا مباشرًا بدخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، ولا يمكنهم أداء واجبهم جيدًا إلا عندما يكون وضعهم طبيعيًّا ويكونون قد دخلوا إلى الحياة. ولكن للحفاظ على وضعي في نظر الناس، لم أكتفِ بعدم دعم الحياة الكنسية، بل وكنت آمل أن تظل مشكلات الإخوة والأخوات بلا حل وأن يكونوا غير فعالين في أداء واجبهم. كم كنت غادرة وحقودة! يعتمد ما إذا كان بيت الله يُرقِّى شخصًا ما أو يعفيه على أساس متطلبات العمل. لم أتمكن من أداء عملي، ولذلك أُعفيتُ ثم تولت العمل إنسانة أكثر ملاءمة. لم يقتصر الأمر على أنني لم أعمل جيدًا مع شيانغ تشن، بل كنت أُضعِف مكانتها من وراء الكواليس. لقد تسببت في التعطيل والإزعاج، وآذيتها. هل كنت حتى من بني البشر؟ عندما فكرت هكذا، تملكني الندم وانهمرت دموعي. كرهت نفسي لكوني خبيثة للغاية ولم أستحق أن أعيش أمام الله. تذكرت أن الكتاب المقدس قال: "نَخْرُ ٱلْعِظَامِ ٱلْحَسَدُ" (أمثال 14: 30). هذا صحيح بالفعل. فالحسد يمكنه أن يجعل الناس يضمروا الكراهية، بل ويفعلوا أشياء غير معقولة.
في تلك الليلة، قرأت مقطعًا آخر من كلمة الله: "إذا كنت دائمًا تعطّل الأشياء التي يريد الله أن يحميها، وتزعجها وتفككها، وإذا كنت دائمًا ما تحتقرها ولديك مفاهيمك وأفكارك الخاصة، فإنه يعني ضمنيًا أنك تريد أن تختلف مع الله، وأن تأخذ جانبًا مغايرًا له. إنك لم تضع لعمل ومصالح بيته أهمية. تحاول دائمًا تقويضهما، وتريد دائمًا أن تتصرف تصرفات هدّامة، أو تأمل دائمًا في استغلال الفرص والغش والاختلاس. على هذا النحو، ألن يغضب الله منك؟ (سيغضب). وما هي عواقب غضب الله؟ (العقوبة). هذا أمر مؤكد. لن يغفر لك الله؛ ليس هناك أي فرصة على الإطلاق لذلك. هذا لأن الأشياء التي فعلتها قوّضت عمل الكنيسة وأفسدته، وتعارضت مع عمل بيت الله ومصالحه، وكانت شرًا عظيمًا، ومعارضة لله، وإساءة مباشرة إلى شخصية الله – فكيف لا يغضب الله منك؟ إذا لم يكن بعض الناس قادرين على أداء عمل بسبب ضعف مقدرتهم، وتسببوا عن غير قصد في بعض التعطيل والإزعاج، فيمكن التغاضي عن ذلك. ومع ذلك، إذا كنت، من أجل مصالحك الشخصية، تنخرط في الغيرة والنزاعات، وتتعدى عن قصد وتفعل بعض الأشياء التي تعطّل عمل الله وتزعجه وتدمره، فعندئذ ستكون قد ارتكبت خطايا عن عمد، وسوف يسيء هذا إلى شخصيته. هل سيرحمك؟ لقد وضع الله كل دمه وعرقه ودموعه هنا في عمل خطة تدبيره التي امتدت على مدار ستة آلاف عام، فإذا كنت ستعمل ضده، وتضر عمدًا بمصالح بيته وتسعى وراء مصالحك الشخصية على حساب مصالح بيته، وتسعى إلى الشهرة والمكانة الشخصية، ولا تكترث بأنك تدمر عمل بيت الله، أو تتسبب في إعاقته وتدميره، وتتسبب حتى في خسائر مادية ومالية كبيرة لبيت الله، هل تقول إن شخص مثلك يستحق العفو؟ (كلا)" (من "لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)" من كلمة الله، أدركت أن شخصيته لا تتساهل مع الآثام. للحفاظ على وضعي مع الجميع، عارضت شيانغ تشن بلا سبب واضح. كنت أتمنى دائمًا أن تتعرض للإذلال، ما أضر بعمل الكنيسة. كنت على استعداد للتضحية بمصالح الكنيسة لتحقيق أهدافي الخاصة. وهذه هي مقاومة الله. لنفكر في الأمر: دفع الله ثمنًا باهظًا لخلاص البشر على أمل أن يربح البشر الحق ويُغيِّروا شخصياتهم الحياتية وينالوا خلاص الله. فالإخوة والأخوات لا يمكنهم فهم الحق والدخول إلى حقيقة الحق ونيل خلاص الله إلا عندما يحظون بحياة كنسية جيدة وبأناس صالحين كقادة. لكنني لم أكن أراعي مشيئة الله بتاتًا. عندما كنت أرى الحياة الكنسية غير فعالة، كنت أشعر فجأةً بالسعادة، بل وكنت آمل أن يستمر الوضع. كيف كنت حقيرة وخبيثة هكذا؟ يأمل إبليس الشيطان أن يفشل عمل الله لخلاص البشر، وأن يتعطل عمل بيت الله. ويأمل الشيطان أن يفقد الإخوة والأخوات خلاص الله وأن ينزلوا معه في النهاية إلى الجحيم ويهلكوا. إن تمكنت من التفكير والتصرف بهذه الطريقة اليوم، ألم أكن أُعطِّل عمل الكنيسة وأربكه تمامًا مثل إبليس الشيطان؟ لا تتساهل شخصية الله البارة مع الآثام، وإن واصلتُ السير على ذلك المسار ولم أتب، لكنت بذلك أرتكب شرًّا أعظم وأسيء إلى شخصية الله، ولمقتني الله ورفضني واستبعدني. عرفت يقينًا حينها في قلبي أن السعي وراء الاسم والمكانة ليس مسارًا جيدًا. وتذكرت ما تقوله كلمة الله: "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان" (من "الله ذاته، الفريد (و)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). لم أكن آخذ سعيي وراء الشهرة والمكانة على محمل الجد سابقًا. فلطالما شعرت بأنني لم أكن أريد من الآخرين إلا أن يحسنوا ظنهم بي، وأنني لن أؤذي الإخوة والأخوات أبدًا أو أُعرِّض مصالح الكنيسة للخطر. أما الآن، فقد أظهر إعلان كلمة الله والحقائق أن الأمور ليست بهذه البساطة كما كنت أعتقد. السمعة والمكانة أداتان يستخدمهما الشيطان للإضرار بالناس وإيذائهم، وقيدان وضعهما الشيطان وتحكَّما بي حتى أعصي الله وأقاومه في أي وقت. ولو لم أسعَ للحق وأقبل دينونة الله وتوبيخه، بل واصلت السعي وراء تلك الأشياء، لهلكت. منذ العصور القديمة، تسبَّب السعي وراء المكانة والسلطة في تحوُّل الأصدقاء المقربين إلى أعداء، وأصبح الأقارب المقربون أنانيين وقاسين تجاه بعضهم بعضًا. لقد عاملت شيانغ تشن بالطريقة نفسها. فللحفاظ على سمعتي ومكانتي، لم أستطع احتمالها قط. تنافست معها علنًا وسرًّا، وعندما كنت لا أتمكن من التفوق عليها، كنت أُشكِّل عُصبًا دون علمها لإدانتها. وعندما رأيت أن الحياة الكنسية كانت نتائجها سيئة، لم أحاول إصلاحها. كانت لديَّ وجهة نظر منفصلة، وأردت أن أرى فشل شيانغ تشن حتى أسخر منها، بل كنت على استعداد لرؤية عمل الكنيسة يتضرر لإشباع رغبتي من أجل المكانة. رأيت أن السير في طريق السعي وراء السمعة والمكانة يعني معارضة الله. شعرت بالخوف، وعلمت أنني إن لم أتب وواصلت السعي وراء السمعة والمكانة وتعطيل عمل الكنيسة وإزعاجه، ربما أصبح أحد أضداد المسيح وأُطرَد من الكنيسة ما يعني فقدان فرصتي في الخلاص. شعرت بالامتنان الشديد لله بمجرد أن عرفت ذلك. فرغمًا عن نفسي، كنت دائمًا أسعى وراء السمعة والمكانة. وفي هذه المرَّة كان الله يهيئ وضعًا حقيقيًّا لأتمكن من رؤية قبح تنافسي على تلك الأشياء، وفهمت أخيرًا من اختباري الشخصي المعاناة والعواقب الخطيرة للسعي وراء السمعة والمكانة. وأدركت أيضًا من خلال الدينونة والإعلان من كلام الله أن شخصيته البارة لا تتساهل مع الآثام، وأردت في قلبي أن أتحرر من عبودية السمعة والمكانة. أردت أن أتوب وأتغيَّر. كنت فيما مضى أشعر دائمًا بالسلبية والضعف، لأنني اعتقدت أن رغبتي في السمعة والمكانة كانت خطيرة جدًّا بحيث لا يمكن تغييرها، ولم أكن أملك الثقة في السعي للحق. والآن أفهم أنه على الرغم من فسادي، فإن الله سوف يوجهني لفهم الحق والتحرر من قيود السمعة والمكانة والسير في طريق الخلاص ما دمت على استعداد للسعي للحق والتغيير.
لاحقًا، قرأت هذا في كلام الله: "ما الشخصية التي يتسم بها الناس عندما يحاولون دائمًا أن يكونوا أفضل من غيرهم، وعندما يحاولون دائمًا التفوق عليهم، وعندما يحاولون دائمًا التميز عن الآخرين؟ (يتسمون بشخصية متعجرفة). أنت هكذا لا تضع في اعتبارك عبء الله – لا يطلب الله منك أن تضعه في اعتبارك بهذه الطريقة. يقول بعض الناس إن هذا تعبير عن روح التنافس لديهم. إن روح التنافس في حد ذاتها هي شيء سلبي. إنها إعلان – أو تجلي – لشخصية الشيطان المتغطرسة. عندما يكون لديك مثل هذه الشخصية، فأنت تحاول دائمًا إبقاء الآخرين محبطين، وتحاول دائمًا أن تتقدم عليهم، وتتنافس دائمًا، وتحاول دائمًا الاستيلاء على ما لدى الآخرين. أنت حسود للغاية، ولا تطيع أحدًا، وتحاول دائمًا تمييز نفسك. هذه مشكلة. هذه هي الطريقة التي يتصرف بها الشيطان. إذا كنت ترغب حقًا في أن تكون من مخلوقات الله، فلا تكافح من أجل مثل هذه الأشياء. كونك قادرًا على المنافسة وتباهيك بقدراتك ليست أشياء جيدة؛ وحده تعلُّمك أن تكون مطيعًا يدل على العقل" (من "الفصل المائة والثامن والثلاثون المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). "ما هي المبادئ التي تتصرّفون على أساسها؟ يجب أن تتصرّفوا بحسب مقامكم وتجدوا المقام الذي يلائمكم وتبقوا صامدين في مقامكم. على سبيل المثال، ثمة أشخاص ماهرون في مهنة ويستطيعون استيعاب مبادئها، ويجب أن يقوموا بالتحقق النهائي فيما يتعلّق بها. ثمة أشخاص قادرون على توفير أفكار وتبصّرات، ما يمكّن كل الباقين من البناء على أفكارهم وتأدية هذا الواجب بشكل أفضل، إذًا عليهم أن يوفّروا الأفكار. إن كنت تستطيع أن تجد المقام المناسب لنفسك وتعمل بانسجام مع إخوتك وأخواتك، فستتمّ واجبك وستتصرّف بحسب مقامك" (من "الفصل المائة والثامن والثلاثون المبادئ التي يجب أن يتحلّى بها المرء في تصرفه" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). من كلمة الله، وجدت طُرقًا للممارسة. يمنح الله كل شخص مواهب ومقدرة مختلفة. إنه يأمل أن نخضع لسيادته وترتيباته وأن نترك المجال لمهاراتنا في وضعنا الخاص. تتمتع شيانغ تشن بمقدرة أعلى مني، ويمكنها حل المشكلات العملية. ويستفيد العمل من وجودها كقائدة للفريق، وهذا شيء جيد. لم أدخل إلى الحياة بعمق كبير، ولذلك ينبغي أن أعمل بجد لأتحسن وأن أبذل قصارى جهدي لأداء واجبي جيدًا. كان ينبغي أن يكون لديَّ هذا المنطق. كنت أخشى دائمًا أن يقول الناس إنني غير كفؤ وضعيفة المقدرة لأن طبيعتي كانت متكبرة جدًّا ولم أفهم نفسي ولم أتخذ الموقف الصحيح. كانت شيانغ تشن تركز على الدخول إلى الحياة، وكان تحب الإخوة والأخوات. وعندما رأت مشكلاتي، تمكنت من إسداء النُصح ومساعدتي. ينبغي أن أعتز بفرصة العمل معها، وأتعلم من مواطن قوتها، وأركز على دخولي إلى الحياة في البيئة التي وفرها الله. فالممارسة بتلك الطريقة سوف تفيد دخولي إلى الحياة. وفي ضوء ذلك النوع من المواقف، شعرت بالحرية. وبعد ذلك، لم أعد أحسد شيانغ تشن. تمكنت في الاجتماعات من تقديم الشركة والتعاون معها بفعالية، وتقديم شركة حول ما أفهمه، وبذل قصارى جهدي لمساعدة الإخوة والأخوات. وبعد الممارسة بتلك الطريقة، كان لديَّ شعور بالسلام والراحة لم يراودني من قبل.
ساعدني اجتياز ذلك الاختبار على فهم طبيعتي الفاسدة فهمًا أفضل. رأيت أن الشيطان قد أفسدني بشدة لدرجة أنه لم يكن أي شيء يمنعني عن حماية سمعتي ومكانتي، وكنت شريرة وخبيثة للغاية. عندما كنت أقاتل من أجل المكانة وأحسد الآخرين على قدراتهم، كان هذا مؤلمًا حقًّا. كانت دينونة كلمة الله وإعلانها هما ما جعلاني أرى بوضوح جوهر السعي وراء السمعة والمكانة، ما حررني من قيود الحسد حتى أكون أكثر انطلاقًا وحريةً. إنني أشكر الله من أعماق قلبي!