21. كشف القناع عن "أبي الروحي"
آمنت بالرب يسوع لمدة أحد عشر عامًا، وكنت أكتفي سابقًا بحضور اجتماعات في كنيسة القس بن، والذي كان واعظًا معروفًا بالفعل في منطقتنا. كان القس بن تقيًا ولطيفًا، وخدم الرب لأعوام عديدة، وكان على دراية جيدة بالكتاب المقدس. كان يُجرى التدريب الكتابي بأكمله للكنيسة، ولذا أُعجبت به كثيرًا، وكنت أذهب وأسأله كلما واجهني شيء لم أفهمه. وكان يُصلِّي من أجلنا كلما واجهت عائلتنا صعوبات. وبصورة عفوية، اعتبرته أبًا روحيًا في إيماني.
سمعت إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة في عام 2017، ورأيت في كلام الله القدير أنه يكشف أسرار خطة تدبير الله الممتدة على مدى 6000 عام لخلاص البشر، والقصة الداخلية لمراحل عمل الله الثلاث، وأسرار تجسديّ الله، وكيفية إفساد الشيطان للناس، وكيفية عمل الله خطوة بخطوة لخلاص البشر، وكيفية فرز الله كل شخص وفقًا لنوعه، وكيفية تحديده لآخرتنا وغايتنا، ونوع السعي الذي ينبغي أن نحققه لنيل الخلاص والدخول إلى الملكوت. لم أكن قد سمعت سابقًا عن جميع هذه الحقائق والأسرار بعد سنوات إيماني الطويلة كمسيحية، وقد كانت بالفعل أمور تبهج القلب! تيقنت في قلبي أن الله القدير هو الرب يسوع العائد، كما أحضرت طفليَّ أمام الله. فكرت في القس بن الذي كان واعظًا لأعوام عديدة، وكان يطلب منا دائمًا أن نسهر وننتظر لئلا تفوتنا فرصة اختطاف الرب لنا. إن علم أن الرب قد عاد، فسوف يقبل الأمر بكل سرور بالتأكيد. قررت تجهيز نفسي بالحق بأسرع ما يمكن لأتمكن من مشاركة الإنجيل معه. ولكن سرعان ما جاءني القس بن قبل أن أذهب إليه.
في ذلك اليوم، زار كشك الفاكهة التابع لعائلتنا وسألني مبتسمًا: "لقد مرَّ وقت طويل منذ أن تقابلنا، أيتها الشماسة أليسا. سمعت أنكِ تذهبين إلى كنيسة أخرى، وظننتُ أنكِ تذهبين إلى كنيسة أكبر، لكنني فوجئت بأنكِ تذهبين إلى كنيسة الله القدير. تشهد تلك الكنيسة أن الرب يسوع عاد بالجسد. وذلك مستحيل! هذه بدعة، وإيمانكِ إيمان خاطئ. ارجعي إلى الرب وتوبي حالًا". صُدمتُ عندما سمعته يقول هذا. قلت لنفسي: "أنت لا تعرف أي شيء عن تلك الكنيسة ولم تفحص عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. فكيف يمكنك إدانتها جُزافًا؟" ولكنني بعد ذلك قلت لنفسي: "أعتقد أنه لم يسمع كلام الله القدير، ولذلك لن يعرف أنه الطريق الحق. لقد خدم الرب لأعوام ويتوق إلى مجيئه. إن قرأ كلام الله القدير ورأى أنه الحق كله، فسوف يقبله بالتأكيد". ولذا، شهدت له بعمل الله في الأيام الأخيرة، قائلة: "أيها القس بن، لقد قلتَ للتو إن الرب لا يمكن أن يعود بالجسد. فهل هذا يستند إلى كلام الرب؟" أجاب بثقة: "مكتوب في متى 24: 30: "وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلَامَةُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ فِي ٱلسَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ، وَيُبْصِرُونَ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ آتِيًا عَلَى سَحَابِ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ". قال الرب يسوع بوضوح إنه عندما يعود سوف يظهر علانيةً بمجد عظيم على سحابة يراها الجميع. ولذا، يستحيل أن يعود الرب في هيئة متجسدة. وإني أجرؤ على القول بأن أي وعظ مفاده مجيء الرب بالجسد هو طريق كاذب وبدعة. لن أؤمن بذلك أبدًا!" فأجبت بسرعة: "أيها القس، توجد نبوات كثيرة في الكتاب المقدس عن عودة الرب. توجد نبوات عن الرب آتيًا على سحابة، ولكن توجد أيضًا نبوات كثيرة عن مجيء الرب في الخفاء مثل "فَإِنِّي إِنْ لَمْ تَسْهَرْ، أُقْدِمْ عَلَيْكَ كَلِصٍّ" (رؤيا 3: 3)، "هَا أَنَا آتِي كَلِصٍّ!" (رؤيا 16: 15)، "فَفِي نِصْفِ ٱللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!" (متى 25: 6). كما قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ ٱلَّذِي يَبْرُقُ مِنْ نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ يُضِيءُ إِلَى نَاحِيَةٍ تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ، كَذَلِكَ يَكُونُ أَيْضًا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي يَوْمِهِ. وَلَكِنْ يَنْبَغِي أَوَّلًا أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا وَيُرْفَضَ مِنْ هَذَا ٱلْجِيلِ" (لوقا 17: 24-25). "لِأَنَّهُ كَمَا أَنَّ ٱلْبَرْقَ يَخْرُجُ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَيَظْهَرُ إِلَى ٱلْمَغَارِبِ، هَكَذَا يَكُونُ أَيْضًا مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (متى 24: 27). تذكر هذه الآيات عودة الرب "كَلِصٍّ" و"مَجِيءُ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ". هل يأتي اللص القادم لسرقة الكنز علانيةً في مشهد عظيم؟ طبعًا لا. سوف يتسلل ليلًا دون علم معظم الناس. ولذلك، فإن مجيء الرب كلص يشير إلى مجيئه في الخفاء، وذلك هو الله الآتي في الجسد كابن الإنسان. إن كنت تصر فقط على مجيء الرب علانيةً على سحابة، فكيف ستتحقق نبوات مجيئه كلص في الخفاء؟ إن جاء الرب على سحابة، فسوف يراه الجميع. هل سيحتاج أحد إلى الصراخ: "هُوَذَا ٱلْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَٱخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!"؟ ولذلك، بناءً على نبوات الرب، يمكننا التيقن من أن عودته ستكون على مرحلتين. أولًا، يأتي سرًا في الجسد، ثم يظهر علانيةً، وبهذه الطريقة تتوافق هذه النبوات عن مجيء الرب". بدت نظرات الإحراج على وجه القس بن عندما أخبرته بهذا. تابعت كلامي قائلةً: "أيها القس، إن الله القدير يُعبِّر عن جميع الحقائق لتطهير البشرية وخلاصها، ويؤدي عمل الدينونة بدءًا من بيت الله، وقد صنع بالفعل مجموعة من الغالبين. وعمل تجسد الله السري يشارف على الانتهاء، ثم سيطلق العنان للكوارث العظمى، ويكافئ الصالحين ويعاقب الأشرار، ويظهر علانيةً لجميع الشعوب. في ذلك الوقت، سوف يسقط جميع من يقاومون الله القدير ويدينونه في المصائب، ويبكون ويصرون على أسنانهم. وهذا يتمم الرؤيا 1: 7 التي تقول: "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ ٱلسَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَٱلَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ ٱلْأَرْضِ". عند سماع هذا، رمقني القس بن بنظرة ازدراء وقال: "أنتِ لا تعرفين الكثير عن الكتاب المقدس وتعظينني؟" شعرت بخيبة أمل شديدة تجاه موقفه. هل كان هذا هو القس بن الذي عرفته؟ لطالما اعتقدت أنه كان رجلًا متواضعًا. كان يخبرنا كثيرًا بأن نكون العذارى الحكيمات ونواصل السهر للترحيب بمجيء الرب. فكيف لا يرغب في السعي إلى بشارة عودة الرب وتحريها؟ نصحته قائلةً: "أيها القس، هل امتلاك الكثير من المعرفة بالكتاب المقدس هو تمامًا مثل معرفة الله؟ وهل تضمن المعرفة بالكتاب المقدس ألا يقاوم المرء الله؟ كان الفريسيون اليهود يعرفون الكتاب المقدس عن ظهر قلب وظنوا أنهم كانوا يعرفون الله. ولكن عندما ظهر الرب يسوع وعمل، رأوا أن كلماته كانت تتمتع بالقوة والسلطان، لكنهم لم يسعوا إليها ولم يتحروا أمرها. تشبثوا بحرفية الكتب المقدسة وأصروا على أنه لم يكن الله طالما أنه لم يكن يُدعى المسيَّا. بل وجدفوا عليه قائلين إنه كان يطرد الشياطين متكلًا على بعلزبول. أدانوا عمل الرب يسوع وقاوموه بناءً على مفاهيمهم وصلبوه في النهاية. أغضبوا شخصية الله وجلبوا على أنفسهم عقابه ولعناته. أيها القس بن، يجب أن نتعلم درسًا من فشل الفريسيين". سكت قليلًا، ثم قال بصوت خافت: "بما أنكِ أصبحتِ باحثة متحمسة طوال أعوام إيمانكِ هذه، سوف أُصلِّي من أجلكِ. اتركي كنيسة الله القدير فورًا!"، ثم خرج.
اعتقدت بعدما غادر أنه بناءً على موقفه تجاه مجيء الرب، بدا الأمر وكأنه لم يكن يتوق إليه بحق. لماذا لا يستمع إلى كلمة الله القدير ويفحصها ثم يتوصل إلى نتيجة؟ طوال تلك الأعوام، كان مؤمنًا ويُقدِّم تضحيات ويبذل نفسه ويعمل بجد. وسوف يكون من المخزي أن تضيع فرصته في الاختطاف. قررت أن أنتظر فرصة أخرى وأتحدث معه من جديد عن عمل الله في الأيام الأخيرة. ربما سيقبل عندما تكون الشركة واضحة. بعد يومين، أتى القس بن عند كشك الفاكهة التابع لنا مرَّة أخرى. اعتقدت أنه لا بد أن يكون قد درس الكتاب المقدس وفهم كيفية عودة الرب وعلى استعداد لتحري الأمر. لكنني اندهشت عندما قال لي: "أيتها الشماسة أليسا، لقد قلتِ في المرَّة الأخيرة إن الرب يأتي أولًا بالجسد في الخفاء ثم يظهر علانيةً، وأنا أعترض. يقول الكتاب المقدس: "أَيُّهَا ٱلرِّجَالُ ٱلْجَلِيلِيُّونَ، مَا بَالُكُمْ وَاقِفِينَ تَنْظُرُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ؟ إِنَّ يَسُوعَ هَذَا ٱلَّذِي ٱرْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى ٱلسَّمَاءِ سَيَأْتِي هَكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إِلَى ٱلسَّمَاءِ" (أعمال 1 :11). صعد الرب يسوع إلى السماء على سحابة بيضاء في هيئة رجل يهودي، ولذلك فإنه سوف يعود على سحابة بيضاء في هيئة رجل يهودي. لقد خُدعتِ. ويجب أن ترجعي". استمر القس بن على هذا المنوال عازمًا على ما يبدو على إقناعي. لم أفهم بالفعل تمسُّكه الشديد بفكرة عودة الرب على سحابة وإدانته لعمل الله القدير وحكمه عليه. توجد نبوات كتابية كثيرة حول عودة الرب بالجسد في الخفاء. لماذا لم يكن يسعى إليها أو يتحراها على الإطلاق؟ كيف ينبغي أن أقدم له شركة؟ رفعت صلاة صامتة وطلبت إرشاد الله. وعندئذٍ خطر ببالي مقطع من كلام الله القدير، فقرأته للقس بن. يقول الله القدير: "قد لا يبالي العديد من الناس بما أقول، لكنني لا أزال أود أن أقول لكل قدّيسٍ مزعومٍ يتّبع يسوع إنكم حين ترون بأعينكم يسوع ينزل من السماء على سحابة بيضاء، وقتها سيكون الظهور العلني لشمس البر. ربما يكون ذلك وقتًا ينطوي على تشويق كبير لك، ولكن يجب أن تعرف أن الوقت الذي تشهد فيه نزول يسوع من السماء هو نفس الوقت الذي ستهبط فيه للجحيم لتنال عقابك. سوف يكون ذلك وقت نهاية خطة تدبير الله، ووقتها سيكافئ الله الصالحين ويعاقب الأشرار. ذلك لأن دينونة الله ستكون قد انتهت قبل أن يرى الإنسان الآيات، حين لا يوجد إلا التعبير عن الحق. أولئك الذين يقبلون الحق ولا يسعَون وراء الآيات، ويكونون بذلك قد تطهروا، سيكونون قد عادوا أمام عرش الله ودخلوا في كنف الخالق. إن الذين يُصِرّون على الإيمان بأن "يسوع الذي لا يأتي على سحابة بيضاء هو مسيح كاذب" هم وحدهم من سيخضعون لعقاب أبدي؛ لأنهم لا يؤمنون إلا بيسوع الذي يُظهر الآيات، ولكنهم لا يعترفون بيسوع الذي يعلن العقاب الشديد، وينادي بالطريق الحق للحياة. ولذلك لا يمكن سوى أن يتعامل معهم يسوع حين يرجع علانيةً على سحابة بيضاء. إنهم موغِلونَ في العِناد، ومُفرِطون في الثقة بأنفسهم وفي الغرور. كيف يمكن لهؤلاء المنحطين أن يكافئهم يسوع؟ إن عودة يسوع خلاص عظيم لأولئك الذين يستطيعون قبول الحق، أما بالنسبة إلى أولئك العاجزين عن قبول الحق فهي علامة دينونة. عليك أن تختار طريقك، ولا ينبغي أن تجدّف على الروح القدس وترفض الحق. لا ينبغي أن تكون شخصًا جاهلًا ومتغطرسًا، بل شخصًا يطيع إرشاد الروح القدس ويشتاق إلى الحق ويسعى إليه؛ بهذه الطريقة وحدها تكون منفعتكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). عند قراءة هذا، كنت أعتقد أن كلمات الله واضحة جدًا، وينبغي أن يفهمها القس بن الآن. ولكن في اللحظة التي انتهيت فيها، وقبل أن أتمكن من نطق كلمة واحدة، قال عابسًا: "مهما كان الأمر، لا أؤمن إلا بأن الرب يسوع سوف يأتي على سحابة. يستحيل أن يكون هذا خطأ! أنا قس وخدمت الرب لأعوام عديدة. هل يمكنكِ أن تعرفي أكثر مني فعلًا؟ وفوق ذلك، فإن جميع رجال الدين في العالم الديني يدينون كنيسة الله القدير. وهذا يعني أن الله القدير لا يمكن أن يكون الرب يسوع العائد. أقترح عليكِ الرجوع فورًا! " كان عناده الشديد وعدم رغبته في السعي مزعجًا لي، فقلت له: "أيها القس بن، هل رجال الدين في العالم الديني يُمثِّلون الله؟ هل كل وجهة نظر للعالم الديني هي الحق؟ عندما جاء الرب يسوع للعمل، فإن الدين اليهودي بأكمله أدانه وعارضه بجنون. هل يمكنك القول بأن عمله لم يكن هو الطريق الحق؟ للترحيب بالرب، يجب أن نُركِّز على الاستماع لصوته وليس اتباع الاتجاهات الدينية جُزافًا. ينبغي أن تستمع إلى كلام الله القدير وترى ما إذا كان هو الحق أو صوت الله...." لكنه قاطعني قبل إنهاء كلامي، وقال بنبرة رافضة: "لقد قرأت كلام الله القدير منذ زمان طويل، ولا أعتقد أنه صوت الله وينبغي ألا تقرأيه فيما بعد". شعرت بالنفور من نظرة ازدرائه، وقلت لنفسي: "لقد عبَّر الله القدير عن الكثير من الحقائق متجاوزًا كل ما قاله الله في عصر الناموس وعصر النعمة. وأيضًا، جميع كلماته تتمتع بالسلطان، ويمكن للمرء أن يعرف فورًا أنها صوت الله. والمثير للدهشة أن القس بن لا يفهم ذلك. هل هو في الواقع أحد خراف الله؟"
واصل القس بن المجيء للتحدث معي من وقت لآخر خلال الأسبوعين التاليين، وكان يطلب مني مغادرة كنيسة الله القدير. وفي أحد الأيام، اندفع غاضبًا إلى كشك الفاكهة ولم ينادِني باسم الشماسة أليسا كما كان يفعل من قبل، لكنه قال فورًا بنبرة متسلطة: "عليكِ ألا تؤمني بالله القدير بعد الآن أو تأخذي طفليكِ إليها! ولا يمكنك على وجه الخصوص أن تبشري الإخوة والأخوات في الكنيسة بهذا. وإلا، سوف أعلن أنكِ تؤمنين الآن بهرطقة، وسوف أطردكِ. سأجعل الجميع يتجنبونكِ ويرفضونكِ!" شعرت بالغضب الشديد. كنت أعتقد أنني حرة في قبول الطريق الحق، وأنه لا يحق له منعي. فنحن المؤمنون كنا نرجو جميعًا عودة الرب، والآن ينبغي مشاركة الآخرين بالخبر السار المتمثل في ترحيبي بالرب. لماذا استمر في اعتراض طريقي؟ قلت له بوضوح وصرامة: "خراف الله تسمع صوته ولا أحد يمكنه منع ذلك. لقد قرأ طفلاي كلام الله القدير وتعرَّفا على صوت الله ويريدان اتباعه، ولهما مطلق الحرية في ذلك. على أي أساس تحاول تقييد حرية معتقدهما؟" عجز عن الكلام للحظات ثم شتمني غاضبًا واندفع خارجًا. وبعد فترة، بشَّرت أختين من كنيستي القديمة بإنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. شعرتا بالسعادة عند سماع كلام الله القدير وكانتا تتصلان بي بانتظام. ولكن سرعان ما اكتشف القس بن الأمر فضللهما وأرجعهما، فتوقفتا عن الاتصال بي وبدأتا تتجنباني. شعرت بالاستياء والغضب الشديدين، ولم يسعني إلا التفكير فيما قاله الرب يسوع للفريسيين: "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ: فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ" (متى 23: 13). لم يسعَ القس بن إلى عمل الله في الأيام الأخيرة ولم يفحصه، وبذل كل ما في وسعه لمنع الآخرين من فحصه والترحيب بالرب. ألم يكن ذلك يُضيِّع فرصة الناس في الدخول إلى الملكوت؟ كيف كان ذلك مختلفًا عما فعله الفريسيون؟ لم أفهم هذا مطلقًا. كان القس بن مؤمنًا لزمان طويل وقد بدا متدينًا وكان ينتظر عودة الرب. لماذا لم يسعَ على الإطلاق عندما سمع خبر مجيء الرب، بل قاومه وأدانه؟
لاحقًا، أخبرت إخوتي وأخواتي في أحد الاجتماعات بما حدث، فقرأوا بعض المقاطع من كلام الله القدير وبعدها تمكنت من رؤية أصل المشكلة. يقول الله القدير: "هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد ارتكبوا خطأ مجرد التمسك باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليس هذا الاعتقاد منافيًا للعقل وسخيف؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين). "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لواءه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، فإنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، ورؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). منحتني كلمات الله القدير الاستنارة. لماذا يقاوم القسوس والشيوخ عمل الله في الأيام الأخيرة ويدينونه بشدة؟ يرجع ذلك أساسًا إلى أنهم عنيدون ومتكبرون بطبيعتهم. إنهم لا يكتفون بعدم قبول الحق، بل ويحتقرونه أيضًا. وهذا يشبه تمامًا الفريسيين اليهود الذين كانوا دائمًا يشرحون الأسفار المقدسة في المجامع، ولكن عندما جاء الرب يسوع وعمل، رفضوا فحص كلامه على الرغم من علمهم بأن كلامه كان يتمتع بالسلطان والقوة. لقد تمسَّكوا بصرامة بحرفية الكتب المقدسة واستخدموا ناموس العهد القديم لإدانته. ولحماية مكانتهم ومصدر رزقهم، اختلقوا شائعات وشهدوا زورًا لاتهام الرب يسوع وفي النهاية سمروه على الصليب. رأيت أن القس بن كان مثلهم. كان يعرف أن الله القدير يُعبِّر عن الكثير من الحقائق ويؤدي عمل الدينونة، ولم يقتصر الأمر على أنه لم يفحص الأمر، بل قاومه وأدانه بجنون. تشبَّث بكلمات الكتاب المقدس وبمفاهيمه وتصوراته الشخصية، واعتقد أنه إن لم يكن الرب يسوع آتيًا على سحابة، فهذا ليس ظهورًا لله ولعمله. لقد نشر جميع أنواع البدع لمنع المؤمنين من فحص الطريق الحق، أبقى المؤمنين تحت سيطرته الشديدة. كلما فكرت في الأمر، بدا أكثر ترويعًا. أي قس كان ذلك؟ وكيف كان خادمًا للرب؟ لقد كان أحد فريسي العصر الحديث وشيطانًا حيًا يُبقي الناس خارج الملكوت! يكشف عمل الله القدير في الأيام الأخيرة عن الوجوه المنافقة لهؤلاء القساوسة والشيوخ. إنهم ليسوا مؤمنين حقيقيين على الإطلاق، ولا ينتظرون الترحيب بظهور الرب. يؤمنون بالرب يسوع بالاسم فقط، أي لا يؤمنون سوى بهاتين الكلمتين "الرب يسوع"، لكنهم لا يعرفون جوهره الإلهي مطلقًا، ولا يؤمنون حقًا أنه الطريق والحق والحياة. ولهذا السبب، فإنهم لا يخضعون أبدًا للحق ولا يسعون عندما يسمعون طريق الحق، بل ويكرهون المسيح الذي يُعبِّر عن الحق ويدينونه. إنهم الفريسيون، أي أضداد المسيح الذين يكشفهم عمل الله في الأيام الأخيرة. لم أكن فيما مضى أفهم الحق وكنت أفتقر إلى التمييز، ولذلك كنت أنخدع بالمظهر الورع لرجال الدين، بل وكنت أعتبرهم آبائي الروحيين. كم كنت غافلة! أشكر الله القدير على السماح لي برؤية حقيقتهم المنافقة وجوهر ضد المسيح الذي فيهم والمتمثل في كراهية الحق ومقاومة الله. تحررت أخيرًا من خداع الفريسيين وأضداد المسيح في العالم الديني وقيودهم، ورجعت أمام عرش الله. أشكر الله القدير على خلاصه!