28. لا تدع الغيرة تسيطر عليك
كنت أخدم بصفتي قائدة في الكنيسة في صيف العام 2017. ونظرًا لاحتياجات العمل، رتبت القائدة الأعلى للأخت يانغ وانغ والأخت تشنغ شين أن تعملا معي، وأخبرتني بأن أساعدهما. وبعد فترة، أدركت أن هاتين الأختين كانتا تحملان عبئًا في واجبهما، وكانتا تحرزان تقدمًا سريعًا. ولم أُضطر للقلق بشأن بعض الأمور التي كانت الأختان قادرتين على مناقشتها والتعامل معها بشكل لائق بنفسيهما. في البداية كنت سعيدة بذلك حقًّا، لكن بمرور الوقت، بدأ الأمر يشعرني بالاستياء. فقلت لنفسي: "إنني القائدة، ولذا فمن المنطقي أن أمور الكنيسة، سواءً أكانت صغيرة أم كبيرة، يجب حقًّا مناقشتها معي أولًا. لكن الآن، هذان الأختان ترتبان بعض الأشياء دون استشارتي. إنهما لا تأخذاني على محمل الجد! إن استمر هذا الأمر، ألن أصبح قائدة بالاسم فقط؟".
وفي أحد الاجتماعات، ذكرت شماسة السقاية يانغ غوانغ وتشنغ شين. فقالت: "إنهما حقًّا تتحملان عبئًا في واجبهما. في السابق كنا نعاني دائمًا نقصًا في عمال السقاية، لكن منذ قدومهما، لم تحدث التحولات سريعًا فحسب، بل أصبح عمل السقاية فعالًا جدًّا أيضًا...." بعد سماع هذا، شكرت الله ظاهريًّا، لكن في قلبي، لم أكُن مسرورة وشعرت بضيق شديد. فقلت لنفسي: "يبدو أن الآخرين يهتمون بهاتين الأختين أكثر مما يهتمون بي. إنني قائدة لسنوات عديدة، وهاتان الأختان لم تعملا هذا إلا منذ أيام قليلة فقط. هل هما أفضل مني؟". لم أرغب في قبول هذا الأمر، ولم أسمع أيًّا مما قالته شماسة السقاية بعد ذلك. وعدت إلى منزلي بوهن بعد الاجتماع. في تلك الليلة، رقدت في السرير، وأخذت أتقلب يمينًا ويسارًا، وعجزت عن النوم. وأصابني ضيق شديد حقًّا كلما تذكرت ما قالته شماسة السقاية. فقد كنت قائدة لعدة سنوات، ولكنني لم أرتقِ حتى إلى مستوى الأختين اللتين بدأتا التدريب للتو. ما الذي ستظنه القائدة العليا بي إذا علمت بذلك؟ هل ستقول إنني غير كفؤ وغير مناسبة لأكون قائدة؟ كان الآخرون يحترمونني، فهل سيظنون أن هاتين الأختين كانتا أفضل مني حينئذ؟ هل سيدعمان الأختين بدلًا مني في المستقبل؟ شعرت بأن يانغ وانغ وتشنغ شين قد سرقتا الضوء مني، وملأني هذا بالغيرة والاستياء نحوهما. كان خيالي يتوحش في ذلك الوقت؛ خوفًا من أن يهدد هذا منصبي. فشجعت نفسي في صمت وأخبرتها بأنني يجب أن أبلي بلاءً حسنًا في عملي، وأن أسعى للأداء بشكل أفضل في جميع مشروعاتنا، وأن أجعل الآخرين يرون أنني لم أكن أحل في المرتبة الثانية بعد الأختين على الإطلاق. بعد ذلك، كنت أستيقظ مبكرًا، وأسهر لوقت متأخر كل يوم؛ وأتفوق على الجميع في المشروعات المهمة، وأسارع إلى حل أية مشكلة تطرأ، خشية أن تتفوق عليَّ الأختان. بل إنني أحيانًا كنت أتمنى أن ترتكبا أي خطأ وتحرجا نفسيهما. ذات يوم، بينما كنا نراجع سجلات الكنيسة، اكتشفنا تناقضات في أرقام الصادر والوارد. كانت الأختان تتعاملان مع توزيع الكتب واستلامها، وبينما كانتا تبحثان في قلق عن السبب، لم أمتنع عن مساعدتهما فحسب، بل استمتعت بمحنتهما، وقلت لنفسي: "كنت أعتقد أنكما الاثنتان تتمتعان بالكفاءة العالية – والآن ماذا ستفعلان؟". وبنبرة موبخة، أخبرتهما بأن هذا ليس بالأمر الجلل إن كانت هناك مشكلة في كتب الكنيسة. وجعلهما ذلك أكثر توترًا وأثر على حالتهما. وكنت أضمر الشعور بالسعادة الشديدة، وقلت لنفسي: "لنرى ما إذا كانت القائدة العليا ما زالت تعتقد أنكما الآن أفضل مني بعد ارتكابكما هذا الخطأ الجسيم. إن بقيتما في هذه الحالة السلبية، فلن أضطر للقلق بشأن تهديدكما لمنصبي". في ذلك الوقت شعرت بشيء من الذنب، وأدركت أنني كنت أتجاوز كل الحدود، لكني لم أتفكَّر في الأمر مليًّا حقًّا.
لاحقًا، تغير واجب تشنغ شين، وتركني هذا مع يانغ وانغ لنعمل معًا. وذات يوم خلال إحدى مناقشات العمل، لاحظت أن القائدة العليا كانت تطلب رأي يانغ وانغ دائمًا بينما أجلس أنا في جانب وأشعر بالتجاهل. ولم يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كانت القائدة ربما تركز على تدريبها لأنها كانت أصغر سنًّا وأفضل مقدرة. فشعرت بالإحباط الشديد. فلطالما كانت القائدة تناقش الأمور معي، لكنها الآن كانت تقدر يانغ وانغ. ألم يظهر هذا أن يانغ وانغ كانت أفضل مني؟ وأطلت غيرتي برأسها مرة أخرى. فخلال ذلك الوقت، كنت أوبخ يانغ وانغ كلما لاحظت انحرافات في عملها، وأحيانًا أعاملها ببرود. واندفعت لتولي رئاسة كل اجتماع، وحل مشكلات الآخرين، ولم أمنحها أية فرصة للشركة. ازدادت حالتها سوءًا شيئًا فشيئًا، ولم تعد تتحمل عبئًا من أجل عمل الكنيسة؛ فلم تعد تتعامل مع بعض المهام على الفور وأدى هذا إلى أن يعاني عمل الكنيسة بعض الخسائر. في ذلك الوقت، شعرت بشيء من الذنب. شعرت بأنني السبب الأكبر في حالتها السلبية، لكني لم أقم بالتأمل الذاتي. ولم يكن لديَّ أي فهم لحالتي إلى أن أدَّبني الله.
ذات يوم، شعرت فجأة بالمرض والحمى، وعندئذ بدأت أسعل. فاعتقدت أن نوبة الربو تزداد سوءًا مرة أخرى، لكن لاحقًا، ازداد السعال سوءًا، ولم يُجدِ معه أي دواء. وبصرف النظر عن مدى رغبتي في الشركة في الاجتماعات، فإنني لم أعد قادرة على ذلك. ذهبت لرؤية الطبيب لإجراء فحص شامل، وأُخبرت بأنني أصبت بحالة حادة من توسع القصبات ومرض السل. قال الطبيب إنه مرض خطير جدًّا وأن السيطرة عليه تتطلب العلاج لأكثر من عام. عندما سمعت ذلك، جلست مصدومة وأصابني إحباط شديد. كنت قد أصبت بمرض السل من قبل، وكان علاجه صعبًا حقًّا. فكيف أصبت به مرة أخرى، ولماذا كان بهذه الدرجة الخطيرة هذه المرة؟ وبما أن مرض السل معدٍ، فلم يكن بإمكاني إجراء أي اتصال مع الإخوة والأخوات. وكان هذا يعني أنني لن أستطيع أداء واجبي. لطالما كنت أؤدي واجبًا طوال سنوات إيماني. بل إنني تركت عائلتي ووظيفتي لأبذل نفسي لله. وفي ذلك الوقت تحديدًا، كان عمل الكنيسة كثيرًا جدًّا وكنت أسارع إلى القيام بكل شيء. فلماذا أصبت بمرض خطير كهذا؟ هل كانت هذه مشيئة الله؟ ازداد شعوري بالإحباط كلما فكرت في الأمر، وكثيرًا ما اختبأت تحت لحافي لأبكي. وذات مرة، صليت لله والدموع تنهمر من عينيَّ: "إلهي! إنني أعاني ألمًا شديدًا. ولا أعرف كيف أجتاز هذه المحنة. أرجوك امنحني الاستنارة لأفهم مشيئتك وأتعلم درسًا من هذا المرض".
وذات يوم، قرأت كلام الله هذا خلال عباداتي. يقول الله: "في معظم الأوقات، عندما تُصاب بمرض خطير أو مرض غير عادي، ويسبب لك ألمًا شديدًا، فإن هذه الأشياء لا تحدث من قبيل الصدفة؛ فسواء كنت مريضًا أو معافىً، فإن مشيئة الله وراء كل هذا" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. اكتساب الحق هو الأهم في الإيمان بالله). بتأمل هذا، أدركت أن سماح الله بأن أصاب بمرض خطير لم يكن مصادفة، وأنه من المؤكد أن مشيئة الله كانت فيه. كان يجب عليَّ فحص ذاتي بجدية. فصليت وسعيت لعون الله مرارًا وتكرارًا. وخلال تأملاتي، أدركت فجأة أن غيرتي المستمرة من يانغ وانغ وتشنغ شين في ذلك الوقت، والكفاح المستميت من أجل الشهرة والربح الشخصيين جعلهما تشعران بأنهما مقيدتان وأثَّر هذا بدوره على عمل الكنيسة. عندما تراءى هذا لي، شعرت بالذنب والندم الشديدين. وقرأت هذا في كلمات الله: "فيا له من جنس بشري متوحش وقاسٍ! جنس متواطئ ومخادع، ومتصادم بعضه مع بعض، جنس زاحف نحو الشهرة والثروة والتناحر – فمتى ينتهي هذا في يوم من الأيام؟ لقد نطق الله بمئات الآلاف من الكلمات، لكن أحدًا لم يعد إلى رشده. إنهم يتصرفون من أجل عائلاتهم وأبنائهم وبناتهم ووظائفهم وطموحاتهم ومكانتهم وإرضاءً لغرورهم وجمعًا للأموال ومن أجل الثياب والطعام والجسد. لكن هل يوجد أحد تكون أعماله حقاً من أجل الله؟ حتى أولئك الذين يعملون من أجل الله، هناك عدد قليل من بينهم مَنْ يعرفون الله؛ فكم من الناس مَنْ لا يعملون من أجل مصالحهم الشخصية؟ وكم من الناس مَنْ لا يظلمون الناس ولا يميِّزون فيما بينهم طمعًا في نيل مكانة خاصة؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ينبغي أن يُعاقَب الشرير). "هناك من يخشون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم وأعلى منهم، وأن يلقى الآخرون التقدير بينما هم مُهملون. يؤدّي بهم هذا إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات الغيرة من أشخاص أكثر قدرةً منهم؟ أليس مثل هذا السلوك أنانيًا وخسيسًا؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها حقودة! لا تفكر إلا في مصالحها، وبإرضاء رغبات النفس فقط، وعدم مراعاة الآخرين، أو مصالح بيت الله – يملك هؤلاء الأشخاص شخصيةً سيئةً، ولا يحبّهم الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). إن ما كشفه الله كان يمثل حالتي بدقة. منذ أن رأيت هاتين الأختين تقومان بواجبهما ببراعة وتتقدمان بسرعة، وتتعاملان مع بعض الأمور دون استشارتي، شعرت بالضيق، واعتقدت أنهما لم تحترماني. وعندما أثنت شماسة السقاية على كفاءتهما في واجبهما، كنت أشعر بأنهما كانتا تمثلان تهديدًا لمنصبي وأنهما سرقتا الأضواء مني. ولكي أثبت أنني أفضل منهما، وأحافظ على منصبي، اندفعت لأسبقهما في الشركة وحل مشكلات الآخرين في الاجتماعات ولم أمنحهما أية فرصة للشركة مطلقًا. وعندما اضطربت حسابات الكتب بالكنيسة، بدلًا من مساعدتهما في إيجاد سبب هذا، استمتعت بمعاناتهما، وأطلقت تعليقات مهينة، وهو ما أدى بهما إلى العيش في سلبية. لقد كنت شريرة جدًّا. وعندما فكرت في هذا، شعرت بالذنب والندم، وصليت لله وأنا أذرف الدموع: "آه يا إلهي! إن لديَّ القدرة على الإشراف على عمل الكنيسة بفضل نعمتك، ولكنني متمردة جدًّا. إنني لم أفشل في أداء واجبي بشكل جيد ولم أحجم عن مكافأة حبك فحسب، بل إنني أشعر بالغيرة ممن هم أكثر مني كفاءة، وقاتلت من أجل الشهرة والربح الشخصيين. لقد كان سلوكي مقززًا ومثيرًا لمقتك. إلهي، أريد أن أتوب وأتغير".
لاحقًا، قرأت كلام الله هذا: "عندما تواجه بعضَ الناس مشكلةٌ ما، فإنهم يبحثون عن حل من الآخرين، أما إذا تكلم شخص آخر بما يوافق الحق فإنهم لا يقبلونه، كما أنهم غير قادرين على الطاعة، ويفكرون في قلوبهم قائلين: "أنا أفضل منه بالطبع. إنْ أصغيت إلى اقتراحه هذه المرة، ألن يبدو وكأنه أفضل منّي؟ كلا، لا أستطيع الاستماع إليه في ذلك، سأقوم بالأمر على طريقتي". وبعدئذ يختلقون الأسباب والأعذار لإسقاط وجهة نظر الآخر. أيّ نوع من الشخصية هذه عندما يرى المرء شخصًا أفضل منه ويحاول إسقاطه أو نشر شائعات عنه أو استخدام وسائل حقيرة لتشويه صورته وتقويض سمعته – حتى الدوس عليه – من أجل حماية مكانه الخاص في أذهان الناس؟ ليس هذا مجرد غطرسة وغرور، إنها شخصية شيطانية، إنها شخصية خبيثة. إن قدرة هذا الشخص على مهاجمة الأشخاص الأفضل والأقوى منه وإبعادهم هي أمر خبيث وشرير. وكونه لا يردعه شيء عن الإطاحة بالأشخاص يظهر أنه يتحلّى بكثير من صفات إبليس! فكونه يعيش بشخصية الشيطان، يجعله عرضة للتقليل من شأن الناس، لمحاولة تلفيق تهم لهم، وجعل الامور صعبة عليهم. ألا يعد هذا فعلاً شريرًا؟ وبعيشه على هذا النحو، لا يزال يعتقد أنه بخير، وأنه امرؤ صالح ـ ولكن عندما يرى شخصًا أقوى منه، فمن المرجح أنه سيضع أمامه الصعاب، والدوس عليه بكل استطاعته. ما القضية هنا؟ أليس الأشخاص القادرون على ارتكاب مثل هذه الأعمال الشريرة عديمي الضمير ومعاندين؟ أناسٌ كهؤلاء لا يفكرون إلّا في مصالحهم الخاصة، ولا يراعون سوى مشاعرهم الخاصة، وكل ما يريدونه هو تحقيق رغباتهم وطموحاتهم وأهدافهم. ولا يهتمون بمدى الضرر الذي يسببونه لعمل الكنيسة، ويفضلون التضحية بمصالح بيت الله لحماية مكانتهم في أذهان الناس وسمعتهم. أليس أمثال هؤلاء متعجرفين وأبرارًا في أعين أنفسهم وأنانيين ووضعاء؟ أمثال هؤلاء الناس ليسوا متعجرفين وأبرارًا في أعين أنفسهم فحسب، بل هم أيضًا أنانيون للغاية ووضعاء. إنهم لا يبالون بمشيئة الله على الإطلاق. هل يخاف أمثال هؤلاء الله؟ إنهم ليس لديهم أدنى خوف من الله. ولهذا السبب يتصرفون عن هوى ويفعلون ما يريدون، دون أي إحساس باللوم، ودون أي خوف، ودون أي تخوف أو قلق، ودون النظر إلى العواقب. هذا ما يفعلونه غالبًا، هكذا تصرفوا دائمًا. ما طبيعة هذا السلوك؟ بعبارة بسيطة، هؤلاء الناس غيورون جدًا ولديهم رغبة قوية جدًا في الشهرة والمكانة الشخصية؛ هم مخادعون وغدارون للغاية. بعبارة أكثر قسوة، جوهر المشكلة هو أن قلوب هؤلاء الناس لا تشعر بأدنى قدر من مخافة الله. إنهم لا يخافون الله، ويعتقدون أنهم في غاية الأهمية، ويعتبرون كل جانب من وجوههم أعلى من الله وأعلى من الحق. في قلوبهم، الله لا يستحق الذكر ولا مغزى له، وليست لله أي مكانة في قلوبهم على الإطلاق. فهل يمكن لمن لا مكان لهم لله في قلوبهم، ومن لا يقدسون الله، ان يضعوا الحق موضع التنفيذ ؟ حتمًا لا. إذًا، عادةً عندما يُبقون أنفسهم منشغلين بمرح ويبذلون الكثير من الطاقة، ما الذي يفعلونه؟ يدّعي حتى أشخاص كهؤلاء أنّهم قد تخلّوا عن كل شيء من أجل التضحية لله وأنّهم عانوا كثيرًا، لكن في الواقع، حافز كل أفعالهم ومبدأها وهدفها هو من أجل مكانتهم وجاههم، ولحماية جميع مصالحهم. هل برأيكم هذا النوع من الأشخاص مريع أم لا؟ أي نوعٍ من البشر يؤمنون بالله لسنوات عديدة، ومع ذلك لا يخشونه؟ أوليسوا متغطرسين؟ أوليسوا شياطين؟ وما هي أكثر الأشياء افتقارًا إلى مخافة الله؟ بصرف النظر عن الحيونات، فهم الأشرار وأضداد المسيح، أمثال الأبالسة والشياطين. فهم لا يقبلون الحق على الإطلاق؛ وتنعدم لديهم مخافة الله. كما أنهم قادرون على أي شر؛ فهم أعداء الله، وأعداء المختارين من الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الشروط الخمسة التي يتعين الوفاء بها للانطلاق في المسار القويم للإيمان بالله). لقد بدا الأمر وكأن الله كان أمامي؛ حيث يدينني. اعتقدت أنني بعد العمل قائدة لسنوات عديدة، فيجب أن أكون أعلى وأفضل من الآخرين، ولذا حسدت ورفضت أي شخص أكثر كفاءة مني. عرفت أن هاتين الأختين كانتا تتمتعان بمقدرة جيدة، وكانتا تحملان عبئًا وكانتا فعالتين في واجبهما - وكان هذا جيدًا لأعمال الكنيسة وجيدًا لدخول الإخوة والأخوات في الحياة. لكنني لم أراعِ أيًّا من ذلك، بل إني لم أهتم إلا بسمعتي الشخصية ومكانتي. بل تعاركت معهما سرًّا، باحثة عن انحرافاتهما وهفواتهما في العمل، لأضايقهما وأحرجهما. جعلهما هذا في حالة سيئة، ولم تعودا تتحملان عبئًا في واجبهما، وهو ما أضر بعمل الكنيسة أيضًا. حفاظًا على مكانتي الخاصة، وحقدًا على مَن هم أكثر موهبة مني، قيدت هاتين الأختين لدرجة أنهما أصبحتا سلبيتين. وبفعل ذلك، كنت أعطل عمل الكنيسة وأضر بمصالحها. لم تكن لديَّ أية إنسانية. وكل شيء كنت أظهره كان شخصية شيطانية. فالشيطان لا يطيق رؤية الناس وهم يقومون بأعمال صالحة، ويحاول باستماتة ليجعلهم يصبحوا سلبيين ومنحطين ويخونون الله. كنت أتصرف كتابعة للشيطان؛ وأعطل عمل الكنيسة. بصفتي قائدة كنيسة، يجب أن أراعي مشيئة الله، وأُنَمِّي الأفراد، وأساعد إخوتي وأخواتي لإنجاز واجباتهم. ولكن بدلًا من ذلك، لم أفشل في تنمية الأفراد الموهوبين فحسب، بل كنت غيورة منهم واضطهدتهم. كيف كان يعد هذا أداءً للواجب؟ لقد كنت أفعل الشر وأعارض الله فحسب.
ذات يوم، صارحت إحدى الأخوات وعقدتُ شركة عن حالتي الغيورة. فأنصتت إليَّ وعندئذ شاركتني مثالًا عن غيرة شاول من داود. فقالت: "عندما رأى شاول أن الله كان يستخدم داود للفوز بالحرب وأن بني إسرائيل جميعًا كانوا يدعمونه، شعر بالغيرة من داود، وفي النهاية كان شاول ممقوتًا ومرفوضًا من الله وعوقب". أرعبني سماع هذا. وتذكرت كل سلوكياتي السابقة. عندما كانت هاتان الأختان تحققان بعض النتائج الجيدة في واجبهما، أصبحت غيورة منهما وقيدتهما وقمعتهما عند كل منعطف. إنني لم أكن أجعلهما يعيشان وقتًا عصيبًا فحسب، بل إنني كنت أجعل نفسي عدوًّا لله. ألم أكن مثل شاول تمامًا؟ أصابني الذعر عندما رأيت الأمر بهذه الطريقة، وأدركت أن هذا كان تأديب الله لي في الوقت المناسب لإيقافي عن مساراتي لفعل الشر. ولو استمررت في التصرف بتلك الطريقة، لكانت العواقب وخيمة بشكل لا يمكن تصوره. لاحقًا، تأملت في الأمر مرارًا وتكرارًا. لماذا، وأنا أعلم علم اليقين أن الله لا يحب الغيرة، لم أستطع منع نفسي من فعل الأشياء لتهميش الآخرين؟ قرأت مقطعًا من كلمات الله يقول: "إن إحدى السمات الأكثر وضوحًا لجوهر أضداد المسيح، أنهم مثل الطغاة الذين يديرون حكمهم الاستبدادي: إنهم لا يستمعون إلى أي شخص، وينظرون إلى الجميع بازدراء، وبغض النظر عن نقاط القوة لدى الناس، أو ما يقولونه ويفعلونه، أو ما لديهم من أفكار وآراء، فإنهم لا يأبهون بذلك؛ وكأن لا أحد مؤهلًا للعمل معهم أو المشاركة في أي شيء يفعلونه. وهذا هو نوع شخصية ضد المسيح. يقول بعض الناس إن هذه إنسانية ضعيفة. كيف يمكن أن تكون هذه مجرد إنسانية ضعيفة؟ هذه شخصية شيطانية صارخة. هذا النوع من الشخصيات شرس للغاية. لماذا أقول إن شخصياتهم شرسة للغاية؟ يعتقد أضداد المسيح أن مصالح بيت الله والكنيسة ملكهم بالكامل، كممتلكات شخصية يجب أن يديروها بمفردهم تمامًا، دون تدخل من أي شخص آخر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مكانتهم الخاصة وصورتهم. فهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، ناهيك عن السماح لأي شخص لديه المقدرة ويستطيع التحدث عن اختباراته وشهاداته، بتهديد وضعهم وهيبتهم. ... عندما يميِّز شخص ما نفسه بقليل من العمل، أو عندما يكون شخص ما قادرًا على التحدث عن اختبارات وشهادة حقيقية من أجل نفع المختارين وبناءهم ودعمهم، ويكسب الكثير من الثناء من الجميع، ينمو الحسد والكراهية في قلوب أضداد المسيح، فهم يحاولون تنفير الناس منهم والتقليل من شأنهم، وكذلك لا يسمحون لمثل هؤلاء الأشخاص بالقيام بأي عمل، تحت أي ظرف من الظروف، لمنعهم من تهديد مكانتهم. ... أضداد المسيح يفكرون في أنفسهم: "لن أتحمَّل هذا بأي شكل كان. تريد أن يكون لك دور داخل نطاقي، لتنافسني. هذا مستحيل، حذارِ أن تفكر في هذا. أنت أكثر قدرة مني، وأكثر فصاحة مني، وأكثر تعليمًا مني، وأكثر شعبية مني. هل تريدني أن أعمل معك جنبًا إلى جنب؟ ماذا أفعل إذا سرقت مني الأضواء؟" هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا، ما الذي يفكرون فيه؟ إنهم لا يفكرون إلا بكيفية التشبث بمكانتهم. على الرغم من معرفتهم أنهم عاجزون عن القيام بعمل حقيقي، فإنهم لا يتعهدون ولا يُرَقّون الأشخاص ذوي المقدرة الجيدة، الذين يسعون إلى الحق. والوحيدون الذين يرقّونهم هم الأشخاص الذين يتملقونهم، الأشخاص الميالون إلى عبادة الآخرين، الذين يمدحونهم ويُكنّون لهم إعجابًا في قلوبهم، الأشخاص ذوي الأسلوب الساحر، الذين لا يتمتعون بفهم للحق ولا يقدرون على التمييز" (الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)). يكشف الله أن أضداد المسيح لا يراعون مطلقًا عمل الكنيسة، ويريدون فقط احتكار السُلطة لأنفسهم. إنهم يضعون الكنيسة تحت سيطرتهم ولا يسمحون لأحد آخر بالمشاركة. ويستبعدون ويقمعون أي شخص يشكل تهديدًا لمكانتهم، ويعملون بلا هوادة للتغطية على جوانب قوة الآخرين ومزاياهم. كنت أتصرف مثل أضداد المسيح تمامًا. فلكي أحافظ على مكانتي، أردت باستمرار أن أحتكر السلطة وأن أكون الوحيدة صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في الكنيسة. لقد كنت أتبع أفكارًا خاطئة مثل "لا يمكن أن يكون هناك سوى رجل حاكم واحد"، و"أنا الأفضل في الكون كله"، ولم أكن لأدع أي شخص يتفوق عليَّ. وعاملت هاتين الأختين كخصمتين لي، وانتهزت كل فرصة ممكنة لانتقادهما وكشف أخطائهما. كان لديَّ شخصية شريرة تمامًا، وكنت أسير في مسار أضداد المسيح. ولو لم أتُب وأتغير، ألم يكن الأمر لينتهي بي مثلهم؟ عندئذ أدركت أنه لولا تأديب الله ودينونته وإعلاناته كلماته، لم أكن لأدرك أبدًا مدى خطورة طبيعة تصرفاتي. خلال ذلك الوقت، شعرت بالكثير من الندم والذنب. فلقد ندمت على عدم تقدير الفرصة للقيام بواجبي في السابق، وشعرت بأنني كنت مدينة لله حقًّا.
بعد ذلك، قرأت المزيد من كلمات الله. "لتكون قائدًا للكنيسة، لا يعني أن تتعلم فقط استخدام الحق لحل المشاكل، ولكن أيضًا لاكتشاف وتنمية الأشخاص ذوي المواهب، الذين لا يجب عليك مطلقًا حسدهم أو قمعهم. فالممارسة بهذه الطريقة مفيدة لعمل الكنيسة. إذا تمكنت من صقل بعض الساعين للحق ليتعاونوا جيدًا معك في كل ما تنجزه من أعمال، وفي النهاية كان لكم جميعًا شهادات اختبارية، فعندئذٍ تكون قائدًا مؤهَلًا. إذا أصبحت قادرًا على التصرف في كل الأشياء وفقًا للمبادئ، فسترقى إلى مستوى ولائك. ... إن كنتَ قادرًا فعلًا على مراعاة مشيئة الله، فستتمكّن من معاملة الآخرين بإنصاف. إذا أوصيت بشخصٍ جيد وسمحت له بالخضوع إلى التدريب وأداء واجب ما، مضيفًا بذلك شخصًا موهوبًا إلى بيت الله، ألن يكون عملك أسهل عندئذ؟ ألن تكون عندها قد ارتقيت إلى مستوى ولائك في هذا الواجب؟ هذا عمل صالح امام الله. إنه الحد الأدنى من الضمير والشعور الذي يجب أن يمتلكه القائد" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). من كلمات الله، تعلمت أن القادة والعمال يجب أن يركزوا على اكتشاف الأفراد الموهوبين وتنميتهم. أما قمعهم والشعور بالغيرة منهم من أجل مصالح المرء الشخصية فيثير اشمئزاز الله. فكرت في الندم الذي اعتراني من طريقة عملي مع هاتين الأختين، واتخذت قرارًا. بصرف النظر عن هوية مَن أعمل معه في المستقبل، فسوف أضع مصالح الكنيسة في المقام الأول، وأوصي على الفور بأي أشخاص موهبين أكتشفهم، وأفي بمسؤوليتي. لاحقًا، كشفت فسادي للآخرين، وحللته في أحد الاجتماعات، وفي أثناء العمل مع الجميع، استمررت في تذكير نفسي بأن أتعاون معهم، وأن أتعلم من مواطن قوتهم، وألَّا أفعل أي شيء يعطل عمل الكنيسة.
بعد مُضي بعض الوقت، تعافيت قليلًا من مرضي ورتبت لي الكنيسة القيام بإنتاج مقاطع فيديو. ولم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى طلبت مني الكنيسة منح أخت أخرى بعض التدريب التقني. كانت تتمتع بمقدرة جيدة، وكانت سريعة التعلم. فقلت لنفسي: "إن تعلمت كل هذه التقنيات، فهل ستأخذ مكاني؟ هل ستزدريني القائدة إن رأت أن هذه الأخت أسرع مني في التعلم؟". بعد التفكير في ذلك، لم أرغب في أن أكون دؤوبة جدًّا في تدريبها. وعندئذ أدركت أنني لم أكن في الحالة الصحيحة، لذلك سارعت لقول صلاة، طالبة من الله أن يحفظ قلبي. وتذكرت شيئًا من كلمات الله: "عليك أن تراعي أولًا إرادة الله، وأن تنظر في مصالح الله الخاصة، وأن تضع عمل الكنيسة في الاعتبار، وأن تضع هذه الأمور في المقام الأول وفي الصدارة؛ فقط بعد ذلك يمكنك أن تفكِّر في استقرار مكانتك أو كيف يراك الآخرون" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. يستطيع المرء كسب الحق بوهب قلبه لله). لقد كانت كلمات الله تذكيرًا لي في الوقت المناسب، فأهملت أفكاري الخاطئة وبذلت كل ما بوسعي لتدريب تلك الأخت. وبعدها بأيام قليلة، استطاعت إنتاج مقاطع الفيديو بمفردها. وعندما عملنا معًا، أصبحت واجباتنا أكثر إنتاجية إلى حد ما. وبعد اختبار هذا، أدركت أن التعاون المتناغم يحقق الحرية والسلام لقلوبنا. فبالتعاون المتناغم فقط من المرجح أن نربح الاستنارة والإرشاد من الروح القدس ونحقق نتائج جيدة في واجباتنا. لقد حدث كل هذا التغير لي من خلال كلمات الله. فالشكر لله!