61. عواقب أن يكون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الناس
في الماضي، كنت أسعى لإرضاء الناس. وكلما رأيت أحد الإخوة أو الأخوات يُظهِر فسادًا أو يؤدي واجبه بشكل روتيني، لم أجرؤ على توضيح ذلك الأمر له، خشية الإضرار بسمعته وإعطائه انطباعًا سيئًا عني. سلكت في تفاعلي مع الإخوة والأخوات بموجب الفلسفة الشيطانية "اللسان الهادئ يصنع رأسًا حكيمًا" وعندما أوضحت الأمور للناس بالفعل لمساعدتهم، كنت أذكر عَرَضًا كلمة فضفاضة أو كلمتين للتخفيف من الوضع. أحيانًا عندما كنت أسمع الإخوة والأخوات وهم يصفونني بأنني ودودة، كنت أشعر بسعادة غامرة. اعتقدت أنهم يحبونني وبالتالي، لا بد أن الله يحبني أيضًا. فقط عندما هُذبت وتم التعامل معي وعندما فشلت وتعثّرت، تمكنت من ربح بعض الفهم عن نفسي ورأيت بوضوح طبيعة إرضاء الناس وأضرارها وعواقبها.
انتُخبتُ كقائدة للكنيسة عام 2018. كنت أعرف أن أحد أهم جوانب الخدمة كقائدة هو عقد شركة عن الحقّ وحل صعوبات الآخرين فيما يتعلق بدخولهم إلى الحياة وحماية الحياة الكنسية. لكنني كنت أخاف من إغضاب أحدهم، لذا كلما اكتشفت مشكلة، كنت دائمًا أتّبع طريقة تقديم المشورة بلطف ووداعة في التعامل مع الأمر. آنئذ، لاحظت أن شماس السقاية، الأخ ليو ليانغ، يتصرف بروتينية ولا يتحمل مسؤولية واجبه وأنه عندما واجه المؤمنون الجدد مشكلات، لم يقدم شركة معهم لإيجاد حل فوري، ما يجعل بعضهم سلبيين وضعفاء. كنت أدرك مدى خطورة طبيعة هذه المشكلة، وأن عليَّ أن أقدم شركة معه وأشرّح كيف كان مقصّرًا في واجبه. لو استمر في هذا الطريق دون توبة، فَسَيُثير بالتأكيد مقت الله. لكن في اللحظة التي رأيت فيها ليو ليانغ، تراجعت بسرعة. قلت لنفسي: "إنه يقدّر سمعته بشدة، فلو أوضحت له هذه الأمور وجرحت مشاعره حقًا، لن يُحسن الظنّ بي بالتأكيد. وإذا رفض تقبّل الأمر وأضمر نوعًا من العداوة أو الجفاء ضدي، فبصرف النظر عن مدى الإحراج الذي سيسببه ذلك لي، سيكون من الصعب علينا الانسجام معًا بعد ذلك. إذا اعتقد الإخوة والأخوات أنني بدأت في تأنيب الناس وتوبيخهم ما إن أصبحت قائدة، هل سيظل لديهم انطباعًا جيدًا عني؟ لا بأس، لن أقدم شركة معه أو أشرِّح مشكلته". وبالتالي، نصحته بلطف فقط، وقللت من شأن المسألة "يجب أن نؤدي واجباتنا بمزيد من التفاني والإخلاص، وتحمل المسؤولية..." ومن ثمَّ، لم يرَ ليو ليانغ جوهر نهجه الروتيني في أداء واجبه واستمرّ على نفس المنوال غير المسؤول كما كان يفعل دائمًا. عند رؤيتي ذلك، شعرت بالقلق. بوصفي قائدة للكنيسة، كنت أمام أخ يتصرف بلا مبالاة في أداء واجبه، ويؤثر ذلك على عمل الكنيسة، لكنني لم أعالج الأمر من خلال الشركة حول الحق. فكيف يمكن أن يعدّ ذلك أداء لعمل فعلي؟ لقد كان هذا بمثابة تقصير شديد في أداء الواجب. كان شعوري يزداد سوءًا كلما كنت أفكر في الأمر، لكنني كنت مع ذلك غير قادرة على أن أنبس ببنت شفة لكشفه. كنت أشعر بالقلق إن كشفته وتعاملت معه، من أن يقول إنني عديمة الرحمة، وإذا صار سلبيًا، وعمد إلى الإقرار بالهزيمة والاستقالة من واجبه، قد يعتقد الإخوة والأخوات الآخرون أنني غير كفء في العمل. ولن يؤثر ذلك على علاقتنا العامة فحسب، بل سيُسيء أيضًا إلى سمعتي. قلت لنفسي: "لا بأس، لقد قلت بالفعل شيئًا لليو ليانغ على أي حال، لذا سأدعه يتفكّر فيه مع مرور الزمن!" وهكذا، لم أتوصّل في نهاية المطاف إطلاقًا إلى كشف مشكلته أو تشريحها.
لاحقًا، لاحظت أن أخَوين آخرين يعملان معي كانا على خلاف مستمرّ بسبب وجهات نظرهما المختلفة حول الأمور. وما كان أحد منهما ليتنازل، ولم تكن مناقشات عملهما مثمرة إطلاقًا. أحيانًا بعد أن يتوقفا عن الجدال، كانا يتباعدان، مما يؤثر على عمل الكنيسة. كنت أعي مدى خطورة المشكلة وفكّرت أنني لا يجب أن أضيّع الوقت إطلاقًا في الكشف عن مظاهر وطبيعة وعواقب غطرستهما وبرُّهما الذاتي وعنادهما. لكن مرة أخرى، تخليت عن الفكرة بمجرد أن رأيتهما. اعتبرت "أنهما قائدين منذ سنوات، لذا يجب أن يعرفا هذه المشكلة دون الحاجة لي لذكرها. بالإضافة إلى ذلك، كانا على السواء لطيفين جدًا معي، فإذا عقدت شركة حول طبيعة مشكلتهما والعواقب الوخيمة المترتبة عليها، قد يعتقدان أنني أركّز على كشف عيوبهما فحسب. وسيكون من الصعب عندئذ العمل بانسجام معهما. لا بأس. كانا كثيرًا ما يقرآن كلمات الله على أي حال، ويمكنهما بالتالي أن يفكّرا في الأمر مليًّا مع مرور الزمن!" لذلك اكتفيت بإسداء بعض النصح لهما عندما رأيتهما يختصمان مجددًا، وحثثتهما على التزام الهدوء وامتنعت بشكل تام عن كشفهما مباشرةً.
ذات يوم، قالت لي إحدى الأخوات: "عملنا الكنسي لا يسير على ما يرام. هناك مشكلات واضحة في واجبات بعض الإخوة والأخوات وأنتم يا رفاق لا تقدمون شركة لحل هذه الأمور. أليس هذا النقص في القيام بالعمل الفعلي يجعل منكم قادة زائفين؟". كان مزعجًا حقًا سماع ذلك منها. لقد اتضّح لي أن هناك مشكلات يعاني منها بعض الإخوة والأخوات، وأنني كنت أسكت عنها جميعًا. لم أكن أتحمل مسؤوليات القائد على الإطلاق. ألم أكن أشبه بقائدة زائفة؟ كنت أعلم أنني إذا استمررت في عدم ممارسة الحق، فسيمقتني الله ويستبعدني. أصبت بالخوف من مجرد احتمال حدوث ذلك، فصلّيت قائلة: "يا إلهي، لقد رأيت بعض الإخوة والأخوات يعيشون في شخصياتهم الفاسدة، وأن ذلك يؤثر بشدة على حياتنا الكنسية ومختلف جوانب عمل الكنيسة، لكنني لا أستطيع ممارسة الحقّ لإصلاح ذلك. يا الله، أرجوك أرشدني لأعرف نفسي".
قرأت هذا في كلمات الله بعد صلاتي: "إن ممارسة الحق لا تعني قول كلمات فارغة وتلاوة عبارات محددة، بل تعني أنه مهما صادفت في الحياة، طالما يتضمن مبادئ السلوك البشري، ووجهات النظر حول الأحداث، ومسائل الإيمان بالله، ومبادئ الحق، أو المسلك الذي يؤدي به المرء واجبه، فيجب على الجميع اتخاذ قرار؛ يجب أن يكون لكل شخص مسار للممارسة. على سبيل المثال، إذا كانت وجهة نظرك الأصلية هي أنه لا ينبغي لك الإساءة إلى أي شخص، ولكن الحفاظ على السلام وتجنب إحراج أي شخص، بحيث يمكن للجميع في المستقبل أن يتعايشوا معًا، فعندها ستتقيَّد بوجهة النظر هذه، وعندما ترى شخصًا ما يفعل شيئًا سيئًا، أو يرتكب خطأ، أو يرتكب فعلًا مخالفًا للمبادئ، ستفضل أن تأخذ الأمر على عاتقك لتصحيحه بدلًا من مواجهة هذا الشخص. تنفر من الإساءة إلى أي شخص بسبب تقيدك بوجهة نظرك. ستعوقك أفكار حفظ ماء الوجه والعواطف والعلاقات، أو المشاعر التي نمت على مدى سنوات عديدة من التفاعل، بغض النظر عمن تتواجد بمحضره، وستقول دائمًا أشياء لطيفة لحماية كرامة ذلك الشخص. وحيثما وجدت أشياء تراها غير مُرضِية، فأنت تنفِّس فقط عن غضبك من وراء ظهورهم وتقدم تأكيدات خاصة، بدلًا من إيذاء كرامتهم. كيف ترى مثل هذا السلوك؟ أليس هذا من سلوك الرجل الإمعة المخادع؟ (بلى). إنه ينتهك المبادئ؛ أليس من الضِعة التصرُّف بهذه الطريقة؟ أولئك الذين يتصرفون على هذا النحو ليسوا أشخاصًا صالحين، ولا هم نبلاء. مهما عانيت، ومهما دفعت من ثمن، إذا سلكت بدون مبادئ، فإنك قد فشلت ولن تحظى بقبول الله، ولن يذكرك ولن تسرّه" (من "أداء الواجب جيدًا يتطلّب ضميرًا على أقل تقدير" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). أثارت قراءة كلمات الله التي تكشف الأشخاص الذين يسعون إلى إرضاء الآخرين قلقي حقًا. لم أكن أحلّ المشكلات في الكنيسة ليس لأنني لم أرها بوضوح، لكن لأنني لم أكن أريد إغضاب أي شخص وكنت أخاف من أن يسيئوا الظن بي. كنت أحاول حماية صورتي ومكانتي. الله يمقت أمثالي ممن لا يتصرفون استنادًا إلى المبادئ أو يمارسون الحقّ، الذين هم أنانيون ومخادعون. فكّرت مرة أخرى في الطريقة التي كنت أتصرّف بها. رأيت أن ليو ليانغ كان دائمًا يتصرف بروتينية في أداء واجبه، وكان يعيق عملنا المتعلق بالسقاية، لذا كان ينبغي علي أن أكشف طبيعة سلوكه وأشرّحها. لكنني خشيت أن يراني الجميع في صورة سيئة، وأنهم سيقولون إنني كنت أوبخ، وأسعى فقط للتركيز على عيوب الآخرين بعد أن أصبحت قائدة، لم أحلل قطُّ طبيعة مشكلة ليو ليانغ لأحمي صورتي. لقد قلت شيئًا فحسب تطرَّق قليلًا إلى المشكلة دون فعل أي شيء للمساعدة. وحتى عندما رأيت هذين الأخوين اللذين لا يستطيعان العمل بانسجام أبدًا، والتأثير الخطير على عمل كنيستنا، لم أكشف الأمر أو أشرِّحه مطلقًا لمساعدتهما على فهم نفسيهما. وكنتيجة لذلك، عانى عمل الكنيسة. لقد عشت وفق فلسفات شيطانية مثل: "الانسجام كنز والصبر ذكاء"، و"التزام الصمت تجاه أخطاء الأصدقاء الصالحين يجعل الصداقة طويلة وجيدة"، و"صديقٌ آخر يعني مسارًا آخر" ورغبةً مني في حماية سمعتي ومكانتي وأن ينظر إليّ الجميع كشخص لطيف، كنت أرى الأمور بوضوح، لكنني لم أشارك رإيي كما ينبغي. لم يؤذِ هذا الإخوة والأخوات الآخرين فحسب، بل أخَّر أيضًا عمل الكنيسة. أدركت أنني أفتقر تمامًا إلى الضمير والعقل ولم يكن لدي أدنى تكريس لله. كيف يمكن إذ ذاك للمرء أن يكون شخصًا صالحًا؟ حتى ولو كنت منسجمة تمامًا مع الجميع في الظاهر وقال الآخرون بأجمعهم إنني شخص صالح وكان لديهم انطباع جيد عني، فأنني أمام الله لم أكن أؤدي أي واجب. في نظر الله، كنت شخصًا غير مخلص وغير جديرة بالثقة. كنت أثير مقت الله. عند إدراكي لذلك، سرعان ما تبت إلى الله. أدركت أنني لا أستطيع الاستمرار على هذا المنوال، وأنه يتعيّن عليّ تقصّي الحقّ لحل مشكلتي.
قرأت هذا في كلمات الله بعد ذلك: "بناءً على الطبيعة المختلفة لسعي الناس وراء الثروة والمكانة، بغض النظر عن مدى سعي الناس بشكل خفي وراء الثروة والمكانة، وإلى أي مدى يبدو مثل هذا السعي للإنسان شرعيًا، ومدى فداحة الثمن الذي يدفعونه، فإن النتيجة النهائية هي تفكيك عمل الله واعتراضه وإضعافه. لا يؤدي قيامهم بواجبهم إلى تعطيل عمل بيت الله فحسب، بل يُفسِد أيضًا دخول مختاري الله إلى الحياة. ما طبيعة هذا النوع من العمل؟ إنه تفكيك واعتراض وتعطيل. ألا يمكن تعريف هذا بأنه السير في طريق ضد المسيح؟ عندما يطلب الله من الناس أن ينحوا مصالحهم جانبًا، فليس الأمر أنه يحرم الناس من حقهم في الحرية، وأنه لا يريدهم أن يشاركوا في مصالح الله، بل بالأحرى، لأن الناس أثناء سعيهم وراء مصالحهم الخاصة، يضرون بعمل بيت الله، ويعطلون الدخول العادي للإخوة والأخوات، بل ويمنعون الناس من التمتع بحياة كنسية طبيعية وحياة روحية طبيعية. والأكثر خطورة هو أنه عندما يسعى الناس لتحقيق الشهرة والثروة والمكانة لأنفسهم، يمكن وصف هذا السلوك بأنه تعاون مع الشيطان في إيذاء وعرقلة التقدم الطبيعي لعمل الله إلى أقصى حد، ومنع تنفيذ مشيئة الله بشكل طبيعي بين الناس. هذه طبيعة سعي الناس لتحقيق مصالحهم الخاصة. وهذا يعني أن المشكلة مع الأشخاص الذين يسعون وراء مصالحهم الخاصة هي أن الأهداف التي يسعون إليها هي أهداف الشيطان؛ هي أهداف شريرة وغير عادلة. عندما يسعى الناس وراء هذه المصالح، يصبحون عن غير قصد وسيلة للشيطان، ويصبحون منفذًا للشيطان، وعلاوة على ذلك، يصبحون تجسيدًا للشيطان، ويلعبون دورًا سلبيًا في بيت الله وفي الكنيسة، تجاه عمل بيت الله، وتجاه الحياة الكنسية العادية والسعي الطبيعي للإخوة والأخوات في الكنيسة، لذا فإن تأثيرهم هو التشويش والإعاقة؛ وبالتالي لهم تأثير سلبي" (من "لا يُؤدِّون واجبهم سوى لتمييز أنفسهم ولإرضاء مصالحهم وطموحاتهم؛ فهم لا يراعون أبدًا مصالح بيت الله، بل يبيعون حتَّى تلك المصالح مقابل المجد الشخصيّ (الجزء الأول)" في "كشف أضداد المسيح"). رأيت في كلمة الله أن طبيعة وعواقب كون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الناس ويحمي مصالحه ولا يمارس الحق تعطّل وتخرّب عمل بيت الله وهي مرادف لكون المرء تابعًا للشيطان. إذا بقيت على هذا النحو دون أن أتوب، فسيمتقني الله ويستبعدني. بصفتي قائدة للكنيسة، فإن مسؤوليتي هي الشركة حول الحق لحل الصعوبات والمشكلات التي يواجهها الإخوة والأخوات في دخولهم الحياة، والاعتناء بالحياة الكنسية. ولكن بدلًا من ذلك، عندما كنت أرى مشكلات الناس، لم أكن أساعدهم على التغيير وكشف جوهر سلوكهم وتشريحه، بل كنت أرضي الناس لحماية مكانتي وسمعتي، وأتصرف كخادمة للشيطان وأجلب الضرر إلى العمل الكنسي وحياة الإخوة والأخوات. كنت خاضعة بشدة لسيطرة شخصيتي الفاسدة، ويمنعني جبني من ممارسة الحق والتمسك بالبر. كنت خادمة الشيطان، واهنة وغير كفء، أعيش حياة مثيرة للاحتقار، وبشكل مثير للشفقة. إذا لم أبدأ في ممارسة الحقّ وإهمال نفسي، فلن أستحق حقًّا أن أعيش أمام الله! ولولا دينونة كلماته وإعلاناتها، لم أكن لأدرك قطُّ فسادي أو أعلم مخاطر وعواقب كون المرء شخصًا يسعى إلى إرضاء الآخرين ولا يمارس الحق. كنت على استعداد لإهمال نفسي، والتوقف عن إرضاء الناس.
قرأت مقطعين من كلمة الله لاحقًا منحتاني بعض سبل الممارسة. تقول كلمات الله، "لدى الله جوهر الأمانة، وهكذا يمكن دائمًا الوثوق بكلمته. فضلاً عن ذلك، فإن أفعاله لا تشوبها شائبة ولا يرقى إليها شك. لهذا، يحب الله أولئك الذين هم صادقون معه صدقًا مطلقًا" (من "الإنذارات الثلاثة" في "الكلمة يظهر في الجسد"). "إن كنت تتمتّع بحوافز "شخص لطيف" ومنظوره، فستسقط وتفشل دائمًا في مثل هذه المسائل. ما الذي يجب أن تفعله، إذًا، في تلك الأوضاع؟ عندما تواجهك أشياء كهذه، يجب أن تصلّي إلى الله. اطلب منه أن يعطيك القوة، وأن يمنحك القدرة على أن تلتزم بالمبادئ، وأن تفعل ما يجب أن تفعله، وأن تتعامل مع الأمور بحسب المبادئ، وأن تدافع عن رأيك، وأن تمنع أي أذى من أن يمسّ بعمل بيت الله. إن تمكّنت من التخلي عن مصالحك الذاتية وسمعتك وعن موقف "الشخص اللطيف"، وإن قمت بما يجب أن تفعله بصدق وبقلب كامل، فستكون آنذاك قد هزمت الشيطان، وستكون قد ربحت هذا الجانب من الحق. ومع ذلك، إذا كنت تصر على التمسُّك بوجهة نظرك وعلاقاتك مع الناس، فلن تتمكن أبدًا من التغلب على هذه الأمور في النهاية. هل ستتمكن من التغلب على أمور أخرى؟ ستظل تفتقر إلى القوة وتفتقر إلى الثقة. لا يمكنك الحصول على الحق بهذه الطريقة، وإذا لم تتمكن من الحصول على الحق، فلا يمكنك أن تخلص. الحصول على الحق شرط ضروري للخلاص. فكيف يحصل المرء إذا على الحق؟ عندما تمارس الحق وتدخل جانبًا منه، ويصبح أساس حياتك، وتعيش وفقًا له، عندئذٍ يمكنك الحصول على هذا الجانب من الحق، وتحقيق ذلك الجزء من الخلاص" (من "لا يمكنك السعي إلى الحق إلّا عندما تعرف نفسك" في "أحاديث مسيح الأيام الأخيرة"). من خلال هذه القراءة، رأيت أن الله يحب الصادقين. إن الصادقين لا يركزون على حماية علاقاتهم مع الآخرين ولا يهتمون بكيفية رؤية الآخرين لهم، بل يتمتع الله بمكانة في قلوبهم. إنهم يتمسّكون بالمبادئ في كل شيء، ولديهم إحساس بالبرّ، وهم مخلصون لله. لكن بمعاودة التفكير في نفسي، أدركت أنني كنت أهتم كثيرًا بعلاقاتي الشخصية وسمعتي ومكانتي. وعندما حدثت أمور تطلبت حماية مصالح الكنيسة وممارسة الحق، انحزت بثبات إلى جانب الشيطان، ولم أجرؤ على التمسك بمبادئ الحقّ؛ لطالما تمرّدت على الله وقاومته، مسبّبة له الضرر ومخيّبة آماله. في الواقع، ليس الهدف من قول الحقّ وتوضيح مشكلة شخص ما التسبب له في حرج. إن القيام بذلك نافع حقًّا، سواء كان الأمر يتعلق بأخ أو بأخت، أو فيما يتعلق بعمل الكنيسة. إذا لاحظنا شخصًا يُظهر الفساد ولكننا لم نلفت الانتباه إلى طبيعة هذا النوع من العمل أو عواقبه، فلن يدرك ذلك الشخص أبدًا مدى خطورة مشكلته ولن يتمكن من التغيير. وهذا لا يعيق دخول شخص إلى الحياة فحسب، بل يؤثر أيضًا على عمل الكنيسة، وهو أمر يمقته الله، لأننا نعيش أيضًا في ظل شخصية فاسدة ولا نحمي العمل الكنسي. لطالما كنت منشغلة جدًّا بسمعتي ومكانتي، ولطالما كنت مهتمة بآراء الآخرين دون إعطاء الأولوية لآراء الله. لم أكن أفكر في كيفية التصرف وفقًا للحق. كنت مقيدة دائمًا بشخصيتي الفاسدة – كنت حمقاء حقًّا. لم يكن باستطاعتي الاستمرار بترك شخصيتي الفاسدة تقود ولم أُرِد أن أكون أضحوكة الشيطان الضعيفة. كان ينبغي عليّ أن أكون صادقة تتمتع بإحساس بالبرّ وترضي الله. عند فهم ذلك، ربحت العزم لممارسة الحق وإهمال الجسد. سأتمسك بالمبادئ وأنحاز إلى جانب الله في حماية العمل الكنسي، بغض النظر عن كيفية رؤية الآخرين لي. استدعيت الأخوين في اليوم التالي وبينما كنت على وشك توضيح مشكلتهما، بدأت أشعر بنوع من القلق، قلت لنفسي: "ماذا لو رفضا أن يُكشفا ويتم التعامل معهما وألقيا باللائمة عليّ؟ كيف يمكنني أن أواجه الآخرين بعد ذلك؟" أدركت أن شخصيتي الفاسدة تقيدني، فتلوتُ صلاة، سائلة الله أن يساعدني على ممارسة الحق. ثم تذكرت شيئًا قاله الله: "كما أن عدم حماية شهاداتي ومصالحي يعدّ خيانة، وإبداء المرء لابتسامات زائفة حين يكون قلبه بعيدًا عني هو خيانةٌ أيضًا" (من "مُشكلة خطيرة جدًا: الخيانة (1)" في "الكلمة يظهر في الجسد"). فهمت من كلمات الله أنني إذا ظللت شخصًا يسعى إلى كسب رضا الآخرين ولا يمارس الحق أو يحمي المصالح الكنسية، فإنني أخون الله. عرفت أنه يتعيّن عليَّ التوقف عن حماية العلاقات الشخصية، ومهما كان رأيهم بي بعد أن أتحدث عن مشكلتهم، كان علي أن أواجه الله، وأمارس الحق. وهكذا، كشفت غطرستهما وسلوكهما غير المتعاون، وجوهر هذه الأمور وعواقبها. كذلك وجدت بعض كلمات الله لأقرأها لهما. وبعد أن استمعا إليها، تمكنا من التأمل ومعرفة أنفسهما في ضوء كلمات الله وأرادا أن يتوبا ويتغيّرا. شعرت بسعادة غامرة لرؤية أنهما استطاعا معرفة أنفسهما، لكنني شعرت أيضًا بشيء من الذنب. فلو أنني تمكنت من ممارسة الحقّ قبل ذلك، لساعدتهما على معرفة مدى خطورة مشكلتهما ولتمكنا من تغيير الأمور في وقت مبكر. ولما واصلا العيش في الفساد، وتعرضا للأذى والتلاعب بهما من جانب الشيطان، وتحديدًا لما كانا أعاقا عمل الكنيسة. لطالما كنت أخشى إن أوضحت مشكلات الآخرين، أن ينزعجوا ثم يكرهونني. لكن في الواقع، كان هذا كله من نسج خيالي فحسب. فطالما أن شخصًا ما يمكنه قبول الحقّ، لن يكوّن أيّة أحكام مسبقة، بل سيتمكن من تعلّم درس. هذه الطريقة من الممارسة مفيدة للآخرين ولأنفسنا.
ازدادت ثقتي في ممارسة الحقّ وفي أن أكون صادقة بعد ذلك. لم أعد مقيّدة بأفكار المكانة والسمعة. عندما صرت أرى مشكلات إخوتي وأخواتي، أصبح بإمكاني مشاركة شركتي معهم ومساعدتهم على الفور، كاشفة مشكلاتهم ومشرّحة إياها. شعرت حقًا بمحبة الله وخلاصه من خلال هذه الاختبارات. لقد كانت دينونة كلام الله وتوبيخه التي غيّرت عقليتي المتمثلة في إرضاء الناس. شعرت أن ممارسة الحقّ مريحة للغاية وتمنحني راحة البال الحقيقية، وأنها أفضل بكثير من الانكفاء دائمًا إلى الوراء، خوفًا من التسبب في إساءة. تمكنت أيضًا من العيش حسب شيء من شبه الإنسان الحقيقي. رأيت أن كلام الله وحده هو الحق، وأن بإمكانه أن يمنحنا اتجاهًا ومسارًا لما نفعله ولمن نحن. إن العيش كشخص صادق وفقًا لكلام الله هو السبيل الوحيد ليكون المرء شخصًا صالحًا.