72. الطريق إلى ملكوت السماء
عندما يأتي الحديث عن الدخول إلى ملكوت السماء، يعتقد الكثير من الناس قائلين: "لأننا نؤمن بالرب وقد غُفرت خطايانا، عندما يأتي الرب سيختطفنا مباشرة إلى ملكوته". ثم هناك مَن يؤمنون بأن القديسين فقط هم الذين يمكنهم رؤية الرب، ويفكرون: "ما زلنا لا نستطيع إلا ارتكاب الخطيئة على الدوام - لا نتخلص من أغلال الخطيئة، فهل نستطيع حقًّا دخول ملكوت السماء؟". وللإجابة عن هذا السؤال، قد يقول البعض: "على الرغم من خطايانا، فإن الرب يسوع هو ذبيحة خطيئتنا الأبدية، لذا سيغفر لنا طالما نعترف إليه بخطايانا. عندئذ، لن يرانا آثمين، وسنتمكن من دخول ملكوته". لكنني لا أفكر هكذا؛ لأن الكتاب المقدس يقول، "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا" (عبرانيين 10: 26). وهذا يثبت أن ذبيحة الخطيئة محدودة. أولئك الذين يعرفون الطريق الحق لكنهم ما زالوا يخطئون لن ينالوا خلاص الله. فكيف لنا أن ندخل ملكوت السماء؟ لم أستطع قطُّ إيجاد حل لهذا الأمر – إلى أن قرأت كلمات الله القدير ووجدتُ مسارًا للتطهير ودخول ملكوت الله.
وُلدت لأسرة مسيحية وكنت أحضر الخدمات مع والديَّ منذ سن صغيرة. وشاركت أيضًا بفعالية في أنشطة الكنيسة. وبعد بلوغي، بذلت نفسي بحماس من أجل الرب. في بعض الأحيان كنت أصطحب القس خارج المدينة لعقد اجتماعات الصلاة. لكن على الرغم من حماسي الشديد، لم أشعر بالرضا عن الخدمات. كانت عظات القس دائمًا عن نفس الأشياء القديمة. ولم تكن هناك استنارة جديدة. وعلى المستوى الشخصي، لم أتمكن في الغالب من العيش وفق تعاليم الرب. كنت عالقة دائمًا في دائرة الخطيئة والاعتراف. على سبيل المثال: عندما رأيت أن والدتي تغدق على أشقائي بالهدايا أو المال لكن قلما أعطتني شيئًا، كنت أشعر بالغيرة والغضب وأتذمر منها. وفي خدمتي للكنيسة، كلما كلفني القس بمهام، كنت أعتقد أنه لا بد وأنه يحابيني ويعاملني بلطف. ملأني الكبرياء بل وازدريتُ زملاء العمل الآخرين. تقول الكتب المقدسة: "اِتْبَعُوا ٱلسَّلَامَ مَعَ ٱلْجَمِيعِ، وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبُّ" (عبرانيين 12: 14). لكنني كنت لا أزال أشعر بالغيرة والكراهية والتعالي. لم أتمكن من الوفاق مع عائلتي، ناهيك عن محبة الآخرين كحب نفسي، وتحقيق الانسجام مع كل الرجال. إن الرب قدوس؛ فهل يمكن لأحد مثلي حقًّا أن يحظى بتزكيته ويدخل ملكوته؟ كنت في حيرة من أمري حقًّا، لذا طلبت المساعدة من القس وأعضاء الكنيسة الآخرين. لكن القس قال: "بصفتنا مؤمنين، فقد غُفرت خطايانا. إن الرب يسوع ذبيحة الخطيئة ناجع للأبد. لذا فإن جميع الخطايا التي ارتكبناها في الماضي وسنرتكبها في المستقبل، ما دمنا نصلي ونعترف للرب، فسيغفر لنا دون قيد أو شرط. وعندئذ سيرانا الرب بلا خطيئة وسيُسمح لنا بدخول ملكوته. لا بد أن نؤمن بالرب". ولكن لم تبدد كلمات القس حيرتي. فالرب يغفر خطايانا، لكن لماذا يقول الكتاب المقدس أيضًا: "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا" (عبرانيين 10: 26)؟ هذا يثبت أن الرب لن يغفر خطايانا إلى الأبد دون قيد أو شرط. لم أربح أي وضوح، وتمكنت فقط من تعزية نفسي بهذا التفكير: إن محبة الرب لا حدود لها وأبدية، لذلك ربما يكون القس على حق. فما دمت أواصل الصلاة والاعتراف، لن يلومني الرب على هذه الخطايا، وعندما يأتي سيختطفني إلى ملكوت السماء. ثم واصلتُ قراءة الكتاب المقدس وحضور الخدمات على أمل الدخول إلى ملكوت الرب عندما يأتي.
التقيت لاحقًا بأختين عبر الإنترنت. وكثيرًا ما تجاذبنا أطراف الحديث وشجعنا وحفزنا بعضنا بعضًا في إيماننا وشاركنا أفكارنا. ذات يوم، سألتني إحداهما: "ما هو أعظم أمل لكِ بصفتك مؤمنة؟"، ودون أدنى تردد، قلت: "بالطبع، الدخول إلى ملكوت الله!". ثم سألتني: "أنتِ إذن تعرفين نوع البشر الذين يمكنهم دخول ملكوت الله؟". عندما قالت ذلك، قلت لنفسي: "هذا بالضبط ما كنت في حيرة بشأنه. يقول القس وأعضاء الكنيسة جميعًا إنه بالإيمان بالرب والتعميد باسمه، تُغفر خطايانا ويمكننا دخول ملكوت السماء. هل يعني سؤالها أن لديها رأيًا مختلفًا؟". ثم قالت: "لقد اعتدت الاعتقاد بأنه في إيماننا، ما دمنا نقبل اسم الرب ونصلي ونعترف باسمه، سيغفر الرب خطايانا. ثم عندما يأتي، سيختطفنا إلى ملكوت السماء. لكن في وقت لاحق، أدركت أنه على الرغم من غفران خطايانا بالإيمان بالرب، فما زلنا نميل إلى الخطيئة ومقاومته. على سبيل المثال: يطلب الرب منا أن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا وأن نمارس الحُلم، وأن نكون ملحًا ونورًا لنمجده، لكننا دائمًا ما ننغمس في مجادلات حول أمور تافهة صغيرة. إننا نلوم الرب ونخونه في مواجهة الكوارث والتجارب. نعمل ونضحي بأنفسنا فحسب لننال البركات وندخل ملكوته. هذا هو السعي لإجراء صفقة مع الرب. إن العيش هكذا لا يتفق ولو من بعيد مع مشيئة الرب. تقول الكتب المقدسة بوضوح: "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (اللاويين 11: 45). "أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ ٱلْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَٱلْعَبْدُ لَا يَبْقَى فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَبَدِ، أَمَّا ٱلِٱبْنُ فَيَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ" (يوحنا 8: 34-35). الله قدوس وبار وملكوت السماء تحت حكمه. إنها أرض مقدسة. ولن يسمح الله للمُدنسين بأن يدنسوا أرضه المقدسة. أولئك الذين يرتكبون الخطيئة دائمًا ويقاومون الرب ويعصونه ما زالوا عبيدًا للخطيئة ولا يمكنهم دخول ملكوت الله على الإطلاق". بالاستماع إلى شركة الأخت، قلت: "أنتِ محقة. كثيرًا ما نكذب ونرتكب الخطيئة في إيماننا، ولا نستطيع تحرير أنفسنا من الخطيئة. لقد اختبرتُ هذا الأمر بشكل عميق تمامًا. ولطالما أوقعتني في حيرة شديدة. أيمكننا حقًّا أن ندخل ملكوت الله هكذا؟ لقد طلبت النصيحة من قسِّي وأعضاء الكنيسة الآخرين، لكنني لم أحصل على إجابة شافية مطلقًا. ومن خلال شركتكِ، ربحت أخيرًا بعض الفهم. أولئك الذين يرتكبون الخطيئة دائمًا ولم يتطهروا لا يمكنهم دخول ملكوت الله. لكنني ما زلت لا أفهم، لمَاذا نستمر في الخطيئة، بصفتنا مؤمنين، بينما قد غفر الرب لنا؟".
وردًّا على سؤالي، قرأت الأخت بعض المقاطع من كلمات الله القدير. "لأن الإنسان قد افتُدي وغُفِرَت له خطاياه، فكأنما الله لا يذكر تعدياته ولا يعامله بحسب تعدياته. لكن عندما يعيش الإنسان بحسب الجسد، ولا يكون قد تحرر من خطاياه، فإنه لا محال يواصل ارتكاب الخطية، مُظهرًا فساد الطبيعة الشيطانية بلا توقف. هذه هي الحياة التي يحياها الإنسان، دورة لا تنتهي من الخطية والغفران. غالبية الناس تخطئ نهارًا، وتعترف بخطئها مساءً. وبذلك، حتى إن كانت ذبيحة الخطية ذات مفعول أبدي للإنسان، فإنها لن تستطيع أن تخلِّص الإنسان من الخطية. لم يكتمل إلا نصف عمل الخلاص، لأن شخصية الإنسان ما زالت فاسدة. ... ليس من السهل على الإنسان أن يفطن إلى خطاياه؛ فهو لا يستطيع أن يدرك طبيعته المتأصلة في داخله. لا يتحقق مثل هذا التأثير إلا من خلال الدينونة بالكلمة. وبهذا وحده يستطيع الإنسان أن يتغير تدريجيًا من تلك النقطة فصاعدًا" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)]. "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، فإنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة كلها. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًّا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملًا ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى حالة أسمى. كل مَنْ يخضع لسيادة الله، سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد). بعد قراءة كلمة الله، شاركتني بشركة قائلة: "إبَّان عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء فحسب، وليس عمل تطهير البشرية وتغييرها. نعلم جميعًا أنه في نهاية عصر ناموس العهد القديم، كان الناس معرضين لخطر الإعدام إن لم يلتزموا بالناموس. ثم صار الله جسدًا وصُلب كذبيحة خطيئة من أجل البشرية، مفديًّا الإنسان من خطاياه. وطالما اعترف الناس وتابوا إلى الرب، فقد غُفرت خطاياهم ويمكنهم الاستمتاع بالنعمة الوفيرة والسلام والسعادة التي منحها الرب. يشير هذا الغفران من الخطايا إلى عدم الاضطرار لتنفيذ حكم الإعدام بموجب الناموس. وهذا لا يعني أن الإنسان بلا خطيئة، فبالأحرى يعني أنه لن يرتكب الخطيئة أبدًا مرة أخرى. إن خطايانا تُغفر من خلال إيماننا، لكن طبيعتنا الآثمة لا تزال مترسخة بداخلنا. نحن ممتلئون بشخصيات شيطانية مثل التكبر والخداع والشر. على سبيل المثال: نحن نخالف ضميرنا ونكذب ونغش لحماية مصالحنا الخاصة. إن لم يتصرف الناس كما نريد، فإننا نغضب ونوبِّخهم. ونتنافس من أجل المكانة ونسعى وراء الربح ونغار ونتشاكس. كما أننا نتبع الاتجاهات الدنيوية الشريرة ونستمتع بملذات الجسد. وهكذا دَوَالَيْك. نحن نعلم أن الخطيئة لا تتفق مع مشيئة الرب وكثيرًا ما نمثُل أمام الرب للتوبة والاعتراف، ولكننا نستمر في الخطيئة بعد ذلك. كل هذا نتيجة طبيعتنا الشيطانية. إن لم نتخلص من السبب الجذري لطبيعتنا الآثمة، فستكون خطايانا أشبه بإزالة الأعشاب الضارة عند ساق النبات وستعاود النمو من الجذر. ولذا، فإن الله في الأيام الأخيرة يقوم بعمل الدينونة ويبدد طبيعتنا الآثمة بشكل كامل ويطهر شخصياتنا الفاسدة ويغيِّرها، حتى لا نرتكب الخطيئة ونقاوم الله. هذا هو السبيل الوحيد لنستحق دخول ملكوت السماء".
بعد الاستماع إلى شركة الأخت، فهمت أن غفران الخطايا يعني أن الرب يسوع قد غفر خطايانا فقط، وليس لأننا آثمون. كما أن هذا لا يعني أن الرب سيغفر خطايانا بلا حساب، كما زعم قسِّي. كانت شركة الأخت عملية جدًّا ومتوافقة تمامًا مع الكتاب المقدس: "فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِٱخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ ٱلْحَقِّ، لَا تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ ٱلْخَطَايَا" (عبرانيين 10: 26). ما قاله القس كان يشعرني بالحيرة الشديدة عادة. إن الرب قدوس. هل سيقبلنا حقًّا في ملكوته حتى وإن ارتكبنا الخطيئة دومًا؟ لم أستطع استيعاب هذا الأمر، لذا وثقت بما قاله القس وواصلت دراسة الكتاب المقدس والصلاة والاعتراف، وكنت آمل أنه حين يأتي الرب، لن ينظر إلى خطايانا، بل يأخذنا مباشرة إلى ملكوته. بتذكر الأمر الآن، فقد كان تصورًا بعيد المنال حقًّا. قالت الأخت إن الرب سيؤدي عمل الدينونة ليطهِّر الإنسان عند عودته، لذا سارعت بسؤالها عن كيفية أداء الله هذا العمل بالضبط. فأجابت بأناة: "يحتوي الكتاب المقدس على نبوات عديدة حول هذا الموضوع. على سبيل المثال: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). تبين هذه الآيات أن الله سيعبر عن الحق ليدين البشرية ويطهرها في الأيام الأخيرة. لقد عاد الرب يسوع الآن بصفته الله القدير المتجسد في الأيام الأخيرة. إنه يعبر عن الحق ويقوم بعمل الدينونة بدءًا من بيت الله لتبديد طبيعة الإنسان الآثمة وشخصياته الشيطانية وتحرير البشرية في النهاية من تأثير الشيطان". ثم عرضت لي مقاطع فيديو عن قراءات لكلمات الله. يقول الله القدير: "سيستخدم مسيح الأيام الأخيرة مجموعة من الحقائق المتنوعة لتعليم الإنسان، كاشفًا جوهره ومُمحّصًا كلماته وأعماله. تضم هذه الكلمات حقائق متنوعة، مثل واجب الإنسان، وكيف يجب عليه طاعة الله، وكيف يكون مُخلصًا لله، وكيف يجب أن يحيا بحسب الطبيعة البشرية، وأيضًا حكمة الله وشخصيته، وما إلى ذلك. هذه الكلمات جميعها موجَّهة إلى جوهر الإنسان وشخصيته الفاسدة؛ وبالأخص تلك الكلمات التي تكشف كيفية ازدراء الإنسان لله تعبّر عن كيفية تجسيد الإنسان للشيطان وكونه قوة معادية لله. في قيام الله بعمل الدينونة، لا يكتفي بتوضيح طبيعة الإنسان من خلال بضع كلمات وحسب، إنما يكشفها ويتعامل معها ويهذّبها على المدى البعيد. ولا يمكن الاستعاضة عن كل هذه الطرق في الكشف والتعامل والتهذيب بكلمات عادية، بل بالحق الذي لا يمتلكه الإنسان على الإطلاق. تُعد الوسائل من هذا النوع دون سواها دينونة، ومن خلال دينونة مثل هذه وحدها، يمكن إخضاع الإنسان وإقناعه اقتناعًا كاملًا بالله؛ لا بل ويمكنه اكتساب معرفة حقيقية عن الله. يؤدي عمل الدينونة إلى تعرُّف الإنسان على الوجه الحقيقي لله وعلى حقيقة تمرّده أيضًا. يسمح عمل الدينونة للإنسان باكتساب فهمٍ أعمق لمشيئة الله وهدف عمله والأسرار التي يصعب على الإنسان فهمها. كما يسمح للإنسان بمعرفة وإدراك جوهره الفاسد وجذور فساده، إلى جانب اكتشاف قبحه. هذه هي آثار عمل الدينونة، لأن جوهر هذا العمل هو فعليًّا إظهار حق الله وطريقه وحياته لكل المؤمنين به، وهذا هو عمل الدينونة الذي يقوم به الله" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المسيح يعمل عمل الدينونة بالحق). "من خلال عمل الدينونة والتوبيخ هذا، سيعرف الإنسان الجوهر الفاسد والدنس الموجود بداخله معرفًة كاملة، وسيكون قادرًا على التغير تمامًا والتطهُّر. بهذه الطريقة فقط يمكن للإنسان أن يستحق العودة أمام عرش الله. الهدف من كل العمل الذي يتم في الوقت الحاضر هو أن يصير الإنسان نقيًّا ويتغير؛ من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة، وأيضًا التنقية، يمكن للإنسان أن يتخلَّص من فساده ويصير طاهرًا" [الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)].
قدمت الأخت شركة معي بعد مشاهدة مقاطع الفيديو: "في الأيام الأخيرة، يستخدم الله القدير الحق في المقام الأول ليدين ويكشف الطبيعة الشيطانية للبشرية الفاسدة ومختلف الشخصيات الشيطانية التي تقاوم الله وتخطئ في حقه. وفي الوقت نفسه، يوضح أيضًا كل الحقائق التي يجب أن نمارسها في إيماننا - على سبيل المثال: كيفية إقامة علاقة طبيعية مع الله، وكيفية عيش حياة إنسانية طبيعية، وكيف نحب الله ونخضع له، وكيف نؤمن بالله ونخدمه وفقًا لمشيئته، وهكذا. من خلال دينونة كلمات الله وتوبيخه، نستطيع أن نرى مدى عمق إفساد الشيطان لنا وكيف نعجُّ بالشخصيات الشيطانية مثل التكبر والخداع والشر. إننا لا نعيش حتى أدنى مظهر من مظاهر الإنسانية، بل نحن تجسيدات للشيطان ولا نستحق أن نحيا أمام الله. نستطيع أيضًا معرفة شخصية الله البارة التي لا تحتمل الإثم ونبدأ في كراهية أنفسنا واحتقارها ونتوب إلى الله. عندئذ يمكن أن تتغير شخصياتنا الفاسدة تدريجيًّا، ونخشى الله ونخضع له". بعد ذلك، مضت لتشارك بعضًا من اختبارها. فقالت إنها سابقًا في إيمانها بالرب، كانت تعتقد أنه ببذل نفسها وتخليها عن الكثير ومعاناتها المشاق ودفع الثمن من أجل الرب، فإنها بذلك أحبت الرب أكثر من غيره وكانت أفضل من الآخرين. كانت تستخدم هذا كرأس مال لها وتزدري الآخرين، معتقدة أنها الأكثر ملاءمة للتتويج والمكافأة. وبعد تلقيها عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، قرأتْ كلمات الله التي تدين البشرية وتكشفها. لقد رأت المقطع التالي: "وسيكون من الأفضل لكم تكريس جهدٍ أكبر لحق معرفة الذات. لماذا لم تجدوا نعمة لدى الله؟ لماذا شخصيتكم مقيتة له؟ ولماذا يثير كلامكم اشمئزازه؟ حالما تُظهرون قليلاً من الولاء، تسبّحون، وتطلبون أجرة مقابل خدمة صغيرة، وتزدرون الآخرين عندما تظهرون نزرًا يسيرًا من الطاعة، وتصيرون مستهينين بالله عند إنجازكم مهمة تافهة. ... ومع العلم تمامًا أنكم تؤمنون بالله، فإنكم لا تستطيعون التوافق مع الله. ومع العلم تمامًا بعدم جدارتكم مطلقًا، تصرون على التفاخر بكل شيء. ألا تشعرون أن عقلكم قد فسد إلى درجة أنه لم يعد لديكم ضبط لأنفسكم؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أولئك الذين يخالفون المسيح هم من غير ريب معاندون لله). لقد تألمتْ وشعرتْ بالخزي بعد قراءة هذا. عندئذ أدركتْ أن تعظيمها المستمر لذاتها وسلوكها المتعالي تجاه الآخرين واعتقادها بأنها تستحق الإكليل، كان يرجع كلية إلى طبيعتها الشيطانية المتكبرة. أدركتْ أن تضحيتها لم تكن بغرض الخضوع لله، بل للحصول على البركات وعقد صفقة مع الله. لقد فهمتْ شخصيتها الشيطانية المتكبرة مثلما فهمت دَنَس إيمانها. أدركتْ أنها كانت ممتلئة بالشخصيات الشيطانية ومع ذلك كانت تتوقع بلا خجل ودون مبرر أن تنال البركات وتربح الدخول إلى ملكوت السماء. لقد كرهت نفسها واحتقرتها، ولم تعد تعتقد أنها أفضل من أي أحد آخر. لم تجرؤ على التباهي بمحبتها لله أو تطلب أن يمنحها مكافآت وإكليلًا. بل كانت تعي أنها يجب أن تقبل دينونة كلام الله وتوبيخه بنيَّة صادقة وأن تسعى جاهدة للتخلص من شخصيتها الفاسدة، وأن تبذل قصارى جهدها للوفاء بواجبها ككائن مخلوق. بعد الاستماع إلى شركتها، اكتسبتُ فهمًا أفضل عن كيفية أداء الله عمل الدينونة في الأيام الأخيرة. اعتقدتُ أن شهادتها الاختبارية كانت عملية ومفيدة جدًّا لي. فكرت كيف كنت هكذا تمامًا - لقد حاباني القس وعهد إليَّ بالمهام، فصدقت أنني أفضل من إخوتي وأخواتي وازدريتهم. وفي المنزل، لطالما اعتقدت أن حياة الجميع يجب أن تتمحور حولي. كانت تلك شخصيتي المتكبرة. اعتقدت أيضًا أن بإمكاني أن أتطهر وأتغير من خلال دينونة الله وتوبيخه في الأيام الأخيرة. لقد تجاذبنا أطراف الحديث حتى ساعة متأخرة من الليل وربحتُ الكثير من الدعم الروحي والرضا.
لاحقًا، قرأت كلمات الله القدير قراءة مستفيضة واكتشفت أن كلمات الله لا تميط اللثام فقط عن الحقيقة التي تكمن وراء فساد البشرية وأسرار عمل الله، لكنها تفصِّل القول أيضًا في كيفية التخلص من الشخصيات الفاسدة، وكيفية عيش حياة ذات مغزى، والعديد من جوانب الحق الأخرى. أدركتُ أن كلمات الله القدير هي الحق وصوت الله. لقد تيقنتُ تمامًا أن الله القدير هو الرب يسوع العائد وقبلت رسميًّا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عدتُ بذاكرتي إلى السنوات التي كنت أؤمن فيها بالرب بينما كنت أعيش في الخطيئة ولم أتمكن من التخلص من براثنها – لقد كنت في حيرة من أمري حول كيفية دخول ملكوت السماء. والآن وجدت أخيرًا المسار إلى التطهير وملكوت السماء! الشكر لله القدير!