82. الاختيار الصحيح

بقلم: شونيي، الصين

لقد ولدتُ في قرية جبلية نائية في أسرة تضم عدة أجيال من المزارعين. عندما كنت في المدرسة، كانت والدتي تحثني كثيرًا: "ليس لدى أسرتنا ما تعتمد عليه. إذا كنت تريد تغيير مصيرك والنجاح في الحياة، فعليك بالاعتماد على نفسك فقط. أملك الوحيد هو أن تنجح في المدرسة". لقد أخذت كلماتها هذه على محمل الجد آملًا حقًا أن يحدث يومًا أن أتفوق على الآخرين وأشرِّف أسلافي. ولكن بعد التخرج، لم أتمكن فقط من العثور على عمل مستقر، بل أصيب والداي بمرض خطير أيضًا. فأنفقنا جميع مدخرات عائلتنا ثم اقترضنا المال من الأقارب. لم أستطع أن أسدد لهم في الوقت المناسب، حتى أن عمتي نعتتني بمصاص دماء دون علمي. فركزتُ مجهودي في كسب المال حتى لا يواصلوا النظر إليَّ بازدراء لكن ظروفنا العائلية المعدمة بالإضافة إلى ازدراء أقاربنا أصابتني باكتئابٍ، كنتُ أبكي كثيرًا في الخفاء. وفي لحظة شعوري بالضعف المطلق، في يونيو 2013، شاركني صديق إنجيل الله القدير في الأيام الأخيرة. من خلال قراءة كلام الله والاجتماع مع إخوتي وأخواتي، تعلمت أن الإنسان خلقه الله، وأن أقدارنا بين يديه. تعلمتُ أيضًا أن الحياة مؤلمة جدًا لأن البشر فقدوا حماية الله بعد أن أفسدهم الشيطان. والآن في الأيام الأخيرة، تجسَّد الله وعبر عن الحق لتخليص البشرية من فساد الشيطان وضرره. بعد معرفتي بمشيئة الله في خلاص البشرية. انخرطتُ بشدة في الاجتماعات وقرأت كلام الله قدر ما استطعت. وسرعان ما بدأتُ في أداء واجبي في الكنيسة.

بعد بضعة أشهر، رأى إخوتي وأخواتي أنني كنت متحمسًا وأريد السعي إلى الحق فأوصوا بأن أتدرب لأكون قائدًا للجماعة. تشاركتُ مع الأخ لي تشنغ وأُوكل إلينا مسؤولية بعض اجتماعات المجموعات. كان لديَّ عمل في ذلك الوقت، لذلك ذهب لي تشنغ إلى الاجتماعات النهارية التي كانت أبعد قليلاً، وذهبتُ أنا إلى الاجتماعات المسائية. بهذه الطريقة، كان كل شيء يناسب جدول أعمالي. قرب نهاية العام صار لدينا عجزٌ في الموظفين الذين يتولون الشؤون العامة، لذلك عُيِّن لي تشنغ للقيام بهذا العمل وكُلِّفتُ مؤقتًا بتولِّي هذه المجموعات. كنت أعلم أنني يجب أن أتكل على الله وأؤدي دوري، لكن في الوقت نفسه، شعرت وكأنني في موقف صعب. إذا وضعت كل وقتي وطاقتي في أداء واجبي، فلن يكون لدي وقت كاف لعملي. لقد وضعت لي شركتي هدف مبيعات قدره مليون يوان لنهاية العام، وإذا تجاوزت ذلك المبلغ، فسيمكنني الحصول على مكافأة أكبر في نهاية العام. قلت لنفسي: "إذا حققتُ هذا الهدف، فلن يكون بإمكاني سداد ديوني فحسب، بل سيمكنني توفير القليل من المال أيضًا، وعندها لن ينظر إليَّ أصدقائي وأقاربي نظرة دونيَّة. ربما يجب فقط أن أحصل على هذا المال أولاً، ثم أركز على أداء واجبي". أراد مشرفي مني العمل لوقت إضافي في المساء لتحقيق هذا الهدف، لذلك كنت أعمل ساعة إضافية أو أكثر في الليل وأخذ إجازة للاجتماعات، لكن سرعان ما توقف مشرفي عن الموافقة على إجازتي، وأراد مني العمل لمزيد من الوقت الإضافي. تسبب هذا في تأخري كثيرًا عن الاجتماعات. ذكرني إخوتي وأخواتي بأنني بحاجة إلى الحضور مبكرًا، وكنت أومئ برأسي لهم على مضض. بعد فترة وجيزة، تلقيت طلبًا كبيرًا بأكثر من 500000 يوان وتلقيت أكثر من 7000 يوان في ذلك الشهر، مما زاد من رغبتي في الحصول على المزيد من المال. قلت لنفسي: " يا للروعة، كان هذا مالًا جاء بسرعة كبيرة! وقد حققت بالفعل أكثر من نصف هدفي لنهاية العام بتلك الطلبية. إذا وافق خمسة من عملائي العشرة على شراء طلبيات أخرى، يمكنني كسب مبلغ كبير من النقد! وبعد ذلك إذا حصلت على المزيد من العملاء الكبار، فربما يمكنني حتى شراء منزل وسيارة في غضون بضع سنوات! وعندها سيمكنني العودة إلى المنزل بكل هذا المجد وسط النظرات المتطلعة لأهل القرية". وهكذا، أغرقت نفسي في حلمي بجني الكثير من المال. وكثيرًا ما عملت ساعات إضافية حتى وقت متأخر من المساء. في بعض الأحيان، كنت أفكر في إخوتي وأخواتي الذين ينتظرونني ليحضروا اجتماعًا وأشعر بشيءٍ من الذنب. لكن الوقت كان قد تأخر عندما أترك العمل. عدتُ إلى المنزل مرهقًا وذهبت مباشرة للنوم ولم تكن لدي الطاقة لقراءة كلام الله. في بعض الأيام، كنتُ أصحو في وقتٍ متأخر جدًا، لذلك كنت أتصفّح في كلام الله قليلاً ثم أذهب إلى العمل. لم أكن أعرف ماذا يجب أن أقول لله عندما أصلي. بسبب عيشي في مثل هذه الحالة، صِرتُ أقل فأقل التزامًا نحو واجبي. كان بعض المؤمنين الجدد الذين كنت مسؤولًا عنهم بحاجة ماسة إلى السقاية، لكنني طلبت من إخوة وأخوات آخرون الذهاب إلى اجتماعات المؤمنين الجدد بدلاً مني. رغم أن لديهم جميعًا واجباتهم الخاصة وأحيانًا لم يكونوا قادرين على تحمل واجبي أيضًا. ومن ثمَّ، تأثرت فعالية السقاية. في وقتٍ لاحق، عقد إخوتي وأخواتي شركة معي حول الحاجة إلى وضع واجبي أولاً وذكروني بأن مجرد المرور السريع في الاجتماعات وعدم تحمل المسؤولية في واجبي سيعيق تقدم المؤمنين الجدد في حياتهم. أفزعني سماع ذلك الأمر. إذا لم تتم سقاية المؤمنين الجدد في الوقت المناسب، فيمكن تضليلهم بالشائعات فيرجعوا، وعندها أكونُ قد فعلتُ الشر. كنت أعلم أنني لا أستطيع الاستمرار على هذا النحو، فصليت إلى الله وعاهدته بأن أتوب وأتغيّر.

بعد ذلك، ذهبتُ للاطمئنان على كيفية سير الأمور مع مجموعاتي. رأيت أنه نتيجة لعدم قيامي بعملي الفعلي، لم تُحل مشكلات المؤمنين الجدد وصعوباتهم في الوقت المناسب، مما تركهم في حالة سيئة. حتى أن بعضهم لم يكن يحضر الاجتماعات بانتظام. شعرت بالذنب الشديد عندما رأيت ما آلت إليه الأمور. كان المزيد والمزيد من المؤمنين الجدد يقبلون عمل الله في الأيام الأخيرة وكانوا يحتاجون بشكل عاجل إلى السقاية والدعم. ولمساعدتهم على إرساء أساس أفضل على الطريق الحق. شعرت أنني يجب أن أترك وظيفتي وأكرس نفسي بدوام كامل لواجبي، لكن رئيسي كان يوكل إلي بعض المشروعات الجيدة، وقال لي مشرفي إنه سيساعدني في العثور على المزيد من العملاء. عندما أخبرت زملائي أنني أفكر في ترك العمل، قالوا: "لقد تخطيت أكثر من منتصف الطريق نحو تحقيق هدف المبيعات الخاص بك، لذا ستتجاوز ذلك بالتأكيد بحلول نهاية العام. ستكون خسارة أن تترك العمل الآن". عندما سمعتهم يقولون ذلك، شعرت أيضًا أنها ستكون خسارة وأردت الصمود حتى نهاية العام، ثم الاستقالة. على الرغم مما قيل، أن الكنيسة كانت لا تزال تعاني من نقص في الأيدي العاملة، لذلك إذا ركزت فقط على كسب المال من وظيفتي، ولم أتفانى وأُخلص في عمل الكنيسة، ستكون تلك أنانية شديدة مني. كانت هذه معضلة حقيقية بالنسبة لي. صليتُ إلى الله، طالبًا منه أن يمنحني الاستنارة ويرشدني.

ثم ذات يوم، عندما كنت أستمع إلى ترانيم كلمات الله، سمعت هذا: "إن كل يوم تعيشونه الآن يكون ذا شأن عظيم وفي غاية الأهمية لوجهتكم ومصيركم، ومن ثمَّ يجب عليكم أن تعتزوا بكل ما تمتلكون وبكل دقيقة تمر بكم، وعليكم أن تحصلوا على أقصى استفادة من وقتكم ليعود عليكم بأكبر المكاسب، وبذلك لن تعيشوا هذه الحياة عبثًا" (من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، يوم تعيشونه الآن ذو شأن عظيم). "استيقظوا يا إخوتي! استيقظن يا أخواتي! لن يتأخر يومي، الوقت هو الحياة، واقتناصه هو إنقاذٌ للحياة! ليس الوقت ببعيد! إذا أخفقتم في امتحان القبول للالتحاق بالكُلّية، بإمكانكم الاستذكار ومعاودة التقدم للامتحان لأي عدد من المرات كما تشاؤون. ومع ذلك، لن يتأخر يومي أكثر من ذلك. تذكّروا! تذكّروا! أحثّكم بهذه الكلمات الطيبة. ها هي نهايةُ العالم تتكشّف أمام أعينكم، وتقترب الكوارث العظيمة بسرعة. أيّها أكثر أهميةً بالنسبة إليكم: حياتكم، أم نومكم وأكلكم وشربكم ولباسكم؟ لقد آن الأوان كي تقيِّموا تلك الأشياء" (من اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة، الوقت الضائع لن يرجع ثانيةً). تركت ترانيم كلمات الله هذه انطباعًا عميقًا فيَّ. عمل الله في الأيام الأخيرة هو عصر الختام. يحدد الله عاقبة كل شخص، ويقسمهم بحسب نوعهم. في النهاية، إما سيُخلّص الجميع وينجون، أو سيغرقون في الخراب. يُحدد ذلك من خلال كيفية سعينا للحق الآن. هذه هي اللحظة الحاسمة التي تقرر آخرتنا ومصيرنا. تحل بنا اليوم كارثة تلو الأخرى وتحدث الزلازل والفيضانات وينتشر الجفاف بمعدل متزايد. لا نعرف متى سيصل عمل الله إلى خاتمته. كنت أعرف إذا لم أستغل وقتي فعليًا بشكل صحيح للسعي إلى الحق، بدلًا من السعي وراء المال والحياة السهلة مثل غير المؤمنين، فسيدمر هذا فرصتي لربح الحق والخلاص. فكرتُ في زوجة لوط. قاد الملاكان عائلتها للخروج من المدينة وقالا لهم ألا ينظروا إلى الوراء، لكن بدافع الجشع في ممتلكاتها وثروتها فعلت. وعندما فعلت هذا تحولت إلى عمود ملح، رمزًا للخزي. كنتُ مثل زوجة لوط. كنت أرغب في الثروة وأسعى وراء الملذات الدنيوية، واضعًا يدي على المحراث بينما أنظر إلى الوراء. كنتُ أحمقَ وأعمى بحق! فكرتُ كيف كنت أنجرف في العالم من قبل، مثقلًا بالديون دون مخرج. ثم جاء خلاص الله وحملني بعيدًا عن معاناتي، مانحًا إياي الفرصة للسعي وراء الحق والخلاص. كنت أستمتع بمحبة الله ولكن لم تكن لدي الرغبة في مبادلة محبته. كنت مهملًا في واجبي، وغير مسؤول تجاهه. كنت بلا ضمير. لم يكن بوسعي المعاندة للبقاء على السبيل الخطأ. بل كان علي التخلي عن مصالحي الشخصية، والسعي وراء الحق، والقيام بواجبي كما يجب.

بعد ذلك، بدأت أتساءل عن سبب عدم تمكني أبدًا من التخلي عن العمل والمال – ماذا كان السبب الرئيسي؟ ثم في أحد الأيام، قرأتُ بعض كلمات الله. "يستخدم الشيطان إذًا الشهرة والربح للتحكُّم بأفكار الإنسان حتى يصبح كلّ ما يُفكِّر فيه هما الشهرة والربح. إنهم يناضلون من أجل الشهرة والربح، ويعانون من مشقّاتٍ في سبيل الشهرة والربح، ويتحمَّلون الإذلال من أجل الشهرة والربح، ويُضحّون بكلّ ما لديهم من أجل الشهرة والربح، وسوف يتّخذون أيّ حُكمٍ أو قرارٍ من أجل الشهرة والربح. وبهذه الطريقة، يربط الشيطان الناس بأغلالٍ غير مرئيّةٍ، ولا يملكون القوّة ولا الشجاعة للتخلُّص منها. ولذلك، من دون معرفة، يحمل الناس هذه الأغلال ويمشون بخطى متثاقلة باستمرارٍ بصعوبةٍ كبيرة. من أجل هذه الشهرة وهذا الربح، يحيد البشر عن الله ويخونونه ويصبحون أشرارًا أكثر فأكثر. ولذلك، يتحطَّم بهذه الطريقة جيلٌ تلو الآخر في الشهرة والربح اللذين للشيطان" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (و)). "القول بأن "المال يجعل العالم يدور" هو فلسفة الشيطان، وهي فلسفة سائدة بين جميع البشر، وسط كلّ مجتمعٍ بشريّ. يمكنك القول بأنها اتّجاهٌ لأنها صارت مغروسةً في قلب كل واحد من الناس. لم يقبل الناس منذ البداية هذا القول، لكنهم قبلوه قبولًا ضمنيًا عندما تواصلوا مع الحياة الواقعيّة، وبدأوا في الشعور بأن هذه الكلمات صادقة في الحقيقة. أليست هذه عمليّة يُفسد بها الشيطان الإنسان؟ ربّما لا يفهم الناس هذا القول بالدرجة نفسها، ولكن الجميع لديه درجاتٌ مختلفة من التفسير والإقرار بهذا القول استنادًا إلى الأشياء التي حدثت من حولهم وإلى تجاربهم الشخصيّة. أليست هذه هي الحال؟ بغضّ النظر عن مدى تجربة المرء مع هذا القول، ما التأثير السلبيّ الذي يمكن أن يُحدِثه في قلبه؟ ينكشف شيءٌ ما من خلال الشخصيّة البشريّة للناس في هذا العالم، بما في ذلك كلّ واحدٍ منكم. ما هذا؟ إنها عبادة المال. هل من الصعب انتزاعها من قلب شخصٍ ما؟ صعبٌ جدًّا! يبدو أن إفساد الشيطان للإنسان عميق بالفعل! وبعد أن يستخدم الشيطان هذا الاتّجاه لإفساد الناس ويجعلهم يعبدون المال، كيف يظهر هذا فيهم؟ ألا تشعرون أنه لا يمكنكم البقاء في هذا العالم دون أيّ مالٍ، لدرجة أنه حتَّى أن يومًا واحدًا بلا مال سيكون مستحيلاً؟ تستند مكانة الناس إلى مقدار المال الذي يملكونه، كما لو كان الاحترام الذي يطلبونه. تنحني ظهور الفقراء خجلاً في حين ينعم الأغنياء بمكانتهم الرفيعة. يقفون شامخين وفخورين ويتحدَّثون بصوتٍ عال ويعيشون بكبرياء. ما الذي ينقله هذا القول والاتّجاه للناس؟ أليس صحيحًا أن الكثير من الناس يقدمون أي تضحية في سبيل سعيهم للمال؟ ألا يخسر الكثير من الناس كرامتهم ونزاهتهم في سبيل السعي وراء المزيد من المال؟ ألا يخسر الكثير من الناس الفرصة لأداء واجبهم واتّباع الله من أجل المال؟ أليست خسارة الفرصة لربح الحق ونيل الخلاص هي أعظم خسارة يخسرها الناس؟ أليس الشيطان شرّيرًا لاستخدام هذه الطريقة وهذا القول لإفساد الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أليست هذه خدعةً خبيثةً؟" (الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (هـ)). كشفت لي كلمات الله عن جذور السعي وراء المال والشهرة. منذ صغري، كنت أفكر في فلسفات شيطانية مثل "المال يجعل كل شيء ممكنًا" و"تفوَّق على الآخرين وشرِّف أسلافك" كأقوالٍ يجب العيش بحسبها. اعتقدت أنه بالمال، يمكن للناس التحدث بثقة وكرامة، وأن يرفعوا رؤوسهم وأن تكون لديهم مكانة رفيعة، وأن يحترمهم الآخرون. اعتقدت أن هذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على حياة شريفة ذات قيمة. خاصةً عندما تنكَّر لي أقاربي. عملت وقتًا إضافيًا أكثر لكسب المزيد من المال، على أمل أن أتحرر من نظرتهم الخانقة يومًا ما. بعد ربحي للإيمان، كنت أعلم أنني بحاجة لحضور المزيد من الاجتماعات وأداء واجبي لفهم الحق والتقدم في الحياة. لكنني لم أستطع التخلي عن سعيي للحصول على المال والمكانة. عندما كان يحدث تعارض بين واجبي وعملي، كنت أضع كسب المال أولاً، متعاملًا مع واجبي باستخفاف. عندما كان عملي يسير على ما يرام وكنت أكسب المزيد من المال، تعاظمت لدى هذه الرغبة. كنت أركز بالكامل على كيفية الحصول على المزيد من العملاء والحصول على المزيد من الطلبات الموقعة لتقاضي راتب أكبر، متجاهلًا تمامًا عمل الكنيسة. وكان هذا يعني أن بعض المؤمنين الجدد لم يرووا في الوقت المناسب وكادوا يرجعون، وتأخر عمل السقاية بشدة. عندها فقط أدركت أن العيش وفقًا لهذه الفلسفات الشيطانية كان يزيد من أنانيتي وجشعي، ولم أكن أفكر إلا في مصالحي. كنت أستمتع من بسقاية كلام االله ومعونته، ولكني لم أبادل الله محبته من خلال واجبي. كنت بلا عقل أو ضمير تمامًا! يستخدم الشيطان المال والمكانة لإغراء وإفساد الناس. لقد جذبا قلبي أبعد فأبعد عن الله. لدرجة أنني كنت أمر مرور الكرام حتى على الصلاة وقراءة كلام الله. إذا استمر الأمر على هذا الحال، فلن أربح الحق، وسأفقد فرصتي في نيل خلاص الله.

لقد سمعت ترنيمة أخرى لكلمات الله فيما بعد: "افقد الفرصة وستندم عليها إلى الأبد". "يجب أن تهتموا بعبء الله على الفور، ويجب ألّا تنتظروا حتى يكشف الله عن شخصيته البارة للبشرية جمعاء قبل أن تصيروا مهتمّين بعبء الله. ألن يكون الأوان قد فات حينها؟ الفرصة سانحة الآن لكي يُكمِّلك الله. إن تركت هذه الفرصة تفوتك، ستندم بقية حياتك، تمامًا مثلما لم يستطع موسى دخول أرض كنعان الطيبة، وندم على ذلك طيلة حياته، حتى مات نادمًا. بمجرد أن يُعلن الله شخصيته البارة لجميع الشعوب، سيملؤك الشعور بالندم. حتى إن لم يوبخك الله، فستوبِّخ نفسك بنفسك بسبب ندمك. الوقت الحالي هو أفضل فرصة للحصول على الكمال، والآن هو وقت مناسب للغاية. إن كنت لا تسعى جدّيًّا لنيل الكمال من الله، فبمجرد أن يُختتم عمله، سيكون الأوان قد فات، وستكون قد فاتتك الفرصة. مهما كانت عظمة تطلعاتك، إن لم يعد الله يؤدي العمل، فلن تكون قادرًا أبدًا على نيل الكمال بغض النظر عن المجهود الذي تبذله" (اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة). استطعت أن أشعر بآمال الله لنا من خلال كلماته. فهو يأمل أننا سنتمكن من تقدير هذا الوقت الثمين، للسعي وراء الحق، والقيام بواجبنا، وربح خلاصه. هذه فرصة تأتي لمرة واحدة في العمر لكي يُكمِّلها الله ووقت حرج للقيام بواجبنا. عند القيام بواجبنا، عبر ممارسة السعي وراء الحق لحل مشكلاتٍ شتّى، يمكننا معرفة المزيد من الحقائق والتقدم أسرع في الحياة. إذا لم أغتنم هذه الفرصة للتدريب بشكل جيد، وواصلتُ الركض وراء المال، فلن أربح أي شيء في ختام عمل الله، ولن ينفع الندم مهما كان قدره. في الواقع، يجب أن نقنع في الحياة بالمأكل والملبس. إذا أهملنا واجبنا من أجل الكثير من المال، فسيضر ذلك بحياتنا في النهاية، وسنفقد فرصتنا المذهلة في ربح الحق والكمال من قِبَل الله. ستكون هذه حماقة شديدة!

لاحقًا، قرأتُ مقطعًا آخر من كلمات الله: "وبصفتكم أشخاصًا عاديين تسعون وراء محبة الله، فإن دخولكم إلى الملكوت لتصبحوا من شعب الله هو مستقبلكم الحقيقي، وحياة بالغة القيمة والأهمية. لا أحد مبارك أكثر منكم. لماذا أقول هذا؟ لأن أولئك الذين لا يؤمنون بالله يعيشون من أجل الجسد، ويعيشون من أجل الشيطان، لكنكم تعيشون اليوم من أجل الله، وتعيشون لإتمام مشيئة الله. لهذا السبب أقول إن حياتكم بالغة الأهمية. هذه المجموعة فقط من الناس، الذين اختارهم الله، قادرة على عيش حياة بالغة الأهمية: ولا أحد آخر على الأرض قادر على عيش حياة لها هذه القيمة والمعنى" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه). لقد شجعتني قراءة كلمات الله هذه . إن السعي وراء الحق ومعرفة الله هما السبيل الوحيد للعيش حياة ذات مغزى حقًا. قبلاً، كنت أحيا دائمًا وفقًا للفلسفات الشيطانية، معتقدًا أنِّي سأنال إعجاب الجميع بفعل المال والمكانة وأن هذا سيجعل لحياتي معنى. ولكن كان كل ذلك خطأ. دون إيمان، ودون ربح الحق والحياة، لا يستطيع الناس فهم أي شيء حقًا. فهم حتى لا يعرفون من أين أتوا هم نفسهم، أو أن الله يسود على مصائر البشر. هم فقط يلهثون وراء المكانة والمال، ولا يفكرون في العودة مهما عانوا. عندما تحل الكوارث فلا بد أن يهلك أمثال هؤلاء ولن تنفعهم أموالهم. كم هو محزن أن يعبث بهم الشيطان ويؤذيهم طوال حياتهم. ولكن التحلّي بالإيمان والسعي وراء الحق، رغم ذلك، أمر مختلف. ربما لا نحصل على الكثير من المتعة المادية. ولكن بتعلم الحقائق يمكننا رؤية الأمور بوضوح أكثر ولن نُغوى بالمال وعبوديته، يمكننا ربح السلام والاستنارة. كان لدى أيوب الكثير من ممتلكات العائلة، لكن لم يكن هذا ما كان يسعده. كان يركز على فهم حكم الله في كل الأشياء، وعلى اتقاء الله والحيدان عن الشر. وعندما حلّت به التجارب، لم يشكُ قطُّ وتمكن من التمسك بالشهادة. لقد ربح رضى الله وفي النهاية ظهر الله له. كان لحياة أيوب مغزى وقيمة. عندما فكرتُ في الأمر من هذا المنظور، كتبتُ خطاب استقالتي. وعندما رأى مديري أنني مُصِر على ذلك، لم يحاول إقناعي بالبقاء. تمت إجراءات استقالتي بسلاسة. لحظة خروجي من الشركة شعرتُ بغاية بالارتياح والحرية.

بعد ذلك، انهمكتُ في أداء واجبي بنشاط وحماس وعملت مع إخوتي وأخواتي على سقاية المؤمنين الجدد. بعد فترة وجيزة، كان المؤمنون الجدد يأتون إلى الاجتماعات بحماس، وكانت حياة الكنيسة تنتعش. تملكني شعورٌ بالسلام! الشكر لله!

السابق: 81. تجربة لا تُنسى لمشاركة الإنجيل

التالي: 83. الدروس المستفادة من أحد الإخفاقات

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

12. كشف لغز الثالوث

بقلم جينغمو– ماليزيالقد كنت محظوظة في عام 1997 لقبولي إنجيل الرب يسوع، وعندما تعمدت، صلى القس وعمّدني باسم الثالوث – الآب والابن والروح...

2. الطريق إلى التطهير

بقلم كريستوفر – الفلبيناسمي كريستوفر، وأنا قس بكنيسة منزلية في الفلبين. في عام 1987، تعمدت وتحوّلت نحو الرب يسوع ثم بنعمة الرب، في عام 1996...

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب