19. كيفية التعامل مع الزواج

كلمات من الكتاب المقدَّس

"وَقَالَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ: "لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ" (التكوين 2: 18).

"فَأَوْقَعَ يَهْوَه ٱلْإِلَهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلَاعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى يَهْوَه ٱلْإِلَهُ ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: "هَذِهِ ٱلْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى ٱمْرَأَةً لِأَنَّهَا مِنِ ٱمْرِءٍ أُخِذَتْ". لِذَلِكَ يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِٱمْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" (التكوين 2: 21-24).

"وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: "تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِٱلْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلَادًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ ٱشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ". وَقَالَ لِآدَمَ: "لِأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ ٱمْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلًا: لَا تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ ٱلْأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِٱلتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ ٱلْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لِأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ" (التكوين 3: 16-19).

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

للزواج أصل ومصدر في خليقة الله. لقد خلق الله الإنسان الأول الذي كان بحاجة إلى شريكة تساعده وترافقه، وتعيش معه، فخلق الله له شريكة، ومن ثم جاء الزواج البشري إلى الوجود. هذا كل ما في الأمر. الأمر بهذه البساطة. هذا هو الفهم البدائي للزواج الذي يجب أن يكون لديكم. يأتي الزواج من الله؛ فهو من ترتيب الله وتعيينه. على أقل تقدير، يمكنك القول إنه ليس أمرًا سلبيًا، بل هو أمر إيجابي. كما يمكن القول بدقة أيضًا إن الزواج أمر ملائم، وإنه جزء ملائم في مسار الحياة البشرية وضمن مسيرة وجود الناس. إنه ليس بالأمر الشرير، ولا هو أداة أو وسيلة لإفساد البشرية، إنه ملائم وإيجابي، لأنَّ الله هو مَن خلقه وعيَّنه، وهو الذي رتبه بالطبع. ينشأ الزواج البشري من الخلق الذي قام الله به، وهو شيء رتبه الله وعيَّنه هو نفسه، لذلك بالنظر إليه من هذه الزاوية، فإن المنظور الوحيد الذي يجب أن يكون لدى المرء فيما يتعلق بالزواج هو أنه يأتي من الله، وأنه شيء ملائم وإيجابي، وأنه ليس سلبيًا أو شريرًا أو أنانيًا أو مظلمًا. إنه لا يأتي من الإنسان، ولا من الشيطان، وهو بالطبع لم يتطور عضويًا في الطبيعة، بل خلقه الله بيديه، ورتَّبه بنفسه وعيّنه. هذا أمر مؤكد تمامًا. هذا هو التعريف والمفهوم الأكثر أصالة ودقة للزواج.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (9)

ليس المعنى الحقيقي للزواج هو أنه لتكاثر الجنس البشري فحسب، لكن الأهم من ذلك هو أنَّ الله يرتب لكل رجل وامرأة شريكًا يرافقهم في كل أوقات حياتهم، سواء كانت صعبة ومؤلمة، أو سهلة ومفرحة وسعيدة؛ في أثناء ذلك كله يكون لهم من يُسِرُّون إليه، ويتوحد معهم قلبًا وعقلًا، ويشاركهم في أحزانهم وآلامهم وسعادتهم وفرحهم. هذا هو المعنى الكامن وراء ترتيب الله الزواج للناس، وهو الحاجة الذاتية لكل شخص على حدة. عندما خلق الله البشر لم يشأ أن يكونوا وحيدين، لذلك رتَّب لهم الزواج. يضطلع كل من الرجل والمرأة في الزواج بأدوار مختلفة، وأهم شيء هو أن يرافق كل منهما الآخر ويدعمه، وأن يعيشا كل يوم بشكل جيد، ويسيران بشكل جيد في طريق الحياة. فمن ناحية، يمكنهما أن يرافق كل منهما الآخر، ومن ناحية أخرى، يمكنهما أن يدعم كل منهما الآخر؛ هذا هو معنى الزواج والضرورة من وجوده. وبالطبع، هذا هو أيضًا الفهم والموقف الذي يجب أن يكون لدى الناس تجاه الزواج، وهذه هي المسؤولية والالتزام اللذين يجب أن يقوما بهما تجاه الزواج.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (9)

الزواج حدثٌ رئيسيّ في حياة أيّ شخصٍ، فهو الوقت الذي يبدأ فيه المرء حقًّا في تولي أنواعٍ مختلفة من المسؤوليّات، وينجز تدريجيًّا مختلف أنواع المهام. تراود الناس الكثير من الأوهام حول الزواج قبل أن يختبروه بأنفسهم، وكل هذه الأوهام جميلة تمامًا. تتخيّل النساء أن النصف الآخر سيكون الأمير الساحر، ويتخيّل الرجال أنهم سوف يتزوّجون ذات الرداء الأبيض. تُوضّح هذه الأوهام أن كل شخصٍ لديه متطلّبات معينة للزواج ومطالبه ومعاييره الخاصة. على الرغم من أن الناس يوجّهون باستمرارٍ في هذا الزمان الشرير رسائل مشوّهة عن الزواج، مما يخلق المزيد من المتطلّبات الإضافيّة ويُقدّم للناس جميع أنواع المواقف البالية الغريبة، فإن أيّ شخصٍ مرّ بفترة الزواج يعرف أنه مهمّا كان المرء يفهمه، ومهما كان موقفه تجاهه، فإن الزواج ليس مسألة اختيارٍ شخصيّة.

يقابل المرء العديد من الأشخاص في حياته، ولكنه لا يعرف من سيصبح شريكًا له في الزواج. على الرغم من أن كل شخصٍ لديه أفكاره ومواقفه الشخصيّة حول موضوع الزواج، فإنه لا يمكن لأحدٍ أن يتنبأ من سيصبح حقًّا في النهاية نصفه الآخر، وتلعب أفكار المرء حول الأمر دورًا ضئيلًا. فبعد أن تقابل شخصًا ينال إعجابك يمكنك أن تتبعه، ولكن لا يمكنك أن تُقرّر ما إذا كان مهتمًّا بك، وما إذا استطاع أن يكون شريك حياتك. إن هدف عاطفتك ليس بالضرورة الشخص الذي سوف تتمكّن من مشاركة حياتك معه، وفي هذه الأثناء، قد يدخل حياتك بهدوءٍ شخصٌ لم تتوقّعه مطلقًا ويصبح شريك حياتك والعنصر الأكثر أهمّيةً في مصيرك ونصفك الآخر الذي يرتبط به مصيرك ارتباطًا وثيقًا. وهكذا، على الرغم من وجود ملايين الزيجات في العالم، فإن كل زيجةٍ تختلف عن الأخرى: فالعديد من الزيجات لا يبعث على الرضى، وعدد كبير جدًا منها سعيد، وكثير منها يمتد شرقًا وغربًا، كثير منها أيضًا يمتد شمالًا وجنوبًا، وفي العديد منها يكون الطرفان مثاليّين، وفي كثير منها يكون الطرفان متساويين في الرتبة الاجتماعية، والعديد منها يتّسم بالسعادة والانسجام، وكثير منها مؤلم ومُحزِن، كما أن العديد منها يبعث على الغيرة من الآخرين، وكثير منها يُساء فهمه ويمثّل مصدر استياءٍ. كثير من الزيجات مفعم بالفرح، بينما تغمر الدموع العديد منها وتبعث اليأس في النفوس...في هذه الزيجات التي لا تُعدّ ولا تُحصى، يكشف البشر عن ولائهم والتزامهم الدائم تجاه الزواج: يُظهرون الحبّ والارتباط وعدم القدرة على الانفصال أو الاستسلام وعدم الفهم. بينما يخون البعض زواجهم أو حتى يشعرون بالكراهية نحوه. سواء كان الزواج في حدّ ذاته يجلب السعادة أو الألم، فإن مهمّة كل فردٍ في الزواج سبق الخالق فحدّدها ولن تتغيّر. هذه المهمة هي أمر يتعيّن على الجميع إتمامه. ولن يتغير المصير الكامن وراء كل زيجة لكل شخص، فقد سبق الخالق وحدّده قبل زمانٍ طويل.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)

الزواج منعطفٌ مهمّ في حياة الشخص. إنه نتاج مصير الشخص ورابطٌ مهمٌ في مصيره؛ لا يتأسّس على الاختيار الشخصيّ للفرد أو تفضيلاته، ولا يتأثّر بأيّة عوامل خارجيّة، ولكن يُحدّده بالكامل مصير الطرفين، من خلال ترتيبات الخالق وسبق تعييناته لمصير الزوجين كليهما. يبدو من الظاهر أن الغرض من الزواج هو استمرار الجنس البشريّ، ولكن الزواج في الحقيقة، ليس سوى طقس يمرّ به المرء في سياق عملية إنجاز مهمّته. في الزواج، لا يؤدي الناس دور تربية الجيل التالي فحسب؛ بل يقومون بجميع الأدوار المختلفة المرتبطة بالحفاظ على الزواج، وبالمهام التي تتطلب تلك الأدوار من المرء إنجازها. وبما أن ميلاد الشخص يُؤثّر على التغيرات التي يتعرض لها الناس والأحداث والأشياء تحيط به، فإن زواجه أيضًا سوف يُؤثّر حتمًا في هؤلاء الناس والأحداث والأشياء، وكذلك سيُغيّرها جميعًا بطرقٍ مختلفة.

عندما يستقلّ المرء يبدأ رحلته الخاصة في الحياة، والتي تقوده، خطوة بخطوةٍ، نحو الناس والأحداث والأشياء التي لها ارتباط بزواجه. وفي الوقت نفسه يقترب الشخص الآخر في ذلك الزواج، خطوة بخطوةٍ، نحو هؤلاء الأشخاص والأحداث والأشياء نفسها. في ظلّ سيادة الخالق، يدخل شخصان غير مرتبطين، لكن مصيريهما مترابطان، بالتدريج، في زواج واحد، ويصبحان، بطريقةٍ عجيبة، عائلة: "جرادتان متشبّثان بالحبل نفسه". ولذلك، عندما يبدأ المرء زواجه، سوف تُؤثّر رحلته في الحياة في نصفه الآخر. وبالمثل، فإن رحلة شريك الحياة سوف تُؤثّر في مصير المرء الخاص في الحياة. وهذا يعني أن مصائر البشر مترابطة، ولا يمكن لأحدٍ أن يتم مهمّته في الحياة أو يُؤدّي دوره بشكلٍ مستقلّ تمامًا عن الآخرين. ميلاد المرء يُؤثّر على سلسلةٍ ضخمة من العلاقات؛ كما أن النموّ ينطوي على سلسلةٍ مُعقّدة من العلاقات. وبالمثل، فإن الزيجة تُوجد حتمًا ويتم المحافظة عليها ضمن شبكةٍ واسعة ومُعقّدة من الروابط البشريّة يشترك بها كل عضوٍ في تلك الشبكة وتُؤثّر على مصير كل من يُعتبر جزءًا منها. الزيجة ليست نتاجًا لعائلتي العضوين، أو الظروف التي كبرا فيها، أو هيئتهما، أو سنهما، أو مستوى قدراتهما، أو مواهبهما، أو أيّة عوامل أخرى. ولكنها تنشأ من مهمّةٍ مشتركة ومصير مترابط. هذا هو أصل الزواج، فهو نتاج مصير الإنسان الذي نظمه ورتبّه الخالق.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (3)

لا ينبغي أن يكون لديك أي تخيلات ذاتية أو غير واقعية عن الزواج، أو عمن هو شريكك أو عن أي نوع من الأشخاص يكون شريكك؛ يجب أن يكون لديك موقف الخضوع لله، يجب أن تخضع لترتيبات الله وتعيينه، وتثق بأن الله سيهيئ لك الشخص الأنسب. أليس من الضروري أن يكون لديك موقف الخضوع؟ (بلى). ثانيًا: يجب أن تتخلى عن معايير اختيار الشريك التي غرستها فيك الاتجاهات الشريرة في المجتمع، ثم تؤسس المعايير الصحيحة لاختيار الشريك، وهي أنه – على أقل تقدير – يجب أن يكون شريكك شخصًا يؤمن بالله كما تؤمن أنت، ويسير على نفس طريقك؛ هذا من منظور عام. وعلاوةً على ذلك، يجب أن يكون شريكك قادرًا على الوفاء بمسؤوليات الرجل أو المرأة في الزواج؛ يجب أن يكون قادرًا على الوفاء بمسؤوليات شريك الحياة. كيف يمكنك الحكم على هذا الجانب؟ يجب أن تنظر إلى جودة إنسانيته، وما إذا كان لديه إحساس بالمسؤولية، وما إذا كان لديه ضمير. وكيف تحكم على ما إذا كان شخص ما لديه ضمير وإنسانية؟ ما من طريقة لديك لمعرفة ماهية إنسانيته إذا لم تخالطه، وحتى إذا خالطته، فقد لا تتمكن من اكتشاف ما هو عليه إن كان ذلك لفترة قصيرة فقط. فكيف تحكم إذن على ما إذا كان شخص ما يتمتع بالإنسانية؟ تنظر إلى ما إذا كان يتحمل المسؤولية عن واجبه وعن إرسالية الله وعن عمل بيت الله، وتنظر ما إذا كان قادرًا على الحفاظ على مصالح بيت الله وما إذا كان أمينًا على واجبه؛ فهذه هي الطريقة الأفضل للحكم على جودة إنسانية شخص ما. لنفترض أن شخصية هذا الشخص مستقيمة جدًا، وعندما يتعلق الأمر بالعمل الذي يفوضه إليه بيت الله، فهو شخص متفانٍ للغاية ومسؤول وجاد ومخلص، ودقيق للغاية، ولا يتغافل على الإطلاق، ولا يهمل أبدًا، ويسعى إلى الحق، ويصغي بعناية وضمير لكل ما يقوله الله؛ وحالما يصبح واضحًا له ويفهمه، يطبقه على الفور. على الرغم من أن مثل هذا الشخص قد لا يكون مستوى قدراته عاليًا، لكنه على الأقل ليس بشخص لا مبالٍ تجاه واجبه وعمل الكنيسة، ويمكنه تحمل المسؤولية بجدية. إذا كان يقظ الضمير ويتحمل المسؤولية تجاه واجبه، فمن المؤكد أنه سيعيش حياته بكل إخلاص معك، وسيتحمل المسؤولية تجاهك حتى النهاية؛ فشخصية مثل هذا الشخص يمكنها أن تصمد أمام الامتحانات. حتى لو مرضت أو كبرتِ في السن، أو أصبحت قبيحة، أو كان لك عيوب ونقائص، فإن هذا الشخص سيعاملك دائمًا معاملة حسنة ويتحملك وسيبذل قصارى جهده دائمًا ليحافظ عليك وعلى أسرتك ويحميك ويمنحك حياة مستقرة لتعيشي في راحة بال. هذا هو أسعد شيء في الحياة الزوجية لرجل أو امرأة. لن يستطيع بالضرورة أن يوفر لك حياة ثرية أو مترفة أو رومانسية، ولن يستطيع بالضرورة أن يقدم لك أي شيء مختلف من حيث العاطفة أو أي جانب آخر، لكنه على أقل تقدير، سيجعلك تشعرين بالراحة وأن حياتك ستكون مستقرة معه، ولن يكون ثمة خطر أو شعور بعدم الارتياح. عندما تنظرين إلى هذا الشخص، ستتمكنين من رؤية كيف ستكون حياته بعد عشرين عامًا من الآن أو ثلاثين وحتى في سن الشيخوخة. يجب أن يكون هذا النوع من الأشخاص هو معيارك لاختيار الشريك. وبالطبع، هذا المعيار لاختيار الشريك مرتفع بعض الشيء، وليس من السهل العثور على شخص كهذا بين البشر المعاصرين، أليس كذلك؟ للحكم على شخصية شخص ما وما إذا كان قادرًا على الوفاء بمسؤولياته في الزواج، يجب أن تنظري إلى موقفه تجاه واجباته؛ هذا أحد الجوانب. ثمة جانب آخر يتمثل في أنه يجب أن تنظري إلى ما إذا كان لديه قلب يتقي الله، وإن كان لديه، فإنه على أقل تقدير لن يفعل أي شيء غير إنساني أو غير أخلاقي، ومن ثمَّ سيعاملك معاملة حسنة بالتأكيد. أما إذا لم يكن لديه قلب يتقي الله، وكان وقحًا أو عنيدًا أو كانت إنسانيته شريرة ومخادعة ومتغطرسة؛ إذا لم يكن الله في قلبه وكان يعتبر نفسه أسمى من الآخرين، وإن كان يتعامل مع العمل والواجبات وحتى إرسالية الله وأي أمر كبير من أمور بيت الله باستهتار وفقًا لإرادته، ويتصرف بتهور، ولا يتوخى الحذر أبدًا، ولا يطلب المبادئ، ولاسيما عند التعامل مع التقدمات، يأخذها بطيش ويسيء استخدامها، ولا يخشى شيئًا، فيجب ألا تبحثي عن شخص كهذا مطلقًا. فبدون قلب يتقي الله، هو قادر على عمل أي شيء. الآن، ربما يتحدث إليك مثل هذا الرجل بكلام معسول ويتعهد بحبه الأبدي، لكن عندما يأتي اليوم الذي لا يكون فيه سعيدًا، عندما لا تكونين قادرة على إشباع احتياجاته ولا تعودين حبيبته، عندها سيقول إنه لا يحبك وإنه لم يعد يكن لك أي مشاعر، وسيقوم ويتركك متى شاء. حتى لو لم تُطلقا بعد، فإنه سيبحث عن أخرى رغم ذلك؛ كل هذا ممكن. يمكنه أن ينبذك في أي وقت وفي أي مكان، وهو قادر على فعل أي شيء. مثل هؤلاء الرجال خطيرون للغاية ولا يستحقون أن تأتمنيهم على حياتك بأكملها. إذا وجدت رجلًا كهذا ليكون حبيبك، ومعشوقك، وشريكك الذي اخترته، فستكونين في ورطة. حتى لو كان طويل القامة وغنيًا ووسيمًا وموهوبًا بشكل لا يصدق، ويعتني بك ويراعيك جيدًا، ومن الناحية الظاهرية يملك بشكل خاص المواصفات المطلوبة سواء ليكون حبيبك أو زوجك، لكنه لا يملك قلبًا يتقي الله، فلا يمكن لهذا الشخص أن يكون شريكك المختار. إذا افتتنت به وبدأتِ في مواعدته ثم تزوجتما، فسيكون كابوسًا وكارثة لك طوال حياتك. أنت تقولين: "أنا لست خائفة، أنا أسعى إلى الحق". لقد وقعت بين يدي إبليس، وهو يكره الله ويتحدى الله ويستخدم جميع الطرق ليربك إيمانك بالله، فهل أنت قادرة على التغلب على هذا؟ لا يمكن لقامتك القليلة وإيمانك أن تتحملا عذابه، وبعد بضعة أيام ستتعذبين لدرجة أنك ستتوسلين منه الرحمة وتكونين غير قادرة على الاستمرار في الثقة بالله. تفقدين ثقتك بالله ويمتلئ عقلك بهذا التناحر ذهابًا وإيابًا. الأمر أشبه ما يكون بإلقائك في مفرمة لحم وتمزيقك إلى أشلاء، بلا شبه الإنسان، وستكونين غارقة في ذلك تمامًا، حتى ينتهي بك الأمر في النهاية إلى نفس مصير ذلك الإبليس الذي تزوجتيه، وستنتهي حياتك.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (10)

هل السعي إلى السعادة الزوجية هو الهدف الذي يجب أن يسعى إليه الناس في الحياة بمجرد الزواج؟ هل لهذا علاقة بالزواج الذي عيّنه الله؟ (لا). لقد منح الله الزواج للإنسان، وأعطاك بيئة يمكنك أن تتمِّم فيها مسؤوليات والتزامات الرجل أو المرأة في إطار الزواج. لقد أعطاك الله الزواج، وهو ما يعني أنه منحك شريك حياة. سيرافقك شريك الحياة هذا حتى نهاية هذه الحياة وسيرافقك في كل مرحلة من مراحل الحياة. ماذا أعني بـ "يرافقك"؟ أعني أن شريك حياتك سيساعدك ويعتني بك وسيشاركك كل ما تواجهه في الحياة. أي إنه مهما بلغ عدد ما تقابله من أشياء، فلن تعود تواجهها وحدك، بل ستواجهانها معًا. إن العيش بهذه الطريقة يجعل الحياة أسهل وأكثر راحة إلى حد ما، إذ يقوم كلا الشخصان بما يُفترض بهما أن يفعلاه، ويوظف كل منهما مهاراته ونقاط قوته، ويبدآن حياتهما. الأمر بهذه البساطة. رغم ذلك، لم يطلب الله قط من الناس قائلاً: "لقد وهبتك الزواج. أنت متزوج الآن، لذا يجب عليك أن تحب شريك حياتك حتمًا حتى النهاية وتطري عليه باستمرار؛ هذه إرساليتك". لقد منحك الله الزواج، وأعطاك شريك حياة، وأعطاك بيئة معيشية مختلفة. في هذا النوع من البيئة المعيشية والوضع المعيشي، يجعل الله شريكك يشاركك كل شيء معك ويواجه كل شيء معك، حتى تتمكن من العيش بحرية وسهولة أكبر، وفي الوقت نفسه يسمح لك بتقدير مرحلة مختلفة من الحياة، لكن الله لم يبعك للزواج. ماذا أعني بهذا؟ أعني أن الله لم يأخذ حياتك، وقَدَرك، وإرساليتك، والطريق الذي تتبعه في الحياة، والاتجاه الذي تختاره في الحياة، ونوع الإيمان الذي لديك وأعطى كل ذلك لشريك حياتك ليحدده لك. لم يقل الله إن زوج المرأة يجب أن يحدد لها نوع قَدَرها ومساعيها ومسار حياتها ونظرتها إلى الحياة، أو أن نوع قَدَر الرجل ومساعيه ونظرته إلى الحياة وحياته يجب أن تحددها زوجته. لم يقل الله قط مثل هذه الأشياء ولم يعيِّن الأمور بهذه الطريقة. كما ترى، هل قال الله شيئًا من هذا القبيل عندما أرسى الزواج للبشرية؟ (لا). لم يقل الله قط إن السعي إلى السعادة الزوجية هو إرسالية المرأة أو الرجل في الحياة، وإنك يجب أن تحافظ على سعادتك الزوجية بشكل جيد حتى تكون إرسالية حياتك قد أُنجِزَت وحتى تنجح في أن تسلك بوصفك كائنًا مخلوقًا؛ لم يقل الله قط شيئًا من هذا القبيل. ولم يقل الله أيضًا: "يجب عليك أن تختار مسار حياتك في إطار الزواج. ما إذا كنت ستنال الخلاص أم لا سيتقرر من خلال زواجك أو شريك حياتك. سيقرر شريك حياتك نظرتك إلى الحياة وقَدَرك". هل قال الله شيئاً كهذا من قبل؟ (لا). لقد عيّن الله الزواج لك وأعطاك شريك حياة. أنت تدخل في الزواج لكن هويتك ومكانتك أمام الله لا تتغير؛ أنت ما تزال أنت. إذا كنتِ امرأة، فأنت ما تزالين امرأة أمام الله؛ وإذا كنت رجلًا، فأنت ما تزال رجلًا أمام الله. لكن ثمة شيء واحد تشتركان فيه، وهو أنه بغض النظر عما إذا كنت رجلًا أو كنتِ امرأة، فأنتم جميعًا كائنات مخلوقة أمام الخالق. في إطار الزواج، أنتما تتحمّلان أحدكما الآخر وتحبان أحدكما الآخر، وتساعدان وتدعمان أحدكما الآخر، وهذا هو تتميم مسؤولياتكما. على الرغم من ذلك، أمام الله، لا يمكن أن تحل مسؤولياتك تجاه شريك حياتك محل المسؤوليات التي يجب أن تتممها والإرسالية التي يجب أن تنجزها. ولذلك، عندما يكون هناك تعارض بين مسؤولياتك تجاه شريك حياتك وبين الواجب الذي يجب أن يؤديه الكائن المخلوق أمام الله، فإن ما يجب أن تختاره أنت هو أداء واجب الكائن المخلوق وليس تتميم مسؤولياتك تجاه شريكك. هذا هو الاتجاه والهدف الذي ينبغي عليك اختياره، وبالطبع، هذه هي الإرسالية التي ينبغي أن تنجزها. لكن بعض الناس يخطئون في جعل السعي إلى السعادة الزوجية، أو تتميم مسؤولياتهم تجاه شريك حياتهم ورعايتهم له واهتمامهم به وحبهم له، هو إرساليتهم في الحياة، ويعتبرون شريكهم سماءهم وقدرهم؛ هذا خطأ. مصيرك تحت سيادة الله ولا يحكمه شريك حياتك. لا يمكن للزواج أن يغير قدرك، ولا يمكن أن يغير حقيقة أن الله يحكم قدرك. وفيما يتعلق بنوع النظرة إلى الحياة التي يجب أن تكون لديك والطريق الذي يجب أن تسلكه، فيجب أن تطلبهما في تعاليم الله ومتطلباته. هذه الأمور لا تعتمد على شريك حياتك وليس له أن يقرر ذلك. إلى جانب تتميم شريك حياتك لمسؤولياته تجاهك، فلا ينبغي أن يتحكم في مصيرك، ولا ينبغي أن يطالبك بتغيير اتجاهك في الحياة، ولا أن يقرر أي طريق تسلكه، ولا أن يقرر أي نظرة للحياة يجب أن تكون لديك، ويجب بالتأكيد ألا يقيّدك أو يعوقك عن السعي إلى الخلاص. فيما يتعلق بالزواج، فكل ما يمكن أن يفعله الناس هو أن يقبلوه من الله ويلتزموا بتعريف الزواج الذي عيّنه الله للإنسان، مع تتميم كل من الزوج والزوجة لمسؤولياته والتزاماته تجاه أحدهما الآخر. ما لا يمكنهم فعله هو تحديد قدر شريك حياتهم، أو الحياة السابقة أو الحياة الحالية أو الحياة القادمة، فضلًا عن الحياة الأبدية. الخالق وحده هو الذي يمكن أن يقرر غايتك وقدرك والطريق الذي تسلكه. لذلك، بوصفك كائنًا مخلوقًا، سواء كان دورك دور الزوجة أو الزوج، تأتي السعادة التي يجب أن تسعى إليها في هذه الحياة من أدائك لواجب الكائن المخلوق وإنجاز إرسالية الكائن المخلوق. إنها لا تأتي من الزواج نفسه، ولا تأتي بالطبع من تتميم مسؤوليات الزوجة أو الزوج في إطار الزواج. وبالطبع، لا ينبغي أن يكون الطريق الذي تختار اتباعه والنظرة إلى الحياة التي تتبناها مبنية على السعادة الزوجية، فضلًا عن أن يحددها أحد الزوجين؛ هذا أمر يجب أن تفهمه. لذا، يجب على الناس الذين يدخلون في الزواج ويسعون وراء السعادة الزوجية فحسب ويعتبرون هذا المسعى إرساليتهم، أن يتخلوا عن هذه الأفكار والآراء ويغيروا طريقة ممارستهم ويغيروا الاتجاه الذي يتخذونه في الحياة. أنت تدخل في الزواج وتعيش مع شريكك وفقًا لتعيين الله، هذا كل ما في الأمر، ويكفي أن تتمم مسؤوليات الزوج أو الزوجة فيه بينما تتشاركان حياتكما معًا. أما فيما يتعلق بالطريق الذي تسلكه والنظرة إلى الحياة التي تتبناها، فإن شريكك ليس ملزمًا بتقرير هذه الأمور وليس له الحق في ذلك. على الرغم من أنك متزوج بالفعل ولديك شريك حياة، فإن ما يُسمى بشريك حياتك لا يمكنه إلا أن يحمل معنى شريك الحياة الذي عيّنه الله. يمكنه فحسب تتميم مسؤوليات شريك الحياة، ويمكنك أن تختار وتقرر كل شيء آخر لا علاقة له بشريك الحياة. بالطبع، الأهم من ذلك هو أنه لا ينبغي أن تستند اختياراتك وقراراتك إلى تفضيلاتك وفهمك الشخصي، بل إلى كلام الله. هل تفهم الشركة حول هذا الأمر؟ (نعم). لذلك، لن يتذكر الله تصرفات أي شريك حياة يسعى في إطار الزواج إلى السعادة الزوجية بأي ثمن أو يقدم أي تضحية. مهما كنت تتمم التزاماتك ومسؤولياتك تجاه شريك حياتك جيدًا أو على نحو كامل، أو مهما بلغ ارتقاؤك إلى مستوى توقعات شريك حياتك – بعبارة أخرى، مهما كان مدى جودة أو كمال حفاظك على سعادتك الزوجية، أو إلى أي مدى تُحسد عليها – فهذا لا يعني أنك قد أنجزت إرسالية الكائن المخلوق، ولا يثبت أنك كائن مخلوق بالمعيار المطلوب. ربما تكونين زوجة مثالية أو تكون زوجًا مثاليًا، لكن ذلك يبقى محصورًا في إطار الزواج. يقيس الخالق نوع شخصيتك بناءً على كيفية أدائك لواجبك ككائن مخلوق أمامه، ونوع المسار الذي تتبعه، ونظرتك للحياة، وما تسعى إليه في الحياة، وكيف تنجز إرسالية الكائن المخلوق. بهذه الأشياء، يقيس الله المسار الذي تسلكه ككائن مخلوق وغايتك المستقبلية. إنه لا يقيس هذه الأشياء بناءً على كيفية تتميمك لمسؤولياتك والتزاماتك كزوج أو زوجة، ولا على ما إذا كان حبك لشريكك يسعده.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (11)

لسنا نقدم شركة حول التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لكي تتخلى عن شكل الزواج، ولا لكي نشجعك على الطلاق، وإنما لكي تتخلى عن تلك المساعي المتعلقة بالسعادة الزوجية. أولًا وقبل كل شيء، ينبغي لك أن تتخلى عن تلك الآراء التي تسيطر عليك في سعيك إلى السعادة الزوجية، ومن ثم ينبغي لك أن تتخلى عن ممارسة السعي إلى السعادة الزوجية وتكرس معظم وقتك وطاقتك لأداء واجب الكائن المخلوق والسعي إلى الحق. وبالنسبة إلى الزواج، ما دام أنه لا يتعارض أو يتصادم مع سعيك إلى الحق، فإنَّ الالتزامات التي يجب أن تتممها والرسالة التي يجب أن تنجزها والدور الذي يجب أن تلعبه في إطار الزواج، لن تتغير. لذلك، فإن طلب التخلي عن السعي إلى السعادة الزوجية لا يعني أن أطلب منك نبذ الزواج أو الطلاق شكليًا، بل يعني أن أطلب منك أن تتمِّم رسالتك ككائن مخلوق وأن تؤدي الواجب الذي يجب أن تؤديه بشكل سليم مع افتراض الوفاء بالمسؤوليات التي يجب أن تؤديها في الزواج. وبالطبع، إذا كان سعيك للسعادة الزوجية يؤثر في أدائك لواجبك ككائن مخلوق أو يعيقه أو حتى يفسده، فيجب عليك نبذ سعيك للسعادة الزوجية، إضافةً إلى زواجك بأكمله أيضًا. ما هو الغرض النهائي والمعنى النهائي من تقديم شركة حول هذه الأمور؟ ألا تعيق السعادة الزوجية خطاك، وتقيّد يديك، وتعمي بصيرتك، وتشوّه رؤيتك، وتزعج بالك وتشغله، وحتى لا يشغل السعي إلى السعادة الزوجية طريق حياتك، ويملأ حياتك، وحتى تتعامل بشكل صحيح تجاه المسؤوليات والالتزامات التي ينبغي لك تتميمها في الزواج، وأن تختار الاختيارات الصحيحة فيما يتعلق بالمسؤوليات والالتزامات التي عليك الوفاء بها. ثمة طريقة أفضل للممارسة تتمثل في تكريس المزيد من الوقت والطاقة لواجبك، وأداء الواجب الذي ينبغي عليك أداؤه، وإنجاز الرسالة التي ائتمنك الله عليها. يجب ألا تنسى أبدًا أنك كائن مخلوق، وأن الله هو الذي قادك في الحياة إلى هذه اللحظة، وأن الله هو الذي منحك الزواج، وهو الذي منحك الأسرة، وأن الله هو الذي أنعم عليك بالمسؤوليات التي يجب أن تتممها في إطار الزواج، وأنك لست من اخترت الزواج، وأنك لم تتزوج من فراغ، وأنك لا تستطيع الحفاظ على سعادتك الزوجية بالاعتماد على قدراتك وقوتك. هل شرحت هذا الأمر بوضوح الآن؟ (نعم). هل تفهم ما يجب عليك فعله؟ هل الطريق واضح لك الآن؟ (نعم). إذا لم يكن هناك تعارض أو تناقض بين المسؤوليات والالتزامات التي يجب أن تتممها في الزواج وبين واجبك ورسالتك ككائن مخلوق، ففي مثل هذه الظروف يجب أن تتمم مسؤولياتك في إطار الزواج كيفما يكن، ويجب أن تتمم مسؤولياتك على خير وجه، وأن تتحمل المسؤوليات التي يجب أن تتحملها، ولا تحاول التنصل منها. يجب أن تتحمل مسؤولياتك تجاه شريك حياتك، ويجب أن تتحمل مسؤولية شريك حياتك ومسؤولية حياته ومشاعره وكل ما يتعلق به. لكن عندما يوجد تعارض بين المسؤوليات والالتزامات التي تتحملها في إطار الزواج وبين رسالتك وواجبك ككائن مخلوق، فإن ما يجب أن تتخلى عنه ليس واجبك أو رسالتك بل مسؤولياتك في إطار الزواج. هذا هو ما يتوقعه الله منك، إنها إرسالية الله لك، وهذا بالطبع ما يطلبه الله من أي رجل أو امرأة. لن تكون قادرًا على السعي إلى الحق واتباع الله إلا عندما تكون قادرًا على ذلك. إذا لم تكن قادرًا على ذلك ولا يمكنك الممارسة بهذه الطريقة، فلست سوى مؤمن صوري، ولا تتبع الله بقلب صادق، ولست ساعيًا إلى الحق. لديك الآن الفرصة والظروف لمغادرة الصين لأداء واجبك، وبعض الناس يقولون: "إذا غادرت الصين لأداء واجبي، فسوف أضطر إلى ترك زوجتي أو زوجي في المنزل. ألن يرى أحدنا الآخر مرة أخرى؟ ألن يكون علينا أن نعيش منفصلين؟ ألن يكون لدينا زواج بعد الآن؟". يفكر بعض الأشخاص: "أواه، كيف سيعيش شريك حياتي بدوني؟ ألن ينهار زواجنا إذا لم أكن موجودًا؟ هل سينتهي زواجنا؟ ماذا سأفعل في المستقبل؟" هل يجب عليك التفكير في المستقبل؟ ما أكثر ما يجب أن تفكر فيه؟ إذا كنت تريد أن تكون شخصًا يسعى إلى الحق، فإن أكثر ما يجب أن تفكر فيه هو كيفية التخلي عما يطلب منك الله أن تَتَخَلَّى عنه، وكيفية إنجاز ما يطلب منك الله أن تنجزه. إذا كنت ستصبح بدون زواج وبدون وجود شريك حياتك إلى جانبك في المستقبل، في الأيام القادمة، فسيمكنك أن تعيش حتى الشيخوخة وتعيش جيدًا كما في الزواج تمامًا. أما إذا تخليت عن هذه الفرصة، فهذا بمثابة تخليك عن واجبك والمهمة التي ائتمنك الله عليها. لن تكون عندئذٍ في نظر الله شخصًا يسعى إلى الحق، أو شخصًا يريد الله حقًا، أو شخصًا يسعى إلى الخلاص. إذا رغبت بنشاط في نبذ فرصتك وحقك في نيل الخلاص ورسالتك واخترت بدلًا من ذلك الزواج، واخترت البقاء متحدين كزوج وزوجة، واخترت أن تبقى مع شريك حياتك وأن ترضيه، واخترت الحفاظ على زواجك، فستكسب في النهاية بعض الأشياء وتخسر بعض الأشياء. أنت تفهم ماذا ستخسر، أليس كذلك؟ فالزواج ليس كل شيء، ولا السعادة الزوجية كذلك؛ فهي لا يمكن أن تقرر قدَرَك، ولا يمكنها أن تقرر مستقبلك، وبالتأكيد لا يمكنها أن تقرر غايتك. إذن، أي الخيارات يجب على الناس أن يتخذوها، وما إذا كان عليهم أن يتخلوا عن السعي إلى السعادة الزوجية وأداء واجب المخلوق أم لا، فهذا أمر متروك لهم ليقرروه.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (10)

لقد قدَّر الله لك الزواج فقط لتتعلم أن تقوم بمسؤولياتك، وتتعلم أن تعيش بسلام مع شخص آخر وتتشاركا الحياة معًا، وتختبر كيف تكون الحياة المشتركة مع شريك حياتك، وكيف تتعاملان مع كل ما تواجهانه معًا، مما يجعل حياتكما أكثر ثراءً واختلافًا. ومع ذلك، فالله لا يضحي بك لحساب الزواج، وبالطبع لا يبيعك لشريك حياتك لتكون عبدًا له. أنت لست عبدًا لهذا الشريك، وهو ليس سيدك أيضًا. أنتما متساويان. لديك فقط مسؤوليات الزوجة أو الزوج تجاه شريك حياتك، وعند قيامك بهذه المسؤوليات، يعتبرك الله زوجة أو زوجًا مقبولين. لا يملك شريك حياتك شيئًا لا تملكه أنت، وأنت لست أسوأ من شريك حياتك. إذا آمنت بالله وسعيت إلى الحق، وكنت قادرًا على أداء واجبك، وتكثر من حضور الاجتماعات، وتقرأ مصليًا كلام الله، وتأتي أمام الله، فهذه أمور يقبلها الله وهي ما يجب أن يفعله الكائن المخلوق، وهي الحياة الطبيعية التي يجب أن يعيشها الكائن المخلوق. لا يوجد شيء مُخزٍ في هذا، ولا يجب أن تشعر بأنك مدين لشريك حياتك بأي شيء لأنك تعيش هذا النوع من الحياة؛ فأنت لست مدينًا له بشيء. إن شئت فلديك التزام بأن تشهد لشريك حياتك بعمل الله. أما إذا كان شريكك لا يؤمن بالله، وليس لديه طريقة التفكير نفسها، ولا يتبع الطريق نفسه الذي تتبعه أنت، فأنت لست بحاجة ولست ملزمًا بإخباره أو شرح أي شيء أو أي معلومات عن إيمانك أو الطريق الذي تتبعه، وليس له الحق في معرفة ذلك. إن دعمك وتشجيعك والدفاع عنك هو مسؤوليته والتزام عليه، وإن لم يتمكن من القيام بذلك، فهو بلا إنسانية. لماذا؟ لأنك تسلك الطريق الصحيح، ولأنك تسلك الطريق الصحيح فإن عائلتك وشريك حياتك ينعمان بالبركة وبنعمة الله معك. ينبغي لشريك حياتك أن يكون ممتنًا لهذا، بدلًا من التمييز ضدك أو التنمر عليك بسبب إيمانك أو لأنك مضطهد، أو يظن أنه ينبغي عليك القيام بالمزيد من الأعمال المنزلية وغيرها من الأشياء، أو أنك مدين له بشيء. لست مدينًا له عاطفيًا أو روحيًا أو بأي طريقة أخرى؛ بل هو المدين لك. إنه يتمتع بنعمة وبركات إضافية من الله بسبب إيمانك بالله، ويربح هذه الأشياء بشكل استثنائي. ما الذي أعنيه بعبارة "يربح هذه الأشياء بشكل استثنائي"؟ أعني أن شخصًا كهذا لا يستحق أن ينال هذه الأشياء ولا ينبغي أن ينال هذه الأشياء. لماذا لا ينبغي أن ينالها؟ لأنه لا يتبع الله ولا يعترف بالله، ومن ثم فإن النعمة التي يتمتع بها تأتي بسبب إيمانك أنت بالله. إنه يستفيد معك، ويتمتع بالبركات معك، ولا يليق به إلا أن يكون شاكرًا لك. بعبارة أخرى، لأنه يتمتع بهذه البركات الإضافية وهذه النعمة يجب أن يقوم بمسؤولياته أكثر ويدعم إيمانك بالله أكثر. فلأن شخصًا واحدًا في المنزل يؤمن بالله، تسير الأعمال العائلية لبعض الناس بشكل جيد وينجحون بشكل كبير. إنهم يجنون الكثير من المال، وتعيش أسرهم حياة طيبة، ويصبحون أغنياء في الأمور المادية، وترتفع جودة حياتهم؛ فكيف تحققت كل هذه الأشياء؟ هل كانت أسرتك ستتمكن من الحصول على كل هذه الأشياء إذا لم يكن أحدكما يؤمن بالله؟ يقول بعض الناس: "قدَّر لهما الله أن يكون قَدَرهما أن يغتنيا". صحيح أن الله قدَّر ذلك، لكن لو لم يكن بالعائلة ذلك الشخص الواحد المؤمن بالله، لما نالت أعمالهم هذه النعمة والبركة. فلأن لديهم ذلك الشخص الواحد المؤمن بالله، ولأن ذلك الشخص المؤمن بالله لديه إيمان حقيقي، ويسعى بإخلاص، ومستعد لتكريس نفسه وبذل نفسه لله، ينال زوجه غير المؤمن النعمة والبركة بشكل استثنائي. من السهل جدًا على الله أن يفعل هذا الشيء الصغير. لا يزال أولئك الذين لا يؤمنون غير راضين، بل إنهم يقمعون الذين يؤمنون بالله ويتنمرون عليهم. إن الاضطهاد الذي يتعرض له المؤمنون في البلاد والمجتمع هو بالفعل كارثة بالنسبة إليهم، ومع ذلك فإن أفراد أسرهم يذهبون إلى أبعد من ذلك ويزيدون الضغوط عليهم. إذا كنت لا تزال تعتقد – في مثل هذه الظروف – أنك تخذلهم وتريد أن تصبح عبدًا لزواجك، فهذا أمر لا ينبغي عليك فعله حقًا. إن لم يؤيدوا إيمانك بالله، فلا بأس؛ وإن لم يدافعوا عن إيمانك بالله، فلا بأس أيضًا. هم أحرار في عدم القيام بهذه الأشياء. ومع ذلك، لا ينبغي أن يعاملوك كعبد لمجرد أنك تؤمن بالله. أنت لست عبدًا، أنت إنسان، إنسان مبجل وصالح. وعلى أقل تقدير، أنت كائن مخلوق أمام الله، ولست عبدًا لأحد. إذا كان لا بد أن تكون عبدًا، فأنت عبد للحق فقط إذن؛ عبد لله، ولست عبدًا لأي شخص، فضلًا عن أن يكون زوجك هو سيدك. فيما يتعلق بالعلاقات الجسدية، فإن الشخص الأقرب إليك في هذا العالم، بخلاف والديك، هو زوجك. لكن لأنك تؤمن بالله، يعاملك زوجك كعدو ويهاجمك ويضطهدك. إنه يعترض على حضورك الاجتماعات، وإذا سمع أي نميمة عنك، يأتي إلى المنزل لتوبيخك وإساءة معاملتك. وحتى عندما تصلين أو تقرئين كلام الله في المنزل ولا تؤثرين على طبيعة حياته على الإطلاق، يظل يوبخك ويعارضك، بل ويضربك. أخبريني، أي نوع من الأشياء هذا؟ أليس شيطانًا؟ هل هذا هو الشخص الأقرب إليك؟ هل يستحق شخص مثل هذا أن تفي بأي مسؤولية تجاهه؟ (كلا). كلا، لا يستحق! وهكذا، فإن بعض الأشخاص الذين هم في هذا النوع من الزواج لا يزالون رهن إشارة شريك حياتهم، وهم على استعداد للتضحية بكل شيء، التضحية بالوقت الذي يجب أن يقضوه في أداء واجبهم، وفرصة أداء واجبهم، وحتى فرصتهم في نيل الخلاص. ينبغي ألا يفعلوا هذه الأشياء، وعلى أقل تقدير يجب أن يتخلوا عن مثل هذه الأفكار. الناس يدينون لله فقط، ولا يدينون لأحد آخر بأي شيء. أنت لست مدينًا لوالديك، أو لزوجك، أو لزوجتك، أو لأولادك، فضلًا عن أصدقائك بالطبع؛ أنت لست مدينًا بأي شيء لأي شخص. إن كل ما يملكه الناس مصدره الله، بما في ذلك زواجهم. إذا كان لا بد أن نتحدث عن الدين، فالناس مدينون لله وحده. بالطبع لا يطالبك الله بأن ترد له الدين؛ وإنما يطلب منك فقط أن تتبع الطريق الصحيح في الحياة. إن مقصد الله الأعظم فيما يتعلق بالزواج هو ألا تفقد كرامتك ونزاهتك بسبب زواجك، وألا تصبح شخصًا لا يملك طريقًا صحيحًا يسلكه، ولا يملك منظورًا خاصًا به للحياة أو اتجاهًا خاصًا به للسعي، وألا تصبح شخصًا يتخلى حتى عن السعي إلى الحق، ويتخلى عن فرصته في نيل الخلاص، ويتخلى عن أي إرسالية أو مهمة أعطاها الله له، ليصبح بدلًا من ذلك عبدًا طائعًا لزواجه. إذا تعاملت مع زواجك بهذه الطريقة، فكان من الأفضل لك ألا تتزوج على الإطلاق، ولكانت حياة العزوبية أكثر ملاءمة لك. وإذا لم تستطع أن تخلص نفسك من مثل هذا الوضع أو مثل هذا الهيكل للزواج مهما فعلت، فسيكون من الأفضل لك أن تخرج من هذا الزواج تمامًا، وسيكون من الأفضل لك أن تعيش حرًا. وكما قلت، إن غاية الله من تقدير الزواج هو أن يكون لك شريك، أن تخوض تقلبات الحياة وتمر في كل مرحلة من مراحل الحياة بصحبة شريك حياتك، حتى لا تكون وحيدًا أو بمفردك في كل مرحلة من مراحل الحياة، وأن يكون لديك شخص إلى جوارك، شخص تبوح له بأعمق أفكارك، ويواسيك ويهتم بك. لكن الله لا يستخدم الزواج ليقيدك، أو يغلّ يديك وقدميك، بحيث لا يحق لك أن تختار طريقك وتصبح عبدًا للزواج. لقد قدَّر الله لك الزواج، ورتّب لك شريكًا، ولم يجعل لك سيدًا، ولا يريدك أن تُحاصر في زواجك دون أن يكون لك مساعيك الخاصة، وأهداف حياتك الخاصة، ودون أن يكون لك اتجاه صحيح لمساعيك، ودون أن يكون لك الحق في طلب الخلاص. بل على العكس من ذلك، سواء كنت متزوجًا أم لا، فإن أعظم حق منحه الله لك هو الحق في السعي إلى أهداف حياتك الخاصة، وترسيخ النظرة الصحيحة للحياة، وطلب الخلاص. لا أحد يمكنه أن يسلبك هذا الحق، ولا أحد يمكنه أن يتدخل فيه، بما في ذلك زوجك أو زوجتك. لذا، على أولئك الذين يلعبون دور العبيد في زواجهم أن يتخلوا عن هذه الطريقة في العيش، وأن يتخلوا عن أفكارهم أو ممارساتهم المتعلقة بالرغبة في أن يكونوا عبيدًا لزواجهم، وأن يتركوا هذا الوضع وراء ظهورهم. لا تتقيد بشريك حياتك، ولا تتأثر، أو تتحدد، أو تتقيد، أو تُحاصر بمشاعر شريك حياتك، أو آرائه، أو كلماته، أو مواقفه، أو حتى أفعاله. اترك كل ذلك خلفك واعتمد على الله بشجاعة وجرأة. عندما تريد أن تقرأ كلام الله، اقرأ كلام الله، واحضر الاجتماعات عندما يُفترض بك أن تحضر الاجتماعات، فأنت إنسان ولست كلبًا، ولست بحاجة إلى أحد لينظم سلوكك أو يقيد حياتك أو يتحكم فيها. لك الحق في اختيار أهدافك واتجاهك في الحياة؛ فقد منحك الله هذا الحق، ولا سيما أنك تسير في الطريق الصحيح. وأهم شيء هو أنه عندما يحتاج بيت الله إليك للقيام بعمل معين، عندما يكلفك بيت الله بواجب، فعليك أن تتخلى عن كل شيء دون اختيار أو تحفظ، وتؤدي الواجب الذي عليك القيام به وتكمل الإرسالية التي كلفك الله بها. إذا كانت هذه المهمة تتطلب منك ترك المنزل لمدة عشرة أيام أو شهر، فعليك أن تختار أداء واجبك بشكل جيد، وأن تكمل الإرسالية التي عهد الله بها إليك، وأن ترضي قلب الله؛ هذا هو الموقف، والعزيمة، والرغبة التي يجب أن يتحلى بها من يسعى للحق. وإذا كانت المهمة تتطلب منك الغياب لمدة ستة أشهر أو سنة أو لفترة زمنية غير معلومة، فعليك أن تؤدي واجبك وتتخلى عن أسرتك وزوجك وتذهب لإكمال الإرسالية التي أعطاك الله إياها. هذا لأن هذا هو الوقت الذي يكون فيه عمل بيت الله وواجبك في أشد الحاجة إليك، وليس الوقت الذي يكون فيه زواجك وشريك حياتك في أشد الحاجة إليك. لذا يجب ألا تظن أنك إذا كنت متزوجًا فيجب أن تكون عبدًا لزواجك، أو أنه من العار أن ينتهي زواجك أو تنفصل. في الحقيقة، هذا ليس عارًا، وعليك أن تنظر إلى الظروف التي انتهى فيها الزواج، وإلى ما دبره الله. فإن كان الأمر قد قدَّره الله وحكمه، ولم يكن بسبب إنسان، فهذا أمر مجيد، إنه شرف، لأنك تخليت عن زواجك وأنهيته لصالح قضية عادلة، سعيًا لإرضاء الله وتحقيق إرساليتك ككائن مخلوق. هذا شيء سيذكره الله ويقبله، ولهذا أقول إنه شيء مجيد وليس عارًا! على الرغم من أن زواج بعض الناس ينتهي بسبب تخلي شريكهم عنهم وخيانته لهم – بتعبير بسيط، يتعرضون للهجر والنبذ – إلا أن هذا ليس شيئًا مخزيًا على الإطلاق. يجب عليك عوضًا عن ذلك أن تقول: "هذا شرف لي. لماذا؟ لأن وصول زواجي إلى هذه المرحلة وانتهاءه بهذه الطريقة هو أمرٌ قدَّره الله وحكم به. كان إرشاد الله هو ما قادني لاتخاذ تلك الخطوة. لو لم يفعل الله ذلك وجعله يطردني إلى الشارع، لما كان لديّ حقًا الإيمان والشجاعة لاتخاذ هذه الخطوة. الفضل لسيادة الله وإرشاده! كل المجد لله!" هذا شرف لي. في جميع أنواع الزواج، يمكنك أن تخوض هذا النوع من الاختبارات، وأن تختار اتباع الطريق الصحيح تحت إرشاد الله، وأن تنجز الإرسالية التي منحك الله إياها، وأن تترك زوجك من هذا المنطلق وبمثل هذا الدافع، وأن تنهي زواجك، وهذا أمر يستحق التهنئة. ثمة شيء واحد على الأقل يستحق الابتهاج به، وهو أنك لم تعد عبدًا لزواجك. لقد تخلصت من عبودية زواجك، ولم يعد عليك أن تقلق وتشعر بالألم وتكافح لأنك عبد لزواجك وتريد أن تتحرر ولكنك غير قادر على ذلك. منذ تلك اللحظة، تكون قد هربت، وتحررت، وهذا شيء جيد. وعلى الرغم من هذا، أتمنى لأولئك الذين انتهت زيجاتهم في وقت سابق نهاية مؤلمة وما زالت ظلال هذا الأمر تخيم عليهم أن يتخلصوا من زواجهم حقًا، وأن يتخلصوا من الظلال التي قبعوا فيها بعد انتهاء الزواج، وأن يتخلصوا من الكراهية والغضب وحتى الكرب الذي تركه لهم زواجهم، وألا يشعروا بعد الآن بالألم والغضب لأن كل التضحيات والجهود التي بذلوها من أجل شريك حياتهم قد قوبلت بخيانته وعدم إخلاصه وسخريته. آمل أن تترك كل ذلك وراء ظهرك، وتفرح لأنك لم تعد عبدًا لزواجك، وتفرح لأنك لم تعد مضطرًا إلى فعل أي شيء أو تقديم تضحيات غير ضرورية من أجل السيد في زواجك، وعوضًا عن ذلك، تحت إرشاد الله وسيادته، تتبع الطريق الصحيح في الحياة، وتؤدي واجبك ككائن مخلوق، ولا تعود منزعجًا ولا يوجد شيء آخر يقلقك. بالطبع، لم تعد هناك حاجة لأن تكون مشغولًا بشريك حياتك أو قلقًا أو مهمومًا بشأنه، أو أن تشغل ذهنك بالتفكير فيه، فكل شيء سيكون جيدًا من الآن فصاعدًا، فلست بحاجة إلى مناقشة أمورك الشخصية مع شريك أو شريكة حياتك بعد الآن، ولست بحاجة إلى أن تتقيد به بعد الآن. لا تحتاج سوى إلى طلب الحق، وأن تبحث فحسب عن المبادئ والأساس في كلام الله. لقد تحررت بالفعل ولم تعد عبدًا لزواجك. من حسن حظك أنك تركت كابوس الزواج وراء ظهرك، وأنك قد أتيت بصدق أمام الله، ولم تعد مقيدًا بزواجك، ولديك المزيد من الوقت لقراءة كلام الله، وحضور الاجتماعات، وأداء العبادات الروحية. أنت حر تمامًا، ولم تعد مُضطرًا إلى التصرف بطريقة معينة بحسب مزاج أي شخص آخر بعد الآن، ولم تعد مُضطرًا إلى الاستماع إلى تهكم أي شخص بعد الآن، ولم تعد مُضطرًا إلى مراعاة مزاج أي شخص أو مشاعره بعد الآن – أنت تعيش حياة العزوبية، رائع! إنك لم تعد عبدًا، ويمكنك الخروج من تلك البيئة التي كان عليك فيها مسؤوليات مختلفة للقيام بها تجاه الناس، ويمكنك أن تكون كائنًا مخلوقًا حقيقيًا، أن تكون كائنًا مخلوقًا تحت سيادة الخالق، وأن تؤدي واجب الكائن المخلوق؛ ما أروع أن تفعل هذا بشكل نقي! لن تُضطر أبدًا إلى أن تجادل، أو تقلق، أو تنزعج، أو تتحمل، أو تعاني، أو تغضب من زواجك مرة أخرى، لن تضطر أبدًا إلى العيش في تلك البيئة البغيضة والوضع المعقد مرة أخرى. هذا رائع، كل هذه أمور جيدة، وكل شيء يسير على ما يرام. عندما يأتي شخص ما أمام الخالق، يتصرف ويتحدث وفقًا لكلام الله ووفقًا لمبادئ الحق. كل شيء يسير بسلاسة، ولا توجد المزيد من تلك النزاعات الفوضوية، ويمكن أن يهدأ قلبك. هذه كلها أمور جيدة، ولكن من المؤسف أن بعض الناس لا يزالون راغبين في أن يكونوا عبيدًا في مثل هذه البيئة الزوجية البغيضة، ولا يهربون منها أو يتركونها وراءهم. على أي حال، ما زلت آمل، حتى لو لم ينه هؤلاء الناس زواجهم وكانوا لا يعيشون بزيجات منتهية، فعلى الأقل يجب ألا يكونوا عبيدًا لزواجهم. مهما كان زوجك، ومهما كانت مواهبه أو إنسانيته، ومهما كانت مكانته عالية، ومهما كانت مهاراته وقدراته، فهو ليس سيدك. إنه زوجك، وهو مساوٍ لك. ليس أنبل منك، ولا أنت أدنى منه. وإذا لم يكن قادرًا على الوفاء بمسؤولياته الزوجية، فمن حقك أن تنهريه ومن واجبك أن توجهيه وتنصحيه. لا تهيني نفسك وتسمحي باستغلالك لأنك تظنين أنه على قدر من القوة أو لأنك تخشين أن يمل منك أو يرفضك أو ينبذك، أو لأنك تريدين الحفاظ على استمرارية علاقتك الزوجية، فترضين أن تكوني عبدة له وعبدة لزواجك؛ فهذا لا يليق. ليست هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الشخص، وليست هذه هي المسؤوليات التي يجب أن يقوم بها الشخص في إطار الزواج. لا يطلب الله منك أن تكوني عبدة، ولا يطلب منك أن تكوني سيدًا. إنه يطلب منك فقط أن تقومي بمسؤولياتك، ولهذا السبب يجب أن تفهمي بشكل صحيح المسؤوليات التي يجب أن تؤديها في الزواج، ويجب عليك أيضًا أن تفهمي بشكل صحيح وتري بوضوح الدور الذي تلعبيه في الزواج. إذا كان الدور الذي تلعبيه مشوهًا ولا يتوافق مع الإنسانية أو مع ما أمر الله به، فعليك أن تراجعي نفسك وتفكري في كيفية الخروج من هذه الحالة. إذا كان من الممكن توبيخ زوجك، فوبخيه؛ إذا كان توبيخك لزوجك سيؤدي إلى عواقب غير مرغوب فيها، فعليك أن تتخذي خيارًا أكثر حكمة وملاءمة.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (11)

إنَّ جميع الناس عندما يتزوجون يظنون أنهم محظوظون وسعداء. فمعظم الناس يعتقدون عندما يتزوجون أن شريك حياتهم رمز لحياتهم المستقبلية التي اختاروها، وأن زواجهم هو الغاية التي يسعون إليها في هذه الحياة. ماذا يعني هذا؟ إنه يعني أن كل من يتزوج يعتقد أن الزواج غايته، وأنه حالما يكون لديه مثل هذا الزواج، فإن هذا الزواج غايته. ماذا تعني كلمة "غاية"؟ إنها تعني موطئ قدم. إنهم يأتمنون الزواج وكذلك شريك حياتهم الذي دخلوا معه في الزواج على آفاقهم ومستقبلهم وسعادتهم، ولذلك فهم يعتقدون أنهم بعد أن يتزوجوا لن يحتاجوا أبدًا مجددًا إلى أي شيء ولن يكون لديهم أي قلق. هذا لأنهم يشعرون أنهم قد وجدوا غايتهم بالفعل، وهذه الغاية هي شريك حياتهم وكذلك البيت الذي يبنونه مع ذلك الشخص. وبما أنهم وجدوا غايتهم، فلم يعودوا بحاجة إلى السعي إلى أي شيء أو أن يرجوا أي شيء. ... إذا كان الشخص – عندما يدخل في الزواج – يعتبر أنَّ زواجه هو غايته، بينما يعتبر كل مساعيه ونظرته إلى الحياة والطريق الذي يتبعه في الحياة وما يطلبه الله منه أشياء زائدة عن الحاجة لوقت فراغه، فإن اعتباره للزواج – بشكل غير ملحوظ – على أنه غايته في الحياة ليس أمرًا جيدًا، بل إنه على العكس من ذلك يصبح عائقًا وحجر عثرة ومانعًا أمام سعيه لتحقيق الأهداف الصحيحة في الحياة، وتأسيس النظرة الصحيحة للحياة، وحتى أمام سعيه للخلاص. ذلك لأنه عندما يعتبر الشخص المتزوج أن شريكه هو غايته ومصيره في هذه الحياة، فإنه يعتقد أن مشاعر شريكه المختلفة وسعادته وتعاسته مرتبطة به، وأن سعادته وتعاسته ومشاعره المختلفة مرتبطة بشريكه، وهكذا فإنَّ حياة شريكه وموته وسعادته وفرحه ترتبط بحياته هو وموته وسعادته وفرحه. لذلك، فإن فكرة هؤلاء الناس المتمثلة في أن زواجهم هو غاية حياتهم تجعل سعيهم إلى مسار حياتهم والأمور الإيجابية والخلاص بطيئًا وسلبيًا للغاية. إذا اختار شريك الشخص الذي يتبع الله في زواجهما ألا يتبع الله واختار السعي إلى الأمور الدنيوية عوضًا عن ذلك، فإن الشخص الذي يتبع الله فعلًا سيتأثر بشدة بشريكه. ... هذا لأن زوجها في قلبها هو روحها، وهو حياتها، وهو حتى سمائها، هو كل شيء بالنسبة إليها. الزوج الذي في قلبها هو أكثر من يحبها، وهي أكثر من تحب زوجها. لكنها الآن تصطدم بمشكلة: إذا عارض زوجها إيمانها بالله ولم تجدِ صلواتها، فما العمل؟ إنها تقلق بشأن هذا الأمر كثيرًا. عندما يُطلب منها أن تذهب لأداء واجبها بعيدًا عن البيت، تشعر بكرب شديد عندما تسمع أنها لكي تؤدي واجبها يجب أن تترك البيت وتسافر بعيدًا، وأنها يجب أن تبتعد عن البيت لفترة طويلة على الرغم من أنها تتمنى أيضًا أن تؤدي واجبها في بيت الله. ما السبب؟ إنها قلقة من أنها بمغادرتها المنزل لن يجد زوجها من يعتني به، وأنها ستفتقد زوجها ولن تستطيع التوقف عن القلق عليه. ستكون قلقة بشأنه وستشتاق إليه بل إنها ستشعر أنها لن تستطيع العيش بدون وجوده إلى جانبها، وأنها ستفقد الرجاء والاتجاه في الحياة، وأنها لن تستطيع أن تؤدي واجبها بإخلاص أيضًا. الآن، ليس عليها إلا أن تفكر في الأمر وها هو قلبها يتألم، فما بالك إن حدث هذا فعلًا! لذا، في الكنيسة، لا تجرؤ أبدًا على طلب الذهاب لأداء واجبها في مكان آخر، أو إذا كان هناك عمل ما يتطلب أن تبقى بعيدًا لفترة طويلة من الزمن وتبيت ليلتها بعيدًا عن المنزل، فإنها لا تجرؤ أبدًا على التقدم للمهمة أو تتجرأ على الموافقة على مثل هذا الطلب. إنها تفعل كل ما في وسعها لتوصيل الرسائل لإخوتها وأخواتها، أو تستضيفهم أحياناً في منزلها، ولكنها لا تجرؤ أبداً على فراق زوجها يوماً كاملاً. ... هؤلاء الناس يشعرون أن قدرتهم على النظر إلى شريك حياتهم والإمساك بيده، والعيش معه يعني أن يكون لهم سندًا مدى الحياة، وأنه سيكون لهم سكينة وراحة. يعتقدون أنه لن يكون لديهم أي هموم بشأن المأكل أو الملبس ولا أي قلق، وأن شريك حياتهم هو غايتهم. ولدى غير المؤمنين مقولة تقول: "وجودك معي في هذه الحياة يغنيني عن أي شيء آخر". هذا هو ما يشعر به هؤلاء الناس تجاه زواجهم وشريك حياتهم في صميم قلوبهم؛ فهم يشعرون بالسعادة عندما يكون شريك حياتهم سعيدًا، ويقلقون عندما يكون شريك حياتهم قلقًا، ويعانون عندما يعاني شريك حياتهم. وإذا مات شريك حياتهم، فهم أيضًا لا يعودون يرغبون في أن يعيشوا بعد ذلك. وإذا هجرهم شريك حياتهم ووقع في حب شخص آخر، فماذا يفعلون؟ (لا يريدون أن يعيشوا). البعض لا يريدون أن يعيشوا بعد ذلك ولذا ينتحرون، والبعض الآخر يفقدون عقولهم. أخبروني، ما سبب كل هذا؟ أي نوع من الناس يفقدون عقولهم؟ فقدان المرء لعقله يدل على أنه مجنون. بعض النساء يعتقدن أن أزواجهن هم غايتهن في الحياة، وأنهن بمجرد أن يجدن مثل هذا الرجل، لن يعشقن أي رجل آخر – إنها حالة "وجوده معي في هذه الحياة يغنيني عن أي شيء آخر". لكن زوجها يخيب أملها ويهجرها ليحب أخرى ولا يعود يريدها. فماذا يحدث في النهاية؟ تكره بعدئذ جميع أفراد الجنس الآخر تمامًا. وعندما ترى رجلاً آخر، ترغب في البصق عليه وشتمه وضربه. وتنشأ لديها ميول عنيفة، ويتشوه إحساس العقل لديها. البعض يفقدن عقولهن حقًا. هذه هي العواقب عندما لا يفهم الناس الزواج بشكل صحيح.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (11)

كيف يجب عليك التعامل مع الأمر عندما يكون زوجك غير مخلص؟ لا ينبغي أن تتشاجري وتثيري المتاعب، ولا ينبغي أن تثيري فضيحة وتتدحرجي على الأرض. يجب أن تفهمي أنَّ السماء لا تنهار عندما يحدث ذلك، ولا حلمك بشأن غايتك يتحطم، وهو لا يعني بالطبع أن زواجك يجب أن ينتهي وأن تنفصلا، ولا يعني بالتأكيد أن زواجك قد فشل أو أنه وصل إلى نهاية الطريق. كل ما في الأمر أنه لأن كل إنسان لديه شخصيات فاسدة، ولأن الناس يتأثرون بالاتجاهات الشريرة والممارسات الشائعة في العالم وليس لديهم مناعة ليحموا أنفسهم من الاتجاهات الشريرة، فإن الناس لا يستطيعون تجنب الوقوع في الأخطاء والخيانة والانحراف في زواجهم وخذلان شريك حياتهم. إذا نظرتم إلى هذه المشكلة من هذا المنظور، فهي ليست مشكلة كبيرة. فجميع الأسر من المتزوجين تتأثر بالبيئة العامة في العالم وبالاتجاهات الشريرة والممارسات الشائعة في المجتمع. أيضًا، من منظور الفرد، فالناس لديهم رغبات جنسية، وإضافةً إلى ذلك يتأثرون بظواهر مثل العلاقات الغرامية بين الرجال والنساء في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية واتجاه الإباحية في المجتمع. من الصعب على الناس الالتزام بالمبادئ التي ينبغي عليهم التمسك بها. وبعبارة أخرى، من الصعب على الناس أن يحافظوا على خط أساس أخلاقي. من السهل كسر حدود الرغبة الجنسية؛ الرغبة الجنسية في حد ذاتها ليست فاسدة، لكن لأن الناس لديهم شخصيات فاسدة، إضافة إلى حقيقة أن الناس يعيشون في هذا النوع من البيئة العامة، فإنهم يرتكبون الأخطاء بسهولة فيما يتعلق بالعلاقات بين الذكور والإناث، وهذا شيء يجب أن تفهموه بوضوح. لا يمكن لأي شخص ذي شخصية فاسدة أن يصمد أمام الإغراء أو الغواية في هذا النوع من البيئة العامة. يمكن للرغبة الجنسية البشرية أن تفيض في أي وقت وفي أي مكان، وسينخرط الناس في الخيانة الزوجية في أي وقت وفي أي مكان. هذا ليس بسبب مشكلة في الرغبة الجنسية في حد ذاتها، لكن بسبب وجود مشكلة في الناس أنفسهم، فالناس يستغلون رغباتهم الجنسية للقيام بأشياء تجعلهم يفقدون أخلاقهم وقيمهم ونزاهتهم، مثل الانخراط في الخيانة الزوجية وإقامة العلاقات الغرامية واتخاذ العشيقات وما إلى ذلك. لذا، بصفتك شخصًا مؤمنًا بالله، إذا كنت تستطيعين أن تنظري إلى هذه الأمور بشكل صحيح، فعليك أن تتعاملي معها بعقلانية. أنت إنسانة فاسدة، وهو إنسان فاسد أيضًا، ولذلك لا يجب أن تطالبيه بأن يكون مثلك ويبقى مخلصًا لمجرد أنك قادرة على البقاء مخلصة لزواجك، مطالبةً إياه بألا يكون خائنًا أبدًا. عندما يحدث شيء من هذا القبيل، يجب عليك أن تواجهي الأمر بالطريقة الصحيحة. لماذا؟ كل شخص لديه الفرصة لمواجهة مثل هذه البيئة أو هذه الغواية. يمكنك أن تراقبي زوجك كصقر لكن هذا لن يهم، وكلما راقبته عن كثب، حدث ذلك بشكل أسرع، ذلك لأن كل شخص لديه شخصيات فاسدة، وكل شخص يعيش في هذه البيئة العامة لمجتمع شرير، وقليلون جدًا ليسوا فاسقين، ولا يحول بينهم وبين أن يكونوا كذلك إلا وضعهم أو ظروفهم. ليس ثمة أشياء كثيرة يتفوق فيها الإنسان على البهائم. على أقل تقدير، يتفاعل البهيم بشكل طبيعي مع غرائزه الجنسية، لكن ليس هذا هو الحال مع البشر. يمكن للبشر الانخراط بوعي في العلاقات الماجنة والعلاقات المحرمة؛ وحدهم البشر هم الذين يمكنهم الانخراط في العلاقات الماجنة. لذلك، في البيئة العامة لهذا المجتمع الشرير، جميع الناس تقريبًا، وليس فقط أولئك الذين لا يؤمنون بالله، قادرون على فعل مثل هذه الأشياء. هذه حقيقة لا جدال فيها، ولا يمكن للمرء أن يهرب من هذه المشكلة. إذًا، بما أن هذا النوع من الأمور يمكن أن يحدث مع أي شخص، فلماذا لا تسمحين بحدوثه مع زوجك؟ هذا في الواقع شيء من الطبيعي جدًا أن يحدث. فقط لأنك مشتبكة عاطفيًا معه، عندما ينبذك ويتخلى عنك لا تستطيعين التغلب على ذلك ولا تستطيعين تحمله. إذا حدث شيء من هذا القبيل لشخص آخر، كنتِ ستبتسمين ابتسامة ساخرة وتفكرين: "هذا أمر طبيعي. أليس الجميع هكذا في المجتمع؟" ماذا تقول تلك المقولة؟ شيء عن "الانخراط في علاقات متعددة"؟ (يريدون أن يبقوا باب المنزل مغلقًا وأن ينخرطوا في الوقت نفسه في علاقات متعددة بالخارج). هذه كلها كلمات وأشياء مشهورة من اتجاهات العالم الشرير. هذا شيء يستحق الثناء بالنسبة إلى الرجل. إذا لم يكن الرجل قادرًا على إبقاء باب منزله مغلقًا ولم يكن قادرًا على الانخراط في علاقات متعددة بالخارج، فهذا يدل على أن الرجل يفتقر إلى القدرة وسيسخر الناس منه. لذلك عندما يحدث مثل هذا الأمر للمرأة، يمكن أن تثير ضجة وتتدحرج على الأرض وتنفِّس عن تهورها وتبكي وتثير المتاعب وألا تأكل لأنَّ هذا قد حدث، وترغب في طلب الموت وأن تشنق نفسها وتنتحر. بعض النساء يغضبن لدرجة أنهن يفقدن عقولهن. وهذا يرتبط بشكل غير محسوس بموقفها من الزواج، وبالطبع يرتبط هذا أيضًا بشكل مباشر بفكرتها أن "زوجها هو غايتها". تعتقد المرأة أن زوجها إذ يفسخ زواجهما، فإنه قد دمر الثقة والرغبة الرائعة لغاية حياتها، لأن زوجها هو أول من أفسد توازن زواجهما، وأول من كسر القواعد، لأنه هجرها وانتهك عهود الزواج، وحوّل حلمها الجميل إلى كابوس، فإنَّ هذا يجعلها تعبر عن نفسها بهذه الطرق، وتنخرط في هذه السلوكيات المتطرفة. إذا قبل الناس الفهم الصحيح للزواج من الله، فسوف يتصرفون بدرجة أكبر من العقلانية إلى حد ما. عندما يحدث للناس الطبيعيين هذا النوع من الأشياء، فإنهم سيشعرون بالألم، وسيبكون، وسيعانون. لكنهم عندما يهدؤون ويفكرون في كلام الله، ويفكرون في البيئة العامة في المجتمع، ثم يفكرون في الوضع الفعلي، وأن كل شخص لديه شخصيات فاسدة، فإنهم سيتعاملون مع الأمر بعقلانية وبشكل صحيح، وسيدعون الأمر يمضي بدلًا من التشبث به مثل كلب يتشبث بعظمة. ما الذي أعنيه بـ "يدعون الأمر يمضي"؟ أعني أنه بما أن زوجك قد فعل هذا الشيء ولم يكن مخلصًا لزواجكما، فيجب أن تتقبلي هذه الحقيقة وتجلسي معه وتتحدثا معًا وتسأليه: "ما هي خططك؟ ماذا سنفعل الآن؟ هل نستمر في الإبقاء على زواجنا أم ننهي زواجنا ونختار العيش منفصلين؟" فقط اجلسا وتحدثا؛ لا داعي للشجار أو إثارة المتاعب. إذا أصر زوجك على إنهاء الزواج، فهذا ليس بالأمر المهم. غالبًا ما يقول غير المؤمنين: "ثمة الكثير من الأسماك في البحر"، و"الرجال مثل الحافلات؛ دائمًا ما ستكون ثمة حافلة أخرى ستأتي قريبًا"، وما هو القول الآخر؟ "لا تتخلى عن الغابة بأكملها من أجل شجرة واحدة". وليست هذه الشجرة قبيحة فحسب، بل هي أيضًا عفنة من الداخل. هل هذه الأقوال صحيحة؟ هذه أشياء يستخدمها غير المؤمنين ليريحوا أنفسهم، ولكن هل لها علاقة بالحق؟ (كلا). إذًا كيف يجب أن يكون التفكير والرأي الصحيحين؟ عندما تواجهين مثل هذا الحدث، أولًا وقبل كل شيء يجب ألا تتهوري، ويجب أن تحتوي غضبك وتقولين: "دعنا نهدأ ونتحدث. ما الذي تخطط لفعله؟" فيقول: "أخطط لمواصلة المحاولة معك". فتقولين: "إذا كان الأمر كذلك، فلنستمر في المحاولة. لا تقم المزيد من العلاقات الغرامية، وأدِ مسؤولياتك كزوج، ويمكننا أن نضع هذا الأمر وراءنا. إذا لم تستطع فعل ذلك، فسننفصل ويذهب كل منا إلى حال سبيله. ربما عيَّن الله أن ينتهي زواجنا هنا. إذا كان الأمر كذلك، فأنا على استعداد للخضوع لترتيباته. يمكنك اتباع الطريق الواسع، وأنا سأتبع طريق الإيمان بالله، ولن يؤثر أحدنا على الآخر. لن أتدخل في أمورك، ولا ينبغي لك أن تقيدني. قَدَري ليس متوقفًا عليك، وأنت لست غايتي. الله يقرر قَدَري وغايتي. يجب أن أسأل الله أي محطة أصل إليها في هذه الحياة ستكون محطتي الأخيرة، وستكون وصولي إلى غايتي؛ فهو يعلم، وهو له السيادة، وأود أن أخضع لتنظيماته وترتيباته. على أي حال، إذا لم ترغب في مواصلة هذا الزواج معي، فسنفترق في سلام. على الرغم من أنني لا أملك مهارة معينة وهذه الأسرة تعتمد عليك ماليًا، لا يزال بإمكاني الاستمرار في الحياة بدونك، وسأعيش حياة جيدة. لن يدع الله عصفورًا يموت جوعًا، فما أكثر ما سيفعله من أجلي، أنا الإنسان الحي. لديّ يدان وقدمان وأستطيع أن أعتني بنفسي. لا داعي لأن تقلق. إذا كان الله قد عيَّن لي أن أعيش وحيدة لبقية حياتي دون وجودك إلى جانبي، فأنا على استعداد للخضوع لذلك، وأنا على استعداد لقبول هذه الحقيقة دون تذمر". أليس هذا شيء من الجيد القيام به؟ (بلى، هو كذلك). إنه رائع، أليس كذلك؟ ليس هناك داعي للجدال والشجار، فضلًا عن إثارة متاعب لا نهاية لها حول هذا الموضوع مما يؤدي إلى أن يعرف به الجميع في النهاية؛ لا داعي لأي من ذلك. فالزواج ليس من شأن أحد غيرك أنتِ وزوجك. إذا نشب خلاف في الزواج، فعليكما علاجه وتحمّل العواقب. وكشخص مؤمن بالله، يجب عليك الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته بغض النظر عن العاقبة. وبالطبع، عندما يتعلق الأمر بالزواج، مهما كانت التصدعات التي تظهر أو العواقب التي تلوح، سواء استمر الزواج أم لم يستمر، سواء بدأت حياة جديدة في زواجك أو انتهى زواجك في ذلك التو واللحظة، فإن زواجك ليس غايتك، ولا زوجك بغايتك. لقد عيَّن الله له أن يظهر في حياتك ووجودك ليلعب دورًا يرافقك فيه في طريقك في الحياة. إذا استطاع مرافقتك حتى نهاية الطريق والوصول معك إلى آخره، فلا شيء أفضل من ذلك، وعليك أن تشكري الله على نعمته. إذا كانت ثمة مشكلة خلال الزواج، سواء ظهرت تصدعات أو حدث شيء لا يعجبك، وانتهى زواجك في نهاية الأمر، فهذا لا يعني أنه لم تعد لك وجهة، أو أن حياتك الآن قد أُلقيَ بها في الظلام، أو أنه لا يوجد نور، وليس لك مستقبل. قد تكون نهاية زواجك هي بداية لحياة أكثر روعة. هذا كله بيد الله، وهو الذي ينظمه ويرتبه. قد يكون انتهاء زواجك هو ما يمنحك استيعابًا أعمق وتقديرًا أعمق للزواج، وفهمًا أعمق. وبالطبع، يمكن أن تكون نهاية زواجك نقطة تحول مهمة في أهداف حياتك واتجاهها وفي الطريق الذي تسلكينه. لن تكون ذكرياتك ذكريات كئيبة، فضلًا عن أن تكون ذكريات مؤلمة، ولن تكون كلها تجارب ونتائج سلبية، بل إنَّ هذا سيجلب لك اختبارات إيجابية وفعّالة لم تكوني لتحظي بها لو كنت ما تزالين متزوجة. لو استمر زواجك، لربما كنت ستعيشين دائمًا هذه الحياة العادية والمتواضعة والمملة حتى نهاية أيامك. لكن إذا انتهى زواجكما وانفصلتما، فليس هذا بالضرورة أمرًا سيئًا. لقد كنتِ مقيدة في السابق بسعادة زواجك ومسؤولياته، وكذلك بمشاعرك أو طريقة عيشك المتمثلة في اهتمامك بزوجك ورعايتك له ومراعاتك له وقلقك عليه. لكن بدءًا من اليوم الذي ينتهي فيه زواجك، فإن كل ظروف حياتك، وأهدافك في الحياة ومساعيك في الحياة تمر بتغيير شامل وكامل، ويجب القول إن هذا التغيير قد أحدثه انتهاء زواجك. قد تكون هذه النتيجة والتغيير والانتقال هو ما يقصد الله لك أن تربحيه من الزواج الذي عينه لك، وهو ما يقصد الله لك أن تربحيه من خلال قيادتك لإنهاء زواجك. على الرغم من أنكِ قد تأذيتِ وسلكتِ طريقًا عويصًا، وعلى الرغم من أنكِ قد قدمتِ بعض التضحيات والتنازلات غير الضرورية في إطار الزواج، فإن ما تحصلين عليه في النهاية لا يمكن الحصول عليه في الحياة الزوجية. لذلك، مهما كانت الحالة، من الصحيح أن تتخلى عن الفكرة والرأي المتمثلين في أن "الزواج هو غايتك". فسواء كان زواجك مستمرًا أو يواجه أزمة، أو كان زواجك يواجه انفصالًا أو انتهى بالفعل، أيًا كان الوضع، فإن الزواج في حد ذاته ليس غايتك. هذا أمر يجب أن يفهمه الناس.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (11)

لم يعطك الله حياة مستقرة وشريكًا إلا لكي تعيش حياة أفضل ويكون لك من يعتني بك، ويكون لك شخصًا يؤازرك، لا لكي تنسى الله وتنسى كلامه أو تنبذ التزامك بأداء واجبك وهدف حياتك في السعي إلى الخلاص بمجرد أن يكون لك شريك حياة، ثم تعيش من أجل شريك حياتك. إذا تصرفت فعلًا بهذه الطريقة، إذا عشت فعلًا بهذه الطريقة، فآمل أن تغير مسارك في أقرب وقت ممكن. مهما كانت أهمية شخص ما بالنسبة إليك، أو مدى أهميته في حياتك، أو معيشتك، أو مسار حياتك، فهو ليس غايتك لأنه مجرد إنسان فاسد. لقد رتب الله لك شريك حياتك الحالي، ويمكنك أن تعيش معه. إذا غيَّر الله مزاجه ورتَّب لك شخصًا آخر، فسيظل بإمكانك أن تعيش حياة بذات الجودة، وهكذا فإن زوجك الحالي ليس هو زوجك الأوحد، ولا هو غايتك. الله وحده هو المؤتمن على غايتك، والله وحده هو المؤتمن على غاية البشر. لا يزال بإمكانك البقاء على قيد الحياة والعيش إذا تركت والديك، وبالطبع لا يزال بإمكانك العيش بالجودة نفسها إذا تركت شريك حياتك. فوالداك ليسا غايتك، ولا شريكك غايتك. فقط لأن لديك شريكًا، شخصًا تأتمنه على روحك، ونفسك وجسدك، لا تنسى أهم الأشياء في الحياة. إذا نسيت الله، ونسيت ما ائتمنك عليه، ونسيت الواجب الذي يجب أن يؤديه الكائن المخلوق، ونسيت ما هي هويتك، فستكون قد فقدت كل ضمير وعقل. بغض النظر عما تكون عليه حياتك الآن، سواء كنت متزوجًا أم لا، فإن هويتك أمام الخالق لن تتغير أبدًا. لا يمكن لأحد أن يكون غايتك، ولا يمكنك أن تأتمن أي شخص على نفسك. الله وحده هو الذي يستطيع أن يمنحك غاية مناسبة، الله وحده هو الذي يؤتمن على بقاء البشر، وسيظل الأمر كذلك دائمًا.

– الكلمة، ج. 6. حول السعي إلى الحق. كيفية السعي إلى الحق (11)

شهادات اختبارية ذات صلة

اختيار بلا ندم

السابق: 18. كيفية التعامل مع العلاقات الأسرية والجسدية

التالي: 20. كيفية اختبار الاضطهاد والمحن

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 8: الذين آمنوا بالرب يسوع، وضحوا من أجله في حياتهم، إن لم يقبلوا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فلن يُختطفوا إلى ملكوت السموات؟

الإجابة: بخصوص هذه المسألة، أعطانا الله القدير إجابة واضحة. يقول الله القدير، "إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة،...

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب