31. كيفية ممارسة أن يكون الشخص صادقًا
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
الصدق يعني أن تهب قلبك لله، وألا تكون كاذبًا تجاه الله في أي شيء، وأن تكون منفتحًا معه في كل شيء، وألَّا تخفي الحقائق أبدًا، وألَّا تحاول خداع الذين هم أعلى منك والذين هم أدنى منك، وألَّا تفعل أشياء هي محض محاولات للتودد إلى الله. باختصار، أن تكون صادقًا، هو أن تكون نقيًا في أفعالك وكلامك، وألا تخدع الله، ولا الإنسان. ما أقوله في غاية البساطة، لكنه عسير جدًا عليكم. قد يفضل الكثيرون أن يُحكم عليهم بالجحيم على أن يتكلموا ويعملوا بصدق. ليس من العجيب أن يكون لدي معاملة أخرى لأولئك المخادعين. بالطبع، أفهم جيدًا الصعوبة الكبرى التي تواجهونها في محاولتكم أن تكونوا أناسًا صادقين. إنكم جميعًا بارعون وماهرون للغاية في الحكم على رجل محترم بحسب مقياسكم الصغير السخيف. إن كان الأمر كذلك، فسيصبح عملي أبسط بكثير. وبينما يحتفظ كل منكم بسره إلى صدره، إذًا فسأُلحق بكم الضيقة، واحدًا تلو الآخر، "لتتعلَّموا" بالنار، بحيث تصبحون بعدها ملتزمين تمامًا بالإيمان بكلامي. وأخيرًا، سأنتزع من فمكم كلمة "الله هو إله الأمانة" فيما تقرعون صدوركم وتنوحون قائلين: "قلب الإنسان مخادع!". كيف ستكون حالتكم الذهنية في هذه المرحلة؟ أتخيل أنكم لن تكونوا منجرفين إلى هذا الحد بالاعتداد بأنفسكم كما أنتم عليه الآن. كما أنكم لن تكونوا "على درجة كبيرة جدًا من العمق إلى حد أنه لا يمكن فهمكم" كما أنتم عليه الآن. يتصرف البعض بطريقة متزمتة ومحافظة ويبدون "مهذبين" أمام الله على وجه التحديد، غير أنهم يصبحون متمرّدين ويفقدون كل انضباط في حضرة الروح. هَلْ تَحْسبُون إنسانًا كهذا في صفوفِ الصادقين؟ إذا كنتَ منافقًا بارعًا في "العلاقات الاجتماعية"، فأنا أقول إنك قطعًا شخص يستهين بالله. إذا كَثُرت في كلامك الأعذار والمبررات التي لا قيمة لها، فأنا أقول إنك شخص يبغض تطبيق الحق. إذا كانت لديك العديد من الأمور الخاصة التي يصعب الحديث عنها؛ إذا كنت تنفر للغاية من البوح بأسرارك – صعوباتك – أمام الآخرين، لكي تطلب طريق النور، فأنا أقول إنك شخصٌ سيجد صعوبة كبيرة في نيل الخلاص، وسيجد صعوبة في الخروج من الظلمة. إذا كنت تستمتع حقًا بطلب طريق الحق، فأنت إذًا شخص يسكن دائمًا في النور. إذا كنت سعيدًا جدًا بأن تكون مؤدي خدمة في بيت الله، وتعمل بجد وضمير في الخفاء، وبأن تعطي دائمًا ولا تأخذ أبدًا، فأنا أقول إنك قديس مُخْلص، لأنك لا تسعى إلى مكافأة، ولكونك – ببساطة – إنسانًا صادقًا. إذا كنت ترغب في أن تكون صريحًا، وإذا كنت ترغب في بذْلِ كل ما لديك، وإذا كنت قادرًا على التضحية بحياتك من أجل الله والتمسك بشهادتك، وإذا كنت صادقًا إلى درجة حيث لا تعرف إلا إرضاء الله بدون اعتبار لنفسك أو الأخذ لنفسك، فأنا أقول إن مثل هؤلاء الناس هم الذين يُغَذَّون في النور والذين سيعيشون إلى الأبد في الملكوت.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة
يخشى اليوم معظم الناس للغاية من أن يأتوا بأفعالهم أمام الله، وفي حين أنك قد تخدع جسده، لا يمكنك أن تخدع روحه. فأي أمر لا يمكنه الصمود تحت رقابة الله هو أمر لا يتوافق مع الحق ويجب تنحيته جانبًا؛ وإذا فعلت خلافًا لذلك فإنك ترتكب خطية ضد الله. لذلك يجب عليك أن تضع قلبك بين يدي الله في سائر الأوقات، عندما تصلي، أو تتكلم، أو تشترك مع إخوتك وأخواتك، أو تؤدي واجبك، أو تمارس عملك. حين تؤدي وظيفتك، يكون الله معك، وما دامت نيتك سليمة ومن أجل عمل بيت الله، سيقبل كل ما تفعله؛ فعليك أن تكرس نفسك بإخلاص لأداء وظيفتك. وعندما تصلي، إن كان لديك قلب محب لله وتطلب رعاية الله، وحمايته وتمحيصه، إن كانت هذه هي نيتك، فستكون صلواتك فعّالة. على سبيل المثال، حين تصلي في اجتماعات، إن كنت تفتح قلبك وتصلي إلى الله وتخبره بما في قلبك دون أن تنطق بأكاذيب، فستكون صلواتك فعالة بالتأكيد. ...
أن تكون مؤمنًا بالله، فإن هذا يعني أن كل ما تفعله يجب أن يُحضَرأمام الله ويُخضَع لتمحيصه. إن كان ما تفعله يمكن إحضاره أمام روح الله وليس جسد الله، فهذا يدل على أنك لم تخضع لتمحيص روحه. مَنْ هو روح الله؟ مَنْ هو الشخص المشهود له من الله؟ أليسا ذاتًا واحدة؟ معظم الناس يرونهما كائنين منفصلين، ويؤمنون أن روح الله هو روح الله، أما الشخص المشهود له من الله فهو مجرد إنسان. ولكن ألستَ مخطئًا؟ نيابةً عمَّنْ يعمل هذا الشخص؟ أولئك الذين لا يعرفون الله المتجسد ليس لديهم فهم روحي. إن روح الله وجسده المتجسّد واحد؛ لأن روح الله تحقق في الجسد. إن كان هذا الشخص غير لطيف معك، فهل سيكون روح الله لطيفًا؟ ألستَ مشوشًا؟ اليوم، كل من لا يمكنه أن يقبل تمحيص الله لا يمكنه أن ينال استحسانه، ومن لا يعرف الله المتجسّد لا يمكن تكميله. انظر إلى كل ما تفعله وانظر إن كان يمكن إحضاره أمام الله. إن كنت لا تستطيع أن تُحضر كل ما تفعله أمام الله، فهذا يوضح أنك من فاعلي الشر. هل يمكن لفاعلي الشر أن يُكمّلوا؟ كل ما تفعله – كل تصرف وكل نيّة وكل ردّ فعل – يجب أن يُحضر أمام الله. حتى حياتك الروحية اليومية – صلواتك، وقربك من الله، وأكلك وشربك لكلام الله، وشركتك مع إخوتك وأخواتك، وحياتك داخل الكنيسة، وخدمتك في التعاون – يمكن إحضارها أمام الله ليمحّصها. هذه الممارسة هي التي ستساعدك على النمو في الحياة. إن عملية قبول تمحيص الله هي عملية تطهير. كلما قبلت تمحيص الله أكثر، تطهّرت أكثر، وزادت موافقتك لمقاصد الله، حتى لا تقع في الفسق، وحتى يعيش قلبك في حضرته. وكلما قبلت تمحيصه أكثر، ازداد خزي الشيطان وقدرتك على أن تتمرد على الجسد. لذلك، فإن قبول تمحيص الله هو طريق للممارسة يجب أن يتبعه الناس. مهما كنت تفعل، حتى أثناء عقدك شركة مع إخوتك وأخواتك، يمكنك أن تُحضر أفعالك أمام الله وتطلب تمحيصه وتهدف إلى أن تخضع لله ذاته، وهذا سيجعل ممارستك صحيحة بدرجة أكبر كثيرًا. لا يمكنك أن تكون شخصًا يعيش في حضرة الله إلا إذا جلبت كل ما تفعله أمام الله وقبلت تمحيصه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يكمِّل الله أولئك الذين يتوافقون مع مقاصده
ولكي تسعى لتكون شخصًا صادقًا، يجب أن تتصرف وفقًا لمتطلبات الله. يجب أن تخضع للدينونة والتوبيخ والتهذيب. عندما تتطهر شخصيتك الفاسدة وتتمكن من ممارسة الحق والعيش بكلمات الله، حينها فقط ستصبح شخصًا صادقًا. إن الأشخاص الجهلاء والحمقى وأنقياء السريرة ليسوا أناس صادقين على الإطلاق. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين، فإنه يطلب منهم أن يمتلكوا إنسانية طبيعية، وأن يتخلصوا من طبيعتهم المخادعة وزيفهم، وألا يكذبوا على الآخرين أو يخدعوهم، وأن يؤدوا واجبهم بإخلاص، وأن يكونوا قادرين على محبته والخضوع له حقًا. هؤلاء الأشخاص وحدهم هم شعب ملكوت الله. إن الله يطلب من الناس أن يكونوا جنودًا صالحين للمسيح. ما هم جنود المسيح الصالحين؟ يجب أن يكونوا مسلحين بواقع الحق وأن يكونوا على قلب واحد وفكر واحد مع المسيح. وفي أي وقت وأي مكان، يجب أن يكونوا قادرين على تمجيد الله والشهادة له، وعلى استخدام الحق لشن حرب على الشيطان. في جميع الأمور، يجب أن يقفوا إلى جانب الله ويشهدوا ويعيشوا بحسب واقع الحق. يجب أن يقدروا على إذلال الشيطان وتحقيق انتصارات رائعة من أجل الله. هذا هو معنى أن تكون جنديًا صالحًا للمسيح. فجنود المسيح الصالحون غالبون، وهم أولئك الذين يغلبون الشيطان. عندما يطلب الله من الناس أن يكونوا صادقين وغير مخادعين، فإنه لا يطلب منهم أن يكونوا حمقى بل أن يتخلصوا من شخصياتهم المخادعة وأن يخضعوا له ويمجدوه. هذا ما يمكن تحقيقه بممارسة الحق. هذا ليس تغييرًا في سلوك المرء، ولا يتعلق بكثرة الحديث أو قلته، أو بكيف يتصرف المرء، بل يتعلق بالقصد من كلام المرء وأفعاله، ومعتقداته وأفكاره، وطموحاته ورغباته. كل ما ينتمي لكشوفات الشخصية الفاسدة والخطأ يجب أن يتغير من جذوره حتى يتوافق مع الحق. إذا كان المرء يريد تغييرًا في الشخصية، فيجب أن يكون قادرًا على رؤية جوهر شخصية الشيطان. فإن استطعت أن ترى جوهر الشخصية المخادعة، وأنها شخصية الشيطان ووجهه، وإذا استطعت أن تكره الشيطان وتهجر إبليس، فسيكون من السهل عليك أن تتخلص من شخصيتك الفاسدة. إن كنت لا تعرف أنه توجد حالة مخادعة بداخلك وكنت لا تدرك كشوفات الشخصية المخادعة، فلن تعرف كيفية السعي إلى الحق لحل ذلك، وسوف يكون من الصعب عليك تغيير شخصيتك المخادعة. يجب عليك أولًا أن تعرف ما هي الأشياء التي تصدر عنك و أي جانب من جوانب الشخصية الفاسدة هي منها. إذا كنت تكشف عن أشياء ذات طبيعة مخادعة، فهل ستكرهها داخل قلبك؟ وإذا فعلت ذلك، فكيف يجب أن تتغير؟ عليك أن تُهذب نواياك وتصحح وجهات نظرك. عليك أولًا أن تسعى إلى الحق في طبيعتك المخادعة لعلاج مشكلاتك، وتسعى لتحقيق ما يطلبه الله وإلى إرضائه، وأن تصبح شخصًا لا يحاول خداع الله أو الآخرين، وحتى الحمقى أو الجاهلين بعض الشيء. إن محاولة خداع شخص أحمق أو جاهل أمر غير أخلاقي تمامًا؛ هذا يجعلك إبليسًا. ولتكون شخصًا صادقًا، يجب ألا تخدع أو تكذب على أي شخص. أما بالنسبة للشيطان والأبالسة، فعليك أن تختار كلماتك بحكمة. وإن لم تفعل، فستكون عرضة للسخرية وسوف تجلب الخزي إلى الله. لن تتغلب على الشيطان وتلحق الخزي به، إلا من خلال اختيار كلماتك بحكمة وممارسة الحق. إن الجهلة والحمقى والعنيدين لن يتمكنوا مطلقًا من فهم الحق؛ لا يمكن إلا أن يُضلِّهم الشيطان ويتلاعب بهم ويسحقهم وفي النهاية يبتلعهم.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. معرفة الأنواع الستة للشخصيات الفاسدة هي وحدها التي تمثل معرفة النفس الحقيقية
ما الممارسة الأهم للفرد الصادق؟ إنها عمل فتح المرء قلبه لله. ولكن ماذا يعني الانفتاح؟ إنه يعني أن تشارك معه أفكارك ومقاصدك والأشياء التي تحكمك، ثم تطلب الحق منه. يرى الله كل شيء بوضوح استثنائي، بصرف النظر عما تكشفه أنت. إذا كان بوسعك أنْ تعبِّر عن مشاعرك لله، وتَكشِف له عما تخفيه عن الآخرين، وتصرِّح به بوضوح دون إخفاء أي شيء، وتعبِّر عن أفكارك كما هي دون أي قصد، فهذا هو الانفتاح. في بعض الأحيان، قد يؤدي التحدُّث بصراحة إلى إيذاء الآخرين أو الإساءة إليهم. في مثل هذه الحالات، هل يمكن لأي شخص أنْ يقول: "أنت تتحدَّث بقدرٍ كبير من الصدق، وهذا أمر مؤلم للغاية، ولا يمكنني قبول ذلك"؟ لا، لن يفعل ذلك. حتى لو كنت تقول في بعض الأحيان شيئًا يؤذي الآخرين، إذا كنت منفتحًا واعتذرت، معترفًا بأن كلماتك افتقرت إلى الحكمة وأنك لم تكن متعاطفًا مع ضَعفهم، فسوف يُدركون غياب سوء القصد لديك، وسيفهمون أنك شخص صادق ببساطة يتواصل بأسلوب مباشر وغير لبِق. لن يجادلوا معك، وفي قلوبهم، سيحبونك. هل يمكن بهذه الطريقة أن تكون هناك حواجز بينكم؟ إذا لم تكن ثمة حواجز، فيمكِن تفادي النزاعات، ويمكِن حل المشكلات بسرعة، مما يسمح لك بالعيش في حالة من التحرُّر والاسترخاء. وهذا هو معنى "وحدهم الصادقون يُمكنهم العيش بسعادة". أهم جزء من كونك شخصًا صادقًا هو الانفتاح على الله أولًا ثم تعلُّم الانفتاح على الآخرين. تحدَّث بصِدق وإخلاص ومن القلب. احرص على أن تكون شخصًا يتمتع بالكرامة والشخصية والنزاهة، وتجنَّب التحدُّث بالمجاملات الفارغة أو بطريقة خادعة، وحِد عن التحدُّث بطريقة مخادعة أو مضلِّلة. جانب آخر لكونك شخصًا صادقًا هو أداء واجبك بموقف صادق وقلب صادق. على أقل تقدير، اعتمد على ضميرك لتوجيه أفعالك، وجاهِد في الالتزام بمبادئ الحق، وجاهِد في تلبية متطلبات الله. مجرَّد الاعتراف بهذه الأشياء لفظيًّا لا يكفي، ومجرَّد تبني موقف معين لا يعني أنك تمارِس الحق. أين واقع كونك إنسانًا صادقًا في ذلك؟ إن مجرَّد التغني بالشعارات دون وجود الواقع لا يكفي. عندما يمحّص الله الأفراد، فهو لا يراقب قلوبهم فحسب، بل يراقب أيضًا أفعالهم وسلوكياتهم وممارساتهم. إذا كنتَ تزعم أنك ترغب في أن تكون شخصًا صادقًا ولكن عندما يحلُّ بك أي شيء، تظل قادرًا على الكذب والخداع، فهل هذا هو سلوك الشخص الصادق؟ لا ليس كذلك؛ إنه قَول شيء وقَصْد آخر؛ إنك تقول شيئًا وتفعل شيئًا آخر، وتَخدَع الآخرين بعفويَّة وتتصرَّف بطريقة منافقة. أنت مثل الفريسيين تمامًا الذين كان بوسعهم تلاوة جميع الكتب المقدسة عن ظهر قلب أثناء شرحها للناس، لكنهم عندما كان يصيبهم أي شيء كانوا يفشلون في الممارسة حسب الكتب المقدسة. لقد كانوا مدفوعين دائمًا بالرغبة في فوائد المكانة، غير راغبين في شهرتهم وربحهم ومكانتهم. كان الفريسيون مرائين هكذا؛ لم يسيروا على المسار الصحيح، ولم يكن مسارهم المسار القويم، والله يمقت تلك الشاكلة.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق
لكي تمارس أنْ تكون شخصًا صادقًا، عليك أولًا بتعلُّم فتح قلبك لله، ومناجاته بكلمات صادقة في الصلاة كل يوم. على سبيل المثال، إذا قلت كذبة اليوم ولم يلاحظها الآخرون، لكنك كنت تفتقر إلى الشجاعة لمصارحة الجميع، فعليك –– على أقل تقدير –– أنْ تجلب الأخطاء التي فحصتَها واكتشفتَها، والأكاذيب التي قلتَها، أمام الله للتفكُّر، وقل: " لقد كذبتُ مرة أخرى يا إلهي لحماية مصالحي، وكنت مخطئًا. أدِّبني أرجوك إذا كذبتُ مرة أخرى". يُسرُّ الله بهذا الموقف وسوف يتذكره. قد يتطلب الأمر منك جهدًا مضنيًا لمعالجة هذه الشخصية الفاسدة المتمثلة في الكذب، لكن لا تقلق، فالله يساندك. سوف يرشدك ويُعينك على التغلُّب على هذه الصعوبة المتكررة، مما يمنحك الشجاعة للانتقال من عدم الاعتراف بأكاذيبك مطلقًا إلى الاعتراف بأكاذيبك والقدرة على كشف نفسك علانية. لن تعترف بأكاذيبك فحسب، بل ستتمكن أيضًا من الكشف علانية عن سبب كذبك والقصد والدوافع وراء أكاذيبك. عندما تكون لديك الشجاعة لكسر هذا الحاجز، والفكاك من شَرَك الشيطان وسيطرته، والوصول تدريجيًّا إلى نقطة لا تعود تكذب فيها، فسوف تحيا تدريجيًّا في النور، تحت إرشاد الله وبركته. سوف تُعتَق وتتحرَّر عندما تكسر حاجز القيود الجسديَّة، وتكون قادرًا على الخضوع للحق، والكشف عن نفسك علانية، والإعلان عن موقفك علانية، وألا يكون لديك أي تحفظات. عندما تعيش بهذه الطريقة، لن يحبك الناس فحسب، بل سيكون الله مسرورًا أيضًا. ستكون قادرًا على قبول تمحيص الله، وكشف نياتك، وحالاتك الحقيقية، وشخصياتك الفاسدة أمامه وطَلب الحق منه، على الرغم من أنك قد لا تزال ترتكب الأخطاء وتَكذِب في بعض الأحيان، وقد لا تزال لديك في بعض الأحيان نيات شخصية أو دوافع خفية أو سلوكيات وأفكار أنانية ودنيئة. عندما تكون قد فهمت الحق، سيكون لديك بعد ذلك مسارٌ للممارسة. سيكون مستقبلك جميلًا ومشرقًا عندما يكون مسار ممارستك قويمًا، وتتحرك في الاتجاه الصحيح. بهذه الطريقة، ستعيش وقلبك ينعم بالسلام، وستتغذى روحك، وستشعر بالرضا والغبطة. أما إذا لم تتمكَّن من التحرُّر من قيود الجسد، وإذا كانت العواطف والمصالح الشخصية والفلسفات الشيطانية تقيدك باستمرار، وتتحدث وتتصرف بطريقة سريَّة، وتختبئ دائمًا في الظل، فأنت تعيش تحت نفوذ الشيطان. ومع ذلك، إذا فهمتَ الحق، وتحرَّرت مِن قيود الجسد، ومارستَ الحق، فسوف تمتلك تدريجيًّا شَبَه الإنسان. ستكون صريحًا ومباشرًا في أقوالك وأفعالك، وستكون قادرًا على الكشف عن آرائك وأفكارك والأخطاء التي ارتكبتها، مما يتيح للجميع رؤيتها بوضوح. في نهاية المطاف، سيتعرف عليك الناس كشخص شفاف. ما الشخص الشفاف؟ إنه شخص يتحدث بصدق استثنائي، ويعتقد الجميع أنْ كلامه صادق. حتى لو كذبَ أو قال شيئًا خاطئًا عن غير قصد، يمكن للناس مسامحته، لمعرفتهم أنَّ ذلك كان عن غير قصد. وإذا أدركَ أنه كذبَ أو قال شيئًا خاطئًا، فإنه يعتذر ويصحح نفسه؛ هذا شخص شفاف. مثل هذا الشخص يحبه الجميع ويثقون به. عليك الوصول إلى هذا المستوى لربح ثقة الله وثقة الآخرين. هذه ليست مهمة بسيطة، إنها أعلى مستوى من الكرامة يمكن للمرء أنْ يتمتع به. شخص مثل هذا يحترم ذاته. إذا كنت غير قادر على ربح ثقة الآخرين، فكيف يمكنك أنْ تتوقع ربح ثقة الله؟ ثمة أفراد يعيشون حياة غير شريفة، ويختلقون الأكاذيب باستمرار، ويتعاملون مع المهام بلا مبالاة. ليس لديهم أدنى شعور بالمسؤولية، ويرفضون التهذيب، ودائمًا ما يلجؤون إلى الحجج الخادعة، وكل من يقابلهم لا يحبهم. إنهم يعيشون دون أي شعور بالخزي. هل يمكن حقًّا اعتبارهم بشرًا؟ الأشخاص الذين ينظر إليهم الآخرون على أنهم مزعجين ولا يعتمد عليهم فقدوا إنسانيتهم تمامًا. إذا لم يتمكن الآخرون من وضع ثقتهم بهم، فهل بوسع الله الثقة بهم؟ إذا كان الآخرون لا يحبونهم، فهل بوسع الله أن يحبهم؟ الله لا يحب هؤلاء الناس ويمقتهم، وسوف يُستبعدون لا محالة. كإنسان، على المرء أن يكون صادقًا ويحتَرم التزاماته كإنسان. على المرء الحفاظ على كلمته، سواء في تأدية أعمال من أجل الآخرين أو من أجل الله. عندما يكسب المرء ثقة الناس ويمكنه إرضاء الله وطمأنته، فإنه يصبح حينئذٍ شخصًا صادقًا نسبيًّا. إذا كنت أهلًا للثقة في أفعالك، فلن يحبك الآخرون فحسب، بل سيحبك الله أيضًا بالتأكيد. يمكنك إرضاء الله والعيش بكرامة من خلال كونك شخصًا صادقًا. ولذلك، يجب أن يكون الصدق منطلق سلوك الإنسان.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق
لكي تكون شخصًا صادقًا، عليك أولًا أن تكشف قلبك بحيث يطّلع الجميع عليه، ويرون كلَّ ما تفكر فيه، وينظرون وجهك الحقيقي. يجب ألا تحاول أن تموّه نفسك أو تستر نفسك. حينئذٍ فقط سيثق الآخرون بك وسيعتبرونك شخصًا صادقًا. هذه هي أكثر ممارسة تتسم بأنها جوهرية وهي شرط أساسي لتكون شخصًا صادقًا. إذا كنتَ تتظاهر دائمًا، ودائمًا ما تدَّعي النُبل والعظمة والشخصية السامية؛ وإذا كنتَ لا تدع الناس يرون فسادك وإخفاقاتك، وإذا كنتَ تعطي الناس صورة زائفة، حتى يصدقوا أنك نزيه وأنك عظيم وتنكر ذاتك، ومُنصف، وغير أناني. أليس هذا خداعًا وزيفًا؟ ألن يتمكن الناس من كشفك بمرور الوقت؟ لا تتنكّر إذًا ولا تستر نفسك. بدلًا من ذلك، اكشف حقيقة نفسك وقلبك ليراهما الآخرون. إن استطعتَ أن تكشف قلبك بحيث يراه الآخرون، وإن استطعتَ أن تكشف كل أفكارك وخططك، سواء كانت إيجابيّة أو سلبيَّة، أليست هذه أمانة؟ إن استطعت كشف نفسك ليراك الآخرون، فسيراك الله أيضًا. سوف يقول: "إن كشفتَ نفسك ليراك الآخرون، فأنت إذًا صادق أمامي بكل تأكيد". ولكن إن كنت لا تكشف نفسك لله إلا بعيدًا عن أعين الناس الآخرين، وتتظاهر دائمًا بالعظمة والنبل، أو الإيثار عندما تكون بصحبتهم، فماذا سيعتقد الله بشأنك؟ ماذا سيقول الله؟ سيقول: "أنت شخص مخادع تمامًا. أنت مرائي تمامًا وشرير و لست شخصًا صادقًا". ولهذا سيدينك الله. إن أردت أن تكون شخصًا صادقًا، فسواء وقفتَ أمام الله أو أمام الآخرين، ينبغي أن تكون قادرًا على تقديم حساب نقي ومكشوف لحالتك الداخلية، وللكلام الذي في قلبك. هل من السهل تحقيق هذا؟ إنه يتطلب فترة من التدريب وكذلك صلاة مستمرة واتكال على الله. عليك أن تدرِّب نفسك على التحدُّث بالكلام الذي في قلبك ببساطة وانفتاح في الأمور كافة. بهذا النوع من التدريب يمكنك تحقيق تقدُّمٍ. إذا واجهت صعوبة كبيرة، فعليك أن تصلي لله وتطلب الحق؛ عليك أن تقاتل في قلبك وتتغلَّب على الجسد، إلى أن تتمكن من ممارسة الحق. وبتدريب نفسك بهذه الطريقة، فشيئًا فشيئًا، سينفتح قلبك تدريجيًا. ستصبح أكثر نقاءً، وستكون تأثيرات كلماتك وأفعالك مختلفة عن ذي قبل. ستقل أكاذيبك وحيلك أكثر فأكثر، وستكون قادرًا على العيش أمام الله. ومن ثم، ستصبح شخصًا صادقًا في الأساس.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء صادقًا
إن تدريب المرء نفسه على أن يكون شخصًا صادقًا هو في الأساس مسألة معالجة مشكلة الكذب، وكذلك معالجة الشخصية الفاسدة. وفعل ذلك يتضمن ممارسة أساسية: عندما تدرك أنك كذبتَ على شخص ما وخدعته، يجب أن تنفتح معه، وتكشف نفسك، وتقدِّم اعتذارًا. هذه الممارسة ذات نفع كبير لمعالجة الكذب. على سبيل المثال، إذا كنت قد خدعتَ شخصًا ما أو كان هناك بعض الغش أو نية شخصية وراء الكلمات التي تحدثت بها، فيجب عليك الذهاب إليه وتشريح نفسك. عليك أن تقول له: "ما قلته لك كان كذبة، الهدف منها حماية كبريائي. شعرت بعدم الارتياح بعد أن قلتها، لذا، أعتذر لك الآن. أرجوك سامحني". سيشعر ذلك الشخص أن هذا مريح تمامًا. سيتساءل كيف يمكن أن يكون هناك شخص يعتذر عن كذبة بعد أن قالها. شجاعة مثل هذه تُعجب الناس حقًّا. ما الفوائد التي يجنيها المرء من الانخراط في مثل هذه الممارسة؟ إنَّ الغرض منها ليس ربح إعجاب الآخرين، ولكن كبح جماح المرء نفسه بصورة أكثر فاعلية، ومنع نفسه من الكذب. لذا، بعد الكذب، يجب أن تمارس الاعتذار عن فعل ذلك. كلما درَّبت نفسك أكثر على ممارسة التشريح، وكشف نفسك، والاعتذار للناس بهذه الطريقة، كانت النتائج أفضل؛ وسيصبح عدد الأكاذيب التي تكذبها أقل وأقل. إن ممارسة التشريح والكشف من أجل أن تكون شخصًا صادقًا وكبح جماح نفسك من الكذب يتطلب شجاعة، والاعتذار لشخص ما بعد الكذب عليه يتطلب شجاعة أكبر. إذا مارستَ هذا لعام أو عامين – أو ربما لثلاث إلى خمس سنوات – فمن المؤكد أنك سترى نتائج واضحة، ولن يكون من الصعب التخلُّص من الأكاذيب. إن تخلُّص المرء من الأكاذيب هو الخطوة الأولى نحو أن يصبح شخصًا صادقًا، ولا يمكن أخذ تلك الخطوة دون بذل جهد لمدة ثلاث أو خمس سنوات. وبعد حل مشكلة الكذب، فإن الخطوة الثانية هي حل مشكلة الخداع والمكر. في بعض الأحيان، لا يتطلب الخداع والمكر أن يكذب المرء؛ فهذه الأشياء يمكن تحقيقها من خلال الفعل وحده. قد لا يكذب المرء ظاهريًا، لكنه قد يضم الخداع والمكر في قلبه. سيعرف هو نفسه هذا أكثر من أي شخص آخر، لأنه فكَّر فيه بعمق ووضعه في اعتباره بعناية. سيكون من اليسير عليه التعرُّف على ذلك عند التأمل لاحقًا. ما إن تٌحل مشكلة الكذب، سيكون حل مشكلتي الخداع والمكر أسهل قليلًا مقارنة بالكذب. ولكن يجب أن يمتلك المرء قلبًا يتقي الله، لأن الإنسان يكون محكومًا بنيته عندما يتورط في الخداع والمكر. لا يستطيع الآخرون إدراك ذلك ظاهريًا، ولا يمكنهم تمييزه. وحده الله يستطيع أن يُمحِّص هذا، وهو وحده الذي يعرف ذلك. لذا، لا يمكن حل مشكلتي الخداع والمكر إلا بالاتكال على الصلاة لله وقبول تمحيصه. إذا كان المرء لا يحب الحق ولا يتقي الله في قلبه، فلا يمكنه معالجة خداعه ومكره. يمكن أن تصلي أمام الله وتعترف بأخطائك، وقد تعترف وتتوب، أو قد تُشرح شخصيتك الفاسدة؛ موضحًا بصدق ما كنت تفكر فيه في ذلك الوقت، وما قلته، وماذا كانت نيتك، وكيف شاركت في الخداع. كل هذا يسهل فعله نسبيًا. ولكن إذا طُلب منك أن تكشف نفسك لشخص آخر، فقد تفقد شجاعتك وعزمك، لأنك تريد حفظ ماء وجهك. سيكون من الصعب عليك حينئذٍ أن تمارس الانفتاح وتكشف نفسك. ربما تكون قادرًا على الاعتراف بالأمر بصورة عامة؛ أنك تجد نفسك أحيانًا تتحدث أو تتصرف بناءً على أهدافك الشخصية ونواياك، وأن هناك مستوى من الخداع، أو الغش، أو الكذب، أو المكر في الأمور التي تفعلها أو تقولها. ولكن بعد ذلك، عندما يحدث شيء ما وتُجبر على تشريح نفسك، وكشف كيفية سير الأمور من البداية إلى النهاية، وشرح أي الكلمات التي تحدثت عنها كانت خادعة، وما كانت النية وراءها، وفيما كنتَ تفكر، وما إذا كنتَ خبيثًا أو شريرًا أم لا، فأنت لا تريد الخوض في الخصائص المحدَّدة أو تقديم تفاصيل. بل إن أن بعض الناس قد يتسترون على الأشياء قائلين: "هكذا تسير الأمور. أنا مجرد شخص مخادع، وماكر، وغير جدير بالثقة تمامًا". هذا يدل على عدم قدرته على مواجهة جوهره الفاسد على نحو صحيح، أو على مدى خداعه ومكره. هؤلاء الناس دائمًا ما يكونون في وضع وحالة من المراوغة. إنهم دائمًا ما يتسامحون ويتكيفون مع أنفسهم، ويكونون غير قادرين على المعاناة أو دفع الثمن لممارسة الحق بأن يكونوا أناسًا صادقين. لقد ظل كثير من الناس يعظون بالكلمات والتعاليم طيلة سنوات، ويقولون دائمًا: "أنا مخادع وماكر للغاية، غالبًا ما يكون هناك خداع في أفعالي، كما أنني لا أعامل الناس بصدق على الإطلاق". لكن بعد الصياح بهذا الكلام طيلة سنوات كثيرة، يظلون مخادعين كما كانوا من قبل، لأن المرء لا يسمع منهم أبدًا تشريحًا حقيقيًا أو ندمًا عندما يكشفون عن هذه الحالة المخادعة. إنهم لا يكشفون أنفسهم أبدًا للآخرين أو يعتذرون بعد الكذب أو خداع الناس، فضلًا عن أن يعقدوا شركة عن شهادتهم الاختبارية حول تشريح الذات ومعرفة الذات في الاجتماعات. كما أنهم لا يقولون كيف توصلوا إلى معرفة أنفسهم أو كيف تابوا فيما يتعلق بمثل هذه الأمور. إنهم لا يفعلون أيًا من هذه الأشياء، وهو ما يثبت أنهم لا يعرِفون أنفسهم ولم يتوبوا حقًا. عندما يقولون إنهم مخادعون ويريدون أن يكونوا أشخاصًا صادقين، فإنهم ببساطة يرددون الشعارات ويعظون بالتعاليم، ولا شيء أكثر من ذلك. ربما كانوا يفعلون هذه الأشياء لأنهم يحاولون السباحة مع التيار واتباع القطيع. أو ربما كانت بيئة الحياة الكنسيَّة تجبرهم على الممارسات الشكلية بلا اهتمام حقيقي ووضع الأقنعة. وفي كلتا الحالتين، فإن مثل هؤلاء ممن يهتفون بالشعارات ويعظون بالتعاليم لن يتوبوا حقًّا أبدًا، ولن يتمكنوا بكل تأكيد من نيل خلاص الله.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء صادقًا
لكي تمارسَ الصدق، لا بدَّ أن يكون لديك مسار وهدف. أولًا، عليك أن تحل مشكلة التفوُّه بالأكاذيب. عليك أن تعرف الحقيقة الكامنة وراء تفوُّهك بهذه الأكاذيب. عليك أيضًا أن تشرِّح لتعرف المقاصد والدوافع التي تقودك إلى قول هذه الأكاذيب، ولماذا تتحكم بك مثل هذه المقاصد، وما هو جوهرها. عندما توضح كل هذه القضايا، فإنك تفهم تمامًا مشكلة الكذب، وعندما يصيبك شيء ما، ستكون لديك مبادئ الممارسة. إذا واصلت هذه الممارسة والاختبار، فسترى بالتأكيد النتائج. يومًا ما ستقول: "من السهل أن أكون صادقًا. من المتعب للغاية أن أكون مخادعًا! لا أريد أن أكون شخصًا مخادعًا بعد الآن، أضطر دائمًا إلى التفكير في الأكاذيب التي يجب أن أقولها وكيفية التستر على أكاذيبي. هذا كأن تكون شخصًا مصابًا بمرض عقلي، وتتحدث بتناقضات؛ شخص لا يستحق أن يُطلق عليه "إنسان"! هذا النوع من الحياة متعب للغاية، ولا أريد أن أعيش هكذا بعد الآن!" في هذا الوقت، سيكون لديك رجاء في أن تكون صادقًا حقًّا، وسيُثبت ذلك أنك قد بدأت في إحراز تقدم نحو أن تكون شخصًا صادقًا. هذا تقدُّم لافت. بالطبع، قد يكون هناك بعض منكم، عندما يبدأ في الممارسة، سيشعر بالخزي بعد التحدث بكلمات صادقة وبعد الكشف نفسه. سيحمر وجهك، وسوف تشعر بالخجل، وسوف تخشى ضحك الآخرين. ماذا يجب أن تفعل إذاً؟ لا يزال عليك أن تصلي لله وأن تطلب منه أن يمنحك القوة. تقول: "يا الله، أريد أن أكون شخصًا صادقًا، لكني أخشى أن يضحك الناس مني عندما أقول الحق. أطلب منك أن تخلِّصني من عبودية شخصيتي الشيطانية؛ اجعلني أعيش وفقًا لكلامك، واجعلني أتحرر واجعل قيدي ينفك". عندما تصلي هكذا، سيمتلئ قلبك بمزيد من التألق دائمًا، وستقول لنفسك: "من الجيد أن أمارس هذا. اليوم، لقد مارستُ الحق. وقد صرتُ أخيرًا شخصًا صادقًا لمرة". بينما تصلي هكذا، سوف ينيرك الله؟ إنه سيعمل في قلبك، وسوف يؤثر فيك، ويسمح لك أن تقدِّر كيفية الشعور بكونك إنسانًا صادقًا. هذه هي الكيفية التي ينبغي بها ممارسة الصدق. في البداية لا يكون لديك مسار، ولكنك ستجد مسارًا من خلال طلب الحق. عندما يبدأ الناس السعي وراء الصدق، لا يكون لديهم بالضرورة إيمان. ينطوي الافتقار إلى مسار على صعوبة أمام الناس، ولكنهم بمجرد أن يفهموا الحقيقة ويكون لديهم طريق للممارسة، تجد قلوبهم المتعة فيها؛ فإذا استطاعوا ممارسة الصدق والتصرف وفقًا للمبادئ، تنعم قلوبهم بالارتياح، ويربحون الحرية والعتق.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء صادقًا
تغطي ممارسة الصدق جوانب عديدة. وهذا يعني أن معيار الصدق لا يتحقق فقط من خلال جانب واحد؛ فينبغي أن تكون بالمستوى المطلوب في كثير من النواحي قبل أن تكون صادقًا. يعتقد بعض الناس دائمًا أنهم بحاجة فقط إلى عدم الكذب ليكونوا صادقين. هل هذا الرأي صحيح؟ هل الصدق يتضمن عدم الكذب فقط؟ لا، فهو يرتبط أيضًا بعدة جوانب أخرى. أولًا، بصرف النظر عما تواجهه، سواء كان ذلك شيئًا رأيته بعينيك أو أخبرك به شخص آخر، وسواء كان ذلك هو التفاعل مع الناس أو حل مشكلة، وسواء كان ذلك هو الواجب الذي ينبغي أن تؤديه أو شيئًا ائتمنك الله عليه، فينبغي أن تتعامل معه دائمًا بقلب صادق. كيف يجب أن يمارس المرء التعامل مع الأمور بقلب صادق؟ قُل ما تعتقده وتحدث بصدق؛ لا تتكلم كلامًا فارغًا أو متفاخرًا أو كلامًا معسولًا، ولا تقل كلام تملق كاذب أو كلام رياء، بل تحدث بالكلام الذي في قلبك. هذا هو معنى أن يكون الشخص صادقًا. فالتعبير عن الأفكار والآراء الحقيقية الموجودة في قلبك هو ما يُفترض أن يفعله الصادقون. إذا لم تقل قط ما تعتقده، وكان الكلام يتفاقم في قلبك، وكان ما تقوله دائمًا يتعارض مع ما تعتقده، فهذا ليس ما يفعله الشخص الصادق. مثال ذلك، لنفترض أنك لا تؤدي واجبك جيدًا، وعندما يسأل الناس عما يحدث، تقول: "أريد أن أؤدي واجبي جيدًا، ولكنني لم أفعل ذلك لأسباب مختلفة"، في الواقع، أنت تعلم في قلبك أنك لم تكن مجتهدًا ولكنك لا تقول الحق؛ بل عوضًا عن ذلك تجد جميع أنواع الأسباب والمبررات والأعذار للتستر على الحقائق وتجنب المسؤولية. هل هذا هو ما يفعله الشخص الصادق؟ (لا). أنت تخدع الناس وتتخبط بقول هذه الأشياء. لكن جوهر ما بداخلك؛ أي جوهر النيات الكامنة بداخلك، هو شخصية فاسدة. إذا لم تتمكن من إخراج الأشياء والنيات التي داخلك إلى العلن وتشريحها، فلا يمكن تنقيتها – وهذا ليس بالأمر اليسير! ينبغي أن تتكلم بصدق: "لقد كنت أماطل نوعًا ما في أداء واجبي. كنت لامباليًا وغافلًا. عندما يكون مزاجي جيدًا، يمكنني بذل جهدي. وعندما يكون مزاجي سيئًا، أتراخى ولا أرغب في بذل الجهد، بل أشتهي راحة الجسد. ولذلك، فإن محاولاتي لأداء واجبي غير فعالة. تغير الوضع في الأيام القليلة الماضية، وأحاول بذل كل طاقتي وتحسين كفاءتي وأداء واجبي جيدًا". هذا كلام من القلب. أمّا الطريقة الأخرى للتكلم فلم تكن من القلب. فنظرًا لأنك تخشى أن يتم تهذيبك ويكتشف الناس مشكلاتك ويحاسبوك، فإنك وجدت جميع أنواع الأسباب والمبررات والأعذار للتستر على الحقائق، ودفع الآخرين أولًا إلى التوقف عن الحديث عن الموقف، ثم نقل المسؤولية لتتجنب تهذيبك. هذا هو مصدر أكاذيبك. بصرف النظر عن مقدار كلام الكذابين، فإن بعض ما يقولونه حقيقي وواقعي بالتأكيد. لكن بعض الأشياء الرئيسية التي يقولونها سوف تحتوي على القليل من الزيف والقليل من دوافعهم. ولذلك، من المهم جدًّا التمييز والتفريق بين ما هو صحيح وما هو خطأ. لكن هذا ليس بالأمر السهل. سوف يكون بعض ما يقولونه ذميمًا ومنمقًا، بينما يتوافق بعض ما يقولونه مع الحقائق، ويتعارض البعض الآخر مع الحقائق؛ ومع مثل هذا التخبط بين الحقيقة والخيال، يصعب التمييز بين الصواب والخطأ. هذا هو أكثر أنواع الأشخاص خداعًا، والأصعب في تحديده. إذا لم يتمكن من قبول الحق أو ممارسة الصدق، فسوف يتم استبعاده بالتأكيد. ما المسار الذي يجب أن يختاره الناس إذًا؟ وما هو طريق ممارسة الصدق؟ يجب أن تتعلم قول الحق وأن تتمكن من المشاركة بصراحة حول حالاتك ومشكلاتك الحقيقية. هذه هي الطريقة التي يمارس بها الصادقون، ومثل هذه الممارسة صحيحة. إن الأشخاص الذين يمتلكون الضمير والعقل جميعهم على استعداد للجهاد ليكونوا صادقين. وحدهم الأناس الصادقون يَشعرون بالفَرح والراحة حقًّا، وفقط من خلال ممارسة الحق لتحقيق الخضوع لله يمكن للمرء أن يتمتع بالسعادة الحقيقية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق
عندما تتفاعل مع الآخرين، عليك أولًا أنْ تجعلهم يُدركون قلبك الحقيقي وإخلاصك. إذا كانت كلمات شخص ما، أثناء التحدث والعمل معًا والتواصل مع الآخرين، لا مبالية وطنانة ومجامِلة ومتملقة وغير مسؤولة وخيالية، أو إذا كان ببساطة يتحدَّث لطلب خدمة الآخر، فإن كلماته تفتقر إلى أي مصداقية، ولا يكون مُخلِصًا بأدنى قدْرٍ. هذا هو أسلوبهم في التفاعل مع الآخرين، بغض النظر عمن يكون هؤلاء الآخرون. مثل هذا الشخص ليس لديه قلب صادق. هذا ليس شخصًا صادقًا. لنفترض أنَّ شخصًا ما في حالة سلبيَّة، ويقول لك بإخلاص: "أخبرني لماذا، بالضبط، أنا سلبي للغاية. أنا فقط غير قادر على فَهم الأمر!" ولنفترض أنك، في الواقع، تفهم مشكلته في قلبك لكنك لا تخبره، وتقول عوضًا عن ذلك: "لا شيء. أنت لست سلبيًا؛ يحدث هذا لي أيضًا". تُعد هذه الكلمات عزاءًا كبيرًا لذلك الشخص، لكن موقفك ليس صادقًا. أنت لا مبال معه؛ ولكي تُشعره براحة وعزاء أكبر، امتنعتَ عن التحدُّث معه بصراحة. أنت لا تساعده جديًّا ولا تطرح مشكلته بوضوح، حتى يتمكن من التخلص من سلبيته. أنت لم تفعل ما يتعين على الشخص الصادق عمله. من أجل محاولة مواساته والتأكد من عدم وجود قطيعة أو صراع بينكما، كنت لا مباليًا معه؛ وهذه ليست حالة أنْ تكون شخصًا صادقًا. لذا، ما الذي عليك فعله عند مواجهة هذا النوع من المواقف لكي تكون شخصًا صادقًا؟ عليك أنْ تخبره بما رأيته وحددته: "سأخبرك بما رأيتُه واختبرته، وعليك أنْ تقرِّر ما إذا كان ما أقوله صحيحًا أم خطأ. إذا كان خطأ فليس عليك قبوله، وإذا كان صحيحًا، فأتمنى أنْ تقبَله. إذا قلتُ شيئًا يَصعُب عليك سماعه ويؤذيك، فأرجو أن تقبله من الله. إنَّ قصدي وغرضي هو مساعدتك. إني أرى المشكلة بوضوح: أنت تشعر بالسلبية لأنك تشعر أنك قد تعرضتَ للإهانة، ولا أحد يُرضي غرورك، وتظن أن الجميع يزدرونك، وأنك تتعرض للهجوم، وأنك لم تتعرض لهذا القدر من الظلم من قبل، ولا يمكنك قبول ذلك. ما رأيك؟ هل هذا ما يحدث بالفعل؟" وعند سماعه هذا يَشعر أن هذا هو الحال بالفعل. هذا هو ما في قلبك بالفعل، ولكن إذا لم تكن شخصًا صادقًا، فلن تقوله، بل ستقول: "غالبًا ما أكون سلبيًّا أنا أيضًا"، وعندما يسمع الشخص الآخر أنْ الجميع يصيرون سلبيين، يظن أنه من الطبيعي أنْ يكون سلبيًّا، وفي النهاية، لا يتخلى عن سلبيته. إذا كنتَ شخصًا صادقًا وساعدته بموقف صادق وقلب صادق، فيمكنك مساعدته على فهم الحق والتخلي عن سلبيته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق
أن تكون شخصًا أمينًا هو مطلب الله من الإنسان. إنه حق يجب على الإنسان ممارسته. فما هي إذًا المبادئ التي يجب أن يلتزم بها الإنسان في تعاملاته مع الله؟ كن صادقًا: هذا هو المبدأ الذي يجب اتباعه عند التعامل مع الله. لا تنخرط في ممارسة غير المؤمنين المتمثلة في التزلف أو التملُّق؛ حيث إن الله ليس بحاجة إلى تزلف الإنسان وتملقه. يكفي أن تكون صادقًا. وماذا يعني الصدق؟ كيف ينبغي تطبيق هذا؟ (ببساطة الانفتاح على الله، دون التظاهر أو إخفاء أي شيء أو إخفاء أي أسرار، والتفاعل مع الله بقلب صادق، والصراحة دون أي مقاصد سيئة أو تلاعب). هذا صحيح. لكي تكون صادقًا، ينبغي لك أولًا تنحية رغباتك الشخصية جانبًا. عوضًا عن التركيز على كيفية معاملة الله لك، ينبغي عليك تعرية نفسك أمام الله وقول ما في قلبك. لا تفكِّر في عواقب كلماتك أو تولها اعتبارًا. قل كل ما تفكِّر فيه، ونحِّ دوافعك جانبًا، ولا تقل أشياء لمجرد تحقيق هدف ما. لديك الكثير من المقاصد الشخصية والأشياء الملوّثة، فإنك دائمًا تدرس جيدًا الطريقة التي تتحدث بها، آخذًا في اعتبارك: "يجب أن أتحدث عن هذا، وليس ذاك، يجب أن أكون حذرًا بشأن ما أقوله. سأصيغه بطريقة تفيدني، وتغطي عيوبي، وسأترك عني انطباعًا جيدًا لدى الإله". ألست بذلك تضمر الدوافع؟ قبل أن تفتح فمك، فإن عقلك مملوء بالأفكار الملتوية، فأنت تعدِّل ما تريد أن تقوله عدة مرات، بحيث عندما تخرج الكلمات من فمك لا تعود نقية جدًّا، ولا تعود حقيقية إطلاقًا، وتحتوي على دوافعك ومكائد الشيطان. ليس هذا المقصود بأن تكون صادقًا؛ فهذا إضمار لدوافع شريرة ونيات سيئة. بالإضافة إلى ذلك، عندما تتحدث، فإنك دائمًا ما تأخذ إشاراتك من تعبيرات وجه الأشخاص ونظرات أعينهم: فإن كان لديهم تعبير إيجابي على وجوههم، فإنك تواصل الحديث، وإنْ لم يكن الأمر كذلك، تصمت ولا تقول شيئًا. إن كانت النظرة التي في أعينهم سيئة، وبدا الأمر كما لو أنهم لا يحبون ما يسمعونه، فإنك تفكر في الأمر مرة أخرى وتقول لنفسك: "حسنًا، سأقول شيئًا يثير اهتمامك، ويجعلك سعيدًا، ويعجبك، ويجعلك تتعاطف معي". أهذا صدق؟ كلا. بعض الأشخاص لا يُبلغون عن ذلك عندما يرون شخصًا يفعل الشر ويُسبب إزعاجًا في الكنيسة. يعتقدون: "لو كنتُ أول من يبلغ عن هذا، لأسأت إلى ذلك الشخص، ولو كنتُ مخطئًا، لاستوجب الأمر تهذيبي. سوف أنتظر حتى يُبلغ الآخرون، وسأنضم إليهم. حتى لو كنا مخطئين، فالأمر ليس بالجلل – ففي نهاية المطاف، لا يُمكن إدانة حشد من الناس. كما يقول المثل: "الطائر الذي يبرز عنقه هو الذي يُطلق عليه الرصاص". لن أكون ذلك الطائر؛ من الحماقة أن تصر على إبراز عنقك". هل هذا صادق؟ بالتأكيد ليس كذلك. مثل هذا الشخص ماكر حقًا؛ فإذا أصبح قائد كنيسة، أو مشرفًا، ألا يُلحِق خسارة بعمل الكنيسة؟ بالتأكيد سيفعل. لا يجب استخدام مثل هذا الشخص على الإطلاق. هل يمكنكم تمييز هذا النوع من الأشخاص؟ لنفترض على سبيل المثال، أن ثمة قائد قام ببعض الأمور السيئة وأزعج عمل الكنيسة، ولكن لا أحد يفهم ما يحدث فعليًا مع هذا الشخص، ولا يعرف الأعلى ما هو عليه – أنت فقط تعرف ما يحدث بالفعل معه. هل ستنقل المسألة بأمانة إلى الأعلى في مثل هذه الظروف؟ هذه المسألة هي أكثر ما يستعلن الإنسان. إذا أخفيت الأمر ولم تقل شيئًا لأحد، ولا حتى لله، منتظرًا إلى أن يأتي اليوم الذي يكون فيه هذا القائد قد ارتكب الكثير من الشر لدرجة إفساد عمل الكنيسة، ويكون الجميع قد كشفوه بالفعل وتعاملوا معه، لتقف وتقول: "لقد كنت أعلم طوال الوقت أنه ليس شخصًا صالحًا. كل ما في الأمر أن بعض الناس ظنوا أنه كان كذلك؛ ولو كنت قد قلت أي شيء لما صدقني أحد. لذلك، لم أتكلم. الآن بعد أن فعل بعض الأشياء السيئة وأصبح بإمكان الجميع معرفة من هو، يمكنني التحدث عما يحدث معه حقًا"، هل هذا يعتبر صدقًا؟ (كلا). إذا كنت كلما انكشفت مشكلات شخص ما، أو تم الإبلاغ عن مشكلة ما، وتتبعت القطيع وكنت آخر من يقف ويكشفه أو يبلغ عن المشكلة، فهل أنت صادق؟ لا شيء من هذا صادق. إذا كنت لا تحب شخصًا ما، أو أساء إليك شخص ما، وأنت تعلم أنه ليس شخصًا شريرًا، ولكن لكونك تافهًا، تكرهه، وترغب في الانتقام منه، لجعله أضحوكة، فقد تفكر في طرق، وتتحين الفرص لقول بعض الأشياء السيئة عنه إلى الأعلى. قد تذكر الحقائق فحسب، ولا تدين ذلك الشخص، ولكن عند ذكر تلك الحقائق، تُستعلن نيتك: أنت ترغب في الاستفادة من سلطة الأعلى أو أن يقول الله شيئًا من أجل التعامل معه. أنت تحاول تحقيق هدفك من خلال إبلاغ المشكلات إلى الأعلى. من الواضح أن هذا مشوب بمقاصد شخصية، وهو بالتأكيد ليس صادقًا. إذا كان الشخص شريرًا ويزعج عمل الكنيسة، وأبلغت أنت عنه إلى الأعلى من أجل حماية ذلك العمل، وفوق ذلك، كانت المشكلات التي تبلغ عنها واقعية تمامًا، فهذا يختلف عن التعامل مع الأمور من خلال الفلسفات الشيطانية. الأمر ينبع من الإحساس بالعدالة والمسؤولية، وهو الوفاء بالولاء؛ هكذا يتجلى الصدق.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند العاشر: يحتقرون الحقَّ، وينتهكون المبادئ بشكل صارخ، ويتجاهلون ترتيبات بيت الله (الجزء الثاني)
إذا كان الشخص صريحًا ومستقيمًا، فهو شخص صادق. مثل هؤلاء الأشخاص قد فتحوا قلوبهم وأرواحهم تمامًا لله، وليس لديهم ما يخفونه ولا ما يخافون منه. لقد سلموا قلوبهم لله وأظهروها لله، مما يعني أنهم وهبوا أنفسهم بالكامل له. فهل يمكن أن يظلوا بعيدين عن الله؟ كلا، لا يمكن أن يظلوا كذلك؛ ولهذا من السهل عليهم الخضوع لله. إذا قال الله إنهم مخادعون، فسوف يقرُّون بذلك. إذا قال الله إنهم متعجرفون وأبرار في أعين ذواتهم، فسوف يقرُّون بذلك أيضًا. وهم لا يقِرُّون بهذه الأشياء فحسب ثم يطوون هذه الصفحة، بل هم قادرون على التوبة، والسعي إلى مبادئ الحق، وعلى تصويب هذه الأشياء عند إدراكها. وسرعان ما سيكونون قد قاموا بتقويم العديد من طرقهم الخاطئة؛ وبدرجة أكبر فأكبر، سيقل ما لديهم من خداع وغدر وإهمال ولا مبالاة. كلما طالت مدة عيشهم وفق هذه الطريقة، أصبحوا أكثر صراحة وشرفًا، وزاد اقترابهم من هدف أن يصبحوا أشخاصًا صادقين. ذلك ما يعنيه العيش في النور؛ وهذا المجد كله يعود إلى الله! عندما يعيش الناس في النور، فهذا من عمل الله؛ وليس لهم فيه ما يتفاخرون به. عندما يعيشون في النور، يفهمون جميع الحقائق، ويمتلكون قلوبًا تخاف الله، ويعرفون أن يطلبوا الحق ويمارسوه في كل قضية يواجهونها، ويعيشون بضمير وعقل. صحيحٌ أنه لا يمكن تسميتهم أشخاصًا بارِّين، لكنهم في نظر الله لديهم بعضًا من شبه الإنسان؛ وعلى أقل تقدير، فإنَّ أقوالهم وأفعالهم لا تتحدى الله، ويمكنهم طلب الحق عندما تصيبهم الأشياء، ولديهم قلب خاضع لله. لهذا هم سالمون وآمنون نسبيًا وليس من الممكن أبدًا أن يخونوا الله. وعلى الرغم من أنهم لا يمتلكون فهمًا عميقًا للحق، فهم قادرون على الطاعة والخضوع؛ إذ إنَّ لديهم قلبًا يخاف الله، ويمكنهم الحيدان عن الشر. عندما يُكلَّفون بمهمة أو واجب، فإنهم قادرون على أدائها من قلوبهم وعقولهم كليًا، والقيام بذلك بأفضل ما لديهم. هذا النوع من الأشخاص جدير بالثقة والله يثق بهم؛ مثل هؤلاء الناس يعيشون في النور. فهل أولئك الذين يعيشون في النور قادرون على قبول تمحيص الله؟ أيمكن أن يظلوا يخفون قلوبهم عن الله؟ ألا تزال لديهم أسرار لا يستطيعون إخبار الله بها؟ هل لا تزال في جعبتهم أي حيل مريبة؟ كلا. لقد فتحوا قلوبهم تمامًا لله، ولم يعد ثمة شيء يخفونه أو يحتفظون به بعيدًا في أعماقهم. يمكنهم إخبار الله بأسرارهم بكل صراحة، وعقد شركة معه حول أي شيء، وإعلامه بكل شيء. ما من شيء لن يقولوه لله ولا شيء لن يظهروه له. تصبح حياة الناس سهلة وحرة ومتحررة عندما يتمكنون من بلوغ هذا المستوى من الانفتاح.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
هل يمكنك أن تكون شخصًا صادقًا بقول ذلك فقط؟ (لا؛ عليك أن تتحلى بمظاهر الشخص الصادق). ما مظاهر الشخص الصادق؟ أولًا، ألا تكون لديه أي شكوك في كلمات الله. هذه هي إحدى مظاهر الشخص الصادق. وبخلاف هذا، فإن أهم مظهر هو طلب الحق وممارسته في كل الأمور؛ وهذا هو أهم مظهر. إنك تقول إنك صادق، لكنك دائمًا ما تتجنب التفكير في كلمات الله ولا تفعل إلا ما يحلو لك. هل هذا مظهر من مظاهر الشخص الصادق؟ إنك تقول: "على الرغم من ضعف مستوى قدراتي، لدي قلب مخلص" لكن إذا أُسنِد إليك واجبٌ، فإنك تخشى المعاناة وتحمُّل المسؤولية إذا لم تقم به جيدًا، فتختلق الأعذار لتتهرب من واجبك أو تشير إلى أن يقوم به شخصٌ آخر. هل هذا مظهر من مظاهر الشخص المخلِص؟ من الجلي أنه ليس كذلك. كيف ينبغي إذن أن يتصرف الشخص الصادق؟ ينبغي أن يخضع لترتيبات الله، وأن يكون مخلِصًا للواجب المفترض به أن يؤديه، وأن يسعى إلى إرضاء مقاصد الله. ويتجلى هذا بكثير من الطرق: أن تقبل واجبك بقلب صادق، وألا تفكر في اهتماماتك الجسدية، وألا تكون فاترًا بشأن أداء واجبك، وألا تخطط لمنفعتك الشخصية. هذه هي مظاهر الصدق. وثمة مظهر آخر هو أن تضع كل قلبك وقوتك في أداء واجبك بشكل جيد، وأن تقوم بالأشياء على نحو صحيح، وأن تضع قلبك ومحبتك في واجبك لترضي الله. هذه هي المظاهر التي على الشخص الصادق أن يتحلى بها بينما يؤدي واجبه. إن لم تنفذ ما تعرفه وتفهمه، وإن بذلت من جهدك 50 بالمائة فقط أو 60 بالمائة، فأنت إذن لا تضع كل قلبك وقوتك في أداء واجبك؛ إنما أنت ماكر ومتراخٍ. هل الناس الذين يؤدون واجباتهم بهذا الشكل صادقون؟ بالطبع لا. الله لا يستخدم مثل هؤلاء الناس المراوغين والمخادعين؛ ولهذا يجب إقصاؤهم. الله لا يستخدم إلا الناس الصادقين ليؤدوا واجبات. حتى عاملي الخدمة المخلِصين يجب أن يكونوا صادقين. إن الناس الذين يتسمون على الدوام باللا مبالاة والمكر ويبحثون عن طرق للتراخي، جميعهم مخادعون وشياطين. لا أحد منهم يؤمن بالله حقًا، وسيُقصَوْن جميعًا. يفكر بعض الناس على النحو التالي: "إنَّ كون المرء شخص صادق يقتصر على قول الحق وعدم الكذب. من السهل حقًا أن تكون شخصًا صادقًا". ما رأيكم في هذا الشعور؟ هل كون المرء شخص صادق أمرٌ محدود النطاق إلى هذه الدرجة؟ بالطبع لا. عليك أن تكشف قلبك وتعطيه لله؛ هذا هو الموقف الذي يجب أن يتحلى به الشخص الصادق. وهذا هو السبب في أن القلب الصادق ثمينٌ جدًا. علامَ يدل ذلك؟ أن القلب الصادق يمكنه أن يتحكم في سلوكك ويغير حالتك؛ ويمكنه أن يقودك إلى اتخاذ الاختيارات الصحيحة، والخضوع لله وربح استحسانه. إن مثل هذا القلب ثمينٌ حقًا. إن كان لديك قلب صادق مثل هذا، فتلك هي الحالة التي ينبغي أن تعيش فيها، وتلك هي الطريقة التي ينبغي أن تتصرف بها، وتلك هي الطريقة التي ينبغي أن تعطي بها من نفسك.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
يجب أن تكون شخصًا صادقًا، ويجب أن يكون لديك حس بالمسؤولية عندما تواجه المشكلات، ويجب أن تجرب كل الوسائل الممكنة وتطلب الحق لعلاجها. يجب ألا تكون ماكرًا على الإطلاق. إذا كنت لا تشغل نفسك إلا بالتنصل من المسؤولية عند ظهور المشكلات وتبرئة نفسك منها، فستدان على هذا السلوك حتى بين غير المؤمنين، فضلًا عن بيت الله! من المؤكد أن هذا السلوك مدان وملعون من الله، وهو ممقوت ومرفوض من شعب الله المختار. يحب الله الصادقين، ويمقت المخادعين والمراوغين. إذا كنت شخصًا ماكرًا وتتصرف بطريقة مراوغة، ألن يمقتك الله؟ هل سيتركك بيت الله وشأنك؟ عاجلاً أم آجلاً، ستحاسب. الله يحب الصادقين ولا يحب الماكرين. ينبغي للجميع أن يفهموا هذا بوضوح، وأن يتوقفوا عن كونهم مشوشين ويتوقفوا عن فعل الأمور الحمقاء. الجهل المؤقت يمكن الصفح عنه، ولكن إذا كان الشخص لا يقبل الحق على الإطلاق، فهو عنيد للغاية. يستطيع الصادقون تحمُّل المسؤولية؛ فهم لا يضعون مكاسبهم وخسائرهم نُصب أعينهم، بل يحافظون على عمل بيت الله ومصالحه فحسب. لديهم قلوب طيبة وصادقة وكأنها وعاء من الماء الصافي، حيث يمكن للمرء أن يرى قاعه في لمحة. توجد أيضًا شفافية في أفعالهم. أما الشخص المخادع فيتصرف دائمًا بطريقة مراوغة، وينخرط دائمًا في التظاهر، ويستر الأشياء ويخفيها، ويحجب نفسه جيدًا كيلا يتمكن أحد من رؤيته على حقيقته. لا أحد يستطيع أن ينفذ إلى حقيقة هذا النوع من الأشخاص. لا يستطيع الناس أن يتبينوا أفكارك الداخلية، لكن الله يستطيع أن يمحّص الأشياء الموجودة في أعمق أعماق قلبك. عندما يرى الله أنك لست شخصًا صادقًا، وأنك شيء مراوغ، وأنك لا تقبل الحق أبدًا، ودائمًا ما تنخرط ضده في الغش، ولا تسلم قلبك له أبدًا، فإنه لا يحبك، وهو يمقتك وينبذك. أي نوع من الناس هم أولئك الذين يزدهرون بين غير المؤمنين، وأولئك الذين يتمتعون بالطلاقة وسرعة البديهة؟ هل هذا واضح لكم؟ ما هو جوهرهم؟ يمكن القول إنهم جميعًا لا يمكن سبر غورهم، وهم جميعًا مخادعون وماكرون للغاية، إنهم أبالسة وشياطين حقيقيون. فهل من الممكن أن يخلص الله أناسًا مثل هؤلاء؟ ما من شيء يمقته الله أكثر من الأبالسة – الناس المخادعين والماكرين – وهو بالتأكيد لن يخلص مثل هؤلاء الناس. يجب عليكم ألا تكونوا من هذا النوع من الأشخاص على الإطلاق. أولئك الذين يراقبون ما حولهم دائمًا ويكونون منتبهين عندما يتكلمون، والذين هم لبقون ومتملقون ويلعبون دورًا يناسب الموقف عندما يتعاملون مع الأمور؛ أقول لكم، إن الله يمقت مثل هؤلاء الناس أشد المقت، وأناس مثل هؤلاء ميؤوس من خلاصهم. فيما يتعلق بجميع أولئك الذين ينتمون إلى فئة الناس المخادعين والماكرين، مهما بدت كلماتهم لطيفة، فهي كلها كلام شيطاني خادع. كلما بدت كلماتهم ألطف، كان هؤلاء الناس أبالسة وشياطين بدرجة أكبر. هؤلاء بالضبط هم نوع الناس الذين يمقتهم الله أشد المقت. هذا صحيح تمامًا. فما رأيكم: هل يمكن للناس المخادعين، والناس الذين يكذبون كثيرًا، والذين يتسمون بطلاقة اللسان أن ينالوا عمل الروح القدس؟ وهل يمكنهم نيل استنارة الروح القدس وإضاءته؟ بالطبع لا. ما موقف الله من المخادعين والماكرين؟ إنه يزدريهم وينحيهم جانبًا ولا يلتفت إليهم، ويعتبرهم من نفس فئة الحيوانات. في نظر الله، هؤلاء الناس لهم هيئة البشر فحسب، وفي الجوهر، هم أبالسة وشياطين، إنهم جثث تسير على أقدامها، ولن يخلِّصهم الله مطلقًا.
– الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين. مسؤوليات القادة والعاملين (8)
عندما يؤدي الناس واجبهم أو أي عمل أمام الله، فإن قلوبهم يجب أن تكون نقية: يجب أن تكون مثل وعاء من الماء العذب؛ صافيًا تمامًا من دون شوائب. فأي نوع من المواقف هو الصحيح؟ مهما يكن ما تفعله، فإنك تستطيع أن تعقد مع الآخرين شركة بأي شيء في قلبك أو أي أفكار لديك. إذا قال لك شخص ما إن طريقتك في القيام بالأشياء لن تنجح واقترح فكرة أخرى، وشعرت أنت أنها فكرة جيدة جدًا، فعليك أن تتخلى عن طريقتك وتقوم بالأشياء وفقًا لما يراهم. ومن خلال فعل ذلك، سيرى الجميع أن بإمكانك قبول اقتراحات الآخرين واختيار المسار الصحيح والتصرف وفقًا للمبادئ بشفافية ووضوح. ما من ظلمة في قلبك وأنت تتصرف بصدق وتتكلم بصدق، مستندًا إلى نزعة الأمانة. تسمي الأشياء بأسمائها. لو أنَّ أمرًا قد كان، فهو كذلك، وإن لم يكن، فهو لم يكن. لا خدع، ولا أسرار، بل شخص شفاف للغاية. أليس هذا نوعًا من النزعة؟ تلك نزعة تجاه الناس والأحداث والأشياء، وهي ممثلة لشخصية ذلك الشخص. على الجانب الآخر، ربما لا ينفتح شخصٌ ما ولا يبوح بما يفكر فيه للآخرين، وفي كل ما يقوم به، لا يتشاور مع الآخرين مطلقًا، وبدلاً من ذلك يبقي قلبه منغلقًا عن الآخرين، وفيما يبدو متحفظًا دائمًا مع الآخرين ومعارضًا لهم في كل موقف. فيخفون أنفسهم بقدر المستطاع. أليس هذا بشخصٍ مخادع؟ فإذا كان لديه – على سبيل المثال – فكرة يراها ألمعية، وفكر في نفسه: "سوف أحتفظ بها لنفسي الآن؛ فربما لو شاركتها الآخرين، لاستخدمتموها وسرقتم الأضواء مني؛ وهذا غير مقبول تمامًا". أو إذا كان ثمة ما لا يفهمه فهمًا تامًا، فإنه يفكر في نفسه: "لن أتكلم صراحة الآن. إذا تكلمتُ، ثم قال شخص آخر أمرًا أفضل. ألن أبدوا كأحمق؟ الجميع سوف يراني على حقيقتي، ويرى ضعفي في هذا. ينبغي لي ألا أنبس ببنت شفة". لذلك، وبغض النظر عن الاعتبارات، وبغض النظر عن الدافع الأصلي، فإنهم يتخوفون من أن يراهم الجميع على حقيقتهم، ويتعاملون دائمًا مع واجبهم ومع الناس والأشياء والأحداث بهذا النوع من المنظور والنزعة. ما نوع هذه الشخصية تلك؟ إنها شخصية ملتوية ومخادعة وشريرة. يبدون ظاهريًا أنهم قد قالوا للآخرين كل ما يعتقدون أنه بوسعهم قوله، لكنهم في الباطن يحتفظون ببعض الأمور. ما الذي يحتفظون به؟ إنهم لا يفصحون عن أمور تمس مكانتهم ومصالحهم؛ هم يعتقدون أنَّ هذه الأشياء من الخصوصيات ولا يتحدثون بها أبدًا لأحد، ولا حتى لوالديهم. إنهم لا يفصحون عن هذه الأمور مطلقًا. هذه مشكلة! هل تعتقد أنك إذا لم تقل هذه الأشياء فإن الله لن يعلم بها؟ يقول الناس إن الله يعلم، لكن هل يمكنهم أن يكونوا في قلوبهم متيقنين من أن الله يعلم؟ لا يدرك الناس أبدًا أن "الله يعلم كل شيء؛ أنَّ ما أفكر به في قلبي حتى لو لم أبح به، يمحّصه الله في السر، فالله أعلم بالتأكيد. لا أستطيع أن أخفي أي شيء عن الله، لذلك يجب أن أعلنه وأعقد الشركة بانفتاح مع إخوتي وأخواتي. سواء كانت أفكاري وخواطري طيبة أو شريرة، فيجب أن أتحدث عنها بصدق. يجب ألا أكون ملتويًا أو مخادعًا أو أنانيًا أو حقيرًا؛ بل يجب أن أكون شخصًا صادقًا". إذا استطاع الناس أن يفكروا بهذه الطريقة، فهذه هي النزعة الصحيحة. فعوضًا عن البحث عن الحق، معظم الناس لديهم أجنداتهم السخيفة الخاصة. إن مصالحهم الشخصية ووجاهتهم ومكانتهم ومنزلتهم التي يحتلونها في أذهان الآخرين لها أهمية كبيرة بالنسبة لهم. هذه هي الأشياء الوحيدة التي يعتزون بها. إنهم يتمسكون بهذه الأشياء بقبضة من حديد ويعتبرون أنها هي حياتهم. أما كيف ينظر الله إليهم أو يعاملهم فهو أمر ثانوي الأهمية؛ يتجاهلون ذلك في الوقت الحالي، ولا يفكرون في الوقت الحالي سوى فيما إذا كانوا زعماء المجموعة، وما إذا كان الآخرون يحترمونهم، وما إذا كانت كلماتهم لها وزنًا. إن شاغلهم الأول هو احتلال ذلك المنصب. عندما يكونون في مجموعة، يبحث جميع الناس تقريبًا عن هذا النوع من المكانة، وهذا النوع من الفرص. عندما يكونون موهوبين جدًا فمن الطبيعي أن يرغبوا في احتلال موقع السلطة، وإذا كانت قدراتهم متوسطة فسيظلون يرغبون في احتلال مكانة أعلى في المجموعة، وإذا كانوا يشغلون مكانة منخفضة في المجموعة لأنهم من ذوي مستوى القدرات والمهارات المتوسط، فإنهم أيضًا سيرغبون في أن ينظر إليهم الآخرون باحترام، لن يرغبوا في أن ينظر إليهم الآخرون بازدراء. إن وجاهة هؤلاء الأشخاص وكرامتهم هما الخط الفاصل؛ فهم يتعين عليهم التمسك بهذه الأشياء. ربما هم لا يمتلكون أي نزاهة، ولا يتمتعون باستحسان الله أو قبوله، لكنهم لا يقبلون مطلقًا أن يفقدوا الاحترام أو المكانة أو التقدير الذي سعوا جاهدين إلى الحصول عليه من بين الآخرين؛ وهذه شخصية الشيطان. ولكن الناس لا يدركون هذا الأمر، ويعتقدون أنهم لا بد أن يتمسكوا بهذه الفضلة من الوجاهة حتى النهاية. هم لا يدركون أنهم لن يصبحوا أشخاصًا حقيقيين إلا بعد التخلي عن هذه الأشياء الزائفة والسطحية ووضعها جانبًا بكل معنى الكلمة. إذا كان الإنسان يحرس هذه الأشياء التي يجب التخلص منها وكأنها حياته، فإن حياته قد ضاعت. إنهم لا يعرفون ما هو على المحك. وهكذا، عندما يتصرفون، فإنهم دائمًا ما يُخفون شيئًا ما، ويحاولون دائمًا حماية كرامتهم ومكانتهم، ويضعونها أولاً، ويتحدثون فقط من أجل غاياتهم الخاصة، ودفاعهم الزائف. كل ما يفعلونه هو لأنفسهم. يندفعون نحو أي شيء يلمع، ويُعلمون الجميع أنهم جزء منه. لم يكن للأمر أي علاقة بهم في الواقع، لكنهم لا يريدون أبدًا أن يُتركوا في الخلفية، فهم دائمًا خائفون من أن يحتقرهم الآخرون، ويخشون دائمًا من قول الآخرين بأنهم لا شيء، وأنهم غير قادرين على أي شيء، وأنهم لا يتمتعون بأي مهارات. أليس هذا كله موجهًا بشخصياتهم الشيطانية؟ عندما تكون قادرًا على التخلي عن أشياء مثل الوجاهة والمكانة، ستكون أكثر استرخاءً وحرية؛ وستكون قد وضعت قدمك على طريق الصدق. لكن بالنسبة إلى كثيرين، هذا أمر لا يسهل تحقيقه. عندما تظهر الكاميرا، على سبيل المثال، يتدافع الناس نحو المقدمة؛ ويحبون أن تظهر وجوههم أمام الكاميرا، وكلما زادت التغطية كان أفضل؛ إنهم يخشون عدم الحصول على تغطية كافية، وهم مستعدون لدفع أي ثمن مقابل فرصة الحصول عليها. ألا توجّه شخصياتهم الشيطانية كل هذا؟ (نعم). هذه هي شخصياتهم الشيطانية. إذن تحصل على تغطية، وماذا بعد؟ يبجِّلك الناس كثيرًا، وإن يكن؟ يعبدونك، وإن يكن؟ هل يثبت أي من هذا أنك تملك واقع الحق؟ لا شيء من هذا له أي قيمة. عندما يمكنك التغلب على هذه الأشياء – عندما تصبح غير مبالٍ بها، ولا تعد تشعر بأهميتها، عندما لا تعود الوجاهة والغرور والمكانة وإعجاب الآخرين بك تتحكم في أفكارك وسلوكك، ولا حتى تتحكم في كيفية أدائك لواجبك، عندئذٍ سيصبح أداءك لواجبك أكثر فاعلية وأكثر نقاءً من أي وقت مضى.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
إذا كنت شخصًا يحب الحق، وقادرًا على قبول الحق، فلن يكون من الصعب جدًا أن تكون شخصًا صادقًا. ستشعر أن الأمر أسهل بكثير. أولئك الذين لديهم اختبار شخصي يعرفون جيدًا أن أكبر العوائق التي تحول دون أن يكون المرء صادقًا هي مكر الناس، وخداعهم، وخبثهم، ونواياهم الحقيرة. وما دامت هذه الشخصيات الفاسدة موجودة، فسيكون من الصعب للغاية أن تكون شخصًا صادقًا. إنكم جميعًا تتدربون على أن تكونوا أناسًا صادقين، لذا، لديكم بعض الاختبار في هذا الأمر. كيف كانت اختباراتكم؟ (كل يوم أكتب كل الحقارات التي قلتها والأكاذيب التي نطقتُ بها. وبعد ذلك، أفحص نفسي وأُشرحها. لقد وجدت أن ثمة نية من نوع ما وراء معظم هذه الأكاذيب، وأنني نطقتُ بها من أجل الغرور وحفظ ماء الوجه. وعلى الرغم من أنني أدرك أن ما أقوله لا يتوافق مع الحق، فإنني أظل لا أستطيع إلا أن أكذب وأتظاهر). هذا هو الأمر الصعب للغاية حيال كونك شخصًا صادقًا. وسواء كنت على دراية بذلك أم لا فهذا ليس مهمًا؛ الشيء الأساسي هو أنك تستمر في الكذب بعناد، وأنت تعرف أن ما تفعله خاطئ، من أجل تحقيق أهدافك، والحفاظ على صورتك وماء وجهك، وأي ادعاء بالجهل هو كذب. إن أساس كونك شخصًا صادقًا هو أن تعالج دوافعك، ونواياك، وشخصياتك الفاسدة. هذا هو السبيل الوحيد لحل مشكلة التحدث بالأكاذيب من أساسها. تحقيق الأهداف الشخصية للمرء، أي المنافع الشخصية، أو استغلال موقف، أو الظهور بصورة جيدة، أو ربح استحسان الآخرين؛ هذه هي نوايا الناس وأهدافهم عندما يكذبون. ويكشف هذا النوع من الكذب عن شخصية فاسدة، وهذا هو التمييز الذي تحتاجه فيما يتعلق بالكذب. فكيف يمكن معالجة هذه الشخصية الفاسدة إذن؟ كل هذا يتوقف على ما إذا كنت تحب الحق أم لا. إذا كنت تستطيع قبول الحق والتحدث دون الدفاع عن نفسك؛ إذا كان بإمكانك التوقف عن التفكير في مصالحك الخاصة، والتفكير عوضًا عن ذلك في عمل الكنيسة، ومقاصد الله، ومصالح شعب الله المختار، فسوف تتوقف عن الكذب. ستكون قادرًا على التحدث بصدق وصراحة. وبدون هذه القامة، لن تكون قادرًا على التحدث بصدق، ما يثبت أن قامتك ناقصة وأنك غير قادر على ممارسة الحق. وهكذا، فإن كونك شخصًا صادقًا يتطلب عملية فهم للحق، وعملية نمو للقامة. عندما ننظر إلى الأمر على هذا النحو، سنجد أنه من المستحيل أن تكون شخصًا صادقًا دون اختبار لفترة من ثمان إلى عشر سنوات. هذا هو الوقت الذي يجب أن يقضيه المرء في عملية النمو في حياته، وفي عملية فهم الحق وربحه. قد يسأل بعض الناس: "هل يمكن أن تكون معالجة مسألة الكذب وكون المرء شخصًا صادقًا بهذه الصعوبة حقًّا؟" يتوقف هذا على من تتحدث عنه. إذا كان شخصًا يحب الحق، فسيكون قادرًا على التوقف عن الكذب عندما يتعلق الأمر بأمور معينة. ولكن إذا كان شخصًا لا يحب الحق، فسيكون التوقف عن الكذب أكثر صعوبة بكثير.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الممارسة الأكثر جوهرية لكون المرء صادقًا
إنَّ طَلَب الله للصدق أمر في غاية الأهمية. ماذا ينبغي لك أنْ تفعل إذا كنت تختبرَ الكثير من الإخفاقات في سياق ممارسة الصدق وتجدها صعبة للغاية؟ هل ينبغي أنْ تصير سلبيًّا وتتراجع إلى الوراء وتنبذ ممارستك للحق؟ هذا أوضَح مؤشر على ما إذا كان الشخص يحب الحقَّ أم لا. بعد ممارسة الصدق لفترة معينة، يفكِّر بعض الأفراد: "أن تكون صادقًا أمر صعب للغاية، لا يمكنني تحمُّل الضرر الذي يُلحِقه بغروري وكبريائي وسمعتي!" ونتيجة لذلك، لا يعودون يرغبون في أنْ يكونوا صادقين. هذا في الواقع هو مكمن التحدي المتمثِّل في أن يكون المرء شخصًا صادقًا، ومعظم الأفراد يجدون أنفسهم عالقين عند هذه المرحلة وغير قادرين على اختباره. ما الذي يتطلبه الأمر إذن لكي يمارس المرء كونه شخصًا صادقًا؟ أي نوع من الأشخاص قادرٌ على ممارسة الحق؟ أولًا وقبل كل شيء، على المرء أنْ يحب الحقَّ. على المرء أنْ يكون شخصًا يحب الحقَّ، وهذا أمر مؤكَّد. يحقق بعض الأشخاص نتائج حقًا بعد سنوات عدة من اختبار ممارسة الصدق. إنهم يقلِّلون تدريجيًّا من أكاذيبهم وخداعهم، ويصيرون بالفعل أناسًا صادقين في الأساس. هل من الممكن أنهم لم يواجهوا صعوبات ولا معاناة على طول الطريق خلال اختبارهم ممارسة الصدق؟ من المؤكد أنهم تحملوا قَدْرًا كبيرًا من المعاناة. إنما بسبب أنهم أحبوا الحق كانوا قادرين على المعاناة من أجل ممارسته، والمثابرة على التحدُّث بصدق والقيام بأشياء عمليَّة، وأن يكونوا أناسًا صادقين، وأن يربحوا أخيرًا بَرَكة الله. لكي يكون المرء شخصًا صادقًا، عليه أنْ يحب الحق وأنْ يمتلك قلبًا خاضعًا لله. هذان العاملان لهما أهمية قصوى. كل الذين يُحبون الحق لهم قلوب مُحِبَّة لله. وأولئك الذين يحبون الله يجدون ممارسة الحق يسيرة على وجه الخصوص، ويمكنهم تحمُّل أي شكل من أشكال المعاناة من أجل إرضاء الله. إذا كان الشخص لديه قلب محب لله، فعندما تقابَل ممارسته للحق بالإذلال أو النكسات والإخفاقات، فسيكون قادرًا على تحمل الإذلال والمعاناة من أجل إرضاء الله، ما دام الله مسرورًا. ولذلك، فهو قادر على تطبيق الحق. إنَّ ممارسة أي جانب من جوانب الحق تأتي بدرجة معيَّنة من الصعوبة بالطبع، وأصعب من ذلك أن يكون المرء شخصًا صادقًا. الصعوبة الكبرى هي العقبة المتمثلة في شخصيات المرء الفاسدة. جميع البشر لديهم شخصيات فاسدة ويعيشون حسب فلسفات شيطانية. خذ على سبيل المثال قول: "يبحث كل إنسان عن مصلحته قائلًا اللهم نفسي". أو قول: "لا يمكن تحقيق إنجازات عظيمة من دون الكذب". هذان مثالان على فلسفة شيطانية وشخصية فاسدة. يلجأ الناس إلى الكذب لإنجاز الأمور، وربح مزايا شخصيَّة، وتحقيق أهدافهم. ليس من اليسير على المرء أن يكون شخصًا صادقًا عندما يمتلك هذا النوع من الشخصية الفاسدة. على المرء أنْ يصلِّي إلى الله ويتكل عليه، ويتأمل في نفسه كثيرًا ويتوصل لمعرفة نفسه، حتى يتمرَّد تدريجيًّا على الجَسَد، ويترك مصالحه الشخصية، ويتخلى عن غروره وكبريائه. إضافة إلى ذلك، على المرء تحمُّل أنواع مختلفة من التشهير والدينونة قبل أنْ يتمكن من أن يصير شخصًا صادقًا يمكنه قول الحق والامتناع عن قول الأكاذيب. خلال الفترة التي يمارس فيها المرء أنْ يكون شخصًا صادقًا، فإن مواجهة الكثير من الإخفاقات واللحظات التي ينكشف فيها فساده أمرٌ لا مفر منه. قد تكون ثمة أوقات لا تتوافق فيها كلمات المرء وأفكاره، أو لحظات من التظاهُر والخداع. ومع ذلك، عليك أنْ تكون قادرًا على التخلي عن كبريائك وغرورك، بصرف النظر عما يحلُّ لك، إذا كنت تريد أنْ تقول الحق وتكون شخصًا صادقًا. عندما لا تفهم شيئًا، قل إنك لا تفهم؛ عندما يكون شيء ما غير واضح لك، فقل ذلك. لا تخشى أنْ يزدريك الآخرون أو يقللوا من قدْرك. من خلال التحدُّث باستمرار من القلب وقول الحق بهذه الطريقة، ستجِد في قلبك فرَح وسلام وشعور بالحرية والتحرر، ولن يعود الغرور والكبرياء يقيدانك. بصرف النظر عمن تتفاعل معه، إذا كان بإمكانك التعبير عما تفكِّر فيه حقًّا، وفتح قلبك للآخرين، وعدم التظاهر بمعرفة أشياء لا تعرفها، فذلك موقف صادق. قد يزدريك الناس أحيانًا ويصفونك بالأحمق لأنك تقول الحقَّ دائمًا. ماذا ينبغي أن تفعل في مثل هذه الحالة؟ ينبغي أنْ تقول: "حتى لو وصفني الجميع بالأحمق، فأنا مصمِّم على أنْ أكون شخصًا صادقًا وليس مخادعًا. سأتحدث بصدق وحسب الوقائع. رغم أنني نجس وفاسد وبلا قيمة أمام الله، فإنني سأظل أقول الحقَّ دون ادعاء أو تنكر. إذا تكلَّمت بهذه الطريقة، فسيكون قلبك راسخًا وفي سلام. لكي تكون شخصًا صادقًا، لا بد أن تتخلى عن غرورك؛ ولكي تقول الحقَّ وتعبِّر عن مشاعرك الحقيقية عليك ألا تخشى سخرية الآخرين واحتقارهم. حتى لو عاملك الآخرون كأحمق، فلا ينبغي أنْ تجادِل أو تدافع عن نفسك. إذا كان بوسعك ممارسة الحق هكذا، فيمكنك أنْ تصير شخصًا صادقًا. إذا لم يكن بوسعك التخلي عن التفضيلات الجسديَّة والغرور والكبرياء، وإذا كنت دائم الطلب لاستحسان الآخرين، وتتظاهر بمعرفة ما لا تعرفه، وتعيش من أجل الغرور والكبرياء، فلا يمكنك أنْ تصير شخصًا صادقًا؛ هذه صعوبة عملية. إذا كان الغرور والكبرياء يقيدان قلبك باستمرار، فمن المرجح أنْ تكذِب وتتقنَّع. إضافة إلى ذلك، عندما يقلِّل الآخرون من شأنك أو يكشفون ذاتك الحقيقية، ستجد صعوبة في قبول ذلك، وتشعر أنك عانيتَ خزيًا كبيرًا – سيتضرج وجهك بالحمرة، وستتسارع دقات قلبك، وستشعر بالاضطراب وعدم الارتياح. لعلاج هذه المشكلة، سيكون من الضروري لك أن تتحما المزيد من الألم والخضوع لبعض التنقيات الإضافية. سيكون عليك فهم أين يكمن أصل المشكلة، وحالما ترى هذه الأمور على حقيقتها، ستتمكَّن من تخفيف بعض آلامك. عندما تكون قد فهمت هذه الشخصيات الفاسدة تمامًا وتكون قادرًا على التخلي عن غرورك وكبريائك، سيكون من الأيسر عليك أنْ تصير شخصًا صادقًا. لن تمانع إذا سخرَ منك الآخرون عندما تقول الحق وتقول رأيك بصدق، وستكون قادرًا على احتمال ذلك والاستجابة بصورة صحيحة، بصرف النظر عن كيفية حكم الآخرين عليك أو معاملتهم لك. عندئذٍ ستكون حرًا من المعاناة، وسينعم قلبك بالسلام والفرح دائمًا، وستحقِّق الحرية والتحرر. بهذه الطريقة، ستتخلص من الفساد وتحيا حسب شَبَه الإنسان.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق
مقتطفات من فيلم ذي صلة
كيف تحل مشكلة بالكذب والغش؟
شهادات اختبارية ذات صلة
عليك أن تكون صادقًا كي تخلُص
كيف عالجتُ مكري وخداعي
ترانيم ذات صلة
الرب يبارك الأمناء
عليك أن تتقبَّل رقابة الله عليك في كلِّ ما تفعله
يا له من أمر مبهج أن تكون شخصًا أمينًا