32. كيفية قبول تمحيص الله

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

أنا بار، وجدير بالثقة، وأنا الإله الذي يفحص صميم قلب الإنسان! وسأكشف في الحال مَنْ هو صادق ومَنْ هو كاذب. لا تفزع؛ فكل الأشياء تعمل وفقًا لوقتي. وسأخبركم عمّن يُريدني بإخلاص، ومن لا يُريدني بإخلاص، واحدًا تلو الآخر. لا تهتموا سوى بأن تأكلوا جيدًا، وتشربوا جيدًا، وتقتربوا مني عندما تأتون إلى محضري، وسأعمل عملي بنفسي. لا تتلهفوا إلى الحصول على نتائج سريعة؛ فعملي ليس شيئًا يمكن تحقيقه دفعةً واحدة، وفيه توجد خطواتي وحكمتي، وهذا هو السبب وراء أنه يمكن كشف حكمتي. وسأتيح لكم أن تروا ما الذي تعمله يدايَ – معاقبة الشر ومجازاة الخير. وفي الحقيقة لا أُحابي أي شخص. إنني أحبكم بإخلاص يا مَنْ تحبونني بإخلاص، أما أولئك الذين لا يحبونني بإخلاص، فسيكون دائمًا غضبي عليهم، حتى يتذكروا دائمًا أنني أنا الإله الحق، الإله الذي يفحص صميم قلب الإنسان. لا تتصرف بطريقة أمام الآخرين وبطريقة أخرى من وراء ظهورهم؛ فأنا أرى بوضوح كل شيء تفعله، ومع أنك قد تخدع الآخرين، لا يمكنك أن تخدعني. فأنا أرى كل شيء بوضوح، ولا يمكنك إخفاء أي شيء؛ فكل شيء في يديّ. لا تظن نفسك ذكيًا للغاية لأنك تجعل حساباتك الصغيرة التافهة تعمل لمصلحتك. وأقول لك: مهما كان عدد الخطط التي يضعها الإنسان، سواء آلاف أو عشرات الآلاف من الخطط، لكنه في النهاية لا يستطيع الإفلات من راحة يدي. تحكم يداي جميع الأشياء والأمور، فكم بالحريّ تحكم شخصًا واحدًا! فلا تحاول أن تتملَّص مني أو تختبئ، ولا تحاول أن تمكر أو تكتم شيئًا. أيمكن أن يكون الأمر أنك لا تستطيع أن ترى أن وجهي المجيد وغضبي ودينونتي قد أُعلنت على رؤوس الأشهاد؟ وسأُدين على الفور ودون رحمة كل أولئك الذين لا يريدونني بإخلاص. لقد وصلت شفقتي إلى نهايتها ولم يعد يوجد المزيد منها. فلا تكونوا منافقين بعد الآن وتوقفوا عن طرقكم الجامحة والطائشة.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الرابع والأربعون

أن تكون مؤمنًا بالله، فإن هذا يعني أن كل ما تفعله يجب أن يُحضَرأمام الله ويُخضَع لتمحيصه. إن كان ما تفعله يمكن إحضاره أمام روح الله وليس جسد الله، فهذا يدل على أنك لم تخضع لتمحيص روحه. مَنْ هو روح الله؟ مَنْ هو الشخص المشهود له من الله؟ أليسا ذاتًا واحدة؟ معظم الناس يرونهما كائنين منفصلين، ويؤمنون أن روح الله هو روح الله، أما الشخص المشهود له من الله فهو مجرد إنسان. ولكن ألستَ مخطئًا؟ نيابةً عمَّنْ يعمل هذا الشخص؟ أولئك الذين لا يعرفون الله المتجسد ليس لديهم فهم روحي. إن روح الله وجسده المتجسّد واحد؛ لأن روح الله تحقق في الجسد. إن كان هذا الشخص غير لطيف معك، فهل سيكون روح الله لطيفًا؟ ألستَ مشوشًا؟ اليوم، كل من لا يمكنه أن يقبل تمحيص الله لا يمكنه أن ينال استحسانه، ومن لا يعرف الله المتجسّد لا يمكن تكميله. انظر إلى كل ما تفعله وانظر إن كان يمكن إحضاره أمام الله. إن كنت لا تستطيع أن تُحضر كل ما تفعله أمام الله، فهذا يوضح أنك من فاعلي الشر. هل يمكن لفاعلي الشر أن يُكمّلوا؟ كل ما تفعله – كل تصرف وكل نيّة وكل ردّ فعل – يجب أن يُحضر أمام الله. حتى حياتك الروحية اليومية – صلواتك، وقربك من الله، وأكلك وشربك لكلام الله، وشركتك مع إخوتك وأخواتك، وحياتك داخل الكنيسة، وخدمتك في التعاون – يمكن إحضارها أمام الله ليمحّصها. هذه الممارسة هي التي ستساعدك على النمو في الحياة. إن عملية قبول تمحيص الله هي عملية تطهير. كلما قبلت تمحيص الله أكثر، تطهّرت أكثر، وزادت موافقتك لمقاصد الله، حتى لا تقع في الفسق، وحتى يعيش قلبك في حضرته. وكلما قبلت تمحيصه أكثر، ازداد خزي الشيطان وقدرتك على أن تتمرد على الجسد. لذلك، فإن قبول تمحيص الله هو طريق للممارسة يجب أن يتبعه الناس. مهما كنت تفعل، حتى أثناء عقدك شركة مع إخوتك وأخواتك، يمكنك أن تُحضر أفعالك أمام الله وتطلب تمحيصه وتهدف إلى أن تخضع لله ذاته، وهذا سيجعل ممارستك صحيحة بدرجة أكبر كثيرًا. لا يمكنك أن تكون شخصًا يعيش في حضرة الله إلا إذا جلبت كل ما تفعله أمام الله وقبلت تمحيصه.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يكمِّل الله أولئك الذين يتوافقون مع مقاصده

يجب أن تستخدم الصلاة كوسيلة لقبول رقابة الله في كل الأمور. وعندما تصلي، فعلى الرغم من أنني لا أقف أمامك شخصيًّا فإن الروح القدس معك، وأنت تصلي لي ولروح الله. لماذا تؤمن بهذا الجسد؟ أنت تؤمن لأن فيه روح الله. هل كنت ستؤمن بهذا الشخص لو أنه كان بدون روح الله؟ عندما تؤمن بهذا الشخص، فأنت تؤمن بروح الله. عندما تتقي هذا الشخص، فأنت تتقي روح الله. فالإيمان بروح الله هو إيمان بهذا الشخص، والإيمان بهذا الشخص هو أيضًا إيمان بروح الله. عندما تصلي، تشعر أن روح الله معك، وأن الله أمامك؛ ولذلك فأنت تصلي إلى روحه. يخشى اليوم معظم الناس للغاية من أن يأتوا بأفعالهم أمام الله، وفي حين أنك قد تخدع جسده، لا يمكنك أن تخدع روحه. فأي أمر لا يمكنه الصمود تحت رقابة الله هو أمر لا يتوافق مع الحق ويجب تنحيته جانبًا؛ وإذا فعلت خلافًا لذلك فإنك ترتكب خطية ضد الله. لذلك يجب عليك أن تضع قلبك بين يدي الله في سائر الأوقات، عندما تصلي، أو تتكلم، أو تشترك مع إخوتك وأخواتك، أو تؤدي واجبك، أو تمارس عملك. حين تؤدي وظيفتك، يكون الله معك، وما دامت نيتك سليمة ومن أجل عمل بيت الله، سيقبل كل ما تفعله؛ فعليك أن تكرس نفسك بإخلاص لأداء وظيفتك. وعندما تصلي، إن كان لديك قلب محب لله وتطلب رعاية الله، وحمايته وتمحيصه، إن كانت هذه هي نيتك، فستكون صلواتك فعّالة. على سبيل المثال، حين تصلي في اجتماعات، إن كنت تفتح قلبك وتصلي إلى الله وتخبره بما في قلبك دون أن تنطق بأكاذيب، فستكون صلواتك فعالة بالتأكيد.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. يكمِّل الله أولئك الذين يتوافقون مع مقاصده

كما أن وجود علاقة طبيعية مع الله يعني القدرةَ على عدم الشكِّ في أي من عمل الله أو إنكارِه، والقدرةَ على الخضوع لعمله. إن هذا يعني وجود النوايا الصحيحة في حضرة الله، وليس التخطيط لنفسك، بل اعتبار مصالح عائلة الله أولوية قصوى قبل أي شيء. كما يعني قبول تمحيص الله، والخضوع لترتيبات الله. يجب أن تكون قادرًا على تهدئة قلبك في حضرة الله في كل ما تفعله؛ وحتى إن كنت لا تفهم إرادة الله، فيجب عليك أداء واجباتك ومسؤولياتك بأقصى قدرٍ في استطاعتك. وبمجرد استعلان إرادة الله لك، اسلك وفقًا لها، ولن يكون الأوان قد فات. عندما تصبح علاقتك مع الله طبيعية، سيكون لديك أيضًا علاقات طبيعية مع الناس. من أجل بناء علاقة طبيعية مع الله، على الجميع أن يبنوا كلامهم على أساس كلام الله، وعليك أن تكون قادرًا على أداء واجبك بحسب كلام الله وما يطلبه الله، ويجب أن تصحِّح وجهات نظرك، وأن تطلب الحق في كل شيء. ويجب أن تمارِس الحق عندما تفهمه، ومهما كان ما يحدث لك، يجب أن تصلِّي إلى الله وتطلب، بقلبٍ خاضع لله. بهذه الطريقة من الممارسة، ستكون قادرًا على الحفاظ على علاقة طبيعية مع الله. في الوقت نفسه الذي تؤدي فيه واجبك بشكل صحيح، عليك أيضًا التأكد من عدم القيام بأي شيء لا يفيد الدخول في الحياة لمختاري الله، وعدم قول أي شيء غير نافِع للإخوة والأخوات. على الأقل، يجب ألا تفعل شيئًا يتعارض مع ضميرك ويجب ألا تفعل أي شيء شائن على الإطلاق. إنما التمرُّد ضد الله أو مقاومته، على وجه الخصوص، يجب ألا تفعلهما مطلقًا، ويجب ألا تفعل أي شيء يزعِج عمل الكنيسة أو حياتها. بل كن نزيهًا ومستقيمًا في كل ما تفعله وتأكَّد من أن كل فعل تقوم به حاضر أمام الله. مع أن الجسد قد يكون ضعيفًا في بعض الأحيان، يجب أن تكون قادرًا على إعطاء الأولوية لمصالح عائلة الله، دون الطمع في المنفعة الشخصية، دون عمل أي شيء أناني أو حقير، والتأمل المستمر في نفسك. بهذه الطريقة، سيكون بوسعك الحياة كثيرًا أمام الله، وستصبح علاقتك مع الله طبيعية تمامًا.

في كل شيء تفعله، يجب عليك فحص ما إذا كانت نواياك صحيحة. إذا كنت قادرًا على التصرّف وفقًا لمتطلبات الله، فستكون علاقتك بالله طبيعية. هذا هو أدنى معيار. افحص نواياك، وإذا اكتشفت ظهور نوايا غير صحيحة، كن قادرًا على التمرد عليها، وتصرّف وفقًا لكلام الله. وهكذا ستصبح شخصًا صالحًا أمام الله، وهو ما يدل بدوره على أن علاقتك مع الله طبيعية، وأن كل ما تفعله هو من أجل الله، وليس من أجل نفسك. في كل ما تفعل وكل ما تقول، كن قادرًا على وضع قلبك في الموضع الصحيح، وكن مستقيمًا في أفعالك، ولا تكن منقادًا لمشاعرك، أو تتصرّف وفقًا لإرادتك الشخصية. هذه هي المبادئ التي يجب على المؤمنين بالله أن يتصرَّفوا بموجبها.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيف هي علاقتك مع الله؟

يمكن لأولئك القادرين على ممارسة الحقِّ أن يقبلوا تمحيص الله في الأشياء التي يفعلونها. عندما تقبل تمحيص الله، سيكون قلبك مستقيمًا. إذا كنت دائمًا تفعل الأشياء فقط كي يراها الآخرون، وتريد دومًا أن تربح ثناء الآخرين وإعجابهم، ولا تقبل تمحيص الله، فهل لا يزال الله في قلبك؟ مثل هؤلاء الناس ليس لديهم قلب يتقي الله. لا تفعل دائمًا أشياءَ من أجل نفسك ولا تُفكِّر دائمًا في مصالحك ولا تفكِّر في المصالح البشرية ولا تفكِّر في كبريائك وسُمعتك ومكانتك. ينبغي أن تراعي أوَّلًا مصالح بيت الله وتجعلها أولويتك؛ ويجب أن تراعي مقاصد الله وتبدأ بالتأمل فيما إذا كانت هناك شوائب في أداء واجبك أم لا، وما إذا كنت متفانيًا، وتممتَ مسؤولياتك، وبذلتَ له أقصى ما لديك، وما إذا كنتَ تفكِّر بكل قلبك أم لا في واجبك وفي عمل الكنيسة. عليك أن تراعي هذه الأمور. إذا فكرتَ فيها باستمرار وفهمتها، سيكون من الأسهل عليك أداء واجبك جيدًا. إذا كان مستوى قدراتك سيئًا واختبارك ضحلًا أو إن لم تكن حاذقًا في أداء عملك المهني، قد توجد بعض الأخطاء أو أوجه القصور في عملك، وقد لا تحصل على نتائج جيِّدة ولكنك تكون قد بذلتَ أفضل ما عندك. أنت لا تشبع رغباتك الأنانية أو تفضيلاتك الخاصة. وبدلًا من ذلك، تولي اهتمامًا مستمرًا لعمل الكنيسة ومصالح بيت الله. رغم أنك قد لا تحقق نتائج جيدة في واجبك، فسيكون قلبك قد صارَ مستقيمًا؛ إذا كنت، على رأس ذلك، تستطيع طلب الحق لحل المشاكل في واجبك، فستكون وافيًا بالمعايير في تأدية واجبك، وفي الوقت نفسه، ستكون قادرًا على الدخول في واقع الحق. وهذا ما يعني امتلاك شهادة.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة

أنتم جميعًا أناس يؤدون واجبات؛ فعلى أقل تقدير، يجب أن يكون لديكم قلب صادق وأن تَسمحوا لله برؤية أنكم مُخلِصون، عندئذٍ فقط يمكنك نوال استنارة الله وإضاءته وإرشاده. الأمر الحاسم هو أن تَقبَل تمحيص الله. مهما كان هناك من الحواجز بينك وبين الآخرين، ومهما كان مدى تقديرك لغرورك وسمعتك، ومهما كانت النيات التي تُبطِنها والتي لا يمكنك أن تكون صريحًا بشأنها بطريقة بسيطة؛ كل هذه الأشياء يجب أن تتغيَّر تدريجيًّا. خطوة بخطوة، يجب على كل فرد تحرير نفسه من هذه الشخصيات الفاسدة والصعوبات، والتغلُّب على العقبات التي تفرضها شخصياته الفاسدة. قبل أنْ تَعبُر هذه العقبات، هل قلبك صادق حقًّا مع الله؟ هل تخفي عنه أشياءَ وتتكتَّم عليها أو تضَع قناعًا كاذبًا أمامه وتخدعه؟ عليك أن تكون واضحًا بشأن هذا في قلبك. إذا كانت لديك هذه الأشياء في قلبك، فعليك بقبول تمحيص الله. لا تترك الأمور للصدفة وتقول: "لا أريد بذل حياتي بأسرها من أجل الله. أريد تكوين عائلة وعيش حياتي الخاصة. آمل ألا يمحصني الله ويدينني". إذا كنتَ تخفي كل هذه الأشياء عن الله – أي النيات والأغراض والخطط وأهداف الحياة التي تخفيها في أعماق قلبك – وإذا كنتَ تخفي وجهات نظرك بشأن العديد من الأشياء والمعتقدات فيما يتعلق بالإيمان بالله، فسوف تكون في ورطة. إذا أخفيتَ هذه الأمور التافهة ولم تسعَ إلى الحق لعلاجها، فهذا يدل على أنكَ لا تحب الحق، وأنه من الصعب عليكَ قبول الحق وربحه. يمكنك إخفاء أشياء عن الآخرين، لكن لا يمكنك أن تخفيها عن الله. إذا كنتَ لا تثق بالله، فلماذا تؤمن به؟ إذا كانت لديك بعض الأسرار، وتشعُر بالقلق من أنَّ الناس سوف ينظرون إليك بازدراء إذا كشفتَ عنها، وتفتقر إلى الشجاعة للتحدث عنها، فيمكنك ببساطة مكاشفة الله. ينبغي أن تصلِّي إلى الله، معترفًا بالنيات المنحطة التي تؤويها في إيمانك به، والأشياء التي فعلتها من أجل مستقبلك ومصيرك، وكيف أنك سعيت للهيبة والربح. اسكب هذه الأمور كلها أمام الله واكشفها له؛ لا تخفيها عنه. مهما كان عدد الناس الذين تُغلق قلبك أمامهم، لا تُغلِق قلبك أمام الله، إنما يجب عليك فتح قلبك له؛ وتلك هي أقل درجات الإخلاص التي على المؤمن به أنْ يتحلَّى بها. إذا كان لديك قلب منفتح أمام الله وغير مغلق قبالته، ويمكنك قبول تمحيصه، فكيف سيراك الله؟ على الرغم من أنك قد لا تكون قادرًا على الانفتاح أمام الآخرين، إذا كان بإمكانك الانفتاح قبالة الله، فسوف يراك شخصًا أمينًا ذا قلب صادق. إذا كان قلبك الصادق قادرًا على قبول تمحيصه، فهو ثمين في عينيه، ولديه بالتأكيد عمل ليقوم به فيك. على سبيل المثال، إذا فعلت شيئًا مخادعًا تجاه الله، فسوف يؤدبك، وعليك إذن قبول تأديبه، والتوبة سريعًا والاعتراف أمامه، والإقرار بأخطائك؛ عليك بالإقرار بتمردك وفسادك، وقبول توبيخ الله ودينونته، ومعرفة شخصياتك الفاسدة، والممارسة حسب كلماته، والتوبة الصادقة. وهذا دليل على صدق ثقتك بالله، وأصالة إيمانك به.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. وحدهم الصادقون يحيون بحسب الشَبَه الإنساني الحق

عندما تكون للناس أفكارٌ تكون لديهم خياراتٌ. وإذا حدث لهم شيءٌ ما واتَّخذوا القرار الخاطئ، فيجب أن يعودوا ويتَّخذوا القرار الصحيح؛ ينبغي ألَّا يتمسَّكوا بخطئهم على الإطلاق. أناسٌ كهؤلاء هم أذكياء. ولكن إذا علم المرء أنه اتَّخذ القرار الخاطئ ولم يعد عنه لاتّخاذ القرار الصحيح، فهو لا يحبّ الحقّ، ومثل هذا الشخص لا يريد الله حقًّا. لنفترض مثلًا أنك تريد أن تكون بلا مبالاة عندما تؤدي واجبك، وتحاول التراخي وتجنُّبَ تمحيص الله. في مثل هذه الأوقات، أسرع للمثول أمام الله للصلاة، وتأمَّل فيما إذا كانت هذه هي الطريقة الصحيحة للتصرُّف. ثم فكِّر في الأمر: "لماذا أؤمن بالله؟ فمثل هذه اللا مبالاة قد لا يلاحظها الناس، ولكن ألن يلاحظها الله؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن إيماني بالله لا يعني التراخي، لكنه من أجل الخلاص. وتصرُّفي هكذا ليس تعبيرًا عن إنسانية طبيعية، ولا يحبّه الله. لا، فربَّما تراخيت وفعلت ما يحلو لي في العالم الخارجيّ، لكنني الآن في بيت الله، وفي ظلّ سيادة الله، وقيد تمحيص نظر الله. أنا إنسانٌ، وعليّ أن أتصرف كما يملي عليّ ضميري، ولا يمكنني أن أفعل ما أشاء. ينبغي أن أتصرَّف وفقًا لكلام الله، وينبغي ألَّا أكون بلا مبالاة، ولا يمكنني أن أتراخى. كيف يجب أن أتصرَّف إذًا حتَّى لا أكون متراخيًا وبلا مبالاة؟ ينبغي أن أبذل بعض الجهد. الآن فحسب شعرت أن التصرُّف على هذا النحو كان ينطوي على الكثير من المتاعب، وأنني أردت تجنُّب المشقَّة، لكنني الآن أفهم: قد ينطوي التصرُّف هكذا على الكثير من المتاعب، لكنه أمرٌ فعَّال، وهذه هي الطريقة التي يجب عمله بها". عندما تعمل ولا تزال تشعر بالخوف من المشقَّة، في مثل هذه الأوقات ينبغي أن تُصلِّي إلى الله: "يا الله! أنا شخص كسولٌ وماكر، فأتوسَّل إليك أن تُؤدِّبني وتُوبِّخني حتَّى يشعر ضميري بشيء ويصير لديّ إحساسٌ بالخزي. لا أريد أن أكون بلا مبالاة. أتوسَّل إليك أن ترشدني وتنيرني، وأن تكشف لي تمرُّدي وقبحي". عندما تُصلِّي هكذا وتتأمَّل نفسك وتحاول معرفتها، سيثير هذا شعورًا بالندم وستتمكَّن من كراهية قبحك، وتبدأ حالتك الخاطئة بالتغيُّر، وستتمكَّن من التأمُّل في هذا ومبادرة نفسك بالقول: "لماذا أنا بلا مبالاة؟ لماذا أحاول التقاعس دائمًا؟ التصرُّف على هذا النحو يخلو من أيّ ضميرٍ أو عقل – فهل ما زلت شخصًا يؤمن بالله؟ لماذا لا آخذ الأمور على محمل الجدّ؟ ألا أحتاج إلى أن أخصِّص المزيد من الوقت والجهد؟ إنه ليس عبئًا كبيرًا. فهذا ما يجب أن أفعله. إذا لم أتمكَّن حتَّى من عمل ذلك، فهل يصلح أن أُدعى إنسانًا؟" ونتيجةً لذلك، تتخذ قرارًا وتقسم قائلًا: "يا الله! لقد خذلتك، فأنا في الواقع فاسد في الصميم، وبلا ضمير أو عقل، وأفتقر إلى الإنسانيَّة، وأتمنَّى أن أتوب. أتوسَّل إليك أن تسامحني، وسوف أتغيَّر بالتأكيد. وإذا لم أتب فأتمنى أن تعاقبني". بعد ذلك، ستتغير عقليتك، وتبدأ في التغير، وتتصرف وتُؤدِّي واجباتك بوعي وبقدرٍ أقلّ من اللا مبالاة، وستكون قادرًا على المعاناة ودفع الثمن، وستشعر بأن أداء واجبك بهذه الطريقة أمرٌ رائع، وستشعر بالطمأنينة والبهجة في قلبك. عندما يتمكن الناس من قبول تمحيص الله، وعندما يمكنهم الصلاة إليه والاتكال عليه، فإن أحوالهم سرعان ما تتغير. بعد أن تنعكس حالة قلبك السلبية، وبعد أن تتمرد على مقاصدك، وعلى رغبات الجسد الأنانية، عندما تكون قادرًا على التخلي عن راحة الجسد ومتعته، وتتصرف وفقًا لمتطلبات الله، ولا تعود اعتباطيًا أو متهورًا، ستحظى بالسلام في قلبك، ولن يؤنبك ضميرك. هل من السهل التمرد على الجسد والتصرف وفقًا لمتطلبات الله بهذه الطريقة؟ ما دام لدى الناس توق كبير لله، فيمكنهم التمرد على الجسد وممارسة الحق. وما دمتَ قادرًا على الممارسة بهذه الطريقة، فلن تلبث حتى تدخل في واقع الحق. لن يكون ذلك صعبًا على الإطلاق.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. تقدير كلام الله هو أساس الإيمان بالله

عندما يقضي أي شخص بعض الوقت في الإشراف عليك أو مراقبتك أو يحاول فهمك على مستوى عميق في محاولةٍ منه للتحدُّث إليك بصدقٍ ولمعرفة ما كانت عليه حالتك خلال هذا الوقت، وحتَّى أحيانًا عندما يكون موقفه أقسى قليلًا ويُهذِّبك قليلًا ويُؤدِّبك ويلومك، فإن السبب في هذا كلّه هو أن لديه موقفًا ضميريًّا ومسؤولًا تجاه عمل بيت الله. يجب ألَّا تكون لديك أي أفكار أو مشاعر سلبيَّة تجاه هذا. إذا استطعت أن تقبل إشراف الآخرين عليك ومراقبتهم لك ومحاولة فهمك، فما معنى هذا؟ فهذا يعني أنك تقبل تمحيص الله في قلبك. وإذا كنت لا تقبل إشراف الناس ومراقبتهم ومحاولاتهم لفهمك– إذا كنت تقاوم هذا كلّه – فهل أنت قادرٌ على قبول تمحيص الله؟ إن تمحيص الله أكثر تفصيلًا وعمقًا ودِقَّة من محاولة الناس أن يفهموك؛ متطلبات الله أكثر تحديدًا ودقَّةً وعمقًا من هذا. إذا كنت لا تستطيع قبول أن يشرف عليك مختارو الله، أفلا تكون ادّعاءاتك بأنك يمكن أن تقبل تمحيص الله كلمات فارغة؟ لكي تتمكَّن من قبول تمحيص الله وفحصه، ينبغي أن تكون أوَّلًا قادرًا على قبول أن يشرف عليك بيت الله أو القادة والعاملين، أو الإخوة والأخوات.

– الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين. مسؤوليات القادة والعاملين (7)

مهما يحدث من حولك، ينبغي أن تصلي إلى الله بشأن كل شيء. ينبغي أن تطلب الحق دائمًا، وأن تضبط نفسك، وتتأكد من أنك تعيش في محضر الله، وأن لك علاقة طبيعية مع الله. يمحص الله الناس في جميع الأوقات، ويعمل الروح القدس في هذه الأنواع من الناس. كيف يمحص الله قلب الشخص؟ إنه لا ينظر بعينيه فحسب، بل يهيئ بيئات لك ويلمس قلبك بيده. لماذا أقول هذا؟ لأنه عندما يهيئ الله بيئة لك، يرى ما إذا كنت تستاء منها وتزدريها، أم تحبها وتخضع لها، سواء كنت تنتظر الحق بسلبية أم تطلبه بنشاط. يراقب الله كيف يتغير قلبك وأفكارك، وفي أي اتجاه يتطوران. تكون حالة قلبك إيجابية أحيانًا وسلبية أحيانًا. إذا كنت تستطيع قبول الحق، فستتمكن من أن تقبل من الله الناس والأحداث والأشياء والبيئات المختلفة التي يضعها لك، وستكون قادرًا على مقاربتها بطريقة صحيحة. وبقراءة كلام الله والتأمل، ستتغير كل أفكارك وخواطرك، وكل آرائك، وكل حالاتك المزاجية بناءً على كلام الله. سيتضح لك هذا، وسيمحّص الله أيضًا كل ذلك. مع أنك لن تكون قد تحدثت عن ذلك إلى أي شخص، أو صليت من أجله، ولن تكون قد فكرت به سوى في قلبك وفي عالمك الخاص، سيكون الأمر واضحًا جدًا بالفعل في نظر الله – سيكون جليًّا له. ينظر الناس إليك بأعينهم، لكن الله يمس قلبك بعينيه، وهذا هو مقدار قربه منك. إذا كنت تستطيع أن تشعر بتمحيص الله، فإنك تعيش في محضر الله. وإذا لم تستطع أن تشعر بتمحيصه على الإطلاق، فأنت تعيش في عالمك الخاص، وتعيش وفقًا لمشاعرك الخاصة وشخصياتك الفاسدة، وعندئذ تكون في ورطة. إذا كنت لا تعيش في محضر الله، وإذا كانت توجد مسافة كبيرة بينك وبين الله، وأنت بعيد عنه، وإذا كنت لا تولي أي اعتبار لمقاصد الله على الإطلاق، ولا تقبل تمحيص الله، فسيعلم الله كل هذا. سيكون من السهل جدًا عليه إدراك ذلك. لذا، عندما تمتلك عزيمة وهدفًا، وتكون على استعداد لأن يكمّلك الله، وأن تصبح شخصًا يتبع مشيئة الله ويتقيه ويحيد عن الشر، عندما تتمتع بهذه العزيمة، ويمكنك الصلاة والتضرع من أجل هذه الأشياء كثيرًا، وتعيش في محضر الله، ولا تبتعد عن الله أو تتركه، فأنت تدرك هذه الأشياء، ويعلمها الله أيضًا.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا ينعم المرء بعلاقة طبيعية مع الله إلا بالعيش في حضرته كثيرًا

سواء فهم الناس الحق أم لا، يجب عليهم بالتأكيد ألا يفعلوا أشياء سيئة، وألا يفعلوا أشياء اعتمادًا على طموحاتهم ورغباتهم، وألا تكون لديهم عقلية المجازفة، لأن الله يمحِّص قلوب البشر ويمحِّص كل الأرض. ما الذي يتضمنه "كل الأرض"؟ إنه يتضمن الأشياء المادية وغير المادية كلتاهما. لا تحاول قياس الله، أو سلطان الله، أو قدرة الله باستخدام عقلك. الناس كائنات مخلوقة وحياتهم تافهة للغاية؛ كيف يمكنهم قياس عظمة الخالق؟ كيف يمكنهم قياس قدرة الخالق وحكمته في خلقه لكل شيء وسيادته على كل شيء؟ يجب عليك بالتأكيد ألا تفعل أشياء جاهلة أو تفعل الشر. إن فعل الشر سيؤدي حتمًا إلى الجزاء، وعندما يكشفك الله ذات يوم، سيكون هذا الجزاء أسوأ مما كنت تتوقع، وفي ذلك اليوم سوف تبكي وتَصِرُّ على أسنانك. يجب عليك أن تسلك بوعي للذات. في بعض الأمور، قبل أن يكشفك الله، سيكون من الأفضل لك أن تقارن نفسك بكلمات الله، وتتأمل نفسك وتخرج الأشياء المدفونة إلى النور، وتكتشف مشاكلك الخاصة، ثم تطلب الحق لحلها؛ لا تنتظر أن يكشف عنك الله. بمجرد أن يكشف عنك الله، ألا يجعلك هذا سلبيًا إذًا؟ في ذلك الوقت، سوف تكون قد ارتكبت ذنبًا بالفعل. من تمحيص الله لك إلى الكشف عنك، قد تتغير قيمتك ورأي الله فيك بشكل كبير. هذا لأن الله بينما يُمحِّصك، فإنه يمنحك الفرص ويأتمنك على آماله، حتى اللحظة التي يُكشَف فيها عنك. من ائتمان الله أحد على آماله، إلى أن تتبخر آماله في النهاية، كيف تكون الحالة المزاجية لله؟ إنه يتعرض لهبوط هائل. وماذا ستكون النتيجة بالنسبة لك؟ في الحالات غير الخطيرة، قد تصبح كائنًا يكرهه الله، وسَتنحى جانبًا. ماذا يعني أن "تُنحَّى جانبًا"؟ يعني أنه سيتم الاحتفاظ بك ومراقبتك. وماذا ستكون النتيجة في الحالات الأكثر خطورة؟ سيقول الله: "هذا الإنسان بلية ولا يستحق حتى أن يؤدي خدمة. بالتأكيد لن أخلِّص هذا الشخص!" حالما يُشكِّل الله هذه الفكرة، لن تعود لديك أي عاقبة على الإطلاق، وحالما يحدث ذلك، يمكنك أن تسجد وتنزف، لكن هذا لن يجدي نفعًا، لأن الله سيكون قد أعطاك بالفعل فرصًا كافية لكنك لم تتب قط وذهبت بعيدًا جدًا. لذلك، مهما تكن المشاكل التي لديك أو الفساد الذي تكشف عنه، فيجب عليك دائمًا أن تتأمل في ذاتك وتعرفها في ضوء كلام الله أو تطلب من الإخوة والأخوات أن يوضحوا إليك هذه الأشياء. الأمر الأكثر أهمية هو أن تقبل تمحيص الله، وتأتي أمام الله، وتطلب منه أن ينيرك ويضيئك. بصرف النظر عن الطريقة التي تستخدمها، فإن اكتشاف المشكلات مبكرًا ثم حلها هو التأثير الذي يحققه التأمل الذاتي، وهذا هو أفضل شيء يمكنك القيام به. يجب ألا تنتظر حتى يكشف الله عنك ويستبعدك قبل أن تشعر بالندم، لأنه سيكون قد فات الأوان على الندم! عندما يكشف الله شخصًا ما، هل يكون غاضبًا بشدة أم وفير الرحمة؟ من الصعب أن أقول هذا، فهو أمر غير معروف، ولن أعطيك هذا الضمان، فالطريق الذي تسير فيه متروك لك.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السابع: إنهم خبثاء وغادرون ومخادعون (الجزء الأول)

ترانيم ذات صلة

كيفَ تُنشئُ علاقاتٍ طبيعيّةً معَ الله

يجب أن تقبل تمحيص الله لكل الأشياء

عليك أن تتقبَّل رقابة الله عليك في كلِّ ما تفعله

السابق: 31. كيفية ممارسة أن يكون الشخص صادقًا

التالي: 37. ما هو اتقاء الله والحيدان عن الشر

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

تمهيد

مع أن العديد من الناس يؤمنون بالله، إلا أن قلةً منهم يفهمون معنى الإيمان بالله، وما يتعين عليهم بالضبط أن يفعلوه ليكونوا متماشين مع مقاصد...

سؤال 2: لقد صُلب الرب يسوع كذبيحة خطيئة لتخليص البشرية. لقد قبلنا الرب، وحصلنا على الخلاص من خلال نعمته. لماذا لا يزال علينا أن نقبل عمل الله القدير للدينونة والتطهير في الأيام الأخيرة؟

الإجابة: في عصر النعمة، قام الرب يسوع بعمل الفداء. لم يكن هدف عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة هو إنقاذ البشرية بشكل شامل. ما حققه عمل...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب