44. لماذا يجب على المرء أن يسعى إلى معرفة الله
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
أن تؤمن بالله وأن تعرفه هو أمر طبيعيّ ومبرّر تمامًا، واليوم – في عصر يعمل فيه الله المُتجسد عمله شخصيًا – يُعد وقتًا جيدًا على نحو خاصٍ لمعرفة الله. يتحقق إرضاء الله على أساس فهم إرادة الله، ويتطلب فهم إرادة الله بالضرورة معرفة الله. هذه المعرفة بالله هي الرؤية التي يجب أن يمتلكها المؤمن؛ فهي أساس إيمان الإنسان بالله. إذا لم يكن لدى الإنسان هذه المعرفة، فإن إيمانه بالله يكون غامضًا، ويستند على نظرية جوفاء. ومع أن اتباع الله يكون قرارًا من مثل هؤلاء الناس، فإنهم لا يحصلون على شيء. كل أولئك الذين لا يحصلون على أي شيء في هذا التيار هم الذين سوف يُستبعدون، وهم جميعًا الأشخاص الذين يعيشون عالة. مهما كانت الخطوة التي تختبرها من خطوات عمل الله، فيجب أن ترافقك رؤية قوية. لأنه بدون هذه الرؤية سيكون من الصعب عليك قبول كل خطوة من خطوات العمل الجديد، لأن الإنسان غير قادر على تخيل عمل الله الجديد، فهو أبعد من تصور الإنسان. ولذا، من دون راعٍ يرعى الإنسان، ومن دون راعٍ يتشارك حول الرؤى، يبقى الإنسان عاجزًا عن قبول هذا العمل الجديد. إذا لم يستطع الإنسان أن يستوعب الرؤى، فعندئذٍ لا يستطيع أن يستوعب عمل الله الجديد، وإذا لم يستطع الإنسان أن يخضع لعمل الله الجديد، فعندئذٍ يكون الإنسان عاجزًا عن فهم إرادة الله، ومن ثمَّ تفضي معرفته بالله إلى لا شيء. قبل أن يُنفِّذ الإنسان كلام الله، عليه أن يعرف كلام الله؛ بمعنى أن يفهم إرادة الله. وبهذه الطريقة وحدها يمكن تنفيذ كلام الله بدقةٍ وبحسب قلب الله. يجب أن يمتلك هذا كل مَنْ يبحث عن الحق، وهي العملية التي يجب أن يختبرها كل مَنْ يحاول معرفة الله. إن عملية معرفة كلام الله هي عملية معرفة الله وعمل الله. ولهذا، فإن معرفة الرؤى لا تشير فقط إلى معرفة الطبيعة البشرية لله المُتجسد، بل تشمل أيضًا معرفة كلام الله وعمله. فمن كلام الله يفهم الناس إرادة الله، ومن عمل الله يتعرَّفون على شخصية الله وكُنْهه. إن الإيمان بالله هو الخطوة الأولى لمعرفة الله. وعملية التقدم من الإيمان الأوَّلي بالله إلى الإيمان الأعمق بالله هي عملية معرفة الله، وعملية اختبار عمل الله. إن كنت تؤمن بالله لمجرد الإيمان بالله، ولا تؤمن بالله لكي تعرف الله، فإيمانك غير حقيقي، ولا يمكن أن يصير نقيًا، ولا شك في هذا. إذا تعرّف الإنسان تدريجيًا على الله خلال العملية التي فيها يختبر عمل الله، عندئذٍ ستتغير شخصيته تدريجيًا، وسيزداد إيمانه صدقًا. بهذه الطريقة، سيربح الإنسان الله ربحًا كاملاً عندما يحقق النجاح في الإيمان بالله. قطع الله هذه المسافات الكبيرة ليصير جسدًا للمرة الثانية ويقوم شخصيًا بعمله حتى يتمكن الإنسان من معرفته، ويكون قادرًا على رؤيته. إن معرفة الله(أ) هي التأثير النهائي الذي يجب تحقيقه في نهاية عمل الله؛ إنها مطلب الله النهائي من البشرية. وهو يفعل هذا من أجل شهادته الأخيرة. إنه يعمل هذا العمل لعل الإنسان يلتفت إليه في النهاية التفاتًا كاملاً. لا يمكن للإنسان أن يحب الله إلا من خلال معرفة الله، وحتى يحب الله يجب أن يعرف الله. وبغض النظر عن كيفية سعي الإنسان، أو ما يسعى إلى اكتسابه، يجب أن يكون قادرًا على تحقيق معرفة الله. بهذه الطريقة وحدها يستطيع الإنسان أن يُرضي قلب الله. من خلال معرفة الله فحسب يستطيع الإنسان أن يؤمن حقًا بالله، ومن خلال معرفة الله فحسب يمكنه أن يتقي الله ويخضع له بصدق. أما أولئك الذين لا يعرفون الله فلن يتوصلوا أبدًا إلى الخضوع له وتقواه بصدق. فمعرفة الله تتضمن معرفة شخصية الله، وفهم مشيئة الله، ومعرفة ماهية الله. ومع ذلك، فأي جانب من جوانب معرفة الله يتطلب من الإنسان أن يدفع ثمنًا ويتطلب وجود إرادة للخضوع، والتي بدونها لا يستطيع أي شخص أن يستمر في التبعية حتى النهاية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله
الحواشي:
(أ) يرد في النص الأصلي: "عمل معرفة الله".
إن العبرة من معرفة الله أرقى من أي علم من العلوم الطبيعية التي عرفتها البشرية. إنها عبرة لا يستطيع بلوغها إلا عدد محدود جدًا من الذين ينشدون معرفة الله ولا يمكن لأي شخص لديه الموهبة فحسب أن يحظى بها. ومن ثمَّ يجب عليكم عدم النظر إلى معرفة الله والسعي إلى الحق كما لو أنهما شيئان في إمكان طفل صغير أن يحظى بهما. ربما كنت ناجحًا تمامًا في حياتك العائلية، أو حياتك المهنية، أو في زواجك، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحقيقة، والعبرة من معرفة الله، فليس لديك ما تثبته لنفسك لأنك لم تحقِّق فيه شيئًا. يمكن القول إن ممارسة الحقيقة أمر صعب للغاية وإن معرفة الله تمثل معضلة أكبر بالنسبة إليكم. هذه هي الصعوبة التي تواجهك وهي نفسها الصعوبة التي واجهتها البشرية كلها. من بين أولئك الذين لديهم بعض الإنجازات في سبيل معرفة الله، لا يكاد يكون هناك مَنْ يرقى إلى المستوى القياسي. لا يعرف الإنسان ما الذي تعنيه معرفة الله أو السبب وراء أن معرفة الله أمر ضروري أو مقدار ما يجب على الشخص نيله لكي يعرف الله. هذا ما يربك البشرية إرباكًا شديدًا، وببساطة شديدة هذا هو أكبر لغز واجهته البشرية، ولا أحد يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، ولا أحد على استعداد للإجابة عنه، لأنه، حتى الآن، لم يحرز أحد من بين البشر أي نجاح في دراسة هذا العمل. ربما تظهر على التوالي فئة من الناس الموهوبين الذين يعرفون الله عندما تتعرف البشرية على لغز المراحل الثلاث للعمل. بالطبع، آمل أن تكون هذه هي الحالة، بل إضافة إلى ذلك، فأنا في سبيلي للقيام بهذا العمل، وأتمنى أن أرى ظهور المزيد من مثل هؤلاء الموهوبين في المستقبل القريب. وسيصبح هؤلاء هم الذين يشهدون بهذه المراحل الثلاث من العمل وبطبيعة الحال سيكونون أيضًا أول مَنْ يشهد بهذه المراحل الثلاث من العمل. لكن لن يكون هناك ما هو أكثر إحباطًا وأسفًا من ألا يظهر مثل هؤلاء الموهوبين في اليوم الذي ينتهي فيه عمل الله، أو إذا كان هناك واحد أو اثنان من مثل هؤلاء الناس الذين قبلوا شخصيًا أن يكملهم الله المتجسد. ومع ذلك، فهذا هو السيناريو الأسوأ فقط. أيًا كان الحال، ما زلت آمل أن يتمكن أولئك الذين يسعون حقًا من الحصول على هذه البركة. منذ بداية الزمن، لم يكن هناك مثل هذا العمل قط، ولم يشهد تاريخ تطور البشرية مثل هذا التعهد. إذا كنت حقًا تستطيع أن تصبح من أوائل الذين يعرفون الله، أفلا يكون هذا أشرف وسام بين كل المخلوقات؟ هل سيشيد الله بأي كائن مخلوق أكثر من البشر؟ ليس من اليسير تحقيق مثل هذا العمل، لكنه سيحصد المكافآت في نهاية المطاف. وبغض النظر عن نوع القادرين على بلوغ معرفة الله أو جنسيتهم، فسيحصلون، في النهاية، على أعظم تكريم من الله، وسيكونون هم وحدهم الذين يتمتعون بسلطان الله. هذا هو عمل الحاضر، وهو أيضًا عمل المستقبل؛ إنه العمل الأخير والأسمى الذي يتحقق في 6000 عام من العمل وهو طريق العمل الذي يكشف عن الفئة التي ينتمي إليها الإنسان. من خلال عمل تعريف الإنسان بالله، يُكشف عن الأصناف المختلفة للإنسان: فأولئك الذين يعرفون الله مؤهلون لتلقي بركات الله وقبول وعوده، بينما أولئك الذين لا يعرفون الله غير مؤهلين لتلقي بركات الله وقبول وعوده. وأولئك الذين يعرفون الله هم أولياء الله، وأولئك الذين لا يعرفون الله لا يمكن تسميتهم بأولياء الله؛ فيمكن لأولياء الله أن ينالوا أيًا من بركات الله، لكن أولئك الذين ليسوا أولياء لله لا يستحقون أي شيء من عمله. سواء أكانت ضيقات أم تنقية أم دينونة، فكل هذه الأمور هي من أجل السماح للإنسان أن يبلغ معرفة الله في نهاية المطاف وبحيث يمكن للإنسان أن يخضع لله. هذا هو الأثر الوحيد الذي سيتحقق في نهاية المطاف. لا شيء من المراحل الثلاث للعمل مستتر، وهذا مفيد لمعرفة الإنسان بالله، ويساعد الإنسان على الحصول على معرفة كاملة وشاملة لله. فكل هذا العمل يعود بالفائدة على الإنسان.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله
الله يعمل عمل الدينونة والتوبيخ حتى يعرفه الإنسان، ومن أجل شهادته. بدون دينونته لشخصية الإنسان الفاسدة، لن يعرف الإنسان شخصية الله البارة التي لا تسمح بالإثم، ولن يمكنه تحويل معرفته القديمة بالله إلى معرفة جديدة. ومن أجل شهادته، ومن أجل تدبيره، فإنه يجعل كينونته معروفة بكليتها، ومن ثمَّ يُمكِّن الإنسان من الوصول إلى معرفة الله وتغيير شخصيته، وأن يشهد شهادة مدوية لله من خلال ظهور الله على الملأ. يتحقق التغيير في شخصية الإنسان من خلال أنواع مختلفة من عمل الله. وبدون هذه التغييرات في شخصية الإنسان، لن يتمكن الإنسان من الشهادة لله، ولا يمكن أن يتوافق مع مشيئة الله. تدل التغييرات التي تحدث في شخصية الإنسان على أن الإنسان قد حرَّر نفسه من عبودية الشيطان، وقد حرَّر نفسه من تأثير الظُلمة، وأصبح حقًا نموذجًا وعينة لعمل الله، وقد أصبح بحق شاهدًا لله، وشخصًا يتوافق مع مشيئة الله. واليوم، جاء الله المُتجسّد ليقوم بعمله على الأرض، ويطلب من الإنسان أن يصل إلى معرفته والخضوع له والشهادة له، وأن يعرف عمله العادي والعملي، وأن يخضع لكل كلامه وعمله اللذين لا يتفقان مع مفاهيم الإنسان، وأن يشهد لكل عمله لأجل خلاص الإنسان، وجميع أعماله التي يعملها لإخضاع الإنسان. يجب أن يمتلك أولئك الذين يشهدون معرفةً بالله؛ فهذا النوع من الشهادة وحده هو الشهادة الصحيحة والعملية، وهي الشهادة الوحيدة التي تُخزي الشيطان. يستخدم الله أولئك الذين عرفوه من خلال اجتياز دينونته وتوبيخه وتهذيبه ليشهدوا له. إنه يستخدم أولئك الذين أفسدهم الشيطان للشهادة له، كما يستخدم أولئك الذين تغيرت شخصيتهم، ومن ثمَّ نالوا بركاته، ليشهدوا له. إنه لا يحتاج إلى الإنسان ليسبحه بفمه فقط، ولا يحتاج إلى التسبيح والشهادة من أمثال الشيطان، الذين لم ينالوا خلاصه. أولئك الذين يعرفون الله هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، وأولئك الذين تغيرت شخصيتهم هم وحدهم المؤهلون للشهادة لله، ولن يسمح الله للإنسان أن يجلب عن عمد عارًا على اسمه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله
يختبر الإنسان عمل الله، ويعرف نفسه، ويخلّص نفسه من شخصيته الفاسدة، ويسعى إلى النمو في الحياة، وكل هذا من أجل معرفة الله. إن لم تكن تسعى إلا لمعرفة نفسك وتهذيب شخصيتك الفاسدة فقط، وليس لديك معرفة بالعمل الذي يعمله الله للإنسان، أو بمدى عظمة خلاصه، أو بكيفية اختبار عمل الله والشهادة لأفعاله، فاختبارك أحمق. إن كنت تعتقد أن قدرتك على ممارسة الحق، وقدرتك على التحمل تعني أن حياة الشخص قد نضجت، فهذا يعني أنك ما زلت لا تفهم المعنى الحقيقي للحياة، وما زلت لا تفهم غرض الله من تكميله للإنسان. في يوم من الأيام عندما تكون في الكنائس الدينية، وسط أعضاء كنيسة التوبة أو كنيسة الحياة، فسوف تصادف العديد من الأشخاص المتدينين الذين تشتمل صلواتهم على "رؤى"، والذين يشعرون بأنهم ينالون لمسات ولديهم كلمات لإرشادهم في سعيهم للحياة. بالإضافة إلى ذلك، فهم قادرون في كثير من الأمور على التحمل، وإنكار أنفسهم، وألا يقودهم الجسد. في ذلك الوقت، لن تكون قادرًا على معرفة الفرق: ستعتقد أن كل ما يفعلونه هو الصحيح، وهو التعبير الطبيعي عن الحياة، ومما يؤسف له بشدة أن الاسم الذي يؤمنون به هو اسم خاطئ. أليست هذه المعتقدات حمقاء؟ لماذا يُقال إن العديد من الناس ليس لديهم حياة؟ لأنهم لا يعرفون الله، ومن ثمَّ يقال إنه ليس لديهم إله في قلوبهم، وليس لديهم حياة. إذا كان إيمانك بالله قد وصل إلى نقطة تكون فيها قادرًا على معرفة أفعال الله معرفة كاملة، والجانب العملي لله، وكل مرحلة من مراحل عمل الله، فإنك تمتلك الحق. إذا كنت لا تعرف عمل الله وشخصيته، فإن اختبارك لا يزال ينقصه شيئًا ما. إذا لم تكن لديك معرفة بأشياء مثل كيف نفَّذ يسوع تلك المرحلة من عمله، وكيف تُنفَّذ هذه المرحلة، وكيف أن الله قام بعمله في عصر النعمة وما العمل الذي تمّ، وما العمل الذي يتم في هذه المرحلة، فلن تشعر أبدًا بالأمان والطمأنينة. إذا تمكنت، بعد فترة من الاختبار، من معرفة العمل الذي قام به الله وكل خطوة من خطوات عمل الله، ولديك معرفة كاملة بأهداف كلام الله، وسبب عدم تحقق الكثير من الكلمات التي تكلم بها، فعندها يمكنك أن تهدأ وتسير بجرأة في الطريق التي أمامك دون قلق أو اجتياز في التنقية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يستطيع الشهادة لله إلا أولئك الذين يعرفون الله
إن معرفة شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو يمكن أن يكون لها تأثيرٌ إيجابيّ على الناس. فيمكنها أن تساعدهم على زيادة ثقتهم بالله وعلى بلوغ الخضوع والاتقاء الحقيقين له. وهكذا لن يظلوا يتبعونه أو يعبدونه عبادةً عمياء. فالله لا يريد الحمقى أو أولئك الذين يتبعون القطيع تبعيّةً عمياء، بل بالأحرى يريد مجموعةً من الناس لديهم في قلوبهم فهمٌ ومعرفة واضحين لشخصيّة الله ويمكنهم أن يكونوا شهودًا لله، وبسبب محبّته وبسبب ما لديه ومَنْ هو وبسبب شخصيّته البارّة، ألّا يتركوا الله أبدًا. إذا كنت تتبع الله وكان لا يزال في قلبك عدم وضوحٍ أو إذا كان هناك غموضٌ أو ارتباكٌ بشأن الوجود الحقيقيّ لله وشخصيّته وما لديه ومن هو وخطّته لخلاص البشريّة، فعندئذٍ لا يستطيع إيمانك أن ينال مدْح الله. فالله لا يريد من مثل هذا الشخص أن يتبعه، ولا يحبّ لمثل هذا الشخص أن يأتي أمامه. فلأن مثل هذا الشخص لا يفهم الله، فإنه لا يستطيع أن يُسلّم قلبه لله، فقلبه مغلقٌ على الله، ولذا فإن إيمانه بالله مملوء بالشوائب، ولا يمكن وصف تبعيّته لله سوى أنها تبعيّةٌ عمياء. لا يمكن للناس أن يبلغوا إيمانًا حقيقيًّا وأن يكونوا تابعين حقيقيّين إلّا إذا كان لديهم فهمٌ حقيقي لله ومعرفة حقيقية به، مما يُولّد بداخلهم خضوع حقيقيّ واتقاء الله. وبهذه الطريقة فقط يمكن أن يُسلّموا قلبهم لله وأن يفتحوا قلبهم له. هذا ما يريده الله، لأن كلّ ما يفعلونه ويُفكّرون به يمكن أن يجتاز اختبار الله ويمكن أن يشهد لله.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)
باعتبارك كائنًا مخلوقًا، إذا أردت إتمام واجب الكائن المخلوق وفهم مقاصد الله، فيجب عليك أن تفهم عمل الله، ويجب أن تفهم مقاصد الله للمخلوقات، ويجب أن تفهم خطته في التدبير، ويجب أن تفهم كل دلالة يحملها العمل الذي يقوم به. إن الذين لا يفهمون هذا ليسوا مخلوقات مؤهلة! فباعتبارك كائنًا مخلوقًا، إذا لم تفهم من أين جئت، ولم تفهم تاريخ البشرية وكل عمل قام به الله، ولم تفهم أيضًا كيف تطورت البشرية حتى يومنا هذا، ولم تفهم مَنْ الذي يحكم البشرية كلها، فأنت إذًا غير قادر على القيام بواجبك. لقد قاد الله البشرية حتى يومنا هذا، ومنذ أن خلق الإنسان على الأرض لم يتركه أبدًا. لا يتوقف الروح القدس عن العمل أبدًا، ولم يتوقف عن قيادة البشرية قط، ولم يترك البشرية قط. لكن الإنسان لم يدرك أن هناك إلهًا، ناهيك عن أن يعرف الله، فهل هناك ما هو أكثر مهانة من هذا لجميع المخلوقات؟ يقود الله بنفسه الإنسان، لكن الإنسان لا يفهم عمل الله. إنك كائن مخلوق، لكنك لا تعي تاريخك، وغير مدرك لكُنْه مَنْ يقودك في رحلتك، فأنت غافل عن العمل الذي قام به الله، ومن ثمَّ فأنت غير قادر على معرفة الله. فإذا كنت ما زلت لا تعرف الآن، فلن تكون مؤهلاً للشهادة لله أبدًا. واليوم، يقود الخالق بنفسه جميع الناس مرة أخرى، ويجعل جميع الناس ينظرون إلى حكمته وقدرته وخلاصه وروعته. ومع ذلك فإنك لا تزال غير مدرك أو واعٍ – أفلست أنت بهذا تكون ذلك الشخص الذي لن ينال الخلاص؟ إن الذين ينتمون إلى الشيطان لا يفهمون كلمات الله، أما الذين ينتمون إلى الله فيمكنهم أن يسمعوا صوت الله. إن جميع مَنْ يدركون ما أقول ويفهمونه هم أولئك الذين سينالون الخلاص والذين سيشهدون لله؛ وأما جميع مَنْ لا يفهمون ما أقول فلا يمكنهم الشهادة لله وأولئك مَنْ سيتم استبعادهم. إن أولئك الذين لا يفهمون مقاصد الله ولا يدركون عمل الله غير قادرين على تحقيق معرفة الله، ولا يمكن أن يشهد مثل هؤلاء لله. فإذا كنت ترغب في أن تشهد لله، فعليك أن تعرف الله؛ فمعرفة الله تتحقَّق من خلال عمل الله. وإجمالاً، إذا كنت ترغب في معرفة الله، فعليك أن تعرف عمل الله: إن لمعرفة الله أهمية قصوى. عندما تنتهي المراحل الثلاث من العمل، ستكون هناك جماعة من الناس يشهدون لله، جماعة من الناس الذين يعرفون الله. كل هؤلاء الناس سيعرفون الله. وسيكونون قادرين على ممارسة الحق، وسيمتلكون الإنسانية والحس. وسيعرفون جميعًا المراحل الثلاث لعمل الله الخلاصيّ. هذا هو العمل الذي سيُنجَز في النهاية، وسيُشكِّل هؤلاء الناس بلورة عمل تدبير الله في 6000 عام، وهم أقوى شهادة للهزيمة النهائية للشيطان.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله
ومع ذلك، يُحدِّد مقدارٌ كبير من فهم الله الموجود في قلوب الناس مقدار وضعه في قلوبهم. كُلَّما زادت درجة معرفة الله في قلوبهم عَظُمَ وضع الله في قلوبهم. إذا كان الإله الذي تعرفه فارغًا ومُبهمًا، فإن الإله الذي تؤمن به أيضًا فارغٌ ومُبهمٌ. الإله الذي تعرفه محدود ضمن نطاق حياتك الخاصّة، ولا علاقة له بالإله الحقيقيّ ذاته. وبالتالي، فإن معرفة أفعال الله العمليَّة، ومعرفة عمليَّة الله وكونه كُليّ القدرة، ومعرفة الهويَّة الحقيقيَّة لله ذاته، ومعرفة ما لديه ومَن هو، ومعرفة ما قد أظهره بين جميع الأشياء – هذه أمورٌ مُهمَّة جدًّا لكُلّ شخصٍ يسعى إلى معرفة الله. هذه الأمور لها تأثيرٌ مباشر على ما إذا كان الناس يمكنهم الدخول إلى واقع الحقّ. إذا قيَّدتَ فهمك لله بمُجرَّد الكلمات، إذا قيَّدته باختباراتك الخاصَّة القليلة، أو نعمة الله التي تحصيها، أو شهاداتك القليلة عن الله، فإنّي أقول إن الله الذي تؤمن به ليس بالتأكيد الإله الحقيقيّ ذاته، ويمكن القول أيضًا إن الإله الذي تؤمن به هو إله خيالي، وليس هو الإله الحقيقي. يعود السبب في ذلك إلى أنَّ الإله الحقيقي هو الواحد الذي يحكم كُلّ شيءٍ، ويمشي بين كُلّ شيءٍ، ويُدبِّر كُلّ شيءٍ. إنَّه الواحد الذي يحمل مصير البشريَّة كافةً – الواحد الذي يحمل مصير كُلّ شيءٍ. إن عمل الله وأفعاله التي أتحدَّث عنها لا تقتصر فقط على مجموعة صغيرة من الناس. هذا يعني أنَّها لا تقتصر فقط على الأشخاص الذين يتبعونه حاليًا. تظهر أعماله بين جميع الأشياء، في بقاء جميع الأشياء، وفي نواميس تغيُّر جميع الأشياء. إذا كنت لا تستطيع رؤية أيٍّ من أعمال الله بين جميع الأشياء أو التعرُّف عليه، فلن يمكنك أن تكون شاهدًا لأيٍّ من أعماله. وإذا كنت لا تستطيع الشهادة لله، وإذا واصلتَ الحديث عمَّا يُسمَّى بـ"الإله" الصغير الذي تعرفه، ذلك الإله الذي تحدُّه أفكارك الخاصَّة، ويقبع داخل عقلك الضيِّق، إذا واصلت الحديث عن هذا النوع من الإله، فلن يمتدح الله إيمانك على الإطلاق. إذا كنت في شهادتك لله تتحدَّث فقط عن كيف أنَّك تتمتَّع بنعمة الله، وتَقْبَلُ تأديب الله وتأنيبه، وتُسرُ ببركاته، فإن هذا غير كافٍ بشكلٍ كبير وبعيدٌ عن إرضائه. أمَّا إذا كنت تريد أن تشهد لله بطريقةٍ تتوافق مع مشيئته، أي أن تشهد للإله الحقّ ذاته، فينبغي لك أن ترى ما لدى الله ومَن هو الله مِن أعماله. يجب أنّ ترى سلطان الله من سيطرته على كُلّ شيءٍ، وأن ترى حقيقة كيفيَّة تدبيره للبشريَّة كُلّها. إذا اعترفتَ فقط أنَّ طعامك وشرابك اليوميَّين وضروريَّاتك في الحياة تأتي من الله، ولكنَّك لا ترى الحقّ أن الله يعول جميع البشر من خلال جميع الأشياء، وأنَّه يقود جميع البشر عن طريق حُكمه لكُلّ شيءٍ، فلن تتمكَّن البتَّة من أنّ تكون شاهدًا لله.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (9)
إن كنتَ لا تفهم شخصية الله، فسيكون من المستحيل عليك القيام بالعمل الذي يجب عليك القيام به لأجله. وإن كنتَ لا تعرف جوهر الله، فسيكون من المستحيل عليك أن تُكنّ له التقوى والمهابة، وبدلاً من ذلك لن تُبدي سوى لامبالاةً ومراوغةً، بل وتجديفًا عنيدًا. ومع أن فهم شخصية الله أمر مهم بالفعل، ولا يمكن إغفال شأن معرفة جوهر الله، فإنه لم يسبق لأحد أبدًا أن درس هذه القضايا دراسةً وافية أو تعمّق فيها. من الواضح ملاحظة أنكم جميعًا قد رفضتم جميع المراسيم الإدارية التي أصدرتها. إذا كنتم لا تفهمون شخصية الله، فسوف على الأرجح تسيئون إلى شخصيته. إن الإساءة إلى شخصيته يعادل إغضاب الله نفسه، وفي هذه الحالة ستكون النتيجة النهائية لتصرفك هي مخالفة المراسيم الإدارية. يجب عليك أن تدرك الآن أنك عندما تعرف جوهر الله يمكنك أيضًا فهم شخصيته، وعندما تفهم شخصيته ستكون أيضًا قد فهمت المراسيم الإدارية. وغني عن القول أن كثيرًا مما تحويه المراسيم الإدارية يتطرق إلى شخصية الله، ولكن لم يُعبر عن شخصيته بكاملها في طيات هذه المراسيم. ومن ثمَّ، عليكم أن تخطوا خطوة أخرى في تطوير فهمكم لشخصية الله.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله
إن كان ما يكسب الناس معرفة عنه ويتوصلون إلى فهمه هو شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو، فإن ما يكتسبونه هو الحياة التي تأتي من الله. بُمجرّد أن تتشكّل هذه الحياة بداخلك، سوف تصبح مخافتك من الله أكبر وأكبر، وهذا ربح يتحقق على نحو طبيعيّ جدًّا. إذا لم ترد أن تفهم أو تعرف شخصيّة الله أو جوهره، وإذا كنت لا تريد حتّى التفكير في هذه الأمور أو التركيز عليها، فيمكنني أن أخبرك بالتأكيد أن الطريقة التي تسعى بها حاليًا إلى إيمانك بالله لا يمكن أن تسمح لك أبدًا بإرضاء مشيئته أو نيل رضاه. إضافة إلى ذلك، لا يمكنك أبدًا الوصول إلى الخلاص – هذه هي النتائج النهائيّة. عندما لا يفهم الناس الله ولا يعرفون شخصيّته، فإن قلوبهم لا يمكنها أبدًا أن تنفتح له حقًا. وبعد أن يفهموا الله، سوف يكون لديهم الاهتمام والإيمان للتعاطف مع قلب الله واستطابته. عندما تتعاطف مع قلب الله وتستطيبه، سوف ينفتح قلبك له تدريجيًّا شيئًا فشيئًا. وعندما ينفتح قلبك له، سوف تشعر بمدى الخزي والخِسَّة التي كانت عليها محاولاتك في إجراء تعاملات مع الله وكذلك مطالبك من الله ورغباتك الفارهة. عندما ينفتح قلبك حقًّا لله، سوف ترى أن قلبه عالمٌ بلا حدودٍ، وفي الوقت نفسه، سوف تدخل إلى عالم لم تختبره من قبل قط. حيث لا يوجد غشٌّ ولا خداع ولا ظلام ولا شرّ. لا يوجد به سوى الإخلاص والأمانة، والنور والاستقامة، والبرّ واللطف. إنه مليءٌ بالمحبّة والرعاية والرحمة والتسامح، ومن خلاله تشعر بالسعادة والفرح كونك حيًّا. هذه الأشياء هي ما سيكشفه الله لك الله عندما تفتح قلبك له. وهذا العالم اللانهائيّ ممتلئٌ بحكمة الله وبقدرته الكليّة؛ كما أنه ممتلئٌ بمحبّته وسلطانه. يمكنك هنا أن ترى كلّ جانبٍ من جوانب ما لدى الله ومَنْ هو وما يجلب له الفرح ولماذا يقلق ولماذا يحزن ولماذا يغضب... هذا ما يستطيع أن يراه كلّ شخصٍ يفتح قلبه ويسمح لله بالدخول. لا يمكن أن يأتي الله إلى قلبك إلّا إذا فتحته له. لا يمكنك أن ترى ما لدى الله ومَنْ هو ولا يمكنك أن ترى نيته نحوك إلّا إذا دخل قلبك. في ذلك الوقت، سوف تكتشف أن كلّ شيءٍ عن الله ثمينٌ جدًّا، وأن ما لديه ومَنْ هو جديرٌ بالاعتزاز. وفي المقابل، فإن الأشخاص الذين يحيطون بك، والأشياء والأحداث في حياتك، وحتّى أحباءك وشريك حياتك، والأشياء التي تحبّها، تكاد لا تستحقّ الذكر. فهذه الأمور صغيرة للغاية ومتواضعة للغاية لدرجة أنك ستشعر أنه لن يتمكّن أيّ شيءٍ ماديّ من أن يجذبك مرّةً أخرى، أو أن يغريك من جديد أبدًا لدفع أيّ ثمنٍ له. في تواضع الله سوف ترى عظمته وسموّه. وإضافة إلى ذلك، سوف ترى في أحد أعمال الله، التي اعتقدت سابقًا أنه صغيرٌ جدًّا، حكمته اللانهائيّة وتسامحه، وسوف ترى صبره وتحمّله وفهمه لك. وهذا سيوّلد فيك عشقًا له. في ذلك اليوم، سوف تشعر أن البشريّة تعيش في عالمٍ دنسٍ، وأن الناس الذين بجانبك والأشياء التي تحدث في حياتك، وحتّى أولئك الذين تحبّهم، ومحبّتهم لك وحمايتهم المزعومة أو اهتمامهم بك لا يستحقّ الذكر حتّى، فالله وحده هو حبيبك، والله وحده هو مَنْ تُقدّره أكثر. عندما يأتي ذلك اليوم، أعتقد أنه سيوجد بعض الناس الذين يقولون: إن محبّة الله عظيمةٌ جدًّا وجوهره مُقدّسٌ جدًّا وليس فيه غشٌّ ولا شرّ ولا حسد ولا صراع، بل البرّ والأصالة وحدهما، وكلّ شيءٍ لدى الله ومن هو يجب أن يتوق إليه البشر. يجب على البشر أن يسعوا وراءه ويتطلعوا إليه. على أيّ أساسٍ تُبنى قدرة البشر على تحقيق ذلك؟ إنه مبنيٌّ على أساس فهمهم لشخصية الله وفهمهم لجوهر الله. ولذلك فإن فهم شخصيّة الله وما لديه ومَنْ هو درسٌ مستمرّ مدى الحياة لكلّ شخصٍ؛ وهذا هدفٌ مستمرّ مدى الحياة لكلّ شخصٍ يسعى جاهدًا إلى تغيير شخصيّته ويسعى إلى معرفة الله.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (3)
إن معرفة جوهر الله ليس أمرًا تافهًا. يجب أن تفهم شخصيته. بهذه الطريقة ستحصل تدريجيًا ودون أن تدري على معرفة جوهر الله. عندما تكون قد دخلت في هذه المعرفة، ستجد نفسك تدخل في حالة أرقى وأكثر جمالاً. وفي النهاية، ستشعر بالخجل من روحك القبيحة، لدرجة تُشعرك أنه لا يوجد مكان لتختبئ فيه من خزيك. في ذلك الوقت، سيقل تدريجيًا سلوكك تجاه الإساءة إلى شخصية الله، وسيقترب قلبك أكثر فأكثر من قلب الله، وسوف ينمو تدريجيًا حبه في قلبك. هذا علامة على دخول البشر في حالة جميلة. ولكنكم حتى الآن لم تحققوا هذا. وبينما تنطلقون من أجل مصيركم، مَنْ سيكون لديه أي رغبة في محاولة معرفة جوهر الله؟ إذا استمر هذا، فسوف تتعدون على المراسيم الإدارية دون وعي؛ لأنكم لا تفهمون سوى القليل جدًا عن شخصية الله. إذًا، أليس ما تفعلونه الآن هو بمثابة وضع أساس لآثامكم ضد شخصية الله؟ وليس طلبي منكم أن تفهموا شخصية الله بمعزل عن عملي؛ لأنكم إن كنتم تتعدَّون على المراسيم الإدارية كثيرًا، فمَنْ منكم يمكن أن يُفلت من العقاب؟ ألن يكون عملي بأكمله حينها بلا جدوى؟ لذلك، ما زلت أطلب منكم، بالإضافة إلى التدقيق في سلوككم، أن تكونوا حذرين في الخطوات التي تتخذونها. سيكون هذا هو المطلب الأعلى الذي أطلبه منكم، وآمل أن تفكروا فيه جميعًا بعناية، وأن تولوه اهتمامكم بجدية. إذا جاء يوم من الأيام أغضبتني فيه أعمالكم غضبًا عارمًا، فسيكون عليكم وحدكم التفكير في العواقب، ولن يوجد شخص آخر يتحمل العقاب بدلاً منكم.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله
ترانيم ذات صلة
نتيجة معرفة الله
معرفة الله هي أسمى كرامة للكائنات المخلوقة
لا يستطيع الإنسان الوصول إلى محبة الله سوى بمعرفة الله
عواقب عدم معرفة شخصية الله