30. كيفية علاج مشكلة تمرد الناس على الله ومقاومتهم له
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
بعد عدة آلاف من السنين التي ساد فيها الفساد، أصبح الإنسان فاقداً للحس ومحدود الذكاء، وغدا شيطاناً يعارض الله، حتى وصل الأمر إلى أن تمرد الإنسان على الله قد وُثِّق في كتب التاريخ، بل إن الإنسان نفسه لم يعد قادراً على إعطاء وصف كامل لسلوكه المتمرّد؛ لأن الشيطان أفسد الإنسان بشدة، وضلله إلى الحد الذي لم يعد يعرف له فيه ملاذاً يلجأ إليه. وحتى في يومنا هذا، مازال الإنسان يخون الله: عندما يحظى الإنسان برؤية الله فإنه يخونه، وعندما يعجز عن رؤية الله يخونه أيضا. بل إن هناك أناسًا بعد أن شهدوا لعنات الله وغضبه لا يزالون مستمرين في خيانته. ولذا يمكنني أن أقول إن تفكير الإنسان قد فقد وظيفته الأصلية، وإن ضمير الإنسان، أيضاً، فقد وظيفته الأصلية. إن الإنسان الذي أنظر إليه هو وحش في زيّ إنسان، إنه ثعبان سام، ومهما حاول أن يظهر مستحقًا للشفقة أمام عيني، فلن أشعر بالرحمة تجاهه مطلقاً؛ لأن الإنسان لا يمتلك القدرة على إدراك الفرق بين الأسود والأبيض، أو الفرق بين الحقيقة وغير الحقيقة. إن تفكير الإنسان مخدّر للغاية، ومع ذلك فهو لا يزال يرغب في الحصول على البركات. إن إنسانيته حقيرة جداً، ومع ذلك فهو لا يزال يرغب في امتلاك سيادة مَلِك. من هم الذين يمكن أن يصبح ملكاً عليهم بتفكير كهذا؟ كيف يستطيع بإنسانية كهذه أن يجلس على العرش؟ حقا إن الإنسان لا يعرف الخجل! إنه بائس متعجرف! نصيحتي للراغبين منكم في الحصول على البركات هي أن تبحثوا أولاً عن مرآة، وتنظروا إلى صورتكم القبيحة: هل لديك ما يلزم لكي تصبح ملكًا؟ هل لديك وجه إنسان يمكن أن ينال البركات؟ لم يطرأ أدنى تغيير على شخصيتك، ولم تضع أياً من الحق موضع التنفيذ، ومع ذلك ما زلت تتمنى في أن تحظى بغد رائع. إنك تضلل نفسك! الإنسان، الذي وُلد في مثل هذه الأرض القذرة، قد أعداه المجتمع إلى درجة خطيرة، كُيِّف بواسطة الأخلاق الإقطاعية، وتلقى التعليم في "معاهد التعليم العالي". التفكير المتخلّف، والأخلاقيات الفاسدة، والنظرة الوضيعة إلى الحياة، وفلسفة التعاملات الدنيوية الخسيسة، والوجود الذي لا قيمة له على الإطلاق، وعادات الحياة اليومية الدنيئة – كل هذه الأشياء ظلت تدخل عنوة إلى قلب الإنسان، وتتلف ضميره وتهاجمه بشدة. ونتيجة لذلك، أصبح الإنسان بعيدًا عن الله أكثر فأكثر، وراح يعارضه أكثر فأكثر، كما غدت شخصية الإنسان أكثر قسوة يومًا بعد يوم. لا أحد يتنازل عن أي شيء من أجل الله عن طيب خاطر، كما لا يوجد شخص واحد يمكن أن يخضع لله عن طيب خاطر، بل إنه لا يوجد شخص واحد يمكن أن يطلب ظهور الله عن طيب خاطر. بدلًا من ذلك، يسعى الإنسان إلى اللذة بقدر ما يشاء، تحت نفوذ الشيطان، ويفسد جسده في الوحل دونما قيد. وحتى عندما يسمع الذين يعيشون في الظلام الحق، لا يكون لديهم أي رغبة في ممارسته، ولا يميلون إلى الطلب، حتى عندما يرون أن الله قد ظهر بالفعل. كيف يكون لبشر منحطين على هذا النحو أي هامش للخلاص؟ كيف يمكن لبشر منحلين على هذا النحو أن يعيشوا في النور؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله
إن مصدر معارضة الإنسان وتمرده على الله هو الإفساد الذي ألحقه به الشيطان. بسبب فساد الشيطان، تخدَّر ضمير الإنسان، واضمحلت أخلاقه وأفكاره، وتخلَّفت نظرته الذهنية. أما قبل أن يفسد الشيطان الإنسان، فقد كان الإنسان بطبيعة الحال يخضع لله ويخضع لكلماته بعد سماعها. كان بطبيعته يتمتع بتفكير سديد وضمير سليم وطبيعة بشرية عادية. أما بعدما أفسده الشيطان أُصيب منطقه وضميره وإنسانيته الأصليين بالتبلد ولحقها التلف بفعل الشيطان. وبهذه الطريقة، فقد خضوعه ومحبته لله. أصبح منطق الإنسان شاذًا، وأصبحت شخصيته مشابهة لشخصية الحيوان، وأصبح تمرده على الله أكثر تكراراً وأشد إيلاماً. ومع ذلك فإن الإنسان لا يعلم ذلك ولا يلاحظه، وبكل بساطة يعارض ويتمرد. إن الكشف عن شخصية الإنسان هو تعبير عن تفكيره وبصيرته وضميره، ولأن عقله وشخصيته فاسدان، ولأن ضميره تخدّر إلى أقصى حد، فقد أصبحت شخصيته متمردة على الله. إذا كان تفكير الإنسان وبصيرته غير قابلين للتغيير، فإن التغييرات في شخصيته تصبح غير واردة؛ حيث يصبح حسب قلب الله. إذا كان تفكير الإنسان غير سليم، فإنه لا يكون قادراً على خدمة الله ويصبح غير صالح لأن يستخدمه الله. المقصود من "التفكير العادي" هو الخضوع لله والإخلاص له، والشوق إليه، والتوجه إليه بطريقة لا لبس فيها، وامتلاك ضمير متجه نحو الله. والمقصود منه أيضًا هو أن يتوحّد القلب والعقل تجاه الله، لا في الاتجاه المعارض عمدًا لله. إن مَنْ يمتلكون "تفكيراً ضالاً" ليسوا على هذه الشاكلة. فمنذ أن أفسد الشيطان الإنسان أنتج هذا الأخير تصورات عن الله، ولم يعد لديه ولاء أو شوق إلى الله، فضلاً عن ضمير يتجه نحو الله. يعارض الإنسان الله عن عمد ويصدر الأحكام عليه، إضافة إلى أنه يرشقه بمفردات القدح من وراء ظهره. يعرف الإنسان بوضوح أنه الله، ومع ذلك يستمر في إدانته من وراء ظهره، وليس لديه أي نية لأن يخضع له، ولا يتوجه سوى بالمطالب والطلبات العمياء إلى الله. لا يمتلك هذا النوع من الناس، أي الناس الذين يمتلكون تفكيراً ضالاً، القدرة على ملاحظة تصرفاتهم الخسيسة أو الشعور بالندم على تمردهم. إذا كان الناس يمتلكون القدرة على معرفة أنفسهم، فبإمكانهم استعادة القليل من قدرتهم على التفكير المنطقي، وكلما ازداد تمرد الناس على الله بينما يجهلون أنفسهم، ازداد انحراف تفكيرهم.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله
مقاومو الله الذين أتحدث عنهم هم أولئك الذين لا يعرفون الله، وأولئك الذين يعترفون به بشفاههم ولكنهم لا يعرفونه، وأولئك الذين يتبعون الله ولكنهم لا يخضعون له، وأولئك الذين يتمتَّعون بنعمة الله ولكنهم لا يستطيعون التمسُّك بالشهادة له. بدون فهم غرض عمل الله، أو فهم عمل الله في الإنسان، لا يمكن للإنسان أن يكون على وِفاق مع مقاصد الله أو أن يتمسَّك بالشهادة له. ينشأ السبب في معارضة الإنسان لله من شخصية الإنسان الفاسدة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ينشأ من الجهل بالله وانعدام الفهم لمبادئ عمله ولمقاصده تجاه الإنسان. هذان الجانبان معًا يشكلان تاريخ مقاومة الإنسان لله. فالمبتدئون في الإيمان يقاومون الله؛ لأن تلك المقاومة تكمن في طبيعتهم، أما مقاومة الله من أولئك الأشخاص الذين قضوا سنوات عديدة في الإيمان فهي ناتجة عن جهلهم به، بالإضافة إلى شخصيتهم الفاسدة. قبل الزمن الذي صار فيه الله جسدًا، كان مقياس مقاومة الإنسان لله هو مدى حفظ الإنسان للمراسيم التي نص الله عليها في السماء. على سبيل المثال، في عصر الناموس، اُعتبِر مَن لم يحفظ شرائع يهوه مقاومًا الله؛ وأي شخص كان يسرق الذبائح المُقدَّمة ليهوه، أو يقف ضد المفضلين لدى يهوه، كان يُعد مقاومًا لله ويُرجم حتى الموت. وكان أي شخص لا يحترم أباه وأمه، وأي شخص يضرب أو يلعن شخصًا آخر، يُنظر إليه على أنه لم يحفظ الشرائع. وعُدَّ كل مَن لم يحفظوا شرائع يهوه أنهم يقفون ضده. لم يعد الأمر كذلك في عصر النعمة، حينما عُدَّ كل مَن يقف ضد يسوع على أنه يقف ضد الله، وعُدَّ أي شخص لم يخضع للكلمات التي نطق بها يسوع على أنه يقف ضد الله. في ذلك الوقت، أصبحت الطريقة التي يُصاغ بها تعريف "مقاومة الله" أكثر وضوحًا وواقعية. في الزمن الذي لم يكن الله قد صار فيه جسدًا، استند مقياس ما إذا كان الإنسان قاوم الله على ما إذا كان الإنسان يعبد الإله غير المنظور الذي في السماء ويوقِّره. ولم تكن كيفية تعريف "مقاومة الله" آنذاك عملية إلى حد كبير؛ لأنه لم يكن بمقدور الإنسان أن يرى الله ولم يكن يعرف ما صورته بالضبط أو كيف كان يعمل ويتحدَّث. لم يكن لدى الإنسان أي مفاهيم عن الله، وكان يؤمن بالله على نحوٍ غامض؛ لأن الله لم يكن قد ظهر للإنسان بعد. ولذلك، كيفما آمن الإنسان بالله في مخيلته، فإنَّ الله لم يُدِن الإنسان أو يطلب منه مطالب مرتفعة للغاية؛ لأن الإنسان كان غير قادر تمامًا على أن يرى الله. حين يصير الله جسدًا ويأتي للعمل بين البشر، يراه الجميع ويسمعون كلماته، ويرون أعمال الله في الجسد. في تلك اللحظة، تصير مفاهيم الإنسان كلها زَبَدًا. بالنسبة إلى أولئك الذين رأوا الله يظهر في الجسد، فلن يُدانوا إذا هم خضعوا لله عن قصد، بينما أولئك الذين يقاومونه عن عمدٍ، يُعدّون مقاومين لله. مثل هؤلاء الناس هم أضداد المسيح، وهم أعداء يقاومون الله عن قصدٍ. أولئك الذين لديهم مفاهيم عن الله، لكنهم لا يزالون مستعدين للخضوع له طواعية، فلن يُدانوا. الله يدين الإنسان بناءً على نواياه وأفعاله، لا على خواطره وأفكاره. لو أنَّ الله أدان الإنسان على أساس خواطره وأفكاره، لما استطاع شخص واحد أن يهرب من يدي الله الغاضبتين. أولئك الذين يقاومون الله المتجسِّد عمدًا، سيُعاقبون على تحديهم. بخصوص هؤلاء الذين يقاومون الله عن عمدٍ، فمقاومتهم تنبع من حقيقة أنهم يضمرون مفاهيم عن الله، وهذه المفاهيم تقودهم بدورها إلى أفعال تتسبب في إرباك عمل الله. هؤلاء الناس يقاومون عمل الله ويدمِّرونه عن قصدٍ. ليس الأمر فحسب أن لديهم مفاهيم عن الله، بل ينخرطون أيضًا في أنشطة توقع الاضطراب في عمله، ولهذا السبب سوف يُدان الناس الذين هم من هذا النوع. أمَّا أولئك الذين لا يوقعون الاضطراب في عمل الله عن قصدٍ فلن يُدانوا بوصفهم خطاة؛ لأنَّهم قادرون على الخضوع عن قصد، ولا ينخرطون في أنشطة تسبب التعطيل والإرباك. هؤلاء الأشخاص لن يُدانوا. ولكن عندما اختبر الناس عمل الله لسنوات عديدة، إن كانوا لا يزالون يضمرون تصوّرات عن الله ولا يزالون غير قادرين على معرفة عمل الإله المتجسّد، وإن كانوا – بغض النظر عن عدد السنوات التي اختبروا فيها عمل الله – ما زالوا يمتلؤون بتصورات عديدة عن الله، وما زالوا غير قادرين على التعرف عليه، فحتى إن لم ينخرطوا في أنشطة تسبب الاضطراب، ومع ذلك تمتلئ قلوبهم بتصورات كثيرة عن الله، وحتى إن لم تظهر هذه التصوّرات، فإن مثل هؤلاء الناس لا يفيدون عمل الله بأي صورة، فهم غير قادرين على نشر الإنجيل من أجل الله أو التمسُّك بالشهادة له. مثل هؤلاء الناس لا يصلحون لشيء وهُم أغبياء. ولأنهم لا يعرفون الله، بالإضافة إلى أنهم عاجزون تمامًا عن التخلّي عن تصوّراتهم عن الله؛ فهُم لذلك مُدانون. يمكننا أن نقولها بهذه الكيفية: إنه من الطبيعي بين المبتدئين في الإيمان أن يكون لديهم تصوّرات عن الله أو قد لا يعرفون شيئًا عنه، ولكن من غير الطبيعي لشخص آمن لسنوات عديدة واختبر الكثير من عمل الله أن يظل لديه تصوّرات، ومن غير الطبيعي أيضًا ألا يكون لدى مثل هذا الشخص معرفة بالله. ونتيجةً لهذه الحالة غير العادية يدان هؤلاء الأشخاص. هؤلاء الأشخاص غير الطبيعيين هم جميعهم نفاية؛ إنَّهم أكثر مَن يعارضون الله، ومَن قد تمتعوا بنعمة الله عبثًا. سوف يُستبعد مثل هؤلاء الناس جميعًا في النهاية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يقاومونه
اعلموا أنكم تعارضون عمل الله أو تستخدمون تصوراتكم الخاصة لقياس عمل اليوم، ذلك لأنكم لا تعلمون مبادئ عمل الله ولأنكم تتعاملون بتهور مع عمل الروح القدس. إن معارضتكم لله وعرقلتكم لعمل الروح القدس سببها تصوراتكم وغطرستكم المتأصلة. ليس لأن عمل الله خطأ، بل لأنكم متمردون جدًا بالفطرة. لا يمكن لبعض الناس، بعد اكتشاف إيمانهم بالله، القول من أين جاء الإنسان على وجه اليقين، لكنهم يجرؤون على إلقاء الخطب العامة ليقيِّموا أوجه الصواب والخطأ في عمل الروح القدس. حتى إنهم يعظون الرسل الذين نالوا العمل الجديد للروح القدس، فيعلِّقون ويتحدثون بحديث في غير محله؛ فبشريتهم ضحلة للغاية وليس لديهم أدنى إحساس بهم. ألن يأتي اليوم الذي يزدري فيه عمل الروح القدس هؤلاء الناس ويحرقهم في نار الجحيم؟ إنهم لا يعرفون عمل الله لكنهم ينتقدون عمله ويحاولون أيضًا توجيه الله في عمله. كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس غير المنطقيين أن يعرفوا الله؟ يتجه الإنسان إلى معرفة الله أثناء عملية السعي والاختبار؛ ولا يأتي الإنسان إلى معرفة الله من خلال استنارة الروح القدس من خلال الانتقاد كما يشاء. كلما أصبحت معرفة الناس بالله دقيقة أكثر، كانت معارضتهم له أقل. وعلى النقيض من ذلك، كلما قلَّ عدد الأشخاص الذين يعرفون الله، زاد احتمال معارضتهم له. إن تصوراتك وطبيعتك القديمة وطبيعتك البشرية وشخصيتك ونظرتك الأخلاقية هي "رأس المال" الذي به تقاوم الله، كلما كانت أخلاقك فاسدة وصفاتك قبيحة وبشريتك منحطة، كنت أشد عداوة لله. إن أولئك الذين لديهم تصورات قوية والذين لديهم شخصية تتسم بالبر الذاتي، هم ألد أعداء لله المتجسد؛ فمثل هؤلاء الناس هم أضداد المسيح. إذا لم تخضع تصوراتك للتصحيح، فستكون دومًا ضد الله؛ ولن تكون متوافقًا مع الله، وستكون دومًا بمعزلٍ عنه.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله
أي شخص لا يفهم الغرض من عمل الله هو شخص يقاوم الله، والشخص الذي يفهم الغرض من عمل الله ولكنه لا يزال لا يسعى إلى إرضاء الله هو أكثر مقاومة لله. هناك أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله. لا أحد منهم قادر على معرفة الله؛ فضلًا عن أن يكون أي أحد من بينهم قادرًا على أن يكون على توافق مع مقاصد الله. جميعهم أناس عديمو القيمة وأنذال، وكل منهم يقف على منبر عالٍ ليحاضر "الله". إنهم أناس يقاومون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لواءه؛ ويدَّعون الإيمان بالله بينما يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس هم أبالسة أشرار يلتهمون نفس الإنسان، ورؤساء أبالسة يتعمدون إزعاج شروع الناس في الطريق الصحيح، وهم أحجار عثرة تعرقل طلب الناس لله. قد يبدو أنَّهم ذوو "خِلقة سليمة"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ليسوا سوى أضداد المسيح الذين يقودون الناس إلى مقاومة الله؟ كيف يمكن أن يعرف أتباعهم أنَّهم أبالسة أحياء مكرسون لالتهام النفوس البشرية؟ أولئك الذين يقدرون أنفسهم تقديرًا عاليًا في حضرة الله هم أحطّ البشر، بينما مَن يظنون أنهم وضعاء هم الأكثر شرفًا. وأولئك الذين يظنون أنَّهم يعرفون عمل الله، والذين هم – علاوةً على ذلك – قادرون على إعلان عمل الله للآخرين بجلبة كبيرة حتى بينما ينظرون إليه مباشرة – هؤلاء هم أكثر الناس جهلًا. مثل هؤلاء الناس كلهم بلا شهادة لله، وكلهم متغطرسون ومغرورون. أما أولئك الذين يعتقدون أن لديهم معرفة ضئيلة للغاية بالله على الرغم من خبرتهم الفعلية ومعرفتهم العملية بالله، فهؤلاء هم المحبوبون بالأكثر من الله. أُناس مثل هؤلاء هم وحدهم مَن يملكون الشهادة حقًا وهم حقًّا قابلون لأن يُكمِّلهم الله. أولئك الذين لا يفهمون مقاصد الله هم مقاومون لله؛ وأولئك الذين يفهمون مقاصد الله لكنهم لا يمارسون الحق هم مقاومون لله؛ وأولئك الذين يأكلون ويشربون كلام الله لكنهم يعارضون جوهر كلماته هم مقاومون لله؛ وأولئك الذين لديهم مفاهيم عن الله المُتجسِّد، وعلاوةً على ذلك ينخرطون في التمرد عن عمد هم مقاومون لله؛ وأولئك الذين يصدرون أحكامًا على الله هم مقاومون لله؛ وأي شخص غير قادر على معرفة الله أو تقديم شهادة له هو مقاوم لله. لذلك أحثكم على الآتي: إن كان لديكم إيمان حقًّا في مقدرتكم على المسير في هذا الطريق، فاستمروا إذًا في اتباعه. لكن إن كنتم غير قادرين على التوقف عن مقاومة الله، فمن الأفضل أن ترحلوا قبل فوات الأوان، وإلّا فستكون فرص حدوث أمور سيئة لكم عالية جدًا؛ لأن طبيعتكم ببساطة فاسدة للغاية. ليس لديكم أقل قَدْرٍ من الولاء أو الطاعة أو القلب المتعطِّش إلى البِرّ والحق، أو المحبة لله. يمكن القول إن حالتكم أمام الله حالة فوضى مُطْبِقة. أنتم لستم قادرين على أن تلتزموا بما ينبغي الالتزام به، وغير قادرين على أن تقولوا ما ينبغي عليكم قوله. لقد فشلتم في ممارسة ما يجب عليكم ممارسته، ولم تستطيعوا أداء المهمة الواجب عليكم أداؤها. ليس لديكم الولاء، أو الضمير، أو الطاعة، أو العزيمة التي يجب أن تكون لديكم. لم تتحمَّلوا المعاناة التي يجب عليكم تحمُّلها، وليس لديكم الإيمان الواجب أن يكون لديكم. ببساطة، أنتم مجرّدون بالكامل من أي استحقاق؛ ألا تشعرون بالخزي لاستمراركم في العيش؟ دعوني أقنعكم أنه من الأفضل لكم أن تغلقوا أعينكم في راحة أبدية، وبهذا تجنبون الله الانشغال بكم وتحمُّل المعاناة من أجلكم. إنَّكم تؤمنون بالله، ولكنكم لا تعرفون مقاصده؛ وتأكلون وتشربون كلام الله لكنكم غير قادرين على الوفاء بما يطلبه الله من الإنسان. إنَّكم تؤمنون بالله، ولكنكم لا تعرفونه، وتحيون بلا هدف تسعون إليه، وبلا أي قيم وبلا أي معنى. إنك تحيا كإنسان، لكنك بلا ضمير أو نزاهة أو أدنى مصداقية. هل ما زلتم تقدرون على تسمية أنفسكم بشرًا؟ إنَّكم تؤمنون بالله، ومع ذلك تخدعونه. إضافة إلى ذلك، تأخذون مال الله وتأكلون الذبائح المُقدَّمة له، ولكنَّكم في النهاية ما زلتم تفشلون في إظهار أدنى اهتمام بمشاعر الله أو أي ضمير تجاهه. وحتى أبسط مطالب الله لا يمكنكم تلبيتها. هل ما زلتم تقدرون على تسمية أنفسكم بشرًا؟ إنكم تأكلون الطعام الذي يوفره الله وتتنفسون الهواء الذي يعطيه لكم، وتتمتعَّون بنعمته، ولكنكم ليس لديكم في النهاية أدنى معرفة بالله. بل على العكس، لقد أصبحتم أشخاصًا عديمي الفائدة تعارضون الله. ألا يجعلكم هذا وَحشًا في درجة أقل من كلبٍ؟ هل من بين الحيوانات هناك من هو أكثر ضراوة منكم؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يقاومونه
إذا كنت قد آمنت بالله لعدة سنوات، لكنك لم تطعه أبدًا أو لم تقبل جميع كلامه، بل بالأحرى طلبت من الله أن يخضع لك وأن يتصرَّف وفقًا لأفكارك، فأنت إذًا أكثر الناس تمردًا وتُعد غير مؤمن. كيف يمكن لمثل هذا المرء أن يطيع عمل الله وكلامه الذي لا يتفق مع مفاهيم الإنسان؟ أكثر الناس تمردًا هو ذلك الذي يتحدى الله ويقاومه عمدًا. إنهم أعداء الله – أضد للمسيح. يحمل هذا الشخص باستمرار كراهية تجاه عمل الله الجديد، ولم يُظهر قط أدنى نية في قبوله، ولم يجعل نفسه تسرُ قط بإظهار الخضوع أو التواضع. إنه يُعظِّم نفسه أمام الآخرين ولم يُظهر الخضوع لأحد أبدًا. أمام الله، يعتبر نفسه الأكثر براعة في الوعظ بالكلمة والأكثر مهارة في العمل مع الآخرين. إنه لا يطرح "الكنوز" التي بحوزته أبدًا، لكنه يعاملها على أنها أملاك موروثة للعبادة والوعظ بها أمام الآخرين ويستخدمها لوعظ أولئك الحمقى الذين يضعونه موضع التبجيل. توجد بالفعل فئة معينة من الناس من هذا القبيل في الكنيسة. يمكن القول إنهم "أبطال لا يُقهرون" ممن يمكثون في بيت الله جيلاً بعد جيل. إنهم يتخذون من كرازة الكلمة (العقيدة) واجبًا أسمى. ومع مرور الأعوام وتعاقب الأجيال، يمارسون واجبهم "المقدس والمنزه" بحيوية. لا أحد يجرؤ على المساس بهم ولا يجرؤ شخص واحد على تأنيبهم علنًا. فيصبحون "ملوكًا" في بيت الله، إنهم يستشرون بطريقة لا يمكن التحكم فيها بينما يطغون على الآخرين من عصر إلى عصر. تسعى تلك الزُمرة من الشياطين إلى التكاتف لهدم عملي؛ فكيف أسمح لهؤلاء الشياطين بالعيش أمام عينيّ؟ حتى إن أولئك الذين لديهم نصف الطاعة فقط لا يستطيعون السير حتى النهاية، فما بال أولئك الطغاة ممن لا يحملون في قلوبهم أدنى طاعة! لا ينال الإنسانُ عملَ الله بسهولة. حتى إذا استخدم الإنسان كل ما أوتي من قوة، فلن يستطيع أن يحصل إلا على مجرد جزء حتى ينال الكمال في النهاية. فماذا عن أبناء رئيس الملائكة الذين يسعون إلى إبطال عمل الله؟ ألديهم أدنى رجاء في أن يربحهم الله؟ ليس غرضي من عمل الإخضاع هو مجرد الإخضاع، وإنما الإخضاع حتى يتبيّن البر من الإثم، ولإقامة الحُجّة على عقوبة الإنسان ولإدانة الأشرار، بل وأبعد من ذلك، لإخضاع من يطيعون بإرادتهم لأجل بلوغ الكمال. في النهاية، سيُفصل بين الجميع وفق ما يتصف كلٌ منهم به، وينال أهل الكمال ما يجول بأفكارهم وخواطرهم بالطاعة. هذا هو العمل الذي يتعيّن إنجازه في النهاية. أما أولئك الذين سلكوا سبل التمرد فسينالهم العقاب ويُحرَقون في النار حتى تصيبهم اللعنة الأبدية. عندما يحين ذلك الوقت، سيصبح هؤلاء "الأبطال العظماء الذين لا يقهرون" على مر العصور الماضية هم أسوأ الضعفاء الجبناء المنبوذين وأكثرهم "ضعفًا وعجزًا". يمكن لهذا فحسب أن يوضح كل مظهر من مظاهر بر الله ويكشف عن شخصيته التي لا تطيق أي إثم من الإنسان. يمكن لهذا وحده أن يسكِّن الكراهية في قلبي. ألا توافقون على أن هذا معقول تمامًا؟
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. مَنْ يخضعون لله بقلب صادق يُربَحون من الله بالتأكيد
فجميع أولئك الذين لا ينشدون الخضوع لله في إيمانهم يعارضون الله. يطلب الله من هؤلاء أن يبحثوا عن الحق، وأن يتوقوا إلى كلام الله، ويأكلوا ويشربوا كلمات الله، ويطبقوها، حتى يحققوا الخضوع لله. إذا كانت دوافعك حقاً هكذا، فإن الله سيرفعك بالتأكيد، وسيكون بالتأكيد كريماً معك. ما من أحد يشك في هذا، وما من أحد يمكنه تغييره. وإذا لم تكن نيتك الخضوع لله، وكانت لديك أهداف أخرى، فجميع ما تقول وتفعل – صلاتك بين يديَّ الله، وحتى كل عمل من أعمالك – سيكون معارضًا لله. قد تكون حلو اللسان لين الجانب ويبدو كل فعل أو تعبير منك صحيحًا، وقد يبدو عليك أنك واحد من الخاضعين، لكن عندما يتعلق الأمر بدوافعك وآرائك حول الإيمان بالله، يكون كل ما تفعله معارضًا لله، وذميماً. إن الذين يبدون طائعين كالأغنام، ولكن قلوبهم تحمل نوايا شريرة، هم ذئاب يرتدون ثياب الأغنام، ويغضبون الله مباشرةً، ولن يُفلت الله منهم أحدًا. سيكشف الروح القدس عن كل فرد منهم، حتى يمكن للجميع رؤية أن الروح القدس سيزدري جميع أولئك المرائين بالتأكيد. لا تقلق: سيتعامل الله مع كل منهم ويحاسب كل منهم بدوره.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. في إيمانك بالله ينبغي عليك أن تخضع لله
إن الناس لديهم شخصيات فاسدة، وحتى إذا كانت لديهم العزيمة للخضوع لله، فإن خضوعهم يكون محدودًا؛ فهو خضوع نسبي، كما أنه عرضي، وعابر، ومشروط. إنه ليس خضوعًا مطلقًا. وبشخصية فاسدة، يكون تمردهم كبيرًا للغاية. إنهم يعترفون بالله، ولكن لا يمكنهم الخضوع له، وهم مستعدون للاستماع إلى كلامه، ولكن لا يمكنهم الخضوع له. يعرفون أن الله صالح، ويريدون أن يحبوه لكنهم لا يستطيعون. لا يمكنهم الاستماع إلى الله بالكامل، ولا يمكنهم تركه يرتب كل شيء، ولا يزال لديهم اختياراتهم الخاصة، ويُضمرون مقاصدهم ودوافعهم الخاصة، ولديهم خططهم وأفكارهم، وطريقتهم في فعل الأشياء. وامتلاك طريقتهم الخاصة للقيام بالأشياء، وأساليبهم الخاصة، يعني أنه لا توجد طريقة يمكنهم بها الخضوع لله. يمكنهم فقط التصرف وفقًا لأفكارهم الخاصة والتمرد على الله. هذا هو حال الأشخاص المتمردين! وهكذا فإن طبيعة الإنسان ليست فقط مجرد شخصيات فاسدة بسيطة مثل البر الذاتي السطحي، أو الاعتداد بالذات، أو الكبرياء، أو الأكاذيب وأساليب الخداع العرضية تجاه الله؛ بل إن جوهر الإنسان قد أصبح بالفعل هو جوهر الشيطان. كيف خان رئيس الملائكة الله في الماضي؟ وماذا عن الناس في الوقت الحاضر؟ بصراحة، سواء قبلتم ذلك أم لم تقبلوه، فإن الناس في الوقت الحاضر لا يخونون الله تمامًا مثلما فعل الشيطان فحسب، بل هم أيضًا معادون لله مباشرة في قلوبهم، وتفكيرهم، وأيديولوجياتهم. هذا هو إفساد الشيطان للبشرية وتحويلهم إلى أبالسة؛ لقد أصبح البشر ذرية الشيطان حقًا. ربما ستقولون: "نحن لسنا معادين لله. نحن نستمع إلى كل ما يقوله الله". هذا سطحي؛ يبدو الأمر وكأنك تستمع إلى كل ما يقوله الله. في الواقع، عندما أعقد شركة بشكل رسمي وأتحدث، لا يكون لدى معظم الناس مفاهيم، ويكونون مهذبين ومطيعين، ولكن عندما أتحدث وأقوم بالأمور بالإنسانية الطبيعية، أو عندما أعيش وأتصرف بالإنسانية الطبيعية، تظهر مفاهيمهم. على الرغم من رغبتهم في إفساح مكان لي في قلوبهم، فإنهم لا يستطيعون استيعابي، ومهما تُعقَد الشركة عن الحق فإنهم لا يستطيعون التخلي عن مفاهيمهم. هذا يظهر أن الإنسان لا يمكنه الخضوع لله بشكل مطلق، وإنما بشكل نسبي فحسب. أنت تعرف أنه الله، وتعرف أن الله المُتجسد لا بد أن تكون له إنسانية طبيعية، فلماذا لا تستطيع الخضوع لله بشكل مطلق؟ الله الذي صار جسدًا هو المسيح، ابن الإنسان؛ لديه الألوهية والإنسانية الطبيعية على حد سواء. ظاهريًا، له إنسانية طبيعية، لكن ألوهيته تعيش وتعمل داخل هذه الإنسانية الطبيعية. والآن، لقد صار الله جسدًا في صورة المسيح، ممتلكًا الألوهية والإنسانية. ورغم ذلك، بعض الناس لا يستطيعون الخضوع إلا لبعض كلامه وعمله الإلهيين، آخذين فقط كلامه الإلهي ولغته العميقة بوصفتهما كلام الله، بينما يتجاهلون بعض كلامه وعمله في حالة الإنسانية الطبيعية. بل إن بعض الناس تكون لديهم أفكار ومفاهيم في قلوبهم، إذ يؤمنون أن لغته الإلهية فقط هي كلمة الله، وأن لغته البشرية ليست كذلك. فهل يمكن لهؤلاء الناس أن يقبلوا كل الحقائق التي يعبر عنها الله؟ هل يمكن أن يطهرهم الله ويكمِّلهم؟ كلا، لا يمكن، لأن مثل هؤلاء الناس يفهمون بطريقة عبثية ولا يستطيعون ربح الحق. باختصار، إن العالم الداخلي للإنسان معقد للغاية، وهذه الأمور المتعلقة بالتمرد معقدة جدًا؛ لا حاجة لشرح ذلك بالتفصيل.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
عندما تزداد طبيعة البشر وجوهرهم تعجرفًا، يمكنهم التمرد على الله ومقاومته كثيرًا، ولا يعيرون كلامه أي اهتمام، ويكوِّنون مفاهيم حوله، ويفعلون أشياء تخونه، وأشياء تمجّدهم وتقدِّم الشهادة لهم. أنت تقول إنّك لست متعجرفًا، لكن فرضًا أنّك أُعطِيتَ كنيسة وسُمح لك بأن تقودها، فرضًا أنّني لم أهذّبك، وأنّه لم ينتقدك أحدٌ من أسرة الله أو يساعدك: بعد قيادتها لبعض الوقت، ستقود الناس إلى الخضوع لك وتجبرهم على إطاعتك، حتى إلى حد الإعجاب بك وتوقيرك. ولماذا تفعل هذا؟ هذا تحدده طبيعتك؛ وهو ليس سوى إعلان طبيعي. أنت لست بحاجة إلى تعلم هذا من الآخرين، وليس عليهم أن يعلِّموك إياه. أنت لست بحاجة إلى أن يعطيك الآخرون تعليمات أو يجبروك لتفعل هذا؛ يأتيك هذا النوع من الأوضاع بشكل طبيعي: كل ما تفعله يتعلق بإجبار الناس على تمجيدك والثناء عليك وعبادتك وطاعتك والإصغاء إليك في كل الأشياء. السماح لك بأن تكون قائدًا يتسبب في حدوث هذا الموقف بشكل طبيعي، ولا يمكن تغيير هذا. وكيف يحدث هذا الموقف؟ هذا تحدّده طبيعة الإنسان المتعجرفة. يظهر التكبّر في التمرد على الله ومقاومته. وعندما يكون الناس متكبرين ومغرورين ولديهم برّ ذاتي، فإنهم يميلون إلى تأسيس ممالكهم المستقلة الخاصة بهم، ويفعلون الأمور بالطريقة التي يريدونها. كما أنهم يأتون بالآخرين بين أيديهم ويجذبونهم إلى أحضانهم. إنما تثبت قدرة الناس على فعل مثل هذه الأمور المتعجرفة أن جوهر طبيعتهم المتكبرة هو جوهر الشيطان، جوهر رئيس الملائكة. وعندما يصل تكبرهم وغرورهم إلى درجة معينة، لا يعود لديهم مكان لله في قلوبهم، ويتم التخلي عن الله. ومن ثم يرغبون في أن يصبحوا هم الله، ويجعلون الناس يطيعونهم، ويصبحون هم رئيس الملائكة. إن كنت تملك مثل هذه الطبيعة الشيطانية المتعجرفة، فلن يكون لله مكان في قلبك. وحتى إن كنت تؤمن بالله فلن يعود الله يتعرّف عليك، وسيعتبرك شريرًا، وسيستبعدك.
قمنا بالتبشير بالإنجيل مرارًا وتكرارًا للعديد من قادة الدوائر الدينية، ولكن مهما عقدنا شركة معهم حول الحق، لا يقبلونه. ما السبب؟ السبب هو أن تكبّرهم أصبح طبيعة متأصلة فيهم، ولم يعد لله مكانٌ في قلوبهم! قد يقول بعض الناس: "لدى الذين يخضعون لقيادة بعض القساوسة في العالم الديني في الواقع الكثير من النشاط، كما لو أن لديهم الله في وسطهم". هل تعتبر امتلاك الحماس بمثابة تمتع بالنشاط؟ مهما بدت نظريات هؤلاء القساوسة سامية، فهل هم يعرفون الله؟ لو اتقوا الله حقًا في أعماق نفوسهم، هل كانوا سيجعلون الناس تتبعهم وتمجدهم؟ هل كانوا سيتمكنون من السيطرة على الآخرين؟ هل كانوا سيجرؤون على منع الآخرين من طلب الحق وتحري الطريق الحق؟ إن كانوا يؤمنون بأن خراف الله تخصهم في واقع الأمر وأنه يجب عليهم جميعًا أن يستمعوا إليهم، أليست الحال عندئذ أنهم يعتبرون أنفسهم إلهًا؟ أمثال هؤلاء الناس هم حتى أسوأ من الفريسيين. أليسوا أضدادًا حقيقيين للمسيح؟ لذا، فإن عجرفتهم مُهلكة، ويمكن أن تقودهم إلى فعل أمور تنطوي على الخيانة. ألا تحدث أمورٌ كهذه بينكم؟ هل يمكنكم الإيقاع بالناس بهذه الطريقة؟ يمكنكم ذلك؛ الأمر فقط هو أنكم لم تُتَح لكم الفرصة، ويجري تهذيبكم باستمرار، ولذلك لن تجرؤوا. يمجد بعض الناس أنفسهم أيضًا بطرق ملتوية، غير أنهم يتكلمون بذكاء كبير، ولذا لا يستطيع الناس العاديون تمييز ذلك. وبعض الناس متعجرفون للغاية حتى إنهم يقولون: "ليس مقبولًا أن يقود هذه الكنيسة شخص آخر! يحتاج الله إلى أن يمر من خلالي ليصل إلى هنا، ولا يمكنه أن يعظكم إلّا بعد أن أكون قد أوضحت له وضع هذه الكنيسة، ومن دوني لا يمكن لأحد آخر أن يأتي إلى هنا ويُرْويكم". ما القصد من وراء قول ذلك؟ ما نوع الشخصية التي يكشف عنها هذا؟ إنها العجرفة. عندما يتصرف الناس على هذا النحو، يتصف سلوكهم بمقاومة الله وعصيانه، ولذلك فإن طبيعة الناس المتعجرفة تحدد أنهم سيمجدون أنفسهم، ويتمردون على الله ويخونونه، ويُوقِعون بالآخرين ويدمرونهم، ويدمرون أنفسهم، وإن ماتوا دون أن يتوبوا فسيتم عندئذ استبعادهم في نهاية المطاف. أليس خطرًا على المرء أن تكون له شخصية متعجرفة؟ إن كانت له شخصية متعجرفة، ولكنه قادر على قبول الحق، فعندئذ لا يزال هناك مجال لتخليصه. عليه أن يجتاز الدينونة والتوبيخ، وأن يتخلص من شخصيته الفاسدة لكي يحظى بالخلاص الحقيقي.
يقول بعض الناس دائمًا: "لماذا يستخدم الله الدينونة والتوبيخ لتخليص الناس في الأيام الأخيرة؟ لماذا كلمات الدينونة قاسية إلى هذا الحد؟" ثمة مقولة قد تعرفونها: "يختلف عمل الله من شخص إلى آخر؛ فهو مرن، والله لا يلتزم باللوائح". وعمل الدينونة والتوبيخ في الأيام الأخيرة موجه بالأساس إلى طبيعة الناس المتعجرفة. تشتمل العجرفة على أمور كثيرة، وعلى العديد من الشخصيات الفاسدة؛ تستهدف الدينونة والتوبيخ مباشرة هذه الكلمة "العجرفة" من أجل إزالة شخصية الناس المتعجرفة تمامًا. وفي النهاية، لن يتمرد الناس على الله أو يقاوموه، ومن ثم فلن يسعوا إلى إقامة ممالكهم المستقلة، ولن يمجدوا أنفسهم أو يشهدوا لها، ولن يتصرفوا بخبث، ولن يرفعوا مطالب باهظة إلى الله – بهذه الطريقة تخلصوا من شخصيتهم المتعجرفة.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الطبيعة المتغطرسة هي أصل مقاومة الإنسان لله
على الرغم من أنك في الظاهر تؤمن بالله وتقوم بواجبك، فإنَّ الأفكار الدنيوية والشيطانية والآراء وطرق التفاعل مع الناس، والشخصية الفاسدة الموجودة في داخلك لم تخرَج منك قط، وأنت ما تزال مليئًا بأشياء شيطانية. ما تزال تعيش وفقًا لهذه الأشياء، ولهذا فإنك لا تزال صغيرًا في القامة. ما تزال في مرحلة خطيرة؛ لست آمنًا بعد أو محميًا. ما دامت لديك شخصية شيطانية، فستستمر في مقاومة الله وخيانته، ولعلاج هذه المشكلة، يجب أن تفهم أولًا ما هي الأشياء الشريرة والأشياء الشيطانية، وكيفية ضررها، ولماذا يفعل الشيطان هذه الأشياء، وأنواع السم التي يعاني منها الناس عندما يقبلونها، وما سيصبح عليه أولئك الناس، وكذلك نوع الشخص الذي يطلب الله من الناس أن يكونوا عليه، وما الأشياء التي تنتمي إلى الإنسانية الطبيعية، وما الأشياء الإيجابية، وما الأشياء السلبية. لن يكون لديك مسار إلا عندما تكون قادرًا على التمييز وتستطيع أن ترى هذه الأمور بوضوح. إضافةً إلى ذلك، وعلى الجانب الإيجابي، عليك أيضًا أن تؤدي واجبك استباقيًا بينما تقدم إخلاصك وولاءك. لا تكن مراوغًا أو متراخيًا، ولا تتعامل مع واجبك أو مع ما كلفك الله به من منظور غير المؤمنين أو بفلسفات الشيطان. عليك أن تأكل المزيد من كلام الله وتشربه، وأن تسعى لفهم جميع جوانب الحق، وأن تفهم بوضوح أهمية أداء الواجب، ثم تمارس جميع جوانب الحق وتدخل فيها أثناء قيامك بواجبك، وتتوصل تدريجيًّا إلى معرفة الله وعمله وشخصيته. بهذه الطريقة، و دون أن تدري ستتغير حالتك الداخلية، وسيكون هناك المزيد من الأشياء الإيجابية والفعالة في داخلك، وتقل الأشياء السلبية وغير الإيجابية، وستصبح قدرتك على تمييز الأشياء أقوى من ذي قبل. وعندما تنمو إلى هذه الدرجة في قامتك، سيكون لديك القدرة على تمييز جميع أنواع الأشخاص والأحداث والأشياء في هذا العالم، وستكون قادرًا على فهم جوهر المشكلات. وإذا شاهدت فيلمًا من إنتاج غير المؤمنين، ستستطيع أن تتعرف على السموم التي يمكن أن تصيب الناس بعد مشاهدته، وكذلك ما ينوي الشيطان غرسه وزرعه في الناس من خلال هذه الوسائل والاتجاهات، وما الذي تهدف لتدميره تدريجيًا في الناس. ستتمكن بالتدريج من فهم هذه الأمور. لن تتعرض للتسميم بعد مشاهدة الفيلم، وستتمكن من تمييزه – عندها سوف تملك قامة حقيقية.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يجب أن يبدأ الإيمان بالله بإدراك الاتّجاهات الشِّريرة في العالم
لطالما اتبع الكثير من الناس هذه الطريقة وآمنوا بها؛ لقد سلكوا سلوكًا جيدًا خلال الوقت الذي اتبعوا فيه الله، لكن هذا لا يحدد ما سيحدث في المستقبل. هذا لأنك لا تدرك أبدًا نقطة ضعف الإنسان، أو الأشياء التي هي في طبيعة الإنسان التي يمكن أن تعارض الله، وقبل أن تقودك إلى كارثة، تظل جاهلًا بهذه الأشياء. لأن مشكلة طبيعتك التي تعارض الله تظل بلا حل، فإنها تهيئك لكارثة، ومن الممكن عندما تنتهي رحلتك وينتهي عمل الله، أن تفعل ما يعارض الله إلى أقصى حد وتقول ما هو تجديف ضده، وبالتالي ستُدان وتُستبعد. في اللحظة الأخيرة، في أكثر الأوقات خطورة، حاول بطرس الهروب. في ذلك الوقت، لم يفهم مقصد الله، وخطَّط للبقاء على قيد الحياة والقيام بعمل الكنائس. في وقت لاحق، ظهرَ يسوع له وقال: "هل تريد أن أُصلب من أجلك مرة أخرى؟" عندئذ فهم بطرس مقصد الله، وسارع إلى الخضوع. لنفترض أنه في تلك اللحظة كانت لديه مطالبه الخاصة وقال: "لا أريد أن أموت الآن، أخشى الألم. ألم تُصلب من أجلنا؟ لماذا تطلب مني أن أُصلب؟ هل يمكنني أن أعفى من الصلب؟" لو قدم مثل هذه المطالب، لكان الطريق الذي سلكه ليذهب سدى. لكن بطرس كان دائمًا شخصًا يخضع لله ويطلب مقصده، وفي النهاية، فهمَ مقصد الله وخضع تمامًا. لو لم يكن بطرس قد طلب مقصد الله ولو كان تصرف وفقًا لتفكيره، لكان قد اتخذ الطريق الخطأ. يفتقر الناس إلى القدرات لفهم مقاصد الله مباشرة، ولكن إذا لم يخضعوا بعد فهم الحق، فإنهم يخونون الله.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يُكثر الناس من مطالبهم من الله
ليس في وسع الناس أن يغيروا شخصيتهم بأنفسهم، بل لا بُدَّ لهم من الخضوع للدينونة والتوبيخ والمعاناة والتنقية في كلام الله، أو أن يتم تأديبهم وتهذيبهم بواسطة كلامه. حينئذٍ فقط يستطيعون أن يبلغوا الخضوع لله والإخلاص له، ولا يتعاملون معه بلا مبالاة؛ فشخصيات الناس لا تتغير إلا بتنقية كلام الله. إن أولئك الذين يتعرضون للكشف والدينونة والتأديب بواسطة كلام الله، هُم وحدهم الذين لن يجرؤوا بعدُ على التصرف باستهتار، بل يصبحون بدلًا من ذلك ثابتين وهادئين. وأهم ما في الأمر أن يكونوا قادرين على الخضوع لكلام الله الحالي ولعمله، وحتى إن تعارض ذلك مع تصوراتهم البشرية، ففي وسعهم أن ينحّوا هذه التصورات جانبًا ويخضعوا طوعًا.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الناس الذين تغيرت شخصياتهم هم الذين دخلوا إلى حقيقة كلام الله
يربح الله الإنسان من خلال الدينونة والتوبيخ بالكلمة؛ ومن خلال استخدام التنقية والدينونة والكشف بالكلمة تنكشف كل النجاسات والمفاهيم والدوافع والآمال الشخصية داخل قلب الإنسان بالتمام. ... على سبيل المثال عندما عرف الناس أنهم جاؤوا من نسل موآب، قالوا كلمات شكوى، ولم يعودوا يطلبون الحياة، وصاروا سلبيين تمامًا. ألا يوضح هذا أنهم ما زالوا غير قادرين على الخضوع بالتمام تحت سيادة الله؟ أليست هذه هي بالتحديد شخصيتهم الشيطانية الفاسدة؟ عندما لم تخضع للتوبيخ، ارتفعت يداك فوق الجميع، حتى فوق يسوع نفسه. وصرخت بصوت عالٍ: "كن ابنًا محبوبًا لله! كن صديقًا حميمًا لله! نحن نفضل الموت عن الخضوع لإبليس! نتمرد على الشيطان القديم! نتمرد على التنين العظيم الأحمر! ليسقط التنين العظيم الأحمر بالكامل من السُلطة! ليكملنا الله!". كانت صرخاتك أعلى من الجميع. ولكن بعدها أتت أزمنة التوبيخ ومرةً أخرى انكشفت شخصية الناس الفاسدة. ثم توقفت صرخاتهم، ولم يعد لديهم عزم. إنه فساد الإنسان، الذي هو أعمق من الخطية، وقد زرعه الشيطان، وتأصل داخل الإنسان. ليس من السهل على الإنسان أن يفطن إلى خطاياه؛ فهو لا يستطيع أن يدرك طبيعته المتأصلة في داخله. لا يتحقق مثل هذا التأثير إلا من خلال الدينونة بالكلمة. وبهذا وحده يستطيع الإنسان أن يتغير تدريجيًا من تلك النقطة فصاعدًا.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. سر التجسُّد (4)
يجب أن تتغير شخصية الإنسان بداية من معرفة جوهره وعبر إحداث تغييرات في تفكيره وطبيعته ونظرته العقلية، وذلك من خلال تغييرات أساسية. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها تحقيق تغييرات حقيقية في شخصية الإنسان. فالسبب الجذري للشخصيات الفاسدة التي تنشأ في الإنسان هو تضليل الشيطان وفساده وسُمه، والشيطان قيَّد الإنسان وسيطر عليه، والإنسان يعاني من الضرر المذهل الذي أصاب به الشيطان تفكيره وأخلاقه وبصيرته وعقله. ولهذا بالتحديد، أي لأن هذه المكونات الأساسية في الإنسان قد أفسدها الشيطان، وأصبحت لا تشبه على الإطلاق الصورة التي خلقها الله عليها في الأصل، بات الإنسان يعارض الله ولا يمكنه قبول الحق. لهذا، ينبغي أن يبدأ تغيير شخصية الإنسان بإدخال تغييرات في تفكيره وبصيرته ومنطقه بحيث تؤدي إلى تغيير معرفته عن الله ومعرفته عن الحق.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أن تكون شخصيتك غير متغيرة يعني أنك في عداوة مع الله
إذا أردت السعي إلى تغيير في شخصيتك، فلا بد أن تعرف طبيعتك. "لا يمكن للنمر تغيير شكل جلده المرقط". لا تفترض أن الطبيعة يمكن أن تتغير. إذا كانت طبيعة شخص ما رديئة للغاية، فلن يتغير أبدًا، ولن يُخلِّصه الله. إلامَ يشير التحوُّل في الشخصية؟ هو عندما يقبل شخص يحب الحق، دينونة كلام الله وتوبيخه ويخضع لجميع أنواع المعاناة والتنقية بينما يختبر عمل الله، ويُطهَّر من السموم الشيطانية الموجودة بداخله ويتخلص تمامًا من شخصياته الفاسدة، ويتمكن من الخضوع لكلام الله وجميع تنظيماته وترتيباته، ولا يتمرد أو يقاوم مرَّة أخرى أبدًا. هذا تحوُّل في الشخصية. إذا كانت طبيعة الشخص رديئة للغاية، وكان شخصًا شريرًا، فلن يُخلِّصه الله، ولن يعمل الروح القدس في داخله. بعبارة أخرى، الأمر أشبه بعلاج طبيب لمريض: يمكن علاج شخص مصاب بالتهاب، لكن لا يمكن إنقاذ شخص مصاب بالسرطان. التحول في الشخصية يعني أنَّ شخصًا ما، لأنه يحب الحق ويمكنه قبوله، يتوصل أخيرًا إلى معرفة طبيعته المتمردة على الله والمعارضة له. إنه يفهم أن البشر فاسدون بعمق شديد، ويفهم سخافة الجنس البشري وخداعه وحالة الجنس البشري المُفقَرَة والمثيرة للشفقة، وفي النهاية يفهم جوهر طبيعة الجنس البشري. وبمعرفة هذا كله، يصبح قادرًا على إنكار نفسه والتمرد عليها تمامًا، والعيش وفقًا لكلمة الله، وممارسة الحق في جميع الأشياء. هذا شخص يعرف الله، وشخص تغيَّرت شخصيته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. كيفية معرفة طبيعة الإنسان
عندما تكشف عن شخصيتك الفاسدة، أو عندما تجول ببالك أفكار تتحدى الله، وعندما تكون لديك حالات ووجهات نظر تتعارض مع الله، وعندما تمر بحالات تسيء فيها فهم الله، أو تقاومه وتعارضه، فإن الله سوف يؤنبك، ويدينك، ويوبخك، بل سوف يؤدبك ويعاقبك حتى أحيانًا. ما هو الهدف من تأديبك وتوبيخك؟ (أن يجعلنا نتوب ونتغيّر). نعم، الهدف من ذلك هو جعلك تتوب. الفائدة من تأديبك وتوبيخك هي السماح لك بتغيير مسارك. الفائدة منهما هي جعلك تفهم أن أفكارك هي مفاهيم إنسانية، وأنها خاطئة؛ وأن دوافعك هي وليدة الشيطان، وأنها تنشأ من الإرادة البشرية، ولا تتماشى مع الحق، ولا تتوافق مع الله، ولا ترضي مقاصد الله؛ فهي مكروهة وبغيضة لله، وتستجلب غضبه، بل وتثير لعنته. بعد إدراكك لهذا، عليك تغيير دوافعك وموقفك. وكيف لك تغييرها؟ بادئ ذي بدء، ينبغي أن تخضع للطريقة التي يعاملك بها الله، وأن تخضع للبيئات والظروف وللناس والأحداث والأشياء التي يحددها لك. لا تبحث عن الثغرات، ولا تقدم أعذارًا موضوعيةً، ولا تتهرب من مسؤولياتك. ثانيًا، اطلب الحق الذي ينبغي على الناس ممارسته والدخول فيه عندما يفعل الله ما يفعله. يطلب منك الله أن تفهم هذه الأشياء. إنه يريدك أن تتعرف على شخصياتك الفاسدة وجوهرك الشيطاني، حتى تتمكن من الخضوع للبيئات التي يرتبها لك، وأخيرًا، حتى تتمكن من الممارسة وفقًا لمقاصده ومتطلباته منك. عند ذلك ستكون قد اجتزت الاختبار. بمجرد أن تتوقف عن مقاومة الله ومعارضته، ستكفُّ عن مجادلة الله وستكون قادرًا على الخضوع. عندما يقول الله: "اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ"، ستجيب، "إذا قال الله إنني شيطان، فأنا شيطان. على الرغم من أنني لا أفهم ما فعلته خطأً، أو لماذا يقول الله إنني شيطان، إلا أنه يأمرني بالذهاب عنه، لذلك لن أتردد. ينبغي أن أطلب رغبات الله". عندما يقول الله أن طبيعة أفعالك شيطانية، ستقول: "أنا أدرك أيًا ما يقوله الله، وأقبله كله". أي موقف هذا؟ إنه الخضوع. هل من الخضوع أن تكون قادرًا على قبول قول الله ولو على مضض أنك إبليس وشيطان، لكن ألا تكون قادرًا على قبوله – وألا تكون قادرًا على الخضوع- عندما يقول إنك وحش؟ الخضوع يعني تمام الامتثال والقبول، لا الجدال أو وضع الشروط. إنه يعني ألا تُحَلِّلَ الأسباب والنتائج، بغض النظر عن الأسباب الموضوعية، وأن تشغل نفسك فقط بالقبول. عندما يصل الناس إلى هذه الدرجة من الخضوع، فإنهم يقتربون من الإيمان الصادق بالله. كلما زاد عمل الله وكلما اختبرتَ أكثر، كلما أصبحت سيادة الله على كل الأشياء بالنسبة لك أكثر حقيقيةً، وكلما زادت ثقتك في الله وكلما قلت بلسان حال شعورك: "كل شيء يفعله الله خيّر، ولا شيء مما يفعله سيء. ينبغي ألا أنتقي وأختار، وإنما ينبغي عليَّ الخضوع. مسؤوليتي، والتزامي، وواجبي: هو أن أخضع. هذا هو ما ينبغي أن أفعله بصفتي كائنًا مخلوقًا. إذا لم أستطع حتى الخضوع لله، فماذا أنا؟ أنا وحش، أنا إبليس!". ألا يُظهر هذا أن لديك الآن إيمانٌ صادقٌ؟ بمجرد أن تصل إلى هذه المرحلة، ستكون بلا دَنَس، وحينها سيسهل على الله أن يستخدمك، وسيسهل عليك أيضًا الخضوع لترتيبات الله. وحينما تنال استحسان الله، ستتمكن من كسب بركاته.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن ينعم بإيمان صادق إلا بالطاعة الحَقّة
على الرغم من أنه ليس من السهل تغيير طبيعة الناس، إذا تمكَّن من تمييز الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها ورؤيتها على حقيقتها، وإذا تمكن من طلب الحق لحلها، سيتمكن من تغيير شخصياته تدريجيًا. بمجرد أن يحقق الشخص تغييرًا في شخصيته الحياتية، ستكون الأشياء التي تقاوم الله بداخله أقل فأقل. الغرض من تشريح طبيعة الإنسان هو تغيير شخصياته. أنتم لم تدركوا هذا الهدف، وتعتقدون أنه من خلال تشريح طبيعتكم وفهمها فحسب يمكنكم الخضوع لله واستعادة عقولكم. كل ما تفعلونه هو تطبيق اللوائح بشكل أعمى! لماذا لا أكشف ببساطة غطرسة الناس وبرهم الذاتي؟ لماذا يجب عليّ أيضًا أن أشرِّح طبيعتهم الفاسدة؟ إن كشف برهم الذاتي وغطرستهم في حد ذاته لن يحل المشكلة. لكن إذا شرَّحتُ طبيعتهم، فإن الجوانب التي يغطيها هذا واسعة للغاية، وتشمل جميع الشخصيات الفاسدة. إنه أكثر من مجرد النطاق الضيق للبر الذاتي والأهمية الذاتية والغطرسة. تشمل الطبيعة أكثر من ذلك بكثير. لذلك، سيكون من الجيد أن يتعرف الناس على عدد الشخصيات الفاسدة التي يكشفون عنها في جميع مطالبهم المختلفة من الله، أي في رغباتهم المترفة. بمجرد أن يفهم الناس جوهر طبيعتهم، يمكنهم حينئذ كراهية أنفسهم وإنكارها؛ وسيكون من السهل عليهم حل شخصياتهم الفاسدة، وسيكون لديهم مسار. وإلا فإنكم لن تتوصلوا أبدًا إلى السبب الجذري، ولن تقولوا سوى أن هذا برًا ذاتيًا، أو غطرسة، أو كبرياء، أو غياب مُطلق للولاء. هل يمكن لمجرد الحديث عن مثل هذه الأمور السطحية حل مشكلتك؟ هل هناك أي حاجة لمناقشة طبيعة الإنسان؟ في البداية، ماذا كانت طبيعة آدم وحواء؟ لم تكن هناك مقاومة متعمدة بداخلهم، فضلًا عن الخيانة العلنية. لم يعرفوا ماذا تعني مقاومة الله، فضلًا عما يعنيه الخضوع له. وأيًا كان ما ينشره الشيطان، فقد قبلوه في قلوبهم. الآن أفسدَ الشيطان البشرية لدرجة أن الناس يستطيعون التمرد على الله ومقاومته في كل شيء، ويمكنهم التفكير في كافة أنواع الطرق لمعارضته. من الواضح أن طبيعة الإنسان هي نفسها طبيعة الشيطان. لماذا أقول إن طبيعة الإنسان هي طبيعة الشيطان؟ الشيطان هو الذي يقاوم الله، ولأن الناس لديهم طبائع شيطانية، فهم من الشيطان. في حين أن الناس قد لا يفعلون أشياء عن قصد لمقاومة الله، فإن كل أفكارهم تقاوم الله بسبب طبيعتهم الشيطانية. حتى لو لم يفعل الناس شيئًا على الإطلاق، فإنهم لا يزالون يقاومون الله، لأن جوهر الإنسان الداخلي قد تغير إلى شيء يقاوم الله. وبالتالي، فإن الإنسان الحالي يختلف عن الإنسان المخلوق حديثًا. لم تكن هناك مقاومة أو خيانة داخل الناس من قبل، كانوا مملوءين بالحياة، ولا تحكمهم أي طبيعة شيطانية. إذا لم تكن هناك هيمنة أو إزعاج من طبيعة شيطانية داخل الناس، فمهما فعلوا لا يمكن اعتباره مقاومة لله.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. يُكثر الناس من مطالبهم من الله
إن كانت معرفة الناس لأنفسهم سطحيةً جدًا، فسيستحيل عليهم حل المشاكل، ولن تتغيّر شخصيات حياتهم بكل بساطة. من الضروري أن يعرف المرء نفسه بعمق؛ ما يعني معرفة المرء طبيعته: ما العناصر التي تشملها تلك الطبيعة، وكيف نشأت هذه الأشياء، ومن أين أتت. بالإضافة إلى هذا، هل تتمكّن في الواقع من كراهية هذه الأشياء؟ هل رأيت روحك القبيحة وطبيعتك الشريرة؟ إن تمكّنت فعلًا من رؤية الحق بشأن نفسك، فسوف تكره نفسك. عندما تكره نفسك ثم تمارس كلام الله، ستتمكّن من التمرد على الجسد وامتلاك القوة لممارسة الحق، من دون الاعتقاد بأنه أمر صعب. لماذا يتبع الكثير من الناس تفضيلاتهم الجسدية؟ وبما أنّهم يعتبرون أنفسهم صالحين جدًا، لشعورهم بأنّ أعمالهم محقّة ومبررة، وأنّهم بلا أخطاء، بل وأنّهم على حق تمامًا. فهم بالتالي قادرون على التصرف مفترضين أنّ العدالة في صفِّهم. عندما يعرف المرء طبيعته الحقيقيَّة من حيث مدى قبحه وحقارته وإثارته للشفقة، فإنه لا يفرط في الافتخار بنفسه أو الكبرياء، ولا يرضى بنفسه كما كان من قبل. يشعر مثل هذا الشخص وكأنه يقول لنفسه: "ينبغي أن أكون جادًا وواقعيًا في ممارسة بعض كلام الله. إذا لم يكن الأمر كذلك، فلن أرقى إلى مستوى أن أكون إنسانًا، وسوف أخجل من العيش في محضر الله". وعندها يرى المرء نفسه تافهًا حقًّا ولا قيمة له فعلًا. وفي هذا الوقت يصبح من السهل عليه أن ينفِّذ الحقّ، ويبدو أنه يشبه الإنسان إلى حدٍّ ما. لا يستطيع الناس التمرد على الجسد سوى عندما يكرهون أنفسهم حقًا. إن كانوا لا يكرهون أنفسهم، فلن يتمكّنوا من التمرد على الجسد. ليست كراهية الذات بحق بالأمر السهل. ثمّةَ أمور عدّة لا بد من وجودها فيهم: أولًا، أن يعرف المرء طبيعته؛ وثانيًا، أن يرى المرء نفسه محتاجًا ومثيرًا للشفقة، ويرى نفسه صغيرًا للغاية ولا قيمة له، ويرى روحه القذرة والمثيرة للشفقة. عندما يرى المرء كليًا ما هو عليه حقًا، ويحقّق هذه النتيجة، يربح آنذاك حقًا معرفةً لنفسه، ويمكن القول إنّ المرء توصّل إلى معرفة نفسه كليًا. وعندها فقط يستطيع المرء أن يكره نفسه حقًا، وأن يصل حتى إلى مرحلة يلعن فيها نفسه، ويشعر حقًا بأنّ الشيطان قد أفسده بعمق لدرجة أنّه لم يعُد يشبه الكائن البشري. ثم، ذات يوم، عندما يظهر تهديد الموت، سيفكّر شخص كهذا قائلاً: "هذه عقوبة الله البارّة. الله بارّ بالفعل؛ وأنا أستحق الموت حقًا". في هذه المرحلة، لن يقدم شكوى، فضلًا عن أن يلوم الله، ويشعر ببساطة بأنه مسكين ومثير للشفقة جدًا، وأنه قذر وفاسد جدًا لدرجة أنّه يجب أن يستبعده الله ويدمره، ولا تستحقّ روح مثل روحه أن تعيش على الأرض. ولذلك فلن يتذمر هذا الشخص من الله أو يقاومه، فضلًا عن أن يخونه.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
أنا أحثكم على أن تفهموا محتوى المراسيم الإدارية على نحو أفضل، وأن تبذلوا جهدًا لمعرفة شخصية الله. وإلا، فستجدون صعوبة في التزام الصمت وإمساك ألسنتكم عن الإفراط في الثرثرة الرنانة، وسوف تسيئون بدون دراية منكم إلى شخصية الله وتسقطون في الظلمة وتفقدون حضور الروح القدس والنور. بما أنكم مجرَّدون من المبادئ في أفعالكم، وتفعلون أو تقولون ما لا ينبغي عليكم فعله أو قوله، فستنالون عقابًا ملائمًا. عليك أن تعرف أن الله ثابت في مبادئه في القول والفعل مع أنك مجرَّد من المبادئ في كل منهما. إن تلقيك العقاب يعود إلى أنك أهنت الله وليس إنسانًا. إذا ارتكبت العديد من الآثام في حياتك تجاه شخصية الله، فلا بُدَّ أن تصبح ابنًا لجهنم. قد يبدو للإنسان أنك ارتكبت القليل من الأفعال التي لا تتوافق والحق، ولا شيء أكثر. ومع ذلك، هل أنت مدرك أنك في نظر الله شخص لم تَعُد تبقَى من أجله ذبيحة خطيَّة؟ لأنك قد انتهكت مراسيم الله الإدارية أكثر من مرة، وإضافة إلى ذلك، لم تُظهر أي علامة من علامات التوبة، فلم يَعُد أمامك من خيارٍ سوى السقوط إلى الجحيم حيث يُعاقب اللهُ الإنسان. ارتكبت قلة من الناس، بينما يتبعون الله، بعض الأعمال التي تنتهك المبادئ، ولكن، بعد تهذيبهم وإرشادهم، اكتشفوا تدريجيًا فسادهم، ومن ثم دخلوا في المسار الصحيح للحقيقة ولا يزالون راسخين اليوم. هؤلاء الناس هم الذين سيبقون في النهاية. لكن الإنسان الصادق هو الذي أنشده، إذا كنت شخصًا صادقًا وتعمل وفق المبادئ، فقد تكون محط ثقة الله. إذا لم تُهن شخصية الله في أفعالك وكنت تسعى إلى مشيئة الله وتمتلك قلبًا يتقي الله، فإن إيمانك يرتقي إلى المستوى المطلوب. مَنْ لا يتّقي الله ولا يمتلك قلبًا يرتعد من الرعب سينتهك على الأرجح مراسيم الله الإدارية. كثيرون يخدمون الله بقوة شغفهم، ولكنهم ليس لديهم فهم لمراسيم الله الإدارية، ولا حتى أي فكرة عن مقتضيات كلامه. وهكذا، غالبًا ما ينتهي بهم المطاف، مع نواياهم الحسنة، إلى القيام بما يوقع الاضطراب في تدبير الله. في الحالات الخطيرة، يُطرَحون خارجًا ويُحرمون من أي فرصة أخرى لاتباعه، ويُلقى بهم في الجحيم، وينتهي كل ما يربطهم ببيت الله. يعمل هؤلاء الناس في بيت الله بقوة نواياهم الحسنة التي يشوبها الجهل وينتهي بهم الأمر الى إغضاب شخصية الله. يجلب الناس معهم طرقهم في خدمة المسؤولين والأرباب إلى بيت الله ويحاولون اعتمادها، ويظنون عبثًا أنه بإمكانهم تطبيقها هنا بسهولة بدون بذل مجهود. لم يتخيلوا قط أن الله ليس لديه شخصية حَمَل بل شخصية أسد. لذلك، فإن أولئك الذين يتقرّبون من الله للمرة الأولى غير قادرين على التواصل معه، لأن قلب الله لا يشبه قلب الإنسان. لا يمكنك التعرف على الله باستمرار إلا بعد أن تفهم العديد من الحقائق. لا تتكون هذه المعرفة من عبارات أو تعاليم، وإنما يمكن استخدامها باعتبارها كنزًا يمكنك عن طريقه الدخول في علاقة وثيقة مع الله، وباعتبارها دليلاً على أن الله يبتهج بك. إذا كنت تفتقر إلى حقيقة المعرفة وغير مزود بالحق، فعندئذٍ لا يمكن لخدمتك الحماسية أن تجلب لك سوى بُغض الله ومقته.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الإنذارات الثلاثة
ترانيم ذات صلة
مَنْ لا يطيعون الله يعارضونه