8. كيفية علاج مشكلة الدناءة
كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة
إنَّ التعامل مع الأمور بهذا الاستخفاف وعدم الشعور بالمسؤولية من صفات الشخصية الفاسدة. إنها حقارة يشير إليها الناس كثيرًا. ففي كل الأشياء التي يفعلونها، يؤدونها إلى الحد الذي يمكن عنده القول: "هذا مناسب تقريبًا"، و"هذا قريب بما يكفي"؛ إنه موقف يستخدمون فيه كلمات مثل: "ربما"، و"محتمل"، و"بنسبة كبيرة"؛ إنهم يفعلون الأشياء بلا مبالاة، وهم راضون عن القيام بالحد الأدنى، كما أنهم راضون بالخداع والتظاهر؛ إذ إنهم لا يرون أي فائدة في أخذ الأمور على محمل الجد أو أن يكونوا دقيقين، ويرون فائدة أقل في طلب مبادئ الحق. أليست هذه صفات الشخصية الفاسدة؟ هل تعتبر مظهرًا من مظاهر الإنسانية الطبيعية؟ كلا. إن سمَّيناها غطرسة فذلك صحيح، وإن سميناها فسادًا فذلك مناسب تمامًا أيضًا؛ ولكن الكلمة الوحيدة التي تصفها تمامًا هي "الحقارة". أغلب الناس بهم حقارة في داخلهم، لكن فقط بمستويات مختلفة. ففي جميع الأمور، يرغبون في القيام بالأشياء بطريقة لا مبالية وتتسم بالإهمال، وثمة قدر من الخداع في كل ما يفعلونه. إنهم يغشون الآخرين عندما يستطيعون ذلك، ويلجؤون للطرق الأسهل كلما استطاعوا، ويوفرون الوقت عندما يمكنهم ذلك. إنهم يفكرون في أنفسهم: "ما دمت أستطيع تفادي أن يكشفني أحد، ولا أتسبب في أي مشكلات، ولا أحاسَب، فيمكنني أن أمضي بتخبط. لست بحاجة إلى إنجاز عمل ممتاز، فهذا مزعج للغاية!" أشخاص مثل هؤلاء لا يتعلمون شيئًا إلى حد إتقانه، ولا يبذلون جهدًا في مجال دراستهم، ولا يعانون، ولا يدفعون ثمنًا. إنهم يريدون فقط تعلم الموضوع على نحو سطحي، ثم يعتبرون أنفسهم بارعين فيه، معتقدين أنهم قد تعلموا كل ما يمكن تعلمه، ومن ثم يعتمدون على ذلك للمضي في تخبطهم. أليس هذا موقفًا يتبناه الناس تجاه الآخرين، وتجاه الأحداث والأشياء؟ هل هو موقف جيد؟ إنه ليس جيدًا. وببساطة فهو "تخبُّط"، ومثل هذه الحقارة موجودة في كل البشرية الفاسدة. يتبنى الأشخاص ذوو الحقارة في إنسانيتهم وجهة نظر "التخبُّط" وموقفه في أي شيء يفعلونه. فهل هؤلاء قادرون على القيام بواجبهم بشكل صحيح؟ كلا. هل هم قادرون على عمل الأشياء بحسب المبدأ؟ هذا أقل احتمالًا.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحق ولا لله (الجزء الثاني)
تتضمن كلمة "حثالة" العديد من المعاني؛ أن يكون الشخص دنيئًا، أو فاسدًا، أو حقيرًا، أو أنانيًا، أو غير أخلاقي، أو ليس مؤدبًا، أو غير صريح في تصرفاته، بل يتصرف بطريقة خبيثة، ولا يقوم إلا بالأشياء غير اللائقة. هذه هي السلوكيات والمظاهر المختلفة لحثالة الناس. على سبيل المثال، إذا أراد شخص عادي أن يفعل شيئا ما – ما دام شيئًا لائقًا – فإنه يفعله علانية، وإذا كان ينتهك القانون فسوف يستسلم ولن يفعله. لكن حثالة الناس ليسوا كذلك؛ بل سيحققون أهدافهم بأي وسيلة كانت ولديهم استراتيجيات لمواجهة قيود القانون. إنهم يتحايلون على القانون ويبحثون عن طرق لتحقيق أهدافهم، بغض النظر عما إذا كان القيام بذلك يتماشى مع الأخلاقيات، أو السُلوك القويم، أو الإنسانية، وبغض النظر عن العواقب. إنهم لا يهتمون بأي من هذه الأمور، ويسعون فقط لتحقيق أهدافهم بأي وسيلة ممكنة، وهذا تجسيد لمعنى "حثالة". هل يتمتع حثالة الناس بأي نزاهة أو كرامة؟ (كلا). هل هم أناس نبلاء أم وضيعون؟ (وضيعون). بأي طريقة هم وضيعون؟ (لا يوجد أساس أخلاقي لسلوكهم الشخصي). هذا صحيح، فمثل هؤلاء الأشخاص ليس لديهم أي أساس أو مبادئ تحكم سلوكهم الشخصي؛ إنهم لا يفكرون في العواقب، ويفعلون ما يريدون فحسب. إنهم لا يهتمون بالقانون، ولا بالأخلاق، ولا بما إذا كانت ضمائرهم تقبل أفعالهم، ولا بما إذا كان هناك من يستنكر أفعالهم، أو يحكم عليهم، أو يدينهم. إنهم لا يبالون بكل هذا، ولا يجدون مانعًا ما داموا يكسبون المنافع ويمتعون أنفسهم. إن أسلوبهم في القيام بالأشياء مُنْحَرِف، وتفكيرهم حقير، وكلاهما مُشِين. هذا هو معنى أن تكون حثالة. ... إذن، ما الذي يشير إليه بالضبط أن تكون حثالة؟ ما هي الأعراض والمظاهر الأساسية لذلك؟ انظر ما إذا كان ملخصي دقيقًا أم لا. ما الذي يعادله حثالة الناس؟ إنهم يعادلون حيوانات متوحشة، غير مروضة، سيئة التربية، ومظاهره الأساسية هي الغطرسة، والوحشية، وغياب ضبط النفس، والتصرف بتهور، وعدم قبول الحق بأي قدر، بالإضافة إلى فعل المرء ما يحلو له، وعدم الاستماع إلى أحد، أو السماح لأحد بتوجيهه، والتجرؤ على معارضة أي شخص، وعدم احترام أي أحد. أخبروني، هل المظاهر المختلفة لكون المرء حثالة خطيرة؟ (نعم، إنها كذلك). على أقل تقدير، هذه الشخصية التي تتسم بالغطرسة، وانعدام العقل، والتصرف بتهور شديد، هي شخصية خطيرة للغاية. فحتى لو بدا أن شخصًا مثل هذا لا يفعل أمورًا تُدين الله أو تقاومه، بسبب شخصيته المتغطرسة، فمن المحتمل جدًا أن يفعل الشر ويقاوم الله. كل أفعاله هي إعلان عن شخصياته الفاسدة. عندما يصبح شخص ما حثالة إلى درجة معينة، يصبح قاطع طريق وإبليسًا، وقطاع الطرق الأبالسة لن يقبلوا الحق أبدًا؛ بل يجب إهلاكهم فحسب.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الرابع: يَرفعون أنفسهم ويشهدون لها
كيف يتسنى للمرء أن يفرق بين النبيل والدنيء؟ فقط انظر إلى موقفهم وتصرفاتهم تجاه الواجبات، وانظر إلى كيفية تعاملهم مع الأمور، وتصرفهم عندما تنشأ المشكلات. إن الأشخاص الذين يتمتعون بالاستقامة والكرامة يتسمون بالدقة، والضمير، والاجتهاد في أعمالهم، وهم على استعداد لدفع الثمن. أما الأشخاص عديمو الاستقامة والكرامة فمهملون ومقصرون في أعمالهم، ودائمًا ما يخططون لخدعة ما، ويريدون دائمًا تدبر أمرهم على نحو متخبط. وأيًا كان التقنية التي يدرسونها، فإنهم لا يتعلمونها بمثابرة، ولا يستطيعون تعلمها، ومهما أمضوا من وقت في دراستها، فإنهم يظلون جاهلين تمامًا. هؤلاء أشخاص ذوو خُلُق متدني. معظم الأشخاص يتهاونون في أداء واجباتهم. ما الشخصية الظاهرة هنا؟ (الحقارة). كيف يتعامل الحقراء مع واجبهم؟ بالتأكيد ليس لديهم الموقف الصحيح تجاه واجبهم، وهم بالتأكيد يتعاملون معه بلا مبالاة. وهذا يعني أنهم لا يتحلون بإنسانية طبيعية. الأشخاص الحقراء للغاية هم بالفعل مثل الحيوانات. الأمر أشبه بالاحتفاظ بكلب باعتباره حيوانًا أليفًا: إذا لم تراقبه، فسوف يمضغ الأشياء ويدمر كل أثاثك وأجهزتك. سيكون ذلك خسارة. الكلاب حيوانات؛ إنها لا تفكر في التعامل مع الأشياء بمحبة، ولا يمكنك أن تحمِّلها المسؤولية؛ عليك فقط التعامل معها. إذا لم تفعل ذلك، ولكنك تترك حيوانًا يعبث بحياتك ويزعجها، فهذا يدل على أن ثمة شيئًا مفقودًا في إنسانيتك. أنت لا تختلف كثيرًا إذًا عن الحيوان. معدل ذكائك منخفض جدًا؛ أنت شخص لا تصلح لشيء. كيف تتعامل معها بشكل جيد إذًا؟ يجب عليك التفكير في طريقة لحصرها ضمن معايير محددة، أو حبسها في قفص، والسماح لها بالخروج في وقتين أو ثلاثة أوقات محددة كل يوم، حتى تحظى بقدر كافٍ من النشاط. سيؤدي ذلك إلى الحد من مضغها المُفرِط، ويوفر لها التمارين الرياضية أيضًا، للحفاظ على صحتها. بهذه الطريقة، تتعامل مع الكلب جيدًا، وتحمي بيئتك أيضًا. إذا لم يتمكن الشخص من التعامل مع الأمور التي يواجهها، ولم يتبن الموقف السليم، فإن شيئًا ما ينقص إنسانيته. لا يمكن أن تفي بمعايير الإنسانية الطبيعية.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحق ولا لله (الجزء الثاني)
يستخدم الأشخاص الفاسقون وغير المنضبطين اختيار الكلمات نفسها التي يستخدمها قُطاع الطرق ومثيرو الشغب في العالم غير المؤمن؛ فهم يستمتعون للغاية بتقليد كلام النجوم والشخصيات السلبية في المجتمع واتباع أسلوبهم، ويحمل معظم كلامهم نبرة منحطة تشبه الكلام الذي يقوله مشاغب أو بلطجي. على سبيل المثال، عندما يصل أحد الأشخاص غير المؤمنين، وينطق ببضع عبارات غريبة بعد طرق الباب، يقول الإخوة والأخوات: "هناك شيء غريب؛ لماذا يبدو هذا الشخص ككشّاف أو جاسوس؟" وعلى الرغم من عدم قدرتهم على الجزم بذلك في تلك اللحظة، فإن الأمر يجعل معظم الأشخاص يشعرون بعدم الارتياح. لكن الشخص الفاسق عديم الانضباط يتحدث بشكل مثير للإعجاب، بل يثير هالة معينة حول نفسه، قائلًا: "كشّاف؟ لا يخيفني! لماذا أخافه؟ إذا كنتم خائفين، فلستم مضطرين للخروج. سأذهب لأرى ما خَطْبه". انظروا كم هو شجاع وجسور. هل من الممكن أن تتحدثوا هكذا؟ (كلا، ليس هكذا يتكلم الناس الطبيعيون؛ إنه أشبه بكلام قُطاع الطرق). إن قُطاع الطرق يتحدثون بطريقة مختلفة عن الناس الطبيعيين؛ فهم متصلفون للغاية. يتعلم الناس لغة مَن هم على شاكلتهم؛ فيتحدث أهل الشارع خاصةً بلغة المجتمع السائدة، بينما يحب قُطاع الطرق والمشاغبون التحدث بلغاتهم الخاصة، أما عديمو الإيمان فهم مثل غير المؤمنين تمامًا، يقولون كل ما يقوله غير المؤمنين. يشعر الأشخاص الصالحون والمحترمون والمهذبون بالاشمئزاز والبُغض عند سماع كلام غير المؤمنين؛ ولا يحاول أحد منهم تقليد هذا النوع من الكلام. يظل بعض عديمي الإيمان، حتى بعد إيمانهم بعشر أو عشرين عامًا، يستخدمون لغة غير المؤمنين، ويختارون هذا الكلام عمدًا، وفي أثناء حديثهم يقلدون حتى تصرفات غير المؤمنين وتعبيراتهم وإيماءاتهم، فضلًا عن نظرات أعينهم. هل يمكن لهؤلاء الأفراد أن يكونوا مقبولين في أعين الإخوة والأخوات في الكنيسة؟ (كلا). يبغضهم معظم الإخوة والأخوات، ولا يرتاحون إلى النظر إليهم. كيف يشعر الله تجاههم برأيكم؟ (البُغض). الإجابة واضحة: البُغض. من خلال ما يعيشونه، ومن مساعيهم، والأشخاص، والأحداث، والأشياء التي يجلّونها في قلوبهم، يتضح أن إنسانيتهم لا تجسد الوقار أو اللياقة، وتبتعد كل البعد عن الورع والتوافق مع آداب القديسين. نادرًا ما نسمع من أفواههم الكلمات التي ينبغي أن ينطق بها المؤمنون أو القديسون، والكلمات التي تُثقّف الآخرين وتُوحي بالاستقامة والوقار؛ فمن غير المرجح أن يقولوا هذه الكلمات. ما يجلّونه، ويطمحون إليه، ويسعون إليه في قلوبهم يتعارض بصفة أساسية مع ما ينبغي أن يسعى إليه القديسون ويطمحون إليه، ما يجعل من الصعب ضبط ما يعيشون بحسبه ظاهريًا، وضبط كلامهم وتصرفاتهم. إن مطالبتهم بالانضباط، وعدم الفسق أو الانغماس في الملذات، والحفاظ على الوقار واللياقة أمرٌ شاق، فضلًا عن العيش كشخص ذي إنسانيةٍ وعقلٍ يفهم الحق ويدخل في واقعه، إنهم لا يستطيعون حتى أن يكونوا أشخاصًا طبيعيين يتمتعون بالاستقامة والوقار، ويتوافقون مع آداب القديسين، ويلتزمون بالقواعد، ويبدون عقلانيين في ظاهرهم. في السابق، ثمة شخص ذهب إلى الريف للتبشير بالإنجيل، فرأى أن بعض الإخوة والأخوات لديهم عائلاتٌ فقيرةٌ ويعيشون في منازل متداعية. قال ساخرًا ومستهزئًا: "هذا المنزل متداعٍ جدًا، لا يصلح للناس؛ إنه بالكاد يصلح للخنازير. ينبغي أن تغادروه بسرعة!" أجاب الإخوة والأخوات: "مغادرة المنزل سهلة بما يكفي، لكن من سيوفر لنا منزلًا آخر لنعيش فيه؟" تحدث بتهورٍ وعناد قائلًا كل ما خطر بباله بدون مراعاة تأثيره في الآخرين. هكذا يكون للمرء طبيعة حقيرة. سأل الإخوة والأخوات: "إذا غادرنا، فمن سيعطينا منزلًا يؤوينا؟ هل لديك منزل؟" لم يكن لديه رد. عندما رأى أن الناس كانوا يواجهون صعوبة، كان عليه أن يكون قادرًا على علاج هذه الصعوبة قبل أن يتكلم. ماذا كانت عواقب حديثه المتهور بدون أن تكون لديه القدرة على علاج الصعوبة التي كانوا يواجهونها؟ هل كانت هذه مشكلة تتعلق بوضوحه وصراحته المفرطة؟ بالطبع لا. المشكلة هي أن وقاحته كانت شديدة للغاية؛ كان فاسقًا وعديم الانضباط. يفتقر هؤلاء الأشخاص تمامًا إلى أي مفهوم للاستقامة، والوقار، والمراعاة، والتسامح، والرعاية، والاحترام، والتفهُّم، والتعاطف، والرحمة، والاكتراث، والمساعدة، وما إلى ذلك. هذه الصفات الأساسية للإنسانية الطبيعية هي ما ينبغي أن يتحلى به الناس. إنهم لا يفتقرون إلى هذه الصفات فحسب، بل أن في تفاعلاتهم مع الآخرين، عندما يرون شخصًا يواجه صعوبات، يمكنهم حتى ازدراءه، والسخرية منه، والتهكم عليه، والاستهزاء به؛ ليسوا عاجزين عن فهمهم أو مساعدتهم فحسب، بل يجلبون عليهم الحزن، والعجز، والألم، وحتى المتاعب. وبالنسبة إلى أولئك الذين يتصفون بهذه الدناءة الشديدة، فإن معظم الناس يرونهم بوضوح، ويتحملونهم مرارًا وتكرارًا. هل تعتقدون أن هؤلاء الناس يمكنهم أن يتوبوا توبة صادقة؟ لا أعتقد أن هذا محتمل. إنهم بحكم جوهرهم ليسوا محبين للحق، فكيف يمكنهم قبول التهذيب والتأديب؟ يستخدم غير المؤمنين، في وصفهم لهؤلاء الأشخاص، مصطلحاتٍ مثل "تمسُّك المرء بطريقه الخاص" أو "مُضي المرء في طريقه بغض النظر عما يقوله الآخرون" – أي منطق سخيف هذا؟ غالبًا ما يُنظر إلى ما يسمى أقوال وتعابير شهيرة باعتبارها أشياء إيجابية في هذا المجتمع، وهو ما يُحرِّف الحقائق ويخلط بين الصواب والخطأ.
– الكلمة، ج. 5. مسؤوليات القادة والعاملين. مسؤوليات القادة والعاملين (25)
الكثير من الناس يؤدون واجباتهم بلا مبالاة، ولا يأخذونها أبدًا على محمل الجد، كما لو كانوا يعملون لحساب غير المؤمنين. يفعلون الأشياء بطريقة غير متقنة وسطحية وغير مبالية ومهملة، كما لو كان كل شيء مجرد مزحة. لماذا؟ إنهم غير مؤمنين يعملون؛ عديمو إيمان يؤدون واجبات. هؤلاء الناس مارقون للغاية؛ منحلون وغير مقيَّدين، وهم لا يختلفون عن غير المؤمنين. عندما يقومون بأشياء من أجل أنفسهم، لا يكونون لا مبالين بالطبع، فلماذا إذاً لا يكون لديهم أدنى قدر من الجدية أو الاجتهاد عندما يتعلق الأمر بأداء واجباتهم؟ أيًا يكن ما يفعلونه أو الواجبات التي يؤدونها، فإنه ينطوي على سمة اللهو والأذى. هؤلاء الناس لا مبالون دائمًا ويتسمون بالخداع. هل يتمتع أمثال هؤلاء بالإنسانية؟ ليس لديهم إنسانية بالتأكيد؛ ولا هم يمتلكون أدنى درجات الضمير والعقل. يتطلبون إدارة وإشراف مستمرين مثل الحمير أو الخيول البرية، وهم يخدعون بيت الله ويغشّونه. هل يعني هذا أنهم يحملون في نفوسهم أي إيمان صادق بالله؟ هل يبذلون أنفسهم من أجله؟ بالتأكيد هم دون المستوى وغير مؤهلين لأن يكونوا عاملين. لو كان هؤلاء الأشخاص يعملون لدى أي شخص آخر، لطُردوا في غضون أيام قليلة. في بيت الله، من الدقيق تمامًا القول إنهم عاملون ومُستأجرون، ولا يمكن إلا أن يُستبعدوا. كثير من الناس غالبًا ما يكونون لا مبالين في أثناء أداء واجباتهم؛ وعندما يواجَهون بالتهذيب، يظلون رافضين لقبول الحق، وبعناد يدافعون عن موقفهم، بل حتى يتذمرون من أن بيت الله ليس منصفًا معهم ويفتقر إلى الرحمة والتسامح. أليس هذا غير معقول؟ لشرح الأمر بشكل أكثر موضوعية، هذه شخصية متكبرة، وهم يفتقرون إلى أدنى درجة من الضمير والعقل. أولئك الذين يؤمنون بالله حقًا يجب أن يكونوا قادرين على الأقل على قبول الحق والقيام بالأشياء دون انتهاك الضمير والعقل. الناس الذين لا يستطيعون قبول التهذيب أو الخضوع له، هم متكبرون جدًا، وأبرار في عيون ذواتهم، وهم ببساطة غير عقلانيين، فوصفهم بالوحوش ليس من المبالغة لأنهم غير مبالين تمامًا تجاه كل ما يفعلونه. إنهم يفعلون الأشياء بالطريقة التي تحلو لهم بالضبط دون أي اعتبار للعواقب؛ وإذا ظهرت المشكلات، فإنهم لا يهتمون. مثل هؤلاء الأشخاص غير مؤهلين لأن يكونوا عاملين. إنَّ الآخرين لا يطيقون مشاهدتهم ولا يثقون بهم لأنهم يتعاملون مع واجباتهم بهذه الطريقة، فهل يمكن أن يثق الله بهم؟ بعدم تلبية حتى هذا المعيار الأدنى، فهم غير مؤهلين لأن يكونوا عاملين ولا يمكن إلا أن يُستبعدوا.
– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث
تلك الأشياء التي تمس الإنسانية – المواقف، والأفكار، والآراء التي يكشف عنها الناس في تعاملهم مع الأشخاص، والأحداث، والأشياء الأخرى – معبرة للغاية. ما الذي تخبرنا به؟ إنها تخبرنا كيف يمكن للمرء أن يرى خُلُق الشخص، وما إذا كان شخصًا محترمًا ومستقيمًا. ما معنى أن تكون محترمًا ومستقيمًا؟ هل كونك تقليديًا يعتبر أمرًا محترمًا ومستقيمًا؟ هل كونك لطيفًا ومؤدبًا يعتبر أمرًا مهذبًا ومستقيمًا؟ (كلا). هل اتباع القواعد بدقة متناهية يعتبر أمرًا محترمًا ومستقيمًا؟ (كلا). لا شيء من هذا صحيح. إذًا، ما معنى أن تكون محترمًا ومستقيمًا؟ إذا كان شخص ما محترمًا ومستقيمًا، فإن ما يفعله مهما كان، يفعله بعقلية معينة: "سواء أحببت عمل هذا الأمر أم لا، أو سواء كان هذا الأمر ضمن نطاق اهتماماتي أو كان أمرًا لا أهتم به كثيرًا، فقد أُعطيت هذا الأمر لأعمله، وسأقوم به على أكمل وجه. سوف أبدأ بدراسته من الصفر، وبينما أقف على أرض صلبة، سأقوم به خطوة بخطوة. وفي نهاية المطاف، مهما كان مدى تقدمي في المهمة، سوف أبذل قصارى جهدي". على أقل تقدير، يجب أن يكون لديك نوع من الموقف والعقلية الواقعية. إذا كنت، منذ اللحظة التي تتولى فيها مهمة ما، تؤديها وأنت مشوش الذهن ولا تهتم بها على الإطلاق؛ إذا كنت لا تتعامل معها بجدية، ولا ترجع إلى المصادر ذات الصلة، ولا تقوم بالاستعدادات التفصيلية، ولا تطلب ولا تستشير الآخرين، وإذا كنت، فوق ذلك، لا تزيد من الوقت الذي تقضيه في دراسة هذا الأمر حتى تتحسن فيه باستمرار، وتبلغ إتقان هذه المهارة أو المهنة، بل تظل على موقف الاستخفاف بها، وموقف تسيير أمورك في تعاملك معها، فهذه مشكلة في إنسانيتك. أليس هذا مجرد أداء متخبط؟ يقول البعض: "لا يعجبني أن تعطيني هذا النوع من الواجب". إذا لم يعجبك، فلا تقبله؛ وإذا قبلته، فعليك أن تتعامل معه بموقف جاد ومسؤول. هذا هو نوع المواقف الذي ينبغي أن تتبناه. أليس هذا ما يجب أن يمتلكه الأشخاص ذوو الإنسانية الطبيعية؟ هذا هو معنى أن تكون محترمًا ومستقيمًا. في هذا الجانب من الإنسانية الطبيعية، تحتاج، على أقل تقدير، إلى اليقظة، والضمير، والاستعداد لدفع الثمن، إلى جانب مواقف كونك واقعيًا، وجادًا، ومسؤولًا. يكفي أن يكون لديك هذه الأمور.
– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يخضعون لهم وحدهم، وليس للحق ولا لله (الجزء الثاني)