النصر وسط إغواءات الشيطان

2019 أكتوبر 30

بقلم تشين لو – الصين

حدث ذلك في صباح 21 ديسمبر/كانون الأوَّل 2012. كان أكثر من اثني عشر من الإخوة والأخوات يعقدون اجتماعًا عند سماع سيلٍ مفاجئ من الطَرق والصراخ على الباب: "افتحوا الباب! افتحوا الباب! تفتيشٌ للمنزل!" بمُجرَّد أن فتحت إحدى الأخوات الباب، اقتحم المنزل ستَّةٌ أو سبعة من رجال الشرطة يمسكون هرَّاوات. دفعونا جانبًا بخشونةٍ، ثم بدأوا في تفتيش الأدراج والبحث في كُلّ مكانٍ. تقدَّمت أختٌ صغيرة وسألتهم: "نحن لم ننتهك القانون. فلماذا تُفتِّشون المنزل؟" فأجاب رجال الشرطة بعنفٍ: "احذري ممَّا تقولينه! إذا طلبنا منكِ الوقوف هناك، فقفي هناك وحسب. وإذا لم نطلب منكِ أن تتحدَّثي، فاخرسي!" ثم ألقوها بوحشيّةٍ على الأرض وصرخوا بعدوانيَّةٍ: "إذا كنتِ تريدين المقاومة، فسوف نضربكِ!" انخلع ظفرها وكان إصبعها ينزف. عندما رأيتُ الوجوه الوحشيَّة لرجال الشرطة شعرتُ بالكراهية والخوف، ولذلك صلَّيتُ صامتةً لله ليمنحني القوَّة والثقة ويحميني للشهادة. وبعد الصلاة هدأ قلبي كثيرًا. صادر رجال الشرطة العديد من المواد الإنجيليَّة وكتب لكلام الله، ثم أدخلونا إلى سيَّارات الشرطة.

بمُجرَّد أن وصلنا قسم الشرطة صادروا كُلّ شيءٍ كنَّا نحمله واستجوبونا عن أسمائنا وعناويننا وأسماء قادة كنيستنا. لم أقل أيّ شيءٍ؛ ولم تقل أختٌ أخرى أيّ شيءٍ أيضًا، لذلك اعتبرتنا الشرطة زعيمتيّ عصاباتٍ وأرادت التحقيق معنا بشكلٍ منفصل. كنتُ خائفةً جدًّا حينها - فقد سمعتُ أن الشرطة كانت وحشيَّة خصوصًا مع المؤمنين بالله، وقد صُنِّفتُ هدفًا رئيسيًا للاستجواب. من المُؤكَّد أن هذا سيكون مليئًا بالاحتمالات الكئيبة. عندما كنتُ في حالةٍ رهيبة وأعيشُ في خوفٍ، سمعتُ أختي التي كانت قريبة جدًّا مني تُصلِّي قائلةً: "يا الله، أنت صخرتنا وملجأنا. إبليس تحت قدميك، وأنا على استعدادٍ لأعيش حسب كلامك ولأشهد لإرضائك!" ابتهج قلبي بعد سماع ذلك. فكَّرتُ قائلةً: هذا صحيحٌ – فالله صخرتنا وإبليس تحت قدميه، فممَّا أخاف؟ طالما أتَّكل على الله، من الممكن هزيمة إبليس! وفجأةً لم أعد خائفة، ولكنني شعرتُ بالخجل أيضًا. فكَّرتُ في حقيقة أنه عندما واجهت تلك الأخت هذا فقد صلَّت واتكلتْ على الله ولم تفقد الثقة بالله، ولكنني كنتُ خجولة وجبانة. لم يكن لي ولو القدر القليل من عزيمة شخصٍ يؤمن بالله. وبفضل مَحبَّة الله ومن خلال صلاة تلك الأخت التي حفَّزتني وساعدتني، لم أعد أخاف من قوَّة الشرطة المُستبدَّة. قرَّرتُ بهدوءٍ: أنا عازمةٌ الآن بعد اعتقالي على الشهادة لإرضاء الله. لن أكون بالتأكيد جبانةً تُخيِّب أمل الله!

قيَّدني اثنان من رجال الشرطة بالأصفاد في حوالي الساعة العاشرة ونقلوني إلى غرفةٍ لاستجوابي لوحدي. استجوبني أحد رجال الشرطة باللهجة المحليَّة. لم أفهمه، وعندما سألته عمَّا قاله أثار هذا السؤال غضبه دون أن أتوقَّع. ركض أحد رجال الشرطة الواقفين بالجوار وجذب شعري وأخذ يهزَّني جيئةً وذهابًا. شعرتُ بالدوار وخارت قواي، وشعرتُ كما لو كانت فروة رأسي قد انخلعت وبعض شعري قد انشدّ. ركض شرطيٌّ آخر ناحيتي بعد ذلك مباشرةً وصاح: "هل علينا التصرُّف معكِ بخشونةٍ؟ تكلَّمي! من طلب منكِ التبشير بالإنجيل؟" فاستشطتُ غضبًا وأجبته: "التبشير بالإنجيل هو واجبي". أمسكني الشرطيّ الأوَّل من شعري في اللحظة التي قلتُ فيها هذا وصفعني على وجهي فأصابني وقال صائحًا: "أحب أن أراكِ تُبشِّرين بالإنجيل ثانية!" كان يضرب وجهي حتَّى اِحمَرّ وتألَّم وبدأ يتورَّم. ولم يتركني إلا حينما أتعب نفسه، ثم أخذ الهاتف المحمول ومُشغِّل MP4 اللذين عثروا عليهما معي وطلب مني معلومات عن الكنيسة. اعتمدتُ على الحكمة في التعامل معهم. سأل ضابط ظهر فجأةً: "أنتِ لستِ من هنا. أنتِ تتحدَّثين لغة الماندرين [اللغة الصينيَّة الشماليَّة] جيِّدًا – لستِ بالتأكيد شخصًا عاديًّا. كوني صادقة! لماذا أتيتِ إلى هنا؟ من أرسلكِ إلى هنا؟ من قائدكِ؟ عندما سمعت الأسئلة، ارتعبت بشدَّةٍ ودعوتُ الله أن يمنحني الثقة والقوَّة. ومن خلال الصلاة هدأ قلبي قليلاً وأجبتُ: "لا أعرف أيّ شيءٍ". عندما سمعوني أقول ذلك، ضرب أحدهم الطاولة بشراسةٍ وصرخ قائلاً: "انتظري وحسب، فسرعان ما نرى شعوركِ!" ثم التقط مُشغِّل MP4 الخاصّ بي وضغط على زرّ التشغيل. كنتُ خائفةً جدًّا. لم أعرف الطُرق التي سوف يستخدمها للتعامل معي، ولذلك صرختُ صرخة استغاثةٍ عاجلة إلى الله. لم أتخيَّل أن ما تمّ تشغيله كان قراءة لأحد المقاطع من كلام الله: "لن أمنح مزيدًا من الرحمة لأولئك الذين لم يظهروا لي أي ذرة من الولاء في أوقات الشدة، لأن رحمتي تسع هذا فحسب. علاوة على ذلك، ليس لديَّ أي ود لأي أحد سبق وأن خانني، ولا أحب مطلقاً أن أخالط الذين يخونون مصالح أصدقائهم. هذه هي شخصيتي، بغض النظر عن الشخص الذي قد أكونه. يجب عليَّ أن أخبركم بهذا: كل مَنْ يكسر قلبي لن ينال مني رأفة مرة ثانية، وكل مَنْ آمن بي سيبقى إلى الأبد في قلبي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أَعْدِدْ ما يكفي من الأعمال الصالحة من أجل غايتك). عندما سمعتُ كلمات الله، شعرتُ بطعنة ألمٍ في قلبي. لم يسعني سوى أن أفكِّر أنه عندما كان الرَّبّ يسوع يعمل كان كثيرون يتبعونه وينعمون بنعمته، ولكن عندما سُمِّر على الصليب وكان الجنود الرومان يعتقلون المسيحيّين يمينًا ويسارًا، فرّ كثيرٌ من الناس بسبب الخوف. وقد تسَّبب هذا في ألمٍ رهيب لله! ولكن ما الفرق الذي كان بيني وبين أولئك الناس الجاحدين؟ عندما كنتُ أنعم بنعمة الله وبركاته، كنتُ مليئة بالثقة في اتّباع الله، ولكن عندما واجهتُ الشدائد التي كانت تتطلَّب أن أعاني وأدفع الثمن، كنتُ خجولة وخائفة. كيف كان يمكن بذلك إرضاء قلب الله؟ فكَّرتُ في حقيقة أن الله المهيب صار جسدًا حتَّى يُخلِّصنا نحن البشر الفاسدين – وجاء بتواضع وسريَّة إلى الصين، بلد يحكمه حزب سياسي مُلحد، متحملًا لمطاردة هذه الشياطين وإدانتهم، وقد قادنا شخصيًّا إلى طريق طلب الحقّ. لقد فعل الله كُلّ شيءٍ لخلاصنا، فلماذا لم أستطع بصفتي قد نلتُ نعمة خلاصه أن أسدِّد ثمنًا ضئيلاً لأشهد له؟ شعرتُ ضميريًّا بالتوبيخ وكرهتُ أنانيَّتي وتفاهتي الشديدتين. شعرتُ شعورًا عميقًا حقًّا أن الله كان يغمره الأمل مني والاهتمام بي. شعرتُ أنه كان يعرف جيِّدًا أنني كنتُ غير ناضجةٍ في قامتي وخائفة في وجه إساءة إبليس؛ سمح لي أن أسمع هذا من خلال تشغيل الشرطة لتلك القراءة من كلمات الله، ممَّا سمح لي بأن أفهم مشيئته حتَّى يمكنني في خضمّ الشدَّة والظلم أن أشهد لله وأرضيه. تأثَّرتُ للحظاتٍ تأثُّرًا كبيرًا بمَحبَّة الله لدرجة أن الدموع انسابت على وجهي، وقلتُ لله في صمتٍ: "يا الله! لا أريد أن أخونك. مهما عذَّبني إبليس، أنا عازمةٌ على الشهادة لك وإرضاء قلبك".

ثم حدث قرعٌ مفاجئ عندما أوقف الضابط جهاز التسجيل واندفع نحوي قائلاً بكراهيةٍ: "إذا لم تخبرينا سأعذِّبك!" ثم أمروني بالوقوف على الأرضيَّة حافية القدمين وقيَّدوا يدي اليمنى بحلقةٍ حديديَّة وسط كتلةٍ خرسانيَّة كانت منخفضة نحو الأرض جدًا طلبوا مني الوقوف بانحناءٍ ولم يسمحوا لي بإحناء ركبتيَّ، ولم يسمحوا لي باستخدام يدي اليسرى لدعم ساقيَّ. لم أستطع الاستمرار في الوقوف بعد فترةٍ من الوقت وأردتُ إحناء ركبتيَّ، ولكن رجال الشرطة صرخوا: "لا لإحناء الركبتين! إذا كنتِ تريدين أن تكون معاناتكِ أقلّ، فأسرعي واعترفي!" فكان كُلّ ما استطعتُ فعله أن أصرّ على أسناني وأتحمَّل الأمر. لا أعرف مقدار الوقت الذي مرَّ. كانت قدماي كالثلج وساقاي ملتهبين وفاقدين للحسّ، وعندما لم أستطع الاستمرار في الوقوف حقًّا أحنيتُ ركبتيَّ. رفعني رجال الشرطة وأحضروا كوبًا من الماء البارد وسكبوه على رقبتي. فشعرتُ بالبرد الشديد وبدأتُ في الارتجاف. ثم أزالوا أصفادي ودفعوني للجلوس على مقعدٍ خشبيّ، وقيَّدوا يديَّ من الخلف إلى جانبي المقعد، وفتحوا النوافذ وشغَّلوا جهاز تكييف الهواء. ضربتني زوبعةٌ مفاجئة من الرياح الباردة فكنتُ أرتجف من البرد. وكانت النتيجة أنني أصبتُ ببعض الضعف في قلبي، ولكن في خضمّ هذه المعاناة كنتُ أصلِّي دون انقطاعٍ وأتوسَّل إلى الله كي يعطيني الإرادة والقوَّة لتحمُّل هذا الألم ويسمح لي بالتغلُّب على ضعف الجسد. وعندها فقط أرشدتني كلمات الله من الداخل: "حتّى عندما يتحمّل جسدك المعاناة، لا تأخذ أيّة أفكارٍ من الشيطان. ... الإيمان أشبه بجسرٍ خشبيّ مؤلف من جذع واحد، بحيث يجد الذين يتشبّثون بالحياة في وضاعةٍ صعوبةً في عبوره، أمّا أولئك الذين يستعدّون للتضحية بأنفسهم فيمكنهم المرور عليه دون قلقٍ" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس). جعلتني كلمات الله أفهم أن إبليس أراد أن يُعذِّب جسدي ليجعلني أخون الله، وأنه إذا أوليتُ أيّ اهتمامٍ للجسد فسوف أقع فريسةً لخداعه. واصلتُ التأمُّل في هاتين الجملتين من كلمات الله في ذهني، وأخبرتُ نفسي أنه كان ينبغي عليَّ التأهُّب ضدّ خداع الشيطان ورفض أفكاره. أخذ رجال الشرطة في وقتٍ لاحق وعاءً كبيرًا من الماء البارد وسكبوه بالكامل على رقبتي. فغرقت ملابسي كُلّها. شعرتُ في تلك اللحظة وكأنني أغرق في صندوق ثلجٍ. عندما رآني أحد رجال الشرطة الأشرار أرتعش ارتعاشًا رهيبًا، أمسك بجزءٍ من شعري ورفع رأسي للنظر إلى السحاب من خلال النافذة، ثم قال ساخرًا: "ألا تشعرين بالبرد؟ اطلبي من إلهكِ إذًا أن ينقذكِ!" وعندما رأى أنه لم يصدر عني ردّ فعلٍ سكب عليَّ وعاءً كبيرًا من الماء البارد مرَّةً أخرى وضبط جهاز تكييف الهواء على الوضع الأكثر برودة ثم وجَّهه عليَّ مباشرةً. غلفني الهواء البارد المتجمِّد والرياح الباردة القادمة من الخارج مرة أخرى. شعرتُ بالبرد الشديد لدرجة أنني تكورت في مكاني وتجمَّدتُ بالفعل. شعرتُ وكأن الدم قد تجمَّد في عروقي. لم يسعني سوى التفكير في الأفكار المجنونة: "اليوم باردٌ للغاية، ومع ذلك يغرقونني بالماء البارد ويُشغِّلون جهاز التكييف. هل يحاولون تجميدي إلى الموت؟ إذا توفيتُ هنا، فحتَّى عائلتي لن تعرف ذلك. بينما كنتُ أغرق في الظلام واليأس، فكَّرتُ فجأةً في المعاناة التي تحمَّلها الرَّبّ يسوع حين كان مُسمَّرًا على الصليب لفداء البشر. وفكرت أيضًا في كلام الله: "المحبة التي اختبرَتْ التنقية هي محبة قوية، وليست ضعيفة. بغض النظر عن متى وكيف يُخضِعَك الله لتجاربه، ستستطيع ألَّا تبالي بالحياة أو الموت، وستتخلّى عن كل شيء من أجل الله بسرورٍ، وتتحمَّل كل شيء بسرورٍ من أجل الله، وهكذا ستكون محبتك نقيَّة وإيمانك حقيقي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. لا يمكن للإنسان أن يتمتع بمحبة حقيقية إلا من خلال اختبار التنقية) .شجَّعتني كلمات الله هذه بالفعل. كنت قادرة على الثبات في شهادتي لله لأنه كان يرفعني– فكيف يمكنني إيلاء أيّ اهتمامٍ بالجسد؟ كنتُ عازمةً على أن أكون مخلصةً لله حتَّى إن كان ذلك يعني خسارة حياتي. لم أعد أشعر بالبرودة رويدًا رويدًا. واصل رجال الشرطة استجوابي منذ منتصف النهار إلى السابعة مساءً تقريبًا. رأوا أنني لم أفتح فمي على الإطلاق، فحبسوني في غرفة الاستجواب وواصلوا تسليط الهواء البارد عليَّ.

كثَّف رجال الشرطة بعد العشاء من حدَّة استجوابهم. هدَّدوني بقسوةٍ قائلين: "أخبرينا! من قائد كنيستكِ؟ إذا لم تخبرينا، فلدينا وسائل أخرى. يمكننا أن نجعلكِ تشربين عصير الفلفل الحار والماء بالصابون وتأكلين الغائط ونُجرِّدكِ من ملابسكِ ونرميكِ إلى الطابق السفليّ ونجعلكِ تتجمَّدين حتَّى الموت!" عندما قال رجال الشرطة الأشرار هذا، رأيتُ حقًّا أنهم لم يكونوا بشرًا على الإطلاق، بل كانوا مجموعة من الشياطين في هيئةٍ بشريَّة. كُلَّما هدَّدوني بهذه الطريقة كرهتهم بالأكثر في قلبي وصمَّمتُ على عدم الخضوع لهم. عندما رأوا أنني لم أستسلم، أحضروا حقيبةً من القماش ونقعوها بالماء ووضعوها على رأسي. لقد أمسكوا رأسي حتى لا يمكنني تحريكها، ثم بدأوا تضييقها.لم أستطع الحركة مطلقًا لأن يداي كانتا مُكبَّلتين بالمقعد. وبعد قليلٍ كنتُ على وشك الاختناق؛ شعرتُ أن جسمي كُلّه أصبح مُتيبِّسًا. ولكن ذلك لم يكن كافيًا لهم لتبديد كراهيتهم. أخذوا وعاءً من الماء البارد وسكبوه في أنفي وهدَّدوني قائلين إنه إذا لم أتحدَّث فسوف أختنق. لم تكن الحقيبة المُبتلَّة تسمح بمرور الهواء، وبالإضافة إلى ذلك كان الماء يُسكَب في أنفي. كان التنفُّس صعبًا للغاية وبدا كما لو كان الموت يطبق عليّ. صلَّيتُ بصمتٍ إلى الله: "يا الله، لقد وهبتني أنفاسي، واليوم يجب أن أحيا لك. مهما كان تعذيب رجال الشرطة الأشرار لي، فإني لن أخونك. إن طلبتَ مني التضحية بحياتي، فإنني على استعدادٍ لطاعة خُططك وترتيباتك دون أدنى شكوى ..." بمُجرَّد أن بدأتُ أفقد الوعي وكنتُ على وشك التوقُّف عن التنفُّس أبعدوا أيديهم فجأةً. لم يسعني سوى الاستمرار في تقديم الشكر لله في قلبي. حتى مع أنني وقعتُ في أيدي رجال الشرطة الأشرار، لم يسمح لهم الله سوى بتعذيب جسدي ولم يسمح لهم بالقضاء على حياتي. وقد نمت ثقتي بعد ذلك.

أخذني عددٌ من رجال الشرطة في اليوم التالي عند منتصف النهار تقريبًا مع أختٍ أخرى إلى سيَّارةٍ تابعة للشرطة ونقلونا إلى مركز الاحتجاز. قال لي أحدهم بلهجة تخويفٍ: "أنتِ لستِ من هذه المنطقة. سوف نحبسكِ لمدَّة ستَّة شهورٍ ثم نحكم عليكِ بالسجن لمدَّةٍ تتراوح بين 3 و5 سنواتٍ، فعلى أيّ حالٍ لن يعرف أحدٌ". "حُكم؟" بمُجرَّد أن سمعتُ أنه سوف يُحكَم عليَّ بالسجن أصبحتُ ضعيفةً. تساءلتُ كيف سأكشفُ عن وجهي إذا حُكِمَ عليَّ بقضاء مدَّةٍ في السجن وكيف سيراني الناس. أمَّا الأشخاص الآخرون في الزنزانة التي وُضِعتُ فيها فكُنّ جميعًا أخوات مؤمنات بالله القدير. ومع أنهن كُنّ في عرين الشياطين ذلك، فإنهنّ لم يُظهِرن أدنى خوفٍ، بل كُنّ يُشجِّعن ويدعمن بعضهن البعض، وعندما رأين أنني كنتُ سلبيَّةً وضعيفة تحدَّثن معي عن اختباراتهن الشخصيَّة وقدَّمن الشهادة، ممَّا منحني الثقة بالله. رتَّلن أيضًا ترتيلةً لتشجيعي: "لقد تواضع الله وصار جسدًا لخلاص البشر، يجول بين الكنائس، وعن الحق يعبِّر، ويعاني لسقايتنا، وفي إرشاد كل خطواتنا. لقد فعل هذا كل يوم لعقود، كل شيء لتطهير وتكميل الإنسان. لقد شهد العديد من فصول الربيع والصيف والخريف والشتاء، وذاق المر والحلو دون استياء. لقد ضحى بنفسه بدون أي ندم، وقدّم كل محبته للإنسان. لقد خضعتُ لدينونة الله وتذوقت مرارة التجارب. الحلو تبع المر، حتى تطهرّ فسادي، ولأرد محبة الله أقدم قلبي وجسدي. أكدُّ في ذهابي وإيابي، وأبذل من أجل الله ذاتي. أحبائي يتجاهلونني وآخرون على سمعتي يفترون، لكني سأحب الله حتى النهاية ولا أخون. أسعى لمشيئة الله بإخلاص كامل السمات. أتحمل الاضطهاد والضيقات، وأختبر المر والحلو في الحياة. حتى لو كنت أعيش حياة كلها مرارة، يجب أن أتبع الله وله أشهد بكل جدارة" ("ردُّ محبةِ اللهِ والشهادةُ لهُ‎" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). عندما فكَّرتُ في هذه الترتيلة تشجَّعتُ كثيرًا. كان هذا حقيقيًّا، فقد كُنَّا نتبع الإله الحقيقيّ ونسلك طريق الحياة الصحيح في بلدٍ تحت حُكم حزبٍ ملحد كان يعتبر الله على أنه العدو. كان مصيرنا أن نعاني الكثير من المشاقّ، ولكن هذا كُلّه كان له معنى، وحتَّى البقاء في السجن كان أمرًا مجيدًا لأننا كُنَّا نُضطهَد من أجل السعي وراء الحقّ واتّباع طريق الله. كان الأمر يختلف تمامًا عن سجن أهل العالم لارتكابهم جرائم فظيعة. فكَّرتُ بعد ذلك في الأجيال المتتالية من القدّيسين الذين عانوا الاضطهاد والإذلال بسبب التمسُّك بالطريق الحق. ولكن الآن يتوافر لي بالمجَّان مقدارٌ كبير من كلمة الله – وفهمتُ الحقّ الذي لم تقدر أجيالٌ من الناس على فهمه، وعرفتُ أسرارًا لم تكن أجيالٌ تعرفها، فلماذا لم أتمكَّن من تحمُّل القليل من المعاناة للشهادة لله؟ عندما فكَّرتُ في هذا، انتقلتُ مرَّةً أخرى من حالة ضعفي، وكان قلبي مليئًا بالثقة والقوَّة، وصمَّمتُ على الاعتماد على الله ومواجهة تعذيب الغد وحملي على الاعتراف بكُلّ افتخارٍ.

أرسلتني الشرطة بعد عشرة أيَّامٍ إلى مركز الاحتجاز بمفردي. رأيتُ أن جميع الأشخاص الآخرين هناك محتجزين بتهمة الاحتيال والسرقة والأعمال التجاريَّة غير المشروعة. بمُجرَّد أن دخلت قالوا لي: "أيّ شخصٍ يأتي إلى هنا لا يخرج عمومًا. نحن جميعًا بانتظار صدور أحكامنا، وبعضنا ينتظر منذ شهورٍ". عندما رأيتُ هؤلاء الناس شعرتُ بالتوتُّر الشديد وكان قلبي على وشك الانفجار. شعرتُ بالخوف من أن يعاملونني معاملةً سيِّئة، وعنئذٍ فكَّرتُ في حقيقة أنه بما الشرطة سوف تحبسني مع هؤلاء، فلا بد أنهم سوف يحكمون عليَّ على الأرجح بعقوبة مجرمةٍ. كنتُ قد سمعتُ أن بعض الإخوة والأخوات سُجِنوا لمدَّةٍ تصل إلى ثماني سنواتٍ. ولم أعرف كم قد تطول مدَّة الحُكم عليَّ، فقد كنتُ في التاسعة والعشرين من عمري وحسب! هل كنت سأقضي شبابي في هذه الزنزانة المظلمة؟ وكيف كنت لأقضي الأيام الطويلة المقبلة؟ بدا لي في تلك اللحظة أن موطني ووالديّ وزوجي وطفلي بعيدون عني فجأةً. كان الأمر أشبه بسكّينٍ يخترق قلبي بينما كانت الدموع تتجمَّع في عيني. عرفتُ أنني وقعتُ في شرك إبليس، ولذلك دعوتُ الله في حماسةٍ راجيةً أن يقودني للنجاة من هذه المعاناة. شعرتُ في منتصف صلاتي بتوجيهٍ واضح في داخلي: كان ذلك يحدث بسماحٍ من الله. ومثلما جُرِّبَ أيُّوب. لم يمكنني الشكوى. ثم فكرت في كلمات الله هذه: "ستخضع لكل ترتيب أضعه (حتى وإن كان الموت أو الدمار)، أم ستهرب في منتصف الطريق لتتجنب توبيخي؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. ماذا تعرف عن الإيمان؟). أخجلتني الدينونة والتوبيخ في كلمات الله. رأيتُ أنني لم أكن صادقةً مع الله أدنى صدقٍ، زعمت فحسب إنني كنتُ أريد أن أكون شاهدةً صالحة له. لكنني، عندما واجهتُ بالفعل خطر التعرُّض للسجن لم أرد سوى النجاة. لم يمكنني المعاناة في سبيل الحقّ إطلاقًا. بالتفكير الوقت منذ اعتقالي، كان الله بجانبي في جميع الأوقات. لم يتخلَّ عني في أيَّة خطوةٍ على الطريق لئلا أُضيِّع طريقي أو أتعثَّر. كانت مَحبَّة الله لي صادقةً تمامًا وليست فارغة على الإطلاق. ولكنني كنتُ أنانيَّة وانتهازيَّة، ولم أفكِّر طوال الوقت إلَّا في المكاسب والخسائر الجسديَّة. لم أكن على استعدادٍ لتسديد أيّ ثمنٍ لله – فكيف كان من الممكن أن أتحلَّى بأيَّة إنسانيَّةٍ؟ وبأيّ ضميرٍ؟ عندما فكَّرتُ في ذلك، شعرتُ بالندم والمديونيَّة. صلَّيتُ بصمتٍ إلى الله وتبتُ قائلةً: يا الله! لقد كنتُ مخطئةً. لم يعد بوسعي أن أخدمك بشفتيَّ وأخدعك. أنا على استعدادٍ لأعيش الواقع لإرضائك. مهما كان الحُكم عليَّ سوف أكون بالتأكيد شاهدةً لك –في ذلك الوقت كان الطقس باردًا جدًا. ليس فقط أن السجينات الأخريات لم يزعجنني، بل في الواقع، اعتنين بي، وقدمن لي ملابس، كما ساعدنني في عملي اليوميّ. عرفتُ أن هذا كُلّه من تدبير الله وترتيبهكنت ممتنة حقًا لله!

كان رجال الشرطة يستجوِّبونني في مركز الاحتجاز مرَّةً كُلّ بضعة أيَّامٍ. وعندما أدركوا أن انتهاج أسلوبٍ مُتشدِّد لم ينفع معي، تحوَّلوا إلى طريقةٍ متهاونة. تعمَّد رجال الشرطة الذين كانوا يستجوِّبونني انتهاج أسلوبٍ سهل وكانوا يتجاذبون أطراف الحديث معي ويُقدِّمون لي طعامًا شهيًّا وقالوا إنهم قد يتمكَّنون من مساعدتي على إيجاد وظيفةٍ جيِّدة. عرفتُ أن هذا كان خداع إبليس، ولذلك في كُلّ مرَّةٍ كانوا يستجوِّبونني فيها كنتُ أصلِّي إلى الله طالبةً منه حمايتي وعدم السماح لي بالوقوع فريسةً لهذه الحيل. كشف أحد رجال الشرطة أخيرًا في إحدى المرَّات التي كان يستجِّوبني فيها عن نواياه الشرِّيرة: "ليست لدينا مشكلة معكِ شخصيًّا، ولكننا نريد فقط أن نقمع كنيسة الله القدير. نأمل أن تتمكَّني من الانضمام إلينا". عندما سمعتُ هذه الكلمات الشرِّيرة شعرتُ بالغضب الشديد. فكَّرتُ قائلةً: خلق الله الإنسان واستمرّ في إعالتنا وقيادتنا إلى الآن. والآن جاء لخلاص أولئك الذين خلقهم ولمساعدتنا على النجاة من هاوية معاناتنا. فما الخطأ في ذلك أصلاً؟ ولماذا تكرهه وتحتقره هذه الشياطين هكذا؟ نحن خليقة الله. واتّباع الله وعبادته صحيحٌ ولائق، فلماذا يمنعنا إبليس بهذه الطريقة ويحاول أن ينتزع حريَّتنا في اتّباع الله؟ إنهم يحاولون الآن أن يجعلوني دميةً في سعيهم لإسقاط الله. إن الحزب الشيوعىّ الصينىّ مجموعةٌ من الشياطين حقًّا بعزمها على تحدّي الله. إنهم أشرار للغاية! كنتُ مستاءةً للغاية وكرهتُ الحزب الشيوعىّ الصينىّ بالأكثر، ولم أرد سوى أن أكون شاهدةً لله وأرضي قلبه. عندما رأى رجال الشرطة أنني ما زلتُ أرفض أن أتحدَّث، بدأوا باستخدام أساليب نفسيَّة ضدّي. توصَّلوا إلى زوجي من خلال شركة تشاينا موبيل وأحضروه مع ابني لإقناعي. كان زوجي موافقًا في الأصل على إيماني بالله، ولكن بعد أن خدعته الشرطة أخبرني مرارًا وتكرارًا: "أتوسَّل إليكِ أن تتركي إيمانكِ. فكِّري على الأقلّ في طفلنا إن لم تُفكِّري فيَّ أنا. سوف يتأثَّر تأثُّرًا مُروِّعًا بوجود والدته في السجن...". عندما رأى زوجي أن كلماته لا يمكنها تغيير رأيي تفوَّه بهذه الكلمات القاسية: "أنتِ عنيدةٌ جدًّا وترفضين السماع، وسوف أطلِّقكِ إذًا!" اخترقت كلمة "الطلاق" هذه قلبي بعمقٍ. وجعلتني أكره حكومة الحزب الشيوعيّ الصينيّ بالأكثر. فقد كان تشويهها للسُمعة وبثَّها للخلاف هما ما جعلا زوجي يكره عمل الله بهذه الطريقة ويخبرني بمثل هذه الكلمات القاسية. حكومة الحزب الشيوعيّ الصينيّ هي بالفعل الجاني الذي يجعل عامَّة الناس يهينون السماء! وقد كانت أيضًا الجاني في تقويض مشاعرنا الزوجيَّة! لم أرد عند هذا المستوى من التفكير أن أقول أيّ شيءٍ آخر لزوجي. اكتفيتُ بالقول في هدوءٍ: "أسرِعْ وخُذ طفلنا إلى المنزل". عندما رأى رجال الشرطة أن هذه الطريقة لم تنفع استشاطوا غضبًا لدرجة أنهم تحرَّكوا ذهابًا وإيابًا أمام مكاتبهم وصرخوا في وجهي قائلين: "لقد عملنا بمنتهى الجديَّة ولم نحصل على ردٍّ واحد منكِ! إذا واصلتِ الامتناع عن الكلام، فسوف نُصنِّفكِ رئيسةً لهذه المنطقة، أي سجينةً سياسيَّة! إذا لم تتكلَّمي اليوم، فلن توجد فرصةٌ أخرى!" ولكن مهما كان ذعرهم واهتياجهم كنتُ أصلِّي وحسب إلى الله في قلبي طالبةً منه تقوية إيماني.

استمرَّت ترتيلةٌ من كلام الله في توجيهي من الداخل خلال استجوابي: "إيمان عظيم، حب عظيم مطلوبان منك في عمل الأيام الأخيرة. قد تتعثر إذا كنت مهملاً لأن هذا العمل ليس كالسابق. الله من يجعل إيمان البشر كاملاً. لا نقدر أن نراه، لا نقدر أن نلمسه. الله يحول الكلام لإيمان وحب وحياة. على الإنسان تحمل التنقية، وأن يمتلك إيماناً أعظم من أيوب. أن يعاني من عذابات جمة دون أن يبتعد عن الله. عندما يطيعون حتى الموتِ بإيمان عظيم، ستتم هذه المرحلة من عمل الله. هذا ليس بسيطاً كما تظن. كلما ابتعد عن مفاهيم الإنسان زادت أهميته. كلما اقترب من مفاهيم الإنسان قلت قيمته. ضع هذا في اعتبارك!" ("الله يجعل الإيمان كاملاً" في "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"). بفضل الإيمان والقوَّة اللذان تلقَّيتهما من كلام الله في فترة استجوابي، بدوتُ صامدةً جدًّا. ولكن عندما عدتُ إلى زنزانتي أصبحتُ ضعيفةً ومُتألِّمة بعض الشيء. بدا كما لو أن زوجي سوف يُطلِّقني بالفعل ولن يكون لي منزلٌ فيما بعد. كما أنني لم أكن أعرف مدَّة الحُكم عليَّ. ووسط هذا الألم فكَّرتُ في كلمات الله هذه:" والآن ينبغي أن تكون قادرًا على أن ترى بوضوح الطريق الصحيح الذي سلكه بطرس؛ فإذا استطعت أن ترى طريق بطرس بوضوح، فسوف تكون على يقين من العمل الذي يجري اليوم، وبالتالي لن تتذمر، أو تكون سلبيًا، أو تشتاق إلى أي شيء. ينبغي عليك أن تختبر مزاج بطرس في ذلك الوقت: لقد اجتاحه الحزن، ولم يعد يسأل عن أي مستقبل أو بركات. لم يسع في طلب الربح أو السعادة أو الشهرة أو الثروة في العالم؛ بل سعى فقط ليحيا خير حياة هادفة، بأن يبادل اللهَ محبته، وأن يكرّس لله ما يرى أنه أغلى الأشياء على الإطلاق؛ وعندئذ فقط سوف يشعر بالرضا في قلبه" (مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كيفية تَعرّف بطرس على يسوع). تأثَّرتُ تأثُّرًا عميقًا بأفعال بطرس، وقد حفّز هذا أيضًا إرادتي للتخلّي عن كُلّ شيءٍ لإرضاء الله. كان هذا صحيحًا. فعندما بلغ بطرس أدنى مرحلةٍ من كآبته، كان لا يزال قادرًا على تحمُّلها وإرضاء الله. إنه لم يضع اعتبارًا لمصيره أو مصلحته الخاصَّة، وفي النهاية عندما سُمِّر مُنكَّسًا على صليبٍ شهد شهادةً حسنة ومُدويَّة لله. ولكن كان من حُسن نصيبي اتّباع الله المُتجسِّد والتمتُّع بإعالته اللامتناهية لحياتي وكذلك نعمته وبركاته، ولكني لم أُسدِّد قط أيّ ثمنٍ حقيقيّ لله. لقد أتت اللحظة وأراد مني أن أكون شاهدةً له، ألم أستطع أن أرضيه مرَّة واحدة؟ هل سأندم مدى الحياة على تفويت هذه الفرصة؟ عندما فكَّرتُ في ذلك عقدت العزم أمام الله: يا الله، إني على استعدادٍ لاتّباع مثال بطرس. فمهما كان ما ينتظرني، حتَّى لو كان الطلاق أو قضاء مدَّةٍ في السجن، فلن أخونك!" شعرتُ بعد الصلاة بموجةٍ من القوَّة تدبّ في داخلي. لم أعد أفكِّر فيما إذا كان سيصدر عليَّ حُكمٌ أم لا أو في مدَّة الحُكم ولم أعد أفكِّر فيما إذا كنتُ سوف أتمكَّن من العودة إلى المنزل أو الرجوع إلى عائلتي. لم أكن أفكِّر إلَّا في أن يومًا آخر في عرين الشياطين معناه يومًا آخر في الشهادة لله، وحتَّى إن قضيتُ مدَّة عقوبتي إلى النهاية فلن أستسلم لإبليس. عندمقدَّمت كل شيء تذوَّقتُ حقَّا مَحبَّة الله وحنانه. وبعد بضعة أيَّامٍ في وقت الظهيرة قال لي أحد الحرَّاس فجأةً: "اِجمعي أغراضكِ، فمن الممكن أن تعودي إلى المنزل". لم أجسر ببساطةٍ على تصديق أذناي! كنتُ متحمسة بشدة. لقد خسر إبليس هذه المعركة في العالم الروحي وتمجَّد الله في النهاية!

بعد أن أمضيتُ 36 يومًا من الاحتجاز والاضطهاد على يد شرطة الحزب الشيوعيّ الصينيّ، كان لديَّ فهمٌ حقيقيّ للطغيان الوحشيّ والمكنون المُتمرِّد الرجعيّ لحكومة الحزب الشيوعيّ الصينيّ. وقد زادت كراهيتي له منذ ذلك الحين. أعرفُ أنه خلال تلك الشدائد كان الله معي دائمًا ينيرني ويرشدني ويسمح لي بالتغلُّب على وحشيَّة إبليس وتجاربه في كُلّ خطوةٍ طوال الطريق. وقد قدَّم لي هذا اختبارًا حقيقيًّا لحقيقة أن كلام الله هو بالفعل حياة البشر وقوَّتهم. كما جعلني أدرك حقًّا أن الله هو ربَّنا ويملك على كُلّ شيءٍ، ومهما كانت حيل إبليس فإن الله سوف يهزمه دائمًا. حاول الحزب الشيوعيّ الصينيّ تعذيب جسدي لإجباري على خيانة الله والتخلّي عنه، ولكن تعذيبه القاسي ليس فقط لم يكسرني بل شدَّد من عزمي وسمح لي بأن أرى وجهه الشرِّير تمامًا وأختبر مَحبَّة الله وخلاصه. أقدِّم الشكر لله من أعماق قلبي!

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

قصة التعرّض للاعتقال مرتين

ذات مساء من شهر سبتمبرأيلول 2002، كنا، أنا وأخ أصغر مني سنًّا، في طريق العودة إلى المنزل من مشاركة الإنجيل، حين فوجئنا برجلين قادمين نحونا،...

صحوة وسط المعاناة والصعوبات

– اختبار حقيقي لشاب مسيحي عمره 17 عامًا مع الاضطهاد بقلم وانغ تاو – مقاطعة شاندونغ أنا شاب مسيحي أنتمي إلى كنيسة الله القدير، وأنا الأكثر...

اترك رد