إماطة اللثام عن: المعنى الحقيقي لقول "قَدْ أُكْمِلَ" الذي تحدث به الرب يسوع على الصليب

2019 مايو 23

بقلم: شيانغاي، مقاطعة هيلونغجيانغ

في الساعة السابعة صباحًا، كانت وانغ شيويه تسرع إلى منزل ابنتها هوي مين. قبل نصف ساعة، جاء القس تشانغ إلى منزل وانغ شيويه ليخبرها أن ابنتها وزوجها قبلا البرق الشرقي. كانت هذه مفاجأة كبيرة لوانغ شيويه، وتحدثت إلى نفسها: "يشهد أعضاء البرق الشرقي بأن الرب يسوع قد عاد وأنه يعبر عن كلماته وينفذ مرحلة من العمل ليُدين الإنسان ويُطهِّره. لكن الرب يسوع قال بوضوح: "قَدْ أُكْمِلَ" عندما كان على الصليب، وهذا يدل على أن عمل الله لخلاص البشرية قد انتهى بالفعل. كيف يمكن للرب أن يعود للقيام بمرحلة جديدة من العمل؟ ابنتي وزوجها على دراية بالكتاب المقدس، وهما ينشدان الحقيقة بجد؛ إنهما يتمتعان بالنظرة الثاقبة للأمور وبصيرة، لذلك لن يتخذا هذا القرار بلا تبصر. فكيف قَبِلا البرق الشرقي؟ ما الذي يجري هنا؟" كانت وانغ شيويه مرتبكة للغاية وأرادت أن تفهم الأسباب الكامنة وراء ذلك بأسرع ما يمكن، ولذا فقد انطلقت مسرعة إلى منزل هوي مين.

بعد 30 دقيقة، وصلت وانغ شيويه إلى منزل ابنتها. وما إن دلفت وانغ شيويه إلى الداخل، حتى اتجهت مباشرة إلى صلب الموضوع، وقالت لابنتها: "لقد جاء القس تشانغ ليجدني عند شروق الفجر هذا الصباح وقال إنكما قد قَبِلتُما البرق الشرقي. هل هذا صحيح؟"

سمع لي جون، الذي كان منهمكًا في الدراسة، حماته وخرج من الغرفة. رأت هوى مين علامات الصرامة ترتسم على وجه والدتها إلى حد ما، لذلك أخذت يد أمها وجلست. قالت مبتسمة: "نعم يا أماه، لقد قَبلنا البرق الشرقي. في الآونة الأخيرة، كنتُ أنا ولي جون نقرأ كلمات الله القدير ورأينا كلمات الله القدير تميط اللثام عن كل الحقائق والأسرار عن خلاص الله للبشرية، مثل سر خطة تدبير الله البالغة ستة آلاف عام وسر تجسد الله وسر المراحل الثلاث من عمل الله وكيف ينفِّذ الله عمله في الدينونة لتطهير الإنسان وخلاصه في الأيام الأخيرة ونهاية الإنسان وغايته وغير ذلك من الأسرار. كلما قرأنا كلمات الله القدير، شعرنا أن هذه الكلمات هي الحقيقة، وأن بها ما بها من القوة والسلطان وأنها صوت الله! يا أماه، لقد عاد الرب يسوع الذي طالما اشتقنا إليه حقًا في صورة الله القدير المتجسد. لمَ لا تتحققين من الأمر بنفسك!"

استمعت وانغ شيويه إلى ابنتها وخفت حدة تعبيرها قليلًا. وقالت: "هوى مين، إن كنيستنا أصبحت الآن مهجورة، لذا إذا ذهبتِ للبحث عن كنيسة بها عمل الروح القدس، فلن أمنعك. لكن البرق الشرقي يعظ بأن الرب قد عاد ويقوم بأداء مرحلة من العمل لدينونة الإنسان وتطهيره. كيف يكون هذا ممكنًا؟ عندما كان الرب يسوع على الصليب، قال بكل وضوح: "قَدْ أُكْمِلَ". هذا يدل على أن عمل الله لخلاص البشرية قد انتهى، وما دمنا نعترف ونتوب إلى الرب، فيمكن أن تُغفر لنا خطايانا، وعندما يعود الرب، سيرفعنا على الفور إلى الملكوت السماوي. لن يقوم بأي عمل جديد. كثيرًا ما يبشرنا القساوسة والشيوخ بهذا، فكيف نسيتِ ذلك؟ كيف يمكنكِ قُبول طريق البرق الشرقي؟"

ابتسم لي جون وقال: "يا أماه، لقد اتبعنا دائمًا قساوسة العالم الديني وشيوخه، وصدقنا أن ما قصده الرب يسوع بقوله "قَدْ أُكْمِلَ" عندما كان على الصليب بأن عمل الله لخلاص الجنس البشري قد اكتمل، وأنه عندما يعود الرب مرة أخرى، فسيرفعنا على الفور إلى الملكوت السماوي ولن يقوم بأي عمل جديد. لكن هل يتفق هذا الرأي مع المعنى الأصلي لكلمات الرب؟ هل يتفق مع حقائق عمل الله؟ عندما كان الرب يسوع على الصليب، قال فقط هذه الكلمات، "قَدْ أُكْمِلَ". لم يقل إن عمل الله لخلاص الجنس البشري قد انتهى بالكامل، ومع ذلك فإن القساوسة والشيوخ يذهبون بهذه الكلمات التي تحدث بها الرب يسوع ليقرروا أن عمل الله قد انتهى الآن وأنه عندما يعود الرب لن يقوم بأي عمل جديد. بقول هذا، ألا يصنعون الكثير من التأكيد الذاتي؟ ألا يفسرون كلمات الرب فقط وفق ما يحلو لهم؟ يا أماه، فكري في الأمر. إذا كان قول الرب يسوع "قَدْ أُكْمِلَ" يعني أن عمل الله لخلاص البشرية قد انتهى، فكيف سينجز الرب يسوع العمل تحقيقًا لنبوته، أنه عندما يعود سيفصل الماعز عن الأغنام، والقمح عن الزوان، والخدَّام الصالحين عن الخدَّام الأشرار؟ تنبأ الرب يسوع أيضًا: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنَّا 16: 12-13). "مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنَّا 12: 48). كما دوِّن ذلك في رسالة بطرس الرسول الأولى 4: 17، "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ." تخبرنا هذه الكلمات بوضوح أنه عندما يعود الرب سيعبر عن الحقيقة ويؤدي عمله في الدينونة. إذا سلمنا بفهم القساوسة والشيوخ، أن الرب يسوع بقوله "قَدْ أُكْمِلَ" على الصليب يعني أنه عندها قد أنهى عمله في خلاص البشرية وأنه لم يكن بحاجة إلى القيام بأي عمل إضافي، فكيف يمكن تحقيق هذه النبوءات؟ ألن تكون نبوءة الرب التي تقول إنه سيعود للتعبير عن الحقيقة وأداء عمله في الدينونة عديمة الجدوى إذًا؟ عند النظر إلى الأمر بهذه الطريقة، ألا يبدو أن تفسير العالم الديني ينفي كلمات الرب وينفي خلاص الرب في الأيام الأخيرة؟ لذلك، لا يمكننا أن نقرر أن عمل الله لخلاص البشرية قد انتهى على أساس ما قاله الرب يسوع "قَدْ أُكْمِلَ" عندما كان على الصليب؛ فهذه تخيلاتنا ولا تتفق مع ما قصده الرب. إذا حددنا عمل الله وفقًا لرغباتنا الخاصة، فسنكون عُرضة لتحدي الله!"

فكرت وانغ شيويه في الآيات التي تحدث عنها لي جون، واستغرقت في تفكير عميق: "نعم! كل هذه السنوات، لقد استمعت فقط إلى ما قاله القساوسة والشيوخ، معتقدًا أن ما قصده الرب يسوع عندما قال "قَدْ أُكْمِلَ" على الصليب كان عمل الله لخلاص البشرية قد اكتمل، وأنه لن يقوم مرة أخرى بأي عمل جديد. لكن نبوءات الرب التي ذكرتها ابنتي وزوجها للتو تقول في الحقيقة إنه عندما يعود الرب سيعبر عن الحقيقة ويؤدي عمله في الدينونة. فماذا قصد الرب بالضبط عندما قال "قَدْ أُكْمِلَ" على الصليب؟" فكرت وانغ شيويه في هذه الأفكار، وأخبرتهم بحيرتها.

بينما كانوا ينظرون إلى وانغ شيويه وهي تبدأ في البحث عن الحقيقة، ابتسمت هوى مين ولي جون ببهجة، وقالت هوى مين بصبر، "يا أماه، عندما قال الرب يسوع "قَدْ أُكْمِلَ" على الصليب، كان يقول في الواقع إن عمله للفداء في عصر النعمة قد انتهى. ما دمنا نقبل عمل الرب يسوع ونعترف ونتوب إلى الرب، فعندئذٍ يمكن أن تُغفر خطايانا، ومن ثم نكون مؤهلين للصلاة إلى الرب والتمتع بالنعمة والحقيقة الوفيرة التي يهبنا إياها الرب - هذه هي النتيجة التي حققها الرب يسوع في أداء عمل الفداء. لكن عمل الله لخلاص البشرية لم ينتهِ لأن عمل الرب يسوع للفداء قد انتهى. لنقرأ بضع مقاطع من كلمات الله القدير، وبعد أن نقرأها، سيكون لدينا فهم أفضل". بينما تقول هذا، جلبت هوى مين من غرفة نومها كتابًا بعنوان "الكلمة يظهر في الجسد" فتحته، وبدأت تقرأ: "من ناحية الإنسان، فإن صلب الله اختتم عمل تجسد الله، وفدى البشرية كافة، وسمح لله أن يأخذ مفاتيح الهاوية. يظن كل شخص أن عمل الله قد أُنجز بالتمام. في الواقع، بالنسبة لله، فقط مرحلة صغيرة من العمل هي التي أُنجزَت. لقد فدى البشرية فقط؛ لم يخضعها، ناهيك عن تغيير قبح الشيطان في الإنسان. لهذا يقول الله: 'على الرغم من أن جسم تجسدي اجتاز في ألم الموت، لم يكن هذا هو الهدف الكلي من تجسدي. يسوع هو ابني الحبيبي وقد صُلِبَ على الصليب من أجلي، لكنه لم يختتم عملي بالكامل، هو فقط قام بجزء منه'" ("العمل والدخول (6)" في الكلمة يظهر في الجسد). "رغم أن الإنسان افتُدي وغُفِرَت له خطاياه، فكأنما الله لا يذكر تعدياته ولا يعامله بحسب تعدياته. لكن عندما يعيش الإنسان بحسب الجسد، ولا يكون قد تحرر من خطاياه، فإنه لا محال يواصل ارتكاب الخطية، مُظهرًا فساد الطبيعة الشيطانية بلا توقف. هذه هي الحياة التي يحياها الإنسان، دورة لا تنتهي من الخطية والغفران. غالبية الناس تخطئ نهارًا، وتعترف بخطئها مساءً. وبذلك، حتى لو كانت ذبيحة الخطية ذات مفعول أبدي للإنسان، فإنها لن تستطيع أن تخلص الإنسان من الخطية. لم يكتمل إلا نصف عمل الخلاص، لأن شخصية الإنسان مازالت فاسدة" ("سر التجسُّد (4)" في الكلمة يظهر في الجسد).

عندما فرغت من القراءة، قدمت هوي مين شركة، قائلة: "إن كلمات الله القدير واضحة للغاية. عمل الفداء الذي قام به الرب يسوع لم يكمل سوى نصف عمل الله لخلاص البشرية. مع أن خطايانا قد غُفرت بعد إخضاعنا لفداء الرب يسوع، ولم نعد نرتكب خطايا واضحة وكان لدينا بعض السلوكيات الظاهرية الجيدة، إلا أننا لم نتخلص تمامًا من قيود الخطية؛ تسيطر علينا الشخصيات الفاسدة مثل كوننا متعجرفين ومغرورين، أنانيين ومهينين، ملتوين ومخادعين، وكثيراً ما نختلق الأكاذيب ونخدع الآخرين من أجل حماية مصالحنا ومكانتنا. عندما نرى شخصًا أفضل منا، نشعر بالغيرة ولا نريد الاستماع إليه؛ إذا كان شخص ما يهدد مصالحنا، فإننا نكرهه، إلى حد الرغبة في الانتقام منه؛ نحن نتبع أيضًا ميول العالم الشريرة، ونتشبث بالثروة ويملئنا الغرور ونعشق الشهرة والثروة؛ وعندما تصيبنا كوارث طبيعية أو مصائب من صنع الإنسان، أو إذا حدث شيء مؤسف، فإننا نسيء فهم الله ونلومه، بل إننا نحكم على عمل الله وندينه استنادًا إلى تصوراتنا وخيالاتنا الخاصة، وهكذا. إن التصرف بهذه الطريقة يكفي لإثبات أن خطايانا تغفر فقط بإيماننا بالرب، ومع ذلك تظل الطبيعة الشيطانية والشخصيات الفاسدة متجذرة فينا بعمق. هذه هي الأسباب الجذرية لارتكابنا الخطايا وتحدي الله. إذا لم نعالج طبيعتنا الخاطئة، فلن نتمكن من السيطرة على أنفسنا من الخطية وتحدي الله أو من خيانة الله ومعارضته. تقول كلمات الله في الكتاب المقدس بوضوح: "فَتَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لِأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (لاويين 11: 45). وأيضًا، يذكر الإصحاح 12، الآية 14 في سفر العبرانيين "وَٱلْقَدَاسَةَ ٱلَّتِي بِدُونِهَا لَنْ يَرَى أَحَدٌ ٱلرَّبَّ." الله قدوس، ولا يسمح الملكوت السماوي لأي إنسان مُلّوَث بالدخول فيه. فكيف يمكننا نحن الذين نرتكب الخطايا في كثير من الأحيان ونتحدى الله أن نستحق أن نرى وجه الله؟ كيف يمكن أن نستحق أن يقودنا الله إلى الملكوت السماوي؟ لذلك، ما زلنا بحاجة إلى عودة الله في الأيام الأخيرة لأداء مرحلة من العمل الجديد ولحل مشكلة السبب الجذري لخطايانا. بهذه الطريقة فقط سنتمكن من التخلص من شخصياتنا الشيطانية والفاسدة وننال تطهير الله وخلاصه. وهذا أيضًا تحقيق النبوة في الكتاب المقدس التي يقول، "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ." "أَنْتُمُ ٱلَّذِينَ بِقُوَّةِ ٱللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلَاصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي ٱلزَّمَانِ ٱلْأَخِيرِ" (١ بطرس 1: 5).

عندما تحدثت، انتقلت هوي مين إلى صفحة في كتاب الكلمة يظهر في الجسد وقالت لوانغ شيويه، "يا أماه، سنفهم أفضل بمجرد قراءة مقطعين من كلمات الله القدير. تقول كلمات الله: "خاطئ مثلك، نال الفداء للتو، ولم يغيره الله أو يكمِّله. هل يمكنه أن يكون بحسب قلب الله؟ إنك ترى، كإنسان محصور في ذاتك العتيقة، أن يسوع خلّصك حقًا، وأنك لا تُحسب خاطئًا بسبب خلاص الله، ولكن هذا لا يثبت أنك لست خاطئًا أو نجسًا. كيف يمكنك أن تكون مقدسًا إن لم تتغير؟ أنت في داخلك نجس وأناني ووضيع، وما زلت ترغب في النزول مع يسوع – لا بد من أنك محظوظ للغاية! لقد فقدتَ خطوة في إيمانك بالله: أنت مجرد شخص نال الفداء ولكنك لم تتغير. لكي تكون بحسب قلب الله، يجب على الله أن يقوم شخصيًا بعمل تغييرك وتطهيرك؛ إن لم تنل سوى الفداء، ستكون عاجزًا عن الوصول للقداسة. وبهذه الطريقة لن تكون مؤهلاً لتتشارك في بركات الله الصالحة، لأنك فقدت خطوة من عمل الله في تدبير البشر، وهي خطوة أساسية للتغيير والتكميل. ولذلك أنت، كخاطئ فُديت فحسب، عاجز عن ميراث إرث الله مباشرةً" ("بخصوص الألقاب والهوية" في الكلمة يظهر في الجسد). "مع أن يسوع قام بالكثير من العمل بين البشر، إلا أنه لم يكمل سوى فداء الجنس البشري بأسره وصار ذبيحة خطية عن الإنسان، ولم يخلص الإنسان من شخصيته الفاسدة. إن خلاص الإنسان من تأثير إبليس خلاصًا تامًا لم يتطلّب من يسوع أن يحمل خطايا الإنسان كذبيحة خطية فحسب، بل تطلّب الأمر أيضًا عملاً ضخمًا من الله لكي يخلص الإنسان تمامًا من شخصيته التي أفسدها إبليس. ولذلك بعدما نال الإنسان غفران الخطايا عاد الله ليتجسَّد لكي ما يقود الإنسان إلى العصر الجديد، ويبدأ عمل التوبيخ والدينونة، وقد أتى هذا العمل بالإنسان إلى عالم أسمى. كل مَنْ يخضع سيادة الله سيتمتع بحق أعلى وينال بركات أعظم، ويحيا بحق في النور، ويحصل على الطريق والحق والحياة" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تمهيد).

بعد أن استمعت إلى ابنتها، هزت وانغ شيويه رأسها دون وعي وتحدثت إلى نفسها: "لهذه الكلمات سلطان! إنها تبين أن الرب يسوع لم يؤد إلا عمل الفداء، ومع أن خطايانا قد غُفرت، إلا أن طبيعتنا الخاطئة لم تُطهر بعد، لذا فلا عجب أن نعيش في الخطية طوال اليوم. مع أننا نريد أن نتخلص من قيود الخطية، إلا أنه لا يمكننا القيام بذلك بغض النظر عن مقدار صلواتنا أو محاولة ممارسة ضبط النفس. يبدو أننا إذا أردنا التخلص من قيود الخطية، فإننا نحتاج حقًا إلى أن يؤدي الله مرحلة أخرى من العمل!"

نهض لي جون وسكب بعض الماء على وانغ شيويه قائلاً: "يا أماه، إن كلمات الله القدير تشرح بوضوح شديد سبب قيام الله بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة والنتائج التي حققها هذا العمل. بعد أن خضعنا لفداء الرب يسوع، غُفرت خطايانا فقط، إلا أن طبيعتنا الشيطانية لا تزال متجذرة فينا بعمق ونحن لسنا مؤهلين حتى الآن لنرث بركات الله. لذلك، وفقًا لاحتياجاتنا كإنسانية فاسدة، سيؤدي الله في الأيام الأخيرة مرحلة من العمل على أساس عمل الرب يسوع للفداء، حيث يستخدم الله الكلمات ليُدين الإنسان ويوبخه، بحيث يمكن معالجة طبيعتنا الخاطئة وبحيث نحصل على الخلاص من الخطية نهائيًا. فقط من خلال قبول عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، يمكننا أن نرى بوضوح حقيقة فسادنا بفعل الشيطان، ونعرف طبيعتنا الشيطانية التي تتحدى الله، ونختبر شخصية الله البارة والمنزهة ونرعى قلبًا يخاف الله. ومن ثم يمكننا أن نسجد أمام الله ونكره أنفسنا ونصبح مستعدين للتخلي عن جسدنا وممارسة الحقيقة. وبهذه الطريقة، سنتمكن تدريجياً من التخلص من قيود شخصياتنا الشيطانية وتطهيرها وتغييرها وتحقيق الخلاص والكمال، ونصبح أشخاصًا يطيعون الله ويحبونه حقًا. عندها فقط ستنتهي خطة تدبير الله لخلاص البشرية بأسرها، وسيكتمل عمل الله العظيم. هذا تحديدًا يتمم بالكلمات التي جاءت في سفر الرؤيا والتي تقول: "وَقَالَ ٱلْجَالِسُ عَلَى ٱلْعَرْشِ: "هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!". وَقَالَ لِيَ: "ٱكْتُبْ: فَإِنَّ هَذِهِ ٱلْأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ". ثُمَّ قَالَ لِي: «قَدْ تَمَّ! أَنَا هُوَ ٱلْأَلِفُ وَٱلْيَاءُ، ٱلْبِدَايَةُ وَٱلنِّهَايَةُ. أَنَا أُعْطِي ٱلْعَطْشَانَ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا" (رُؤيا 21: 5-6).

فاجأت شركة لي جون وهوي مين وانغ شيويه وبدت جديدة وعذبة على مسامعها. فتفكرت: "إن ما يتشاركان بشأنه يتفق مع الكتاب المقدس وكلام الرب، وهذا يبدو واضحًا تمامًا بالنسبة إليَّ. لقد تبين أن الرب العائد للتعبير عن الحقيقة وأداء عمله للدينونة هو بالضبط ما نحتاج إليه، ويتم القيام به لخلاصنا تمامًا من الخطية، ولتمكيننا من الوصول إلى خلاص الله والكمال، وأن نصير الأشخاص الذين يحبون الله ويطيعونه حقًا...".

رأت هوي مين والدتها قد طأطأت رأسها ولا تنبس ببنت شفة، وهزت ذراعها بلطف وسألتها، "فيمَ تفكرين يا أماه؟"

خففت وانغ شيويه من تعبيرات وجهها، ورفعت رأسها ونظرت إلى لي جون وهوي مين، وارتسمت على وجهها ابتسامة وقالت: "حسنًا، لا شيء!" لم يمر وقت طويل منذ قبلتما عمل الله القدير في الأيام الأخيرة وتفهمان الكثير من الحقائق بالفعل. باستماعي إليكما اليوم وأنتما تقدمان الشركة، أدركتُ أنا أيضًا شيئًا يسيرًا. إن الرب يسوع لم ينجز العمل إلا لفداء الجنس البشري، الذي كان جزءًا من عمل الله لخلاص البشرية. وبقبول عمل الرب يسوع، يمكن لخطايانا أن تُغفر فحسب، لكن طبيعتنا الخاطئة تظل باقية، ولا نزال عاجزين عن السيطرة على أنفسنا من ارتكاب الخطايا وتحدي الله. نحن ببساطة غير مؤهلين لرؤية وجه الله أو ليقودنا الرب إلى الملكوت السماوي. إذا أردنا التخلص من قيود الخطية، فإننا لا نزال بحاجة إلى أن يأتي الله مرة أخرى ويؤدي مرحلة أخرى من العمل، وهي الدينونة والتطهير!"

كان من دواعي سرور هوى مين ولي جون أن يسمعا هذا الكلام من وانغ شيويه، واستمرا في شكر الله!

عندما شاهدت سعادة ابنتها وزوجها، أخذت وانغ شيوىه في تأنيب نفسها: "آه، استمعت طيلة هذه السنوات إلى ما قاله القساوسة والشيوخ، معتقدة أن ما قصده الرب يسوع عندما قال "قَدْ أُكْمِلَ" على الصليب أن عمل الله لخلاص الجنس البشري قد اكتمل، وكنت أتوق بكل قلبي لكي يعود الرب ويرفعنا إلى الملكوت السماوي. في النهاية، سمعت كنيسة الله القدير تشهد بأن الرب قد عاد، لكنني لم أطلب ذلك أو أتحرى عنه، وبدلاً من ذلك، تشبثت بمفاهيمي وتصوراتي الخاصة، محاولة توجيه النصح إليكِ بأن تستمري في طريق الرب، مرتكبة في ذلك خطأ كبير ومفتقدة خلاص الله في الأيام الأخيرة. يبدو أنه من خلال فهم كلمات الله والاقتراب من عمل الله على أساس المفاهيم والتصورات الخاصة بالمرء، يصبح المرء قادرًا بعد ذلك على تحدي الله في أي لحظة والقضاء على فرصه في الحصول على خلاص الله! أنا الآن أفهم أننا إذا أردنا أن نُطهر تمامًا وأن ندخل في ملكوت السماوات، فعلينا إذًا قبول عمل الله في الأيام الأخيرة! لكنني لست مستوعبة تمامًا كيف لعمل دينونة الله في الأيام الأخيرة أن يُطهِّر الناس ويغيرهم، لذلك أريد أن أواصل البحث عن عمل الله القدير والتحقق منه في الأيام الأخيرة وقراءة المزيد من كلماته!"

"الحمد لله! قالت هوى مين "لقد تصادف أنه في الغد سيجتمع بنا الإخوة والأخوات بكنيسة الله القدير، فما رأيكِ أن تأتي معنا وتستمعين إلى شركة منهم؟"

"حسنا".

"الحمد لله!"

أشرقت الشمس لامعة وجميلة في الخارج، من وقت لآخر، يتوارى الصوت المبهج لعائلة وانغ شيويه وهم يتحدثون سويًا عبر النافذة...

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة