العطاء أكثر بركة من الأخذ

2025 يناير 18

قبل بضع سنوات، رتب لي قادة الكنيسة أن أصنع مقاطع الفيديو. قالوا أيضًا إن هناك عجزًا في عدد الأشخاص الذين يصنعون مقاطع الفيديو آنذاك، لذا فإنهم سيكلفونني بالمسؤولية الأساسية عن هذا العمل. عندما سمعت هذا، شعرت بسعادة غامرة، وقلت لنفسي: "يبدو أن القادة يقدّرونني حق التقدير. إذا أحسنتُ القيام بعمل هذا الفيديو، فمن المؤكد أن الإخوة والأخوات سيحسنون الظن بي أيضًا". لذا، وافقت على الفور. وبعد فترة، ولأنني صنعتُ عددًا لا بأس به من مقاطع الفيديو، فقد احترمني الإخوة والأخوات جميعًا. كثيرًا ما كنت أشعر بسعادة بالغة لأنني تمكنت من القيام بهذا الواجب، وشعرت كما لو كنت موهبة نادرة داخل الكنيسة. على الرغم من أنني كنت منشغلًا جدًا، وكنت أضطرر إلى البقاء مستيقظًا لوقت متأخر جدًا كل يوم، وكان الواجب نفسه مُضجِرًا للغاية، كنت أشعر بالسعادة، ولم أشعر بالإرهاق إطلاقًا.

بعد ذلك بقليل، رتب القادة قدوم الأخ ليو روي ليتعلم معي تقنيات إنتاج الفيديو. لاحظت أنه يتمتع بذهن مُتّقد وأنه سريع التعلم، وسمعت أيضًا الأخ تشاو تشنغ الذي كان معنا في الاجتماع يقول إن ليو روي يمتلك مستوى قدرات جيد، مما أشعرني بعدم الارتياح بعض الشيء، وقلت لنفسي: "ليو روي شخص سريع التعلم. ألن يتجاوزني إذا تفوق علي؟ إذا أصبح أمهر مني وأثنى عليه الجميع، فماذا ستكون مكانتي في هذا الوضع؟ سيتعين عليّ الاحتفاظ ببعض الحيل في جُعبتي، فلا يمكنني تعليمه كل ما أعرفه، وإلا فإن "التلميذ" سيحرم رزق "المعلم". ولكي أمنع ليو روي من التعلم بسرعة كبيرة، بدأت بأن أريه فحسب كيفية صنع مقاطع الفيديو، لكنني أمسكت عن إخباره بتفاصيل وأساسيات العملية. وبعد أيام قلائل، جعلته يشاهد بعض الدروس التعليمية ذات الصلة، ثم تركته يتخبط في التدرب بمفرده. أخبرته أن هذه هي الطريقة التي قد تعلّمتُ بها، وأنه لن يتمكن من صناعة مقاطع الفيديو إلا إذا تدرّب جيدًا. فاتّبعَ تعليماتي وقضى أيامه يتخبط في التدرب بمفرده. في الواقع، لم أنوِ قطّ أن أعلّمه كيفية صناعة مقاطع الفيديو. بل إنني قلت لنفسي: "لن أعلّمك أي تقنيات، يمكنك ببساطة مشاهدة بعض الدروس التعليمية بنفسك. وإنْ لم تتمكن من تعلّم أي شيء وانتهى بك الأمر إلى عدم القدرة على فعل أي شيء، فسيُبعدك القادة بالطبع".

انقضى بعض الوقت، وكان ليو روي لا يزال غير قادر على صناعة مقاطع الفيديو بنفسه لأنه كان يحرز تقدمًا بطيئًا، وبدأ يشعر بالسلبية الشديدة. عندما رأيت هذا، شعرت بسعادة خفيّة، وفكرت في نفسي: "من الجيد أنك عاجز عن تعلم أي شيء. وبمجرد أن يرى القادة ذلك، سيرتبون لك القيام بواجب آخر، وهكذا ليس عليّ أن أقلق من تفوق أحد عليّ". ولكن بعد ذلك فكرت: "ليو روي سلبي منذ بضعة أيام وحتى الآن. إذا لم أقدم له يد العون، فهل سيقول إنني لا أمتلك إنسانية صالحة وإنني أفتقر إلى الشفقة؟". ولكي لا يعتقد أنني كنت أتعمد إعاقته وعدم تعليمه أي تقنيات، جئت إليه متظاهرًا بطمأنته، قائلًا: "لا تقلق يا أخي، خذ وقتك. إنّ تعلّم هذه التقنيات يستغرق بعض الوقت. عندما بدأتُ، تحتّم عليّ مشاهدة الكثير من مقاطع الفيديو التعليمية أيضًا. لا يزال هناك الكثير من مقاطع الفيديو التي يجب صناعتها. ستتمكن قطعًا مع المزيد من الممارسة من صناعة مقاطع الفيديو بنفسك". في الظاهر، بدا الأمر وكأنني أهتم لأمر ليو روي، ولكني تحدثت دون علمه عن كل عيوبه الصغيرة أمام تشاو تشنغ، مما جعل تشاو تشنغ يُنمّي كراهية تجاهه وانضم إليّ في إقصائه وعزله. اعتقدتُ أنه ما دمنا جميعًا نتجاهل ليو روي فحسب، فلن يتمكن من البقاء، وسيطلب الرحيل بمحض إرادته، وهكذا لن يتعين عليَّ القيام بالواجب معه. لكن ليو روي لم يقل قطّ إنه يريد المغادرة، وازداد موقفي تجاهه سوءًا. في معظم الوقت، لم أُرد حتى أن أتفوّه بكلمة واحدة له. لاحقًا، أدرك تشاو تشنغ أن مشكلاتي بالغة الخطورة، لذا عقد معي الشركة وطلب مني التعاون بانسجام مع ليو روي. وشعرت أيضًا بأنني تماديت قليلًا، وانتابني شعور بالذنب بعض الشيء. شعرت أنه لا ينبغي أن أعامل ليو روي بالطريقة التي كنت أعامله بها، لكنني كنت لا أزال أخشى من تفوّقه عليّ إذا تعلّم بعض المهارات، لذا ظللتُ غير راغب في تعليمه. ولاحقًا، نظرًا لأن ليو روي كان لا يزال غير قادر على صناعة مقاطع الفيديو بنفسه، فقد رتب له القادة الذهاب للقيام بواجب آخر. وبمجرد مغادرة ليو روي، لم أشعر بالسعادة التي كنت أتصورها. وبدلًا من ذلك، شعرت بعدم ارتياح بطريقة لا يمكنني وصفها بدقة. لم أتمكن من الشعور بحضور الله، وامتلأ قلبي بالظلام، وشعرت وكأنني كنت أعيش في غيبوبة. لم تخطر لي أفكار جيدة وأنا أصنع مقاطع الفيديو ووجدت نفسي في حيرة من أمري حتى في المشكلات المباشرة، مما أدى إلى اضطراري لإعادة العمل على مقاطع الفيديو في كثير من الأحيان. وجدت نفسي أشعر بالاختناق والألم، وأنني لم يعد لدي الحافز للقيام بواجبي كما كنت في السابق. لاحقًا، طلبت بشأن حالتي مع إخوتي وأخواتي وصارحتهم بها. فقالوا إنني أوليتُ أهمية كبرى للسمعة والمكانة، وإنني ذو شخصية متغطرسة، وإنني لا أتمتع بإنسانية صالحة. انزعجت بشدة لسماع ذلك، لكنني بدأت أخيرًا في تأمل ذاتي. لقد بالغت حقًّا في طريقة تعاملي مع ليو روي ولم يكن هذا شيئًا يمكن لشخص يؤمن بالله أن يفعله. كنت أفتقر إلى الإنسانية تمامًا!

في هذا الوقت، بدأت في قراءة كلمات الله التي تكشف هذا الجانب من حالات الناس. في أحد الأيام، قرأت كلمات الله التي تقول: "بعض الناس يخافون دائمًا أن يكون الآخرون أفضل منهم أو فوق منهم، وأن يُشهَد للآخرين بينما يُغض البصر عنهم، وهذا يؤدّي بهم إلى التهجّم على الآخرين واستبعادهم. أليست هذه حالة من حالات حسد أنس ذوي موهبة؟ أليست هذه أنانيَّة وخسَّة؟ أي نوع من الشخصيات هذه؟ إنّها الحقد! هؤلاء الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية، الذين لا يُرضون إلا رغباتهم الأنانيَّة، بلا تفكير في الآخرين ولا مراعاة لمصالح بيت الله، لديهم شخصيةً رديئة، ولا يحبّهم الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن كسب الحرية والتحرير إلّا بتخلص المرء من شخصيته الفاسدة). "لقد نهضتم جميعًا إلى ذروة الحشود؛ وصعدتم لتكونوا أسلاف الجماهير. أنتم متعسفون بصورة مفرطة؛ إذْ تندفعون مسعورين بين جميع الديدان وتبحثون عن مكان راحة، وتحاولون التهام الديدان الأصغر منكم. أنتم خبثاء وأشرار في قلوبكم بصورة تتجاوز حتى الأشباح التي غرقت في قاع البحر. أنتم تسكنون في قاع الروث، وتزعجون الديدان من القمة إلى القاع حتى تفقد السلام وتتعارك معًا لبرهة ثم تهدأ. أنتم لا تعرفون مكانكم، ومع ذلك لا تزالون تحاربون بعضكم بعضًا في الروث. ما الذي يمكنكم أن تربحوه من هذا الصراع؟ إن كانت لديكم فعلًا قلوب تتقيني، فكيف يصارع بعضكم بعضًا من وراء ظهري؟ لا يهم مدى علو مكانتك، ألا تزال دودة ضئيلة نكرة في الروث؟ هل يمكن أن تنمو لك أجنحة وتصير حمامة في السماء؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. حين تعود الأوراق المتساقطة إلى جذورها، ستندم على كل الشر الذي صنعته). كل كلمة من كلمات دينونة الله قد اخترقت قلبي، وخاصة عندما قرأت كلمات الله التي تقول: "حسد أناس ذوي موهبة"، و"متعسفون"، و"خبثاء وأشرار في قلوبكم". شعرت حقًّا أن الله كان أمامي ويكشفني. كنت قد رأيت أن ليو روي كان يتمتع بذهن مُتّقد وأنه كان سريع التعلم وقلقت من أن يتفوق عليّ ثم يحلّ محلّي فور أن يتعلم كل هذه المهارات. ولكي أحمي مكانتي، لم أرفض تعليمه فحسب، بل تعمدت أيضًا تضييق الخناق عليه، ومنعته من التعلم، وحاولت إقناع تشاو تشنغ بإقصائه وعزله أيضًا، كل ذلك حتى يشعر بأن الواجب شديد الصعوبة ويرغب في المغادرة. لقد تعاملت مع أخي على أنه عدو لأحمي سمعتي ومكانتي. عندما رأيت أن إقصائي تسبب في تحول أخي إلى شخص سلبي لدرجة عدم رغبته في التعلم مطلقًا، لم يقتصر الأمر على أنني لم أتأمل في ذاتي فحسب، بل شعرت بالسعادة بدلًا من ذلك. أنا حتى تمنيت أن يغادر فورًا. أوضح لي تشاو تشنغ مشكلتي، ولكن لأنني كنت في غاية التعنت وأولي أهمية كبيرة لمكانتي، لم أتأمل قطّ في ذاتي. نتيجة لهذا، ظل ليو روي عاجزًا عن صناعة مقاطع الفيديو بنفسه ونُقل إلى واجب آخر. لقد كنت أنانيًّا حقًّا ودنيئًا وخبيثًا!

لاحقًا، قرأت كلمات الله التي تقول: "يعتقد أضداد المسيح أن مصالح بيت الله والكنيسة ملكهم بالكامل، كممتلكات شخصية يجب أن يديروها بمفردهم تمامًا، دون تدخل من أي شخص آخر. الأشياء الوحيدة التي يفكرون فيها عند قيامهم بعمل الكنيسة هي مكانتهم الخاصة وصورتهم. فهم لا يسمحون لأي شخص بإلحاق الضرر بمصالحهم، ناهيك عن السماح لأي شخص لديه المقدرة ويستطيع التحدث عن اختباراته وشهاداته، بتهديد وضعهم وهيبتهم. ... عندما يميِّز شخص ما نفسه بقليل من العمل، أو عندما يكون شخص ما قادرًا على التحدث عن اختبارات وشهادة حقيقية من أجل نفع المختارين وبنائهم ودعمهم، ويكسب الكثير من الثناء من الجميع، ينمو الحسد والكراهية في قلوب أضداد المسيح، فهم يحاولون تنفير الناس منهم والتقليل من شأنهم، وكذلك لا يسمحون لمثل هؤلاء الأشخاص بالقيام بأي عمل، تحت أي ظرف من الظروف، لمنعهم من تهديد مكانتهم. ... أضداد المسيح يفكرون في أنفسهم: "لن أتحمَّل هذا بأي شكل كان. تريد أن يكون لك دور داخل نطاقي، لتنافسني. هذا مستحيل، حذارِ أن تفكر في هذا. أنت أكثر قدرة مني، وأكثر فصاحة مني، وأكثر تعليمًا مني، وأكثر شعبية مني. هل تريدني أن أعمل معك جنبًا إلى جنب؟ ماذا أفعل إذا سرقت مني الأضواء؟" هل يفكرون في مصلحة بيت الله؟ كلا" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند الثامن: يجعلون الآخرين يطيعونهم دون غيرهم، ولا يطيعون الحقَّ ولا الله (الجزء الأول)]. تكشف كلمات الله أنه من أجل اكتساب المكانة وحمل الآخرين على التطلّع إليهم، يستخدم أضداد المسيح أي وسيلة متاحة لهم لقمع وإقصاء أي شخص قادر على تهديد مكانتهم، وأنهم لا يقيمون أي اعتبار على الإطلاق لعمل الكنيسة. لقد أدركت أن أفعالي كانت أفعال ضد للمسيح، وذلك لأنني لم أكن أقوم بواجبي إلا لأكسب إعجاب الآخرين. لقد خشيتُ أن يتفوق عليَّ ليو روي ويحل محلّي بمجرد أن يتعلم بعض المهارات، لذلك لم أعلّمه، وأدنتُه وعزلته دون علمه. لقد نظرتُ إلى هذا العمل الكنسي على أنه مشروعي الخاص. أردت أن أفعل ما يحلو لي، وأن أتصرف باستهتار، وأن أستخدم أي وسيلة متاحة لي لمهاجمة أي شخص قد يشكل تهديدًا لمكانتي وإقصائه. لم أكن أراعي مصالح الكنيسة إطلاقًا. لقد استحوذت رغبتي في الحصول على المكانة على عقلي حقًّا، وفقدت كل إحساس بالعقل! الآن حان الوقت الحاسم لنشر إنجيل الملكوت. علينا أن نصنع المزيد من مقاطع الفيديو لنشهد لظهور الله وعمله. لو كنت قد علّمتُ ليو روي كل ما أعرفه، لتمكّن من إبراز مواهبه، ولو تمكّنا من العمل معًا بانسجام، لزادت سرعة صنعنا لمقاطع الفيديو، ولتمكّنا من المساهمة بجهودنا المتواضعة في نشر إنجيل الملكوت، ومن ثمَّ تتميم مسؤولياتنا وواجباتنا. ولكنني لم أفكر إلا في كيف أنَّ شريكًا آخر سيشكّل تهديدًا لمكانتي. لم أهتم إلا بسمعتي ومكانتي، ولم أراعِ مقصد الله أو أراعي مدى تأثّر عمل الكنيسة بأي شكل من الأشكال، ولم أراعِ مشاعر أخي. لقد فضّلتُ تأخير الواجبات على السماح بأن تتأثرمكانتي. كنت أنانيًّا حقًّا وأفتقر إلى الإنسانية! كنت على استعداد للقيام بكل ما يلزم في سبيل سمعتي ومكانتي، حتى لو كان ذلك على حساب التضحية بمصالح الكنيسة. كنت أسلك طريق ضد للمسيح!

وفي أحد الأيام، خلال عبادتي الروحية، قرأت المزيد من كلمات الله: "الله لا يكره شيئًا أكثر من سعي الناس وراء المكانة، لأن السعي وراء المكانة هو شخصية شيطانية، وهو مسار خاطئ، شخصية مولودة من فساد الشيطان، وهي الشيء الذي يدينه الله، والشيء عينه الذي يحكم عليه الله ويطهِّره. لا يحتقر الله شيئًا أكثر من سعي الناس وراء المكانة، ومع ذلك فأنت ما زلت تتنافس بعناد شديد على المكانة، وتعتز بها وتحميها بلا كلل، وتحاول دائمًا أن تأخذها لنفسك. ألا يتعارض كل هذا في طبيعته مع الله؟ لم يأمر الله بالمكانة للناس. يمنح الله الناس الحق والطريق والحياة، وفي النهاية يجعلهم يصبحون مخلوقات مقبولة لله، مخلوقات صغيرة وغير مهمة – وليست شخصيات لها مكانة وهيبة ويوقرها الآلاف من الناس. وهكذا، بغض النظر عن المنظور الذي من خلاله يُنظر إلي السعي وراء المكانة، فإنه طريق مسدود. مهما كانت معقولية عذرك للسعي وراء المكانة، فإن هذا المسار لا يزال هو الطريق الخطأ، ولا يمتدحه الله. مهما حاولت بجدٍ، أو دفعت ثمنًا ضخمًا، إذا كنت ترغب في المكانة، فلن يمنحها الله لك؛ وإذا لم يمنحك الله إياها، فستفشل في القتال من أجل الحصول عليها، وإذا واصلت القتال، فلن تكون هناك سوى عاقبة واحدة: ستُكشف وستُستبعَد، وهو طريق مسدود" [الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند التاسع (الجزء الثالث)]. عندما قرأت كلمات الله الشديدة، أدركت أن شخصية الله البارّة لا تحتمل أي إساءة، وامتلأت خوفًا عندما فكرت فيما قد فعلته. لقد كره الله سعيي وراء المكانة وازدراه، وكان طريقًا يؤدي إلى موت مُحتَّم! لولا أن الكنيسة منحتني الفرصة للتدرب على صناعة مقاطع الفيديو ولولا إرشاد الله، فكيف كنت سأتعلم كل هذه المهارات؟ كانت الكنيسة قد رتبت لي أن أُعلِّم ليو روي، وكان يجب أن أعلّمه كل ما أعرفه وأتعاون معه للقيام بالواجب بشكل جيد. هذا فقط هو ما كان سيتوافق مع مقصد الله. لقد أمل الله في أن أتمكن من السعي وراء الحق في أثناء واجبي، وأن أتمكن من التخلص من شخصياتي الفاسدة، وأن أتمكن من إتمام الواجب الذي يجب أن أقوم به إرضاءً لله. هذا فحسب هو ما كان سيُعَد الطريق القويم وما يجب أن أسلكه في إيماني بالله. لكنني لم أكن أسعى إلى الحق في إيماني. وبدلًا من ذلك، كنت أعتمد على سموم شيطانية مثل – "لا يمكن أن يكون هناك سوى رجل حاكم واحد" و"بمجرد أن يعرف التلميذ كل ما يعرفه المعلم، سيفقد المعلم رزقه" – لأعيش حياتي. لقد نظرت إلى المهارات التي أمتلكها على أنها ملكيتي الخاصة، ولم أكن راغبًا في تعليمها للإخوة والأخوات الآخرين خوفًا من أن يتفوقوا عليَّ وأن أفقد مكانتي وإعجاب الآخرين من جرّاء ذلك. استبعدتُ الآخرين وضيّقت عليهم الخناق لترسيخ مكانتي. لقد كنت حقًّا بلا ضمير ولا عقل! فكرت في كل أضداد المسيح الذين كانوا قد طُردوا من الكنيسة. لقد أرادوا جميعًا الانفراد بالسلطة داخل الكنيسة، ولحماية مكانتهم، كانوا على استعداد لمهاجمة وإقصاء أي شخص يرون فيه تهديدًا لمكانتهم. مهما ألحقوا الأذى بالآخرين أو مدى السوء الذي لحق بعمل الكنيسة من إزعاج وإتلاف، فإنهم لم يأبهوا ولو قليلًا. وفي النهاية، استبعدهم الله بسبب كل الشرور التي ارتكبوها. أدركت أن الشخصية التي كانت تكشف عنها أفعالي لا تختلف عن شخصية ضد للمسيح؛ كانت شخصية أنانية وخبيثة، وهي شخصية يكرهها الله ويزدريها. أشعرتني هذه الفكرة بالخوف الشديد، ووجدت نفسي مليئًا بالذنب والندم. فسجدتُ أمام الله وصليت قائلًا: "يا إلهي، لقد أخطأت؛ لقد أعمتني المكانة، وفقدت كل عقل، وآذيت أخي. يا الله، ما كان ينبغي لي أن أفعل ذلك، وإني على استعداد للتوبة. إن فعلت ذلك مجددًا، فأرجوكِ أدِّبني".

لاحقًا، رتب القادة لمجيء أخوين آخرين ليتعاونا معي. وطلبوا مني أن أعلّمهما، وقالوا إن هذا سيُسرّع من تقدم عمل الفيديو وسيساعدني ذلك من خلال السماح لي بمشاركة بعض من عبء عملي. عندما سمعت هذا، قلت لنفسي: "إذًا هم يرتبون لشخصين ليأتيا ويتعلما في آن واحد، فإذا علّمتهما كل ما أعرفه، فهل سيتفوقان عليَّ بعد فترة قصيرة؟". قلقتُ بعض الشيء ولم أكن راغبًا في ذلك، لكن لحفظ ماء الوجه، لم يكن أمامي خيار سوى الموافقة على تعليم الأخوين. ولكن في أثناء التدريس لهما فعليًّا، كنت لا أزال غير راغب في مشاركة النقاط الرئيسية والأساسيات التي تمكنت من إتقانها. ظللت راغبًا في الإمساك عن بعض الأمور ولم أعلّمهما سوى التقنيات الأساسية. ولكن عندما فكرت في القيام بذلك بهذه الطريقة، انتابني شعور بعدم الارتياح، وأن ما كنت أفعله كان أنانيًّا ودنيئًا ويفتقر إلى الإنسانية. لاحقًا، قرأت كلمات الله: "فإنَّ غير المُؤمنين لديهم نوع مُعيّن من الشخصية الفاسدة. فعندما يُعلّمون الآخرين معرفةً مهنيةً أو مهارةً ما، فإنهم يفكِّرون هكذا: "بمجرد أن يعرف الطالب كل ما يعرفه المُعلّم، سيفقد المُعلّم مصدر رزقه. إذا علّمتُ الآخرين كلَّ ما أعرفه، فلن يعود أي أحد يتطلع إليَّ أو يُعجَب بي، وسأكون قد فقدت مكانتي كمُعلّم. هذا غير مقبول. لا يُمكنني تعليمهم كل ما أعرفه، يجب أن أحجب عنهم شيئًا ما. سأُعلّمهم فقط ثمانين بالمائة مما أعرفه وأحتفظ بالباقي في جُعبتي؛ فهذه هي الطريقة الوحيدة لأُظهِر أن مهاراتي أفضل من مهارات الآخرين." أيّ نوعٍ من الشخصية هذا؟ إنه الخداع. عند تعليم الآخرين أو مُساعدتهم أو مُشاركة شيء درستموه معهم، ما الموقف الذي يجب أن تتخذوه؟ (يجب ألا أدخر جهدًا وألا أحجب عنهم شيئًا). كيف لا يحجب المرء أي شيء؟ إذا قُلتَ: "أنا لا أحجب شيئًا فيما يتعلق بالأشياء التي تعلمتها، ولا بأس لديَّ في إخباركم جميعًا بها. فعلى أي حالٍ أنا أمتلك مستوى قدرات أعلى منكم، ولا يزال بإمكاني استيعاب أشياء أسمى"– فهذا لا يزال حجبًا وهو ينطوي على مكر كبير. أو إذا قلتَ: "سأُعلِّمكم كُلَّ الأساسيّات الّتي تعلّمتُها، فهذا الأمر هَيِّنٌ. ما يزال لديَّ مَعرفةٌ أرقى مما لديكم، وحتى لو تعلّمتُم كُلَّ هذا، فلن تكونوا بمثل تقدمي"؛ فهذا أيضًا يُعدّ إمساكًا. وإذا كان الشَّخص أنانيًا جدًا، فإنه لا يَنال بركة الله. يجب على الناس أن يتعلّموا مراعاة مقاصد الله. عليك أن تُساهِم بأهمِّ الأمور التي أدركتها وأكثرِها جوهريةً في بيت الله، لِكَيْ يَتَمكَّن مُختاروه من تعلّمها وإتقانها: هذه هي الطريقة الوَحيدة لنَيْل بركة الله، وسوف يمنحك لله المزيد من الأشياء. فَكما قيل: "مَغْبُوطٌ هُوَ ٱلْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ ٱلْأَخْذِ." كَرِّسْ جميعَ مَواهِبك وعطاياك لله، وأظهِرها في أداء واجِبك، لكي يستفيد الجميع ويُحقِّقوا نتائج في واجباتِهم. إذا ساهَمتَ بمواهِبك وعطاياك كاملةً، فستكون نافعةً لِكُلِّ من يقوم بذلك الواجب، ولعمل الكنيسة. لا تَقتَصِرْ على إخبارِ الآخرينَ بأشياءَ بسيطةٍ ثمَّ تَظُنُّ أنَّكَ قد أحسنتَ صنعًا أوْ أنَّكَ لم تمسك عنهم شيئًا– هذا غير مقبول. فأنت لا تُعَلِّمهم سوى بعض النظريات أو الأمور الّتي يُمكنهم فَهمها حرفيًّا، لكنَّ الجوهر والنّقاط المهمَّة تَفوق إدراك المبتدئين. إنك لا تُقدِّم لهم سوى لَمْحة عامّة، دونَ توضيح أوْ تفصيل، وفي أثناء هذا كله تظل تُفكِّر في نَفسِك: "حسَنًا، على أيِّ حال، لقد أخبرتُكُ، ولم أتعمد أن أمسك أي شيءٍ عنكُ. إذا لم تفهم، فذلكَ لأنَّ مستوى قُدراتِكُ ضعيف جدًا، فلا تلمني. سيكون علينا فقط أن نَرى كيفَ سيقودك اللهُ الآن." أليس مثل هذا التفكير ينطوي على خِداع؟ أليسَ أنانيًا وحقيرًا؟ لِماذا لا يمكنك أن تُعَلِّم الناسَ كُلَّ ما في قلبِكَ وكُلَّ ما تفهمه؟ لِماذا تحجب المعرفة بَدَلًا من ذلك؟ هذهِ مشكلةٌ في مقاصدك وشخصيتك. عِندما يَتَعَرَّف مُعظم الناس على جانبٍ مُحدّدٍ منَ المعرفة المِهنية لأوَّلِ مرةٍ، فإنهمْ لا يتمكنون إلا من استيعاب معناه الحرفيّ؛ ويَستَغرِق الأمر بعضَ الوقتِ حتى يَتَمكَّنوا منْ إدراك النّقاط الرئيسيّة والجوهر. إذا كُنتَ قد أتقنتَ هذهِ النّقاطِ الدقيقة بالفعل، فيجب عليكَ أن تُخبرَ بها الآخرينَ مُباشَرَةً؛ ولا تَدعْهُمْ يَسلُكونَ هذا الطريقَ المُلتوي ويُضيّعونَ كلَّ هذا الوقتِ في التخبُّط. هذه مَسؤولِيَّتُك وما يجبُ عليكَ فعله. لن تكونَ حاجبًا لأي شيء ولا أنانيًا، إلا إذا أخبرتَهُم بما تُؤمِنُ أنتَ أنَّه النّقاط الرئيسية والجوهر. عندما تُعَلّمونَ الآخرين المهارات، أوْ تتواصلون معهم بشأن مهنتِكُم، أوْ تعقدون شركة معهم بشأن دُخول الحياة، إذا كنتم لا تَستَطيعون علاج الجوانبِ الأنانيةِ والحقيرة في شخصياتكم الفاسدة، فلن تكونوا قادرين على أداء واجباتِكُمْ جيدًا، وفي هذهِ الحالةِ، لا تكونون أشخاصًا يَمتَلِكونَ إنسانيةً أوْ ضميرًا أوْ عقلًا أوْ يُمارسونَ الحقّ. عليكَ أنْ تطلب الحقَّ لتُعالج شخصياتك الفاسدة، وتصل إلى النُقطَة التي تكون فيها خاليًا من الدوافع الأنانيةِ، ولا تراعي سوى مقاصد الله. بهذهِ الطريقةِ، ستمتلك واقع الحقّ. إنَّهُ أمْرٌ مُرهِقٌ جدًا إذا كان النّاس لا يسعون إلى الحقِّ ويعيشونَ بشخصيات شيطانيةٍ مثلَ غيرِ المُؤمنينَ. فالمنافسةُ شديدةٌ بينَ غيرِ المُؤمنينَ. إتقانُ جوهرِ مَهارةٍ أوْ مِهنةٍ ليسَ بالأمرِ الهَيّنِ، وحالما يَكتَشِفَه شَخصٌ آخَر ويُتقنُه، فسيكون مَصدرَ رزقِكَ في خطرٍ. من أجلِ حمايةِ مصدرِ الرزقِ ذلك، يُدفَع الناس إلى التصرفِ بهذهِ الطريقة؛ فيجب عليهِم أنْ يكونوا حذرينَ طَوالَ الوقتِ. فما أتقنوهُ هي العملة الأثمن لديهم، إنَّهُ مصدرُ رزقِهِم، ورأسُ مالِهِم، وشريانُ حياتِهِم، ولا بد لهم من ألا يطلعوا أي أحدٍ آخر عليه. لكنَّك تُؤمِن باللهِ- إذا كُنت تُفكّر بهذهِ الطريقةِ وتتصرف بها في بيتِ اللهِ، فما من شيء يفرِّق بينك وبينَ غيرِ المُؤمنينَ. إذا لم تقبل الحقَّ على الإطلاقِ، وواصلت العَيْشَ وفقًا لفلسفاتٍ شيطانيةٍ، فأنت لست شخصًا يؤمن باللهِ حقًّا. وإذا كان لديك دائمًا دوافع أنانية في أثناء أداء واجبك وتهتم بالأمور التافهة، فلن تنال بَرَكة الله" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. الجزء الثالث). بعد قراءتي لكلمات الله، أدركت أن الفلسفة الشيطانية القائلة: "بمجرد أن يعرف التلميذ كل ما يعرفه المعلم، سيفقد المعلم رزقه" هي قاعدة يعيش بها غير المؤمنين، وأن هذه طريقة أنانية ودنيئة في التصرف. عندما يؤدي الإخوة والأخوات أحد الواجبات معًا، فإنهم يعتمدون على مواطن القوة لدى بعضهم بعضًا لتعويض مواطن ضعفهم، ويتعاونون على أداء الواجب بشكل جيد. وبصفتي شخصًا مؤمنًا بالله، يجب أن أسلك وأتصرف وفقًا لكلمات الله. لم يكن بوسعي الاعتماد على شخصيتي الفاسدة لأفعل ما أريد. كان يتعيّن عليّ أن أسمح للإخوة والأخوات بالدراسة بشكل صحيح، وأن أعلّمهم مفاتيح وأساسيات صناعة مقاطع الفيديو، وعدم كتمان أي شيء. كان يتوجب عليَّ أن أمنعهم من اتخاذ منعطفات في تعلّمهم حتى يتمكنوا من البدء في إنتاج مقاطع الفيديو في وقت مبكر. كانت هذه هي المسؤوليات والواجبات التي كان من المفترض أن أتمّمها. كان هذا هو مقصد الله. وإذ أدركت هذه الأمور، عندما حان الوقت لتعليم الإخوة مرة أخرى، علّمتهم كل المفاتيح والأساسيات التي قد أتقنتها. بعد مرور بعض الوقت، بدأوا في إحراز بعض التقدم في إنتاج مقاطع الفيديو. ونظرًا لوجود شخصين إضافيين للمساعدة، فقد زادت أيضًا كفاءة واجبنا. وعلاوة على ذلك، في عملية تعليم الإخوة، تعزّزت مهاراتي الخاصة وتقوّت. لقد تعلمت أنه فقط من خلال التخلّي عن نيتي الأنانية والدنيئة، وممارسة الحق، والتفكير في كيفية القيام بواجبي بشكل جيد، ومراعاة كيفية الممارسة بطريقة قد تعود بالنفع على العمل الكنسي، وكيفية التصرف بطريقة تساعد إخوتي وأخواتي، شعرت بالفعل بالراحة والسلام.

وبالعودة إلى الماضي، أدركت أنني كنت أعيش وفقًا لسموم شيطانية، وأنني كنت أنانيًّا وخبيثًا. لم تكن أفعالي وسلوكي مفيدةً للإخوة والأخوات أو لعمل الكنيسة، بل كانت مزعجة ومدمرة، وكانت تؤذي قلب الله حقًّا. كانت كلمات الله هي التي أتاحت لي أن أكتسب بعض الفهم عن مدى خبثي وأنانيتي، وأن أفهم معنى الإنسانية الطبيعية، وما يجب أن يسعى إليه المؤمنون بالله، وكيف يجب أن يتصرفوا، وفي الوقت ذاته، منحتني بعض الفهم الحقيقي لشخصية الله البارّة. بينما كنت متعنتًا ومتمردًا وأعيش في شخصيتي الفاسدة، أخفى الله وجهه عني، ولكن عندما تبتُ واعترفت لله ومارست وفقًا لكلمته، بدأ يعمل عليَّ مرة أخرى واستخدم كلمته لينيرني ويضيئني لأعرف ذاتي. وتوصلت إلى إدراك مدى واقعية خلاص الله وعمليته!

التالي: قصة أنجيل

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

وجدت الطريق إلى معرفة الله

بقلم زياو-كاو – مدينة تشانجزهي – إقليم شانجزي قرأت ذات يومٍ المقطع التالي من كلمة الله: "كيفية تَعرّف بطرس على يسوع": "وبمرور الوقت،...

السر الذي حفظته في أعماق قلبي

بقلم ووزهي - مدينة لينيي – إقليم شاندونغ في ربيع عام 2006، تم تجريدي من منصبي كقائد وإعادتي إلى المكان الذي جئت منه لأنني كنت أًعتبر...

اترك رد