قصة أنجيل

2025 يناير 18

قابلت الأخت يي شيانغ على فسيبوك في أغسطس 2020. أخبرتني أن الرب يسوع قد عاد، وأنه كان يعبِّر عن الكثير من الحقائق ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. كما أخبرتني عن نبوُّات عودته ليقوم بعمل الدينونة هذا: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ" (1 بطرس 4: 17). "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلَامِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لَا أَدِينُهُ، لِأَنِّي لَمْ آتِ لِأَدِينَ ٱلْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ ٱلْعَالَمَ. مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 47-48). "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ" (يوحنا 16: 12-13). بعد أن قرأت واستمعت لشركة يي شيانغ، فهمت أن كل ما فعله الرب يسوع هو عمل الفداء. وبالرغم من غفران جميع خطايا المؤمنين، تبقى طبائعنا الخاطئة دون حلٍّ. ومع أننا نذهب إلى الكنيسة ونصلي ونعترف، فإننا نواصل الكذب والخطية ونعجز عن التحرر من قيود الخطية. نحتاج إلى الله لأداء عمل الدينونة والتطهير، لنتحرر حقًّا من تلك القيود ونستحق دخول ملكوت الله. كانت شركة يي شيانغ تنويرية جدًّا، أخبرتني بأمور لم أسمعها قطُّ في الكنيسة. كنت مستعدة للسعي والتحري.

أتى أخَّان إلى قريتنا لنشر الإنجيل واستضفتهما. ذات مرة، جاء أكثر من عشرين قرويًّا إلى منزلي للاستماع إلى وعظهما. اعتقدوا أن كلمة الله القدير عظيمة واستمدوا منها قوتًا عظيمًا وأرادوا مواصلة التحرِّي. في اليوم التالي، سمع القساوسة والشيوخ عن الأخوين ووعظهما بالإنجيل فجاءوا لمنعي. بمجرد دخوله من الباب، سألني القس تيان: "مَن أتى إلى منزلكِ للوعظ؟" توترت بشدة عند رؤية تعابيرهم القاسية. خشيت أنه إن علم القساوسة أن الأخوين قد أتيا للوعظ بالإنجيل، فسيوقعهما ذلك في المتاعب. فقلت: "إنهما صديقان قابلتهما عبر الإنترنت". ثم قال القس تشن: "سمعنا أنهما جاءا لنشر إنجيلهما. يجب ألا تُضيِّفيهما مجددًا! إن اكتشفتُ ذلك، فسأخبر زوجكِ أنكِ كنتِ تستضيفين رجالًا هنا!" استشطت غضبًا عندما قال ذلك. كنت أُضيفهما فقط عندما كانا ينشران الإنجيل للقرويين. لم أرتكب شيئًا مخزيًا، لكن القس كان مستعدًّا ليكذب ويهددني. ثم قال القس تيان: "لا تصدقي إنجيلهما، قال الرب يسوع بوضوح: "حِينَئِذٍ إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: هُوَذَا ٱلْمَسِيحُ هُنَا! أَوْ: هُنَاكَ! فَلَا تُصَدِّقُوا. لِأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ، حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ ٱلْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" (متى 24: 23-24). سيظهر الكثير من المُسحاء الكذبة في الأيام الأخيرة. كلُّ من يقولون إن الرب قد عاد كذبة. لا تنخدعي بهم! أقول هذا لحمايتكِ. أخشى أنكِ ستُخدعين". آنذاك، لم أستطع تمييز كلمات القسَّين، اعتقدت أنهما كانا مؤمنيْن لفترة طويلة وفهما الكثير، وما قالاه توافق مع الكتاب المقدس. ماذا أفعل لو كانا محقين، وأنني كنت مُضلَّلة حقًّا؟ لذا صدقتهما. بحث عني أعضاء كنيسة الله القدير لحضور الاجتماعات، لكنني اختلقت الأعذار للرفض، بل وغيَّرت حسابي على فيسبوك، وقطعت علاقاتي معهم تمامًا.

لم أجتمع لمدة أسبوعين. أمضيت أيامي في المنزل أتحدث مع الأصدقاء عبر الإنترنت وأشاهد مقاطع الفيديو. شعرت بالملل الشديد. كنت كثيرًا ما أعود بذاكرتي لأيام الاجتماع مع المؤمنين بالله القدير، عندما كان قلبي مشبعًا وسعيدًا، لكن الآن اضطربت أكثر من أي وقت مضى. قلت لنفسي: "إن كان الله القدير هو حقًّا الرب يسوع العائد، ألن أفوِّت خلاصه إن رفضته؟ لكن القسيسَيْن قالا إن المُسحاء الكذبة سيظهرون في الأيام الأخيرة لخداع الناس وأن كلَّ الذين يعظون بعودة الرب كذبة. ماذا لو خُدِعتُ؟" شعرت بتضارب وحيرة شديدين، فصلَّيت للرب؛ ساعية: "أيها الرب يسوع، ليس لديَّ تمييز ولا أدري لمَن أستمع. أرجوك امنحني الاستنارة لأفهم مشيئتك ولئلا أفقد خلاصك". أدركت بعد الصلاة أنه لا يمكنني الهروب وعدم السعي فحسب، كان عليَّ إيجاد الإخوة والأخوات من كنيسة الله القدير لحلِّ هذه المشكلات. لكنني فوجئت بأن القساوسة اكتشفوا الأمر بعد اجتماعين فحسب. فدعونا لاجتماع في منزل القس تيان. توترت بشدة. لم يكن لديَّ فكرة عما سيفعله القساوسة. في تلك الليلة، ذهبنا إلى منزل القس تيان. وكان هناك قساوسة وشيوخ آخرون أيضًا. قال القس تيان: "سمعت أنكِ كنتِ تستمعين لعظات عبر الإنترنت مؤخرًا. لمَ كنتِ تستمعين إلى عظات كنيسة الله القدير بدلًا من عظاتنا؟ ما دمتِ تأتين للكنيسة وتستمعين إلى عظاتنا وتصلِّين وتعترفين للرب، فلن يتذكر الله هذا، وحين يعود الرب، سيأخذنا إلى الجنة". قلت لنفسي: "مَن يؤمنون بالله يجب أن يستمعوا إلى كلماته. لطالما يحملنا القساوسة والشيوخ على الاستماع إلى كلماتهم – أفلا يضعون الناس أمامهم بدلًا من الله؟" خالفت القس فيما قاله، لكنني لم أجرؤ على دحضه. ثم سلمنا القس تيان دفتر ملاحظات وصرخ: "هل ستواصلون الإيمان بآلهة أخرى؟ اختاروا الآن! إن أسماءكم هنا، أسرعوا ووقِّعوا. إن اخترتم التوقف عن الإيمان، ضعوا علامة، وإلا ضعوا علامة X. ستقعون في الكثير من المتاعب إن واصلتم الإيمان بآلهة أخرى! لن نساعد عائلاتكم على أشياء مثل الأعراس، أو الجنائز أو المخاض أو على بناء منازلكم". نحن نقدِّر هذه العادات حقًّا حيث نعيش، وبدون دعم القساوسة، لن يساعدنا القرويون أيضًا. حينها، شعرت بالضعف قليلًا. قلت لنفسي: "تخطط عائلتي لبناء منزل. ووفقًا لعادات القرية، يجب أن يُشرف القساوسة والشيوخ على هذا الأمر. إن لم يوافقوا، فلن يساعد أحد. إن واصلت حضور الاجتماعات عبر الإنترنت، فسيكون الأمر صعبًا إن وقع خطب ما بالمنزل. لكنني قرأت كلمات الله القدير ويبدو أنها صوت الرب، وأن الله القدير على الأرجح هو الرب يسوع العائد. إن استمعت إلى القساوسة وأهملت الله القدير، ألن أقاوم الرب؟" عند هذه الفكرة، وضعت علامة X في الدفتر. وضع الآخرون علامات X واحدًا تلو الآخر. شخص واحد فقط وضع علامة أخرى. استشاط القس غضبًا وقال: "إن واجهتكم مشكلات في المستقبل، فلن يساعدكم القرويون. لن نصلّي من أجلكم أيضًا. بعد هذا انتهى ما بيننا!"

غضبت، لكنني في الوقت نفسه، احترت. ماذا عن المُسحاء الكذبة الذين تطرَّق إليهم القساوسة؟ سألت الأختين اللتين اجتمعت بهما. قرأت لي إحداهما بعضًا من كلمة الله القدير. "يصير الله جسدًا ويُدعى المسيح، لذلك فإن المسيح القادر أن يعطي الحق للناس اسمه الله. لا مبالغة في هذا، حيث إن للمسيح نفس جوهر الله وشخصيته وحكمته في عمله، التي هي أمور لا يمكن لإنسان أن يبلغها. لذلك فإن أولئك الذين يدعون أنفسهم مُسحاء لكنهم لا يستطيعون أن يعملوا عمل الله كاذبون. ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، ولكنَّه أيضًا الجسد الخاص الذي يتّخذه الله أثناء تنفيذ عمله وإتمامه بين البشر. وهذا الجسد ليس جسدًا يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصية الله، وتمثيله تمثيلًا حسنًا وإمداد الإنسان بالحياة. عاجلًا أم آجلًا، سوف يسقط أولئك الذين ينتحلون شخصية المسيح، لأنهم ورغم ادعائهم بأنهم المسيح، إلا أنهم لا يملكون شيئًا من جوهر المسيح. لذلك أقول إن الإنسان لا يستطيع تحديد حقيقة المسيح، لأن الله نفسه هو الذي يقررها" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. وحده مسيح الأيام الأخيرة قادر أن يمنح الإنسان طريق الحياة الأبدية). بعد هذا، شاركتْ: "كيف نميِّز بين المسيح الحقيقي والمُسحاء الكذبة؟ المسيح هو روح الله المتجسد، أتى للأرض كإنسان. إنه تجسيد الحق ومجيء المُخلِّص. يمكن للمسيح التعبير عن الحقائق وكشف الأسرار. يمكنه تطهير الإنسان وتخليصه وأداء عمل الله بنفسه. المُسحاء الكذبة هم في جوهرهم شياطين. مهما ادَّعوا أنهم الله، لا يمكنهم التعبير عن الحق ولا أداء عمل الله لخلاص البشرية. يمكنهم فقط الوعظ بكلمات من الكتاب المقدس أو فعل بعض المعجزات لتضليل الناس". ثم أعطتني تشبيهًا. إن كان هناك عشرة أشخاص يرتدون معاطف بيضاء ومعهم سماعات، ويدَّعون أنهم أطباء، لكن هناك طبيبًا حقيقيًّا واحدًا فقط، فكيف يمكننا التمييز بين الطبيب الحقيقي والمزيفين؟ لا يمكننا النظر إلى ملابسهم أو سلوكهم فحسب، أهم شيء هو رؤية إن كان بإمكانهم علاج الأمراض. إن استطاعوا القيام بهذا، فهم أطباء حقيقيون. لا يمكننا النظر فقط إلى المظاهر عند تمييز المسيح. علينا أن نقرر هذا بناءً على عمله وكلماته والشخصية التي يُظهِرها. إن استطاع التعبير عن الحقائق والقيام بعمل خلاص البشرية، فهو المسيح. عندما نقرأ كلمة الله القدير يمكننا جميعًا رؤية أن كلماته هي الحق وأن لها قوة وسلطانًا. إنه يكشف أسرار خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام، ومراحل عمله الثلاث وتجسده وأسمائه والقصة الخفية للكتاب المقدس. كما يكشف حقيقة وجوهر إفساد الشيطان للإنسان ومصدر عصيان الإنسان ومقاومته لله، ما يساعد الناس على معرفة شخصياتهم الفاسدة. إنه يخبرنا بأشياء كأصناف البشر الذين يحبهم، وأيهم يمقته وأيهم يمكنه دخول ملكوت الله وأيهم سيُعاقَب. ويكشف عن شخصيته البارة والمنزهة عن الإهانة. لقد عبَّر الله القدير عن كل الحقائق التي تحتاجها البشرية لخلاصها ويقوم بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. بناءً على هذا، يمكننا التيقن أن الله القدير هو الله المتجسد ومسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمُسحاء الكذبة التعبير عن الحقائق أو القيام بعمل الله لخلاص البشرية، فما بالك بتبديد شخصيات الإنسان الفاسدة. مهما أطلقوا على أنفسهم اسم الله، فهم أرواح كاذبة وشريرة، وسيسقطون.

ابتهج قلبي بشدة بعد شركة الأخت. فهمت أنه لا يمكنني قبول كلمات القساوسة أو الشيوخ لتمييز المسيح الحقيقي، وأهم شيء هو معرفة ما إذا بإمكانه التعبير عن الحقائق والقيام بعمل خلاص البشرية. لقد عبَّر الله القدير عن الكثير من الحقائق، وكشف الكثير من أسرار الكتاب المقدس، وقام بعمل دينونة الإنسان وتطهيره. تلك أمور لم يكن لإنسان أن يفعلها. أصبحت متيقنة تمامًا أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. بعد ذلك، كنت كثيرًا ما أجتمع مع الإخوة والأخوات في قريتي.

في أبريل 2021، عاد مرض زوجي القديم وللأسف تُوفي أثناء العلاج. أراد أقاربي أن يأتي القساوسة ويساعدوا في الصلاة وترتيب المراسم، لكن القساوسة والشيوخ سخروا مني واغتنموا الفرصة لإرغامي على التخلي عن إيماني. اتَّبعهم رئيس جهاز القرية، ووبَّخني لعدم استماعي إليهم، ومنع القرويين من مساعدتي. ثم قال: "إن اعترفتِ أمام الجميع، وتعهدتِ بإنكار الله القدير وحضرتِ اجتماعات الكنيسة، فسنساعدكِ على دفن زوجكِ". لم أتخيل قطُّ أنهم سيستغلون دفن زوجي لإرغامي على ترك إيماني. كان ذلك حقيرًا وبغيضًا. لم يكن لديَّ سبب للاعتراف لهم. لم أستطع إلا البكاء وأنا أحمل ابني ذا الخمسة أشهر. وعندما لم أستجب، دفعوا عائلتي لتهديدي للاعتراف بأنني أخطأت. لم يكن هناك مَن يدافع عني. كان جسدي كله يرتجف وشعرت بالوحدة اليائسة. قلت لنفسي: "إن لم أقل إنني أخطأت، فلن يساعدني أحد على دفن زوجي، لكن إن فعلتُ، فسأنكر الله وأخونه. فماذا أفعل؟" دعوت الله في ألمي: "يا الله القدير! إنني أؤمن بأنك الله نفسه، الخالق الفريد لكل الأشياء، وأنك الله القدير رب الجميع، وكل شيء بين يديك. إني مستعدة للخضوع لتدابيرك". بعد أن صلَّيت، تذكرت مقطعًا سمعته من كلمة الله. يقول الله القدير، "إن عمل الله الذي يقوم به في الناس يبدو ظاهريًا في كل مرحلة من مراحله كأنه تفاعلات متبادلة بينهم أو وليد ترتيبات بشرية أو نتيجة تدخل بشري. لكن ما يحدث خلف الكواليس في كل مرحلة من مراحل العمل وفي كل ما يحدث هو رهان وضعه الشيطان أمام الله، ويتطلب من الناس الثبات في شهادتهم لله. خذ على سبيل المثال عندما جُرِّبَ أيوب: كان الشيطان يراهن الله خلف الكواليس، وما حدث لأيوب كان أعمال البشر وتدخلاتهم. إن رهان الشيطان مع الله يسبق كل خطوة يأخذها الله فيكم، فخلف كل هذه الأمور صراعٌ. ... عندما يتصارع الله والشيطان في العالم الروحي، كيف عليك إرضاء الله والثبات في شهادتك؟ يجب عليك أن تعرف أن كل ما يحدث لك هو تجربة عظيمة، وأن تعرف الوقت الذي يريدك الله فيه أن تشهد له" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. محبة الله وحدها تُعد إيمانًا حقيقيًّا به). فهمت أنه رغم أن القساوسة ورئيس جهاز القرية بدوا يضطهدونني ويعيقونني، كان كل ذلك في الحقيقة خداع الشيطان وتعطيله. ومع أنهم قالوا إن ذلك لمصلحتي، فإنهم كانوا يستغلون عادات القرية في الجنائز، والأعراس، والمخاض، وبناء المنازل لحَمْل القرويين على هجري. وإجباري على إنكار الله وخيانته. كما أرادوا إعادتي إلى دينهم لأستمر في اتباعهم وطاعتهم. ترك الله كنائس عصر النعمة منذ زمن بعيد للقيام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة. إن استمعتُ للقساوسة ورئيس جهاز القرية وعدت إلى الكنيسة معهم، سأفقد فرصتي في خلاص الله، وسأُرسل إلى الجحيم وأُعاقب معهم. كانت هذه نية الشيطان الخبيثة. مهما اعترضوا سبيلي، لم أتمكن من الاستماع إليهم. كان عليَّ أن أصلي، وأتكل على الله، وأتمسك بالشهادة وأذلَّ الشيطان. لكنني ظللت بحاجة إلى المساعدة في شؤون جنازة زوجي، وكانت مشكلة عملية. لقد استمع كل أقاربي وأصدقائي إلى رئيس جهاز القرية والقساوسة ولم يساعدوا، فماذا كان يجب أن أفعل؟ ظللت أدعو الله: "يا الله القدير، سواء جاء أحدهم لمساعدتي على دفن زوجي أم لا، فهذا الأمر بين يديك تمامًا. إني أعهد إليك بتلك الأمور. أيًّا كان الأمر، سأخضع لك ولن أخونك أبدًا". هدأت قليلًا وأقل ألمًا بعد الصلاة. عندئذٍ، سمعت عمي بالخارج يقول: "أتوسل إليك، أرجوك ساعدني، أعتذر بالنيابة عنها". فقال رئيس جهاز القرية: "عليها الاعتذار عن نفسها". قلت لنفسي: "سيفعلون أي شيء لحملي على خيانة الله، لكن كلما حاولوا، يجب أن أتمسك بشهادتي لأذلَّ الشيطان". تلقيت مكالمة غير متوقعة من أمي بعد عشر دقائق. قالت: "لا تيأسي، سيساعد بعض أصدقاء زوجكِ في الجيش على دفنه، وهم في الطريق". آنذاك، تأثّرت بشدة. أرسل الله أناسًا لمساعدتي خلال تلك الأزمة حين كنت عاجزة تمامًا. تذكرت مقطعًا من كلمة الله: "يجب أن تعرف أن كل الأشياء الموجودة في كل ما يحيط بك موجودة بإذنٍ مني، أنا أدبرها جميعًا. لتر رؤية واضحة ولترض قلبي في المحيط الذي منحته لك. لا تخف، سيكون الله القدير رب الجنود بلا ريب معك؛ هو يحمي ظهركم وهو دِرعكم" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل السادس والعشرون). رأيت أن كل شيء بيد الله. طالما نتكل على الله حقًّا، سيفتح لنا طريقًا. ومع أنني كنت لا أزال مضطهَدة، فإنني رأيت إرشاد الله، وصمد قلبي، ولم أعد سلبية أو ضعيفة.

بعد ترتيب جنازة زوجي، كثيرًا ما وبَّختني والدته، قائلة إن القرويين كانوا يتجنبوننا لأنني خنت الرب يسوع وآمنت بالإله الخطأ. كما هاجمني أقاربي لتلك الأسباب. حتى عائلة أمي لم تجرؤ على الاقتراب مني. كانت والدتي تزورني فحسب، رغم أنها ظلّت تجادلني: "لمَ لا تستمتعين للقساوسة ورئيس جهاز القرية أو رئيسها؟ انظري لنفسكِ، لم يعد لديكِ زوج، إن لم تعتمدي على هؤلاء الناس أو أصهاركِ، فلمن تلجئين؟ لا يزال طفلكِ صغيرًا جدًّا. يجب أن تعترفي وتتوقفي عن الإيمان بالله القدير!" أينما ذهبتُ، كان القرويون يغتابوني وكانت شؤوني موضوعًا للنميمة. كنت أفكر كيف كنا على وفاق سابقًا، لكنهم أصبحوا يضطهدونني وينبذونني فقط بسبب إيماني. لقد آلمني هذا كثيرًا وأشعرني بالاكتئاب. انقطعت خدمة الإنترنت حينذاك في ميانمار. لذا لم أتمكن من الاجتماع أو الاستماع للعظات عبر الإنترنت، ولم يجرؤ الأعضاء الآخرون على المجيء إلى منزلي للشركة حول كلمة الله ومساعدتي. شعرت كما لو أنني سقطت في الظُلمة ولم أستطع رؤية النور. كل ما استطعت فعله هو الصلاة لله يوميًّا، طالبة إرشادي للخروج من تلك الأيام الكئيبة. ذات يوم، تلقيت نصًّا من كلمة الله. "لا تيأس ولا تضعف، فسوف أكشف لك. إن الطريق إلى الملكوت ليس ممهدًا بتلك الصورة، ولا هو بتلك البساطة! أنت تريد أن تأتي البركات بسهولة، أليس كذلك؟ سيكون على كل واحد اليوم مواجهة تجارب مُرَّة، وإلا فإن قلبكم المُحبّ لي لن يقوى، ولن يكون لكم حب صادق نحوي. حتى وإن كانت هذه التجارب بسيطة، فلا بُدَّ أن يمرّ كل واحد بها، إنها فحسب تتفاوت في الدرجة. التجارب بركة مني، وكم منكم يأتي كثيرًا أمامي ويتوسَّل جاثيًا على ركبتيه من أجل نيل بركاتي؟ يا لكم من أبناء سذَّج! تعتقدون دائمًا أن بعض الكلمات الميمونة تُعتبَرُ بركة مني، لكنكم لا تدركون أن المرارة هي إحدى بركاتي" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أقوال المسيح في البدء، الفصل الحادي والأربعون). تأثرت بشدة عندما قرأت هذا. كان الأمر أشبه بأخذ دواء فعَّال في شدة المرض وامتلأت بالإيمان والقوة. بتدبر كلمة الله، فهمت أنه ليس من السهل اتباع الله، على الجميع أن يمرَّ بالألم والابتلاء. ومع أن جسدي كان يعاني، فإن هذا كثيرًا ما دفعني للصلاة والاتكال على الله. وكلما عانيت، ازداد دافعي للسعي للحق. وبطبيعة الحال، ربحت بعض المعرفة عن سيادة الله، وتوطَّدت علاقتي مع الله وكنت أكثر عزمًا على اتباعه. لقد آمنت بالرب منذ طفولتي، لكن لم أعرف إلا الاستمتاع بالنعمة والبركات والسلام والسعادة التي منحني إياها. لم أمر قطُّ بأي ألم أو تجارب. لم أعرف شيئًا عن الرب، فما بالك بتمييز الناس. لكن بصفتي مؤمنة بالله القدير، ومن خلال الاضطهاد والمشاق، عانيت قليلًا، لكنني تعلمت تمييز الناس، رأيت بوضوح وجوه القساوسة والشيوخ القبيحة والمخادعة والمقاومة لله. سابقًا، لأنني رأيت أن القساوسة يمكنهم شرح الكتاب المقدس والصلاة من أجلنا، فاعتقدت أنهم يهتمون بنا ويفهمون الكتاب المقدس ويعرفون الله. لكن حين سمعوا بعودة الرب يسوع، رفضوا السعي أو التحري. كما أعاقوا المؤمنين عن تحري عمل الله واستغلوا عادات القرية والقرويين لمهاجمتي وإرغامي على التخلِّي عن الله القدير. رأيت أنهم كانوا فريسيين منافقين ورفضتهم تمامًا. بالعودة إلى تلك الأيام المؤلمة والكئيبة، لولا إرشاد كلمة الله، لدفعني هؤلاء الشياطين إلى الجنون. لقد اجتزت كل تلك الصعوبات بفضل كلمة الله. أشعر بالامتنان لله القدير حقًّا! بعد بعض الوقت، عادت خدمة الإنترنت إلى ميانمار. فاتصلت ببعض الأعضاء الآخرين واجتمعت بهم. لكن اضطهاد القساوسة ورئيس جهاز القرية لم يَزْدد إلا سوءًا.

في أحد أيام يناير 2022، دعوا لعقد اجتماع قروي. وحضره قرابة ثلاثمائة شخص. أجلسوا أربعة عشر مؤمنًا منا القرفصاء في الشمس المحرقة، قال رئيس جهاز القرية: "من المستحيل أن يجتمع إيمانان في هذه القرية. لقد دعوت لهذا الاجتماع ليتمكن أتباع الله القدير من اتخاذ قرار. بالنيابة عن القرية بأكملها، أسألكم، هل ستواصلون الإيمان بالله القدير، أم ستعودون للكنيسة؟" استدعوا أقاربنا ليحاولوا إقناعنا واحدًا تلو الآخر. كان والد الأخ آي وانغ رئيس قرية وضغط عليه للركوع والاعتراف. قال آي وانغ إنه ليس هناك عيب في الإيمان بالله القدير، ورفض الركوع. فقال والده بغضب: "يجب أن تؤمن بما يؤمن به والداك. ألا تتخلى عنا بعدم الاستماع لنا والإيمان بالله القدير؟" فأجاب آي وانغ: "إني أؤمن بالله، فمتى قلتُ إنني سأتخلى عنكم؟ أحب والديَّ، لكنني أحب الله خالقنا أكثر". غضب والده أكثر من ذي قبل وصرخ: "أنت ولدي! كل ما أنت عليه بيديَّ! لن أسمح لك بمخاطبتي هكذا!" بالنظر إلى هذا، كان تكبُّر هؤلاء الناس أشد وضوحًا لي. مع أنهم آمنوا بالرب، فإنهم لم يبجلوه ولم يعظموه. ثم قال مسؤول حكومي: "لا تسمح الصين للناس بالإيمان بالله القدير وتعتقل مَن يؤمنون. نحن نخطط لإجراء تحرياتنا هنا. مَن قادكم إلى هذا الإيمان؟ مَن قائدكم؟" قلنا جميعًا إنه ليس لدينا قائد. ثم ضغط علينا مسؤول حكومي آخر للحصول على إجابات لكننا ظللنا نخبره أنه ليس لدينا قائد. ثم سألنا مسؤول حكومي بالمقاطعة: "ماذا تعنون بالله القدير؟" فأجبت: "ألا تعرف؟ الله القدير هو رب الخلق، إنه الرب نفسه الذي خلقك". فثار غضبه عندما سمع هذا وأخبرنا باتخاذ قرارنا النهائي. أولئك الذين اختاروا مواصلة الإيمان بالله القدير كان عليهم قول "مستمر" وأولئك الذين أرادوا التوقف كان عليهم قول "راحل". إن اخترنا "مستمر"، فسيُبلغون كبار المسؤولين للتعامل معنا. كما قال رئيس جهاز القرية إن الذين اختاروا "مستمر" عليهم مغادرة القرية، لكن الذين اختاروا "راحل" يمكنهم البقاء والعودة للكنيسة. ثم جعلونا نعلن قراراتنا واحدًا تلو الآخر. اختارت الأخوات الثلاث أمامي "راحل" خوفًا من الاضطهاد. وعندما حان دوري، صرخت بي والدتي وهي تحمل طفلي على ظهرها لاختيار "راحل" والتوقف عن الإيمان. كان النظر إلى والدتي وطفلي مؤلمًا جدًّا حينها. خِفت مما قد يحدث لو اعتُقِلتُ، سيصعب على والدتي رعاية طفلي. فصلَّيت، طالبة من الله أن يمنحني الإيمان. تذكرت كلمات الرب يسوع. "مَنْ أَحَبَّ أَبًا أَوْ أُمًّا أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ أَحَبَّ ٱبْنًا أَوِ ٱبْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي، وَمَنْ لَا يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُنِي فَلَا يَسْتَحِقُّنِي" (متى 10: 37-38). "طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ" (متى 5: 10). يقول الله القدير، "قال الله: "الله مصدر حياة الإنسان". ما معنى هذه الكلمات؟ المقصود منها جعل كل الناس يعرفون هذا: أن أرواحنا وحياتنا تأتي من الله؛ فهي مخلوقة من قِبَل الله. إنها لا تأتي من آبائنا، وبالتأكيد لا تأتي من الطبيعة. لقد وهبنا الله إياها. لقد وُلِدنا بالجسد فقط من آبائنا، ولكن حتى ذلك بترتيب من الله. وبما أن الله خلق الجنس البشري وأن الأسلاف خلقهم الله، فلا شك في أن آباءنا أيضًا قد خلقهم الله ولم ينشأوا من الطبيعة. أقدار الناس بيد الله. وأن نتمكن من الإيمان بالله هو فرصة منحنا الله إياها؛ وهذا أمر قدَّره لنا ونعمته علينا. ولذا، فإنك لست ملزمًا بالاضطلاع بالتزامات تجاه أي شخص آخر أو تحمل المسؤولية عنه؛ ولكن التزامك الوحيد هو أداء الواجب الذي يجب أن يؤديه أي كائن مخلوق من أجل الله. هذا هو أكثر ما يُفترض بالإنسان أن يفعله، ومن بين كل الأمور العظيمة في حياة الشخص، هذا هو الشيء الذي يجب أن يكمله أكثر من أي شيء آخر – إنه المطلب الرئيسي في حياة المرء" (الكلمة، ج. 3. أحاديث مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء أن يتحوّل حقًّا إلّا من خلال التعرف على آرائه المضلَّلة). فهمت أن مصيرنا بيد الله. أين وُلدنا ومَن آباؤنا والصعوبات التي نواجهها – كل تلك الأمور قد حددها الله منذ زمن بعيد. وعلى الرغم من إنجابي طفلي، كل ما يمكنني فعله من أجله هو أداء واجبي كأم، أي إنجابه ورعايته. لكن لا يمكنني تغيير مصيره أو ما يحدث له. يُيَتَّم بعض الأطفال في سن مبكرة، لكنهم ينمون بالغين بنفس القدر. مثلما تطلَّق والداي عندما كنت صغيرة، لم يكن لديَّ أب يعتني بي مثل الأطفال الآخرين، لكنني صرت بالغة سليمة. إن مستقبل طفلي يحدده الله. كانت والدتي لا تزال شابة. حتى ولو لم أكن موجودة، يمكنها الاعتناء بطفلي. كان عليَّ أن أعهد بهما لله وأن أخضع لترتيباته. زاد شعوري بأنني يجب عليَّ اختيار الإيمان بالله واتباعه؛ لأتمسك بشهادتي لله، وأُذلَّ الشيطان. لذا وقفت وقلت: "سأستمر!" فقال رئيس جهاز القرية: "الذين يختارون الاستمرار مخطئون". فأجبت: "إني أؤمن بالله وأتَّبعه. لا أستمع إلا لكلمته. لا خطأ في هذا!" فوبَّخني المسؤول بشراسة، ووصفني بالمرتدة والخائنة للرب. لكن في قلبي، علمت أن الله القدير قد عبَّر عن الكثير من الحقائق وقام بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة وأنه الرب يسوع العائد. لقد سمعت صوت الله وقبلت خلاص الرب. كنت أتبع خطى الخروف، فكيف أخون الرب؟ أردت دحضهم بشدة، لكن لم تسنح لي الفرصة بسبب ضجيجهم. سبَّني الشيخ لي بوصفي بائسة جاحدة والتقط لوحًا خشبيًّا ليضربني. تملّكني خوف شديد وصلَّيت لله بصمت. ولدهشتي، تقدَّمت حماتي فجأة لمنعه. فشكرت الله على حمايته. ثم اختار خمسة آخرون "مستمر". عندما رأونا أننا لم نتنازل، ظلوا يستجوبوننا عن هويَّة قائدنا. لم يُجب أحد. كنا نجلس القرفصاء في الشمس لفترة طويلة، من التاسعة والنصف صباحًا إلى الخامسة مساءً، أكثر من سبع ساعات متواصلة، كل هذا دون طعام أو ماء. تسبب هذا في إغماء أخ ضعيف يعاني انخفاض ضغط الدم. فأتت عائلته لمساعدته، لكن رئيس جهاز القرية لم يسمح لهم بذلك. قال: "إن كان إلهكم هو الإله الحقيقي، فلمََ فقد وعيه؟" بعدئذ، أمرنا رئيس جهاز القرية بأخذ عائلتنا وماشيتنا وممتلكاتنا، ومغادرة القرية في تلك الليلة. كما قال إنهم سيحرقون منازلنا بعد مغادرتنا. قال المسؤول الحكومي للمقاطعة: "لا تضيِّع وقتك، إنهم يفضلون الموت على الإفصاح عن هويَّة قائدهم. أرسلهم لمنازلهم أولًا. سأرسل تقاريرهم للحكومة غدًا لتتخذ السُّلطات العليا قرارًا بشأنهم. هذا سيخيفهم". لكنني لم أكن خائفة لهذا الحد. كنت أعلم أن كل شيء بيد الله وأنه سواء جاء كبار المسؤولين أو اعتقلونا، كان كل شيء بيد الله وترتيبه.

وفي صباح اليوم الثالث، دعت الحكومة لاجتماع جهاز القرية. فحضر أكثر من 400 شخص. وخشيت أن يجبرونا على التجديف على الله وتوقيع تعهد بالارتداد، فصلَّيت، طالبة من الله أن يحمينا لنتمكن من التمسك بشهادتنا. وفي الاجتماع، حذرنا مسؤول المقاطعة الحكومي قائلًا: "أنتم لا تزالون صغارًا ولا تفهمون شيئًا. وأنا لست هنا اليوم لأحاسبكم، لكن من الآن فصاعدًا، يجب أن تطيعوا والديكم، وتعملوا بجد، وتتوقفوا عن الاستماع إلى كلمات الله القدير ونشر إنجيله، وإلا سيقبض عليكم رئيس جهاز القرية ويسلمكم للحكومة". وقال مسؤول من المجلس الإداري للجميع: "سوف نعامل أتباع الله القدير مثلما يفعل الحزب الشيوعي الصيني معهم. فالحزب الشيوعي الصيني يطارد هؤلاء المؤمنين ويعتقلهم ومن الممكن ضربهم حتى الموت دون حساب أو عقاب. سوف نفعل المثل هنا في ولاية ووا. سوف يُقبض على جميع هؤلاء المؤمنين، بصرف النظر عما إذا كانوا قد ارتكبوا جرمًا أم لا، وسيُضربون حتى الموت دون حساب أو عقاب. ولن يُسمح لأحد أن يقول: "هؤلاء المؤمنون لم يرتكبوا جرمًا". فهذه أوامر الحكومة. لا تقاوموا، وإن رأيتم مؤمنين بالله القدير، أبلغوا عنهم". ثم أشار إلينا نحن المؤمنين وقال للجميع: "انظروا إلى وجوههم جيدًا، يجب عليكم التعرف عليهم. هؤلاء الناس يؤمنون بالله القدير. إن رأيتموهم يجتمعون أو يبشرون بالإنجيل، أبلغوا عنهم!" ثم جعل موظف المقاطعة يقرأ على الجميع مواد تجدف على الله. خُدع الناس بكلمات الحكومة، ونظر بعضهم إلينا باشمئزاز. ولقد أغضبني ما قالوه. أعرف أن الحكومة تضطهدنا نحن المؤمنين لتجبرنا على الارتداد عن إيماننا وتجعل الناس يجبنون ويخشون البحث في عمل الله القدير، لكي يخسروا خلاص الله. جعلني هذا أزداد كرهًا لهؤلاء الشياطين. ثم تركتنا الحكومة نعود لمنازلنا. عندما وصلت إلى المنزل، قرأت مقطعًا من كلمة الله القدير. "بغضّ النظر عن مدى "قوّة" الشيطان، وبغضّ النظر عن مدى جرأته وتطلّعه، وبغضّ النظر عن مدى قدرته على إلحاق الضرر، وبغضّ النظر عن مدى اتّساع نطاق طرقه التي يُفسِد بها الإنسان ويغويه، وبغضّ النظر عن مدى مهارة الحيل والمخططات التي يُرهِب بها الإنسان، وبغضّ النظر عن مدى قابليّة هيئته التي يوجد عليها للتغيّر، إلّا أنه لم يقدر قط على خلق شيءٍ حيّ واحد، ولم يقدر قط على وضع قوانين أو قواعد لوجود جميع الأشياء، ولم يقدر قط على حكم ومراقبة أيّ كائن، سواء كان حيًّا أم غير حي. داخل الكون والجَلَد لا يوجد شخصٌ أو كائن واحد وُلِدَ منه أو يوجد بسببه؛ ولا يوجد شخصٌ أو كائن واحد يخضع لحكمه أو سيطرته. وعلى العكس، فإنه لا يتوجّب عليه أن يعيش في ظلّ سلطان الله وحسب، ولكن، علاوة على ذلك، يتعيّن عليه أن يطيع جميع أوامر الله وفروضه. فبدون إذن الله، من الصعب على الشيطان أن يلمس حتّى قطرة ماءٍ أو حبّة رملٍ على الأرض؛ وبدون إذن الله، لا يملك الشيطان حتّى حريّة تحريك نملةٍ على الأرض – ناهيك عن تحريك الجنس البشريّ الذي خلقه الله. يرى الله أن الشيطان أدنى من الزنابق على الجبل ومن الطيور التي تُحلّق في الهواء ومن الأسماك في البحر ومن الديدان على الأرض. يتمثل دوره من بين جميع الأشياء في خدمة جميع الأشياء والعمل من أجل البشرية وخدمة عمل الله وخطة تدبيره. وبغض النظر عن مدى خبث طبيعته وشر جوهره، فإن الشيء الوحيد الذي يمكنه عمله هو التقيد الصارم بوظيفته: كونه خادمًا لله ونقطة تعارض لله. هذا هو جوهر الشيطان ووضعه. إن جوهره غير مرتبطٍ بالحياة، وغير مرتبطٍ بالقوة وغير مرتبطٍ بالسلطان؛ إنه مجرد لعبةٍ في يد الله، مجرد آلةٍ في خدمة الله!" [الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (1)]. منحتني قراءة كلمة الله الإيمان. يمكن للقساوسة والشيوخ الضغط علينا، ويمكن للحكومة اعتقالنا واضطهادنا، ويمكنهم استخدام عائلاتنا لإرغامنا على التخلِّي عن الله القدير، لكن مهما قالوا أو فعلوا، لن يستطيعوا مسنا بسوء بدون إذن الله. مثلما حاول الشيخ لي ضربي بلوح خشبي، وفجأة وقفت حماتي، التي كانت تكرهني، ومنعته. كان كل شيء بيد الله. شعرت بقوة الله وسيادته على كل شيء وشعرت بأنه كان يحرسني. علمت أن الله يرتب المواقف بناءً على قامتي وأنه لم يكن يُثقل كاهلي بالعبء. لقد زاد إيماني بالله خلال هذه الاختبارات وشعرت أن كل ما يفعله الله هو خير. أشعر بالامتنان الشديد لله! سمح لي هذا الاختبار أيضًا بأن أرى بوضوح طبائع القساوسة والشيوخ التي تكره الله وتقاومه. تقول كلمات الله: "يوجد أولئك الذين يقرؤون الكتاب المقدَّس في الكنائس الكبرى ويرددونه طيلة اليوم، ولكن لا أحد منهم يفهم الغرض من عمل الله، ولا أحد منهم قادر على معرفة الله، كما أن لا أحد منهم يتفق مع مشيئة الله. جميعهم بشرٌ عديمو القيمة وأشرار، يقفون في مكان عالٍ لتعليم الله. إنهم يعارضون الله عن قصدٍ مع أنهم يحملون لواءه. ومع أنهم يدَّعون الإيمان بالله، فإنهم ما زالوا يأكلون لحم الإنسان ويشربون دمه. جميع هؤلاء الناس شياطين يبتلعون روح الإنسان، ورؤساء شياطين تزعج عن عمد مَن يحاولون أن يخطوا في الطريق الصحيح، وهم حجارة عثرة تعرقل مَن يسعون إلى الله. قد يبدون أنهم في "قوام سليم"، لكن كيف يعرف أتباعهم أنهم ضد المسيح الذين يقودون الناس إلى الوقوف ضد الله؟ كيف يعرف أتباعهم أنَّهم شياطين حية مكرَّسة لابتلاع أرواح البشر؟" (الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه). لم يفهم القساوسة والشيوخ الكتاب المقدس إطلاقًا. لقد درَّسوا كلمات وتعليم الكتاب المقدس فحسب ولم يرحِّبوا بالرب إطلاقًا، ناهيك عن سعيهم للحق. وأمام عمل الله في الأيام الأخيرة، لم يسعوا أو يتحروا، وأساءوا تفسير كلمة الرب ونشروا المفاهيم لتضليل المؤمنين. بقولهم إن كل مَن يعظ بعودة الرب هم كذبة، لقد منعوا المؤمنين من سماع صوت الله والترحيب بالرب. بل قالوا إن ذلك كان لحماية المؤمنين، لكنهم كانوا يخشون ألا يستمع إليهم أحد إن اتبع الجميع الله القدير، وأن تصبح مكانتهم وسُبُل عيشهم مهددة. لهذا حاولوا إجبارنا على التخلي عنه. وتمادوا إلى حد استخدام الجنائز والأعراس والمخاض وبناء المنازل لتهديدي وإجباري على توقيع تعهد بالارتداد. بل استغلوا دفن زوجي لحملي على إنكار الله القدير. وعندما لم أطعِهم، اتحدوا مع الحكومة وعقدوا اجتماعًا قرويًّا لاضطهادي واستخدموا عائلتي لإغوائي على خيانة الله. بل أرادوا إخراجنا من القرية وإحراق منازلنا، وتسليمنا لكبار المسؤولين. لم يردعهم شيء عن اضطهادنا حتى نخون الله القدير ونفقد فرصتنا في الخلاص ودخول ملكوت الله. كان هؤلاء القساوسة خبثاء وأشرارًا حقًّا! تذكرت إدانة الرب يسوع للفريسيين. قال الرب يسوع، "لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، فَلَا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلَا تَدَعُونَ ٱلدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ. ... وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ! لِأَنَّكُمْ تَطُوفُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْبَرَّ لِتَكْسَبُوا دَخِيلًا وَاحِدًا، وَمَتَى حَصَلَ تَصْنَعُونَهُ ٱبْنًا لِجَهَنَّمَ أَكْثَرَ مِنْكُمْ مُضَاعَفًا" (متى 23: 13، 15). منع القساوسة والشيوخ الناس من قبول عمل الله في الأيام الأخيرة بذريعة حماية القطيع. ضللوا الناس لاتباعهم في مقاومة الله وسيقودنهم في النهاية إلى الجحيم. إنهم شياطين حية تمنع الناس من دخول ملكوت الله. إنهم شياطين وأعداء للمسيح يقاومون الله ويؤذون الناس. رأيت بوضوح جوهرهم الذي يكره الحق والله، وازداد إيماني رسوخًا لاتباع الله. مهما حاولوا تضليلي أو إعاقتي، فلن أتخلَّى عن الله القدير. صليت لله لإحسان واجبي وجلب المزيد أمامه ممن يتوقون لظهوره ليقبلوا خلاصه. لمنعنا من الإيمان بالله القدير والاجتماع عبر الإنترنت، جعل رئيس جهاز القرية موظفين يقومون بتفتيش هواتفنا كل ثلاثة أيام ويحذفون الفيسبوك من هواتفنا بمجرد رؤيته. ولكي نتجنب مراقبتهم هم والحكومة، كنا نأخذ أدوات الزراعة الخاصة بنا إلى الجبال ونتظاهر بالعمل لنجتمع سرًّا. ولم نجرؤ عادة على التحدث بحرية عن إيماننا في القرية. لكن مهما حاولوا اضطهادنا ظللنا نتكل على الله وواصلنا نشر الإنجيل في القرى الأخرى. بمرور الوقت، ازداد عدد الناس الذين قبلوا الإنجيل. لكن اكتشف رئيس القرية أنني كنت أنشر الإنجيل وضغط عليَّ لأخون الآخرين وأعترف بهويَّة مّن وعظتهم. وعندما لم أقل شيئًا، هددني وحاول أن يجبرني على الارتداد عن إيماني والعودة إلى الجماعة وإلا سيجعلهم يقبضون عليَّ. ولكي أحضر الاجتماعات وأعظ بالإنجيل بشكل طبيعي، وأهرب من الاضطهاد والاعتقال، هربت من ميانمار وذهبت إلى بلد آخر. وأنا الآن أعيش مع بعض الإخوة والأخوات الآخرين. نعقد الشركات، وننشر الإنجيل، ونشهد بعمل الله. وأستمتع كثيرًا. ورغم معاناتي الألم والاضطهاد خلال كل هذا، فقد ربحت بعض التمييز عن القساوسة والشيوخ وأستطيع الآن أن أرى شر الحكومة بوضوح أكبر، ولم أعد مقيدة بهم. كما ربحت بعض المعرفة عن سيادة الله وازداد إيماني به. تلك الأشياء التي لم أكن لأربحها في بيئة مريحة.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

عواقب الشخصية المتغطرسة

في عام 2006، كنت ما أزال طالبًا في المدرسة الثانوية. عندما ندرس الكتاب المقدس، كان المعلمون يطلبون مني كثيرًا إلقاء الملاحظات الافتتاحية...

السعي للحق غيّرني

في 2018، غادرت المنزل للانضمام إلى السلك العسكري. في الجيش، عندما كان أحد القادة يأمر، كان المجنّدون في المراتب الدنيا ينفّذون بطاعة. عند...

عدم مخافة الله هو مسار مخيف

ابتداءً من العام الماضي، توليت مسؤولية أعمال السقاية في كنيسة. ذات مرة في أحد الاجتماعات، قدم لي الأخ وانغ، المشرف على عمل الإنجيل، بعض...

اختبار مشاركة الإنجيل

بدأت مشاركة الإنجيل بعد قبول عمل الله القدير في الأيام الأخيرة. عزمتُ بهدوء أن أقوم بواجبي جيدًا رغم الصعوبات التي واجهتها، لتسمع خراف الله...

اترك رد