355 ما الذي أعطيتموه لله بالمقابل؟
1 لقد كنت بينكم، وارتبطت بكم في فصول الربيع والخريف، عشت بينكم مدةً طويلة، عشت معكم؛ كم من سلوكياتكم الحقيرة قد هربت مباشرةً من أمام عيني؟ تلك الكلمات الصادرة من قلوبكم يتردد صداها باستمرار في أذني، الملايين والملايين من تطلعاتكم قد وُضعت على مذبحي، إنها حتى لا يُمكن أن تُحصى. ومع ذلك بالنسبة إلى تكريسكم وما أنفقتموه، لا توجد حتى ولو قلة قليلة. لا توجد ولو قطرة صغيرة من إخلاصكم على مذبحي. أين ثمار إيمانكم بي؟
2 لقد نلتم نعمةً لا متناهية مني ورأيتم أسرارًا بلا حدود من سمائي، ولقد أظهرت لكم لُهب السماء ولكن قلبي لم يسمح لي أن أحرقكم، وكم قد أعطيتموني في المقابل؟ كم أنتم راغبون في إعطائي؟ أمسكتَ بالطعام الذي أعطيتك إياه، وأدرتَ ظهرك وقدمتَه لي، قائلاً إنه شيء قد حصلت عليه في مقابل عرق عملك الشاق، وأنك تهب كل ما لديك لي. كيف لا يمكنك أن تعرف أن "مساهماتك" لي هي أشياء قد استُولِيَ عليها من مذبحي؟ وأنت الآن تقدمها لي، ألا تغشني؟
3 كيف لا تعرف أن ما أتمتع به الآن هو كل الذبائح الموجودة على مذبحي وليس ما قد كسبتَه أنت من عملك الجاد وقدمته لي؟ أنتم بالفعل تتجرؤون لتغشونني بهذه الطريقة، فكيف لي أن أسامحكم؟ كيف يمكنني أن أتحمل هذا لمدة أطول؟ لقد أعطيتكم كل شيء. وفرت لكم كل شيء، وأشبعت احتياجاتكم، وفتحت عيونكم، ومع ذلك تغشونني بهذه الطريقة، وتتجاهلون ضميركم.
مقتبس من الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. شخصياتكم جميعًا وضيعة للغاية!