معنى السعي إلى الحق (1)
تدور شركة اليوم حول موضوع يعرفه الجميع. إنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإيمان الإنسان بالله وسعيه، وهي موضوع يقابله الناس ويسمعون عنه كل يوم. ما هذا إذًا؟ الموضوع هو معنى السعي إلى الحق. ما رأيك في هذا الموضوع؟ هل هو جديد بما يكفي لك؟ هل هو جذاب؟ بصرف النظر عن مدى جاذبية هذا الموضوع، أعلم أنه مناسب لكل واحد منكم. إنه وثيق الصلة بخلاص الناس، ودخولهم إلى واقع كلام الله وتغيير شخصياتهم، وآخرتهم وغايتهم في المستقبل. معظمكم الآن على استعداد للسعى إلى الحق، وقد بدأتم في الاستيقاظ، لكنكم لستم متأكدين تمامًا مما يعنيه السعي إلى الحق أو كيفية السعي إلى الحق. ولهذا السبب، من الضروري لنا إقامة شركة عن هذا الموضوع اليوم. السعي إلى الحق موضوع يقابله الناس غالبًا في حياتهم اليومية. إنه مشكلة عملية يواجهها الناس عندما تداهمهم الأمور خلال حياتهم اليومية وأثناء أداء واجباتهم وما إلى ذلك. عندما يداهم شيء ما معظم الناس، فإنهم ببساطة يبذلون جهودًا مدفوعة بدوافع ذاتية لقراءة كلام الله، ويبعدون أفكارهم عن السلبية على أمل منع أنفسهم من الانغماس في السلبية أو سوء فهم الله وتمكين أنفسهم من الخضوع لعمله. يستطيع الأشخاص ذوو المقدرة الأفضل السعي بشكل إيجابي واستباقي إلى جميع جوانب الحق في كلام الله. إنهم يبحثون عن المبادئ ومتطلبات الله ومسارات الممارسة. أو يمكنهم فحص أنفسهم والتأمل وربح المعرفة من خلال الأشياء التي تداهمهم، وبالتالي يفهمون مبادئ الحق ويدخلون إلى واقع الحق. ومع ذلك، تظل هذه عقبة كبيرة لمعظم الناس، ومن غير المؤكد ما إذا كان بإمكانهم تحقيق هذه الأشياء أم لا. معظم الناس لم يدخلوا بعد في هذا الجانب من الواقع. ولذلك، لن يكون من السهل عليكم التوصل إلى فهم عملي وموضوعي وحقيقي لهذا الموضوع العادي والشائع والمحدد، حتى لو مُنحتم الوقت للتأمل فيه. ولذلك، رجوعًا إلى موضوعنا الرئيسي، دعونا نقيم شركة عن معنى السعي إلى الحق. أنتم لستم ماهرين في التأمل، لكنني آمل أن تكونوا ماهرين في الاستماع لا بمجرد آذانكم بل بقلبكم. آمل أن تستخدم قلبك في فهم هذا الأمر واستيعابه، وأن تأخذه بعين الاعتبار كشيء مهم وباعتباره كل شيء يمكنك فهمه وكل شيء يتوافق مع حالتك وشخصيتك وكل جانب من جوانب حالتك. وبعد ذلك، آمل أن تبدأ في علاج شخصياتك الفاسدة، وأن تسعى جاهدًا إلى أخذ جميع مبادئ الممارسة بعين الاعتبار بحيث أنه عند ظهور مشكلات ذات صلة سوف يوجد طريق تتبعه وسوف تتمكن من التعامل مع كلام الله كطريق للممارسة وتنفيذه وطاعته على هذا النحو. وسوف يكون ذلك هو الأفضل.
ماذا يعني السعي إلى الحق؟ قد يكون هذا سؤالًا مفاهيميًا، لكنه أيضًا السؤال الأكثر عملية بخصوص الإيمان بالله. يرتبط ما إذا كان يمكن للناس السعي إلى الحق أم لا ارتباطًا مباشرًا بتفضيلاتهم ومقدرتهم وسعيهم. كما أن السعي إلى الحق يشمل العديد من العناصر العملية. ينبغي أن نقيم شركة عنها واحدًا تلو الآخر حتى تتمكنوا من فهم الحق بأسرع ما يمكن وتعرفوا بالضبط معنى السعي إليه والمسائل المتعلقة بذلك السعي. وبتلك الطريقة، سوف تتمكن في النهاية من فهم معنى السعي إلى الحق. أولًا، دعونا نناقش هذا: هل تسعون إلى الحق من خلال الاستماع إلى هذه العظة؟ (ليس بالفعل). الاستماع إلى العظات مجرد شرط مسبق وفعل من أجل الاستعداد للسعي إلى الحق. ما العناصر التي ينطوي عليها السعي إلى الحق؟ توجد العديد من الموضوعات التي تمس السعي إلى الحق، وتوجد أيضًا بطبيعة الحال العديد من المشكلات الموجودة لدى الأشخاص والتي نحتاج إلى مناقشتها هنا. مثال ذلك، يقول بعض الناس: "إذا أكل المرء وشرب من كلام الله، وتشارك عن الحقّ يوميًّا، وتمكَّن من أداء واجبه بشكلٍ طبيعيّ، وفعل أيًا كان ما تُرتِّبه الكنيسة، ولم يتسبَّب أبدًا في إزعاجات أو تعطيلات، وعلى الرغم من أنه ربَّما انتهكَ مبادئ الحقّ أحيانًا فإنه لم يفعل ذلك عن وعي أو عن قصد، ألا يُظهر هذا أنه يسعى إلى الحق؟ هذا سؤالٌ وجيه. كثيرون من الناس لديهم هذه الفكرة. أوَّلًا، ينبغي أن تفهم ما إذا كان شخصٌ ما يمكنه الوصول إلى فهم الحقّ وربح الحقّ من خلال الممارسة المُستمرّة بهذه الطريقة. شاركوا أفكاركم. (على الرغم من أن الممارسة بهذه الطريقة صحيحة، يبدو أنها تشبه بالأكثر الطقوس الدينيَّة واتّباع القواعد. ولا يمكن أن تُؤدِّي إلى فهم الحقّ أو ربح الحقّ). إذًا، ما نوع هذه السلوكيَّات حقًّا؟ (إنها سلوكيَّات جيِّدة ظاهريًّا). أحبُّ تلك الإجابة. إنها مُجرَّد سلوكيَّاتٍ جيِّدة تنشأ بعد أن يؤمن الشخص بالله استنادًا إلى ضمير ذلك الشخص وعقله بمجرد أن يتأثر بالعديد من التعاليم الجيدة والإيجابية. لكنها لا تتعدَّى كونها سلوكيَّات جيِّدة، وهي بعيدة كلّ البعد عن كونها السعي إلى الحقّ. ما أصل هذه السلوكيَّات الجيدة إذًا؟ وما الذي يُؤدِّي إلى ظهورها؟ إنها تنشأ من ضمير الشخص و عقله، وأخلاقه، ومشاعره المواتية تجاه الإيمان بالله، وضبط النفس. ونظرًا لأنها سلوكيَّات جيِّدة، فإنها لا ترتبط بالحقّ، كما أنها ليست الشيء نفسه بالتأكيد. فوجود سلوكيات جيِّدة يختلف عن ممارسة الحقّ، وإذا كان شخص ما يتصرَّف جيِّدًا، فإن ذلك لا يعني أنه نال استحسان الله. السلوكيات الجيِّدة وممارسة الحقّ شيئان مختلفان، فليس لأحدهما تأثير على الآخر. ممارسة الحقّ هي مطلب الله وتتوافق تمامًا مع مشيئته؛ والسلوك الجيِّد ينبع من إرادة الإنسان ويحمل معه نيات الإنسان ودوافعه. إنه شيءٌ يعتبره الإنسان جيِّدًا. وعلى الرغم من أن السلوكيات الجيِّدة ليست أعمالًا شرِّيرة، فهي تناقض مبادئ الحقّ ولا علاقة لها بالحقّ. بصرف النظر عن مدى جودة هذه السلوكيات أو كيفيَّة توافقها مع مفاهيم الإنسان وتصوُّراته، فإنها لا ترتبط بالحق. ولذلك لا يمكن لأيّ قدرٍ من السلوك الجيِّد أن ينال استحسان الله. ونظرًا لتعريف السلوك الجيِّد بهذه الطريقة، فإنه من الواضح أن السلوكيات الجيِّدة لا ترتبط بممارسة الحقّ. إذا صُنِّف الناس إلى أنواع وفقًا لسلوكهم، فإن هذه السلوكيات الجيدة على أفضل تقدير سوف تكون أفعال مقدمي الخدمة المخلصين وليس أكثر من ذلك. ولا علاقة لها على الإطلاق بممارسة الحق أو بالخضوع الحقيقي لله. إنها مجرد نوع من السلوك، ولا علاقة لها تمامًا بالتغيير في شخصية الناس وخضوعهم للحق وقبولهم للحق، واتقاء الله والحيدان عن الشر، أو أي عناصر عملية أخرى تنطوي بالفعل على الحق. ولذلك، لماذا تُسمَّى سلوكيات جيدة إذًا؟ إليك شرح، وهو بطبيعة الحال شرح لجوهر هذا السؤال. تنشأ هذه السلوكيَّات فقط من مفاهيم الناس وتفضيلاتهم وإرادتهم وجهودهم المحفزة ذاتيًا. إنها ليست مظاهر التوبة التي تصاحب ربح معرفة الذات الحقيقية من خلال قبول الحقِّ وقبول دينونة كلام الله وتوبيخ كلامه، ولا هي سلوكيَّات أو أفعال ممارسة الحقّ التي تنشأ عندما يحاول الناس الخضوع لله. هل تفهم هذا؟ إنه يعني أن هذه السلوكيَّات الجيدة لا تنطوي بأيّ شكلٍ من الأشكال على تغييرٍ في شخصيَّة الشخص أو ما ينتج عنه من خضوعٍ لدينونة كلام الله وتوبيخه، أو التوبة الحقيقيَّة التي تنشأ من توصل المرء إلى معرفة شخصيَّته الفاسدة. إنها بالتأكيد لا تتعلق بخضوع الإنسان لله وللحقّ بصدقٍ، كما أنها أقل ارتباطًا بأن يكون المرء لديه قلب توقير ومحبة لله. السلوكيات الجيِّدة لا علاقة لها بهذه الأشياء على الإطلاق؛ فهي مُجرَّد شيءٍ يصدر عن الإنسان وشيء يعتبره الإنسان جيِّدًا. ومع ذلك، يرى كثيرون أن هذه السلوكيِّات الجيِّدة علامة على أن شخصًا ما يمارس الحقّ. وهذا خطأ فادح ووجهة نظرٍ وفهم سخيفان ومضلِّلان. فهذه السلوكيَّات الجيِّدة مُجرَّد أداءٍ للطقس الدينيّ وتصرُّف دون حماسةٍ. وهي لا ترتبط على الإطلاق بممارسة الحقّ. قد لا يدينها الله صراحةً، لكنه لا يوافق عليها يقينًا، وهذا أمر مؤكد. يجب أن تعرفوا أن هذه الأفعال الخارجية التي تتوافق مع مفاهيم الإنسان وهذه السلوكيات الجيدة ليست هي ممارسة الحق، ولا هي مظهر من مظاهر السعي إلى الحق. بعد سماعكم لهذه الشركة، ليس لديكم إلا القليل من المعرفة المفاهيمية بخصوص معنى السعي إلى الحق وفهمًا أوليًا للمفهوم البسيط المتمثل في السعي إلى الحق. إذا كنت تريد فهم معنى السعي إلى الحق بالفعل، فهناك المزيد الذي يجب أن نقيم شركة بخصوصه.
يجب على المرء أن يفهم الحق كي يسعى إليه، إذ لا يمكنه ممارسة الحق إلا من خلال فهمه. هل ترتبط السلوكيات الجيدة للناس بممارسة الحق؟ هل السلوكيات الجيدة مصدرها السعي إلى الحق؟ ما المظاهر والأفعال التي تنتمي إلى ممارسة الحق؟ وما المظاهر التي يمتلكها الناس الذين يسعون إلى الحق؟ أنت بحاجة إلى فهم هذه الأسئلة. لإقامة شركة عن السعي إلى الحق، يجب أن نتحدث أولًا عن الصعوبات والآراء الخاطئة التي لدى الناس تجاهه. ومن الضروري علاجها أولًا. يوجد بعض الأشخاص ذوي الفهم الخالص والذين لديهم منظور واضح نسبيًا حول ماهية الحق، إذ لديهم طريق للسعي إلى الحق. ويوجد آخرون لا يفهمون ماهية الحق ولا يعرفون كيفية ممارسته على الرغم من اهتمامهم به. إنهم يؤمنون بأن فعل الأشياء الجيدة والتصرف جيدًا هو نفسه ممارسة الحق وأن ممارسة الحق تعني فعل أشياء جيدة. لا يدركون أن فعل الأشياء الجيدة والتصرف جيدًا يختلفان تمامًا عن ممارسة الحق إلا بعد أن يقرؤوا الكثير من كلام الله. يمكنك أن ترى مدى سخافة مفاهيم الناس وتصوراتهم، فأولئك الذين لا يفهمون الحق لا يمكنهم رؤية أي شيء بوضوح! لقد أدى أناس كثيرون واجبهم لأعوام، ويُشغلون أنفسهم كل يوم، ومروا بمصاعب ليست بقليلة، ولذلك يعتبرون أنفسهم أشخاصًا يمارسون الحق ويمتلكون حقيقة الحق. ومع ذلك، لا يمكنهم تقديم أي شهادة اختبارية. ما المشكلة المتضمنة هنا؟ إذا كانوا يفهمون الحق، فلماذا لا يستطيعون التحدث عن اختباراتهم الفعلية؟ أليس هذا متناقضًا؟ يقول بعض الناس: "عندما كنت أؤدي واجبي من قبل، لم أكن أسعى إلى الحق، ولم أكن أقرأ كلام الله في الصلاة بالتمام. كنت أهدر الكثير من الوقت. كنت منخرطًا جدًا في عملي معتقدًا أن الانشغال بواجبي هو نفسه ممارسة الحق والخضوع لعمل الله، لكنني كنت أضيع وقتي فحسب". ما المقصود هنا؟ أنهم يؤجلون السعي إلى الحق لأنهم كانوا مشغولين للغاية في أداء واجبهم. هل ذلك هو الحال فعلًا؟ يعتقد بعض السخفاء أنه ما داموا منشغلين بواجبهم، لن يوجد وقت تكشف فيه شخصيتهم الفاسدة عن نفسها، وأنهم لن يكشفوا فيما بعد عن شخصية فاسدة أو يعيشوا في حالة فاسدة، ومن ثم فإنهم لا يحتاجون إلى أن يأكلوا ويشربوا من كلام الله لعلاج شخصيتهم الفاسدة. هل هذه الفكرة صحيحة؟ ألا يكشف الناس حقًا عن الشخصيات الفاسدة عندما ينشغلون بواجباتهم؟ إنها فكرة سخيفة وكذبة مكشوفة. يقولون إنه ليس لديهم الوقت للسعي إلى الحق لأنهم مشغولون بواجبهم. وهذه مغالطة محضة؛ فهم يستغلون انشغالهم كعذر. لقد أقمنا شركة عدة مرَّات عن الحقائق المتعلقة بالدخول إلى الحياة وأداء الواجب: لا يمكن أن ينمو الناس في الحياة إلا من خلال السعي إلى الحق لعلاج المشكلات أثناء أداء الواجب. ولذلك، إذا كان كل ما يفعله المرء أثناء أداء واجبه هو الانشغال بالمهام، وإذا لم يسعَ إلى الحق لعلاج المشكلات، فلن يفهم الحق أبدًا. يكتفي بعض الناس الذين لا يحبون الحق بمجرد تقديم الخدمة، ويأملون في مقايضتها ببركات ملكوت السموات. وينتهي بهم الأمر بتقديم العذر بانشغالهم الشديد بأداء واجبهم بحيث لا يتوفر لديهم الوقت للسعي إلى الحق؛ بل ويقولون إنهم مشغولون جدًا بأداء واجبهم لدرجة أنهم لا يكشفون عن شخصية فاسدة. وهذا يوحي بأن شخصيتهم الفاسدة قد اختفت ولم يعد لها وجود بسبب انشغالهم بواجبهم. وهذه كذبة، أليس كذلك؟ هل يتفق زعمهم مع الحقائق؟ قطعًا لا، فمن الممكن تسمية هذه أكبر كذبة على الإطلاق. كيف يمكن للشخصية الفاسدة ألا تكشف عن نفسها فيما بعد نظرًا لانشغال الشخص بواجبه؟ هل هؤلاء الناس موجودون؟ وهل توجد مثل هذه الشهادة الاختبارية؟ بالتأكيد لا. لقد أفسد الشيطان الناس بشدة؛ وجميعهم لديهم طبيعة شيطانية ويعيشون جميعًا في شخصيات شيطانية. هل يوجد في داخل الإنسان أي شيء إيجابي غير الفساد؟ وهل يوجد من وُلِدَ من دون شخصية فاسدة؟ وهل يوجد من وُلِدَ ويمكنه أداء الواجب بإخلاص؟ هل يوجد من وُلِدَ ويمكنه الخضوع لله ومحبته؟ بالطبع لا. نظرًا لأن جميع الناس لديهم طبائع شيطانية ويمتلئون بشخصيات فاسدة، لا يمكنهم العيش إلا بشخصياتهم الفاسدة إذا لم يتمكنوا من فهم الحق وممارسته. ولذلك، من العبث والمغالطة القول إن الشخص لن يكشف عن شخصية فاسدة إذا استمر منشغلًا في واجبه. إنها كذبة مكشوفة تهدف إلى تضليل الناس. بصرف النظر عما إذا كان الناس الذين لا يحبون الحق مشغولين بأداء واجبهم أم لا، وبصرف النظر عما إذا كان لديهم الوقت لقراءة كلام الله أم لا، فإنهم سوف يجدون أسبابًا وأعذارًا لعدم السعي إليه. هؤلاء الناس عاملو خدمة لا أكثر ولا أقل. وإذا كان عامل الخدمة لا يأكل ولا يشرب من كلام الله ولا يقبل الحق، فهل سيتمكن من تقديم خدمة جيدة؟ لا بالتأكيد. جميع أولئك الذين لا يقبلون الحق يخلون من الضمير والعقل، فهم أناس يعيشون بشخصياتهم الفاسدة ويرتكبون العديد من الشرور. إنهم ليسوا مقدمي خدمة مخلصين، وعلى الرغم من أنهم يقدمون الخدمة، فإنه لا يوجد ما يميزهم. وهذا أمر مؤكد.
بعض الناس مرتبطون للغاية مع عائلاتهم وغالبًا ما ينغمسون في القلق. عندما يرون إخوتهم وأخواتهم الأصغر سنًا الذين تخلوا عن عائلاتهم ومهنهم لاتباع الله وأداء واجباتهم، فإنهم يحسدونهم ويقولون: "لقد كان الله رؤوفًا مع هؤلاء الشباب. بدأوا يؤمنون به في سن مبكر قبل الزواج وإنجاب الأطفال، وليست لديهم ارتباطات عائلية، وليس لديهم ما يقلقون بخصوصه بشأن كيفية تدبر أمورهم. ليست لديهم عناصر قلق تمنعهم من اتباع الله وأداء واجباتهم. لقد جاءوا في الوقت المناسب تمامًا لعمل الله ونشره للإنجيل في الأيام الأخيرة، وقد وفر الله لهم مثل هذه الظروف المواتية. يمكنهم تكريس أنفسهم بالجسد والروح لأداء واجباتهم. ويمكنهم السعي إلى الحق، لكن الأمر مختلف بالنسبة لي. فالله لم يرتب بيئة مناسبة لي، ولديَّ الكثير جدًا من الارتباطات العائلية، ويجب أن أكسب المال لإعالة عائلتي. وذلك هو مكمن مشكلاتي الفعلية. ولهذا السبب، ليس لديَّ الوقت للسعي إلى الحق. فالسعي إلى الحق مناسب لمن يؤدون واجباتهم بدوام كامل وليست لديهم أي من هذه الارتباطات. إنني مثقل بالارتباطات العائلية، وقلبي مليء بتفصيلات تدبر الأمور، ولذلك لا أملك الوقت أو الطاقة لتضييعه على الأكل والشرب من كلام الله أو أداء واجبي. وبصرف النظر عن أي جانب من ظروفي تنظر إليه، لا توجد طريقة تناسبني للسعي إلى الحق. لا يمكن أن تلومني على ذلك. فالأمر ببساطة هو أن مصيري ليس السعي إلى الحق، وظروفي لا تسمح لي بأداء واجب. وكل ما يمكنني فعله هو الانتظار حتى تتناقص ارتباطاتي العائلية ويصبح أطفالي مستقلين وأتقاعد وأتخلص من مخاوفي المادية، وحينها سوف أسعى إلى الحق". يعاني أناس مثل هؤلاء من المشقة في حياتهم اليومية، ويمكن أن يشعروا أحيانًا بظهور شخصيتهم الفاسدة في الأمور التافهة في حياتهم اليومية. يمكنهم اكتشاف هذه الأشياء، ولكن نظرًا لأنهم وقعوا في فخاخ العالم العلماني، فإنهم يعتقدون أنهم على ما يرام من خلال العيش والإيمان بالله والاستماع إلى العظات وتدبر أمورهم بارتياح بهذه الطريقة. إنهم يعتقدون أن السعي إلى الحق يمكن أن ينتظر، وأن الأوان لن يكون قد فات لعلاج أي شخصيات فاسدة لديهم بعد أعوام قليلة. وتلك هي الطريقة التي يؤجلون بها الموضوع الحاسم المتمثل في السعي إلى الحق ويؤخرونه مرارًا وتكرارًا. ماذا يقولون دائمًا؟ "لم يفت الأوان بعد للسعي إلى الحق. سوف أؤجله بضعة أعوام. فما دام عمل الله لم ينتهِ بعد، لا يزال لديَّ الوقت ولا تزال لديَّ فرصة". ما رأيك في هذا الرأي؟ (إنه خاطئ). هل تحمَّلوا عبء السعي إلى الحق؟ (لا). ما العبء الذي تحمَّلوه إذًا؟ أليس عبء تدبر أمورهم وإعالة عائلاتهم وتربية أطفالهم؟ إنهم يكرسون كل طاقتهم لأطفالهم وعائلاتهم وأيامهم وحياتهم، ولن يضعوا خططًا للبدء في السعي إلى الحق إلا بعد الاهتمام بهذه الأشياء. فهل أعذارهم هذه شافية؟ أليست عوائق في سعيهم إلى الحق؟ (بلى). بينما يؤمن هؤلاء الناس بسيادة الله وترتيباته، فإنهم يشتكون أيضًا من البيئة التي رتبها الله لهم. إنهم يتجاهلون متطلبات الله ولا يتعاونون معها بشكل استباقي على الإطلاق. وبدلًا من ذلك، لا يهتمون إلا بإرضاء أجسادهم وعائلاتهم وأقاربهم. وما السبب الذي يقدمونه لعدم السعي إلى الحق؟ "نحن مشغولون ومرهقون للغاية بمجرد محاولة العيش. ليس لدينا الوقت للسعي إلى الحق، وليست لدينا البيئة المناسبة للسعي إلى الحق". ما وجهة نظرهم؟ (لم يفت الأوان بعد للسعي إلى الحق). "لم يفت الأوان بعد للسعي إلى الحق. سوف أفعل ذلك في غضون بضعة أعوام". أليس هذا سخيفًا؟ (بلى). إنه سخيف، فهم يخدعون أنفسهم بأعذارهم. هل سينتظرك عمل الله؟ (لا). "سوف أفعل ذلك في غضون بضعة أعوام" - ماذا تعني "بضعة أعوام" تلك؟ إنها تعني أن لديك رجاء أقل في الخلاص وأنه سوف تكون لديك أعوام أقل لاختبار عمل الله. سوف تمر بضعة أعوام على هذا النحو ثم بضعة أعوام أخرى، ودون أن تدري سوف تمر عشرة أعوام ولن تكون قد فهمت الحق أو دخلت إلى واقع الحق على الإطلاق، ولا تكون ذرَّة واحدة من فسادك قد عولجت. إن التحدث بمجرد كلمة واحدة صادقة أمر بالغ الصعوبة لك. أليس هذا خطيرًا؟ أليس هذا مؤسفًا؟ (بلى). عندما يُقدِّم الناس جميع هذه الأعذار والأسباب لتبرير عدم السعي إلى الحق، من الذي يؤذونه في النهاية؟ (أنفسهم). هذا صحيح، ففي النهاية يؤذون أنفسهم. وعندما يكونون على فراش الموت، سوف يكرهون أنفسهم لأنهم لم يربحوا الحق في أعوام إيمانهم بالله، وسوف يندمون على حياتهم بجملتها!
بعض الناس متعلمون جيدًا نوعًا ما، لكن مقدرتهم ضئيلة ولا يفهمون الأمور الروحية. لا يستطيعون فهم الحق بصرف النظر عن عدد العظات التي يستمعون إليها. لديهم دائمًا طموحاتهم ورغباتهم، ويتنافسون دائمًا على المكانة. ولن يسعوا إلى الحق إذا لم يمتلكوا المكانة. إنهم يقولون: "بيت الله لا يرتب لي أبدًا أداء واجب يُظهِر قيمتي مثل العمل في مجال النصوص أو في مجال السمعيات والبصريات أو أن أكون قائدًا كنسيًا أو مشرفًا على مجموعة. إنهم لا يعطونني أيًا من ذلك العمل المهم لأؤديه. بيت الله لا يرقِّيني ولا يصقلني، وكلما تُجري الكنيسة انتخابات، لا أحد يُصوّت لي ولا أحد يحبني. ألا أملك حقًا أي صفات مرغوبة؟ أنا مثقف ومتعلم جيدًا، لكن بيت الله لا يرقِّيني أو يصقلني أبدًا، ولذلك ليس لديَّ دافع للسعي إلى الحق. جميع الإخوة والأخوات الذين بدأوا يؤمنون بالله في الوقت نفسه الذي بدأت فيه تقريبًا يؤدون واجبات مهمة ويخدمون كقادة وعاملين، فلماذا تُركت أنا عاطلًا؟ لا أملك إلا أداء دور مساند من خلال نشر الإنجيل بين الحين والآخر، كما لا يسمحون لي بالشهادة أيضًا. عندما يُرقِّي بيت الله أناسًا لواجبات مهمة، لا يوجد شيء لي. ولا يُسمَح لي حتى بقيادة الاجتماعات، كما لا يسندون لي أي مسؤوليات. أشعر بالظلم الشديد، فهذه هي البيئة التي رتبها الله لي. لماذا لا يمكنني الشعور بقيمة وجودي؟ لماذا يحب الله الآخرين ولا يحبني؟ لماذا يصقل الآخرين ولا يصقلني؟ ينبغي على بيت الله أن يمنحني قدرًا أكبر من التكليف وأن يجعلني مشرفًا أو ما إلى ذلك. بهذه الطريقة، سوف يكون لديَّ قدر من الحافز للسعي إلى الحق. فكيف يمكنني السعي إلى الحق من دون دافع؟ يحتاج الناس دائمًا إلى قدر من الدافع للسعي إلى الحق؛ ونحن بحاجة إلى أن نتمكن من رؤية فوائد السعي إلى الحق. أعلم أن الناس لديهم شخصيات فاسدة يجب تغييرها، وأعلم أن السعي إلى الحق أمر جيد وأنه يسمح لنا بالخلاص والكمال، لكنني غير مُستخدَم بالمرَّة لأي شيء مهم ولا أشعر بأي حافز للسعي إلى الحق! سوف أبدأ في السعي إلى الحق عندما يُقدِّرني الإخوة والأخوات ويدعمونني، وحينها لن يكون الوقت قد فات". ألا يوجد أناس من هذا النوع؟ (بلى). ما مشكلتهم؟ المشكلة هي أنهم يريدون المكانة والسمعة. من الواضح أنهم ليسوا محبين للحق، لكنهم يرغبون في السمعة ويريدون المكانة في بيت الله. أليس هذا وقحًا؟ من الجيد لك بما يكفي أن تكون عامل خدمة، إذ يبقى أن نرى ما إذا كان بإمكانك النهوض لتكون عامل خدمة مخلصًا. لماذا لا يتضح لك ذلك؟ هل تعتقد أنه إذا كانت لديك المكانة والسمعة فسوف تنال الخلاص وسوف تكون شخصًا يسعى إلى الحق؟ هل مشاعرك هذه معقولة؟ (لا). هؤلاء الناس يريدون التميز وإثبات حضورهم، وعندما لا تتحقق رغباتهم يشتكون من أن الله ظالم ومتحيز في طريقة معاملته للناس وأن بيته لا يرقِّيهم وأن الإخوة والأخوات لا يختارونهم. وهذه الأشياء بالتأكيد ليست هي الأساس الذي يحتاجه المرء للسعي إلى الحق! هل ينص كلام الله في أي موضع على أن من يسعى إلى الحق يجب أن يكون مقبولًا من الجميع وأن يحظى بالتقدير من إخوته وأخواته؟ أم أنه يجب أن يتمكن من أداء واجب مهم وأداء عمل مهم وكذلك تقديم مساهمة كبيرة لبيت الله؟ هل يقول كلام الله إن مثل هؤلاء الناس هم وحدهم الذين يمكنهم السعي إلى الحق وإنهم وحدهم مؤهلون للسعي إلى الحق؟ هل يقول كلامه إن أولئك الناس هم وحدهم الذين يستوفون معايير السعي إلى الحق أو إنهم هم وحدهم الذين يمكنهم الدخول إلى واقع الحق أو إنهم هم وحدهم في النهاية هم الذين يمكن أن يخلصوا؟ هل هذا مكتوب في أي موضع في كلام الله؟ (لا). من الواضح أن الادعاءات التي يقدمها أمثال هؤلاء الأشخاص باطلة. لماذا يقولون هذا الكلام إذًا؟ ألا يختلقون الأعذار لعدم السعي إلى الحق؟ (بلى). إنهم يحبون المكانة والهيبة، ولا يهتمون إلا بالسعي إلى السمعة والربح الشخصي والسعي إلى المكانة في إيمانهم بالله. يشعرون أنه سوف يكون من المخزي قول ذلك بصوت عال، ولذلك يتوصلون إلى مجموعة من التبريرات ويدافعون عن أنفسهم لعدم سعيهم إلى الحق ويلقون اللوم على الكنيسة وعلى الإخوة والأخوات وعلى الله. أليس هذا شريرًا؟ أليسوا أناسًا أشرارًا يوجهون أصابع الاتهام إلى الأبرياء؟ (بلى). إنهم يثيرون متاعب غير معقولة ويضايقون الآخرين بمطالب غير منطقية، ويفتقرون تمامًا إلى الضمير أو العقل! يُمثِّل عدم السعي إلى الحق مشكلة خطيرة بما فيه الكفاية في حد ذاته، ومع ذلك فإنهم يحاولون أيضًا الجدال وتصعيب الأمور، وذلك أمر غير معقول حقًا، أليس كذلك؟ إن السعي إلى الحق أمر طوعي. إذا كنت تحب الحق، فسوف يعمل فيك الروح القدس. عندما تحب الحق وتُصلِّي إلى الله وتتكل عليه وتتأمل في نفسك وتحاول أن تعرف نفسك بصرف النظر عن الاضطهاد أو الضيق الذي يداهمك، وعندما تسعى جاهدًا إلى الحق لعلاج المشكلات التي تكتشفها في نفسك، سوف تتمكن من أداء واجبك كما يجب. وبهذه الطريقة سوف تتمكن من الثبات في شهادتك. عندما يحب الناس الحق، فإن جميع هذه المظاهر تصدر عنهم بطبيعة الحال. إنها تحدث طواعيةً وبكل ابتهاج ومن دون إكراه أو شروط إضافية. إذا تمكَّن الناس من اتباع الله بهذه الطريقة، فسوف يربحون الحق والحياة في النهاية، وسوف يدخلون إلى واقع الحق، وسوف يعيشون على صورة البشر. هل تحتاج إلى استيفاء أي شروط إضافية للسعي إلى الحق؟ لا. فالإيمان بالله طوعي، وهو شيء يختاره المرء لنفسه، والسعي إلى الحق قدّرته السماء وأقرّته الأرض ويوافق عليه الله. أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لا يرغبون في التخلي عن ملذات الجسد ولا يزالون يرغبون في ربح بركات الله، ولكن عندما يواجهون بعض الضيقات والاضطهاد أو القليل من السخرية والتشهير، فإنهم يصبحون سلبيين وضعفاء ولا يعودون يرغبون في الإيمان بالله أو اتباعه، بل وربما يلومونه وينكرونه. أليس هذا غير معقول؟ إنهم يرغبون في أن يكونوا مباركين ومع ذلك ما زالوا يسعون وراء ملذات الجسد، ويلومون الله عندما يواجهون أي ضيقات أو اضطهادات. وذلك هو مدى عدم معقولية هؤلاء الناس الذين لا يحبون الحق. سوف يصعب عليهم اتباع الله إلى النهاية، وسوف ينكشفون ويُستبعَدون بمجرد أن يواجهوا بعض الضيقات أو الاضطهاد. يوجد أناس كثيرون للغاية هكذا. مهما كان سبب إيمانك بالله، سوف يحدد الله آخرتك في النهاية بناءً على ما إذا كنت قد ربحت الحق. إذا لم تكن قد ربحت الحق، فلن يصمد أي من التبريرات أو الأعذار التي تقدمها. حاول أن تحاجج كما تشاء، وتكبَّد قدر ما تشاء من العناء؛ هل سيأبه الله لذلك؟ هل سيتحدث الله معك؟ هل سيجادلك أو يتداول معك؟ هل سيتشاور معك؟ ما هي الإجابة؟ لا. لن يفعل هذا مطلقًا. مهما كانت قوة حجتك، فإنها لن تصمد. يجب ألا تسيئ فهم مقاصد الله معتقدًا أنه إذا قدَّمت جميع أنواع الأسباب والأعذار فإنك لست بحاجة إلى السعي إلى الحق. يريد الله منك أن تتمكن من السعي إلى الحق في جميع البيئات وفي كل أمر يداهمك، وأن تصل في النهاية إلى الدخول إلى واقع الحق وتربح الحق. مهما كانت الظروف التي رتبها الله لك، والناس والأحداث التي تواجهها، والبيئة التي تجد نفسك فيها، ينبغي أن تصلِّي لله وأن تطلب الحق حتى تواجهها. وهذه تحديدًا هي الدروس التي ينبغي أن تتعلمها في السعي إلى الحق. إذا كنت تبحث دائمًا عن أعذار للخروج من هذه الظروف أو التهرب منها أو رفضها أو مقاومتها، فإن الله سوف يتخلى عنك. فلا جدوى من الجدال أو العناد أو تصعيب الأمور. إذا لم يشغل الله نفسه بك، ستخسر فرصتك في الخلاص. بالنسبة إلى الله، لا توجد مشكلة لا يمكن حلها. لقد قام بترتيبات لكل شخص ولديه طريقة للتعامل معه. لن يناقش الله معك ما إذا كانت أسبابك وأعذارك مبررة. ولن يستمع الله إلى ما إذا كانت الحجج التي تقدمها في دفاعك معقولة. ولن يسألك إلا: "هل كلام الله هو الحق؟ هل لديك شخصية فاسدة؟ هل يتعين عليك طلب الحق؟" أنت تحتاج فقط إلى أن تكون حقيقة واحدة واضحة لك: الله هو الحق، وأنت إنسان فاسد، ولذا يجب أن تأخذ على عاتقك أن تطلب الحق. لن تصمد أي مشكلة أو صعوبة أو سبب أو عذر. إن كنت لا تقبل الحق فستهلك. وأي ثمن يدفعه الشخص للسعي إلى الحق والدخول إلى واقع الحق يستحق العناء. ينبغي على الناس التخلي عن جميع أعذارهم وتبريراتهم ومشكلاتهم لقبول الحق وربح الحياة لأن كلام الله والحق هما الحياة التي ينبغي أن ينالوها، وهي حياة لا يمكن مبادلتها بأي شيء. إذا ضاعت منك هذه الفرصة، فلن تندم عليها لبقية حياتك فحسب. إنها ليست مجرد مسألة ندم، بل ستكون قد هدمت نفسك تمامًا. لن توجد آخرة أو غاية لك فيما بعد، وسوف تكون ككائن مخلوق قد وصلت إلى نقطة النهاية. لن تتاح لك الفرصة مرَّة أخرى للخلاص. هل تفهمون؟ (نعم). لا تبحث عن أعذار أو أسباب لعدم السعي إلى الحق. إنها بلا فائدة، وأنت لا تخدع إلا نفسك.
لا يعمل بعض القادة وفقًا للمبادئ أبدًا إذ يتصرفون كما يحلو لهم، وهم متعسفون ومتهورون. قد يشير الإخوة والأخوات إلى ذلك ويقولون: "إنك نادرًا ما تتشاور مع أي أحد قبل أن تتخذ إجراءً. ولا نعرف أحكامك وقراراتك إلا بعد أن تتخذها. لماذا لا تتناقش مع أحد؟ لماذا لا تخبرنا مسبقًا عندما تتخذ قرارًا؟ فحتى إن كان ما تفعله صحيحًا، وكانت مقدرتك أفضل من مقدرتنا، لا يزال يجب عليك إبلاغنا به أولًا. فعلى الأقل، يحق لنا معرفة ما يحدث. عندما تتصرف دائمًا كما يحلو لك فأنت بذلك تسير في طريق أحد أضداد المسيح!" وكيف يكون رد القائد على ذلك؟ "أنا الزعيم في بيتي. فأنا أقرر جميع الأمور، كبيرها وصغيرها. وذلك هو ما أنا معتاد عليه. عندما يواجه أي شخص في عائلتي مشكلةً، فإنه يأتي إليَّ ويطلب مني اتخاذ قرار بخصوص ما يجب عمله. فهم يعلمون أنني بارع في حل المشكلات. ولهذا السبب، فإنني المسؤول عن شؤون عائلتي. عندما انضممت إلى الكنيسة، اعتقدت أنه لم يعد ثمّةَ داعٍ للقلق من الأشياء، ولكن حينها تم اختياري لأكون قائدًا. ليس من هذا بُد، فقد وُلدت لهذا المصير. وقد منحني الله هذه المهارة. فقد وُلدت لاتخاذ القرارات والسيطرة على الوضع للناس الآخرين". المعنى الضمني هنا هو أنه قُدر له أن يكون مسؤولًا وأن الآخرين وُلدوا ليكونوا من البيادق والعبيد. يعتقد أنه ينبغي أن تكون له الكلمة الأخيرة، وأن على الآخرين الاستماع إليه. وحتى عندما يرى الإخوة والأخوات مشكلة هذا القائد ويوضحونها له، فإنه لن يقبلها ولن يقبل التعامل معه وتهذيبه. سوف يقاتل ويقاوم إلى أن يُلِّح الإخوة والأخوات بالمطالبة بعزله. وسوف يفكر القائد طوال الوقت: "بمقدرة كالتي أتمتع بها، قُدر لي أن أكون مسؤولًا أينما ذهبت. وبمقدرة مثل مقدرتكم، ستظلون دائمًا عبيدًا وخدامًا. فمصيركم هو تلقي الأوامر من الآخرين". ما نوع الشخصية التي يكشف عنها بقوله مثل هذا الكلام غالبًا؟ من الواضح أنها شخصية فاسدة، فهي شخصية التكبُّر والغرور والأنانية البالغة، لكنه يستعرضها ويتباهى بها بلا خجل كما لو كانت نقطة قوة وإحدى المميزات. عندما يكشف الشخص عن شخصية فاسدة، يجب أن يتأمل نفسه ويعرف شخصيته الفاسدة ويتوب ويتخلى عنها، وينبغي أن يطلب الحق إلى أن يتمكن من التصرف وفقًا للمبادئ. لكن هذا القائد لا يمارس بتلك الطريقة. وبدلًا من ذلك، يظل عنيدًا متمسكًا بآرائه وأساليبه. ومن خلال هذه السلوكيات، يمكنك ملاحظة أنه لا يقبل الحق مطلقًا، وأنه لا يسعى إلى الحق على الإطلاق. إنه لا يستمع إلى أي شخص يكشفه ويتعامل معه، بل يظل متعللًا بالمبررات الذاتية: "حسنًا، هذه هي طبيعتي! إنها تُسمَّى الكفاءة والموهبة – فهل يملكهما أي منكم؟ لقد قُدر لي أن أكون مسؤولًا. وأنا قائد حيثما ذهبت. فأنا معتاد على أن تكون لي الكلمة الأخيرة وعلى اتخاذ القرارات بخصوص أي شيء دون استشارة الآخرين. هذه هي طبيعتي، وهذه هي جاذبيتي الشخصية". أليست هذه وقاحة مفرطة؟ إنه لا يعترف أن لديه شخصية فاسدة، ومن الواضح أنه لا يعترف بكلام الله الذي يدين الإنسان ويكشفه. بل على العكس من ذلك، يرى أن هرطقته ومغالطاته هي الحق، ويحاول أن يطلب من الجميع قبولها وتوقيرها. إنه يؤمن في قرارة نفسه بأنه ينبغي أن يسود هو في بيت الله وليس الحق وينبغي أن يكون صاحب القرار. أليست هذه وقاحة صفيقة؟ يقول إنه يريد السعي إلى الحق، لكن سلوكه عكس ذلك تمامًا. يقول إنه يطيع الله والحق، لكنه يريد دائمًا ممارسة القوة وأن تكون له الكلمة الأخيرة وأن يخضع له جميع الإخوة والأخوات ويطيعونه. لن يسمح للآخرين بالإشراف عليه أو تقديم المشورة له بصرف النظر عما إذا كان ما يفعله مناسبًا أو متوافقًا مع المبادئ. وبدلًا من ذلك، يعتقد أن كل شخص آخر يجب أن يلتزم بكلامه وقراراته ويطيعها. إنه لا يتأمل في أفعاله بتاتًا. وبصرف النظر عن مشورة الإخوة والأخوات ومساعدتهم له، وبصرف النظر عن كيفية تعامل بيت الله معه، أو حتى إذا أُعفى عدة مرَّات، فإنه لا يتأمل في مشكلاته. ففي كل حالة، يتمسك بطريقته تلك: "أنا الزعيم في بيتي. أتخذ جميع القرارات. وفي جميع الأمور، أنا وحدي صاحب الكلمة الأخيرة. هذا ما اعتدت عليه، ولا توجد طريقة للتخلص من ذلك". إنه غير منطقي حقًا ولا يمكن إصلاحه! إنه ينشر هذه الممارسات السلبية كما لو كانت أشياء إيجابية، وفي الوقت نفسه يعتد بنفسه كثيرًا. يا لوقاحته! هؤلاء الناس لا يقبلون الحق البتة وغير قابلين للإصلاح، ولذلك من المؤكد أنهم لا يحبونه أو يسعون إليه. لقد سئموا من الحق في قلوبهم وهم معادون له. فالأثمان التي يدفعونها والمصاعب التي يتعرضون لها لإشباع رغباتهم وربح المكانة تذهب جميعها باطلًا. والله لا يرضى عن هذا بل يمقته. إنه مظهر من مظاهر معارضتهم للحق ومقاومتهم لله. هذا أمر مؤكد تمامًا، ويمكن لجميع من يفهمون الحق تمييزه.
يوجد أيضًا بعض الناس الذين آمنوا بالله لأعوام، لكنهم لا يمتلكون أي قدر من واقع الحق؛ لقد استمعوا إلى العظات لأعوام، لكنهم لا يفهمون الحق. وعلى الرغم من ضآلة مقدرتهم، إلا أن لديهم "مواهب" منقطعة النظير: قول الأكاذيب والتستر عليها، وتضليل الآخرين وخداعهم بكلمات معسولة. إذا قالوا عشرات العبارات، فسوف تحتوي على عشرات كلمات الغش، وسوف تحتوي كل منها على نجاسات نوعًا ما. وللوصف الدقيق، لا شيء مما يقولونه صحيح. ولكن نظرًا لضعف مقدرتهم ونظرًا لأنه يبدو عليهم حسن التصرف، فإنهم يقولون لأنفسهم: "أنا شخص جبان وبلا ذنب بطبيعتي، ومقدرتي ضئيلة. أتعرض للتنمر أينما ذهبت، وعندما يتنمر عليَّ الناس لا يكون بوسعي إلا أن أتحمل ذلك وأعاني. لا أجرؤ على الرد أو الشجار معهم، وكل ما يمكنني فعله هو الاختباء والخضوع والاستسلام. أنا "الشخص الصادق والجاهل" الذي يتحدث عنه كلام الله، وأحد أفراد شعبه". وإذا سألهم أحد الأشخاص: "كيف تكذب إذًا؟"، فسوف يقول: "متى كذبت؟ من خدعت؟ لم أكذب! كيف يمكنني أن أكذب وأنا بلا ذنب؟ إن عقلي متباطئ في الاستجابة للأمور، ولست متعلمًا جيدًا ولا أعرف الكذب! أولئك الأشخاص المخادعون هناك يمكنهم إظهار بعض الأفكار والمؤامرات الشريرة في غمضة عين. أما أنا فلست مخادعًا هكذا، فدائمًا ما أتعرض للتنمر. ولذا فإنني الشخص الصادق الذي يتحدث عنه الله، ولا يوجد أي أساس لكم لتدعونني كذابًا أو محتالًا. هذا أمر ببساطة غير حقيقي، وأنتم تحاولون تشويه سمعتي فحسب. أعلم أنكم جميعًا تنظرون إليَّ بازدراء: تعتقدون أنني غبي وأن مقدرتي ضئيلة، ولذلك تريدون جميعًا أن تتنمروا عليَّ. والله هو الوحيد الذي لا يتنمر عليَّ بل يعاملني بنعمة". لن يعترف أمثال هؤلاء الأشخاص حتى بالكذب، ولديهم الجرأة ليقولوا إنهم الأشخاص الصادقون الذين يتحدث الله عنهم، وبذلك التصريح يرفعون أنفسهم مباشرةً على العرش. إنهم يؤمنون أنهم صادقون وجاهلون بطبيعتهم وأن الله يحبهم. يعتقدون أنهم لا يحتاجون إلى السعي إلى الحق أو التأمل في أنفسهم. يعتقدون أنه منذ اللحظة التي وُلدوا فيها لا يمكن إيجاد أكاذيب في أفواههم. إنهم لا يعترفون بالكذب بصرف النظر عما يقوله أي شخص، وبدلًا من ذلك يُقدِّمون الأعذار القديمة نفسها للجدال والدفاع عن أنفسهم. هل تأملوا في أنفسهم؟ نعم، نوعًا ما. وما الذي توصلوا إليه في ذلك "التأمل في أنفسهم"؟ "أنا الشخص الصادق والجاهل الذي يتحدث عنه الله. قد أكون جاهلًا بعض الشيء، لكنني شخص صادق". ألا يضعون ريشة على رؤوسهم؟ لا تتضح له حقيقة نفسه، باعتباره شخصًا جاهلًا أو صادقًا، لكنه يعتبر نفسه شخصًا صادقًا. هل يتمتع بالوعي الذاتي؟ إذا كان شخص ما أحمق وكان يتعرض للتنمر ويعيش حياة جبانة، فهل ذلك يعني أنه بالضرورة شخص صالح؟ وإذا نظر الآخرون إلى شخص ما على أنه شخص صالح، فهل ذلك يعني أنه لا يحتاج إلى السعي إلى الحق؟ هل أمثال هؤلاء الناس يمتلكون الحق بطبيعة الحال؟ يقول بعض الناس: "أنا شخص بلا ذنب، وأحاول دائمًا قول الحق، وأنا جاهل بعض الشيء. لست بحاجة للسعي إلى الحق، فأنا بالفعل شخص صالح وصادق". ألا يشير بقول هذا إلى أنه يمتلك الحق وليست لديه شخصية فاسدة؟ لقد أفسد الشيطان البشر جميعًا. وجميع الناس لديهم شخصيات فاسدة، وعندما يمتلك المرء شخصية فاسدة يمكنه الكذب والغش والخداع متى شاء. بل وقد يتباهى بإنجاز أو إسهام تافه لديه مما يعني إظهار شخصية متكبرة. وطوال الوقت يكون ممتلئًا بمفاهيم عن الله وبمتطلبات مسرفة منه ويحاول الجدال معه. أليست هذه مشكلات؟ أليست هذه شخصية فاسدة؟ ألا يتطلب هذا فحصًا؟ بلى. ومع ذلك، فإن هؤلاء الناس عينوا أنفسهم بالفعل كأشخاص صادقين لا يكذبون أو يخدعون الآخرين أبدًا. إنهم يعلنون أنه ليست لديهم شخصيات مخادعة، وبالتالي لا يحتاجون إلى السعي إلى الحق. ولذلك، لا أحد يتصرف بهذه الطريقة يسعى إلى الحق، ولا أحد منهم دخل إلى واقع الحق. عندما يُصلِّون إلى الله، فإنهم يصرخون غالبًا بمرارة على غبائهم وتعرُّضهم الدائم للتنمر ومقدرتهم الضئيلة على وجه الخصوص: "يا الله، أنت وحدك تحبني وأنت وحدك تشفق عليَّ وتعاملني بلطف. جميع الناس يتنمرون عليَّ ويقولون إنني كاذب، لكنني لست كذلك!" ثم يمسحون دموعهم وينهضون. وعندما يرون أشخاصًا آخرين، فإنهم يقولون لأنفسهم: "لا أحد منكم يحبه الله غيرى أنا". هؤلاء الناس يعتدون بأنفسهم بشدة ولا يقبلون إظهار أي من السلوكيات المختلفة وإظهارات الشخصيات الفاسدة التي يتحدث عنها الله. وحتى عندما تداهمهم مشكلة معينة وتنتج حالة فاسدة أو إظهارًا فاسدًا بداخلهم، فإنهم يعترفون بها شفهيًا بعد برهة من التفكير ثم ينتهون من الأمر. إنهم لا يسعون إلى الحق على الإطلاق، ولا يقبلون حقيقة أن لديهم فسادًا وأنهم بشر فاسدون. وبالطبع لن يعترفوا بأنهم أظهروا شخصية فاسدة في أي وضع معين. بصرف النظر عن عدد المشكلات التي يتسببون بها وعن عدد الشخصيات الفاسدة التي يُظهرونها، ينتهي بهم الأمر دائمًا بقول الشيء نفسه: "أنا الشخص الصادق والجاهل الذي يتحدث عنه الله. أنا موضع شفقته، وسوف يباركني كثيرًا". وهكذا، يشعرون بهذه الكلمات أنه ليس عليهم السعي إلى الحق؛ فهذه الكلمات هي المبرر الذي يقدمه أمثال هؤلاء الناس لعدم السعي إلى الحق. أليس هؤلاء الناس سخفاء؟ (بلى). إنهم سخفاء وجهلة. ما مدى سخافتهم؟ لدرجة أنهم يستغلون عبارة واحدة من كلام الله تفيدهم ويستخدمونها كعلامة لإكراه الله وتبرئة أنفسهم لعدم السعي إلى الحق، بينما يتعاملون مع كلام الله الذي يكشف الإنسان ويدينه على أنه لا علاقة له بهم. يشعرون أنهم لا يحتاجون إلى الاستماع إلى كلام الله لأنهم بالفعل صادقون. ولتحري الدقة، أمثال هؤلاء الناس بؤساء مثيرون للشفقة. فمقدرتهم ضئيلة، وهم يفتقرون إلى العقل وليس لديهم إلا القدر الضئيل من الخجل، ومع ذلك ما زالوا يرغبون في ربح البركات. وعلى الرغم من ضآلة مقدرتهم وافتقارهم إلى العقل والخجل، فإنهم متكبرون جدًا وينظرون إلى الناس العاديين بازدراء. إنهم لا يحترمون الناس ذوي المقدرة الجيدة الذين يمكنهم السعي إلى الحق والذين يمكنهم إقامة شركة عن واقع الحق. يقولون لأنفسهم: "ما فائدة نقاط قوتكم هذه على أي حال؟ مع كل سعيكم إلى الحق ومعرفة أنفسكم، لست بحاجة إلى فعل تلك الأشياء. أنا شخص صادق. قد أكون جاهلًا نوعًا ما، لكن تلك ليست مشكلة في الواقع. والشخصيات الفاسدة التي أُظهرها لا داعي للقلق بشأنها أيضًا. ما دمت أجهز نفسي ببعض السلوكيات الجيدة، سوف أكون على ما يرام". بماذا يطالبون أنفسهم؟ "الله يعرف قلبي على أي حال، وإيماني به حقيقي. وذلك يكفي. أما الكلام يومًا بعد يوم عن الشهادة الاختبارية ومعرفة كلام الله – ما فائدة هذا الكلام كله؟ عند وضع جميع الحقائق في الاعتبار، يكفي الإيمان الصادق بالله". أليست هذه حماقة في أبلغ صورة؟ أولًا، أمثال هؤلاء الناس غير مهتمين على الإطلاق بالحق؛ وثانيًا، من العدل أن نقول إنهم لا يملكون القدرة على فهم الحق أو كلام الله. ومع ذلك، ما زالوا يبجلون أنفسهم كثيرًا ويتصرفون بكبرياء وشموخ. إنهم يبحثون عن مبرر لعدم سعيهم إلى الحق أو وسيلة للسعي أو شيء يتصورونه نقطة قوة ليحل محل السعي إلى الحق. أليس هذا غباءً؟ (بلى).
بعض الناس الذين لا يسعون إلى الحق ليست لديهم مشكلات جسيمة من حيث إنسانيتهم. إنهم يلتزمون بالقواعد ويتصرفون جيدًا. أمثال هؤلاء النساء لطيفات وفاضلات ومبجلات ومحترمات ولا يخدعن. إنهن فتيات صالحات أمام والديهن وزوجات وأمهات صالحات في حياتهن الأسرية، ويقضين أيامهن بإخلاص في رعاية منازلهن. وأمثال هؤلاء الرجال بلا ذنب وأوفياء ويتصرفون جيدًا. إنهم أبناء يراعون بر الوالدين، ولا يحتسون المسكرات ولا يدخنون، ولا يسرقون ولا ينشلون، ولا يقامرون ولا يمارسون حياة البغاء. إنهم أزواج مثاليون، وخارج المنزل نادرًا ما يتشاجرون أو يتجادلون مع الآخرين بخصوص من هو على حق أو من هو على باطل. يعتقد بعض الناس أنه يكفي بلوغ هذه الأشياء للإيمان بالله، وأن أولئك الذين يفعلون ذلك هم أشخاص عاديون وصالحون بمستوى مقبول. إنهم يعتقدون أنهم إذا كانوا رفقاء ومتعاونين ومتواضعين وصبورين ومتسامحين بعد أن يؤمنوا بالله، وإذا فعلوا أي عمل ترتبه الكنيسة لهم باجتهاد وإتقان دون أن يكونوا مهملين أو سطحيين، فإنهم يكونون قد بلغوا واقع الحق واقتربوا من تلبية متطلبات الله. يعتقدون أنه إذا تماسكوا وبذلوا المزيد من الجهد، وقرأوا المزيد من كلمة الله، وتذكروا المزيد من عباراته، ووعظوا بها أكثر للآخرين، فعندئذٍ سوف يكونون ساعين إلى الحق. لكنهم لا يميِّزون إظهارات فسادهم ولا يعرفون الشخصيات الفاسدة التي لديهم، ولا يعرفون حتى كيفية ظهور الشخصية الفاسدة أو كيفية معرفتها وعلاجها. إنهم لا يعرفون أيًا من هذه الأشياء. هل يوجد أناس هكذا؟ (نعم). إنهم يعتبرون "صلاحهم" الطبيعي معيارًا يجب أن يحققه أولئك الذين يسعون إلى الحق. إذا وصفهم أحدهم بالكبرياء والخداع والشر، فلن يتجادلوا بخصوص الأمر علانيةً، وسوف يُظهرون موقفًا من التواضع والصبر والقبول. ولكن في قرارة أنفسهم بدلًا من أخذ الأمر على محمل الجد فإنهم يقاومونه: "هل أنا متكبر؟ إذا كنت متكبرًا، فلا أحد صالح على وجه الأرض! وإذا كنت مخادعًا، فلا أحد في العالم صادق! وإذا كنت شريرًا، فلا أحد في العالم خلوق! هل من السهل إيجاد شخص صالح مثلي في هذه الأيام؟ لا، فهذا مستحيل!" لن تُجدي تسميته مخادعًا أو متكبرًا أو القول إنه لا يحب الحق، وبالتأكيد لن تُجدي تسميته غير مؤمن. سوف يخبط بيده على المائدة ويقول: "أتقول إذًا إنني غير مؤمن؟ إذا لم يكن بإمكاني نيل الخلاص، فلن يستطيع أي منكم!" قد يكشفه شخص ما قائلًا: "أنت لا تقبل الحق. عندما يتحدث الناس عن مشكلاتك، فإنك تبدو متواضعًا وصبورًا، لكنك في قرارة نفسك تكون مقاومًا بالفعل. إن ما تعظ به عندما تقيم شركة الحق صحيح، ولكن تظل حقيقة أنك لا تقبل كلمة واحدة من كلمات الله التي تكشف جوهر شخصية الإنسان الفاسدة وتدينها. أنت تقاومها وتنفر منها. لديك شخصية شريرة". إذا وصفته بأنه "شرير"، فإنه ببساطة لا يمكنه قبول ذلك. "هل أنا شرير؟ لو كنت شريرًا، لكنت قد دهستكم جميعًا تحت قدميَّ منذ فترة طويلة! لو كنت شريرًا، لكنت قد دمرتكم جميعًا بالفعل!" لا يمكنه فهم أي شيء تكشفه عنه أو تقيم معه شركة بخصوصه بشكل صحيح. ماذا يعني فهم الأشياء فهمًا صحيحًا؟ يعني أنه بصرف النظر عن المشكلات التي يكشفها شخص ما فيك، فإنك تعمل جاهدًا مقابل كلام الله للمقارنة لفحص ما إذا كانت توجد بالفعل أي أخطاء في نواياك وأفكارك، وبصرف النظر عن عدد المشكلات التي تنكشف فيك، فإنك تتعامل معها جميعًا بموقف القبول والخضوع. تلك هي الطريقة التي يمكن بها للشخص أن يعرف مشكلاته حقًا. لا يمكن للمرء أن يعرف شخصيته الفاسدة وفقًا لمفاهيمه وتصوراته، إذ يجب أن يجري هذا على أساس كلام الله. ما الشرط الأساسي لمعرفة الذات إذًا؟ يجب أن تقر بحقيقة أن الشيطان قد خدع البشر وأفسدهم، وأن جميع الناس لديهم شخصيات فاسدة. لا يمكنك التأمل في نفسك وفقًا لإعلان كلام الله إلا من خلال قبول هذه الحقيقة، وأثناء هذا التأمل الذاتي تنكشف مشكلاتك تدريجيًا. ودون أن تدري، سوف تظهر مشكلاتك إلى السطح شيئًا فشيئًا، وحينها سوف تفهم شخصيتك الفاسدة بوضوح. يمكنك على هذا الأساس معرفة نوع شخصيتك وماهية جوهرك. وبذلك تصل إلى قبول كل ما يقوله الله وما يعلنه، ثم تواصل البحث في كلام الله عن طريق الممارسة الذي وضعه للإنسان، وتمارس وتعيش وفقًا لكلامه. فذلك هو معنى السعي إلى الحق. ولكن هل تلك هي الطريقة التي يقبل بها مثل هذا الشخص كلام الله؟ لا، فقد يعلن أن كلام الله هو الحق وأن كلامه الذي يكشف البشرية الفاسدة كله حقائق، ولكن إذا طلبت منه معرفة شخصيته الفاسدة فلن يقبل ذلك أو يعترف به. إنه يعتقد أن الأمر لا علاقة له به. وسبب هذا هو أنهم يعتقدون أنهم أناس محترمون ولطفاء، أي أناس مستقيمون وشرفاء. هل يعني كون الشخص مستقيمًا أنه يمتلك الحق؟ كون المرء مستقيمًا هو مجرد مظهر إيجابي لإنسانيته ولا يمثل الحق. ولذلك، فإن مجرد أن لديك سمة واحدة للطبيعة البشرية لا يعني أنك لست بحاجة إلى السعي إلى الحق، ولا يعني أنك ربحت الحق بالفعل، وبالطبع لا يعني أنك شخص يحبه الله. أليس ذلك هو الحال؟ (بلى). يعتقد هؤلاء "الشرفاء" المزعومون أنهم لا يمتلكون شخصيات متكبرة أو مخادعة أو شخصية السأم من الحق وأنه بالتأكيد ليست لديهم شخصيات شريرة وخبيثة. يعتقدون أن أيًا من هذه الشخصيات الفاسدة لا توجد بداخلهم لأنهم أناس شرفاء، وأنهم بطبيعتهم مستقيمون ولطفاء، ويتعرضون دائمًا للتنمر من الآخرين، وأنهم صادقون على الرغم من مقدرتهم الضئيلة وجهلهم. هذا "الصدق" ليس حقيقيًا، فهو عدم الذنب والجُبن والجهل. أليس أمثال هؤلاء الناس حمقى؟ يعتبرهم الجميع على أنهم أشخاص صالحون. فهل هذا الرأي صحيح؟ هل أولئك الذين يعتبرهم الناس على أنهم أشخاص صالحون لديهم شخصيات فاسدة؟ الجواب "نعم"، فهذا أمر مؤكد. ألا يكذب الناس الذين بلا ذنب؟ ألا يخدعون الآخرين ويخفون أنفسهم؟ أليسوا أنانيين؟ أليسوا طماعين؟ ألا يرغبون في مناصب رفيعة؟ هل يخلون من جميع الرغبات المسرفة؟ بالتأكيد لا. السبب الوحيد وراء عدم ارتكابهم أي شر هو افتقارهم إلى الفرصة المناسبة. وهم يفتخرون بهذا ويعتبرون أنفسهم شرفاء، ويعتقدون أنه ليست لديهم شخصية فاسدة. ولذلك، إذا أشار أي شخص إلى نوع من الشخصية الفاسدة أو إظهار الفساد أو حالة فساد فيهم، فسوف يدحضون الأمر بالقول: "ليس لديَّ! فهذه ليست شخصيتي وليست الطريقة التي أتصرف أو أفكر بها. لقد أسأتم فهمي. فأنتم جميعًا ترون أنني بلا ذنب وغبي وجبان، ولذلك تتنمرون عليَّ". أي نوع من الناس هؤلاء الذين يردون الصاع صاعين هكذا؟ إذا تجرأ أحد على إزعاج مثل هذا الشخص، فسوف يطارده هذا الشخص إلى الأبد. لن يتوقف هذا الشخص عن الحديث بشأن ذلك بحيث لن يستطيع أحد التخلص من هذا الشخص مهما حاول. لا يزال هؤلاء الأشخاص غير المعقولين والمزعجون بلا هوادة يعتقدون أنهم يسعون إلى الحق وأنهم أناس جاهلون وبلا ذنب وليست لديهم شخصيات فاسدة. بل ويقولون غالبًا: "قد أكون جاهلًا، لكنني بلا ذنب. أنا شخص صادق، والله يحبني!" إنهم يعتبرون أن هذه أشياء يجب الاستفادة منها. أليست هذه مجرد وقاحة نوعًا ما؟ أنت تقول إن الله يحبك. هل ذلك صحيح؟ هل لديك أساس لقول ذلك؟ هل لديك عمل الروح القدس؟ هل قال الله إنه سوف يُكمِّلك؟ هل يخطط الله للاستفادة منك؟ إذا لم يقل الله هذا الكلام لك، فلا يمكنك أن تقول إنه يحبك، ولا يمكنك إلا أن تقول إنه يشفق عليك، وهذا رائع بالفعل. إذا قلت إن الله يحبك، فهذا مجرد فهمك الشخصي ولا يثبت أن الله يحبك حقًا. هل يحب الله شخصًا لا يسعى إلى الحق؟ هل يحب الله شخصًا جاهلًا جبانًا؟ الله يشفق على الجاهل والجبان، وهذا أصح. يحب الله أولئك الصادقين حقًا الذين يسعون إلى الحق، والذين يستطيعون ممارسة الحق والخضوع لله، والذين يمكنهم تمجيده والشهادة له، والذين يمكنهم مراعاة مشيئته ومحبته بصدق. فأولئك الذين يستطيعون أن يبذلوا أنفسهم حقًا لله ويؤدون واجباتهم بإخلاص هم وحدهم الذين يتمتعون بمحبة الله؛ وأولئك الذين يستطيعون قبول الحق وقبول التهذيب والتعامل معهم يتمتعون بمحبة الله. أما أولئك الذين لا يقبلون الحق ولا يقبلون التهذيب والتعامل معهم فهم وحدهم الذين يبغضهم الله ويرفضهم. إذا كنت قد سئمت من الحق وتقاوم كل الكلام الذي قاله الله، فسوف يسأم الله منك ويرفضك. إذا كنت تفكر دائمًا في نفسك كشخص صالح ومثير للشفقة وبسيط وبلا ذنب لكنك لا تسعى إلى الحق، فهل سيحبك الله؟ مستحيل؛ فلا يوجد أساس لذلك في كلامه. لا ينظر الله إلى ما إذا كنت بلا ذنب، ولا يأبه بنوع الإنسانية أو المقدرة الذي وُلدت به، بل ينظر فيما إذا كنت بعد سماع كلامه تقبله أو تتجاهله، وسواء كنت تخضع لكلامه أو تقاومه. إنه ينظر إلى ما إذا كان كلامه له تأثير عليك ويؤتي ثماره فيك، وما إذا كنت تستطيع تقديم شهادة حقيقية على الكلام الكثير الذي قاله. إذا كانت خلاصة اختبارك هي: "أنا بلا ذنب وجبان وأتعرض للتنمر من كل شخص أقابله. والجميع ينظرون إليَّ بازدراء"، فسوف يقول الله إن هذه ليست شهادة. وإذا أضفت: "أنا الشخص الصادق والجاهل الذي يتحدث عنه الله"، فسوف يقول الله إنك مليء بالأكاذيب وإنه لا توجد كلمة حق واحدة في فمك. وعندما تكون لدى الله متطلبات منك، إذا لم تكتفِ بعدم طاعتها على الإطلاق ولكنك حاولت أيضًا الجدال مع الله واختلاق الأعذار لنفسك قائلًا: "لقد عانيت ودفعت ثمنًا، وأنا أحب الله، فإن ذلك لن ينفع. هل أنت تسعى إلى الحق؟ أين شهادتك الاختبارية الحقيقية؟ كيف تظهر محبتك لله؟ لن يقتنع أحد إذا لم تتمكن من تقديم دليل. أنت تقول: "أنا شخص شريف وأتصرف بلياقة. لا أنخرط في الزنا، وأتبع جميع القواعد في أفعالي. أنا شخص حسن السلوك. لا أهيم ثملًا وزانيًا ومقامرًا. ولا أتسبب في تعطيلات أو إزعاجات في بيت الله أو أزرع الفتنة، بل أتحمل المعاناة وأعمل بجدية. أليست هذه علامات على سعيي إلى الحق؟ إنني أسعى إلى الحق بالفعل". وسوف يقول الله: هل عالجت شخصيتك الفاسدة؟ أين شهادتك عن سعيك إلى الحق؟ هل يمكنك الحصول على استحسان شعب الله المختار وإعجابهم؟ إذا لم تتمكن من تقديم أي شهادة اختبارية وبدلًا من ذلك كنت تقول إنك شخص صادق يحب الله، فأنت شخص يخدع الآخرين بكلام كاذب، وأنت إبليس وشيطان فاحش، وأنت تستحق اللعنة. وكل ما يتبقى لك هو أن يدينك الله ويستبعدك.
غالبًا ما يتصرف بعض الناس أثناء أداء واجباتهم تصرفًا تعسفيًا ومتهورًا. إنهم متقلبون للغاية: فعندما يكونون سعداء، فإنهم يؤدون القليل من واجبهم، وعندما لا يكونون كذلك، فإنهم يعبسون ويقولون: "مزاجي سيء اليوم. لن أتناول أي شيء ولن أؤدي واجبي". وحينها يتعين على الآخرين التفاوض معهم والقول: "هذا لن يفيد. يجب ألا تكون متقلبًا جدًا". وماذا سيقول أولئك الناس ردًا على ذلك؟ "أعلم أن الأمر لن يفيد، لكنني نشأت في عائلة ثرية ومتميزة. وقد دللني أجدادي وخالاتي، وكان والداي أسوأ تدليلًا لي. كنت محبوبهم وقُرة عيونهم، وكانوا ينصاعون لي في كل شيء ويدللونني. تسببت تلك التنشئة في هذا المزاج المتقلب، ولذلك عندما أؤدي واجبًا في بيت الله لا أناقش الأمور مع الآخرين ولا أسعى إلى الحق ولا أخضع لله. هل أنا الملام على ذلك؟" هل فهمه صحيح؟ هل موقفه هو السعي إلى الحق؟ (لا). عندما يذكر أي شخص خطأً بسيطًا عنده مثل كيفية تناول أفضل قطع الطعام في الوجبات وكيفية الاهتمام بنفسه فقط دون مراعاة الآخرين، سوف يقول: "لقد كنت هكذا منذ طفولتي. أنا معتاد على ذلك. لم أفكر قط في الآخرين. فقد عشت دائمًا حياة موسرة مع والدين يهيمان بي وأجداد يولعون بي. إنني قُرة عين عائلتي بأكملها". هذه كومة من الهراء والمغالطة. أليس هذا وقحًا وصفيقًا نوعًا ما؟ هل هيام والديك بك يعني أن كل شخص آخر يجب أن يفعل ذلك أيضًا؟ وهل إعجاب أقرباؤك وهيامهم بك يعطيك مبررًا للتصرف تصرفًا تعسفيًا ومتهورًا في بيت الله؟ هل ذلك سبب وجيه؟ هل هذا هو الموقف الصحيح تجاه شخصيتك الفاسدة؟ هل هو موقف السعي إلى الحق؟ (لا). عندما يصيب هؤلاء الناس شيء ما وتكون لديهم أي مشكلة تتعلق بشخصيتهم الفاسدة أو حياتهم، فإنهم يبحثون عن مبررات موضوعية لتحمُّل مسؤوليتها وشرحها وتبريرها. إنهم لا يسعون أبدًا إلى الحق أو يُصلِّون إلى الله، ولا يمثلون أمام الله ليتأملوا أنفسهم. ومن دون التأمل في الذات، هل يمكن للمرء أن يعرف مشكلاته وفساده؟ (لا). وهل يمكن أن يتوب من دون أن يعرف فساده؟ (لا). إذا لم يستطع أحد أن يتوب، فما الوضع الذي سيعيش فيه دون تغيير؟ ألن يكون وضع مغفرة الذات؟ ألن يكون شعوره بأنه لم يرتكب شرًا ولم يخالف المراسيم الإدارية على الرغم من إظهار فساده، وأن هذا لم يكن مقصودًا ويمكن الصفح عنه بالرغم من أن فعل ذلك لم يكن يتوافق مع مبادئ الحق؟ (بلى). هل ذلك هو نوع الحالة الذي يجب أن يتمتع به الشخص الذي يسعى إلى الحق؟ (لا). إذا لم يتب شخص ما حقًا وكان يعيش دائمًا في مثل هذه الحالة، فهل سيتمكن من تغيير نفسه؟ لا، لن يتمكن من ذلك أبدًا. وإذا لم يُغيِّر الشخص نفسه، فلن يتمكن من التخلي عن شره بالفعل. ماذا يعني عجز المرء عن التخلي عن شره بالفعل؟ يعني أنه لا يمكن للمرء أن يمارس الحق بالفعل ويدخل إلى واقعه. فتلك هي العاقبة الواضحة. إذا كنت لا تستطيع التخلي عن شرَّك أو ممارسة الحق والدخول إلى واقعه، فهل سيكون ممكنًا أن تجعل الله يُغيِّر رأيه عنك، وتنال عمل الروح القدس، وتربح استنارة الله وإضاءته، وتجعل الله يغفر تعدياتك ويعالج فسادك؟ (لا). إذا لم يكن ذلك ممكنًا، فهل يمكن أن ينتج عن إيمانك بالله خلاصك؟ (لا). إذا كان الشخص يعيش في حالة من مغفرة الذات والإعجاب بنفسه، فإنه بعيد تمامًا عن السعي إلى الحق. قد تكون الأشياء التي ينشغل بها وينظر إليها ويستمع إليها ويفعلها مرتبطة نوعًا ما بالإيمان بالله، ولكن لن تكون لها علاقة بالسعي إلى الحق أو ممارسته. وهذه العاقبة واضحة. وبما أنها غير مرتبطة بالسعي إلى الحق أو ممارسته، لن يكون ذلك الشخص قد تأمل نفسه ولن تكون لديه معرفة بنفسه. لن يعرف إلى أي مدى قد فسد، ولن يعرف كيفية ممارسة التوبة، ولذا من غير المرجح حتى أنه سوف يبلغ التوبة الحقيقية أو يجعل الله يُغيِّر رأيه عنه. إذا كنت تعيش في مثل هذه الحالة وتريد من الله أن يُغيِّر رأيه عنك أو يعفو عنك أو يرضى بك، فسوف يكون ذلك صعبًا بالفعل. ماذا تعني كلمة "يرضى" هنا؟ معناها أن الله يقر بما تفعله ويرضى به ويتذكره. إذا لم تستطع ربح أي من هذه الأشياء، فهذا يثبت أنك لا تسعى إلى الحق في الأشياء التي تفعلها، وفي مجهوداتك، وفي إظهاراتك وسلوكك. لا يهم ما تعتقد به، فحتى إذا تمكنت من أداء بعض السلوكيات الجيدة، فإن هذه السلوكيات لا تُمثِّل إلا قدر ضئيل من الضمير والعقل داخل إنسانيتك. لكن هذه السلوكيات الجيدة ليست مظهرًا من مظاهر السعي إلى الحق لأن نقطة انطلاقك ونواياك ودوافعك لا تتعلق بالسعي إلى الحق. ما أسس قول ذلك؟ الأسس هي أنه لا يوجد أي من أفكارك أو أفعالك أو أعمالك يتوافق مع السعي إلى الحق، ولا علاقة لها بالحق. إذا كان كل ما يفعله المرء لا يهدف لربح رضا الله وتقديره، فلن يتمكن أي شيء يفعله من ربح رضا الله أو تقديره، ومن الواضح أن هذه السلوكيات والممارسات لا يمكن تسميتها إلا سلوكيات بشرية جيدة. إنها ليست علامات على أنها ممارسة الحق، وليست بالتأكيد علامات على أنها السعي إلى الحق. أما الأشخاص المتقلبون على وجه الخصوص والذين يتصرفون غالبًا تصرفًا تعسفيًا ومتهورًا فلا يقبلون الدينونة والتوبيخ من كلام الله، ولا يقبلون تهذيبهم والتعامل معهم. كما أنهم يُقدِّمون الأعذار غالبًا لفشلهم في السعي إلى الحق وعجزهم عن قبول تهذيبهم والتعامل معهم. ما هي تلك الشخصية؟ من الواضح أنها شخصية تسئم الحق، أي شخصية الشيطان. يمتلك الإنسان طبيعة الشيطان وشخصيته، ولذلك لا شك أن الناس هم من الشيطان. إنهم شياطين، أي نسل إبليس، وذرية التنين العظيم الأحمر. بعض الناس يمكنهم الاعتراف بأنهم أبالسة، وشياطين، وسليلو التنين العظيم الأحمر؛ وهم يتحدثون بتنمُّق شديد عن معرفتهم بأنفسهم. ولكن عندما يكشفون عن شخصية فاسدة ويفضحهم أحدهم، ويتعامل معهم، ويهذبهم، سوف يحاولون بكل قوتهم تبرير أنفسهم ولن يقبلوا الحق بتاتًا. ما المعضلة هنا؟ في هذا السياق، ينكشف هؤلاء الناس بشكلٍ فج. فهم يتكلمون بتنمقٍ شديد عندما يتحدثون عن معرفة أنفسهم، فلماذا إذا واجهوا التهذيب والتعامل معهم، لا يمكنهم قبول الحق؟ ثمَّة مشكلة هنا. أليست مثل هذه الأمور شائعة بالقدر الكافي؟ هل يسهل تمييزها؟ نعم، في الواقع. هناك عدد غير قليل من الناس الذين يعترفون بأنهم أبالسة وشياطين عندما يتحدثون عن معرفتهم بأنفسهم، لكنهم لا يتوبون أو يتغيرون بعد ذلك. إذًا، هل معرفة الذات التي يتحدثون عنها حقيقية أم زائفة؟ هل لديهم معرفة صادقة عن أنفسهم أم أنها مجرد حيلة لخداع الآخرين؟ الجواب بديهي. لذلك، لمعرفة ما إذا كان الشخص لديه معرفة حقيقية لذاته، يجب ألا تستمع فقط إلى حديثه عنها؛ يجب أن تنظر إلى موقفه تجاه تهذيبه والتعامل معه وما إذا كان بإمكانه قبول الحق. ذلك هو الأمر الأهم. من لا يقبل التهذيب والتعامل معه ينطوي جوهره على عدم قبول الحق، ورفض قبوله، وتكون شخصيته هي سأم الحق. وذلك لا شك فيه. بعض الناس لا يسمحون للآخرين بالتعامل معهم مهما كان قدر الفساد الذي كشفوا عنه، فلا يجوز لأي شخص تهذيبهم أو التعامل معهم. قد يتحدثون عن معرفتهم بذواتهم كما يحلو لهم، ولكن إذا كشفهم شخص آخر أو انتقدهم أو تعامل معهم، فمهما كان ذلك موضوعيًا أو بموجب الحقائق، فإنهم لن يقبلوا ذلك. وأيًّا كان نوع إظهار الشخصية الفاسدة الذي يكشفه فيهم شخص آخر، سوف يكونون شديدي العدَاء ويواصلون تقديم تبريرات خادعة لأنفسهم، حتى دون أدنى قدر من الخضوع الحقيقي. إذا لم يسع مثل هؤلاء الناس إلى الحق، فسوف توجد مشكلة. إنهم في الكنيسة فوق النقد ولا غبار عليهم. عندما يقول الناس شيئًا جيدًا عنهم، فإنه سوف يُسعدهم؛ وعندما يشير الناس إلى شيء سيء عنهم، فسوف يغضبون. إذا كشفهم أحدهم وقال: "أنت شخص جيد، لكنك متقلب للغاية. أنت تتصرف دائمًا تصرفًا تعسفيًا ومتهورًا. عليك أن تقبل التهذيب والتعامل معك. ألن يكون من الأفضل لك التخلص من هذه النقائص والشخصيات الفاسدة؟"، فسوف يقول ردًا على ذلك: "لم أفعل أي شر، ولم أخطئ. لماذا تتعامل معي؟ لقد دللني والدي وأجدادي في المنزل منذ طفولتي. وأنا محبوبهم وقُرة عيونهم. والآن، لا أحد يدللني هنا في بيت الله على الإطلاق، والعيش هنا ليس ممتعًا! أنتم دائمًا تتصيدون أحد أخطائي وتحاولون التعامل معي. فكيف يُفترَض بي أن أعيش هكذا؟" ما المشكلة هنا؟ يمكن للحصفاء أن يعرفوا فورًا أن هؤلاء الناس قد تدللوا من والديهم وعائلاتهم وأنهم حتى الآن لا يعرفون كيفية التصرف أو العيش باستقلالية. لقد دللتك عائلتك كأحد المشاهير، وأنت لا تعرف مكانتك في الكون. نشأت فيك رذائل التكبُّر والبر الذاتي والتقلبات المفرطة التي لا تعرف عنها شيئًا ولا تعرف كيفية التأمل فيها. أنت تؤمن بالله ولكنك لا تستمع إلى كلامه ولا تمارس الحق. هل يمكنك أن تربح الحق بمثل هذا الإيمان بالله؟ هل يمكنك الدخول إلى واقعه؟ هل يمكنك أن تعيش حسب شبه الإنسان الحقيقي؟ بالتأكيد لا. كمؤمن بالله، يجب على الأقل أن تقبل الحق وتعرف نفسك. فبهذه الطريقة وحدها سوف تتمكن من التغيير. إذا كنت تعتمد دائمًا على مفاهيمك وتصوراتك في إيمانك، وإذا كنت لا تسعى إلا إلى السلام والسعادة بدلًا من السعي إلى الحق، وإذا لم تتمكن من التوبة الحقيقية ولم يكن لديك أي تغيير في شخصيتك الحياتية، فإن إيمانك بالله لا معنى له. كمؤمن بالله، يجب أن تفهم الحق. يجب أن تبذل جهدًا في معرفة نفسك. يجب أن تسعى إلى الحق مهما كان ما يصيبك، ويجب أن تعالج أي شخصية فاسدة تنبع منك عن طريق إقامة شركة الحق وفقًا لكلام الله. إذا أشار شخص ما إلى شخصيتك الفاسدة أو إذا أخذت زمام المبادرة لفحصها بنفسك، وإذا تمكنت من مساءلة نفسك بوعي وفقًا لكلام الله، وتأملت نفسك وفحصتها وعرفتها ثم مضيت قُدُمًا لإصلاح مشكلتك وممارسة التوبة، فسوف تتمكن من العيش كإنسان. يجب على أولئك الذين يؤمنون بالله أن يقبلوا الحق. إذا كنت تستمتع دائمًا بالشعور بتدليل عائلتك لك، وكان يسعدك دائمًا أن تكون قُرة عينهم ومحبوبهم، فما الذي ستتمكن من ربحه؟ بصرف النظر عن مدى كونك قُرة عين عائلتك ومحبوبهم، فأنت نفاية إذا لم تكن لديك واقع الحق. فالإيمان بالله لا قيمة له إلا إذا سعيت إلى الحق. عندما تفهم الحق، سوف تعرف كيفية التصرف، وسوف تعرف كيفية العيش لتختبر السعادة الحقيقية ولتكون شخصًا يرضي الله. لا توجد بيئة عائلية ولا نقاط قوة أو مزايا أو مواهب شخصية يمكن أن تُمثِّل واقع الحق، ويجب ألا يُمثِّل أي شيء من هذا القبيل ذريعة لك لعدم السعي إلى الحق. فربح الحق هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يجلب للناس السعادة الحقيقية، ويسمح لهم بعيش حياة ذات مغزى، ويمنحهم غاية جميلة. هذه هي حقائق الموضوع.
يعتقد بعض الناس بعد أن يصبحوا قادة وعاملين في الكنيسة أنهم لامعون كالذهب، ويعتقدون أن لديهم أخيرًا فرصة للتألق. يشعرون بالرضا عن أنفسهم، ويبدأون في استخدام نقاط قوتهم، ويطلقون العنان لطموحاتهم، ويُظهرون قدراتهم الكاملة. يتمتع هؤلاء الناس بالمنزلة الاجتماعية والتعليم، وبالمهارات التنظيمية، وبأسلوب القائد وطريقته. فقد كان الواحد منهم أكثر الطلاب تفوقًا في صفه الدراسي ورئيس اتحاد الطلاب في المدرسة، ومديرًا أو رئيسًا للشركة التي عمل بها. وعندما بدأوا يؤمنون بالله ويأتون إلى بيته جرى انتخابهم كقادة، ولذلك يعتقدون في قرارة أنفسهم: "السماء لا تخذلني أبدًا. سوف يكون من الصعب على شخص بمثل قدرتي أن يتوارى عن الأنظار. بمجرد استقالتي من منصب رئيس الشركة، جئت إلى بيت الله وتوليت دور القائد. لا يمكنني أن أكون شخصًا عاديًا حتى لو حاولت. وهذه رفعة الله لي وما رتَّبه لي لأفعله، ولذلك سأخضع للأمر". بعد أن يصبح قائدًا، يستخدم خبرته ومعرفته ومهاراته التنظيمية وأسلوب قيادته. يعتقد أنه متمكن وجرئ وماهر وموهوب حقًا. من المؤسف فعلًا أنه توجد مشكلة. ما الشيء الأفضل الذي يفعله في الكنيسة هؤلاء القادة الماهرون والموهوبون الذين وُلدوا بقدرة على القيادة؟ تأسيس ملكوت مستقل وانتحال جميع السلطات لأنفسهم، والهيمنة على المناقشات. بعد أن يصبح الواحد منهم قائدًا، فإنه لا يفعل شيئًا إلا العمل والسعي والخضوع للصعوبات ودفع ثمن من أجل هيبته ومكانته. إنهم لا يهتمون بأي شيء آخر. يعتقدون أن انشغالهم وعملهم يتوافق مع مشيئة الله، وأنه ليست لديهم شخصية فاسدة، وأن الكنيسة بحاجة إليهم دائمًا، وأن الإخوة والأخوات بحاجة إليهم أيضًا. ويعتقدون أنه لا يمكن إنجاز أي عمل من دونهم، وأنهم يستطيعون تحمُّل كل شيء على عاتقهم واحتكار السلطة. ولديهم طريقة فعلية لتأسيس ملكوتهم المستقل. يمكنهم أداء جميع أنواع الأشياء المبتكرة والجديدة، وهم ماهرون على وجه الخصوص في التصرف مثل المسؤولين والظهور كأنهم أفضل من الآخرين، كما أنهم بارعون في إلقاء محاضرات على الآخرين من موقع سلطتهم. ولكن يوجد شيء واحد مهم لا يمكنهم فعله: بعد أن يصبح الواحد منهم قائدًا، فإنه لا يعود قادرًا على التحدث إلى الآخرين من القلب، أو معرفة نفسه، أو ملاحظة فساده، أو الاستماع إلى اقتراحات الإخوة والأخوات. وإذا أثار شخص ما بعض الأفكار المختلفة أثناء مناقشات العمل، فإن هؤلاء القادة لن يرفضوها فحسب، بل سيبررون فعل ذلك بالقول: "إنكم لم تفكروا في هذا الاقتراح بالكامل. أنا قائد الكنيسة. إذا فعلت ما تقولونه ولم يحدث أي خطأ، فلا بأس بذلك. ولكن إذا حدث خطأ، فلن تقع المسؤولية إلا على عاتقي وحدي. ولذلك، يمكنكم في معظم الأوقات التعبير عن آرائكم ويمكننا مراعاة ذلك الإجراء الرسمي، ولكنني في النهاية يجب أن أكون وحدي من يتخذ القرار ويقرر كيفية إتمام الأمور". وبمرور الوقت، يتوقف معظم الإخوة والأخوات عن المشاركة في المناقشات أو إقامة الشركة عن العمل، ولن يزعج هؤلاء القادة أنفسهم بخصوص إقامة الشركة معهم عن أي مشكلات في العمل. سوف يستمرون في اتخاذ القرارات وإصدار الأحكام من دون التحدث بكلمة واحدة إلى أي شخص، وسوف يظلون ممتلئين بمبرراتهم. إنهم يعتقدون أن "الكنيسة هي كنيسة القائد، والقائد يرسم المسار. إنه القائد صاحب الكلمة الأخيرة في الاتجاه الذي يسلكه الإخوة والأخوات والطريق الذي يسيرون فيه". وبطبيعة الحال، يتحكم هؤلاء القادة إذًا في دخول الإخوة والأخوات إلى الحياة، والطريق الذي يسلكونه، واتجاه سعيهم. بمجرد أن يصبحوا "زعماء"، فإنهم يحتكرون السلطة ويؤسسون ملكوتًا مستقلًا. إن أفعالهم تخلو من الشفافية، ودون أنْ يدركوا ذلك، يقمعون قلة من الناس ويُبعدون بعض الإخوة والأخوات الذين يسعون إلى الحق ويتمكنون من الفهم. وطوال الوقت، ما زالوا يعتقدون أنهم بفعلهم ذلك يحمون عمل الكنيسة ومصالح شعب الله المختار. إنهم يفعلون كل شيء بمثل هذا التفكير الدقيق مع هذا الكم الهائل من المبررات والأعذار. وما أهمية ذلك في النهاية؟ كل ما يفعلونه هو حماية مكانتهم واحتكارهم للسلطة. إنهم يجلبون المبادئ والطرق ووسائل السلوك من المجتمع العلماني والحياة العائلية إلى بيت الله، ويعتقدون أنهم بذلك يحمون مصالحه. ومع ذلك، فإنهم لا يعرفون أنفسهم أو يتأملون أنفسهم بتاتًا. فحتى لو أشار أحدهم إلى أنهم ينتهكون مبادئ الحق، وحتى لو طُلِبَ منهم التوافق مع استنارة الله وتأديبه وتأنيبه، لن يكون لديهم وعي بذلك. أين تكمن المشكلة؟ منذ اليوم الذي تولوا فيه منصب القائد تعاملوا مع واجبهم كمهنة، وهذا هو ما يحكم عليهم بالسير في طريق أضداد المسيح ويضمن عجزهم عن السعي إلى الحق. ومع ذلك، فإنهم يعتقدون في سياق هذه "المهنة" أن كل ما يفعلونه هو السعي إلى الحق. ما رأيهم عن السعي إلى الحق؟ إنهم يحافظون على مكانتهم وسلطتهم تحت ستار حماية مصالح الإخوة والأخوات وبيت الله، ويعتقدون أن هذا أحد مظاهر سعيهم إلى الحق. إنهم لا يعرفون شيئًا على الإطلاق عن الشخصية الفاسدة التي تظهر وتتدفق منهم أثناء وجودهم في هذا المنصب. وحتى لو كان لديهم أحيانًا شعور باهت بأنها شخصية فاسدة وبأنها مكروهة من الله وبأنها شخصية خبيثة وعنيدة، فإنهم يُغيِّرون رأيهم بسرعة قائلين لأنفسهم: "هذا لن يفيد. أنا القائد، وأنا بحاجة إلى كرامة القائد. لا يمكنني السماح للإخوة والأخوات بأن يرونني أُظهِر شخصية فاسدة". وهكذا، على الرغم من أنهم يدركون أنهم أظهروا قدرًا كبيرًا من الفساد وفعلوا أشياء كثيرة تتعارض مع المبادئ للحفاظ على مكانتهم وسلطتهم، عندما يكشفهم أحدهم يلجؤون إلى السفسطة أو يحاولون منع ذلك لئلا يعلم به أي شخص آخر. بمجرد أن يربحوا السلطة والمكانة، يضعون أنفسهم في مكانة مقدسة ومصونة معتقدين أنهم عظماء ومستقيمون ولا غبار عليهم ولا شك فيهم. وبعد أن يشغلوا هذا المنصب، يقاومون أي أصوات معارضة وأي اقتراحات أو نصائح يمكن أن تكون مفيدة لدخول الإخوة والأخوات إلى الحياة ولعمل الكنيسة، ويرفضونها بانتظام. ما العذر الذي يُقدِّمونه لعدم السعي إلى الحق؟ يقولون: "أنا أحظى بالمكانة وأتمتع بالمنزلة، وهذا يعني أن لديَّ كرامة وأنني مقدس ومصون". هل يستطيعون السعي إلى الحق بعد تقديم هذه الأسباب والأعذار؟ (لا). لا يستطيعون. إنهم يتحدثون ويتصرفون دائمًا من موضعهم العالي بينما يستمتعون بمظاهر مكانتهم. وبفعل هذا، يضعون أنفسهم فوق النار فيكون من الضروري كشفهم. أليس أمثال هؤلاء الناس بؤساء؟ إنهم بؤساء وبغضاء، كما أنهم كريهون ومقززون! إنهم كقادة يظهرون في ثياب القديسين. قديس، وشخص عظيم ومجيد ومستقيم – ما هذه الألقاب؟ إنها قيود، ومن يضعها لا يعود بإمكانه السعي إلى الحق. إذا وضع أحد هذه القيود، فهذا يعني أنه لم تعد له علاقة بالسعي إلى الحق. وما السبب الرئيسي الذي يجعل هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق؟ في الواقع، السبب هو أنهم مقيدون بالمكانة. إنهم يفكرون دائمًا في قرارة أنفسهم: "أنا القائد. أنا المسؤول هنا. أحظى بالمنزلة والمكانة. أنا شخص مكرم. لا يمكن أن تكون شخصيتي متكبرة أو شريرة. ولا يمكنني المصارحة وإقامة شركة عن شخصيتي الفاسدة، فلا بد لي من حماية كرامتي وهيبتي. يجب أن أجعل الناس يبجلوني ويوقروني". إنهم مقيدون دائمًا بهذه الأشياء، ولذلك يعجزون عن المصارحة أو التأمل ومعرفة أنفسهم. فقد دمرتهم هذه الأشياء. هل تتفق وجهات نظرهم وعقليتهم مع الحق؟ من الواضح تمامًا أنها لا تتفق. هل السلوكيات التي يُظهرونها عادةً في واجباتهم – مثل التكبُّر والبر الذاتي والتصرف كما يحلو لهم والتظاهر والخداع وما إلى ذلك – هي السعي إلى الحق؟ (لا). من الواضح أنها ليست السعي إلى الحق. وما التبرير أو السبب الذي يُقدِّمونه لعدم السعي إلى الحق؟ (إنهم يعتقدون أن القادة يتمتعون بالمكانة والكرامة، وأنه حتى لو كانت لديهم شخصية فاسدة، فإنه لا يمكن كشفها). أليست هذه وجهة نظر سخيفة؟ إذا اعترف الشخص بأن لديه شخصية فاسدة ولكنه لم يسمح بكشفها، فهل هو شخص يقبل الحق؟ إذا كنت كقائد لا تستطيع قبول الحق، فكيف ستختبر عمل الله؟ كيف سيتطهر فسادك؟ وإذا كان لا يمكن تطهير فسادك وواصلت العيش وفقًا لشخصيتك الفاسدة، فأنت قائد لا يمكنه أداء عمل فعلي وأنت قائد كاذب. إنك تحظى بالمكانة كقائد، ولكن تلك مجرد مسألة أن تكون لديك وظيفة مختلفة وواجب مختلف ولا تعني أنك أصبحت شخصًا ذا مكانة. إنك لا تصبح أكثر كرامة من غيرك أو شخصًا ذا مكانة متميزة لأنك ربحت هذه المكانة وأديت واجبًا مختلفًا. إذا كان يوجد بالفعل أناس يفكرون بهذه الطريقة، أليسوا وقحين؟ (بلى). ما الطريقة الأكثر عامية لوصف ذلك؟ إنهم صفيقون بوقاحة، أليس كذلك؟ عندما لا يكونون قادة، فإنهم يعاملون الناس بصدق ويتمكنون من المصارحة بخصوص إظهارات الفساد لديهم ويحللون شخصياتهم الفاسدة. وبمجرد توليهم منصب القائد، فإنهم يصبحون مختلفين تمامًا. لماذا أقول إنهم يصبحون مختلفين؟ لأنهم يرتدون قناعًا وتبقى الشخصية الحقيقية وراء القناع. لا يكشف القناع أي تعبيرات على الإطلاق، إذ لا يكشف البكاء أو الضحك ولا السرور أو الغضب ولا الحزن أو الفرح ولا العواطف أو الرغبات، وبالتأكيد لا يكشف عن الشخصية الفاسدة. وفي جميع الأوقات، يظل تعبيره وحالته كما هما، بينما تظل جميع الحالات الحقيقية للقائد وخواطره وأفكاره الشخصية مخفية وراء القناع بحيث لا يمكن لأحد رؤيتها. يوجد بعض القادة والعاملين الذين يفكرون دائمًا في أنفسهم على أنهم يتمتعون بالمنزلة والمكانة. إنهم مرعوبون من فقدان كرامتهم إذا هذبهم أحدهم وتعامل معهم، ولذا فإنهم لا يقبلون الحق. إنهم يستمدون من مكانتهم وسلطتهم التحدث بكلمات كاذبة معسولة والتستر على شخصيتهم الفاسدة. وفي الوقت نفسه، يعتقدون بالخطأ أنهم أكثر تميزًا وقداسة من الآخرين بسبب مكانتهم، ولذا فإنهم لا يحتاجون إلى السعي إلى الحق، ويعتقدون أن السعي إلى الحق من اختصاص الآخرين. إن طريقة التفكير هذه خاطئة ووقحة ولا معنى لها نوعًا ما. تلك هي الطريقة التي يتصرف بها أمثال هؤلاء الأشخاص. فمن جوهر سلوك أمثال هؤلاء الأشخاص، يتضح أنهم لا يسعون إلى الحق. وبدلًا من ذلك، يسعون وراء المكانة والهيبة. فأثناء عملهم يحمون مكانتهم وسلطتهم ويخدعون أنفسهم معتقدين أنهم يسعون إلى الحق. إنهم يشبهون بولس تمامًا، إذ يُقدِّمون ملخصات متكررة عن العمل الذي فعلوه والواجبات التي أدوها والمهام التي تولوها في العمل الكنسي والإنجازات التي حققوها أثناء أداء عمل بيت الله. وكثيرًا ما يحصون هذه الأشياء مثلما قال بولس: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ" (2 تيموثاوس 4: 7-8). لقد كان يقصد بهذا أنه بعد أن أكمل السعي وجاهد الجهاد الحسن آن الأوان لحساب مدى روعة فرصته في الخلاص ومدى عظمة إسهاماته ومدى عظمة مكافأته، وأنه قد حان الوقت ليطلب من الله أن يكافئ مساهماته. كان يقصد أنه لن يؤمن بأن الله إله بار لو لم يكافئه بإكليل وأنه سوف يرفض الخضوع بل وسوف يشكو من إثم الله. فهل مثل هذا الشخص بهذا النوع من العقلية والشخصية يسعى إلى الحق؟ هل هو شخص يخضع حقًا لله؟ هل يمكن أن يضع نفسه وفقًا لتنظيمات الله؟ أليس هذا واضحًا وضوح الشمس؟ إنهم يعتقدون أن سعيهم وجهادهم هو السعي إلى الحق، وهم لا يسعون إلى الحق على الإطلاق ولا يمتلكون مظاهر السعي إليه فعلًا، ولذا فهم ليسوا من يسعون إلى الحق.
أي من مشكلات الإنسان كشفتها إقامة شركتنا للتو في المقام الأول؟ وعلى وجه التحديد، أي من شخصيات الإنسان الفاسدة كشفتها إقامة شركتنا في المقام الأول؟ من المشكلات الأساسية سأم الإنسان من الحق ورفض قبوله، فهذا نوع محدد جدًا من السلوك. ومن المشكلات الرئيسية الأخرى شيء موجود في جوهر شخصية كل شخص، وهو العناد. يظهر هذا أيضًا بشكل ملموس وواضح، أليس كذلك؟ (بلى). هاتان طريقتان من الطرق الرئيسية التي تظهر بها شخصية الإنسان الفاسدة وتتدفق. وهذه السلوكيات المحددة، أي هذه الآراء والمواقف المحددة وما إلى ذلك، توضح بصدق ودقة أنه يوجد عنصر من السأم من الحق داخل شخصية الإنسان الفاسدة. وبالطبع، فإن الأشياء الأبرز في شخصية الإنسان هي مظاهر العناد: مهما كان ما يقوله الله، ومهما كانت شخصيات الإنسان الفاسدة التي تنكشف في سياق عمل الله، فإن الناس يرفضون بعناد الاعتراف بذلك ويقاومونه. وبالإضافة إلى المقاومة الواضحة أو الرفض المحتقر، يوجد بالطبع نوع آخر من السلوك وهو عدم اهتمام الناس بعمل الله كما لو كان عمل الله لا علاقة له بهم. ماذا يعني عدم اهتمام المرء بالله؟ إنه عندما يقول الشخص: "قل ما تريده ولا علاقة لي به. لا علاقة لي بأي من دينونتك أو كشفك. فأنا لا أقبله ولا أعترف به". هل يمكن أن نُسمِّي مثل هذا الموقف "عنادًا"؟ (نعم). إنه أحد مظاهر العناد. يقول هؤلاء الناس: "أعيش كما أحب وبالطريقة التي تجعلني أشعر بالراحة وبالطريقة التي تجعلني سعيدًا. فماذا عن السلوكيات التي تتحدث عنها مثل التكبُّر والخداع والسأم من الحق والشر والخبث وما إلى ذلك، حتى لو كانت لديَّ؟ لن أفحصها أو أعرفها أو أقبلها. هذه هي طريقة إيماني بالله، فماذا ستفعل حيال ذلك؟" هذا موقف عناد. عندما لا يهتم الناس بكلام الله ولا يبالون به، مما يعني أنهم يتجاهلون الله بانتظام بصرف النظر عما يقوله الله وسواء كان الله يتحدث في شكل تذكيرات أو تحذيرات أو نصائح وبصرف النظر عن طريقة التحدث التي يستخدمها أو مصدر كلامه وأهدافه، فإن موقفهم هو موقف العناد. وهذا يعني أنهم لا يبالون بمشيئة الله الملحة، وبالطبع لا يبالون برغبته الصادقة حسنة النية لخلاص الإنسان. بصرف النظر عما يفعله الله، لا يملك الناس قلوب تعاون ولا يرغبون في السعي إلى الحق. وحتى لو اعترفوا بأن دينونة الله وإعلانه واقعيان تمامًا، لا يوجد ندم في قلوبهم ويواصلون الإيمان كما كانوا يفعلون من قبل. وفي النهاية، عندما يكونون قد استمعوا إلى العديد من العظات، فإنهم يقولون الكلام نفسه: "أنا مؤمن حقيقي على أي حال، وإنسانيتي ليست ضئيلة. لن أرتكب الشر عمدًا، ويمكنني التخلي عن الأشياء وتحمُّل المصاعب، وأنا على استعداد لدفع ثمن من أجل إيماني. والله لن يتركني". أليس هذا هو ما قاله بولس: "قَدْ جَاهَدْتُ ٱلْجِهَادَ ٱلْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ ٱلسَّعْيَ، حَفِظْتُ ٱلْإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ ٱلْبِرِّ"؟ ذلك هو نوع الموقف الذي يتخذه الناس. ما الشخصية الكامنة وراء مثل هذا الموقف؟ العناد. هل من الصعب تغيير شخصية العناد؟ هل توجد طريقة لفعل ذلك؟ الطريقة الأبسط والأكثر مباشرة هي تغيير موقفك تجاه كلام الله وتجاه الله نفسه. كيف يمكنك تغيير هذه الأمور؟ من خلال التحليل والتعرف إلى الحالات والعقليات التي تنشأ من موقف عنادك، ومن خلال النظر لمعرفة أي من أفعالك وكلامك، وأي من وجهات النظر والنوايا التي تتمسك بها، وحتى بالتحديد أي من الخواطر والأفكار التي تتدفق منك تكون تحت تأثير شخصيتك العنيدة. افحص هذه السلوكيات والإظهارات والحالات وعالجها واحدة تلو الأخرى ثم غيِّرها. وبمجرد أن تكون قد فحصت شيئًا ما واكتشفته، أسرع لتغييره. مثال ذلك، كنا نتحدث للتو عن التصرف بناءً على تفضيلات الفرد وحالاته المزاجية، أي التقلب. تحمل شخصية التقلب في طياتها سمة السأم من الحق. إذا أدركت أنك من هذا النوع من الأشخاص ولديك ذلك النوع من الشخصية الفاسدة ولم تكن تتأمل نفسك أو تسعى إلى الحق لعلاجها، وكنت تعتقد معاندًا أنك على ما يرام، فإن ذلك عناد. قد تدرك فجأة في قرارة نفسك بعد هذه العظة: "لقد قلت كلامًا كهذا ولديَّ آراء كهذه. وشخصيتي هذه تسئم الحق. وبما أن هذا هو الحال، سوف أبدأ في علاج تلك الشخصية". كيف ستبدأ في علاجها إذًا؟ ابدأ بالتخلي عن إحساسك بالسمو وتقلبك وتعسفك. وبصرف النظر عما إذا كنت في حالة مزاجية جيدة أو سيئة، انظر إلى متطلبات الله. إذا استطعت التخلي عن الجسد والممارسة بما يتوافق مع متطلبات الله، فكيف سيراك؟ إذا استطعت أن تبدأ حقًا في علاج هذه السلوكيات الفاسدة، فإن هذه علامة على أنك تتعاون بشكل إيجابي واستباقي مع عمل الله. سوف تتخلى بوعي عن شخصية السأم من الحق تلك وتعالجها، وفي الوقت نفسه، سوف تعالج شخصيتك العنيدة. عندما تعالج كلتا هاتين الشخصيتين الفاسدتين، سوف تتمكن من طاعة الله وإرضائه، وهذا سيرضيه. إذا كنتم قد فهمتم محتوى هذه الشركة ومارستم التخلي عن الجسد بهذه الطريقة، فسوف أكون في غاية السعادة. وعندئذٍ لن أكون قد تكلمت بهذا الكلام باطلًا.
العناد أحد مشكلات الشخصية الفاسدة. إنه شيء في طبيعة المرء وليس من السهل علاجه. عندما يكون شخص ما لديه شخصية عنيدة، فإنها تظهر بشكل أساسي على أنها ميل لتقديم مبررات وحجج مضللة، والتمسك بأفكاره، وعدم قبول الأشياء الجديدة بسهولة. يعرف الناس أحيانًا أن أفكارهم خاطئة، ومع ذلك يتمسكون بها من أجل غرورهم وتكبُّرهم في عناد إلى النهاية. من الصعب تغيير مثل هذه الشخصية العنيدة حتى لو كان المرء على علم بها. ولعلاج مشكلة العناد، يجب على المرء أن يعرف تكبُّر الإنسان وخداعه وخبثه وسأمه من الحق وغيرها من الشخصيات الأخرى. عندما يعرف المرء تكبُّره وخداعه وخبثه، وأنه سئم من الحق، وأنه غير مستعد للتخلي عن الجسد على الرغم من أنه يرغب في ممارسة الحق، وأنه يُقدِّم دائمًا الأعذار ويشرح صعوباته على الرغم من رغبته في طاعة الله، سوف يكون من السهل عليه إدراك أن لديه مشكلة العناد. ولعلاج هذه المشكلة، يجب على المرء أولًا أن يمتلك العقل البشري الطبيعي وأن يبدأ بتعلُّم الاستماع إلى كلام الله. إذا كنت ترغب في أن تكون من خراف الله، فيجب أن تتعلم الاستماع إلى كلامه. وكيف تستمع إليه؟ من خلال الانتباه إلى أي مشكلات يكشفها الله في كلامه وتكون مرتبطة بك. إذا وجدت مشكلةً، فينبغي أن تقبلها ويجب ألا تعتقد أنها مشكلة يعاني منها الآخرون أو أنها مشكلة الجميع أو أنها إحدى مشكلات الإنسانية وأنه لا علاقة لها بك. سوف يكون من الخطأ بالنسبة لك أن يكون لديك مثل هذا الاعتقاد. ينبغي أن تتأمل من خلال إعلان كلام الله فيما إذا كانت لديك شخصيات فاسدة أو آراء خاطئة يكشفها الله. مثال ذلك، عندما تسمع كلام الله يكشف عن مظاهر شخصية متكبرة تتدفق من شخص ما، ينبغي أن تفكر في قرارة نفسك: "هل أُظهِر مظاهر التكبُّر؟ أنا إنسان فاسد، ولذلك يجب عليَّ إظهار بعض تلك المظاهر وينبغي أن أتأمل في المجال الذي أفعل فيه ذلك. يقول الناس إنني متكبر وإنني أتصرف دائمًا تصرفًا متعاليًا متكبرًا وإنني أُقيِّد الناس عندما أتحدث. هل تلك حقًا هي شخصيتي؟" سوف تدرك أخيرًا من خلال التأمل أن إعلان كلام الله في غاية الدقة، وأنك شخص متكبر. وبما أن إعلان كلام الله في غاية الدقة نظرًا لأنه يتوافق توافقًا تامًا مع وضعك دون أدنى تناقض ويبدو أدق عند المزيد من التأمل، ينبغي عليك قبول الدينونة والتوبيخ من كلامه وتمييز جوهر شخصيتك الفاسدة ومعرفته وفقًا لكلامه. وعندئذٍ سوف تتمكن من الشعور بالندم الحقيقي. في الإيمان بالله، لا يمكنك أن تعرف نفسك إلا من خلال أكل وشرب كلامه بهذه الطريقة. ولعلاج شخصياتك الفاسدة، يجب أن تقبل دينونة كلام الله وكشفه. إذا لم تستطع فعل ذلك، فلن توجد طريقة للتخلص من شخصياتك الفاسدة. وإذا كنت شخصًا ذكيًا يرى أن إعلان كلام الله دقيق بشكل عام، أو إذا تمكنت من الاعتراف بأن نصفه صحيح، فينبغي عليه قبوله فورًا والخضوع أمام الله. يجب عليك أيضًا الصلاة إليه والتأمل في نفسك. فعندها فقط سوف تفهم أن كلام إعلان الله كله دقيق وأنه حقائق بمجمله وليس أقل من ذلك. لا يمكن للناس حقًا أن يتأملوا أنفسهم إلا من خلال الخضوع أمام الله بقلب توقير له. فعندئذٍ فقط سوف يتمكنون من رؤية المجموعة المتنوعة من الشخصيات الفاسدة الموجودة بداخلهم، وأنهم بالفعل متكبرون وأبرار في أعين أنفسهم دون أدنى قدر من العقل. إذا كان شخص ما محبًا للحق، فسوف يتمكن من السجود أمام الله والاعتراف له بأنه فسد بشدة ولديه الإرادة لقبول دينونته وتوبيخه. وبهذه الطريقة، يمكن أن يشعر قلبه بالندم ويبدأ في أن ينكر نفسه ويمقتها ويندم على عدم السعي إلى الحق من قبل ويقول في قرارة نفسه: "لماذا لم أتمكن من قبول دينونة كلام الله وتوبيخه عندما بدأت في قراءته؟ لقد كان هذا الموقف الذي اتبعته تجاه كلامه موقف تكبُّر، أليس كذلك؟ كيف كنت بمثل هذا التكبُّر؟" بعد التأمل مرارًا في الذات بهذه الطريقة لبعض الوقت، سوف يدركون أنهم متكبرون بالفعل وأنهم عاجزون تمامًا عن الاعتراف بأن كلام الله هو الحق والحقائق، وأنه ليست لديهم حقًا ذرَّة من العقل. ولكن من الصعب معرفة الذات. ففي كل مرَّة يتأمل فيها الشخص، لا يمكنه إلا ربح قدر أكثر قليلًا وأعمق قليلًا عن نفسه. وربح معرفة واضحة عن الشخصية الفاسدة ليس شيئًا يمكن تحقيقه في فترة زمنية قصيرة. يجب على المرء أن يقرأ المزيد من كلام الله وأن يُصلِّي أكثر ويتأمل نفسه أكثر. فجميع أولئك الذين يعرفون أنفسهم حقًا فشلوا وتعثروا عدة مرَّات في الماضي، وبعد ذلك قرأوا كلام الله وصلَّوا إليه وتأملوا أنفسهم، وبذلك أصبحوا يرون حقيقة فسادهم بوضوح ويشعرون أنهم بالفعل فاسدون بشدة ومجردون تمامًا من واقع الحق. إذا اختبرت عمل الله على هذا النحو وكنت تُصلِّي إليه وتسعى إلى الحق عندما تصيبك الأمور، فسوف تعرف نفسك تدريجيًا. ويومًا ما، سوف يغمر الصفاء قلبك: "قد تكون لديَّ مقدرة أفضل قليلًا من الآخرين، لكن هذه منحني الله إياها. إنني متفاخر دائمًا، وأحاول التفوق على الآخرين عندما أتحدث، وأحاول إقناع الناس بفعل الأشياء بطريقتي. إنني أفتقر حقًا إلى العقل، وهذا هو التكبُّر والبر الذاتي! ومن خلال التأمل عرفت شخصيتي المتكبرة. هذه هي استنارة الله ونعمته، وأنا أشكره على ذلك!" هل من الجيد أم السيئ أن تعرف شخصيتك الفاسدة؟ (من الجيد). ومن تلك النقطة ينبغي أن تبحث عن كيفية التحدث والتصرف بعقل وطاعة، وكيفية الوقوف على قدم المساواة مع الآخرين، وكيفية معاملة الآخرين بإنصاف دون تقييدهم، وكيفية المراعاة الصحيحة لمقدرتك ومواهبك ونقاط قوتك وما إلى ذلك. بهذه الطريقة، سوف تُعالَج شخصيتك المتكبرة مثل جبل يتحول إلى غبار بضربات متتالية. وبعد ذلك، عندما تتفاعل مع الآخرين أو تعمل معهم لأداء واجب، سوف تتمكن من التعامل مع وجهات نظرهم بشكل صحيح وإيلاء انتباه دقيق ووثيق أثناء الاستماع إليهم. وعندما تسمعهم يُعبِّرون عن وجهة نظر صحيحة، سوف تكتشف: "يبدو أن مقدرتي ليست الأفضل. الحقيقة هي أن كل شخص يتمتع بنقاط قوة، وهم ليسوا أدنى مني على الإطلاق. كنت أعتقد دائمًا أنني أمتلك مقدرة أفضل من الآخرين. وقد كان ذلك إعجابًا بالنفس وجهلًا رجعيًا. كانت لديَّ نظرة محدودة للغاية كضفدع في قاع بئر. كان التفكير بذلك الشكل يفتقر إلى العقل حقًا، وكم كان مخزيًا! لقد أصبت بالعمى والصمم بسبب شخصيتي المتكبرة. لم يكن كلام الآخرين يصلني، واعتقدت أنني أفضل منهم وأنني كنت على حق في حين أنني في الواقع لست أفضل من أي منهم!" من ذلك الحين فصاعدًا، سوف تكون لديك نظرة ثاقبة ومعرفة بنقائصك وقامتك الضئيلة بالفعل. وبعد ذلك، عندما تقيم شركة مع الآخرين، سوف تستمع عن كثب إلى آرائهم وسوف تدرك: "يوجد الكثير من الأشخاص أفضل مني. فمقدرتي وقدرتي على الفهم كلتاهما متوسطتان في أحسن الأحوال". وبهذا الإدراك، ألن تكون قد ربحت القليل من الوعي بالذات؟ من خلال اختبار هذا، والتأمل المتكرر في نفسك وفقًا لكلام الله، سوف تتمكن من ربح معرفة حقيقية عن الذات تزداد عمقًا. سوف تتمكن من رؤية حقيقة فسادك وفقرك وبؤسك وقبحك المؤسف، وفي ذلك الوقت، سوف تمقت نفسك وتكره شخصيتك الفاسدة. وعندها سوف يسهل عليك أن تتخلى عن نفسك. تلك هي الطريقة التي تختبر بها عمل الله. يجب أن تتأمل في تدفقات فسادك وفقًا لكلام الله. وعلى وجه الخصوص، بعد أن تكشف عن شخصية فاسدة في أي نوع من المواقف، يجب أن تتأمل نفسك كثيرًا وتعرفها. وحينها سوف يسهل عليك أن ترى جوهرك الفاسد بوضوح، وسوف تتمكن من كره فسادك وجسدك وكره الشيطان من قلبك. وسوف تتمكن من القلب من محبة الحق والسعي إليه. وبهذه الطريقة، سوف تستمر شخصيتك المتكبرة في التضاؤل، وسوف تتخلص منها تدريجيًا. سوف تربح المزيد والمزيد من العقل، وسيكون من الأسهل عليك الخضوع لله. سوف تبدو في نظر الآخرين أكثر ثباتًا ورسوخًا، وسوف يبدو وكأنك تتحدث بموضوعية أكبر. سوف تتمكن من الاستماع إلى الآخرين، وسوف تمنحهم وقتًا للتحدث. عندما يكون الآخرون على حق، سوف يسهل عليك قبول كلامهم، ولن تكون تعاملاتك مع الناس شاقة للغاية. سوف تتمكن من التعاون بتناغم مع أي شخص. إذا كانت هذه هي الطريقة التي تؤدي بها واجبك، ألن يكون لديك إذًا العقل والإنسانية؟ تلك هي الطريقة لعلاج هذا النوع من الشخصية الفاسدة.
دعونا نقيم الآن شركة وجيزة عن طريقة علاج الشخصيات الفاسدة من خلال مشكلة الشخصية العنيدة التي ذكرتها للتو. لعلاج الشخصية الفاسدة، يجب على المرء أولًا أن يتمكن من قبول الحق. قبول الحق هو قبول دينونة الله وتوبيخه، وهو قبول كلامه الذي يكشف جوهر فساد الإنسان. إذا توصلت إلى معرفة وتحليل تدفقات فسادك وحالاتك الفاسدة ونواياك وسلوكياتك الفاسدة على أساس كلام الله، وتمكنت من الكشف عن جوهر مشكلاتك، فعندئذٍ سوف تكون قد ربحت معرفة بشخصيتك الفاسدة، وسوف تكون قد بدأت في عملية علاجها. ومن ناحية أخرى، إذا لم تمارس بهذه الطريقة، فلن تتمكن من علاج شخصيتك العنيدة. وليس هذا فحسب، بل لن تكون لديك أيضًا طريقة لاستئصال شخصياتك الفاسدة. يمتلك كل شخص الكثير من الشخصيات الفاسدة. فأين يجب أن يبدأ المرء في علاجها؟ أولًا، يجب على المرء علاج عناده لأن الشخصية العنيدة تمنع الناس من الاقتراب إلى الله والسعي إلى الحق والخضوع لله. العناد هو العثرة الأكبر أمام صلاة الإنسان وشركته مع الله. وهو العائق الأكبر أمام علاقة الإنسان الطبيعية بالله. بعد أن تكون قد عالجت شخصيتك العنيدة، سوف يكون من السهل علاج الشخصيات الأخرى. يبدأ علاج الشخصية الفاسدة بالتأمل في الذات ومعرفة الذات. عالج أي شخصيات فاسدة تكون على دراية بها. فكلما ازدادت معرفتك بها ازدادت قدرتك على علاجها؛ وكلما تعمقت معرفتك بها، أمكنك علاجها علاجًا أكثر شمولًا. هذه هي عملية علاج الشخصيات الفاسدة، فهي تجري من خلال الصلاة إلى الله والتأمل في الذات ومعرفتها وتحليل جوهر شخصية المرء الفاسدة من خلال كلام الله إلى أن يتمكن المرء من التخلي عن الجسد وممارسة الحق. ومعرفة جوهر شخصيتك الفاسدة ليست بالمهمة السهلة. فمعرفة نفسك لا تعني القول عمومًا: "أنا شخص فاسد. أنا شيطان ومن نسل الشيطان وسليل التنين العظيم الأحمر. إنني أقاوم الله وأعاديه. وأنا عدوه". لا يعني مثل هذا الكلام بالضرورة أنك تمتلك معرفة حقيقية بفسادك. ربما تكون قد عرفت هذه الكلمات من شخص آخر ولا تعرف الكثير عن نفسك. لا تستند معرفة الذات الحقيقية إلى معرفة الإنسان أو أحكامه، بل تستند إلى كلام الله. إنها رؤية عواقب الشخصية الفاسدة والمعاناة التي اختبرتها نتيجةً لها، والشعور بأن الشخصية الفاسدة لا تلحق الضرر بك وحدك بل بالآخرين أيضًا. إنها إدراك حقيقة أن الشخصيات الفاسدة تنشأ من الشيطان، وأنها سموم الشيطان وفلسفاته، وأنها معادية تمامًا للحق ولله. عندما تدرك هذه المشكلة، سوف تكون قد تعرفت إلى شخصيتك الفاسدة. بعد أن يعترف البعض بأنهم إبليس الشيطان، فإنهم ما زالوا لا يقبلون التهذيب والتعامل معهم. إنهم لا يعترفون بأنهم ارتكبوا أي خطأ أو انتهكوا الحق. ما مشكلتهم؟ إنهم ما زالوا لا يعرفون أنفسهم. يقول بعض الناس إنهم إبليس الشيطان، ولكن إذا سألتهم: "لماذا تقول إنك إبليس الشيطان؟"، فلن يتمكن من الرد. وهذا يوضح أنهم لا يعرفون شخصيتهم الفاسدة أو طبيعتهم وجوهرهم. لو استطاعوا أن يروا أن طبيعتهم هي طبيعة الشيطان وأن شخصيتهم الفاسدة هي شخصية الشيطان، واعترفوا أنهم بالتالي إبليس الشيطان، لكانوا قد عرفوا طبيعتهم وجوهرهم. تتحقق المعرفة الحقيقية بالذات من خلال كشف كلام الله ودينونته وممارسته واختباره. إنها تتحقق من خلال فهم الحق. إذا كان الشخص لا يفهم الحق، فبصرف النظر عما يقوله عن معرفته بالذات، فإنها معرفة فارغة وغير عملية لأنه لا يستطيع إيجاد أو فهم تلك الأشياء الجوهرية والأساسية. يجب على المرء لكي يعرف نفسه أن يعترف بأي شخصيات فاسدة يكون قد كشف عنها في مواقف محددة، وماهية نواياه، وما الذي كان يغش بخصوصه، وسبب عدم تمكنه من قبول الحق. يجب أن يتمكن من التعبير عن هذه الأمور بوضوح، وعندئذٍ فقط يمكنه معرفة نفسه. عندما يواجه بعض الناس التهذيب والتعامل معهم، فإنهم يعترفون بأنهم يسئمون الحق وبأن لديهم شكوكًا وحالات سوء فهم بشأن الله، وبأنهم محترسون منه. يعترفون أيضًا بأن كلام الله كله الذي يدين الإنسان ويكشفه هو كلام واقعي. وهذا يدل على أن لديهم القليل من معرفة الذات. ولكن معرفتهم بالذات ضحلة تمامًا نظرًا لأنهم لا يملكون معرفة بالله أو عمله ونظرًا لأنهم لا يفهمون مشيئته. إذا اعترف شخص ما بفساده فقط لكنه لم يجد أصل المشكلة، فهل يمكن علاج شكوكه وحالات سوء فهمه واحتراسه من الله؟ لا، لا يمكن علاجها. ولهذا السبب، فإن معرفة الذات أكثر من مجرد اعتراف بفساد الفرد ومشكلاته، إذ يجب على المرء أيضًا فهم الحق وعلاج مشكلة الشخصية الفاسدة من جذرها. تلك هي الطريقة الوحيدة لمعرفة حقيقة فساد المرء وبلوغ التوبة الحقيقية. عندما يتعرف أولئك الذين يحبون الحق إلى أنفسهم، فإنهم يتمكنون أيضًا من السعي إلى الحق وفهمه لعلاج مشكلاتهم. وهذا النوع وحده من معرفة الذات يحقق نتائج. عندما يقرأ الشخص الذي يحب الحق عبارة من كلام الله الذي يكشف الإنسان ويدينه قبل أي شيء آخر، فإنه يؤمن أن كلام الله الذي يكشف الإنسان حقيقي وواقعي، وأن كلام الله الذي يدين الإنسان هو الحق، وأنه يُمثِّل بر الله. يجب على محبي الحق على الأقل أن يتمكنوا من إدراك هذا. إذا كان شخص ما لا يؤمن حتى بكلام الله ولا يؤمن أن كلام الله الذي يكشف الإنسان ويدينه هو حقائق وهو الحق، فهل يمكنه أن يعرف نفسه من خلال كلامه؟ بالتأكيد لا، فهو لن يتمكن من ذلك حتى لو رغب فيه. إذا استطعت أن تكون راسخًا في إيمانك بأن جميع كلام الله هو الحق وآمنت به كله، فبصرف النظر عما يقوله الله أو طريقة حديثه، سوف يكون من السهل عليك التأمل فيه ومعرفة نفسك من خلاله إن تمكنت من الإيمان وقبول كلام الله حتى إن كنت لا تفهمه. يجب أن يستند التأمل في الذات على الحق، فهذا لا شك فيه. كلام الله وحده هو الحق، ولا شيء من كلام الإنسان ولا شيء من كلام الشيطان هو الحق. لقد كان الشيطان يفسد البشرية بجميع أنواع التعلم والتعاليم والنظريات لآلاف الأعوام، وأصبح الناس مخدرين وبليدي الذهن لدرجة أنهم لا يفتقرون فقط إلى أدنى معرفة بأنفسهم بل ويؤيدون البدع والمغالطات ويرفضون قبول الحق. والبشر أمثال هؤلاء لا يمكن إصلاحهم. فأولئك الذين لديهم إيمان حقيقي بالله يؤمنون أن كلامه فقط هو الحق، ويمكنهم معرفة أنفسهم على أساس كلام الله والحق، وبالتالي بلوغ التوبة الحقيقية. أما بعض الناس فلا يسعون إلى الحق، فهم لا يسندون تأملهم في الذات إلا على المعرفة البشرية ولا يعترفون بأي شيء أكثر من السلوك الخاطئ، ولا يمكنهم طوال الوقت رؤية جوهرهم الفاسد. ومعرفة الذات هذه مسعى لا طائل منه، ولا يسفر عن أي نتائج. يجب على المرء أن يؤسس تأمله في الذات على كلام الله، وبعد التأمل يتعرف بالتدريج إلى الشخصيات الفاسدة التي يكشف عنها. يجب أن يتمكن المرء من قياس ومعرفة نقائصه وجوهر إنسانيته وآرائه عن الأشياء ونظرته للحياة والقيم بناءً على الحق، ثم الوصول إلى تقييم وحكم دقيقين بشأن جميع هذه الأشياء. وبهذه الطريقة، يمكن أن يكتسب معرفة بذاته تدريجيًا. لكن معرفة الذات تزداد عمقًا كلما اختبر المرء المزيد في الحياة، وقبل أن يكون المرء قد ربح الحق، سوف يستحيل عليه أن يرى طبيعته وجوهره بالكامل. إذا كان الشخص يعرف نفسه حقًا، فيمكنه أن يرى أن البشر الفاسدين هم بالفعل نسل الشيطان وتجسيداته. سوف يشعر أنه لا يستحق العيش أمام الله ولا يستحق محبته وخلاصه، وسوف يتمكن من السجود أمامه تمامًا. وأولئك القادرون على مثل هذه الدرجة من المعرفة هم وحدهم الذين يعرفون أنفسهم حقًا. إن معرفة الذات شرط مسبق للدخول إلى واقع الحق. إذا أراد شخص ما ممارسة الحق والدخول إلى الواقع، فيجب أن يعرف نفسه. جميع الناس لديهم شخصيات فاسدة، وهم مقيدون ومحكومون دائمًا بهذه الشخصيات الفاسدة رغمًا عن أنفسهم. إنهم عاجزون عن ممارسة الحق أو طاعة الله. ولذلك، إذا أرادوا فعل هذه الأشياء، فينبغي عليهم أولًا أن يعرفوا أنفسهم ويعالجوا شخصياتهم الفاسدة. لا يمكن للمرء أن يفهم الحق ويربح معرفة الله إلا من خلال عملية علاج الشخصية الفاسدة، فعندئذٍ فقط يمكن للمرء أن يخضع لله ويشهد له. وهكذا يربح الحق. إن عملية الدخول إلى واقع الحق هي عملية علاج شخصية المرء الفاسدة. ما الذي يجب على المرء أن يفعله إذًا لعلاج شخصيته الفاسدة؟ أولًا، يجب أن يعرف المرء جوهرها الفاسد. وهذا يعني تحديدًا معرفة كيفية نشوء شخصية المرء الفاسدة، وأي من أكاذيب الشيطان ومغالطاتها التي قبلها المرء وأدت إلى ظهورها. بمجرد أن يفهم المرء هذه الأسباب الجذرية تمامًا على أساس كلام الله ويميزها، لن يكون مستعدًا فيما بعد للعيش وفقًا لشخصيته الفاسدة، بل سيريد فقط الخضوع لله والعيش وفقًا لكلامه. وعندما يكشف عن شخصية فاسدة، سوف يتمكن من تمييزها ورفضها والتخلي عن جسده. ومن خلال الممارسة والاختبار بهذه الطريقة، سوف يتخلص ببطء من جميع شخصياته الفاسدة.
يقول بعض الناس: "عندما قرأت كلمات الله الخاصة بالكشف والدينونة، تأملت نفسي وأدركت أنني متكبر ومخادع وأناني وشرير وعنيد ومجرد من الإنسانية". ويقول البعض إنهم متكبرون للغاية، وإنهم وحوش، وإنهم إبليس الشيطان. هل هذه معرفة حقيقية بالذات؟ إذا كانوا يتحدثون من القلب ولا يكتفون بنسخ شيء ما، فهذا يدل على أنهم على الأقل يتمتعون بقدر من معرفة الذات، والمسألة الوحيدة هي ما إذا كانت ضحلة أو عميقة. إذا كانوا ينسخون شيئًا ما ويكررون كلام شخص آخر، فهذه ليست معرفة حقيقية بالذات. يجب أن تكون معرفة المرء لشخصيته الفاسدة ملموسة وصولًا إلى كل مسألة وحالة. وهذا يعني تفاصيل مثل الحالات والتدفقات والسلوكيات والخواطر والأفكار التي تتعلق بالشخصية الفاسدة. فعندئذٍ فقط يمكن للمرء أن يعرف نفسه حقًا. وعندما يعرف الشخص نفسه حقًا، سوف يمتلئ قلبه بالندم وسوف يتمكن من التوبة الحقيقية. ما الشيء الأول الذي يجب أن يمارسه المرء للتوبة؟ (يجب على المرء أن يعترف بأخطائه). "الاعتراف بأخطائه" ليس الطريقة الصحيحة للتعبير عن ذلك، لكنه بالأحرى مسألة إقرار المرء ومعرفته بوجود شخصية فاسدة معينة. إذا قال المرء إن شخصيته الفاسدة هي نوع من الخطأ، فهو مخطئ. الشخصية الفاسدة شيء يرتبط بطبيعة المرء، أي شيء يتحكم بالشخص. إنها تختلف عن الخطأ الذي يحدث لمرَّة واحدة. بعد أن يكشف بعض الناس عن الفساد يُصلِّون لله قائلين: "يا الله، لقد أخطأت. أنا آسف". وهذا أمر غير دقيق. سوف يكون "الاعتراف بارتكاب خطية" أكثر ملاءمة من ذلك. والطريقة المحددة التي يمارس بها الناس التوبة هي معرفة أنفسهم وعلاج مشكلاتهم. عندما يكشف شخص ما عن شخصية فاسدة أو يرتكب تعديًا ويدرك أنه يقاوم الله ويستجلب كراهيته، ينبغي عليه حينئذٍ أن يتأمل نفسه ويعرفها من خلال كلمات الله ذات الصلة. وبالتالي، سوف يربح قدرًا من المعرفة عن شخصيته الفاسدة ويعترف بأنها تأتي من سموم الشيطان وفساده. وبعد ذلك، عندما يتوصل إلى مبادئ ممارسة الحق ويتمكن من ممارسة الحق، فإن تلك هي التوبة الحقيقية. بصرف النظر عن الفساد الذي يكشفه الشخص، إذا تمكَّن أولًا من معرفة شخصيته الفاسدة، وسعى إلى الحق لعلاجها، ومارس الحق، فتلك هي التوبة الحقيقية. يعرف بعض الناس القليل عن أنفسهم، ولكن لا توجد علامات توبة بداخلهم، ولا يوجد أي دليل على ممارستهم للحق. إذا بقوا دون تغيير بعد ربح معرفة الذات، فذلك بعيد عن التوبة الحقيقية. يجب على المرء لبلوغ التوبة الحقيقية أن يعالج شخصياته الفاسدة. كيف ينبغي على المرء إذًا على وجه التحديد الممارسة والدخول لعلاج شخصياته الفاسدة؟ إليك أحد الأمثلة. الناس لديهم شخصيات خادعة، فهم يكذبون ويخدعون دائمًا. إذا أدركت ذلك، فإن المبدأ الأبسط والأكثر مباشرة للممارسة لعلاج خداعك هو أن تكون شخصًا صادقًا وأن تقول الحق وتتصرف تصرفات صادقة. قال الرب يسوع، "بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا". يجب على المرء أن يتبع مبادئ كلام الله ليكون صادقًا. هذه الممارسة البسيطة هي الأكثر فعالية، فهي سهلة الفهم والممارسة. ومع ذلك، نظرًا لأن الناس فاسدون للغاية، ونظرًا لأنهم جميعًا لديهم طبائع شيطانية ويعيشون وفقًا لشخصيات شيطانية، فإنه يصعب عليهم للغاية ممارسة الحق. إنهم يرغبون في أن يكونوا صادقين، لكنهم لا يستطيعون. لا يسعهم إلا قول الأكاذيب والانخراط في الخداع، وعلى الرغم من أنهم قد يشعرون بالندم بعد إدراك هذا، فإنهم سيظلون عاجزين عن التخلص من قيود شخصيتهم الفاسدة، وسوف يواصلون الكذب والغش كما فعلوا من قبل. كيف ينبغي علاج هذه المشكلة؟ يتمثل جزء من العلاج في معرفة المرء أن جوهر شخصيته الفاسدة قبيح وحقير، وفي تمكُّنه من كراهيتها من قلبه. ويتمثل جزء آخر في تدريب المرء نفسه على الممارسة وفقًا لمبدأ الحق. "بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لَا لَا". عندما تمارس هذا المبدأ، فإنك تكون في مرحلة علاج شخصيتك المخادعة. وبطبيعة الحال، إذا تمكنت من الممارسة وفقًا لمبادئ الحق أثناء علاج شخصيتك المخادعة، فهذا دليل على أنك تُغيِّر نفسك، وهذه هي بداية توبتك الحقيقية، والله يرضى عن هذا. فهذا يعني أنه عندما تُغيِّر نفسك، سوف يُغيِّر الله رأيه عنك. وعندما يفعل الله هذا، فإنه في الواقع يعفو عن شخصيات الإنسان الفاسدة وعصيانه. إنه يغفر للناس ولا يعود يذكر خطاياهم أو معاصيهم. هل هذا محدد بما يكفي؟ هل فهمتم هذا؟ إليك مثال آخر. لنقل على سبيل المثال أن لديك شخصية متكبرة، وأنه بصرف النظر عما يحدث لك فأنت عنيد جدًا إذ تريد دائمًا أن تكون صاحب القرار وأن تجعل الآخرين يطيعونك وأن يفعلوا ما تريد منهم فعله. ثم يأتي اليوم الذي تدرك فيه أن هذا ناتج عن شخصية متكبرة. إن اعترافك أنها شخصية متكبرة هو الخطوة الأولى نحو معرفة الذات. وانطلاقًا من ذلك، ينبغي أن تبحث عن بعض المقاطع من كلام الله التي تكشف عن الشخصية المتكبرة لتقارن نفسك بها وتتأمل فيها وتعرف نفسك. إذا وجدت أن المقارنة مناسبة تمامًا واعترفت أن الشخصية المتكبرة التي يكشفها الله موجودة فيك، ثم ميَّزت وكشفت مصدر شخصيتك المتكبرة وسبب ظهورها وأي من سموم الشيطان وبدعه ومغالطاته تتحكم بها، فسوف تكون قد تعمقت في أصل تكبُّرك بعد النظر في جوهر جميع هذه الأسئلة. هذه معرفة حقيقية بالذات. عندما يكون لديك تعريف أدق لكيفية الكشف عن هذه الشخصية الفاسدة، سوف يُسهِّل ذلك معرفة أعمق وأكثر عملية عن نفسك. ماذا ينبغي أن تفعل بعد ذلك؟ ينبغي أن تبحث عن مبادئ الحق في كلام الله، وأن تفهم ما نوع السلوك البشري والكلام من مظاهر الطبيعة البشرية. وبعد أن تجد طريق الممارسة، يجب أن تمارس وفقًا لكلام الله، وعندما يكون قلبك قد تغيَّر، تكون قد تبت حقًا. سوف توجد مبادئ لكلامك وأفعالك، وليس هذا فحسب، بل ستعيش أيضًا على شبه الإنسان وتتخلص تدريجيًا من شخصيتك الفاسدة. وسوف يراك الآخرون شخصًا جديدًا: لن تعود فيما بعد ذاك الشخص العتيق الفاسد الذي كنت عليه من قبل، بل شخصًا مولودًا من جديد بكلام الله. ومثل هذا الشخص هو الذي تغيَّرت شخصيته الحياتية.
معرفة الذات ليست مهمة سهلة. إنها تتحقق بقبول الحق بالإضافة إلى ممارسة كلام الله واختباره، ولا يمكن بلوغ معرفة الذات الحقيقية إلا بقبول دينونة الله وتوبيخه. فأولئك الذين لم يختبروا الدينونة والتوبيخ يمكنهم على الأكثر أن يعترفوا بالأخطاء التي ارتكبوها، والأشياء التي فعلوها بشكل خاطئ. وسوف يصعب عليهم للغاية أن يروا طبيعتهم وجوهرهم بوضوح. على الرغم من أن المؤمنين في عصر النعمة توقفوا عن ارتكاب خطايا معينة وغيَّروا سلوكهم إلى الأفضل، لماذا لم يحققوا تغييرًا في شخصياتهم الحياتية؟ ولماذا قاوموا الله بل وخانوه على الرغم من إيمانهم به؟ يصعب على البشرية الفاسدة تمييز مصدر هذه المشكلة. لماذا توجد شخصيات شيطانية لدى جميع الناس؟ لأن الشيطان أفسد البشرية، ولأن الناس قبلوا أكاذيبه وفلسفاته. وذلك هو ما أدى إلى ظهور شخصيات فاسدة، وتلك هي الكيفية التي أصبحت شخصية الشيطان بها مصدر مقاومة الإنسان لله. هذا هو الشيء الأصعب الذي يمكن للناس تمييزه. فالله يُجري عمل دينونته في الأيام الأخيرة لخلاص البشرية من تأثير الشيطان وعلاج مصدر خطية البشرية ومقاومتها لله. لقد أفسد الشيطان البشرية لآلاف الأعوام، وترسخت طبيعته في قلوب البشر. ولذلك، لا يمكن علاج أي نوع من الشخصيات الفاسدة والتخلص منها بمجرد محاولة أو محاولتين من التأمل في الذات ومعرفة الذات. تتدفق الشخصيات الفاسدة باستمرار وبصفة متكررة؛ ولذلك يحتاج الناس إلى قبول الحق وخوض معركة طويلة مع شخصياتهم الشيطانية حتى يتغلبوا على الشيطان. وعندئذٍ فقط يمكنهم التخلص تمامًا من شخصياتهم الفاسدة. ولذلك، يجب على الناس الصلاة إلى الله بلا انقطاع والسعي إلى الحق والتأمل في الذات ومعرفة أنفسهم وممارسة الحق حتى يتوقف الفساد عن التدفق منهم وحتى تتغير شخصياتهم الحياتية ويَبْلغوا الخضوع لله. وعندئذٍ فقط سوف يربحون رضا الله. قد لا تكون نتائج كل معركة ظاهرة على الفور، وقد تظل تكشف عن شخصيات فاسدة بعد ذلك. ربما تشعر بالسلبية والإحباط نوعًا ما، لكنك لا تكون راغبًا في الاستسلام، ولا يزال بإمكانك الاستمرار في المحاولة الجادة والتطلع إلى الله والاتكال عليه. إذا ثابرت بتلك الطريقة لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، فسوف تتمكن حقًا من ممارسة الحق، وسوف يوجد السلام والفرح في قلبك. وبعد ذلك سوف ترى بوضوح أن كل فشل وكل جهد وكل ربح حققته كان علامة جيدة على أنك كنت تسير نحو تحقيق تغيير في شخصيتك وجعل الله يُغيِّر رأيه عنك. على الرغم من أن كل تغيير غير محسوس للوعي البشري، فإن التغيير في الشخصية الذي يصاحب كل منعطف لا يمكن تحقيقه من خلال أي عمل أو شيء آخر. فهذا هو المسار الذي يجب على المرء أن يسلكه لتغيير شخصيته والدخول إلى الحياة. وهذه هي الطريقة التي يجب بها ممارسة السعي إلى تغيير الشخصية. وبالطبع، ينبغي أن يكون لدى الناس فهم دقيق لكيفية حدوث التغيير في الشخصية: إنه ليس تغييرًا مفاجئًا هائلًا يجلب المفاجآت والمسرات كما يتصورون. فتلك ليست طريقة حدوثه. إنها مسألة تغيير بصورة لا شعورية وبطيئة وتدريجية. عندما يتمكن المرء من ممارسة الحق، سوف يرى ثمار عمله. وعندما تنظر إلى الوراء بعد السير في هذا المسار لمدة ثلاثة أو خمسة أو عشرة أعوام، سوف تُفاجأ عندما تجد أن شخصيتك قد تغيَّرت تغيُّرًا هائلًا في تلك الأعوام العشرة وأنك مختلف تمامًا. ربما لم تتغير سماتك ومزاجك أو نمط حياتك وما إلى ذلك، لكن الشخصيات والحالات والسلوكيات التي تصدر عنك سوف تكون في غاية الاختلاف كما لو أنك أصبحت حقًا شخصًا مختلفًا. لماذا سيحدث مثل هذا التغيير؟ لأنك في تلك الأعوام العشرة، ستكون قد خضعت للدينونة والتوبيخ والتهذيب والتعامل معك والاختبار والتنقية بكلام الله مرَّات عديدة، وتكون قد فهمت العديد من الحقائق. سوف يبدأ هذا بتغيير في وجهات نظرك حول الأشياء، وتغيير في نظرتك إلى الحياة وقيمك، وسوف يتبعه تغيير في شخصيتك الحياتية وتغيير في الأساس الذي تعتمد عليه للبقاء على قيد الحياة. ومع حدوث هذه التغييرات، سوف تصبح بالتدريج شخصًا آخر، أي شخصًا جديدًا. على الرغم من أن سماتك ومزاجك وأسلوب حياتك وحتى كلامك وتصرفك قد لا يتغير، فإنك ستكون قد غيَّرت شخصيتك الحياتية، وذلك وحده تغيير أساسي وجوهري. ما علامات التغيير في الشخصية؟ وكيف يظهر على وجه التحديد؟ إنه يبدأ بتغيير آراء الشخص حول الأشياء؛ أي عندما تتغير الآراء العديدة لدى الشخص حول أمور غير المؤمنين، بينما يربح فهمًا للحق، وتصبح تلك الآراء أقرب إلى حق كلام الله. هذه هي المرحلة الأولى من تغيير الشخصية. وفيما وراء ذلك، يمكن للناس التركيز على ممارسة الحق من خلال التأمل في الذات ومعرفة الذات. فمن خلال التأمل في مختلف النوايا والدوافع والخواطر والأفكار والمفاهيم ووجهات النظر والمواقف التي تنشأ داخلهم، يمكنهم تحديد مشكلاتهم والبدء في الشعور بالندم عليها. وبعدها يمكنهم التخلي عن الجسد وممارسة الحق. وأثناء ذلك، سوف يعتزون بكلام الله والحق أكثر، ويعترفون بأن المسيح هو الحق والطريق والحياة. سوف يكونون أكثر استعدادًا لاتباع المسيح والخضوع له، وسوف يشعرون أن الله يُعبِّر عن الحقائق لكشف الإنسان ودينونته وتوبيخه، ولتغيير شخصية الناس الفاسدة، وأنه بفعل ذلك يُخلِّص الله الإنسان ويُكمِّله بطريقة عملية حقًا. سوف يشعرون أنه من دون دينونة الله وتوبيخه أو إعالة كلامه وتوجيهه، لن تتوفر للناس طريقة لتحقيق الخلاص، ولن يتمكنوا من جني مثل هذه المكافآت. سوف يبدأون في محبة كلام الله، وسوف يشعرون أنهم يتكلون عليه في حياتهم الحقيقية، وأنهم بحاجة إلى كلامه لإعالتهم وإرشادهم وتمهيد الطريق لهم. سوف تمتلئ قلوبهم بالسلام، وعندما يصيبهم شيء ما سوف يبحثون تلقائيًا عن كلام الله ليكون أساسًا لهم، وسوف يبحثون عن المبادئ وطريق الممارسة في داخلهم. هذه إحدى النتائج التي تتحقق من خلال معرفة الذات. وتوجد نتيجة أخرى: لن يعود الناس يتعاملون مع تدفقات شخصياتهم الفاسدة كما كانوا يفعلون من قبل، أي بموقف العناد. وبدلًا من ذلك، سوف يتمكنون من تهدئة قلوبهم والاستماع إلى كلام الله بموقف الصدق، وسوف يكون بمقدورهم قبول الحق والأشياء الإيجابية. وهذا يعني أنه عندما تصدر عنهم شخصية فاسدة، فإنهم لن يعودوا كما كانوا من قبل عنيدين ومتصلبين وعدوانيين ومتكبرين ووقحين وخبثاء. وبدلًا من ذلك، سوف يتأملون بشكل استباقي في أنفسهم ويربحون معرفة مشكلاتهم الحقيقية. ربما لا يعرفون جوهر شخصيتهم الفاسدة، لكنهم سوف يتمكنون من تهدئة أنفسهم والصلاة إلى الله والسعي إلى الحق، وبعد ذلك سوف يعترفون بمشكلاتهم وشخصيتهم الفاسدة، ويتوبون إلى الله، ويصممون على التصرف تصرفًا مختلفًا في المستقبل. وذلك بمجمله موقف خضوع. فبهذه الطريقة، سوف يربحون قلوبًا خاضعة لله. وأيًا كان ما يقوله الله ومهما طلب منهم، ومهما كان العمل الذي يُجريه أو البيئات التي يرتبها لهم، فسوف يكون من السهل على الناس الخضوع له. لن تُشكِّل شخصياتهم الفاسدة عقبة كبيرة أمامهم، وسوف يكون من السهل علاجها والتغلب عليها. في تلك المرحلة، سوف تكون ممارسة الحق سهلة بالنسبة إليهم، وسوف يتمكنون من تحقيق الخضوع لله. هذه هي علامات التغيير في الشخصية. عندما يتمكن شخص ما من ممارسة الحق والخضوع لله بالفعل، من العدل القول إن شخصيته الحياتية قد خضعت بالفعل لتغيير، وهو تغيير فعلي يتحقق بالكامل من خلال السعي إلى الحق. وجميع السلوكيات التي تنشأ عند الناس خلال هذه العملية، سواء كانت سلوكيات إيجابية، أو سلبية وضعف طبيعيين، تكون ضرورية ولا يمكن تجنبها. ونظرًا لوجود سلوكيات إيجابية، فلا بدّ أيضًا أن توجد سلوكيات السلبية والضعف، لكن السلبية والضعف مؤقتان. وبمجرد أن يمتلك الشخص قامة معينة، سيكون لديه مقدار من الحالات السلبية الضعيفة أقل من ذي قبل، ومقدار أكبر من السلوكيات والدخول الإيجابي، وسوف تصبح أفعاله وفقًا للمبدأ على نحو متزايد. مثل هذا الشخص هو الذي يطيع الله والذي تغيَّرت شخصيته الحياتية بعد تطهير شخصيته الفاسدة. يمكن القول إن هذه هي النتائج التي يحققها الساعون إلى الحق من خلال اختبار دينونة كلام الله وتوبيخه، ومن خلال التهذيب والتعامل معهم واختبارهم وتنقيتهم مرارًا وتكرارًا.
نظرًا لأن جميع الناس سمعوا الآن العمليات المحددة والطبيعية للسعي إلى الحق وفهموها، لا ينبغي لهم بعد الآن اختلاق مبررات أو أعذار مختلفة لأسباب سأمهم من الحق أو مقاومته أو عدم السعي إليه. وبعد أن فهمتَ هذه الحقائق ورأيت هذه المسألة بوضوح، هل لديك الآن تمييز للمبررات والأعذار التي يُقدِّمها الناس لعدم السعي إلى الحق؟ إذا قال أحد كبار السن: "أنا كبير السن. لست متحفزًا أو متحمسًا كالشاب. فمع تقدمي في العمر، أفقد مشاكسة الشباب وطموحهم، ولا أعود متكبرًا. ولذلك، فإن قولك بأنني متكبر هراء، فأنا لست كذلك!" هل هو على صواب؟ (لا). من الواضح لا. جميعكم تميزون مثل هذا الكلام الآن. سوف تتمكن من كشف ذلك الشخص والقول: "على الرغم من أنك كبير السن، لا تزال لديك شخصية متكبرة. وقد كنت متكبرًا طوال حياتك من دون أن تعالجها قط. هل تريد الاستمرار في التكبُّر؟" يقول بعض الشباب: "أنا صغير جدًا، ولم أختبر فوضى المجتمع ولم أخاصم أو أنسَقْ داخل مجموعات مختلفة. ليست لديَّ التجارب التي لدى الأشخاص الذين عاشوا في العالم، والأهم من ذلك بالطبع أنني لست مراوغًا أو خائنًا مثل أولئك الثعالب المسنّة. وكشابّ، من الطبيعي أن يكون لديَّ قدر ضئيل من الشخصية المتكبرة، فأنا على الأقل لست ماكرًا ومخادعًا وشريرًا مثل كبير السن". هل من المناسب قول هذا؟ (لا). لكل شخص شخصية فاسدة، وهي لا علاقة لها بالعمر أو الجنس. فأنت لديك ما لدى الآخرين، ولديهم ما لديك. لا توجد حاجة لأي شخص لتوجيه أصابع الاتهام. لا يكفي بالطبع مجرد الاعتراف بأن كل شخص لديه شخصية فاسدة. فنظرًا لأنك اعترفت بأن لديك شخصية فاسدة، يجب أن تسعى إلى الحق لعلاجها، ولن تصل إلى هدفك إلى أن تكون قد ربحت الحق وتغيَّرت شخصيتك. يعتمد علاج الشخصية الفاسدة في النهاية على قبولك للحق، والتخلي عن مبرراتك وأعذارك، والقدرة على مواجهة شخصيتك الفاسدة بشكل صحيح. يجب ألا تتجنبها أو تتنصل منها بأعذار، وبالتأكيد يجب ألا ترفض الاعتراف بها. هذه أشياء سهلة التحقيق. ما الشيء الأصعب الذي يمكن فعله؟ أستطيع التفكير في شيء ما. يوجد من يقول: "قل إنني أسعى إلى الحق أو لا أسعى. قل إنني لا أحب الحق أو أسأم منه. اكشف أن لديَّ أي شخصية فاسدة، فسوف أتجاهلك ببساطة. إنني أفعل كل ما يطلبه مني بيت الله أو أي عمل يكون مطلوبًا، وأُنصت خلال العظات والاجتماعات، وأشارك في القراءة عندما يأكل الجميع ويشربون من كلام الله، وأجلس وأشاهد مقاطع فيديو عن الشهادة الاختبارية بجانبكم، وآكل عندما تأكلون. أنا في وضع محاكاة معكم. من فيكم يمكنه القول إنني لا أسعى إلى الحق؟ هذه هي الطريقة التي أؤمن بها، ولذلك يمكنكم أن تفعلوا أو تقولوا ما تريدون، فلا أبالي!" يتظاهر مثل هذا الشخص بعدم اختلاق أعذار أو تبريرات، لكنه أيضًا لا ينوي السعي إلى الحق. يبدو الأمر كما لو أن عمل الله الخلاصي لا علاقة له به، وكأنه لا يحتاج إليه. وأمثال هؤلاء الناس لا يقولون صراحةً: "إن إنسانيتي صالحة، فأنا أؤمن حقًا بالله وعلى استعداد للتخلي عن الأشياء ويمكنني المعاناة ودفع ثمن. هل أنا بحاجة إلى قبول دينونة الله وتوبيخه فوق ذلك؟" إنهم لا يقولون هذا صراحةً، ولا يملكون موقفًا واضحًا تجاه الحق، ولا يدينون عمل الله ظاهريًا. لكن كيف يعامل الله أمثال هؤلاء؟ إذا لم يسعوا إلى الحق، وإذا كانوا غير مبالين بتاتًا بكلام الله وكانوا يتجاهلونه، فإن موقف الله تجاههم واضح جدًا. إنه يشبه تمامًا ذلك السطر في الكتاب المقدس الذي يقول: "هَكَذَا لِأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلَا حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي" (رؤيا 3: 16). الله لا يريدهم، وذلك يعني المتاعب. هل يوجد أمثال هؤلاء الناس في الكنيسة؟ (نعم). كيف يجب تصنيفهم إذًا؟ وأين ينبغي تصنيفهم؟ لا توجد حاجة لتصنيفهم. فباختصار، أمثال هؤلاء الناس لا يسعون إلى الحق. إنهم لا يقبلون الحق ولا يتأملون أنفسهم أو يعرفونها، وليست لديهم قلوب تائبة. وبدلًا من ذلك، لديهم إيمان مشوش ومضطرب بالله. إنهم يفعلون ما يطلبه بيت الله منهم دون التسبب في أي إزعاجات أو تعطيلات. اسألهم: "هل لديك أي مفاهيم؟" "لا". "هل لديك أي شخصيات فاسدة؟" "لا". "هل ترغب في أن تنال الخلاص؟" "لا أعرف". "هل تعترف أن كلام الله هو الحق؟" "لا أعرف". اسألهم عن أي شيء فيقولون إنهم لا يعرفون. هل توجد مشكلة مع أمثال هؤلاء؟ (نعم). توجد مشكلة، لكنهم يشعرون أنها ليست مشكلة وأنها لا تحتاج إلى علاج. يقول الكتاب المقدس: "هَكَذَا لِأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلَا حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي". تلك العبارة "أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي" هي مبدأ التعامل مع أمثال هؤلاء الأشخاص، وهي النتيجة التي يحصلون عليها. ألّا تكون باردًا ولا حارًا يعني أن هؤلاء الناس ليس لديهم أي آراء وأنه بصرف النظر عن الكيفية التي تقيم بها شركة معهم بخصوص أمور تغيير الشخصية أو الخلاص، فإنهم يظلون غير مبالين. ماذا يعني تعبير "غير مبالين" هنا؟ يعني أنهم غير مهتمين بمثل هذه الأمور وغير راغبين في سماعها. قد يقول البعض: "ما الخطأ الشديد في عدم وجود آراء أو تدفقات للفساد؟" يا له من هراء مطلق! هؤلاء أناس أموات بلا أرواح ليسوا باردين ولا حارين، ولا مجال لأن يعمل الله فيهم. عندما يتعلق الأمر بالناس الذين لا يمكن أن يخلصوا، فإن الله يتقيؤهم وينتهي من أمرهم. إنه لا يعمل فيهم، ولن نُجري أي نوع من التقييم لمثل هؤلاء الناس بل سنكتفي بتجاهلهم. إذا كان أمثال هؤلاء الناس في الكنيسة، فيجوز أن يبقوا ما داموا لا يسببون أي إزعاج، ولكن إذا فعلوا ذلك فيجب طردهم. هذا شيء سهل العلاج. فكلامي موجه إلى أولئك الذين يمكنهم قبول الحق ويرغبون في السعي إليه ولديهم موقف واضح تجاهه ويعترفون بأن لديهم شخصيات فاسدة ويمكنهم نيل الخلاص. وكلامي موجه إلى أولئك الذين يمكنهم فهم كلام الله وسماع صوته، وموجه إلى خراف الله – أولئك هم الأشخاص الذين يُوجه إليهم كلام الله. ليس كلام الله موجهًا إلى أولئك الذين ليسوا باردين ولا حارين تجاهه. فأمثال هؤلاء الناس غير مهتمين بالحق، وليسوا باردين ولا حارين بشأن كلام الله وعمله. وطريقة التعامل مع أمثال هؤلاء الناس هي أن تقول: "ارحل، فوضعك لا علاقة له بي"، وأن تتجاهلهم ولا تُضيِّع أي مجهود عليهم.
لقد أقمنا للتو شركة عن بعض الأمثلة السلبية المتعلقة بموضوع السعي إلى الحق. غالبًا ما يختلق الناس دون وعي مبررات وأعذارًا وذرائع مختلفة ينكرون بها تدفقات الشخصيات الفاسدة. وبالطبع، غالبًا ما يخفون أيضًا وجود شخصياتهم الفاسدة ويخدعون أنفسهم والآخرين. هذه طرق الإنسان الحمقاء والغبية. يقر الناس من ناحية بأن جميع كلام الله الذي يدين الإنسان هو الحق، ومن ناحية أخرى ينكرون وجود شخصياتهم الفاسدة وكذلك سلوكياتهم الخاطئة التي تنتهك الحق. هذه علامة واضحة على أنهم لا يقبلون الحق. بصرف النظر عما إذا كنت تنكر أو تقر بأن لديك شخصية فاسدة، أو ما إذا كنت تُقدِّم أعذارًا أو مبررات أو حججًا خادعة لتدفقات سلوكك الفاسد، وباختصار إذا كنت لا تقبل الحق، فلا يمكن أن تربح خلاص الله. هذا أمر لا جدال فيه. فأي شخص لا يسعى إلى الحق بتاتًا سوف يُكشَف ويُستبعَد في النهاية مهما كان عدد الأعوام التي أمضاها في الإيمان. وهذه الآخرة مخيفة. فلن يمر وقت طويل حتى تحل الكوارث وتنكشف، وعندما تأتي الكوارث سوف تشعر بالخوف. قد تكون لديك العديد من المبررات والأعذار الوافرة، أو قد تكون متنكرًا ومتخفيًا بإحكام، ولكن توجد حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها: أن شخصيتك الفاسدة لم تُمس ولم تتغير على الإطلاق. أنت عاجز عن معرفة نفسك حقًا وعن التوبة الحقيقية، وفي النهاية لن تتمكن من تغيير نفسك حقًا أو الخضوع لله، ولن يُغيِّر الله رأيه عنك. ألن تكون في ورطة كبيرة حينها؟ سوف تكون في خطر استبعادك. ولهذا السبب، فإن الشخص الذكي يتخلى عن هذه الأعذار الطائشة والمبررات الحمقاء ويتخلص من تنكراته وتخفياته. سوف يواجه الشخصيات الفاسدة التي تتدفق منه مواجهةً صحيحة ويستخدم الطرق الصحيحة للتعامل معها وعلاجها ويسعى جاهدًا لعمل كل ما يفعله وتقديم أعمال صالحة حتى يُغيِّر الله رأيه عنه. إذا غيَّر الله رأيه عنك، فهذا يثبت أنه سامحك فعلًا عن تمردك ومقاومتك فيما مضى. سوف تشعر بالسلام والفرح ولن تشعر بالقمع فيما بعد وكأن ثقلًا قد انزاح من على كاهلك. وهذا الشعور هو تأييد روحك، فأنت لديك الآن رجاء في الخلاص. وهذا الرجاء هو ما بادلته بالأثمان التي دفعتها في سعيك إلى الحق وأعمالك الصالحة. إنه النتيجة التي حققتها بالسعي إلى الحق وإعداد الأعمال الصالحة. وبالمقابل، قد تعتقد أنك ذكي بما يكفي بالفعل، وقد تتمكن من إيجاد مبررات كافية للدفاع عن نفسك وتبرئتها في كل مرَّة يتدفق منك الفساد. يمكنك إخفاء شخصيتك الفاسدة وتغليفها، وبالتالي تتجنب بذكاء الاضطرار إلى التأمل فيها ومعرفتها كما لو أنك لم تُظهر أي فساد. وقد تعتقد أنك مفرط الذكاء إذ تتجنب مرارًا وتكرارًا الانكشاف من البيئات المختلفة التي رتبها الله. لن تكون قد تأملت نفسك أو عرفتها، ولن تكون قد ربحت الحق، وسوف تكون قد فاتتك العديد من فرص تكميل الله لك. ماذا ستكون عواقب هذا؟ دعنا نضع جانبًا ما إذا كان بإمكانك التوبة أو نيل الخلاص في الوقت الحالي، ولنكتفي بالقول إنه إذا أعطاك الله فرصًا للتوبة مرارًا وتكرارًا ولم تُجبرك أي فرصة منها على تغيير رأيك، فسوف تكون في ورطة كبيرة. ما الفائدة من مدى دفاعك عن نفسك جيدًا، ومدى تقديم نفسك جيدًا، ومدى إخفاء نفسك جيدًا، ومدى عذرك وتبريرك لنفسك؟ إذا كان الله قد أعطاك الفرص مرارًا وتكرارًا ولم يضطرك هذا حتى لتغيير رأيك، فأنت في خطر. هل تعرف أي خطر؟ أنت تستمر بعناد في تقديم الأعذار لشخصيتك الفاسدة، وتقديم الأعذار والمبررات لعدم السعي إلى الحق، ومقاومة ورفض دينونة الله وعمله، ومع ذلك تعتقد أنك على ما يرام تمامًا وتؤمن أنك مستريح الضمير. أنت ترفض إشراف بيت الله عليك وتهذيبك والتعامل معك، وتتهرب من دينونة الله وتوبيخه وخلاصه مرارًا وتكرارًا بقلب مليء بالعصيان ضده. وفي حين أن الله يمقتك بالتأكيد وتخلى عنك بالفعل، فإنك تعتقد مع ذلك أنك قد تنال الخلاص. ألا تعلم أنك قد ابتعدت للغاية بالفعل في الطريق الخطأ وأنك في الواقع خارج الفداء؟ الله يملك في بيت الله. هل تعتقد أنك بعيد عن سلطان الله عندما تقاومه وترتكب شرورك المتنوعة؟ أنت لا تقبل دينونة الله وتوبيخه، ولم تربح الحق والحياة، وليست لديك شهادة اختبارية على الإطلاق. ولهذا يدينك الله. أنت تجلب كارثة على نفسك. وهذا لا ينم على أي ذكاء، فهو حماقة مفرطة! هذا أمر كارثي! لقد أوضحنا هذا هنا، فإذا كنت لا تصدقه، فانتظر وانظر. من الأفضل ألا تعتقد أنه إذا كانت لديك مجموعة من المبررات لعدم السعي إلى الحق وكانت لديك بلاغتك ومكائدك، وأنه إذا لم يستطع أحد أن يهزمك في الجدال ولم يستطع الإخوة والأخوات أن يكشفوك وإذا لم تكن الكنيسة لديها أي مبرر لطردك، فإنه لا يمكن لبيت الله أن يفعل شيئًا لك على الإطلاق. أنت مخطئ في ذلك. أنت تستمر في مجادلة الله، وسوف أرى كم من الوقت يمكنك أن تنافسه! هل ستتمكن من منافسته حتى اليوم الذي يكافئ فيه الله الأخيار ويعاقب الأشرار بعد اكتمال عمله؟ هل يمكنك التأكد من أنك لن تموت في الكوارث وأنك سوف تنجو منها؟ هل تملك حقًا السيادة على مصيرك؟ قد تسمح لك مبرراتك وأعذارك بالهروب من التحقيق في بيت الله لفترة، وقد تُمكِّنك من إطالة وجودك الحقير لبعض الوقت. قد تتمكن من خداع الناس مؤقتًا والاستمرار في التنكر وخداع الآخرين في الكنيسة وشغل مكان فيها، ولكن لا يمكنك الهروب من فحص الله أو تمحيصه. يقرر الله آخرة الشخص بناءً على ما إذا كان لديه الحق أم لا. إنه يُجري عمله ويذريه بنفسه. بصرف النظر عن نوع الشخص أو الشيطان الذي أنت عليه، لا يمكنك الهروب من دينونة الله وإدانته. بمجرد أن يفهم شعب الله المختار الحق ويربح التمييز، لن يتمكن أحد من الهروب، أي عند طردك من الكنيسة. قد يكون بعض الناس غير مقتنعين ويتذمرون قائلين: "لقد بذلت الكثير من أجل الله وأجريت الكثير من العمل من أجله ودفعت مثل هذا الثمن. تخليت عن عائلتي وزواجي ومنحت شبابي لله وعمله. تخليت عن مهنتي وأنفقت نصف طاقة عمري على يقين ربح البركات التي يمنحها. لم أتصور قط استبعادي بسبب عدم السعي إلى الحق وعدم ممارسته مطلقًا!" ألا تعلم أن الحق يسود في بيت الله؟ ألا يتضح لك من يكافئهم الله ومن يباركهم؟ إذا كان تخليك وبذلك قد أديا إلى شهادة اختبارية حقيقية، وكانا أيضًا يشهدان على عمل الله، فسوف يكافئك الله ويباركك. وإذا لم يكن تخليك وبذلك يُمثِّلان شهادة اختبارية حقيقية ولا يُمثِّلان في الأساس شهادة على عمل الله، وإذا كانا بدلًا من ذلك يُمثِّلان شهادة لنفسك وطلبًا إلى الله للاعتراف بإنجازاتك، فأنت تسير في طريق بولس نفسه. إن ما تفعله شرير ومقاوم لله، وسوف يقول لك الله: "ابتعد عني يا فاعل الشر!" وماذا سيعني هذا؟ سوف يكون دليلًا على أنك منكوب ومحكوم عليك بالوقوع في الكوارث والعقاب. وسوف تواجه كارثة. لقد كان بولس متفوقًا على عامة الناس في عصره من حيث المكانة والعمل الذي أداه وكفاءته ومواهبه، ولكن ماذا نتج عن ذلك؟ من البداية إلى النهاية في إيمانه بالله، كان بولس يحاول إبرام صفقة مع الله ووضع الشروط. فقد طلب أجرًا وإكليلًا من الله. وفي النهاية، لم يتب حقًا أو يهيئ العديد من الأعمال الصالحة. وبطبيعة الحال، كان بعيدًا عن امتلاك قدرٍ كبير من الشهادة الاختبارية الحقيقية. هل يمكن أن يكون قد ربح عفو الله من دون أن يتوب حقًا؟ هل يمكن أن يكون قد جعل الله يُغيِّر رأيه عنه؟ هذا مستحيل. لقد أمضى بولس حياته كلها من أجل الرب، ولكن نظرًا لأنه سار في طريق أحد أضداد المسيح ورفض التوبة تمامًا، فإنه لم يُكافأ قط، بل وعاقبه الله أيضًا. ومن البديهي أن العواقب التي عانى منها كانت كارثية. ولذلك، فإنني أخبرك الآن بوضوح أنه إذا لم تكن شخصًا يسعى إلى الحق، فينبغي على الأقل أن يكون لديك القدر القليل من العقل وألا تتجادل مع الله أو تخاطر بآخرتك وغايتك باعتبارهما رهانًا وكأنك تقامر. فتلك هي محاولة إبرام صفقة مع الله وهي طريقة لمقاومته. ما النهاية الصالحة التي يمكن أن تأتي لأولئك الذين يؤمنون بالله ولكنهم يقاومونه؟ يصبح الناس مهذبين في مواجهة الموت؛ فأولئك الذين لا يتأثرون بالعقل لن يتخلوا عن طرقهم إلى أن يصبحوا على أبواب الموت. أما الطريقة الأفضل والأبسط والأكثر حكمة لنيل الخلاص فهي طرح جميع أعذارك ومبرراتك وشروطك وقبول الحق والسعي إليه بثبات، وبالتالي تجعل الله يُغيّر رأيه عنك. وعندما يُغيِّر الله رأيه عنك، فإنك تملك الرجاء في الخلاص. فرجاء الإنسان في الخلاص يمنحه الله، والشرط المسبق كي يمنحك الله هذا الرجاء هو أن تتخلى عن كل ما تعتز به وتتخلى عن كل شيء كي تتبعه وتسعي إلى الحق دون محاولة إبرام صفقة معه. لا يهم ما إذا كنت كبيرًا أو صغيرًا، أو ذكرًا أو أنثى، أو متعلمًا أو جاهلًا، ولا يهم مكان ولادتك. فالله لا ينظر إلى أي من هذه الأشياء. قد تقول: "مزاجي معتدل. فأنا صبور ومتسامح ورؤف. إذا واصلت التحلي بالصبر حتى النهاية، فذلك سيجعل الله يُغيِّر رأيه عني". تلك الأشياء عديمة الفائدة. فالله لا ينظر إلى مزاجك أو سماتك أو تعليمك أو عمرك، ولا يهم كم عانيت أو مقدار العمل الذي أديته. سوف يسألك الله: "في جميع أعوام إيمانك، هل تغيَّرت شخصيتك؟ ما الذي تعيش وفقًا له؟ هل سعيت إلى الحق؟ هل قبلت كلام الله؟" قد تقول: "لقد استمعت إليه وقبلته". وعندها سوف يسألك الله: "بما أنك قد استمعت إليه وقبلته، هل عولجت شخصيتك الفاسدة؟ هل تبت حقًا؟ هل خضعت حقًا لكلام الله وقبلته؟" فتقول: "لقد عانيت ودفعت ثمنًا. بذلت نفسي وتخليت عن الأشياء وقدَّمت تقدمات، فقد قدَّمت أطفالي لله أيضًا". إن جميع تقدماتك منعدمة الفائدة. لا يمكن مقايضة مثل هذه الأشياء مقابل بركات ملكوت السماوات أو استخدامها لجعل الله يُغيِّر رأيه عنك. فالطريقة الوحيدة التي تجعل الله يُغيِّر رأيه عنك هي السير في طريق السعي إلى الحق. لا يوجد خيار آخر. يجب ألا يكون الإنسان انتهازيًا أو ماكرًا عندما يتعلق الأمر بالخلاص، ولا يوجد تحايل. هل تفهم؟ يجب أن يتضح لك هذا. لا تتشوش بشأن هذا، وحتى إذا فعلت ذلك، فلن يفعل الله. ماذا ينبغي أن تفعل إذًا من الآن فصاعدًا؟ اعكس موقفك وغيِّر وجهة نظرك واجعل كلام الله أساسك بصرف النظر عما تفعله. فلا يمكن لأي "خير" من صنع الإنسان ولا مبرر بشري ولا فلسفة بشرية ولا معرفة ولا أخلاق ولا آداب ولا حتى ضمير ولا ما يُسمَّى بالاستقامة والكرامة البشريتين أن يحل محل الحق. ضع هذه الأشياء جانبًا وهدئ قلبك وابحث عن الأساس لجميع تصرفاتك وأفعالك في سياق كلام الله. وأثناء ذلك، ابحث عن إعلان الله عن الجوانب المختلفة لشخصية الإنسان الفاسدة في كلامه. قارن نفسك بها وعالج شخصياتك الفاسدة. جاهد لمعرفة نفسك في أسرع وقت ممكن، وتخلص من الفساد، وأسرع للتوبة وتغيير نفسك. تخلَّ عن شرِّك وابحث عن مبادئ الحق في سلوكك وأفعالك واضعًا هذا كله على أساس كلام الله. يجب ألا تضع هذه الأشياء مطلقًا على أساس المفاهيم والتخيلات البشرية. ويجب ألا تحاول أبدًا إبرام صفقة مع الله، ويجب ألا تحاول مبادلة معاناتك وتضحياتك التافهة مقابل مكافآت الله وبركاته. توقف عن فعل مثل هذه الحماقات لئلا يغضب الله منك ويلعنك ويقضي عليك. هل ذلك واضح؟ هل فهمتم هذا؟ (نعم). رائع، تأملوا فيه جيدًا من الآن فصاعدًا.
كان كل شيء أقمنا عنه شركة للتو مرتبطًا بالسعي إلى الحق. وعلى الرغم من أننا لم نُقدِّم إجابة محددة عن السؤال المفاهيمي حول معنى السعي إلى الحق، فقد انخرطنا في قدر من الشركة التي استهدفت مختلف المفاهيم الخاطئة والمعرفة الخاطئة لدى الإنسان بخصوص السعي إلى الحق، وكذلك مختلف الصعوبات والمشكلات التي توجد عندما يسعى المرء إلى الحق. وختامًا، أود تلخيص معنى السعي إلى الحق، والطرق التي يتجلى بها السعي إلى الحق، ومسار الممارسة بالضبط للسعي إلى الحق. ما معنى السعي إلى الحق إذًا؟ السعي إلى الحق هو البدء في ممارسة كلام الله واختباره ثم التوصل إلى فهم الحق والدخول إلى واقعه من خلال عملية اختبار كلام الله، وأن تصبح شخصًا يعرف الله ويطيعه حقًا. تلك هي النتيجة النهائية التي تتحقق من السعي إلى الحق. وبالطبع، فإن السعي إلى الحق عملية لها خطوات، وهي مقسمة إلى عدة مراحل. عندما تكون قد قرأت كلام الله ووجدت أنه الحق والواقع، سوف تبدأ في التأمل في نفسك من خلال كلام الله وربح المعرفة عن نفسك. سوف ترى أنك متمرد للغاية وأنك تكشف الكثير من الفساد. سوف تتوق إلى القدرة على ممارسة الحق وبلوغ الخضوع لله، وسوف تبدأ في السعي إلى الحق. وتلك بالضبط هي النتيجة التي تأتي من التأمل في الذات ومعرفة الذات. ومن تلك اللحظة فصاعدًا، يبدأ اختبارك الحياتي. عندما تبدأ في التحقق من الحالات والمشكلات التي تنشأ من شخصيتك الفاسدة وفحصها، فإن هذا يثبت أنك بدأت في السعي إلى الحق. سوف تتمكن من التأمل بشكل استباقي وفحص أي مشكلات تحدث أو أي فساد تكشفه. وعندما تدرك أنها بالفعل تدفقات من الفساد وأنها شخصية فاسدة، سوف تسعى بطبيعة الحال إلى الحق وتبدأ في علاج تلك المشكلات. يبدأ الدخول إلى الحياة بالتأمل في الذات؛ فهو الخطوة الأولى في السعي إلى الحق. وبعد ذلك مباشرةً، من خلال التأمل في الذات ومعرفة الذات، سوف ترى أن جميع كلام الله عن الكشف يتفق مع الحقائق. وسوف تتمكن بعد ذلك من الخضوع له من قلبك، وقبول الدينونة والتوبيخ من كلام الله. تلك هي الخطوة الثانية للسعي إلى الحق. يستطيع معظم الناس قبول كلام الله الذي يكشف سلوكيات الإنسان الفاسدة، لكنهم لا يستطيعون بسهولة قبول كلام الله الذي يكشف جوهر الإنسان الفاسد. فبعد قراءة كلام الله، لا يعترفون بالعمق الهائل لفسادهم، بل يكتفون بالاعتراف بكلمات الله التي تكشف سلوكيات الإنسان الفاسدة. ولهذا السبب، لا يمكنهم قبول دينونة الله وتوبيخه من قلوبهم، بل يضعون ذلك جانبًا. يقول البعض: "لديَّ مجرد القليل من السلوكيات الفاسدة، ولكن يمكنني عمل بعض الخيرات. أنا شخص صالح ولست من الشيطان. أنا أؤمن بالله، ولذلك ينبغي أن أكون من الله". أليس هذا هراء؟ لقد وُلدتَ في عالم البشر وعشت تحت تأثير الشيطان وتلقيت تعليم الثقافة التقليدية. وميراثك الفطري والمعرفة التي تعلمتها يأتيان من الشيطان. وجميع العظماء والمشاهير الذين تبجلهم هم من الشيطان. فهل القول بأنك لست من الشيطان سيسمح لك بالهروب من فساده؟ هذا أشبه تمامًا بقدرة الأطفال الصغار على الكذب وإهانة الآخرين منذ اللحظة التي يفتحون فيها أفواههم. من يُعلِّمهم أن يفعلوا ذلك؟ لا أحد. ماذا يمكن أن يكون ذلك إلا عاقبة لفساد الشيطان؟ هذه هي الحقائق. لا يستطيع الناس رؤية الشيطان والأرواح الشريرة للعالم الروحي، لكن الشياطين الأحياء وملوك الشياطين موجودون في كل مكان في عالم البشر. وجميعهم تجسيدات للشيطان. هذه حقيقة يجب على جميع الناس الاعتراف بها. وأولئك الذين يفهمون الحق يمكنهم أن يكشفوا هذه الأشياء وأن يعترفوا بأن جميع كلام الله عن الكشف هو حقائق. قد يتحدث بعض الناس عن معرفة أنفسهم، لكنهم لا يعترفون أبدًا بأن حالات الفساد التي يكشفها كلام الله حقيقية، أو أن كلامه هو الحق. وهذا يعادل عدم القدرة على قبول الحق. إذا لم يعترف المرء بحقيقة أن لديه شخصية فاسدة، فسوف يعجز عن التوبة حقًا. وبالطبع، يجب على المرء أن يختبر عمل الله لبعض الوقت للاعتراف بحقيقة أن جميع الناس لديهم شخصيات فاسدة وقبولها. بعد أن يكشفوا العديد من الشخصيات الفاسدة، سوف يحنون رؤوسهم بطبيعة الحال في خضوع أمام تلك الحقيقة. لن يكون لديهم خيار إلا الاعتراف بأن جميع كلام الله الذي يكشف الإنسان ويحكم عليه ويدينه هو حقائق وهو الحق، وقبول ذلك تمامًا. وذلك هو معنى أنْ يُخضهم كلام الله. عندما يتمكن الناس من معرفة شخصياتهم الفاسدة وجوهرهم الفاسد على أساس كلام الله، ويعترفون بأن لديهم شخصية شيطانية وأن فسادهم عميق، يمكنهم عندها القبول والخضوع تمامًا لدينونة الله وتوبيخه. سوف يكونون مستعدين للخضوع لكلام الله الذي يكشف البشرية ويدينها مهما كان قاسيًا أو ثاقبًا. عندما تكون قد فهمت وعرفت القليل عن كيفية تعريف كلام الله للبشرية الفاسدة وتصنيفه وإدانته لها، وكذلك كيفية إدانته وكشفه للبشرية الفاسدة، وعندما تكون قد قبلت حقًا دينونة كلام الله وتوبيخه وبدأت في معرفة شخصيتك الفاسدة وجوهرك الفاسد، وعندما تكون قد بدأت في كراهية شخصيتك الفاسدة والشيطان وجسدك، وعندما تتوق إلى ربح الحق والعيش كما يليق بالإنسان وتصبح شخصًا يخضع حقًا لله، فذلك هو الوقت الذي سوف تبدأ فيه بالتركيز على السعي إلى تغيير في شخصيتك. هذه هي الخطوة الثالثة من السعي إلى الحق.
إن معرفة المرء لنفسه حقًا هي التأمل في شخصية المرء الفاسدة ومعرفتها بناءً على كلام الله، وبالتالي التوصل إلى معرفة جوهر الفرد الفاسد وحقيقة فساده. عندما يفعل الشخص هذا، سوف يرى العمق الهائل لفساد البشر بوضوح تام. سوف يرى أن البشر لا يعيشون كما يُقصَد لهم أن يعيشوا، وأن البشر لا يعيشون إلا في شخصيات فاسدة، وأن البشر مجردون حتى من أدنى مستويات الضمير أو العقل. سوف يرى أن آراء الناس حول الأشياء جميعها من الشيطان، وأنه لا يوجد أي منها صحيحًا أو متوافقًا مع الحق، وأن تفضيلات الناس ومساعيهم والمسارات التي يختارونها جميعها مغشوشة بسموم الشيطان، وأن هذه جميعها تحتوي على رغبات الإنسان المسرفة والنية في ربح البركات. سوف يرى أن الشخصيات التي يكشفها الإنسان هي على وجه التحديد شخصية الشيطان وطبيعته وجوهره. ليس من السهل معرفة الذات إلى هذا الحد، إذ لا يمكن بلوغها إلا على أساس كلام الله. إذا جرى ذلك على أساس النظريات والتصريحات والأفكار الأخلاقية للثقافة التقليدية، فهل سيتمكن المرء من التوصل إلى معرفة حقيقية للذات؟ بالطبع لا. فشخصيتك الفاسدة جاءت من داخل هذه الفلسفات والنظريات الشيطانية. ألن يكون من السخف أن تضع أساس معرفتك لذاتك على هذه الأشياء التي تخص الشيطان؟ ألن يكون هذا هراءً متهورًا؟ ولذلك، يجب أن تستند معرفة الذات على أساس كلام الله. فكلام الله وحده هو الحق، وكلام الله وحده هو المعيار الذي يُقاس به جميع الناس والأمور والأشياء. إذا كنت ترى حقًا أن كلام الله هو الحق، وأنه الأساس الصحيح الوحيد لقياس جميع الناس والأمور والأشياء، فعندئذٍ يكون لديك طريق للمضي قُدُمًا. يمكنك حينها أن تعيش في النور، أي أن تعيش أمام الله. عندما يربح الناس معرفة حقيقية بجوهرهم الفاسد من خلال كلام الله، كيف سيتصرفون ويمارسون فيما بعد؟ (سوف يتوبون). ذلك صحيح. عندما يربح الشخص معرفة عن طبيعته وجوهره، سوف ينشأ الندم بديهيًا في قلبه، وسوف يبدأ في التوبة. وهذا يعني أنه سوف يسعى إلى تخليص نفسه من شخصياته الفاسدة ولن يعود يعيش وفقًا لشخصيات شيطانية. فبدلًا من ذلك، سوف يعيش ويتصرف وفقًا لكلام الله وسوف يتمكن من الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته. وهذه توبة حقيقية. هذه هي الخطوة الرابعة في السعي إلى الحق. اتضح لكم جميعًا معنى التوبة الحقيقية الآن، فكيف ينبغي أن تمارسوها؟ مارس تغيير نفسك. هذا يعني التخلي عن الأشياء التي تتمسك بها وتعتقد أنها صحيحة، وعدم العيش بشخصية شيطانية، والاستعداد لممارسة الحق وفقًا لكلام الله. ذلك هو معنى تغيير نفسك. وبالتحديد، يجب عليك أولًا أن تنكر نفسك وأن تُميِّز بناءً على كلام الله ما إذا كانت خواطرك وأفكارك وأفعالك وأعمالك تتوافق مع الحق وكيفية نشأتها. إذا قررت أن هذه الأشياء ناتجة عن شخصية فاسدة ومصدرها فلسفات شيطانية، فينبغي إذًا أن يكون موقفك تجاهها هو موقف الإدانة واللعن. يؤدي فعل ذلك إلى ترك الجسد والشيطان. أي نوع من السلوك هذا؟ أليس هذا هو إنكار شخصيتك الفاسدة والتخلي عنها ونبذها وتركها؟ ليس من السهل إنكار الأشياء التي تعتقد أنها صحيحة والتخلي عن اهتماماتك وترك نواياك الخاطئة وبالتالي إحداث تغيير عكسي في مسارك، فهو ينطوي على العديد من التفاصيل المحددة. إذا كنت على استعداد للتوبة لكنك اكتفيت بقول هذا من دون إنكار شخصيتك الفاسدة أو التخلي عنها أو نبذها أو تركها، فهذا ليس مظهرًا من مظاهر التوبة، وأنت لم تدخل إلى التوبة بصورة عملية بعد. كيف تظهر التوبة الحقيقية؟ أولًا، أنت تنكر تلك الأشياء التي تعتقد أنها صحيحة مثل مفاهيمك ومطالبك عن الله، بالإضافة إلى أشياء مثل آرائك حول الأشياء، وطُرقك وأساليبك في التعامل مع المشكلات، واختبارك البشري، وما إلى ذلك. إن إنكار جميع هذه الأشياء ممارسة ملموسة للتوبة من القلب والتوجه نحو الله. لا يمكنك التخلي عن الأشياء الخاطئة إلا عندما تراها على حقيقتها وتنكرها. إذا لم تنكر هذه الأشياء وما زلت تعتقد أنها جيدة وصحيحة، فلن تتمكن من التخلي عنها حتى لو أخبرك الآخرون بفعل ذلك. سوف تقول: "أنا متعلم جيدًا ولديَّ خبرة هائلة. أعتقد أن هذه الأشياء صحيحة، فلماذا ينبغي أن أتخلى عنها؟" إذا كنت تتشبث بطرقك وتصر على فعل ذلك، فهل ستتمكن من قبول الحق؟ لن يكون الأمر سهلًا على الإطلاق. إذا كنت تريد ربح الحق، فيجب عليك أولًا إنكار تلك الأشياء التي تعتقد أنها صحيحة وإيجابية ثم النظر بوضوح إلى أنها سلبية في جوهرها، وأن مصدرها الشيطان، وأنها جميعها مغالطات خادعة، وأن التمسك بالأشياء الشيطانية لن يؤدي إلا إلى فعل الشر ومقاومة الله وفي النهاية سوف يكون مصيره العقاب والمحو. إذا استطعت أن ترى بوضوح أن الأفكار والسموم التي يفسد بها الشيطان الإنسان يمكنها أن تؤدي إلى محو الإنسان، فسوف تتمكن من التخلي عنها تمامًا. وبالطبع، فإن الإنكار والتخلي والنبذ والترك وما إلى ذلك جميعها مواقف وأساليب ينتهجها المرء ضد قوى الشيطان وطبيعته، وكذلك ضد الفلسفات والمنطق والأفكار والآراء التي يستخدمها الشيطان لتضليل الناس. مثال ذلك، التخلي عن مصالح الجسد، وترك تفضيلات الجسد ومساعيه، ونبذ فلسفات الشيطان وأفكاره وهرطقاته ومغالطاته، وترك تأثير الشيطان وقواه الشريرة. هذه السلسلة الكاملة من الممارسات جميعها طرق ومسارات يمكن للناس من خلالها ممارسة التوبة. يجب على المرء للدخول في التوبة الحقيقية أن يفهم عددًا هائلًا من الحقائق، وعندها فقط يمكنه إنكار نفسه تمامًا والتخلي عن جسده. مثال ذلك، لنقل على سبيل المثال أنك تؤمن بأنك واسع المعرفة والخبرة وأنك يجب أن تكون مصدر قيمة وفائدة عظيمة لبيت الله. ومع ذلك، بعد أن تكون قد استمعت لعدة أعوام من العظات عن الحق وفهمت بعض الحقائق، فإنك تشعر أن معرفتك وتعلمك لا قيمة لهما وليست لهما أدنى فائدة لبيت الله. تدرك أن الحق وكلام الله هما ما يمكنهما خلاص الناس، وأن الحق هو ما يمكن أن يكون حياة الإنسان. تشعر أنه مهما كان مقدار ما يتمتع به الشخص من معرفة أو خبرة، فإن هذا لا يعني أنه يمتلك الحق، وأنه مهما كان مدى توافق الأشياء البشرية مع المفاهيم البشرية، فإنها ليست الحق. تدرك أنها جميعًا تأتي من الشيطان وأنها جميعًا أشياء سلبية لا علاقة لها بالحق. بصرف النظر عن مدى تعلمك أو معرفتك أو خبرتك، فإنه سيكون منعدم الفائدة إذا كنت لا تفهم الأمور الروحية ولا تستطيع فهم الحق. إن أردت أن تخدم كقائد، فلن تكون لديك واقع الحق ولن تتمكن من علاج المشكلات. وإن أردت أن تكتب مقالًا عن شهادة اختبارية، فلن تتمكن من صياغة كلمات. وإن أردت أن تشهد لله، فلن تكون لديك معرفة به. وإن أردت أن تنشر الإنجيل، فلن تتمكن من إقامة شركة عن الحق لعلاج مفاهيم الناس. وإن أردت أن تروي الوافدين الجدد، فلن يكون الحق عن الرؤى واضحًا لك ولن تتمكن إلا من الوعظ بكلام وعبارات التعاليم. إذا كنت عاجزًا عن علاج مفاهيمك الخاصة، فكيف يمكنك علاج مفاهيم الوافدين الجدد؟ لا يمكنك أداء أي من هذا العمل، فماذا يمكنك أن تفعل؟ إذا طُلِبَ منك الاشتغال، فسوف تعتقد أنه مضيعة لموهبتك. أنت تقول إنك موهوب، لكنك لا تستطيع التعامل مع أي مهمة أو أداء أي واجب جيدًا. فما الذي يمكنك بالضبط عمله إذًا؟ لا يعني ذلك أن بيت الله لا يرغب في استخدامك، بل أنك لم تؤدِ الواجب الذي كان من المفترض أن تؤديه. لا يمكنك لوم الكنيسة على ذلك. ومع ذلك، ربما تفكر في قرارة نفسك: "ألا يتوقع الله الكثير من الإنسان؟ هذه المتطلبات فوق طاقتي. لماذا يُطلَب مني الكثير؟" إذا كان الشخص يضمر قدرًا هائلًا كهذا من سوء الفهم عن الله، فهذا يثبت أنه ليست لديه معرفة به وأنه لا يفهم أدنى جزء من الحق. إذا شعرت أن آرائك صحيحة ولا تحتاج إلى تغيير عكسي، وإذا اعترفت بأن كلام الله هو الحق نظريًا ولكن لا يمكنك التخلي عن النفاية التي تتشبث بها، فهذا يوضح أنك لا تفهم الحق بعد. ينبغي أن تأتي أمام الله وتسعى إلى المزيد عن الحق، وينبغي أن تقرأ المزيد من كلامه وتستمع إلى المزيد من العظات والشركة، وحينها سوف تفهم تدريجيًا أن كلام الله هو الحق. الطريقة الأولى التي ينبغي أن تتعامل بها كشخص مع الحق والله هي بالطاعة. فهذا هو الواجب الملزم للإنسان. إذا استطعت فهم هذه الأشياء، فهذا يعني إحداث تغيير عكسي في مسارك. وإحداث تغيير عكسي في مسارك هو طريق ممارسة التوبة. إنه التخلي تمامًا عن تلك الأشياء التي اعتقدت يومًا أنها صحيحة وتأتي من الشيطان، واختيار الطريق الذي سوف تسلكه من جديد. إنه يعني ممارسة كلام الله وفقًا لمتطلباته ومبادئ الحق والسير في طريق السعي إلى الحق. هذا هو معنى أن يُحدِث المرء تغييرًا عكسيًا في مساره. إنه المثول الفعلي أمام الله والدخول إلى واقع التوبة. عندما يتمكن المرء من ممارسة الحق، فغني عن القول إنه يكون قد بدأ يدخل إلى واقع الحق وتاب بالفعل. لا يمكن القول إن الإنسان قد شرع في الطريق نحو الخلاص إلا عندما يكون قد تاب بالفعل. ففعل ذلك يعني الانخراط في الخطوة الرابعة للسعي إلى الحق.
عندما يتوب الشخص بالفعل، يكون قد شرع في طريق السعي إلى الحق، ولن يضمر في الأساس أي مفاهيم أو حالات سوء فهم حول عمل الله، وسوف يكون على استعداد للخضوع لدينونة الله وتوبيخه، وسوف يبدأ رسميًا في اختبار عمل الله. توجد فترة انتقالية طويلة بين إيمان الشخص أولًا بالله واختبار دينونة الله وتوبيخه رسميًا. هذه الفترة الانتقالية هي المرحلة التي تبدأ من بداية إيمان الشخص بالله إلى أن يتوب بالفعل. إذا كان شخص ما لا يحب الحق، فلن يقبل أدنى قدر من دينونة الله وتوبيخه، ولا أدنى جزء من الحق، ولن يتمكن أبدًا من معرفة نفسه. أمثال هؤلاء الناس سوف يُستبعَدون. إذا كان الشخص يحب الحق، فسوف يتمكن عند قراءة كلام الله والاستماع إلى العظات على حدٍ سواء من ربح شيء حقًا، ويعرف أن عمل الله هو عمل خلاص الإنسان، ويتأمل نفسه ويعرفها في ضوء الحقائق التي يفهمها. سوف يكره شخصياته الفاسدة أكثر فأكثر ويهتم بالحق أكثر من أي وقت مضى، وسوف يربح عن غير قصد معرفة حقيقية عن الذات، وسوف يكون نادمًا وتائبًا حقًا. عندما يقرأ الناس الذين يحبون الحق كلام الله أو يستمعون إلى العظات، فإنهم يصلون إلى هذه النتائج بطبيعة الحال. إنهم يتعرفون تدريجيًا إلى أنفسهم ويبلغون التوبة الحقيقية. بمجرد أن يتوب المرء حقًا، كيف يجب أن يمارس؟ ينبغي أن يسعى إلى الحق في جميع الأشياء. بصرف النظر عما يصيبه، ينبغي أن يتمكن من إيجاد مبادئ وطرق الممارسة المبنية على كلام الله، ثم يواصل البدء في ممارسة الحق. هذه هي الخطوة الخامسة للسعي إلى الحق. ما الهدف من السعي إلى الحق؟ ممارسة الحق والخضوع لله. ولكن يجب على المرء لممارسة الحق أن يفعل ذلك وفقًا لمبادئه. فتلك وحدها هي الممارسة الدقيقة للحق، وتلك وحدها تسمح للفرد بربح رضا الله. ولذلك، فإن القدرة على التصرف وفقًا لمبادئ الحق هي ما يُراد تحقيقه من السعي إلى الحق. فالوصول إلى هذه الخطوة يعني أن المرء دخل في واقع ممارسة الحق. والسعي إلى الحق يجري لعلاج شخصيات الإنسان الفاسدة. عندما يتمكن الشخص من ممارسة الحق، سوف تتداعى شخصياته الفاسدة بطبيعة الحال، وممارسته للحق تحقق النتيجة التي يطلبها الله. هذه هي العملية التي تقود من التوبة الحقيقية إلى ممارسة الحق. فأن يكون المرء قد عاش في خضم شخصيات فاسدة معناه أنه كان يعيش تحت سطوة الشيطان، مما يستلزم إدانة الله ومقته لجميع أفعاله وسلوكياته. أما الآن، فإن القدرة على قبول الحق والتوبة الفعلية والقدرة على ممارسة الحق والخضوع لله والعيش وفقًا لكلامه يلقى بالطبع قبول الله. ينبغي على أولئك الذين يسعون إلى الحق أن يتأملوا أنفسهم كثيرًا. ينبغي أن يعترفوا بشخصياتهم الفاسدة ويقبلوا دينونة الله وتوبيخه، وينبغي أن يربحوا معرفة حقيقية بجوهرهم الفاسد ويشعر قلبهم بالندم. ينبغي أن يبدأوا في السعي إلى الحق في جميع الأشياء بعد التوبة والممارسة وفقًا لمبادئ الحق والوصول إلى الخضوع لله. هذا هو ما يمكن أن يحققه السعي إلى الحق والتعمق التدريجي في دخول المرء إلى الحياة. إذا كان المرء لا يعرف نفسه حقًا، فيستحيل عليه أن يخضع لدينونة الله وتوبيخه أو أن يتوب حقًا. وإذا لم يتب المرء حقًا، فسوف يستمر في العيش بشخصية شيطانية. لن يحدث التغيير الحقيقي فيه مهما كان عدد أعوام إيمانه بالله. سوف يتغير سلوكه قليلًا، وهذا كل شيء. من المستحيل على أولئك الذين لا يسعون إلى الحق أن يقبلوا الحق على أنه حياتهم، ولذلك من المؤكد أن أفعالهم وسلوكياتهم سوف تظل تدفقات شخصية فاسدة، وأن هذه الأشياء سوف تكون متعارضة مع الحق ومقاومة لله. يمكن لأولئك الذين يسعون إلى الحق أن يقبلوا الحق كحياتهم، ويمكنهم التخلص من شخصياتهم الفاسدة وممارسة الحق والوصول إلى الخضوع الحقيقي لله. وأولئك الذين يسعون إلى الحق سوف يسعون إليه عندما تحدث أشياء تكون مبهمة لهم. لن يعودوا يتآمروا لمصلحتهم وسوف يحيدون عن كل شر بقلب متوافق مع الله. أولئك الذين يسعون إلى الحق يخضعون لله أكثر من ذي قبل، ويمكنهم أن يتقوا الله ويحيدوا عن الشر فيعيشوا أكثر كما هو مقصود للإنسان. تستحيل مثل هذه التغييرات على أولئك الذين لا يسعون إلى الحق. ما الذي يسعى إليه أولئك الذين لا يسعون إلى الحق؟ إنهم يسعون إلى الهيبة والربح والمكانة، ويسعون إلى البركات والمكافآت. تزداد طموحاتهم ورغباتهم بشكل أكبر، وليس لديهم الهدف الصحيح في الحياة. وبصرف النظر عما يرغبون في السعي إليه، لن يستسلموا إذا لم يتمكنوا من تحقيق هدفهم، وبالطبع لن يُغيِّروا رأيهم. بمجرد أن تسمح الظروف بذلك وتكون البيئة مناسبة، سوف يتمكنون من فعل الشر ومقاومة الله، وقد يحاولون تأسيس ملكوت مستقل. والسبب في هذا هو أن قلوبهم لا تبجل الله ولا تخضع له، وفي النهاية لا يمكن إلا أن يدمرهم الله لارتكاب شرور كثيرة وخيانته. جميع أولئك الذين لا يسعون إلى الحق هم أناس سئموا الحق، وجميع أولئك الذين سئموا الحق يحبون الشر. ففي أرواحهم ودمائهم وعظامهم، كل ما يوقرونه هو الهيبة والربح والمكانة والتأثير. يسعدهم أن يعيشوا بشخصيات شيطانية وأن يقاتلوا السماء والأرض والإنسان لتحقيق أهدافهم. يعتقدون أن مثل هذه الحياة ممتعة ويرغبون في أن يعيشوا أفرادًا متميزين وأن يموتوا أبطالًا. من الواضح أنهم يسيرون في طريق المحو الشيطاني. كلما ازداد فهم أولئك الذين يسعون إلى الحق، ازدادت محبتهم لله وشعروا بمدى قيمة الحق. إنهم على استعداد لقبول دينونة الله وتوبيخه، وبصرف النظر عن عدد المشاق التي يتحملونها، فإنهم مصممون على السعي إلى الحق وربحه. وهذا يعني أنهم قد شرعوا في طريق الخلاص والكمال وأنهم قادرون على بلوغ التوافق مع الله. والأهم من ذلك، يمكنهم الخضوع لله وقد عادوا إلى مكانتهم الأصلية ككائنات مخلوقة وقلوبهم توقر الله. يمكنهم عن حق ربح قيادة الله وإرشاده وبركاته، ولم يعد الله يبغضهم أو يرفضهم. يا له من شيء رائع! أولئك الذين لا يسعون إلى الحق لا يمكنهم التخلص من شخصياتهم الفاسدة، ولذلك تبتعد قلوبهم عن الله أكثر، وهم يسئمون الحق ويرفضونه. ونتيجةً لذلك، يزدادون مقاومةً الله وينطلقون في طريق معارضته. إنهم يشبهون بولس تمامًا، إذ يطلبون من الله علانيةً أن يكافئهم. وإذا لم يتلقوها، فسوف يحاولون مجادلة الله ومعارضته، وفي النهاية سوف يصبحون أضداد المسيح ويكشفون تمامًا وجه الشيطان البشع وبعد ذلك يلعنهم الله ويمحوهم. أما أولئك الذين يسيرون في طريق السعي إلى الحق، من ناحية أخرى، فيمكنهم قبول الحق والخضوع له. يمكنهم التخلص من شخصية الشيطان الفاسدة، وهم على استعداد للتخلي عن كل شيء لأداء واجباتهم جيدًا ورد محبة الله، ويمكنهم أن يصبحوا أناسًا يطيعون الله ويعبدونه. والشخص الذي يرغب في الخضوع لله ويفعل ذلك يكون بلا ريب قد عاد تمامًا إلى المكانة الأصلية ككائن مخلوق ويمكنه الخضوع لتنظيمات الله وترتيباته في كل شيء. وهذا يعني أنه على شبه الإنسان بدرجة أساسية. إلى ماذا يشير شبه الإنسان الحقيقي؟ أن يطيع الإنسان الخالق ويوقره مثلما فعل أيوب وبطرس. فأمثال هؤلاء هم الذين يباركهم الله حقًا.
الخطوات الرئيسية للسعي إلى الحق التي أقمنا عنها شركة اليوم هي بتلك البساطة. أعيدوا تكرار الخطوات لي. (أولًا، تأمل نفسك وفقًا لكلام الله؛ وثانيًا، اعترف بالحقائق التي يكشفها كلام الله واقبلها؛ وثالثًا، اعرف شخصيتك وجوهرك الفاسدين وابدأ في كره شخصيتك الفاسدة والشيطان؛ ورابعًا، مارس التوبة واطرح جانبًا جميع أعمالك الشريرة؛ وخامسًا، اسعَ إلى مبادئ الحق ومارس الحق). تلك هي الخطوات الخمس. من الصعب للغاية ممارسة كل خطوة من تلك الخطوات بالنسبة للناس الذين يعيشون بشخصيات فاسدة، إذ توجد عوائق وصعوبات عديدة تنطوي عليها كل خطوة، وجميعها تتطلب بذل جهد مضني لممارستها والوصول إليها. وبالطبع، لا يمكن تجنب اختبار بعض الإخفاقات والنكسات على طول الطريق. ولكنني أقول لكم: لا تيأسوا. على الرغم من أن الآخرين قد يدينونك قائلين: "لقد انتهى أمرك"، "أنت لست صالحًا"، "هذه هي طبيعتك بالضبط ولا يمكنك تغييرها"، مهما كان كلامهم بغيضًا، يجب أن تكون واضحًا في تمييزك. لا تيأس ولا تستسلم، لأن طريق السعي إلى الحق وحده والدخول إلى هذه الخطوات وممارستها وحده هو الذي سوف يُمكِّنك حقًا من التهرب من كارثتك. سوف يختار الأذكياء تنحية جميع صعوباتهم جانبًا، ولن يتجنبوا الإخفاقات والنكسات. سوف يواصلون مهما كان الأمر صعبًا. وحتى إذا بقيت في مرحلة فحص نفسك ومعرفتها لمدة ثلاثة أو خمسة أعوام، أو إذا كنت لا تعرف شخصياتك الفاسدة إلا بعد ثمانية أو عشرة أعوام لكنك تظل عاجزًا عن فهم الحق أو التخلص من شخصيتك الفاسدة، فإنني ما زلت أقول لك الشيء نفسه: لا تيأس. على الرغم من أنك عاجز عن إحداث تغيير عكسي حقيقي، فقد دخلت بالفعل في الخطوات الثلاث الأولى، فلماذا تقلق بشأن عدم القدرة على الدخول في الخطوتين المتبقيتين؟ لا تقلق، بل اعمل بجد وثابر وسوف تصل. قد يوجد أيضًا بعض الناس الذين وصلوا إلى الخطوة الرابعة من التوبة، لكنهم لا يستطيعون السعي إلى مبادئ الحق ولا يمكنهم الدخول في هذه الخطوة. ما الذي يتعين عمله حينها؟ يجب عليك أنت أيضًا ألا تيأس. فما دامت لديك الإرادة لفعل ذلك، ينبغي أن تستمر في سعيك إلى الحق في جميع الأشياء، وأن تُصلِّي أكثر لله، فغالبًا ما يكون فعل ذلك مثمرًا. اسعَ قدر ما استطعت بناءً على مقدرتك وظروفك واعمل بجد لتحقيق ما تستطيع. ما دمت تفعل كل ما في وسعك، تكون مستريح الضمير وسوف تتمكن بالتأكيد من تحقيق مكاسب أكبر. من الجيد حتى فهم حقيقة أخرى، فسوف تصبح حياتك أسعد وأبهج نوعًا ما. وباختصار، فإن السعي إلى الحق ليس شيئًا فارغًا. يوجد مسار محدد للممارسة لكل خطوة من خطواتها، وهي تتطلب من الناس معاناة بعض الألم ودفع ثمن معين. فالحق ليس مجال دراسة أكاديمية أو نظرية وليس شعارًا أو حجة وليس شيئًا أجوف. تتطلب كل حقيقة من الناس اختبارها وممارستها لعدة أعوام قبل أن يتمكنوا من فهمها ومعرفتها. ولكن بصرف النظر عن الثمن الذي تدفعه أو الجهود التي تبذلها، ما دام نهجك وطريقتك ومسارك واتجاهك صحيحًا، فعاجلًا أم آجلًا سوف يأتي اليوم الذي تحصد فيه خيرًا عظيمًا وتربح الحق وتتمكن من معرفة الله والخضوع له. وبذلك، سوف تكون راضيًا تمامًا.
8 يناير، 2022