هـ. ما هي تبعية الله وما هي تبعية الإنسان

كلمات الله من الكتاب المقدَّس

"خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27).

"هَؤُلَاءِ هُمُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ ٱلْخَرُوفَ حَيْثُمَا ذَهَبَ" (رؤيا 14: 4).

كلمات الله القدير في الأيام الأخيرة

من الأهمية بمكان في اتباع الله أن كل شيء يجب أن يكون وفقًا لكلمات الله اليوم: سواء أكنت تسعى إلى الدخول في الحياة أم إرضاء مشيئة الله، فيجب أن يتمركز كل شيء حول كلمات الله اليوم. إذا كان ما تشارك به وتسعى إليه لا يتمركز حول كلمات الله اليوم، فأنت غريب عن كلام الله، ومحروم تمامًا من عمل الروح القدس. ما يريده الله هم أناس يتبعون خطاه. لا يهم كم هو رائع ونقي ما فهمته من قبل، فالله لا يريده، وإذا كنت غير قادر على طرح مثل هذه الأشياء جانبًا، فعندئذ ستكون عائقًا هائلاً لدخولك في المستقبل. كل أولئك القادرين على اتباع النور الحالي للروح القدس مباركون. اتبع الناس في العصور الماضية أيضًا خطى الله، ومع ذلك لم يتمكَّنوا من اتباعها حتى اليوم. هذه بركة الناس في الأيام الأخيرة. أولئك الذين يمكن أن يتبعوا العمل الحالي للروح القدس، والذين يقدرون على اتباع خطى الله، بحيث يتبعون الله أينما يقودهم – هؤلاء هم الناس الذين يباركهم الله. أولئك الذين لا يتبعون العمل الحالي للروح القدس لم يدخلوا إلى عمل كلمات الله، وبغض النظر عن مقدار ما يعملون، أو مدى معاناتهم، أو مدى ما مروا به، فلا شيء من ذلك يعني شيئًا لله، وهو لن يُثني عليهم. اليوم، كل أولئك الذين يتبعون كلمات الله الحالية هم في فيض الروح القدس؛ وأولئك الغرباء عن كلمات الله اليوم هم خارج فيض الروح القدس، ومثل هؤلاء الناس لا يثني عليهم الله. ... إن "اتباع عمل الروح القدس" يعني فهم إرادة الله اليوم، والقدرة على التصرف وفقًا لمطالب الله الحالية، والقدرة على الخضوع لإله اليوم واتّباعه، والدخول وفقًا لأحدث أقوال من الله. هذا فقط هو الشخص الذي يتبع عمل الروح القدس وهو في فيض الروح القدس. هؤلاء الناس ليسوا فقط قادرين على تلقي مدح الله ورؤية الله، بل يمكنهم أيضًا معرفة شخصية الله من آخر عمل لله، ويمكنهم معرفة تصورات الإنسان وتمرده، وطبيعة الإنسان وجوهره، من آخر عمل له؛ وإضافة إلى ذلك، فهم قادرون على إحداث تغييرات تدريجية في شخصيتهم أثناء خدمتهم. مثل هؤلاء الناس هم فقط القادرون على اقتناء الله، وهم مَنْ وجدوا حقًا الطريق الحق.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تعرّف على أحدث عمل لله واتبع خطاه

مهما كان عدد مفاهيمك وتصوراتك حول عمل الله، ومهما كانت الطريقة التي تصرفت بها سابقًا وفقًا لإرادتك الخاصة وتمردت على الله، إن كنت تسعى حقًا إلى الحق، وتقبل دينونة كلام الله وتوبيخه، وتهذيب كلامه لك، وإذا كنت قادرًا في كل ما يرتبه الله على اتباع طريقه، والاستماع إلى كلامه، وتعلم استيعاب مقاصده، والممارسة وفقًا لكلامه ورغباته، وكنت قادرًا على الخضوع من خلال الطلب؛ وإذا استطعت التخلي عن إرادتك ورغباتك واعتباراتك ونواياك بالكامل، وألّا تكون في مواجهة مع الله، فأنت تتبع الله. ربما تقول إنك تتبع الله، ولكن إذا كنت تفعل كل شيء وفقًا لإرادتك وأهدافك وخططك دون أن تترك الأمر لله، فهل سيظل الله عندئذ إلهك؟ لا، إنه ليس كذلك. إن لم يكن الله إلهك، فإنك عندما تقول إنك تتبع الله، ألن تكون هذه كلمات فارغة؟ أليست هذه الكلمات محاولة لخداع الناس؟ لعلك تقول إنك تتبع الله، ولكن إن كانت كل أفعالك وأعمالك، ونظرتك إلى الحياة وقيمك، والموقف والمبادئ التي تنتهجها وتتعامل بها مع الأمور كلها، تأتي من الشيطان، وإذا كنت تتعامل مع كل هذا بالكامل وفقًا لقوانين الشيطان ومنطقه، فهل تكون تابعًا لله إذن؟ ...

...الطريقة الأبسط لوصف الإيمان بالله هي الثقة بوجود إله، وعلى هذا الأساس، اتباع الله، والخضوع له، وقبول سيادته وتنظيماته وترتيباته، والاستماع إلى كلامه، والعيش وفقًا لكلامه، وعمل كل شيء بحسب كلامه، وأن يكون المرء كائنًا مخلوقًا صادقًا، وأن يتقي الله، ويحيد عن الشر. هذا وحده هو الإيمان الحقيقي بالله. وهذا هو معنى اتباع الله. إذا قلت إنك تتبع الله، ولكنك في قلبك لا تقبل كلام الله، ويظل موقفك تجاهه متشككًا، ولا تقبل سيادته وتنظيماته وترتيباته، ويكون لديك دائمًا مفاهيم وسوء فهم حول ما يفعله، وتتذمر منه، وتكون دائمًا غير راض؛ وإذا كنت دائمًا تقيس وتقارب ما يفعله بحسب مفاهيمك وتصوراتك، وإذا كان لديك دائمًا أفكارك وفُهومك، فهذا سيسبب المتاعب. هذا ليس اختبار عمل الله، وليس طريقة لاتباعه حقًا. هذا ليس الإيمان بالله.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن للمرء نيل الخلاص بالإيمان بالدين أو المشاركة في الطقوس الدينية

إن بعض الناس لا يفرحون بالحق، فما بالك بالدينونة. إنَّهم بالأحرى يفرحون بالسلطة والغنى؛ ويوصف هؤلاء الناس بأنهم ساعون إلى السلطة. إنَّهم لا يبحثون سوى عن تلك الطوائف ذات التأثير في العالم وعن هؤلاء الرعاة والمعلّمين الذين يأتون من المعاهد الدينية. على الرغم من أنَّهم قبلوا طريق الحق، فإنهم متشككون وغير قادرين على تكريس أنفسهم تكريسًا كاملًا، وتتحدث أفواههم بكلام عن بذل أنفسهم من أجل الله، لكن عيونهم تركِّز على الرعاة والمعلمين الكبار، وها هو المسيح مُنحّى جانبًا. إن قلوبهم لا تهتم سوى بالشهرة والثروة والمجد. إنَّهم لا يؤمنون على الإطلاق بأنَّ مثل هذا الشخص الهزيل قادر على إخضاع كثيرين، وأنَّ هذا الشخص العادي للغاية قادر على تكميل الإنسان. إنَّهم لا يؤمنون مطلقًا بأن هؤلاء النكراء غير الموجودين المطروحين في التراب وطين الحمأة هم أناس اختارهم الله. إنَّهم يؤمنون بأنَّه إذا كان مثل هؤلاء الناس هم أهداف لخلاص الله، إذًا لانقلبت السماء والأرض رأسًا على عقب، ولاستهزأ جميع الناس بذلك. إنَّهم يؤمنون بأنَّه إذا اختار الله مثل هؤلاء غير الموجودين ليُكمِّلهم، فسيصبح أولئك الناس العظماء الله نفسه. إن وجهات نظرهم مُلطَّخة بعدم الإيمان؛ وفي الواقع، بعيدًا عن عدم الإيمان، إنَّهم حيوانات غير متعقِّلة، لأنّهم لا يعطون قيمةً إلَّا للمنصب والهيبة والسلطة؛ وما ينال احترامهم الكبير هي المجموعات الكبيرة والطوائف. إنَّهم لا يحترمون على الإطلاق أولئك الذين يقودهم المسيح؛ فهم ببساطة خونة قد تجاهلوا المسيح والحق والحياة.

إن ما يعجبك ليس اتِّضاع المسيح، بل أولئك الرعاة الكاذبون ذوو المراكز البارزة. إنَّك لا تحب جمال المسيح أو حكمته، لكن تحب هؤلاء المستهترين الذين يرتبطون بالعالم الفاسد. إنَّك تستهزئ بألم المسيح الذي ليس له أين يسند رأسه، بل تُعجب بتلك الجثث التي تخطف التقدمات وتعيش في الفجور. إنَّك لست راغبًا في أن تعاني مع المسيح، لكنك بسعادة ترتمي في أحضان أضداد المسيح غير المبالين مع أنَّهم لا يمدُّونك سوى بالجسد وبالكلام وبالسيطرة. حتى الآن لا يزال قلبك يميل إليهم، وإلى شهرتهم، وإلى مكانتهم، وإلى تأثيرهم، وما زلت مستمرًّا في تمسُّكك بموقف تجد فيه أن عمل المسيح يصعب ابتلاعه وأنك غير راغب في قبوله. هذا هو السبب في قولي إنَّه ينقصك الإيمان للاعتراف بالمسيح. إن السبب في اتِّباعك له إلى هذا اليوم يرجع كليةً إلى أنَّك لا تملك خيارًا آخر. فهناك سلسلة من الصور النبيلة تطفو إلى الأبد في قلبك؛ ولا يمكنك أن تنسى كل كلمة قالوها وكل فعل أدَّوه، ولا حتى كلماتهم وأياديهم المؤثرة. إنَّكم تقدِّرونهم في قلوبكم كمتفوقين دائمًا، وكأبطال دائمًا. لكن ليس الأمر كذلك بالنسبة لمسيح اليوم. فهو غير هام في قلبك دائمًا وغير مستحق للتقوى دائمًا، لأنه شخص عادي جدًّا، وليس له سوى قدر قليل للغاية من التأثير، ولا يحظى بمقام رفيع.

على أية حال، أقول إن كل هؤلاء الذين لا يقدرِّون الحق غير مؤمنين، وخونة للحق. مثل هؤلاء البشر لن ينالوا قَطّ قبول المسيح. هل عرفت الآن أي قدر من عدم الإيمان داخلك، وأي قدر من الخيانة للمسيح لديك؟ إنني أحثك على الآتي: بما أنَّك قد اخترت طريق الحق، إذن يجب أن تكرِّس نفسك بصدق؛ فلا تكون مترددًا أو فاترًا. يجب أن تفهم أنَّ الله لا ينتمي إلى العالم أو إلى أي شخص بعينه، لكن إلى كل الذين يؤمنون به حقًا، وإلى جميع الذين يعبدونه، ولكل أولئك المكرَّسين والمخلصين له.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. هل أنت مؤمن حقيقي بالله؟

مهما كان مستوى القائد أو العامل، إذا كنتم تعبدونه لأنه يفهم قليلًا من الحق ولديه بضع مواهب، وتعتقدون أنه يمتلك واقع الحق، ويمكنه مساعدتكم، وإذا كنتم تحترمونه وتعتمدون عليه في كل شيء، وتحاولون نيل الخلاص من خلال هذا، فهذا حماقة وجهل من جانبكم. وفي نهاية المطاف، سيذهب كل شيء سدًى، لأن نقطة البداية خاطئة بطبيعتها. أيًا كان عدد الحقائق التي يفهمها شخص ما، فإنه لا يستطيع أن يحل محل المسيح، ومهما كانت موهبة المرء، فإن هذا لا يعني أنه يمتلك الحق؛ لذا فإن أي شخص يعبد أناسًا آخرين، ويتطلع إليهم، ويتبعهم، فسوف يُستبعد في نهاية المطاف، ويُدان. إن المؤمنين بالله لا يمكنهم أن يتطلعوا إلى أحد أو يتبعوا أحدًا إلا الله. أما القادة والعاملون، فمهما كانت منزلتهم في القيادة، فإنهم لا يزالون أشخاصًا عاديين. إذا كنت ترى أنهم رؤساؤك المباشرون، وإذا شعرت أنهم متفوقون عليك، وأنهم أكفأ منك، وأنهم يجب أن يقودوك، وأنهم يتفوقون على أي شخص آخر من جميع النواحي، فأنت مخطئ إذن؛ ذلك وهم. وما هي العواقب التي سيوصِّلك إليها هذا الوهم؟ سيقودك هذا دون أن تدري إلى أن تقيس قادتك بمتطلبات لا تنسجم مع الواقع، وأن تعجز عن التعامل بصورة صحيحة مع المشكلات والنقائص الموجودة لديهم، وفي الوقت نفسه، ودون أن تدري، ستنجذب بشدة أيضًا إلى أسلوبهم المميز ومواهبهم وملَكاتهم، بحيث يصل بك الأمر، قبل أن تدرك ذلك، إلى أن تعبدهم وأن يصبحوا إلهك. وذلك الطريق، من اللحظة التي يصبحون فيها قدوة لك، وموضع عبادتك، إلى اللحظة التي تغدو فيها أحد أتباعهم، هو طريق سيُبعدك عن الله دون أن تعي ذلك. حتى إنك في الوقت الذي تبتعد فيه تدريجيًّا عن الله ستظل تعتقد أنك تتبع الله، وأنك في بيت الله، وفي حضرة الله، في حين أنك في الواقع قد أُسِرتَ بواسطة خدّام الشيطان وأضداد المسيح. إنك حتى لن تدرك ذلك. وهذا وضع خطير جدًّا. وحل هذه المشكلة يتطلب منك، جزئيًا، القدرة على تمييز جوهر طبيعة أضداد المسيح، والقدرة على رؤية حقيقة الوجه القبيح لكراهيتهم للحق ومقاومتهم لله؛ كما يتطلب أيضًا التعرُّف على الأساليب الشائعة التي يستخدمها أضداد المسيح لتضليل الناس واصطيادهم، وكذلك التعرف على الطريقة التي يستخدمونها في فعل الأشياء. ومن ناحية أخرى، عليكم السعي لمعرفة شخصية الله وجوهره. ينبغي أن يكون واضحًا لكم أن المسيح وحده هو الحق، والطريق، والحياة، وأن عبادة أي شخص ستجلب عليكم الكوارث والمصائب. عليكم أن تؤمنوا بأن المسيح وحده يستطيع أن يخلِّص الناس، وعليكم أن تتبعوا المسيح وتخضعوا له بإيمان مطلق. هذا وحده هو السبيل الصحيح للحياة الإنسانية. قد يقول البعض: "حسنًا، لديَّ أسبابي التي تبرر عبادة القادة؛ ففي قلبي، أميل بصورة طبيعية إلى عبادة أي شخص موهوب. إنني أعبد أي قائد ينسجم مع مفاهيمي". لماذا تصر على عبادة الإنسان مع أنك تؤمن بالله؟ وفي نهاية المطاف، مَن الذي سيخلِّصك؟ مَن الذي يحبك ويحميك في الحقيقة؛ ألا تستطيع حقًّا أن ترى؟ إذا كنت تؤمن بالله وتتبعه فينبغي أن تصغي إلى كلمته، وإذا كان امرؤٌ ما يتكلَّم أو يتصرَّف بشكل صحيح، بما ينسجم مع مبادئ الحق، فاخضع للحق فحسب؛ أليس الأمر بهذه البساطة؟ لماذا أنت وضيع إلى هذا الحد، ولماذا تُصرُّ على إيجاد شخص تعبده كي تتبعه؟ لماذا تحبُّ أن تكون عبد الشيطان؟ لِمَ لا تكون بدل هذا خادمًا للحق؟ بهذا يظهر ما إذا كان المرء يتمتَّع بالعقل والكرامة أم لا. ينبغي أن تبدأ بنفسك: زود نفسك بجميع أنواع الحقائق، وكن قادرًا على تحديد الطرق المختلفة التي تنكشف بها مختلف الأمور والأشخاص، واعرف طبيعة ما يتجلى في مختلف سلوكيات الأشخاص، والشخصيات التي تتكشف فيهم، وأتقن التمييز بين جوهر أنواع مختلفة من الناس، وتَبَيَّن أنواع الأشخاص من حولك، ونوع الشخص الذي أنت عليه، وأي نوع من الأشخاص يكون عليه قائدك. ما إن ترى كل هذا بوضوح، ستكون قادرًا على معاملة الناس بالطريقة الصحيحة، وفقًا لمبادئ الحق: إذا كانوا إخوة وأخوات، فسوف تعاملهم بمحبة؛ وإذا لم يكونوا من الإخوة والأخوات وإنما أناسًا أشرارًا وأضدادًا للمسيح، أو أشخاصًا عديمي الإيمان، فيجب عليك أن تبتعد عنهم وتنبذهم. أما إذا كانوا أناسًا يمتلكون واقع الحق، فعلى الرغم من أنك يمكن أن تُعجب بهم، فإنك لن تعبدهم. ليس بوسع أحد أن يحل محل المسيح؛ فوحده المسيح هو الإله العملي. وحده المسيح من يمكنه تخليص الناس، وفقط من خلال اتباع المسيح يمكنك نيل الحق والحياة. إذا كنت تستطيع أن ترى هذه الأمور بوضوح، فأنت تمتلك قامة، ومن غير المحتمل أن يُضلك أضداد المسيح، ولا داعي للخوف من أن يُضلك أضداد المسيح.

– الكلمة، ج. 4. كشف أضداد المسيح. البند السادس: إنهم يتصرفون بطرق ملتوية، فهم متعسفون ومستبدون، ولا يعقدون شركة مع الآخرين، ويُكرهون الآخرين على إطاعتهم

عندما يؤمن شخص ما بالله ويتبعه، فإن أكثر ما يجب أن يخشاه هو أن يبتعد عن كلام الله والحق للمشاركة في العمليات والمشاريع البشرية. القيام بذلك يعني أن يضل المرء في طريقه الخاص. لنفترض، مثلًا، أن الكنيسة تنتخب قائدًا. لا يعرف هذا القائد سوى الوعظ بالكلام والتعليم، ولا يركز سوى على هيبته ومكانته. إنه لا يقوم بأي عمل فعلي، لكنكم تسمعونه يعظ بالكلام والتعاليم جيدًا، وبما يتفق مع الحق، وكل ما يقوله صحيح، لذلك تُعجبون به كثيرًا وتشعرون بأنه قائد جيد. تصغون له في كل شيء، وفي النهاية تتبعونه، وتطيعونه تمامًا. ألستَ حينئذٍ مضلَّلًا على يد قائد كاذب وهو يسيطر عليك؟ وألم تصبح تلك الكنيسة جماعة دينية يرأسها قائد كاذب؟ قد يبدو أن أعضاء جماعة دينية على رأسها قائد كاذب يؤدون واجباتهم، لكن هل هم يؤدون واجباتهم حقًا؟ هل هم حقًا يخدمون الله؟ (لا). إذا كان هؤلاء الناس لا يخدمون الله أو يؤدون واجباتهم، فهل لديهم علاقة مع الله؟ هل الجماعة التي ليست لها علاقة مع الله تؤمن به؟ أخبرونى، هل أتباع قائد كاذب، أو الناس الذين تحت سيطرة ضد للمسيح، يمتلكون عمل الروح القدس؟ بالتأكيد لا. ولماذا لا يملكون عمل الروح القدس؟ لأنهم انحرفوا عن كلام الله، ولا يطيعون الله أو يعبدونه، بل يستمعون إلى الرعاة الكذبة وأضداد المسيح – الله يزدريهم ولا يعود يعمل عليهم. لقد انحرفوا عن كلام الله وقد ازدراهم الله، وفقدوا عمل الروح القدس. ومن ثم، هل يمكن أن يخلصهم الله؟ (لا). لا يمكن، وهذا يعني متاعب. لذلك، مهما كان عدد الناس الذين يؤدون واجباتهم في كنيسة ما، فإنَّ خلاصهم يعتمد بشكل حاسم على ما إذا كانوا يتبعون المسيح حقًا أم يتبعون شخصًا، وما إذا كانوا يختبرون عمل الله فعلًا ويسعون إلى الحق أم يشاركون في أنشطة دينية وفي عمليات بشرية ومشاريع بشرية. يعتمد الأمر بشكل حاسم على ما إذا كان بإمكانهم قبول الحق والسعي إليه وما إذا كان بإمكانهم طلب الحق لعلاج المشكلات عندما يكتشفونها. هذه هي الأشياء الأكثر حسمًا. ما يسعى إليه الناس حقًا والطريق الذي يسلكونه، وما إذا كانوا يقبلون الحق فعلًا أم ينبذونه، وما إذا كانوا يخضعون لله أم يقاومونه – الله يمحِّص كل هذه الأشياء باستمرار. يراقب الله كل كنيسة وكل فرد. وبصرف النظر عن عدد الناس الذين يؤدون واجبًا أو يتبعون الله في إحدى الكنائس، فإنهم يتوقفون عن اختبار عمل الله في اللحظة التي يبتعدون فيها عن كلام الله، وفي اللحظة التي يفقدون فيها عمل الروح القدس. وبالتالي، تنقطع صلتهم وصلة الواجب الذي يؤدونه بعمل الله ولا يشاركون فيه. وفي هذه الحالة، تكون هذه الكنيسة قد أصبحت جماعة دينية. أخبروني، ما هي التبعات بمجرد أن تصبح كنيسة ما جماعة دينية؟ ألن تقولوا إن هؤلاء الناس في خطر محدق؟ إنهم لا يطلبون الحق أبدًا عند مواجهة المشكلات، ولا يتصرفون وفقًا لمبادئ الحق، لكنهم يخضعون لترتيبات البشر وتلاعباتهم. بل ويوجد كثيرون ممن لا يُصلّون ولا يطلبون مبادئ الحق عند أداء واجبهم مطلقًأ؛ فهم يكتفون بسؤال الآخرين، ويفعلون ما يقوله الآخرون، ويتصرفون بناءً على إشارات الآخرين. هم يفعلون ما يطلبه الناس الآخرين منهم، ويشعرون أن الصلاة إلى الله بشأن مشكلاتهم وطلب الحق أمر غامض وشاق؛ ولذلك فإنهم يبحثون عن حل بسيط وسهل. يرون أن الاتكال على الآخرين وفعل ما يقوله الآخرون أمر سهل وواقعي للغاية؛ ولذلك يفعلون ببساطة ما يقوله الآخرون، ويسألون الآخرين، ويفعلون ما يقوله الآخرون في كل شيء. ونتيجةً لذلك، حتى بعد الإيمان لأعوام عديدة، عندما يواجهون مشكلةً، لم يمثلوا بتاتًا أمام الله للصلاة ولطلب رغباته ولطلب الحق، ومن ثم التوصل إلى فهم الحق، والتصرف والسلوك وفقًا لمقاصد الله؛ فهم لم يمروا بمثل هذه التجربة من قبل. هل يمارس أمثال هؤلاء الناس الإيمان بالله حقًا؟ أتساءل: ما السبب في أنَّ بعض الناس، حالما يدخلون جماعة دينية، يكونون عرضة للانتقال من الإيمان بالله إلى الإيمان بشخص، ومن اتباع الله إلى اتباع شخص؟ لماذا يتغيرون بهذه السرعة؟ لماذا، وقد آمنوا بالله لسنوات عديدة، لا يزالون يصغون إلى شخص ويتبعونه في كل شيء؟ على الرغم من سنواتهم العديدة من الإيمان، لم يكن هناك حقًا مكان لله في قلوبهم. لا شيء مما يفعلونه له أي صلة على الإطلاق بالله، ولا علاقة له بكلماته. كلامهم وأفعالهم وحياتهم وتعاملاتهم مع الآخرين ومعالجتهم للأمور، وحتى أدائهم لواجبهم وخدمة الله، وجميع تصرفاتهم وأعمالهم، وجميع سلوكياتهم، وحتى كل فكرة وخاطرة تتدفق منهم – لا علاقة لأي من هذا بالإيمان بالله أو بكلماته. هل مثل هذا الشخص مؤمن مخلص بالله؟ هل يمكن لعدد سنوات إيمان المرء بالله أن يحدد قامة ذلك الشخص؟ هل يمكن أن يثبت ما إذا كانت علاقته مع الله طبيعية؟ بالتأكيد لا. الأمر الحاسم لمعرفة ما إذا كان الشخص يؤمن بالله صدقًا هو رؤية ما إذا كان بإمكانه قبول كلام الله في قلبه، وما إذا كان بإمكانه العيش وسط كلماته واختبار عمله.

– الكلمة، ج. 3. محادثات مسيح الأيام الأخيرة. لا يمكن أن يطأ المرء طريق الخلاص إلّا بتقوى الله

من الأفضل لأولئك الذين يدّعون أنهم يتبعون الله أن يفتحوا عيونهم وينظروا جيدًا ليروا بالضبط مَن الذي يؤمنون به: هل تؤمن حقًّا بالله أم بالشيطان؟ إن كنت تعرف أن ما تؤمن به ليس الله بل أوثانك، فإنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن. وإن كنت لا تعلم حقًّا بمن تؤمن، فأقول مجددًا إنه كان من الأفضل ألاّ تزعم بأنك مؤمن، إذ إن قولك هذا يُعد تجديفًا! لا أحد يجبرك على أن تؤمن بالله. لا تقُولوا إنكم تؤمنون بي؛ لأنني سمعت ما يكفي من هذا الكلام، ولا أرغب في سماعه مجددًا؛ لأن ما تؤمنون به هو الأوثان التي في قلوبكم، والمتنمرون المحليون الموجودون بينكم. أولئك الذين يهزون رؤوسهم عندما يسمعون الحق، ويبتسمون عندما يسمعون حديثًا عن الموت. هم جميعًا ذُريَّة الشيطان، وهم من سيتم استبعادهم. هناك كثيرون في الكنيسة ليس لديهم تمييز. وحين يحدث أمر مضلِّل يقفون فجأة في صف الشيطان؛ حتى إنهم يستاؤون عندما يُدعون أتباع الشيطان. وعلى الرغم من أن الناس قد يقولون عنهم إنهم بلا تمييز، فإنهم يقفون دومًا في الجانب الذي لا حق فيه، ولا يقفون أبدًا في جانب الحق في الأوقات الحرجة، وكذلك لا يصمدون أبدًا ويجادلون من أجل الحق. هل يفتقرون حقًّا إلى التمييز؟ لماذا يقفون فجأة في جانب الشيطان؟ لماذا لا يقولون أبدًا كلمة واحدة عادلة ومنطقية لدعم الحق؟ هل هذا حقًا موقف ناشئ عن حيرتهم اللحظية؟ كلما قل التمييز لدى الأشخاص، قلت قدرتهم على الوقوف في جانب الحق. ماذا يوضح هذا؟ ألا يوضح هذا أن من ليس لديهم تمييز يحبون الخطيئة؟ ألا يوضح أنهم ذرية مخلصة للشيطان؟ لماذا هم قادرون دائمًا على الوقوف في جانب الشيطان والتكلم بلغته نفسها؟ كل كلمة وكل سلوك، وتعابير وجوههم تكفي لِتُثبت بأنهم لا يحبون الحق بأي شكل من الأشكال، بل هم أناس يبغضون الحق. قدرتهم على الوقوف في جانب الشيطان تكفي لِتُثبت أن الشيطان يحب حقًّا هذه الشياطين الحقيرة التي تقضي حياتها كلها وهي تقاتل من أجله. أليست كافة هذه الحقائق شديدة الوضوح؟ إن كنت حقًّا شخصًا يحب الحق، لماذا إذن ليس لديك أي اعتبار لمن يمارسون الحق، ولماذا تتبع على الفور أولئك الذين لا يمارسون الحق في أدنى نظرة بسيطة منهم؟ ما نوع هذه المشكلة؟ لا أبالي إن كان لديك تمييز أم لا، ولا أبالي بمدى قدر الثمن الذي دفعته، ولا أبالي بمدى عظمة قواك، ولا يهمني سواءٌ أكنت متنمِّرًا محليًا أو قائدًا يحمل لواء. إن كانت قواك عظيمة فما ذلك إلا بمساعدة قوة الشيطان، وإن كانت مكانتك رفيعة، فما ذلك إلا لأن هناك الكثيرين من حولك ممن لا يمارسون الحق. إن لم تكن قد طُردت فهذا فقط لأن الوقت الآن ليس وقت عمل الطرد؛ بل هو وقت عمل الاستبعاد. لا حاجة للإسراع في طردك الآن، فأنا ببساطة أنتظر حتى يأتي اليوم الذي أعاقبك فيه بعد أن يتم استبعادك. سيتم استبعاد كل من لا يمارس الحق!

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. تحذير لمن لا يمارسون الحق

شهادات اختبارية ذات صلة

درس مرير نتيجة اتباع الإنسان بدلًا من الله

ترانيم ذات صلة

الإنسان لا يملك إيمانًا صادقًا بالمسيح

الإيمان بالله من دون تقبُّل الحق يعني عدم الإيمان

اعلموا أن المسيح هو الحق إلى الأبد

السابق: د. ما إذا كان الله حقًا يعيِّن جميع الرعاة والشيوخ الدينيين، وما إذا كانت طاعة القسوس والشيوخ هي خضوع لله واتّباع له

التالي: و. ما إذا كان يُمكن أنْ يخلِّص الله أولئك الذين يُضلَّلون ويَخضعون لسيطرة الفريسيين وأضداد المسيح في العالم الديني.

كيف يمكن لنا نحن المسيحيون أن نتحرَّر من رباطات الخطية ونتطهَّر؟ لا تتردد في الاتصال بنا لتجد الطريق.

محتوى ذو صلة

سؤال 8: الذين آمنوا بالرب يسوع، وضحوا من أجله في حياتهم، إن لم يقبلوا عمل الله القدير في الأيام الأخيرة، فلن يُختطفوا إلى ملكوت السموات؟

الإجابة: بخصوص هذه المسألة، أعطانا الله القدير إجابة واضحة. يقول الله القدير، "إن لم تَسْعَ نحو طريق الحياة الذي يقدمه مسيح الأيام الأخيرة،...

ظهور الله وعمله حول معرفة الله أحاديث مسيح الأيام الأخيرة كشف أضداد المسيح مسؤوليات القادة والعاملين حول السعي إلى الحق حول السعي إلى الحق الدينونة تبدأ ببيت الله كلمات جوهرية من الله القدير مسيح الأيام الأخيرة كلمات الله اليومية اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة وقائع الحق التي على المؤمنين بالله أن يدخلوها إرشادات لنشر إنجيل الملكوت خراف الله تسمع صوت الله أصغ إلى صوت الله عاين ظهور الله أسئلة وأجوبة جوهرية عن إنجيل الملكوت شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الأول) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثاني) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الثالث) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الرابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد الخامس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السادس) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد السابع) شهادات عن اختبارات أمام كرسي دينونة المسيح (المجلد التاسع) كيف رجعت إلى الله القدير

إعدادات

  • نص
  • مواضيع

ألوان ثابتة

مواضيع

الخط

حجم الخط

المسافة بين الأسطر

المسافة بين الأسطر

عرض الصفحة

المحتويات

بحث

  • ابحث في هذا النص
  • ابحث في هذا الكتاب