كيفية السعي إلى الحق (14)
عقدنا شركة في المرة السابقة حول أشياء تتعلق بالعائلة ضمن الموضوع الأوسع المتمثل في التخلي عن مساعي الناس، ومثلهم، ورغباتهم، فحول أي قسم من موضوع العائلة كانت شركتنا؟ (عقد الله شركة في المرة السابقة حول بعض الأقوال التي تأتي من تكييف العائلة، مثل: "من بين أي ثلاثة أشخاص يسيرون معًا، هناك واحد على الأقل يمكن أن يكون معلمي"، و"إذا أردت أن تظهر بمظهر وقور عندما ينظر إليك الناس، فعليك أن تعاني عندما لا يلتفتون إليك"، و"مثلما يحتاج السياج إلى دعم ثلاثة أوتاد، يحتاج الرجل القدير إلى دعم ثلاثة أشخاص آخرين"، و"ستجعل السيدة نفسها جميلة لأولئك الذين يعجبون بها، بينما يضحي الرجل النبيل بحياته من أجل أولئك الذين يفهمونه"، و"البنات يجب أن يتربين كالأطفال الأغنياء، والأولاد يتربون كالأطفال الفقراء"، و"الناس لا يحتاجون إلى معدل ذكاء مرتفع، ولكنهم يحتاجون فقط إلى ذكاء عاطفي مرتفع"، و"عندما يضرب شخص ما جرسًا، استمع إلى رنينه، وعندما يتحدث شخص ما، استمع إلى ما يقوله"، و"الوالدان دائمًا على حق". ناقشنا في المجمل هذه الأقوال الثمانية). لقد عقدنا شركة حول التخلي عن تكييف العائلة، والذي غطى موضوعه تكييف العائلة وتعليمها لأفكار الشخص. عُقِدَت شركة مفصّلة حول بعض الأقوال، بينما ذُكرت أقوال أخرى بإيجاز ولم تُعقد شركة حولها على وجه التحديد. تحتل العائلة أهمية كبيرة في حياة كل فرد. إنه مكان يخلق فيه الناس ذكرياتهم، ويكبرون، وتبدأ أفكارهم المختلفة في التشكل. كيف يسلك الناس، ويتصرفون، ويتعاملون مع الأشياء، ويتفاعلون مع الآخرين، ويواجهون المواقف المختلفة، وعندما يواجهون تلك المواقف، كيف يصدرون الأحكام ومن أي وجهات نظر ومواقف ينبغي لهم أن يتعاملوا مع هذه الأمور، وما إلى ذلك، بغض النظر عما إذا كانت أفكارهم ووجهات نظرهم أولية أو أكثر تماسكًا؛ كل هذه أمور تستند بدرجة كبيرة إلى تكييف العائلة. يعني هذا أنه قبل أن يدخل الناس المجتمع رسميًا وينضمون إلى المجموعات الاجتماعية، تنبع جميع المراحل الجنينية لأفكارهم ووجهات نظرهم من عائلاتهم؛ ومن ثم، فالعائلة مهمة للغاية للجميع. تتجاوز أهمية العائلة النمو البدني، بل الأهم من ذلك أنه قبل أن يدخل الناس المجتمع، يتعلمون في المنزل الكثير من الأفكار ووجهات النظر التي يجب تطبيقها على كيفية تعاملهم مع المجتمع، والفئات الاجتماعية، وحياتهم المستقبلية. وعلى الرغم من أن هذه الأفكار ووجهات النظر لا تكون مُعرفة بشكل محدد أو دقيق مع نضوج المرء، فإن هذه الأفكار ووجهات النظر المختلفة، وهذه الأساليب والقواعد، وحتى وسائل التعامل المختلفة مع العالم، يغرسها بالفعل بشكل أساسي ورئيسي في الناس والديهم، أو كبار السن، أو أفراد العائلة الآخرين ويؤثرون عليهم ويكيفونهم عليها، قبل دخولهم المجتمع. تنفّذ هذه الممارسة المتمثلة في الغرس والتأثير والتكييف خلال الوقت الذي يكبر فيه الناس وسط أسرهم؛ وهذا هو السبب في أن العائلة مهمة جدًا لكل إنسان. وبطبيعة الحال، فإن هذه الأهمية تستهدف فقط المستوى الذي يدخل عنده الأفراد المجتمع وينضمون إلى الفئات الاجتماعية، ويدخلون حياة ووجود مرحلة الرشد؛ فهي تقتصر على مستوى الوجود المادي. يوضح هذا مدى أهمية تكييف العائلة للشخص الذي يدخل المجتمع وحياة الراشدين. وهذا يعني أنه عندما يصل الناس إلى سن الرشد ويدخلون المجتمع، تنبع معظم فلسفتهم في المعاملات الدنيوية من تراث والديهم وتأثير أسرهم. ومن هذا المنظور، يمكن القول أيضًا إن العائلة، بوصفها أصغر وحدة في المجتمع، تلعب أولًا وقبل كل شيء دورًا تكوينيًا في تشكيل أفكار الشخص وكذلك الأساليب والمبادئ المختلفة للتعامل مع العالم، وحتى نظرته للحياة. وبالنظر إلى أن هذه الأفكار ووجهات النظر وأساليب التعامل المختلفة مع العالم والنظرة إلى الوجود جميعها سلبية، ولا تتماشى مع الحق، ولا علاقة لها بالحق، بل يمكننا حتى أن نقول إنها تتعارض مع الحق، ولا تأتي من الله، فعندئذ يصبح من الضروري أن يتخلى الناس عن تكييف عائلاتهم. عند النظر إلى عواقب تكييف العائلة، نرى أنها تتناقض مع الحق ولا تتماشى معه، وتعارض الله، ويمكن القول بشكل أساسي إن العائلات هي أماكن يفسد فيها الشيطان البشرية، ويقود الناس إلى إنكار الله، ومقاومته، واتباع الطريق الخطأ في الحياة. من هذا المنظور، هل يمكن القول إن العائلة، باعتبارها أصغر وحدة في المجتمع، هي المكان الذي يُفسد فيه الناس في البداية؟ في حين أن القول بأن الشيطان والاتجاهات الاجتماعية يفسدان الناس هو منظور واسع، فعندما يتعلق الأمر بالتفاصيل، يجب اعتبار العائلة المكان الذي يقبل فيه الناس في البداية الفساد، والأفكار السلبية، والاتجاهات الشريرة، ووجهات نظر الشيطان. ينشأ الفساد الذي يقبله الأفراد بشكل أكثر تحديدًا من آبائهم، وكبار السن، وغيرهم من أفراد العائلة، ومن عادات أسرهم، وقيمها، وتقاليدها، وما إلى ذلك. على أي حال، العائلة هي نقطة البداية حيث يواجه الناس الفساد، ويقبلون أفكار الشيطان واتجاهاته الشريرة، وهي المكان الذي يبدأ فيه الناس في قبول مختلف الأفكار الفاسدة والشريرة خلال سنوات تكوينهم. تلعب العائلة دورًا لا يمكن أن يلعبه المجتمع ككل، ولا الاتجاهات الاجتماعية، ولا الشيطان، في إفساد الناس، وهو أنها تُعرّف الأفراد على مختلف الأفكار ووجهات النظر من اتجاهات الشيطان الشريرة قبل دخولهم المجتمع والانضمام إلى المجموعات الاجتماعية. أيًا كان الإطار الذي نضع فيه العائلة، فهي المصدر الأساسي لأفكارك ووجهات نظرك التي تنتمي إلى الشيطان. لذلك، لمساعدة الناس على التخلي عن مختلف الأفكار ووجهات النظر الخاطئة، من الضروري تمييز وتشريح ليس فقط الأفكار ووجهات النظر الخاطئة المنتشرة على نطاق واسع من المجتمع، ولكن أيضًا الأفكار ووجهات النظر المختلفة، وكذلك مبادئ التعامل مع العالم النابعة من تكييف العائلة. العائلة هي نفسها جزء من المجتمع البشري بأسره، إنها ليست الكنيسة أو بيت الله، وهي بالتأكيد ليست ملكوت السماوات. إنها مجرد أصغر وحدة داخل المجتمع نشأت وسط البشرية الفاسدة، وهذه الوحدة الأصغر تتشكل أيضا من قبل البشرية الفاسدة. لذا، إذا أراد المرء أن يحرر نفسه من قيود الأفكار ووجهات النظر الخاطئة المختلفة وروابطها ومتاعبها، فيجب عليه أولًا التفكير في الأفكار ووجهات النظر المختلفة التي تلقاها من تكييف العائلة وفهمها وتشريحها، حتى يصل إلى نقطة يمكنه فيها التخلي عنها. هذا مبدأ دقيق للممارسة للتخلي عن تكييف العائلات للناس.
عقدنا شركة في السابق حول تكييف العائلات للناس، والذي يتعلق بأمور مثل نظرتهم للحياة، وقواعد البقاء، ومبادئ وأساليب السلوك والتعامل مع العالم، وبعض قواعد اللعبة غير المكتوبة عند دخول المجتمع. ما هي بعض منظورات الحياة التي ينطوي عليها هذا الموضوع؟ على سبيل المثال، "الإنسان يترك اسمه ورائه أينما كان مثلما تصيح الإوزة أينما حلقت"، و"يحتاج الناس إلى كبريائهم مثلما تحتاج الشجرة إلى لحائها". ما هي بعض مبادئ التعامل مع العالم التي تغرسها العائلات في الناس؟ من الأمثلة على ذلك: "التناغم كنز والصبر ذكاء"، و"المساومة تجعل حل النزاع أسهل بكثير". وماذا أيضًا؟ ("مثلما يحتاج السياج إلى دعم ثلاثة أوتاد، يحتاج الرجل القدير إلى دعم ثلاثة أشخاص آخرين"، و"عندما يضرب شخص ما جرسًا، استمع إلى رنينه، وعندما يتحدث شخص ما، استمع إلى ما يقوله". هذه أيضًا طرق ومبادئ للتعامل مع العالم). هل هناك أي قواعد اجتماعية للعبة؟ مثل: "الطائر الذي يبرز عنقه هو الذي يُطلق عليه الرصاص"؟ (نعم). "من يتكلم كثيرًا يخطئ كثيرًا". وماذا أيضًا؟ "هذا مذاق الكأس المر نفسه". هذه أيضًا واحدة، لكننا لم نعقد حولها شركة في المرة السابقة. علاوة على ذلك، كثيرًا ما قال لك والداك: "في العالم، يجب أن يكون حكمك صائبًا، وحديثك سلسًا، وعيناك مفتوحتان. يجب أن "ترى عيناك جميع الطرق وتسمع أذناك جميع الاتجاهات". لا تكن ثابتًا في طرقك". وهناك أيضًا: "لا يضر أبدًا أن تمتدح شخصًا ما"، و"عليك أن تسير مع التيار أينما كنت. لا يمكن تطبيق القانون عندما يكون الجميع مذنبين. عندما تكون في شك، اتبع الحشد". هذه كلها أنواع من قواعد اللعبة. ثم هناك أقوال مثل: "ستجعل السيدة نفسها جميلة لأولئك الذين يعجبون بها، بينما يضحي الرجل النبيل بحياته من أجل أولئك الذين يفهمونه"، و"لا توجد نساء قبيحات، فقط كسالى". إلى أي فئة تنتمي هذه الأقوال؟ تنتمي إلى فئة الحياة اليومية؛ فهي تخبرك كيف تعيش وكيف تتعامل مع جسدك المادي. ثم هناك أقوال مثل: "الوالدان دائمًا على حق"، "أمي هي أفضل أم في العالم"، "الأوزة الحكيمة لن تضع أبدًا بيضة عادية"، و"تناول الطعام بدون تعليم هو خطأ الأب". تدور هذه الأفكار ووجهات النظر حول المودة والمشاعر العائلية. أيضًا، غالبًا ما يقول الناس، "الموتى عظماء في عيون الأحياء"، أي أن الشخص يصبح عظيمًا بعد موته. إذا كنت تريد مكانة أعلى، وإذا كنت تريد أن يتحدث الناس عنك جيدًا ويحترمونك، فيجب أن تموت. وبمجرد أن تموت، ستصبح عظيمًا. "الموتى عظماء في عيون الأحياء"؛ أليس هذا منطق سخيف؟ يقولون: "لا تقل شيئًا سيئًا عن شخص بعد وفاته. الموتى عظماء في عيون الأحياء. احترمه قليلًا!". يصبح هذا الشخص عظيمًا بعد وفاته، مهما فعل من أشياء سيئة. ألا يظهر هذا افتقارًا تامًا للتمييز بين الخير والشر وافتقارًا للمبادئ حول سلوك الناس؟ (بلى). "الوالدان دائمًا على حق". لقد عقدنا شركة تفصيلية عن هذا في المرة الأخيرة. هذه الأقوال الأخرى، مثل "تناول الطعام بدون تعليم هو خطأ الأب"، و"الأوزة الحكيمة لن تضع أبدًا بيضة عادية" لم تكن جزءًا من الشركة، لكن أليس من السهل فهمها؟ هل مقولة "تناول الطعام بدون تعليم هو خطأ الأب" صحيحة؟ إنها تجعل الأمر يبدو وكأن تعليم الأب مهم جدًا. ما نوع المسار الذي يمكن للأب أن يقود الأشخاص فيه؟ هل يمكن أن يقودك إلى الطريق الصحيح؟ هل يمكن أن يقودك لعبادة الله وأن تصبح شخصًا صالحًا حقًا؟ (كلا). يقول لك والدك: "الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، لكنك شاب، وتبكي عندما تشعر بالظلم. يوبخك والدك قائلًا: "احبس دموعك! كن رجلًا حقيقيًا. أنت تبكي على كل شيء تافه، يا عديم النفع!". وبعد حدوث ذلك، تفكر: "لا أستطيع ذرف أي دموع. إذا بكيت سأكون عديم النفع". تحبس دموعك، ولا تجرؤ على البكاء، وتبكي سرًا تحت الأغطية ليلًا. ليس لديك حتى الحق كذكر في التعبير عن مشاعرك أو إخراجها بشكل طبيعي. ليس لديك الحق في اختيار البكاء، عليك أن تحبس دموعك كلما شعرت بالظلم. هذا هو التعليم الذي تلقيته من والدك، وهو المعنى الحقيقي لعبارة "تناول الطعام بدون تعليم هو خطأ الأب". يتمسك أبوك وأمك والجيل الأكبر سنًا جميعهم بهذا التعليم، قائلين: "أنت أيها الصبي تبكي على أي شيء، وتبكي كلما شعرت بالظلم، وعندما تعرضت للضرب في الخارج. أنت عديم النفع! لماذا لم تضربهم عندما ضربوك؟ لا تلعب معهم بعد الآن لأنهم يضربونك. عندما تراهم مرة أخرى، وترى أنه يمكنك ضربهم، افعل ذلك، وإن لم تستطع فاهرب. انظر كيف تحمل هان شين(أ) إذلال إجباره على الزحف بين ساقي رجل آخر. لم يبك. هكذا يكون الرجل الحقيقي!". هذه هي الطريقة التي يعلم بها الآباء أبناءهم ويغرسون فيهم فكرة أن يكونوا رجالًا حقيقيين. لا يستطيع الرجال التحدث عن متاعبهم، ولا يمكنهم ذرف أي دموع؛ بل يجب أن يحبسوها. أخبرني، كم من الظلم يجب أن يتحمله الرجال؟ في هذا المجتمع، يجب على الرجال إعالة أسرهم، وإظهار البر بالوالدين لكبار السن، ولا يجرؤون على الشكوى مهما كانوا متعبين. لا يمكنهم التنفيس عما بصدورهم مهما عانوا من الظلم. أليس هذا ظلمًا للرجال؟ (بلى، هو كذلك). ماذا كان شعوركم عندما علمكم آبائكم بهذا الشكل؟ ماذا كان والدك يقول عندما كنت ترغب في البكاء في بعض الأحيان؟ "أنا، فلان، كنت حكيمًا وحريصًا على التفوق طوال حياتي. كيف يمكن أن أربي شخصًا ضعيفًا مثلك؟ عندما كنت في مثل عمرك، كنت بالفعل أعيل العائلة بمفردي. انظر إليك، أنت مدلل ومرفّه، يا عديم النفع!". كيف شعرتم؟ علمكم آبائكم وأجدادكم بقولهم: "الرجل هو عمود العائلة. لماذا ندعمك؟ لماذا نرسلك إلى الكلية؟ إنه لمساعدتك على إعالة العائلة، وليس لكي تبكي أو تشعر بالظلم كلما حدث لك شيء ما". كيف كان شعوركم عندما قال آباؤكم وكبار العائلة هذه الأشياء؟ هل شعرتم بالظلم أم تعاملتم مع الأمر بهدوء؟ (شعرت بالحزن، شعرت بالظلم). هل لم يكن لديك خيار سوى قبوله، أم شعرت بالاستياء في قلبك؟ (شعرت بالاستياء، لكن كان عليّ أن أتقبل الأمر). لماذا فعلت هذا؟ (لأنني شعرت أنه في ظل مثل هذه الظروف أو النظام الاجتماعي، لم يكن لدي خيار آخر). هذا هو الموضع الذي يضع فيه المجتمع الرجال. إنهم يولدون في هذا النوع من الظروف الاجتماعية، ولا أحد لديه خيار. لقد نشأ التعليم الذي تلقيته من والدك وكبار العائلة من المجتمع، فبعد أن تلقوا هذا التعليم الأيديولوجي، قاموا بعد ذلك بغرس هذه الأفكار من المجتمع فيك. وفي الواقع، عندما قبلوا هذه الأفكار ووجهات النظر خلال سنوات تكوينهم، قبلوها على مضض أيضًا. ومع تقدمهم في السن، نقلوا هذه الأفكار إلى الجيل التالي. لم يفكروا فيما إذا كان يجب على الجيل القادم قبول هذه الأفكار ووجهات النظر أو ما إذا كانت صحيحة، لأن هذه هي الطريقة التي نشأوا بها. لقد اعتقدوا أن هذه هي الطريقة التي يجب أن يعيش بها الناس؛ فلا يهم إذا كنت مظلومًا، المهم هو أن قبول هذه الأفكار سيساعدك في العثور على موطئ قدم لك في المجتمع وعدم التعرض للتنمر من قبل الآخرين. لماذا تحملوا أيضًا هذه المظالم، وشعروا بالاكتئاب والاستياء مثلك، ومع ذلك لا يزالون ينقلون هذه الأفكار ووجهات النظر إليك؟ أحد الأسباب هو أنهم قبلوا بشكل طبيعي الأفكار ووجهات النظر المختلفة من المجتمع الذي سمح لهم بالاندماج في الاتجاهات الاجتماعية، مما ساعدهم على إيجاد موطئ قدم لهم في المجتمع. يتبع الجميع هذه الأفكار ووجهات النظر باعتبارها إرشادات ومعايير للعيش، دون أن يشكك فيها أحد أو يرغب في مخالفتها أو التمرد عليها. هذا جانب واحد؛ من أجل البقاء. الجانب الآخر، وهو الجانب الرئيسي، هو أن الناس يفتقرون إلى القدرة على التمييز بين الأشياء الإيجابية والسلبية. لماذا؟ السبب هو أن الناس لا يفهمون الحق، ويفتقرون إلى الأفكار ووجهات النظر الصحيحة فيما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة، أو التعامل مع العالم، أو المسار الذي يجب أن يتبعوه. يجب على الناس أن يقبلوا بشكل فعال أو سلبي المبادئ المختلفة للتعامل مع العالم وقواعد اللعبة التي وضعها المجتمع، من أجل التكيّف معه، والاندماج فيه، والبقاء على قيد الحياة داخل هذا المجتمع وفي المجموعات الاجتماعية. الغرض من التكيّف هو أن يُثبت الناس أنفسهم في المجتمع وأن يبقوا على قيد الحياة. ومع ذلك، ليس لدى الناس خيار سوى اختيار هذه المبادئ للتعامل مع العالم وقواعد اللعبة التي وضعها المجتمع، لأنهم لا يفهمون الحق. لذلك، عندما علمك والدك كذكر: "الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، على الرغم من أنك شعرت بالظلم وأردت التنفيس عن إحباطاتك، لم يكن لديك طريقة لدحض ما يقول، ولا كان بوسعك استيعاب ما كان يقوله. وفي نهاية المطاف، السبب الذي جعلك تقبل هذا في قلبك هو أنه "على الرغم من أن كلمات والدي قاسية إلى حد ما ويصعب عليَّ سماعها، وعلى الرغم من أن قبول هذه الكلمات يتعارض مع إرادتي، فهو يفعل ذلك من أجل مصلحتي، لذا يجب أن أقبلها". يتعين على الناس بسبب ضميرهم وبرهم بوالديهم كأبناء أن يقدموا تنازلات ويقبولوا هذه الأفكار ووجهات النظر. بغض النظر عن أي جانب من جوانب تكييف العائلة يكون لدى الناس، فهم دائمًا في مثل هذه الحالة، وهي تُغرس باستمرار من خلال هذه الأساليب حتى يقبلوها في النهاية على الرغم منهم. وخلال عملية القبول المستمر هذه، تتسرب هذه الأفكار ووجهات النظر الخاطئة والسلبية تدريجيًا إلى أعماق كيان الشخص، أو تتسلل ببطء وثبات إلى أفكاره ووجهات نظره، لتصبح قواعد عديدة مختلفة لكيفية تصرفه وتعامله مع العالم. يمكن وصف هذه العملية على نحو ملائم بأنها شخص يجري إفساده، لأن عملية قبول الأفكار ووجهات النظر الخاطئة هي أيضا عملية إفساد. إذن، من أفسد الناس؟ بالمعنى المجرد، أفسدهم الشيطان من خلال اتجاهات الشر، وبشكل أكثر تحديدًا، أفسدتهم أسرهم، بل وبشكل محدد أكثر، أفسدهم آبائهم. لو قلت هذا قبل عشر سنوات، فربما لم يكن أي منكم ليقدر على قبوله، ولربما شعرتم جميعًا بالعداء تجاهي. ومع ذلك، يمكن الآن لمعظمكم قبول هذه العبارة بعقلانية باعتبارها صحيحة، وأن يقول عنها "أوافق"، أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). لماذا هذه العبارة صحيحة؟ لفهم ذلك، يحتاج الناس إلى تقديرها تدريجيًا على مدار فترة اختبارهم. وكلما كان تقديرك أكثر تحديدًا وعمقًا، وكلما صارت اختباراتك تعكس هذا بشكل أكبر، زاد اتفاقك مع هذه العبارة.
يتضمن تكييف العائلة على الأرجح المزيد من قواعد اللعبة للتصرف والتعامل مع العالم. على سبيل المثال، غالبًا ما يقول الآباء: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه الآخرون به؛ أنت أحمق وساذج للغاية". غالبًا ما يكرر الآباء هذا النوع من الكلام، وحتى كبار السن غالبًا ما يزعجونك قائلين: "كن شخصًا صالحًا، لا تؤذي الآخرين، ولكن يجب عليك دائمًا الحذر من الأذى الذي قد يلحقه بك الآخرون. كل الناس سيئون. قد ترى أن شخصًا ما يقول لك أشياء لطيفة ظاهريًا، لكنك لا تعرف ما يفكر فيه. قلوب الناس مُخبأة تحت جلدهم، وعندما ترسم نمرًا، تُظهر جلده، ولكن ليس عظامه، وعندما تعرف شخصًا ما، قد تعرف وجهه، ولكن ليس قلبه". هل ثمة جانب صحيح لهذه العبارات؟ إذا نظرنا إلى كل من هاتين العبارتين حرفيًا، سنجد أنهما لا خطأ فيهما، إذ لا يمكن معرفة ما يفكر فيه المرء حقًا في أعماقه، سواء كان قلبه شريرًا أو طيبًا. من المستحيل رؤية حقيقة روح المرء. المعنى الكامن وراء هذه العبارات صحيح ظاهريًا، لكنها ليست سوى نوع من التعاليم. ما هو مبدأ التعامل مع العالم الذي يستمده الناس في النهاية من هاتين العبارتين؟ إنه: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون". هذا ما يقوله الجيل الأكبر سنًا. غالبًا ما يقول الآباء وكبار السن هذا، وينصحونك باستمرار بالقول: "كن حذرًا، لا تكن أحمق وتكشف كل شيء في قلبك. تعلم أن تحمي نفسك وتكون يقظًا. لا تكشف عن حقيقة نفسك أو عن مكنون قلبك حتى مع أقرب أصدقائك. لا تخاطر بحياتك من أجلهم". هل هذا التحذير من كبار عائلتك صحيح؟ (كلا، إنه يعلم الناس طرقًا مخادعة). من الناحية النظرية، إن له هدف رئيسي جيد، وهو حمايتك، ومنعك من التعرض لمواقف خطرة، ولحمايتك من التعرض للأذى أو غش الآخرين لك، وحماية مصالحك الجسدية، وسلامتك الشخصية، وحياتك. إنه لإبعادك عن المشاكل، والدعاوى القضائية، والإغراءات، والسماح لك بالعيش كل يوم بسلام وسلاسة وسعادة. الهدف الرئيسي للآباء والشيوخ هو ببساطة حمايتك. غير أن الطريقة التي يحمونك بها، والمبادئ التي ينصحونك باتباعها، والأفكار التي يغرسونها فيك ليست صحيحة على الإطلاق. وعلى الرغم من أن هدفهم الرئيسي صحيح، فإن الأفكار التي يغرسونها فيك تقودك دون وعي إلى التطرف. تصبح الأفكار التي يغرسونها فيك المبادئ والأسس التي تتعامل على أساسها مع العالم. عندما تتفاعل مع زملاء الدراسة، والأقران، وشركاء العمل، والرؤساء، وكل أنواع الأشخاص في المجتمع، والناس من جميع مناحي الحياة، تصبح هذه الأفكار الحامية التي غرسها والداك فيك دون وعي تعويذتك ومبدأك الأساسيان كلما تعاملت مع الأمور التي تنطوي على علاقات شخصية. أي مبدأ هذا؟ إنه مبدأ: لن أؤذيك، لكن يجب أن أحذر منك في جميع الأوقات لمنعك من خداعي أو غشي، لتجنب المتاعب أو الدعاوى القضائية، لمنع ثروة عائلتي من الضياع وبلوغ الناس في عائلتي نهايتهم، ومنعي من أن ينتهي بي المطاف في السجن. إن العيش تحت سيطرة مثل هذه الأفكار ووجهات النظر، والعيش وسط هذه المجموعة الاجتماعية بمثل هذا الموقف تجاه التعامل مع العالم، لن يؤدي بك إلا إلى أن تصبح أكثر اكتئابًا، وأكثر إرهاقًا، وتعبًا في كل من العقل والجسد. ومن ثم، تصبح أكثر مقاومة لهذا العالم والإنسانية وأكثر نفورًا منهما، وتحتقرهما أكثر. وبينما تحتقر الآخرين، تبدأ في التقليل من شأن نفسك، وتشعر أنك لا تعيش مثل الناس، بل تعيش حياة متعبة وكئيبة. عليك أن تكون حذرًا دائمًا، وأن تفعل وتقول أشياء ضد إرادتك من أجل تجنب التعرض للأذى من الآخرين. في أثناء السعي لحماية مصالحك وسلامتك الشخصية، ترتدي قناعًا زائفًا في كل جانب من جوانب حياتك وتتنكر، ولا تجرؤ أبدًا على قول كلمة حق. وفي هذه الحالة، في ظروف البقاء هذه، لا يمكن لأعماق نفسك أن تجد الحرية أو الانطلاق. غالبًا ما تحتاج إلى شخص لا يشكّل أي ضرر لك ولن يهدد أبدًا مصالحك، شخص يمكنك مشاركة أعمق أفكارك معه والتنفيس عن إحباطاتك معه، دون تحمل أي مسؤولية عن كلماتك، أو التعرض للسخرية، أو التهكم، أو الاستهزاء، أو تحمل أي عواقب. في موقف تكون فيه فكرة ووجهة نظر "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون" هي مبدأك في التعامل مع العالم، ستمتلئ أعماق نفسك بالخوف وعدم الشعور بالأمان. بطبيعة الحال، ستشعر بالاكتئاب، وعدم القدرة على العثور على التحرر، وتحتاج إلى شخص ما يريحك، شخص تثق به. لذا، انطلاقًا من هذه الجوانب، على الرغم من أن مبدأ التعامل مع العالم الذي علمك إياه والداك: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون" يمكن أن ينجح في حمايتك، فهو سلاح ذو حدين. ففي حين أنه يحمي مصالحك الجسدية وسلامتك الشخصية إلى حد ما، فإنه يجعلك تشعر بالاكتئاب والبؤس، وغير قادر على بلوغ التحرر، بل ويجعلك أكثر إحباطًا تجاه هذا العالم وتجاه الإنسانية. وفي الوقت نفسه، تبدأ أيضًا في أعماقك في الشعور الخافت بالضجر من ولادتك في مثل هذه الحقبة الشريرة، بين هذه المجموعة الشريرة من الناس. لا يمكنك أن تفهم لماذا يجب أن يعيش الناس، أو لماذا الحياة مرهقة للغاية، أو لماذا يجب عليهم ارتداء قناع وإخفاء أنفسهم في كل مكان يذهبون إليه، أو لماذا يجب أن تكون دائمًا حذرًا من الآخرين من أجل مصالحك الخاصة. تتمنى أن تقول الحق، لكن لا يمكنك ذلك بسبب العواقب. تريد أن تكون شخصًا حقيقيًا، وأن تتحدث وتتصرف بصراحة، وتتجنب أن تكون شخصا دنيئًا أو تقوم بأعمال شريرة ومخزية في الخفاء، وتعيش حصريًا في الظلام، لكن لا يمكنك فعل أي من هذا. لماذا لا تستطيع العيش باستقامة؟ تشعر بازدراء باهت عندما تفكر في أفعالك السابقة. أنت تكره وتمقت هذا الاتجاه الشرير وهذا العالم الشرير، وفي الوقت نفسه، تكره نفسك بشدة وتحتقر الشخص الذي أصبحت عليه. ومع ذلك، ليس ثمة ما يمكنك القيام به. على الرغم من تمرير والديك هذه التعويذة إليك من خلال كلماتهم وأفعالهم، إلا أنها لا تزال تشعرك بأن حياتك تفتقر إلى السعادة أو الشعور بالأمان. وعندما تشعر بهذا الافتقار إلى السعادة، والأمان، والنزاهة، والكرامة، تجد نفسك في آن واحد ممتنًا لوالديك لإعطائك هذا التعويذة ومستاءً بسبب ما كبلوك به. أنت لا تفهم لماذا قال لك والداك أن تتصرف بهذه الطريقة، ولماذا يجب عليك أن تتصرف هكذا من أجل الحصول على موطئ قدم في المجتمع، ولتندمج في هذه المجموعة الاجتماعية، وتحمي نفسك. على الرغم من أنها تعويذة، فهي أيضًا نوع من القيد الذي يجعلك تشعر بكل من الحب والكراهية في قلبك. ولكن ماذا يمكنك أن تفعل؟ ليس لديك الطريق الصحيح في الحياة، لا أحد يخبرك كيف تعيش أو كيف تتعامل مع الأشياء التي تقابلها في طريقك، ولا أحد يخبرك ما إذا كان ما تفعله صحيحًا أم خاطئًا، أو كيف يجب أن تسير في الطريق الذي أمامك. ليس أمامك سوى معاناة الارتباك، والتذبذب، والألم، والاضطراب. هذه هي نتائج فلسفة المعاملات الدنيوية التي غرسها فيك والداك وعائلتك، مما يجعل أبسط رغباتك في أن تكون شخصًا بسيطًا – أي رغبتك في أن تكون قادرًا على التصرف باستقامة دون اللجوء إلى هذه الوسائل للتعامل مع العالم – لا يمكن تحقيقها. لا يمكنك العيش إلا بطريقة مهينة، وتقديم التنازلات، والعيش من أجل سمعتك، مما يجعلك شرسًا للغاية لحماية نفسك من الآخرين، والتظاهر بالشراسة، وطول القامة، والعنفوان، والقوة، وبأنك غير عادي، لتجنب التعرض للتنمر. لا يمكنك سوى العيش على هذا النحو رغم إرادتك، مما يجعلك تكره نفسك، لكن ليس لديك خيار. فنظرًا لأنك لا تملك القدرة أو الطريق للهروب من هذه الطرق والاستراتيجيات للتعامل مع العالم، لا يمكنك سوى السماح لهذه الأفكار التي كيفتك عائلتك ووالديك عليها أن تتلاعب بك. يُخدع الناس بالأفكار التي غرستها فيهم عائلاتهم وآبائهم خلال هذه العملية اللاواعية وتسيطر عليهم، لأنهم لا يفهمون الحق أو كيف يجب أن يعيشوا، لذلك لا يمكنهم سوى ترك الأمر للقدر. وحتى لو كان لا يزال بضمائرهم القليل من الحس، أو حتى لو كانت لديهم رغبة صغيرة في العيش بشبه الإنسان، أو التعايش مع الآخرين والتنافس معهم بشكل منصف، بغض النظر عن رغباتهم، فلا يمكنهم الهروب من تكييف الأفكار ووجهات النظر المختلفة التي تأتي من أسرهم وتحكمها فيهم، وفي النهاية، لا يمكنهم سوى العودة إلى الفكرة ووجهة النظر التي كيفتهم عليها أسرهم والتي مفادها: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"، لأنه ليس لديهم طريق آخر يسلكونه؛ ليس لديهم خيار. كل هذا ناتج عن عدم فهم الناس للحق وعجزهم عن نيل الحق. بالطبع، يقول الآباء أيضًا: "عندما ترسم نمرًا، تُظهر جلده، ولكن ليس عظامه، وعندما تعرف شخصًا ما، قد تعرف وجهه، ولكن ليس قلبه"؛ يخبرونك عن فن الحذر من الآخرين، ويطلبون منك أن تفعل ذلك لأن الجميع ماكرون؛ من السهل أن تنخدع إذا كنت لا تستطيع رؤية حقيقة الناس، فقد لا تكون أفكارهم الداخلية معادلة لمظهرهم الخارجي، إذ قد يبدو الشخص بارًا وصالحًا ظاهريًا، لكن قلبه مثل الثعبان أو العقرب في سميّته. أو قد يتحدث شخص ما عن الإحسان، والبر، واللياقة، والحكمة، والجدارة بالثقة ظاهريًا، قائلًا كل الأشياء الصحيحة، ويكون خطابه مليئًا بالبر والأخلاق، ولكن في أعماق قلبه وروحه، هو قذر، وحقير، ودنيء، وخبيث للغاية. لذلك، لا يمكنك الاقتراب من الآخرين والتفاعل معهم إلا من خلال الأفكار ووجهات النظر التي غرسها والداك فيك.
"ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"، و"عندما ترسم نمرًا، تُظهر جلده، ولكن ليس عظامه، وعندما تعرف شخصًا ما، قد تعرف وجهه، ولكن ليس قلبه" هما أكثر مبدئين أساسيين يغرسهما الآباء فيك للتعامل مع العالم، وكذلك أكثر معيارين أساسية للنظر للناس والحذر منهم. الهدف الرئيسي للوالدين هو حمايتك ومساعدتك على حماية نفسك. لكن، من زاوية أخرى، قد تجعلك هذه الكلمات والأفكار ووجهات النظر تشعر أكثر بأن العالم خطير وأن الناس غير جديرين بالثقة، مما يؤدي إلى غياب كامل للمشاعر الإيجابية تجاه الآخرين. ولكن كيف يمكنك بالفعل تمييز الناس والنظر للآخرين؟ من هم الأشخاص الذين يمكنك التعايش معهم، وماذا ينبغي أن تكون العلاقة المناسبة بين الناس؟ كيف ينبغي للمرء أن يتفاعل مع الآخرين على أساس المبادئ، وكيف يمكن له أن يتفاعل بشكل منصف ومتناغم مع الآخرين؟ الآباء لا يعرفون أي شيء عن هذه الأمور. إنهم لا يعرفون سوى كيفية استخدام الحيل، والمخططات، وقواعد واستراتيجيات اللعبة المختلفة للتعامل مع العالم للحذر من الناس، واستغلال الآخرين والسيطرة عليهم، من أجل حماية أنفسهم من إيذاء الآخرين لهم، مهما كان مدى إيذائهم هم أنفسهم للآخرين. أثناء تعليم الآباء هذه الأفكار ووجهات النظر لأطفالهم، فإن الأشياء التي يغرسونها فيهم هي مجرد استراتيجيات معينة للتعامل مع العالم. إنها ليست أكثر من مجرد استراتيجيات. وماذا تشمل هذه الاستراتيجيات؟ جميع أنواع الحيل، وقواعد اللعبة، وكيفية إرضاء الآخرين، وكيفية حماية مصالح المرء الخاصة، وكيفية تعظيم الربح الشخصي إلى أقصى حد ممكن. هل هذه المبادئ هي الحق؟ (لا، ليست كذلك). هل هي الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه الناس؟ (لا). ليس أي منها هو الطريق الصحيح. إذن، ما هو جوهر هذه الأفكار التي يغرسها الآباء فيك؟ إنها لا تتوافق مع الحق، كما أنها ليست الطريق الصحيح، وليست أشياء إيجابية. ما هي إذن؟ (إنها بالكامل فلسفة الشيطان التي تفسدنا). بالنظر إلى النتائج، فإنها تفسد الناس. إذن، ما هو جوهر هذه الأفكار؟ مثل: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"؛ هل هذا هو المبدأ السليم للتفاعل مع الآخرين؟ (كلا، إنها أشياء سلبية بالكامل تأتي من الشيطان). إنها أشياء سلبية تأتي من الشيطان؛ فما هو جوهرها وطبيعتها؟ أليست حيل؟ أليست استراتيجيات؟ أليست تكتيكات لكسب الآخرين؟ (بلى). إنها ليست مبادئ الممارسة لدخول الحق، أو المبادئ والتوجيهات الإيجابية التي يعلم الله الناس من خلالها كيف يسلكون؛ إنها استراتيجيات للتعامل مع العالم، إنها حيل. وعلاوة على ذلك، هل طبيعة عبارات مثل "عندما ترسم نمرًا، تُظهر جلده، ولكن ليس عظامه، وعندما تعرف شخصًا ما، قد تعرف وجهه، ولكن ليس قلبه" مماثلة أيضًا؟ (نعم). ألا تخبرك هذه العبارات أن تصبح ماكرًا، وألا تكون بسيطًا، أو مباشرًا، أو مستقيمًا، وأن تجعل من الصعب على الآخرين أن يفهموك، وتجعل من الصعب على الآخرين أن يروا حقيقتك؟ ألا تخبرك المبادئ المحددة للتعامل مع العالم – التي تقدمها لك هذه الأفكار ووجهات النظر – باستخدام الاستراتيجيات عند التفاعل مع الآخرين، وتعلم كيفية كسب الآخرين، وتعلم قواعد اللعبة التي تنتشر بين الناس في كل عصر؟ (بلى). يقول بعض الناس: "يخبر الآباء الناس بهذه العبارات من أجل إرشادهم للحذر من الآخرين وتعلم كيفية النظر للناس". هل أخبروك كيف تنظر للآخرين؟ لم يخبروك كيف تنظر للآخرين، ولم يخبروك أن تتعامل مع مختلف الأشخاص وفقًا للمبادئ الصحيحة، بل أن تستخدم الحيل والمخططات المقابلة لتلبية احتياجات واستراتيجيات مختلف الأشخاص. على سبيل المثال، رئيسك أو المشرف عليك حقير ومطارد للنساء؛ فتفكر في نفسك: "يبدو الرئيس محترمًا ظاهريًا، يبدو مستقيمًا، ولكنه في حقيقته مطارد للنساء. إنه في أعماق روحه هذا الشخص البائس. لا بأس، سألبي تفضيلاته، وأرى أي امرأة تبدو جميلة، وأقترب منها، وأقدمها إلى الرئيس لإرضائه". هل هذه استراتيجية للتعامل مع العالم؟ (نعم). على سبيل المثال، عندما ترى شخصًا لديه قيمة يمكنك استغلالها ويستحق تفاعلك، ولكن ليس من السهل العبث معه، تفكر قائلًا لنفسك: "يجب أن أقول له بعض كلمات الإطراء، أيًا كان ما يحب سماعه". يقول ذلك الشخص: "الطقس لطيف اليوم"، فتقول: "الطقس لطيف حقًا اليوم، وغدًا سيكون لطيفًا أيضًا". يقول: "الطقس بارد حقًا اليوم"، فتقول: "نعم، الجو بارد. لماذا لا ترتدي شيئًا أثقل؟ معطفي ثقيل، هيا ارتده". بمجرد أن يتثاءب، تسارع إلى إعطائه وسادة. وعندما يخرج علبة دواء، تصب له الماء بسرعة؛ عندما يجلس بعد تناول الطعام، تسارع بتحضير الشاي له. أليست هذه استراتيجيات للتعامل مع العالم؟ (بلى). إنها استراتيجيات للتعامل مع العالم. لماذا أنت قادر على استخدام هذه الاستراتيجيات؟ لماذا تريد تملقه؟ إذا لم تكن بحاجة إليه ولم يكن يحمل لك أي فائدة فهل كنت ستعامله على هذا النحو؟ (لا). لا، الأمر أشبه بما يميل الناس إلى قوله: "لا تحرك إصبعًا قط ما لم يكن هناك مقابل". الأمر يشبه حمل وعاء ماء إلى حديقة الخضروات؛ فأنت لا تسقي سوى ما له فائدة. أنت تذهب بنشاط وتتملق أولئك الذين هم مفيدون لك، وبمجرد تنحيهم أو إزاحتهم من مناصبهم، يبرد حماسك تجاههم على الفور وتتجاهلهم. عندما يتصلون بك، إما أن تغلق هاتفك أو تتظاهر بأن الخط مشغول ولا تجيب. وعندما تراهم، يحيونك ويقولون: "الطقس لطيف اليوم"، فتتجاهلهم قائلًا: "آه، نعم. وداعًا، دعنا نتحدث لاحقًا إن جد جديد، سأدعوك إلى تناول الطعام في وقت ما". وعود فارغة، ثم تتجاهلهم، ولا تتصل بهم، بل وتحظرهم. تنشئ الأفكار ووجهات النظر المختلفة التي يغرسها الآباء في الناس جدارًا واقيًا غير مرئي على قلوبهم. وفي الوقت نفسه، هم يغرسون أيضًا بعض الطرق الأساسية للتعامل مع العالم أو البقاء على قيد الحياة، ويعلّمون الناس كيفية اللعب على كلا الجانبين وكيفية الاندماج في مجموعة اجتماعية، وكيفية ترسيخ أنفسهم في المجتمع، وكيف لا يتعرضون للتنمر في مجموعة من الناس. وعلى الرغم من أنه قبل دخولك المجتمع، لم يرشدك والداك على وجه التحديد حول كيفية التعامل مع مواقف محددة، فإن تكييف الوالدين أو العائلة من حيث هذه الطرق ومبادئ التعامل مع العالم قد أعطاك آراء ومبادئ أساسية للتعامل مع العالم. ما هي هذه الآراء والمبادئ الأساسية للتعامل مع العالم؟ يعلمونك كيفية ارتداء قناع متى تفاعلت مع الناس، وكيف تعيش بقناع في كل مجموعة اجتماعية، وفي النهاية تحقيق هدف حماية سمعتك والربح من التعرض للخسارة، وفي الوقت نفسه تحصل على الشهرة والربح اللذين تريدهما، أو تحقق ضمانًا أساسيًا للسلامة الشخصية. من الأفكار ووجهات النظر والاستراتيجيات المختلفة للتعامل مع العالم التي غرسها فيك والداك، يمكن ملاحظة أن الأبوين لم يعلماك كيف تكون شخصًا أكثر كرامة، وكيف تكون شخصًا حقيقيًا، وكيف تكون كائنًا مخلوقًا صالحًا، أو كيف تكون شخصًا يمتلك الحق. بل على النقيض من ذلك، أخبراك كيف تخدع الآخرين، وكيف تحذر منهم، وكيف تستخدم الاستراتيجيات للتفاعل مع مختلف الأشخاص، وكذلك حقيقة قلوب الناس وحقيقة البشرية. بحسب تكييف هذه الأفكار ووجهات النظر من والديك، تصبح أعماق نفسك أكثر شرًا باستمرار، وتنشأ لديك كراهية للناس. في قلبك اليافع، حتى قبل أن يكون لديك أي استراتيجيات للتعامل مع العالم، كان لديك بالفعل تعريف بدائي وأساسي للإنسانية، بالإضافة إلى مبدأ بدائي وأساسي لكيفية التعامل مع العالم. إذن، ما هو الدور الذي يلعبه الآباء في تعاملك مع العالم؟ إنهم بلا شك يلعبون دور إرشادك على طول الطريق الخطأ. إنهم لا يقودونك إلى السير على الطريق الصحيح، أو يرشدوك نحو الطريق الصحيح للحياة الإنسانية بطريقة إيجابية واستباقية، وإنما يضللانك بدلًا من ذلك.
بخلاف تكييف الآباء للأبناء بأقوال مثل "الرجال لا يذرفون الدموع بسهولة"، غالبًا ما يقولون لهم: ""الديك الجيد لا يتشاجر مع الكلاب؛ والرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء"؛ "لا تعبث مع الفتيات أو تتعارك معهن؛ لا تنحدر إلى مستواهن؛ إنهن فتيات، ويجب أن تتساهل معهن". لماذا يجب أن تتساهل معهن؟ إذا فعلن شيئًا خاطئًا، فلا يجب أن تتساهل معهن أو تدللهن. إن الرجال والنساء متساوون. لقد وُلِدن ورباهن آباؤهن وأمهاتهن مثلك تمامًا، فلماذا يجب أن تتساهل معهن؟ لمجرد أنهن نساء؟ يجب معاقبتهن عندما يخطئن، وتعليمهن الصواب، وأن يعترفن بخطئهن، ويعتذرن، ويفهمن ما الخطأ الذي ارتكبنه، وأنه لا ينبغي لهن تكرار الخطأ نفسه في المرة القادمة التي يقابلن فيها مثل هذا الأمر. يجب أن تتعلم كيف تساعدهن، بدلًا من اتباع مبدأ "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء" الذي علمك إياه والداك للتعامل مع الموقف. كل الناس يقترفون الأخطاء في وقت أو آخر، الرجال والنساء على حد سواء. وعندما يفعلون ذلك، يجب عليهم أن يقروا بأخطائهم ويتوبوا عنها. يجب على كل من الرجال والنساء أن يسلكوا الطريق الصحيح ويعيشوا بكرامة، بدلًا من التمسك بما قاله آباؤهم: "الديك الجيد لا يتشاجر مع الكلاب؛ والرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء". الرجل الصالح لا يستعرض نفسه بعدم الشجار مع النساء، ولا يستعرض نفسه بعدم الانحدار إلى مستواهن. كما تعرف، كثيرًا ما يقول الآباء: "النساء ذوات شعر طويل لكنهن قصيرات النظر. ليس لديهن آفاق، لا تكن مثلهن، لا تتعامل معهن بجدية أو تعرهن اهتمامًا". ماذا تقصد بقولك "لا تعرهن اهتمامًا"؟ تحتاج مسألة المبادئ إلى توضيح وشرح. من ارتكب الخطأ، ومن قال الشيء الإيجابي أو السلبي، ومن كان ذكره للمسار صحيحًا؛ الأمور التي تنطوي على المبادئ، والمسارات، والتصرف، يجب أن توضَّح. لا تطمس الخط الفاصل بين الصواب والخطأ؛ حتى بالنسبة إلى المرأة، فيجب أن توضِّح الأمور. إذا كنت حقًا تأخذها بعين الاعتبار، فعليك أن تخبرها بالحق الذي ينبغي للناس أن يفهموه، وتساعدها على السير في الطريق الصحيح، ولا تجارها فحسب، ولا تتجنب الجدية معها أو توضيح الأشياء لها لمجرد أنها امرأة. النساء أيضًا يجب أن يعشن بكرامة وألا يجارين هواهنَّ أو يرفضن أن يكن عقلانيات لمجرد أن الرجال يتهاونون معهن. لا يختلف الرجال والنساء إلا من حيث الفسيولوجيا الجسدية، لكن هويتهم ومكانتهم واحدة في نظر الله. كلاهما كائنات مخلوقة، وبعيدًا عن الاختلافات بينهما كجنسين، لا يوجد بينهما اختلاف كبير. كلاهما يختبر الفساد ويتشاركان في مبادئ التصرف ذاتها. إن المعايير التي يطلبها الله متطابقة لكل من الرجال والنساء، دون تمييز. إذن، هل يُعد تعليم الوالدين: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء" صحيحًا؟ (كلا). ما هو النهج الصحيح إذن؟ لا يتعلق الأمر بالانخراط في المعارك، وإنما بمواءمة ممارستك مع المبادئ. ماذا يعني الآباء بمثل هذه التعليقات؟ أليس هذا تفضيلًا للأبناء على البنات؟ يبدو وكأنهم يقولون: "النساء ذوات شعر طويل لكنهن قصيرات النظر. إنهن ساذجات، وذكاءهن يكاد لا يُذكر. لماذا تناقشهن أصلًا؟ هن لن يفهمن. فكما يرد في القول: "النساء كبيرات الصدور لا عقل لهن، ذوات شعر طويل لكنهن قصيرات النظر". لماذا تشغل نفسك بالنساء أو تتعامل معهن بجدية؟". أليست النساء بشرًا؟ ألا يخلّص الله النساء؟ ألا يشارك الحق معهن ويمنحهن الحياة؟ هل تلك هي الحال؟ (لا، ليست كذلك). إذا كان الله لا يفعل هذا، إذا كان لا يعامل النساء بشكل غير منصف، فكيف يجب عليك أن تتصرف؟ عامل النساء وفقًا للمبادئ التي يعلمك الله إياها؛ لا تقبل أفكار والديك أو تعزز الميول المتعصبة ضد النساء. فعلى الرغم من أن عظامك وعضلاتك قد تكون أقوى قليلًا مقارنةً بالنساء، ومن أنك ربما تمتلك بنية أضخم وقوة بدنية أكبر، وأنك ربما تأكل قدرًا أكبر من الطعام، فإن شخصيتك الفاسدة، وتمردك، ومدى عدم فهمك للحق، لا تختلف عما هي عليه لدى النساء. قد تختلف المهارات الحياتية التي تتفوق فيها عن تلك التي تمتلكها النساء: فأنت ماهر في التعامل مع الإلكترونيات والآلات، في حين تبرع النساء في التطريز، والخياطة، والرتق. هل يمكنك القيام بتلك الأشياء؟ في حين أن الرجال يبرعون في البناء، تتفوق النساء في المعالجات التجميلية. وبينما يمكن للرجال تشغيل الآلات والمعدات المختلفة، فإن النساء لا تعجزن عن ذلك أيضًا. أين بالضبط تعجز النساء؟ كل هذه المقارنات لا طائل من ورائها. المغزى هنا هو أن تتخلى عن تعصبك. لا تقبل أفكارًا مثل: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء"؛ الأشياء التي يقولها الآباء ليست هي الحق، بل هي ضارة لك. لا تقل أبدًا هذه الأشياء المهينة للنساء؛ فهذا يتعارض مع العقل واللياقة تعارضًا صارخًا. لأي نوع من المشكلات تنتمي مشكلة عدم احترام النساء؟ هل الأشخاص الذين يفعلون أشياء كهذه لديهم إنسانية أصلًا؟ (كلا). إنهم مجردون من الإنسانية. إذا كنت لا تحترم النساء، فتذكر أن أمك، وجدتيك، وأخواتك جميعهن نساء. هل هن على استعداد لقبول مثل هذا الازدراء؟ حتى بعض الأمهات يقلن لأبنائهن: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء". أليست هؤلاء الأمهات حمقاوات؟ مثل هؤلاء الأمهات ساذجات، ويقللن من قيمة أنفسهن كونهن هن أنفسهن من النساء؛ ومن الواضح أنهن مشوشات الذهن وليست لديهن أي فكرة عما يقلنه. إن عبارة "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء" تتعارض بشكل صارخ مع العقل واللياقة. إنَّ الله لم يعرِّف النساء بهذه الطريقة قط، ولم يحذر الرجال أبدًا قائلًا: "النساء ضعيفات، إنهن ذوات شعر طويل لكنهن قصيرات النظر، ويفتقرن إلى المنطق السليم. لا تتشاجر معهن. وحتى لو فعلت، فلن تتمكن من حل الأمور معهن بوضوح. كن متسامحًا ومتفهمًا في كل شيء، ولا تتعامل معهن بجدية؛ يجب أن يكون الرجال واسعي الأفق ومتقبلين لكل شيء". هل قال الله شيئًا كهذا من قبل؟ (كلا، لم يقل). وبما أن الله لم يقل مثل هذه الأشياء قط، فلا تفعلها أو تنظر إلى النساء من وجهات نظر كهذه، فهذا تمييز وعدم احترام تجاه النساء. يمكنك تعويض ما تفتقر فيه النساء إلى المهارات اللازمة، لكنك تحتاج أيضًا إلى أن يفعلن هن الشيء نفسه في المجالات التي تفتقر فيها إلى المهارات. وجهة النظر الصحيحة هي الاعتماد المتبادل وإكمال بعضكم بعضًا. لماذا هذه هي وجهة النظر الصحيحة؟ لأن نقاط القوة لدى كل من الرجال والنساء معينة من الله. ما الأفكار ووجهات النظر التي يجب أن تتبناها للتعامل مع حقيقة أن نقاط القوة لدى كل من الرجال والنساء معينة من الله؟ أن يكمل أحدهما الآخر؛ هذا هو مبدأ الممارسة. يجب ألا يميّز الرجال ضد النساء، وينبغي ألا تفرط النساء في تقدير الرجال، وهن يفكرن مثلًا: "أخيرًا أصبح لدينا أخ في كنيستنا، عمود قوة. الآن اكتملت كنيستنا، أصبح لدينا شخص يدعمنا ويتعامل مع الأمور نيابة عنا، ويأخذ زمام المبادرة نيابة عنا". هل أنت أقل شأنًا؟ هل الرجال هم موضع إيمانك؟ إذا كانت الكنيسة تتكون فقط من الأخوات، فهل يعني ذلك أنك لم يعد لديك إيمان بالله؟ هل يعني أنه لا يمكنك نيل الخلاص أو فهم الحق؟ عندما يدلي شخص ما بتعليق غير مباشر قائلًا: "لماذا لا يوجد بكنيستكم أي إخوة؟". تشعرين وكأن أحدهم سدد طعنة إلى قلبك وتقولين: "لا تفتح هذا الموضوع، إنه العيب الوحيد في كنيستنا. لا نريد أن يُشار إليه؛ لقد وضعت يدك على الشيء الوحيد الذي يؤلمنا"، ثم تُصلين قائلة: "إلهي، متى ستُعد أخًا لكنيستنا؟". هل الإخوة هم من يحفظون الكنيسة؟ ألا يمكنها أن تقوم بدون الإخوة؟ هل قال الله هذا قط؟ (كلا، لم يقل). لم يقل الله هذا أبدًا، ولم يقل أبدًا إن الكنيسة يجب أن يكون فيها كلا الجنسين قبل أن يصبح من الممكن تأسيسها، أو أنه لا يمكن تأسيسها بجنس واحد فقط. هل قال هذا قط؟ (لا). كل هذه عواقب الذكورية المتعصبة الناتجة عن تكييف الأسرة. أنت تعتمدين على الرجال في كل شيء، وبمجرد أن يظهر شيء ما تقولين: "يجب أن أنتظر لمناقشته مع زوجي عندما يعود"، أو "كان إخوتنا في الكنيسة مشغولين مؤخرًا، لذلك لا أحد يأخذ زمام المبادرة للتعامل مع هذا الأمر". ما هي فائدة النساء إذن؟ هل أنت غير قادرة على التعامل مع هذه المهام؟ أليس لديك فم أو ساقين؟ أنت لا يعوزك شيء: أنت تفهمين مبادئ الحق، ويجب أن تتصرفي وفقًا لذلك. إن الرجال ليسوا رؤساءك، ولا هم أسيادك؛ إنهم مجرد أشخاص عاديين، بعض أفراد الإنسانية الفاسدة. تعلمي أن تعتمدي على الله وكلامه في كل شيء تفعلينه. هذا هو المبدأ والطريق اللذين يجب أن تتبعينهما، بدلًا من الاعتماد على أي شخص. على الرغم من أنني لا أدافع عن الذكورية المتعصبة، فإنني بالطبع لا أفعل ذلك من أجل إعلاء حقوق المرأة أو الدفاع عنها، وإنما لمساعدة الناس على فهم جانب من جوانب الحق. أي جانب من جوانب الحق؟ أن المقولة التي غرسها فيك والداك: "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء"، هي مقولة غير صحيحة؛ إنها تغرس فيك فكرة خاطئة وتوجهها. لا ينبغي أن تقودك هذه الفكرة ووجهة النظر في دورك كرجل أو في كيفية معاملتك للنساء. هذا جانب من جوانب الحق يجب أن تفهمه. لا تفكر دائمًا قائلًا: "أنا رجل، ويجب أن أنظر إلى الأمور من منظور الرجل، يجب أن أظهر اهتمامًا لهؤلاء الأخوات، وأحميهن، وأتحملهن، وأسامحهن من منطلق كوني رجلًا، وألا أتعامل مع أي منهن بجدية. إذا أرادت إحدى الأخوات الترشح للانتخابات لتكون قائدة في الكنيسة، فسوف أعاملها بلطف، وأتركها تقود". على أي أساس تفعل ذلك؟ هل تعتقد أنه لمجرد أنك رجل فيجب عليك أن تتقبل كل شيء؟ هل يمكنك أن تتحملهن؟ إنك لا تستطيع حتى تحمل نفسك. يجب أن تتحدد قيادة الكنيسة على أساس من هو مناسب لهذا الدور. إذا اختارك الإخوة والأخوات، فعليك أن تتحمل هذا العبء. هذه مسؤوليتك وواجبك في آن واحد. لماذا ترفض بهذه البساطة؟ لإظهار مدى نبلك؟ هل ذلك هو مبدأ الممارسة؟ هل يتوافق مع الحق؟ (كلا، لا يتوافق). من الخطأ أن ترفض ومن الخطأ أن تقاتل من أجله؛ ما هي الطريقة الصحيحة للتصرف إذن؟ الطريقة الصحيحة هي أن تبني أفعالك على كلام الله وأن تجعل الحق معيارًا لك. لقد علمكم آبائكم أن "الرجل الصالح لا يتشاجر مع النساء". كم سنة عشتم بهذه الفكرة ووجهة النظر الذكورية المتعصبة؟ يعتقد الكثير من الناس أن "الغسيل ورتق الملابس كلها من عمل النساء. فلندع النساء يقمن به. أشعر بالغضب عندما يتعين عليّ القيام بهذه المهام؛ أشعر بالانتقاص من رجولتي". ماذا سيحدث إذا قمت بهذا العمل إذن؟ هل لم تعد رجلًا؟ يقول بعض الناس: "كانت أمي، أو أختي، أو جدتي يغسلن ملابسي دائمًا. لم أقم أبدًا بأعمال النساء". أنت الآن تقوم بواجبك، ويجب أن تكون مستقلًا. هذا ما ينبغي عليك فعله؛ إنه ما يطلبه الله من الناس. هل ستفعل ذلك؟ (نعم). أنت حقًا عديم المنفعة إذا كان قلبك مقاومًا، وكنت غير راغب وتفكر دائمًا في أمك بسبب هذا الأمر. الرجال لديهم هذه الأفكار الذكورية المتعصبة، وينظرون بازدراء إلى مهام معينة مثل رعاية الأطفال، وترتيب المنزل، وغسيل الملابس، والتنظيف. البعض لديهم ميول ذكورية قوية، ويحتقرون هذه الأعمال، ولا يرغبون في القيام بها، أو إذا قاموا بها، فإنهم يفعلون ذلك على مضض، خوفًا من أن يزدريهم الآخرون. إنهم يفكرون: "إذا كنت أقوم دائمًا بهذه الأعمال المنزلية، ألن أصبح مخنثًا؟". ما الفكرة ووجهة النظر التي تحكم هذا التفكير؟ أليست ثمة مشكلة في تفكيرهم؟ (بلى، ثمة مشكلة). ثمة مشكلة في تفكيرهم. انظر إلى مناطق معينة حيث يرتدي الرجال دائما مآزر ويطبخون. وعندما تعود المرأة من العمل إلى المنزل، يقدم الرجل لها الطعام قائلًا: "هاك، تناولي الطعام. إنه لذيذ حقًا. لقد صنعت كل ما تفضلينه اليوم". جدير بالمرأة أن تتناول الوجبة الجاهزة، وجدير بالرجل أن يُعدها دون أن يشعر أبدًا أنه ربة منزل. بمجرد أن يخطو إلى الخارج ويخلع مئزره، أليس لا يزال رجلًا؟ في بعض المناطق التي تكون فيها الذكورية قوية للغاية، لا يمكن إنكار إنهم يُدللون بسبب تكييف العائلة وتأثيرها. هل أنقذهم هذا التكييف أم أضر بهم؟ (لقد أضر بهم). لقد كان مؤذيًا لهم. بعض الرجال في الثلاثينيات، أو الأربعينيات، أو حتى الخمسينيات من العمر، لا يستطيعون غسل جواربهم الخاصة. يرتدون قميصًا داخليًا طيلة نصف شهر، ويكون متسخًا بالفعل لكنهم لا يريدون غسله؛ بل لا فكرة لديهم عن كيفية غسله، عن كمية الماء أو المنظفات التي يجب استخدامها، وكيفية تنظيفه. إنهم يرتدونه على هذه الحال ويفكرون قائلين لأنفسهم: "في المستقبل، سأطلب من أمي أو زوجتي شراء المزيد من القمصان الداخلية والجوارب بحيث يمكنني غسلها مرة واحدة كل شهرين. سيكون من الرائع إذا أمكن أن تأتي أمي أو زوجتي وتغسلها لي!". إن أساس نفورهم من القيام بهذه المهام مرتبط بعلاقة معينة بالتعليم الذي تلقوه على أيدي عائلاتهم وآبائهم. تتصل الأفكار ووجهات النظر التي يغرسها الآباء بأبسط قواعد العيش وأكثرها أساسية، بالإضافة إلى بعض الآراء غير الصحيحة عن الناس. باختصار، كل هذه الأفكار ووجهات النظر تشكل تكييفًا عائليًا لأفكار الناس. وبغض النظر عن مدى تأثيرها على حياة الشخص على مدار فترة إيمانه بالله وفترة وجوده، أو مقدار المتاعب والإزعاج الذي تجلبه عليه، فإن لها في الأساس علاقة معينة بالتعليم الأيديولوجي للوالدين. فإذا كنت بالغًا الآن وكنت قد عشت وفقًا لهذه الأفكار ووجهات النظر لسنوات عديدة، فإنها لن تتغير بين عشية وضحاها إذن؛ بل سيستغرق الأمر بعض الوقت. إذا كانت هذه الأفكار ووجهات النظر تتعلق بأداء المرء لواجبه أو بمبادئ السلوك والتعامل مع العالم، وإذا كنت تسعى إلى الحق، فعليك أن تسعى جاهدًا لتغيير هذه المشكلات والدخول في واقع الحق في أقرب وقت ممكن. أما إذا كانت تتعلق فقط بجوانب الحياة الشخصية للمرء، فسيكون من الأفضل أن تكون مستعدًا للتغيير. إذا لم تتمكن من تحقيق ذلك، أو إذا بدا مرهقًا أو صعبًا للغاية، أو حتى إذا كنت قد اعتدت بالفعل على نمط الحياة هذا ولا يمكنك تغييره، فلا أحد يجبرك. أنا فقط أوضح هذه الأمور لكي تعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ. أما بالنسبة إلى مشكلات نمط الحياة الشخصية هذه، فوازن أنت الأمور بنفسك؛ لن نفرض عليك الأمر. أما بالنسبة إلى عدد المرات التي تغسل فيها جواربك، وما إذا كنت تقوم برتقها أو التخلص منها عندما تبلى، فهذا شأنك. ليكن الأمر حسب ظروفك؛ لن نفرض عليك أي قواعد محددة.
في بعض العائلات – نظرًا إلى خلفيتها المتميزة – كثيرًا ما يقول الآباء لأبنائهم: "عندما تخرج، تذكر ممن تنحدر ومن هم أسلافك. يجب أن تتصرف بين الفئات الاجتماعية بطريقة تجلب الشرف والمجد لاسم عائلتنا. لا تشوّه سمعة أسلافنا أبدًا. تذكر دائمًا تعاليم أسلافنا ولا تجلب العار لسلالتنا. إذا ارتكبت خطأ ما في يوم من الأيام، سيقول الناس: "ألست تنتمي إلى عائلة بارزة ومحترمة؟ كيف يمكنك أن تفعل شيئًا كهذا؟". سيضحكون عليك، لكنهم لن يضحكوا عليك وحدك، ولكن على عائلتنا بأكملها. في هذه الحالة، ستلطخ اسم عائلتنا وتجلب العار لأسلافنا، وهو أمر غير مقبول". ويقول بعض الآباء أيضًا لأطفالهم: "بلدنا أمة عظيمة وحضارة قديمة. لم نصل لحياتنا الحالية بسهولة، لذا حافظوا عليها. خاصةً عندما تكون خارج البلاد، يجب أن تجلب المجد والشرف للشعب الصيني. لا تفعل أي شيء من شأنه أن يخزي أمتنا أو يضر بسمعة الشعب الصيني". من جهة، يخبرك الآباء أن تفوز بالمجد والشرف لعائلتك وأسلافك، ومن جهة أخرى، لأمتك وعرقك، ويحثونك على عدم جلب العار لبلدك. يلقّن الآباء هذا لأطفالهم منذ الصغر، وعندما يلتحقون بالمدرسة، يلقنهم معلموهم بالطريقة نفسها قائلين: "اربح المجد لصفنا، ولمدرستنا، ولمدينتنا، ولبلدنا. لا تدع الأجانب يسخرون منا، قائلين إننا نفتقر إلى مستوى القدرات أو أن شخصيتنا ضعيفة". بل إن البعض في الكنيسة يقولون: "نحن الصينيون آمنا أولًا. عندما نتفاعل مع الإخوة والأخوات الأجانب، يجب أن نفوز بالمجد للشعب الصيني ونحافظ على سمعته". كل هذه الأقوال ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما تغرسه العائلات في الناس. هل هذا النوع من الغرس صحيح؟ (كلا، ليس صحيحًا). لم لا؟ أي مجد ينشدون؟ هل ثمة فائدة من طلب مثل هذا المجد؟ (لا، لا توجد فائدة). ذات مرة، كان رجل من شمال شرق الصين يزور كنائس مختلفة، وأخذ 10 آلاف يوان من أموال تبرعات الكنيسة، وهرب عائدًا إلى موطنه لقضاء أيامه. وعندما اكتشف الإخوة والأخوات من الشمال الشرقي ما فعل، قال البعض: "هذا الرجل مكروه! لقد تجرأ على أخذ أموال تبرعات الكنيسة. لقد شوّه تمامًا سمعة الناس من الشمال الشرقي! إذا رأيناه مرة أخرى، يجب أن نلقنه درسًا!". وبعد هذا الحادث، شعر الناس من الشمال الشرقي وكأنهم فقدوا شرفهم، وكانوا كلما تحدثوا عن الإخوة والأخوات من المقاطعات الأخرى، لم يجرؤوا على إثارة هذا الأمر. شعروا بالحرج، وكانوا خائفين من أن يقول الآخرون: "هرب فلان من منطقتكم الشمالية الشرقية بأموال التبرعات. كانوا خائفين من حديث الآخرين عن ذلك، ولم يجرؤوا على طرحه بأنفسهم. هل هذا السلوك صحيح؟ (كلا، ليس صحيحًا). لماذا هو خطأ؟ (لا علاقة لمن يأخذ أموال التبرعات بالآخرين؛ فكل شخص يمثل نفسه). هذا صحيح. هذا الأمر يخص ذلك الشخص الذي أخذ أموال التبرعات. لو كنت اكتشفته وأوقفته، وبالتالي منعت الخسارة التي لحقت ببيت الله وحافظت على مصالحه، لكنت قد أوفيت بمسؤوليتك. ولو لم تكن لديك فرصة لمنع ذلك ولم تستطع منع الخسارة، لكان يجب عليك أن تدرك أي نوع من البؤساء هو، ووبخت نفسك، وصليت إلى الله لحمايتك من مثل هذا الحادث، وحرصت على ألا تقع في إغراء مماثل. ينبغي عليك أن تعالج هذه المشكلة بشكل صحيح. على الرغم من أنه من منطقتك، فإن أفعاله لا تمثل أحدًا سواه كفرد. ليس الأمر وكأن سكان تلك المنطقة علموه أو شجعوه على التصرف بهذه الطريقة. ليس للمسألة صلة بأي شخص آخر. قد يتحمل آخرون المسؤولية عن عدم كفاية الإشراف أو التوجيه على أكثر تقدير، لكن لا أحد ملزم بتحمل عواقب مخالفته. لقد تصرف ضد الله وأساء إلى المراسيم الإدارية، ولا أحد ملزم بتحمل العواقب بالنيابة عنه. إن سوء سمعته هو شأنه الخاص. وعلاوة على ذلك، لا يتعلق هذا الأمر بفقدان ماء الوجه أو ربح المجد، بل يتعلق الأمر بجوهر طبيعة الشخص والمسار الذي سلكه. لا يمكن إلا أن يُقال إن الناس، في البداية، فشلوا في تمييز شخصيته الحقيقية، ولكن بعد هذا الحادث انكشفت حقيقته. هذا لا علاقة له بسمعة الإخوة والأخوات الآخرين في تلك المنطقة أو كرامتهم. إذا شعرت أنه قد أصابك بالعار لأنه من نفس المنطقة التي تنتمي إليها، فإن مثل هذا الرأي والفهم مُضلل تمامًا. بيت الله لا يعاقب عائلة بأكملها على خطايا شخص واحد. ينظر الله إلى كل فرد ككيان مستقل. أيًا كان المكان الذي أتيت منه، حتى لو كنت من نفس العائلة أو الوالدين، فالله يرى كل شخص ككيان متفرد. لا يورّط الله أبدًا أي شخص ذي صلة بسبب أخطاء شخص آخر. هذا هو المبدأ، وهو يتوافق مع الحق. ولكن إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما من منطقتك يرتكب خطأ يضر بسمعتك ويورطك أيضًا، فهذا يرجع إلى فهمك الخاطئ، ولا علاقة له بالحق. ومن ثم، عندما يقول لك الآباء: "اربح المجد لبلدنا أو عائلتنا أو لقبنا"، فهل هذا صحيح؟ (لا). لم لا؟ ما هي العبارة التي تشترك معها في نفس الطبيعة؟ ألا تشترك معها في نفس الطبيعة الفكرة التي ناقشناها سابقًا، وهي تحديدًا عبارة: "الإنسان يترك اسمه ورائه أينما كان مثلما تصيح الإوزة أينما حلقت"؟ في حياة المرء، لا يقوم بأعمال إيجابية، ولا يسير في الطريق الصحيح، ولا يرحب بالأشياء الإيجابية والحق لمجرد أن ينسب الفضل لنفسه. يجب على الناس عوضًا عن ذلك أن يسلكوا على النحو التالي: هذه مسؤوليتهم، الطريق الذي يجب أن يسلكوه، وواجبهم. إن السير في الطريق الصحيح، والترحيب بالأمور الإيجابية والحق، والخضوع لله هو التزام الناس وواجبهم. وهذه الأشياء أيضًا من أجل نيل الخلاص، وليست من أجل كسب ماء الوجه لنفسك أو لله، وبالطبع ليست لكسب ماء الوجه لشعب بلدك، وبالتأكيد ليس من أجل لقب، أو عرق، أو عشيرة معينة. أنت لا تُخلص مقابل الفوز بالمجد لشعب بلدك، وبالتأكيد ليس مقابل الفوز بالمجد لعائلتك. فكرة "الفوز بالمجد" هي مجرد نظرية. لا علاقة لخلاصك بأولئك الناس. ما الفائدة التي ستعود عليهم من نيلك الخلاص؟ إذا نلت الخلاص، فما الذي يمكن أن يربحوه من هذا؟ إنهم لا يتبعون الطريق الصحيح، وسيعاملهم الله، بشخصيته البارة، على هذا الأساس. سيعاملهم كما يجب أن يُعاملوا. ما الذي يجلبه لهم ما يسمى بـ "الفوز بالمجد"؟ لا علاقة له بهم. أنت تقبل عواقب المسار الذي تسلكه، وهم يقبلون عواقب المسار الذي يسلكونه. يعامل الله كل فرد وفقًا لشخصيته البارة. إن الفوز بالمجد لأمة المرء، أو عائلته، أو لقبه ليس مسؤولية أي شخص. بطبيعة الحال، لا يجب أن تتحمل هذه المسؤولية وحدك، وفي الواقع، لا يمكنك ذلك. إن صعود عائلة أو عشيرة أو تراجعها، ومسارها، ومصيرها لا علاقة له بما إذا كنت ستفوز لها بالمجد. وبالطبع، لا علاقة له بالمسار الذي تسلكه. إذا كنت تحسن السلوك وكنت قادرًا على الخضوع لله، فهذا ليس لكسب المجد لهم أو إرجاع الفضل لهم، ولا هو لمطالبة الله بأي مكافآت نيابة عنهم، أو تأمين أي إعفاء من العقاب لهم. إن صعودهم وتراجعهم ومصيرهم لا علاقة له بك. وخاصة فيما يتعلق بما إذا كانوا يشعرون بالفخر أم لا، وما إذا كنت ستفوز بالمجد لهم أم لا؛ فهذه أشياء ليست ذات صلة بك. لا يمكنك تحمل عبئهم على كتفيك، ولا أن تتحمل أي مسؤولية أو التزام للقيام بذلك. ومن ثم، عندما يقول لك والداك: "يجب أن تفوز بالمجد لأمتنا، أو عائلتنا، أو لقبنا، ويجب ألا تشوه سمعة أسلافنا أو تدع الآخرين يوبخوننا من وراء ظهورنا"، فإن هذه الكلمات لا تؤدي سوى إلى ممارسة ضغط سلبي عليك. لا يمكنك أن ترقى إلى مستوى هذه الأقوال، ولا أن تتحمل أي التزام بالقيام بذلك. لماذا؟ لأن الله لا يطلب منك سوى أن تتمم واجبك ككائن مخلوق أمامه. إنه لا يطلب منك أن تفعل أي شيء أو تتحمل أي التزام تجاه بلدك، أو عائلتك، أو لقبك. لذا فإن الفوز بالمجد لبلدك أو عائلتك، أو الفوز بالمجد والشرف، أو فعل أي شيء من أجل لقبك، ليس التزامًا عليك، ولا علاقة له بك. إن مصيرهم في يد الله وحده، ولا يجب عليك أنت تحمل أي أعباء على الإطلاق. لا يجب أن تشعر بأي ذنب تجاههم إذا ارتكبت أي أخطاء. وإذا قمت بأي أعمال صالحة، فلا ينبغي أن تكون لديك عقلية أنك محظوظ أو تعتقد أنك فزت بالمجد لبلدك، أو عائلتك، أو لقبك. لا تفرح بهذه الأشياء. وإذا فشلت، فلا تشعر بالخوف أو الحزن. لا تلم نفسك، لأنه لا علاقة لك بالأمر على الإطلاق. لا تفكر في الأمر؛ الأمر بهذه البساطة. لذلك، فيما يتعلق بالناس من الجنسيات المختلفة، الله اختار الشعب الصيني؛ فهم يأتون أمام الله وهم كائنات مخلوقة. والغربيون يأتون أمام الله، وهم كائنات مخلوقة كذلك. والآسيويون والأوروبيون والأمريكيون الشماليون والجنوبيون، والناس في أوقيانوسيا، والأفارقة، يأتون أمام الله ويقبلون عمله، وهم أيضًا كائناته المخلوقة. والشيء الوحيد الذي يجب أن يفعله المرء هو أن يفي بواجبه ككائن مخلوق، وأن يقبل كلام الله ويخضع لكلام الله وينال الخلاص، أيًا كان البلد الذي ينتمي إليه. لا ينبغي أن يشكلوا مجموعات عشائرية مختلفة على أساس جنسيتهم، ويقسمون أنفسهم إلى مجموعات أو أجناس. كل ما يأخذ المجد العرقي كهدف لنضاله أو كمبدأ أساسي له هو خطأ. ليس هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه الناس، وتلك ظاهرة لا ينبغي أن تظهر داخل الكنيسة. سيأتي اليوم الذي يتفاعل الناس من مختلف البلدان فيه على نطاق أوسع ويتمكنون من الوصول إلى منطقة أوسع من العالم، حين قد يلتقي آسيوي بأوروبي، وقد يلتقي أوروبي بأمريكي، وقد يتواصل أمريكي مع آسيوي أو أفريقي، وما إلى ذلك. عندما تتجمع الأعراق المختلفة معًا، إذا كانت هناك مجموعات تشكلت على أساس العرق، وكلها تسعى جاهدة من أجل مجدها العرقي وتفعل أشياء من أجل عرقها، فما الذي ستبدأ الكنيسة في مواجهته؟ ستواجه الانقسام. هذا شيء يمقته الله ويدينه. ومن يفعل هذا فهو ملعون، ومن يتصرف بهذه الطريقة هو خادم للشيطان، وكل من يتصرف بهذه الطريقة سيتلقى العقاب. لماذا سيُعاقبون؟ لأن هذا انتهاك للمراسيم الإدارية. لا تفعل هذا أبدًا. إذا كان بإمكانك التصرف بهذه الطريقة، فهذا يثبت أنك لم تتخل عن هذا الجانب من تكييف والديك. أنت لم تقبل الهوية التي أعطاك الله إياها ككائن مخلوق، وما زلت ترى نفسك صينيًا، أو شخصًا أبيض أو أسود أو بني البشرة؛ شخصًا من عرق، أو لقب، أو جنسية مختلفة. ستكون العواقب وخيمة إذا كنت ترغب في جلب المجد لأمتك، أو عرقك، أو عائلتك، وكنت تتصرف من منطلق هذا الفكر. اليوم، نعلن رسميًا ونوضح هذه المسألة هنا بجدية. إذا عارض أي شخص في يوم من الأيام هذا الجانب من المراسيم الإدارية، فسيتحمل العواقب. في ذلك الوقت لا تشكو قائلًا: "أنت لم تخبرني، لم أكن أعرف، لم أفهم". لقد عرفت منذ فترة طويلة هويتك ككائن مخلوق، ومع ذلك لا يزال بإمكانك التصرف بهذه الطريقة: هذا يعني أنك لم تكن جاهلًا، لكنك فعلت ذلك عمدًا، وارتكبت الإساءة عن علم. يجب أن تواجه العقوبة. وعواقب مخالفة المراسيم الإدارية لا يمكن تصورها. هل تفهمون؟ (نعم، نفهم).
يقول بعض الآباء لأبنائهم: "أيًا كان المكان الذي نذهب إليه، يجب ألا ننسى جذورنا. لا يمكننا أن ننسى أين ولدنا ونشأنا، أو من نحن. أينما ذهبت، يجب أن تعتني بمن هم من أهل بلدتك متى قابلتهم. عند اختيار قادة أو مشرفي الكنيسة، أعط الأولوية لمن ينتمون إلى بلدتك. عندما تتمتع الكنيسة بأي فائدة مادية، دع المنتمين لبلدتك يستمتعون بها أولًا. إذا كنت تختار أعضاء لمجموعة، فاختر من هم من بلدتك أولًا. عندما يعمل بعض الزملاء معًا ممن ينتمون إلى البلدة نفسها، تجمعهم لغة وألفة واحدة". ماذا يُسمى هذا؟ "عندما يلتقي سكان البلدة نفسها، تنهمر الدموع من أعينهم". وهناك أيضًا مقولة: "الأعمام والعمات أقارب، جيلًا بعد جيل: قد تنكسر العظام، لكن تظل الأوتار متصلة". وبسبب تعليمات الآباء وكبار العائلة لبعض الناس، بمجرد سماعهم أن شخصًا ما سيأتي من المقاطعة أو البلدة نفسها، أو إذا سمعوا الشخص يتحدث بلهجة بلدتهم، يحبونه بشدة. يأكلون معًا، ويجلسون معًا في التجمعات، ويفعلون كل شيء معًا. يكونون متقاربين للغاية. قد يقول بعض الناس عند مقابلة شخص من بلدتهم: "أنت تعرف ما يقولونه، عندما يلتقي سكان البلدة نفسها، تنهمر الدموع من أعينهم. عندما ألتقي بأحد سكان البلدة، أشعر بأنني قريب منه: عندما التقيت بك، شعرت وكأنك أحد أفراد العائلة". إنهم يهتمون بشدة بمن ينتمون إلى بلدتهم. إذا واجه أهل بلدتهم صعوبات في الحياة أو العمل، أو إذا كانوا مرضى، فإنهم يعتنون بهم عناية فائقة. هل هذا جيد؟ (لا، ليس جيدًا). لماذا ليس جيدًا؟ (معاملة الناس بهذه الطريقة تفتقر إلى المبادئ). إنها تفتقر إلى المبادئ، وهذا الشخص يخلط الأمور، فهو يظهر المودة لأي شخص من بلدته، ولكن من هم هؤلاء الأشخاص؟ هل هم أناس صالحون؟ هل هم إخوة وأخوات حقيقيون؟ هل تتفق ترقيتك لهم مع المبادئ؟ هل تتوافق توصيتك بهم مع المبادئ؟ هل هم مناسبون للوظيفة؟ هل اهتمامك بهم وقربك منهم عادل؟ هل يتوافق مع الحق والمبادئ؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن ما تفعله من أجلهم غير مناسب، وهو مكروه عند الله. هل تفهم؟ (أفهم). لذلك، عندما يقول لك والداك: "اعتن بأهل بلدتك عندما تقابلهم"، فهذه مغالطة، ويجب أن تحذفها من عقلك وتتجاهلها. وإذا سألك والداك في المستقبل: "هذا الشخص من بلدتنا في كنيستك نفسها، فهل اعتنيت به؟". كيف يجب أن تجيب؟ (نحن نعامل الجميع في بيت الله على قدم المساواة). يجب أن تقول: "لست ملزمًا بفعل ذلك. دعكما من هذا الشخص من أهل بلدتي، لن أعتني بأي شخص يعارض الله حتى لو كان أنتما". يتأثر بعض الأشخاص بشدة بهذه الأنواع من المفاهيم العائلية التقليدية، فهم بمجرد أن يلتقوا بأي شخص مرتبط بهم إلى حد ما، أو يشترك معهم في اللقب نفسه، أو ينتمي إلى العشيرة نفسها، لا يمكنهم تجاهله. بمجرد أن يسمعوا أن شخصًا ما يحمل لقبهم نفسه، يقولون: "يا إلهي، نحن من عائلة واحدة هنا. بناءً على مكانتي الحالية في العائلة، يجب أن أسميها عمة والدي. أنا واحد من الأحفاد بالنسبة إليها". إنهم يشيرون عن طيب خاطر إلى أنفسهم كأحفاد، وعندما يرونها لا يجرؤون على مخاطبتها كأخت أو أي شيء آخر. يسمونها دائمًا "عمة الوالد". عندما يلتقي بعض الأشخاص بشخص يحمل اللقب نفسه، فإنهم يشعرون بأنهم قريبون منه جدًا، بغض النظر عن أي نوع من الأشخاص هو. هل هذا صحيح؟ (كلا). لدى بعض العائلات على وجه الخصوص تقليد يقدمون بموجبه رعاية خاصة لأولئك الذين ينتمون إلى العشيرة نفسها، وغالبًا ما يكونون مهذبين معهم ويتفاعلون مع هؤلاء الأشخاص عن كثب. وبالتالي، يبدو أن منزلهم يعج دائمًا بالناس والنشاط، ويبدو أن العائلة مفعمة بالحيوية والازدهار. وعندما يحدث شيء ما، يأتي جميع الأقارب البعيدين لتقديم يد المساعدة والعون، وتقديم المشورة والاقتراحات. يتأثر البعض بهذه الثقافة العائلية، ويشعرون أن التصرف على هذا النحو هو أمر جيد؛ فعلى أقل تقدير، هم ليسوا معزولين أو وحيدين، ولديهم من يساعدهم عندما يحدث لهم أي شيء. ما هي المفاهيم التي لدى الآخرين؟ "ليعيش المرء بين الناس، يجب أن يكون لطيفًا". على الرغم من صعوبة شرح هذه المقولة، يمكن للجميع فهم معناها. "يجب على المرء أن يعيش بالمشاعر الإنسانية. هل يظل من الممكن تسمية شخص ما بالإنسان إن لم يكن يتمتع بمشاعر إنسانية؟ إذا كنت دائمًا جادًا وصريحًا، وإذا كنت مهتمًا دائمًا بالمبادئ والمواقف، فستجد نفسك في نهاية المطاف بلا أي أقارب أو أصدقاء. يجب أن تكون لديك مشاعر إنسانية أثناء العيش بين المجموعات الاجتماعية. من لا علاقة لهم بلقبنا هم قصة أخرى، ولكن من بين أولئك الذين يحملون اللقب نفسه أو ينتمون إلى العشيرة نفسها، أليس الجميع قريبين؟ لا يمكنك ترك أي منهم. عندما تواجه أمورًا مثل المرض، أو الزواج، أو الجنازات، أو غيرها من الأحداث الكبرى والثانوية، ألا تكون بحاجة إلى شخص ما لمناقشة الأمر معه؟ عندما تشتري منزلًا، أو سيارة، أو أرضًا، يمكن لأي شخص تقديم يد العون. لا يمكنك ترك هؤلاء الناس؛ بل عليك الاعتماد عليهم في الحياة". يؤدي تأثرك الشديد بهذه الثقافة العائلية إلى أنه عندما تكون بالخارج، وخاصة في الكنيسة، وترى شخصًا من العشيرة نفسها، فإنك تنجذب نحوه دون وعي، وتولع به بشدة، وغالبًا ما تمنحه رعاية ومعاملة خاصة، وتتوافق معه بطريقة خاصة، وغالبًا ما تتساهل معه حتى عندما يرتكب أخطاء. بالنسبة لأولئك الذين لا تربطك بهم صلة دم، فإنك تعاملهم بحيادية، ولكنك تميل إلى حماية أولئك الذين ينتمون إلى عشيرتك وتفضيلهم، وهو ما يسمى بوضوح "التحيز للأقارب". غالبًا ما يسترشد بعض الناس بهذه الأفكار، ولا يعاملون الناس أو يتعاملون مع شؤون الحياة بناءً على المبادئ التي يعلمها الله، ولكن بناء على تأثير ثقافة العائلة. أليس هذا خطأ؟ (بلى). على سبيل المثال، قد تخاطب فتاة تحمل لقب تشانغ سيدة أخرى تحمل اللقب نفسه وتكبرها ببضع سنوات باسم "الأخت الكبرى". قد يعتقد البعض أنهما أختان حقيقيتان، لكن في واقع الأمر، لا تجمعهما صلة ولكنهما تشتركان في اللقب ذاته، ولا تربطهما صلة دم على الإطلاق. لماذا تخاطبها بهذه الطريقة؟ إنه تأثير ثقافة العائلة. أينما ذهبتا، لا تنفصل إحداهما عن الأخرى، والأولى تشارك كل شيء مع "أختها الكبرى" وليس مع الغرباء. لماذا؟ "لأنها تحمل لقب تشانغ، مثلي تمامًا. نحن قريبتان. يجب أن أخبرها بكل شيء. إن لم أخبرها، فمن أخبر؟ ألن يكون من السخف أن أثق بالغرباء ولا أثق بعائلتي؟ مهما نظرت للأمر، ستجد أن الغرباء لا يمكن الاعتماد عليهم، ولا يمكن الوثوق سوى بالعائلة". عند اختيار قادة الكنيسة، تختارينها، وعندما يسأل الناس: "لماذا اخترتها؟". تقولين: "لأنها تحمل لقبي نفسه. ألن يكون عدم اختياري لها ضد العقل واللياقة؟ إذا لم أخترها، فهل سأكون إنسانة؟". تفكرين فيها أولًا متى كان لدى الكنيسة فوائد مادية أو أشياء جيدة لتقدمها. لماذا فكرت فيها أولًا؟ "لأنها تحمل لقبي نفسه، إنها جزء من عائلتي. إذا لم أعتن بها، فمن سيفعل؟ هل سأكون إنسانة إذا لم يكن لدي هذا الشعور الإنساني الأساسي؟". بغض النظر عما إذا كانت هذه الأشياء تنشأ من المودة أو من دوافع أنانية، باختصار، إذا أثرت بك هذه الأفكار من عائلتك وكيفتك، فيجب عليك التراجع فورًا والتوقف عن التصرف والتعامل مع الأشياء ومعاملة الناس باستخدام هذه الأساليب. بغض النظر عن مدى ضيق هذه الأساليب أو اتساعها، فهي ليست المبادئ والأساليب التي علمك الله إياها. إنها على أقل تقدير الأفكار ووجهات النظر التي يجب عليك التخلي عنها. باختصار، يجب التخلي عن أي تكييف عائلي لا يتوافق مع المبادئ التي يعلمك الله إياها. يجب ألا تعامل الآخرين أو تتفاعل معهم باستخدام هذه الأساليب، ويجب ألا تتعامل مع الأمور بهذه الطريقة. قد يجادل البعض: "إذا لم أتعامل مع الأمور بهذه الطريقة، فلن أعرف كيف أتعامل معها على الإطلاق". يمكن التعامل مع ذلك بسهولة. يوفّر كلام الله مبادئ للتعامل مع مختلف الأمور. إذا لم تتمكن من العثور على مسار للممارسة في كلام الله، فابحث عن أخ أو أخت يفهم هذا الحق واسأله، وهو سيوضح لك الأمور حتى تفهمها. هذه هي الأشياء التي يجب على الناس التخلي عنها عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشكلات المتعلقة بالعشيرة، واللقب، وطرق العالم.
غالبًا ما يزعج بعض الآباء بناتهم قائلين: "بوصفك امرأة، يجب أن تتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا. إذا تزوجت في عائلة ديك، فيجب أن تتصرفي مثل ديك، وإذا تزوجت في عائلة كلب، فيجب أن تتصرفي مثل كلب". المعنى الضمني هو أنه ينبغي عليك ألا تسعى جاهدة لتكوني إنسانًا جيدًا، بل تتقبلي فكرة كونك مثل ديك أو كلب. هل هذا مسار جيد؟ من الواضح أن أي شخص عند سماعه ذلك سيدرك أنه ليس صحيحًا، أليس كذلك؟ إن عبارة "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه" موجهة بالتأكيد إلى النساء؛ فمصيرهن مأساوي إلى هذا الحد. تحت تأثير العائلة وتكييفها، تسلم النساء أنفسهن للفساد: إنهن يتبعن حقًا ديكًا إذا تزوجن من ديك، أو كلبًا إذا تزوجن من كلب، دون السعي للسير في مسار جيد، ويفعلن كل ما يخبرهن به آباؤهن. على الرغم من أن والديك يغرسان هذه الفكرة، فيجب عليك تمييز ما إذا كانت هذه الفكرة صحيحة أم خاطئة، مفيدة أم ضارة لكيفية سلوكك. بطبيعة الحال، عقدنا شركة من قبل بالفعل حول هذا الجانب عندما تحدثنا عن موضوع التخلي عن الزواج، لذلك لن نقوم بتشريحه وتحليله هنا بالتفصيل. باختصار، كل هذه الأفكار ووجهات النظر الخاطئة، والمشوهة، والسطحية، والحمقاء، وحتى الشريرة والمنحطة المستقاة من الآباء هي ما يجب عليك التخلي عنه. وبصفة خاصةً أقوال مثل "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا"، التي ناقشناها للتو، و"تزوجي رجلًا من أجل الملبس والطعام" هي أقوال يجب أن تميزيها، ولا تضللك مثل هذه الأفكار التي غرسها فيك والداك، معتقدة أن: "إنني أُباع إلى الرجل الذي أتزوجه: إنه سيدي، يجب أن أكون من يريدني أن أكونه وأن أفعل كل ما يقوله، ومصيري مرتبط به. بمجرد أن نتزوج، يصبح كلانا مرتبطين معًا، مثل جندبان مربوطان بحبل واحد. إذا ازدهر، أزدهر أنا أيضًا؛ وإن لم يزدهر، فلا أزدهر أنا أيضًا. لذا فإن مقولة والديّ: "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا" ستكون صائبة دائمًا. لا ينبغي أن تكون المرأة مستقلة أو لديها أي مساعي، وبالتأكيد لا ينبغي أن يكون لديها أي أفكار أو رغبات حول تكوين النظرة الصحيحة للحياة والسير في الطريق الصحيح في الحياة. يجب عليها فقط اتباع وطاعة كلمات والديها القائلة: "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا"". هل هذا هو التفكير الصحيح؟ (كلا). لماذا هو خاطئ؟ "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا"؛ ثمة عبارة أخرى لها معنى مماثل، وهي: "جندبان مربوطان بحبل واحد"، مما يعني أنه بمجرد أن تتزوجيه، فإن مصيرك يصبح مرتبطًا بمصيره. إذا ازدهر، تزدهرين أنت أيضًا؛ وإن لم يزدهر، فلا تزدهرين أنت أيضًا. هل هذا هو الحال؟ (لا). دعونا أولًا نناقش مقولة: "إذا ازدهر، تزدهرين أنت أيضًا". هل هذه حقيقة؟ (كلا). هل يمكن لأي شخص أن يعطي مثالًا مضادًا لدحض هذا الأمر؟ لا تستطيعين التفكير في مثال؟ اسمحي لي أن أقدم مثالًا. على سبيل المثال، عندما تتزوج امرأة معينة من رجل، فإنها تصبح عازمة على اتباعه. هذا يشبه ما تميل النساء إلى قوله: "من هذا اليوم فصاعدًا، أنا أنتمي إليك"، وهو ما يعني ضمنًا "لقد اشتريتني، وقدري مرتبط بقدرك". بعيدًا عن موضوع تسليم المرأة نفسها للفساد، فلنركز الآن على ما إذا كانت عبارة "إذا ازدهر، تزدهرين أنت أيضًا" صحيحة أم لا. هل صحيح أنه إذا ازدهر، فسوف تزدهرين أنت أيضًا تلقائيًا؟ لنفترض أنه بدأ مشروعًا تجاريًا ووجد نفسه في ورطة، ويواجه العديد من التحديات، ويواجه صعوبات في كل مكان، ويفتقر إلى الأموال، والاتصالات، والموقع المناسب لافتتاح متجر، وسوق للقيام بأعمال تجارية، وأشخاص للمساعدة. أنت، بوصفك زوجته، عازمة على اتباعه. لا تكرهينه مهما فعل، بل تدعمينه دون قيد أو شرط. ومع مرور الوقت، تزدهر أعماله، ويفتتح متجرًا تلو الآخر، مما يحقق فوائد اقتصادية أفضل ودخلًا أكبر بشكل متزايد. يصبح زوجك مديرًا، ومن مدير يتحول إلى قطب من أقطاب المال. إنه يزدهر، أليس كذلك؟ كما يقول المثل: "المال مفسدة الرجال"، وهو بالطبع حقيقة من حقائق هذا المجتمع وهذا العالم الشرير. ما مدى سهولة أن يصبح زوجك فاسدًا بمجرد أن يصبح مديرًا وفي النهاية قطبًا من أقطاب المال؟ يحدث ذلك في غضون لحظات. ستنتهي أيامك الطيبة بعد أن يصبح مديرًا ويبدأ في الازدهار. لماذا؟ ستبدأ المخاوف في التسلل إلى داخلك: "هل لديه امرأة أخرى خارج الزواج؟ هل سيخونني؟ هل هناك من تغريه؟ هل سيسأم مني؟ هل سيفقد حبه لي؟". هل انتهت أيامك الطيبة؟ وبعد كل هذه السنوات من تقاسم المعاناة معه، تشعرين بالبؤس والتعب. كانت ظروفك المعيشية سيئة، وتدهورت صحتك، وفقدت جمالك. لقد أصبحت امرأة عجوز شاحبة الوجه. ربما لم تعودي في عينيه الشابة الساحرة التي وقع في حبها ذات مرة. قد يفكر: "الآن بعد أن أصبحت ثريًا ومؤثرًا، يمكنني العثور على امرأة أفضل منها". وبينما يبتعد عنك، ينشط في التفكير، ويبدأ في التغير. ألست في خطر إذن؟ يصبح رئيسًا كبيرًا، في حين أنك سيدة عجوز شاحبة الوجه؛ أليس هناك نوع من التفاوت وعدم المساواة بينكما؟ خلال هذه الأوقات، ألست لا تستحقينه؟ ألا يشعر أنه فوق مستواك؟ ألا يزدريك أكثر فأكثر؟ إذا كان الأمر كذلك، فإن أيامك الصعبة قد بدأت للتو. وفي نهاية المطاف، قد يتبع رغباته ويجد امرأة أخرى، ويتضاءل الوقت الذي يقضيه في المنزل. وعندما يعود، يكون ذلك في الغالب للجدال معك، ويصفق الباب ويغادر بعد ذلك مباشرة، وأحيانًا يختفي بالأيام دون أي اتصال. أفضل ما يمكن أن تأمليه، بالنظر إلى علاقتكما السابقة، هو أنه قد يعطيك المال ويوفر احتياجاتك اليومية. وإذا أثرت جلبة حقًا، فقد يحجب نفقات معيشتك. فكيف هذا؟ هل تحسن مصيرك على الإطلاق لمجرد أنه بدأ في الازدهار؟ هل أصبحت أكثر سعادة أم أكثر تعاسة؟ (أكثر تعاسة). أصبحت أكثر تعاسة. لقد حلت أيام بؤسك وشقائك. عندما تواجه النساء مثل هذه المواقف، في معظم الأحيان ينفطرن من البكاء، وبسبب ما قاله لهن آباؤهن: "لا تنشرن غسيلكن المتسخ في العلن"، فسوف يتحملن ذلك، قائلات لأنفسهن: "سأتحمل حتى يكبر ابني ويمكنه إعالتي، ثم سأتخلص من زوجي!". بعض النساء محظوظات بما يكفي لرؤية اليوم الذي يصبح فيه ابنهن ركيزة قوتهن، في حين أن البعض الآخر لا يصل إلى هذا الحد. عندما يكون ابنهما لا يزال صغيرًا، يقرر الزوج الاحتفاظ بالطفل ويقول لزوجته: "اذهبي، أيتها العجوز ذات الوجه الشاحب!". وقد يظنها الناس متسولة وتُطرد من منزلها. لذا، عندما يزدهر، هل تزدهرين أنت أيضًا بالضرورة؟ هل مصيريكما مرتبطان حقًا؟ (كلا). إذا كان عمله يواجه المتاعب باستمرار أو لا يسير وفقًا لرغباته، فبينما يحتاج إلى دعمك، وتشجيعك، ورفقتك، ورعايتك، ويفتقر إلى المؤهلات والفرصة ليصبح فاسدًا، فقد يظل يعتز بك. عندما لا يزدهر، قد تشعرين بأمان أكبر وبأن لديك رفيق، وستكونين قادرة على تجربة دفء الزواج وسعادته. لأنه عندما لا يزدهر، لا أحد في الخارج يهتم به أو يقدره، وتصبحين أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه الاعتماد عليه، فيعتز بك. في هذه الحالة، ستشعرين بالأمان وبأنك نسبيًا أفضل وأكثر سعادة. ولكن إذا ازدهر ونشر جناحيه، فسوف يطير، لكن هل سيأخذك معه؟ هل القول المأثور من الآباء "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا" صحيح؟ (لا، ليس صحيحًا). من الواضح أن هذا يدفع النساء إلى هاوية المعاناة. ماذا عن المبدأ: "سأتبعه إذا سار في الطريق الصحيح، وإذا لم يفعل، سأتركه"؟ هذا المبدأ خاطئ أيضًا. لا يعني زواجك منه أنك قد بعت نفسك له، كما لا يجب أن تعامليه كدخيل. يكفي أن تفي بمسؤولياتك في الزواج. إذا نجحت الأمور، فهذا رائع، وإن لم تنجح فافترقا. لقد أوفيت بالتزاماتك بضمير مستريح. إذا احتاجك للوفاء بمسؤولياتك في مرافقته، فافعلي ذلك؛ وإذا لم يكن كذلك، فافترقا. هذا هو المبدأ. إن عبارة "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا" هي محض هراء؛ إنها عبارة ضارة. لماذا هي هراء؟ لأنها تفتقر إلى المبادئ: أيًا كان الرجل كشخص، فأنت تتبعيه دون تمييز. إذا تبعت رجلًا صالحًا، فقد تكون الحياة تستحق العيش. ولكن إذا تبعت رجلًا سيئًا، ألا تحكمين على نفسك بالهلاك؟ وبالتالي، أيًا كان نوع الشخص الذي هو عليه، يجب أن يكون لديك موقف دقيق من الزواج. عليك أن تفهمي أن الحق وحده هو الذي يوفر حماية حقيقية ويوفر طريقًا ومبادئ لحياة كريمة. ما يقدمه الآباء هو مجرد أجزاء صغيرة من الخبرة أو الاستراتيجيات بناء على عواطفهم أو مصالحهم الذاتية. لا يمكن لمثل هذه النصيحة أن تحميك على الإطلاق، ولا يمكنها أن توفر لك المبادئ الصحيحة للممارسة. خذي مقولة: "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا"، على سبيل المثال. يمكن أن يؤدي بك هذا إلى أن تصبحي جاهلة بالزواج فحسب، مما يجعلك تفقدين كرامتك وفرصة اختيار مسار الحياة الصحيح. والأهم من ذلك أنه قد يجعلك تفقدين فرصة الخلاص. لذا، أيًا كانت النية وراء كلمات الوالدين، سواء بدافع الاهتمام، أو الحماية، أو المحبة، أو المصلحة الذاتية، أو أي دافع آخر، يجب أن تميزي أقوالهم المختلفة. حتى لو كانت نيتهم الأولية هي رفاهيتك وحمايتك، فلا يجب عليك قبولها بلا مبالاة وحماقة. يجب عوضًا عن ذلك أن تميزيها ثم تجدي مبادئ دقيقة للممارسة بناء على كلام الله، وليس الممارسة أو السلوك وفقًا لكلماتهم، وبخاصة "تزوجي رجلًا من أجل الملبس والطعام"، والتي كثيرًا ما قالتها الأجيال السابقة؛ وهي خطأ أكبر. فهل تفتقر النساء إلى اليدين أو القدمين؟ ألا يمكنهن كسب رزقهن أم ماذا؟ لماذا يجب أن يعتمدن على الرجال في الملبس والطعام؟ هل النساء ساذجات التفكير؟ ما الذي تفتقر إليه النساء مقارنةً بالرجال؟ (لا شيء على الإطلاق). هذا صحيح، إنهن لا يفتقرن إلى أي شيء. لدى النساء القدرة على العيش بشكل مستقل، وهو شيء منحه الله لهن. وبما أن النساء لديهن القدرة على العيش بشكل مستقل، فلماذا يعتمدن على الرجال في القوت؟ أليست هذه فكرة خاطئة؟ (بلى). هذا غرس لفكر خاطئ. يجب على النساء ألا يقللن من قيمة أنفسهن أو يحططن من قدرهن بسبب هذه المقولة، ويعتمدن على الرجال لتلبية احتياجاتهن الأساسية. بالطبع، من واجب الرجل توفير جميع نفقات المعيشة لزوجته وأسرته، وضمان حصول امرأته على ما يكفي من الطعام والملبس. ومع ذلك، لا ينبغي للمرأة أن تتزوج فقط من أجل الطعام والملبس أو أن تُضمر مثل هذه الأفكار ووجهات النظر. بما أنك لديك القدرة على العيش بشكل مستقل، فلماذا تعتمدين على رجل لتلبية احتياجاتك الأساسية؟ أليس هذا، إلى حد ما، بسبب تأثير الآباء وتكييف الأفكار العائلية؟ إذا تلقت المرأة هذا التكييف للتربية العائلية، فهي إما كسولة، لا تريد أن تفعل أي شيء، ولكنها ترغب فقط في الاعتماد على شخص آخر في مسألة الطعام والملبس، أو أنها تقبلت أفكار والديها، معتقدة أن المرأة لا قيمة لها ولا يمكنها ولا ينبغي لها حل هذه المشكلات المتعلقة بالطعام والملبس بنفسها، ولكن يجب أن تعتمد فقط على الرجال لتوفيرها. أليست بهذا تترك نفسها للفساد؟ (بلى). لماذا من الخطأ تبني مثل هذه الأفكار ووجهات النظر؟ ما الذي تؤثر عليه؟ لماذا يجب على المرء أن يتخلى عن مثل هذه الأفكار الدنيئة؟ إذا كان الرجل يوفر لك الطعام والملبس، ثم ترينه سيدك وأعلى منك شأنًا والمسؤول عن كل شيء، ألن تستشيريه في كل صغيرة وكبيرة؟ (بلى). على سبيل المثال، إذا كنت تؤمنين بالله، فقد تفكرين: "سأسأل المسؤول إذا كان مسموحًا لي أن أؤمن بالله. إذا قال نعم، سأومن، وإذا قال لا، فلن أفعل". حتى عندما يطلب بيت الله من الناس القيام بواجباتهم، لا يزال يتعين عليك طلب موافقته. إذا كان سعيدًا ووافق، يمكنك القيام بواجبك، ولكن إذا لم يكن، فلن تتمكني من ذلك. بوصفك مؤمنة بالله، تخضع قدرتك على اتباعه من عدمه لموقف زوجك ومعاملته لك. هل يستطيع زوجك تمييز ما إذا كان هذا الطريق صحيح أم خطأ؟ هل يضمن لك الاستماع إليه الخلاص ودخول ملكوت السماوات؟ إذا كان زوجك حكيمًا ويستطيع سماع صوت الله، وإذا كان من خراف الله، فقد تستفيدين أنت معه، لكنك تستفيدين معه فقط. ولكن إذا كان مارقًا وضد المسيح ولا يستطيع فهم الحق، فماذا ستفعلين؟ هل ستظلين تؤمنين؟ أليس لديك أذنين أو عقل؟ ألا يمكنك الاستماع إلى كلام الله؟ وبعد سماعه، ألا يمكنك التمييز بنفسك؟ هل يمكن لزوجك تحديد مصيرك؟ هل يتحكم في مصيرك وينظمه؟ هل بعت نفسك له؟ الجميع يعرفون هذه التعاليم بوضوح، ولكن عندما يتعلق الأمر ببعض المشكلات المتعلقة بالمبادئ، يميل الناس إلى التأثر دون وعي بتكييف عائلاتهم بهذه الأفكار ووجهات النظر. عندما تؤثر هذه الأفكار ووجهات النظر عليك، غالبًا ما تصدرين أحكامًا غير صحيحة، وتسترشدين بالأفكار الكامنة وراء هذه الأحكام الخاطئة، فأنت تتخذين خيارات خاطئة، والتي تقودك بعد ذلك إلى الطريق الخطأ، مما يؤدي في النهاية إلى الهلاك. لقد فاتتك الفرصة للقيام بواجبك، وفرصة ربح الحق، وفرصة الخلاص. فما الذي أدى إلى هلاكك؟ يبدو ظاهريًا أن رجلًا ضللك وأثر فيك ودمرك. لكن في الواقع، كان فكرك المتجذر بعمق هو الذي أدى إلى هلاكك. وهذا يعني أن السبب الجذري لهذه النتيجة هو فكرة "اتبعي الرجل الذي تتزوجينه، سواء كان ديكًا أو كلبًا". لذا فإن التخلي عن هذا الفكر أمر بالغ الأهمية.
الآن، بالنظر إلى الوراء إلى أفكار ووجهات نظر الآباء والعائلات التي عقدنا شركة حولها والتي تتضمن مبادئ واستراتيجيات التعامل مع العالم، وقواعد اللعبة، وطرق العالم، والعرق، والذكور والإناث، والزواج، وما إلى ذلك؛ هل أي من هذه الأمور إيجابية؟ هل يمكن لأي منها أن يرشدك إلى حد ما على طريق السعي إلى الحق؟ (كلا). ولا واحدة منها تساعدك على أن تصبح كائنًا مخلوقًا حقيقيًا أو مؤهلًا. بل على العكس من ذلك، كل واحدة منها تؤذيك بعمق، وتفسدك من خلال تكييف مثل هذه الأفكار ووجهات النظر، مما يؤدي إلى تقييد الناس اليوم، والتحكم فيهم، والتأثير عليهم، وإزعاجهم من خلال العديد من الأفكار ووجهات النظر الخاطئة في أعماق نفوسهم. في حين تحتل العائلة مكانًا عميقًا في قلوب الناس، مكانًا للدفء، مليء بذكريات الطفولة وملاذ للروح، فلا ينبغي الاستهانة بالتأثيرات السلبية المختلفة التي تكون للعائلة على الناس. لا يمكن لدفء العائلة أن يبدد هذه الأفكار الخاطئة. دفء العائلة والذكريات الجميلة التي تجلبها لا توفر سوى بعض العزاء والرضا على مستوى المودة الجسدية. غير أن تكييف العائلة ضار تمامًا فيما يتعلق بأشياء مثل سلوك المرء وكيفية التعامل مع العالم، أو المسار الذي يجب أن يسلكه المرء، أو نوع النظرة إلى الحياة والقيم التي يجب تأسيسها. ومن هذا المنظور، حتى قبل دخول المجتمع، تكون الأفكار ووجهات النظر المختلفة في عائلة المرء قد أفسدته بالفعل؛ إذ يكون قد خضع بالفعل لتكييف العديد من الأفكار ووجهات النظر الخاطئة وسيطرتها وتأثيرها عليه. يمكن أن يقول المرء إن العائلة هي المكان الذي يتم فيه تلقي جميع الأفكار ووجهات النظر الخاطئة للمرة الأولى والمكان الذي يبدأ فيه استخدامها وتطبيقها بحرية. تلعب العائلات هذا النوع من الأدوار في حياة الجميع وفي حياتهم اليومية. لا تهدف شركتنا حول هذا الموضوع إلى مطالبة الناس بالتخلي عن العائلة من حيث المودة أو الانفصال ظاهريًا أو قطع الروابط مع عائلاتهم. يتعلق الأمر فحسب بمطالبة الناس بالتعرف تحديدًا على الأفكار ووجهات النظر الخاطئة المختلفة التي غرستها عائلاتهم فيهم، وتمييزها، وبالطبع التخلي عنها بشكل أكثر دقة وعملية. هذه هي الممارسة المحددة التي يجب على الشخص الذي يسعى وراء الحق أن يعتنقها عند معالجة الموضوعات المتعلقة بالعائلة.
هناك المزيد من الموضوعات المتعلقة بالعائلة. أليس صحيحًا أن هذه الأقوال التي تكيّف العائلة الناس عليها، تلك التي عقدنا حولها شركة، شائعة جدًا؟ (بلى، إنها كذلك). كثيرًا ما نسمع العائلات تتحدث عنها؛ إن لم يكن في إحدى العائلات، ففي أخرى. أليست هذه الأقوال منتشرة وتمثيلية؟ لقد غرست الغالبية العظمى من العائلات هذه الأفكار ووجهات النظر بدرجات متفاوتة. تظهر كل مقولة عقدنا شركة حولها بطرق مختلفة في غالبية العائلات وتُغرس في مراحل مختلفة من نمو الشخص. ومنذ اليوم الذي تُغرس فيه هذه الأفكار، يبدأ الشخص في قبولها، واكتساب وعي وقبول معين تجاهها، وبعد ذلك، دون القدرة على الدفاع عن نفسه، يتبنى هذه الأفكار ووجهات النظر بوصفها استراتيجياته وطرق تعامله مع العالم من أجل العيش والبقاء في المستقبل. بالطبع يعتبرها الكثيرون أيضًا خط الأساس للحصول على موطئ قدم في المجتمع. وهكذا فإن هذه الأفكار ووجهات النظر لا تسود في حياة الناس اليومية فحسب، بل تسود أيضًا في عالمهم الداخلي والمشكلات المختلفة التي يواجهونها في طريق بقائهم. عندما تنشأ مشكلات مختلفة، توجّه الأفكار ووجهات النظر المختلفة المختزنة في قلوب الناس كيفية تعاملهم مع هذه الأمور، وعندما تنشأ هذه المشكلات المختلفة، تهيمن عليها وتحكمها أفكار ووجهات نظر مختلفة، بالإضافة إلى مبادئ واستراتيجيات التعامل مع العالم. يمكن للناس تطبيق هذه الأفكار ووجهات النظر الخاطئة ببراعة في الحياة الواقعية. وفي ظل توجيه من مختلف الأفكار ووجهات النظر الخاطئة، يسيرون بشكل طبيعي في مسار غير صحيح. ونظرًا إلى أن أفكارًا خاطئة تملي عليهم أفعالهم، وسلوكياتهم، وحياتهم، ووجودهم، فمن المحتم أن تكون المسارات التي يسلكونها في الحياة مُضللة أيضًا. وبما أن جذر الأفكار التي توجههم خاطئ، يكون طريقهم خاطئًا بطبيعة الحال. يكون اتجاه مسارهم منحرفًا، وهو ما يجعل النتيجة النهائية واضحة تمامًا. يسلك الناس الذين كيفتهم عائلاتهم بالأفكار المختلفة المسار الخطأ، ومن ثم يضللهم هذا المسار الخطأ. وبالتالي، فإنهم يتجهون نحو الجحيم والدمار. وفي نهاية المطاف، يكمن السبب الجذري لهلاكهم في الأفكار الخاطئة المختلفة التي كيفتهم عائلاتهم عليها. وبالنظر إلى العواقب الوخيمة، يجب على الناس التخلي عن تكييف مختلف الأفكار التي استمدوها من عائلاتهم. في الوقت الحاضر، تأثير التكييف الناتج عن الأفكار الخاطئة المختلفة على الناس هو منعهم من قبول الحق. وبسبب استرشاد الناس بهذه الأفكار الخاطئة وبسبب وجودها، لا يستطيعون في كثير من الأحيان فهم الحق، بل حتى يرفضونه ويقاومونه في قلوبهم. والأسوأ من ذلك كله، بطبيعة الحال، أن بعض الناس قد يتخذون قرارًا بخيانة الله. هكذا هو الحال الآن، ولكن بالنظر إلى المدى الطويل، في ظل الظروف التي لا يستطيع فيها الناس قبول الحق أو يخونون الحق، تقودهم هذه الأفكار الخاطئة إلى السير في طريق مُضلل يتعارض مع الحق، ويخونون الله ويرفضونه. وفي ظل توجيه مثل هذا الطريق الخطأ، حتى لو بدا أنهم يستمعون إلى الله وهو يتكلم ويقبلون عمله، فلا يمكن في النهاية أن يُخلصوا حقًا بسبب الطريق الخطأ الذي يسلكونه. إنه لأمر مؤسف حقًا. لذلك، بالنظر إلى أن تأثير عائلتك يمكن أن يؤدي إلى مثل هذه العواقب الوخيمة، لا ينبغي للمرء أن يقلل من شأن هذه الأفكار. إذا كانت عائلتك قد كيفتك بأفكار خاطئة مماثلة بشأن مختلف المسائل، فيجب عليك فحصها والتخلي عنها؛ لا تتمسك بها بعد الآن. أيًا كانت الفكرة، إذا كانت خطأ وتتعارض مع الحق، فإن المسار الصحيح الوحيد الذي يجب عليك اختياره هو التخلي عنها. والممارسة الدقيقة للتخلي هي كالتالي: لا ينبغي أن تظل الأفكار الخاطئة التي غرستها فيك عائلتك هي المعايير أو الأساس في النظر إلى هذا الأمر أو فعله أو التعامل معه، وإنما يجب أن تستند إلى كلام الله عوضًا عن ذلك. وعلى الرغم من أن هذه العملية قد تتطلب منك دفع ثمن ما، مما يجعلك تشعر وكأنك تتصرف ضد مشيئتك، وأنك تفقد ماء الوجه، وقد تؤدي حتى إلى المعاناة من خسارة تتعلق بمصالحك الجسدية، فبغض النظر عما تواجهه، يجب عليك مواءمة ممارستك باستمرار مع كلام الله والمبادئ التي يخبرك بها، ويجب ألا تستسلم. من المؤكد أن عملية هذا التحول ستكون صعبة، ولن يكون التقدم سلسًا. لماذا لن يكون سلسًا؟ إنها منافسة بين الأشياء السلبية والإيجابية، منافسة بين الأفكار الشريرة الآتية من الشيطان وبين الحق، وأيضًا منافسة بين إرادتك ورغبتك في قبول الحق والأشياء الإيجابية مقابل الأفكار ووجهات النظر الخاطئة في قلبك. وبما أن هناك منافسة، فقد يعاني المرء ويجب أن يدفع الثمن؛ هذا ما يجب عليك فعله. إذا أراد شخص ما أن يسير في طريق السعي إلى الحق ونيل الخلاص، فعليه أن يقبل هذه الحقائق ويختبر هذه المنافسات. بطبيعة الحال، خلال هذه المنافسات، ستدفع بالتأكيد ثمنًا ما، وتعاني من بعض الألم، وتتخلى عن أشياء معينة. وبغض النظر عن شكل العملية، فإن القدرة في النهاية على تحقيق تقوى الله، والحيد عن الشر، وربح الحق، ونيل الخلاص هي الهدف النهائي. وهكذا فإن أي ثمن تدفعه مقابل تحقيق هذا الهدف هو ثمن يستحق أن تدفعه لأن هذا هو الهدف الأصح، وهو ما يجب عليك السعي إليه لكي تصبح كائنًا مخلوقًا مؤهلًا. لتحقيق هذا الهدف، مهما كان مقدار الجهد أو الثمن الذي يجب أن تدفعه، فيجب ألا تتنازل أو تتهرب أو تخاف، لأنك ما دمت تسعى إلى الحق وتهدف إلى تقوى الله، والحيد عن الشر، ونيل الخلاص، فعندما تواجه أي منافسة أو معركة، لن تكون وحدك. سيرافقك كلام الله؛ سيؤيدك الله وكلامه، لذلك لا ينبغي أن تخاف، أليس كذلك؟ (بلى). لذا، من هذه النقاط القليلة، سواء كان الأمر تكييفًا فكريًا خاطئًا من العائلة أو من أي مصدر آخر، فينبغي على المرء أن يقرر التخلي عنه. على سبيل المثال، كما قلنا للتو في شركتنا، غالبًا ما تقول لك عائلتك: "ينبغي ألا يعتزم المرء أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون". في الواقع، ممارسة التخلي عن هذه الفكرة ممارسة بسيطة: فقط تصرف وفقًا للمبادئ التي يخبر الله الناس بها. "المبادئ التي يخبر الله الناس بها"؛ هذه عبارة فضفاضة للغاية. كيف يمكن ممارستها على وجه التحديد؟ إنك لا تحتاج إلى تشريح ما إذا كنت تعتزم إلحاق الأذى بالآخرين، ولا تحتاج إلى الحذر من الآخرين. ما الذي يجب أن تفعله إذن؟ من ناحية، يجب أن تكون قادرًا على الحفاظ على علاقات متناغمة مع الآخرين بشكل صحيح؛ ومن ناحية أخرى، عند التعامل مع مختلف الأشخاص، يجب أن تستخدم كلام الله كأساس والحق كمعيار لتمييز أي نوع من الأشخاص هم، ثم معاملتهم بناءً على المبادئ المناسبة لذلك. الأمر بهذه البساطة. إذا كانوا إخوة وأخوات، فعاملهم باعتبارهم كذلك؛ وإذا كانوا جادين في سعيهم، ويقدمون التضحيات ويبذلون أنفسهم، فعاملهم كإخوة وأخوات يؤدون واجبهم بإخلاص. وإذا كانوا من عديمي الإيمان، غير راغبين في أداء واجبهم، ولا يرغبون سوى في عيش حياتهم، فلا ينبغي أن تعاملهم كإخوة وأخوات، بل بوصفهم غير مؤمنين. عندما ترى الناس، يجب أن تنظر في أي نوع من الناس هم، وتنظر في شخصيتهم، وإنسانيتهم، وموقفهم تجاه الله والحق. إذا كان بوسعهم قبول الحق وكانوا على استعداد لممارسته، فعاملهم بوصفهم إخوة وأخوات حقيقيين، بوصفهم أفرادًا من عائلتك. إذا كانت إنسانيتهم سيئة، وهم يتشدقون فقط بممارسة الحق طواعية، ولديهم القدرة على مناقشة التعاليم ولكن لا يمارسون الحق أبدًا، فعاملهم بوصفهم محض عمال، وليس بوصفهم أفراد عائلة. بم تخبرك هذه المبادئ؟ تخبرك بالمبدأ الذي يجب أن تعامل أنواع الناس المختلفة على أساسه؛ وهذا مبدأ ناقشناه كثيرًا، وهو: معاملة الناس بحكمة. الحكمة مصطلح عام، ولكنها تعني تحديدًا وجود أساليب ومبادئ متمايزة للتعامل مع مختلف أنواع الناس؛ وجميعها قائمة على الحق، وليس على المشاعر الشخصية، أو التفضيلات الشخصية، أو الآراء الشخصية، أو على المزايا والعيوب التي يقدمها الناس لك، أو على أعمارهم، بل على كلام الله فحسب. لذا، عند التعامل مع الناس، لست بحاجة إلى فحص ما إذا كانت لديك نية لإلحاق الأذى بالآخرين أو إلى الحذر منهم. إذا عاملت الناس بالمبادئ والأساليب التي أعطاك الله إياها، فستتجنب جميع الغوايات، ولن تسقط ضحية لأي غوايات أو صراعات. الأمر بتلك البساطة. هذا المبدأ مناسب أيضًا عند التعامل مع عالم غير المؤمنين. عندما ترى شخصًا ما، ستفكر في قرارة نفسك: "إنه شرير، أو إبليس، أو شيطان، أو بلطجي، أو مارق. لست بحاجة إلى الحذر منه. لن أهتم به أو أستفزه. إذا كان العمل يُحتم التفاعل معه، فسأتعامل معه بطريقة رسمية ومحايدة. وإذا لم يكن ذلك ضروريًا، فسأتجنب الاتصال به أو التعامل معه، ولن أدافع عنه أو أتملقه. لن يستطيع أن يجد بي عيبًا. إذا أراد أن يتنمر علي، فلدي الله. سأتكل على الله. إذا سمح له الله أن يتنمر عليّ، فسأقبل هذا وأخضع. وإذا لم يسمح الله بذلك، فلن يتمكن من مس شعرة واحدة من رأسي بسوء". أليس هذا إيمانًا حقيقيًا؟ (بلى). يجب أن يكون لديك هذا الإيمان الحقيقي وألا تخشاه. لا تقل إنه مجرد بلطجي محلي أو شخص ضئيل لا يُعتد به: نحن نلتزم بهذا المبدأ حتى عند مواجهة التنين العظيم الأحمر. إذا كان التنين العظيم الأحمر يمنعك من الإيمان بالله، فهل تناقشه بالمنطق؟ هل تعظه؟ (لا). لم لا؟ (لا طائل من وعظه). إنه إبليس، إنه غير جدير بالاستماع إلى العظات. يجب عدم طرح الدُرَر أمام الخنازير. الحق لا يُقال للوحوش أو الشياطين؛ وإنما البشر هم المعنيين به. وحتى لو كان بمقدور الأبالسة أو الوحوش أن يفهموا، فلن يوعظوا به. إنهم لا يستحقون! ما رأيكم في هذا المبدأ؟ (جيد). كيف تعامل أولئك الذين لديهم إنسانية سيئة، أو الأشرار، أو المشوشين، أو المتنمرين الجامحين في الكنيسة، أو أولئك في المجتمع الذين يتمتعون ببعض النفوذ، والذين ينتمون إلى عائلات كبيرة، أو لهم شيء من بروز المكانة؟ عاملهم كما ينبغي أن يُعاملوا. إذا كانوا إخوة وأخوات، فخالطهم. وإذا لم يكونوا كذلك، فتجاهلهم وعاملهم باعتبارهم من عديمي الإيمان. إذا كانوا ملائمين لمبادئ مشاركة الإنجيل، فشاركه معهم. وإذا لم يكونوا هم المعنيين بالإنجيل، فلا تلتقي بهم أو تخالطهم في هذه الحياة. الأمر بتلك البساطة. مع الأبالسة والشياطين، ليست هناك حاجة إلى الحذر لحماية نفسك، أو إقامة قضية ضدهم، أو الانتقام منهم. تجاهلهم فحسب. لا تستفزهم ولا تخالطهم. إذا كان التفاعل أو التعامل معهم لا مفر منه، لسبب ما، فعندئذ تعامل مع الأمور بطريقة رسمية ومحايدة وقائمة على المبادئ. الأمر بتلك البساطة. إن المبادئ والأساليب التي يعلمها الله للناس للتصرف والتعامل تساعدك على السلوك بكرامة، مما يسمح لك بالعيش بشبه الإنسان على نحو متزايد. في حين أن الطريقة التي يعلمك بها والداك، على الرغم من أنها تبدو ظاهريًا لحمايتك والاعتناء بك، فإنها في الواقع تضللك وتدفع بك إلى هاوية من المعاناة. ليس ما يعلمانه لك هو الطريقة الصحيحة، وهو ليس نهجًا حكيمًا للسلوك والتصرف، وإنما طريقة ماكرة وحقيرة تناقض الحق ولا علاقة لها بالحق. لذلك، إذا قبلت الأفكار التي كيفك والداك عليها فحسب، فإنه يصبح من الصعب والشاق عليك أن تقبل الحق، وتصبح ممارسة الحق صعبة. ولكن إذا كان لديك حقًا الشجاعة للتخلي عن الأفكار المتعلقة بتصرفك ومبادئ التعامل مع العالم التي تأتي من عائلتك، فإن قبول الحق يصبح أسهل، وكذلك ممارسته.
فيما يتعلق بتكييف العائلة، بخلاف الأفكار ووجهات النظر التي ذكرناها، هل هناك أي شيء آخر؟ يُرجى التلخيص. ثمة العديد من الأشياء التي تأتي من العائلة، وفي الصين، يُطلِق الناس على هذا اسم "ثقافة طاولة الطعام". على سبيل المثال، على طاولة الطعام، قد يقول طفل: "مراقبة الفصل لدينا، تلك الفتاة ذات الخطوط الثلاثة على كمها، تتحقق دائمًا من واجبي المنزلي وتقول إنني لم أنته منه، على الرغم من أنني أكون قد انتهيت منه. إنها دائمًا ما تنتقدني". وقد يجيب الوالدان: "أنت صبي، وهي فتاة. لماذا تبالي بها؟ ركز على دراستك واجعل أمك تفتخر بك. عندما تصبح مراقب الفصل، يمكنك التحقق من واجباتها المدرسية، وهذا من شأنه تسوية الأمور، أليس كذلك؟". عند سماع هذا، قد يفكر الطفل: "هذا منطقي. أنا صبي، وحتى لو كانت مراقبة الفصل، فهي لا تزال فتاة. لا ينبغي أن أبالي بها. إذا بدأت في إزعاجي مرة أخرى، فسوف أتجاهلها وستكون هذه هي نهاية الأمر. وكلما زادت في إزعاجي سأستذكر أكثر. سأتفوق عليها، وفي الفصل الدراسي المقبل، سأصبح مراقب الفصل وسأكون مسؤولًا عنها. هذا من شأنه أن يسوي الأمور بيننا". هذا مثال على ثقافة طاولة الطعام. إذا بدأ الصبي في البكاء على طاولة الطعام، فقد يقول الوالدان: "احبس دموعك! لماذا تبكي؟ أنت عديم النفع!". هل البكاء يعني أنك عديم النفع؟ هل هذا يعني أن الأشخاص الذين لا يبكون واعدون؟ هل كل صبي لم يبك قط هو صبي واعد؟ ألق نظرة على هؤلاء الأشخاص الصاعدين؛ هل بكوا أم لم يبكوا ويذرفوا الدموع عندما كانوا صغارًا؟ هل كانت لديهم عواطف؟ هل اختبروا الفرح، والغضب، والحزن، والسعادة؟ لقد اختبروا كل هذه المشاعر. بغض النظر عما إذا كان شخص ما شخصية بارزة أو شخصًا عاديًا، فإن كل شخص لديه جانب من الضعف البشري أو الغريزة البشرية. وبسبب تعليم الوالدين والخلفية الاجتماعية، غالبًا ما ينظر الناس إلى هذا الجانب باعتباره جانب ضعف، أو جبن، أو عدم كفاءة، أو عرضة للتنمر بسهولة. إنهم لا يجرؤون أبدًا على الكشف عنه علانية؛ وبدلًا من ذلك، يعبرون عنه سرًا في ركن منعزل. عندما تواجه بعض الشخصيات البارزة أصعب الأوقات في حياتهم المهنية، دون أن يكون هناك من يساعدهم أو يدعمهم، قد ينتظرون حتى ينسحب جميع الجنود، أو المرؤوسين، أو الخدم من حولهم. ومن ثم ينفسون عن مشاعرهم بالعواء مثل الذئاب في حالة من الاضطراب الشديد. وبعد الصراخ، يفكرون في الأمر: "هل سمع أحد ذلك؟ هل أطلقت العنان أكثر من اللازم؟ من الأفضل أن أخفض صوتي قليلًا!". لكن خفض الصوت لا يبدو كافيًا، لذلك يغطون أفواههم بمنشفة ويستمرون في العواء مثل الذئاب. تتطلب الإنسانية الطبيعية إطلاق العنان لمشاعر مختلفة والتعبير عنها. ولكن في ظل الضغوط الهائلة لهذا المجتمع وقمع مختلف الآراء العامة، لا يجرؤ أحد على التعبير عن مشاعره بشكل طبيعي؛ لأنه – بدءًا من تعليم العائلة وتكييفها – تم غرس معتقدات خاطئة معينة في كل فرد مثل: "يجب أن يعتمد الرجل على نفسه"، "لتشكيل الحديد، يجب أن يكون المرء قويًا"، "لا داعي للقلق بشأن الشائعات إذا كان المرء مستقيمًا"، و"إذا كان ضميرك مستريحًا، فلا تخشى أن تطرق الأشباح بابك". وهناك أيضًا: "الشخص الوديع يتعرض للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع"، والتي تنقل رسالة مفادها أنه يجب على المرء تجنب أن يكون لقمة سائغة، ولكن يجب أن يتنمر على الآخرين بدلًا من ذلك. ماذا تعني كلمة "وديع" في سياق "الشخص الوديع يتعرض للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع"؟ إنها تعني شخصًا بريئًا، وبسيطًا، ومخلصًا، ولطيفًا، ومستقيمًا. أي أنها تشير إلى أنه يجب عليك تجنب أن تكون هذا النوع من الأشخاص، لأن هؤلاء الأشخاص هم لقمة سائغة. ما الذي يجب أن تكونه بدلًا من ذلك إذن؟ يجب أن تكون شخصًا تافهًا، مارقًا، وغدًا، خبيثًا، شريرًا، ومجرمًا؛ وعندئذ لن يجرؤ أحد على أن يعبث معك. أينما ذهبت، إذا لم يفلح العقل والمنطق، يجب أن تتصرف مثل وغد، وأن تكون قادرًا على إثارة جلبة، والدخول في نوبات غضب، وأن تكون غير عقلاني، وتخلق الفوضى. يزدهر الناس الذين يتصرفون بهذه الطريقة. في أي مكان عمل أو فئة اجتماعية، يخشى معظم الناس مثل هؤلاء الأفراد، ولا يجرؤ أحد على استفزازهم. إنهم مثل براز كلب نتن الرائحة أو مثل حشرات مزعجة، وبمجرد أن يصلوا إليك، يكون من الصعب التخلص منهم. يجب أن تصبح مثل هذا النوع من الأشخاص. لا تدع الناس يعتقدون أنك هدف سهل أو يمكن استفزازك بسهولة. يجب أن يكون هناك أشواك في جميع أنحاء جسمك. إذا لم يكن جسمك محاطًا بالأشواك، فلن تتمكن من ترسيخ مكانة لنفسك في هذا المجتمع. سيكون هناك دائمًا من يتنمر عليك. يلعب التعليم العائلي دور الدليل لمسار حياتك، بالإضافة إلى كونه تعليمًا محددًا يغرس المبادئ بشأن كيفية سلوكك. أي أن الآباء يستخدمون هذه الأفكار والأقوال لتعليمك كيفية السلوك، والتصرف، والتعامل مع الأشياء. أي نوع من الأشخاص يخبرونك أن تكونه؟ قد يقول بعض الآباء أشياء تبدو جيدة ظاهريًا، مثل: "لا يحتاج ولدي إلى الصعود إلى الصدارة أو أن يصبح مشهورًا؛ يكفيه أن يكون شخصًا صالحًا". إلا أنهم يقولون لأبنائهم أيضًا عبارات من قبيل: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"، "يتعرض الشخص الوديع للتنمر، تمامًا كما يُركب الحصان الوديع" و"يجب أن يعتمد الرجل على نفسه". لذا، بعد الكثير من الحديث، هل يخبرون أطفالهم أن يكونوا أشخاصًا صالحين أم شيئًا آخر؟ (إنهم يشجعونهم على أن يكونوا شرسين، أو قادرين على حماية أنفسهم على أقل تقدير). أخبرني، هل معظم الآباء على استعداد لرؤية أطفالهم يتنمرون على الآخرين، أم يفضلون رؤيتهم مستقيمين تمامًا ويسيرون في الطريق الصحيح، ولكن يتعرضون للتنمر في كثير من الأحيان ويتعرضون لبعض الإقصاء؟ أي نوع من الأشخاص يجب أن يصبح الطفل ليجعل والديه الأسعد، والأكثر فخرًا، ويجعل وجهيهما يتألقان؟ (يشعر الآباء بالفخر عندما يكون أطفالهم قادرين على التنمر على الآخرين، لكنهم يعتبرون أنه من المخزي أن يتعرض أطفالهم في كثير من الأحيان لسوء المعاملة أثناء السير في الطريق الصحيح). إذا كنت تسير في الطريق الصحيح ولكنك تتعرض لسوء المعاملة بشكل متكرر، سيشعر والداك بالحزن، والأسى، ووجع القلب ولن يكونا على استعداد للسماح بحدوث ذلك. ما أصل هذا الأمر؟ بغض النظر عن الأسباب، فإن كل فكرة ووجهة نظر يعلمها الآباء لأطفالهم حول كيفية سلوكهم وتصرفهم غير صحيحة وتتعارض مع الحق. باختصار، هذه الأفكار ووجهات النظر التي يغرسها الآباء فيك لن تقودك أبدًا إلى حضرة الله، ولن تقودك إلى طريق السعي إلى الحق. بالطبع، لن ينال الناس الخلاص أبدًا باتباع توجيهات هذه الأفكار ووجهات النظر. هذه حقيقة لا يمكن إنكارها. لذا، أيًا كانت مقاصد والديك أو دوافعهما، وأيًا كان تأثيرهما عليك، إذا كان ما تعيشه يتعارض مع الحق، ويخالف الحق، ويمنعك من الخضوع لله والحق، فيجب عليك التخلي عنه.
فيما يتعلق بالأفكار المتعددة المستمدة من تكييف العائلة التي شكلت جلسات الشركة القليلة الماضية التي عقدناها، على الرغم من أن هذه الأفكار تُستخدم على نطاق واسع ويُروج لها بين الناس، بغض النظر عن مدى قبولها على نطاق واسع أو عدد الأشخاص الذين يعتنقونها، وبغض النظر عن عدد من يعتمدون عليها من الناس، فبالنظر إلى الضرر الذي تسببه هذه الأفكار ووجهات النظر للأفراد، فمن الضروري أن يتخلى الناس عنها. يجب عليهم إعادة فحص الأمور المختلفة التي تتوافق مع هذه الأفكار ووجهات النظر أو مواجهتها، والبحث عن الطرق الصحيحة للممارسة ومبادئ الحق في كلام الله، والدخول في وقائع الحق بافتراض التخلي عن هذا التكييف الفكري، وبالتالي ربح الرجاء في الخلاص. من خلال جلسات الشركة هذه حول الأفكار ووجهات النظر والأقوال المحددة المختلفة التي كيفتك عليها العائلة، أتساءل إلى أي مدى تعرفتم على الأفكار ووجهات النظر المختلفة الموجودة في أعماق أرواحكم. باختصار، أيًا يكن الأمر، يجب أن تكون جلسات الشركة هذه بمثابة دعوة للاستيقاظ، حيث تزود الناس بفهم جديد لمفهوم العائلة، بالإضافة إلى فهم وإدراك جديد تمامًا لتكييف أقارب العائلة، وأفكار العائلة، وثقافة العائلة، مما يمنحهم نهجًا جديدًا تمامًا، إضافة إلى القدرة على تبني المنظور والموقف الصحيحين حول كيفية تعاملهم مع عائلاتهم. مهما كانت الطريقة الظاهرية التي تتعامل بها مع عائلتك، باختصار، فيما يتعلق بالأفكار ووجهات النظر الخاطئة حول كيفية رؤية الأشخاص والأشياء، وكيفية السلوك، وكيفية التصرف، والتي أثرت بها عائلتك عليك، يجب عليك تمييز كل واحدة منها، ثم التخلي عن هذه الأفكار واحدة تلو الأخرى، من أجل اعتناق وجهات النظر والأساليب التي يعلمها الله للناس بفهم خالص، وقبول مختلف وجهات النظر والأساليب الصحيحة التي يعطيها الله للناس حول كيفية رؤية الناس والأشياء، وكيفية السلوك، وكيفية التصرف. هذا ما يجب أن يفعله الأفراد الذين يسعون بصدق إلى الحق.
إحدى الأفكار ووجهات النظر المهمة التي غرستها العائلات في الناس هي أنه يجب أن يكونوا شرسين وأن يستخدموا وسائل مختلفة لحماية أنفسهم. بالنظر إلى كيفية حماية الناس لمصالحهم، وأجسادهم، وسلامتهم الشخصية، بعد استنباط وسائل وأساليب التعامل مع العالم من تكييف الأفكار ووجهات النظر المختلفة، ما هو الغرض الأساسي من غرس العائلات لهذه الأفكار؟ هو حماية الأفراد من التعرض للتنمر. الآن، دعونا نفحص جوهر التعرض للتنمر. هل من الجيد أن تتعرض للتنمر؟ هل يمكن تجنبه؟ هل يوجد أي شخص لم يتعرض للتنمر من قبل؟ ماذا يعني التعرض للتنمر؟ بخلاف تمني الآباء أن يتمكن أطفالهم من الاندماج في المجتمع وإثبات أنفسهم بشكل طبيعي، يراودهم خوف دائم أيضًا من تعرض أطفالهم للتنمر. لذلك، غالبا ما يشارك والداك بعض الحيل والوسائل معك للتعامل مع العالم باستخدام هذه الأساليب لحمايتك وتجنيبك التعرض للتنمر. نظرًا لأن والديك لا يستطيعان مرافقتك أو حمايتك طوال الوقت، عندما تنشر جناحيك وتضطر إلى التحليق بمفردك، فإنهما يسلحانك بأفكار ووجهات نظر معينة لضمان عدم تعرضك للتنمر. هل هذه الأفكار ووجهات النظر صحيحة؟ هل تخشون التعرض للتنمر؟ هل لديكم هذه الفكرة ووجهة النظر: "عندما أصل إلى المجتمع والفئات الاجتماعية، وخاصة عندما أتفاعل مع غير المؤمنين، أخشى أن أتعرض للتنمر؛ هذا هو أكثر ما يقلقني. إذا واجهت شخصًا مساويًا لي تقريبًا، فلا يزال بإمكاني الدفاع عن نفسي، لكن إذا واجهت شخصًا أكثر شراسة مني، فلن أجرؤ على المقاومة. سأتقبل فحسب أي تنمر أتعرض له. لا أستطيع فعل أي شيء حيال ذلك. لديهم مؤيدون وأشخاص وراء الكواليس، وسأضطر إلى تحمل ذلك". هل هذه هي الفكرة ووجهة النظر السائدة لدى معظم الناس؟ (اعتدت أن يكون لدي وجهات النظر هذه، وبعد أن آمنت بالله، بدأت في التعايش بانسجام مع إخوتي وأخواتي. عند التفاعل مع غير المؤمنين، حتى لو واجهت التنمر والاضطهاد، أعلم أن الله يسمح بذلك، وهناك درس يجب عليَّ تعلمه. لذا، أنا أقل خوفًا وتعلمت بدلًا من ذلك الاتكال على الله لاختبار الدرس). أي نوع من الأشخاص يخاف بشدة؟ (أولئك الذين يفتقرون إلى الإيمان بالله). بعيدًا عن هؤلاء الأفراد، هناك أيضًا أولئك الذين يتسمون بالجبن الشديد، والانطوائيون وأصحاب تقدير الذات المتدني، والضعفاء والواهنين، وأصحاب الجاذبية الجسدية القليلة أو أصحاب القامة الضئيلة، والذين يأتون من خلفيات فقيرة – لا سيما أولئك الذين تتعرض خلفياتهم العائلية للسخرية أو التمييز ضدهم – وأصحاب الوضع الاجتماعي المتدني، والذين يفتقرون إلى المهارات أو الخبرة، والذين يعملون كعمال يدويين، وذوي الإعاقات الجسدية، وغيرهم. كل هؤلاء الناس أكثر عرضة للتنمر ويخافون منه. هل التنمر مشكلة سائدة في المجتمع؟ (نعم). أينما كان هناك أناس، ستحدث هذه الأشياء. كيف يحدث التنمر؟ (لأنه بعد أن أفسد الشيطان الجنس البشري، أصبحوا أشرارًا جدًا، راغبين في التنمر على الآخرين بينما لا يحبون التعرض للتنمر هم أنفسهم. لذا، فإن حالات الظلم هذه موجودة في كل مكان). هذا أحد الجوانب. بعض الناس لا يريدون أن يتعرضوا للتنمر من قبل الآخرين، لذلك يأخذون زمام المبادرة، فيتنمرون هم على الآخرين أولًا ويخيفونهم حتى لا يجرؤ أحد على التنمر عليهم. في الواقع، في أعماقهم، لا يريدون أن يكون هذا سلوكهم؛ فهو متعب لهم أيضًا. عندما تطرح الجميع أرضًا وتهزمهم، ألست تشعر بالتعب أنت أيضًا؟ ثمة قول مأثور مفاده: "اقتل ألفًا من العدو، واخسر ثمانمائة من رجالك". خذ القنفذ، على سبيل المثال: بعد أن يطلق أشواكه، ألا يستنفد جهازه العصبي؟ إنه يؤلم الناس عندما يوخزهم، ويكون متعبًا أيضًا. إذن، لماذا يفعل ذلك إذا كان يرهقة للغاية؟ إنه للحفاظ على الذات؛ إذ يجب على القنفذ بذل بعض الجهد لحماية نفسه. فنظرًا لأن هذا العالم الشرير يفتقر إلى أي مبادئ إيجابية أو دقيقة لمعاملة مختلف الناس، ويصنّف الناس بناء على فلسفة الشيطان في التعاملات الدنيوية والتسلسل الهرمي الاجتماعي، ينشأ الاختلاف والتسلسل الهرمي بين الناس بناء على هذه مبادئ ومعايير التقسيم غير المتساوي. وعندما يحدث هذا، لا يمكن للناس التفاعل بشكل عادل ومتناغم. إنهم يتنافسون ليكونوا في المستويات العليا، ليكونوا الأفضل على الإطلاق. يمكن لمن هم في القمة أن يسودوا على الآخرين، وأن يتنمروا عليهم ويسيطروا عليهم إذا شاءوا. إن مبادئ معاملة الناس غير عادلة لأن هذا المجتمع غير عادل. وهكذا، لن تكون التفاعلات بين الناس متناغمة بالتأكيد، وستصبح مبادئ وأساليب ووسائل تفاعل الناس مع بعضهم بعضًا غير عادلة. وهذا الظلم يخاطب على وجه التحديد الأشخاص الذين يقارنون القوة، والخلفية العائلية، والمهارات، والقدرات، والمظهر الجسدي، والطول، إضافة إلى التكتيكات، والمخططات، والاستراتيجيات. من أين تأتي كل هذه الأشياء؟ إنها لا تأتي من الحق أو من الله، بل تأتي من الشيطان. هذه الأشياء من الشيطان تصبح مغروسة في الناس، ويعيشون وفقًا لها، فكيف تعتقد أن الناس سيتفاعلون مع بعضهم بعضًا؟ هل سيعاملون الجميع بإنصاف؟ (كلا، لن يفعلوا). كلا بكل تأكيد. هل يمكن حتى لأبسط مبدأ في بيت الله، وهو الانتخاب، أن يفلح في العالم الشرير الذي يهيمن عليه الشيطان؟ (كلا، لا يمكن). ما هو جوهر سبب عدم نجاحه؟ السبب هو أن هذا العالم الشرير لا يحكمه الحق. إنه محكوم باتجاهات الشر، إلى جانب أفكار الشيطان المختلفة وفلسفاته. لذا، لا يمكن إلا أن يتنمر الناس على بعضهم بعضًا ويسيطروا على بعضهم بعضًا؛ هذا هو الوضع الوحيد الممكن. من المستحيل تجنب التنمر؛ إنه أمر طبيعي تمامًا. فنظرًا لأن العالم ليس تحت حكم الحق في هذا العالم الشرير، فعندما يتفاعل الناس مع بعضهم بعضًا، إذا لم تكن شخصًا يتنمر على الآخرين، فستكون أنت الشخص الذي يتعرض للتنمر. دورك يقتصر فقط على أحد هذين الأمرين. في الواقع، كل شخص يتنمر على الآخرين ويتعرض للتنمر؛ وهذا لأن هناك دائمًا أشخاص أعلى منك وأقل منك. أنت تتنمر على الآخرين لأنك تتمتع بمكانة أعلى من مكانتهم، ولكن في الوقت نفسه، بينما أنت تتنمر عليهم، هناك أشخاص يتمتعون بمكانة ومركز أعلى منك، وسوف يتنمرون عليك، وسيتعين عليك تحمل التنمر. طبقة من الناس تتنمر على طبقة أخرى: هذه هي العلاقة بين الناس، علاقة التنمر والتعرض للتنمر. إنها العلاقة الوحيدة. لا توجد عاطفة عائلية حقيقية، ولا محبة، ولا تسامح، ولا صبر، ولا احتمال لمعاملة كل شخص بعدل وإنصاف وفقًا للمبادئ. فنظرًا لأن هذا العالم لا يحكمه الحق، بل الشيطان، فإن العلاقات التي تتشكل بين الناس لا يمكن أن تكون سوى علاقات التنمر والتعرض للتنمر، واستغلال الآخرين والتعرض لاستغلالهم. هذا أمر حتمي، ولا يمكن لأحد الهروب منه. قد تقول إنك رئيس في عالم الجريمة، ولديك العديد من الأتباع والخدام، وأنت تتنمر عليهم وتسيطر عليهم جميعًا. ولكن حتى رئيس عالم الجريمة لديه رؤساء، وهناك أيضًا الحكومة. وعلى الرغم من أنه يقال إن المسؤولين الحكوميين وعصابات المجرمين هم عائلة واحدة، ففي بعض الأحيان، تبحث الحكومة عن قصد عن المشكلات، وتحاول زيادة نفوذها، ولن تسمح لك بالإفلات. سيتعين عليك دفع مبلغ إلى مركز الشرطة والتقرب منهم. كما تعلم، على الرغم من أن رئيس العالم السفلي يبدو عظيمًا، عندما يذهب إلى مركز الشرطة، لا يزال يتعين عليه الانحناء والخضوع؛ إنه لا يجرؤ على أن يكون متعجرفًا. فكما تقول الأمثال المتداولة بين غير المؤمنين: "بينما يتسلق الكاهن عمودًا، يتسلق الشيطان عشرة"، و"هناك دائمٌا سمكة أكبر". يعني هذا أن كل شخص يتنمر على الآخرين ويتعرض للتنمر، وهذا هو جوهر التنمر وظاهرة التنمر.
فيما يتعلق بمسألة التنمر، بما أنه شيء لا يمكن لأحد أن يتجنبه، فكيف ينبغي للمرء أن يتعامل معه؟ على الرغم من أنك قد لا تخشى التعرض للتنمر في الكنيسة، فهل هذا النوع من الأشياء موجود؟ هل يمكن أن يحدث؟ عندما تتفاعل مع غير المؤمنين، قد تتعرض للتنمر. ألا يحدث هذا داخل الكنيسة إذن؟ (إنه يحدث). إنه يحدث، بدرجات متفاوتة، لأن جميع الناس أفسدهم الشيطان. غالبًا ما يكشف الناس عن الفساد قبل أن ينالوا الخلاص، وأحد جوانب هذا الكشف عن الفساد هو معاملة الآخرين وفقًا لمشيئتهم، وعدم التعامل معهم بإنصاف. عندما تنشأ هذه المعاملة غير المنصفة للآخرين، يحدث أيضًا تنمر الشخص على الآخرين وتنمرهم عليه. إذن، هذه الأمور تحدث أحيانًا، ولا يمكن للناس الهروب منها أو تجنبها. ما هو المبدأ الصحيح للتعامل مع هذا الأمر وإدارته؟ (وفقًا لكلام الله ووفقًا للمبادئ). من الناحية النظرية، هذا ما يقال؛ فماذا عن الطريقة المحددة لممارسته؟ كيف تفهم مسألة التنمر على الآخرين والتعرض للتنمر منهم؟ على سبيل المثال، لنفترض أنك تكتب رسالة للإبلاغ عن مشكلات مع قائد زائف، وكان القائد الزائف يريد أن يتنمر عليك قائلًا: "إذا لم تحسن التصرف، وإذا واصلت الإبلاغ عن مشكلاتي إلى القيادات العليا، أو الوشاية بي، أو كتابة شيء سلبي في تقييماتي، فسأقتلك! لديّ القدرة على طردك. ألست خائفًا؟ كيف ستتعامل مع هذا الموقف؟ إنه يهددك؛ وبعبارة أكثر تحديدًا، إنه يتنمر عليك. هو يملك النفوذ، وأنت مؤمن عادي، لذا فهو يعذبك بشكل تعسفي دون أي مبادئ أو أساس. يعاملك كما يعامل الشيطان الناس. لتوضيح ذلك بعبارات واضحة، ألا يتنمر عليك؟ ألا يحاول تعذيبك؟ (بلى). إذن كيف تتعامل مع هذا؟ هل ستقدم تنازلات أم ستتمسك بالمبادئ؟ (سأتمسك بالمبادئ). من الناحية النظرية، يجب على الناس أن يتمسكوا بالمبادئ وألا يخافوا من هذا القائد الزائف. ما هو أساس هذا؟ لماذا لا يجب أن تخشاه؟ إذا طردك حقًا، هل ستخاف منه؟ لأنه قادر حقًا على طردك، فقد لا تجرؤ على التمسك بالمبادئ، وقد تخاف. أين يفشل هذا الأمر؟ كيف يمكن أن تخاف؟ (لأنني لا أعتقد أن بيت الله تحت حكم الحق). هذا أحد جوانب الأمر. أنت بحاجة إلى أن يكون لديك هذا الإيمان الذي يجعلك تقول: "أنت شخص شرير. لا تظن أنه لمجرد أنك قائد الآن فلديك القدرة على طردي. إن طردي سيكون خطأ. سوف ينكشف هذا الأمر عاجلًا أو آجلًا. بيت الله ليس تحت سلطتك المنفردة. إذا طردتني اليوم، فسوف تُعاقب في النهاية. إذا كنت لا تصدق، فانتظر وسترى. بيت الله يحكمه الحق، ويحكمه الله. لا يستطيع الناس أن يعاقبوك، لكن الله يستطيع أن يكشفك ويستبعدك. عندما تنكشف آثامك، حينها ستواجه عقابك". هل لديك هذا الإيمان؟ (نعم). حقًا؟ إذن لماذا لا تستطيعون قول هذا؟ يبدو أنك ستكون في خطر إذا واجهت مثل هذه المواقف؛ أنت تفتقر إلى الشجاعة والإيمان الحقيقي. عندما تواجه حقًا هذه الأمور، وعندما تواجه الأشرار وأضداد المسيح الذين هم بهذه الشراسة، والذين تشبه أساليبهم في تعذيب الناس أساليب التنين العظيم الأحمر، ماذا ستفعل عندئذٍ؟ ستبدأ بالبكاء قائلاً: "أنا ضئيل القامة، أنا خجول، لطالما كنت أخاف من المشكلات، حتى أنني أخاف من سقوط ورقة شجر على رأسي. أرجو حقًا ألا أضطر إلى مواجهة مثل هؤلاء الناس. ماذا أفعل إذا تنمروا عليّ؟". هل يتنمرون عليك؟ إنهم لا يتنمرون عليك، بل هو الشيطان يعذبك. إذا نظرت إلى الأمر من منظور بشري، ستقول: "هذا الشخص هائل، ولديه مكانة، ويتنمر على الأشخاص السذج الذين لا مكانة لهم". هل هذا ما يحدث؟ من وجهة نظر الحق، هذا ليس تنمرًا، بل هو الشيطان يجعل الناس يعانون، ويعذبهم، ويخدعهم، ويفسدهم، ويدوسهم. كيف ينبغي عليك التعامل مع هذه الأفعال من الشيطان والتفاعل معها؟ هل يجب أن تخاف؟ (لا ينبغي لي ذلك، بل ينبغي لي أن أبلغ عنه وأفضحه). يجب ألا تخشاه في قلبك. إذا لم يكن الإبلاغ عن مشكلاته وخوض نزاع معه مناسبًا في الوقت الحالي، فينبغي عليك أن تتحمله مؤقتًا وتجد وقتًا مناسبًا للإبلاغ عنه لاحقًا. إذا كان هناك أفراد مثلك بين إخوتك وأخواتك ممن يستطيعون التمييز، فيجب أن تتحدوا للإبلاغ عن أفعاله الشريرة وفضحها. وإذا لم يكن هناك أحد آخر لديه تمييز، وإذا رفضك الجميع عندما تتقدم للإبلاغ عنه، فتحل بالصبر في الوقت الحالي. عندما يأتي القادة الأعلى مستوى إلى كنيستكم للتحقق من العمل ومتابعته، ابحثوا عن وقت مناسب للإبلاغ عن مشكلاته إلى هؤلاء القادة، مع ذكر أفعاله الشريرة بوضوح وبتفصيل كامل، واجعلوا القادة يستبعدونه. هل هذا من الحكمة؟ (نعم). من ناحية، يجب أن تتحل بالإيمان وألا تخاف من الأشرار، أو أضداد المسيح، أو الشيطان. ومن ناحية أخرى، لا يجب أن ترى تصرفاته تجاهك على أنها تنمر شخص على آخر، بل يجب أن ترى جوهر ذلك على أنه الشيطان يخدع الناس، ويعذبهم، ويدوسهم. ثم، بحسب الموقف، يجب عليك أن تتحل بالحكمة في التعامل مع تعذيبه لك، وأن تجد الوقت المناسب لفضحه والإبلاغ عنه، وأن تحافظ على مصالح بيت الله وعمل الكنيسة. هذه هي الشهادة التي يجب أن تتمسك بها بحزم، والواجب والالتزام الذي يجب أن تقوم به كإنسان. مهما تنمر عليك أو عاملك بشكل غير منصف، لا تعتبر ذلك تنمرًا. إنه لا يتنمر عليك؛ بل إنه الشيطان يخدع الناس، ويدوسهم، ويعذبهم. هل ستقول إن التنين العظيم الأحمر يتنمر عليك عندما يضطهد المؤمنين بالله؟ (لا). إنه لا يتنمر عليك. لماذا يضطهدك؟ (لأن جوهره هو مقاومة الله). جوهره هو مقاومة الله. إنه يعتبر الله عدوًا له ويعتبر كل عمل الله مسمارًا في عينه وشوكةً في جنبه، كما أنه يعتبر المختارين من الله أعداءً له. إذا اتبعت الله، سيبغضك، تمامًا كما يقول الكتاب المقدس: "إِنْ كَانَ ٱلْعَالَمُ يُبْغِضُكُمْ فَٱعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أَبْغَضَنِي قَبْلَكُمْ" (يوحنا 15: 18). إن التنين العظيم الأحمر يكره الناس، ويكره الله، ويعتبر الله عدوًا له، ويعتبر الذين يتبعون الله، لا سيما أولئك الذين يمارسون الحق، أشد عداوة له. ولهذا السبب يريد أن يضطهدك، ويقتلك، ويمنعك من اتباع الله، ويجعلك تقدسه، وتتبعه، ويجعلك تلعن الله. قد تقول: "لن ألعن الله"، فيهددك قائلًا: "إن لم تلعن الله، ستموت!". سيحاول إجبارك على أن تقول: "الحزب الشيوعي جيد"، وسترد: "لن أقول ذلك"، فيقول لك: "إذا لم تقل ذلك، فسأتعبك، وسأعاملك وأجيبك وأرد عليك بعذاب قاسٍ!". هل هذا تنمر عليك؟ كلا، هذه إساءة معاملة الشيطان للناس. هل تفهم؟ (أفهم). يجب أن يكون لديك الفهم الصحيح عند التعامل مع مسألة التنمر. في المجتمع وبين فئات الناس، إذا نظرت إلى الأمر من منظور إنساني، فإن كل شخص يقوم بالدورين، التنمر على الآخرين وتنمر الآخرين عليه. ولكن إذا نظرت إلى الأمر من منظور الحق، فلا يجب أن تراه بهذه الطريقة. لا يُعتبر جوهر سلوك أي شخص يريد أن يتنمر عليك ويتحكم بك تنمرًا، بل هو خداع الشيطان، وإساءة المعاملة، والتلاعب والدوس، والفساد. وبشكل محدد، هذا يعني أنه لا يعاملك وفقًا لأساليب عقلانية وإنسانية، ولا يعاملك بإنصاف، بل يتبنى وجهة نظر الشيطان وموقفه، ويستخدم أفكار الشيطان كدليل له في كيفية معاملته لك، والتحدث معك، والتفاعل معك. على سبيل المثال، لنفترض أنك وشخص شرير تتشاركان غرفة واحدة. تصل أنت أولًا، لذا يجب أن تختار موقعًا مناسبًا أولًاا، وتختار أنت السرير السفلي. وبمجرد وصوله ورؤية ذلك، يقول: "هل كان من الصواب أن تختار أنت السرير السفلي؟ أنا لم أختر حتى الآن، هل حان هو دورك؟ هل تجرؤ على النوم في السرير السفلي رغماً عني؟ يا للجرأة! أنت لم تناقش الأمر معي حتى واخترت السرير السفلي للنوم. اذهب إلى السرير العلوي!". فتجيب أنت: "لماذا لا تنام أنت على في السرير العلوي؟ لقد وصلت بعدي؛ ووفقًا لهذا الترتيب، يجب أن تنام على السرير العلوي". فيقول: "ترتيب؟ أنا لم أتبع أي ترتيب من قبل! أنا لا أقوم بالاصطفاف في أي مكان؛ لم أكن لأصطف حتى لمقابلة الرئيس! هل كلّفت نفسك عناء معرفة من أكون؟ هل تجرؤ على التحدث معي عن الترتيب –؛ يا لوقاحتك! هل تريد الموت؟ اصعد على إلى السرير العلوي!". لذا، عليك أن تصعد طائعًا لتنام على في السرير العلوي. هل هذا تنمر عليك؟ من منظور إنساني، يبدو هذا تنمرًا. إنه يراك شخصًا ساذجًا، يمكنه التلاعب به. يستعرض قوته عليك أولًا ليخيفك، ثم يلقنك درسًا ليجعلك تفهم من هو. هذا هو النظر إلى الأمر من منظور إنساني، أو من منظور المشاعر الإنسانية، أو الجسد البشري. لكن، إذا نظرت إلى هذا من منظور الحق، هل يمكنك أن ترى الأمر بالطريقة نفسها؟ لقد اخترت السرير السفلي أولًا، وكان كل شيء مرتبًا، لكنه أصر على أن تنتقل إلى السرير العلوي، وأزعجك حتى تنتقل إلى السرير العلوي. أليس هذا غير عقلاني؟ ألا يعذبك؟ أليس لا يعاملك كإنسان؟ ألا يعاملك بقلة احترام؟ ألا يتصرف كما لو كان هو الآمر الناهي، ويعاملك كخادم أو عبد؟ ما هو المنطق وراء أفكاره؟ كل شخص لا يملك قوة مثل قوته هو خادم له، أو شخص يستطيع التحكم فيه، أو شخص يستطيع تعذيبه. من وجهة نظر الحق، لا يمكن تسمية هذا تنمرًا، بل هو يتعلق بتعذيب الناس. من هو القادر على تعذيب الناس؟ الأشرار، والأبالسة، والبلطجية، والمشاغبين، والأوغاد، والأنذال، والأشخاص غير العقلانيين، الذين يفتقرون إلى الإنسانية، ولا يحترمون أحدًا. إنهم لا يتبعون القواعد في أي مكان يذهبون إليه، ويتصرفون وكأنهم الآمر الناهي، وكأن أي شيء جيد أو مفيد أو متميز يخصهم وحدهم. لا يُسمح للآخرين أن يكون لهم أي نصيب في مثل هذه الأشياء أو حتى التفكير في أخذها. أليس هذا وغدًا؟ (بلى). هذا ما يفعله الأوغاد والأبالسة. إنهم يعذبونك بهذه الطريقة، لذا أفلن تشعر بالخوف؟ ستفكر: "يا إلهي، إذن هناك أناس بهذه القوة في نهاية المطاف. إنه حتى يعتقد أنه من الخطأ أن أنام على السرير السفلي. ماذا يحدث؟ ستشعر بالخوف، ومن ذلك الحين فصاعدًا، عندما تتحدث إليه، سيتعين عليك أن تكون انتقائيًا. سيكون عليك أن تتأمل مليًا في الأمر وتفكر: "لا يمكنني إغضابه، ولا يمكنني استفزازه. إذا استفززته، فسييزعجني كثيرًا". إذا كانت لديك مثل هذه العقلية، فقد حقق هدفه. ما هو هدفه؟ إنه يريد إخافتك، وجعلك تخشاه، وخلق فارقا هرميًا بينك وبينه، حيث يكون هو الآمر الناهي، وأنت الخادم، وأينما ذهبت عليك أن تستمع إليه وتذعن له. أليس هذا هو المبدأ الذي يعمل الشيطان بموجبه؟ يجب أن يكون رئيسك، وعليك أن تكون خادمه. عليك أن تكون منضبطًا وأن يتسلط عليك ويتلاعب بك بشكل تعسفي؛ ويجب أن تخضع له في كل شيء. لا يمكنك أن تكون ندًا له، وإن أردت أن تكون ندًا له، فإن الحالة الوحيدة التي يمكنك فيها ذلك هي عندما يموت؛ فأنت لا تستحق أن تكون ندًا إلا لشخص ميت. أخبرني، إلى أي مدى تعرضت لتنمره عليك؟ هل أخافتك أفعاله الشريرة وأسلوبه المتسلط في أعماق قلبك؟ (نعم). لقد قبلت هذه الحقيقة، وتنازلت، فهل يمكننا القول إنه أفسدك نتيجة لذلك؟ لقد أحكم قبضته عليك؛ لذا عندما يفعل أشياء شريرة وينتهك المبادئ، لن تجرؤ على التحدث لأنه في ذلك الوقت أرسلك من السرير السفلي إلى السرير العلوي بركلة واحدة. لن تجرؤ على استفزازه مرة أخرى، وعندما تراه ستسير بعيدًا عن طريقه، ومجرد ذكره سيجعلكِ تتصبب عرقًا باردًا. أليس هذا خوفًا منه؟ أنت لا تجرؤ على معاملته بإنصاف وفقًا للمبادئ؛ فأنت في قبضته. ما هو جوهر امتلاكه لك في قبضته؟ هذا يعني أنه يمتلكك ويسيطر عليك. أليس هذا هو الحال؟ (بلى). إذن، كيف ينبغي للناس أن يتعاملوا مع هذا الوضع لتجنب السيطرة عليهم؟ يجب أن تنظر إلى مسألة تنمر الأشرار على الناس باعتبارها ظاهرة من ظواهر إفساد الشيطان للناس وإساءة معاملته لهم. كيف يجب أن تتعامل بعد أن ترى حقيقة هذا الجوهر؟ يجب أن تمقت في أعماق قلبك الأفراد الأشرار وترفضهم، ولا تخافهم. ينبغي أن تفكر: "هل تريدني أن أنام على السرير العلوي؟ حسنًا، سأنام على السرير العلوي. لكنني رأيت اليوم تصرفات شخص شرير آخر، وتعرفت على جوهر شخص شرير آخر، ومن الآن فصاعدًا سأكون قادرًا على تمييز نوع آخر من السلوك الذي ينخرط فيه الأشرار خلال حياتهم اليومية ومن وراء ظهور الناس. بدءًا من اليوم، سأراقب عن كثب ما يقولونه ويفعلونه، وما إذا كانوا ينخرطون في الخداع. إذا كان بيت الله يستخدمهم، فسأرى ما إذا كانوا يتصرفون وفقًا للمبادئ، وما إذا كانوا يحافظون على مصالح بيت الله، وما إذا كانوا يبددون التبرعات، وما إذا كانوا لا يزالون يعذبون الآخرين". يجب أن تصلي في أعماق قلبك قائلًا: "يا الله، أرجوك أن تفضح هذا الشخص الشرير، وأن تمكِّنني من تمييز أعماله الشريرة وجوهره. ساعدني على جمع الأدلة على أعماله الشريرة، وامنحني الشجاعة، ومكِّنني من عدم الخوف من الأشرار، وأن يكون لديّ إيمان وقوة لمحاربتهم". على الرغم من أنك ستظل تشاركه الغرفة نفسها، ولن يتغير شيء في الظاهر، ففي أعماق قلبك لن تخشاه لأن كل ما يفعله بك ليس تنمرًا؛ بل هو كشف وفضح لطبيعته الشيطانية. هل ستظل خائفًا منه عندما تراه على هذا النحو؟ ستلعنه في قلبك مع كل عمل شرير يكشف عنه وكل كلمة سخيفة ينطق بها قائلًا: "أنت إبليس، أنت شيطان، أنت تفعل الشر وتقاوم الله، وعاجلًا أو آجلًا ستحل عليك اللعنة. لن يدعك الله تفلت، وسوف تنكشف في النهاية". هذه هي الطريقة التي يجب أن تتعامل بها مع الأشرار. يجب أن تتحل بالإيمان والقوة لمحاربتهم، وعليك أن تصلي إلى الله، وعندها سيكون لديك قوة في قلبك، ولن تخشاهم. ما رأيك في هذا؟ أليست هذه الأساليب فعالة؟ (إنها فعَّالة). عندما تميزهم هكذا من وجهة نظر الحق، أليس هذا أكثر فعالية مما علَّمك إياه أبواك: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون"؟ ما فائدة الحذر؟ لا يمكنك الحذر من سوء معاملة الشيطان وإفساده لك. لا يمكنك الحذر من إساءة الشيطان معاملتك وإفساده لك، لأنها في كل مكان. إفساد الشيطان للناس ليس فقط ظاهريًا، وليس فقط خارجيًا؛ فهو يفسدك أيضًا في أفكارك. هل يمكنك تجنب ذلك بالحذر؟ أهم شيء هو أن تتسلح بالحق وتتكل وتعتمد على الله. لا ينبغي عليك أن تميز أفعال الأشرار فحسب، بل أيضًا جوهر الأشرار، وفي الوقت نفسه، يجب أن تميز مختلف الأفكار ووجهات النظر التي يعبر عنها الأشرار، ثم تتسلح بالحق، مستخدمًا كلام الله والحق لفضحها وتشريحها، حتى يتمكن إخوتك وأخواتك أيضًا من اكتساب التمييز. وبعد ذلك، يمكن للجميع أن يهبوا معًا لرفضهم. كم هذا رائع. إذا كنت تتخذ دائمًا موقف الدفاع، ودائمًا في حالة حذر، ودائمًا ترفض أو تتجنب، فهذا جبن، وهذا ليس مظهر شخص منتصر.
بعد أن عقدنا شركة عن كل هذا، هل لديكم الآن وجهة نظر جديدة حول مسألة تعرض الناس للتنمر؟ هل التنمر صحيح؟ (لا، ليس صحيحًا). ما هي طبيعة التنمر؟ (إنه عبارة عن أناس أشرار يعذبون الآخرين). إنه في جوهره عبارة عن تعذيب أناس أشرار والشيطان لآخرين وخداعهم لهم. وإذن، ما هي طبيعة التعرض للتنمر؟ (إنه ضعف، وعدم ممارسة الحق، وعدم الجرأة على الاعتراض والمقاومة). هذا صحيح، الخوف من الأشرار، والخوف من قوى الشر، والافتقار إلى الإيمان لقتال الشيطان، والافتقار إلى الإيمان للتعرف على وجه الشيطان القبيح، وتمييزه، ورؤيته على حقيقته، والافتقار إلى الإيمان لمقاومة دوس الشيطان لك وإساءته معاملتك؛ أليست هذه هي طبيعة الأمر؟ (بلى). أولئك الذين ليس لديهم إيمان لديهم دائمًا خوف في قلوبهم؛ فهم دائمًا خائفون، ويفكرون: "يجب ألا يتنمر الآخرون عليّ. أنا لا أتنمر على الآخرين، ولا يجب أن أتنمر على الآخرين، كما قالت أمي: "ينبغي للمرء ألا يعتزم أبدًا إلحاق الأذى بالآخرين، ولكن يجب أن يحذر دائمًا من الأذى الذي قد يلحقه به الآخرون". يصلون إلى الله قائلين: "يا الله، لا تدعني أواجه الأشرار؛ أنا جبان، كنت دائمًا ساذجًا وبسيطًا. أنا أؤمن بك وأتبعك؛ يجب أن تحميني!". هذا هو ضعف الشخصية. لقد سمعت الكثير من الحقائق، وتفهم الكثير من الحقائق. أنت لا تخاف من الأبالسة والشيطان، فهل أنت خائف من شخص شرير؟ هل أنتم خائفون من التنين العظيم الأحمر؟ (إذا أمسك بي سأخاف، ولكن يمكنني أن أصلي إلى الله وأعتمد عليه). هذا يعني أنك لم تخف من شره. وهذا أيضًا مظهر لا يأتي إلا بأساس معين من الإيمان. يقول بعض الناس: "أنت تقول إنني خائف من التنين العظيم الأحمر. لو كنت خائفًا من التنين العظيم الأحمر، هل كنت لأصل إلى هذا الحد؟ أليست هذه حقيقة؟ ولكن إذا طلبت مني أن أقول إنني لست خائفًا من التنين العظيم الأحمر، فما زلت أخاف قليلًا من القيام بذلك. ماذا لو سمع التنين العظيم الأحمر بذلك؟". لا يزال هناك بعض الخوف. يخشى هؤلاء الناس بعض الشيء من أن يقولوا علنًا إن التنين العظيم الأحمر شرير وقاسٍ؛ فهم يفتقرون إلى هذا الإيمان ولا تزال قامتهم ضئيلة جدًا. أنا لا أطلب منك أن تخالف التنين العظيم الأحمر علنًا أو أن تستفزه. لكن في أعماق قلبك، على أقل تقدير، ينبغي أن تعرف أن التنين العظيم الأحمر، هذا الإبليس، يعامل الناس بالإساءة، والفساد، والخداع، والدوس عليهم، ثم يلتهمهم. هذا ليس تنمرًا؛ ليس الأمر كما لو أنه يتنمر على المؤمنين ويعذبهم لسذاجتهم وعدم اتباعهم القواعد والتزامهم بالقانون. هذا هراء، إنها عبارة تفتقر إلى الفهم الروحي. التنين العظيم الأحمر يسيء معاملتك. كيف يسيء معاملتك؟ إنه يهددك، ويخيفك، ويضطهدك ويعذبك. ما هو الغرض من إساءته معاملتك؟ أن يجعلك تتخلى عن إيمانك، وأن يجعلك تنكر الله، وأن تتخلى عن الله، ثم تتنازل له، وفي النهاية، يجعلك تقدسه، وتتبعه، وتخضع له، وتقبل أفكاره المختلفة، وتركع أمامه ساجدًا. إنه يفرح بهذا، وهذا هو غرضه من اضطهادك. ولأنه يرى أنك تتبع الله ولا تتبعه هو، تأكله الغيرة، ولن يدعك وشأنك. بالطبع، إذا لم تتبع الله، فهل سيدعك وشأنك؟ (كلا، إنه يسيء أيضًا معاملة أولئك الذين لا يؤمنون بالله). هذا صحيح، بتعبير بسيط، هذه هي حقيقته، وبعبارة أدق، هذا هو جوهر طبيعته. حتى أولئك الذين يتبعونه، وأولئك الذين يسبحون بحمده، لا يزالون يتعرضون لإساءة معاملته، وخداعه لهم، والدوس عليهم، وبعد أن يستغلهم يرميهم بعيدًا، بل ويقتل بعضهم ليغلق أفواههم، ويلتهمهم في النهاية التهامًا تامًا. وعلى أي حال، لا ينتهي الأمر على خير بالنسبة إليهم. ومهما كان الأمر، يجب أن يرى الناس بوضوح أن الغرض النهائي من التكييف العائلي وغرس الأفكار ووجهات النظر المختلفة في الناس ليس في الحقيقة حمايتهم أو توجيههم إلى الطريق الصحيح، بل هو توجيه الناس بعيدًا عن الله، وجعلهم يعيشون وفقًا لفلسفات الشيطان، وجعل الناس يقبلون مرارًا وتكرارًا وبشكل منتظم دوس أفكار مختلفة وتكييف مختلف الاتجاهات الشريرة التي تأتي من المجتمع والشيطان. وبغض النظر عن المقاصد أو الأغراض الأولية وراء قيام العائلات بذلك، فإن هذا في النهاية لا يمكن أن يرشد الناس إلى الطريق الصحيح أو يقودهم إلى الدخول إلى واقع الحق ونيل الخلاص في نهاية المطاف. ومن ثم، فإن الأفكار ووجهات النظر المختلفة التي تأتي من العائلات هي شيء يجب أن يتخلى عنه الناس، شيء يجب أن يتخلوا عنه في عملية السعي إلى الحق وفي طريقهم إليه. حسنًا، لنختتم شركتنا هنا لهذا اليوم. إلى اللقاء!
4 مارس 2023
الحواشي:
(أ) كان هان شين جنرالًا شهيرًا من سلالة هان، وقد أُجبر ذات مرة على الزحف بين ساقي جزار سخر منه بسبب جبنه قبل أن يصبح شهيرًا.