33. قصة إبلاغ عن قائدة كاذبة
في عام 2010، كنت كثيرًا ما أتواصل مع إحدى قائدات الكنيسة، وكان لقبها "لي". كانت تقول لنا غالبًا: "لطالما كان الله رؤوفًا بي في الأعوام القليلة الماضية. فقادتي ينقلونني دائمًا إلى كنائس تواجه صعوبات. وأحيانًا لا أرغب في الذهاب، لكنني أعلم أن هذه هي إرسالية الله؛ ولذلك لا يمكنني التفكير في اهتماماتي الجسدية. ينبغي أن أكون مخلصة لله؛ ولذلك فإنني أقبل. وفي كل كنيسة أذهب إليها أقوم بجولاتي، وأستضيف بضعة اجتماعات فتعود الكنيسة التي كانت في حالة من الفوضى إلى طبيعتها، وتعود للحياة الكنسية ولعمل الإنجيل فعاليتهما من جديد. أحيانًا ما أواجه صعوبات، لكنني أصلي إلى الله فيفتح الله طريقًا للأمام ويسير كل شيء بسلاسة. إنني أرى مدى روعة عمل الله..." سماع اختبار "لي" جعلني أُعجب بها. اعتقدت أنها كانت متمكنة من تحمُّل الأعباء وكانت قائدة مقتدرة. وفي إحدى المرات قبل أحد الاجتماعات، كنت أدردش دون تكلُّف فقاطعتني "لي" قائلة: "الوقت هنا ثمين، ولذلك يجب عدم الدردشة بينما نحن معًا. يجب أن نستغل هذا الوقت في الشركة حول كلمة الله". عندما سمعتها تقول ذلك، فكرت في نفسي قائلًا: "على مر الأعوام، التقيت بالعديد من القادة، ولكن "لي" هي أول قائدة التقيت بها على هذا المستوى من حيوية الضمير والتقوى والتكريس لطلب الحق". نظرت إليها نظرة تقدير وازددت إعجابًا بها. ولكن بعد التعامل معها لفترة طويلة، أدركت أنه على الرغم من أن شركتها كانت دائمًا مدروسة جيدًا، وكانت تبدو من الظاهر أنها تطلب الحق، فإنها نادرًا ما كانت تشارك بخصوص كيفية تأملها في نفسها وتوصّلها إلى معرفة نفسها بناءً على كلمة الله، أو اختبارها العملي لكلمة الله. كان معظم شركتها شكلًا مُقنَّعًا لتمجيد نفسها والتباهي، لجعل الآخرين يعتقدون أن الكنيسة قد هذبتها ووضعتها في أدوار مهمة حتى ينظر إليها الآخرون نظرة تقدير. ولكن الأخطر من ذلك كان حقيقة أنها في بعض الأمور الرئيسية التي ترتبط بمصالح الكنيسة لم تمارس الحق، وكانت على يقين تام بأنها تكذب وتخدع وتتهرب من المسؤولية. مثال ذلك، ارتكب صن، الذي كان مسؤولًا عن أعمال "لي"، أفعالاً آثمة في الكنيسة. كان يختلس قرابين الله ويستولى عليها، ثم عُرِّفَ بأنه ضِدُّ المسيح وطُرِدَ. كانت "لي" تدرك تمامًا أعمال صن الشريرة، وقد شاركت فيها بالفعل. ولكن بعد طرد صن، لم يقتصر الأمر على أن "لي" لم تتأمل في نفسها أو تَتُب إلى الله، بل ولم تعترف بأي دور في شرور صن. صورت نفسها على أنها مبرأة تمامًا من الأمر، كما لو أنها لم تعرف شيئًا عنه ولم تتورط فيه. في تلك اللحظة، اكتشفتُ أن "لي" منافقة. ونظرًا لأن "لي" كانت ماهرة في إخفاء نفسها والخداع بالكلمات الراقية، كان بعض الإخوة والأخوات الذين يفتقرون إلى القدرة على التمييز يعبرون عن الإعجاب بها عند ذكر اسمها. وعندما رأيت أنا وأخي الشريك سلوك "لي" وعواقب عملها وعظاتها، طبقنا مبادئ تمييز القادة الكَذَبة وقررنا أن "لي" كانت قائدة كاذبة وكتبنا خطابًا للإبلاغ عن هذه الأمور بخصوص "لي".
بعد إرسال الخطاب، انتظرنا من كبار القادة التحقق وفهم مسألة "لي"، ولكن بعد مضي نصف شهر لم نتلقَّ ردًا. فتساءلت أنا وأخي الشريك عن هذا. وذات يوم، جاءت "لي" وهي تشعر بالسعادة إلى اجتماع معنا، وقالت إن كبار القادة يعتزمون رعايتها. لم أستطع تصديق ذلك: "بدلًا من طرد هذه القائدة الكاذبة يجري رعايتها ووضعها في أدوار مهمة. هل أبلغنا عنها بشكل خاطئ لأننا لم نفهم مبادئ الحق وافتقرنا إلى التمييز؟" بعد أكثر من شهر بقليل، جاءت "لي" مرَّةً أخرى لتقول إن الكنيسة كانت تخطط لإجراء انتخابات للقادة، وبأن غالبية الإخوة والأخوات أجروا لها تقييمًا إيجابيًا وكانوا يعتزمون إعادة انتخابها. عندما سمعت ذلك صُدمت، وفكرت قائلًا: "إن "لي" خبيثة وماكرة، ولا تليق لتكون قائدة على الإطلاق. يجب أن أكتب خطابًا آخر للإبلاغ عنها". ولكن بينما كنت أستعد لكتابة الخطاب ترددت. "في الوقت الحالي يفتقر الكثير من الناس إلى قوة التمييز بخصوص "لي". لقد خُدعوا جميعًا بمظهرها الخارجي الزائف. وإذا كتبت خطابًا للإبلاغ عنها مرَّةً أخرى ولم يفهم كبار القادة الوضع الحقيقي، فهل سيعتقدون أنني لا أستطيع نسيان الأمر؟ والأهم من ذلك، إذا اكتشفت "لي" أنني من كتبت الخطاب، فهل ستحمل ضغينة ضدي وتحاول تدميري سرًا؟ إنها مسؤولة عن إصدار كتب كلمة الله لنا، والعظات، والشركة من بيت الله؛ ولذلك إن أسأت إليها فلن تحتاج إلى قمعي بنشاط بأي شكل من الأشكال؛ فمجرد تجاهلها لي وعدم تزويدي بالكتب سوف يكفيان ليكون وضعي في حالة يُرثى لها". جعلني التفكير في تلك الأشياء متوترًا للغاية. هل يجب أن أبلغ عنها مرَّةً أخرى أم أنسى الأمر؟ عندما فكرت في مصالحي الخاصة ومستقبلي ومصيري، شعرت وكأن نفوذًا شريرًا غير منظور يُرغمني ويُقيِّدني. تصارعت مع نفسي قليلًا، ولحماية نفسي من التعرض للقمع قررت في النهاية تقديم تنازلات. قررت أن أتخلى عن الإبلاغ عنها في الوقت الحالي. ووجدت العزاء عندما قلت لنفسي: "على الأقل الآن لدينا معرفة بحقيقة "لي" ولن نعود ننخدع بها، ولذلك فإن هذا يعد كافيًا في الوقت الحالي. وربما في يوم من الأيام يكشفها الله، وسوف يملك الجميع القدرة على معرفة أمرها ويرونها على حقيقتها. وسوف تُستبَدل بالطبع".
بعد أكثر من شهر، تلقينا خطابًا من اثنتين من الأخوات. ورد في خطابهما أنهما اكتشفتا أن "لي" كانت قائدة كاذبة وأرادتا الإبلاغ عنها، وسألتا عن رأينا، وما إذا كانت لدينا أي نصيحة. فكرت في نفسي قائلًا: "لم نتلقَّ ردًّا منذ آخر مرَّةٍ أبلغنا فيها عن "لي". فإذا أبلغنا عنها مرَّةً أخرى مع هاتين الأختين، فهل سيقول كبار القادة إننا شكَّلنا فرقةً لمهاجمة "لي"، وإننا نزعج عمل الكنيسة؟ إذا حدث ذلك، فمن المحتمل جدًا أن نُستبعَد نحن بدلًا من استبعاد "لي". ومع وضع هذا في الاعتبار، رددت أنا وأخي الشريك على الأختين بخطاب يقول: "يمكنكما الإبلاغ عنها بنفسيكما. لقد أبلغنا عنها مرَّةً في الماضي؛ ولذلك لن نبلغ عنها ثانيةً هذه المرَّة". وبعد أن رددنا، شعرت بالندم الشديد. أدركت أنني كنت أتحايل لحماية نفسي. فقد كان هذا تنازلًا واستسلامًا لنفوذ شرير. ولتجنُّب هذه الإدانة الداخلية، استخدمت الأسباب نفسها التي استخدمتها سابقًا لتهدئة نفسي: "في الوقت الحالي، يفتقر كثير من الناس إلى التبصر بشأن "لي". فإذا أصررنا على الإبلاغ عنها والدعوة إلى طردها، فلن يسمح الإخوة والأخوات بذلك، وسوف يحاولون حمايتها. يجب أن ننتظر حتى يملك الإخوة والأخوات التبصر بشأنها. وعندما يحين الوقت المناسب، سوف تُستبَدل بشكل طبيعي". على الرغم من أن ذلك كان ما فكرت فيه، كنت في كل مرَّةٍ أرى مقاطع من كلمة الله حول كشف القادة الكذبة وأضداد المسيح أشعر بتبكيت الضمير. من الواضح أنني وجدت قائدة كاذبة، ومع ذلك لم أبلغ عنها أو أكشفها. أليس هذا تساهلًا مني مع الشيطان فيما كان يعطل عمل الكنيسة ويزعجه؟ كان الإخوة والأخوات الذين استضافوننا يحبون جميعًا "لي"، وعندما كشفنا سلوكياتها كقائدة كاذبة لم يحاولوا تبيُّنَ أمرها، بل استاؤوا وألقوا باللوم علينا معتقدين أننا كنا نهاجم "لي". رأيت أن هذه القائدة الكاذبة خدعت الناس خداعًا شديدًا. لم أكن أعرف عدد الإخوة والأخوات الذين وقعوا ضحايا لهذا الخداع، وشعرت بالأكثر أن القادة الكذبة يُمثِّلون عائقًا وحجر عثرة أمام دخول شعب الله المختار إلى الحياة. وفي تلك اللحظة، لم أرد شيئًا إلا استبدال "لي" في أقرب وقت ممكن، ولكنني لم أملك الشجاعة لكتابة الخطاب للإبلاغ عنها مرَّةً أخرى. وحتى لمجرد تجنُّب الإساءة إلى الإخوة والأخوات الذين كانوا يستضيفوننا، لم أجرؤ على كشف سلوك "لي" مرَّةً أخرى. كنت في قلبي أدين نفسي وأتهمها. تساءلت عن مدى جُبني وتفاهتي. رأيت قائدة كاذبة تزعج عمل الكنيسة ولم أجرؤ على الإبلاغ عنها. لم أجرؤ حتى على قول الحق. ألم أكن مجرد خادم للشيطان؟ فكرت في كلام الله: "لم يكن ثمة أكل وشرب في هذا الاجتماع، فأنتم جميعًا تقولون إنكم تراعون عبء الله وسوف تدافعون عن شهادة الكنيسة. ولكنْ مَنْ منكم راعى عبء الله حقًا؟ سَل نفسك: هل أنت ممن يُظهرون مراعاةً لعبء الله؟ هل بوسعك أن تمارس البِرّ من أجله؟ هل بوسعك أن تقف وتتكلَّم بالنيابة عني؟ هل بوسعك أن تمارس الحق بثباتٍ؟ هل لديك من الشجاعة ما يكفي لتحارب كل أفعال الشيطان؟ هل تستطيع أن تنحّي مشاعرك جانبًا وتفضح الشيطان من أجل حقيقتي؟ هل بوسعك أن تسمح لمقاصدي بأن تتحقق فيك؟ هل قدمتَ لي قلبك في أحرج اللحظات؟ هل أنت شخص يفعل مشيئتي؟ سل نفسك هذه الأسئلة وفكِّر فيها كثيرًا" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، أقوال المسيح في البدء، الفصل الثالث عشر). كل سؤال من أسئلة الله جعلني أشعر بالحرج والخجل. ففي المعتاد كنت ماهرًا في ترديد الشعارات، قائلًا إنني سوف أراعي مشيئة الله، وسوف أتمسك بالشهادة لله، وكثيراً ما كنت أصلي، وأقول إنني أريد ممارسة الحق وإرضاء الله. ولكن في اللحظة التي حدث فيها شيء ما واحتجت إلى النهوض وحماية مصالح الكنيسة دفنت رأسي في الرمال. كنت أعرف بوضوح أنه ينبغي الإبلاغ عن القادة الكذبة فورًا، ولكن نظرًا لخوفي من قمعي وطردي، لم أجرؤ على الإبلاغ عن "لي" مرَّةً أخرى، وسمحت لها بمواصلة إيذاء إخوتنا وأخواتنا وخداعهم. والأسوأ من ذلك أنني عندما رأيت الإخوة والأخوات الذين استضافوني ينخدعون بـ "لي"، لم أفكر في كيفية مساعدتهم على تبين حقيقة القائدة الكاذبة. وبدلًا من ذلك قدمت تنازلات. وخوفًا من أن يؤدي كشف "لي" إلى شعورهم بالتعاسة وعدم استضافتهم لنا بعد ذلك، بقيت صامتًا بشأن سلوكيات "لي" الخاطئة في القيادة. لقد كنت بالفعل أنانيًا وحقيرًا! تمتعت بكل ما زودني الله به، وكنت ألقى الاستضافة والرعاية من إخوتي وأخواتي، ومع ذلك لم يكن لديَّ أي اعتبار لمشيئة الله ولم أحمِ عمل الكنيسة. بقيت على الهامش، وسمحت لقائدة كاذبة بتقلُّد السلطة داخل الكنيسة، وتعطيل عمل الكنيسة. أين كان ضميري ومنطقي؟ لم أكن مستحقًا مطلقًا أن أعيش أمام الله!
بعد ذلك قرأت كلام الله: "لا تسمح عائلة الله لِمَن لا يمارسون الحق بالبقاء فيها، ولا تسمح أيضًا ببقاء أولئك الذين يدمرون الكنيسة. لكن الآن ليس وقت عمل الطرد؛ لذا سيُكشَف مثل هؤلاء الأشخاص ويُبادون في النهاية. لن يُنفَّذَ مزيد من العمل عديم الفائدة على هؤلاء الأشخاص؛ فأولئك الذين ينتمون للشيطان غير قادرين على الوقوف في جانب الحق، بينما أولئك الذين يسعون إلى الحق قادرون على ذلك. أولئك الذين لا يمارسون الحق لا يستحقون سماع طريق الحق ولا يستحقون تقديم الشهادة له. الحق في الأساس لا يناسب آذانهم، بل يُقال لتسمعه آذان الذين يمارسونه. قبل أن تُكشف نهاية كل شخص، سيُترَكُ أولئك الذين يشوشون على الكنيسة ويعطلون عمل الله جانبًا بشكل مؤقت ليتم التعامل معهم لاحقًا. وبمجرد أن يكتمل العمل، سيُكشَف هؤلاء الأشخاص، وسيُبادون بعد ذلك. سيتم تجاهلهم في الوقت الحاضر ريثما يتم تزويد الجميع بالحق. وحين ينكشف الحق كله للبشر، سيُبادُ أولئك الأشخاص، وسيكون ذلك هو الوقت الذي يتم فيه تصنيف جميع الناس بحسب أنواعهم. ومن ليس لديهم تمييز، ستؤدي حيلهم التافهة إلى تدميرهم على أيدي الأشرار الذين سيضللونهم ولن يتمكنوا أبدًا من الرجوع. هذا التعامل هو ما يستحقونه لأنهم لا يحبون الحق، ولأنهم غير قادرين على الوقوف في جانب الحق، ولأنهم يتبعون الأشرار ويقفون في جانب الأشرار، ولأنهم يتواطؤون مع الأشرار ويتحدون الله. إنهم يعرفون جيدًا أن ما يُشِعّه أولئك الأشرار هو شرٌ، ومع ذلك يملئون قلوبهم بالقسوة ويتبعونهم، ويديرون ظهورهم للحق كي يتبعونهم. ألا يعتبر كل هؤلاء الأشخاص الذين لا يمارسون الحق بل ويرتكبون أفعالًا مدمرة وبغيضة أشخاصًا يرتكبون الشر؟ على الرغم من أن هناك مِن بينهم مَن ينصّبون أنفسهم ملوكًا وهناك من يتبعونهم، أليست طبيعتهم التي تتحدى الله هي ذاتها لديهم جميعًا؟ ما العذر الذي يملكونه ليزعموا بأن الله لم يخلصهم؟ ما العذر الذي يمكن أن يكون لديهم ليزعموا بأن الله ليس بارًّا؟ أليس شرهم هو الذي يدمرهم؟ أليس تمردهم هو الذي يجرهم إلى الجحيم؟ أولئك الذين يمارسون الحق سيخلصون في النهاية ويُكمَّلون بفضل الحق. بينما سيجلب أولئك الذين لا يمارسون الحق الدمار لأنفسهم في النهاية بسبب الحق. تلك هي النهايات التي تنتظر أولئك الذين يمارسون الحق والذين لا يمارسونه" (الكلمة، ج. 1، عمل الله ومعرفة الله، تحذير لمن لا يمارسون الحق). رأيت أنني كنت ذاك الشخص الذي كشفت عنه كلمة الله، أي الشخص الذي لا يمارس الحق. كنت شخصًا يمقته الله. ففي كل شيء، حاولت أن أحافظ على نفسي وأحميها. وفي مواجهة قائدة كاذبة، لم أجرؤ على الالتزام بالمبادئ والإبلاغ عنها وكشفها. ألم أكن يا ترى بذلك أركع للشيطان وأتآمر معه؟ ظاهريًا، لم أكن أدافع عن "لي" أو أحميها، لكنني لم أبلغ عنها أو أكشفها على أنها قائدة كاذبة، بل سمحت لها بإرباك الإخوة والأخوات في الكنيسة وخداعهم، وإزعاج عمل الكنيسة وتعطيله. وبعملي هذا كنت أقف إلى جانب الشيطان. "إنهم يعرفون جيدًا أن ما يُشِعّه أولئك الأشرار هو شرٌ، ومع ذلك يملئون قلوبهم بالقسوة ويتبعونهم، ويديرون ظهورهم للحق كي يتبعونهم. ألا يعتبر كل هؤلاء الأشخاص الذين لا يمارسون الحق بل ويرتكبون أفعالًا مدمرة وبغيضة أشخاصًا يرتكبون الشر؟" كشف كلام الله عن سلوكي بالضبط. فكرت في كيفية قول الرب يسوع: "مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لَا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ" (متى 12:30). في المعركة بين الله والشيطان، عدم الوقوف إلى جانب الله هو الوقوف إلى جانب الشيطان. لا يوجد حل وسط. ولكن فيما يخص الإبلاغ عن القائدة الكاذبة، كنت أحاول أن أكون ذكيًا ومحايدًا، وأن أؤدي المهمة بأمان وأحمي نفسي. ألم يكن هذا هو بمثابة وقوف إلى جانب الشيطان وخيانة لله؟ كنت أعتقد أن الكثير من الناس يفتقرون إلى التمييز بخصوص "لي"، ولكن بمجرد أن يكشفها الله تمامًا ويحين الوقت المناسب، ستُستبَدل بشكل طبيعي. ظاهريًا، بدت تلك الفكرة معقولة جدًا، لكنني في الواقع كنت أتجنب مسؤوليتي، وأبحث عن أعذار لأتجنب ممارسة الحق. اكتفيت بانتظار أن يكشفها الله بدلاً من الوفاء بمسؤولياتي في الكشف والإبلاغ عنها. في الحقيقة، كنت أتساهل مع قائدة كاذبة تصنع الشر وتعطل عمل الكنيسة. ولن يكون من المبالغة أن تدعوني شريكًا لقائدة كاذبة. بالتفكير في هذا كله، كرهت نفسي لكوني أنانيًا وحقيرًا وضعيفًا وعاجزًا للغاية. كنت عديم الفائدة وخادمًا للشيطان! لم تكن لديَّ أي شهادة على الإطلاق في الحرب ضد الشر. وقد احتقر الله هذا حقًا! مَثُلت أمام الله وصليت طلبًا للتوبة. طلبت من الله القوة لاختراق سيطرة قوى الظلام، والوقوف إلى جانب الله، وقول "لا" لقوات الشيطان. كنت أريد كتابة خطاب آخر للإبلاغ عن "لي" بعد أن وجدت المزيد من الأدلة. ولكن قبل تمكني من ذلك، أجرت الكنيسة تحقيقًا، وأقرت بأن "لي" كانت قائدة كاذبة سلكت طريق أضداد المسيح، واستبدلتها. وفي وقت لاحق، عرفت أن قائدًا كاذبًا آخر قد أعاق وصول خطابنا للإبلاغ عنها واستبقاه. وقد جرى استبدال هذا القائد الكاذب أيضًا لعدم أداء العمل الفعلي. كنت سعيدًا جدًا لسماع هذا الخبر، ولكنني شعرت أيضًا بالذنب؛ لأنني تصرفت كخادم للشيطان في هذا الأمر، وفشلت في حماية عمل الكنيسة أو التمسك بالشهادة.
بعد استبدال "لي"، تولت أخت جديدة أعمال الكنيسة مؤقتًا، واعتقدت أن هذه كانت نهاية هذا الموضوع، ولكن اتضح أن الأمر لم يكن كذلك. فبعد أكثر من شهر بقليل، أخبرني الأخ الذي كنت في شراكة معه أن "لي" لا تزال عنيدة بعد استبدالها. كانت تشيع بين الإخوة والأخوات أن القائدة المنتخبة حديثًا قائدة كاذبة، لتخدع الإخوة والأخوات للتعاطف معها، وكانت تُشكِّل جماعة حول نفسها لطرد القائدة الجديدة، لتتمكن من استعادة منصبها كقائدة. شعرت بالقلق الشديد عندما سمعت هذا. كان ينبغي أن أجد طريقة لإخبار كبار القادة بسلوكيات "لي" الشريرة في أسرع وقت ممكن. وفي ذلك الوقت، كانت القائدة الجديدة للكنيسة تكتب أيضًا خطابًا لإبلاغ كبار القادة بموقف "لي"، وكانت تحاول تحديد كيفية شرح الموقف بوضوح. ونظرًا لبراعتي في الكتابة، بادرت وعرضت كتابة خطاب الإبلاغ بالنيابة عنها. وفي صباح اليوم التالي، بعد الانتهاء من كتابة خطاب الإبلاغ، قال أخي الشريك فجأةً: "وقِّع باسمينا على الخطاب أيضًا". فصُدمت عندما سمعت ذلك وفكرت لنفسي قائلًا: "إن "لي" شريرة وماكرة وتعرف كيفية خداع الآخرين. فإذا لم نبلغ عنها هذه المرَّة، واستعادت السلطة، وأصبحت قائدةً للكنيسة من جديد، فنظرًا لتاريخها في إساءة استخدام سلطتها بطرد أولئك الذين استاءت منهم، سوف تستبدلنا بالتأكيد، أو حتى تطردنا. ولكن عدم التوقيع على الخطاب لا يمكن تبريره؛ لأننا كتبناه بصفة مجهولة". فكرت للحظة ثم قلت: "دعنا نُوقِّع الخطاب بصفة مجهولة". الحقيقة هي أنني أردت بذل قصارى جهدي لإبعاد نفسي، وبذلك حتى في حال قمعي، لن يكون الأمر بهذه القسوة. فتعامل معي أخي الشريك عندئذٍ وقال: "لماذا يصعب عليك للغاية التوقيع باسمك؟ أنت ماكر جدًا!" فأثرت تلك الملاحظة بعمق في قلبي. أدركت أنه يجب ألا أكون ماكرًا، وألا أحاول حماية نفسي بعد ذلك، وأنه كان ينبغي أن أمارس الحق وأكون شخصًا أمينًا.
تأملت لاحقًا في نفسي. وسألت نفسي لماذا في كل مرَّةٍ يحدث فيها شيء يرتبط بمصالح الكنيسة مما يتطلب مني التعبير عن رأيي أشعر بالخوف والتقوقع ومحاولة حماية نفسي؟ ما الطبيعة التي كانت تتحكم بي عندما كنت أفعل هذا؟ قرأت كلام الله: "يفسد الشيطان الناس من خلال التعليم ونفوذ الحكومات الوطنية والمشاهير والعظماء؛ فقد أصبحت كلماتهم الشيطانية تمثّل حياة الإنسان وطبيعته. "اللهمّ أسألك نفسي، فليخلّص كل واحد نفسه" مقولة شيطانيَّة معروفة غُرست في نفس كل إنسان وأصبح ذلك حياة الإنسان. ثَمَّة كلمات أخرى عن فلسفات العيش تشبه تلك العبارة. يستخدم الشيطان الثقافة التقليدية لكل أمة ليُعلِّم الناس ويخدعهم ويفسدهم، فيدفع بالبشرية نحو السقوط في هوة هلاك لا قرار لها تبتلعهم، حتى يفنيهم الله في النهاية لأنهم يخدمون الشيطان ويقاومون الله. خدم بعض الناس كموظفين عموميين في المجتمع لعقود. تخيَّل طرح السؤال الآتي عليهم: "لقد أبليت بلاءً حسنًا في هذا المنصب؛ ما هي الأقوال المأثورة الشهيرة التي تحيا بموجبها؟" قد يقول: "الشيء الوحيد الذي أفهمه هو هذا: "المسؤولون لا يُصعِّبون الأمور على من يقدّمون الهدايا لهم، والذين لا يُطرونهم لا يحقّقون شيئًا". هذه هي الفلسفة الشيطانية التي تقوم عليها مهنتهم. ألا تمثل هذه الكلمات طبيعة مثل هؤلاء الناس؟ لقد أصبحت طبيعته تقضي باستخدام أي وسيلة دونما وازع من ضمير للحصول على منصب؛ فمنصبه الوظيفي ونجاحه المهني هما هدفاه. ما زالت توجد سموم شيطانية كثيرة في حياة الناس، وفي سلوكهم وتصرفاتهم. على سبيل المثال، تمتلئ فلسفاتهم للعيش، وطرقهم في عمل الأشياء، ومسلَّماتهم، بسموم التنين العظيم الأحمر، وتأتي جميعها من الشيطان. وهكذا فإن جميع الأشياء التي تسري داخل عظام الناس ودمهم كلها أشياء من الشيطان. ... يسري سُمّ الشيطان في دم كل شخص، ويمكن القول إن طبيعة الإنسان فاسِدة وشريرة ورجعية ومعادية لله، وممتلئة بفلسفات الشيطان وسُمّه ومنغمسة فيهما – لقد أصبحت في جملتها طبيعة الشيطان وجوهره. هذا هو السبب في أن الناس يقاومون الله ويقفون في مواجهته" (الكلمة، ج. 2، أحاديث مسيح الأيام الأخيرة، كيفية معرفة طبيعة الإنسان). بعد أن قرأت كلمة الله، أدركت أنني لم أجرؤ على مواجهة القادة الكذبة وأضداد المسيح وجهاً لوجه؛ لأنني عشت وفقًا للمنطق الشيطاني والقوانين والفلسفات الدنيوية مثل: "اللهم نفسي، وليبحث كل مرء عن مصلحته فقط"، و"كلَّما قَلَّت المشاكل، كان الأمر أفضل"، و"العاقل يتقن حماية نفسه ولا يسعى إلا لتفادي الأخطاء". ويوجد أيضًا: كل شخص يكتسح الثلج من أمام أعتاب بابه؛ ولا يبالي بالجليد الذي على سطح جاره." نظرًا لأنني عشت بموجب هذه السموم الشيطانية، كنت أنانيًا وحقيرًا وجبانًا ومخادعًا بشكل خاص. وفي كل شيء، كان أول ما أفكر به هو مصالحي الشخصية والمكاسب والخسائر المحتملة. عندما أردت الإبلاغ عن "لي" لأول مرَّةٍ، لم أجرؤ على فعل ذلك؛ لأنني أردت حماية نفسي. والآن، كانت "لي" تُشكِّل جماعةً وتتنافس على السلطة في الكنيسة، وتعطل عمل الكنيسة وتزعجه، وما زلت أفتقر إلى الشجاعة للنهوض وممارسة الحق. دفنت رأسي في الرمال لأختبئ كالسلحفاة، مرتعبًا من أنني في اللحظة التي أظهر فيها سوف أُعاقب إذا اكتشفني القائد الكاذب وضِدُّ المسيح. بالاسم كنت أؤمن بالله وأتبع الله، ولكن لم يكن يوجد مكان لله في قلبي. وكنت حتى أرى بيت الله تمامًا مثل المجتمع، معتقدًا أن بيت الله مكان بلا عدالة أو بر، وأنه يجب عليَّ فيه أن أتوخى الحذر باستمرار وأتعلم حماية نفسي، وإلا فإنني أخاطر بالتعرض للقمع والعقاب. وهذا النوع من وجهات النظر لم يكن إلا افتراءً وتجديفًا على الله! فبيت الله ليس هو العالم الخارجي. يسود الشيطان في العالم ويحكم فيه الشرير، ولا يتعرض الأخيار إلّا للتنمر والقمع. أمّا بيت الله فيحكمه المسيح والحق. ولا يجد القادة الكذبة وأضداد المسيح مكانًا للوقوف في بيت الله، وعندما يكتسب شعب الله المختار فهمًا للحق وبصيرة، سوف يجري الإبلاغ عنهم جميعًا وكشفهم ونفيهم واستبعادهم. هذا هو بر الله. تقول كلمات الله، "ينبغي أن يُعاقَب الشرير". كلمة الله هي الحق والحقائق التي سوف ينجزها الله. رأيت أيضًا أمثلة حقيقية لقادة كذبة وأضداد للمسيح يجري استبدالهم أو طردهم. أليس هذا هو بر الله؟ لكن مصالحي الخاصة أعمتني تمامًا، ولم أفكر إلا في كيفية حماية نفسي. كنت أؤمن بالله، لكنني لم أؤمن بكلمة الله أو وفائه أو بره. كنت أرى الأشياء من وجهة نظر غير المؤمن. ألم يكن هذا يعني أن أكون غير مؤمن؟ إذا واصلت العيش وفقًا للفلسفات الشيطانية، ولم أمارس الحق، ولم أحمِ عمل الكنيسة، فسوف يدينني الله في النهاية ويستبعدني. بعد أن أدركت هذه الأشياء، فهمت أنه فيما يخص مسألة الإبلاغ عن "لي" كان ينبغي أن أفي بمسؤولياتي إلى أقصى حد، وحتى إذا جاء يوم وتعرضت فيه للقمع أو للطرد من جانب "لي"، فسوف توجد أيضًا دروس أتعلمها وسوف يكون ذلك وفقًا لمقاصد الله الحسنة. بعد التفكير في هذا، وقَّعت بهدوء شديد باسمي على خطاب الإبلاغ. وفي تلك اللحظة، شعرت بالأمان وبراحة البال مع إحساس بالفخر. شعرت أنني قد نهضت أخيرًا وأصبحت شخصًا محترمًا.
بعد حوالي شهر من إرسال خطاب الإبلاغ، وصلنا الخبر السار أخيرًا. ارتكبت "لي" العديد من الأفعال الشريرة ورفضت التغيير، ولذلك جرى تعريفها على أنها ضِدُّ المسيح، وطُردت من الكنيسة. كما طُرد أولئك الأشرار الذين اتبعوا "لي" في أفعالها الشريرة وتعطيل عمل الكنيسة. وبعض الذين أظهروا عبارات التوبة لم يُصنَّفوا على أنهم أشرار، وسُمِحَ لهم بالبقاء في الكنيسة، ومُنحوا فرصة للتوبة. لقد خمدت أخيرًا فوضى استمرت لعدة شهور، واستؤنفت الحياة الكنسية العادية. كنت سعيدًا جدًا برؤية هذه النتيجة، لكنني شعرت أيضًا بالندم والأسف؛ لأنني في مسألة الإبلاغ عن القائد الكاذب وضد المسيح كنت أنانيًا وحقيرًا، وكنت أحمي نفسي، بل وأشك في بر الله وسيادة الحق في بيت الله. كان لا يزال جانب كبير فيّ غير مؤمن. رأيت أنني كنت فاسدًا للغاية، وأنني مدين لله بالكثير. أقسمت أنه في المرَّة القادمة التي يحدث فيها شيء كهذا سوف أقف إلى جانب الله.
بعد أربعة أعوام، حدث شيء مشابه مرَّةً أخرى. نظرًا لأن قادة كنيستي، وانغ واثنين آخرين، كانوا يتحدثون عن الحروف والتعاليم دون أداء عمل فعلي، جرت إدانتهم كقادة كذبة وتعرضوا للفصل، وأرسلت الكنيسة مؤقتًا اثنتين من القادة لتولي المسؤوليات. عندما جاءت هاتان الأختان، نشر وانغ مغالطة بأن كنيستنا لم تأخذ "صدقات خيرية". وهذا يعني أنه لم يقبل أن تكون الأختان المنقولتان من الخارج قائدتين لنا. بدأوا في البحث عن مبررات لمهاجمة هاتين الأختين، وتملقوا الإخوة والأخوات الآخرين للوقوف إلى جانبهم وكتابة خطاب إبلاغ يفيد بضرورة إعادة الأختين إلى مكانيهما. وفي وقت لاحق، طلبوا مني أيضًا المشاركة في هذا. عندما قرأت خطاب الإبلاغ الذي كتبوه، رأيت أن بعض السلوكيات الشريرة التي قدموها كانت مجرد أمثلة عادية لكشف الفساد، وليست أفعالًا شريرة على الإطلاق. وكان بعضها الآخر مبالغة صريحة، وبعضها اتهامات كاذبة وأكاذيب تشوه الحقائق. كانت إداناتهم في الخطاب مبالغًا فيها وفاسدة وشريرة. أدركت أن الهدف الحقيقي من خطاب إبلاغهم لم يكن حماية عمل الكنيسة، أو إبعاد القادة الكذبة، أو حماية شعب الله المختار، بل تقلد السلطة، واستعادة مناصبهم كقادة للكنيسة، والسيطرة على الكنيسة، والسيطرة على شعب الله المختار. لقد كانوا هم أضداد المسيح! في البداية، أردت الابتعاد عن الموضوع؛ لأن قائد مجموعتي قد انخدع أيضًا بهم، وكان يشارك في التقرير، وكنت مجرد مؤمن عادي؛ ولذلك لم يكن بإمكاني تحمُّل الإساءة إلى هؤلاء الأشخاص. ولكن عندما فكرت في كيفية الإبلاغ عن ضد المسيح "لي" وطردها قبل أربعة أعوام، وكيف لم تكن لديَّ أي شهادة، قررت عدم الاختباء أو التقوقع مرَّةً أخرى. شاركت مع الإخوة والأخوات من حولي حتى يتمكنوا من فهم الأهداف والمقاصد الحقيقية لدى الذين كتبوا خطاب الإبلاغ هذا، وحتى يكون لديهم تمييز بشأنهم. وبعد ذلك، أبلغت الكنيسة وكشفت لها الأفعال الشريرة التي ارتكبتها هذه الجماعة للتنافس على السلطة. أجرت الكنيسة تحقيقًا، وتحققت من الموقف، وقررت أن هؤلاء الناس كانوا أضداد المسيح، وطردتهم من الكنيسة. وعندما رأيت أن الإشعار بطرد هذه المجموعة من أضداد المسيح احتوى على بعض الأدلة التي قدمتها، شعرت بوافر السعادة والارتياح. وشعرت بالفخر لأنني عشت وفقًا لمسؤولياتي في هذا الأمر.
سمح لي اختبار هذه الأشياء برؤية الحكمة العظيمة لعمل الله. سمح الله للقادة الكذبة وأضداد المسيح بالظهور داخل الكنيسة حتى أتمكن من التمتع بالقدرة على التمييز. ومن خلال الكشف عنهم وطردهم، اكتسبت بعض المعرفة عن شخصية الله البارة، ورأيت كيف أن المسيح والحق يسودان في بيت الله، ونما إيماني بالله. الشكر لله!